أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 10 أيار 2013

المعارضة تطلب «تغيير الموازين على الأرض» قبل التفاوض

باريس – رندة تقي الدين؛ الدوحة – محمد المكي أحمد

لندن، روما، دمشق – «الحياة»، رويترز، ا ف ب – بدأت واشنطن في ممارسة ضغوط على المعارضة السورية لتشكيل وفدها إلى المؤتمر الدولي المقرر عقده في جنيف نهاية الشهر الجاري، في وقت أعرب النظام السوري عن «الترحيب» بالتقارب الأميركي – الروسي استناداً إلى «ثبات» موقف موسكو وإلى برنامج الحوار الذي أعلنه الرئيس بشار الأسد.

وفي حين أكدت المعارضة ضرورة «تغيير موازين القوى على الأرض» قبل بدء المفاوضات مع النظام، شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري على أن الرئيس الأسد «لن يشارك» في الحكومة الانتقالية المتوقع تشكيلها بين المعارضة والسلطة، وقال إن تسليم روسيا صواريخ متطورة إلى سورية سيؤدي «إلى زعزعة الاستقرار» في المنطقة في إطار تعليقه على معلومات عن احتمال بيع نظام صواريخ مضادة للطائرات والصواريخ الموجهة إلى سورية. وأضاف: «نفضل ألا تقدم روسيا مساعدة» إلى نظام الأسد.

وأوضحت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» أن واشنطن تخلت عن شرطها السابق بضرورة «تنحي» الأسد قبل بدء المفاوضات لتشكيل الحكومة الانتقالية، وأن كيري أضاف إلى ذلك «تنازلاً آخر» تمثل بقبول بقاء الأسد «خلال المفاوضات إلى حين تشكيل الحكومة الانتقالية بين السلطة والمعارضة». وأشارت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون سيتوجه إلى واشنطن للقاء الرئيس باراك أوباما الاثنين بعد لقائه المقرر اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي لدعم التفاهم الروسي – الأميركي مع حرص لندن على إبقاء «الضغط الديبلوماسي للدفع باتجاه الحل، عبر رفع الحظر الأوروبي عن السلاح لسورية». وقالت إن الوزراء الأوروبيين سيقررون في اجتماعهم في بروكسيل في 18 الجاري عدم تمديد العمل بجميع العقوبات بما فيها السلاح.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزارة الخارجية «ترحيبها» بالتقارب بين واشنطن وموسكو «انطلاقاً من قناعتها بثبات الموقف الروسي المستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي ولا سيما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ومبدأ عدم التهديد بالقوة أو استعمالها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة». لكنها أشارت إلى أن «صدقية» موقف واشنطن تقوم على أساس سعيها لدى حلفائها بـ «وقف العنف والإرهاب وتجفيف مصادره تمهيداً لانطلاق الحوار السياسي». كما اشترطت أن «الشعب السوري وحده هو من يقرر مستقبله والنظام الدستوري لبلاده من دون أي تدخل خارجي، خصوصاً أن الحكومة السورية خطت خطوات باتجاه تنفيذ البرنامج السياسي الذي طرحه الرئيس الأسد والمستند إلى روح وثيقة جنيف (للعام الماضي) من أجل الإعداد لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في دمشق».

وصرح كيري قبل محادثات مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في روما أمس أن كل الأطراف تعمل «لتشكيل حكومة انتقالية بالتفاهم بين الطرفين، وهذا يعني في رأينا أن الأسد لن يكون مشاركاً في هذه الحكومة الانتقالية».

ورأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن «مستوى التدخل الإيراني إلى جانب النظام السوري هائل» وأن «هناك علاقة بين الملف النووي الإيراني والمواجهات في سورية»، محذراً من أنه «إذا لم تستطع الأسرة الدولية وقف تحرك إيران بقوة لدعم قوات الأسد فماذا سيحصل لصدقيتنا في ضمان عدم حصول إيران على السلاح النووي». وأردف في مقابلة مع صحيفة «لوموند» تنشرها اليوم، أن على الولايات المتحدة التحرك في شكل كامل وأن تتعزز المحادثات مع روسيا. ونحن اقترحنا منذ فترة طويلة جنيف – ٢ ليتبع مؤتمر جنيف الذي عقد في حزيران (يونيو) ٢٠١٢ والذي كاد ينجح، إضافة إلى زيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة في «الائتلاف الوطني السوري» الذي يجب أن يتوسع ويتوحد».

وقالت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة» إن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد بدأ سلسلة اجتماعات مع قيادات المعارضة في اسطنبول لدفعها إلى تشكيل وفدها التفاوضي إلى المؤتمر الدولي المزمع عقده نهاية الشهر الجاري، في ضوء موقف «الائتلاف الوطني السوري» بأن أي حل سياسي يجب أن يبدأ بـ «رحيل» الأسد.

وتوقعت المصادر أن ينعكس مضمون التفاهم الأميركي – الروسي في المؤتمرات المختلفة التي تعقدها المعارضة في الأيام المقبلة، على رغم تمسك «المجلس الوطني» بموقفه الصلب إزاء شروط التفاوض خلال اجتماعاته في اسطنبول في اليومين الماضيين.

وأوضحت المصادر أن فورد سيواصل اجتماعات مع قادة «الائتلاف» عشية اجتماعهم في اسطنبول الأحد والاثنين المقبلين، ونقلت عن مسؤولين في «الائتلاف» تأكيدهم رفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع النظام، وأن أحدهم قال لفورد: «إذا أردتم مفاوضات وهي أصلاً غير مقبولة، فلا بد من تغيير الموازين على الأرض. ومن دون تحقيق ذلك وفي ظل استمرار الدعم الروسي للنظام فإن كل ذلك يعني تضييع قضية الشعب السوري».

ويتوقع أن يثير التفاهم جدلاً في اجتماعات «القطب الديموقراطي» في القاهرة اليوم، في وقت علمت «الحياة» أن الرئيس المستقيل معاذ الخطيب الذي يؤمن بالتفاوض مع النظام، سيشارك في مؤتمر موسع للمعارضة في مدريد يومي 20 و21 الجاري.

وحض الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي المعارضة على «انتهاز الفرصة» للاتفاق على حكومة انتقالية. وقال في بيان «إن التفاهم الروسي – الأميركي بالعمل معاً وبصورة مباشرة يشكل تطوراً مهماً وإيجابياً لدفع الجهود الإقليمية والدولية لرعاية تنفيذ ما جاء في البيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل الدولية في جنيف في 30 حزيران الماضي والذي حدد الإطار والأسس للحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية».

وفيما أعلن فابيوس أن بلاده بدأت إجراءات مشتركة مع بريطانيا لتقديم طلب إدراج «جبهة النصرة» إلى لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة، تضاربت الأنباء أمس عن إصابة زعيم «جبهة النصرة في بلاد الشام» أبو محمد الجولاني بجروح خلال قصف جوي على ريف دمشق الجنوبي.

وتعرضت مدينة القصير قرب حدود لبنان لقصف جوي ترافق مع معارك عنيفة بعد استعادة القوات النظامية مدعومة من مقاتلي «حزب الله» قرية في ريف القصير، وواصل «لواء اليرموك» مواجهاته مع القوات النظامية ضمن معركة «جسر حوران» بعد صد تقدم الجيش النظامي في خربة غزالة قرب حدود الأردن.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة دارت أمس في أطراف حي برزة شمال دمشق وسط قصف جوي تعرضت له المنطقة وحي القابون المجاور. وشن الطيران الحربي غارات على البساتين الواقعة بين مدينة داريا وبلدة معضمية الشام في الطرف الجنوبي لدمشق. وفي شمال غربي البلاد، أفاد المرصد بأن مقاتلين دمروا دبابة أمام تجمع للجيش النظامي في معمل القرميد شرق أريحا باتجاه مدينة حلب. وقال شهود عيان إن انفجارات عنيفة هزت معسكر معمل القرميد نتيجة قصفه بصواريخ أرض – أرض محمولة على سيارات، في حين «دارت مواجهات بين مقاتلي المعارضة في بلدة بنش شمال شرقي إدلب وقوات «اللجان الشعبية» الموالية للنظام في بلدة الفوعة الموالية التي يقطنها مواطنون شيعة مع تبادل للقصف بين الجانبين».

إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث مع «فرانس برس» أن بلاده «سترد فوراً وبشدة على أي هجوم إسرائيلي جديد على أراضيها»، وقال «تم إعطاء تعليمات» بهذا الخصوص. وزاد: «ردنا على إسرائيل سيكون قاسياً ومؤلماً، على إسرائيل أن تعرف ذلك (…) سورية لن تسمح بأي حال من الأحوال، بأن يتكرر ذلك». وأضاف المقداد أن بلاده مستعدة «الآن وفي هذه اللحظة لاستقبال البعثة كما قررها (الأمين العام للأمم المتحدة) بان كي مون للتحقيق في ما حدث في خان العسل»، علماً أن الأمم المتحدة تريد إرسال مفتشين للتحقيق «في كل المزاعم» في شأن استخدام الأسلحة الكيماوية بما في ذلك في ريف دمشق وفي حمص بوسط البلاد.

نصرالله: مستعدون لتسلم أي سلاح نوعي من سورية وسنتعاون مع المقاومة الشعبية لتحرير الجولان

بيروت – «الحياة»

اعلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله التزامه «أننا نقف الى جانب المقاومة الشعبية السورية من أجل تحرير الجولان كما وقفت سورية الى جانب الشعب اللبناني حتى تمكنت المقاومة من تحرير جنوب لبنان». وقال إن المقاومة اللبنانية «ستقدم العون والتنسيق والتدريب لتحرير الجولان»، في رده على الغارات الإسرائيلية على محيط دمشق. وأكد «أننا مستعدون لأن نستلم أي سلاح نوعي من سورية ولو كان كاسراً للتوازن وأن نحافظ عليه، وجديرون باقتنائه وسندفع بهذا السلاح العدوان عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا».

وتحدث نصرالله بحماسة أمس لمناسبة الذكرى السنوية الـ25 لتأسيس إذاعة الحزب (النور)، وتناول الوضع الداخلي اللبناني فدعا من يشكلون الحكومة الى عدم إضاعة الوقت، مؤكداً أن «فريقنا متمسك بتمثيله بحسب الأحجام النيابية ليشعر الجميع بأنهم شركاء حقيقيون في هذه الحكومة». وأكد «أننا سنصوت لمصلحة مشروع اللقاء الأرثوذكسي لقانون الانتخاب إذا طرح على التصويت في الجلسة النيابية التي ستُعقد في 15 الجاري».

وهاجم نصرالله الدول العربية ودول الربيع العربي في حديثه عن القضية الفلسطينية وانتقد «مظهر وزراء خارجية دول عربية يتوسطهم وزير خارجية الولايات المتحدة، وبينهم وزراء من دول الربيع العربي يقدمون تنازلاً في القضية الفلسطينية». وهاجم عدم تقديم الدول العربية الدعم للشعب الفلسطيني وللمقدسيين «كي يثبتوا في أرضهم»، سائلاً: «هل سنعود للرهان على هذا النظام العربي فقط لأن الأسماء تغيرت؟». وامتدح قرار مجلس النواب الأردني طلب سحب السفير من إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي في عمّان.

وأسهب في الحديث عن العدوان الإسرائيلي على سورية معتبراً أن «من أهدافه إخراج سورية من معادلة الصراع العربي – الإسرائيلي والعدو يقول إنه لن يسمح بنقل سلاح كاسر للتوازن الى المقاومة». وإذ نفى الأنباء عن سقوط مئات من الشهداء في سورية نتيجة القصف الإسرائيلي وتحدث عن سقوط 4 أو 5 جنود سوريين فقط، أشار الى الرد السوري معلناً أن سورية «ستعطي سلاحاً نوعياً أعلى للمقاومة… هذا قرار استراتيجي كبير أن تقول القيادة السورية سأعطيهم سلاحاً لم أعطه من قبل». ورأى أن هذا «أهم من قصف فلسطين المحتلة».

واعتبر أن المهم في الرد على العدوان على سورية هو «إفشال أهداف العدوان وقلب السحر على الساحر وهذا ما فعلته القيادة السورية».

وقال إن «القيادة السورية قالت أعطيت الأوامر بالرد من دون العودة الى القيادة. من يجرؤ أن يفعل ذلك في العالم العربي؟».

وقال إن «الرد الثاني الاستراتيجي هو إعلان القيادة السورية أن جبهة الجولان أصبحت متاحة». ورأى أن هذا الرد «يدل على امتلاك القيادة السورية أعصاباً قوية وحكمة عالية وتدير المعركة بعقل استراتيجي». وقال: «هناك محبون يريدون أن تقصف سورية فلسطين المحتلة في ردها، وهناك مبغضون يريدون أن ترد وأن تنشب الحرب بين سورية وإسرائيل». ودعا العرب الى العمل للحل السياسي في سورية، وجدد القول «إننا لن نسمح بأن تسقط سورية بيد الإسرائيليين والأميركيين والتكفيريين».

وتناول نصرالله الوضع الداخلي فقال: «نريد أن تتشكل حكومة في أسرع وقت وإجراء الانتخابات في مواعيدها، والتأجيل التقني طبيعي، ووضعنا جيد جداً ونعرف الكثير ممن خابت آمالهم وتطلعاتهم من تبدل اتجاهات الريح وماذا يقولون في مجالسهم، وهو غير ما يقولونه على شاشات التلفزة. تريدون انتخابات اليوم، نحن جاهزون، ولاحقاً نحن جاهزون ولا ندفع نحو تأجيل الانتخابات».

وتحدث عن ظروف تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ورفض «قوى 14 آذار» المشاركة فيها وصولاً الى استقالتها. وقال: «سمى الفريق الآخر الرئيس تمام سلام وهو شخصية من فريق 14 آذار ونحن قبلنا بهذه التسمية وتعاطينا معها بإيجابية ووجدها فيه شخصية متزنة وهادئة ومعتدلة وإنها فرصة للبلد أن نذهب لحكومة وحدة وطنية وحكومة إنقاذ وطني ومصلحة وطنية وليس لحكومة تحدٍ، وبطبيعة الحال يجب أن يشعر الفرقاء بأنهم موجودون». وأضاف: «طمئنوا الناس أنكم لا تستهدفون أحداً».

وأردف: «برأي من يشارك في تشكيل الحكومة أنها فقط حكومة انتخابات، نحن لم نطالب أن نشارك بأحجامنا الواقعية في الحكومة بل بأحجامنا النيابية وهذه الحكومة ستشرف على المسؤوليات وليس فقط مسؤولياتها الانتخابية حتى لو بقيت أسبوعاً واحداً، أو يوماً واحداً، وفي الدستور هذا الأمر مفتوح ويجب عدم التحجج بالدستور. وفي الظرف الحالي وما يجري في المنطقة والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والتوتر في المنطقة، المصلحة تكمن في تشكيل حكومة شراكة حقيقية، ويجب عدم تضييع الوقت في هذا الموضوع وفريقنا متمسك بتمثيله بحسب الأحجام النيابية».

وعن قانون الانتخاب قال: «نقترب من 15 أيار (مايو) والرئيس نبيه بري أعلن عن عقد جلسات. وإذا طرح مشروع اللقاء الأروثوذكسي سنصوت معه أياً يكن مَن صوّت ومن لم يصوّت لأننا أعطينا كلمتنا ولا نناور بهذا الموضوع، ولكن إن لم يتم التصويت، فنحن في فريقنا لم نتفق الى الآن على بديل ومستعدون للتشاور، الأمر سيكون متروكاً لطبيعة الجلسات وحشر الوقت، ولكننا بالتأكيد لسنا مع الفراغ والخيارات الأخرى غير الفراغ كلها قابلة للنقاش».

وفي موضوع اللبنانيين المخطوفين في أعزاز في منطقة حلب السورية (تجرى مفاوضات من أجل مبادلتهم بسجينات سوريات لدى النظام السوري وفق مطالب الخاطفين) طمأن نصرالله أهالي المخطوفين بالقول: «ما علينا القيام به قمنا به والأمور إن شاء الله ستأخذ مسارها الإيجابي والباقي عند الدولة». وتوجه الى أهالي منطقة الهرمل الذين تعرضوا للقصف بالقول: «سنعمل على معالجة الموضوع وأعتقد أنه سيعالج».

“شهداء اليرموك” تتبنى في شريط مصور “إجلاء” المراقبين من الجولان

بيروت – ا ف ب

بثت مجموعة مقاتلة في سورية شريطاً مصوراً على شبكة الانترنت، يظهر اربعة مراقبين فيلبينيين تابعين الامم المتحدة في الجولان تحتجزهم منذ الثلاثاء، مؤكدة ان ما قامت به “عملية اجلاء” لحمايتهم.

ويظهر في الشريط ومدته 26 ثانية، شخص ملتح يتلو بيانا مكتوبا وسط العناصر الاربعة، جاء فيه “تعلن قيادة لواء شهداء اليرموك عن تبني عملية اجلاء اربعة من عناصر الامم المتحدة من منطقة المعركة بين عناصر اللواء ومجرمي عصابات (الرئيس السوري بشار) الاسد خشية على حياة هؤلاء الجنود اولا”.

اضاف “وثانيا حتى لا يلجأ اليهم مجموعة من العناصر المجرمة التي ما زالت فارة، وبالتالي حدوث اشكال لا تحمد عواقبه بين اهالي الضحايا المدنيين وبين عناصر البعثة الدولية”.

وبدا العناصر الاربعة جالسين الى كراس وهم يرتدون زيهم العسكري، من دون ان يقدموا على اي حركة او يقولوا شيئا.

وكانت الامم المتحدة اعلنت الثلاثاء ان مجموعة مسلحة خطفت اربعة من عناصر قوات حفظ السلام في مرتفعات الجولان السورية.

وتبنت “كتيبة شهداء اليرموك” احتجاز هؤلاء، مشيرة الى انها قامت بذلك لحمايتهم تزامنا مع اشتباكات عنيفة وقصف من القوات النظامية في وادي اليرموك الذي يعد من اكبر وديان جنوب الجولان على الحدود مع الاردن، ويقع في امتداد محافظة القنيطرة حيث هضبة الجولان التي تحتل اسرائيل اجزاء منها.

وكان المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي اعلن الاربعاء ان المنظمة الدولية سحبت مراقبين من موقع في هضبة الجولان حيث احتجز المراقبون الاربعة.

واعلن وزير خارجية الفيليبين البرت دل روزاريو اليوم الجمعة ان بلاده ترغب في سحب جنودها العاملين ضمن قوة فض الاشتباك في هضبة الجولان باسرع وقت بعد خطف الاربعة، وذلك بعد شهرين من خطف 21 جنديا فيلبينيا في المنطقة نفسها، افرج عنهم بعد ثلاثة ايام.

وتنتشر قوة مراقبة فك الاشتباك الدولية في الجولان منذ 1974 وقوامها نحو 1000 عسكري يحملون اسلحة خفيفة.

الأمم المتحدة ترعى المؤتمر حول سوريا

كيري: لا مكان للأسد في حكومة انتقالية

    نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات

دمشق ترحّب بـ”التقارب” الأميركي – الروسي في موضوع سوريا

الابرهيمي أعلن استمراره في منصبه وداود أوغلو في الأردن اليوم

بعد ثلاثة ايام من الدعوة الاميركية – الروسية الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا يجمع ممثلين للنظام والمعارضة من اجل ايجاد حل للأزمة السورية التي مضى عليها 26 شهراً، كرر وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه لا يرى مكاناً للرئيس السوري بشار الاسد في أي حكومة انتقالية في سوريا، بينما بدأت واشنطن اتصالات مع المعارضة السورية لاطلاعها على نتائج المباحثات بين كيري والمسؤولين الروس. وفي ظل المساعي الاميركية – الروسية بحثاً عن حل سياسي، رحبت دمشق بـ”التقارب” الاميركي – الروسي وقت حقق الجيش السوري النظامي تقدماً جديداً في اتجاه مدينة القصير بريف حمص، وهددت الحكومة السورية بالرد فوراً على اي هجوم اسرائيلي جديد تتعرض له سوريا.

وصرح كيري قبل لقائه نظيره الأردني ناصر جودة بأن الولايات المتحدة خصصت 43 مليون دولار من مبلغ المساعدات الانسانية التي قررتها حديثاً وهو 100 مليون دولار للأغراض الإنسانية للمساعدة على تخفيف الأعباء التي يتحملها الأردن نتيجة لتدفق اللاجئين السوريين إليه.

واشار إلى أنه سيعمل مع جودة لمحاولة جمع ممثلي المعارضة والحكومة السورية الى طاولة المفاوضات توصلاً إلى حل بالتراضي من كلا الجانبين  لتأليف حكومة انتقالية، مستبعداً أن يكون الاسد طرفا في هذه الحكومة.

وقال انه طلب من السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد متابعة محادثاته من موسكو واسطنبول، موضحاً أنه يشارك في محادثات مع المعارضة السورية وصفها بأنها مثمرة جداً.

وأضاف أنه على اتصال مباشر بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في ما يتعلق بعقد المؤتمر الذي تم الاتفاق عليه مع روسيا حول سوريا، وانه سيعمل مع جميع الأطراف لعقد هذا المؤتمر. وكشف أنه تحدث هاتفيا مع معظم نظرائه في الدول المعنية، وأن ثمة استجابة ورغبة قوية جداً في عقد هذا المؤتمر.

ورأى ان تسليم روسيا صواريخ الى سوريا سيؤدي “الى زعزعة الاستقرار”، وذلك تعليقا على معلومات تحدثت عن احتمال بيع سوريا صواريخ روسية. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو “ان الصواريخ من شأنها زعزعة الاستقرار… نفضل الا تقدم روسيا مساعدة” الى نظام الاسد.

الابرهيمي باقٍ

وفي نيويورك، باشر بان كي – مون اتصالات ومشاورات مكثفة من أجل عقد مؤتمر ترعاه المنظمة الدولية في محاولة جديدة لايجاد تسوية سياسية للحرب السورية من طريق توسيع التفاهمات الواردة في بيان جنيف لمجموعة العمل الخاصة بسوريا، وفقاً لما طلبه منه كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

وعلى رغم أن ديبلوماسياً رفيعاً معنياً بالأوضاع في سوريا ودول الجوار عبر أمام بعض أعضاء مجلس الأمن عن اعتقاده أن “الحل السياسي غير ممكن للأزمة في سوريا”، لم يتخل المندوبون الدائمون للدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس عن “الأمل في امكان احداث اختراق سياسي يوقف التدهور المطرد للأوضاع في سوريا والخطر البالغ الذي يحدق بدول الجوار، وخصوصاً لبنان والأردن”، كما أبلغ البعض “النهار”. ونقل أحدهم “صورة قاتمة جداً بسبب تدفق اللاجئين السوريين بوتيرة تجعلهم عاملاً أخطر مما هو العامل المرتبط باللاجئين الفلسطينيين”، محذراً من أن “استمرار الوضع على ما هو أشهراً قد يؤدي الى انهيار بعض البلدان”، مع العلم أن المسؤولين الأردنيين “صاروا يتحدثون عن خطر وجودي تواجهه المملكة”.

وأعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي وافق على العودة عن استقالته. وقال إن “ما حصل هو اتصالات مكثفة جداً خلال الساعات الأخيرة بين الأمين العام للمنظمة الدولية ووزيري الخارجية الأميركي والروسي ومحادثات مع الابرهيمي أمس وقبله”.

وكان الناطق باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي أفاد أن الأمين العام أجرى مشاورات هاتفية منفصلة مع كيري ولافروف في شأن سوريا. وقال إن الأمم المتحدة “مستعدة للقيام بدورها للمساعدة في التوصل الى تسوية سلمية. ويشجع الأمين العام بقوة كل الأطراف على اغتنام هذه الفرصة”.

 الموقف السوري

وفي دمشق، نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن بيان لوزارة الخارجية والمغتربين السورية: “إن الجمهورية العربية السورية ترحب بالتقارب الأميركي الروسي الذي برز خلال محادثات وزيري الخارجية الأميركي والروسي في موسكو بتاريخ 7-5-2013 انطلاقا من قناعتها بثبات الموقف الروسي المستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي ولا سيما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ومبدأ عدم التهديد بالقوة أو استعمالها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة”. وأضافت إن سوريا” تؤكد أن صدقية الموقف الأميركي في تبني الحل السياسي للأزمة في سوريا تكمن في سعيها الجاد لدى حلفائها لوقف العنف والإرهاب وتجفيف مصادره تمهيدا لانطلاق الحوار السياسي”. واشارت الى ان على الجميع ان يدركوا أن الشعب السوري وحده” هو من يقرر مستقبله والنظام الدستوري لبلاده دون أي تدخل خارجي خاصة أن حكومة الجمهورية العربية السورية قد خطت خطوات في اتجاه تنفيذ البرنامج السياسي الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد والمستند إلى روح وثيقة جنيف من أجل الإعداد لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في دمشق”.

وفي موقف سوري جديد من الغارات التي شنتها اسرائيل على اهداف في ضواحي دمشق، صرح نائب وزيرالخارجية السوري فيصل المقداد في مقابلة مع “وكالة الصحافة الفرنسية”: “تم اعطاء تعليمات للرد فورا على اي هجوم اسرائيلي جديد”. وقال: “ردنا على اسرائيل سيكون قاسيا ومؤلما، على اسرائيل ان تعرف ذلك… سوريا لن تسمح في أي حال من الاحوال، بان يتكرر ذلك”. ووصف التاكيدات الاسرائيلية ان الطائرات استهدفت “حزب الله” وايران بانها “كاذبة”. وأبدى استعداد بلاده لاستقبال لجنة الامم المتحدة للتحقيق في الاسلحة الكيميائية فوراً، واكد ان القول عكس ذلك ليس سوى “كذبة كبرى”.

وبعد يومين من زيارة وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي للاردن، يصل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى عمان اليوم في زيارة تستغرق بضع ساعات يتوقع ان تتركز على الوضع في سوريا.

وفي برازيليا، اكد الرئيس المصري محمد مرسي الذي يزور البرازيل حالياً، الحاجة الى التوصل إلى حل دائم للصراع في سوريا.

وقالت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف: “ندعم وقفا فوريا وفعالا لإطلاق النار. وندعم أيضا بدء عملية سياسية من السوريين بتأييد من المجتمع الدولي”.

أسعار الخضار والفواكه تحلّق في دمشق

شهد شهرا آذار ونيسان الفائتان، موجة جديدة وقوية من ارتفاع الأسعار في العاصمة دمشق. الخضار والفواكه التي كانت حتى زمن قريب غذاءً حاضراً على موائد جميع السوريين، ارتفعت أسعارها بصورة قاسية، جعلتها بعيدة عن متناول قسم كبير منهم.

“عائلتي لم تأكل حبة فاكهة واحدة منذ أربعة أشهر”، يقول خليل، الموظف في القطاع العام. ويشرح لـ”المدن” كيف أجبره راتبه المتواضع على إستبعاد الفواكه من جدول مشترياته اليومية. أما الخضار فيتعامل معها “بالحبة” كما يقول. وفيما يقف عاجزاً أمام ارتفاع الأسعار، يتساءل بغضب “هل من المعقول أن يصبح صحن السَلَطَة بسعر نصف كيلو اللحمة؟”.

مستوى الأسعار الجنوني غيّر العادات الشرائية لأصحاب الدخل المحدود، وهؤلاء يشكلون السواد الأعظم من السوريين. “أي زمان هذا الذي جعلنا نشتري الخضار والفواكه بالحبة؟” يتساءل سامر، وهو رب أسرة من أربعة أفراد. ويشرح لـ”المدن” كيف ضمرت سلته الغذائية مع انخفاض سعر صرف الليرة، قائلاً: “تقلص راتبي، وبات لا يساوي أكثر من مئة دولار يجب أن تكفيني وزوجتي وأطفالي الثلاثة!”.

لا يبدو أن الأزمة في طريقها إلى الحل، إذ أن سوريا باتت تقبع في عجز تام عن تأمين كميات كافية من الخضار والفواكه، برغم أنها صدرت منها ما قيمته 47.6 مليار ليرة في العام 2010. البندورة التي يتراوح سعر الكيلو منها اليوم بين 100- 150 ليرة، كانت في مقدمة هذه الصادرات، وبيعت حينها في السوق المحلي بسعر يراوح ما بين 15- 30 ليرة.

وكانت تقارير دولية تحدثت عن تراجع الإنتاج النباتي في سوريا، بنسبة تجاوزت 50 في المئة، بسبب عدم قدرة المزارعين على حصاد محاصيلهم الزراعية. غير أن أسباباً أخرى، تضافرت في الشهور الماضية، لتزيد من حدة الأزمة. فكيف يستقيم حال سوق الخضار والفواكه في دمشق، إذا كانت درعا، ارض الخضار والفواكه، تشهد بركاناً إثر آخر؟ هذا فيما اشتد الخناق على سوق الهال الدمشقي، وأحاطت به المعارك من كل صوب.

تعتبر مدينة درعا، من أهم المدن السورية في إنتاج الخضار والفواكه الصيفية. لكن إنتاجها انخفض اليوم إلى مستويات غير مسبوقة. وحتى هذا الإنتاج الضئيل، يتعذر نقله إلى دمشق، بعد انقطاع الطريق الدولي بسبب المعارك. وعبر معبر نصيب الحدودي في درعا، تصدر الأردن الخضار والفاكهة الصيفية إلى سورية في فصل الشتاء، إذ تتمكن الأردن من إنتاجها شتاءً، بالنظر إلى المناخ الدافئ القريب من الصيف في بعض مناطقها. غير أن هذه العملية توقفت تماماً في الشهرين الفائتين، بسبب التوتر الأمني على معبر نصيب، ومنع القوافل التجارية من الدخول إلى سوريا.

بالمقابل، يشهد سوق الهال، وهو السوق المركزية لتوزيع الخضار والفواكه في العاصمة، اشتباكات مستمرة في محيطه. هذا فضلاً عن سقوط  قذائف في داخله. ما أدى إلى توقف حركة البيع والشراء أياماً ، قبل أن تعود تدريجياً، لكن بحذر شديد. ويشرح أحد الباعة في سوق الهال لـ “المدن” كيف ارتفعت الأسعار بسبب هذه الأحداث، وذلك “بعدما انخفضت كميات الخضار والفواكه المعروضة في السوق”. وتوقع أن تنخفض الأسعار قليلاً مع حلول فصل الصيف، إذ أن ” المعروض من الخضار والفواكه اليوم معظمه مستورد. هذا فيما بدأت ترد بعض الخضار من الساحل السوري”.

وكان رئيس لجنة سوق الهال رامز السمان قد أوضح في تصريح قبل أيام، أنه قد “مر أسبوع ولم تدخل أية قافلة من الخضار والفواكه إلى سورية، وإن الأسواق ما زالت تعتاش على نحو 25 براداً كانت قد دخلت قبل ذلك”.

وكان رئيس “اتحاد غرف الزراعة السورية” محمد الكشتو اعتبر في تصريح له “أن السبب الحقيقي في ارتفاع أسعار الفواكه والخضار يعود إلى انخفاض القوة الشرائية لليرة السورية”. ولفت إلى أن ذلك الارتفاع “ليس له علاقة بالمستغلين والتجار وضعاف النفوس”، بل نتيجة لارتفاع سعر صرف الدولار بشكل أساسي، وما رتبه ذلك من  ارتفاع في تكاليف الإنتاج.

عوامل كثيرة إذن، تضافرت لتوجه ضربة قاسية للمستهلك في سوريا، وتجعل من دخله المتواضع مجرد قشة في مهب الأسعار. وفيما تواصل الأسعار شق طريقها صعوداً، يأمل السوريون إقرار زيادة ما في رواتبهم المتآكلة. لكن وزير المالية إسماعيل إسماعيل، أنهى كل أمل في ذلك، وأكد في تصريح لإحدى الصحف الرسمية، أن ما تردد عن زيادة مرتقبة لرواتب العاملين في الدولة هو “مجرد أحاديث تتناقلها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أساس رسمياً لذلك”.

مقاربة كيري الجديدة لكسر الجليد بين واشنطن وموسكو

تؤسّس لمؤتمر دولي للأزمة السورية على غرار دايتون؟

    نيويورك – علي بردى

لم تتوافر بعد لدى الديبلوماسيين العاملين في الأمم المتحدة صورة كاملة عن نتائج الإجتماعات التي عقدها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف في موسكو أخيراً. غير أن المعلومات الأولية تفيد أن واشنطن تحاول اعتماد مقاربة جديدة للحد من الخلافات الأميركية – الروسية المستحكمة في شأن الأزمة السورية قبل اللقاء المرتقب للرئيس باراك أوباما وبوتين على هامش قمة مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى الشهر المقبل في ايرلندا.

رأى ديبلوماسي، هو من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وتلقى ايجازاً عن اجتماعات موسكو، أن “التقارب الأميركي – الروسي وتفاهم البلدين المحتمل سيشكلان من دون شك بارقة امل بعدما وصلت كل المساعي السابقة الى طريق مسدود”، موضحاً أن الأزمة السورية ثلاثية البعد: البعد الأول وهو الرئيسي يتعلق بالنزاع الأهلي الداخلي بين نظام الحزب الواحد في خدمة العلويين وعائلة الأسد وغالبية ساحقة من السنة الذين لا دور لهم فعلاً في حكم البلاد. والثاني يرتبط بالخلافات والتجاذبات الإقليمية بين ايران وامتداداتها من جهة ومحور تركيا – السعودية – قطر من جهة اخرى. اما الثالث فيتمثل في الخلافات الدولية التي برزت أكثر من مرة في انقسامات أعضاء مجلس الأمن وفي مقدمها الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا.

لا شك في أن كيري، الذي لا يرى مستقبلاً للرئيس بشار الأسد في سوريا المستقبل، تمكن من كسر بعض الجليد في محادثاته مع المسؤولين الروس الذين يعلنون أنهم “متمسكون بالمبادىء لا بالأشخاص” أياً كان شأنهم في سوريا. غير أن “المقاربة الجديدة لا تعني قط أن تسوية الأزمة السورية صار الآن في المتناول”، بل تفيد أن واشنطن وموسكو بدأتا جهداً جدياً جديداً للتغلب على خلافاتهما المتعلقة بسبل كيفية التعامل مع الأزمة السورية. واذا تمكنا من التوصل الى تفاهم، يمكن هذا أن يؤسس لتفاهم أوسع بين الدول الخمس الكبرى، على أن يجري العمل بصورة عاجلة أيضاً على اعادة جمع أطراف مجموعة العمل الخاصة بسوريا، والتي توصلت الى بيان جنيف في 30 حزيران 2012، ليكون هذا الاتفاق اليتيم الذي حظي بموافقة جميع الأطراف. وتجري المحاولات الديبلوماسية هذه المرة بالتنسيق مباشرة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ووسطاء آخرين وصولاً الى مشاركة أطراف الأزمة السورية، من النظام والمعارضة، في مؤتمر دولي يطلق عليه نظرياً اسم “جنيف 2″، وهو قد ينعقد فعلا في المدينة السويسرية قبل نهاية الشهر الجاري.

لا يستعجل الديبلوماسيون الإجابة عن سؤال عمن يمثل النظام السوري وأطراف المعارضة، مع العلم أن الأخيرة لم تنجز حتى الآن مظلة سياسية موحدة يمكنها تحديد من يمثلها. ولكن نظراً الى طبيعة الخلافات بين النظام والمعارضة، يستعيد ديبلوماسيون التجربة التي أنهت الصراع المسلح في البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995. وذكر أحدهم بأن “الأميركيين استضافوا أطراف الحرب آنذاك في قاعدة رايت بيترسن قرب مدينة دايتون بدءاً من الأول من تشرين الثاني 1995، قائلين للمتفاوضين إنهم لا يمكنهم الخروج من القاعدة إلا بعد انجاز اتفاق لإنهاء الحرب. وهذا ما حصل في 21 تشرين الثاني 1995، أي بعد 20 يوماً من تناول الطعام المخصص للجنود الأميركيين”. وشارك آنذاك الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش عن الصرب وفرانيو تودمان عن الكروات وعلي عزت بيغوفيتش عن مسلمي البوسنة.

يعتقد ديبلوماسيون غربيون أن التطبيق المرحلي لاتفاق جنيف، الحالي أو الموسع لاحقاً، يتضمن تأليف حكومة انتقالية تقطع مع الماضي، أي أن الرئيس الأسد وأفراد أسرته لن يكونوا جزءاً من “الهيئة الحكومية الانتقالية التي تحظى بكل الصلاحيات التنفيذية”، مع العلم أن “افرادا من النظام يمكن أن يكونوا جزءاً من هذه العملية”، وخصوصاً ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، ومن هؤلاء مثلاً نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد والمندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري. ولا صورة واضحة عن الأشخاص الذين يمكنهم تمثيل المعارضة في المفاوضات.

عقب جلسة بين أعضاء مجلس الأمن لتقويم الأوضاع في بلد مجاور لسوريا، وصف ديبلوماسي غربي الوضع بأنه “خطير جداً جداً”، موضحاً أنه ينبغي المحافظة على الدعم السياسي وتقديم الدعم المادي للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين وخصوصاً في كل من لبنان والأردن. لذلك لا تزال المساعي جارية كي يقوم مجلس الأمن بزيارة لهذين البلدين اضافة الى تركيا، في مهمة لتفقد الأوضاع الإنسانية لهؤلاء اللاجئين، استجابة أصلاً لطلب السلطات الأردنية. وعلى رغم اعتراضات روسيا على الزيارة، لا تزال الدول الغربية تحاول التغلب على هذه الاعتراضات، لإظهار “التزام المجلس وانخراطه مع حكومات الدول الأكثر تأثراً بالتدفق (الناتج) من الأزمة السورية وهذا ما قد يمهد لقرار من المجلس يتعلق بالأوضاع الإنسانية بعد الزيارة”.

دمشق تابعت عن كثب محادثات موسكو ومستعدة لاستقبال لجنة للتحقيق في ‘الكيماوي

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر: بيروت ـ روما ـ وكالات: اعلن الرئيس السوري بشار الاسد انه يريد ‘فتح باب المقاومة’ في بلاده وتحويل ‘سورية كلها’ الى ‘دولة مقاومة’ على غرار حزب الله، في وقت قال وزير الخارجية الامريكي من روما الخميس انه لا يرى امكانية لمشاركة الرئيس بشار الاسد في اي حكومة انتقالية في سورية.

كما رحبت دمشق بالتقارب الامريكي الروسي حول الازمة السورية، واكدت انها سترد ‘فورا’ على اي هجوم اسرائيلي جديد.

ويأتي كلام كيري غداة اتفاق روسي امريكي على الدعوة الى مؤتمر دولي حول سورية وحث المتقاتلين على التفاوض من اجل انهاء النزاع، فيما تسجل حركة دبلوماسية ناشطة على الصعيد الدولي لتسريع عملية ايجاد تسوية للنزاع المستمر منذ 26 شهرا والذي حصد اكثر من سبعين الف قتيل، بحسب رقم نشرته الامم المتحدة في كانون الثاني (يناير) الماضي.

وافاد مسؤول كبير في الامم المتحدة الخميس ان الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون اقنع الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي بالبقاء في منصبه وسيطا في الازمة السورية، بعد المبادرة الامريكية الروسية الاخيرة بشأن سورية.

من جهة اخرى كشف مصدر سياسي سوري مطلع لـ’القدس العربي’ أن خطاً ساخناً كان قد جرى وصله بين الكرملين وقصر الروضة بدمشق، خلال وجود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومباحثاته مع القيادة الروسية، مضيفاً أن معظم التفاصيل التي تمت مناقشتها بين الوزير كيري من جهة، والرئيس فلاديمير بوتين ووزيره سيرغي لافروف من جهة أخرى، بخصوص الأزمة السورية، كانت توضع بشكل متتابع على طاولة الاطلاع السوري.

ويتابع المصدر أن دمشق أُبلغت بنقاط التوافق الثمينة والجوهرية التي حصلت في إحدى قاعات الكرملين، لم يبق على القيادة السورية سوى متابعة المؤتمر الصحافي المشترك للوزيرين لافروف وكيري لسماع الترجمة العلنية لما أُبلغت به مسبقاً دمشق عن الاتفاق الروسي الأمريكي الذي حصل أخيراً.

يكشف المصدر السياسي لـ’القدس العربي’ أبرز النقاط التي اطلعت عليها القيادة السورية من حليفتها الروسية كقواسم تفاهم مشترك بين موسكو وواشنطن، ويلخصها بالاتي: الأولى أن الإدارة الأمريكية نسيت فكرة رحيل الأسد. والثانية أن واشنطن موافقة على بقاء الجيش السوري على وضعه وعلى مرجعيته. والثالثة أن واشنطن موافقة على أن يتولى الجيش السوري مهمة الإجهاز على جميع التشكيلات الإسلامية المسلحة، فيما يتم البحث بوضع الميليشيات المحسوبة على الجيش الحر. أما النقطة الرابعة فتتعلق بصلاحيات الحكومة الانتقالية وأن واشنطن قبلت حالياً بعبارة أن تكون صلاحيات الحكومة الانتقالية المقبلة ‘كافية’، وليست شاملة على أن يتم توصيف مفردة كافية خلال مفاوضات لاحقة.

اقتناع الوزير كيري ـ حسب المصدر ذاته ـ بضرورة بقاء ‘سورية موحدة’ كان قد استند إلى شرح روسي مفاده أن سورية الموحدة لا تكون إلا ببقاء الجيش السوري على صيغته وتركيبته الحالية ، وأيضاً مرجعيته العسكرية للرئيس بشار الأسد.

ونقلت صحيفة ‘الاخبار’ اللبنانية القريبة من دمشق عن شخصيات زارت الاسد ان هذا الاخير اعرب عن ‘ثقة عالية جدا وارتياح وشكر كبيرين لحزب الله على عقلانيته ووفائه وثباته’، وقال ‘لذلك قررنا أن نعطيه كل شيء’.

وتابع الاسد، بحسب ‘زوار دمشق’ الذين لم تحددهم الصحيفة، ‘بدأنا نشعر للمرة الأولى أننا واياه نعيش وحدة حال’، وان حزب الله ‘ليس فقط حليفا ورديفا نساعده على مقاومته. وعليه، قررنا انه لا بد ان نتقدم اليه ونتحول الى دولة مقاومة تشبه حزب الله من أجل سورية والأجيال المقبلة’.

جاء ذلك فيما اعلن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس استعداد بلاده لاستقبال لجنة الامم المتحدة للتحقيق في الاسلحة الكيميائية فورا واكد ان القول عكس ذلك ليس سوى ‘كذبة كبرى’.

واكد المقداد من جهة اخرى ان الرئيسين السوري بشار الاسد والامريكي باراك اوباما لديهما نفس التصور ‘للخطوط الحمراء’ الخاصة بالاسلحة الكيميائية.

وقال المقداد ‘كنا ولا نزال مستعدين الان وفي هذه اللحظة لاستقبال البعثة كما قررها (الامين العام للامم المتحدة) بان كي مون للتحقيق في ما حدث في خان العسل’.

من جهة اخرى كشفت صحيفة ‘الغارديان’، الخميس، أن مقاتلي الجماعة الرئيسية في المعارضة السورية المسلحة، ‘الجيش السوري الحر’، ينشقون عنه، ويلتحقون بـ’جبهة النصرة’ باعتبارها أفضل تمويلاً وتجهيزاً.

وقالت الصحيفة، إنها جمعت أدلة عن تنامي قوة ‘جبهة النصرة’، المرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’، من قادة ‘الجيش الحر’ في مناطق مختلفة من سورية، مما يعكس حجم المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأخرى التي تتجه لتسليح المتمردين المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد.

واضافت أن قادة ‘الجيش السوري الحر’ اعترفوا بأنهم ‘فقدوا وحدات كاملة مؤخراً انشقت والتحقت بجبهة النصرة، فيما فقد قادة آخرون ربع قوتهم أو أكثر’.

بايدن: الحذر الأمريكي في ملف سوريا مرده إلى الاخطاء التي ارتكبت بالعراق

واشنطن- (ا ف ب): صرح نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ان الادارة الأمريكية الحالية تتعاطى بحذر مع الملف السوري بعد الاخطاء التي ارتكبتها واشنطن عند غزو العراق واحتلاله عام 2003.

وقال بايدن في مقابلة نشرتها مجلة (رولينغ ستون) نصف الشهرية الخميس ان فريق الرئيس باراك اوباما عمل على اصلاح صورة الولايات المتحدة في العالم. واضاف “لا نريد تخريب كل شيء مثلما فعلت الادارة السابقة في العراق بحديثها عن (اسلحة دمار شامل)”.

وكانت ادارة الرئيس السابق جورج بوش اتهمت بغداد بامتلاك اسلحة دمار شامل واجتاحت العراق عام 2003 بذريعة وجود مثل هذه الاسلحة التي لم يتم العثور على اثر لها بعد سقوط نظام صدام حسين.

قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول انتهاكات حقوق الانسان في سوريا الاثنين انها لم تتوصل الى نتائج قاطعة تثبت استخدام اي من طرفي النزاع في سوريا اسلحة كيميائية، بعد ان اعربت عضو اللجنة كارلا ديل بونتي عن “شكوك قوية” باستخدام مقاتلي المعارضة السورية لغاز السارين.

وذكرت الادارة الامريكية للمرة الاولى قبل اسبوعين ان النظام السوري استخدم على الارجح اسلحة كيميائية ضد شعبه غير ان اوباما شدد على ان الادلة غير كافية لاثبات ما اذا كانت دمشق تخطت فعلا “الخط الاحمر”.

وقال بايدن “نعلم انه تم العثور على اثار لما هو على الارجح اسلحة كيميائية”، مضيفا “ما لا نعرفه حتى الان، وما نبذل كل الجهود للتقصي بشأنه، هو ما اذا كانت اطلقت عرضا في تبادل اطلاق نار او اطلاق صواريخ، او تم تفجيرها أو شيء من هذا القبيل”.

وشدد على انه من غير الواضح في الوقت الراهن من هي الجهة التي كانت تمتلك هذه الاسلحة واستخدمتها وفي اي توقيت.

واضاف “لا نعرف بشكل مؤكد ما اذا تم استخدامها من قبل فصائل من المعارضة، بمن فيهم المتطرفون الذين اعلنوا انتماءهم للقاعدة”.

وتابع “من المرجح ان يكون النظام هو الذي استخدمها لكننا لا نعرف ذلك بشكل مؤكد”.

واشار إلى انه حين يتم التحقق من استخدام الاسلحة الكيميائية فان اوباما سيصدر على الارجح “ردا متناسبا بالقيام بعمل ذي مغزى” بدون اعطاء أي توضيحات.

لكنه قال “اننا نعتقد ايضا انه ايما كان ما ستؤول اليه هذه المسألة، فسيكون هناك عدم استقرار سياسي في سوريا لبعض الوقت” داعيا الى تشكيل حكومة “غير طائفية تضم جميع الاطراف” وقيام مؤسسات تعمل بشكل جيد بعد تنحي الرئيس بشار الاسد او اطاحته.

وقال “العبرة التي استخلصناها من العراق ومن الادارة السابقة .. هي انها بتوليها ادارة شؤون العراق دمرت كل المؤسسات. لم تكن هناك هيئة واحدة متبقية. لم يكن هناك حتى وزارة للاشغال العامة”.

واضاف “نعلم اننا قادرون على معالجة هذا الامر ان كنا على استعداد لانفاق الف مليار دولار ونشر 160 الف جندي وتكبد ستة الاف قتيل ولكننا لا نستطيع ذلك” في اشارة الى الحصيلة البشرية والمالية للحرب في العراق من الجانب الامريكي.

وهذه هي اوضح تصريحات تصدر عن مسؤول امريكي كبير في الادارة الحالية تربط بين اجتياح العراق قبل عقد من الزمن وتردد واشنطن الحالي في الازمة السورية حيث ادى نزاع يدور منذ أكثر من سنتين إلى سقوط اكثر من 70 الف قتيل.

ودافع اوباما الثلاثاء عن استراتيجية ادارته في الملف السوري في مواجهة انتقادات اعضاء في الكونغرس حضوه على تبني خط اكثر تشددا باعطاء الضوء الاخضر لتسليح المعارضة السورية أو اقامة منطقة حظر جوي.

وقال اوباما في اشارة واضحة الى اجتياح العراق “انا لا اتخذ قرارات على اساس الانطباعات. لا يمكنني جمع ائتلافات دولية حول انطباعات. سبق وقمنا بذلك في الماضي ولم يجر الامر بشكل جيد”.

فايننشال تايمز: حكومة اقليم كردستان العراق تدرّب أكراد سوريا لمواجهة المتطرفين

لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (فايننشال تايمز) الجمعة أن حكومة إقليم كردستان العراق ستقوم بتدريب أكراد سوريا في إطار الجهود الرامية إلى منع الجماعات المتطرفة من بسط سيطرتها على مناطقهم.

وقالت الصحيفة إن حكومة إقليم كردستان العراق كانت اعترفت من قبل بتدريب أكراد سوريين تحسباً من وقوع فراغ في المناطق الكردية في سوريا مع انسحاب القوات الحكومية منها.

ونسبت إلى رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجيرفان برزاني، قوله “إن أولويات حكومته هي منع المناطق الكردية في سوريا من التحول إلى ساحة معركة لجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية”.

وأضاف بارزاني أن تدريب الأكراد السوريين في شمال العراق هو “لأغراض دفاعية لا هجومية ولا يهدف إلى التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لأننا نريد أن تُحل المشكلة السورية من خلال الحوار”، نافياً أن تكون حكومته “تدفع باتجاه إقامة حكم ذاتي للأكراد في سوريا”.

وقال “ليس من الواضح، ومن خلال ما نراه، ما تريد الولايات المتحدة أن تفعله في سوريا، حيث يحظى نظامها بدعم ما يتراوح بين 20 و25% من الشعب السوري”.

وأضاف رئيس حكومة إقليم كردستان العراق أن المعارضة السورية “تحظى بدعم 15% أو 20% من الشعب السوري على أبعد تقدير، في حين لا يعرف الباقي ما يريدون”.

وأشارت (فايننشال تايمز) إلى أن حكومة إقليم كردستان العراق تواجه العديد من المعضلات، بما في ذلك إيواء أكثر من 2000 مقاتل من حزب العمال الكردستاني الذين سينسحبون من تركيا بموجب اتفاق سلام مع حكومتها، وتستضيف أكثر من 141 ألف لاجئ سوري بمساعدة خارجية محدودة، وقادة الجماعات الكردية السورية الذين تم تجميعهم العام الماضي تحت مظلة منظمة من قبل رئيس الإقليم مسعود البرزاني.

القوات السورية تنذر سكان مدينة القصير بوجوب مغادرتها والكتائب المقاتلة تستهدف مطارا عسكريا بالرقة

بيروت- القاهرة- (ا ف ب): القت القوات النظامية السورية منشورات تدعو سكان مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حمص (وسط) إلى مغادرتها، محذرة من هجوم على المدينة التي تحاصرها في حال عدم استسلام المقاتلين، بحسب ما افاد مصدر عسكري سوري وكالة فرانس برس الجمعة.

وقال المصدر الذي رفض كشف هويته ان “منشورات القيت فوق القصير تدعو السكان إلى مغادرة المدينة، وفيها خارطة لطريق آمن يمكنهم من خلاله إخلاءها، لان الهجوم على المدينة بات قريبا في حال لم يستسلم المسلحون”.

وتحقق القوات النظامية مدعومة من اللجان الشعبية المؤيدة لها وعناصر من حزب الله اللبناني حليف نظام الرئيس بشار الأسد، تقدما في مجمل ريف القصير وصولا الى المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ اكثر من عام.

وافاد ناشطون ان المدينة التي يعتقد أن عدد المقيمين الحاليين فيها يقارب 25 الف نسمة، باتت محاصرة من ثلاث جهات.

وتعد منطقة القصير الحدودية مع لبنان، صلة وصل اساسية بين دمشق ومناطق الساحل السوري. ونقل زوار لبنانيون التقوا الاسد الشهر الماضي ان قواته تخوض “معركة أساسية” في القصير.

وأقر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله مؤخرا بان عناصر من حزبه يقاتلون في ريف القصير، مشددا على انهم يقومون “بالدفاع″ عن قرى سورية حدودية يقطنها لبنانيون شيعة.

وأدت اعمال العنف الخميس إلى مقتل 72 شخصا في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.

ومن جانب آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “الكتائب المقاتلة استهدفت مطار الطبقة العسكري بمحافظة الرقة شمال وسط سورية بعدد من قذائف الهاون”.

وذكر المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الجمعة، أن هناك “أنباء عن قتلى في صفوف القوات النظامية المتمركزة في المطار”.

وقال إن اشتباكات دارت عند أطراف حي (برزة) بالعاصمة دمشق بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، مشيرا إلى أن الكتائب المقاتلة سيطرت على دبابة تابعة للقوات النظامية في مخيم الحسينية بريف دمشق.

وأوضح المرصد أن مناطق في بلدة معضمية الشام والغوطة الغربية بريف دمشق تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية المتمركزة على جبال الفرقة الرابعة.

وقال إن “حي الوعر بمحافظة حمص وسط سورية تعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية مما ادى لاستشهاد ثلاثة من عائلة واحدة هم رجل وسيدتان بالتزامن مع اشتباكات دارت بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في الحي”.

الحرب الأهلية في سورية تهدد مزارات شيعية

دمشق ـ رويترز: نددت إيران بما قالت إنه هجوم للمعارضة السورية المسلحة على ضريح يضم رفات صحابي للامام علي ابن ابي طالب يجله الشيعة وهو ما يبرز كيف ان الحرب الأهلية في سورية تلهب الغضب الطائفي.

ولم يتسن التحقق من صحة تقرير عن نبش مرقد حجر بن عدي بالقرب من دمشق والذي نشر مصحوبا بصور على الانترنت في اواخر نيسان (ابريل) لكنه دفع الزعماء الشيعة في طهران إلى الدعوة إلى احترام المقدسات في حرب أحد طرفيها اسلاميون سنة معادون لإيران.

ونقل تلفزيون (برس تي في) الإيراني الناطق باللغة الإنجليزية عن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قوله ‘مثل هذه الأفعال قد تشعل نار الخلافات الدينية بين أتباع الديانات السماوية’. ودعا الهيئات الدولية إلى حماية المعالم الدينية الإسلامية والمسيحية في سورية.

وهناك تقارير متزايدة عن تعرض بعض المزارات الشيعية الكثيرة في سورية للاعتداء في المناطق التي كسب فيها الإسلاميون السنة أرضا منذ العام الماضي لكن من الصعب التحقق من صحة تلك التقارير بسبب القيود المفروضة على حرية الحركة لوسائل الإعلام المستقلة داخل البلاد.

وتظهر صفحة الفيسبوك ما يزعم انه ضريح حجر بن عدي -الذي كان مزارا شهيرا في ضاحية عدرا بريف دمشق قبل أن يقتل الصراع في سوريا السياحة- وقد نبش وأخرجت رفاته. وظهر في إحدى الصور مسلحان ملتحيان بملابس مموهة وهما يقفان بجوار سرداب مفتوح في أرضية غرفة مزينة بزخارف.

وقالت وسائل إعلام إيرانية في طهران إن ‘أعدادا كبيرة’ من الطلبة الإيرانيين تجمعوا للاحتجاج على الاعتداء على المزار وندد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ‘بالحادث المرير’ وحث المسلمين حول العالم على التعبير عن غضبهم.

ومن المزارات الأخرى في ضواحي دمشق مرقد السيدة زينب ذو القبة الذهبية الذي يوجد به جثمان بنت الإمام علي الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الشيعة وكان مقصدا سياحيا مهما قبل اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

ويقول متشددون شيعة عراقيين إن بعض المتطوعين منهم دخلوا سورية لحماية المزار مع إقتراب المعارضة السنية المسلحة من أبواب دمشق.

ويقولون إن من بين الدوافع التي تحركهم الرغبة في الحيلولة دون تكرار المذبحة الطائفية التي تلت تفجير مسجد الامامين العسكريين في مدينة سامراء العراقية في 2006 والتي أشعلت غضب الشيعة ضد السنة هناك. وفي 30 أبريل نيسان حذر السيد حسن نصر الله زعيم جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران والمؤيد للأسد من ‘عواقب خطيرة’ إذا هاجمت المعارضة السنية المسلحة في سوريا مرقد السيدة زينب.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان في كانون الأول (ديسمبر) الماضي ان اسلاميين سنة حرقوا ونهبوا حسينية شيعية في محافظة إدلب بشمال سورية. وبث تسجيل مصور يظهر الحادث على الانترنت.

وتضررت أيضا معالم أثرية شهيرة في سوريا في الحرب. واحرق السوق في مدينة حلب القديمة والذي صنفته منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) من مواقع التراث العالمي. ولحقت أيضا أضرار جسيمة بمعبد روماني يرجع تاريخه إلى 2000 عام وبعض اعمدته في مدينة تدمر.

ويقترب القتال أيضا من الجامع الأموي الكبير في وسط دمشق الذي يرجع تاريخه إلى القرن السابع الميلادي والذي يضم ضريحا يقال إنه يوجد به رأس النبي يحيى بن زكريا.

هيثم مناع يرحب بالدعوة إلى مؤتمر دولي حول سورية ويعتبرها خطوة ايجابية باتجاه الحل السياسي

لندن ـ يو بي آي: رحب رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، هيثم منّاع، باتفاق الولايات المتحدة وروسيا على الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإنهاء الأزمة في سورية، واعتبرها خطوة ايجابية باتجاه الحل السياسي والتراجع عن قضية الذهاب بالعسكرة إلى مرحلة تحطيم البلاد.

وقال منّاع لـ يونايتد برس انترناشونال، اليوم الخميس، إن ‘هذه المبادرة بالتأكيد خطوة أساسية، ولكنها تحتاج إلى حماية نفسها من جملة نقاط الغموض في اعلان جنيف في 30 حزيران (يونيو) 2011، والتي تم تعمُد تركها بهذه الصورة من أجل التوافق وأن تكون هناك مرونة في تصور المرحلة الانتقالية’.

واضاف ‘هذا الغموض اعطى قراءتين مختلفتين على الأقل للاعلان نفسه، وهناك حاجة اليوم لازالة اللبس والغموض من كل ما في اعلان جنيف من النقاط التي تحمل تأويلاً مزدوجاً من أجل طرح تصور مشترك روسي ـ أمريكي للمرحلة الانتقالية’.

وشدد منّاع على ‘ضرورة دعوة 3 دول غابت عن جنيف، السعودية، ومصر، وايران، للمشاركة بالمؤتمر الدولي المقترح، لأن الغائب مشاغب ومن الأفضل اشراكه، وأن تتم دعوة جميع الأطراف على صعيد المشاركة السورية، من دون اعتبارات يجمع الكل على تفاهتها وسخافتها على غرار هذا ممثل للشعب وآخر ممثل للثورة، وأن يكون هناك وفد للمعارضة من أهم مكوناتها ووفد للسلطة مع تساوي العدد بين الوفدين’، على حد تعبيره.

وطالب بأن يكون المؤتمر الدولي المقترح ‘ملزماً بقراراته ويستتبعه قرار من مجلس الأمن الدولي وفق الفصل السادس لميثاق الأمم المتحدة، لكي لا يتم الاعتراض عليه’.

وقال منّاع ‘نحن في هيئة التنسيق الوطنية نطالب بنقاط عملياتية تُعيد الاعتبار والثقة بالحل السياسي، أولها الدعوة الفورية لإبراز مظاهر حسن النية بالسماح لعمليات الإغاثة على كامل الأراضي السورية، واطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين، وخروج كل المقاتلين غير السوريين من الأراضي السورية’. واضاف ‘لا يمكن التفاوض مع كائنات قادمة من المريخ (في اشارة إلى الأطراف غير المعنية بالمسألة السورية) ومن الضروري اطلاق مفاوضات تبدأ فيها مرحلة انتقالية للخلاص من الديكتاتورية في البلاد، والتفاوض مع السلطات السورية من أجل ابعاد كل مقومات الحل الأمني والعسكري ودعم بناء مؤسسات ديمقراطية في البلاد’.

وحول مشاركة هيئة التنسيق الوطنية في مؤتمر مدريد للمعارضة السورية يومي 20 و 21 أيار (مايو) الحالي، قال منّاع ‘هناك نبرات طائفية لا يمكن أن يقبلها ديمقراطي يدافع عن اقامة دولة ديمقراطية في سورية، ويحب أن يتم التعامل مع المشاركين كمواطنين سوريين من دون أية صبغة طائفية أو مذهبية، ووجود توازن بين القوى الفعلية في الميدان وليس دعوة على أساس محسوبيات وصداقات، وأن تكون هناك شفافية في قضية التمويل’.

واضاف ‘أرسلنا هذه التساؤلات لمنظمي مؤتمر مدريد، وفي حال تلقينا اجابات شافية عليها سنقرر على ضوئها ما إذا كنا سنشارك أم لا’.

وكشف منّاع ‘أن مساعي تجري حالياً لتشكيل كتلة وطنية متعددة الألوان السياسية والتمثيل وتستطيع أن تقوم بدور سياسي في حال طلب المجتمع الدولي ممثلاً للمعارضة السورية، لأن الكتلة الأساسية في الائتلاف الوطني، وهي جماعة الأخوان، ما زالت تعارض التفاوض والحوار مع السلطة’.

وقال ‘إن هيئة التنسيق والقوى الديمقراطية المدنية الأساسية في سورية تعد لعقد المؤتمر الديمقراطي المدني في حزيران (يونيو) المقبل في العاصمة المصرية القاهرة من أجل أن تكون هناك قوة ديمقراطية واسعة وقادرة على العمل السياسي في المرحلة الانتقالية’.

الاتفاق الروسي الامريكي ينص على رحيل للاسد كنتاج للعملية السياسية وليس شرطا لبدء المفاوضات

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: هل اصبحت جبهة النصرة لاهل الشام، جيش تحرير سورية الجديد؟ وهل تفوقها الميداني وتسيدها للساحة القتالية مبرر للغرب خاصة بريطانيا وفرنسا لتسليح المعارضة ‘المعتدلة’؟ يقول جون كيري، وزير الخارجية الامريكي ان نجاح المؤتمر الدولي الذي اتفق على عقده مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف يعني ان لا حاجة لتسليح المعارضة، ولكن الكونغرس الامريكي يتجه للتسليح.

يضاف الى ذلك هل الحديث عن استخدام الاسلحة الكيماوية في النزاع بات مبررا لتسليح المعارضة تحت ذريعة حماية المدنيين من هذه الهجمات؟ ما يجمع كل الجهود الدبلوماسية والعسكرية هي المخاوف من خسارة الساحة للجهاديين وضرورة تأمين الاسلحة الكيماوية حتى لا تقع في يدهم او جماعات غير مرغوبة.

والتقرير الذي نشرته صحيفة ‘الغارديان’ اشارة لهذه المخاوف، فقد بدأ الجيش الحر يخسر الكثير من مقاتليه لصالح جبهة النصرة ، الجماعة الجهادية المنظمة والمسلحة بشكل جيد اكثر من بقية الفصائل المقاتلة في الانتفاضة السورية. وقد اظهرت شهادات جمعتها صحيفة ‘الغارديان’ من مناطق عدة في سورية الى قوة وتأثير الجبهة التي قالت مصادر في المعارضة ان زعيمها ابو محمد الجولاني قد اصيب بعد استهدافه من قوات الحكومة. وبحسب هذه الشهادات فقد انضمت وحدات بكاملها للجبهة فيما يقول قادة انهم خسروا ربع مقاتليهم لصالحها.

ونقلت عن ابو احمد والذي يقود فرقة كتيبة في ريف حلب ‘يشعر المقاتلون بالفخر للعمل في صفوف الجبهة لان هذا يعني القوة والتأثير’، واضاف ان مقاتلي جبهة النصرة ‘نادرا ما اضطروا للانسحاب بسبب قلة الذخيرة والمقاتلين ولا يتركون اماكنهم الا بعد تحريرها’، ووصف تصرفات المقاتلين في الجبهة التي اعلنت الشهر الماضي ولاءها للقاعدة بانهم ‘يتسابقون على تنفيذ العمليات الاستشهادية’.

ويقول ابو احمد انه خسر عددا من مقاتليه الذين انضموا للنصرة في حلب وادلب وحماة ودير الزور ودمشق. وتقول الصحيفة ان علاء الباشا قائد ‘كتيبة السيدة عائشة’ حذر رئيس هيئة اركان الجيش الحر سليم ادريس من خطورة الوضع الميداني وذلك الشهر الماضي. ويقول الباشا ان 3 الاف من مقاتلي الجيش الحر قد انضموا الى جبهة النصرة في الاشهر القليلة الماضية وذلك بسبب نقص الاسلحة والذخائر. وفي الوقت نفسه هدد مقاتلون في منطقة بانياس بترك الجيش الحر لانه لم يكن لديهم العتاد الكافي لوقف مجزرة النظام في البيضا.

ويقول التقرير ان ‘كتيبة احرار الشام’ قد انضمت بالكامل الى النصرة، فيما خسرت ‘كتيبة سفيان الثوري’ في ادلب 65 من مقاتليها قبل اشهر بسبب نقص الاسلحة. وبناء على هذه التطورات فقد خسر الجيش الحر ربع مقاتليه.

وبحسب قادة في الجيش الحر فقد زرعت الجبهة جنودا لها داخل الجيش الحر من اجل التقاط من تراهم ناضجين للانشقاق وتجنيدهم في صفوفها وذلك حسب ابو حسن من ‘كتيبة اسود التوحيد’. وقد يكون نقص السلاح واحدا من العوامل لكن الايديولوجية هي عامل اخر فالمقاتلون يختارون العمل معها بسبب ‘الالتزام الاسلامي، الاخلاص اضافة للتمويل الجيد وتوفر السلاح’ كما يقول ابو اسلام من ‘كتيبة التوحيد’ في حلب.

وكان سليم ادريس قد قدم تعهدات بأن الاسلحة التي سيزود بها جيشه سيتم اعادتها بعد نهاية الحرب حيث سيتم اتخاذ كل الاجراءات للتأكد من وقوعها في يد الجماعات غير المرغوب فيها. وقال في تصريحات ‘للراديو الوطني العام’ (ان بي ار) انهم مستعدون لاعداد قائمة بالاسلحة وتسجيل ارقامها. واكد ان الجيش الحر منظم بشكل جيد ‘وعندما نوزع الاسلحة والذخائر نعرف بالضبط لمن والى اين تذهب’.

خطة بريطانية

وقد تدفع هذه التقارير الدول الغربية المنخرطة او المعنية بالوضع السوري لتخفيف القيود على تسليح المعارضة، حيث كشفت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ عن خطة بريطانية دعت فيها الى ‘ اعفاء كامل’ للمعارضة السورية من القيود المفروضة على حظر تصدير السلاح الاوروبي لسورية، والهدف من هذه الخطوة هو حماية المدنيين من الاسلحة الكيماوية. وتحدثت الوثيقة عن خيارين تقوم من خلالهما فرنسا وبريطانيا بتزويد المعارضة السورية بالسلاح في اقرب وقت ممكن، من بداية حزيران (يونيو) ذلك ان ‘الوضع في سورية يتدهور بشكل كبير، وباحتمال استخدام الاسلحة الكيماوية وتزايد التطرف فقد دخل النزاع مرحلة خطيرة’، و’علينا ان نفكر بكل الخيارات، بما فيها تقديم دعم اضافي للمعارضة المعتدلة، مما يعني حماية ارواح المدنيين. وبشكل حاسم، فستجعلنا قادرين على الرد وبمرونة على اي تصعيد كبير في النزاع من مثل الهجمات الكيماوية’.

وسيتم وضع الورقة امام وزراء خارجية الدولة الاوروبية في اجتماعهم في 27 ايار (مايو) الحالي والذي سيعقد في بروكسل. ومن المتوقع ان يواجه الطلب البريطاني معارضة من المانيا ومن مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد، البارونة اشتون. ويؤكد دبلوماسيون بريطانيون على انه لم يتم اتخاذ اية خطوات لتسليح المعارضة على الرغم من دفع الحكومة باتجاه رفع حظر تصدير السلاح. حيث ترى الوثيقة ان الحكومة البريطانية تفضل خيار ‘استثناء الائتلاف الوطني من حظر السلاح’ لان الحظر على تصدير السلاح لسورية جاء من اجل ‘منع نظام الاسد ترويع شعبه’، حيث اضافت ‘ان هناك رأيا قويا يرى بعدم شمل الائتلاف الوطني بالحظر لانه لم يكن مسؤولا عن العنف والقمع المنظم للمدنيين الذي مارسه النظام. وهذا الموقف يشبه ما تبنته الدول الاعضاء (في الاتحاد الاوروبي) فيما يتعلق بالحظر والعقوبات المالية والتجارية’.

مدعاة للأمل

ووصفت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ الاتفاق الروسي – الامريكي حول الملف السوري بانه ‘حراك دبلوماسي حول سورية’ واعتبرته علامة تدعو للامل مع ان الدبلوماسيين عادة ما يتفقون على لقاءات عندما لا يتوصلون لحلول. وقالت الصحيفة في ان كلا من الروس والامريكيين وضعوا مصداقيتهم على المحك، مشيرة الى مبادرة الامم المتحدة والجامعة العربية الفاشلة التي هدفت لازاحة الاسد عن السلطة وتعبيد الطريق امام تحول ديمقراطي، قد فشلت لان الروس كما تقول واصلوا مع ايران على ارسال السلاح للنظام السوري ورفضوا تطبيق نظام العقوبات الدولي على سورية. ولا تعرف الصحيفة ان كان الموقف الروسي تغير تجاه الاسد، وان كانت فعلا قررت وقف مساعداتها للنظام واستخدام تأثيرها كي تدفع الاسد للتفاوض.

في الوقت الذي حاول لافروف وضع مسافة بين الحكومة الروسية والاسد عندما قال ان حكومته لا تدافع عن ‘اشخاص’ الا ان الحكومة الروسية قالت هذا الكلام من قبل. ولا تعرف الصحيفة ان كانت المحادثات المتسارعة بين واشنطن وموسكو لها علاقة بالتقارير التي قالت ان البيت الابيض قد يغير سياسته تجاه تسليح المعارضة، لكن ما تعرفه الصحيفة ان من مصلحة روسيا او الولايات المتحدة التوصل لحل سياسي في سورية، لان حربا طويلة الامد ليست من مصلحة سورية او روسيا خاصة ان النزاع مرتبط بخطوط امداد الطاقة، وليس من مصلحة الجميع تحول سورية الى بلد يسيطر عليه المتطرفون. ويظل المؤتمر الدولي تحديا لادارة باراك اوباما التي تحاول بناء حركة معارضة قوية ومتجانسة.

كم تأخرنا

وبنفس السياق قرأت صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية الاتفاق الروسي ـ الامريكي واعتبرته تقدما وان كان ضئيلا، على الرغم من الموقف الحذر وتفريقها بين الاتفاق على عقد المؤتمر وموعد انعقاده. وقالت ان الجدول الزمني لانعقاده قد يؤخر وحتى لو التأم فسيكتشف الجميع كم من الوقت ضيع، فبين اتفاق جنيف في حزيران (يونيو) العام الماضي واليوم تغير الحال، ففي ذلك المؤتمر تم الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية ولم ينفذ الاتفاق بسبب عدم الاتفاق على وضعية الرئيس الاسد. وتعتقد الصحيفة ان تطور الوضع والمخاوف من انتشار الحرب للدول الجارة، والهجمات الاسرائيلية الاخيرة، واستمرار تدفق اللاجئين كانت وراء التنازلات الامريكية والروسية، حيث بدا لافروف وكيري اقل اهتماما بالدفاع عن مواقفهما السابقة. وفي النهاية فالامر متعلق بالمتحاربين وموافقتهم على الجلوس الى طاولة المفاوضات. ومن التعقيدات الاخرى هي عدم قدرة المعارضة على الحسم او الاتحاد كمقدمة للحكم. ولكن الخيار بين تصعيد للحرب التي لم ينتصروا فيها وبين حكومة انتقالية بضمانات دولية يجب ان لا تكون خيارا.

تفاصيل

ويقول ديفيد اغناطيوس في ‘واشنطن بوست’ ان الاتفاق ما هو الا بداية ولكنها محفوفة بالمخاطر والمشاكل، ويرى ان كلا من روسيا وامريكا توصلتا الى ان الاتفاق على حل سياسي احسن من القتال حتى الموت وزعزعة استقرار المنطقة. ويبدو ان الآلية التي تسير عليها المحادثات هي ان جعل رحيل الاسد جزءا من نتائج المحادثات وليس شرطا لبدئها، حيث سيتنحى الاسد عن السلطة ساعة تم فيها الاتفاق على حكومة انتقالية. فالروس الذين يدعمون الخطة علنا تعهدوا بتقديم شخصيات في الحكومة السورية كي يكونوا جزءا من الحكومة الانتقالية.

وعلق الكاتب هنا على تعهدات كيري عندما قال ‘سنؤكد على التزامنا بالحل التفاوضي كوسيلة رئيسية لانهاء النزيف الدموي’ وكيف سيتم الوفاء به؟ هل ستسمح واشنطن لايران المشاركة في المفاوضات حيث ستصر روسيا على حضورها. فالموقف الرسمي الامريكي هو عدم السماح لها، لكن اغناطيوس يتكهن بموافقة اوباما ان كان يعتقد ان في حضورها تسوية دائمة تنزع فتيل التوتر في المنطقة. وهل ستمارس روسيا الضغط على ايران والاسد وتدفعهم للقبول بحقيقة ان نظام الاسد قد انتهى؟ ويشير الى ان لافروف تحدث مع وليد المعلم، وزير الخارجية وهو شخصية براغماتية وقد يكون لاعبا في حكومة انتقالية ولكن من المشكوك فيه ان تقبل المعارضة المعلم او غيره. ويرى الكاتب ان روسيا وامريكا بحاجة لانجاح المؤتمر في انشاء قوة دولية تقف بين الحكومة الانتقالية والجماعات المتشددة للتأكد من نجاح المهمة.

ويرى الكاتب ان سليم ادريس هو وجه معتدل حيث ضبط عناصر جيشه الحر من الانتقام من المذابح الاخيرة، وعرض التفاوض مع النظام والروس وحماية العلويين وتأمين الاسلحة الكيماوية، لكن التحدي الاكبر هو ان يظهر ادريس قوة عسكرية تجعله من يسيطر على ميزان الحرب لا الجهاديين، ونجاح ادريس يعتمد على التزام الدول الداعمة للمعارضة بالسلاح وهي السعودية وقطر وتركيا بنقل الاسلحة عبره لا الجهاديين. وهنا يمكن ان تضغط امريكا باتجاه تعزيز قوة ادريس من خلال توسيع برامج التدريب ودعمه بالاسلحة غير الفتاكة والاسلحة. ويعتقد انه من اجل انجاح المفاوضات على فلاديمير بوتين ان يضع كل ثقله وراءها، بدلا من ترك التفاصيل للافروف. وفي النهاية هل سيقبل المتطرفون من الطرفين، العلويون والجهاديون، وهل سيرضى حزب الله بنهاية الاسد كل هذه معوقات لكن البداية احسن من لاشيء كما يقول.

القوة وحدها

ولم تبد ‘فايننشال تايمز′ متفائلة من الاتفاق وقدرته على التصدي للاسد حيث ترى في افتتاحيتها ان ‘الدبلوماسية لا تكفي وحدها للتعامل مع نظام الاسد’. وتعتقد ان الحرب السورية تتحول الى حرب اقليمية، مشيرة الى تقارير موثوقة تتحدث عن استخدام الاسد السلاح الكيماوي والقيام بعمليات تطهير عرقي، مما ادى الى تحول سورية خطرا على المنطقة و’تراجيديا لا يمكن فهمها’. وقالت ان الاتفاق الروسي ـ الامريكي جاء في وقت ‘لم يعد فيه احد يعتقد بنجاح الضغوط الدبلوماسية وحدها’. فالاسد لا يفهم سوى لغة القوة، وتجربة الماضي علمتنا انه يتراجع عندما يواجه بقوة حقيقية، كما فعل مع الاكراد عندما حشدت تركيا جيوشه على حدوده، وعندما هدده الامريكيون بوقف تصدير الجهاديين للعراق. وترى ان الاسد فشل في قمع المعارضة ويقاتل حربا من اجل بقائه، وفشل حله الامني ضد الجهاديين ‘المدعومين من الوهابيين والصهاينة والامبريالية’ كما يقول.

ولم يعد قادرا على اعادة السيطرة على المناطق التي خسرها، ويحاول جاهدا تأمين منطقة صغيرة في العاصمة التي لم تفلت من الهجمات التي قتلت اركان قيادته العام الماضي. ولانه عجز على تأمين الطريق بين حمص والساحل فقد استدعى حزب الله للقيام بالمهة نيابة عنه.

مؤتمر آخر.. قتلى آخرون في سورية

صحف عبرية

‘أيها السوريون، حاذروا من ضياع ثورتكم في قاعات المؤتمرات’، حذر معاذ الخطيب، الذي كان رئيس الائتلاف الوطني السوري الذي استقال مؤخرا من منصبه. وتعقيبه يتميز به موقف منظمات المعارضة بالنسبة للاقتراح الروسي الامريكي بعقد مؤتمر دولي آخر للبحث في الازمة في سوريا.

من المؤتمر الصحفي الذي عقده جون كيري وسيرجيه لافروف، بعد لقائه أول أمس لا يمكن لنا ان نعرف اذا كان يوجد توافق بينهما على شكل انهاء الازمة وعن نوايا سوريا والمعارضة، الذي عرضته الولايات المتحدة في حالة عدم وجود توافق في المؤتمر الذي يريدون عقده في نهاية ايار او بداية حزيران.

ذكر مؤتمر جنيف، في 30 حزيران 2012، كأساس لحل الازمة ليس مشجعا. فتوصيات. توصيات المؤتمر اياه بالوقف الفوري للنار والشروع في المفاوضات بين النظام والمعارضة لم تطبق ابدا. فوقف النار، الذي كان شرطا للاتصالات، لم يدخل الى حيز التنفيذ والمفاوضات لم تتم. بعد ذلك تبينت أيضا الفجوة العميقة بين روسيا والولايات المتحدة، في مسألة دور بشار الاسد في الاتصالات. فبينما عارضت روسيا الشرط الاساسي للمعارضة في أنه يجب على الاسد ان ينصرف عن منصبه قبل المفاوضات، أيدت الولايات المتحدة موقف المعارضة. فهل من القوتين العظميين غيرت موقفها؟ هل روسيا مستعدة لان تدفع الاسد الى خارج قصره. هل توافق واشنطن على السماح للاسد بالمشاركة في بداية المفاوضات، شريطة أن ينصرف لاحقا؟ لا يوجد على هذا اي تلميح بعد.

منذ مؤتمر جنيف كانت تطورات مقلقة في سوريا، يبدو أنها تدفع روسيا والولايات المتحدة لان تحاول مرة أخرى أن تدفع الى الامام بسرعة بمسيرة سياسية. مشكوك ان يكون عدد القتلى الهائل، 80 90 ألف شخص، ونحو مليون ونصف لاجئ ونازح آخرين هو الذي يؤثر على القوتين العظميين.

بالمقابل، فان تعزز قوة الميليشيات الاسلامية، التي سيطرت على محافظات عديدة في الدولة؛ نشاط جبهة النصرة المتفرعة عن القاعدة؛ اعمال الذبح الطائفي والديني، فضلا عن الخصومة بين مؤيدي النظام ومعارضيه؛ الدور العميق لايران وحزب الله؛ الاستخدام للسلاح الكيميائي، وأخيرا دور اسرائيل في الازمة في سوريا كل هذه مواد اشعال تحث التدخل المتجدد للقوتين العظميين.

تفهم القوتان العظميان بان مستقبل علاقاتهما مع سوريا ومكانتيهما في الشرق الاوسط تتأثر بشكل انهاء الازمة. وهما لا يمكنهما أن تسمحا لنفسيهما بان ترسم السيطرة في سوريا ميليشيات وعصابات من شأنها أن توسع الازمة الى لبنان والى العراق ايضا. فروسيا تفحص بشكل ترددات واشنطن، التي تقف على مسافة خطوة فقط من تسليح الجيش السوري الحر. وواشنطن قلقة من تدخل روسيا العسكري اذا ما سلحت المعارضة بالفعل. وكلتاهما لا تعرفان كيف ستواصل اسرائيل العمل، الورقة منفلتة العقال، وكلتاهما تضطران الان الى الاتفاق بينهما على الحل المرغوب فيه، على القيادة التي تدعم وعلى الشكل الذي تدار فيه الخطوات كي تتمكن هذه القيادة من الوصول الى الحكم في اقصر وقت ممكن.

ولكن ليست روسيا والولايات المتحدة وحدهما يجب أن تتفقا على المبدأ. فمحافل المعارضة السياسية والقوات المقاتلة في سوريا يتعين عليها أن توافق أولا على مجرد عقد المؤتمر وبعد ذلك تبني قراراته. وقد سبق للجيش السوري الحر أن اعلن أنه ليس شريكا في الاعداد للمؤتمر ولا يتعهد بتأييد قراراته. وأوضح قبل بضعة ايام الجنرال سليم ادريس رئيس اركان الجيش السوري الحر بان ‘الحل في سوريا عسكري وليس سياسيا’. ويطالب ادريس بمزيد من السلاح والمساعدات المالية كي يحسم المعركة العسكرية. كما أن بعض الميليشيات الاسلامية، ولا سيما جبهة النصرة، لن تدعم الحل السياسي الذي يتضمن الاسد.

من الجهة الاخرى، توجد محافل معارضة في سوريا مستعدة لادارة مفاوضات مع النظام، ولكن تمثيلها موضع خلاف. وستطلب قيادة المعارضة املاء معايير نقل السلطة، ابعاد الاسد من المسيرة وتحديد الجدول الزمني.

تسفي بارئيل

هآرتس 9/5/2013

متسوّلون سوريون في بيروت ضحايا شبكات اتّجار بالبشر

بيروت ـ أصبح عبد الله وربيع صديقين عزيزين في الشوارع خلال قيامهام ببيع ورود اصطناعية ـ الوردة بدولارين ـ كل ليلة في مقهى مار مخايل في بيروت. عبدالله، ذو قامة قصيرة وممتلئة، يقول إنّه في سن العاشرة. أما ربيع فأطول وأنحف من صديقه، عمره لا يزيد عن  التسع سنوات. يؤكد الصبيّان أنّهما سوريّان من حلب، غادراها مع عائلتهما بسبب  الحرب. حتى أنّ ربيع يمازح باسمه، قائلاً: “إسمي بشار”، يقول، ليشرح لاحقاً أنّ هذه  مجرّد دعابة.

وفي تحقيق لموقع “WOW” تحدّث ربيع بلهجة سوريّة واضحة، ويعترف بأنّ لا والد له، وأنّه يعيش مع أمه في جونية، وأنّهم غادروا حلب قبل نحو شهرين. “توجد هناك حرب الآن”، يشرح. وهو يشتري الورود الاصطناعية من مخيّم صبرا للاّجئين في بيروت. حيث  يأخذه جاره أبو سمرا كل يوم سبت بسيارته، كما يقول.

أما لهجة عبدالله فلبنانية، لكنّ الصبي يقول إنّه في لبنان منذ عام، واليوم بات يتقن اللهجة اللبنانية. هو أيضاً يعيش في جونية مع والدته. “والدي على قيد الحياة، لكنّه في السجن منذ شهرين لأنّ الشرطة ألقت القبض عليّ وعلى ربيع ونحن نبيع الورود، وأوقفتنا مدة 15 يوماً في سجن الأحداث ومن ثم ساقوا والدي الى المحكمة وهو الآن في السجن”، يشرح الصبي.

عشرات الأطفال مثل عبد الله وربيع، فتياناً وفتيات، وكذلك عشرات النساء اللاتي يحملن أطفالهن، يتسوّلون في شوارع وسط بيروت، والحمرا، والروشة، والجميزة، ومار مخايل، المكتظة بالمطاعم والمقاهي والحانات والفنادق.

معظم النساء والأطفال الذين يتسوّلون في الحمرا والروشة يقولون إنّهم لاجئون فقراء من حلب، لكنّ سكان تلك المناطق مقتنعون أنّهم يشكّلون جزءاً من شبكة اتّجار بالبشر.

ويكّرر عاملو الإغاثة هذه الادّعاءات، ذاكرين وجود حلقات اتّجار بالبشر تقوم

باستغلال عوز ويأس اللاجئين الفقراء.

“باتت الحمرا دمشق مصغّرة”، يقول أحد السكّان وهو جالس على طاولة في أحد مقاهي الحمرا، رافعاً صوته. “أليس واضحاً ما يحدث؟ هناك شاب يتركهم في طرف الشارع في السادسة صباحاً ويعود ليقلّهم في الليل!”.

يشرح الرجل العجوز، معبِّراً عن غضبه من المتسوّلين الصغار. “بات من غير المحتمل الجلوس هنا. ينقضّون عليك في كل مكان”! يتذمّر قائلاً، في حين يهزّ باقي الزبائن برؤوسهم تعبيراً عن موافقتهم على أقواله.

في الشارع، ثمّة العديد من النساء اللواتي يحملن أطفالاً رضّعاً أو في مراحل المشي الأولى، بعضهنّ يجلسن على جانب الرصيف، وأخريات يتنقلّن من نافذة الى أخرى بين السيارات العالقة في زحمة السير. حميدة الأحمد هي المتسوّلة الوحيدة التي ترتدي النقاب في شارع الحمرا. تقول إنّها في الـ25 من العمر، وهي من حيّ الخرافيه في حلب، لديها 7 أطفال، وزوجها مريض ولا يستطيع العمل، وعليهم أن يدفعوا مبلغ 400$ شهرياً بدل إيجار شقة في حي السلّم، في الضاحية الجنوبية لبيروت. “غادرنا حلب قبل شهر. حيث دقّ الجيش السوري جرس الإنذار، وأعلن أنّهم سيخلوننا، فجمعونا في شاحنات وقادونا الى الحدود اللبنانية”، تخبرنا قصتها مصرّة على صحّتها، رغم صعوبة تصديقها.

شريفة، متسوّلة أخرى تقول إنّ عمرها 33 عاماً، تحمل مولوداً حديثاً لا يكفّ عن الحراك، وتنتقل به من نافذة سيارة الى أخرى في زحمة سير شارع الحمرا. توضح إنّها تحمل اسم عائلة الأحمد نفسها، وتخبر قصة حميدة نفسها، بأنّها قادمة من حلب، من الشيخ مقصود، ووصلت الى لبنان قبل شهرين، وأنّ الجيش السوري قام بإخلاء الحي الذي تقطنه، ووضع الناس في شاحنات وقادهم الى الحدود اللبنانية، كما أنّ زوجها مريض، وأنّهم يدفعون 500$ بدل إيجار شقة في النبعة، إحدى ضواحي بيروت. “نحن النساء اللواتي يتسوّلن هنا، نعرف بعضنا البعض. نأتي في مجموعات بإحدى سيارات الأجرة في صباح كل يوم ونتقاسم تكلفة النقل”، تقول.

كافة النساء اللاتي التقاهنّ موقع NOW أخبرن القصة نفسها مع اختلافات

طفيفة. غير أنّ زينب، 13 عاماً، التي تبيع أوراق اللوتو مع والدها، تقول إنّها من

التركمان، مثل معظم النساء الموجودات في الشارع. “نحن جميعاً من حلب، وجئنا الى هنا منذ شهرين. أخوتي وأخواتي يبيعون الحلوى على الطريق العام، في حين نبيع أنا ووالدي أوراق اللوتو هنا”، تقول. “يجب أن أجني 20$ يومياً وإلاّ لا أعود الى المنزل” يزلّ لسانها قائلة.

يقول العاملون في الإغاثة في لبنان إنه من الصعب التمييز بين اللاجئين الفقراء حقاً الذين تحوّلوا الى التسوّل لإعالة عائلاتهم، والشبكات التي تستغل وضع اللاجئين لجني المزيد من الأموال من خلال استغلال السوريين ضمن حلقات اتجار بالبشر.

وقد لفتت حالتا انتحار ومحاولة انتحار النظر الى الفقر الذي يواجهه اللاجئون السوريون في لبنان. حيث قام شاب سوري في التاسعة عشرة من العمر بإضرام النار بنفسه في ساحة بربور ليل الأحد الماضي بسبب مصاعبه المالية. وقام لاجئ

سوري آخر بشنق نفسه في كانون الثاني الماضي في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا للسبب نفسه.

من جهته، يشرح أمين مندو، الذي يرأس أحد مكاتب إغاثة اللاجئين السوريين في طرابلس، أن الوضع مختلف في شمال لبنان. “في بيروت، كل شيء باهظ الثمن وربما يصل الناس الى درجة اليأس الى حد الانتحار، لكن هنا يمكنك أن تبقى

على قيد الحياة. هنا المجتمع مضياف لا سيما في الشمال، والشخصيات الدينية تقوم كذلك بالمساعدة في الإغاثة” قال.

يحصل اللاجئون على قسيمة شراء تساوي تقريبا 30$ من وكالات الأمم المتحدة، في حين يدفع مجلس اللاجئين الدانمركي 60 في المئة من باقي نفقات 250 عائلة يتيمة الأب، كما يقول.

لكن مندو يشير كذلك الى أن “الكثير من التركمان أو البدو الذين كانوا هنا، حتى قبل الحرب، يدعّون بأنهم لاجئون سوريون لكي يتسولوا ويجنوا المال… ما من لاجئ سوري يقوم بذلك. اللاجئون، حتى إن كانوا يائسين، لن يتسولوا. المتاجرون بالبشر يستغلون هذه القضية لجني الأرباح.

هؤلاء المتسولون يعيشون قرب الحدود اللبنانية السورية وبهذه الطريقة يجنون المال.

مسلحون يفرّون إلى لبنان… وتضارب أنباء حول زعيم «النصرة»

القوات السورية تضيّق الخناق على القصير

واصلت القوات السورية إنجازاتها الميدانية في ريف القصير، واستردت، امس، قرية الشومرية في طريقها لفك حصار المسلحين منذ أكثر من عام لبلدة الغسانية.

ونفت «جبهة النصرة» على لسان القيادي فيها الغريب المهاجر قحطاني أن يكون زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني أصيب في قصف في ريف دمشق، فيما تمسك «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بروايته.

وقال قحطاني: «الإخوة الكرام، ننوه أن ما نشرته بعض القنوات عن إصابة الشيخ الجولاني بدمشق، غير صحيح، والشيخ بخير والحمد لله. وان أصيب القادة وقتل القادة، فالجهاد ماض إلى يوم القيامة، لكننا ننبه أن خبر إصابة الشيخ الجولاني غير صحيح».

وذكر «المرصد»، في بيانات، «تدور اشتباكات عنيفة بين القوات السورية مدعومة من حزب الله والمسلحين في ريف القصير» قرب الحدود اللبنانية.

وأكد مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» أن «الجيش السوري استرد قرية الشومرية في ريف القصير، وان قواته تتجه حاليا نحو بلدة الغسانية المحاصرة من المسلحين منذ عام تقريبا». وأضاف إن «العمليات العسكرية في القصير تسير بوتيرة عالية، والجيش يحكم الحصار على المسلحين الذين يحاولون الفرار باتجاه الأراضي اللبنانية».

وذكر «المرصد» ان «اشتباكات عنيفة تدور في محيط قرية الشومرية بعد سيطرة القوات السورية على القرية»، مشيرا إلى «قصف براجمات الصواريخ على مدينة القصير». وتعتبر القصير مع مدينتَي الرستن وتلبيسة من آخر معاقل المسلحين في ريف حمص.

وفي محافظة ادلب، أشار «المرصد» إلى «انفجارات عنيفة هزت مستودعات الذخيرة في معسكر القرميد التابع للقوات السورية نتيجة استهدافها بصواريخ».

وفي درعا، أشار «المرصد» إلى «استمرار الاشتباكات في شمال بلدة خربة غزالة في محاولة من القوات السورية للسيطرة على كامل البلدة التي دخلتها قبل يومين» والتي تعتبر مهمة لاستعادة السيطرة على كامل الطريق الدولي بين درعا ودمشق. وتابع: «شنت الطائرات السورية غارات على محيط مطار منغ في ريف حلب»، موضحا أن المسلحين اضطروا إلى الانسحاب من داخل المطار بسبب القوة النارية التي واجهتهم.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله: «في ريف حلب بسطت وحدات من جيشنا سيطرتها الكاملة على معامل الإسكان العسكري ومجبل الزفت في إطار عملياتها المركزة لإعادة الأمان والاستقرار إلى منطقة الشيخ سعيد».

(«سانا»، ا ف ب، ا ب)

مقتل 3 لبنانيين في القصير

عاشت طرابلس، أمس، جوا من الترقب في ضوء معلومات متضاربة وصلت إلى المدينة عن أعداد القتلى والجرحى والمفقودين من المقاتلين، الذين كانوا توجهوا إلى مدينة القصير السورية مطلع الشهر الحالي، بناء لدعوة الجهاد والتعبئة العامة التي صدرت عن بعض المشايخ السلفيين في لبنان.

وبين هذه المعلومات، بات بحكم المؤكد مقتل 3 أشخاص هم حسام المنصور من الأسواق القديمة، وهاني بركات من منطقة القبة، وعصام معرباني من محلة باب الرمل.

ووفق المعلومات المتداولة في المدينة، فإن مسلحين تضاربت التقارير حول عددهم، غادروا طرابلس والضنية وعكار على دفعات باتجاه سوريا، حيث انقسموا إلى مجموعتين، واحدة توجهت إلى مدينة القصير والأخرى الى قلعة الحصن، وتردد أن بينهم زيد الشهال ابن داعي الإسلام الشهال.

وتضيف المعلومات «أن المجموعة التي توجهت الى قلعة الحصن وصلت بكاملها واجرى افرادها اتصالات مع اصدقاء لهم اكدوا لهم انهم بخير، وموجودون بضيافة أمير جند الشام أبو سليمان الذي كان من نزلاء سجن رومية، قبل انتقاله الى سوريا واقامته في تلك المنطقة، وترؤسه احدى المجموعات المسلحة».

وتشير المعلومات الى»ان المجموعة الثانية التي ذهبت الى القصير ومن بين أفرادها أسامة قدور نجل المسؤول العسكري لتنظيم فتح الإسلام ابي هريرة الذي كان قضى خلال مواجهات مخيم نهر البارد، فقد الاتصال معها منذ يومين، مع بدء الهجوم الذي يشنه الجيش السوري على المدينة».

وتشير مصادر أمنية الى أنها رصدت انتقال نحو اربعين شابا شماليا في الآونة الأخيرة باتجاه الأراضي السورية.

القطار السوري على سكة «جنيف 2»: الأولوية لـ«بناء الثقة» و«حكومة انتقالية»

محمد بلوط

ميخائيل بوغدانوف ومايكل بيرنز إلى جنيف الأسبوع المقبل. نائب وزير الخارجية الروسي ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط مع فريقي عمل مشترك روسي ـ أميركي للتحضير للمؤتمر الدولي حول سوريا.

الاتصالات العملية لتنظيم المؤتمر بدأت على الأرض، عبر الأمم المتحدة في نيويورك وعبر البعثة الروسية في الأمم المتحدة في جنيف. التصريحات التي صدرت عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في روما، عن «عدم قبول الرئيس بشار الأسد في الحكومة الانتقالية» لا تمس جوهر الاتفاق الأميركي – الروسي بالمضي قدما في إطلاق العملية السياسية.

وقال كيري انه تحدث إلى وزراء خارجية معظم الدول المعنية و«هناك رد ايجابي جدا ورغبة قوية جدا في التحرك باتجاه هذا المؤتمر، لمحاولة إيجاد حل سياسي، أو على الأقل استنفاد كل الإمكانيات للوصول إلى ذلك»، مشيرا إلى أن السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد التقى المعارضة السورية. واعتبر كيري أن قيام روسيا بتسليم صواريخ إلى سوريا سيؤدي «إلى زعزعة الاستقرار»، وذلك تعليقا على معلومات إسرائيلية أشارت إلى احتمال تسليم موسكو صواريخ «اس 300» إلى سوريا. (تفاصيل صفحة 15)

ومن نافل القول إن الأميركيين يقدمون صياغة لفظية مبتكرة لإرضاء المعارضة السورية من دون التراجع عن الاتفاق مع الروس ببقاء الأسد في منصبه خلال العملية الانتقالية. ذلك أن الإدارة الأميركية كفت عن المطالبة صراحة بتنحية الرئيس السوري مسبقا، قبل ولوج «جنيف الثانية» نهاية أيار الحالي. كما أن التصريحات التي توالت في واشنطن عن ضيق العملية الانتقالية بمكان يفسح للرئيس السوري كانت مشفوعة على الدوام «بان القرار يعود في النهاية إلى الشعب السوري» كما ينص على ذلك الاتفاق الروسي ــ الأميركي.

ومن المبكر الحديث عن طبيعة الوفود التي ستدعى إلى جنيف، لكن توقعات ديبلوماسية، عربية وغربية، متقاطعة تذهب إلى اعتبار وزير المصالحة الوطنية علي حيدر المرشح الأوفر حظا لترؤس الوفد الرسمي السوري. ومن المتوقع أن يأتي المعارضون بصفتهم الشخصية وليس كممثلين لكتل وأحزاب وتجمعات معارضة لتفادي عقبة التوافق المستحيلة داخل المعارضة السورية، على وفد يمثلها وفي الوقت القصير

المتاح، وفي الانقسامات التي تشق المعارضات السورية داخلا وخارجا عسكريين وسياسيين. ويجري الحديث عن وفد مركب يضم 15 شخصية معارضة من آفاق الانتماءات التي تقبل بالحل التفاوضي.

ومن المنتظر أن يعمل الجميع في بداية المؤتمر على غربلة الأفكار التي سيتقدم بها المفاوضون، فيما يتقدم رعاة المؤتمر من روس وأميركيين بورقة مشتركة. وتقليديا، تخرج وثيقة مشتركة من الأوراق المقدمة تصبح ورقة النقاش التي ستدور حول بنودها المفاوضات الأولية في جنيف.

وبموازاة المفاوضات، سيكون على مجلس الأمن الدولي أن يتخذ قرارا وفق الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، بناء على خطة كوفي انان، الذي سبق له أن أيدها بإعلان رئاسي، تفرض وقف إطلاق النار، وإرسال مراقبين دوليين للإشراف عليه. وكانت دائرة الشؤون السياسية في الأمم المتحدة التي يديرها جيفري فيلتمان قد سبرت نيات دول كثيرة في الأشهر الماضية للمساهمة بتشكيل تلك القوات. وتملك دائرة حفظ السلام الدولية في الأمم المتحدة خطة انتشار جاهزة في حال اتخاذ مثل ذلك القرار، على أن تعطى الأفضلية المشاركة فيها لدول إسلامية، غير منحازة.

وفي حين يتوقع العمل على توسيع «مجموعة العمل الدولية حول سوريا» لتضم إيران والسعودية، أعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون أن الأمين العام بان كي مون اقنع المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بالبقاء في منصبه وسيطا في الأزمة السورية، بعد المبادرة الأميركية الروسية بشأن سوريا. وأوضح انه إضافة إلى الإبراهيمي «فان هناك فريقا كبيرا داخل الأمم المتحدة سيعمل على إعطاء دفع» باتجاه التوصل إلى تسوية سلمية.

ويقول ديبلوماسي غربي إنه من المنتظر أن يقتصر البحث في المرحلة الأولى على تدابير بناء الثقة بين الأطراف، كتسمية أعضاء الحكومة الانتقالية والاتفاق على تنفيذ ما تضمنه «بيان جنيف» وما حظي بموافقة الجميع، وخصوصا عملية نقل الصلاحيات الرئاسية إلى الهيئة التنفيذية. أما القضايا الخلافية كمصير الأسد وحقه بالترشح إلى الانتخابات الرئاسية منتصف العام المقبل، وتعديل عمل الأجهزة الأمنية والقيادات العسكرية، فكلها مسائل لن يكون بوسع المتفاوضين طرحها في المراحل الأولى من المفاوضات، تجنبا لتعقيدات لا يمكن تجاوزها قبل الاتفاق على تسمية الحكومة الانتقالية.

ومن غير الواضح حتى الآن ما هي الضمانات التي منحتها روسيا إلى حليفها الأسد، كي تعلن الخارجية السورية تأييدها الفوري للاتفاق. وأعلنت الخارجية ان دمشق «مقتنعة بثبات الموقف الروسي المستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، ولاسيما مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية، ومبدأ عدم التهديد بالقوة أو استعمالها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة».

ومن غير الواضح أيضا ما إذا كانت هذه الضمانات ستصمد خلال العملية السياسية، أو أن الروس سيتمسكون بها، لا سيما أنهم كانوا يجيبون على سؤال بقاء أو تنحية الأسد بان العملية السياسية هي التي تقرر. والسؤال سيطرح بقوة، عندما تبدأ عملية نقل الصلاحيات وتتطور المفاوضات نحو القضايا الخلافية التي تتطلب قوة تمثيل وشرعية صلبة لحسمها، وتتبين الأوزان الجديدة التي سيكسبها المتفاوضون واللاعبون الكبار في الداخل السوري.

ويحتل الجيش السوري الموقع الأول، وهو الذي استطاع قلب ميزان القوى العسكري لمصلحة النظام، والذي من دونه لم يكن ممكنا الحديث عن جنيف أو عن أي عملية تفاوضية يخوضها النظام السوري من موقع أفضل بكثير مما كان عليه عندما صدر «بيان جنيف» الأول قبل حوالى العام. وتتجه رهانات كثيرة إلى الجيش الذي يعرفه الروس عن قرب، بعد أن عاينوه نصف قرن تدريبا وتجهيزا وإعدادا. لكن أحدا من قادته أو نخبه، التي لعبت دورا في تعويم النظام والمؤسسات في قتال العامين الماضيين، لم تطفُ على السطح حتى الآن.

ومن جهة ثانية بدأ الغربيون بمحاولة اللحاق بالقطار الروسي – الأميركي. وهكذا وعد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «بدفع الأميركيين إلى العمل من اجل حل سياسي، والتشاور مع الروس، ذلك أننا نقترح منذ زمن طويل جنيف ثانية». وزير الخارجية الفرنسية، العائد بقوة إلى حل سياسي، وعد أيضا بالعمل على وضع «جبهة النصرة» على لائحة المنظمات الإرهابية، «لكي لا يكون بعد اليوم التباس في موقفنا» بعد أشهر طويلة من رفض وجود «النصرة» جديا في سوريا أو تشكيلها قوة فعالة في أوساط المقاتلين، إلى أن بادر الأميركيون إلى وضعها أولا على لائحة الإرهاب.

ويصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى سوتشي الروسية اليوم لمتابعة الملف السوري، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من بين قضايا أخرى، فيما كانت صحيفة «دايلي تلغراف» تسرب ورقة بريطانية قدمت إلى دول الاتحاد الأوروبي، زعمت أنها اطلعت عليها، تشير إلى أن لندن ستعيد طلب رفع حظر الأسلحة على المعارضة السورية خلال اجتماع الإتحاد في 27 الشهر الحالي.

والأرجح أنه لن يكون للورقة أي حظ بأن تبصر النور، ذلك أن ما تقترحه بريطانيا من اتخاذ قرار بتسليح «الائتلاف» مباشرة لتجاوز الحظر ليس ممكنا. المعارضة الألمانية التي منعت، وهي ليست وحدها بأي حال، التصديق على مثل ذلك القرار لم تتغير، بل إن الألمان أصبحوا اشد اعتراضا من ذي قبل، لاشتراكهم في العملية السياسية والوساطة التي أدت إلى تسهيلها، وهم يعملون على فتح قنوات مع النظام السوري للتوصل إلى حل سياسي وللتعاون في مكافحة الإرهاب وليس مؤكدا أن يقوموا بإطلاق الرصاص على أرجلهم من اجل ورقة التسليح.

كما أن اجتماع جنيف قد يصادف مع اجتماع الإتحاد الأوروبي، وسيكون مستغربا أن يقدم الأوروبيون على خطوة حربية تصعيدية في بروكسل المجاورة لجنيف حيث يجري البحث فيها عن حل سياسي.

الى ذلك، اعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، انه «تم إعطاء تعليمات للرد فورا على أي هجوم إسرائيلي جديد من دون طلب تعليمات من السلطات العليا» في البلاد، موضحا «ردنا على إسرائيل سيكون قاسيا ومؤلما. على إسرائيل أن تعرف ذلك. سوريا لن تسمح بأي حال من الأحوال، بان يتكرر ذلك».

المشهد الخلفي لمعارك اللاذقية… لجان «مقاومة» ومعارضة

أهلاً بك في اللاذقية. أنت في مدينة أولى الأبجديات، التي نسيت الحروف القديمة ومضت مرتدية بزّة مموهة. هنا بين الصخرة والموجة كتيبةٌ مسلّحة، بعضها شعبي، والبعض الآخر لا علاقة للشعب به. هكذا ضاعت ملامح المدينة الطيبة. شمالاً، تصدّر الدولة الجارة مسلّحين يسيطرون على جبل التركمان في الريف، ويحيلون حياة أهل القرى المجاورة كوابيس، ما تطلّب حمل السلاح والانضمام إلى تنظيمات شعبية مسلّحة رديفة للجيش السوري تقاتل مسلّحي المعارضة، وتمنع وصولهم إلى مدينة اللاذقية. ولعلّ أحدث المعارك في «خربة سولاس» تجعل من الحدث الساحلي خطراً للغاية، بعد تقدم المعارضة المسلحة عدة كيلومترات، تكبّدت خلالها خسائر كبيرة

مرح ماشي

ريف اللاذقية | كل شيء من حولك يُشعرك بأن المعركة تبدأ من هُنا، ولعلها لن تنتهي إلا هُنا، فهُنا أهالي الشهداء والمقاتلين في الجيش السوري والتنظيمات الرديفة له. عصب مؤيدي النظام هُنا. وهُنا خط الإمداد البشري الأول، والمعركة الأشد عنفاً، حتى وإن تم إغفالها أحياناً عن دائرة الضوء. وهُنا معركة الوجود الحقيقية على المستوى الشعبي والنفسي للمعارضة.

يتحدث الجميع، بكثير من القلق، عن الانفجارات التي وقعت في العاصمة، ويراقبون وضع بانياس من بعيد بتوتر، إنما لا قلق يشبه ما يعتري أهل اللاذقية جرّاء المعارك المشتعلة في الريف الشمالي. الأخبار الآتية من هُناك تشي باقتراب مسلّحي المعارضة المدعومين من تركيا، ووصولهم إلى تخوم قرية مشقيتا. وتدوي الجملة المرعبة: «سقطت خربة سولاس». ساعات قليلة هي التي شهدت فيها القرية الجبلية الخضراء محاولة التفاف لمقاتلي المعارضة المسلحة، ما أفضى إلى سقوط شهيدين من الجيش وعدد من الجرحى في إحدى أقسى المعارك التي شهدتها جبال الساحل السوري. ساعات قليلة سقطت فيها «خربة سولاس»، تحوّل خلالها جميع مقاتلي «المقاومة السورية» و«الدفاع الوطني» إلى التوحّد لمساعدة الجيش، واستعادة القرية ذات الموقع الاستراتيجي، والتي تواجه التلال الشمالية المسيطر عليها من المعارضة المسلحة في قرى غمام والدغمشلية، وصولاً إلى ربيعة الحدودية، مركز مقاتلي المعارضة المحصّن. يحارب في تلك المنطقة عناصر الجيش السوري بأعداد محددة جداً، فيما باقي المقاتلين هم خليط من اللجان الشعبية أبناء المنطقة وعناصر جيش الدفاع الوطني، بالإضافة إلى الاعتماد بشكل أساسي على عناصر من المقاومة السورية.

تنظيم المقاومة السورية

في الطريق لمقابلته، يعصف الذهن بعشرات الأسئلة. ماذا تسأل زعيم «المقاومة السورية» الذي تنتشر أخباره في كل بيت من بيوت المدينة. بعض الأخبار تروي حكايات عن ممارسات مزعجة لعناصر المقاومة أسوة بباقي التنظيمات التي قامت لمساعدة للجيش، وروايات أُخرى تحكي عن «بطولات» يحققها مقاتلوه في الريف الشمالي في مواجهة المد «التكفيري» المدعوم من «أردوغان». علي الكيالي، الاسم الذي ذاع صيته خلال الأحداث السورية بتزعّمه تنظيماً مسلّحاً، يقدم التعزيزات للجيش السوري في مناطق الاشتباكات. يجلس الرجل، اللوائي الأصل، في منزله الكبير الذي استقبل زعيم حزب العمال الكردستاني التركي عبد الله أوجلان لمدة طويلة. إلى يمينه، يجلس الشيخ موفق غزال الذي راج اسمه عضواً في «المجلس الإسلامي العلوي»، إنما يجلس «بصفته الوطنية وليس موقعه الديني». جلسة غريبة في صالة الضيوف الواسعة، تشارك فيها نسوة محجبات يحملن مسابحهن ويستمعن إلى أخبار الحرب في الشمال، يرويها المقاتلون. تحيط الصور بالكيالي من كل جانب، ما يثير التساؤلات حول مدى اهتمام الرجل بالصور الشخصية. صورٌ له في تركيا ولواء اسكندرون، وأُخرى له مع شخصيات تركية وكردية ومقاومين لوائيين. وتتصدر الحائط صورة كبيرة للرئيس الراحل حافظ الأسد. يروي المقاتل اللوائي الذي تعرّض مؤخراً للإصابة خلال معارك طاحنة وقعت في الريف الشمالي، عن ظروف تأسيس «الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون – المقاومة السورية»، التي يشبّهها بالمقاومة اللبنانية في الثمانينيات، إنما لا دعم كبيراً لتنظيم المقاومة السورية، في وقت يتكفل عناصره بتأمين مستلزماتهم من سلاح وطعام وشراب وخدمات لوجستية. تمت تسميته بهذا الاسم نسبة لمقاومته مسلحي المعارضة «المتمثلين بأدوات الاحتلال التركي الذي اغتصب لواء اسكندرون»، ومهمته «محاربة هذا المد التركي الذي يسيطر الآن على بعض القرى في الشمال، بحسب ما رأى أبناء هذه القرى من المقاومين». يرفض الرجل كل الاتهامات لتنظيمه بالطائفية، إذ يشدد على أنه يجمع بين صفوفه أبناء جميع الطوائف، بدءاً من مشايخ الطوائف والمطارنة، ووصولاً إلى الأفراد من سنّة وشيعة وعلويين ومسيحيين، ويشير بيده إلى بعضهم من الموجودين في الجلسة.

ينتقد الكيالي عدم دعم تنظيمه، فيما يُحسب له «ثبات المقاتلين في أخطر المعارك، والخدمات الجلية التي قدموها للجيش السوري، باعتراف ضباط الجيش أنفسهم». يصرّ الرجل على أنه يقاتل تحت راية القيادة السورية، والتي «إن رأت في التسوية السياسية ضمن الثوابت الوطنية حلاً للأزمة الحالية»، فإنه، ومقاتليه، سيعودون إلى بيوتهم «بعد تسليم سلاحهم إلى الدولة». أما إذا تمت التسوية وفق بعض التنازلات، فإن للواء أبناءً لن يتركوه. وفيما يخص الحديث عن وجود مقاتلين لحزب الله على بعض المناطق السورية، لا يعترض، كمقاتل سوري على مثل هذه الأخبار، لأن الحزب حليف لسوريا، وتدخّله مبرر للدفاع عن بعض المنتمين إليه في القرى الحدودية.

معركة «خربة سولاس»

تعترض بعض الحواجز الطريق إلى خطوط التماس شمالاً. تفتيش بسيط ضمن الحد الطبيعي، دون أن تستطيع تجاهل مظاهر العسكرة الواضحة في المناطق التي تمر فيها. الجميع يرتدي بزات ممّوهة تشبّهاً بالجيش. الكثير من عناصر اللجان أينما توجهت. على حاجز كرسانا، الذي يتبع للجيش، سترى مبنى قريباً يتبع لأحد بيوت القرية، وقد أضحى نقطة تمركز وتبديل للعناصر يخرجون منه ويدخلون إليه. الوصول إلى قرية عين البيضا قبل الظهر يعني أن المقصد قد أضحى قريباً مدّة ربع ساعة من قيادة السيارة. تبدو الحركة قليلة هُنا، إنما السبب يعود للحَر الشديد الذي اقتحم حياة اللاذقيين باكراً. عين البيضا، بدورها، عانت من القذائف التي أطلقها مقاتلو المعارضة على منازل المدنيين، ما أدى إلى وقوع ضحايا خلال الشتاء الماضي. حاجزٌ آخر على مفرق «القلوف». هُنا ستبدأ الأسئلة عن وجهتك، والجواب المريح مبدئياً هو: «مشقيتا». جمال المناظر الطبيعية يبدأ في التصاعد بشكل آسر. وسد «16 تشرين» يوحّد مع القرية التي تطلّ عليه في مشهد خرافيّ الألوان.

الحياة طبيعية في القرية، ولكن السكان يتحسّبون لأي طارئ. أولادهم في اللجان التي تقاتل على الخطوط الأمامية. «لا تهجير ولا خروج من المنطقة، ولو تعرّضنا للإبادة الجماعية» يقول أحد المدنيين. يرفض الناس إخلاء الساحة للمسلحين، ويفضلون دعم الجيش باعتبارهم حاضناً شعبياً مناسباً لدبّ الحماسة في نفوس مقاتلي اللجان الذين يدافعون عن بيوتهم وقراهم. بعض الناس هُنا يصنعون الطعام للجيش، في بادرة يعتبرها البعض «وطنية»، فيما يعتبرها المعارضون تورطاً من أهالي الطائفة الموالية للنظام في الحرب التي يشنها الجيش على «الثوار». لا بدّ هُنا من تبديل السيارة، واستخدام إحدى سيارات «المقاومة السورية»، من ذات النوافذ المموهة تحسباً لأي طارئ. لا توقّف على الحواجز بعد الآن. مجرد تبادل التحية بين المقاتلين. النكبات تبدأ من مشاهد الغابات المحروقة عن بكرة أبيها. أشجار متفحمة تطفّلت على المشهد البديع للأخضر الذي كان يوماً يغطي هاتيك الجبال. الطبيعة التي كانت تراثاً لأهل المدينة، ولرحلات أبنائهم المدرسية، قد عانت خيباتها أسوةً بالبشر. لوحة على يمين الطريق تشير إلى قرية «زغارو». تبدأ الأسئلة عن وضع القرية النائية التي تم إخلاؤها من سكانها منذ أشهر. «إنها في يدهم» يقول أحد العناصر متسرعاً. يعود فيستدرك قائلاً: «هي ساحة اشتباكات. ومساحة فاصلة بين الطرفين. مشكلتها أنها تتوسط التلال ما جعلها مكشوفة بين ما حولها من قرى مرتفعة. وقد هجرها سكانها بسبب فقدان الأمان فيها». بالمرور في قرية الزهراء الموالية، يبدو الاقتراب من الخطر أكبر. السكان هُنا يعيشون حياتهم الطبيعية. معظم أبنائها يشاركون في المعارك القريبة من قريتهم، إذ إن الخطر متاخم لبيوتهم، والمعركة الأخيرة كشفت أنهم تحت مرمى نار المعارضة المسلحة فيما لو سقطت خربة سولاس مجدداً. مع الوصول إلى آخر نقطة عسكرية يسيطر عليها الجيش تظهر البيوت المتهدمة. على غرفة صغيرة بين الأشجار، تبدو جدرانها المتهالكة بقسوة، كُتِب: «دكان أبو أحمد». كانت في الماضي دكّان أبي أحمد، أما اليوم فأحمد وأبوه في مكان ما، لعلّه قريب في أحد القبور المحيطة بمزار «الخضر» داخل الغابة، أو لعلّهما نزحا باتجاه القرى المجاورة. خلف متاريس يقف مقاتلو الجيش السوري ورفاق سلاحهم من اللجان. لا رضا كاملاً من كل طرف على أداء الطرف الآخر. ضباط الجيش ينظرون إلى التنظيمات الأُخرى على أنها قوى غير رسمية وتفتقد الشرعية التي يمتلكها الجيش، فيما تأخذ هذه التنظيمات على الجيش الإغراق في الروتين وانتظار القرار. يقول أحدهم: «من يقاتل اليوم في الجيش هم الضباط الصغار. ملازم، نقيب، ورائد. الكبار إداريون، ينظرون من بعيد، ويصدرون الأوامر». يعترض أحد الضباط على وجود صحافية في هذه المنطقة البعيدة والخطرة، ويعترض على عدم أخذ إذنه. اعتذار بسيط يكفل إكمال الجولة، إنما موقتاً. من وراء المتراس تبدو قرى غمام والدغمشلية، وبعد التلال الأبعد تلوح ربيعة. لا يمكنك إلا أن تسأل بسبب شدّة قرب الطرفين من بعضهما، عن وجود قناصين. الجواب: «كان هنالك قناصون قبل المعركة الأخيرة».

انتهت الزيارة

من الممنوع على الإعلام الخارجي في سوريا زيارة مناطق ساخنة تصنّف تحت بند «مناطق عسكرية» يتواجد فيها الجيش بكثافة. وهذا ما عبّر عنه ضباط من رتب أكبر، أثناء زيارة «خربة سولاس». السؤال عن التصريح المطلوب إحضاره بعد موافقة اللجنة الأمنية التابعة لمحافظة اللاذقية، ولّد شرخاً ما بين عناصر «المقاومة السورية» والجيش. والحل بإحضار التصريح أو حذف الصور التي تم التقاطها خلال الجولة، وهذا ما كان، ما جعل ضرورة العودة لالتقاطها مجدداً أمرا حتميا، أو خلق بدائل الحصول عليها عن طريق بعض المقاتلين. هو القانون والروتين، ولا بدّ من التقيّد بالأوامر العسكرية والخروج فوراً من المنطقة من دون الإجابة عن أسئلة أُخرى.

المزار والغابة المتكسّرة

الصعود إلى الغابة القريبة يستحق العناء، فمزار «الخضر» في نهايتها قد نال ما ناله من القذائف والرصاص جرّاء ما يسمّى مجازاً «حرب عصابات». ولعلّ حالة التوحد مع الطبيعة أو الحساسية تجاه الجمال المحيط، قد تجعلك تسمع صرخات ألم من أشجار انسلخت عنها أغصانها. وقد تحاول أن تمشي بمهل كي لا تدوس أشلاء هذه الأشجار المنتشرة بين أقدام المحاربين مع شظايا القذائف والرصاصات الفارغة. ويلوح في منتصفها المزار الذي يعتبر مقصداً لأبناء الطائفة التي تغلب على المنطقة. نال المزار حصته من قذيفة سقطت على المكان، بينما آثار الرصاص تغطي جدارنه من الخارج. يشير أحد الجنود إلى شرق الغابة، ويقول: «هُنا أخرجنا جثة الملازم ملهم تحت وابل من الرصاص». يشير أيضاً إلى بيت بعيد متهدّم، قائلاً بحزن: «ذاك منزل الملازم ملهم». ورود ملوّنة تظهر مع الاقتراب من حديقة منزل رفيق السلاح، تختلط بمشهد الخراب موحية بالكثير التناقضات.

تكليف سوري إيراني لحزب الله بخلع الحركات السلفية بالتطهير المذهبي

إيلاف

ندد الشعب اليوم الجمعة بالإبادة الطائفية في بانياس وبالتغطية الأممية التي حظيت بها، بينما أفاد مصدر قيادي صدري في العراق أن حزب الله مكلف من الأسد وإيران بتطهير مذهبي يقلع الحركات السلفية من جذورها الاجتماعية في مناطق محددة في سوريا.

بيروت: بالرغم من تحول الانتفاضة السورية إلى ثورة مسلحة، بقيت لتظاهرات كل يوم جمعة نكهة خاصة، إذ في تسميتها موقف سياسي يعبر عما يريده الشعب السوري وعما يفكر فيه.

واليوم، كما في كل يوم جمعة، دعا ناشطون المعارضة في سوريا إلى انطلاق تظاهرات تحت شعار “بانياس إبادة طائفية والغطاء أممي”، في اشارة واضحة إلى أن مقتل مئات السنة في بانياس والبيضة ليس إلا تطهيرًا طائفيًا، يمارسه نظام بشار الأسد في تمهيد لإقامة دولة علوية خالصة في الساحل السوري، إن وجد نفسه في حالة خسران كاملة.

وفي هذا الشعار أيضًا تعبير واضح عن الغضب السوري الشعبي من موقف الأمم المتفرجة على مأساته، من دون أن يرف لها جفن، إلا في تعداد القتلى، وإطلاف التصريحات الخالية من أي معنى حقيقي للإغاثة وتقديم العون. فالإبادة الطائفية التي حصلت في البيضة لم تلقى سوى أصداء استنكار باهتة، من غير أن تهز ضمير العالم.

لن يكتب له النجاح

ولا شك في أن نبض الشارع السوري دليلٌ على الوعي تجاه ما يحاك ضد سوريا اليوم، خصوصًا أن مجزرة البيضة المجلجلة تركت أثرًا كبيرًا في السياق التحولي، الذي تتخذه الأزمة السورية. وهذا السياق ورد تفصيلًا قبل أيام على لسان وزير الخارجية التركي، أحمد داود اوغلو، الذي اتهم الاسد بأنه انتقل إلى الخطة باء في محاربة معارضيه، “وهي التطهير العرقي في بعض المناطق في سوريا”.

وأضاف أوغلو في حديث صحفي إن مجزرة بانياس مرحلة جديدة في الهجمات التي يشنها نظام دمشق، مؤكدًا أنه أخبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري بمخاوفه، “فما يقلقنا في مجزرة بانياس هو انتقال الأسد إلى استراتيجية التطهير العرقي في منطقة محددة من سوريا، عندما يفقد السيطرة على كامل البلاد”.

وفي مقابلة مع “الراي” الكويتية، علق المعارض السوري هيثم المالح، رئيس مجلس أمناء الائتلاف الوطني السوري، على كلام أوغلو عن تطهير عرقي لاقامة دولة علوية، فقال: “إن هذا المشروع لن يُكتب له النجاح بالرغم مما تقوم به عصابات الأسد من عمليات تطهير مذهبي ممنهج”، واضعًا مشاركة حزب الله في القتال الى جانب النظام في خانة جرّ المنطقة إلى حرب طائفية بين الشيعة والسنة، “فالحزب يسعى لإعادة حكم الصفويين وسيطرة الفرس على العالم الإسلامي”.

تكليف حزب الله

وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة السياسة الكويتية قبل أيام عن قيادي رفيع المستوى في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، كشفه معلومات يتم تداولها بشكل سري بين الاوساط الشيعية العراقية، تفيد بأن قوات خاصة من حزب الله تتولى عمليات التطهير المذهبي ضد السنة السوريين في مختلف المناطق، في ريف حمص وريف دمشق ومحيط مدينتي اللاذقية وبانياس، بتكليف من الأسد والقيادة الايرانية.

وقال إن لقيادة الحزب كل الصلاحيات الميدانية لتطهير مئات القرى والبلدات التي قد تؤوي متطرفين سنة، وإن الأوامر أعطيت لمعاقبة سكان هذه القرى والبلدات، رادًا التكليف هذا إلى أن التطهير يحتاج إلى رجال عقائديين لا يفشون سر عمليات القتل الطائفي في المستقبل، إذا جرت عمليات تحقيق دولية، مع تراجع ثقة النظام بشبيحته المخترقة أو المستعدة للإفشاء بأي معلومات مقابل المال، وإلى أن حزب الله قوة شيعية خالصة يصعب اختراقها.

وأكد القيادي الصدري أن الأسد بدل استراتيجيته الحربية نحو الحل الطائفي الجذري، للضغط على خصومه في الداخل وعلى بعض الدول في محيطه الاقليمي والدولي لإرغامهم جميعاً على قبول حل سياسي معين.

وعد صادق آخر

تنقل السياسة الكويتية عن القيادي نفسه قوله إن أمين عام حزب الله حسن نصر الله وعد الاسد بتخليص سوريا من كل الجماعات السلفية، فالهدف من عملية التطهير هذه هو القضاء عسكريًا على الجماعات المتشددة من خلال تدمير قواعدها الاجتماعية وبيئاتها الحاضنة، ما سيسهم في انكفائها، وما سيؤدي الى هزيمة الثورة السورية، وهو ما يفسر تصاعد عمليات قتل وتهجير السنة في قرى بانياس واللاذقية.

إلى ذلك، يؤدي تنفيذ حزب الله عمليات التطهير المذهبي في سوريا إلى منع تفاقم الانقسامات داخل الطائفة العلوية، وذلك من طريق توريط الثورة السورية في اقتتال طائفي واسع، يقوي موقف النظام الميداني والسياسي.

 واتهم القيادي الصدري جماعة عصائب أهل الحق العراقية، بزعامة قيس الخزعلي، بالتورط في عمليات القتل والاغتيالات الطائفية في سوريا، مع ورود معلومات تؤكد أنه ارسل 500 إلى 600 عنصر مدرب لهذه المهمة للانضمام الى حزب الله في تطهير البلدات السورية من السكان المؤيدين للثورة.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/811080.html

إيران وحزب الله يعدّان للسيطرة على سوريا حال سقوط الأسد

أشرف أبو جلالة

ذكرت التقارير خططًا تحضرها إيران وحزب الله للإمساك بزمام الأمور في سوريا، في حال لم يتمكن بشار الأسد من الصمود، وذلك من خلال إرسال نحو 150 ألف جندي للسيطرة على كامل سوريا.

القاهرة: في ظل ما تبذله القيادة في إيران من جهود متواصلة على أمل الإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة حتى العام المقبل على أقل تقدير، فإنها تحضّر في الوقت عينه لمجموعة من التدابير التي تهدف من ورائها إلى الإمساك بزمام الأمور في سوريا في حال لم يتمكن الرئيس الأسد من الصمود وتعرض نظامه للانهيار خلال الفترة المقبلة.

 وأفاد في هذا السياق، تقرير أعده مركز القدس للشؤون العامة بأن إيران وحزب الله يخططان للسيطرة على الأوضاع داخل سوريا في حال سقط نظام الرئيس الأسد في الأخير.

 ووفقاً لما ورد في هذا التقرير، الذي تناولته صحيفة وورلد تريبيون الأميركية، فإن إيران وحزب الله عقدا قمة سرية خلال شهر نيسان (أبريل) الماضي لوضع إستراتيجية خاصة بالوضع في سوريا خلال المرحلة القادمة في حال سقط نظام الرئيس الأسد.

 150 ألف جندي للسيطرة على سوريا

 وأماط التقرير النقاب عن أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قام في أول رحلة له خارج لبنان منذ عام 2010 بمقابلة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، وكذلك قادة عسكريين، لمراجعة خطة تهدف إلى نشر قوة مكونة من 150 ألف جندي للمساعدة في فرض السيطرة على سوريا في حال سقط نظام الأسد.

وورد أيضاً في التقرير “يهدف تدخل حزب الله في الصراع المسلح الذي تشهده سوريا أولاً وقبل أي شيء إلى خدمة الإستراتيجية الإيرانية، التي تنطوي على أهداف جديدة بعيداً عن المساعدات العسكرية التي يتم تقديمها باستمرار للنظام السوري”.

 وتابع التقرير “يبدو أن إيران تنظر بالفعل لما هو أبعد من قدرة نظام الأسد على البقاء ويبدو أنها تتحضر لواقع سوف يتعين عليها فيه أن تنشط في سوريا حتى إن سقط الأسد”.

 وأضاف  هذا التقرير الذي جاء بعنوان إيران تخطط لفرض هيمنتها على سوريا “يبدو أن تدخل حزب الله الجاري في سوريا، ونطاق هذا التدخل، كان الموضوع الرئيسي الذي تم طرحه على أجندة المباحثات والمناقشات أثناء زيارة نصر الله لطهران”.

 سوريا العمود الفقري لايران في الشرق الأوسط

 ولفت التقرير في الإطار عينه إلى أنه “مع مرور الوقت، تنظر إيران بشكل متزايد على ما يبدو إلى سوريا باعتبارها العمود الفقري لسياستها في الشرق الأوسط، وبشكل عام، باعتبارها الجهة التي تعنى بقيادة الجهاد والمقاومة الإسلامية ضد إسرائيل”.

 وكان القائد في الجيش الإيراني، أحمد رضا بوردستان، قد أشار في الخامس من الشهر الجاري إلى أن قواته مستعدة لتدريب الجيش السوري. وأكمل حديثه في هذا السياق بالقول :”نحن كدولة مسلمة، ندعم سوريا. وإن كانت هناك حاجة لتدريبهم، فإننا مستعدون، لكن من دون أن يكون لنا أي مشاركة فعّالة في العمليات”.

قوة علوية شيعية لوقف الثوار السنة في سوريا

 وأشار معد التقرير شيمون شابيرا، وهو عميد إسرائيلي متقاعد، إلى أن الحرس الثوري الإيراني يصدر تعليماته لحزب الله بأن يستولي على مناطق رئيسية بسوريا.

 وأضاف شابيرا، الذي ينظر إليه باعتباره أحد أبرز المحللين الاستخباراتيين، أنه قد تم نشر وحدات حزب الله من الحدود السورية مع لبنان لمدينة حمص التي تقع وسط سوريا كجزء من إستراتيجية إيران التي تهدف لإنشاء جيب يصل ساحل البحر المتوسط.

ونوّه التقرير كذلك إلى أن إيران، تحت قيادة قائد فيلق القدس في الحرس الإيراني اللواء قاسم سليماني، قامت بتكوين تحالف شيعي لكي تحتفظ بوجود لها في سوريا، وتحدث هنا شابيرا عن حزب الله وكتائب حزب الله في العراق، والتي انتشرت حول دمشق.

 وأشار التقرير، مستشهداً ببيانات ووسائل إعلام إيرانية، إلى أن سليماني وضع خطة لتكوين قوة علوية – شيعية من أجل وقف الثوار السنة في سوريا. وتبين أن قوة الـ 150 ألف جندي سوف تحظى بدعم إيران والعراق وحزب الله والداعمين في الخليج.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/810912.html

مساعي احتواء النزاع السوري مستمرة: كاميرون يلتقي بوتين

أ. ف. ب.

يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي على البحر الاسود، وسط مساع دولية للتوصل الى حل للنزاع المستمر منذ اكثر من عامين بين الرئيس السوري بشار الاسد حليف موسكو، والمعارضين المطالبين برحيله.

موسكو: اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة انه ناقش مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يزور روسيا “خيارات ممكنة” واجراءات مشتركة ينبغي اتخاذها لحل الازمة السورية.

ونقلت الوكالات الروسية عن بوتين من مقره في سوتشي على ساحل البحر الاحمر قوله “بمبادرة من رئيس الوزراء ناقشنا خيارات ممكنة لاحراز تطور ايجابي في الوضع (في سوريا) واجراءات ملموسة بهذا الخصوص”.

و وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما الاثنين، بعد ظهر اليوم الى سوتشي في زيارته الاولى الى روسيا منذ عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين في آيار (مايو) 2012، وذلك بعد ايام من لقاء روسي أميركي دعا الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة فرانس برس ان كاميرون “وصل” الى روسيا، مشيرا الى ان “المحادثات ستتناول الوضع في سوريا”.

وكان كاميرون قال الاربعاء امام مجلس العموم في لندن “هناك حاجة ملحة لبدء مفاوضات بكل معنى الكلمة لفرض انتقال سياسي (في سوريا) ووضع حد لهذا النزاع. ساتوجه الى سوتشي (جنوب روسيا) الجمعة للقاء الرئيس بوتين بغية البحث في هذه المسألة”.

وتابع “هناك معلومات متزايدة, محدودة لكنها مقنعة، تدل على ان النظام استخدم وما يزال يستخدم اسلحة كيميائية بما في ذلك غاز السارين ومجال التشكيك يضيق اكثر فاكثر”، مضيفا “سنستمر في التحرك على كافة الجبهات (…) من اجل حل سياسي”.

وشكل موضوع الاسلحة الكيميائية محور قلق دولي ومثار اتهامات متبادلة بين النظام السوري ومعارضيه. وتقول الولايات المتحدة انها تمتلك “ادلة” على استخدام نظام الرئيس الاسد هذه الاسلحة على نطاق ضيق، في ما تعده تجاوزا “للخط الاحمر”.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لفرانس برس الخميس ان دمشق مستعدة لاستقبال لجنة الامم المتحدة للتحقيق في الاسلحة الكيميائية. ويأتي اللقاء البريطاني الروسي وسط سلسلة من التحركات الديبلوماسية الدولية للتوصل الى حل للنزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، وادى الى مقتل اكثر من 70 الف شخص.

وعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري سلسلة من اللقاءات خلال الايام الثلاثة الماضية، خصصت في غالبيتها لبحث الموضوع السوري، ابرزها في موسكو الثلاثاء حيث التقى الرئيس بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.

واعلن كيري ولافروف في مؤتمر صحافي اثر المحادثات، اتفاقهما على الدعوة الى مؤتمر دولي حول سوريا بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة، للتوصل الى حل يقوم على اتفاق جنيف الذي تم التوصل اليه في حزيران/يونيو 2012.

ويدعو الاتفاق الى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة في سوريا، من دون التطرق الى مصير الرئيس الاسد. ورحبت دمشق بهذا التقارب الروسي الأميركي، في حين شددت المعارضة على ان اي حل سياسي يجب ان يبدأ برحيل رأس النظام الذي تنتهي ولايته الحالية في العام 2014.

واكد كيري من روما الخميس ان الاسد “لن يكون مشاركا” في الحكومة الانتقالية، معتبرا في الوقت نفسه ان قيام روسيا بتسليم سوريا صواريخ ارض-جو متطورة سيؤدي “الى زعزعة الاستقرار”، وذلك تعليقا على معلومات اشارت الى احتمال اقدام موسكو على هذا الامر.

من جهته، اجرى لافروف الخميس مباحثات هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الذي وافق على الاستمرار في منصبه بعد التقارب الأميركي الروسي الجديد في شأن الملف السوري، بحسب ما افاد بيان للخارجية الروسية. كما استقبل لافروف امس نظيره الاردني ناصر جودة الذي التقى في وقت سابق كيري في روما.

من جهة اخرى، اعربت الفيليبين عن رغبتها في سحب جنودها العاملين ضمن قوات فض الاشتباك في هضبة الجولان السورية التي تحتل اسرائيل اجزاء منها، وذلك اثر احتجاز مجموعة مقاتلة اربعة منهم ظهروا في شريط مصور.

وقال وزير خارجية الفيليبين البرت دل روزاريو انه سيقترح سحب الجنود الفيليبينيين الثلاثمئة على الرئيس بنينيو اكينو الذي يعود اليه اتخاذ القرار. وقال للصحافيين “ما ان يقول، حسنا، سنفعل ذلك باسرع وقت”.

واحتجزت مجموعة سورية مقاتلة تقدم نفسها باسم “لواء شهداء اليرموك” الثلاثاء اربعة عناصر فيلبينيين من موقع مراقبة في هضبة الجولان، بعد شهرين من خطف 21 عنصرا فيلبينيا آخرين من المنطقة نفسها، اطلقوا بعد ثلاثة ايام. وبثت المجموعة شريطا مصورا على شبكة الانترنت مدته 26 ثانية، يظهر شخصا ملتحيا يتلو بيانا مكتوبا وسط العناصر الجالسين بزيهم العسكري الى كراسيهم.

وقال المتحدث ان الاحتجاز تم “خشية على حياة هؤلاء الجنود اولا” في المنطقة التي كانت تشهد معارك، وحتى “لا يلجأ اليهم مجموعة من العناصر المجرمة التي ما زالت فارة” في اشارة الى افراد القوات النظامية.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/811069.html

إنفصام سياسي أميركي: أوباما لا يتدخل في سوريا لكن مخابراته تفعل وسلاحه آت!

لوانا خوري

باراك أوباما لا يريد اتخاذ قرار التدخل في سوريا بناءً على انطباعات غير مؤكدة، وفي الوقت نفسه تبادر المخابرات الأميركية إلى تعزيز دعمها للجيش الحر، وفق مراحل مدروسة، تنتهي بتسليمه سلاحًا أميركيًا يعينه في حربه مع الأسد.

بيروت: حين تحول الحراك السوري السلمي إلى ثورة مسلحة، بعدما أمعن نظام الرئيس السوري بشار الأسد في قتل المتظاهرين المدنيين، ظن الثوار أن أميركا والأطلسي سيهبان لعونهم كما فعلوا في ليبيا، أو سيقدمان لهم كل الدعم السياسي كما فعلوا في مصر، وهذا أضعف الإيمان.

إلا أنهم لم يجدوا من الجبار الأميركي سوى التردد، خصوصًا حين مجح الأسد في نعر المجتمع الدولي وتأليبه ضد الثورة، بتصويرها حاملة راية القاعدة السوداء وفكر بن لادن الارهابي.

فهذا الجبار اكتوى بناري العراق وأفغانستان، والرئيس الأميركي باراك أوباما يعد انسحاب الولايات المتحدة من هاتين الدولتين أهم ما أنجز على المستوى الخارجي، مقلصًا الضرر اللاحق بقواته إلى العدم تقريبًا.

وهذا ما يمسكه فعليًا عن التدخل العسكري المباشر في سوريا، وإنهاء الأسد، إذ يعدها مخاطرة لا يريد الدخول في غمارها أبدًا، رافضًا بذلك الرضوخ لضغوط داخلية من الكونغرس الأميركي، الذي يدعوه للمبادرة إلى تسليح المعارضة السورية بما يمكنها من إسقاط الأسد، وخارجية من المعارضة السورية ومن يدعمها من الدول العربية.

لا انطباعات

لا يريد أوباما المخاطرة بالتدخل عسكريًا في سوريا، وقال: “لا اتخذ القرارات على اساس الانطباعات، ولا يمكنني جمع ائتلاف دولي حول انطباعات، فسبق وقمنا بذلك في الماضي ولم يجر الامر بشكل جيد”.

الانطباعات هي التي لا يريدها أوباما أن تكون دافعه لاتخاذ قرار التدخل العسكري في سوريا. والانطباعات هذه تتركز حول تطمينات تتلقاها الولايات المتحدة دائمًا من أطراف عدة في المعارضة السورية، تؤكد أن سوريا ما بعد الأسد ليست دولة مجاهدين، وأن السلاح أن قدمته أميركا لن يقع أبدًا في قبضة النصرة.

فهذه التطمينات لا تلقى الكثير من الآذان الصاغية في فريق أميركي لا يرى من المسألة إلى وقوع أسلحة تُقدم إلى مقاتلي المعارضة في أيدي جماعات جهادية متطرفة، لا تلبث أن توجهها نحو الولايات المتحدة، أو نحو إسرائيل. وتروي تقارير عن مسؤول في البيت البيض يقول: “نذكر أننا كنا من زود بن لادن بصواريخ مضادة للطائرات تضرب عن الكتف، لسقط بها السوخوي الروسية في أفغانستان، فاستخدمها طالبانت في ما بعد لاستهداف طائراتنا”.

الماضي لا يمت

والفريق هذا لا يركن كثيرًا أيضًا إلى ما تقوله المعارضة عن وهن الجيش النظامي وفرق الشبيحة، خصوصًا في الدفاع الجوي، لذا يسرّون في أذن أوباما مخاوفهم من أن يؤدي توجيه ضربات جوية اميركية للقوات السورية، أو التدخل لفرض منطقة حظر جوي، إلى ما لا تحمد عقباه على المستوى الميداني، بالإضافة إلى ما قد يؤدي إليه يأس الأسد من اللجوء إلى آخر الدواء، اي الكي بالسلاح الكيميائي.

أما إشارته إلى الماضي الذي لم يجر فيه الأمر بشكل جيد، فالعراق ما زال أمثولة تستشف منها الدروس حتى اليوم، إذ تكتل الغرب خاف أميركا، ونزلوا العراق غزاة بحجة السلاح غير التقليدي، وما وجدوا شيئًا، وللآن لم يصل ليد أوباما تقرير واحد يحتم بما لا يحتمل الشك أن الأسد ضرب مناطق الثوار بسلاح كيميائي.

انفصام!

لكن الولايات المتحدة، من دون شك، تعيش حالة من الانفصام، لا تخفى على أحد. فالسياسة المعلنة هي التردد وطرح التساؤلات، وانتظار الاجابات من مصادر لا تبدو الادارة الأميركية نفسها واثقة بها.

وفي خط موازٍ، تجد الإدارة الأميركية أكثر فأكثر في تعزيز دعمها للجيش السوري الحر، راسمةً لهذا الدعم خارطة طريق، تتكون من ثلاث مراحل.

في المرحلة الأولى، تقدم الولايات المتحدة مساعدات غير فتاكة، لفصائل الجيش الحر، مع التأكد من عدم وصول إي من المساعدات الأميركية إلى منظمات جهادية. ولتسهيل هذا الأمر، تتكل الادارة الأميركية على اللواء سليم إدريس، رئيس المجلس العسكري الأعلى الجديد لقوات الثورة السورية، الذي تثق به. فقد صار إدريس هو القناة الوحخيدة لوصول أي دعم بالسلاح أو التمويل لكتائب الجيش الحر.

أما المرحلة الثانية فتشمل تقديم الدعم الاستخباراتي الميداني، بما في ذلك المراقبة الحيّة لتحركات جيش النظام وتقدّم قواته، والتدريب المكثف لعناصر منتقاة من الجيش الحر في معسكرات تابعة للجيش الأردني في عمان، من أجل أن تكون نواة الجيش السوري الوطني الجديد، الذي لا يقع تحت تأثير المنظمات المتشددة. وفي المرحلة الثالثة والأخيرة، تبادر الولايات المتحدة إلى إمداد الجيش الحر بالسلاح الأميركي الذي يحتاج إليه، لإسقاط الأسد.

ويقول مراقبون أميركيون واطلسيون يردون الارتباك الأميركي إلى أن أوباما واقع فعليًا بين مطرقة التدخل العسكري المكلف سياسيًا واقتصاديصا وعسكريًا، خصوصًا أن أي دولة خليجية لم تعرض حتى الآن التزامها تكلفة الحرب المالية، وبين سندان القعود عن التدخل، الذي قد يهز صورة أميركا ومصداقيتها في العالم.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/811049.html

العربي يرحب بالتفاهم الأميركي ـ الروسي حول حل الأزمة السورية

وزير سوري يتوقع حكومة وحدة وطنية نهاية الشهر

القاهرة: سوسن أبو حسين

بينما رحب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس بالتفاهم الأميركي – الروسي بشأن ضرورة العمل على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية استنادا إلى وثيقة جنيف، داعيا طرفي الحكومة والمعارضة في سوريا للتجاوب مع مسعى عقد مؤتمر دولي للتوصل لاتفاق حول تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية، تحفظ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا على الاقتراح، وقال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية إن «المقترح قديم ولن يتم التوصل لشيء».

وتعهد وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة خلال اجتماعهما في موسكو الثلاثاء الماضي بالعمل معا لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، واعتبر العربي أن هذا التفاهم يشكل تطورا هاما وإيجابيا لدفع الجهود الإقليمية والدولية لتنفيذ اجتماع مجموعة العمل الدولية بجنيف في 30 يونيو (حزيران) العام الماضي، الذي حدد إطار وأسس الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية.

وقال العربي إن جامعة الدول العربية لطالما عبرت عن دعمها لخطوات الحل السياسي لوقف نزيف الدماء والبدء بمرحلة انتقالية عبر الاتفاق على تشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة. ودعا الأمين العام للجامعة الحكومة السورية والائتلاف الوطني لقوى الثورة وجميع أطراف المعارضة للتجاوب مع المسعى الأميركي الروسي لعقد المؤتمر الدولي والاستفادة من هذه الفرصة المتاحة للتوصل لاتفاق حول تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تؤهلها لإدارة مهمات هذه المرحلة، وتجنب سوريا وشعبها المزيد من نزيف الدماء.

في المقابل، أبدى الائتلاف الوطني تحفظه على الطرح، وقال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية للائتلاف السوري، إن مقترح عقد مؤتمر دولي بشأن الأزمة هو «قديم ومتفق عليه منذ فترة»، مشككا في إمكانية انعقاده، ونتائجه إذا ما قدر له الانعقاد. وأضاف المالح في تصريحات خاصة «من الأفضل قبل المؤتمر الدولي صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين»، مضيفا «كلها أمور فاشلة وانتهت صلاحيتها». وأشار المالح إلى أن التحرك الروسي الأميركي الأخير جاء على خلفية مخاوف غربية من سيطرة تنظيم القاعدة والمتطرفين على الوضع في منطقة الشام ومن قيادة التيار الإسلامي للمرحلة، مؤكدا أنه لا يوجد اتفاق كامل بين روسيا وأميركا على كل الخطوات وإنما اتفاق على مصالح مشتركة بينهما.

وعما إذا كانت الأوضاع في سوريا مرشحة لاشتعال حرب مع إسرائيل. قال المالح «لا أعتقد ذلك لأن إسرائيل تدعم النظام السوري وليس المعارضة كما يدعي الرئيس بشار الأسد ومجموعته».

سوريا، رحبت دمشق بالتوافق الروسي – الأميركي، وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس، نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا» إن هذا التقارب يأتي «انطلاقا من قناعتها بثبات الموقف الروسي المستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، ولا سيما مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية ومبدأ عدم التهديد بالقوة أو استعمالها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة».

واعتبر البيان أن «مصداقية الموقف الأميركي في تبني الحل السياسي للأزمة في سورية تكمن في سعيها الجاد لدى حلفائها لوقف العنف والإرهاب وتجفيف مصادره تمهيدا لانطلاق الحوار السياسي، وأن يدرك الجميع أن الشعب السوري وحده هو من يقرر مستقبله والنظام الدستوري لبلاده دون أي تدخل خارجي».

إلى ذلك، أعلن أمين حزب الإرادة الشعبية المعارض ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الحكومة السورية، الدكتور قدري جميل، عبر لقاء إذاعي، أن المؤتمر الدولي المزمع عقده نهاية الشهر الحالي سينتج حكومة وحدة وطنية بمشاركة جميع الأطراف السورية، مؤكدا أن سوريا لن تكون «محمية» لأحد ولن تكون تحت وصاية أحد، فيما أشار إلى أن انعقاد المؤتمر الدولي سينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد السوري من حيث البدء بفك الحصار وصولا إلى زواله.

حلب بلا ماء منذ 6 أيام والـ«1000» ليتر بـ70 دولارا

مصادر تركية تنفي لـ «الشرق الأوسط» قطعها لمياه الفرات

بيروت: «الشرق الأوسط»

تعاني مدينة حلب من شح في مياه الشرب منذ 6 أيام على إثر انخفاض منسوب مياه بحيرة سد تشرين. وبينما عزا نشطاء الثورة انخفاض المنسوب بسبب قطع مياه نهر الفرات من إدارة سد «أتاتورك» و«يد كيبان» التركيان، وذلك بحجة قيامهم بـ«التخزين لفصل الصيف»، نفت مصادر تركية الخبر، وأكد مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده ليست «بوارد معاقبة الأشقاء السوريين على جرائم نظام (الرئيس بشار) الأسد».

وقال أيقنت جمركجي، الناطق باسم الخارجية التركية، في اتصال لـ«الشرق الأوسط» معه إن «هذه المعلومات غير صحيحة». وتزامن النفي التركي مع إقرار عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني بأن سبب انقطاع المياه العذبة عن حلب هو انخفاض منسوب مياه بحيرة سد تشرين على نهر الفرات.

وكانت شبكة «حلب نيوز» الإخبارية قد أفادت بأن الحكومة التركية قد قررت قطع مياه نهر الفرات عن سوريا حتى 11 مايو (أيار) الحالي، ونشرت صورة التقطها أحد مراسليها تظهر منسوب نهر الفرات منخفضا في بلدة جرابلس الشمالية، وحذرت من أن «الوضع ينذر بكارثة خطيرة، بحسب ما يقول أهل المدينة هناك، لأن سد تشرين على وشك التوقف بعد قطع حكومة تركيا المياه عنه». كما تناقلت صفحات إعلامية معارضة في مدينة حلب أخبارا عن توقف محطتي الخفسة والبابيري لضخ المياه بسبب انقطاع الكهرباء عنهما، نتيجة انخفاض مستوى المياه في نهر الفرات، ما أدى إلى توقف عنفات توليد الكهرباء في سد تشرين.

إلى ذلك، أفاد ناشطون بأن انقطاع المياه عن حي الحمدانية، جنوب غربي حلب، التي تحوي قرابة 500 ألف نازح، أدى إلى رواج تجارة بيع مياه الآبار عن طريق الصهاريج، ووصل سعر الصهريج، سعة 1000 لتر، إلى 7000 ليرة سورية، أي ما يعادل 70 دولارا أميركيا. ويؤكد سرميني لـ«الشرق الأوسط» أن «المعارضة السورية تتواصل مع الحكومة التركية لمعالجة مسألة انخفاض منسوب المياه في تركيا وسوريا».

وأشار سرميني إلى أن «منسوب بحيرة سد تشرين انخفض إلى 321.58 متر فوق سطح البحر، علما بأن المنسوب المثالي هو 325 مترا فوق سطح البحر»، موضحا أن «ثلاثة سدود تقع على نهر الفرات هي سد تشرين وسد الطبقة وسد البعث سابقا، تقع جميعها في محافظتي حلب والرقة وتحت سيطرة المعارضة».

وشدد سرميني على أهمية هذه السدود في «توفير المياه للمناطق المحررة وتوليد الكهرباء كذلك»، لافتا إلى التوجه لـ«تفعيل لجنة مشتركة للمياه بين سوريا وتركيا من أجل تنظيم موضوع السدود والمياه، على أن تضم ممثلا عن الائتلاف وعددا من المختصين». وذكر بوجود «اتفاقية لتوريد المياه من قبل تركيا إلى سوريا بمعدل 500 متر مربع في الثانية، ما زالت تركيا ملتزمة بها»، معتبرا «أننا نحتاج في الواقع اليوم لأن يرتفع المعدل إلى 100 متر مربع».

يشار إلى أن نهر الفرات، وهو أحد أكبر الأنهار في جنوب غربي آسيا، ينبع من جبال طوروس في تركيا، ثم يجري في الأراضي السورية عند جرابلس، لينتهي به المطاف في الخليج العربي عند مدينة الفاو العراقية. ولا يوجد اتفاق نهائي لتقاسم مياه الفرات بين الدول الثلاث، إلا أن الاتفاق المعمول به الآن هو حصول سوريا على معدل تدفق لا يقل عن 500 متر مكعب بالثانية من مياه الفرات، على أن تطلق الأخيرة ما نسبته 58 في المائة من المياه الواردة إليها إلى العراق، وتحتفظ سوريا بنسبة 42 في المائة المتبقية.

إسرائيل تطالب واشنطن بالتدخل لمنع بيع صواريخ «إس 300» الروسية لسوريا

بريطانيا تسعى من جديد لرفع حظر السلاح عن المعارضة

تل أبيب: نظير مجلي لندن: «الشرق الأوسط»

في وقت تسعى فيه بريطانيا لجولة جديدة من مساعيها لرفع حظر الأسلحة الأوروبية عن مقاتلي المعارضة السورية، حذر مسؤولون إسرائيليون أمس الإدارة الأميركية من أن روسيا على وشك تسليم منظومة صواريخ «أرض – جو» لنظام الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي سيعزز قدرة الأخير على «درء أي تدخل خارجي لوقف العنف المستمر منذ أكثر من عامين».

ووفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، فإن المسؤولين الأميركيين أبدوا اهتماما بالمعلومات الواردة إليهم من تل أبيب حيال صفقة أبرمتها دمشق مع موسكو لشراء منظومة «إس 300» الدفاعية، ويعكفون الآن على تحليل معطياتها، رافضين في الوقت نفسه التعليق على الادعاءات الإسرائيلية بأن تسليم أولى دفعات المنظومة قد يتم في فترة لن تتجاوز الثلاثة أشهر.

وتعتبر بطاريات «إس 300»، التي نشرت لأول مرة في الاتحاد السوفياتي عام 1979، واحدا من أفضل أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، إذ لا يحتاج نشرها أكثر من 5 دقائق، كما أن قذائفها مختومة، مما يعني أنها لا تحتاج إلى صيانة مطلقا. ويعود تاريخ صفة «إس 300» لثلاث سنوات سابقة، لكن الرئيس الأميركي حينئذ، جورج بوش، مارس ضغوطا على نظام موسكو لعدم تسليم هذه المنظومة لدمشق، الأمر الذي دفع الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف إلى تعليق الصفقة متعذرا بالعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة في ذلك العام على إيران لتحديها مطالب دولية بكبح برنامجها النووي.

وفي أول رد فعل أميركي رسمي على الموضوع، حذر وزير الخارجية الأميركي، أمس، من قيام روسيا بشحن منظومة دفاع صاروخي متقدم لسوريا، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وعرقلة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. وقال كيري للصحافيين في روما بعد محادثاته مع نظيرته الإيطالية إيما بونينو: «لقد ذكرنا أن تلك الصواريخ تزعزع استقرار المنطقة وأوضحنا أنها مصدر قلق للولايات المتحدة».

وعلى الرغم من إقرار البيت الأبيض بعلمه بالتقارير حول الصواريخ الروسية المتجهة لسوريا، امتنع الناطق عن البيت الأبيض جاي كارني عن الإفصاح عن المزيد من التفاصيل حول القضية. وقال كارني للصحافيين أمس: «نحن على علم بالتقارير ولكن لا يوجد لدي المزيد من المعلومات لكم حولها، لقد طلبنا مرارا من روسيا أن توقف تزويد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد بالأسلحة الروسية بما في ذلك أنظمة دفاع جوية تزعزع استقرار المنطقة. ولقد قلنا منذ زمن بأن بإمكان روسيا أن تلعب دورا بناء في سوريا». وردا على سؤال حول إمكانية تغيير موسكو موقفها الداعم للنظام السوري، قال كارني: «لقد كنا واضحين جدا في التعبير عن إحباطنا من دعم روسيا لنظام الأسد، وقد تواصلنا باستمرار مع روسيا حول هذه القضية».

وتضغط الولايات المتحدة والدول الغربية على حكومة الرئيس فلاديمير بوتين لإقناعه بعدم المضي قدما في صفقات بيع السلاح للنظام السوري. ومن المقرر أن يقوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمحادثات مع الرئيس الروسي بوتين اليوم قبل مجيئه إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الاثنين المقبل.

وتدعي إسرائيل اليوم أن نظام الأسد قد دفع ثمن 4 بطاريات من هذه المنظمة، بسعر يتجاوز مبلغ 900 مليون دولار أميركي، وتؤكد تل أبيب ادعاءها بتحويلات مالية من الحكومة السورية، تتضمن دفعة تمت هذه السنة عبر بنك التنمية الخارجية الروسي «في إي بي». وتشمل الصفقة المزعومة 6 قاذفات صواريخ، و144 صاروخا تشغيليا بمدى مجد يصل إلى 125 ميلا، أي ما يعادل 200 كيلومتر. ووفقا للمعلومات الإسرائيلية، فإنه سيتم تسليم الدفعة الأولى من هذه الصفقة خلال فترة لا تتجاوز 3 أشهر، على أن يتم تسليم الدفعة الأخيرة نهاية العام الحالي.

وكان بوتين قد حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب الغارة الإسرائيلية الأخيرة على دمشق في 4 مايو (أيار) الحالي، بأن موسكو لن تتسامح مع المزيد من الهجمات على سوريا.

لكن نتنياهو، الذي أكد لبوتين أن إسرائيل لم تغر على سوريا لتقويض سلطة الأسد، إنما لمنع وصول أسلحة متطورة لحزب الله اللبناني، يرى أن وصول «إس 300» إلى دمشق سيشكل خللا في «التوازن العسكري» القائم بين البلدين. ولمنع حدوث هذا الخلل، أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، قالت مصادر سياسية في تل أبيب إن نتنياهو حذر الولايات المتحدة خلاله من خطورة وصول صواريخ روسية متطورة كهذه إلى دمشق، لأنها تؤدي إلى تقوية الدفاعات الجوية السورية في أي مواجهة مع الطائرات الغربية في حال اضطر الغرب إلى التدخل في سوريا، وتقوي من معنويات نظام الأسد في قمعه للمعارضة في بلاده.

وقد أعطى الكاتب في صحيفة «إسرائيل اليوم» جنيفر روبين، والذي يعتبر من المقربين لنتنياهو، تفسيرا في هذا التوجه فربط بين صفقة الأسلحة والقصف الإسرائيلي على دمشق، متسائلا «هل تريد الولايات المتحدة أن تصبح إسرائيل شرطي منطقة الشرق الأوسط؟». وذهب روبين لأبعد من ذلك ليقول إن «الموضوع هو أن سوريا هي في واقع الأمر تجربة أولية للمواجهة الأكبر بين إيران والغرب. وبالتأكيد ثمة إمكانية بأنه في هذه المواجهة أيضا ستضطر إسرائيل إلى العمل. وإذا كان هكذا هو الحال، فكيف يمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن يعتمد على الإدارة الأميركية؟ عندما لا يكون أوباما مستعدا للتدخل في ما يجري في سوريا، ثمة احتمال صغير جدا لأن يقف خلف تهديدات تجاه إيران».

من جانبه، قال روبرت هيوسن، محلل القدرات الجوية في مؤسسة الدفاع والاستخبارات الأمنية والتحليل «آي إتش إس جينز»، إنه في حالة حصول سوريا على نظام «إس 300» فربما يستغرق نشر النظام وتشغيله عدة أشهر، مؤكدا أن المنظومة لن تمثل تحديا كبيرا بالنسبة للقوات الجوية الإسرائيلية التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة. وأضاف أنه «نظام قائم منذ فترة ومفهوم بشكل جيد ولهذا تتوافر معلومات كثيرة خاصة لدى أصدقاء إسرائيل بشأن كيفية التعامل معه».

إلى ذلك، بدأت بريطانيا مسعى جديدا لرفع حظر الأسلحة الأوروبي عن المقاتلين السوريين، قائلة إن ذلك سيدعم المعارضة المعتدلة ويضمن للاتحاد الأوروبي إمكانية التعامل بمرونة مع أي هجوم بالأسلحة الكيماوية. وفي وثيقة وزعت على الدول الـ27 المكونة للاتحاد، وضعت بريطانيا، أول من أمس، خيارين لتعديل العقوبات الحالية؛ ويقضي الخيار الأول وفقا للوثيقة التي جاءت في 4 صفحات بإعفاء الائتلاف تماما من حظر الأسلحة الأوروبي، بينما يقضي الخيار الثاني بإزالة مصطلح «غير الفتاكة» من نص العقوبات، وهو ما يمهد الطريق أمام إرسال أسلحة.

يشار إلى أن دولا كبرى داخل الاتحاد، منها النمسا والسويد وإسبانيا، لديها تحفظات قوية على رفع حظر الأسلحة، بينما تبدي دول أخرى كألمانيا مرونة في الوصول لـ«حلول وسط» لدعم المعارضة والضغط على نظام الأسد.

تضارب أنباء حول إصابة قائد جبهة النصرة في ريف دمشق

خبير إسلامي: الجولاني كلف من أمير الدولة الإسلامية لنصرة السوريين

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

تضاربت الأنباء، أمس، حول إصابة القائد العام لـ«جبهة النصرة في بلاد الشام» الفاتح أبو محمد الجولاني في ريف دمشق الجنوبي خلال معارك ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد، فبيما نفى قائد في الجبهة، عبر حسابه على «تويتر»، أن يكون قائدها العام قد أصيب أول من أمس، أصر مدير المرصد السورية لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، والذي أذاع الخبر لأول مرة، على إصابة الجولاني في منطقة السبينة، جنوب دمشق، متوقعا أن تنفي «النصرة» الإصابة لرفع معنويات عناصرها.

وكان المرصد قد أعلن أول من أمس «إصابة الجولاني، ونحو 15 عنصرا من أتباعه، بجروح خلال القصف الذي نفذه الجيش النظامي على مناطق في ريف دمشق الجنوبي»، وذلك بالتزامن، مع إعلان وسائل إعلام سورية رسمية أن القوات النظامية أوقعت عددا من «إرهابيي النصرة» في عدرا والنبك ورنكوس وعسال الورد بريف دمشق.

وفي موازاة ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، الأمم المتحدة لتصنيف جبهة النصرة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، كمنظمة إرهابية، وذلك سيرا على خطى الولايات المتحدة التي قامت في ديسمبر (كانون الثاني) من العام الماضي بتصنيف الجبهة على أنها جماعة إرهابية، وهو الأمر الذي لقي رفضا من ممثلي المعارضة السورية وقادة الجيش السوري الحر.

وعلى الرغم من امتلاكها لقدرات عسكرية ومالية جيدة، فإن جبهة النصرة تعاني ضعفا إعلاميا، فهوية أمير التنظيم غير معروفة، وتقول بعض التقارير إن الجولاني الذي قيل في السابق إنه قتل في العراق عام 2006، يجلس متلثما في اجتماعاته مع أمراء الجبهة في المحافظات السورية.

ويؤكد الخبير في الحركات الإسلامية الشيخ عمر بكري فستق لـ«الشرق الأوسط»، أن «سبب هذه الغموض هو شرعي بالدرجة الأولى، فالجبهة تتحفظ على هوية قياداتها لأن القيادة لله في الإسلام وليست لأشخاص، وفي الحركات السلفية الجهادية ليس هناك ولاء لأشخاص، حتى الأمير يصدر قراراته استنادا إلى الحديث والسنة». وبحسب فستق فإن «سببا أمنيا يمنع الجبهة من إعطاء التفاصيل عن قادتها لأن النظام السوري يقوم بالانتقام من عائلاتهم وأقربائهم كما فعل مع الكثيرين».

ويشير فستق إلى أن «الجولاني قد كلف منذ أكثر من عام ونصف العام من قبل أبو بكر البغدادي، أمير الدولة الإسلامية في العراق لنصرة إخوانه في سوريا وترتيب الشباب المسلم الذي يصل إلى سوريا من جميع أنحاء العالم لمحاربة نظام الأسد». وكان الجولاني قد أعلن في أبريل (نيسان) الماضي مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، مؤكدا في الوقت ذاته عدم اندماج تنظيمه مع تنظيم القاعدة في العراق المعروف بـ«دولة العراق الإسلامية» رغم اعترافه بأنه تلقى منه الدعم المادي والبشري.

وحسب مراقبين، فإن الجبهة عموما مصبوغة بهذا النوع من التكتم والسرية، ليس على مستوى أميرها فحسب، بل على أمراء الجبهة في كل المحافظات. وترفض الجبهة التصوير والتصريح لأحد إلا بإذن مسبق من الأمير، كما ترفض بتاتا الإدلاء بأي معلومة تخص أسماء القيادات أو أعداد المقاتلين أو مصادر التمويل. ووفقا لتقارير بريطانية، كان «الجولاني من أوائل المشاركين في قتال الأميركيان إبان الاحتلال الأميركي للعراق 2033، كما أنه كان مسؤولا على تأمين الطرق داخل سوريا للمقاتلين الراغبين بالمشاركة في القتال».

واتهمت الجبهة، المؤسسة في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2011، بالتبعية لنظام الأسد، ذاك أن نشاطها العسكري في بداية الثورة السورية واتباعها للعمليات الانتحارية كنهج حينئذ لم تخدم سوى نظام الأسد، لكن الجبهة ما لبثت أن اكتسبت ثقة السوريين، وخصوصا بعد خوضها لمعركة حلب، التي بدأت في 22 يوليو (تموز) 2012.

وتقوم جبهة النصرة بنشر بياناتها وإصداراتها بشكل حصري من خلال «مؤسسة المنارة البيضاء للإنتاج الإعلامي». وقد نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من تشكيلها من أبرز القوى المقاتلة ضد النظام وأكثرها شراسة بسبب خبرة رجالها وتمرسهم على القتال. معظم عناصر الجبهة من الذين قاتلوا سابقا في «ساحات الجهاد» مثل العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها، ممن لديهم خبرة طويلة في قتال الجيوش. وانضم إلى الجبهة لاحقا مقاتلين عرب وأتراك وأوزبك وشيشانيين وطاجيك وقلة من الأوروبيين. وللانضمام للجبهة يجب على المتقدم أن يستوفي عددا من الشروط مثل الالتزام بالفروض الدينية والحصول على تزكية من شخص موثوق وإثبات الجدية والانضباط. ويصل عدد مقاتلي جبهة النصر بحسب مصادر الناشطين السوريين إلى 20 ألفا، بينهم نحو 40 في المائة من الأجانب.

 احذر من القنص.. فأنت في حلب

                                            لقاء مكي-حلب

يهرول أبو خالد خافضا رأسه، ليعبر شارعا أقيم في نهايته ساتر ترابي. وهو يحاول أن يبقي جسده دون ارتفاع الساتر، لكن مشكلته أنه طويل وممتلئ الجسم، ومحاولته لن تكون مثالية للتخلص من قناص يكمن في بناية عالية وبعيدة، لكنه في النهاية لا بد أن يحاول، فذلك هو طريقه اليومي من بيته إلى السوق، ولن يسجنه الخوف من القناص في بيته على كل حال.

وحكاية أبو خالد تتكرر في كل ساعة مع الحلبيين الذين باتت مدينتهم تغص بالحياة رغم أن كثيرين منهم مضطرون للتعامل مع حالات تهديد جدية قد لا يصادفها المرء إلا في ساحات الحرب، وحلب هي ساحة حرب يعيش فيها ملايين المدنيين.

ومن يزر حلب يتوجب عليه أن يتعرف أنماط حياتها الجديدة، ومن بين ذلك كيفية تجنب رصاص القنص، والعودة من رحلة المشاوير اليومية إلى البيت بسلام.

تحذير بكل مكان

وقد بات شائعا أن تجد أمامك على مفارق الطرق لوحات كتبت بلا اعتناء تحذرك من التقدم، وإلا فستكون في مرمى قناص يربض في مكان ما، وإن لم تطالعك لافتة تحذير، فسيواجهك في أماكن كثيرة في المدينة ساتر ترابي أو بقايا حافلة أو مركبة محطمة، وضعت على مدخل شارع، ليكون ذلك تنبيها على وجود قناص في الجهة الأخرى من المدينة.

وربما تكون حلب المدينة السورية الأكثر تعرضا لظاهرة القناصة، ففي هذه المدينة خطوط متداخلة بين الأحياء التي يسيطر عليها النظام وتلك الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، وهذا التداخل يمتد على مسافات طويلة تتجاوز 15 كيلومترا من (الحدود) القتالية التي فرضها الأمر الواقع.

وعادة يتمركز القناصون على الأماكن المرتفعة في حلب، ومن بين أبرز هذه الأماكن برج القصر البلدي المؤلف من نحو 30 طابقا، وقلعة حلب، ومبنى الإذاعة القائم على مرتفع، وجميع هذه الأماكن تقع في منطقة سيطرة النظام.

ويقول الناشط كريم عبيد إن القناصين يعملون وفق تكتيكات باتت معروفة، لكن لا يمكن تجنبها في كثير من الأحيان، ومن بين هذا التكتيكات أن يقوم القناص بضرب شخص مدني وغالبا يكون امرأة أو طفلا في جزء غير قاتل من الجسد، والهدف هو جعل الضحية طعما لاستدراج ثوار متواجدين عادة في المكان ولكن خارج مدى رؤية القناص. يهب المقاتل الثائر لنجدة الضحية فيكون هدفا سهلا للقنص بقصد القتل هذه المرة.

ويضيف أن القناص قد يقوم بتوجيه رصاصة غير قاتلة لهذا المقاتل، بقصد استدراج عنصر آخر من الثوار لنجدة الاثنين، فتكون عند القناص حينها فرصة سانحة لقتل الثلاثة مجتمعين.

وقال عبيد إن تكتيكا آخر بات معروفا أيضا، يشترك فيه قناصان يطلق أحدهما النار نحوك ليجعلك تهرب في اتجاه معين تكون فيه في مرمى القناص الآخر الذي يصيبك بغرض القتل.

ضحايا القنص والقصف

ويأتي عدد ضحايا القنص في المرتبة الثانية من إجمالي الضحايا في حلب بنسبة 30%، بعد ضحايا القصف الذين تصل نسبتهم إلى 50%، فيما يشكل ضحايا القتال 20% فقط، وبالطبع معظم ضحايا القصف والقنص هم من المدنيين.

ويقول عبيد إن “أخطر المناطق في مدينة حلب هي ما يسمى بكراج الحجز في حي بستان القصر، فمن هناك يعبر السكان بين جانبي المدينة تحت أبصار قناصي قوات النظام مباشرة، من غير أن تكون للسكان حيلة في تجنب القنص أو عدم العبور، فكل منهم يجب أن يصل إلى عمله أو أقاربه أو بيته في جانب الجيش الحر أو النظام، وليس أمامه سوى هذا الطريق، وكل ما يمكن أن يفعله هو أن “يدعو الله بالسلامة”.

أما أبو خالد الذي ما زال عليه أن يقطع رحلة العودة إلى بيته مارا بنفس الساتر الترابي، فهو يتمنى لو أن “الشباب” قد جعلوه أعلى بقليل ليكون أكثر أمنا، لكنه مع ذلك يقول إن الحواجز والسواتر الترابية التي وضعها الثوار أنقذت الكثير من الأرواح، رغم أن حلب لم تعد هي حلب التي يعرفها وأصبحت ساحة حرب وقودها الناس من المدنيين.

عشرات القتلى بحمص وحماة ومعارك بالقصير

                                            قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عشرين شخصا قتلوا اليوم الجمعة بنيران القوات النظامية وحزب الله اللبناني في منطقة القصير بحمص، كما نفت ما تحدثت عنه وسائل إعلام النظام من تقدم قواته في المنطقة. وتحدثت شبكة شام عن مقتل 13 شخصا في مدينة حلفايا بريف حماة جراء القصف، مع تواصل القصف والمعارك بأنحاء البلاد.

وفي اتصال مع الجزيرة، قال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبد الله إن القصف تجدد اليوم على القصير والحولة والرستن، موضحا أن القصير نالت الجزء الأكبر منه منذ فجر اليوم، بتعرضها لنيران راجمات الصواريخ، وقذائف الهاون، والدبابات.

وأضاف أن القصف ينطلق من القرى التي سيطرت عليها عناصر حزب الله في الداخل السوري، ومن قرى الهرمل، والقصر، وحوش السيد علي، داخل لبنان، مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرين شخصا، مشيرا إلى أن قوات النظام تستهدف المدنيين، الذين يحاولون النزوح من القصير إلى المناطق المجاورة.

وأشار العبد الله إلى أن الجيش الحر تمكن من صد محاولة جديدة لحزب الله للتقدم باتجاه القصير. ونفى ما أعلنته قوات النظام بشأن استعادة سيطرتها على قريتي الشومرية والغسانية، مؤكدا أنهما قريتان مواليتان للنظام، ولم تخضعا للجيش الحر من قبل.

أما مدينة حمص فشهدت قصفا عنيفا على حي الوعر، الذي يزدحم بعائلات النازحين، مما أدى لاستشهاد ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، بالتزامن مع اشتباكات دارت بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في الحي.

تواصل المعارك

وفي دمشق، قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر استهدف تجمعات الشبيحة في حي عش الورور، وتمكن من صد محاولتهم اقتحام حي برزة المجاور، كما أفادت شبكة شام الإخبارية بأن قوات النظام قصفت بالمدفعية وقذائف الهاون أحياء برزة، وجوبر، وأحياء دمشق الجنوبية.

وتجدد القصف أيضا على مناطق بريف دمشق الجنوبي والشرقي، ومنها بلدات الذيابية، ومخيم الحسينية، وخان الشيح، ودروشا، وداريا، والمعضمية، بينما دارت اشتباكات قرب حاجز قصر المؤتمرات، ومخيم الحسينية، وتمكن الجيش الحر من اقتحام مساكن نجها التي تقع على مقربة من إحدى أكبر مواقع الإمداد العسكري في البلاد.

من جهة أخرى، تسعى قوات النظام للسيطرة على منطقة الشيخ سعيد بمدينة حلب، ضمن حملتها لفك الحصار عن وحداتها العسكرية. وبينما تقول وسائل الإعلام التابعة للنظام إنه تم القضاء على من تصفهم بآخر الإرهابيين في المكان، يقول مقاتلو الجيش السوري الحر إنهم صدوا عملية اقتحام الحي، ويحضّرون لحملة مضادة في المنطقة.

وفي الأثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الثوار استهدفوا مطار الطبقة العسكري بمحافظة الرقة (وسط) بقذائف الهاون، مما أسفر عن سقوط عدد من قتلى جنود النظام.

وفي دير الزور (شرق)، قصفت قوات النظام أحياء الموظفين والشيخ ياسين والمطار القديم براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، بينما يستمر تبادل إطلاق النار بين الثوار وقوات النظام في محيط المطار العسكري.

وقالت شبكة شام إن قوات النظام ارتكبت اليوم “مجرزة” أسفرت عن مقتل 15 شخصا في مدينة حلفايا بريف حماة، حيث قصفت المدينة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة. ويذكر أن حلفايا تعاني من حصار محكم يحظر على الأهالي الخروج أو الدخول إلى المدينة.

مناطق متفرقة

وعلى الساحل الغربي، ذكرت شبكة شام أن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على بلدات منطقتي سلمى وكنسبا بريف اللاذقية.

وأضافت الشبكة أن القصف امتد إلى قرى في ريف إدلب (شمال) ومنها دركوش وسراقب وكورين، تزامنا مع اشتباكات في محيط عدد من معسكرات قوات النظام بالمنطقة، ضمن عملية “القصاص لأهل بانياس”، وذلك عقب مجازر في المدينة ومحيطها الأسبوع الماضي، أسفرت عن مقتل نحو 400 شخص.

وفي جنوب البلاد، قال ناشطون إن الطيران الحربي والمروحي قصف بلدات طفس وخربة غزالة وعلما بريف درعا، كما أكد الجيش الحر أنه أجبر قوات النظام على التراجع من أطراف بلدة خربة غزالة.

وقرب الجولان المحتل، هاجمت أربع كتائب للمعارضة سرايا تابعة للواء 61 قرب قرية الرَفيد، وغنموا كميات كبيرة من الذخيرة. ويعد هذا اللواء من أكبر وأهم ألوية الجيش النظامي.

كاميرون وبوتين يبحثان الأزمة السورية

                                            التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون في إطار المساعي الدولية للتوصل إلى حل للأزمة السورية، التي كانت موضوع مباحثات هاتفية ولقاءات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وبعد ثلاثة أيام من لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما، اجتمع كاميرون وبوتين اليوم في منتجع سوتشي على البحر الأسود جنوب روسيا، في زيارته الأولى إلى روسيا منذ عودة بوتين إلى الكرملين في مايو/أيار عام 2012.

ويأتي اجتماع اليوم بعد أيام من لقاء روسي أميركي دعا إلى عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.

ولم تصدر بعد أية تصريحات عن الاجتماع الذي استبقه المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالقول إنه سيتناول الوضع في سوريا.

وكان كاميرون قال الأربعاء الماضي أمام مجلس العموم في لندن، “هناك حاجة ملحة لبدء مفاوضات بكل معنى الكلمة لفرض انتقال سياسي في سوريا ووضع حد لهذا النزاع، وسأتوجه إلى سوتشي للقاء الرئيس بوتين بغية البحث في هذه المسألة، وسنستمر في التحرك على كافة الجبهات من أجل حل سياسي”.

مساع

ويأتي اللقاء البريطاني الروسي وسط سلسلة من التحركات الدبلوماسية الدولية للتوصل إلى حل للنزاع. وعقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري سلسلة من اللقاءات خلال الأيام الثلاثة الماضية، خصصت في غالبيتها لبحث الموضوع السوري، أبرزها في موسكو الثلاثاء الماضي، حيث التقى الرئيس بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.

وأعلن كيري ولافروف في مؤتمر صحفي عقب المحادثات، اتفاقهما على الدعوة إلى مؤتمر دولي بشأن سوريا بمشاركة ممثلين عن النظام والمعارضة، للتوصل إلى حل يقوم على اتفاق جنيف الذي تم التوصل إليه في يونيو/حزيران 2012.

ورحبت دمشق بهذا التقارب الروسي الأميركي، في حين شددت المعارضة على أن أي حل سياسي يجب أن يبدأ برحيل الرئيس بشار الأسد، مما جعل كيري يعلن من العاصمة الإيطالية روما أمس أن الأسد “لن يكون مشاركا” في الحكومة الانتقالية، معتبرا في الوقت نفسه أن قيام روسيا بتسليم سوريا صواريخ أرض جو متطورة سيؤدي “إلى زعزعة الاستقرار”.

وعلى الصعيد نفسه، أجرى لافروف أمس مباحثات هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي وافق على الاستمرار في منصبه بعد التقارب الأميركي الروسي الجديد بشأن الملف السوري.

وجاء في بيان للخارجية الروسية اليوم أنه تم التأكيد على ضرورة توحيد جميع المجموعات المعارضة على أساس الاستعداد للحوار كشرط رئيسي لعقد المؤتمر الدولي، لإطلاق الحوار السياسي السوري بغية تطبيق بنود إعلان جنيف.

وبحث لافروف أيضاً أمس مع بان كي مون هاتفياً الوضع القائم في سوريا وسبل إنهاء النزاع. وقال البيان الروسي إن “لافروف أكد على أهمية المشاركة الفعالة للأمم المتحدة في الجهود الدولية الهادفة للتوصّل إلى تسوية دبلوماسية سياسية للأزمة السورية”.

وأشار البيان إلى أنه تم التركيز على ضرورة تعبئة الدعم -وقبل كل شيء من قبل جميع المجموعات المعارضة السورية- للمبادرة الروسية الأميركية لعقد مؤتمر دولي لتطبيق إعلان جنيف.

كما استقبل لافروف أمس نظيره الأردني ناصر جودة الذي التقى في وقت سابق كيري في روما، حيث كانت الأزمة السورية محور اللقاءات أيضا.

“حزب الله” يُقاتل في حمص: العائدون يرفضون الذهاب مُجدّداً

مـهـى حـطـيــط

فيما يُشيّع “حزب الله” مزيداً من عناصره الذين يسقطون قتلى في المعارك التي يشاركون بها في سوريا إلى جانب قوات النظام، تعلو بعض الأصوات المعترضة في لبنان شيئاً فشيئاً داخل البيئة الشيعية، وتسأل عن صوابية مشاركة “حزب الله” في القتال إلى جانب بشار الأسد.

 يقول أحد ساكني الضاحية الجنوبية، والذي شارك أقرباءٌ له ينتسبون إلى “حزب الله” في المعارك في سوريا، إنّ الشباب الذين يذهبون للقتال ويعودون، يروون قصصاً مخيفة عن “شراسة” المجموعات السورية المعارضة التي تقاتل، ويتحدّثون عن هرب عناصر الجيش النظامي السوري من المعارك. ويضيف أنّ عدداً من هؤلاء الشباب يرفض العودة مرة ثانية، ويتحجّجون بالمرض.

 وعن كيفية إقناع الشباب الشيعي بالقتال، يقول المصدر عينه إن قيادة “حزب الله” تستخدم “التكليف الشرعي” مع المتفرّغين في الحزب، والذين تتضاعف رواتبهم لتصبح ثلاثة أضعاف الحالية عند ذهابهم للقتال، في حين تعمل قيادات الحزب والمسؤولون فيه على التأكيد للناس أن “الحزب يقاتل دفاعا عن المقاومة وسلاحها وعن خط الممانعة”.

إلا أن الأصوات نفسها المعترضة على مشاركة الحزب بالقتال في سوريا، لا مشكلة لديها في القتال “دفاعاً عن المقامات الدينية أو عن القصير وقراها”، إنّما الاعتراض بدأ بعد أن طلب الحزب من المقاتلين التوجّه إلى أماكن أخرى كحمص مثلاً. وفي هذا الاطار يسأل أحد الشباب “ماذا يوجد هناك لندافع عنه؟”.

 وعن سبب قبول عائلات القتلى بهذا الواقع، يقول المصدر: “يكفي هذه العائلات أن تتلقى رسالة تعزية من السيد حسن نصرالله لتتقّبل الأمر، وتدخل في نادي عوائل الشهداء”.

 اللافت في صور القتلى التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم من أعمار صغيرة نسبياً. وفي هذا الإطار يقول المصدر إن أعمار الذين يقاتلون من الحزب في سوريا “تتراوح بين 18 و27 سنة كحد أقصى نظراً لقدراتهم الجسدية، وهم شباب تدرّبوا على القتال ويُعتبرون من النخبة القتالية”.

 وأمام اشتداد حدة المعارك في سوريا، بات من غير الممكن حصر الأعداد التي تقاتل او تُقتَـل في سوريا، فالجثث والجرحى يتوزّعون على مستشفيات الجنوب والبقاع ومستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية، الذي يحتوي العدد الأكبر منهم.

قوات الأسد تنذر سكان القصير.. والمعارضة: لا ممرات آمنة

تهديد بهجوم وشيك على السكان وناشطون يؤكدون أنهم “محكومون بالموت”

بيروت – فرانس برس –

 ألقت القوات النظامية السورية مناشير تحذيرية لسكان مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حمص (وسط) بوجوب مغادرتها، محذرة من هجوم وشيك في حال عدم استسلام المقاتلين، وهو ما نفاه ناشطون معارضون، مؤكدين عدم وجود ممر آمن للمغادرة، بحسب تقرير إخباري، الجمعة 10 مايو/أيار.

وقال مصدر عسكري سوري، الجمعة، إن “منشورات ألقيت فوق القصير تدعو السكان إلى مغادرة المدينة، وفيها خارطة لطريق آمن يمكنهم من خلاله إخلاؤها، لأن الهجوم على المدينة بات قريباً في حال لم يستسلم المسلحون”.

وتحقق القوات النظامية، مدعومة من اللجان الشعبية المؤيدة لها وعناصر من حزب الله اللبناني، حليف نظام الرئيس بشار الأسد، تقدماً في مجمل ريف القصير، وصولاً إلى المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ أكثر من عام.

من جهته، قال الناشط هادي العبدالله عبر خدمة “سكايب”: “أنا موجود في مدينة القصير، وزرت الجمعة قريتين قريبتين منها، ويمكنني أن أؤكد أن أي مناشير لم تلق في هذه المنطقة”.

وأضاف هذا المتحدث باسم “الهيئة العامة للثورة السورية” في حمص أن “ما يثير القلق أكثر من ذلك هو عدم وجود ممر آمن للمدنيين للخروج. جميعنا في القصير محكوم علينا من قبل النظام بالموت البطيء”.

وأوضح أنه “كلما حاول المدنيون مغادرة المدينة، يطلق الرصاص عليهم، أو يتعرضون للقصف على أطراف المدينة من قبل دبابات النظام أو قناصته. نحن محاصرون، المدنيون والناشطون والمقاتلون المعارضون”.

وأفاد ناشطون أن المدينة التي يعتقد أن عدد المقيمين الحاليين فيها يقارب 25 ألف نسمة، باتت محاصرة من ثلاث جهات.

وتعد منطقة القصير الحدودية مع لبنان، صلة وصل أساسية بين دمشق ومناطق الساحل السوري. ونقل زوار لبنانيون التقوا الأسد الشهر الماضي أن قواته تخوض “معركة أساسية” في القصير.

وأقر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، مؤخراً بأن عناصر من حزبه يقاتلون في ريف القصير، مشدداً على أنهم يقومون “بالدفاع” عن قرى سورية حدودية يقطنها لبنانيون شيعة.

وأدت أعمال العنف الخميس إلى مقتل 72 شخصاً في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً، ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.

وتواصلت الجمعة أعمال العنف في مناطق سورية عدة، منها مدينة حمص، حيث قتل ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة، وهم رجل وزوجته وابنتهما، إثر سقوط قذائف على حي الوعر فجراً، بحسب المرصد، وأدت أعمال العنف إلى مقتل 26 شخصاً، بحسب حصيلة أولية للمرصد.

كاميرون يلتقي بوتين.. والملف السوري الحاضر الأكبر

أنباء عن قمة تعقد في لندن لاستضافة جميع اللاعبين الرئيسيين في الأزمة السورية

موسكو- فرانس برس –

وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة، الى مدينة سوتشي الساحلية الروسية على البحر الأسود للتباحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الوضع في سوريا، وفق ما أعلن متحدث باسم الكرملين.

وقال ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي “من دون شك فإن الملف السوري من بين المواضيع الرئيسية” التي سيبحثها الطرفان، مضيفا “بالطبع ستناقش أيضا العلاقات الثنائية”.

وكان كاميرون قد أعلن في وقت سابق أن الأزمة السورية هي الموضوع الرئيس الذي يود أن يبحثه مع بوتين، مؤكداً على ضرورة بدء المباحثات تمهيداً للانتقال السياسي ووضع نهاية لهذا النزاع.

كما يتوقع أن يناقش الطرفان بعض المسائل في مجال التعاون الاقتصادي وملفات والطاقة، من بينها النووية، إضافة الى الفضاء وغيرها.

يأتي هذا في وقت، أعلن الرئيس الأميركي أنه سيلتقي كاميرون الاثنين المقبل من أجل التباحث في الملف السوري.

وكانت صحيفة “ديلي تلغراف” أعلنت أن رئيس الوزراء البريطاني، يسعى إلى عقد قمة طارئة في لندن تهدف إلى إيجاد حل للصراع المتصاعد في سورية.

وقالت الصحيفة إن كاميرون يأمل في استخدام اللقاءين اللذين سيعقدهما مع الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأميركي، باراك أوباما، لتمهيد الطريق أمام لندن لاستضافة قمة يحضرها جميع اللاعبين الرئيسيين في الأزمة السورية.

وأضافت أن مصدراً بارزاً في مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (10 داوننغ ستريت) استبعد الاقتراحات التي تلمح إلى أن “كاميرون يمارس دور الوسيط خلال زيارتيه إلى روسيا والولايات المتحدة، كما فعلت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت تاتشر، خلال الحرب الباردة”.

وكان كاميرون أعلن “أن هناك أدلة محدودة ولكن مقنعة على أن النظام السوري استخدم ولا يزال الأسلحة الكيماوية بما في ذلك غاز السارين، وسيقوم بزيارة إلى روسيا لمناقشة الملف السوري مع الرئيس بوتين”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني في جلسته البرلمانية الأسبوعية الأربعاء الماضي “إن مساحة الشكوك حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا تستمر في التآكل، وسنواصل من جهتنا اتخاذ الإجراءات على جميع الجبهات، والعمل مع حلفائنا، ودعم المعارضة السورية، والضغط من أجل حل سياسي للأزمة في سوريا”.

الجيش الحر يتبنى قتل قائد سجن صيدنايا في ريف دمشق

كتيبة الخضر للمهام الخاصة نفذت عملية نوعية استهدفت محفوظ وعدد من مرافقيه

دبي – قناة العربية –

قال المركز الإعلامي السوري إن الجيش الحر تمكن من قتل العميد طلعت محمد محفوظ قائد سجن صيدنايا وأسر مدير مكتبه وعدد من مرافقيه.

ونُشر على صفحات الإنترنت بيان مسجل للجيش الحر تبنى العملية وتعهد ببث اعترافات المعتقلين، حيث قال القيادي في الجيش الحر قائد لواء صادق الأمين إن كتيبة الخضر للمهام الخاصة في الجيش الحر قامت بعملية نوعية أسفرت عن مقتل العميد طلعت محمد محفوظ قائد سجن صيدنايا وأسر عدد من مرافقيه.

يذكر أن سجن صيدنايا من أهم السجون السياسية في سوريا وكان موضوع انتقاد للمنظمات الحقوقية والإنسانية.

لندن وموسكو تدعمان حلا سياسيا في سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الجمعة، اتفاق لندن وموسكو على دعم مرحلة انتقالية في سوريا بعد محادثات أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في روسيا ضمن الجهود الدولية لمؤتمر دولي جديد يضع حدا للصراع بسوريا.

وكانت روسيا وأميركا قررتا بعد لقاء وزيري خارجيتهما في موسكو القيام بمسعى دبلوماسي جديد لإقناع الأطراف المتناحرة في سوريا بالدخول في محادثات سلام.

وجاء الإعلان المشترك للدولتين العظميين أنهما ستحاولان جمع ممثلين عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بمعارضين يقاتلون للإطاحة به ليمثل أول مبادرة دبلوماسية جدية منذ قرابة عام.

وبعد محادثات مطولة في موسكو الثلاثاء قالت الولايات المتحدة وروسيا إنهما ستحاولان بث الحياة في اتفاق جنيف الذي أقرته الدولتان في يونيو 2012 ويقضي بتشكل حكومة سورية انتقالية دون الاتفاق على بقاء الأسد كجزء من هذه الحكومة أم رحيله عن السلطة.

ومغزى المسعى الجديد هو دفع الطرفين إلى الجلوس إلى طاولة التفاوض ربما في جنيف بحلول نهاية مايو في محاولة لإنهاء الحرب وحثهما على تشكيل حكومة انتقالية بالتوافق المتبادل.

موسكو: لن نبيع صواريخ متطورة لسوريا

في الشأن السوري، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لا تعتزم بيع نظام دفاع صاروخي متطور لسوريا نافيا بذلك تقارير إعلامية بهذا الشأن.

ونقلت وكالة إيتار تاس عن لافروف قوله إن روسيا ستفي بالعقود التي وقعتها بالفعل مع دمشق لكن هذه العقود لا تتضمن بيع نظام الصواريخ المضادة للطائرات “إس-300”.

مصدر تركي لـCNN: لدينا سوريون مصابون بالكيماوي

اسطنبول، تركيا (CNN)– كشف مسؤول تركي رفيع لـCNN الجمعة، أن 12 على الأقل من الجرحى السوريين الذين يتلقون العلاج في عدد من المستشفيات التركية، يعانون من إصابات لها صلة مباشرةبالأسلحة الكيماوية.

وأضاف المصدر المطلع على التحقيقات التي أجرتها الحكومة التركية على هذه الإصابات، أن المصابين الـ12 لا تبدوا عليهم أي علامات للإصابة نتيجة الأسلحة التقليدية.

وأكد أن الاتهامات التي وجهها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، باستخدام الأسلحة الكيماوية، جاءت مبنية على فحوص وتحليلات دقيقة، أشرفت عليها الحكومة التركية.

يشار إلى أن أردوغان أتهم بشكل مباشر النظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية ضد أبناء شعبه، حيث قال في مقابلة مع قناة NBC: “إنه ومن الواضح أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية.”

وأضاف أردوغان: “من الجرحى السوريين من أتوا للعلاج في مستشفياتنا، وهم يعانون من إصابات ناتجة عن الأسلحة الكيماوية.”

وتابع رئيس الوزراء التركي بقوله: “نحن نريد من الولايات المتحدة الأمريكية تحمل مسؤولية إضافية من خلال اتخاذها اجراءات عملية في هذا الشأن.”

رئيس تيار بناء الدولة لـ آكي: تعدد المجموعات المسلحة والأطراف الدولية سيطيح بالمؤتمر الدولي

روما (10 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب رئيس تيار سوري معارض عن قناعته بإمكانية عقد مؤتمر دولي حول سوريا وفقاً لما أعلنه وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا مؤخراً، لكنّه رجّح أن يكون حضور النظام السوري والمعارضة شكلياً لصعوبة جمعهما، وأشار إلى أن أهم العقبات التي تحول دون نجاح هذه المبادرة هي تعدد المجموعات المسلحة المناوئة للنظام ووجود أطراف دولية عديدة يهمها عدم نجاح الحل، وأشار إلى أن الأسابيع المقبلة سترى فرزاً جديداً بين أطراف المعارضة السورية

وحول إمكانية عقد المؤتمر قال رئيس تيار بناء سوريا المعارض لؤي حسين لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، “لقد تحدّث الوزيران كيري ولافروف بثقة عن عقد المؤتمر الدولي، الذي سيكون بمثابة (جنيف 2) الذي تطالب به عدد من قوى المعارضة التي تريد إنهاء الأزمة وإيجاد حل وفق بيان جنيف الذي أُقرّ في حزيران/يونيو الماضي، وأتوقع أن إمكانية عقد هذا المؤتمر كبيرة جداً، مع اعتقادي بصعوبة حضور ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، أو يكون هذا الحضور شكلياً” وفق تقديره

وأشار حسين إلى وجود عدة صعوبات تحول دون إمكانية نجاح هذا الحل الأمريكي ـ الروسي، وقال “إن عدم وجود جهة سورية معارضة قوية ببرنامجها السياسي هي الصعوبة الأكبر أمام تكوين حل واضح، وتنفيذ هذا الحل، ويأتي بعدها صعوبة أن يتمكن النظام من أن يكون شريكاً تفاوضياً، وشريكاً في المرحلة الانتقالية”، وتابع “لكن هناك عقبات كبيرة إضافة للصعوبات، وأهمها تعدد وتشعب المجموعات المسلحة المناوئة للنظام مع ما تتضمنه من مجموعات جهادية وأخرى احترفت القتال ولا تهتم بإنهاء النزاع، يضاف إلى هذا وجود أطراف دولية عديدة ستبذل الكثير من الجهد للحيلولة دون نجاح الحل” حسب قناعته

واستبعد أن يوافق النظام السوري على التخلي عن قيادة الجيش وأجهزة الأمن خلال المرحلة الانتقالية لحكومة كاملة الصلاحيات، وقال “ضمن موازين القوى الحالية لا أرى أن السلطة السورية جاهزة للقبول بتنازلات مهمة، ولكن هذا منوط بوجود طرف معارض قوي ولديه برنامج سياسي واضح، إضافة لتوافر التوافق الدولي الجدي، وأعتقد أن أي توافق لا يتضمن تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية ونقل أغلبها إلى الحكومة الانتقالية يمكن أن يكون حلاً، وأهم هذه الصلاحيات هي قيادة الأجهزة الأمنية التي يجب أن تكون بيد الحكومة الانتقالية” حسب قوله

وشدد المعارض السوري على ضرورة ضمان الدول الكبرى لأي اتفاق وإلا فإنه سيفشل، وقال “لا أرى أي إمكانية لنجاح الاتفاق إلا بضمان الدول الكبرى، وتحديداً روسيا والولايات المتحدة، فمجلس الأمن ليس أكثر من التسمية الشرعية لإرادة الدول العظمى، بل أعتقد أن الأمر سيتعدى الضمانات إلى حالة من الوصاية الدولية على سوريا، حتى يتمكن السوريين من إمكانية العيش والعمل مع بعضهم البعض ضمن دولة سلمية واحدة” حسب ذكره

وأعرب حسين عن قناعته بجدّية الدولتين العظميين في الوصول إلى حل للأزمة السورية خوفاً من انتشارها، وقال “إن روسيا والولايات المتحدة جادتين في مسعاهما هذا، فقد تعدت الأزمة في سورية حد أن يسيطر عليها أو يتحكم بها أحد، ومع مضي بعض الوقت ستفقد جميع الأطراف السيطرة على مجريات الصراع وأطرافه” وفق قوله

وعن إمكانية توسيع الائتلاف ليضم كافة قوى المعارضة للمشاركة في حكومة انتقالية، قال “لا أعتقد أنه سيكون لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية فرصة للبقاء، أو للبقاء المركزي، في المرحلة القادمة، فهو هيكل لمواجهة السلطة وليس هيئة للدخول بعملية سياسية، وبالتالي لا أرى أن بتوسيعه أي جدوى، وأيضاً لا أرى أي إمكانية لضم كافة أطياف المعارضة ضمنه، هذا فضلاً عن أن فرزاً جديداً بين أطراف المعارضة سينشأ خلال الأسابيع القليلة القادمة، يفرز الذين يقبلون الدخول بعملية سياسية عن الذين يرفضون ذلك، وبالتالي لن يكون هناك داع لهيئة تضم كل الأطراف المعارضة، بل لهيئة تقبل مكوناتها المشاركة في الحل” حسب رأيه

متحدث أوروبي: تسلمنا مقترحاً بريطانياً بشأن تعديل العقوبات على سورية

بروكسل (10 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكد المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن بروكسل قد تلقت بالفعل إقتراحاً بريطانياً لرفع الحظر عن توريد السلاح لسورية لصالح المعارضة هناك

وأشار مايكل مان إلى أن الاقتراح الحالي لا يختلف في مضمونه عما سبق للندن وطالبت به، فـ”لا زال البريطانيون يدفعون باتجاه العمل لتزويد المعارضة السورية بالسلاح، ولكن الأمر لا يحظى بالإجماع الأوروبي اللازم”، على حد تعبيره

وذكر المتحدث أن الإقتراح البريطاني يناقش من بين اقتراحات عديدة في إطار مجموعات العمل المتخصصة في دوائر المجلس الوزاري الأوروبي، ورأى أنه “لا زال أمام هذه الإقتراحات والإفكار المختلفة رحلة إدارية طويلة قبل أن تتحول إلى قرار من المفترض أن يتخذه وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد خلال اجتماعهم القادم في 27 الشهر الجاري”

وشدد مان على أن العمل جار لاتخاذ قرار بشأن تعديل العقوبات المفروضة على سورية، لافتاً النظر إلى أن هذه العقوبات تفقد فاعليتها قانونياً نهاية الشهر

ومضى يقول “لهذا لا بد من قرار إما بتمديد كافة حزم العقوبات كما هي، أو بإجراء بعض التعديلات”

وذكر أن المؤسسات الأوروبية لم تقدم أي إقتراح حول هذا الموضوع، حيث يتم الاكتفاء ببحث تصورات وأفكار الدول الأعضاء

وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد قد أدخلوا في الفترة الأخيرة العديد من التعديلات على نظام عقوباتهم المعمول به ضد سورية منذ بداية الأزمة قبل أكثر من عامين، والتي يفترض أنها تطال الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه

وقد سمحت التعديلات باعطاء الضوء الأخضر للدول الأعضاء بتزويد قوات المعارضة السورية بمعدات “غير فتاكة”، وكذلك السماح بالعودة إلى شراء النفط السوري عبر الاتفاق مع الائتلاف الوطني السوري

المعارض، ولكن هذا الأمر يجد صعوبة في التنفيذ الفعلي بسبب العديد من العوامل السياسية والقانونية والتطبيقية

وتشير مصادر أوروبية مطلعة إلى أن هناك ” تعاوناً وحواراً” بين الأوروبيين والائتلاف الوطني السوري لمعاينة كيفية الاستفادة من التعديلات من أجل “مساعدة المدنيين في هذا البلد”، وفق تلك المصادر

تشاك هيغل: “مشاكل الشرق الأوسط تتطلب حلولا سياسية وليس عسكرية

قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل الخميس إن المشاكل التي يعاني منها الشرق الأوسط، بما فيها برنامج إيران النووي والحرب الدائرة في سوريا، تتطلب حلولا سياسية وليس عسكرية.

وأضاف هيغل أن “النظام القديم” الذي ظل مهيمنا على المنطقة لفترة طويلة آخذ بالزوال، مؤكدا على أن الولايات المتحدة ستعمل للترويج للإصلاح الديمقراطي رغم علمها بحدود قوتها.

وقال هيغل في كلمة القاها أمام معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط إن “التحديات التي تواجهها المنطقة والتي تشمل “التحدي النووي الإيراني وتخلخل الاستقرار الخطير في سوريا والتهديدات التي تمثلها القاعدة وغيرها من المنظمات الارهابية، يجب ان تواجه من خلال الائتلافات التي تشكلها الدول ذات المصالح المشتركة بما فيها اسرائيل.”

ومضى المسؤول الأمريكي للقول “إن أحد المبادئ الأساسية المتجذرة في منطقة الشرق الأوسط يتمثل في أن أكثر الحلول دواما وفعالية هي الحلول السياسية وليس العسكرية.”

وأضاف “أن الدور الذي ينبغي للولايات المتحدة أن تضطلع به في الشرق الأوسط يتركز في التأثير على سير الأحداث وتشكيلها باستخدام السبل الدبلوماسية والاقتصادية والانسانية والاستخبارية والأمنية بالتعاون مع حلفائنا في المنطقة.”

وقال إن انتفاضات الربيع العربي قد أحدثت زلزالا في المشهد السياسي في المنطقة، وأضاف “أن النظام القديم في الشرق الأوسط سائر على طريق الزوال، والنظام الذي سيخلفه ما زال مجهولا. إن عملية التغيير الجارية حاليا ستستغرق وقتا طويلا ستشهد المنطقة خلالها عدم استقرار وعلينا التأقلم مع ذلك.”

وأكد أن توطيد الاستقرار على المدى البعيد يعتمد على النتائج التي ستتمخض عن عمليات التغيير السياسي في مصر وليبيا وسوريا، وقال “إن الأمل في تحقيق الاستقرار على المدى البعيد يعتمد إلى درجة كبيرة على نجاح دول كمصر وليبيا وسوريا في الإنتقال إلى الحكم الديمقراطي.”

وقال “إن الولايات المتحدة ستواصل المشاركة في تشكيل النظام الجديد، ولكن يجب أن تتصف مشاركتنا بالحكمة. سيتطلب هذا تفهما عميقا لمصالحنا القومية وحدود قوتنا ونفوذنا وتفهما لتعقيدات هذه المنطقة المتناقضة والواعدة في آن.”

وقال هيغل إن الحرب الدائرة في سوريا تنحى منحى طائفيا، مع زيادة احتمال تشرذم البلاد، إلا أنه لم يكرر التحذير الذي أصدره الرئيس أوباما بأن استخدام الأسلحة الكيميائية يعتبر خطا أحمر لا ينبغي لدمشق تجاوزه.

BBC © 2013

وكالة: روسيا تقول إنها لا تعتزم بيع نظام دفاع صاروخي متطور لسوريا

موسكو (رويترز) – قال وزير خارجية روسيا يوم الجمعة إن بلاده لا تعتزم بيع نظام دفاع صاروخي متطور لسوريا نافيا بذلك تقارير إعلامية بهذا الشأن.

ونقلت وكالة إيتار تاس عن الوزير سيرجي لافروف قوله إن روسيا ستفي بالعقود التي وقعتها بالفعل مع دمشق لكن هذه العقود لا تتضمن بيع نظام صواريخ إس-300.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى