أحداث الجمعة، 13 حزيران 2012
قصف دمشق بالمدفعية للمرة الأولى واشتباه بقنابل عنقودية في حماة
دمشق، باريس، الدوحة، نيويورك -»الحياة»، أ ف ب، رويترز
وسط استمرار الإنقسام الدولي حول مشروع قرار جديد في مجلس الأمن يفتح الطريق أمام تمديد بعثة المراقبين الدولية، كثف الجيش السوري هجماته على معاقل المعارضة وقصف بالمدفعية مناطق في دمشق للمرة الاولى منذ بدء الحركة الاحتجاجية، فيما أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية أنها تشتبه في استخدام القوات السورية قنابل عنقودية سوفياتية الصنع في منطقة حماة الجبلية الخارجة على سيطرة النظام.
وأفادت المنظمة أن شريطي فيديو بثهما شبكة الإنترنت في 10 تموز (يوليو) الجاري يؤكدان وجود «بقايا قنابل عنقودية وغلاف قنبلة سوفياتية الصنع عثر عليها على ما يبدو في منطقة جبل شهشابو الجبلية شمال غربي حماة»، موضحة إنه «إذا ما تأكد ذلك، فستكون الوثيقة الأولى التي تثبت استخدام الجيش السوري هذه الأسلحة البالغة الخطورة في هذا النزاع».
وواصل الجيش السوري هجماته العنيفة ضد حمص وريفها ودمشق وحماة ودير الزور وإدلب، ما أدى الى العشرات. وقال ناشطون إن قوات الأمن اطلقت قذائف مورتر على منطقة عند مشارف العاصمة، وبعدها تحرك مئات الجنود خلف الدبابات لمداهمة أحياء للمعارضة وطرد مقاتلين معارضين منها. وذكروا ان هذه هي المرة الالو التي تتعرض فيها منطقة في دمشق إلى القصف المدفعي منذ بدأت الانتفاضة الشعبية.
وأظهر فيديو التقطه مؤيدو المعارضة دخانا كثيفا يتصاعد من وسط الاشجار والمباني. وقال ناشط اسمه بسام عبر سكايب لوكالة «رويترز» ان «المداهمات بدأت الان في المنطقة. هذه خطيرة جدا على السكان. عليهم ان يختبئوا ويستحيل ان يتحركوا. رأينا ست عربات مدرعة تمر من اللوان ودباباتين تسلكان اتجاها آخر ومن وراء ذلك ثلاث شاحنات مليئة بالجنود في طريقها الى جهة اخرى. بالقطع هناك مئات الجنود».
وقال ناشطون في حي كفرسوسة في دمشق إن قوات النظام تطلق قذائف المورتر على حقول عند مشارف المدينة في محاولة في ما يبدو لاجبار مقاتلي المعارضة المختبئين هناك على الخروج.
ومنطقتا اللوان وبساتين كفرسوسة شبه سكنيتين، وفيهما حقول للزيتون والفاكهة على الطريق السريع الجنوبي الذي أطلق عليه اسم الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد.
وذكر ناشطون ان الدبابات دخلت، وانها تطلق قذائفها من عند جامع الهادي إلى الشرق من الحقول، ومن مطار المزة العسكري إلى الغرب مباشرة.
وقال حازم العقاد وهو ناشط معارض: «استيقظت هذا الصباح ورأيت طائرات هليكوبتر تحلق فوق المنطقة. ثم بدأت اسمع قذائف مورتر. سقطت ستة أو سبعة خلال نصف الساعة الماضية. وسمعت للتو واحدة اخرى تسقط الان. يمكننا رؤية النيران والدخان يتصاعد من حقل قريب… الناس مذعورون. الاسر تركب سياراتها وتنطلق باسرع ما يمكنها الى مناطق اخرى. نحو 200 شخص في منطقتي رحلوا حتى الان».
وجاء التصعيد على الأرض فيما أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن السفير السوري المنشق نواف الفارس الموجود في قطر، «لم يعلن انشقاقه في العراق فهو خرج من العراق ولم يقول لنا شيئاً».
وكان الفارس أكد عبر شريط فيديو بث أول من أمس انشقاقه. ووصف الرئيس السوري بشار الأسد بـ «الديكتاتور». وأعلن الفارس في الفيديو انضمامه إلى «صفوف الثورة»، داعياً العسكريين خصوصاً إلى أن يحذوا حذوه.
واعتبر الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني أمس أن الانشقاق «مؤشر اضافي على يأس» النظام في سورية. وقال إن هذا الانشقاق يثبت أن «محيط الاسد بدأ يراجع فرصه في البقاء في السلطة».
وأفاد عضو مكتب العلاقات الخارجية في «المجلس الوطني السوري» محمد ياسين النجار أن انشقاقات جديدة بصدد الحدوث. ونوه النجار بإنشقاق نواف الفارس ورأى أنه إنه دليل على «تصدع النظام السوري». وأشارت مصادر مطلعة إلى أن بعض المسؤولين المعارضين لسياسة النظام، بينهم عسكريون وسياسيون، لم يعلنوا انشقاقهم بعد «لاسباب أمنية»، وأنهم موجودون في عواصم خليجية وفي تركيا. وتوقعت هذه المصادر أن تعلن شخصيات «مهمة» انشقاقها خلال الفترة المقبلة.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن العميد مناف طلاس الذي انشق الأسبوع الماضي عن الجيش السوري، أقام اتصالات بالمعارضة السورية. وصرح فابيوس خلال لقاء مع جمعية الصحافة الديبلوماسية: «أنني علمت بأن هناك تقارباً بين المعارضة والعميد .. لقد حصلت اتصالات في هذا الاتجاه» من دون أن يؤكد إذا كان العميد طلاس متواجداً حالياً في باريس أم لا.
وفي نيويورك، تواصلت المشاورات في مجلس الأمن حول مسودة قرار بريطاني وزعت على الدول الأعضاء تتضمن دعوة السلطات السورية إلى وقف حملتها الأمنية خلال عشرة أيام، وإلا فرضت عقوبات اقتصادية وعسكرية. ويتواجه مشروع القرار البريطاني مع أخر روسي يتضمن التمديد للبعثة الدولية دون التهديد بعقوبات أو الإشارة إلى الفصل السابع.
وقلل ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن من أهمية تهديد روسيا باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار البريطاني في حال طرحه على التصويت. وقال لـ»الحياة» إن «موسكو تصعد موقفها قبل الدخول الى قاعة المفاوضات على مشروع القرار». وأضاف «لم يقترح أحد، لا بريطانيا ولا سواها، طرح مشروع القرار على التصويت الخميس والموقف الروسي تهويلي ويمكن استيعابه بالدعوة الى التفاوض حول مشروع القرار والبدء أولاً بتحديد الفقرات المتفق عليها». وقال إن مجلس الأمن كان اتفق مسبقاً، قبل توزيع مشروعي القرارين الروسي والبريطاني، على عقد جلسة التصويت على تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية (أنسميس) الأربعاء المقبل. وأكد أن «أياً من أعضاء مجلس الأمن لم يقترح تغيير موعد التصويت أو تقريبه الى الأسبوع الحالي، والموقف الروسي هو تكتيك تفاوضي».
وتوقع الديبلوماسي الغربي أن تمتد مناقشات المجلس الأمن حول مشروعي القرارين الروسي والبريطاني إلى الأسبوع المقبل، علما ان ولاية الشهور الثلاثة لبعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية – تنتهي في ٢٠ الشهر الحالي.
وعما إذا كان للدول الغربية «خطوط حمر» أيضاً لا تقبل بتجاوزها في مشروع القرار، قال الديبلوماسي «لن أسميها خطوطاً حمراً بل هي أسس حددها المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان في كلمته الى مجلس الأمن عندما طلب فرض تبعات في حال عدم التقيد وممارسة ضغط على الأطراف لتتقيد بخطته وقراري مجلس الأمن ٢٠٤٢ و٢٠٤٣ والبيان الختامي لمجموعة العمل من أجل سورية، ونحن متمسكون بتضمين قرار مجلس الأمن ما يترجم طلب أنان».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف صرح بان بلاده ترفض مشروع القرار الغربي وستستخدم حق الفيتو لمنع صدوره في حال احيل الى التصويت.
وقال غاتيلوف، بحسب ما نقلت عنه وكالة «انترفاكس» للانباء انه «إذا قرروا هذا الامر (احالة المشروع على التصويت الخميس) مع علمهم بان هذا النص مرفوض بالنسبة الينا، عندها لن ندعه يمر». وأضاف أن «مشروع القرار بمجمله غير متوازن» فهو يفرض «موجبات» على الحكومة السورية وحدها وبالتالي فهو «مرفوض» بالنسبة لروسيا.
800 عسكري سوري استقروا في الأردن بينهم 79 ضابطاً
عمان – تامر الصمادي
شهد الأردن خلال الأسابيع القليلة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد العمداء والضباط والجنود المنشقين عن الجيش السوري، الذين لجأوا إلى المملكة هرباً من أعمال القتل التي تشهدها بلادهم.
ووسط حالة التكتم الرسمي على التفاصيل المتعلقة بأعداد الجنود وكبار الضباط المنشقين الذين وصلوا الأردن على مراحل عدة، أكدت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة» ارتفاع أعداد هؤلاء إلى أكثر من 800 شخص، من بينهم 4 من العمداء والأركان، و20 منشقاً من العقداء، و45 ضابطاً كبيراً، و10 طيارين.
ويخضع المنشقون للإقامة الجبرية داخل أحد المعسكرات التي تقيمها السلطات المحلية في مدينة المفرق الشمالية، والتي تبعد بضعة كيلو مترات فقط عن الحدود السورية.
الضابط المنشق عن النظام السوري، والمدير السابق لمكتب رئيس قسم العمليات الخاصة بإدارة المخابرات الجوية السورية آفاق أحمد، وهو أحد الذين لجأوا إلى الأردن، قال في تصريحات إلى «الحياة» «إن ما يقرب من 8 آلاف جندي وضابط وضابط صف لجأوا إلى المملكة منذ بداية الاحتجاجات في سورية، بعد أن أعلنوا انشقاقهم ونفذت ذخيرتهم أثناء قتالهم للقوات الموالية لنظام بشار الأسد».
لكنه أكد أن جميع هؤلاء «عادوا إلى الأراضي السورية بعد أن توافرت لهم الظروف المناسبة، واختيارهم العودة إلى بلادهم ترتب عليه عدم العودة إلى الأردن مرة أخرى، وفق ما أكدته لهم الجهات الرسمية الأردنية».
وقال آفاق «إن العدد المتبقي من الجنود والرتب التي أعلنت انشقاقها ودخلت الأردن على فترات متباعدة يتجاوز 800 عنصر، بعد أن كانت هذه الأعداد لا تتجاوز العشرات في وقت سابق».
وتحدث عدد من الضباط والجنود المنشقين إلى «الحياة» عن ظروف صعبة يعيشونها في الأردن، بسبب إخضاعهم للإقامة الجبرية.
وداخل غرفة صغيرة في المعسكر الذي يضم المئات من المنشقين على الحدود الأردنية السورية، يقضي ثمانية من كبار الضباط يومهم متتبعين الأخبار عن الأوضاع في سورية من خلال الصحف التي يشترونها على نفقتهم الخاصة من دكان المعسكر، ومتابعتهم المحطات الفضائية .
حظر على المعسكر
وبالرغم من الحظر المفروض على ذلك المعسكر المقام على مساحة واسعة من الصحراء الشمالية الأردنية، فقد تمكنا من التحدث إلى هؤلاء عن طريق سكايب وبعض الهواتف التي كانت بحوزتهم.
أحد الضباط المنشقين – أشار إلى أن خدمته العسكرية كانت في محافظة درعا – قال «قدمت إلى الأردن بعد أن أعلنت انشقاقي ونفذت ذخيرتي». وأضاف «لم يدر في خلدي أن أصبح سجيناً بين أربعة جدران، فهذه هي حال الكثير ممن أعلنوا انشقاقهم عن النظام السوري ولجأوا إلى الأردن».
ويشكو هذا الضابط الذي فضل عدم الكشف عن هويته، من قرار أصدرته السلطات الأردنية يمنع المنشقين من مغادرة المعسكر حتى مع وجود كفالات، كما هي الحال بالنسبة لبقية اللاجئين السوريين. كما يشكو من القرار المتعلق بالفصل بين المنشق وعائلته، التي تعيش في أماكن مخصصة للاجئين خارج المعسكر.
ويقول «يحتاج المنشقون هنا إلى موافقات أمنية حتى يتمكنوا من لقاء أُسَرهم خارج المعسكر، لكنها لا تتم إلا بعد شهرين من تقديم الطلب».
وللضابط المنشق عن الشرطة المدنية، في منطقة بابا عمرو بمحافظة حمص محمد الحمصي قصة مماثلة، فمنذ 4 أشهر وهذا الضابط يعيش في غرفة صغيرة بداخلها 7 أسرة، ينام عليها وعدد من رفاقه.
بدأت رحلة الانشقاق مع الحمصي كما يقول، حينما عاد إلى منزله في بابا عمرو فلم يجد سوى الأنقاض بعد أن طالته قذائف زملائه في الجيش، مما أدى إلى مقتل أربعة من أفراد عائلته.
يقول «قتلت قذائف الجيش أحد أشقائي و3 من أبناء عمي». وأضاف «أرغمت على تهريب زوجتي وأطفالي إلى الأردن تحت جنح الظلام، وعندما دخلنا مدينة المفرق قامت وحدات الجيش بنقلي إلى معسكر المنشقين ونقل عائلتي إلى مساكن أخرى خصصت للاجئين المدنيين».
ويوضح «أن إدارة المعسكر تسمح لعائلات المنشقين بزيارتهم 3 مرات في الأسبوع، لكن مقابلة المنشق لعائلته تتم ضمن إجراءات مشددة، وعن بعد».
مشاهد لا تنسى
ويروي الحمصي أحد المشاهد الصادمة التي لا تفارق مخيلته حينما كان في الخدمة، ويقول «أذكر ذلك اليوم جيداً، عندما أقدم أفراد من الجيش على قتل أحد الجرحى داخل المشفى العسكري بمنطقة الوعر بدم بارد، في تلك اللحظة قام أحدهم بثقب رأسه من خلال المثقب الكهربائي».
ويشكو أحد الضباط المنشقين عن الأمن العسكري في محافظة اللاذقية، ويدعى معاذ الأطرش – كما عرَف عن نفسه – من افتقار بعض الكرفانات داخل المعسكر للفرش والوسائد.
ويقول: «العديد من المنشقين لا يجدون سوى الأرض المكشوفة ينامون عليها، بسبب اكتظاظ المعسكر ونقص الأسرة والفرش».
ويؤكد أن «القائمين على المعسكر كانوا يقدمون لنا مياه الشرب بالمجان، لكننا اليوم نقوم بشرائها على نفقتنا الخاصة».
لا مساعدات للعسكريين
ويوضح «أن القرارات المتعلقة بالعسكريين المنشقين، تمنع تسجيل أسمائهم في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، مما يحرمهم المساعدات التي تقدمها المفوضية».
ويضيف: «نحصل على وجبات الطعام التي يؤمنها المعسكر، وعلى بضعة دنانير من أهل الخير والجمعيات الأهلية التي تعنى بتقديم الخدمات للاجئين». ويؤكد الأطرش «أن مشاهد القتل المنتشرة في كل المدن السورية، جعلتني أراجع حساباتي وأنحاز إلى أبناء شعبي الذين يسبحون في حمامات الدم».
وقال زايد حماد، رئيس «جمعية الكتاب والسنة» التي تقدم خدمات إغاثة لنحو 50 ألف لاجئ سوري في المملكة، «إن عدد السوريين الذين ينزحون إلى الأردن شهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام الماضية، إذ بات ينزح يومياً ما بين 500 إلى ألف شخص». وأضاف «نقدم مساعدات متواصلة وعاجلة لآلاف السوريين، ومن بينهم المنشقون العسكريون، من خلال التنسيق مع الجهات الرسمية المسؤولة عن أوضاعهم».
وأكد «أن كلفة المساعدات النقدية والعينية التي وزعتها الجمعية منذ بداية الأزمة على حوالى 50 ألف لاجئ سوري في الأردن بلغت 10 ملايين دولار».
ويقول مصدر حكومي رفيع المستوى لـ«الحياة»، إن الأردن يتعامل مع الجنود السوريين المنشقين «بنوع من الحساسية».
ويقر المصدر بوجود نوع من «التشدد» في آلية التعامل مع المنشقين الفارين للأردن، «حرصاً على سلامتهم».
ويقول «نخشى من أي محاولات اغتيال قد يتعرض لها المنشقون داخل الأردن، أي عملية اغتيال على الأرض الأردنية سيكون لها دلالات كبيرة».
وفي ما يتعلق بنقص المساعدات المقدمة لهم، يؤكد المصدر «أن الحكومة تتحمل كلفة كبيرة بسبب وجود السوريين في المملكة، ونحن بحاجة إلى مساعدات دولية طارئة».
وتشير آخر إحصائية رسمية للاجئين السوريين في الأردن إلى وجود 140 ألف لاجئ حتى نهاية الشهر الماضي، لكن قائمين على العمل الإغاثي يتحدثون عن أرقام أكبر.
التصعيد السوري يُسابق خطة نشر الجيش
سليمان في الأليزيه يحذر من تمدد الحريق
استعدادات لانتشار أكثر من 7 آلاف جندي في 52 نقطة
لقاء للسنيورة وجعجع تركز على التنسيق بين 14 آذار
وسط تحركين ديبلوماسيين بارزين يتصلان بالوضع في لبنان، تمثل أولهما في لقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس، وثانيهما في زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليم بيرنز لبيروت، أثارت جولة جديدة من التصعيد السوري للاعتداءات على الحدود اللبنانية – السورية الشمالية والشرقية مزيدا من المخاوف على المنطقة الحدودية وامتداداتها في ظل تمادي هذه الاستباحة من دون أي رادع.
واتخذ هذا التصعيد أبعادا شديدة الخطورة مع توسيع رقعة البلدات والقرى اللبنانية التي استهدفت بقصف مدفعي وصاروخي سوري أوقع ستة جرحى بينهم أربعة أطفال، إذ تحول المحور الشمالي من الحدود طوال ليل الاربعاء – الخميس جبهة مشتعلة بزخات من قذائف الهاون والرشقات النارية الثقيلة. كما انهمرت قذائف الهاون مع ساعات الفجر على مناطق في عمق عكار للمرة الاولى وطاولت قرى كالدوسة والكواشرة وطريق الكويخات – البيرة وتجاوز عددها السبعين. وأثارت هذه الاعتداءات موجة ذعر واسعة بين الاهالي تسببت بنزوح كثيف عن المنطقة، وعلمت “النهار” ان النزوح لم يعد يقتصر على البلدات الحدودية بل بدأ يتسع الى بلدات وقرى في معظم انحاء عكار.
ولعل الاخطر في التصعيد السوري انه تزامن مع استعدادات جارية لنشر الجيش اللبناني على الحدود مما أثار تساؤلات وشكوكا في اوساط معنية عن مغزى هذا التصعيد وأهدافه.
وعلمت “النهار” في هذا السياق أن عملية انتشار الجيش ستبدأ في الساعات الـ48 المقبلة وعلى مراحل، وفقا للخطة التي أعدتها قيادة الجيش والتي يتوقع أن يستمر تنفيذها لاستكمال عملية الانتشار زهاء عشرة أيام. ويشارك في عملية الانتشار ما يزيد على سبعة آلاف جندي من ألوية وأفواج عدة، على ان يشمل تمركز الجيش زهاء 52 نقطة على طول الحدود من العريضة الى النبي بري حيث الحدود الفاصلة بين عكار وبيت جعفر في البقاع على امتداد اكثر من مئة كيلومتر.
واسترعى الانتباه في سياق الوضع الميداني على الحدود ان الجانب السوري شرع أمس في رفع سواتر ترابية من نقطة الدبوسية الحدودية وصولا الى العريضة. كما ان القصف السوري طاول بلدة طفيل اللبنانية في شرق بعلبك.
سليمان وهولاند
على صعيد آخر، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء أمس انه أكد لنظيره اللبناني ميشال سليمان “دعم فرنسا الكامل” للبنان في هذه “المرحلة الصعبة”. وقال للصحافيين في باحة قصر الاليزيه في ختام لقاء وعشاء عمل مع الرئيس سليمان: “أكدت له دعم فرنسا الكامل في هذه المرحلة الصعبة نظرا الى ما يحدث في سوريا”. وأضاف: “نقدم دعمنا الكامل للتحرك الذي يقوم به مع الحكومة (اللبنانية) من أجل وحدة لبنان وسلامة أراضيه وتطوره”، مشيرا الى أن وجود القوة الدولية في الجنوب التي تشارك فيها فرنسا “يمثل بالنسبة الينا وسيلة كي نثبت للبنان هذا الدعم”.
وافاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان الرئيسين عقدا خلوة استمرت 45 دقيقة بدل 15 دقيقة كانت مقررة، الامر الذي عكس اجواء الارتياح بينهما. وقال الرئيس سليمان لدى خروجه من الاليزيه ان هولاند “كان مطلعا على كل المواضيع التي ناقشناها، الاقليمية منها والثنائية، موضحا ان الرئيس الفرنسي “طمأنه في ما يتعلق باستمرار الدور الفرنسي في اليونيفيل والتزام فرنسا حيالها”.
واضاف: “ان الوضع في لبنان ليس كما يشيع البعض على ابواب حرب اهلية”، مؤكداً ان الاحداث التي تحصل “هي تحت السيطرة”. لكنه حذر من ان “الحريق في سوريا سيصل الى لبنان اذا استمر الوضع على حاله”.
ودعا الافرقاء اللبنانيين الى “تخفيف اللهجة الاتهامية والتخوينية في شأن الوضع في سوريا”. وأكد ان “النأي بالنفس هو موقفنا وهو لمصلحة لبنان. وقلنا للفرنسيين اننا ضد اي عملية عسكرية في سوريا لانها ليست لمصلحة الديموقراطية”. وعن الاحداث في عكار قال: “نحن ندين هذه الاحداث ونعالجها”. ورأى انه “لا يحق لسوريا ان يدخل جيشها لبنان ما دام في لبنان سلطة وجيش”. واعلن انه دعا الرئيس الفرنسي لزيارة لبنان ونقل عن هولاند استعداده للقيام بهذه الزيارة.
بيرنز
في غضون، ذلك بدأ مساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليم بيرنز زيارة سريعة لبيروت تستمر 24 ساعة. و استهلها بلقاء رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في السرايا مساء امس في حضور السفيرة الاميركية مورا كونيللي. وتناول اللقاء التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة. وعلى رغم الكتمان الذي احيطت به المحادثات، علمت “النهار” ان المسؤول الاميركي شدد على ضرورة تجنب لبنان انعكاسات الازمة السورية على استقراره، مؤكدا دعم بلاده القوي لنشر الجيش على الحدود اللبنانية – السورية بما يعنيه ايضا من تطبيق لمندرجات القرارين 1701 و1559. وكرر دعم بلاده للجيش واستعدادها الدائم لمده بالمساعدات. كما تناول اللقاء موضوع الالتزامات اللبنانية في القطاع المصرفي. واثنى بيرنز على التزام الحكومة تمويل المحكمة الخاصة بلبنان. ويتوقع ان يستكمل بيرنز لقاءاته اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم مع رئيس الجمهورية فور عودته من باريس.
ميقاتي وبري
وكان ميقاتي كرر رده في جلسة مجلس الوزراء العادية أمس على ما وصفه “بحملات الانتقاد والتجريح والتشكيك”، فحمل على “السياسات الضيقة التي يغلفونها بشعارات يحاولون من خلالها دغدغة عواطف اللبنانيين غير آبهين بما تسببه من انعكاسات سلبية وتداعيات”.
وعلمت “النهار” ان الرئيس ميقاتي اجرى اتصالا برئيس مجلس النواب نبيه بري واطلعه على اجواء جلسات الحكومة. واشاد بري بعمل الحكومة قائلا “هكذا يكون العمل”. وقال لـ”النهار” ان “الحكومة تسير وفق الخطة التي رسمت لها وثمة ارتياح مشترك الى اقرار الموازنة في مجلس الوزراء وان عمل الحكومة جيد وخصوصا في الآونة الاخيرة والامور تتجه الى الامام بوتيرة جيدة ويبقى المهم الا تتراجع”.
السنيورة وجعجع
في المقابل، علمت “النهار” ان لقاء جمع أمس رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اكتسب دلالة مهمة، على صعيد التنسيق بين مكونات قوى 14 آذار ومعالجة بعض الامور التي طرأت في الآونة الاخيرة.
وقد استمر اللقاء ساعات بحث خلالها السنيورة وجعجع في كل التطورات التي حصلت منذ جلسة مجلس النواب الاخيرة التي نشأت عنها مشكلة مقاطعة كتل نيابية في المعارضة و”تكتل التغيير والاصلاح” للجلسة على خلفية قانون تثبيت المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان. وفهم ان اللقاء تناول تنسيق المواقف للمرحلة المقبلة وان البحث اتسم بتطابق تام في وجهات النظر انطلاقا من التعقيدات التي تشهدها المرحلة الحالية. كما تطرق البحث الى الوضع الامني وملف محاولات الاغتيال وموضوع “الداتا”، وملفات اخرى بما فيها العلاقة بين مكونات 14 آذار.
أكثر من مئة قتيل في مجزرة بريف حماه
الدول الكبرى تخفق في التوصل إلى اتفاق
نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات
مع استمرار الخلافات على اشدها بين الغرب وروسيا في شأن مشروع قرار جديد عن سوريا في مجلس الامن، تحدث ناشطون سوريون عن مقتل أكثر من مئة شخص في مجزرة ارتكبتها القوات السورية النظامية في قرية التريمسة بريف حماه.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له عبر الهاتف: “هناك أنباء عن سقوط أكثر من مئة شهيد في التريمسة وقد وثقنا حتى اللحظة اسماء 30 شهيداً”.
وكان المرصد أفاد في بيان سابق ان “بلدة التريمسة تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية التي حاولت السيطرة على المنطقة، مستخدمة الدبابات والطائرات الحوامة”. واشار لاحقاً الى ان القوات النظامية اقتحمت البلدة.
إلى ذلك، قالت “الهيئة العامة للثورة السورية” ان 122 شخصا قتلوا في مجزرة التريمسة بعدما اقتحمتها القوات النظامية.
لكن ناشطين آخرين افادوا ان عدد القتلى هو اكثر من 220 شخصا، وان معظم هؤلاء من النازحين من قرية الخنيزرة واضافوا ان هناك 150 جثة في مسجد التريمسة الى جثث اخرى في المنازل والاراضي الزراعية.
وبثت قناة “العربية” السعودية نقلا عن معارضين ان معظم الضحايا قضوا ذبحا بالسكاكين وان القوات النظامية اقتحمت القرية من سبعة محاور. واشارت الى ان عددا من افراد “الجيش السوري الحر” قتلوا وهم يحاولون الدفاع عن القرية.
لكن التلفزيون السوري بث ان “مجموعات ارهابية مسلحة اطلقت النار عشوائياً على المواطنين في التريمسة”. بينما افادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “الجهات الامنية المختصة “اشتبكت مع “مجموعة ارهابية مسلحة” في التريمسة “بعد مناشدات من الاهالي” واعتقلت عدداً من افرادها.
وفي تطور آخر، اعلن ناشطون ان القوات النظامية قصفت للمرة الاولى حي كفرسوسة في دمشق بقذائف الهاون. ص 11
في غضون ذلك صرح السفير السوري لدى العراق نواف الشيخ فارس الذي انشق عن النظام وانتقل من بغداد الى قطر، في مقابلة مع قناة “الجزيرة الفضائية القطرية، بأنه لا يمكن اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد الا باستخدام القوة. وأعلنت الحكومة السورية اقالة فارس.
مجلس الامن
وفي نيويوك بدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن أمس أبعد ما تكون عن التوصل الى صيغة وسط للتعامل مع الأزمة السورية، إذ أعلن نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة ألكسندر بانكين أن بلاده ترفض اصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية كما هو مشروع القرار الأوروبي، بينما قال المندوب الفرنسي الدائم جيرار آرو أن بلاده لن تسمح بقرار من دون التلويح بعقوبات.
وعقد أعضاء مجلس الأمن بعد ظهر أمس بتوقيت نيويورك (منتصف الليل بتوقيت بيروت) جلسة مغلقة على مستوى المندوبين الدائمين بعد جلسة صباحية على مستوى الخبراء، في محاولة للحد من الخلافات العميقة بينهم على مشروعي القرار، الروسي الذي يمدد بصورة اجرائية 90 يوماً مهمة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا “أنسميس” بعد انتهاء تفويضها الراهن في 20 تموز الجاري، والأوروبي الذي يمدد هذه المهمة 45 يوماً تحت الفصل السابع، على أن يتخذ مجلس الأمن اجراءات عقابية بعد عشرة أيام في حال عدم استجابة الحكومة السورية وأطراف المعارضة لموجبات النقاط الست في خطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان والمبادىء والتوجيهات العامة لمؤتمر جنيف لمجموعة العمل حول سوريا.
وكانت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أعلنت أن الولايات المتحدة تدعم فقط مشروعاً تحت الفصل السابع، محذرة من أنها لا تضمن تجديد مهمة “أنسميس” اذا لم يكن المشروع المقترح وفقاً لذلك.
وقال بانكين في مستهل المفاوضات أن الفصل السابع “خط أحمر” بالنسبة الى بلاده، مجددا التلويح باستخدام حق النقض في حال عرض مشروع القرار الأوروبي بصيغته الراهنة على التصويت. ووافقه المندوب الصيني لي باودونغ بأن بيجينغ “لديها مشكلة مع ذلك أيضاً. نحن ندعم تجديد المهمة كما طلب كوفي أنان”.
وقبل دخوله الجلسة، قال آرو أن لديه “خطاً أحمر” أيضاً، في إشارة الى أن بلاده لن تقبل بقرار من دون الفصل السابع.
وعبر ديبلوماسي غربي عن “خوف على مستقبل مهمة الأمم المتحدة والمساعي الديبلوماسية لأنان في حال اخفاق الدول الكبرى في الإتفاق على صيغة تسوية بين مشروعي القرارين الروسي والأوروبي”. وحذر من أن “ذلك ستكون له عواقب وخيمة على سوريا التي تستعر النيران فيها، وعلى المنطقة بمجملها”.
واشنطن
وفي واشنطن، رأى الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني ان ادعاء الحكومة السورية أنها طردت سفيرها في العراق نواف فارس، عوض الاعتراف بأنه انشق عنها “هو مؤشر آخر لليأس الذي يحيط بنظام الاسد”. واضاف “يوميا نرى المزيد من الأدلة على ان الاسد يفقد السيطرة وأن الذين يحيطون به من دائرته المقربة ومن الدائرة الاوسع في القيادات العسكرية والحكومية قد بدأوا بتقويم فرص الاسد للبقاء في السلطة، ونأمل في ان يبدأوا بتقويم تركة الاسد الوحشية، وأن يختاروا التخلي عنه لمصلحة الشعب السوري”.
الشعب يؤيد أردوغان ويعارض سياساته السورية
هل لإسرائيل دور في سقوط الطائرة التركية؟
محمد نور الدين
التطور الجديد في قضية سقوط الطائرة التركية من جانب سوريا، والمتمثل في بيان رئاسة الأركان التركية، من أن الطائرة قد تكون سقطت جراء خلل تقني ولم تسقط من جانب سوريا، خلطت الأوراق من جديد، وأحدثت صدمة عالية في وسائل الإعلام التركية التي عاشت على وقع الاتهام التركي لدمشق، ليس بإسقاط الطائرة فحسب بل في الأجواء الدولية.
من جهة أخرى، نشر «معهد الفكر الاستراتيجي» في أنقرة استطلاعا جاء فيه أن 33 في المئة فقط يؤيدون سياسة أردوغان تجاه سوريا، فيما يعارضها حوالي 49 في المئة، فيما بقي أردوغان وحزبه في طليعة الأحزاب بحدود 50 في المئة، مقابل 25 لحزب الشعب الجمهوري. وهو ما دفع البعض الى القول ان الشعب يؤيد أردوغان، ولا يؤيد سياساته.
ويمس بيان رئاسة الأركان بمصداقية الرواية السورية التي اعترفت بإسقاط الطائرة، لكن في الأجواء السورية. وبيان رئاسة الأركان عرف إضافة مفردة واحدة جديدة ويتيمة إلى البيانات السابقة وهي «الزعم» بإسقاط سوريا للطائرة، فيما كانت البيانات السابقة تخلو من هذا الشك وتحسم بإسقاط دمشق للطائرة. وكانت جميع البيانات السابقة لرئاسة الأركان تتضمن عبارة «الطائرة التي أسقطتها سوريا في الأجواء الدولية».
ومع أن رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان صرّح قبل يومين أن سوريا أسقطت الطائرة لكن لم يعرف بعد ما إذا كان ذلك بصاروخ أو بمدفعية مضادة للطائرات، قال وزير الدفاع عصمت يلماز ورئيس الدائرة الإعلامية في رئاسة الأركان باقي قاوون انه ليس هناك من دلائل بعد على أن الطائرة أسقطت بصاروخ.
وفي هذا الإطار لمّحت صحيفة «زمان» إلى وجود احتمال، ولو ضعيفاً، أن لإسرائيل علاقة بسقوط الطائرة. وذكرت أن بيان رئاسة الأركان يعطي احتمالا قويا إلى أن الطائرة قد لا تكون أسقطت بصاروخ أو قذيفة مدفعية، بل ربما تكون تعرضت لخلل تقني أدى إلى انخفاضها بسرعة ومن ثم سقوطها.
وأضافت أن احتمالا ولو ضعيفا يمكن أن يكون وراء تحطمها، وهو حدوث خلل في النظام الالكتروني للطائرة، وهي من النوع الذي قامت إسرائيل بتحديث نظامه.
في هذا الوقت، تواصل السجال بين أردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو حيث اعتبر أردوغان أن الرئيس السوري «بشار الأسد لا يشعر بالحاجة ليتحدث عن الطائرة التركية التي أسقطت. ذلك أن كمال كيليتشدار اوغلو يتحدث كفاية بدلا منه. إنهما يتبادلان التمريرات بصورة ممتازة وفي اللحظة الحاسمة». وأضاف «أقول لكل الذين يحملون على تركيا في الداخل، وفي العالم، إن الطائرة سقطت على بعد 13 ميلا من سوريا، وفي الأجواء الدولية، ومن دون أي إنذار وهو عمل عدائي بالكامل».
ورد عليه كيليتشدار اوغلو بالقول إن أردوغان يلعب منعزلا في المنطقة. وأضاف «لقد دعونا أردوغان منذ اللحظة الأولى للأزمة في سوريا إلى موقف متحفظ، والى أن تنظم تركيا مؤتمرا دوليا تشارك فيه روسيا وإيران والصين والأسد والمعارضين. لكن حزب العدالة والتنمية رفض الدعوة وبعد ذلك قامت روسيا بالدعوة نفسها. وتمت تلبية الدعوة وانعقد مؤتمر، ونحن نحزن لأن روسيا قامت بما كنا دعونا اليه. وعملت تركيا على إظهار انها دولة قادرة لكنها في التطبيق العملي لم تفعل شيئا. اليوم تركيا بلد يعمل منعزلا، ودولة صفّرت اعتبارها، ونحن نحزن لسقوط تركيا العظيمة في هذه الحال».
وانتقد كيليتشدار اوغلو وزير الخارجية احمد داود اوغلو، من دون أن يسميه. وقال «لقد كتبوا كتابا اسمه العمق الاستراتيجي لكنهم غرقوا في الساحات الاستراتيجية. وصفر مشكلات مع الجيران أصبحت صفر سياسة. وتركيا لا تستحق مثل هذه السياسة».
وأضاف ان «أردوغان يتهمنا بأننا نتبع سياسات غير وطنية. ونقول له انه هو الذي يقوم بدور الواجهة والأداة لسياسات القوى المهيمنة. ولو كان شجاعا لقام بما دعوناه إليه، الطلب من روسيا وبريطانيا وأميركا تقديم ما يملكونه من معلومات عن إسقاط الطائرة. ولو فعل هو أو وزير خارجيته ذلك لقلنا إنهم يتبعون سياسات وطنية».
معارضـون يشــككون بنيات انشـقاق السـفير السـوري
أثار إعلان السفير السوري لدى العراق نواف الشيخ الفارس، انشقاقه عن النظام ورغبته في الانضمام إلى «صفوف الثورة»، شكوك الناشطين المعارضين الذين يلمحون إلى سعي غربي لاختيار شخصيات تشكل فريقا انتقاليا مقبولا من النظام.
والفارس من المقربين من الأجهزة الأمنية السورية التي بدأ حياته المهنية فيها، قبل أن يعين محافظا ثم أول سفير لدمشق في بغداد بعد إعادة العلاقات الديبلوماسية بين سوريا والعراق في 16 أيلول العام 2008.
ولم يقنع انقلاب الفارس المعارضين على الأرض في سوريا. ويسأل شخص يقدم نفسه باسم خضر محمد، على موقع «يوتيوب» على الانترنت معلقا على إعلان الانشقاق، «أين كنت منذ سنة ونصف السنة؟ أم أن المبلغ لم يكن كافيا؟».
ويقول الناشط «الإعلامي» في حماه أبو غازي «الناس يشككون بالدوافع التي حملته على الانشقاق. لعل المجتمع الدولي والنظام اللذين يشعران ببوادر تغيير في الموقف الروسي، يسعيان إلى جمع شخصيات تشكل حكومة توافقية. وربما يندرج الانشقاق في هذا الإطار». ويضيف «نريد أن نعيش في ديموقراطية حقيقية وفي دولة قانون. وهذه لا يمكن بناؤها مع أشخاص أيديهم ملوثة بالدماء وكانوا لفترة طويلة شركاء للنظام».
ويلتقي مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن مع هذا الرأي، ويقول «أعرف أن هذا الرجل مجرم». ويضيف «القصة تشبه قصة مناف طلاس. إذا كان السفير انشق، فلأنه يسعى إلى السلطة، بينما تسعى أجهزة الاستخبارات الغربية إلى اختيار شخصيات يمكن استخدامها في المرحلة الانتقالية».
وعلى موقع «فيسبوك» نشر شخص قال انه من قرية الفارس على أكثر من صفحة «للتنسيقيات» السورية معلومات مفادها أن برجس، نجل نواف الفارس، «يأتي إلى السعودية ويشتري سيارات فارهة، يسجلها بلوحات سورية ويبيعها بثمن غال، وتغض الجمارك السورية النظر عنه» بسبب موقع والده. ويعلق أحد متصفحي الموقع «بكرا يسووه شريف وحر، وكان حامي البلد».
في المقابل، في منتدى قبيلة العقيدات، التي ينتمي إليها الفارس، على الانترنت، تؤكد نبذة عن السفير المنشق انه «رمز وقدوة ورفع اسم قبيلة العقيدات عاليا». ويشيد الموقع «بتواضعه وحبه للناس».
(ا ف ب)
موسكو تستقبل أنان وأردوغان قريباً: مشروع القرار الغربي حول سوريا لن يمر
هددت موسكو، صراحة امس، باستخدام حق النقض (الفيتو)، اذا طرحت دول غربية، تتقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا، مشروع قرار حول سوريا، يقع تحت الفصل السابع، للتصويت عليه في مجلس الأمن الدولي، مؤكدة رفضها القاطع لاي قرار قد يفتح الباب امام استخدام القوة العسكرية ضد دمشق.
وفي حين، نقلت «رويترز» عن «المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حماه» قوله «قتل أكثر من 200 شخص، غالبيتهم من المدنيين، في هجوم شنته القوات النظامية السورية على بلدة التريمسة بريف حماه»، نقلت وكالة «فرانس برس» عن رئيس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إعلانه «مقتل أكثر من مئة شخص في التريمسة، وقد وثقنا حتى اللحظة أسماء 30 شهيداً».
لكن وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلت عن مصدر في محافظة حماه قوله «إنه بعد مناشدات من الأهالي، اشتبكت الأجهزة المختصة مع مجموعة إرهابية مسلحة في بلدة التريمسة في ريف حماه، وأسفر الاشتباك عن إلحاق أضرار فادحة بصفوف المجموعة الإرهابية، واعتقال عدد من أفرادها، ومصادرة الأسلحة التي كانت بحوزة الإرهابيين». وتحدث التلفزيون السوري الرسمي عن قيام «المجموعات الإرهابية المسلحة بإطلاق النار عشوائياً على المواطنين» في التريمسة.
وذكر المرصد، في بيانات أخرى، «قتل 52 شخصا، بينهم 11 جنديا نظاميا وعدد من المسلحين، في قصف واشتباكات وكمائن في حلب وحمص وريف دمشق واللاذقية ودير الزور». وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان القوات السورية قتلت عددا من الإرهابيين الذين كانوا ينقلون السلاح والذخيرة في زورقين في بحيرة قطينة إلى القصير قرب حمص.
في هذا الوقت، أعلن النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة الكسندر بانكين أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي انان أكد لمجلس الأمن، أمس الأول، أنه سيتوجه إلى موسكو في الأسبوع المقبل ليلتقي القيادة الروسية.
وأعلن المكتب الصحافي للكرملين، في بيان أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي الأربعاء المقبل رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان، وسيبحثان تطور العلاقات الثنائية في المجالات المختلفة، ومن ضمنها التحضير للاجتماع الثالث لمجلس التعاون المقرر عقده الخريف المقبل في تركيا. كما سيتبادل الجانبان وجهات النظر حول المشاكل الحيوية الإقليمية والعالمية، ومن بينها الأوضاع في سوريا».
وعقد مندوبو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن مشاورات حول مشروع قرار غربي بشأن الأزمة في سوريا، في مفاوضات قد تتحول الى صراع قوة ديبلوماسي بين الولايات المتحــدة وروســيا. وأكد بانكين، في ختامه، أن أي قرار تحت الفصل السابع «خط احمر» ينبغي عدم تجاوزه. وشدد على رفض موسكو استخدام القوة العسكرية. وقال «يمكن التفاوض على كل شيء إلا هذا الأمر، انه خط احمر».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «إذا قرروا هذا الأمر (إحالة المشروع على التصويت)، مع علمهم بان هذا النص مرفوض بالنسبة إلينا، فعندها لن ندعه يمر». وأضاف إن «مشروع القرار بمجمله غير متوازن» فهو يفرض «موجبات» على الحكومة السورية وحدها وبالتالي فهو «مرفوض» بالنسبة لروسيا، كما أن إقراره «يمكن أن يؤدي إلى استخــدام القــوة ضد هذا البلد»، مؤكدا أن «روســيا ترفض استخدام القوة العسـكرية».
وأوضح أن «روسيا ترى ضرورة الاستفادة مما تضمنه البيان الصادر عن اجتماع جنيف حول سوريا»، مشيرا إلى أنه «من أجل ذلك يجب أن تتــعامل جميع الأطراف واللاعبين الخــارجيـين مع الحكومة السورية والمعارضة على نحو سواء». وأعــلن أن «إصرار بعض ممثلي المعــارضة السورية على إبعاد الرئيــس الســوري بشار الأسد من عملــية التفاوض يجعل التوصــل إلى حــوار سياسي في سوريا، أمرا أكثر صعوبة».
وطرحت الدول الغربية الكبرى في مجلس الأمن مشروع قرار ينص على انه في حال لم تلتزم السلطات السورية بمفاعيل القرار «في غضون الأيام العشرة» التي تلي صدوره فان مجلس الأمن «سيفرض فورا الإجراءات المنصوص عليها في المادة 41 من شرعة الأمم المتحدة» التي تنص على عقوبات ديبلوماسية واقتصادية. وهذه المادة المدرجة في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة تنص على عقوبات ديبلوماسية واقتصادية لفرض احترام القرار الصادر بموجــبها، لكــنها لا تجيز استخدام القوة كما تفــعل المادة 42، لكنه يأتي تحــت البند السابع.
ويطلب مشروع القرار من السلطات السورية وقف إرسال قوات عسكرية إلى المدن أو استخدام أسلحة ثقيلة فيــها، وذلك تنفيذا لبند وارد في خطــة المبعــوث الدولي الى سوريا كوفــي انان. ويتحتم على السلطات الســورية ايضا اعادة سحب هذه القوات والعتاد من المدن، واعادتها الى الثكنات.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في كمبوديا امس، ان «الولايات المتحدة مصممة على دعمه (انان) لان الخبرة التي اصبحت لدينا تشير الى ان نظام الاسد لن يقوم بأي امر من دون ضغوط إضافية».
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان عقب اجتماع بين نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والسفير السوري لدى سوريا رياض حداد، أن «موسكو تعتبر مواصلة عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا أمرا مهما». وأكد حداد «تمسك الحكومة السورية بخطة انان واستعدادها للحوار مع المعارضة السورية والمشاركة في حوار شامل لخدمة الشعب السوري ككل».
وأعلنت وزارة الخارجية السورية، في بيان، إقالة سفــيرها في العراق نواف الفارس الذي أعلن انشــقاقه، بينما أعلن وزير الخــارجية العراقي هوشيار زيباري ان الفارس اعلن انشقاقه وهو خارج العراق، ويتواجد حالــيا في قطر. وقال «هو رجــل لديه خلفية عسكرية وأمنية قوية»، مضيفا «فوجئنا بانشقاقه لأنه كان عضوا مواليا للنظام». (تفاصيل ص 15).
(«السفير»، «سانا»،
ا ف ب، ا ب، رويترز)
البيت الابيض: انشقاق سفير سوريا في بغداد مؤشر اضافي على يأس نظام الأسد
واشنطن- (ا ف ب): اعلن البيت الابيض الخميس أن انشقاق السفير السوري في بغداد نواف الشيخ فارس هو “مؤشر اضافي على يأس” نظام الرئيس بشار الأسد.
وبعد تأكيد المتحدث باسم الرئاسة الامريكية جاي كارني انشقاق نواف الفارس علق بالقول إن “رد فعل الحكومة السورية كان (لا يمكنك الاستقالة، انت مطرود)”.
واضاف ان هذا الانشقاق “مؤشر اضافي على يأس يدأ يحيط بنظام الاسد”.
وتابع كارني “كل يوم نرى مؤشرات اضافية الى ان الاسد بدأ يفقد سيطرته وان محيط الاسد بدأ يراجع فرصه في البقاء في السلطة، المقربون منه او السلطات الحكومية والعسكرية”.
واضاف ان عناصر آخرين في هذا المحيط “على ما نأمل سيبدأون بمراجعة ارث الاسد، ارثه من العنف، وسيختارون التخلي عنه لصالح الشعب السوري”.
واكدت سوريا الخميس اول انشقاق لأحد سفرائها حيث قالت الخارجية السورية في بيان ان نواف الفارس “أعفي من مهامه أصولا ولم يعد له اي علاقة بسفارتنا في بغداد او بوزارة الخارجية والمغتربين”.
وكان الفارس اعلن مساء الاربعاء انشقاقه عن نظام الاسد وانضمامه الى “صفوف الثورة”، داعيا العسكريين خصوصا الى ان يحذوا حذوه، بحسب شريط فيديو بثته قناة الجزيرة مساء الاربعاء.
وافادت بغداد ان الفارس موجود في قطر التي ساءت علاقاتها الى حد كبير مع نظام الاسد الذي يقمع حركة احتجاجات شعبية بشكل دموي منذ انطلاقها قبل 16 شهرا.
أمريكا تعتقد أن سوريا حركت جزءا من مخزونها الكيماوي
واشنطن- (رويترز): قالت صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة إن مسؤولين أمريكيين صرحوا بأن سوريا بدأت في نقل جزء من ترسانة اسلحتها الكيماوية الى خارج منشآت التخزين.
وذكر التقرير ان مخزون سوريا غير المعلن من غاز الاعصاب وغاز الخردل والسيانيد يثير قلق المسؤولين الامريكيين وحلفائهم في المنطقة منذ فترة طويلة.
وتراقب دول غربية أي مؤشر وسط الانتفاضة المندلعة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد منذ 16 شهرا على حدوث تغيير في مواقع تلك الاسلحة التي يعتقد انها تمثل أكبر مخزون من نوعه في العالم.
وانقسم المسؤولون الامريكيون حول تفسير نقل هذه الترسانة. وجاء في تقرير وول ستريت جورنال ان بعضهم يخشى ان يستخدم الاسد مثل هذه الاسلحة ضد مقاتلي المعارضة او المدنيين بينما قال آخرون انه ربما يكون يؤمنها حتى لا تقع في أيدي معارضيه.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية التي ترافق وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في جولتها التي شملت العاصمة الكمبودية فنومبينه “أوضحنا مرارا ان الحكومة السورية عليها مسؤولية تأمين مخزون الاسلحة الكيماوية”.
وأضافت “المجتمع الدولي سيحاسب اي مسؤولين سوريين يخفقون في الوفاء بهذا الالتزام”.
وذكر تقرير وول ستريت جورنال أن الحكومة السورية نفت تحرك مخزون الاسلحة الكيماوية.
وسوريا من بين ثماني دول منها مصر واسرائيل لم توقع على معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية لعام 1997 وهو ما يعني ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ليس لها سلطة التدخل.
وكان الاسد قد نفى من قبل امتلاك حكومته لاسلحة دمار شامل.
المعارضة السورية تطالب مجلس الأمن بقرار عاجل وحاسم بعد مجزرة ريف حماة
بيروت- (ا ف ب): طالبت المعارضة السورية مجلس الامن الدولي باصدار قرار “عاجل وحاسم” حيال نظام دمشق اثر المجزرة التي راح ضحيتها اكثر من 150 قتيلا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان في بلدة التريمسة في ريف حماة وسط سوريا.
كما حملت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا الموفد الدولي والعربي كوفي انان وكذلك ايران وسوريا حليفتي نظام الرئيس بشار الاسد مسؤولية المجزرة.
واعلن المجلس الوطني السوري أكبر ائتلاف للمعارضة في بيان ان “وقف الاجرام المنفلت الذي يهدد كيان سوريا والسلم والامن الاقليمي والدولي يحتاج لقرار عاجل وحاسم من مجلس الامن تحت الفصل السابع يحمي الشعب السوري”.
وينص الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة على تدابير قسرية في حال مخاطر تهدد السلام، تتراوح من فرض عقوبات اقتصادية الى استخدام القوة العسكرية.
وتابع البيان “اننا نحمل دول مجلس الامن الدولي المسؤولية الكاملة عن حماية السوريين العزل ووقف هذه الجرائم المخزية التي يشكل التساهل معها عارا على الانسانية جمعاء”.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية قصفت بلدة التريمسة في هجوم بالدبابات والمروحيات ما ادى الى مقتل اكثر من 150 شخصا.
واعلن الاخوان المسلمون في بيان “لا نعتبر الوحش بشار المسؤول وحده عن الجريمة المروعة .. بل ان المسؤول عن هذه المجزرة وعن سابقاتها هو كوفي انان والروس والايرانيون وكل دول العالم التي تدعي مسؤوليتها في حماية السلم والاستقرار العالميين ثم تلوذ بالصمت والمراوغة”.
وقالت الجماعة ان هذه المجزرة الاخيرة “ستنضم الى ما سبقها من مجازر العصر الكبرى” ذاكرة من بينها مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982 ومجزرة سريبرينيتسا عام 1982.
وحذر البيان من انه “سيكون بعد (مجزرة التريمسة) ما هو افظع واقسى ما دام ادعاء التحضر في العالم مصرين على الاستهانة بالدم السوري وترك هذا الوحش طليقا يقتل من ابناء سوريا من يشاء”.
اتصالات بين طلاس والمعارضة.. وامريكا تعتبر انشقاق فارس مؤشرا لاضعاف الاسد
قصف حكومي بقذائف المورتر على ريف دمشق للمرة الاولى
انقسام في مجلس الأمن بشأن العقوبات وروسيا تهدد بالفيتو
بيروت ـ دمشق ـ وكالات: طالب أول سفير ينشق عن الرئيس السوري بشار الأسد الجيش بأن يدير ‘فوهات مدافعه إلى صدور مجرمي هذا النظام’، واعتبر البيت الابيض الخميس ان انشقاق السفير السوري في بغداد نواف الشيخ فارس هو ‘مؤشر اضافي على يأس’ نظام الرئيس بشار الاسد، بينما اجتاحت القوات الحكومية ريف العاصمة السورية الخميس وبعدها تحرك مئات الجنود خلف الدبابات لمداهمة أحياء للمعارضة وطرد مقاتلين معارضين منها.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الامريكية جاي كارني ان هذا الانشقاق يثبت ان ‘محيط الاسد بدأ يراجع فرصه في البقاء في السلطة’.
وكان نواف فارس الذي تربطه علاقات وثيقة بأجهزة الأمن السورية سفير دمشق لدى العراق الذي يعد واحدا من أصدقاء سورية القليلين في المنطقة.
وأعطى انشقاق فارس دفعة قوية للانتفاضة المناهضة للأسد خاصة أن انشقاقه يأتي بعد أيام من انشقاق العميد مناف طلاس قائد أحد ألوية الحرس الجمهوري في الأسبوع الماضي.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس ان العميد مناف طلاس الذي انشق الاسبوع الماضي عن الجيش السوري اقام اتصالات بالمعارضة السورية.
وصرح فابيوس خلال لقاء مع جمعية الصحافة الدبلوماسية ‘انني علمت بان هناك تقاربا بين المعارضة والعميد (…) لقد حصلت اتصالات في هذا الاتجاه’ دون ان يؤكد اذا كان العميد طلاس موجودا حاليا في باريس ام لا.
ولم يدل طلاس وهو ابن العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع الأسبق بأي تصريح منذ فراره إلى باريس. ولكن فارس وضع بيانا مصورا على موقع فيسبوك الأربعاء كرر فيه قوله إن الحكومة تقتل المدنيين.
وقال ‘أعلن انضمامي من هذه اللحظة لصفوف ثورة الشعب في سورية وهو مكاني الطبيعي في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها سورية’. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن فارس موجود في قطر الآن.
وقال للصحافيين في باريس عن السفير السوري المنشق ‘هو رجل لديه خلفية عسكرية وأمنية قوية’. وأضاف قائلا ‘فوجئنا بانشقاقه لأنه كان عضوا مواليا للنظام’. وفي دمشق جاء في بيان مقتضب للحكومة السورية ‘تعلن وزارة الخارجية والمغتربين بأن نواف فارس قد اعفي من مهامه ولم يعد له اي علاقة بسفارتنا في بغداد او بوزارة الخارجية والمغتربين كما ستواصل سفارة الجمهورية العربية السورية عملها المعتاد’.
وجاء هذا الصدع الواضح في الجبهة الدبلوماسية للأسد مع تعثر المساعي الدبلوماسية الدولية من جراء الانقسامات بشأن ما هي الخطوات التالية التي يجب اتخاذها لمعالجة الأزمة السورية.
اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الخميس ان بلاده ترفض مشروع القرار الذي طرحته الدول الغربية الكبرى في مجلس الامن الدولي بشأن سورية وستستخدم حق الفيتو لمنع صدوره في حال احيل الى التصويت.
وقال غاتيلوف بحسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس للانباء ‘اذا قرروا هذا الامر (احالة المشروع على التصويت الخميس) مع علمهم بان هذا النص مرفوض بالنسبة الينا عندها لن ندعه يمر’.
ومن خلال دائرة تلفزيونية مغلقة أحاط عنان الوسيط الدولي المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي علما بنتائج جولته المكوكية هذا الاسبوع في دمشق وطهران وبغداد وهي ثلاث عواصم تشكل محورا شيعيا للسلطة في الشرق الأوسط.
وطلب عنان من مجلس الأمن يوم الأربعاء أن يوضح للحكومة والمعارضة في سورية أن عدم الالتزام بخطته لإنهاء الصراع الذي مضى عليه 16 شهرا ستكون له ‘عواقب واضحة’.
غير ان اعضاء مجلس الأمن اختلفوا اختلافا كبيرا بشأن ماهية تلك العواقب، إذ أصرت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا على انه يجب تهديد سورية بفرض عقوبات، بينما قالت روسيا إن العقوبات يجب أن تكون ‘الملجأ الأخير’.
وقال سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة مارك ليال غرانت ‘إنه (عنان) دعا أعضاء مجلس الأمن أن يطرحوا جانبا مصالحهم الوطنية وأن يمارسوا ضغوطا مشتركة ومتواصلة على الطرفين مع عواقب واضحة لعدم الالتزام’.
ووزعت بريطانيا بين أعضاء مجلس الامن يوم الأربعاء مشروع قرار لتمديد تفويض بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سورية 45 يوما ووضع خطة عنان للسلام المؤلفة من ست نقاط وإرشاداته لتشكيل حكومة انتقالية في سورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز للمجلس اتخاذ إجراءات تتراوح بين العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية والتدخل العسكري.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس ‘رأينا هو أنه يجب على هذا المجلس أن يضع هذه الخطة تحت الفصل السابع وأيضاح أنها ملزمة.’ واضافت قولها ان تمديد التفويض الحالي ‘لن يكون كافيا’.
ميدانيا قال نشطون ان قوات الامن السورية اطلقت قذائف مورتر على منطقة عند مشارف العاصمة السورية، وذكروا ان هذه هي أول مرة تتعرض فيها منطقة بدمشق للقصف خلال الانتفاضة المندلعة منذ 16 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وأظهر فيديو التقطه مؤيدو المعارضة دخانا كثيفا يتصاعد من وسط الاشجار والمباني. ولم ترد على الفور تقارير عن سقوط قتلى او جرحى.
في الوقت الذي تعرضت فيه بلدة التريمسة في محافظة حماة الخميس لحملة قصف عنيف مصدره قوات النظام، في حين سقط 38 قتيلا في اعمال عنف في مناطق مختلفة في سورية، بينهم سبعة اشخاص في التريمسة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ناشطون يتحدثون عن بطء وصول شحنات الاسلحة.. توقف مؤقت ام بسبب المخاوف التركية
في ريف حلب البيض والبطاطا بدلا من اللحم… والشبيحة والمحاضرون في الجامعة مسلحون
لندن ـ ‘القدس العربي’: في مقابلة اجرتها صحيفة ‘واشنطن بوست’ العام الماضي مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني سألته عن رأيه في الاصوات التي تقول انه لم يبق من عمر النظام سوى ايام او اشهر او سنة، فكانت اجابته ان لا احد يعرف ماذا سيحدث في سورية، فالنظام يبدو قويا مما يعني ان العنف سيستمر لمدة طويلة، ثم اضاف معلقا على من يتكهن حول حتمية السقوط قائلا ان الجميع يعرف انه عندما يتم استخدام العنف فلن تكون النهاية جيدة وبعدها يمكن لمن يريد التحدي القول انه سيسقط في يوم او اسبوع او ستة اشهر وما الى ذلك.
منذ تصريحات الملك الاردني لم يتوقف العنف، وحدثت مجازر ولم يعد السوريون يعدون القتلى بالعشرات بل بالمئات، فيما ظل النظام محتفظا بتماسك على الجبهة السياسية نتيجة للدعم الروسي له، ولم يحدث لجبهته اي تصدع سوى بعض الانشقاقات، ففي العام الماضي لم يهرب من جيش الاسد سوى الجنود والضباط الصغار، لكن الفترة الاخيرة اظهرت عمليات انشقاقات منتظمة من بينها ضباط من الرتب العليا، وتلقى النظام ضربته الاولى عندما انشق او خرج بمحض ارادته مناف طلاس الذي يحمل رتبة عميد الاسبوع الماضي. وجاءت الضربة الثانية يوم الاربعاء عندما اعلن سفير الاسد في بغداد نواف الفارس عن انشقاقه ووجه رسالة للجيش واعضاء حزب البعث والشعب للثورة على النظام، الفارس هو اكبر دبلوماسي ينشق عن النظام فمن تخلوا عنه في السابق كانوا موظفين من الدرجة الثانية او سفراء سابقين.
كل هذه الاحداث تزامنت مع فشل المعارضة اقناع روسيا بتغيير موقفها من النظام، فيما استمر كوفي عنان بمحاولاته، حيث يحمل مبادرته من عاصمة الى اخرى كي يبيعها، وادخل فيها ايران اللاعب الرئيسي مع روسيا في سورية. المعارضة لم تكن قادرة على اقناع روسيا التي ردت بارسال بوارج حربية الى ميناء طرطوس، وعنان لا يزال يحاول وينتظر قرار مجلس الامن الجديد. كل هذا لا يعني ان الوقت يلعب في صالح النظام ففي كل يوم يمر تزداد عزلته.
رئيس قبيلة
وعليه قرأ جوليان بورغر في صحيفة ‘الغارديان’ في انشقاق الفارس وهو ثاني مسؤول سني كبير على أنه اشارة على زيادة عزلة ‘النخبة’ الرئيسية العلوية التي يعتمد عليها الاسد في بقائه.
وقال ان الفارس مثل طلاس كان على علاقة وثيقة بعائلة الاسد والمؤسسة الامنية العلوية، ومن هنا فتخلي السنة عن النظام سيترك خلفه اقلية علوية مسلحة حتى الاسنان، ظهرها للجدار تعرف انها ستقاتل معركة حياة او موت على حد تعبيره.
ويضيف ان انشقاق فارس مهم لان الرجل قام بمهام عدة جعلته يحظى بثقة النظام الذي ارسله عام 2009 الى بغداد لكي يكون اول سفير لدمشق في بغداد بعد عقود من العلاقات المتوترة، ويضاف الى المواقع الهامة التي شغلها في حزب البعث فالفارس هو عميد قبيلة العقيدات (العكيدات) التي تمتد مضاربها على طول الحدود السورية ـ العراقية على جانب نهر الفرات.
ويرى مراقبون ان هذه القبيلة وغيرها من القبائل تحظى بقوة كبيرة ويعتمد عليها النظام في بقائه مما يعني ان انشقاق الفارس قد يكون اهم من خروج طلاس بسبب العامل القبلي.
وتوقع الكاتب ان يواجه النظام جبهة جديدة في الشرق خاصة ان الاكراد ظلوا حتى الآن يقفون على الحياد خوفا من مواجهة مصير ما حدث للشيعة في الجنوب العراقي عام 1991 عندما انتفضوا على نظام صدام حسين فارسل اليهم الحرس الجمهوري. ويضيف قائلا ان خروج الفارس على النظام يرفع من معنويات المعارضة التي عولت كثيرا على العائلات السنية المرتبطة بالنظام وان تحذو حذو طلاس. ويقول ان ما يمنع المسؤولين السنة من الانشقاق هو خوفهم على عائلاتهم، ولم يهرب طلاس الا بعد ان خرجت عائلته الى فرنسا ودبي. وتقول تقارير اخرى ان القيادات السنية في دمشق يتم التحقيق معها ومصادرة جوازات سفرها لمنعها من الخروج.
اين مناف؟
هذا حال السفير السوري الذي القى بيان انشقاقه فماذا عن مناف طلاس الذي لم يظهر للعيان حتى الآن. فبعد اسبوع لم يره احد ولم يحاول الاتصال بالمعارضة مما يطرح اسئلة حول نوايا ودوافع هروبه من سورية وذلك حسبما نقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ عن اعضاء بارزين في المعارضة. وادى عدم معرفة مكان اقامته الى تراجع آمال المعارضة التي بنت آمالا كبيرة حول الدور الممكن الذي يمكن ان يلعبه، اضافة الى ان الدوائر الغربية من واشنطن الى باريس اعتبرت خروجه بداية شرخ داخل النظام وانه ضربة قوية للاسد.
كل هذا فالغموض الذي يكتنف خروجه ومكان اقامته ادى الى انتشار الشائعات، فقد اكد وزير الخارجية الفرنسي معرفته بمكان وجوده، فيما اكد مسؤولون اتراك انه ليست لديهم معرفة بمكان اقامة طلاس، لكن مقربين من العائلة يقولون ان الجنرال سيصدر بيانا في الاسبوع المقبل.
وتقول الصحيفة ان الصحافيين منعوا من البقاء امام قصر شقيقته ناهد عجة مطلقة الثري السعودي اكرم عجة في باريس، وقال سكرتيرها انها ليست موجودة ولا يمكن الاتصال بها.
ومما اضاف الى الغموض ما تحدثت عنه قناة ‘برس تي في’ الايرانية من ان العماد مصطفى طلاس والد الجنرال قد شجب خروج ابنه في مقابلة مع قناة فرانس – 2 وهو وما نفته وقالت ان الوالد لم يظهر في اي من برامجها. ونقل عن بسمة قضماني قولها انها لا تعتقد انضمام الجنرال للمعارضة معبرة عن املها في اتخاذه قرارا حاسما خاصة انه خاطر بحياته بالانشقاق عن النظام. لكن اخرين لديهم تحليل مختلف عن تحليل المعارضة حيث اعتبروا خروجه عاديا، فقد نقلت الصحيفة عن محللة في كلية سانت انتوني ـ جامعة اوكسفورد، شارمين نارواني قولها ان وصف خروج طلاس بالانشقاق ما هو الا محض ‘دعاية اعلامية’، وانه خرج بمحض ارادته خاصة انه لم يعد فاعلا في النظام وهمشته المؤسسة بسبب نقده لها. وقالت ان النظام لم يحاول منع مناف من الخروج، فالى ماذا يشير هذا؟ واضافت انه قد يكون غادر سورية لكن لا يعني انه انضم للطرف الاخر.
مصاعب الارياف
بعيدا عن الانشقاقات فاخبار الثوار تراجعت في الصحافة الغربية نظرا لتأثرها بالمصاعب الاقتصادية وتراجع شحنات السلاح. ففي تقرير كتبه مارتن شولف لـ’الغارديان’ من دارة عزة في ريف حلب اشار فيه الى الازمة الاقتصادية التي اثرت على ابناء الارياف والمناطق التي تعاني من قمع وقصف الجيش السوري، ونقل التقرير معاناة اهلها حيث لا يجدون الوقود اللازم للطبخ، ويعتمدون على الاخشاب واغصان الاشجار، فيما لم يتلق معظم العاملين في الحكومة رواتبهم منذ العام الماضي ولا يستطيعون الحصول على الحاجيات الرئيسيةـ من زيت للطبخ فيما استعاض الناس عن اللحم بالبيض والبطاطا، وتعتمد السيارات القليلة التي تتحرك في القرية على البنزين المغشوش، لان سعر الوقود المهرب زاد عشرة اضعاف عن ما كان عليه قبل الثورة.
ويقول ان الوضع نفسه في ريف الشمال السوري فحصار البلدات والطرق الخطرة ادى الى توقف حركة التجارة، كما ان معظم القرى باتت مهجورة بعد ان رحل سكانها بسبب القصف ولم يبق فيها الا المقاتلون.
مقر القيادة
وفي مقر المقاتلين في دارة عزة، الذي كان قاعة للافراح التقى عدد من المقاتلين ومعظمهم طلاب في جامعة حلب، ويعتقدون انهم لن يعودوا اليها لان الجامعة ليست اهم من الثورة كما يقول محمود. ويقولون انهم لم يذهبوا للامتحانات لانهم يضحون بمستقبلهم الجامعي من اجل الثورة.
ويقولون ان بعض اساتذهم من الموالين للنظام يحملون السلاح، فيما يقف الشبيحة على بوابات الجامعة مع عملاء من الاستخبارات الجوية ويلتقطون من يعتقدون انه مع المتظاهرين واحيانا يطلبون من البنات اللحاق بهم ويأخذوهن الى اماكن مجهولة. ويقول مقاتل واسمه هيثم انهم القوا القبض عليه واطفأوا عقب سجائرهم في ذراعه ولم ينقذه منهم سوى الطالبات في الجامعة، وقد اظهرت صور على الهواتف النقالة طالبات الجامعة وهن يحاولن تخليص طالب من قبضة الشبيحة، وقد حدث هذا في شهر شباط (فبراير) مما ادى الى اعطاء دفعة للشباب في حربهم الاستنزافية ضد النظام، لكن الوضع في الجامعة لا يزال ملتهبا حيث يتواجد الامن والشبيحة في الجامعة مما ادى الى توقف الدراسة في بعض الكليات. ويقول المقاتلون ان نسبة 60 بالمئة من الطلاب والمحاضرين هم مع الثورة، لكن معظمهم ملتزم بالصمت الان ويضيف انه لو عاد الان الى الجامعة لالقى الحرس القبض عليه ليعذب او يقتل.
وبدلا من الذهاب الى الجامعة قرر الانضمام للجيش الحر حيث يعمل الان تحت امرة استاذ الفقه والشريعة ابو احمد الذي يقول ان الاسلام هو الطريق للخلاص من العدو المصمم والشرير. ويقول ان تهمة التشدد يستخدمها النظام كي يصف المقاتلين بالارهابيين ولكن المقاتلين على طول الطريق من ادلب ينفون وجود المتشددين بينهم. ولكن مقاتلي حلب يقولون انه في غياب السلاح والمواد الرئيسية فانهم قد يقبلون العون من اية جهة، واضافة الى ذلك قاموا بتطوير اساليبهم من خلال زرع القنابل المصنعة محليا في الطرق التي تمر عليها دبابات النظام.
متى سيصل السلاح؟
ويقول مراسل الصحيفة ان المناطق القريبة من تركيا تحولت الى خلية نحل من النشاطات سواء حركة اللاجئين الى تركيا او تهريب الاسلحة عبرها، ويشكو قادة من قلة السلاح المتوفر لديهم حيث يقولون انهم لا يحصلون الا على بندقية وكمية من الذخائر، كل هذا على الرغم من التقارير التي قالت ان اموال السعودية وقطر وفرت السلاح للمقاتلين.
وفي تقرير اعدته رولا خلف لـ ‘واشنطن بوست’ جاء فيه ان هناك بطئا في وصول الشحنات للمقاتلين.
ونقلت عن ناشطين قولهم ان الاسابيع الاخيرة شهدت بطئا في نقلها والذي يرون انه قد يكون مؤقتا او نابعا من مخاوف عسكرة الازمة. وهناك من يقول انه مرتبط بحظر تركيا مرور الاسلحة بعد قيام الجيش السوري باسقاط طائرة تركية الشهر الماضي. وقالوا ان لقاءات تعقد مع الجانب التركي لحل المشكلة. فيما قال ناشط اخر يعمل في فصيل تابع للجيش الحر ان تراجع نقل الاسلحة والدعم المالي يعود الى محاولات اعطاء الدبلوماسية فرصة وتوقع ان تقوم روسيا ايضا بخفض ارسال الاسلحة للاسد. وحتى الآن رفضت كل من قطر والسعودية تأكيد تسليحهما للمعارضة فيما نفت تركيا تعاونها في نقل الاسلحة لهم. وقامت السعودية بمنع اية نشاطات خارج الاطار الرسمي لجمع التبرعات لدعم الجهاد في سورية خشية ان تصل الاموال للجهاديين.
وكانت تقارير قد اقترحت ان زيادة كفاءة المقاتلين في الداخل لها علاقة بوصول اسلحة جديدة ونوعية لهم، ويخشى الان ان تضعف هذه الفاعلية بتراجع الدعم العسكري من الخارج. من جهة اخرى يؤكد المقاتلون ان الاسلحة التي وصلت اليهم قليلة ولا تكفي لتغطية مساحة من الكيلومترات القليلة ويعترفون ان احدا من الخارج ليس مستعدا لمساعدتهم ولهذا عليهم الاعتماد على انفسهم لقلب ميزان القوى.
بنوك لبنانية متهمة
في تقرير آخر قال روبرت فيسك ان مصارف لبنانية متهمة بتحولها الى خزينة لغسيل الاموال السورية وذلك حسب ما نقلته مصادر متعددة لصحيفة ‘وول ستريت جورنال’ الامريكية اضافة لناشطين معادين لايران، حيث اصبحت المصارف اللبنانية ومنها البنك المركزي اللبناني مراكز لايداع الاموال في حسابات سرية للجماعات ذات العلاقة مع ايران وحزب الله. ويقول ان هذا على الاقل ما تزعمه ‘الجماعة المتحدة ضد ايران النووية’.
واشار الى نفي رياض سلامة مدير المصرف المركزي اللبناني لكل هذه الاتهامات. ويناقش فيسك العلاقة المالية بين سورية ولبنان حيث يقول ان الجميع يعرف ان الايداعات السورية في لبنان قبل الثورة كانت تمثل نسبة كبيرة.
ويرى فيسك ان اتهامات امريكا للبنان ليست الا ايمانا بنظرية المؤامرة لمنع المصارف اللبنانية من التعامل مع البنوك الامريكية على الرغم من ان ثمانية مصارف لبنانية من الف مصرف مذكورة في القائمة الامريكية ذات الاستقرار المالي.
جماعة حقوقية: الاغتصاب والاعتداء سلاحان رئيسيان في الحرب السورية
واشنطن – من لورين فرنش: قالت جماعة حقوقية إن القوات الحكومية في سورية تستهدف النساء بالاغتصاب والاعتداء مع استمرار تصاعد الصراع بين الرئيس بشار الأسد وقوات المعارضة.
وقالت منظمة (نساء تحت الحصار) إنها وثقت 81 حالة اعتداء جنسي في سورية منذ بدء المظاهرات المناهضة للحكومة في اذار (مارس) 2011 وحدث أغلبها في معقل مقاتلي المعارضة بحمص التي كثيرا ما تستهدفها القوات الحكومية.
وقالت لورين وولف مديرة الجماعة إن من الواضح من التقارير التي تم جمعها عبر جماعات حقوق الإنسان التي ترصد الأوضاع هناك وأقوال الشهود ووسائل الإعلام أن السورية يتعرضن لاغتصاب جماعي أو الاعتداء كتكتيك حربي.
وقالت وولف لرويترز في مقابلة ‘من السهل التوصل الى نتيجة مفادها أن الأوضاع تدهورت حقا إلى حالة شبه حيوانية… إنهم يعاملون المرأة حقا بصورة لا آدمية. إنها ساحة معركة أخرى تدور فيها الحرب’.
واندلعت الانتفاضة السورية قبل نحو 16 شهرا في مدينة حمص وتحولت إلى أزمة تعم البلاد وأسفرت عن سقوط أكثر من 17 ألف قتيل طبقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا.
وتقول حكومة الأسد إنها تحارب ‘ارهابيين’ مدعومين من الخارج وإن أكثر من 2600 فرد من قوات الأمن قتلوا أيضا في أعمال العنف.
وقالت وولف إنه في حين لا يوجد دليل على أن الحكومة أمرت أفراد الشبيحة بالاعتداء على النساء أو اغتصابهن فإن نحو 67 في المئة من الحالات الموثقة نفذها أفراد من القوات الحكومية أو الشبيحة.
وتابعت أن هناك أدلة أيضا من التقارير على أن الضحايا المستهدفات هن من أقارب أعضاء في الجيش السوري الحر المعارض ومن المرجح أن يكون استهدافهن بهدف معاقبة مقاتلي المعارضة.
وقالت وولف ‘سمعنا تقارير عن جنود يدخلون منزلا أو قوات من الشبيحة تدخل منزلا وتبحث عن… رجل في الأسرة من المفترض ان يكون عضوا في قوات المعارضة ثم يغتصبون (أمامه) المرأة’.
وقالت وولف إنه لم ترد لجماعتها تقارير عن أعضاء من الجيش السوري الحر يهاجمون النساء لكن ليس بوسعها أن تؤكد أن مقاتلي المعارضة لم ينخرطوا هم أيضا في اعتداءات جنسية لأن الكثير من الهجمات لا يبلغ عنها.
ولم يتسن لواضعي التقرير التحقق من جهة مستقلة من أغلب الحالات أو إحصاء العدد الإجمالي للضحايا نظرا لأن التقارير تتحدث عن مهاجمة قرى دون تقديم السياق الذي تم فيه ذلك وعدد الضحايا.
وعلى الرغم من عدم القدرة على التوصل إلى أرقام بعينها قالت وولف إن نتائج الفريق ما زالت دقيقة على الأقل من ناحية سرد الوقائع بسبب تقارير الطرف الثالث التي تخرج من سورية.
وقتل 20 في المئة على الأقل من النساء اللاتي شملهن التقارير بعد الاعتداء وهو أسلوب كثيرا ما يستخدم في مناطق الأزمات لإظهار السيطرة الكاملة على العدو.
وقالت وولف ‘استغلال جسد المرأة ثم التخلص منه هو الوحشية الكاملة’.
واستبعد الفريق بعض تقارير الاغتصاب التي ليس لها مصداقية خلال عملية التحقق لأن لهجة المرأة لم تكن متطابقة مع المنطقة التي زعمت أنها تنتمي اليها. وفي إحدى الحالات زعمت امرأة انها تبلغ عن هجوم من داخل سجن سوري وهو ما قالت وولف إنه غير مرجح بصورة كبيرة.
وأسست وولف وجلوريا ستاينم جماعة نساء تحت الحصار وهو مشروع تابع لمركز إعلام المرأة لتسليط الضوء على استخدام الاغتصاب كأداة حرب ودفع الحكومات للتدخل خلال الصراعات التي يجري فيها استغلال النساء. وستاينم صحفية امريكية ونشطة في مجال حقوق المرأة.
«الرديف» بديلاً من «الأصيل»
سمير الحسن
ليس جديداً أن تلد الأحداث قوى جديدة، قد تبدو طارئة على الحياة السياسية، ولم تظهر مؤشرات أو دلائل سابقة لها. فلطالما برزت خلال التطوّرات والانتفاضات على مدى التاريخ قوى جديدة ولدت من ضمن الواقع، وفرضتها ظروف الأحداث وتطوراتها.
وعلى هذا المنوال، بدأت تظهر على الساحة السورية قوى جديدة، وطارئة على الحياة والسياسة، فالصراع جارٍ منذ نحو سنة ونصف، ولا بد أن يستولد الواقع وتطوراته، وعمق الأحداث وتفاعلاتها، قوى جديدة وتجمعات لم يتح لها الظهور والتشكّل في أزمة الهدوء، ولم تكن ظروفها مواتية لاتخاذ خطوات تدفعها لتتشكّل كقوى سياسية منظمة. حالات كهذه ظهرت بكثرة في سوريا، من واقعها، والظروف المحيطة بها، كمثل حاجتها للحماية الأمنية، أو توفير وسائل الحياة المختلفة، أو تنظيم واقع تجمعات بشرية معيّنة في مساحات معينة، حيث انكفأت السلطة، أو الرغبة في المشاركة بالأحداث تبنّياً لوجهة نظر معيّنة تريد أن تروّج لها بالانخراط في الصراع بشكل من الأشكال.
قد تأخذ قوى مستجدة كهذه مكاناً بين المتصارعين على المواقع. غير أنّ المجالس الوطنية والتنسيقية وغيرها أتاحت لهم الفضائيات ركوب الثورة واقتيادها إلى مجهول غير منضبط الوجهة والمصير، ودخلت لعبة الأمم الأكبر بكثير من قدرات التجمعات المحلية على التأثير بها أو التفاعل معها، وتاهت في متاهاتها ولم يعد لها دور فاعل على الصعد المحلية الموضعية، ما فرض نشوء قوى ميدانية _ من خارج البازار، عملت بعيداً عن الأضواء والصخب الإعلامي.
حركة الرديف الثوري، اسم جديد مشتقّ من الواقع المستجدّ والمتغيّر، يدخل الأحداث. تسمية تشبه الوقائع، إذ ليس مستغرباً بل من الطبيعي أن تفرز الأزمة قوى جديدة. فالواقع السوري يعيش طفرة على مستوى القرى والمدن، وإنتاج فصائل عديدة، والاستعصاء قد يفرض حواراً جدياً بين معظم تلك القوى من أجل البحث عن كيفية الخروج من عنق الزجاجة، وتجنّب المزيد من الدماء، وإنقاذ ما بقي، وهذا أضحى أمراً ملحّاً.
انطلاقاً من هذه الرؤية برزت مجموعات، ومنها حركة الرديف، هي وليدة الأحداث، ولو كان الاسم «البديل» لكنّا قد فهمنا أنّ هذا الفصيل المستحدث يعمل على إقصاء الآخرين ويتطلّب الأمر البحث عن برنامجه وبنيته، إنما الرديف لمَن؟ ليس هو إلاً تعبيراً عن دخول خجول، وربما تعبير عن الالتحاق الطارئ، أو قد يكون هكذا بدأ الحراك، وربما أيضاً رغبة في الاصطفاف إلى جانب المجموعات المماثلة من دون الادعاء أنّه بديل منها، فالرديف يعني الاحتياط. إنّ التسمية تبدو دعوة ضمنية للتآلف والحوار والتنظيم والتنسيق الفعلي المفقود بين قوى المعارضة السورية، أقلّه بحسب ما أبرزته الأحداث والتطورات حتى الآن، أو بحسب ما وصل إلينا.
فما كان يعوّل على قيادات المعارضة التي بدت حركتها «صبيانية» غير ناضجة، قد سقط، لذا من آداب المساهم أن يبدأ بـ«الرديف»، أي الاحتياط، وليس ذاك نضجاً أدبياً أو أخلاقياً، بقدر ما هو نضج ضمني كامن في عمق وعي بعض الأطراف لضرورات المرحلة بالتلاقي والتنسيق، وليس بإلغاء الآخر ورفضه. فالحراك المثير للجدل بين الثورة، وتصنيعها خارجياً، طغى عليه التجميع الهجين المولود بحالة قيصرية، في ظل معاناة الناس اليومية. إذ إنّ «المجلس الوطني»، الراغب بإسقاط النظام السوري لمصالح ورغبات خارجية، سقطت عنه ورقة التوت، وأضحى تائهاً في الصالونات. هؤلاء المتغرّبون عن الواقع السوري أنهوا مرحلة التجريب بفشل ذريع وغالي الأكلاف، أما «الرديف» كحركة عفوية، فانطلقت من واقع مفروض، وظروف استثنائية، وتعاطف إنساني، تحاول تجاوز تجربة المعارضة الخارجية التي صادرت تضحيات النشطاء، وكذلك تجربة الإخوان، وكل سلوكيات وتحالفات المعارضة، من حزب العمل، والبعث الديموقراطي، والاتحاد الاشتراكي وآخرين.
إن مَن اخترع قوى وأحزاباً ليمشي مع موجة الثورات الملونة من فنادق الخمس نجوم، أضاع دماء السوريين، ودمّر البلد، من دون شعور بالحد الأدنى من المسؤولية. والوقائع تشير إلى أنّ الأوضاع باتت اليوم ملحة للبحث عن مخرج ينقذ البلاد والعباد من أزمة أضحت مستعصية، وتنذر بكارثة على الجميع، وتدفع بالبلاد إلى حروب طائفية ومذهبية، أثمانها أكبر بكثير، فالمسؤولية تتطلّب التماهي مع حركة الشارع، وإيجاد أفق لإخراج الناس من قتال عبثي، وموت مجاني، فالحراك تحوّل إلى أدوات بيد القوى الخارجية، وأضحى الاحتجاج صراع الآخرين في سوريا، وعلى سوريا، والطامة الكبرى هي محاولات المعارضة في الخارج إقناع الناس بالنصر القريب، ذلك السراب والوهم أصبح معلوماً لكافة الفصائل الميدانية، والتضحيات تتبخّر يومياً، وتذهب أدراج الرياح، والتفكّك والعجز يمنع نضوج استراتيجية واضحة تحقق آمال المنتفضين، وها هم اليوم وقود وحطب في لعبة الأمم والتسويات.
من هنا تحاول بعض القوى الفاعلة إيجاد مخرج لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر بلورة رؤية منطقية قابلة للحياة، فإذا كان بطش النظام قد دفع بالناس إلى إشعال ثورة بدأها أطفال درعا، فالمعارضة الخارجية وضعت رقاب الثوار على المقصلة، ومهّدت كل السبل لذبحها، وبرعاية دولية، فلا عنتريات أردوغان ولا أموال قطر ولا تصريحات الفيصل ستنقذ هؤلاء.
من هنا أهمية إنتاج قوى جديدة أكثر مسؤولية، وليكن «الرديف» بالمعنى العام سبيلاً لجميع النشطاء، بمعنى دخول البديل بدلاً من الأصيل.
* كاتب لبناني
السوريون يدعون الى “إسقاط أنان خادم الأسد وإيران“
فيما دعا معارضون سوريون إلى التظاهر اليوم تحت مسمى جمعة “”إسقاط أنان… خادم الأسد وإيران”، يشهد مجلس الأمن جولة جديدة من المشاورات بشأن سوريا بعد أن تحولت مشاورات الأمس إلى صراع قوة بين الغربيين وروسيا.
دعا ناشطون سوريون إلى التظاهر اليوم الجمعة تحت شعار “إسقاط أنان… خادم الأسد وإيران”. وقالت صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد” التي تجري عادة الاستفتاء على اختيار أسماء مظاهرات يوم الجمعة “كوفي أنان يقول إن خطته لم تنجح، وإنه يقترح إدخال إيران لتنفيذ الخطة بشكل جيد.. كوفي أنان، أتريد ضم الذئب إيران لخطتك.. أم أنك مستعجل لإفناء الشعب السوري؟ الجميع يعرف خطط أنان في رواندا وكوسوفو وغيرهما.. والتاريخ يشهد”.
بينما رأى تيار بناء الدولة والتيار الوطني المعارضان، مهمة كوفي أنان “فرصة أخيرة لإنقاذ الوطن السوري”، وقالا في مؤتمر صحافي عقد في دمشق “لا يمكن لمهمة أنان النجاح ما لم ننجحها نحن”
من جانب آخر، تحولت مشاورات في مجلس الامن الدولي أمس الخميس حول مشروع قرار غربي بشأن الازمة في سوريا صراع قوة دبلوماسيًا بين الغربيين الذين يريدون زيادة الضغط على دمشق، وروسيا التي تحمي حليفها السوري.
وانتهى اجتماع الدول الـ 15 الاعضاء في المجلس مساء الخميس من دون احراز اي تقدم ملحوظ على أن يعقدوا جولة جديدة من المشاورات اليوم الجمعة، وفق دبلوماسيين. وترفض روسيا صدور أي قرار عن المجلس يتضمن تهديداً بفرض عقوبات على حليفها السوري، وهو ما يتضمنه تحديداً مشروع القرار الغربي الذي يهدد دمشق بعقوبات اذا لم توقف استخدام الاسلحة الثقيلة ضد المعارضة المسلحة.
ومن جهتها هددت الولايات المتحدة بعدم تمديد مهلة بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا إن لم يستخدم المجلس العقوبات للضغط على الرئيس السوري بشار الاسد، بحسب دبلوماسيين. ونشر حوالي 300 مراقب في منتصف نيسان/ابريل لمراقبة وقف لاطلاق النار لم يطبق قط، ما اضطرهم الى تعليق دورياتهم بسبب مواصلة المعارك.
وقال السفير الالماني بيتر ويتيغ لدى خروجه من الاجتماع “لا تزال ثمة هوة (بين المواقف الغربية والروسية) وهذا الامر يتناول الفصل السابع” من ميثاق الامم المتحدة الذي ينص على عقوبات اقتصادية وسياسية وصولاً الى استخدام القوة لارغام دولة ما على تنفيذ قرار دولي.
من جهته صرح السفير الفرنسي جيرار ارو ساخرا “أننا نتقدم. كنا على مسافة 15 كلم والآن اقتربنا 5 سنتمترات”. كذلك اوضح السفير البريطاني مارك ليال غرانت أنه “لا يتوقع أي تصويت على هذا النص خلال الاسبوع الجاري” وأنه لا يزال هناك”متسع من الوقت للتفاوض”.
والخميس في ختام اجتماع استغرق ساعة بين مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة، فرنسا، الصين، روسيا، بريطانيا) اكد مساعد المندوب الروسي ايغور بانكين أن العقوبات “خط احمر” ينبغي عدم تجاوزه.
وفي موسكو اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف القرار الغربي “غير مقبول” لأنه لا يفرض “التزامات” على المعارضة السورية. ويمهل مشروع القرار الغربي النظام السوري عشرة ايام لسحب قواته واسلحته الثقيلة من المدن تحت طائلة عقوبات اقتصادية.
وروسيا حليفة سوريا منذ الحقبة السوفياتية سبق لها وأن استخدمت، مع الصين، حق النقض مرتين لمنع صدور قرارين يهددان النظام السوري بعقوبات. كما أن المشروع الذي اقترحته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا يمدد مهمة بعثة المراقبين 45 يوماً.
وكانت روسيا اقترحت الثلاثاء مشروع قرار مقابل يمدد مهمة بعثة المراقبين لكن من دون أي اشارة الى عقوبات. وامام الاعضاء الخمسة عشر في المجلس حتى 20 تموز/يوليو للاتفاق على قرار جديد. ومن المقرر دراسة مشروعي القرار بعد ظهر الخميس من جانب سفراء الدول الـ15 في مجلس الامن.
وخلال جولتها في اسيا، اشارت وزيرة الخارجية الاميركية الخميس الى أن القرار يجب أن يحمل “تبعات فعلية” على سوريا اذا “لم تلتزم بتعهداتها”. واوضح المتحدث باسم الخارجية الاميركية باتريك فنتريل “نريد قرارًا واحدًا لا يعتمد خطة مجموعة العمل في جنيف (في 30 حزيران/يونيو) فحسب، بل يفرض ايضا، كما يطالب كوفي انان، تبعات فعلية”.
والاربعاء، ربطت السفيرة رايس تجديد مهمة بعثة المراقبين بتكثيف الضغوط على النظام السوري. وقالت “اذا لم يتخذ المجلس اجراءات ملموسة لزيادة الضغط (على النظام السوري)، لا يمكننا أن نأمل بأن تتمكن بعثة المراقبين من القيام بمهمتها اكثر مما تقوم به اليوم”.
اختلاف التفسيرات بشأن سبب إرسال سفن حربية روسية لسوريا
أشرف أبو جلالة
القاهرة: يتوجه حالياً أسطول روسي مكون من اثني عشر سفينة حربية، مستمد من ثلاثة أساطيل بحرية، إلى الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط لإجراء مناورات، وسوف يتوقف في ميناء طرطوس السوري، حيث تشغل روسيا هناك قاعدة إمداد بحرية.
وقال مسؤولون روس إن ألعاب الحرب هذه تم التخطيط لها منذ فترة طويلة، وأنها وضعت لكافة الأغراض التقليدية لمثل هذه التدريبات، وإظهار العلم في الأساس بمناطق نائية في الكرة الأرضية.
لكن معلومة جديدة لم يكن يعلمها كثيرون أبرزتها صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأميركية وهي أن ما يقرب من نصف السفن المتجهة إلى البحر الأبيض المتوسط من الأساطيل الروسية الموجودة في القطب الشمالي وبحر البلطيق والبحر الأسود تعتبر سفن هجومية برمائية عملاقة الحجم.
ومضت الصحيفة تقول إن تلك النوعية من السفن تعتبر نوعية جيدة فيما يتعلق بنقل أعداد كبيرة من الأشخاص ( والدبابات )، وإدخالهم وإخراجهم من الأماكن محكمة الإغلاق.
وقال خبراء إن هذه أدلة قاطعة للغاية على أن الكرملين يتحضر على نحو نشط للضرورة القاتمة التي تبدو وشيكة أيضاً بشأن ترحيل عشرات الآلاف من المواطنين الروس وعائلاتهم من سوريا في الوقت الذي يتعرض فيه نظام الأسد لحالة انهيار.
وأوردت الصحيفة عن سيرجي ماركوف، نائب رئيس جامعة بليخانوف الاقتصادية في موسكو ويعمل كمستشار دائم للرئيس فلاديمير بوتين، قوله: “أنا متأكد تماماً من أن روسيا تفكر بشأن الطريقة التي يمكن التعامل من خلالها مع احتمالية ترحيل عشرات الآلاف من مواطنينا، وربما آخرين، من وضعية خطرة ومتقلبة في سوريا”.
وتابع حديثه بالقول: “هذه تدريبات معد لها، والغرض من ورائها إظهار دعم روسيا للأسد، ودورها الهام في المنطقة، لكن ربما تغير مزيج السفن في الأسطول لعكس غرض يحتمل أن يكون أكثر واقعية”.
ومن الجدير ذكره أن سوريا تعتبر شريكاً سياسياً وعسكرياً لموسكو منذ العام 1971، وترفض روسيا تماماً الرضوخ لأي قرارات دولية من شأنها إجازة التدخل العسكري أو فرض عقوبات مشددة ضد نظام الأسد.
لكن الصحيفة قالت إن روسيا ربما بدأت تستشعر خلال الأسابيع القليلة الماضية بزوال نظام الأسد الذي لا مفر منه، وأنها قررت تغيير موقفها لهذا السبب. وأعلنت روسيا هذا الأسبوع بأنها ستلغي صفقات سلاح جديدة مع سوريا. كما استضافت أول أمس وفداً من المجلس الوطني السوري، كجزء من محاولتها للظهور بصورة أكثر مرونة.
وتابعت الصحيفة بنقلها عن فيودور لوكيانوف، رئيس تحرير مجلة “روسيا في الشؤون العالمية” الرائدة في تغطية السياسة الخارجية بالعاصمة موسكو، قوله :” هناك تحولاً ما في الموقف الروسي، يمكن استشعاره من الموقف الدبلوماسي الذي يُتَّخَذ الآن بصورة أكثر فعالية. ويمكن القول إن روسيا متلهفة لتنويع خياراتها”.
وتشير تقديرات إلى أن عدد المواطنين الروس المتواجدين في سوريا يقدر بحوالي 100 ألف، وذلك بالرغم من عدم وجود أرقام واضحة بهذا الخصوص. وأرجعت الصحيفة ذلك جزئياً إلى زواج آلاف الروسيات من رجال سوريين خلال الأربعين عاماً الماضية – وتحديداً منذ أن أصبحت سوريا من الزبائن الرئيسيين للاتحاد السوفييتي.
وقال جورجي ميرسكي، الخبير في المعهد الرسمي للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو: “لا يعلم أحد العدد الحقيقي بالضبط، لكن عدداً يتراوح بين 30 ألف و 40 ألف يعتبر تخميناً جيداً، معظمه سيدات روسيات، وزوجات لطلاب سوريين، انتقلن للعيش هناك على مدار العقود الماضية.
ولهذا السبب هناك كذلك أطفال، وعائلات أخرى. وهناك عدداً صغيراً من المسؤولين الروس وعائلاتهم، إلى جانب مجموعة من الموظفين الذين يعملون في شركات روسية تمارس أعمالها من داخل سوريا”.
وأشار خبراء إلى أن روسيا بدأت تتنبه للأمر باهتمام عندما نجحت الصين في ترحيل أكثر من 30 ألف من مواطنيها خارج ليبيا أثناء فترة الثورة التي مرت بها خلال العام الماضي، باستخدام حاملة طائرات تابعة للبحرية الصينية لانجاز جزء من المهمة.
قاعدة طرطوس الروسية في سوريا ترمز إلى نفوذ موسكو
أ. ف. ب.
موسكو: يعتبر ميناء طرطوس السوري، القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في المتوسط التي ستصل اليها مجموعة من البوارج الحربية الروسية هذا الاسبوع، رمزًا لنفوذ موسكو في الشرق الاوسط رغم أنه لا يكتسي اهمية كبيرة على الصعيد العسكري.
واعتبر الخبراء منذ وقت طويل أن رفض روسيا التخلي عن تلك المنشآت في سوريا الحليفة منذ العهد السوفياتي، من الاسباب التي تدفع السلطات الروسية الى مقاومة الضغوط الغربية الرامية الى ارغامها على التخلي عن الرئيس بشار الاسد.
غير أن القاعدة متواضعة نسبيًا وفيها عدد قليل من العاملين والميناء ليس عميقًا بما يكفي لترسو فيه كبرى البوارج، حتى أن بعض المحللين يعتبرون أن كلمة “قاعدة” غير مناسبة بينما يفضل الجيش الروسي استعمال عبارة “نقطة امدادات ومساعدة تقنية”.
لكن الخبير الروسي الكسندر تشوميلين يعتبر أن “طرطوس هامة من حيث الرمز والمستوى التقني والتكتيكي على حد سواء”. واوضح تشوميلين “أنها نقطة انتشار روسيا الوحيدة في البحر المتوسط ورفع العلم الروسي فيها هام من وجهة النظر السياسية، لكنها ليست قاعدة حقيقية، ومن غير المطروح تحويلها الى قاعدة”.
واضاف الكسندر فيلونيوك الخبير في مركز الشرق الاوسط في اكاديمية العلوم الروسية أن طرطوس “ليست قاعدة بل نقطة مراقبة تقنية للبواخر”. واعتبر “أنها مساحة صغيرة على الساحل ترسو فيها السفن للتزود بالوقود والبضائع اذا امكن ذلك، واكيد أن تكون لك نقطة ترسو فيها افضل من لا تكون، وفقدانها ليس استراتيجيًا”.
وتعتبر منشآت طرطوس بقايا تشهد على العلاقات الوثيقة بين موسكو ونظام الرئيس السوري السابق حافظ الاسد ابان العهد السوفياتي عندما كان الاتحاد السوفياتي فاعلاً اساسيًا في العالم العربي العلماني والموالي للسوفيات بشكل عام”.
وما زالت روسيا تستغل قواعد عسكرية في بعض بلدان الاتحاد السوفياتي سابقاً مثل اذربيجان وطاجيكستان مرورًا بأوكرانيا، لكن طرطوس تذكر بالعهد الذي كانت فيه موسكو تبدي طموحات على الصعيد العالمي.
ونشأت قاعدة طرطوس بناء على اتفاق ابرم سنة 1971 في فترة كان فيها الاسطول السوفياتي يفتخر بأن لديه اسطولاً في المتوسط لكنه انتهى مع انهيار الاتحاد السوفياتي سنة 1991 بينما احتفظت موسكو بنقطة رسو في طرطوس.
وقال فيلونيوك إن “العلاقة مع سوريا في حد ذاتها هامة، وروسيا مرتبطة تاريخياً بذلك البلد”. واضاف أن “سوريا كانت شريكتنا وحليفتنا في الشرق الاوسط ونريد أن تظل هكذا”.
وقاعدة طرطوس التي تقع على مسافة 220 كلم شمال غرب دمشق، مجهزة بثكنات ومباني تخزين ومستودعات عائمة وباخرة صيانة وتشغل خمسين بحارًا روسيا، حسب وسائل الاعلام الروسية الرسمية.
لكن بعض المراقبين الغربيين يرون أن طرطوس تستعمل ايضًا كأرضية اساسية للتجسس في الشرق الاوسط.
فقد قتل سنة 2010 مسؤول كبير في الاستخبارات العسكرية الروسية الجنرال يوري يفانوف في سوريا بعد زيارة الى طرطوس، كما غرق فيها مساعد قائد الاستخبارات العسكرية الروسية بينما كان يسبح حسب الرواية الرسمية لكن الظروف الدقيقة لوفاته لم تتضح.
نقاش علني محتدم في إيران بشأن موقفها من الأزمة السورية
أشرف أبو جلالة
يرشح من جملة التصريحات الصادرة عن دبلوماسيين إيرانيين أن هناك انقساماً في ما يتعلق بالتعامل مع الأزمة السورية لا سيما مع تداعي النظام في دمشق وبدء تصدع في الدائرة المقربة من الأسد.
فتحت إيران نقاشاً علنياً بشأن الطريقة التي تنتهجها في التعاطي مع الأزمة السورية، في الوقت الذي بدأ يتساءل فيه بعض الدبلوماسيين علناً بشأن ما إن كان يتعين على طهران أن تستمر في دعم النظام السوري أم لا. وأظهرت تصريحات الدبلوماسيين، سواء الموجودة في المقابلات أو على الإنترنت، أن هناك انقساماً في الآراء داخل طهران، التي تعتبر أهم الحلفاء الإقليميين للرئيس السوري بشار الأسد.
كوفي انان يريد إشراك إيران في حل الأزمة السورية
وفي هذا السياق، أشارت اليوم صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إلى أن سياسة إيران الخارجية ترتكز بشكل كبير على الحرس الثوري القوي والزعيم الأعلى، آية الله علي خامنئي، ومازالت تعتبر البلاد حليفاً وطيداً للرئيس بشار الأسد.
لكن الاختلاف بشأن دعم إيران للأسد قد بدا أنه يتزايد، لاسيما من جانب الدبلوماسيين في وزارة الخارجية، وهو ما يشير لدى بعض المحللين أن طهران تفكر على الأقل في وضع خطة احتياطية، كالتواصل مع المعارضة ودعم الإصلاح ونقل السلطة بصورة سلمية، في حال سقوط الرئيس الأسد. وسبق لمحمد علي سبحاني، الدبلوماسي الحالي الذي سبق له العمل كسفير لإيران لدى لبنان والأردن، أن قال في تصريحات تم نشرها الأسبوع الماضي: “العالم كله ضد سوريا ونحن هنا نقف للدفاع عن سوريا، تلك الدولة التي تواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية”.
وأضاف سبحاني في السياق نفسه بقوله إن أيام الأسد في الحكم أضحت معدودة، كما هو واضح، وأن إيران سوف تفقد نفوذها وتأثيرها، إذا لم تغيّر مسارها ونهجها.
وأعقبت الصحيفة بلفتها إلى اتضاح الانقسامات داخل دوائر السلطة الإيرانية، أثناء زيارة المبعوث الأممي كوفي أنان القصيرة لطهران، حيث التقى باثنين من المسؤولين المحسوبين على طرفين مختلفين من الطيف السياسي. وخلال محادثاته مع أنان، قال وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، إنه يتعين على كل الأطراف أن تبذل جهوداً للمساعدة في إيجاد أفضل طريقة يمكن الخروج بها من تلك المشكلة.
أما سعيد جليلي، كبير المفاوضين الإيرانيين، فلجأ لأسلوب أكثر حدة، بحثه أنان على وقف تدخل قوى مثل الولايات المتحدة في الشأن السوري ووقف نقل السلاح لإرهابيين يثورون داخل سوريا. ومع هذا، قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إنهم لم يلمسوا أي إشارات دالة على استعداد طهران للتخلي عن الأسد، وأنهم مازالوا يرون طهران وهي تقدم دعماً كبيراً لدمشق على الصعيدين العسكري والدبلوماسي.
وألمح خامنئي إلى سوريا في كلمة كان يلقيها يوم أمس، حين قال إن إيران سوف تدافع وتقف بقوة إلى جوار أي دولة مسلمة تعارض إسرائيل والولايات المتحدة. وأشار دبلوماسيون دوليون إلى أن مسؤولين إيرانيين أجروا اتصالات بالمعارضة السورية، قبل بضعة أشهر، لكنهم اعتبروا ذلك شكلاً من أشكال التحوط السياسي. وذلك في الوقت الذي ترفض فيه إدارة أوباما حتى الآن خطة أنان المتعلقة بإعادة إيران إلى الدبلوماسية، لإنهاء الصراع السوري، نظراً لما تقدمه طهران من دعم للأسد.
ومع هذا، مضت الصحيفة تقول إن تعليقات بعض الدبلوماسيين الإيرانيين تشكل خروجاً حاداً عن سياسة الجمهورية الإسلامية الرسمية الخاصة بمناصرة ودعم الرئيس الأسد بأي ثمن. وأضاف محللون في هذا السياق كذلك أن إيران سوف تواصل على الأرجح دعمها العلني لنظام الأسد نظراً لمصالحها الإستراتيجية في سوريا.
وقال عباس ميلاني مدير قسم الدراسات الإيرانية في جامعة ستانفورد: “إن هناك انقساماً واضحاً داخل النظام بشأن سوريا. ونهج خامنئي المتشدد تجاه سوريا قد لا يستمر لأن أناس بارزين من أمثال الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني يقولون علانيةً إنهم أضحوا منعزلين وفقدوا تحالفاتهم مع العرب وأن الوقت حان ليكونوا عقلانيين”.
كما بدأت وسائل الإعلام الرسمية في إيران، بعد التزامها الصمت طويلاً بشأن الانتفاضة السورية، في بث مشاهد من مذابح وضحايا مدنيين، كتلك التي ارتكبت في الحولة.
التريمسة… عنوان مجزرة بشعة نفّذها الجيش السوري النظامي
تفيد التقارير من سوريا بوقوع مجزرة في قرية التريمسة بالقرب من حماة راح ضحيتها 227 قتيلاً على الأقلّ من بينهم أطفال ونساء، على أيادي عناصر الجيش النظامي، كما أفاد الناشطون بوجود عشرات الجثث ملقاة داخل الأراضي الزراعية وداخل المساجد.
بيروت: نفّذ الجيش السوري النظامي مجزرة في قرية التريمسة بالقرب من حماة راح ضحيتها 227 قتيلاً، من بينهم أطفال ونساء.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حماة باسل درويش في حديث تلفزيونيّ إن معظم القتلى قضوا ذبحاً بالسكاكين، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود عشرات الجثث المحترقة على حافة نهر العاصي في حماة.
ومن بين القتلى 3 عائلات ذبحت بالكامل، فضلاً عن مصرع عناصر من الجيش السوري الحر في الاشتباكات مع قوات الأسد، حيث كانوا يدافعون عن سكان القرية، بحسب الناشطين السوريين.
وفي السياق ذاته، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قرية التريمسة تمت محاصرتها بشكل كامل قبيل اقتحامها، وقطعت عنها الكهرباء وكافة أشكال الاتصالات، ولاتزال التريمسة في الوقت الراهن تتعرض لقصف عنيف، واستهدفت المروحيات العسكرية التابعة للجيش النظام السوري المساعدات التي كانت متوجهة للتريمسة.
وقتل اكثر من 150 شخصًا الخميس في هجوم شنته القوات النظامية السورية على بلدة التريمسة في ريف حماة في وسط البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه “وردت انباء عن سقوط اكثر من 150 شهيدًا خلال العمليات العسكرية والقصف على بلدة التريمسة وثق اسماء 30 منهم حتى اللحظة”.
كذلك ابلغ احد قادة مقاتلي المعارضة المسلحة القريب من المنطقة واسمه الحركي ابو محمد، وكالة فرانس برس ليل الخميس الجمعة أن الهجوم ادى الى سقوط “اكثر من 200 قتيل”.
وبعد قدومه الى تركيا لأخذ استراحة من المعارك، اتصل ابو محمد بأحد سكان التريمسة الذي قال إنه جريح وأكد أن الهجوم اوقع اكثر من 200 قتيل عقب قصف استخدمت فيه الحوامات والدبابات وراجمات الصواريخ المنتشرة على الهضاب البعيدة بضعة كيلومترات.
ويقطن بلدة التريمسة حوالي عشرة آلاف شخص غالبيتهم من السنة بحسب ابو محمد، وهو ما اكده عدد من قادة مقاتلي المعارضة المسلحة الذين يرافقونه.
وأشار ابو محمد الى أن الجيش النظامي و”الشبيحة” (مقاتلون مؤيدون للنظام) بدأوا بقصف المدينة الخميس قرابة الساعة 11 قبل الظهر وتوقف القصف عند الساعة التاسعة مساء.
واضاف “المدينة محاصرة، ثمة منازل كثيرة تحترق. السكان يتوقعون أن يدخل الجيش صباح الجمعة الى التريمسة ويذبح الجميع”.
من جهتها، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن اشتباك “الجهات الامنية المختصة بعد مناشدات من الاهالي مع مجموعة ارهابية مسلحة فى بلدة التريمسة في ريف حماة واسفر الاشتباك عن الحاق اضرار فادحة بصفوف المجموعة الارهابية واعتقال عدد من افرادها”.
كما ذكرت الوكالة أن “الاشتباك اسفر ايضًا عن مصادرة الاسلحة التي كانت في حوزة الارهابيين”، مشيرة الى أنه تم العثور على اسلحة “اسرائيلية الصنع” بحوزة “الارهابيين”.
في حين ذكر التلفزيون السوري الرسمي عن قيام “المجموعات الارهابية المسلحة باقتحام المنازل واطلاق النار عشوائيًا على المواطنين” في التريمسة.
وعرضت القنوات الاخبارية العربية مشاهد لتظاهرات في عدد من المدن والبلدات السورية “تنديدًا بمجزرة التريمسة”.
وكانت حصيلة اوردها المرصد في وقت سابق اشارت الى سقوط مئة قتيل على الاقل في قصف عنيف شنته قوات النظام على التريمسة قبل اقتحامها.
وقال المرصد في بيان سابق إن “بلدة التريمسة تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية التي حاولت السيطرة على المنطقة، مستخدمة الدبابات والطائرات الحوامة”.
رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في اتصال مع الجزيرة دان “المجزرة” محملاً النظام السوري مسؤوليتها ومناشدًا المجتمع الدولي التحرك لوقف هذه المجازر.
وقال سيدا إن “مجزرة التريمسة عار على مجلس الامن والجامعة العربية”، مشددًا على أن “هذه المجازر” تتطلب “قرارًا واضحًا وصريحًا تحت الفصل السابع الذي يضع كل الخيارات على الطاولة بما فيه استخدام القوة” لأن النظام السوري “لا ولن يفهم الا لغة القوة”.
واضاف “نعول على شعبنا وعلى الله وندعو كل الاشقاء والاصدقاء الوقوف الى جانب الشعب السوري لأن الامور وصلت الى ذروتها” و”لم يعد من الممكن الوقوف الى جانب النظام والتستر عن جرائمه”.
بدوره قال الرئيس السابق للمجلس برهان غليون في اتصال مع القناة نفسها إن “مجزرة التريمسة دليل واضح على أن روسيا تشجع نظام بشار الاسد على القتل”.
وفي محافظة حماة ايضًا قتل شخصان مساء الخميس جراء القصف على بلدة شيزر من قبل القوات النظامية، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي محافظة دمشق، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان نقلاً عن ناشطين عن مقتل اربعة اشخاص على الاقل وسقوط عدد من الجرحى حالتهم خطرة في حي برزة في مدينة دمشق اثر تعرض مظاهرة مسائية في الحي الى قصف بقذائف هاون من قبل القوات النظامية رافقه اطلاق نار عشوائي من الحاجز الموجود في الحي وانتشار للقناصات.
وفي العاصمة دمشق وريفها، قال المرصد في بيانه “استشهد سبعة مواطنين بينهم طفل و جندي منشق” ليل الخميس الجمعة “في منطقة السيدة زينب وحي الحجر الاسود، وذلك إثر اطلاق نار عشوائي واشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في هذه المناطق”.
اما في محافظة ادلب (شمال غرب) فلفت المرصد السوري لحقوق الانسان الى تعرض مدينة معرة النعمان في ريف ادلب لقصف عنيف من قبل القوات النظامية المتمركزة على اطراف المدينة، مشيرًا الى “معلومات اولية عن سقوط عدد من الجرحى بعضهم بحالة الخطر”.
وفي محافظة حلب (شمال)، خرجت مظاهرات مسائية في احياء السكري والصاخور وبستان القصر والاشرفية طالبت باسقاط النظام ونصرة الريف الحلبي بينما تعرضت مظاهرة حي صلاح الدين لهجوم من قوات الامن واطلاق رصاص عشوائي ما ادى الى مقتل مواطن وسقوط عدد من الجرحى، وفق المرصد.
عائلة طلاس تنتمي للمناطق الساخنة
طلاس الأب كان من أبرز المقربين من حافظ الأسد
دبي: محمد نصار
تعتبر عائلة طلاس من العائلات الكبيرة في سوريا وتحديدا في محافظة حمص ومدينة الرستن التابعة لها والتي تعرضت خلال الأحداث الحالية لأعتى حملة من قبل النظام السوري ضد ناشطي الثورة وعدد كبير من ضباط الجيش المنشقين عنه والمنضمين إلى صفوف الجيش السوري الحر، وتؤكد مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن 1700 ضابط في الجيش السوري يتحدرون من منطقة الرستن انشق معظمهم عن النظام من ضمنهم 54 ضابطا من عائلة طلاس.
ولعل الشهرة الواسعة التي اكتسبتها عائلة طلاس على مر السنوات الماضية بدأت منذ تولي العماد أول مصطفى عبد القادر طلاس (80 عاما) منصب وزير الدفاع في الفترة من عام 1972 حتى 2004 ولم تنته مع بروز اسم الملازم أول عبد الرزاق طلاس قائد كتيبة الفاروق التابعة للجيش السوري الحر.
وكان العماد مصطفى طلاس من أبرز المقربين من الرئيس حافظ الأسد ضمن ما سمي بالحرس القديم وبيت سره، وهو واحد من القلة القليلة الذي تحدث عن تفاصيل حياة حافظ الأسد أثناء وبعد وفاته، ولد في بلدة الرستن في محافظة حمص وانضم إلى حزب البعث منذ سنة 1947 وانتسب إلى الكلية العسكرية سنة 1952 وتخرج كملازم في سلاح المدرعات سنة 1954. اشترك في فبراير (شباط) 1966 في الانقلاب الذي أطاح بالرئيس أمين الحافظ وعين بعدها قائدا للمنطقة الوسطى واللواء المدرع الخامس. سنة 1968 أصبح رئيسا للأركان ونائب وزير الدفاع، كما اشترك في نوفمبر (تشرين الثاني) 1970 فيما يعرف بـ«الحركة التصحيحية» التي قادها حافظ الأسد وكان من أبرز مخططي حرب أكتوبر في الجانب السوري ولعب دورا مهما في إحباط سيطرة رفعت الأسد على الحكم في 1984 إلى أن تقاعد في تقاعد في مايو (أيار) 2004. مصطفى طلاس تزوج بالراحلة لمياء الجابري ابنة النائب الحلبي حسن بك أسعد باشا الجابري وله أربعة أبناء؛ ولدان وبنتان هم:
– فراس طلاس: رجل أعمال وثري معروف لديه العديد من النشاطات الاقتصادية في سوريا وعلى رأسها مجموعة ماس الاقتصادية، كما عرف عنه اهتمامه بالعديد من القضايا الاجتماعية خلال السنوات الماضية كالمسرح وذوي الاحتياجات الخاصة.
– مناف طلاس: عميد في الحرس الجمهوري انشق عن النظام مؤخرا وانتقل إلى باريس ويجري الحديث عن صيغة انتقالية في سوريا يكون أحد وجوهها، وعرف عنه قربه من بشار الأسد فيما كان يهمس في الأوساط العسكرية بأنه وزير الدفاع القادم في سوريا لكن الثورة الشعبية غيرت المعادلة.
– ناهد عجة: أرملة رجل الأعمال أكرم عجة مقيمة في باريس.
– سارية طلاس: ربة منزل.
ولم تتوقف سمعة العائلة وشهرتها مع اندلاع ثورة غير مسبوقة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد خاصة بعد أن سطع نجم عبد الرزاق طلاس قائد كتيبة الفاروق إحدى أشهر كتائب الجيش السوري الحر في مدينة حمص، ويتصل عبد الرزاق طلاس بصلة قرابة مع عائلة العماد مصطفى طلاس فهو ابن ابن أخته.
السفير السوري المنشق ينتقل من بغداد إلى أربيل فقطر.. ولم يقرر مكان استقراره بعد
قال إن إيران هي سبب من أسباب المشكلة في سوريا .. ولا يمكن أن تشارك في الحل
بيروت: «الشرق الأوسط»
أكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن السفير السوري المنشق نواف الشيخ فارس انتقل إلى محافظة أربيل حيث يقيم «لدى بعض الأصدقاء»، في انتظار انتقاله إلى قطر، ومنها إلى دولة أخرى. فيما أشارت مصادر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن اتصالا تم من موسكو بين رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا والسفير المنشق، أطلع خلاله الأخير رئيس المجلس الوطني على ظروف انشقاقه و«الوضع المهتز» داخل النظام. وأشار الفارس إلى أنه بصحة جيدة، لكنه لم يقرر بعد أين سيستقر.
وكانت قناة «العراقية» الرسمية نقلت عن وزير الخارجية، هوشيار زيباري، قوله إن «السفير السوري غادر البلاد وهو الآن في قطر». ولاحقا أطل فارس، عبر قناة «الجزيرة»، مؤكدا أنه كان «منذ اليوم الأول مع الثورة السورية»، مضيفا «لكن هناك ظروفا خاصة حتّمت بقائي حتى الآن لإعلان انشقاقي، وأنا تاريخيا في مسيرتي كنت معارضا وضد الممارسات الخاطئة التي أوصلت سوريا إلى ما وصلت إليه، وقد كان النظام يعدنا بوعود الإصلاح التي تبين أنها سراب، بل أتت بمزيد من القتل والتشريد والتدمير». وقال «كان لديّ أمل، وكان هناك اتصال بشكل مباشر مع الرئيس السوري بشار الأسد بأنه ستكون هناك خطوات إصلاحيّة متقدّمة، وقد كُلّفنا بنقلها للشارع، كما وعد بالإصلاح في كل شيء، في الحزب والإدارة والسياسة والديمقراطية وقانون الأحزاب والدستور، وأوهمنا بأنه مقتنع بأن العالم تغيّر وعلينا التغيّر، لكن لم يتم تغيير أي منهج من مناهج النظام، وكل شيء بقي بيد الرئيس، والحزب كله غطاء لقيادة فرد ديكتاتور في سوريا، وإلغاء المادة الثامنة لن يُقدّم ولن يؤخّر، فالحكومة بيد الرئيس والحزب والمحافظين الانتخابات، فما نفع الدستور الجديد». وأضاف «التعددية الحزبية وهمية وشكلية، لأن كل شيء بيد وزير الداخلية الذي يوافق على حزب ويرفض حزبا آخر وفق قانون الأحزاب الجديد».
وشدد الشيخ فارس على أنه لم يود «إحراج السلطات العراقية بإعلان الانشقاق من العراق، كون الحكومة العراقية على علاقة جيدة بالنظام السوري»، وأضاف «فضّلت الخروج من العراق وإعلان انشقاقي، وبالطبع كانت هناك بعض الجوانب التنسيقية مع المعارضة، وأعلنت انضمامي لثورة الشعب السوري وبالدرجة الأولى للمعارضة الداخلية وللجيش السوري الحر والتنسيقيات والثوار الذين يدفعون الدم»، مضيفا «كما أن المعارضة في الخارج بذلت جهدا، لكن هناك فجوات بين الداخل والخارج، وهناك عتب كبير عليهم، وأعرف بماذا يتحدّث الشعب السوري عن المعارضة في الخارج».
وقال «لن أتحدث عن ظروف انشقاقي لأنها قد تكون هي نفسها المستخدمة في انشقاقات أخرى وذكرها سيضر بالثورة». وأضاف «أنا من الأساس متواصل مع التنسيقيات، وهم بحاجة لكل شيء، وسنعمل لمساعدتهم، وأنا جزء منهم، فهم أهلي وإخوتي، وبقدر ما أستطيع سأساعد». وأردف «انشقاقي تم بخفاء كبير عن السلطات العراقية، وكنت حريصا على عدم إحراجهم».
وإذ توقع «الكثير من رد الفعل من السلطات السورية كالذي يحصل مع الشعب السوري كله من تدمير وقتل منهجي على مرأى كل العالم الذي يقف عاجزا أمام هذه الجرائم البشعة»، أوضح الشيخ فارس أن «موقع السفير هو موقع متقدم، وهو يمثل رئيس البلاد في الدولة التي هو فيها، ولديه خبرة وعلاقات، وبالتالي انشقاق أي سفير يكون له أثر كبير».
وعن قوّة النظام السوري، قال الشيخ فارس «البنية الأمنية والعسكريّة هي التي يملكها النظام السوري، وهو لا يمتلك أي بنية شعبيّة في الطوائف على اختلافها». وسأل «لكن إلى متى يستطيع الجيش البقاء متماسكا؟ لقد بدأت الانشقاقات تنهك الجيش وكذلك الأجهزة الأمنية».
وعن مقارنة النظام السوري بالنظام الليبي السابق بقيادة العقيد معمر القذافي، قال «النظام الليبي مختلف عن النظام السوري في كثير من أمور، والظروف الدولية التي أحاطت بالثورة الليبية مختلفة عما يحصل مع سوريا، فالمجتمع الدولي تدخل فورا في ليبيا، مما أعطى دفعا كبيرا للثورة الليبية، فيما الوضع السوري مختلف. الانشقاقات ستحصل، وقد بدأت وهي تؤثر بشكل كبير، لكن المعوّل عليه هو الشعب السوري، الذي منذ اليوم الأول اعتمد على الله وعلى نفسه فقط، ورفع ذلك شعارا منذ اليوم الأول لأنه يدرك أن النظام لن يُقدّم أي تنازل مهما تحدث المجتمع الدولي عن مبادرات ومؤتمرات».
وتوجّه السفير السوري المنشق إلى رئيس الوزراء العراقي، وقال «أذكّر نوري المالكي وأقول له أنت تعرف تماما ماذا فعل الأسد بالشعب العراقي، وأجهزتك الأمنية تعرف تماما أن آلاف العراقيين قتلوا على يد الأسد، وكل القوى السياسية العراقية تعرف ذلك، ولدي بالتالي عتب كبير على موقف المالكي الذي يتناقض مع وقائع الأمور، فهو يعرف تمامًا ماذا فعل بشار الأسد به هو وبالإخوة الشيعة، فقد قتل الآلاف بالتفجيرات وعبر تنظيم القاعدة، فبشار الأسد فتح الأبواب لقتل الشعب العراقي وعقد اتفاقات شرف مع (القاعدة) في هذا الخصوص».
وأوضح الشيخ فارس «العراق له موقفان، موقف داخلي مدرك تماما ولا يريد للنظام السوري أن يستمر، وموقف معلن لاعتبارات يُقدّرها ويراعي ويجامل فيها، فهناك ضغوط من إيران على العراق كله وعلى سوريا وعلى لبنان وعلى المنطقة كلها للأسف». واستغرب «الموقف الإيراني كون الإخوة الشيعة تقوم مرتكزات مذهبهم السياسية على المظلوميّة ورفع الظلم»، وسأل «أين هم من الظلم الذي يقع على الشعب السوري الذي يذبح بكامله، وهم يعرفون تماما النظام السوري الفاسد والقاتل؟». وأضاف «لا يجوز إطلاقا لإيران أن تقف مع ديكتاتور يذبح شعبه بهذه الطريقة أيا تكن المصالح، فمصلحتها مع الشعب لا مع النظام، وبشار الأسد سينتهي عاجلا أم آجلا». وتابع «إيران هي سبب من أسباب المشكلة في سوريا فكيف تكون جزءا من الحل؟.. فهي التي تشجّع الأسد على البقاء بالحكم، وبالتالي من غير المقبول أن يتم إشراك الجهة التي أسهمت في قتل الشعب السوري في الحل، ولا يستطيع أحد أن يفرض على الشعب السوري أي حل رغما عن إيران وكل الدول المشاركة في تغطية النظام السوري».
واعتبر الشيخ فارس أن «انتصار الثورة السورية سيكون بإرادة الشعب، والتاريخ بليغ في دروسه في هذا المجال، وعمليا لا خارطة طريق للحل في وجود نظام بشار الأسد، لأن أي خطة يُتّفق عليها دوليا مستحيل أن ينفذها لأنه لن يرحل عن الكرسي إلا بالقوّة، والشعب السوري يدرك هذا الأمر، وإمكانيّاته كبيرة». وأضاف «بشار الأسد قتل ما لا يقل عن 30 ألف سوري حتى الآن، وغيّب عشرات الآلاف، وسجن مئات الألوف، وهجّر الملايين، فبأي منطق يُفرض بقاء هذا المجرم بعد كل هذه المآسي التي لحقت كل بيت في سوريا؟! فبرحيل بشّار يمكن كل شيء، لكن لا حل في وجوده».
ومن جهتها، تبرأت وزارة الخارجية السورية من السفير السوري المنشق نواف الفارس، وقالت إنها أعفته من مهامه كسفير لسوريا لدى العراق. وقالت الخارجية في بيان صدر يوم أمس إن نواف الفارس أدلى أول من أمس بتصريحات إعلامية «تتناقض مع واجبه الوظيفي بالدفاع عن مواقف القطر وقضاياه الأمر الذي يستوجب المساءلة القانونية والمسلكية»، مشيرة إلى أن الفارس كان قد «غادر مقر عمله في السفارة السورية في بغداد من دون الحصول على موافقة مسبقة من وزارة الخارجية والمغتربين كما تنص التعليمات المعمول بها في السلك الدبلوماسي والبعثات الدبلوماسية».
وأعلنت الوزارة أن نواف الفارس قد «أعفي من مهامه أصولا ولم تعد له أي علاقة بالسفارة السورية في بغداد أو بوزارة الخارجية والمغتربين»، وأن السفارة السورية في بغداد ستواصل «عملها المعتاد».
زيباري: السفير المنشق كان يمضي معظم وقته في سوريا
وزير الخارجية العراقي قال في حوار مع «الشرق الأوسط» إن هناك كثيرين يقفزون من السفينة الغارقة
هوشيار زيباري
ميشال أبو نجم
قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن السفير السوري في بغداد الذي أعلن انشقاقه عن النظام في دمشق كان قليل الوجود في بغداد؛ إذ كان يأتي إليها مرة كل شهرين. واعتبر زيباري انشقاق نواف الفارس، وقبله آخرون، بمثابة «القفز من السفينة» التي تغرق.
والتقت «الشرق الأوسط» الوزير زيباري في باريس بمناسبة وجوده فيها لحضور تدشين مبنى السفارة العراقية الجديد القائم في جادة «فوش». والتقى زيباري عصر أمس وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للتشاور في الأوضاع الإقليمية وأولها الملف السوري.. وقد شارك زيباري في لقاء جنيف لـ«مجموعة العمل» التي شكلها المبعوث الخاص للأزمة السورية كوفي أنان. وفي ما يلي نص الحوار:
* ما قصة انشقاق السفير السوري في بغداد نواف؟
– أمانة، انشقاق السفير السوري شكل بالنسبة لنا مفاجأة. ولكن بعد التحقيق الذي أجريناه مع كل الأطراف، والكشف على تحركات السفير في الأيام الأخيرة، تبين أنه أعلن انشقاقه وهو خارج العراق، أي إنه ترك العراق. وهو موجود على الأرجح في تركيا أو قطر (أعلن في وقت لاحق أن السفير في قطر)؛ إذا وبالتأكيد، هذا السفير ليس موجودا في العراق. وكل معلوماتنا عنه أنه سفير معتمد لدى العراق منذ عام 2008. ومنذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا، كان قليل الوجود في بغداد، ومعظم أوقاته كان يمضيها داخل سوريا، وكان يأتي إلى السفارة مرة كل شهرين أو ما قارب.
* هذا انشقاق أول دبلوماسي سوري من هذا المستوى وقبل أيام انشق العميد مناف طلاس وقبلها جنرالات وضباط من رتب مختلفة وأسلحة مختلفة. كيف تقرأون هذه الانشقاقات؟
– الواقع أن الأزمة تشتد في سوريا من ناحية استخدام العنف، أو توسع دائرة الاحتجاجات، أو من جهة أن هناك المزيد من الناس يقفزون من السفينة.
* أي إنها اقتربت من الغرق؟
– هذا هو الانطباع. فهذه القيادات العسكرية والمدنية وبعض رجال الأعمال أخذوا يرون أن الأوضاع لا تسير على ما يرام.. وحاليا، الجهود كلها تبذل باتجاه الضغط نحو العثور على حل سياسي مشرف أو معقول.. وعملية انتقال سياسية منضبطة في سوريا حتى لا تكون هناك تداعيات على الدول الأخرى في المنطقة مثل لبنان والأردن والعراق وتركيا. هذا همنا حقيقة، ولدينا قلق ومخاوف من أسلوب عملية التغيير ومدى انضباطية عملية الانتقال السياسي. وإلا؛ فموقفنا معروف منذ قمة بغداد ومن خلال المبادرة العراقية التي هي قريبة جدا مما طرحه كوفي أنان: وقف العنف، وعدم تدخل دول الجوار بأي شكل من الأشكال، وعدم تسليح الطرفين، وتفويض الرئيس صلاحياته لمن يراه، وإجراء حوار بين المعارضة وأطراف مقبولة في الحكم تؤدي إلى حكومة انتقالية. وكل ذلك من شأنه تهيئة الأجواء لإقرار دستور والاستفتاء عليه، تتبعه انتخابات عامة. هذا ما يراه العراق، وهو ما عرضناه في جنيف (في إطار مجموعة العمل).
الوضع كما نراه صعب ومتأزم، ولكن الأمور وصلت إلى مرحلة المعالجات: مباحثات ومبادرات ومؤتمرات..
* لقد حضرت اجتماع جنيف وشاركت من الداخل في ما حصل وتحديدا في بلورة «ورقة» جنيف التي ينظر إليها على أنها خارطة الطريق لتطبيق مبادرة أنان ذات النقاط الست.. ولكن كيف يمكن شرح الخلاف الذي اندلع مباشرة بعد الاجتماع في تفسير بنود الورقة؟ وفق قراءتك، هل سيكون للأسد، وفق صياغة الورقة وبحسب فهمك لها والمناقشات التي سبقت إقرارها، دور في عملية الانتقال السياسي أم لا؟
– في جنيف حصلت مجموعة من التوافقات، ونحن شاركنا في كل المشاورات والجلسات. وكل ما صدر عن جنيف، كان لنا رأي ودور فيه. الخلاف كان حول مشروعية اللجوء إلى مجلس الأمن والفصل السابع. عدة أطراف تدخلت وأكدت أن لا فائدة من السعي للتفاهم مع الأسد ولذلك من الضروري العودة إلى مجلس الأمن واستصدار قرار ملزم تحت الفصل السابع. لكن الجانب الروسي كان له رد فعل؛ إذ قال: نحن مجلس الأمن وليس أنتم (متوجها إلى قطر وتركيا والآخرين غير الأعضاء في مجلس الأمن). وبرأيه أنه ليس لهذه الدول أن تقول لمجلس الأمن ما يتعين عليه فعله أو عدم فعله؛ بل إن ذلك من صلاحيات أعضاء المجلس الحصرية. وبحسب الوزير الروسي، فإن أنان طرح خطة «النقاط الست»، ولذا يتعين تجريب تطبيقها لرؤية ما إذا كانت ستنفذ أم لا. وإذا لم تنفذ يمكن العودة إلى مجلس الأمن للنظر في الخطوات المقبلة. لذا رفض في جنيف إعطاء التزام بقبول اللجوء إلى مجلس الأمن تحت الفصل السابع.
النقطة الأخرى التي شهدت جدلا تتناول عملية الحوار (بين النظام والمعارضة)؛ إذ قبل البدء في عملية الانتقال السياسي وتشكيل مجلس انتقالي تنفيذي وحكومة انتقالية، لا بد من حوار. والحوار يجب أن يكون بين المعارضة والحكومة. لكن المفاوضين الحكوميين يجب أن يكونوا من غير الذين تلطخت أياديهم بالدماء، أو أن لا تكون عليهم إشكالات أمنية أو قانونية. والحضور يكون بالتوافق المتبادل، أي يحق لأي طرف الاعتراض على حضور هذا أو ذاك من الطرف الآخر.
الموضوع الخلافي الآخر تناول مسألة العقوبات أو الحظر العسكري والاقتصادي على سوريا. وقال الوزير الروسي (لافروف): أنتم عندما فرضتم عقوبات على سوريا لم تستشيرونا؛ لا أنتم بصفتكم دولا عربية، ولا أوروبا أو أميركا. لماذا تأتون اليوم لتجبرونا على قبول العقوبات؟ لا. أما بالنسبة للتسليح، فقد قال الروس: ثمة دول تسلح المعارضة وأخرى تمولها. ونحن لدينا عقود تسليحية مع النظام يتعين علينا تنفيذها شرط أن لا تستخدم ضد المدنيين. والحل الذي اخترع توافقيا هو عدم عسكرة النزاع بحيث تنطبق هذه الصيغة العامة على الطرفين (النظام والمعارضة). أما بشأن الإجراءات الميدانية (المنصوص عليها في خطة أنان) والانسحاب من المدن (الآليات العسكرية والقوات)، فقد تساءل الروس: ما الذي سيحصل بالنسبة للمعارضة التي تسيطر على كثير من المناطق والمدن وبالتالي من يضمن انسحابهم؟ والصيغة التي عثر عليها تقول بضرورة الانسحاب من غير الاهتمام بما يقوم به الطرف الآخر.
* كوفي أنان زاركم في بغداد وأفاد الأخير أن أفكارا متبادلة طرحت. وسؤالي: ما الذي عرضه عليكم أنان وما اقترحه العراق؟
– عندما التقيناه في جنيف، قلت لأنان: أنت تروح وتجيء بين العواصم ولا تأتي إلى بغداد، علما بأن العراق يمكن أن يساعدك أكثر من أي بلد آخر، وقبل أن تكلف بمهمة الوساطة، أيدت قمة بغداد تفويضك وما ستقوم به في سوريا.. لذلك مجيئك إلينا ضروري على الأقل لسماع ما نقوله نحن لأننا طرف معني (بما يحصل في سوريا). والحقيقة أن أنان جاء ليستمع. وهو وصل إلى بغداد قادما من طهران. وتناول في حديثه عدة نقاط أولها أنه من الضروري مساهمة إيران في الجهود، ونحن مع هذا الرأي.. حقيقة، طرف.
* لهذا السبب يرفضها الغرب لأنها طرف؟
– أعلم ذلك. ولكن إذا أردت أن تجد حلا للمشكلة، يتعين عليك جمع الأطراف للتعاون على حلها.
النقطة الثانية التي أثارها أنان تتناول كيفية التعاطي مع العملية السياسية. وتساءل أنان: هل يمكن الاستفادة من التجربة العراقية؟ والجواب أن تجربتنا في عام 2004 قد تكون مفيدة، لأننا وقتها كنا نعيش حالة فوضى أمنية وسياسية، ووقتها أرسل أنان وكان أمينا عاما للأمم المتحدة، لنا الأخضر الإبراهيمي إلى بغداد ومعه (الوزير اللبناني الأسبق) غسان سلامة. وقد عملا مع كل الأطراف لتشكيل حكومة انتقالية بالتراضي (وليس بالانتخاب) رأسها الدكتور إياد علاوي وبرعاية أممية مع تحديد مهمتها بالتحضير للانتخابات. ألا يمكن الاستفادة من هذه التجربة لتخطي المأزق الحالي في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة؟
* لكن المشكلة تكمن أساسا في أن النظام في سوريا على ما يبدو لا يريد سوى الحل الأمني؟
– صحيح. وهذا (الخيار) خطأ.
* إذن كيف تستطيع العمل لحل سياسي إذا كان النظام يسعى لحل أمني؟
– صحيح العنف زاد والقتل زاد وتنفيذ خطة أنان لم يبدأ بعد. لكن السؤال: من لديه حل أفضل (للأزمة في سوريا)؟
* رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أصدر بيانا عقب لقائه أنان جاء فيه أنه «طرح أفكارا». ما هذه الأفكار؟
– لدينا خطة. ولقد عرضنا على أنان المساعدة وقلنا له: إذا أردت أن نتحدث للسوريين مباشرة وأن نزور دمشق ونلتقي الرئيس الأسد، فنحن حاضرون ومستعدون، وذلك من موقع أننا لسنا دولة معادية، وهم يعرفون مواقفنا ومتيقنون أننا مستقلون في طروحاتنا وسيكون لكلامنا وقع أفضل. ولكن طلبنا لذلك تغطية عربية ودولية.
* ما دور إيران في مجمل هذه العملية؟
– إيران لها بالتأكيد مصالح في سوريا وتحالفها مع دمشق ليس جديدا.
* هل من بعض تأثيرات الدور الإيراني دفع الأسد لالتزام موقف متشدد؟
– حتى الإيراني عندما تتحدث إليه، فهو يقول لك إنه مع الشعب السوري ومع كل ما يقرره الشعب السوري. ولكن لإيران مصالح مع النظام وفي لبنان مع حزب الله، وتستفيد من الإطلالة على البحر الأبيض المتوسط. ومصالحها الإقليمية والاستراتيجية والجيوسياسية تعتبرها مهددة في حال سقوط النظام أو إذا حصل تغيير سياسي باتجاه المد الإخواني السلفي.. وبالتأكيد، فإن الأوضاع ستصبح أكثر تعقيدا بالنسبة لهم من الناحية الاستراتيجية. لذلك، فإن إيران تسعى للإبقاء على هذا النظام لأطول وقت ممكن.
* هل يمكن أن نتصور أن تسير إيران في «حل وسطي»؟
* أي بلد مهما يكن حجمه وقوته يفكر بداية بمصالحه؛ بما فيها روسيا التي أخذت تتحدث إلى المعارضة السورية. ولا يضع أي طرف «كل بيضه في سلة الأسد». هذا البلد يرى أن مصالحه مع الشعب السوري. وهذا يمكن أن ينطبق على إيران، ونحن في العراق كذلك.
* ما الثمن المطلوب روسيًّا لتفك موسكو تحالفها مع نظام الأسد؟
– بالنسبة لروسيا؛ المسألة أولا مبدئية؛ أي دور روسيا في النظام العالمي ولمن تعود سلطة القرار؛ هل دولة أم مجموعة دول أم منظومة الأمن الجماعي (مجلس الأمن)؟ الروس يشعرون أنهم خدعوا في ليبيا وفسرت القرارات (الخاصة بليبيا) بشكل مخالف. وهم يقولون: لن نسمح أبدا بتكرار ذلك.
* مشروع القرار الغربي (المقدم إلى مجلس الأمن) يشير للفصل السابع، ولكن من غير اللجوء إلى القوة العسكرية؟
– صحيح. ولكن روسيا كلما تشير إلى الفصل السابع، فإن رد فعلها هو الرفض.
* ولكن ماذا عن «تطور» الموقف الروسي الذي يقال إنه حاصل؟
– هناك تغيير، وفي تقديري أن هناك نوعا من التفاهم الروسي–الأميركي على معالجة الأزمة السورية. فقد لاحظنا وجود تغيير في الموقف الروسي في اتجاه إيجاد مخرج. ولم تعد روسيا تقابل أي طرح بالرفض المنهجي. والتوافقات التي حصلت في جنيف والتي تحدثت عنها سابقا تبين أن الروس مستعدون (لتسوية) ويشعرون أن موقفهم في العالم العربي وأمام الرأي العام العربي ليس إيجابيا، ولديهم مصالح فيه يتعين أخذها بعين الاعتبار.
معارضون يعتبرون نواف فارس من صقور النظام ويشكون في دوافع انشقاقه
بعضهم يعتبر أن الدول الغربية تسعى إلى اختيار شخصيات لاستخدامها في المرحلة الانتقالية
بيروت: «الشرق الأوسط»
يعتبر السفير السوري لدى العراق نواف الشيخ فارس، الذي أعلن انشقاقه الاربعاء، من «صقور» النظام السوري، وقد أثارت رغبته بالانضمام إلى «صفوف الثورة» شكوك الناشطين المعارضين الذين يلمحون إلى سعي غربي لاختيار شخصيات تشكل فريقا انتقاليا مقبولا من النظام.
وقال تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية إن نواف الشيخ فارس الجراح، وهو اسمه الكامل، من المقربين من الأجهزة الأمنية التي بدأ حياته المهنية فيها، قبل أن يعين محافظا ثم أول سفير في بغداد بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعراق في 2008.
وولد الفارس في بلدة البوكمال في محافظة دير الزور في أقصى الشرق السوري على الحدود العراقية، وهو ينتمي إلى عشيرة الدميم التي تشكل جزءا من قبيلة العقيدات السنية الكبيرة الموجودة في شرق البلاد، لا سيما في دير الزور، وكذلك في العراق والأردن وفي شمال المملكة العربية السعودية.
وحصل نواف الفارس على إجازة في الحقوق قبل أن يدخل كلية الشرطة ويتخرج منها ضابطا.
عين رئيسا لفرع الأمن السياسي في محافظة اللاذقية (غرب) بين 1990 و1994، ثم أمين فرع حزب البعث في محافظة دير الزور بين 1994 و1998، ثم محافظا للاذقية (غرب) بين 1998 و2000، ومحافظا لإدلب (شمال غرب) بين 2000 و2002، ومحافظا للقنيطرة (جنوب غرب) بين 2002 و2008.
في 16 سبتمبر (أيلول) 2008، اختاره الرئيس بشار الأسد سفيرا في بغداد، ما يدل على الثقة التي كان يتمتع بها لدى النظام.
وكانت هذه المهمة تتسم بالتعقيد نظرا لأنها أتت بعد ثلاثين سنة من قطع العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعراق بسبب دعم دمشق لطهران في الحرب الإيرانية العراقية في أيام الرئيس العراقي صدام حسين.
والأربعاء، أعلن نواف الفارس انشقاقه وانضمامه إلى «ثورة الشعب»، الانتفاضة الشعبية التي بدأت قبل 16 شهرا.
وقال السفير المنشق في شريط فيديو «أعلن استقالتي من مهمتي كسفير للجمهورية العربية السورية لدى العراق الشقيق. كما أعلن انسحابي من صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي»، و«انضمامي منذ هذه اللحظة إلى صفوف ثورة الشعب في سوريا».
وأضاف «أدعو كل شرفاء حزب البعث إلى أن يحذوا حذوي لأن النظام حوله (الحزب) إلى أداة لقمع الشعب وتطلعاته نحو الحرية والكرامة وغطاء لكل رذائله وموبقاته». إلا أن هذا الانقلاب لا يقنع الناشطين المعارضين على الأرض في سوريا.
ويقول الناشط الإعلامي أبو غازي من مدينة حماه في وسط سوريا لوكالة الصحافة الفرنسية «الناس يشككون بالدوافع التي حملته على الانشقاق. لعل المجتمع الدولي والنظام اللذين يشعران ببوادر تغيير في الموقف الروسي، يسعيان إلى جمع شخصيات تشكل حكومة توافقية. وربما يندرج الانشقاق في هذا الإطار».
ويضيف «نريد أن نعيش في ديمقراطية حقيقية وفي دولة قانون. وهذه لا يمكن بناؤها مع أشخاص أيديهم ملوثة بالدماء وكانوا لفترة طويلة شركاء للنظام».
ويلتقي مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن مع هذا الرأي ويعطي رأيا سلبيا حوله، ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية «القصة تشبه قصة مناف طلاس. إذا كان السفير انشق، فلأنه يسعى إلى السلطة. بينما تسعى أجهزة الاستخبارات الغربية إلى اختيار شخصيات يمكن استخدامها في المرحلة الانتقالية».
وعلى موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، انتقادات كثيرة في المقابل، وفي منتدى قبيلة العقيدات على الإنترنت، تؤكد نبذة عن نواف الفارس أنه «رمز وقدوة» و«رفع اسم قبيلة العقيدات عاليا». ويشيد الموقع «بتواضعه وحبه للناس».
وأمس نشرت وكالة سانا بيانا صادرا عن الشيخ كمال الفارس الجراح، شيخ عشيرة الدميم من قبيلة العقيدات من مدينة البوكمال، جاء فيه «سمعنا عبر الإذاعات المغرضة الليلة الماضية انشقاق السفير نواف الفارس عن الوطن الأم سوريا الحبيبة»، مؤكدا أن العشيرة تعتبر أن «التصرف الذي قام به السفير نواف الفارس هو تصرف شخصي»، مؤكدا أن «عشائر الدميم تؤمن بحل القضية السورية بحلول داخلية وعلى طاولة المفاوضات والحوار».
اختفاء العميد مناف طلاس يثير تساؤلات حول نواياه
كبار المسؤولين في المعارضة السورية يتمنون انضمامه إلى صفوفهم
باريس: دان بيلفسكاي ومايا دولابوم *
بعد مضي أسبوع تقريبا على انشقاق العميد الركن مناف مصطفى طلاس، قائد اللواء 105 بالحرس الجمهوري السوري، لم يظهر طلاس حتى الآن بشكل علني ولم يحاول الاتصال بالمعارضة السورية، مما يثير التساؤلات حول دوافعه ونواياه، حسبما أكد كبار مسؤولي وأعضاء المعارضة السورية.
وقللت حالة الغموض التي تحيط بمكان وجود طلاس من الحماسة التي صاحبت الإعلان عن قراره بالتخلي عن الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أشارت الولايات المتحدة الأميركية وبعض البلدان الأخرى المناهضة للأسد إلى أن انشقاق طلاس يعد إشارة قوية على بدء الحكومة السورية في التصدع تحت وطأة الثورة التي لا تهدأ.
وفي ذلك الوقت، وصفت وزارة الخارجية الفرنسية انشقاق طلاس بأنه «ضربة قاسية» للحكومة السورية، وأكدت أنه في طريقه إلى فرنسا، ولكنها اضطرت يوم الأربعاء للاعتراف بأنها لا تعلم شيئا عن مكان وجوده. وشدد كبار المسؤولين الأتراك على أنهم لا يعلمون مكان وجود طلاس ولا حتى ما إن كان موجودا في تركيا أم لا.
ويقول الأصدقاء الذين كانوا على اتصال مؤخرا مع عائلة العميد الركن مناف طلاس الموجودة في باريس إنه يعتزم إلقاء بيان رسمي في الأسبوع القادم. لا توجد أي إشارة على وجوده داخل القصر الفخم المهيب الموجود في باريس والذي يوجد بداخله المكاتب الخاصة بشقيقته ناهد عجة، وهي أرملة الملياردير السعودي أكرم عجة التي تبلغ من العمر 52 عاما. وداخل هذا القصر، قامت ناهد بتنظيم بعض من أهم الحفلات السياسية والثقافية التي يطوق معظم الأشخاص في باريس لحضورها.
وقام أحد أفراد السكرتارية بإبعاد المراسلين الصحافيين عن القصر، مؤكدا أن السيدة ناهد غير موجودة في المنزل، فضلا عن عدم تمكن أحد من الوصول إليها عبر الهاتف، بينما أكد الجيران أنهم شاهدوا سيارة مرسيدس ذات نوافذ داكنة تدخل وتخرج من ممر القصر، ولكن ليس هناك أي إشارة على وجود طلاس داخله.
مناف طلاس هو ابن العماد أول مصطفى طلاس، أحد أبرز الجنرالات في سوريا ووزير الدفاع الأسبق في الفترة بين 1972 وحتى 2004 والحليف المقرب من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والد بشار الأسد. وقد قام حافظ الأسد ببناء سلطة العائلة على قاعدة من أفراد الطائفة العلوية بالإضافة إلى نخبة المجتمع السني.
وفضلا عن حالة الاهتمام الكبيرة التي صاحبت رحيله عن سوريا، أفادت شبكة التلفزيون الإيرانية «برس تي في» أن مصطفى طلاس، الذي يقيم الآن في فرنسا، قد ندد بانشقاق ابنه في مقابلة أجراها مع المحطة الإذاعية الفرنسية «فرانس 2» يوم الأحد الماضي.
نفى المتحدث الرسمي باسم «فرانس 2» هذه المزاعم يوم الأربعاء، مؤكدا أن مصطفى طلاس لم يظهر في أي من برامج المحطة يوم الأحد. يذكر أن إيران وروسيا هما أقوى مؤيدي الأسد على الساحة الدولية.
ألقى هذا الانشقاق، والذي يعد الأول داخل الصفوف المقربة من الأسد منذ اندلاع الثورة السورية ضد الأسد في شهر مارس (آذار) عام 2011، بظلاله على اجتماع حلفاء النظام السوري يوم الجمعة في باريس، فبعد الاجتماع، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هذا الانشقاق بالإشارة القوية على أن المقربين من الحكومة السورية قد «بدأوا في الرحيل». ولكن أعضاء المجلس الوطني السوري، وهي حركة المعارضة الموجودة في المنفى، قد أشاروا إلى أن هذا التقدير قد يكون سابقا لأوانه.
وفي إحدى المقابلات، قالت بسمة قضماني، عضو اللجنة التنفيذية في المجلس الوطني السوري: «لا أدري ما إن كان سينضم إلى الثورة أم إلى المعارضة أم سيتجه إلى العمل الخاص. وبعد أن خاطر بالانشقاق عن النظام، أتمنى أن ينضم إلى المعارضة ضد النظام».
يؤكد بعض المحللين أن الظروف التي تحيط برحيل طلاس تظل غير واضحة ومحل تساؤل بشأن ما إن كان قد جرى تضخيم أخبار انشقاقه. تقول شارمين نارواني، المحللة المختصة بشؤون الشرق الأوسط والأستاذة المشاركة في كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد، إن محاولات وصف هروب طلاس بالانشقاق كانت «محض دعاية».
أكدت نارواني أنه قد تم إبعاد طلاس عن المؤسسة السياسية في سوريا في الشهور الأخيرة بعد أن تزايدت انتقاداته للحكومة، مضيفة أن أحدا لم يمنعه من مغادرة البلاد.
تضيف نارواني: «ماذا يعني أن النظام السوري لم يحاول أبدا أن يجبره على البقاء في سوريا؟ ربما يكون قد غادر سوريا بالفعل، ولكن هذا لا يعني بالضرورة انضمامه إلى الجانب الآخر».
د يكون طلاس الآن سعيدا للغاية لتمكنه من تجنب الصراع الداخلي الذي تشهده المعارضة السورية للتمتع بالحياة في أرقى قصور العالم ولعب الشطرنج وتناول الخمور في هذا القصر الذي تسكنه عائلته الأرستقراطية التي تتخذ من باريس مقرا لها.
في باريس، سوف ينضم طلاس إلى والده وشقيقته ناهد، وهي امرأة ثرية تتمتع بشخصية اجتماعية مؤثرة وتعيش في فرنسا منذ أكثر من 30 عاما. اعتادت أرملة الملياردير السعودي أكرم عجة، وهو تاجر سلاح عاشق لفرنسا والذي كان يكبرها بـ42 عاما، على إقامة حفلات العشاء الفاخرة لأبرز رجال الأعمال والسياسيين والمثقفين في فرنسا.
نشرت جريدة «لو موند» الفرنسية ملفا خاصا عنها في عام 2006 تحت عنوان «حفلات عشاء مدام عجة»، حيث وصفتها الجريدة بامرأة عصر النهضة التي درست الفلسفة والعلوم السياسية وتقوم باستثمار جزء من ثروتها، التي تزيد عن 61 مليون دولار، في ترميم الآثار وتجميع الأعمال الفنية. وفي عام 2001، قامت عجة بتأسيس نادي للشطرنج، والذي ضم بين أعضائه دومينيك ستراوس – كان، رئيس صندوق النقد الدولي السابق.
وفي مقابلة هاتفية جرت يوم الاثنين الماضي، قال رولان دوما، الذي كان وزيرا لخارجية فرنسا في عهد الرئيس الراحل فرنسوا ميتران، إنه يعرف السيدة عجة معرفة جيدة من خلال والدها الذي كانت تربطه علاقات قوية بميتران.
يضيف دوما: «عجة هي سيدة مجتمع، لا تقوم بأي عمل، فهي لديها ثروة شخصية، حيث كانت زوجة لرجل ثري للغاية».
* خدمة «نيويورك تايمز»
رجل الأعمال فراس طلاس: 45 ضابطا من عائلتي انشقوا عن النظام.. ووالدي «حزين وصامت»
نجل العماد مصطفى طلاس لـ«الشرق الأوسط»: أدعم كتيبة الفاروق إغاثيا.. وتربطنا قرابة بقائدها
فراس
دبي: محمد نصار
كشف الابن الأكبر لوزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس أنه على علاقة وتواصل دائم مع قائد كتيبة الفاروق في الجيش السوري الحر عبد الرزاق طلاس، مؤكدا أن صلة قربى تربطه بالعائلة وأن صحة عبد الرزاق بخير ولا صحة للشائعات التي تتحدث عن استشهاده، لافتا إلى أنه يقدم مساعدات إغاثية إنسانية للكتيبة ولا علاقة لها بالسلاح، رافضا الحديث عن أي تفاصيل تتعلق بانشقاق أخيه العميد مناف طلاس، مكتفيا بالقول: «أنتظر أن ينقشع الغبار خلال أيام، والأيام لا تعني يوما أو يومين».
وقال رجل الأعمال السوري المعروف فراس طلاس لـ«الشرق الأوسط» إنه يدعم الحراك الثوري في سوريا ويعتبره حقا مشروعا، مشيرا إلى أنه «مع الناس ولست مع الفوضى، وأتمنى الوصول إلى بر الأمان، فنحن نعيش الآن حالة من الفوضى سواء من النظام أو من المعارضة، ونحتاج إلى تيار قوي لوضع سوريا على السكة الصحيحة ونقلها إلى بر الأمان».
ولفت طلاس في حديث عبر الهاتف من باريس إلى أن الحراك الثوري على الأرض لديه حلول، ويمكن أن يبرمج حلولا أكثر ممن يظهرون على الفضائيات، وأضاف: «أنا أعول على هؤلاء».
إلى ذلك كشف طلاس الذي يمتلك مجموعة «ماس» الاقتصادية في سوريا أنه على تواصل مع عبد الرزاق طلاس قائد كتيبة الفاروق، قائلا: «أنا على تواصل مع عبد الرزاق منذ شهر ونصف، وأنا أحبه، فهو ابن عمتي»، لافتا إلى أنه يدعم بعض كتائب الجيش الحر بالإغاثة ولا يقدم الدعم بالسلاح»، معتبرا أن دعم كتائب الثورة بالسلاح يحتاج إلى دول وترتيبات كثيرة، «وأنا لست قادرا على ذلك».
ومن المعروف أن فراس طلاس هو الابن البكر لوزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس، وهو رجل أعمال معروف في سوريا ويمتلك عدة نشاطات اقتصادية وعلى رأسها مجموعة «ماس» الاقتصادية.
ويميل طلاس إلى ضرورة الوصول إلى عصيان مدني تشارك فيه كل سوريا، لافتا إلى أن الوضع الإقليمي شديد التعقيد والتداخل في ما يتعلق بسوريا، لافتا إلى أن المعادلة الموجودة على الأرض في سوريا لا تأتي بحكم قوة النظام ولكن بحكم «الصراع الإقليمي التي تدخل فيه دول كثيرة بحثا عن مناطق النفوذ والتأثير في سوريا، إنها لعبة شطرنج.. المجتمع الدولي يريد سوريا دولة فاشلة».
إلى ذلك، أكد طلاس أنه على اطلاع على طبيعة الدعم الذي يصل إلى ثوار سوريا، وتحديدا الجيش الحر، لافتا إلى أن كل الدعم الذي يصل الكتائب هو «دعم مشروط»، معتبرا أن الخوف من هذا الدعم المشروط لن يظهر الآن وإنما يظهر بعد سقوط النظام، «فكل دعم مشروط سيكون مرتبطا بإملاءات وأجندات سياسية في المستقبل».
وحول ما ينتظر الرئيس السوري بشار الأسد يرى طلاس أن بشار الأسد لا يزال جزءا من الحل على الرغم من أنه الجزء الأكبر من الأزمة، معتبرا أن الحل الأنسب لسوريا هو أن يقوم بشار الأسد بتسليم السلطة لمجلس مشترك، «سلطة ونظام وتكنوقراط يقوم بتسليم السلطة كاملة… وهو ما يمكن أن نسميه خليطا مكونا من الحلين المصري واليمني».
أما الحل الممكن في رأي فراس طلاس فهو «بروز تيار داخلي قوي يجمع جزءا مهما من الفصائل والحراك الثوري ويمتلك برنامجا سياسيا قويا وواضحا لإدارة المرحلة ويفرض نفسه ويمكنه التفاوض مع النظام.. معتبرا أن عبد الرزاق طلاس قائد كتيبة الفاروق كثائر يمكن أن يكون ممثلا عن الثوار».
ويؤكد فراس طلاس أن والده العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع الأسبق دائم الصمت والحزن على الوضع الحالي، فهو بلغ من العمر 80 عاما ويقيم في باريس حاليا.
ويكشف فراس أنه لم يصفِّ جميع أعماله في سوريا، لافتا إلى أن النظام لم يستهدف إلا شيئا معينا من نشاطه الاقتصادي بعد أن أحس بموقفه، مؤكدا أن جزءا آخر من أملاكه لم يتعرض لها النظام، أما الأسباب فـ«ليس كل ما يعرف يقال، فأنا من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي متابع، ومنذ بداية الشهر الخامس مطلوب للأمن، لكني كنت خارج سوريا».
وكان طلاس قال ليل أول من أمس في حوار مفتوح مع مجموعة «حوار شباب سوريا» على «فيس بوك» أكد خلاله أن رؤيته للمرحلة الانتقالية هي «حكومة من تشكيل معين (قد يكون مناف أحد أعضائها) ولكن السلطة في هذه الحكومة هي لها مجتمعة، أي لا رئيس لها.. والقرارات بالتصويت وتكون مهمتها حراسة المرحلة الانتقالية للوصول إلى جمعية وطنية تأسيسية منتخبة بإشراف دولي».
ويصر فراس طلاس على أنه لن يتحدث باسم أحد ولا يرغب في الإجابة عن أسئلة تتعلق بخطط أخيه مناف: «أنا قلت إني سأتحدث عن نفسي ولا أسوق أحدا، وأيا كان ما يأتي به الصندوق أقبل به، وهذا البلد يستحق الأفضل وليس إعادة إنتاج سلطة»، مضيفا: «إن أتى مناف بالانتخاب بإشراف دولي فهذا حقه، وإن أتى رجل دين أو عسكري سابق أو اقتصادي أو حتى هناك سوري واحد اعتنق البوذية وأتى به الصندوق، أقبل به».
من جهته اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض أمس أن انشقاق السفير السوري في بغداد نواف الشيخ فارس هو «مؤشر إضافي على يأس» نظام الرئيس بشار الأسد. وقال جاي كارني إن هذا الانشقاق يثبت أن «محيط الأسد بدأ يراجع فرصه في البقاء في السلطة».
من جهة أخرى قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إن العميد مناف طلاس الصديق والحليف السابق للرئيس السوري بشار الأسد الذي فر من دمشق الأسبوع الماضي يجري اتصالات مع مقاتلي المعارضة السورية.
وقال فابيوس للصحافيين في باريس «أعلم أنه يجري اتصال بين المعارضة وهذا العميد.. جرى اتصال».
وتردد حين فر طلاس من سوريا أنه في طريقه لباريس لينضم إلى أسرته إذ إن والده العماد مصطفى طلاس الذي كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد يعيش في العاصمة الفرنسية وكذلك شقيقته وهي أرملة تاجر سعودي ثري. لكن فابيوس قال إنه لا يمكنه أن يؤكد ما أن كان العميد مناف طلاس في فرنسا.
مشروع قرار يمهل النظام السوري 10 أيام لوقف استخدام الأسلحة الثقيلة
موسكو تستقبل أنان الأسبوع المقبل بعد فشلها في تحقيق «الاختراق» مع المعارضة
واشنطن: محمد علي الصالح موسكو: سامي عمارة
بينما توقعت مسؤولة سابقة في الخارجية الأميركية إعلان منطقة حظر طيران فوق سوريا مع نهاية الصيف، إذا لم تحل مشكلة سوريا حلا سلميا، بدأ مجلس الأمن مناقشة مشروع قرار غربي، على الرغم من تصريحات روسية مسبقة بأن روسيا تعارض المشروع.
وكانت الدول الغربية الكبرى في مجلس الأمن قدمت، يوم الأربعاء، مشروع قرار يمهل النظام السوري 10 أيام لوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن الخارجة عن سيطرتها. مع تهديدات بفرض عقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأيضا، تجديد مهلة قوات المراقبة الدولية التي سوف تنتهي بعد أسبوع.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا قدمت مشروع القرار، الذي حصلت وكالة الأنباء الفرنسية على نسخة منه، بأنه إذا لم توقف السلطات السورية إطلاق النار «في غضون 10 أيام» بعد صدور القرار، «سيفرض مجلس الأمن فورا الإجراءات المنصوص عليها في المادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة، وهي المادة التي تنص على عقوبات دبلوماسية واقتصادية».
وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه المادة مدرجة في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لكنها لا تجيز استخدام القوة، كما تفعل المادة 42.
وتقول المادة 41: «على مجلس الأمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من تدابير لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته. وعليه أن يطلب من أعضاء الأمم المتحدة تطبيق هذه التدابير. ويجوز أن يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية، والمواصلات الحديدية، والبحرية، والجوية، والبريدية، والبرقية، واللاسلكية، وغيرها من وسائل المواصلات، مع إمكانية قطع كامل أو جزئي للعلاقات الدبلوماسية».
وتطلب الفقرة الخامسة من مشروع القرار الغربي من دمشق وقف إرسال قوات عسكرية إلى المدن أو استخدام أسلحة ثقيلة في هذه المدن، وذلك تنفيذا لبند وارد في خطة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، كوفي أنان. وأنه يتحتم على السلطات السورية أيضا إعادة هذه القوات إلى ثكناتها. وأنه، ستطبق العقوبات السابقة الذكر على سوريا في حال «عدم احترامها بالكامل»، في غضون عشرة أيام، للقرار.
ويطالب مشروع القرار من طرفي النزاع في سوريا؛ الحكومة والمعارضة، أن يطبقا «في الحال» خطة أنان «برمتها»، بما في ذلك «الوقف الفوري لكل أشكال العنف المسلح». هذا بالإضافة إلى تنفيذ العملية الانتقالية السياسية التي اتفقت عليها مجموعة العمل حول سوريا في جنيف في نهاية الشهر الماضي.
وينص مشروع القرار أيضا على «تجديد تفويض فرقة المراقبة لمدة 45 يوما، على أساس توصيات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون».
من ناحية أخرى، قالت المديرة السابقة للتخطيط في الخارجية الأميركية، آن ماري سلوتر، إنها تتوقع تدخلا عسكريا دوليا في سوريا مع نهاية الصيف «إذا لم تحل المشكلة سلميا».
وقالت، في مقابلة مع تلفزيون «إي بي سي»: «لا أعتقد أن قرارا صدر في واشنطن بالتدخل العسكري. لكن، لا بد أن التدخل جزء من سيناريوهات تناقش، كما هي العادة». وأضافت: «تتغير سياستنا نحو سوريا بمرور الزمن، وبحدوث تطورات جديدة، كما هو الحال في كل المواضيع الدولية الأخرى. في البداية، قلنا إننا لن نتدخل. ثم قلنا إننا نساعد المعارضة في مواضيع إنسانية ولوجيستية واستخباراتية. ويمكننا أن نقول إن الوضع يحتم خطوات أكثر».
وقالت إنها تتوقع أن تكون الخطوة الأولى، إذا تقرر التدخل العسكري، إعلان حظر الطيران فوق سوريا. وقالت سلوتر، التي تعمل الآن أستاذة علاقات دولية في جامعة برنستون (ولاية نيوجيرسي): «شهور الصيف لم تنتهِ طبعا، ويمكن أن يحدث أي شيء. يمكن أن تزيد المظاهرات، وتزيد نشاطات المعارضة العسكرية، ويمكن أن يسقط النظام. لكن، إذا لم يحدث ذلك، أتوقع تحركا عسكريا غربيا».
وفي الأمم المتحدة، حيث يستمر النقاش، أكد الممثل الدائم لسوريا، بشار الجعفري، أن نجاح خطة مبعوث الأمم المتحدة «يتوقف على الالتزام الدولي، وعلى إرادة سياسية صادقة، ونزيهة، وعلى تنفيذ الخطة الكاملة، وعلى وقف تسليح الجماعات الإرهابية المسلحة من جانب بعض الدول والأطراف».
وظهر الاختلاف في الرأي حول دور إيران في حل مشكلة سوريا بين كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، وبين الدول الغربية الكبرى في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، قال فيها: «ببساطة، أود أن أشير إلى أن الدور الإيراني حتى الآن سوف يكون من الصعب القول قولا معقولا بأنه دور بناء».
لكن، لم يقفل المتحدث نهائيا الباب أمام مشاركة إيرانية غير مباشرة. وأمس، قال المتحدث باسم البيت الأبيض: «نركز على العمل مع المجتمع الدولي، ومع الشركاء الدوليين الذين يرغبون في الاضطلاع بدور بناء في إيجاد حل للوضع في سوريا».
لكن، لم يغلق المتحدث باسم البيت الأبيض الباب نهائيا أمام دور إيراني، وقال: «أنا لا أستبعد أي شيء. أنا ببساطة أقول بأننا واعون لما يجري حولنا وفي المنطقة. نحن مع المشاركات المفيدة في بناء مستقبل ديمقراطي في سوريا. أقول مرة أخرى، نحن لا نريد استثناء أي شيء، لكننا، ببساطة، نفضل التركيز على ما نعتقد أنه يمكن أن يساعد في إحراز تقدم».
وفي إجابة عن سؤال، في المؤتمر الصحافي اليومي في البيت الأبيض، عن إذا ترفض واشنطن «جملة وتفصيلا أي دور إيراني»، قال كارني: «نحن نرفض ترجيح أن إيران يمكن أن تلعب دورا بناء. لكن، مصلحتنا هي في الاستفادة من كل الظروف للمضي قدما إلى الأمام نحو توافق الآراء الذي سيسمح للانتقال إلى المرحلة التي ستعطي الشعب السوري فرصة أفضل لمستقبل أكثر إشراقا».
وكانت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» أشارت إلى أن «لافروف لم يتمكن من إقناع المعارضين السوريين بالتخلي عن مطلب تنحية الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة قبل بدء الحوار السياسي، في نفس الوقت الذي فشلت فيه قيادات المجلس الوطني السوري في إقناع الطرف الروسي بضرورة تأييد قرار دولي قوي بشأن سوريا، من الممكن أن يراعي إمكانية التدخل العسكري». ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن ألكسندر بانكين، النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، قوله إن روسيا لن تؤيد مشروع قرار للمجلس يهدد بفرض عقوبات على سوريا، لأنها لا ترى أن استخدامها سيأتي بنتائج».
وأضافت الوكالة ما أوضحه بانكين حول أن روسيا تعارض العقوبات التي تدعو إليها دول الغرب، لأنها تستهدف فقط حكومة بشار الأسد، مضيفا أن الصين أيضا تعارض فرض العقوبات على سوريا، وإشارته إلى أن «دول الغرب لا تستبعد احتمال أن تستهدف العقوبات أيضا المعارضة السورية»، وقوله إنه «من الصعب أن نفترض كيف يمكن فرضها على جماعات معارضة منفردة لا تخضع لأحد».
وكانت موسكو أعلنت، أمس، عن زيارة مرتقبة سوف يقوم بها كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، لإجراء مباحثات مع القيادة الروسية حول الوضع الراهن والحلول المطروحة للخروج من المأزق الراهن، بما في ذلك ما يتعلق بمشروع القرار الذي تقدمت به موسكو مؤخرا إلى مجلس الأمن الدولي».
لجان وهيئات تتولى إحصاء عدد القتلى يوميا في سوريا.. وتشكل مصادر لوسائل الإعلام
معايير في التوثيق والتدقيق لا تمنع التضارب في الحصيلة أحيانا
بيروت: ليال أبو رحال
منذ اندلاع التحركات الاحتجاجية في سوريا، في منتصف شهر مارس (آذار) 2011، ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، واستخدام أجهزة الأمن السورية العنف في قمع المتظاهرين وقصف المدن والبلدات السورية، لقي أكثر من 17000 سوري حتفهم، وفق الإحصاء الأخير الصادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووفق إحصاء المرصد عينه، فإن 11 ألفا و897 شخصا على الأقل قتلوا، بينهم مدنيون، ويشمل العدد الإجمالي للقتلى أفراد قوات الأمن التي ما زالت موالية للأسد، وقتل منها 4348 فردا، بينما كانت السلطات السورية قد أعلنت قبل أشهر عن مقتل أكثر من 2600 من أفراد قوات الأمن من دون أن تحدث إحصاءاتها أخيرا.
ويعتبر المرصد السوري لحقوق الإنسان واحدا من أبرز مصادر إحصاء عدد القتلى بشكل يومي، إلى جانب الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية التي تصدر تقارير يومية مفصلة عن أعداد القتلى ويوميات الثورة. وباتت هذه الجهات بمثابة مراجع تستند إليها وسائل الإعلام للحصول على حصيلة أعداد القتلى والجرحى. وبينما تتقارب إحصاءات هذه الجهات في أحيان كثيرة، فإنها تتضارب في بعض الأحيان. وتختلف طريقة إحصاء كل جهة، على الرغم من تأكيد القائمين عليها أنها تستند في أرقامها إلى معطيات ميدانية مؤكدة.
وفي هذا السياق، يقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن المرصد يعتمد معايير محددة في إحصاء عدد القتلى يوميا، التي يستقصيها من خلال شبكة المراسلين في المناطق السورية كافة، ومن خلال المشافي الرسمية. ويوضح أنه «غالبا ما يقال إن أرقام المرصد أقل من باقي اللجان، وذلك لأننا نعلن العدد الذي نتمكن من توثيقه، وليس العدد الذي يصل إلينا»، مؤكدا أن «هدفنا ليس السبق الصحافي وإنما التوثيق الدقيق ومعرفة كيفية وظروف الاستشهاد».
ويشير عبد الرحمن إلى أنه «في حال تم العثور على جثث أشخاص سبق أن قتلوا في فترة سابقة ولم يسلّم الأمن جثثهم، يتم احتسابهم مع حصيلة اليوم الذي قتلوا فيه، وليس عند العثور على جثثهم»، لافتا إلى «أننا نحتسب من يتوفى لاحقا بعد إصابته بجروح خلال الاشتباكات كما لو أنه شهيد، لكننا لا نحتسب من يتوفى بسبب عدم وجود مستشفى قريب أو عدم وجود أدوية». ويؤكد أن المرصد «يوثق أسماء وأعداد الأشخاص الذين يقتلون خلال الاشتباكات وداخل المعتقلات أو في إطار الحراك الشعبي والثوري، وكذلك من يقتل من القوات النظامية».
من ناحيته، يوضح عضو لجان التنسيق المحلية في سوريا في الزبداني وعضو تنسيقية الزبداني فارس محمد لـ«الشرق الأوسط» أن «ناشطي اللجان والتنسيقيات أشبه بمراسلين يعملون على الأرض ويتحرون الدقة في إحصاءاتهم بشكل حثيث». ويقول: «أتواصل وزملائي بشكل مستمر مع المكتب الإعلامي للجان التنسيق المحلية الموجود خارج سوريا، وهو بدوره يضطلع بمهمة التنسيق بين مع كل التنسيقيات»، لافتا إلى «أننا نرفع تقارير دورية خلال النهار عن يوميات الثورة والمناطق التي تتعرض للقصف وعدد الشهداء والجرحى وأماكن خروج المظاهرات، كما نوثق نقاط الوجود الأمني».
ويشدد محمد على أن «أرقامنا وإحصاءاتنا دقيقة بنسبة 95 في المائة، لأننا نتأكد بأنفسنا من عدد القتلى من خلال التواصل مع أهلهم وأقاربهم والمشافي الميدانية، ونتوجه بأنفسنا إلى أماكن خروج المظاهرات ونعاين عن قرب الأحياء التي تتعرّض للقتل ولا نعلن عن أرقام القتلى إلا بعد التيقن منها».
السويداء تخرج عن صمتها وتدخل على خط الثورة «سلميا»
بشار العيسمي: كنا على يقين بأن التحرك قادم
بيروت: كارولين عاكوم
يبدو واضحا من خلال الأخبار الميدانية الواردة من السويداء أن أبناء المنطقة خرجوا عن صمتهم ودخلوا على خط الثورة من الباب العريض، رغم تأكيد الناشطين فيها أن تحركاتهم لا تزال سلمية، وهم حريصون على المضي فيها على هذا النحو، إلا إذا كثّفت قوات النظام عملياتها العسكرية، بحسب ما قال عضو لجان التنسيق المحلية في السويداء، أبو تيم، لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أنه خلال الأسبوعين الأخيرين شهدت السويداء تحركات ومظاهرات عمت معظم المناطق، بعض منها خرج للمرة الأولى، لا سيما أن وجهاء المنطقة وعددا من الشيوخ يقومون باجتماعات دورية تضم الموالاة والمعارضة، يؤكدون فيها على حرية التظاهرات السلمية ويدعون لعدم التصدي لها أو مواجهتها بإطلاق النار أو الاعتقال.
بدوره، يؤكد بشار العيسمي، عضو المكتب السياسي في «تجمع أحرار سوريا» في جبل العرب، أن السويداء دخلت في الأسبوعين الأخيرين على خط الثورة بشكل واضح. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «التحرّك جاء متأخرا، لكن هذا كان متوقعا، وكنا على يقين بأنه قادم لا محالة، وذلك بعدما سقطت الحسابات الخاصة أمام عنف النظام». ويلفت العيسمي إلى أن أعضاء تجمع الأحرار وكل الشخصيات المعارضة في المنطقة يعملون كي تكون السويداء جزءا من الثورة وشريكا أساسيا مع الشعب وليس طرفا محايدا، مضيفا «نحن سوريون لن نقف إلا مع الشعب بعيدا عن أي مطالب خاصة. همنا الأول والأخير هو الوطن وليس الطائفة». وفي حين لفت العيسمي إلى أن هناك اتصالات مباشرة مع الداخل بشخصيات معارضة وغير مباشرة مع عدد من الشيوخ، أشار إلى أن «هؤلاء هم قلبا وقالبا مع الثورة، لكن كانت لهم حسابات خاصة، بدأت تسقط بعد كل ما يقترفه النظام بحق شعبه». وعن التواصل مع شخصيات درزية في الخارج لا سيما مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط، يقول «هناك تواصل مع جنبلاط، لكنه لم يصل إلى مرحلة التنسيق الشامل، لكن في المرحلة المقبلة حيث سيكون المطلوب التعاون مع كل القوى العربية الداعمة للثورة لا بدّ أن يكون التنسيق معه مطلوبا بما يخدم الثورة، لا سيما أن مواقفه الأخيرة المؤيدة للثورة والشعب كان لها الأثر الإيجابي ليس فقط على أهالي السويداء بل على كل المناطق السورية».
وعن الوضع الميداني في السويداء في الفترة الأخيرة، يقول أبو تيم «في البداية لم تكن قوات الأمن تواجه المظاهرات التي تخرج في المدينة خوفا من تنقل التحركات إلى كل المناطق، أما اليوم وبعدما قتل الأسبوع الماضي الشابان معين رضوان وصفوان شقير في انفجار عبوة ناسفة، خرج أهل السويداء في التشييع الذي شارك فيه أهلهما بعدما رفضوا عرض النظام بقبض مليوني ليرة سورية مقابل التوقيع على اعتراف يفيد بأن ولديهما قتلا على أيدي الإرهابيين وسيتم اعتبارهما شهيدين من شهداء الدولة. مع العلم، بأنه أول من أمس كانت السويداء شهدت انتشارا أمنيا كثيفا جدا وغير مسبوق منعا لخروج مظاهرة كان مخطّطا لها في مركز المدينة. وقد تم نشر العديد من نقاط التفتيش عند مداخل القرى والبلدات، كما تمت إقامة حواجز أمنية على كل الطرق المؤدية إلى السويداء بالإضافة إلى حواجز متنقلة أخرى تجوب الشوارع، بعدما أجبروا التجار على إقفال محلاتهم بحجة أن هناك تفجيرا وضعه الإرهابيون». كما نفذت حملة اعتقالات واسعة طالت محمد بركة، وهو عضو في «إعلان ائتلاف دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي»، والمدرّس المتقاعد حرب حرب، والناشط عمرو الزاقوت، والمحامي أسامة الزاقوت، والدكتور كمال سلوم على خلفية إلقائه كلمة خلال تشييع رضوان وشقير، والضابطين الطيارين المتقاعدين حمد الطويل وكمال أبو الحسن، والصحافي سالم ناصيف، ليصل عدد المعتقلين خلال 4 أيام إلى 50 معتقلا بحسب أبو تيم، إضافة إلى قيام قوات الأمن بمحاصرة منازل الناشطين في المنطقة.
النظام يقصف دمشق بـ«الهاون» للمرة الأولى
يستخدم القنابل العنقودية
بيروت: بولا أسطيح
أفاد ناشطون سوريون بأن قوات الأمن السورية قصفت وللمرة الأولى يوم أمس مناطق في العاصمة دمشق بقذائف الهاون، بينما أحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 60 شخصا في إدلب وريف حماه وحمص ودرعا ومناطق ريف دمشق.
وعشية المظاهرات التي دعت إليها قوى المعارضة في جمعة «إسقاط أنان خادم الأسد وإيران» في إشارة للمبعوث الدولي كوفي أنان، قال ناشطون إن قوات النظام السوري قصفت يوم أمس الخميس للمرة الأولى بقذائف الهاون منطقة البساتين في حي كفرسوسة قرب الطريق السريع جنوب دمشق، مما سبب موجة نزوح من المنطقة. وأظهر فيديو التقطه ناشطون دخانا كثيفا يتصاعد من وسط الأشجار والمباني. ولم ترد على الفور تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى. وقال ناشطون في كفر سوسة إن قوات النظام تطلق قذائف الهاون على حقول عند مشارف المدينة لإجبار مقاتلي الجيش الحر المختبئين هناك على الخروج.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية اقتحمت ظهر يوم أمس حي اللوان في دمشق «وشنت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية، ونصبت حواجز عدة مدعومة بمدرعات داخل الحي». كما ذكر أن قذائف هاون عدة سقطت على بساتين حي كفرسوسة في العاصمة. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن منطقتي البساتين وحارة السبيل في حي القدم في دمشق تعرضتا للقصف.
ومن الزبداني، تحدث الناشط فارس الدمشقي لـ«الشرق الأوسط» عن «سقوط ما يزيد على 50 قذيفة يوم أمس على منازل مدنية، مما أدى لمقتل وجرح العشرات»، لافتا إلى وجود «56 نقطة عسكرية في المنطقة تحاصر الأهالي وتمنعهم من الخروج».
واعتبر الناشط السوري أن «الأسلحة التي يمتلكها عناصر الجيش السوري الحر الموجودون في المنطقة غير قادرة على صد هجوم قوات الأمن التي تنهال بالصواريخ والقذائف على المنطقة»، وأضاف «كنا نشهد في أيام الجمعة خروج ما يزيد على 15 ألف شخص في المظاهرات، أما اليوم فبات العدد يقتصر على 15 شخصا، لأن كل من يخرج مهدد بالقتل المباشر أو بقصف الحي الذي تخرج منه المظاهرة بالكامل».
في هذا الوقت، كشفت منظمة «هيومان رايتس ووتش» عن رصدها مقطعي فيديو التقطهما ناشط سوري يظهران استخدام قوات النظام السوري القنابل العنقودية المحظورة دوليا. وأوضحت المنظمة أنه إذا صحت مقاطع الفيديو التي تم تحميلها يوم 10 يوليو (تموز) الحالي والتي تصور قنابل عنقودية وذخائر عنقودية صغيرة، فإن هذا يعتبر أول استخدام موثق لهذه الأسلحة شديدة الخطورة من قبل القوات المسلحة السورية في حملتها ضد معارضي النظام. وأشارت إلى أنه تم العثور على الذخائر العنقودية الصغيرة وقنبلة عنقودية «سوفياتية الصنع» في جبل شحشبو، وهي منطقة جبلية قريبة من حماه.
وقال ناشط من المنطقة للمنظمة إن المكان الذي تم العثور فيه على بقايا الذخائر العنقودية تعرض لقصف مطول من القوات السورية على مدار الأسبوعين الماضيين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحين موالين للنظام السوري وعناصر من الأمن أطلقوا الرصاص على سيارات كانت تسير على طريق جسر الشغور في اللاذقية قرب قرية خان الجوز، مضيفا أن «معلومات وردت عن استشهاد 23 مواطنا».
وكانت العمليات العسكرية قد تركزت يوم أمس في محافظة حماه، حيث تعرضت بلدة التريمسة لحملة قصف عنيف تلتها اشتباكات بين قوات النظام والمقاتلين المعارضين، ثم عملية اقتحام نفذتها القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن قوات النظام استخدمت الدبابات والطائرات الحوامة، وإن العمليات العسكرية تسببت في مقتل سبعة مدنيين ومقاتل معارض، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى.
وتحدث أبو غازي الحموي لـ«الشرق الأوسط» عن استهداف قوات الأمن لمدرسة التريمسة، حيث «دمروها تدميرا كاملا». وقال «الاشتباكات مستمرة بين الجيشين الحر والنظامي، وتعتمد الكر والفر في ظل نقص حاد في السلاح لدى العناصر المنشقة».
وفي مدينة حمص، استمر مسلسل القصف على الأحياء المحاصرة مترافقا مع اشتباكات عنيفة، لا سيما في محيط حي بابا عمرو. وقال المرصد إن مقاتلين معارضين قتلا خلال اشتباكات في محيط حي بابا عمرو، ومواطنين جراء القصف على حي الخالدية، ومواطنا برصاص قناص في حي كرم الشامي. كما قتل مواطنان في قصف على مدينة القصير في ريف حمص، وامرأتان جراء القصف على قرية غرناطة.
بدورها، تحدثت الهيئة العامة للثورة عن «تهدم وتضرر واحتراق العديد من المنازل وتصاعد أعمدة الدخان في سماء مدينة الرستن، وسط تدهور وترد كبير للحالة الطبية والإغاثية والمعيشية في المدينة نتيجة القصف والحصار المفروض عليها».
في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن الجهات المختصة اشتبكت مع عدد من «الإرهابيين» يستقلون زورقين في بحيرة قطينة بحمص، كانوا ينقلون السلاح والذخيرة إلى «المجموعات الإرهابية» في قرى القصير. ونقلت عن مصدر في محافظة حمص قوله إن الجهات المختصة تعاملت مع الزورقين ودمرتهما بمن فيهما. وفي هذا السياق، قال مصدر سوري إن الجهات المختصة تمكنت من إحباط محاولة تسلل عند معبري نورا والشعرة في ريف تلكلخ، واشتبكت مع «العصابة المسلحة»، مما أسفر عن وقوع خسائر فادحة في صفوف المسلحين.
المتظاهرون السوريون يدعون إلى إسقاط «أنان خادم الأسد وإيران»
معارضون في الداخل يدعون إلى عقد مؤتمر «لإنقاذ الوطن السوري»
لندن: «الشرق الأوسط»
في ما يبدو إعلانا من «القوى الثورية» السورية الميدانية لموقفها الرافض لمساعي المبعوث الأممي كوفي أنان لإدخال إيران في جهود حل الأزمة في سوريا، أطلق الثوار اسم «إسقاط أنان.. خادم الأسد وإيران» على المظاهرات المنتظر خروجها اليوم الجمعة. وقالت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» التي تجري عادة الاستفتاء على اختيار أسماء مظاهرات يوم الجمعة «كوفي أنان يقول إن خطته لم تنجح، وإنه يقترح إدخال إيران لتنفيذ الخطة بشكل جيد.. كوفي أنان، أتريد ضم الذئب إيران لخطتك.. أم أنك مستعجل لإفناء الشعب السوري؟ الجميع يعرف خطط أنان في رواندا وكوسوفو وغيرهما.. والتاريخ يشهد».
بينما رأى تيار بناء الدولة والتيار الوطني المعارضان، «مهمة» كوفي أنان «فرصة أخيرة لإنقاذ الوطن السوري»، وقالا في مؤتمر صحافي عقد في دمشق «لا يمكن لمهمة أنان النجاح ما لم ننجحها نحن»، فأنان «ليس مخلِّصا.. فهو بحاجة لتنظيمات ومجموعات سياسية ومدنية داخل البلاد تتشكل الآن في هذه الظروف الصعبة جدا لتنهض هي بصناعة المستقبل السوري». ودعا التياران إلى عقد مؤتمر «إنقاذ الوطن السوري» في دمشق يوم السبت الموافق 2012/7/28. وقال البيان الصادر عن المؤتمر الصحافي إن الدعوة موجهة للقوى السياسية والمجموعات الأهلية والشبابية والميدانية والشخصيات العامة في داخل البلاد وخارجها، ممن يعملون «على التغيير الجذري لنظام الحكم باعتماد جميع الوسائل السلمية»، من أجل التكاتف في وجه «جميع المخاطر والتحديات، ولإطلاق فعاليات عمل سياسية وأهلية لإنقاذ الوطن السوري مما يتهدده من احتمالات الانهيار»، وأنه سيترتب على هذا المؤتمر الخروج «ببرامج عمل وخرائط طريق واضحة ومحددة.. بدءا من كيفية نقل السلطة بطريقة آمنة ومحكومة بإرادة السوريين وحدهم، إلى مرحلة انتقالية ترضى بها، وتشارك فيها، جميع الأطراف. وليس انتهاء بآليات إعادة المهجرين إلى مساكنهم، وإعادة إعمار مناطقهم». ولفت البيان إلى أن السلطة هي المسؤولة الرئيسية عما آلت إليه أحوال سوريا. وقال «حتى لو سلّمنا بما تدّعيه من مؤامرة خارجية، فقد أثبتت فشلها بشكل مطلق في التصدي لهذه المؤامرة المزعومة، وأثبتت عدم أهليتها لإدارة الأزمة أو قيادة البلاد، بل أصبحت عاجزة عن حماية المواطنين ورعايتهم؛ وبالتأكيد غير قادرة إطلاقا على النهوض بمصالحة وطنية تنجي البلاد من الهاوية التي تنحدر إليها». وأسف البيان لارتضاء بعض الأطراف المعارضة «هذا الخيار.. خيار السلطة أو الفوضى»، وقال إن تلك الأطراف «اختارت الفوضى مستعينة لذلك بدول إقليمية ودولية لا تهمها مصلحة الشعب السوري، بخلاف ما تدعيه وتصرح به ليل نهار».
ميدانيا، أعلن ناشطون عن مقتل نحو سبعين شخصا على يد قوات النظام في عدة مناطق من البلاد أغلبهم في حماه وإدلب ودرعا. وقال ناشطون في محافظة حماه إن «حالة تسمم جماعي حدثت في بلدة قلعة الحصن»، بسبب تناول خبز مصنوع بمخبز حكومي في ناحية تلكلخ. وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر أطفالا في وضع صحي سيئ بينما يحاول ذووهم مساعدتهم على استفراغ ما في جوفهم. ووجه الأهالي استغاثات لإدخال مساعدات دوائية، وقالوا إنهم بحاجة لألفي إبرة أتروبين، بينما المتوافر لديهم إبرة واحدة فقط لا تكفي لعلاج المصابين البالغ عددهم أربعين حالة.
في غضون ذلك، تعرضت بلدة التريمسة في محافظة حماه يوم أمس الخميس لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، أثناء محاولة اقتحام البلدة مستخدمة المدفعيات والمروحيات لبسط سيطرتها على المنطقة. وقتل جراء القصف سبعة أشخاص وعشرات الجرحى، ودمرت العديد من البيوت بما فيها المدرسة. وذكرت الهيئة العامة للثورة في بيان أن طبيبا قتل في التريمسة خلال «محاولته إسعاف الجرحى»، وقد أصيب «بطلق ناري في الرأس». وقامت القوات النظامية بفرض حصار تام على المدينة من خلال انتشار كثيف للقوات النظامية في محيط البلدة، كما تعرضت بلدتا كرناز واللطامنة في حماه للقصف من قوات الجيش النظامي.
وفي مدينة حمص، تواصل القصف لليوم السادس والثلاثين على أحياء محاصرة، وترافق مع اشتباكات عنيفة، لا سيما في محيط حي بابا عمرو الذي سقط في أيدي القوات النظامية في مطلع مارس (آذار). وقتل مقاتلان من الجيش الحر خلال اشتباكات في محيط حي بابا عمرو، ومدنيان جراء القصف على حي الخالدية، ومدني برصاص قناص في حي كرم الشامي. كما قتل مواطنان في قصف على مدينة القصير في محافظة حمص، وامرأتان جراء القصف على قرية غرناطة في ريف حمص.
ويستمر القصف على مدينة الرستن وتستخدم فيه المروحيات. وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن «تهدم وتضرر واحتراق العديد من المنازل وتصاعد أعمدة الدخان في سماء المنطقة، وسط تدهور وترد كبير للحالة الطبية والإغاثية والمعيشية في المدينة نتيجة القصف والحصار المفروض عليها».
وفي محافظة درعا، تعرضت بلدتا الحراك وبصرى الشام لقصف من القوات النظامية بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس. وفي محافظة حلب، تعرضت مدينة تل رفعت وقرية ماير للقصف بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس من قوات الجيش النظامي التي تحاول السيطرة على مدن وبلدات وقرى في ريف حلب الشمالي والغربي. كما تعرضت بلدة حريتان لقصف مدفعي عنيف يوم أمس من الحواجز الموجودة على أطراف البلدة، ترافقت مع اشتباكات عنيفة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستهداف مقاتلين معارضين مركزا أمنيا في حي الميدان في مدينة حلب. وفي محافظة اللاذقية (غرب)، جاء في بيان للمرصد أن «مسلحين موالين للنظام وعناصر الأمن أطلقوا الرصاص على سيارات مدنية كانت تسير على طريق جسر الشغور قرب قرية خان الجوز»، مما تسبب في مقتل سبعة أشخاص على الأقل. وقال ناشطون إن الجيش النظامي قام بقصف القرية من الدبابات المتمركزة عند قرية كفرية وسمع دوي عدة انفجارات في المنطقة.
وفي مدينة دير الزور، سجلت اشتباكات وقصف، مما تسبب في مقتل شخص في حي العمال. كما أفاد المرصد بمقتل جندي منشق في اشتباكات مع القوات النظامية في ريف حماه، وما لا يقل عن أحد عشر عنصرا من القوات النظامية في هجوم نفذه مقاتلون معارضون على حواجز للقوات النظامية في حماه وريف دمشق واللاذقية.
الى ذلك لم تعد البلدات الحدودية اللبنانية وحدها أهدافا سهلة لمدفعية جيش النظام السوري، إنما أضحت معظم القرى العكارية تحت مرمى النيران السورية، إذ لم تعرف منطقة عكار النوم طيلة ليل أول من أمس، بعد القصف الذي تجدد على بلدات قشلق والدبابية ونورى، التي شهدت نزوحا كاملا لأهالها، بعد أن أحصي سقوط 17 قذيفة فيها، في حين طال هذا القصف لأول مرّة بلدتي الدوسة والكواشرة الواقعتين في عمق عكار، وعلى الطريق العام التي تفصل بين بلدتي حلبا والقبيات. كما أصيب منتصف ليل أول من أمس، ثلاثة أطفال أشقاء بجروح وهم أحمد منصور شاهين (11 عاما)، محمد منصور شاهين (6 أعوام)، وشقيقتهما تسنيم (3 أعوام)، ونقلوا إلى مستشفى بعلبك الحكومي، نتيجة تهدّم منزلهم بقذائف دبابة سورية في بلدة طفيل اللبنانية الحدودية في تخوم السلسلة الشرقية، وذلك بعد اشتباكات دارت بين الجيش السوري وعناصر الجيش السوري الحر. في حين أُصيبت والدتهم آمنة فارس عثمان برضوض في الصدر. وقال والد الأطفال الثلاثة منصور شاهين «لقد جرى تبادل إطلاق النار ليل الأربعاء، فأصيب منزلي بقذيفة دبابة إصابة مباشرة، ما أدّى إلى تهديمه، وإصابة أطفالي الثلاثة الذين غطّاهم الركام، وقد تولّيت نقلهم على جرار زراعي عن طريق وعر في المنطقة الجردية».
النظام يقصف دمشق بـ«الهاون» للمرة الأولى.. ويفصل السفير المنشق
الغرب يطرح مشروع مهلة 10 أيام لوقف استعمال الأسلحة الثقيلة * المتظاهرون السوريون يدعون اليوم إلى «إسقاط أنان خادم الأسد وإيران»
بيروت: بولا أسطيح واشنطن: محمد علي صالح
أفاد ناشطون سوريون بأن قوات الأمن السورية قصفت، للمرة الأولى، أمس، مناطق في العاصمة دمشق بقذائف «الهاون»، بينما أحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 60 شخصا في إدلب وريف حماه وحمص ودرعا ومناطق ريف دمشق.
وقال ناشطون إن قوات النظام السوري قصفت أمس للمرة الأولى بقذائف «الهاون» منطقة البساتين في حي كفرسوسة قرب الطريق السريع جنوب دمشق، مما سبب في موجة نزوح من المنطقة. وأظهر فيديو التقطه ناشطون دخانا كثيفا يتصاعد من وسط الأشجار والمباني. ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى. وقال ناشطون في كفرسوسة إن قوات النظام تطلق قذائف «الهاون» على حقول عند مشارف المدينة لإجبار مقاتلي الجيش الحر المختبئين هناك على الخروج.
من جهتها، تبرأت وزارة الخارجية السورية من السفير السوري المنشق نواف فارس، وقالت إنها أعفته من مهامه كسفير لسوريا لدى العراق.
وفيما يبدو إعلان «القوى الثورية» السورية الميدانية موقفها الرافض لمساعي المبعوث الأممي كوفي أنان لإدخال إيران في جهود حل الأزمة، دعت قوى المعارضة إلى تسمية هذه الجمعة بـ«إسقاط أنان خادم الأسد وإيران».
وكانت الدول الغربية الكبرى في مجلس الأمن قدمت يوم أول من أمس مشروع قرار يمهل النظام السوري عشرة أيام لوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن الخارجة عن سيطرته، مع تهديدات بفرض عقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأيضا، تجديد مهلة قوات المراقبة الدولية التي سوف تنتهي بعد أسبوع.
فابيوس يتحدث عن اتصالات بين طلاس والمعارضة السورية
مجزرة التريمسة في حماة تحصد أكثر من 230 شهيداً
يسابق النظام السوري تسارع وتيرة الانشقاقات، بارتكاب مجازر متنقلة، إذ كشف ليلاً عن مجزرة مروعة في بلدة التريمسة ومسجدها في حماه، زاد عدد ضحاياها عن 230 شهيداً، ويخشى ارتفاع المحصلة في ظل اكتشاف المزيد من الجثث، بحسب المركز الإعلامي السوري ولجان التنسيق المحلية.
وأفاد المركز الإعلامي السوري أن من بين الشهداء أطفال ونساء، وأن عشرات الجثث ملقاة داخل المساجد والأراضي الزراعية. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حماة باسل درويش في حديث لقناة “العربية”، إن غالبية الضحايا قضوا ذبحاً بالسكاكين، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود عشرات الجثث المحترقة على حافة نهر العاصي بحماة، وأن من بين القتلى 3 عائلات ذبحت بالكامل، فضلاً عن مقتل عناصر من الجيش السوري الحر في الاشتباكات مع قوات الأسد، حيث كانوا يدافعون عن سكان القرية، بحسب الناشطين السوريين.
وفي السياق نفسه ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قرية التريمسة حوصرت بشكل كامل قبيل اقتحامها، وقطعت عنها الكهرباء وكل أشكال الاتصالات. وأمام هول المجزرة، طالب المجلس الوطني السوري، مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة عاجلة للبحث في تداعيات هذه المجزرة.
كما سجل ناشطون سقوط اثنين وعشرين شهيداً في حمص، وأحد عشر في ريف دمشق، وأثني عشر في العاصمة، ثمانية منهم في قصف برزة، وشهيد في جوبر وثلاثة في الحجر الأسود، الى سبعة شهداء في درعا، وستة في دير الزور وخمسة في إدلب وثلاثة في حلب، اثنان منهم في إطلاق الرصاص على متظاهرين، وشهيد في الحسكة.
سياسياً، أكد البيت الأبيض أن انشقاق السفير السوري في بغداد نواف الشيخ فارس هو “مؤشر إضافي على يأس “نظام الرئيس بشار الأسد، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن العميد مناف طلاس الذي انشق الأسبوع الفائت عن الجيش السوري، أقام اتصالات بالمعارضة السورية.
وبدأت مفاوضات بشأن قرار لتمديد مهمة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا ليل أمس بين أعضاء مجلس الأمن المنقسم بشدة إذ تقول روسيا إنها لن توافق على التهديد بعقوبات في محاولة لإنهاء الصراع المستمر منذ 16 شهراً.
وعلى المجلس أن يقرر مستقبل المهمة الدولية قبل 20 تموز عندما ينتهي تفويضها الذي تبلغ مدته 90 يوماً.
واقترحت روسيا تمديد المهمة 90 يوماً لكن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا قابلت ذلك بمشروع قرار لتمديد المهمة 45 يوماً فقط ووضع خطة كوفي أنان للسلام تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ويجيز الفصل السابع للمجلس التفويض بإجراءات تراوح بين العقوبات الديبلوماسية والاقتصادية والتدخل العسكري. وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتحدثون عن العقوبات على سوريا وليس التدخل العسكري.
ومن المقرر حالياً أن يصوت المجلس على قرار في 18 تموز.
وقال الكسندر بانكين نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة للصحافيين “نحن بالتأكيد ضد (استخدام) الفصل السابع. كل شيء قابل للتفاوض لكننا لا نتفاوض بشأن هذا. هذا خط أحمر”.
وقال الناطق باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني إن “المحيطين بالأسد من دائرة المقربين منه ومن الدائرة الأوسع في قيادة الجيش والحكومة بدأوا يقيمون فرص بقاء الأسد في السلطة ويختارون التخلي عنه والانضمام الى الشعب السوري”. وأضاف ان عناصر آخرين في هذا المحيط “على ما نأمل سيبدأون بمراجعة ارث الأسد، ارثه من العنف، وسيختارون التخلي عنه لصالح الشعب السوري”.
وأكدت سوريا أمس أول انشقاق لأحد سفرائها إذ قالت الخارجية السورية في بيان إن نواف الفارس “أعفي من مهامه أصولاً ولم يعد له أي علاقة بسفارتنا في بغداد أو بوزارة الخارجية والمغتربين”.
وكان الفارس أعلن مساء الأربعاء انشقاقه عن نظام الأسد وانضمامه الى “صفوف الثورة”، داعياً العسكريين خصوصاً الى أن يحذوا حذوه، بحسب شريط فيديو بثته قناة الجزيرة مساء الأربعاء.
وأكد العراق أمس أن الفارس غادر أراضيه ولجأ إلى دولة قطر. ونقلت قناة العراقية الحكومية عن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قوله أمام عدد من الصحافيين على هامش افتتاح سفارة عراقية جديدة في باريس، إن “انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس أمس كان مفاجأة، إذ إنه كان موالياً للنظام”.
وأضاف زيباري أن “الفارس غادر العراق وهو موجود حالياً في قطر”، من دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل.
وأوضح كارني أن ليس في وسعه تأكيد تقارير أن الفارس موجود حالياً في قطر.
وفي ما يخص انشقاق العميد مناف طلاس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن طلاس أقام اتصالات بالمعارضة السورية. وصرح فابيوس خلال لقاء مع جمعية الصحافة الديبلوماسية “انني علمت بأن هناك تقارباً بين المعارضة والعميد. لقد حصلت اتصالات في هذا الاتجاه” من دون أن يؤكد إذا كان العميد طلاس متواجداً حالياً في باريس أم لا”.
وكان مناف طلاس، نجل العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السابق وصديق الرئيس الراحل حافظ الأسد، محسوباً على الطبقة السورية الحاكمة، وصديق طفولة الرئيس الحالي بشار الأسد.
وقد أقصي العميد في الحرس الجمهوري، وحدة النخبة المكلفة حماية النظام السوري، منذ أكثر من سنة من مسؤولياته، حسب مصدر قريب من النظام في دمشق.
واعتبرت باريس وواشنطن انشقاق العميد مناف طلاس بمثابة نكسة لنظام دمشق.
وقتل أكثر من 16500 شخص في أعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار.
في غضون ذلك، أعلنت جماعة حقوقية أن القوات الحكومية في سوريا تستهدف النساء بالاغتصاب والاعتداء مع استمرار تصاعد الصراع بين الرئيس بشار الأسد وقوات المعارضة.
وقالت منظمة (نساء تحت الحصار) إنها وثقت 81 حالة اعتداء جنسي في سوريا منذ بدء التظاهرات المناهضة للحكومة في آذار 2011 وحدث أغلبها في معقل مقاتلي المعارضة بحمص التي كثيراً ما تستهدفها القوات الحكومية.
وأكدت لورين وولف مديرة الجماعة أن من الواضح من التقارير التي تم جمعها عبر جماعات حقوق الإنسان التي ترصد الأوضاع هناك وأقوال الشهود ووسائل الإعلام أن السوريات يتعرضن لاغتصاب جماعي أو الاعتداء كتكتيك حربي.
وقالت “من السهل التوصل الى نتيجة مفادها بأن الأوضاع تدهورت حقاً إلى حالة شبه حيوانية. إنهم يعاملون المرأة حقاً بصورة لا آدمية. إنها ساحة معركة أخرى تدور فيها الحرب”.
اضافت وولف إنه في حين لا يوجد دليل على أن الحكومة أمرت أفراد الشبيحة بالاعتداء على النساء أو اغتصابهن فإن نحو 67 في المئة من الحالات الموثقة نفذها أفراد من القوات الحكومية أو الشبيحة، مشيرة الى أن هناك أدلة أيضاً من التقارير على أن الضحايا المستهدفات هن من أقارب أعضاء في الجيش السوري الحر المعارض ومن المرجح أن يكون استهدافهن بهدف معاقبة مقاتلي المعارضة.
وأكدت “سمعنا تقارير عن جنود يدخلون منزلاً أو قوات من الشبيحة تدخل منزلاً وتبحث عن رجل في الأسرة من المفترض أن يكون عضواً في قوات المعارضة ثم يغتصبون (أمامه) المرأة”. وقالت وولف إنه لم ترد لجماعتها تقارير عن أعضاء من الجيش السوري الحر يهاجمون النساء لكن ليس في وسعها أن تؤكد أن مقاتلي المعارضة لم ينخرطوا هم أيضاً في اعتداءات جنسية لأن الكثير من الهجمات لا يبلغ عنها.
ولم يتسن لواضعي التقرير التحقق من جهة مستقلة من أغلب الحالات أو إحصاء العدد الإجمالي للضحايا نظراً الى أن التقارير تتحدث عن مهاجمة قرى من دون تقديم السياق الذي تم فيه ذلك وعدد الضحايا.
وعلى الرغم من عدم القدرة على التوصل إلى أرقام بعينها قالت وولف إن نتائج الفريق ما زالت دقيقة على الأقل من ناحية سرد الوقائع بسبب تقارير الطرف الثالث التي تخرج من سوريا. وأكدت وولف أن “استغلال جسد المرأة ثم التخلص منه هو الوحشية الكاملة”.
وفي سياق متصل، أعلنت هيومن رايتس ووتش أمس أن هناك مستخدماً لموقع يوتيوب يُعتقد أنه ناشط سوري، قام بنشر مقطعي فيديو بتاريخ 10 تموز 2012 يبدو أنهما لبقايا ذخائر عنقودية. يظهر في المشاهد المصورة ذخائر عنقودية صغيرة وقنبلة عنقودية سوفياتية الصُنع، يبدو أنه تم العثور عليها في جبل شحشبو، وهي منطقة جبلية قريبة من حماة.
وقال ناشط من المنطقة لـ”هيومن رايتس ووتش” إن المكان الذي تم العثور فيه حسب الزعم على بقايا الذخائر العنقودية تعرض لقصف مطول من القوات السورية على مدار الأسبوعين الأخيرين.
وأكد ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش “يظهر من مقاطع الفيديو هذه قنابل عنقودية وذخائر عنقودية صغيرة. إذا تأكدت هذه المعلومة، فإن هذا يعتبر أول استخدام موثق لهذه الأسلحة الشديدة الخطورة من قبل القوات المسلحة السورية أثناء النزاع”.
أمنياً، ورغم التفاوت الكبير في التسليح وقوة النيران بين مقاتلي المعارضة والقوات السورية إلا أن المسلحين استطاعوا ترسيخ أقدامهم في بلدات ومدن وقرى في شتى أنحاء سوريا مما دفع قوات الأسد غالباً إلى الرد بطائرات الهليكوبتر الحربية والمدفعية.
وأبلغ مقيمون أمس عن أول قصف للعاصمة حيث استخدمت قوات الأمن قذائف المورتر ثم الدبابات وقوات المشاة في محاولة لطرد المعارضة المسلحة في حي كفرسوسة في جنوب دمشق.
ومنطقتا اللوان وبساتين في كفرسوسة من المناطق القليلة السكان وفيهما بساتين للزيتون والفاكهة على الطريق السريع الجنوبي الذي أطلق عليه اسم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.
وقال ناشطون إن الدبابات أطلقت قذائفها من عند جامع الهادي الى الشرق من الحقول ومن مطار المزة العسكري الى الغرب مباشرة.
وقال حازم العقاد وهو ناشط معارض “استيقظت هذا الصباح (أمس) ورأيت طائرات هليكوبتر تحلق فوق المنطقة. ثم بدأت اسمع قذائف مورتر. سقطت ستة أو سبعة خلال النصف ساعة الأخيرة. وسمعت للتو واحدة أخرى تسقط الآن. يمكننا رؤية النيران والدخان يتصاعد من حقل قريب”.
(ا ف ب، رويترز، يو بي اي)
البيانوني: مجزرة التريمسة لن تكون الأخيرة طالما هناك استهانة بالدم السوري
أكد نائب المراقب العام لـ”الاخوان المسلمين” للشؤون السياسية في سوريا، علي صدر الدين البيانوني، أن “مجزرة التريمسة هي حلقة جديدة من سلسلة المجازر الهمجية التي يرتكبها نظام (الرئيس بشار) الاسد”، معرباً عن اعتقاده بـ”أنها لن تكون الاخيرة طالما أن هناك استهانة بالدم السوري من قبل المجتمع الدولي وإيران وروسيا و(موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا) كوفي انان الذين لا يتعاملون مع الازمة السورية على أساس إنساني”.
البيانوني وفي حديث إلى إذاعة “الفجر” حمل مسؤولية مجزرة التريمسة للمجتمع الدولي “الذي يقف صامتاً أمام ما يجري من مجازر وللمبعوث الدولي كوفي انان الذي أعلن فشل خطته في ما يعود الآن ويدخل في دوامة جديدة، وإلى الروس والإيرانيين الذين يمدون النظام بكافة أسلحة القتل والفتك”، مؤكداً أن “أكثر من نصف الأراضي السورية تقع بيد الثوار، وأن التعويل في حل الأزمة السورية ليس إلا على الشعب، والانشقاق هو جزء من الحالة الشعبية المتصاعدة”، ومستبعداً “إمكانية دخول سوريا في حرب أهلية”.
(بيان إعلامي)
أنان يلتقي لافروف الاثنين في موسكو لبحث الوضع في سوريا
أوردت وكالات الأنباء الروسية أن مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان إلى موسكو الاثنين المقبل لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونقلت وكالة ايتار- تاس عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن “الوضع الحالي في سوريا وآفاق التوصل إلى تسوية بين الأطراف (المعنيين بالنزاع) ستكون في صلب المحادثات”.
وتابع المصدر رافضاً الكشف عن هويته أن المحادثات ستشمل على الأرجح قراراً لمجلس الامن يمدد مهمة الأمم المتحدة في سوريا.
(أ.ف. ب.)
“الإخوان المسلمون” يحمّلون أنان وروسيا وإيران مسؤولية مجزرة التريمسة
حمّلت جماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا الموفد الدولي والعربي كوفي أنان وكذلك إيران وسوريا حليفتي نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من 220 قتيلاً في بلدة التريمسة في ريف حماة.
وقال “الاخوان المسلمون” في بيان: “لا نعتبر الوحش بشار المسؤول وحده عن الجريمة المروّعة .. بل إن المسؤول عن هذه المجزرة وعن سابقاتها هو كوفي انان والروس والإيرانيون وكل دول العالم التي تدّعي مسؤوليتها في حماية السلم والاستقرار العالميين ثم تلوذ بالصمت والمراوغة”.
(أ.ف.ب)
مصدر: مفاوضات إيرانية تركية حول ملف المخطوفين اللبنانيين
الأسد “مكمّل وما رح يرد على حدا”… وموسكو اتفقت معه على “ضرورة الحسم” قبل نهاية آب
مع تتالي الإنشقاقات، بين عسكرية ودبلوماسية، عن النظام السوري، ستشهد الأيام المقبلة تكشّف المزيد من “ماورائيات” هذا النظام، من مثل إقرار السفير السوري المنشق في العراق نوّاف الشيخ فارس بأنّ “بشار الأسد عقد “اتفاقات شرف” مع تنظيم “القاعدة” وفتح له الأبواب لتنفيذ عمليات تفجير أسفرت عن قتل آلاف العراقيين (…) ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يعلم جيدًا ذلك، لكنّ إيران تمارس ضغوطًا كبيرة على العراق ولبنان، وهي تقف مع ديكتاتور يذبح شعبه (…) قتل حتى الآن ما لا يقل عن 30 ألف سوري وغيّب عشرات الآلاف وسجن مئات الألوف وهجّر الملايين”.
في الغضون، يواصل أعضاء مجلس الأمن تقديم العروض المسرحية على “الخشبة” السورية، ضمن إطار “توزيع الأدوار” بين واشنطن وموسكو للتمويه عن التلكؤ الدولي تجاه مأساة الشعب السوري، وذلك عبر أداء إيحائي بوجود “صراع” بين الجانبين حول كيفية مقاربة ومعالجة الأزمة السورية، فتدّعي الأولى العمل على استصدار قرار دولي تحت الفصل السابع على أن تسارع الثانية إلى التلويح بالفيتو لمنع صدوره، والنتيجة مزيدٌ من وقت دمويّ سوريّ ضائع.. كما هو الحال مع مشروع القرار الغربي المطروح على طاولة البحث، في مشهدية لا تنفك تتكرر في كواليس مجلس الأمن الدولي عشية انعقاده لبحث الأزمة السورية، بحيث هدد نائب وزير الخارجيّة الروسي غينادي غاتيلوف بأنّ بلاده ستستخدم الـ”فيتو” لمنع صدور المشروع الغربي، الذي يمهل النظام السوري “عشرة أيام لوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن الخارجة عن سيطرته تحت طائلة فرض عقوبات اقتصاديّة ودبلوماسيّة” عليه.. علمًا أنّ آخر هجوم للجيش النظامي السوري بهذه الأسلحة الثقيلة حصد خلال الساعات الأخيرة في بلدة “التريمسة” بريف محافظة حماه “أكثر من 220 قتيل سقطوا بقصف مدفعي ومروحي على البلدة” حسبما أعلنت “لجان التنسيق المحلية” موضحةً أنّ “مجزرة التريمسة بدأها جيش النظام السوري بقصف عشوائي تلاه دخول ميليشيا وشبيحة النظام إلى البلدة حيث قتلوا وذبحوا، وحرقوا الجرحى وجثث الشهداء”.
في المقابل، أكد مصدر لبناني وثيق الصلة بالقيادة السورية لـ”NOW Lebanon” أنّ “الدولة السورية مصمّمة على مواصلة عملياتها العسكرية ضد الجماعات المسلحة”، وقال: “الرئيس الأسد مكمّل.. وما رح يرد على حدا”.
المصدر الذي يزور دوريًا دمشق للقاء المسؤولين فيها، نقل “اطمئنان القيادة السورية إلى كون الموقف الروسي الداعم لها لن يتغيّر”، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ “المسؤولين الروس يحاورون المعارضة السورية كأطراف، ضمن إطار مساعي روسيا لاستضافة مؤتمر حوار في موسكو خلال شهر آب المقبل”، وكشف في هذا السياق عن “اتفاق روسي – سوري على ضرورة الحسم العسكري قبل نهاية آب كحد أقصى”.
وردًا على سؤال، أجاب المصدر: “طالما أنّه ليس هناك صيغة حل للأزمة السورية تشارك في إعدادها إيران والسعودية، فمعناها أن هذا الحل لم ينضج بعد”.
عن موضوع المخطوفين اللبنانيين في سوريا، إكتفى المصدر بالإشارة إلى وجود “مفاوضات بين الإيرانيين والأتراك حول هذا الموضوع”.
روسيا تتصلب وترفض أي تلويح لدمشق بالعقوبات
المعارضة السورية تطالب بقرار دولي حاسم
مجلس الأمن منقسم إزاء القرار المحتمل بشأن سوريا
طالبت المعارضة السورية اليوم الجمعة مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار ملزم تحت الفصل السابع بعد مذبحة قرية التريمسة بريف حماة. بيد أن روسيا أكدت قبل هذا أنها لن تقبل أي قرار تحت الفصل المذكور, ولوحت باستخدام حق النقض (الفيتو).
وفي بيان صدر اليوم طالب المجلس الوطني السوري -أكبر فصيل سوري معارض- مجلس الأمن بإصدار قرار عاجل وحاسم ضد نظام الأسد بعد المذبحة التي قتل فيها ما بين 150 و250 وفقا لتقديرات متباينة.
قرار لحماية السوريين
وقال المجلس إنه يتعين على مجلس الأمن الدولي إصدار قرار يحمي الشعب السوري تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتضمن خيارات تتراوح بين العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية واستخدام القوة في حالات تعرض السلم الدولي للخطر.
وأضاف أن من شأن قرار كهذا أن يضع حدا “للقتل الجنوني” الذي يهدد كيان سوريا والسلم والأمن في المنطقة والعالم.
وحمل المجلس الوطني السوري الدول الأعضاء في مجلس الأمن المسؤولية الكاملة عن حماية السوريين العُزّل ووقف الجرائم التي يرتكبها النظام السوري, وحث المجتمع الدولي على التحرك لمساعدة الشعب السوري للدفاع عن نفسه بكل الوسائل المشروعة.
وكان الرئيس السابق للمجلس الوطني برهان غليون قال للجزيرة الليلة الماضية إن مجزرة التريمسة دليل واضح على أن روسيا تشجع نظام الأسد على القتل. من جهتها, حملت جماعة الإخوان المسلمين السورية كلا من روسيا وإيران والموفد الدولي إلى سوريا كوفي أنان فضلا عن نظام الأسد مسؤولية مذبحة التريمسة.
وحذرت الجماعة في بيان من أن النظام السوري سيرتكب مزيدا من المذابح إذا استمر صمت المجتمع الدولي, وشبهت مذبحة التريمسة بمذابح ارتُكبت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وبينها مذبحتا صبرا وشاتيلا في لبنان وسربرنيتشا في البوسنة والهرسك.
تصلب روسيا
في الأثناء جدد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اليوم معارضة موسكو مشروع قرار غربي في مجلس الأمن يلوح بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا بموجب المادة 41 من الفصل السابع إذا لم تنفذ بشكل فوري وجاد خلال عشرة أيام النقطة الأولى من خطة أنان التي تقضي بوقف كل أشكال العنف فورا وسحب القوات العسكرية والأسلحة الثقيلة من المناطق السكنية.
وقال غاتيلوف في تصريحات نقلتها وكالة إنترفاكس إن بلاده ستحث أنان حين يزورها الاثنين المقبل على أن يعمل بشكل أكبر مع المعارضة الروسية.
وأعلن رفض موسكو إرسال أي قوات إلى سوريا دون موافقة دمشق, وقال من جهة أخرى إن سوريا لن تحصل على أسلحة روسية يمكن استخدامها ضد المعارضة. وكانت الدول الأعضاء في مجلس الأمن قد أنهت أمس اجتماعا دون إحراز تقدم بشأن قرار عن سوريا, ويرجح عقد اجتماع جديد اليوم.
وبادرت روسيا إلى عرض مشروع قرار يمدد مهمة المراقبين الدوليين في سوريا ثلاثة أشهر أخرى, بينما قدمت دول غربية مشروعا مضادا يمدد مهمتهم 45 يوما, ويهدد بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على سوريا إذا لم تلتزم بخطة أنان.
وبينما ربطت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس التمديد للمراقبين بتكثيف الضغط على دمشق, قال نائب السفير الروسي إن التلويح بالعقوبات “خط أحمر”.
من جانبها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن بلادها ستواصل دعم مسعى المبعوث الدولي كوفي أنان للخروج بقرار جديد من مجلس الأمن يتضمن تبعات حقيقية على النظام السوري في حال عدم امتثاله لمقررات المجتمع الدولي.
نواف الفارس: الأسد أوهمنا بالإصلاحات
قال السفير السوري لدى العراق نواف الفارس الذي أعلن انشقاقه قبل يومين، إنه كان مع الثورة منذ اليوم الأول وضد كل الممارسات الخاطئة، وأشار ضمن برنامج “لقاء اليوم” على قناة الجزيرة إلى أن الرئيس بشار الأسد أوهم من حوله باتخاذ إجراءات إصلاحية لم ينجز منها أي شيء، وأعرب عن عتبه لموقف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من الثورة السورية، معتبرا أن إيران تساهم في المشكلة وليس الحل.
وبخصوص توقيت انشقاقه، قال الفارس إنه كانت لديه ظروفه الخاصة وظروف مهمته، مشيرا إلى أن وعود النظام بالخطوات الإصلاحية كانت وهما وسرابا ولم تكن سوى مزيد من القتل والدمار.
ورغم ذلك فقد كان لديه أمل بالتغيير، مشيرا إلى أن “بشار الأسد رئيس سوريا سابقا والمجرم حاليا” تحدث عن “خطوات إصلاحية متقدمة كلفنا بنقلها إلى الشعب والشارع”، تتعلق بحزب البعث والإدارة وتعدد الأحزاب وبالدستور الجديد والديمقراطية، و”أوهمنا بقناعته بأن العالم يتغير ونحن يجب أن نتغير”.
بيد أن تلك الوعود لم تغير أي منهج من مناهج الدولة، حيث أشار الفارس إلى أن الدستور الجديد لا يختلف عن الدستور القديم لأن كل شيء بيد الرئيس، وبخصوص المادة الثامنة في الدستور القديم التي تم إلغاؤها وتتعلق بأن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع، واعتبر هذه المادة منتهية منذ زمن وأن “الحزب مجرد غطاء لقيادة فرد دكتاتور”.
وبشأن انشقاقه، قال الفارس إنه كان حريصا على عدم إحراج السلطات العراقية، خاصة أن بغداد لها علاقات مع النظام السوري، مشيرا إلى أنه اتبع طريقة خاصة وبعلاقات خاصة استطاع الخروج من العراق وأعلن انشقاقه بمعزل عن المسؤولين العراقيين.
ورفض الخوض في تفاصيل وأسلوب انشقاقه، مكتفيا بالقول إنه تم بالتنسيق مع الثوار خاصة على الأرض، وأنه على تواصل مع الداخل: الجيش الحر والتنسيقيات والثوار.
عتب
ورغم إشارته إلى أن المعارضة في الخارج بذلت جهودا، فإن الفارس أشار إلى وجود عتب عليهم “وتقصير وفجوة كبيرة بين الداخل والخارج”.
وأكد أنه سيلعب دورا كبيرا بشد أزر الثورة مع الداخل، وأنه متواصل بالأساس مع الجيش الحر، وأن انشقاقه سيؤثر بشكل كبير على النظام، مشيرا إلى أن النظام لا يملك أصلا إلا البنية العسكرية والأمنية، ولكن حتى هذه البنية بدأت بالتفكك وكثرت فيها الانشقاقات.
كما أكد السفير المنشق أن الثورة ستنتصر وأن الحق يؤخذ بالقوة، حتى لو قدم الشعب السوري مائة ألف ومائتي ألف ومليون شهيد، مشيرا إلى أن الشعب مقتنع بأن الأسد لن يرحل بدون قوة بعد ما “قتل 30 ألفا وغيب عشرات الآلاف وسجن مئات الآلاف وهجر الملايين”، مقللا من تأثير المبادرات الدولية على النظام السوري المستمر في جرائم القتل.
وعتب الفارس لموقف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من سوريا، واصفا إياه “بالمتناقض مع حقيقة الأشياء، وهي أن نظام بشار الأسد قتل آلاف العراقيين، وهذا الشيء يدركه المالكي والمسؤولون العراقيون بالمفخخات والتفجيرات والقاعدة.. الأسد عقد اتفاقات شرف مع القاعدة” لتسهيل مرورهم إلى العراق.
وأعرب عن استغرابه لموقف إيران الداعم للنظام السوري، مشيرا إلى أن المذهب الشيعي يقوم على مرتكز أساسي وهو المظلومية ومظلومية الحسين ورفع الظلم، متسائلا “أين أنتم من الظلم الواقع على الشعب السوري؟”.
وبخصوص الدعوة إلى إشراك إيران في الحل بسوريا، قال إن طهران “تساهم في المشكلة فكيف تساهم في الحل؟ وهي من الأسباب المشجعة لبشار الأسد للاستمرار في الحكم”، معتبرا أن إيران غير مقبولة و”الجهة الدولية التي ساهمت في سفك دم الشعب السوري غير مقبولة، والثورة ستستمر وتنتصر رغما عن إيران والطاغية بشار الأسد”.
وكان الفارس قد أعلن أمس الأربعاء انشقاقه عن النظام, وحث كل السوريين على الالتحاق بالثورة, والجيش على الوقوف إلى جانب الشعب. وأعلن استقالته من منصبه سفيرا لبلاده في بغداد ومن حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا، احتجاجا على “المذبحة الرهيبة التي يتعرض لها الشعب على يد النظام”.
في قطر
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد أعلن في وقت سابق اليوم أن الفارس موجود حاليا في قطر.
وقال زيباري للصحفيين على هامش افتتاح سفارة عراقية جديدة في باريس إن انشقاق الفارس أمس كان مفاجأة، إذ إنه كان “مواليا للنظام”، مشيرا إلى أنه غادر العراق وهو موجود حالياً في قطر، دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية قد أعلنت في وقت سابق اليوم، إعفاء الفارس من منصبه على خلفية تصريحات أدلى بها أمس ضد نظام الرئيس الأسد، مؤكدة في الوقت نفسه استمرار العلاقات الثنائية مع بغداد واستمرار عمل السفارة فيها.
وفاة صحافي على الهواء مباشرة دفاعا عن الأسد
أصيب بلجطة دماغية أثناء حوار ساخن مع عميد بالجيش السوري الحر
العربية.نت
توفي الكاتب الصحفي المصري عادل الجوجري رئيس تحرير جريدة الأنوار الأسبوعية، والقطب الناصري المعروف متأثراً بجلطة دماغية على الهواء مباشرة في استديو قناة الحدث الفضائية بمدينة الانتاج الإعلامي بالقاهرة مساء الأربعاء الماضي وهو يدافع عن نظام بشار الأسد ومذابحه في سوريا.
وكان المذيع محمد عبد العال يدير الحوار بين عادل الجوجري والمعارض بالحيش السوري الحر العميد حسام الدين العواد عندما فوجئ الجميع بأن الجوجري بعد احتدام المناقشة وضع رأسه على المائدة ثم سقط على الأرض، فساد الهرج والمرج في الأستوديو، واعتقد البعض أنه مغشي عليه، لكنه كان قد فارق الحياة قبل نقله إلى المستشفى.
وكانت الحلقة تتناول موضوع تسليح الجيش السوري الحر ودور روسيا في الشأن السوري، وكان الصحافي الجوجري مدافعا عن بشار الأسد في مواجهة حسام الدين العواد، العميد بالجيش السوري الحر الذي كان مرتديا الزي العسكري.
وبدأت الحلقة على الهواء مباشرة بسؤال المذيع محمد عبدالعال للضيف السوري العميد العواد، ثم ما لبث أن احتدمت المناقشة بين الضيفين خلال 13 دقيقة عندما اتهم الجوجري العواد بأنه لابد أن يحاسب هو وأمثاله لأنهم يقودون سوريا إلى حالة عصيان على السلطة، ووجه كلامه للعواد قائلا إنه يجب محاكمتكم، ورد عليه العواد مستغربًا أنه يدافع عن حاكم لطخ يديه بدماء نساء وأطفال ورجال وشيوخ ومسنين سوريا، فرد عليه الجوجري قائلا : نحن ندافع عن القومية العربية، وسنظل نساند بشار إلى ما لا نهاية، حسب ما ورد في موقع “كلمتي”.
وانفعل الجوجري وتعصب على العميد العواد عندما قال له: أنت وبشار مع إسرائيل، فرد عليه الجوجري متهما الجيش الحر بالعماله.
وقال المذيع محمد عبد العال إنه بعد احتدام الحوار لأكثر من 13 دقيقة، وأثناء عرض العميد العواد لدور الجيش الحر في الدفاع عن سوريا وضرورة تسليحه، لاحظت بطرف عيني أنالجوجري في وضع غير طبيعي وكأنه يحتضر وعلامات الاحتضار بادية على وجهه، ثم لاحظته وضع رأسه على المائدة ثم خر ساقطا على الأرض.
والصحفي عادل الجوجري معروف عنه مناصرته لنظام بشار الأسد، وهو ضيف شبه دائم على القناة لعرض وجه النظر المدافعة عن بشار ونظامه.
عادل الجوجري يبلغ من العمر56 عاما ، وهو رئيس تحرير جريدة الأنوار الأسبوعية المصرية، ومجلة الغد العربي، ومدير المركز العربي للصحافة والنشر ، ومن خريجي كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1979، وكان مدافعا عن الفكر الناصري القومي، وله مقالات في مختلف الصحف والمجلات الناصرية ومنها صحيفة “العربي”. وكان يدافع عن النظام السوري في الأشهرالأخيرة بشراسة.
250 قتيلاً بمجزرة التريمسة والجيش الحر يتوعد بالرد
تم إلقاء عشرات الجثث في نهر العاصي وداخل المساجد والأراضي الزراعية
العربية.نت
أفاد المركز الإعلامي السوري بوقوع مجزرة في قرية التريمسة في ريف حماة راح ضحيتها 250 قتيلاً، من بينهم أطفال ونساء، على أيدي عناصر الجيش النظامي، كما أفاد الناشطون بوجود عشرات الجثث ملقاة داخل الأراضي الزراعية وداخل المساجد.
وتعليقاً على هذا الخبر، قال العقيد قاسم سعد الدين، قائد المنطقة الوسطى في الجيش السوري الحر، إن “مجزرة التريمسة وصمة عار في جبين المجتمع الدولي”، مؤكداً أنها لن تمر من دون رد من الجيش الحر.
3 عائلات ذبحت بالكامل
وبدوره أشار عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حماة، باسل درويش، في حديث لقناة “العربية” إلى أن معظم القتلى قضوا ذبحاً بالسكاكيين، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود عشرات الجثث المحترقة على حافة نهر العاصي بحماة.
ومن بين القتلى 3 عائلات ذبحت بالكامل، فضلاً عن مصرع عناصر من الجيش السوري الحر في الاشتباكات مع قوات الأسد، حيث كانوا يدافعون عن سكان القرية، بحسب الناشطين السوريين.
وفي ذات السياق قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قرية التريمسة تم محاصرتها بشكل كامل قبيل اقتحامها، وقطعت عنها الكهرباء وكافة أشكال الاتصالات، ولا تزال التريمسة في الوقت الراهن تتعرض للقصف عنيف، واستهدفت المروحيات العسكرية التابعة للجيش النظام السوري المساعدات التي كانت متوجهة للتريمسة.
مسؤولية مجلس الأمن
وتعليقاً على المجزرة أصدر المجلس الوطني السوري بيانا حمّل فيه دول مجلس الأمن مسؤولية وقف المجازر والإبادة في سوريا حالاً، كما حمّل هذه الدول المسؤولية الكاملة عن حماية السوريين العزل ووقف هذه “الجرائم المخزية والتي يشكل التساهل معها عاراً على الإنسانية جمعاء”.
كما أشار البيان إلى أن وقف الإجرام المنفلت الذي يهدد كيان سوريا والسلم والأمن الإقليمي والدولي يحتاج لقرار عاجل وحاسم من مجلس الأمن تحت الفصل السابع يحمي الشعب السوري وفق مبادئ القانون الدولي الإنساني.
وطالب البيان الدول العربية والدول الصديقة للشعب السوري بالتحرك الفوري لمساعدة الشعب السوري على الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المشروعة ودعم الجيش السوري الحر، ليتمكن من القيام بواجبه الأخلاقي والعسكري في حماية الشعب السوري.
وحمّل بيان المجلس الوطني السوري الدول التي ما زالت تدعم النظام بأي شكل كان المسؤولية عن هذه جرائم بشعة التي تحصل في سوريا و”كل ما يترتب عليها من نتائج خطيرة على حاضر ومستقبل سوريا والمنطقة”.
أما بسام جعارة، المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا، فحمل كلا من روسيا وكوفي عنان وبعض أطراف المعارضة مسؤولية استمرار المجازر، ولا سيما مجزرة التريمسة.
وفي السياق نفسه، خرجت تظاهرات ليلية في ريف حلب وريف إدلب وفي دمشق وريفها تضامنا مع أهالي بلدة التريمسة.
زوجات ثوار سوريا .. قصة نضال تغمرها الآلام والآمال
في خضم الصراع الدائر في سوريا تسلط الأضواء على أجواء القلق والشغف التي تهيمن طوال الوقت على ربات البيوت السوريات، على خلفية مشاركة أزواجهن وأحبابهن في الانتفاضة السورية المطالبة منذ أكثر من عام برحيل الرئيس بشار الأسد.
تنقل مجلة “فورين بوليسي” عن لاجئة سورية تعيش في الأردن تدعى عائشة، وتبلغ من العمر 28 عاماً، حيث تتواصل مع زوجها المتواجد مع الجبهة التي تستميت في نضالها ضد بشار الأسد عبر الهاتف المحمول، قائلةً إن تلك هي الوسيلة الوحيدة التي تتيح لها الاتصال بزوجها الذي يعمل باسم حركي هو أبو ليلى.
ونوهت إلى أنهما يتحدثان كل يوم تقريباً، وأنه قد تركها مع ثلاثة أبناء لينضم إلى جيش سوريا الحر، لتصبح بذلك عائشة واحدة من عدد كبير من “زوجات الثوار” اللواتي يحاولن الصمود كذلك على الجانب الآخر من الحدود، علماً بأن آخر مرة رأته كانت قبل أسبوعين.
زوجات الثوار السوريون يعيشن على أمل عودتهم سالمين
ثم تحدثت المجلة عن حياة القلق التي أضحت تعيشها عائشة، بعدما كانت منطلقة في السابق مع زوجها، خاصة عندما كانت تركب معه دراجته البخارية والنقاب الخاص بها يطير من ورائها، حيث باتت تعيش اليوم في شقة بالإيجار مكونة من ثلاثة غرف نوم، وهي مسؤولة عن رعاية بناتها الثلاثة ومسح الأرضيات وغسل الملابس يدوياً.
علماً أن إيجار تلك الشقة يتم دفعه بالاستدانة من جمعيات خيرية محلية، وأناس متعاطفين، وجيران أردنيين، كما أن قوت يومهم يعتمد على تلك المساعدات الخاصة.
هذا وقد بدأت تلقي الحياة الجديدة لعائشة بظلالها السلبية عليها، حيث بدأت تفقد وزنها، خاصة بعد انضمام زوجها لجبهة النضال الأمامية، لعدة أسباب من بينها القلق وعدم امتلاكها ما يكفي من المال لشراء الطعام. واعترفت عائشة بأنها لا تدري متى سترى زوجها ثانيةً، مضيفةً:” مصيري الآن في يد جيش سوريا الحر”.
وعائشة هي أكبر شقيقاتها الخمسة – وإحدى ثلاثة لاذوا بالفرار للأردن بسبب أنشطة أزواجهن الثورية – بينما ظلت الاثنتان الأخريان في سوريا وتقوما بإرسال الأموال حينما تتمكنا من ذلك. وعائشة كانت تقيم في مدينة درعا (جنوب سوريا) وأنها وصلت الأردن في أيار/ مايو عام 2011، بعد مرور شهر على هروب زوجها من سوريا. وسبق أن تم اعتقال زوجها لمدة شهرين العام الماضي على خلفية مشاركته في الانتفاضة. ودفع أموالاً لأحد المسؤولين على الحدود السورية لضمان خروج زوجته وبناته بأمان إلى الأردن.
وهي القصة المؤلمة، التي أوضحت المجلة، أن آلاف أخريات من السوريات اللواتي هربن من أعمال العنف يعشن فيها، ورغم فتح الأردن أبوابه أمام السوريين، حيث استضاف 140 ألف منذ بدء الانتفاضة، وفقاً لأرقام خاصة به، إلا أن ذلك لا يعني أن الحياة سهلة بالنسبة للاجئين هناك. وأشارت فورين بوليسي كذلك إلى أن المئات قاموا بعبور الحدود خلال الأشهر الأخيرة بطريقة غير شرعية بصورة يومية.
وبعيداً عن الصعاب الحياتية التي يواجهها اللاجئون، مضت عائشة لتشير إلى زاوية أخرى من حياة الاغتراب، وهي المتعلقة بطبيعة علاقتها بزوجها، التي لم تعد متينة كما كانت من قبل من الناحية الرومانسية. وحين يردها منه اتصال، فإنها تبادر بالذهاب إلى مؤخرة الغرفة لكي ترد عليه، ولا يظهر من المكالمة سوى همسات وضحكات، قبل أن تقوم في الأخير بتمرير الهاتف لبناتها للتحدث بشكل موجز مع أبيهم.
ثم انتقلت المجلة لتتحدث عن شقيقة عائشة التي تدعى نادية، 25 عاماً، حيث تقيم بالقرب منها في شقة بالإيجار مع والدي زوجها وأبنائهما وزوجاتهم وأحفادهم، مشيرةً إلى أن 17 شخصاً يعيشون في تلك الشقة المكونة من غرفتي نوم.
وفي حديثها مع المجلة، لم تخف نادية حقيقة الإحباط التي يهيمن عليها، وقالت لم أتكيف مع الوضع هنا. والسبب الوحيد الذي جاء بنا إلى هنا هو أن زوجي كان قلقاً للغاية بشأننا. لكني أريد العودة، وأريد أن أكون معه، حتى إن وصلت بي الأمور لحد تعرضي للقتل”.
وتابعت حديثها، بالقول:” أتجنب الوجبات ولا أتناول المشروبات الغازية. فأنا أريد أن أنقص وزني، لأني أريد أن يراني زوجي جميلة لدى عودته”. مع الإشارة إلى أن بعض الزوجات يتفاخرن بالرسائل النصية المثيرة التي يتبادلونها مع أزواجهن، في طريقة من جانبهن لإبقاء مشاعر الحب بينهم حية ومتقدة حتى يجمعهم لقاء جديد.
وشددت الفورين بوليسي على حقيقة صعوبة الحياة للزوجات كذلك، في وقت اعترفت فيه كثيرات بأنهن يجدن صعوبة عند النوم، ويخفن على أزواجهن، ويشعرن بإحباط نتيجة محاولتهن اليائسة للدفاع عن أنفسهن وعن أطفالهن بمفردهن. وخاصة أن معظمهن يعشن على المساعدات الخاصة التي يتلقينها من جمعيات خيرية مسيحية وإسلامية ومتعاطفين أردنيين ومغتربين سوريين أثرياء.
تفاصيل مجزرة التريمسة بحسب شاهد عيان
روى ابراهيم الحموي ابن التريمسة، وقائع حصول المجزرة المروعة في هذه القرية الواقعة في ريف حماة الجنوبي. ويبلغ عدد سكان القرية حوالي 10000 نسمه من وتتميز التريمسه بالخليط العشائري المعقد.
حوالي الساعة الخامسة صباحاً جاءتنا انباء عن قدوم رتل من الجيش الاسدي من جهة محرده متجه غربا على الاوستراد مارا بقرى شيزر والجديده وتل ملح! توقف الرتل ما بين قرية الجديدة وتل ملح ما يقارب 25 دقيقه ثم تابع المسير نحو الجلمه غربا، وعندما وصل قرية الجلمه اتجه جنوبا عن طريق وادي السوارقه باتجاه التريمسه باطلاق النار من الشيلكا والرشاشات باتجاه القريه المنكوبه.
تزامن ذلك مع تحرك الدبابات المتواجدة عند قرية الجديده وتمركزها من الجهة الشرقية للتريمسة، وكذلك تحركت الدبابات من اطراف قرية الصفصافيه (من جهة الغرب ) مع قطعان الشبيحه والجيش باتجاه تل الدروع وتمركزوا عند التل، وكذلك تم توجيه سبطانات المدافع والدبابات على التريمسه من جهة خنيزير (الجنوب الشرقي )،وبهذا الشكل احكموا الجصار على القريه بشكل كامل، وحتى الاهالي لم يستطيعوا النزوح ابدا ولا من اي مخرج او جهة.
وبدأ القصف في حوالي الساعة السادسة صباحا، وترافق ذلك مع تحليق للحوامات الحربية في سماء القرية ! استهدف القصف بشكل مركز مدرسة التريمسه بشكل خاص فدمرها تدميرا ! واستمر القصف على المنازل والسكان الامنين فتره تتجاوز الساعتين ! والاهالي في هذه الاثناء في الشوارع والحارات منتشرين والخوف والهلع يسيطر ولا صوت يعلو على صوت الانفجارات!
بعد ذلك بدأ الجيش بالتقدم من الجهة الشرقية والشمالية ودارت الاشتباكات العنيفه مع الجيش الحر البطل للدفاع عن الاهالي ومحاولة منع حدوث مجزره مروعه بحق الأهالي الذين يصرخون بالشوارع يا الله مالنا غيرك يا الله ! بقيت الاشتباكات مستمره حتى استطاع جيش العدو الاسدي اقتحام القريه! ودارت حرب شوارع ما يقارب ال ساعتين في القريه ! وعند محاولة الاهالي الهروب من الرشقات القاتله من الرصاص لاقتهم الشبيحه في الاراضي الزراعيه مدججين بالسلاح فقتلو الصغير قبل الكبير ورموهم مضرجين بدمائهم!
الحاله مأساويه والوضع لا يوصف, الموت في كل مكان في القريه . الجثث بالشوارع. البيوت تحرق وتدمر على ساكنيها اجرام بحد عينه. اقتحامات اعتقال قتل تنكيل اهانات لا توصف ! وانوه لامر خطير جدا ان العصابات الاسديه وكأنها تملك قائمه بالاسماء المطلوبه البارزه لديهم. فقاموا بتفتيش و طلبوا من الذين داهموهم من الاهالي الهويات الشخصيه.
في تمام الساعة السادسة مساء بدأ الجيش وقطعان الشبيحه ينسحبون تكتيكيا من القريه،مع اطلاق نار كثيف وعشوائي, وفي حوالي الساعه الثامنه مساء لم يبقى في القرية اي عنصر امن او جيش او شبيحه وانسحبت الدبابات ايضا من القريه وضربوا طوقا حول القريه يمنع الدخول والخروج منعا باتا وكل شيئ يتحرك في اطراف القريه يواجه بالنار.
بدأ الاهالي بتجميع الشهداء والجرحى من الشوارع, ووضعها في مسجد القرية الكبير فجمعوا اكثر من 90 شهيد و جريح في المسجد اما في الاراضي الزراعيه. وتم العثور على 40 جثه على الاقل في اطراف القؤيه اللذين حاولو النزوح والهرب اما نهر العاصي الذي يمر من القسم الجنوبي من القريه فقد اختلطت مياه العاصي بدماء الشهداء حيث تم العثور على اكثر من 30 جثه في النهر وجدوا مرميين في العاصي بعد ان تمت تصفيتهم من قبل الشبيحه والعصابات الاسديه.
وأخر حصيلة للعدد الشهداء وصل الى 305 شهيد, وأكثر من 300 جريح منهم حوالي 100 جريح في حالة خطرة.
صحفي غربي: النظام السوري يقتل طائفيا
خالد شمت-برلين
قال الصحفي والكاتب الفرنسي الأميركي جوناثان ليتل -الذي كان واحدا من بين إعلاميين غربيين قلائل تسللوا إلى سوريا- إن ما شاهده من فظائع خلال تغطيته حربي الشيشان والبوسنة ضئيل مقارنة بالجرائم التي يقترفها النظام السوري.
… وأضاف ليتل -الذي غطى الاحتجاجات في حمص لمدة أسبوعين نهاية يناير/كانون الثاني الماضي, ويعتبر في الغرب من بين أشهر من غطوا الأحداث في سوريا- في مقابلة أجراها معه الموقع الإلكتروني لقناة “إي آر دي” الألمانية “في سوريا مارس بشار الأسد بشكل متعمد وممنهج أشد أنواع العنف الإجرامي ضد المدنيين مستهدفا تثبيط عزائمهم كي يوقفوا الاحتجاج غير أن كل هذا القمع المروع فشل في كسر إرادة السوريين”.
مذابح طائفية
وقال الصحفي والكاتب -الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والأميركية, والذي يصدر له نهاية أغسطس/آب القادم بألمانيا كتاب بعنوان “ملاحظات من حمص”- إن نظام الأسد ارتكب بصورة متعمدة ومنظمة مذابح وجرائم قتل طائفية بهدف استفزاز معارضيه ودفعهم لتحويل نضالهم إلى حرب أهلية تتقاتل فيها الطوائف.
وتحدث جوناثان ليتل عن حالات محدودة اقترفت فيها المعارضة جرائم قتل بدوافع دينية أو طائفية أخذا بعادة الثأر لدى البدو السوريين.
واعتبر أن نظام الأسد هو من ينبغي اتهامه بالقتل الطائفي لأنه أرسل مليشيات لذبح أطفال لدفع معارضيه إلى أعمال قتل مماثلة, قائلا إن المعارضين لم ينجروا لذلك.
وقال إنه كان مرغما على تقديم تغطية أحادية من جهة المعارضة, اجتهد في جعلها دقيقة, وأوضح أن صحيفة لوموند التي نشرت تقاريره من حمص أرادت إيفاده لتغطية الأحداث من جانب النظام, لكن دمشق رفضت طلبا لمنحه تأشيرة دخول.
وانتقد ليتل تحفظ الإعلام الغربي في استخدام الصور وأشرطة الفيديو التي ترد من سوريا بذريعة صعوبة التأكد من مصداقيتها، وقال إن الناشطين السوريين ليسوا صحفيين مستقلين لكن هذا لا يعني أن موادهم الإعلامية مشكوك في صحتها.
وقال الصحفي الفرنسي إن الغرب يسعى لمنع حدوث فراغ في السلطة بسوريا, ولذلك يسعى إلى مرحلة انتقالية تؤسس لمجتمع ديمقراطي، وتوقع رفض معظم فصائل المعارضة السورية بقاء أي من مسؤولي النظام في حال سقوطه.
وأشار إلى أن اتساع نطاق الاحتجاجات إلى دمشق وحلب يعني أن نهاية نظام الأسد قادمة لا محالة, واعتبر أن النظام السوري سيمضي حتى اقتراب نهايته في قتل أعداد كبيرة أخرى من السوريين