أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 14 أيلول، 2012

الإبراهيمي يبدأ زيارته «متشائما» ومرسي يجدد مطالبته الأسد بالرحيل

دمشق، القاهرة، بروكسيل، بغداد- «الحياة»، أ ف ب، رويترز

في تقويم يعبر عن شعور بالتشاؤم حيال تطورات الأوضاع في سورية، قال موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي بعد وصوله إلى دمشق امس، في أول زيارة له منذ توليه مهام منصبه، إن «الأزمة تتفاقم»، مشددا على ضرورة «وقف النزيف»، فيما جدد الرئيس المصري محمد مرسي مطالبته للرئيس بشار الأسد بالرحيل، مؤكدا انه لا مجال لـ»حديث الاصلاح» في سورية، وأن «رئيس يقتل شعبه أمر غير مقبول».

وعزز تدهور الوضع الأمني على الأرض التصورات «المتشائمة» حول الوضع السوري، إذ نشب ما ظهر انه بوادر «اقتتال طائفي» في دمشق، عندما اشتبكت ميليشيات شيعية في حي السيدة زينب مع مقاتلين سنة، ما أدى الى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة وإصابة نحو 16 بعضهم في حالة خطيرة. فيما تواصل القتال في حلب وتمكن المعارضون من تحقيق تقدم في «حي الميدان» الاستراتيجي الذي يفتح قلب حلب امامهم.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الإبراهيمي قوله لدى وصوله دمشق: «قدمنا إلى سورية للتشاور مع الأخوة السوريين، فهناك أزمة كبيرة فى سورية واعتقد أنها تتفاقم».

وأضاف في تصريحات أدلى بها في مطار دمشق الدولي: «أعتقد أن لا احد يختلف على ضرورة وقف النزيف وإعادة الوئام إلى أبناء الوطن الواحد ونأمل بأن نوفق في ذلك».

وأعلن أحمد فوزي الناطق باسم الإبراهيمي أن مختار لماني أحد كبار مساعدي المبعوث الدولي والذي يرافقه خلال زيارته سيبقى في دمشق «لتولي مهامه كرئيس لمكتب الموفد المشترك الى سورية». ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت مهمة لماني تتضمن «مراقبة» الوضع الأمني والتبليغ عن انتهاكات، على غرار المهمات السابقة لفرق المراقبين التابعين للامم المتحدة، أم تقتصر على تمهيد الأرض لحوار سياسي بين النظام والمعارضة.

وقال فوزي إن الإبراهيمي سيجري محادثات مع «الحكومة ومع ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني». والتقى الابراهيمي الذي من المقرر ان يجتمع اليوم مع الاسد مساء وزير الخارجية السوري وليد المعلم ، على أن يلتقي لاحقا ممثلين عن تنظيمات المجتمع المدني والمعارضة .

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي استقبل الإبراهيمي في المطار ورافقه إلى مقر اقامته في أحد فنادق دمشق: «نحن واثقون بان السيد الابراهيمي يتفهم بشكل عام التطورات وطريقة حل المشاكل على الرغم من التعقيدات». وأضاف «نحن متفائلون ونتمنى للابراهيمي كل النجاح».

ولم يمنع وصول الإبراهيمي إلى سورية، طرفي النزاع من مواصلة الاشتباكات العنيفة وذلك وسط حال من التشكك وعدم الثقة في امكان تحقيق المبعوث الدولي»اختراقاً» في مهمته. وتحدث ناشطون وشهود عن مواجهات عنيفة بين «ميليشيات شيعية» ومقاتلين من المعارضة قرب ضريح السيدة زينب في دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون أن مواجهات حي السيدة زينب تعتبر تصعيدا ملحوظا في التوتر الطائفي في العاصمة.

ووفقاً لشهود وسكان، اندلعت الاشتباكات على بعد نحو كيلومتر من الضريح بين ميليشيا شيعية في المنطقة موالية للنظام ومقاتلين ينتمون في الاغلب إلى السنّة.

وقال ناشط من دمشق طلب عدم كشف اسمه: «الناس في دمشق بدأوا يتقاتلون. النظام يحاول تحريض الاقليات من خلال تخويفهم وأعطى البعض أسلحة». وأضاف: «النظام بدأ يقصف المنطقة ايضا… لا نعرف ما اذا كان هذا لوقف الاشتباكات أو تشجيعها». وقال المرصد السوري إن عددا من الصواريخ سقط على أحياء قريبة تقطنها في الاغلب الاقلية الشيعية.

وقال ناشط إن الجماعة الموالية للنظام التي تقاتل المعارضة هي من طائفة شيعية يسميها السكان «اللجان الشعبية» التي تشكلها الاحياء.

وفي حلب، قال شهود عيان ومصادر عسكرية إن المعارضين المسلحين احرزوا تقدماً في منطقة حي الميدان التي تحاول كل من قوات المعارضة والقوات النظامية إحكام السيطرة عليها، وسط اندلاع معارك اخرى ضارية في حلب. وقال احد المواطنين إن المعارضين المسلحين «كانوا في منطقة بستان الباشا وتقدموا باتجاه شارع سليمان الحلبي. والآن دخلوا شارعاً في الميدان». ويعتبر حي الميدان استراتيجياً لانه يفتح الطريق نحو الساحة الرئيسية للمدينة.

وتعرضت احياء اخرى في حلب يسيطر عليها المعارضون إلى القصف. وقتل احد عشر شخصا على الاقل عندما استهدفت مروحية تقاطعاً في حي «طريق الباب» في حلب.

ومع التدهور الأمني المتواصل، أكد قادة دوليون مجددا أن «نافذة الاصلاح» في سورية أغلقت، وأنه لا حل سوى برحيل النظام. ففي بغداد اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان النظام السوري «زائل لا محالة ومن المستحيل ان يبقى»، مستنكرا ما رأى انها «مساعدة نشطة» تقدمها طهران إلى دمشق وتشمل ارسال أسلحة.

وقال هيغ في مؤتمر صحافي إنه ناقش مع نظيره العراقي هوشيار زيباري»الحاجة للانتقال إلى سورية اكثر ديموقراطية واستقرارا، وهذا الطريق الوحيد لتجنب حرب أهلية طويلة أو انهيار الدولة السورية أو وقوع عدد اكبر من القتلى وزيادة اعداد اللاجئين». وتابع هيغ «نؤيد تشكيل حكومة انتقالية تعيد السلام والاستقرار إلى سورية».

من جهته، قال زيباري:»اتفقنا على عملية انتقال سياسي ديموقراطي وتحقيق نظام ديموقراطي تعددي ممثل لكافة فئات الشعب السوري … وان يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه من دون تدخل اجنبي».

وفي بروكسيل، كرر الرئيس مرسي موقفه من انه يجب على الاسد التنحي «لأن رئيساً يقتل شعبه غير مقبول». وأضاف في تصريحات للصحافيين «نعتقد ان هناك ضرورة الآن لتغيير النظام في سورية، هذا ما اتفقنا عليه»، مؤكداً انه لا مجال للحديث عن اصلاحات في سورية بل يجب الحديث عن التغيير ووقف «نزيف الدم» هناك.

فيما اعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو:»نحن ايضاً مصرون ان على الاسد الرحيل». وأكد ان «لا مكان» للرئيس الاسد في سورية، داعياً الشركاء الدوليين لتحمل مسؤوليتهم ازاء الشعب السوري. وأضاف انه لا يفهم موقف بعض الدول «الداعم للنظام الديكتاتوري» في سورية.

إلى ذلك، دعا أيمن الظواهري زعيم تنظيم «القاعدة» في شريط صوتي وضع على الانترنت أمس جميع المسلمين إلى دعم المعارضة في سورية، قائلا إن اطاحة الأسد ستقربهم من هدفهم النهائي وهو هزيمة إسرائيل.

انجلينا جولي ممتنة لـ «سخاء» تركيا مع اللاجئين السوريين

انقرة – أ ف ب

أبدت النجمة السينمائية الاميركية والمبعوثة الخاصة لمفوضية اللاجئين في الامم المتحدة انجلينا جولي «اعجابها بسخاء» الحكومة التركية مع اللاجئين السوريين وذلك لدى زيارتها امس اكبر مخيم لهم على الحدود التركية السورية حيث استقبلها الآلاف منهم بابتهاج بالغ.

وتفقدت جولي برفقة رئيس مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس مخيماً يضم مساكن جاهزة في محافظة كيليس جنوب تركيا للقاء سكان سوريين وتناول الغداء معهم، وفق قنوات التلفزيون التركية.

وتضم هذه المدينة الصغيرة الموقتة التي اقيمت قبالة حاجز حدودي يفصل بين سورية وتركيا سيطر عليه المعارضون المسلحون في تموز (يوليو)، اكثر من 12 الف لاجئ يقيمون في شروط جيدة نسبياً ولديها حضانة للاطفال ومدرسة ومستوصف ومسجد.

وأشادت جولي بالجهود الانسانية لتركيا حيال السوريين الذين اضطروا لمغادرة بلدهم مؤكدة «اعجابها بسخاء» الحكومة التركية. وقالت: «نشعر بامتنان كبير (لتركيا). التقيت عدة عائلات واطفالاً … قلقين جداً من الاحداث في سورية وعلى مصير اقربائهم واصدقائهم الذين بقوا هناك». وعبر غوتيريس من جهته عن «ارتياحه الكبير» للظروف التي تم تأمينها للاجئين في المخيمات. وتفقدت النجمة الاميركية بعد ذلك مخيماً آخر يبعد عشرات الكيلومترات شمالاً في محافظة غازي عنتاب، كما ذكرت السلطات التركية. واستمعت جولي الى قصص اللاجئين الخاصة، لكن لم يتم السماح للصحافة بتغطية لقاءات جولي مع اللاجئين. وستتوجه الى انقرة لاجراء لقاءات رسمية اليوم مع القادة الاتراك.

وكانت انجلينا جولي تفقدت الثلثاء مخيماً للاجئين السوريين في الاردن حيث وجهت نداء الى العالم اجمع «لفعل كل ما بوسعه لمساعدة هؤلاء اللاجئين» الهاربين من العنف المتصاعد في بلدهم. وكانت انقرة دعت الى اقامة مناطق آمنة لحماية السكان في الاراضي السورية، لكن الاقتراح لم يلق آذاناً صاغية في مجلس الامن الذي سينعقد مجدداً اواخر الشهر الجاري.

سوريون يضربون عن الطعام وينامون على «الأرصفة» تضامناً مع ضحايا «المجازر»

بيروت – بيسان الشيخ

في اليوم الثامن عشر أوقفت عضو «المجلس الوطني السوري» عالية منصور إضرابها عن الطعام الذي كانت بدأته ودعت إليه في 26 آب (أغسطس) الماضي احتجاجاً على مجزرة داريا. «أعلن الأضراب عن الطعام حتى البدء بخطوات عملية لإغاثة الشعب السوري» كتبت منصور على صفحتها الفايسبوكية في ذلك اليوم فلم تمض 24 ساعة حتى انضم إليها 4 زملاء شباب في المجلس هم منهل باريش (تركيا) وهمام حداد (فرنسا) وفراس قصاص (ألمانيا) وأحمد زيدان (بين أدلب وتركيا). وفي الأسبوع الأول وحده انضم نحو 27 ناشطاً وناشطة ليبلغ العدد لاحقاً نحو 52 توزعوا على عدد من البلدان بينها الأردن ومصر وأميركا وغيرها.

«الشعور بالعجز تجاه المجزرة والارتفاع الهائل في عدد الضحايا أشعرني أن الإدانة والبيانات ما عادت تكفي»، تقول منصور لـ «الحياة» التي التقتها في بيروت حيث مكان إقامتها. جلست تنفث دخان سيجارتها وترتشف عصير البرتقال الذي تسبب لها بآلام في المعدة بعدما بقيت طيلة 18 يوماً تقتات عليه وعلى اللبن والماء فيما لم توقف سفرها وتنقلاتها وعملها اليومي مع الناشطين. وتقول: «أكلت أول صحن حساء ساخن فشعرت أنه ثقيل كخروف محشي… ليست لدي خبرة في الإضراب عن الطعام فهذه أول مرة لي لكن زميلنا فراس (قصاص) لديه خبرة سابقة وعملنا بتوجيهاته بضرورة شرب السوائل ومزجها بالسكر».

وتعج «صفحة المضربين» على فايسبوك بعبارات الدعم والتضامن والإرشادات من قبيل «ماء وملح وسكر» أو أسماء بعض الأمصال الخاصة لهذه الحالات.

وإذا كانت الحالة الصحية لمنصور تدهورت جزئياً لكن بقيت تحت السيطرة، فإن زميلها منهل باريش المقيم في إسطنبول أغمي عليه مرتين سقط خلال إحداها ولم يستفق إلا بعدما أنقذه رفاقه. وفي اتصال هاتفي مع باريش الذي لم يكن قد أوقف إضرابه حتى كتابة هذه السطور قال: «انضممت وبقية الزملاء لنداء عالية وكان الأسبوع الأول صعباً للغاية لكننا مؤمنون بجدوى ما نقوم به. فهذه رسالة تضامن مع السوريين في الداخل وموجهة إلى المجتمع الدولي بضرورة التدخل لإنقاذ السوريين».

وكان المضربون عن الطعام أصدروا بياناً بعد بضعة أيام على حركتهم الاحتجاجية يطالبون فيه المجتمع الدولي حماية المدنيين وإغاثة الشعب السوري «حتى لو كان ذلك عن طريق التدخل العسكري» بحسب باريش. «الوضع ما عاد يحتمل وشعورنا بالعجز التام مؤلم جداً… أعتقد إنه نوع من العقاب الذاتي أو جلد الذات حيال مشاهدتنا لمجزرة داريا» ينهي باريش كلامه بصوت يكاد يختنق غصة.

والواقع إن هذا التحرك بقي رهن الشبكة العنكبوتية ولم يحظ بالاهتمام الكافي فحتى المجلس الوطني لم يصدر عنه موقف رسمي واضح وبقي التحرك كأنه فردي. لكن الناشطين اعتبروا إنه نوع من التضامن الذاتي مع مواطنيهم في الداخل للقول إنهم يريدون مشاطرتهم المعاناة وليس مناسبة للظهور وإطلاق المواقف. فحتى الخطأ في بعض الأسماء التي تضمنها البيان الأول للجان التنسيق وسقوط بعضها «سهواً أو عمداً» لم يستوقف المعنيين لكونه برأيهم ليس جوهر القضية.

وجمع بعض الناشطين بين الإضراب عن الطعام والاعتصام في آن مثل فراس قصاص الذي استوطن الرصيف المقابل لوزارة الخارجية الألمانية في برلين أو «المجموعة النسائية» التي احتلت الرصيف المقابل لمقر جامعة الدول العربية في القاهرة. وفي اتصال هاتفي مع الشاعرة لينا الطيبي وهي إحدى الداعيات لذلك الإضراب في القاهرة تقول: «دخلنا يومنا التاسع وعندما قررنا الانضمام للإضراب كنا علمنا أن صديقنا فراس بدأ احتجاجه فقمنا بخطوة مشابهة هنا». وبالإضافة إلى الطيبي تتكون المجموعة من الفنانة لويز عبد الكريم والناشطة جورجينا زميل والناشطة رولا الخش والمذيعة سلمى جنزرلي والفنانة وفاء سليم المضربة في بيتها لأسباب صحية.

وتقول الطيبي: «بقينا 3 أيام ننام على الرصيف لكن الوضع الأمني في القاهرة جعلنا نضطر للذهاب إلى منازلنا ليلاً والعودة صباحاً». وإذ تتفق الطيبي مع منصور وباريش حول انعدام جدوى السبل الأخرى للاحتجاج والتعبير والشعور التام بالقهر وفقدان الأمل تقول إن إضراب النساء في القاهرة يتوجه إلى المسؤولين الذين يجتمعون في مقر جامعة الدول العربية وخصوصاً الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي.

ووسط سعال شديد ينتابها خلال الحديث ترجعه إلى الغبار والتلوث «وليس لتدهور حالها الصحية»، توضح: «هدفنا الأول المرأة والطفل في سورية. نريد حمايتهم وإغاثتهم بشتى الوسائل. نطالب بمنطقة عازلة وبممرات آمنة وحظر جوي… وكل ما من شأنه أن يساعد السوريين حتى لو اقتضى الأمر تدخلاً عسكرياً». وبعكس الناشطين الآخرين الموزعين عبر البلدان والذين يتواصلون وينسقون إضرابهم عبر الإنترنت، تقول الطيبي إن المجموعة النسائية في القاهرة حظيت باهتمام خاص في الأوساط المصرية سواء من الإعلام أو النواب والمثقفين والناشطين حتى إن البيان الذي أصدرته رفع إلى منظمة الأونيسكو.

وفيما قررت منصور، التي أطلقت هذه الشرارة من بيروت وقف إضرابها لعدم قدرتها على الاستمرار فيه والقيام بواجباتها والمهام المطلوبة منها، قالت الطيبي إن الناشطات في مصر لن يتراجعن حتى تحقيق المطالب. فقالت: «سنحمل إضرابنا ونمشي به. لويز (عبد الكريم) ستسافر إلى الاسكندرية للمشاركة بمهرجان فني ولن توقف إضرابها، فهنا رفعنا شعار الموت ولا المذلة!».

الإبرهيمي يبدأ مهمته الصعبة في دمشق بلقاء المعلم

موسكو مستعدة للموافقة على قرار خاص في مجلس الأمن

بدأ الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي مهمته الصعبة في دمشق بالاجتماع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بينما قصفت القوات الحكومية  الضواحي الشرقية للعاصمة لطرد المعارضين الذين يحاولون استعادة موطئ قدم لهم في المدينة.

وتواجه مهمة الابرهيمي تحديات، ذلك أن أياً من طرفي الصراع لا يبدي استعدادا لالقاء السلاح. أضف أن الممثل الخاص المشترك لا يحظى بالدعم اللازم نظراً الى الانقسام بين القوى العالمية والشرق الأوسطية.

ومن المقرر ان يلتقي الابرهيمي رموزاً من المعارضة في الداخل ومسؤولين من الحكومة في مقدمهم الرئيس بشار الاسد.

وقال الابرهيمي لدى وصوله الى دمشق ان هناك ازمة لا احد ينكرها. وامل في المساهمة في انهاء العنف في غضون الايام والاسابيع المقبلة.

وافاد ناشطون من المعارضة ان طائرة مقاتلة وطائرات هليكوبتر حربية تقصف ضواحي لدمشق فيها معارضون يقاتلون لاطاحة الرئيس الاسد منذ 18 شهرا. وقال احدهم من العاصمة: “هناك حملة جديدة على المناطق الشرقية من دمشق… تحلق طائرات الهليكوبتر في السماء الان وتطلق النيران على حي الزملكة”.

كذلك تواصلت المعارك العنيفة وخصوصا في حلب التي شهد احد احيائها معارك كر وفر بين قوات الطرفين.

روسيا

في غضون ذلك، أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد موسكو للموافقة على قرار خاص بسوريا في مجلس الأمن، إلا أنها تعتقد أنه ليس هناك أسباب للتدخل في النزاع السوري الداخلي.

وقال: “نحن على استعداد للموافقة على قرار لمجلس الأمن في شأن سوريا، وفي الوقت ذاته نستغرب لماذ ينسى الجميع أن مجلس الأمن قد إتخذ بالفعل قرارين في الشأن السوري، كما تم كذلك الإتفاق على بيان مجموعة العمل التي إلتقت في جنيف في 30 حزيران الماضي”. وأضاف: “لقد إقترحنا الموافقة على بيان جنيف في مجلس الأمن، لكن الأميركيين رفضوا ذلك لأنه لا يحتوي على تهديدات وتقديرات أحادية الجانب وعقوبات على النظام، إذ تضمن البيان مسلكا متزنا يهدف إلى وقف سفك الدماء في الجمهورية العربية السورية”. وشدد على انه  “يمكننا أن نضمن أننا لن نخل بإلتزاماتنا الدولية إطلاقاً، أما أولئك الذين يفعلون ذلك منذ أكثر من سنة فيدركون الآن أن هذا الأمر بات يجلب مزيدا من الحنق في المجتمع الدولي”. وأوضح أنه على رغم عدم إظهار ذلك دائما، إلا أن معظم الدول لا ترغب في استمرار هذه النزعة، ولهذا السبب بالذات تسعى بعض الدول الراغبة في استخدام التدخل الخارجي المسلح في سوريا إلى “إنتزاع” قرار تكون فيه إشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز إتخاذ إجراءات جبرية في حق الدولة المخالفة.

الإبراهيمي يلتقي الأسد اليوم: رفض للضغوط القطرية

ترتفع حرارة المهمة التي أوكل بها المبعوث المشترك الأخضر الابراهيمي. فالديبلوماسي الجزائري المخضرم، الذي من المتوقع أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد، لا يواجه واقعا إنسانيا كارثياً في سوريا فحسب، بل يواجه أيضاً ضغوطات هائلة من الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالأزمة.

وقد أشار تقرير صحافي فرنسي، إلى أن العلاقة بين الابراهيمي والسلطات القطرية قد وصلت إلى مستوى صدامي، بسبب رفضه مطالب الدوحة في الشأن السوري، إضافة إلى خلافاته مع فرنسا نتيجة ميله نحو القطيعة مع المرحلة السابقة من إدارة الازمة دوليا لناحية خطة سلفه كوفي أنان ومجموعة «أصدقاء سوريا».

في المقابل، أعلنت ايران تأييدها المبعوث المشترك، في حين حذرت روسيا من أن الدول الغربية وحليفاتها من خصوم النظام السوري في الخارج، ينوون «إسقاط النظام» ولن يحيدوا عن ذلك، مؤكدة أن ذلك سيؤدي إلى تعميق الازمة وانعدام آفاق الحل السياسي.

وقال الابراهيمي، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية (سانا) «قدمنا الى سوريا للتشاور مع الاخوة السوريين، فهناك أزمة كبيرة فى سوريا واعتقد أنها تتفاقم». واضاف في تصريحات ادلى بها في مطار دمشق الدولي «اعتقد ان لا احد يختلف على ضرورة وقف النزف واعادة الوئام الى ابناء الوطن الواحد ونأمل ان نوفق في ذلك».

وهي زيارة الابراهيمي الاولى لسوريا منذ تسلمه مهماته موفدا خاصا في الاول من ايلول الحالي، وسيلتقي الاسد اليوم، بحسب ما أعلن ديبلوماسيون عرب، من دون أن يصدر أي إعلان رسمي بعد عن اللقاء. وقال المتحدث باسم الابراهيمي في بيان اعلن فيه وصوله في وقت سابق ان الموفد الدولي والعربي المشترك سيجري محادثات مع «الحكومة ومع ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني».

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي استقبل الابراهيمي ورافقه الى مقر اقامته في احد فنادق دمشق «نحن واثقون بان السيد الابراهيمي يتفهم بشكل عام التطورات وطريقة حل المشاكل على الرغم من التعقيدات». واضاف «نحن متفائلون ونتمنى للابراهيمي كل النجاح». والتقى الابراهيمي وزير الخارجية السوري وليد المعلم. واشار المتحدث باسم الابراهيمي احمد فوزي الى ان مختار لاماني يرافق الابراهيمي وسيبقى في دمشق «لتولي مهماته كرئيس لمكتب الموفد المشترك الى سوريا».

ونقل الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو عن ديبلوماسي عربي في مصر، قوله إن الابراهيمي رفض في القاهرة أمس الاول، دعوة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم ليأتي إلى مكان إقامته في فندق الـ«فور سيزونز». وقال الابراهيمي بحسب الرواية «إذا كان يريد أن يراني، فليأت إلى فندقي». وبعد أن قدم حمد إلى فندق الابراهيمي، رفض الابراهيمي المطالب القطرية.

ورفض الابراهيمي مطلب الدوحة تحديد مهلة لانتهاء مهمته في سوريا، ونقل السلطة في سوريا تباعا لارادة بعض القوى. «لا أعمل هكذا» قال الابراهيمي، وأضاف «انا مبعوث الامين العام للامم المتحدة، لا أريد أن يضع لي أحد حدوداً». ويبدو بحسب الرواية، أن حمد غادر الغرفة غاضبا ولم يشارك في لقاء الابراهيمي بالسفراء العرب.

ويؤكد الديبلوماسي العربي أن الابراهيمي «يريد رؤية الجميع قبل طرح الحل، وضم كل الأطراف في الصراع، بمن في ذلك الايرانيون، إلى مسار تفاوضي. ولا يريد الارتباط بالخطط الموجودة على الطاولة مثل خطة كوفي أنان». وينقل عضو في فريق الابراهيمي أيضا أنه «عندما طرح على الفرنسيين حل مجموعة «أصدقاء سوريا» والتخلي عن خطة أنان، والانطلاق من نقطة الصفر، قال الفرنسيون بوضوح إن هذا الأمر غير وارد إطلاقا».

وبعد الاجتماع مع الابراهيمي قال السفير الايراني في سوريا محمد رضا شيباني ان بلاده ستؤيد محاولات التوصل الى حل سياسي للصراع. واضاف انه اعرب عن «استعداد بلاده لدعم اي جهود تقود الى حل سياسي يساعد في حوار وطني بين الحكومة السورية والمعارضة».

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع مجلة «الحياة الدولية»، «للأسف، يقوم بعض الشركاء الغربيين في الفترة الأخيرة بإيضاح عزمهم على إيجاد طريق لتسوية الأزمة السورية خارج إطار مجلس الأمن للأمم المتحدة». وأضاف لافروف «أنا على ثقة بأن مثل هذه الخطوات قد تكون غير بناءة أبداً، وقد تكون لها تبعات خطيرة ليس على سوريا فقط وإنما على كامل منطقة الشرق الأوسط، وفي النهاية على النظام العالمي المعاصر ككل».

واعتبر وزير الخارجية الروسي أنه «بدلا من إطلاق عملية التفاوض كما تمليها قرارات مجلس الأمن التي اتخذت بالإجماع، أخذ معارضو النظام السوري الخارجيون منحى تنحيته»، مضيفاً انهم «غير عازمين على تغيير هذا التوجه على الأغلب، على الرغم من أن في هذا النهج المتصلب بالذات، وفي تشجيع المعارضة الراديكالية على رفض الحوار، تكمن أسباب استمرار العنف ومعاناة الشعب السوري».

وأوضح وزير الخارجية الروسي أن «روسيا مستعدة للموافقة على قرار خاص بسوريا في مجلس الأمن الدولي، لكنها تعتقد أنه ليس هناك من سبب للتدخل في النزاع السوري الداخلي».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

مستشارة في البنتاغون: 5 سيناريوهات لمستقبل الصراع السوري

ملاك حمود

تدور في الفلك السوري أسئلة عدة، أكثرها إلحاحاً: إلى أين تتجه الأزمة التي اتخذت طابعا دراماتيكيا دمويا؟

ثمانية عشر شهرا مرت على صراع، قد يؤدي إلى حرب أهلية… فالنظام والمعارضة يدوران في فلك وجودي.. إلا أن أحدا لن يستطيع إلغاء الآخر.

وفي هذا الصدد تكثر التحليلات والروايات حول مستقبل سوريا، وأحدثها تقرير لـ«مركز الأمن الأميركي الجديد»، يتحدث عن خمسة سيناريوهات لمستقبل الصراع في سوريا، أعدته المتخصصة في الشؤون الخارجية لدى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ميليسا دالتون. وتبوأت دالتون عددا من المناصب في البنتاغون، بينها مستشارة سياسية لوزير الدفاع، بين العامين 2007 و2010، حيال لبنان وسوريا. وقبل عملها الحالي في وزارة الدفاع عملت كمحللة لشؤون الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات التابعة للبنتاغون بين العامين 2003 و2005. ودرست اللغة العربية وعلمت الانكليزية في دمشق في العام 2006.

سيناريوهات خمسة لا تخلو من الحرب الأهلية وشرذمة طرفي النزاع في لعبة اللاغالب واللا مغلوب. فبين حرص النظام على ربط «الثورة» بالجماعات «الإرهابية» المسلحة لـ«تشويهها» وقطع الدعم عنها، وبين المعارضة التي تسعى جاهدة عبر الدعم الخارجي والتنسيق الداخلي إلى محاولة الاصطفاف إلى جانب «الثورات الديموقراطية»، يفشل الطرفان في وقف إراقة الدماء.

من ناحيتها تراقب الولايات المتحدة عن بعد، رافضة أن تتدخل بشكل مباشر في النزاع القائم، والذي سيؤثر حتما على مصالحها الإستراتيجية سواء بقي الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة، أو وصلت «المعارضات»، التي لا يجمعها إلا الاسم، إلى السلطة. إلا أن التقارير تشير إلى أن أميركا متيقظة لهذه المرحلة، فقد بدأت تعد العدة لهذا اليوم الذي قد لا يكون قريباً… فالأزمة تتدحرج ككرة الثلج التي ستصل إلى دول الجوار، مهما نأت بنفسها أو حتى أخذت طرفا.

فالصراع القائم في سوريا حاليا يهدد مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية، وهو بذلك يترك واشنطن أمام خيارات قليلة لحماية مصالحها في المنطقة، وبالتالي يقلص نفوذها بتحديد مسار مستقبل هذا البلد. ويشير التقرير إلى أنه نظرا لهذه التحديات، فعلى أميركا اتباع إستراتيجية جديدة للتخفيف من هذه المخاطر عبر تركيز سياساتها على إدانة العنف، والتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري.

ويرى التقرير، تحت عنوان «خمسة سيناريوهات لمستقبل سوريا»، أن الأزمة بلغت ذروتها حتى أصبح الحديث عن انتقال سلمي للسلطة «مستحيلا»، على الرغم من كل الجهود الديبلوماسية الرامية إلى إيجاد مخرج سياسي لما تعيشه البلاد من حرب استنزاف، طاولت كل بقعة أرض فيها.

ومع تصاعد حدة ودموية الصراع، الذي استقطب متطرفين مرتبطين بتنظيمات إرهابية وعمّق الانقسامات الطائفية، يتركز النقاش العام في الولايات المتحدة على سياسات محددة لمعالجته، منها تسليح المعارضة السورية مباشرة أو عبر فرض مناطق حظر جوي لدعمها لوجستيا. ويبقى سيناريو «ما بعد النزاع» غامضا، ولكنّ التقارير الحالية تشير إلى أن صناع السياسة في واشنطن يركزون على مرحلة «ما بعد الأسد» وذلك تفاديا لما واجهوه بعد غزو العراق في العام 2003.

المصالح الأميركية في سوريا

تبدو الولايات المتحدة، مع الضبابية التي تحيط بالمشهد السوري، عالقة بين إنهاء الصراع من جهة وحماية مصالحها الإستراتيجية من جهة أخرى. ويطرح التقرير بعضا من هذه المصالح التي تسعى واشنطن جاهدة لحمايتها، يتلخص أبرزها بـ:

– منع انتشار الأسلحة الكيميائية، التي قد يستخدمها النظام السوري في حال نفاد أدوات الحل، ولكن الأخطر من ذلك هو وقوعها في أيدي الإرهابيين.

– منع امتداد الصراع إلى دول الجوار، إذ أن من شأن الأزمة في سوريا أن تؤدي إلى توترات طائفية، قد تمتد إلى لبنان والعراق والأردن وتركيا عبر الحدود السورية المخترقة.

– تحجيم الدور الإيراني الذي يسعى إلى إثارة الخلاف في المنطقة عن طريق التحالف مع النظام السوري الذي مكّن طهران من استعراض قوتها في الشرق، عبر دعمها لـ«حزب الله» وبعض الفصائل الفلسطينية.

– منع الجماعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» من العمل بحرية داخل سوريا، بحيث تشير التقارير إلى تزايد وجودها وانخراطها في صميم الصراع السوري، والتي قد تحاول إيجاد ملاذات آمنة في المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام أو المعارضة.

ضمان أمن إسرائيل

إن نظاما إسلاميا في دمشق سيكون أكثر عداءً لإسرائيل، لكن نظاماً جديداً يحدّد علاقاته بإيران و«حزب الله» ويسعى إلى شراكة مع الغرب، سيكون أكثر تقبلا لاتفاقية سلام مع الدولة العبرية.

وبالرغم من أنها قدّمت مساعدات غير عسكرية للمعارضة، وسهلت تسليح عناصرها عن طريق السعودية وتركيا وقطر، فإنّ واشنطن تبدو متردّدة في الانخراط بشكل مباشر في الصراع السوري خوفا من التورط في مأزق قد يطول أمده، ما قد يعيق مخططها لإعادة التوازن الإستراتيجي نحو آسيا على المدى الطويل. أما التدخل عسكريا في سوريا فمن شأنه أن يفاقم الصراع ويشجع الجماعات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية على تعزيز وجودها في النسيج السوري. كما يمكن لهذا التدخل أن يؤدي إلى حرب بالوكالة مع إيران وروسيا، الأمر الذي سيقوض الجهود التي يبذلها مجلس الأمن الدولي للضغط على طهران.

ويعرض التقرير المؤلف من 12 صفحة، خمسة سيناريوهات لمستقبل سوريا، تبدأ بموت الأسد المفاجئ وتنتهي بتقسيم سوريا إلى فيدراليات طائفية بعد تفشي الحرب الأهلية في البلاد، وامتدادها على الأرجح إلى دول الجوار.

1- الموت المفاجئ للأسد

يمكن أن يكون سيناريو اغتيال الأسد على يد المعارضة أو متشددي «القاعدة» المسمار الأخير في نعش النظام، تتبعه حرب أهلية لسنوات طويلة.

وتبدأ عندها مؤسسات الدولة بالتداعي نظرا لارتباطها بالنظام السابق، ما سيقلل من فاعليتها، إضافة إلى محاولة الجيش وقوات الأمن اكتساب ثقة المدنيين مجددا. وفي هذه المرحلة لن تكون المعارضة أو حتى المجتمع الدولي على استعداد للتخطيط لانتقال سياسي والاستعداد لتنفيذ إستراتيجية جديدة فعالة.

وستحاول من جهتها كل من روسيا والصين احتواء الصدمة التي ستنتج عن مقتل الرئيس السوري، بقمعها للتمرد الذي سيلي مرحلة «ما بعد الأسد»، أو أنهما ستتبعان إستراتيجية مغايرة عبر التقرب من زعماء المعارضة الناشئة.

2- مرحلة انتقالية

في السيناريو الثاني، يتنحى الأسد إما عبر التفاوض مع المعارضة بتدخل تركي، أو بعد انقلاب عسكري. وبغض النظر عن طريقة رحيله عن السلطة فإن المرحلة الانتقالية ستعتمد في المرحلة الأولى على كبار المنشقين عن نظامه، للتعاون مع المعارضة السياسية لوضع إستراتيجية للانتقال السياسي.

وستعمل الولايات المتحدة من جهتها على تشجيع الحكومة الانتقالية على استخلاص العبر من دروس غزوها العراق، من خلال عدم حل الجيش السوري والأجهزة الأمنية. كما ستقترح واشنطن، بالطبع، المساعدة عبر التنسيق مع المسؤولين السابقين، على توفير التدريب والمساعدة لحماية مخازن الأسلحة الكيميائية.

3- عزل الأسد وسيطرة المعارضة على معظم سوريا

بعد أكثر من عام على الاقتتال بين القوات النظامية والمعارضين المسلحين تشتدّ ضراوة الحرب الأهلية، ما سيدفع ببعض كبار المسؤولين إلى الانشقاق عن النظام وإبعاد الأسد أو قتله.

وفي هذا السيناريو يزداد الخطر على مصالح الولايات المتحدة، فانشقاق بعض المسؤولين عن النظام السوري سيؤدي إلى اعتماد المعارضة بشكل أكبر على استشارة الغرب حول كيفية الإطاحة بالأسد، فيصبح الصراع أكثر دموية بين طرفي النزاع. وستحاول واشنطن حينها التنافس مع طهران للتأثير على النظام الجديد، تماما كما فعلت في العراق ولبنان.

ومع سعي المجتمع الدولي الدؤوب إلى توحيد السلطة، فانه سيواجه عقبات داخلية كبيرة تحول دون ذلك، وبخاصة أن النظام الجديد، الذي سيكون ذات غالبية سنّية، سيحاول تهميش العلويين، وخاصة البارزين منهم الذين اختاروا أن يبقوا في صف النظام المتداعي، الأمر الذي سيؤدي إلى توسع الأعمال الانتقامية لتشمل الأقليات الأخرى من الدروز والمسيحيين، التي ستعتبر متواطئة مع الموالين للنظام.

4- الأسد يحافظ على السلطة بعد حرب أهلية طويلة

في هذا السيناريو يبقى الأسد على رأس السلطة بدعم من روسيا وإيران، ولكن تضعف سيطرته على الدولة. وقد يختار في هذه المرحلة عدم استخدام المخزون الكيميائي تفاديا لرد فعل المجتمع الدولي.

ولكنّ بقاء الأسد سيضعف مصداقية الولايات المتّحدة وحلفائها، فيصبح هذا السيناريو بمثابة صفعة لثورات «الربيع العربي» والبلدان التي شهدت مراحل انتقالية عقب هذه الثورات.

5- تقسيم سوريا إلى فدراليات طائفية

تدور حرب أهلية طاحنة على مدى السنوات القليلة المقبلة فتدمر هيكل الدولة السورية، وتنحدر بذلك إلى الفوضى مع تزايد عدد القتلى من المدنيين، لتصبح المعارضة طائفية فينمو الصراع بشكل متزايد، وتزداد أعمال القتل الانتقامية. وفي هذه الحالة يكون مصير الأسد، الموت، التنحي، أو التهميش.

وهذا السيناريو هو الأخطر بالنسبة للولايات المتحدة، إذ ستضعف سيطرة الدولة على الأسلحة الكيميائية، وقد يختار أنصار النظام استخدام هذه الأسلحة لمنع تقدم المعارضة نحو المناطق التي يسيطرون عليها. كما أن هناك احتمال أن تجد هذه الأسلحة طريقها إلى المتشددين. وقد يقرر الموالون للنظام نقل الأسلحة إلى «حزب الله»، سواء كتدبير مؤقت أو كوسيلة احترازية من أي هجوم إسرائيلي محتمل على سوريا. وبناء على ما تقدم، ستجد أميركا أن من مصلحتها قيادة تدخل عسكري في سوريا لتأمين الأسلحة الكيميائية، من أجل منع تدخل إسرائيلي أحادي الجانب من شأنه أن يكون أصعب وأكثر فتكا. ويمكن أن يؤدي الصراع الذي طال أمده إلى حرب بالوكالة تخرج عن نطاق سوريا لتمتد إلى دول الجوار لا سيما العراق ولبنان.

وسيجد أكراد سوريا الفرصة المناسبة لإعلان دولتهم المستقلة أو حتى السعي إلى الانضمام لاتحاد أكراد العراق وتركيا، ما سيؤثر على استقرار الأخيرة وعلاقتها مع العراق.

من الواضح أن السيناريوهات الأميركية الخمسة، ستنعكس على المنطقة ككل، لتشمل الدول المجاورة لسوريا وحتى الحليفة لها… فتشتعل حرب إقليمية قد لا تستثني أحداً.. ومن يعلم بأي اتجاه تتدحرج الكرة؟

السعودية تثني مواطنيها عن فكرة ‘الجهاد’ في سورية

جدة ـ دبي ـ رويترز: خوفا من ظهور جيل جديد من الإسلاميين المتشددين تحاول السعودية منع مواطنيها من المشاركة في صراع يرى فيه البعض جهادا ضد الحكومة السورية.

ويتنامى غضب الرأي العام السعودي إزاء اللقطات الدامية التي تصور العنف في سورية وأنباء المذابح التي يتعرض لها مدنيون على أيدي القوات السورية. وتم جمع 140 مليون دولار للاجئين السوريين في أول أسبوعين من حملة تبرعات نظمتها الحكومة في اب (أغسطس). ودعمت السعودية المقاتلين الذين يحاربون الرئيس السوري بشار الأسد ودعت المجتمع الدولي إلى ‘تمكين’ السوريين من حماية أنفسهم وقالت مصادر في الخليج وسورية وتركيا إن الرياض ترسل أموالا وأسلحة سرا إلى الجيش السوري الحر.

لكن تحسبا لرد فعل عكسي عانت منه السعودية بعدما عاد عدد من أبنائها إلى بلادهم بعد المشاركة في صراعات خارجية وعبروا عن استعدادهم لمحاربة حكومتهم اتخذت الرياض خطوات لمنع متطوعين من الذهاب للقتال في سورية.

ويصف اسلاميون في السعودية الأسد وأتباع نظامه بالكفار لانتمائهم إلى طائفة العلويين الشيعية.

لكن علي الحكيمي عضو في الهيئة الاستشارية العليا وهو كيان تعين الحكومة السعودية أعضاءه قال في يونيو حزيران ردا على دعوات للجهاد في منتديات الكترونية إن الجهاد غير جائز ما لم تسمح به السلطات. وأضاف أن بعض الأفعال الفردية يمكن أن تضع البلاد في موقف محرج.

ونقلت صحيفة ‘عكاظ’ السعودية عن رجل دين آخر هو سراج الزهراني الأسبوع الماضي قوله إنه يشعر بالندم لمشاركته في الجهاد بأفغانستان في الثمانينيات ونصح الأسر السعودية بمراقبة أبنائها الذين يمكن إغواؤهم للذهاب إلى مناطق ساخنة بالعالم.

وقال منصور التركي المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية إن السفر إلى الخارج والمشاركة في أي صراعات مسلحة محظور قانونا وإن العديد من الاشخاص مثلوا أمام القضاء لهذا السبب.

وأضاف أنه إذا وجدت السلطات السعودية دليلا على أن شخصا ما يسعى للسفر للخارج بغرض الانضمام إلى المقاتلين فسيمنع وسيحقق معه. وذكر أن السلطات في المملكة لم تحصل على دليل حتى الآن على سفر سعوديين إلى سورية.

وقال المحلل السعودي خالد الدخيل إنه إذا جرى السماح بهذه الأمور فإنها ستؤدي إلى عسكرة المجتمع وإذا سمح للناس بخوض صراعات في الخارج فإن آخرين سيستغلون ذلك ضد السعودية.

ويرى محللون أن بعض السعوديين يقاتلون في سوريا بجانب المقاتلين المعارضين للحكومة على ما يبدو لكن بأعداد أقل بكثير مما كان عليه الحال في الصراع بالعراق خلال العقد الماضي.

وفي لقطات فيديو بثت على الانترنت تحت عنوان ‘رسالة من مقاتل سعودي في سوريا’ جلس شاب سعودي على الأرض ممسكا ببندقية وإلى جانبه آخرون يرتدون سترات واقية من الرصاص وبنادق وقال بلهجة سعودية ‘أسال الله ان يجمعنا في جنات النعيم واقول لاخواني في جزيرة العرب انفروا في سبيل الله. اخوانكم في الشمال بحاجة إلى مقاتلين أهل عقيدة وأهل نخوة وأنتم كذلك نحسبكم الله حسيبكم’.

ووصل عدد مشاهدات الفيديو الذي بث يوم 16 أغسطس اب إلى اكثر من 121 ألفا وفقا لموقع يوتيوب.

وقال مصدر بالخليج مطلع على التحركات العسكرية بالمنطقة إن آلاف السعوديين سعوا للتوجه إلى سورية للانضمام للانتفاضة ضد الأسد لكن ليس هناك أدلة تذكر على أن الكثيرين منهم نجحوا في ذلك.

وقال المصدر ‘ذهب مقاتلون سعوديون إلى سورية للقتال مع المعارضين.. هؤلاء المقاتلون من الشعب وليسوا من جهة رسمية’. وأضاف أنهم دخلوا سورية عبر تركيا والأردن وأن بعضهم ألقي القبض عليه.

وكان أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي اغتيل في باكستان وهو سعودي المولد قاد كتيبة من المقاتلين العرب للمحاربة في صفوف المجاهدين ضد القوات السوفيتية التي كانت تحتل أفغانستان في الثمانينيات بينما انضم آخرون إلى مقاتلين مسلمين في حروب أهلية في البوسنة والشيشان في التسعينيات.

وقال ستيفان لاكروا مؤلف كتاب ‘صحوة الاسلام’ الذي يتناول التيار الاسلامي في السعودية ‘إذا كنت سعوديا فإن الأمر أقل صعوبة من الناحية اللوجيستية مقارنة مع العرب الاخرين. فبإمكانك شراء تذكرة إلى بيروت أو اسطنبول والانطلاق. وهناك شعور في الدوائر الاسلامية بالسعودية بأن القتال لنصرة الإسلام واجب ينبغي القيام به’.

وكانت الصحافة السعودية تشيد بابن لادن والمقاتلين الاخرين كما أثنى عليهم كبار أفراد الأسرة المالكة ورجال الدين.

لكن حتى قبل قيام 15 شابا سعوديا وأربعة عرب آخرين بتنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول في الولايات المتحدة عام 2001 كان بن لادن قد انقلب على الأسرة المالكة لاسباب أهمها علاقتها الوطيدة بالغرب.

وقال سعودي حارب في أفغانستان ‘لا يريدون تكرار نفس الخطأ الذي ارتكبوه في أفغانستان حين ذهب شبان إلى هناك وتعلموا القتال مع مجموعات كثيرة من الجهاديين. واتهمت بعض هذه الجماعات الدول الاسلامية بالكفر وتأثر الشبان بهذا وعادوا إلى بلدانهم وسببوا مشاكل’.

وألقت تداعيات هجمات الحادي عشر من سبتمبر وسلسلة هجمات شنتها القاعدة في السعودية بين عامي 2003 و2006 الضوء على قلق الحكومة السعودية مع عبور جيل جديد الحدود مع العراق لمحاربة الميليشيات الشيعية والقوات الأمريكية.

وكانت النتيجة هي حملة على المتشددين شملت من حاربوا في العراق وفتوى أصدرها مفتي السعودي تحرم السفر إلى الخارج للمشاركة في الجهاد.

واعتقلت الداخلية السعودية منذ ذلك الحين آلافا يشتبه بأنهم من المتشددين مثلوا أمام محكمة جنائية خاصة واتهم بعضهم بالسفر إلى العراق والمحاربة في صفوف تنظيم القاعدة.

وعلى الرغم من انتقاد رجال دين ممن يتحدثون باسم الدولة في السعودية للقتال في الخارج فقد استخدموا عبارات شديدة اللهجة لشجب حكومة الاسد ودعوا إلى تقديم الدعم للسوريين.

وقال الشيخ عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية إن المسؤول عن القتال والجهاد في سورية هو الجيش السوري الحر الذي قال إنه يجب دعمه.

لكن الحديث في غرف السعوديين للدردشة على الانترنت لا يركز على هذه الفروق.

وقال مستخدم لم يذكر اسمه في منتدى على موقع الوئام الاخباري ‘يا عبد الله ادع للجهاد ضد هذا الطاغية السوري ومعاونيه وستجد ان شاء الله رجالا أقوياء يؤمنون بالله ليرفعوا راية الاسلام.. كفانا ضعفا’.

وقال سعودي حارب في أفغانستان إن هناك سعوديين يسافرون إلى سوريا ولكنهم يكونون تحت أعين الدولة. وأضاف ‘شباب الجهاد لا يستمعون إلى هيئة كبار العلماء’.

أما استحسان المجتمع السعودي ككل لهذا الأمر فشيء مختلف.

وقال السعودي ‘بالنسبة لي أنا شخصيا.. لو لم تكن لي أسرة ولو كانت الظروف مختلفة لذهبت. راية الجهاد واضحة.. فهؤلاء علويون يعادون السنة والاسلام’.

وأضاف ‘أعداد (الجهاديين السعوديين) ستكون أقل بكثير مما كانت عليه. في الماضي كان المقاتل يذهب وأسرته فخوره به أما الان فإنها تشعر بالقلق تجاه الأمر’.

عاهل الاردن يدعو الى حل سياسي يحفظ وحدة سورية ويجنب شعبها المعاناة

عمان ـ ا ف ب: دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الخميس خلال لقائه وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الى حل سياسي يحافظ على وحدة سورية ويجنب شعبها المعاناة، على ما افاد مصدر رسمي.

ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن الملك تأكيده خلال اللقاء ‘موقف الاردن الداعم لايجاد حل سياسي (للازمة في سورية) يجنب الشعب السوري المزيد من المعاناة ويحافظ على وحدة سورية وتماسكها’.

واشار العاهل الاردني خلال اللقاء الى ‘الاعباء الكبيرة التي يتحملها الاردن جراء استضافته اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين تفوق طاقاته وامكاناته’.

وزار لودريان المستشفى الميداني الفرنسي الذي اقيم الشهر الماضي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين (85 كم شمال عمان) الذي يأوي نحو 30 الف لاجىء قرب الحدود مع سورية.

ويتوجه الوزير الفرنسي الخميس الى لبنان، حيث يلتقي قيادة اركان قوة الامم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل).

وحذر العاهل الاردني الاربعاء في مقابلة مع وكالة فرانس برس من احتمال تفكك الجارة الشمالية سورية مع ارتفاع وتيرة العنف الطائفي فيها ما قد يقود لامتداد الصراع الى دول مجاورة.

واكد ان ‘عملية الانتقال السياسي الشاملة هي الوسيلة الوحيدة لوقف التصعيد وهي في مصلحة الشعب السوري ومن شأنها ان تحفظ وحدة اراضي سورية وشعبها’.

واشار الملك خلال المقابلة الى ان الاردن، الذي استقبل ما يزيد عن 200 الف سوري منذ بداية الازمة، ‘قد تخطى سقف قدرته على استيعاب المزيد من اللاجئين’.

ويعبر يوميا مئات السوريين الشريط الحدودي مع الاردن بشكل غير شرعي، هربا من القتال الدائر بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة والذي اسفر عن اكثر من 27 الف قتيل منذ اذار (مارس) 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

معهد أمني بريطاني: مخاطر أمنية كبيرة تحدق بالمنطقة المحيطة بسورية

لندن ـ د ب أ: توقع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أن تكون منطقة الشرق الأوسط معرضة لمخاطر أمنية كبيرة بسبب الصراع في سورية.

وقال جون شيبمان مدير المعهد الخميس لدى عرضه للتقرير السنوي عن العام 2012 في لندن إن هناك عددا كبيرا من المؤشرات على وجود مخاطر تحدق بسورية والمنطقة المحيطة بها ، مبينا أن هذه المخاطر لو تحققت فسيكون لها تأثير كبير للغاية على المنطقة.

وواصل شيبمان القول: ‘إن خطورة وقوع الأسلحة الكيماوية الموجودة في سورية بيد الطرف الخطأ واحتمال انتقالها عبر الحدود هو السبب الاستراتيجي المهم الذي يدفع الدول الخارجية إلى التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي للمشكلة السورية’. وأوضح شيبمان أن المنطقة ‘تعيش حاليا يوما بيوم’.

الجيش التركي واللاجئون السوريون في لعبة كر وفر على الحدود

أ. ف. ب.

بين أشجار الزيتون والاسلاك الشائكة يقوم السوريون الساعون إلى الفرار والجيش التركي بما هو أقرب إلى لعبة القط والفأر التي تتحول في بعض الأحيان الى مواجهات.

آعزاز: الموقف التركي واضح مبدئيا: لا يسمح بدخول البلاد الا للسوريين المزودين بجواز سفر. ففيما كان الحصول على وثيقة سفر سهلا قبل اندلاع الازمة بات الامر اليوم شبه مستحيل لكثير من السوريين العالقين وسط المعارك.

بالنسبة للآخرين تمت اقامة خيم في الجهة التركية. لكن المخيمات امتلأت وتنتظر تجهيز مخيمات اضافية قيد البناء، فيما اغلقت المعابر الحدودية بين البلدين. لكن مئات الاشخاص يعبرون الحدود يوميا ولا سيما عبر الالتفاف على نقطة العبور أعزاز للدخول الى تركيا عبر مدينة كيليس الصغيرة.

وفي بستان زيتون يطل على اسلاك شائكة ارتفع علم الثوار السوريين فوق خيمة كبيرة، تشكل نقطة تجمع الساعين الى عبور الحدود سرا. وابو محمود الذي يمثل الجيش السوري الحر هو الآمر الناهي في المكان.

كما انه هو من يطمئن ويشجع وينصح ويوجه العائلات التي غالبا ما تكون منهكة عند وصولها في سيارات مكتظة وشاحنات صغيرة تحمل اكثر من قدرتها من الامتعة.

وقال “هناك جنود اتراك لكنهم قلائل. الثقوب في السياج لا تعد ولا تحصى”. وتابع “يكفي تضليلهم عبر ارسال احد شبابنا ليعبر بشكل مكشوف. عند توقيفه تعبر عائلات باسرها من نقطة ابعد بقليل”. وتحذر لافتات مثلثة صغيرة حمراء اللون من وجود الغام. وعلق المسؤول “لا مشكلة…نعلم جميع مواقعها”.

وصلت عائلة محمد ابو علي في ثلاث سيارات كورية الصنع وشاحنة نقل محملة بالامتعة، وهي تتألف من 25 شخصا من بينهم حوالى عشرة اطفال بدأوا يلعبون تحت الاشجار. وقال رب العائلة “نحن من الباب. حصلت عدة غارات جوية والنساء مرتعبات”. في المقاعد الخلفية جلست اربع نساء يرتدين الاسود ولم يجرؤن الترجل.

وتابع “نخاف من عودة الطائرات، والمدارس مغلقة. والدي مريض وسبق ان نقل الى المستشفى في تركيا. سنذهب لموافاته”. ودار الموكب على عقبه ولحق بشاب على دراجة نارية. في بستان الزيتون ادى العبور المتكرر لدراجات نارية صغيرة صينية الصنع الى تصاعد الغبار الاحمر.

هؤلاء هم الكشافة الذين يمهدون للمهرب الاكبر الذي يعبر الحقول بسرعة وراء مقود سيارته من طراز كيا التي لا تحمل رقم تسجيل واضعا هاتفه دوما على اذنه. وردا على سؤال ان كان وجود الجيش على الطريق التي تمتد الى جانب الاسلاك الشائكة يشكل مشكلة له، تبدو على وجه المهرب ابا عن جد ابتسامة عريضة.

وقال “انك تمزح (…) نحن كثر وهم لا يقبضون الا على من نريدهم ان يقبضوا عليه”. وجلس شاب يعتمر قبعة سوداء ويحمل حقيبة رياضية صغيرة في انتظار وقت عبوره. وقال “عبرت عدة مرات في الاتجاهين”.

واضاف “الامر يعتمد في الحقيقة على الضابط التركي. ان كان علويا فعليهم بالدبلوماسية، وان كان سنيا يصبح الامر اسهل”. وتابع “عندما يسلمون المسؤوليات يعرف الجميع اسم القائد الجديد في غضون دقائق على طول الحدود…”.

فجأة تعلو اصوات طلقات نارية. ثلاث رصاصات ثم اربع. انه ابو محمود، يطلق النار من بندقيته الكلاشنيكوف جالسا امام طعامه في ظل شجرة زيتون معمرة. عندئذ يتراجع جنديان تركيان ويتناقشان بحدة مع ثلاثة رجال حاولوا رفع السياج، ويصوبان بندقيتيهما. اقترب احد الثوار ورشاشه على الكتف ليهدئ من حدة الجميع، ثم غادر السوريون الثلاثة الى نقطة ابعد.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/761631.html

الإبراهيمي يستبق لقاءه بالأسد اليوم: هناك أزمة كبيرة في سوريا وتتفاقم

الغضبان: لا نعول على أي تغيير بعد إدخال إيران.. وسيدا: المبادرة مقيدة بالفيتو الروسي

بيروت: ليال أبو رحال القاهرة: صلاح جمعة

بدأ الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس زيارته الأولى إلى دمشق، منذ توليه مهامه خلفا لكوفي أنان، على أن يلتقي اليوم الرئيس السوري بشار الأسد، ويضعه في نتائج الاتصالات الدولية التي أجراها بشأن سوريا ونتائج الاجتماعات التي عقدها في القاهرة. وفيما من المقرر أن يتخلل لقاءات الإبراهيمي اجتماع مع وفد من معارضة الداخل، متمثلة بهيئة التنسيق الوطنية، قلل أعضاء في المجلس الوطني السوري من أهمية نتائج زيارة الإبراهيمي مشككين في نية نظام الأسد توفير سبل النجاح لمهمته.

وكان الإبراهيمي وصل أمس إلى دمشق، بعد سلسلة لقاءات عقدها في القاهرة، وقال المتحدث باسم الإبراهيمي أحمد فوزي إنه «من المرتقب أن يجري الإبراهيمي محادثات مع الحكومة ومع ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني»، خلال زيارته دمشق.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي رافق الإبراهيمي إلى فندقه في وسط العاصمة السورية قبل لقائه المسائي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم: «نحن واثقون أن السيد الإبراهيمي يتفهم بشكل عام التطورات وطريقة حل المشكلات على الرغم من التعقيدات»، موضحا «إننا متفائلون ونتمنى للإبراهيمي كل النجاح». وأشار فوزي إلى أن مختار لاماني يرافق الإبراهيمي، وهو سيبقى في دمشق «لتولي مهامه كرئيس لمكتب الموفد المشترك إلى سوريا».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الإبراهيمي قوله «إننا أتينا إلى سوريا للتشاور مع الإخوة السوريين فهناك أزمة كبيرة في سوريا وأعتقد أنها تتفاقم»، وأضاف: «أعتقد أن لا أحد يختلف على ضرورة وقف النزف وإعادة الوئام إلى أبناء الوطن الواحد ونأمل أن نوفق في ذلك».

من جهته، قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري إن مهمة الإبراهيمي مقيدة بالأطر القديمة لمجلس الأمن، الذي وصفه بـ«المشلول» بسبب الفيتو الروسي في مجلس الأمن والذي يحول دون اتخاذ إجراءات فاعلة لحماية الشعب السوري. وطالب سيدا، في تصريحات صحافية عقب لقائه بالدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أمس، الإبراهيمي بأن يقنع روسيا بأن تتخلى عن استخدام الفيتو، معربا عن أمله أن تنجح المبادرة.

وفيما يتعلق بمبادرة الرئيس المصري محمد مرسي، قال سيدا إن «هذه المبادرة كانت رسالة لعودة مصر للساحة الإقليمية والدولية بقوة لأن غياب مصر عن الساحة أحدث خللا في المعادلات الإقليمية لكننا الآن أمام توازن، ونأمل أن يكون في صالح المنطقة والشعب السوري على وجه الخصوص الذي يعاني من أوضاع متردية منذ عام ونصف العام».

وفي ذات الإطار، أكد عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري الدكتور نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط» أن المعارضة «لا ترى أي مؤشر على التغيير خصوصا بعد إدخال إيران، الداعم الأول لنظام الأسد، إلى اللجنة الرباعية، وهو ما نعتبره أمرا سلبيا»، ولفت إلى أنه «إذا كان هذا هو الإطار الذي يأتي تحرك الإبراهيمي تحته فلا يمكن أن نعول عليه إطلاقا، على الرغم من أننا كنا وما زلنا نرحب بأي جهد يؤدي لوقف القتل في سوريا». مؤكدا أن «الجهد الحقيقي يجب أن يبذل على صعيد تمكين الداخل عبر الجيش السوري الحر من الدفاع عن نفسه وتغيير موازين القوى لصالحه».

وشدد الغضبان، تعليقا على التأكيد الرسمي بتوفير سبل نجاح مهمة الإبراهيمي، على أن «هذا الكلام سبق وسمعناه مع المبادرات الإعلان عن المبادرات السابقة كلها لكن الامتحان الحقيقي هو بوقف القتل لساعة واحدة على الأقل، لكننا عوضا عن ذلك، نجد النظام يصعّد عملياته العسكرية وهو يلجأ اليوم لاستخدام الطيران في قصف البلدات والمدن». واعتبر أن «هذا التصعيد ربما يعكس في جزء منه اليأس الموجود لدى النظام السوري مع تراجع الأوضاع الميدانية وبالتالي لا مصداقية لأي موقف سوري قبل وقف قتل المدنيين».

حملة أمنية شرسة تستهدف دوما في ريف دمشق.. واغتيال عضو مجلس الشعب السابق أحمد الترك

لواء الفتح يكشف عن صاروخ «سجيل الذي سيدك القصر الجمهوري»

بيروت: بولا أسطيح

تشعب المشهد الأمني بالأمس في سوريا ما بين اشتباكات عنيفة هزّت دمشق وريفها واستمرار الحملة العسكرية على حلب، حيث أفاد ناشطون وشهود عيان بإحراز المعارضين المسلحين تقدما في منطقة حي الميدان المتنازع عليها في وسط حلب. وقال أحد المواطنين إن المعارضين المسلحين «كانوا في منطقة بستان الباشا، وتقدموا باتجاه شارع سليمان الحلبي، وبعدها دخلوا شارعا في الميدان».

وبالتزامن، كان لافتا ما أعلنته كتيبة «غرباء الشام» التابعة لـ«لواء الفتح» عن أنها ستستهدف القصر الجمهوري بصاروخ «سجيل»، الذي ظهر خلال الأيام الماضية في مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» أثناء إطلاقه بأيدي مجموعة من المقاتلين المعارضين.

وبحسب ما ورد في الفيديو، فإن صاروخ «سجيل» من صنع سرية «أنس البريجي» التابعة لكتيبة «غرباء الشام» في «لواء الفتح»، وتشير المعلومات إلى أنه صاروخ «أرض – أرض» محلي الصنع. ويتوجه الثوار في الفيديو إلى الرئيس السوري بشار الأسد بالقول: «يا أسد دع روسيا والصين وإسرائيل والعالم كله يدعموك بالصواريخ والطائرات، لكن الله معنا والعقول السورية والأيدي السورية التي ستصنع الصواريخ التي ستدك قصرك الجمهوري بإذن الله تعالى».

وفي الوقت الذي تحدث فيه مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن تفجير استهدف دورية أمنية في حي ركن الدين في دمشق ليل الأربعاء الخميس، من دون وقوع إصابات، أشار إلى اشتباكات عنيفة هزت بالأمس أحياء في العاصمة، وبالتحديد حي السيدة زينب»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحصل من اشتباكات عنيفة ويومية في العاصمة يدحض كل حديث النظام عن سيطرته على دمشق»، كما أفاد ناشطو لجان التنسيق المحلية عن معارك بين الجيش ومتمردي الجيش السوري الحر في حي القابون في العاصمة.

وفي منطقة حرستا في ريف دمشق، أفيد باغتيال عضو مجلس الشعب السابق أحمد الترك وخطف 4 من عائلته. وقال المرصد إن أحمد الترك العضو السابق في مجلس الشعب السوري قتل إثر إطلاق الرصاص عليه لدى مداهمة منزله في مدينة حرستا من قبل القوات النظامية السورية، فجر يوم أمس، بحسب نشطاء من المدينة. وأضاف أن القوات النظامية اعتقلت نجل الترك، مشيرا إلى أن الترك تعرض للاعتقال في شهر مايو (أيار) الماضي. بدوره، أشار محمد السعيد عضو المكتب الإعلامي بمجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إلى أن الترك ذبح أمام أفراد عائلته، فيما اعتقل قسم منهم بينهم رجل مسن. وقال السعيد لـ«الشرق الأوسط»: «الترك اعتقل مرتين في وقت سابق، وكان رئيسا سابقا لبلدية حرستا، إلى جانب كونه عضوا سابقا في مجلس الشعب».. ورد السعيد عملية استهدافه لكونه أشبه بقيادي معارض في المنطقة، ويحظى بالتفاف شعبي كبير حوله.

وأشار السعيد إلى أن «مدينة دوما تعرضت لحملة أمنية شرسة بالأمس تخللها قصف قوات النظام بالهاون سوق المدينة الرئيسية، التي كانت تعج بالمدنيين حيث سقط ما يزيد على 30 جريحا معظمهم نساء وأطفال، إضافة لشهيدين أحدهما طفل، بينما تابعت قوات النظام حملات الاعتقالات حيث نفذت الإعدامات الميدانية بحق 3 شبان، اثنان منهم أوقفا سيارتيهم على حاجز مشفى الوليد، وأحرقوا بسيارتهم والثالث أعدم ميدانيا على حاجز الزراعة».

وفي حلب، تواصلت عمليات القصف التي انطلقت منذ أكثر من شهرين، وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 11 شخصا على الأقل، عندما استهدفت مروحية تقاطعا في حي طريق الباب في حلب، وأضاف: «إلا أنه لم يتم تحديد ما إذا كان القتلى من المعارضين المسلحين أو المدنيين، لكن شريط فيديو تم توزيعه أظهر جثث عدة قتلى في القسم الخلفي لشاحنة صغيرة وعلى الأرصفة بعضها تعرض لحروق شديدة والبعض الآخر مغطى بالدماء».

وفي جنوب حلب، تعرض حي بستان القصر للقصف، وأفاد سكان بحصول مواجهات في حي الكلاسة.

وقال مصدر عسكري إن مواجهات حصلت أيضا في حي سيف الدولة غرب المدينة. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن قصفا عنيفا طال منطقة الفردوس. وأعلن المرصد عن قصف استهدف ليلا منطقة كرم الجبل في محافظة حلب وأدى إلى مقتل 4 أشخاص.

في غضون ذلك، أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية المقاتلة في الأراضي السورية عن انضوائها تحت جبهة واحدة أطلقت عليها «جبهة تحرير سوريا». وتضم الجبهة تجمع أنصار الإسلام في دمشق وريفها، وكتائب الفاروق ولواء صقور الشام ولواء عمرو بن العاص ومجلس ثوار دير الزور وغيرها. ودعت الجبهة بقية الألوية إلى الانضمام إليها.

بالمقابل، أعرب النظام السوري عن «دهشته من قيام بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي بإفشال تمرير مشروع البيان الروسي الذي يدين العمليات الإرهابية التي جرت في مدينة حلب السورية بتاريخ 9 سبتمبر (أيلول) الحالي، والتي أسفرت عن استشهاد نحو 50 مواطنا مدنيا وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، كما تسببت بتدمير 3 مشاف وعدد من منازل السكان الآمنين». واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان لها أن «هؤلاء الأعضاء في مجلس الأمن الدولي كرسوا بسلوكهم هذا سياسة الكيل بمكيالين، مبتعدين تماما عن التمسك بالمبدأ الواضح فيما يخص الإرهاب من حيث إدانته بجميع أشكاله أينما ارتكب وبغض النظر عن مصدره».

مرسي في بروكسل: رحيل الأسد أمر تم الاتفاق عليه

تعهد أوروبي بدعم الانتقال الديمقراطي والاستعداد لمساعدة مصر بأكثر من مليار دولار

بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»

أبدى زعماء الاتحاد الأوروبي استعدادهم لمنح مصر مساعدات بأكثر من مليار دولار وتحسين شروط التجارة بين الطرفين، وذلك أثناء الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس المصري محمد مرسي إلى أوروبا والذي تعهد بدعم القيم الديمقراطية والحريات.

من جهته أكد محمد مرسي حرصه على تحقيق التحول الديمقراطي مشيرا إلى وجود الكثير من الموارد والإمكانات الهائلة من أجل التنمية مشددا على قدرة بلاده على إدارة شؤونها بشكل مستقل.

ويرى دبلوماسيون أوروبيون أن قرار مرسي بزيارة أوروبا بعد فترة وجيزة من انتخابه رئيسا لمصر في يونيو (حزيران) الماضي إشارة «مهمة للغاية» لتعزيز مدى إيمانه بالديمقراطية.

وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي «أعتقد أن هذا انعكاس حقيقي لأهمية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر».

كما أكد الرئيس المصري رفضه لكل من يحاول خلق الاضطرابات ونشر الكراهية بين الشعوب، مشددا في الوقت نفسه على رفضه للعدوان على السفارات أو الأشخاص.

وقال مرسي «نعادي ونرفض كل من يحاول نشر الاضطرابات أو الحساسيات أو الكراهية بين الشعوب.. الشعب الأميركي يرفض الممارسات السيئة» في إشارة إلى الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أثار مشاعر المسلمين وتسبب في خروج احتجاجات في كل من مصر وليبيا.

وأشار مرسي إلى أن الحكومة المصرية تعمل على حماية الأجانب والممتلكات باعتبار ذلك في صلب مسؤولية الدولة. وشدد على أن للمسلمين والمسيحيين حقوقا وواجبات متساوية وقال إن المرأة المصرية تتمتع بحرية أكبر كما أن هناك حماية لحقوقهن.

وقال إن هذه المبادئ وهذه القيم الإنسانية مهمة بالنسبة للقيادة المصرية مؤكدا حرصها على الوفاء بها.

وتركزت محادثات مرسي مع باروسو ورومبوي وكاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي على الوضع في سوريا حيث اتفقوا جميعا على ضرورة وضع حد لإراقة الدماء هناك.

وقال باروسو «الرئيس الذي يقتل شعبه لا يستحق ببساطة أن يكون رئيسا للبلاد. نحن بحاجة للتحول نحو ديمقراطية شاملة».

وأوضح مرسي «نحن مصرون على أن يتغير النظام في سوريا.. رحيل الأسد أمر تم الاتفاق عليه حيث لا مجال للحديث عن إصلاحات في سوريا. النظام يجب أن يتغير».

كما شدد الرئيس المصري على عدم وجود نية لدى بلاده في التدخل بالشأن الداخلي السوري، مشيرا إلى تصميم مصر على التعاون مع باقي الأطراف الدولية والإقليمية لحل الأزمة في سوريا بما يتناسب مع تطلعات الشعب، وشدد مرسي على أن مصر تعمل في إطار مجموعة الاتصال الرباعية، التي تضم أيضا السعودية وتركيا وإيران، وكذلك في إطار الجامعة العربية وبالتعاون مع باقي أطراف المجتمع الدولي لوقف نزيف الدم في سوريا.

وجاءت زيارة مرسي الخاطفة إلى بروكسل والتي تليها زيارة إلى روما، فيما يشهد عدد من الدول العربية من بينها مصر احتجاجات على فيلم مسيء للإسلام أدى إلى مقتل أربعة مسؤولين أميركيين من بينهم السفير كريس ستفينز في مدينة بنغازي الليبية. وقال رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي إن «مثل هذه الهجمات لا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها».

وأضاف بينما كان محمد مرسي يجلس إلى جانبه أن «على جميع القادة تحمل مسؤولياتهم في بناء الأمن والتسامح».

وفي أول زيارة على الإطلاق يقوم بها رئيس مصري إلى بروكسل، وأول جولة أوروبية يقوم بها مرسي إلى أوروبا، تعهد فان رومبوي بأن يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب مصر «كصديقة وجارة وشريكة».

وفي وقت سابق أشاد جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية بالتزام مرسي «الثابت» بالقيم الديمقراطية، وتعهد بالمساعدة على «بناء مصر ديمقراطية وحرة ومفتوحة ومزدهرة».

وقال إن الاتحاد الأوروبي سيوفر لمصر مبلغ 449 مليون يورو لعامي 2011 – 2013 كما أنه «مستعد لتقديم المزيد». وعرض باروسو مبلغا إضافيا بـ500 مليون يورو (640 مليون دولار) كمساعدة مالية شرط حصول مصر على قرض البنك الدولي وقيمته 4,8 مليار دولار، ودعم للميزانية بقيمة 150 – 200 مليون يورو من أجل الانتعاش الاقتصادي للبلاد.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي، أكبر كتلة تجارية في العالم والبالغ عدد سكانها مجتمعة نصف مليار شخص، مستعد لبدء التفاوض مع القاهرة حول التوصل إلى اتفاق تجارة حرة وعميقة.

وبلدان الاتحاد الأوروبي الـ27 هي بصورة جماعية الشريك التجاري الأول لمصر وتمثل حوالي ثلث حجم تجارتها الخارجية، إلا أن باروسو تحدث عن وجود «مجالات أخرى يتعين استكشافها».

وسيقوم فريق عمل بإنجاز المزيد من التفاصيل حول التعاون الاقتصادي في 14 و15 نوفمبر (تشرين الثاني) في القاهرة، وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إنه يهدف إلى استعادة ثقة المستثمرين خاصة من خلال استضافة مؤتمر قمة للسياحة والأعمال.

وتنظر بروكسل إلى مستقبل مصر بعين الاهتمام حيث تحرص على توثيق العلاقات الاقتصادية مع دول الربيع العربي ومساعدة الديمقراطيات بشكل يخدم مصلحة أوروبا الأمنية.

وبعد اتهامه سابقا بدعم الأنظمة الديكتاتورية في دول الشرق الأوسط، وعد الاتحاد الأوروبي العام الماضي بتوزيع المساعدات بشكل يتناسب مع التقدم الديمقراطي الذي تحرزه الدول، وهي السياسة التي تعرف باسم «المزيد مقابل المزيد». وقال فان رومبوي إن نجاح مصر «سيكون له انعكاسات إيجابية على المنطقة بشكل عام».

من ناحيته انتقد مرسي «الاعتداء» على الإسلام، إلا أنه أدان كذلك العنف بما في ذلك مقتل الأميركيين في بنغازي. وأكد «إننا ضد كل من يعتدي على المقدسات، وإننا نعادي من يعتدي على مقدساتنا وعلى رسولنا صلى الله عليه وسلم ونقف ضده بكل حزم وعزم».

إلا أنه أكد أن ذلك «لا يعني أن نعتدي على أحد أو نمارس بنفس الكيفية أي نوع من أنواع العدوان على الآخرين».

كما تعهد مرسي بمواصلة الحفاظ على القيم الديمقراطية والحريات، مؤكدا مرارا التزامه باحترام المساواة بين جميع المصريين دون التفريق بين المسلمين والأقباط، كما أكد على منح النساء حقوقا متساوية. وأكد أن مصر ستنتقل من الفساد والديكتاتورية إلى مرحلة جديدة من الحرية للجميع وضمان حقوق جميع المصريين.

وأشار إلى أن النساء يحصلن على مزيد من الحريات مؤكدا على أهمية هذه الحقوق الإنسانية وهذه القيم بالنسبة للمصريين.

وقال مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي إن أوروبا ستفعل كل ما بوسعها لمساعدة القاهرة في استعادة الأموال التي نهبت خلال عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك والتي تقدر بعشرة مليارات دولار.

المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: مستقبل الأسد مظلم.. وسقوطه حتمي

في تقريره لسنة 2012: العالم يمر بمرحلة انتقالية سيكون للقطاعات الخاصة تأثير كبير فيها

لندن: مينا الدروبي

قال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تقريره لسنة 2012، إن العالم يمر بمرحلة انتقالية سيكون للقطاعات الخاصة تأثير كبير فيها، وأوضح المعهد في تقريره السنوي حول الشؤون الدولية أن من أهم القضايا لسنة 2012 التغيرات الداخلية والتحولات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا. كما قيم الاتجاهات العالمية وأنماط الحياة الجديدة التي برزت خلال العام.

وتحدث التقرير عن التحولات في العالم العربي التي كان بعضها مؤلما مؤخرا، وشبه ذلك بما حدث في بنغازي أول من أمس. كما عرض لموازين القوى في بلاد الشام الذي اعتبره يمر بمرحلة حساسة جدا، كما اعتبر الوضع في سوريا يدعو للقلق.

وحذر التقرير من مستقبل نظام الأسد الذي سيكون مظلما، ومن تأخره في الرحيل عن السلطة الذي سيكون له تأثير على المنطقة. وقال إميل هوكيان، وهو محلل سياسي في المعهد، إنه «يمكن للأسد أن يبطئ في التنحي، ولكن سقوطه أمر حتمي لا مفر منه».

وأضاف هوكيان خلال مؤتمر صحافي، عقد أمس في مقر المعهد بلندن: «في الواقع، المجتمع الدولي لم يتوقع أن يصمد نظام الأسد الذي اعتمد على قوات الأمن التابعة له من أجل البقاء في السلطة».

وعرض التقرير أيضا لمصر، ومسألة الهوية التي لم تتضح بعد، وأنه ومنذ تسلم الإخوان المسلمين والرئيس مرسي الحكم، لم تتحدد بعد هوية البلاد بعد الثورة ولم تتضح المعالم الدستورية لها.

كما لفت التقرير إلى الأزمة المالية التي قد تؤدي إلى كارثة اقتصادية في أوروبا، والتي من المحتمل أن تؤثر على كل العالم، وهذا ما قد يحدث تحولات في موازين القوى العالمية، ولكن سيكون هذا التغيير على مدى طويل، وأن من سيحصلون على القسم الأكبر لا يمتلكون خطة واضحة حول استعمالها. وفي هذه المرحلة الانتقالية، سيكون للقطاعات الخاصة تأثير كبير في السياسات الخارجية للدول في مختلف أنحاء العالم.

المعارضة تحقق تقدماً في حلب والإبراهيمي يبدأ مهمته في دمشق

                                            حققت المعارضة تقدما ميدانيا مهما في حلب، أكبر مدن سوريا وعاصمتها الإقتصادية، فيما وصل المبعوث الدولي ـ العربي الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق أمس في اول مهمة له في هذا البلد وصفها مسبقا بانها “بالغة الصعوبة”، بعد 18 شهرا من اندلاع الثورة ضد نظام بشار الأسد، الذي يلتقيه اليوم، فيما اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أن مهمة المبعوث الدولي ـ العربي “مقيدة بالفيتو الروسي ومراوغات نظام الأسد”.

وعلى الصعيد السياسي ايضا، كرر الرئيس المصري محمد مرسي أن على الأسد التنحي “لأن رئيسا يقتل شعبه غير مقبول”. كما جدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تمسكه بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، واشتكى من أن بلاده لا يمكنها وحدها تحمل أزمة تدفق اللاجئين.

تقدم ميداني في حلب

وقبل وصول الابراهيمي كانت قوات الأسد تصعد قصفها للمناطق الخارجة عن سيطرتها، خصوصا مدينة حلب التي شهدت امس معارك طاحنة تمكن “الجيش السوري الحر” خلالها من التقدم الى وسط المدينة امس.

وقال شهود ومصادر عسكرية ان “الجيش الحر” احرز تقدما في منطقة حي الميدان في وسط حلب، بينما اندلعت معارك في عدة احياء اخرى.

وقال احد المواطنين ان المعارضين المسلحين “كانوا في منطقة بستان الباشا وتقدموا باتجاه شارع سليمان الحلبي. والآن دخلوا شارعا في الميدان”.

وباتت حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، مسرحا لمعارك شرسة منذ اكثر من شهرين بين الجيش النظامي وقوات “الجيش السوري الحر”.

ويعتبر حي الميدان استراتيجيا لانه يفتح الطريق نحو الساحة الرئيسية للمدينة.

وتعرضت احياء اخرى في حلب يسيطر عليها “الجيش الحر” الى القصف، كما اعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

وقتل احد عشر شخصا على الاقل عندما استهدفت مروحية تقاطعا في حي طريق الباب في حلب، بحسب المرصد.

ولم يتم تحديد ما اذا كان القتلى من المعارضين المسلحين او المدنيين. لكن شريط فيديو تم توزيعه يظهر جثثا عدة في القسم الخلفي لشاحنة صغيرة وعلى الارصفة بعضها تعرض لحروق شديدة والبعض الاخر مغطى بالدماء.

وفي جنوب حلب تعرض حي بستان القصر للقصف وافاد سكان عن حصول مواجهات في حي الكلاسة.

وقال مصدر عسكري ان مواجهات حصلت ايضا في حي سيف الدولة غرب المدينة.

وافادت لجان التنسيق المحلية التي تنظم التظاهرات ضد النظام على الارض ان قصفا عنيفا طال منطقة الفردوس.

وفي وقت سابق اعلن المرصد عن قصف استهدف ليلا منطقة كرم الجبل في محافظة حلب وادى الى مقتل اربعة اشخاص.

.. ومعارك دمشق

وفي دمشق وريفها، اعلن المرصد ايضا ان نائبا سابقا هو احمد الترك قتل بنيران قوات الامن التي اقتحمت منزله فجرا في حرستا في محافظة دمشق واعتقلت ابنه.

كما افاد عن انفجار سيارة في حي ركن الدين في دمشق دون وقوع اصابات مع تعرض حي التضامن للقصف. وتحدث عن مقتل ثلاثة اشخاص في قذائف سقطت على منطقة السيدة زينب.

وافاد ناشطو “لجان التنسيق المحلية” عن معارك بين قوات الأسد و”الجيش السوري الحر” في حي القابون في العاصمة.

الإبراهيمي

الابراهيمي عبر بعد وصوله الى دمشق امس عن اعتقاده بان الازمة في سوريا “تتفاقم”، مشددا على ضرورة “وقف النزيف”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الابراهيمي قوله: “قدمنا الى سوريا للتشاور مع الاخوة السوريين، فهناك أزمة كبيرة في سوريا واعتقد أنها تتفاقم”. واضاف في تصريحات ادلى بها في مطار دمشق الدولي “اعتقد ان لا احد يختلف على ضرورة وقف النزيف واعادة الوئام الى ابناء الوطن الواحد ونأمل بان نوفق في ذلك”.

وقال المتحدث باسم الابراهيمي في بيان اعلن وصوله في وقت سابق ان الموفد الدولي والعربي المشترك سيجري محادثات مع “الحكومة ومع ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني”.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي استقبل الابراهيمي ورافقه الى مقر اقامته في احد فنادق دمشق “نحن واثقون بان السيد الابراهيمي يتفهم بشكل عام التطورات وطريقة حل المشاكل على الرغم من التعقيدات”. واضاف “نحن متفائلون ونتمنى للابراهيمي كل النجاح”.

سيدا

وتعقيبا على مهمة الإبراهيمي، رأى رئيس “المجلس الوطني السوري” عبد الباسط سيدا أن مبادرة الممثل العربي الأممي المشترك مقيدة بالأطر القديمة لمجلس الأمن المشلول بالفيتو الروسي.

وقال سيدا في تصريحات صحافية عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي “بحثنا آخر التطورات على الساحة السورية، ومختلف المبادرات السياسية وتوقفنا أمام مبادرة الأخضر الإبراهيمي الذي يمتلك خبرة وحنكة وهي مبادرة مشكورة، ولكننا نقول إنها محكومة الآليات القديمة التي تتحكم في مجلس الأمن”.

وطلب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض من الإبراهيمي أن يقنع روسيا بأن تتخلى عن استخدام “الفيتو”، معربا عن أمله في أن تنجح المبادرة ولكن قال “لا اعتقد أنها ستنجح في ظل الظروف الحالية خاصة أن النظام متخصص في تفريغ المبادرات”.

وحول غموض مبادرة الأخضر الإبراهيمي، قال سيدا: “إن هذه المبادرة مازالت غير واضحة المعالم، وهو الآن في سوريا للتواصل مع المعنيين هناك، والمجلس الوطني سوف يلتقى معه بعد عودته لبحث مختلف التوجهات معه، ولكننا نؤكد على أن هذه المبادرة إذا كانت خاضعة للآليات التي تتحكم في مجلس الأمن المشلول بفعل الفيتو الروسي مما يجعل للإمكانيات أمام هذه المبادرة ضئيلة جدا”. وأضاف: “إذا تمكن الإبراهيمي من إقناع الروس بعدم استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن ضد حماية المدنيين السوريين، عنذئذ سيكون قد حقق إنجازا”.

وردا على سؤال حول تعرض السوريات للاغتصاب.. قال سيدا “إن الاغتصاب أحد الأسلحة التي يستخدمها النظام لمعاقبة النشطاء، لأنه لايتورع عن استخدام كافة أدوات القمع والإجرام في سبيل قمع إرادة الشعب السوري، لكننا نقول للجميع إن الشعب السوري لن يتراجع مهما كانت التضحيات”.

وأقر سيدا بأن المعارضة متفككة ولكنه أكد أن هذا التفكك لايبرر غض النظر عن استمرار القتل والذبح في سوريا، لافتا إلى أن “المعارضة اتفقت على وثيقتين للعمل السياسي في مؤتمر المعارضة السورية الذي رعته الجامعة العربية في حزيران الماضي في القاهرة، أما التنوع السياسي فهو طبيعي”، مشددا على استعداد المجلس الوطني للتعاون والتنسيق مع كافة قوى المعارضة التي لا تريد الانضمام إليه. وقال: “إن المجلس الوطني مشروع مفتوح، ونحن بصدد مشروع إعادة هيكلة وهناك الكثير من القوى الاجتماعية والسياسية التي ستنضم إلى المجلس الوطني وسيكون هناك اجتماع للهيئة العامة الشهر المقبل من أجل تفعيل هيئاته”.

وأكد “ضرورة التحرك بسرعة لأن الشعب السوري يتعرض لأعمال قصف بشعة بالمعدات الثقيلة والصواريخ”، لافتا إلى “زيادة أعداد القتلى والمعوقين والنازحين الذين بلغ عددهم أكثر من 3 ملايين نازح في الداخل، وربع مليون لاجئ في الجوار الإقليمي، وأكثر من مئة ألف معتقل، وحالات اغتصاب كثيرة، وقتل الأطفال”، محذرا من تدهور سوريا “إلى وضع شديد الخطورة مما سيكون له تأثير على المنطقة كلها، وهو ما يعمل النظام من أجله”.

مرسي

الرئيس المصري محمد مرسي كرر خلال زيارة لمقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل امس ان على الرئيس السوري بشار الاسد التنحي “لأن رئيسا يقتل شعبه غير مقبول”.

وقال مرسي امام صحافيين “هذا متفق عليه تماما”، مكررا تصريح رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو للصحافيين بعد لقائه الرئيس المصري “نحن ايضا مصرون ان على الاسد الرحيل”.

وقال باروزو ان “رئيسا يقتل شعبه غير مقبول”. واضاف مرسي “لا مكان لرئيس يقتل شعبه”.

وردا على اسئلة وجهها له الصحافيون قال مرسي “نريد وقف اراقة الدماء”. واضاف “نعتقد ان هناك ضرورة الان لتغيير النظام في سوريا، هذا ما اتفقنا عليه”.

البرلمان الأوروبي

وفي ستراسبورغ، حذّر البرلمان الأوروبي امس من مغبّة زيادة عسكرة النزاع في سوريا الإستقرار في المنطقة، مؤكداً دعمه لإنشاء ملاذات آمنة على طول الحدود السورية – التركية وفتح معابر إنسانية من قبل المجتمع الدولي، ودعا المعارضة السورية إلى التوحّد وتشكيل حكومة موقتة شاملة.

وتبنى البرلمان الأوروبي في جلسة مكتملة الأعضاء، قراراً جرى التصويت عليه امس، شدّد فيه على أن “العسكرة المتزايدة للنزاع السوري لا تجلب إلا المعاناة للشعب السوري، وسيكون لها تداعيات لا يمكن التنبؤ بها على أمن وإستقرار المنطقة برمّتها”.

ودعا أعضاء البرلمان الأوروبي في قرارهم كل الأطراف المسلّحة المعنية بالنزاع إلى إنهاء العنف فوراً في سوريا، وحثوا الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون على بذل قصارى جهدها لممارسة ضغط ديبلوماسي فعّال على روسيا والصين.

وعبّروا عن القلق العميق تجاه تدهور الوضع الإنساني السريع في سوريا، مؤكدين ضرورة أن يسمح النظام السوري بالمساعدات الإنسانية.

وأكدوا دعمهم للدعوات إلى إقامة “ملاذات آمنة على طول الحدود السورية التركية، وخلق ممرات إنسانية من قبل المجتمع الدولي”.

ودعوا أيضاً الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي إلى إتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع أي تدفق للاجئين السوريين.

وحض البرلمان الأوروبي المعارضة السورية على التوحّد، وقال القرار إن “النظام السوري فقد شرعيته ومصداقيته بشكل كامل كممثل للشعب السوري، و(الرئيس السوري) بشّار الأسد لم يعد له مكان في مستقبل سوريا، وينبغي أن يتنحى جانباً فوراً”.

وقال أعضاء البرلمان إنه “إن كان بإمكان المعارضة السورية تشكيل حكومة تمثيلية مؤقتة شاملة، فإن هذا يمكن أن يقدّم بديلاً ذي مصداقية”.

وحثوا آشتون ودول الإتحاد الأوروبي على بذل كل الجهود في سبيل توحيد المعارضة السورية، مشيرين إلى الانقسامات والتوتّر داخلها.

العاهل الأردني

وفي عمّان، جدد الملك الأردني عبد الله الثاني موقف بلاده الداعي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وقال بيان صادر عن الديوان الملكي أن الملك أكد خلال لقائه امس وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان “موقف الأردن الداعم لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية يجنب الشعب السوري المزيد من المعاناة ويحافظ على وحدة هذا البلد وتماسكه”.

وأوضح البيان أن الملك الأردني استعرض مع وزير الدفاع الفرنسي “تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا ما يتصل منها بالأزمة في سوريا “.

وأشار الملك عبد الله الثاني إلى “الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء استضافته أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين تفوق طاقاته وإمكاناته”..

من جهته أكد وزير الدفاع الفرنسي حرص بلاده على “تمتين العلاقات الثنائية مع الأردن، وتقديرها لدوره بقيادة جلالة الملك في العمل على تحقيق الإستقرار في المنطقة، وجهوده في مواصلة تقديم الخدمات الإنسانية للاجئين السوريين”.

(أ ف ب، يو بي أي، رويترز، أ ش أ)

دعوة للتظاهر في جمعة “إدلب رمز الانتصارات

عشرات القتلى وقصف واشتباكات بسوريا

                                            قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 165 شخصا قتلوا الخميس معظمهم في دمشق وريفها وحلب ودرعا، وبينما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر في دمشق وحلب، دعا الناشطون إلى التظاهر في جمعة جديدة أطلقوا عليها اسم “إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات”.

ووثقت لجان التنسيق المحلية 66 قتيلا في دمشق وريفها بينهم ثمانية من عائلة واحدة في بلدة يلدا. وقالت إن 52 قتيلا سقطوا في حلب، وأفاد ناشطون بسقوط 15 قتيلا في درعا و11 في إدلب وتسعة في دير الزور.

كما أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى سقوط ستة قتلى على الأقل بالإضافة لعدد من الجرحى في ريف اللاذقية جراء القصف بالبراميل المتفجرة على قرية مرج الزاوية.

وأفاد ناشطون في ريف دمشق أن سُكانا عثروا على 15 جثة لفلسطينيين أعدموا ميدانيا على أيدي قوات النظام في بلدة ببيلا.

وقال الناشطون إن من بين القتلى عشرة من عائلة واحدة، وإن الجثث تعود لأشخاص اعتقلوا في وقت سابق من مخيم اليرموك الذي تقطنه أغلبية من اللاجئين الفلسطينيين بدمشق.

اشتباكات

من ناحية أخرى وقعت اشتباكات عنيفة فجر اليوم بين جيش النظام والجيش السوري الحر على طريق دمشق درعا بالقرب من حي نهر عيشة. كما دارت اشتباكات قرب ضريح السيدة زينب على مشارف العاصمة قتل فيها ثلاثة أشخاص على الأقل.

من جانبه قصف الجيش الحر فجر اليوم مطار منغّ العسكري في ريف حلب الشمالي. كما دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي الميدان وفي أحياء حلب القديمة ومحيط القلعة الأثرية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شاهد عيان قوله إن مقاتلي الجيش الحر “كانوا في منطقة بستان الباشا وتقدموا باتجاه شارع سليمان الحلبي. والآن دخلوا شارعا في حي الميدان”. ويعتبر حي الميدان إستراتيجيا لأنه يفتح الطريق نحو الساحة الرئيسية للمدينة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أحياء أخرى بحلب تحت سيطرة الجيش الحر تعرضت للقصف، وأفاد بسقوط 11 شخصا على الأقل عندما استهدفت مروحية تقاطعا في حي طريق الباب بحلب.

وفي البوكمال بدير الزور وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بالقرب من فرع الأمن العسكري بالمدينة.

قصف متواصل

وفي دمشق واصلت قوات النظام قصف حي الحجر الأسود بقذائف الهاون فجر اليوم. كما قصفت دوما والزبداني وعرطوز وزملكا في ريف دمشق، وشنت حملة اعتقالات في حرستا. وقالت شبكة شام إن حريقا هائلا شب في الفرن الآلي بمنطقة المساكن بدوما في ريف دمشق جراء سقوط قذيفتين على الفرن وامتداد الحريق لبعض الأبنية المجاورة مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

كما أفاد مراسل الجزيرة في حلب أن أحياء طريق الباب ومساكن هنانو والصاخور وسيف الدولة والحيدرية وباب الحديد والفردوس تعرضت جميعها لقصف مدفعي وجوي عنيف.

وفي دير الزور أصيب عدد من الأشخاص في قصف جوي على أحياء الحميدية والعرفي والشيخ ياسين والجبيلة. وأفادت شبكة شام الإخبارية أن الطيران الحربي قصف قرية السيال الغربي في ريف مدينة البوكمال وألقى عدة براميل من مادة “تي أن تي” المتفجرة.

وسقط عدد من الجرحى نتيجة قصف عنيف ومتواصل بقذائف الهاون على قرية الغنطو في حمص. وتجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على منطقة الميدان بالمدينة ذاتها.

كما سقط قتيل وعدد من الجرحى في سهل الروج وكفر تخاريم والبشيرية بإدلب بعد القصف فجر اليوم.

هذا ويصف ناشطو الثورة تفتناز بمحافظة إدلب بأنها مدينة أشباح بعد أن نزح أغلب سكانها. يأتي ذلك جراء تصعيد القوات النظامية من عملياتها العسكرية على المدينة بعد استهداف كتائب أحرار الشام مطار تفتناز العسكري الشهر الماضي.

أهالي حلب يتوقعون الموت بأي لحظة

                                            أحمد نور-حلب

الطائرات المقاتلة تجوب الأجواء طوال النهار، والمروحيات تحلق على ارتفاع منخفض قادمة من مطار حلب العسكري. ومع غروب الشمس، يحين موعد هطول القذائف من مدرسة المدفعية في شمال المدينة، أما أعمدة الدخان الأسود فهو أمر متوقع رؤيته في أي لحظة.

هذا هو حال مدينة حلب، ثاني المدن السورية أهمية، والتي يؤكد الجيش الحر أنه سيطر على 70% من أراضيها، حيث يصر النظام على قصف جميع الأحياء التي خرجت عن سيطرته، ليستيقظ الأهالي صباح كل يوم على أنباء المباني التي دمرت وعدد الذين قتلوا تحت ركامها.

قصف عشوائي

توجهنا صباح الخميس إلى حي طريق الباب الذي ينتشر فيه عناصر الجيش الحر، حيث سقطت قذيفة قبل يوم على مبنى سكني لتدمر طابقيه العُلويين، بينما لا يزال السكان يسعون لالتقاط أي مؤشر على الحياة من تحت الأنقاض.

طالبنا البعض بالتوجه إلى زقاق مجاور لتوثيق مأساة أخرى، فنجد أنفسنا أمام مبنى تمت تسويته بالأرض، وما إن يرى السكان كاميرا الصحافة حتى ينفجروا غضبا.

يحاول أحدهم تمزيق ثيابه من الغضب، ويصرخ آخر ليحمّل العالم كله مسؤولية مقتل الأطفال والنساء تحت أنقاض منازلهم، ويتساءل شيخ مسن “أليس هذا ما تريده أميركا وإسرائيل لشعبنا؟”.

يحاول بعض الجيران تهدئتهم، ويتشاجر الطرفان في جدال ساخن حول دور الإعلام في نقل ما يحدث، بينما يصر البعض على أن العالم يعرف الحقيقة لكنه لا يكترث.

وتزداد سخونة الأجواء مع ارتفاع دوي الطائرات التي تحلق فوق المكان، ليصرخ بعض الشباب كل حين بضرورة التفرق كي لا يغري تجمعنا قائد الطائرة بإلقاء قنابله وقتل أكبر عدد ممكن من البشر.

تحت الأنقاض

نتوجه إلى حي الصاخور لاستطلاع موقع تم قصفه قبل أربعة أيام، ويكشف لنا أحد الأهالي عن جثة رجل ما زال عالقا تحت الأنقاض، ليتصادف وجودنا مع قدوم فريق من الجيش الحر لانتشاله.

ويحدثنا أبو محمد عن سقوط صاروخ على الدور الأرضي من المبنى الفخم، حيث انفجر الدور كله وانهارت أرضيته على القبو، بينما لا يزال المبنى قائما.

ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن الصاروخ استهدف الموقع حيث كان يقيم فيه عناصر من الجيش الحر، ويقول “لقد انتشلنا أربعين جثة في اليوم الأول، وما زال هناك أربعة على الأقل مفقودين”.

ولدى سؤالنا عن تسبب وجود الجيش الحر في المنطقة بمقتل المدنيين، يقول شاب آخر إن قوات النظام لا تستهدف هؤلاء المنشقين فحسب، فالقصف بات عشوائيا في كل الأيام وعلى مدار الساعة.

وقد يؤكد هذا الرأي ما رأيناه في حي مساكن هنانو المجاور، حيث أسقطت قذيفة مبنى كاملا من أربعة طوابق وأحالته إلى ركام.

وبعد خمسة أيام من الحفر بين الحديد وكتل الإسمنت، أوقف السكان عمليات البحث عن أربعة مفقودين نصفهم من الأطفال، لعدم توفر المعدات الكافية.

14 قتيلا بسوريا والإبراهيمي في دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت مصادر المعارضة السورية أن 14 شخصا قتلوا الجمعة برصاص قوات الأمن السورية في مختلف أنحاء البلاد، في حين يلتقي الموفد الدولي العربي لحل الأزمة الأخضر الإبراهيمي للقاء الرئسي السوري بشار ألسد في العاصمة دمشق.

وكانت لجان التنسيق قد أفادت بمقتل 165 شخصا الخميس، بينهم 66 في دمشق وريفها، منهم 8 من عائلة واحدة في بلدة يلدا، و52 قتيلا في حلب بينهم 15 في بلدة الباب، و15 قتيلا في درعا، و11 في إدلب، و9 في دير الزور، و6 في اللاذقية، و4 في حماه، وقتيلان في حمص.

من جهة أخرى يقوم الإبراهيمي بأول زيارة له إلى البلاد منذ توليه منصبه خلفا لكوفي أنان الذي ترك المنصب محبطا في أغسطس بعد أن أخفقت جهوده في وقف الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.

وطبقا لبيان صادر عن المتحدث باسم الإبراهيمي أحمد فوزي، وصل المبعوث الأممي إلى سوريا الخميس حيث سيعقد محادثات مع الحكومة السورية والمعارضة.

لكن فوزي اعترف بصعوبة مهمة الإبراهيمي.

وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي إن الإبراهيمي يعتزم مقابلة “المسؤوليين السوريين والأطراف المعارضة الأخرى، لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته”.

وأكد أن “بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته، وهذا ما رفضه العراق رفضا قاطعا، لكونه سوف يقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي”.

وفي سياق آخر أفادت مراسلتنا بأن تركيا ستبدأ بإدخال اللاجئين السوريين العالقين على الحدود على شكل مجموعات، كل منها يضم 500 شخص. وأشارت أن ذلك سيحدث في وقت قريب جدا.

ميدانيا أحرز المعارضون المسلحون تقدما في منطقة حي الميدان المتنازع عليها في وسط حلب، كما أفادت مصادر عسكرية وشهود، بينما اندلعت معارك في عدة أحياء أخرى من ثاني المدن السورية.

وقال أحد المواطنين إن المعارضين المسلحين “كانوا في منطقة بستان الباشا وتقدموا باتجاه شارع سليمان الحلبي. والآن دخلوا شارعا في الميدان”.

وباتت حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا، مسرحا لمعارك شرسة منذ أكثر من شهرين بين الجيش النظامي ومتمردي الجيش السوري الحر.

ويعتبر حي الميدان استراتيجيا لأنه يفتح الطريق نحو الساحة الرئيسية للمدينة.

وتعرضت أحياء أخرى في حلب تحت سيطرة المتمردين إلى القصف، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقتل أحد عشر شخصا على الأقل عندما استهدفت مروحية تقاطعا في حي طريق الباب في حلب، حسب المرصد.

ولم يتم تحديد ما إذا كان القتلى من المعارضين المسلحين أو المدنيين. لكن شريط فيديو تم توزيعه يظهر جثث عدة قتلى في القسم الخلفي لشاحنة صغيرة وعلى الأرصفة بعضها تعرض لحروق شديدة والبعض الآخر مغطى بالدماء.

وفي جنوب حلب تعرض حي بستان القصر للقصف، وأفاد سكان عن حصول مواجهات في حي الكلاسة.

وقال مصدر عسكري إن مواجهات وقعت أيضا في حي سيف الدولة غربي المدينة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية التي تنظم التظاهرات ضد النظام على الأرض بأن قصفا عنيفا طال منطقة الفردوس.

وفي وقت سابق أعلن المرصد عن قصف استهدف ليلا منطقة كرم الجبل في محافظة حلب وأدى إلى مقتل أربعة أشخاص، فيما حصلت مواجهات بين الجيش النظامي والمتمردين في العاصمة دمشق.

وأعلن المرصد أيضا أن نائبا سابقا هو أحمد الترك قتل بنيران قوات الأمن التي اقتحمت منزله فجرا في حرستا في محافظة دمشق واعتقلت ابنه.

كما أفاد عن انفجار سيارة في حي ركن الدين في دمشق دون وقوع إصابات مع تعرض حي التضامن للقصف.

وأفاد ناشطو لجان التنسيق المحلية عن معارك بين الجيش ومتمردي الجيش السوري الحر في حي القابون في العاصمة.

وكان 172 شخصا قتلوا الأربعاء في مختلف أنحاء سوريا، بينهم 18 جنديا نظاميا لقوا مصرعهم بانفجار سيارة مفخخة في هجوم شنه مقاتلون معارضون، استهدف تجمعا عسكريا في مدينة سراقب بمحافظة إدلب.

وبدأت الأزمة في سوريا في مارس 2011.

ويقدر ناشطون أن نحو 23 ألف شخص قتلوا في الصراع الذي تحول إلى حرب أهلية.

الإبراهيمي يصل سوريا وقوات الاسد تقصف المعارضين

بيروت (رويترز) – وصل وسيط السلام الدولي الاخضر الابراهيمي الى العاصمة السورية دمشق يوم الخميس فيما قامت القوات الحكومية بقصف الضواحي الشرقية للمدينة لطرد المعارضين الذين يحاولون استعادة موطئ قدم لهم بالعاصمة.

وتواجه مهمة الابراهيمي تحديات اذ لا يبدي أي من طرفي الصراع استعدادا لالقاء السلاح. كما لا يتمتع الابراهيمي بالدعم اللازم بسبب الانقسام بين القوى العالمية والشرق أوسطية.

وذكر نشطاء من المعارضة ان طائرة مقاتلة وطائرات هليكوبتر حربية تقصف ضواحي يتواجد بها معارضون يقاتلون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد منذ 18 شهرا.

وقال ناشط يتحدث عبر برنامج سكايب على الانترنت من العاصمة “هناك حملة جديدة على المناطق الشرقية من دمشق… تحلق طائرات الهليكوبتر في السماء الان وتطلق النيران على حي الزملكة.”

وتتصاعد الازمة السورية التي اندلعت قبل 17 شهرا واسفرت عن مقتل اكثر من 27 الف شخص حتى الان. ووصل هذا الصراع الى عدة اماكن حول دمشق معقل الحكومة والتي كان يعتقد انها حصينة ضد معارضي الاسد.

ويبدو ان قوات الاسد تحاول ابقاء مقاتلي المعارضة بعيدا عن وسط دمشق من خلال قصف الضواحي التي تسلل اليها المعارضون بالدبابات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر.

ومن المقرر ان يجتمع الابراهيمي برموز من المعارضة ومسؤولين من الحكومة بينهم الاسد. والابراهيمي دبلوماسي جزائري مخضرم خلف المبعوث السابق كوفي عنان .

وقال الابراهيمي لدى وصوله الى دمشق ان هناك ازمة لا احد ينكرها. وأضاف انه يأمل في المساهمة في انهاء العنف خلال الايام والاسابيع القادمة.

لكن مهمته تواجه صعاب بسبب دعم قوى غربية ودول عربية خليجية للمعارضة في الوقت الذي تدعم فيه ايران والصين وروسيا حكومة الاسد. وتسبب ذلك الانقسام في حالة من الجمود في مجلس الامن الدولي بينما تتزايد اعداد القتلى وقفزت اعداد اللاجئين لتصل الى اكثر من 200 الف.

وفي دمشق قال سكان ان الجيش السوري الحر المعارض انسحب على ما يبدو من حي التضامن بجنوب دمشق. ووفقا لما ذكرة شاهد زار المنطقة تنتشر قوات الجيش في انحاء الحي.

ودمر حي التضامن جزئيا بعدما تعرض لقصف عنيف واشتباكات في الاسابيع القليلة الماضية. وتبدو اثار الدمار على المنازل جراء القصف أو التعرض لحرائق.

وقال احد السكان “تم تدمير أي منزل كان له علاقة بالجيش السوري الحر.”

وعاد بعض السكان الى حي التضامن لمعاينة الاضرار ويأمل بعضهم في استعادة ممتلكات الاسرة.

وقال رجل ينظر الى منزله الذي دمر جزئيا “عدت لاخذ بعض متعلقاتي.”

وهزت انفجارات بعيدة الحي لكن لم يندلع أي قتال في حي التضامن نفسه اليوم الخميس. ويقول السكان انهم تلقوا تحذيرات من الجيش من انهم لو سمحوا للمعارضين بالعودة الى الحي فإن الجنود سيعودون لتدمير ما تبقى من منازل.

وقال ساكن اخر “لم نشاهد عناصر الجيش السوري الحر منذ امس.”

وفي اجزاء اخرى بالمدينة اتخذ العنف بعدا طائفيا وهو ما يعكس مخاطر الصراع الذي يتجه نحو التحول الى حرب اهلية صريحة.

وقال بعض الناشطين ان مقاتلي المعارضة اشتبكوا مع ميليشيا موالية للاسد قرب مزار شيعي على مشارف دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاشتباكات اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل واصابة 16 بعضهم في حالة حرجة.

ووقعت الاشتباكات التي جرت يوم الخميس على بعد نحو كيلومتر من ضريح السيدة زينب – وهو مزار يفد اليه الشيعة من أنحاء المنطقة – بين رجال ينتمون لجماعة شيعية محلية ضد معارضين ينتمون في معظمهم الى الغالبية السنية في سوريا.

وقال ناشط طلب عدم الكشف عن هويته ان الميليشيات الموالية للاسد المعروفة باسم “اللجان الشعبية” تشكلت في الاغلب على اسس طائفية من الاقليات.

وتخشى بعض الاقليات ان يهيمن الاسلاميون السنة على الانتفاضة ويمارسون التهميش بحقهم في أي دولة مستقبلية. وينتمي الاسد ودائرته المقربة الى الاقلية العلوية الشيعية.

وقال الناشط الذي طلب عدم ذكر اسمه “الناس في دمشق بدأوا يتقاتلون. النظام يحاول تحريض الاقليات من خلال تخويفهم وأعطى البعض أسلحة.”

وبدأ الصراع في سوريا يأخذ ابعادا طائفية اقليمية اذ تمد القوى العربية السنية في الخليج المعارضة بالمال وبالسلاح بينما تدعم ايران الشيعية الاسد.

وجذب الصراع مقاتلين متشددين سنة من الخارج يرتبط بعضهم بتنظيم القاعدة. وجعلت الشكوك بشأن من يدعمون القوى الغربية تتردد بشأن التدخل عسكريا.

وفي رسالة صوتية مسجلة حديثة بثت على الانترنت دعا ايمن الظواهري زعيم القاعدة المسلمين لدعم المعارضة في سوريا قائلا إن هذا سبيل لمواجهة إسرائيل.

واضاف ان “دعم الجهاد في الشام لإقامة دولة مسلمة جهادية فيه خطوة أساسية للتوجه نحو بيت المقدس ولذلك تعطي أمريكا النظام العلماني البعثي فرصة تلو الفرصة خشية أن تقوم في شام الرباط والجهاد حكومة تهدد إسرائيل.”

من اريكا سولومون

انجلينا جولي تتفقد اللاجئين السوريين في لبنان

بيروت (رويترز) – قامت نجمة السينما ومبعوثة الامم المتحدة الخاصة انجلينا جولي بزيارة مفاجئة الى لبنان واستمعت الى لاجئين سوريين فارين من القتال الدائر منذ 17 شهرا.

وتقوم الامم المتحدة بعملية لتسجيل أكثر من 250 ألف لاجيء سوري فروا من الصراع الدائر منذ اكثر من 17 شهرا الى اربع دول مجاورة من بينهم نحو 130 الفا فروا الى لبنان.

وقالت جولي للصحفيين بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في المقر الحكومي انها التقت وستلتقي باللاجئين السوريين في لبنان وشكرت اهتمام الدولة اللبنانية وفتح حدودها لهم واستقبالهم.

وقالت جولي “انا سعيدة جدا بالعودة الى لبنان. كنت هنا قبل بضعة اعوام في ظروف مختلفة وتحركت مشاعري اليوم عندما قابلت العائلات السورية.”

وأضافت جولي التي كانت ترتدي ثوبا حريريا بني اللون وشعرها متدل على كتفيها “انهم (اللاجئون) ممتنون للغاية وانا ممتنة للغاية بالنيابة عنهم للشعب اللبناني بجعلهم آمنين. لقد ذهبت الى عدد قليل من المنازل اليوم ورأيت حالة واحدة خاصة حيث كان هناك ثلاث نساء بمفردهن مع اطفالهن. لقد عبروا بمفردهم.”

ومضت تقول “انا اعلم انه امر صعب. الشعب اللبناني نفسه يتخبط في مشاكله الخاصة واقتصاده الخاص. كل هذا ذو معنى عن السخاء وآمل ان يعترف العالم بذلك.”

وانعكست الازمة السورية على لبنان حيث شهدت الاشهر الماضية اشتباكات في مدينة طرابلس بشمال لبنان بين مسلحين من الاقلية العلوية والمسلمين السنة ادت الى سقوط عشرات القتلى.

وقال انطونيو جوتيريس مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين الذي رافق جولي في زيارتها الى لبنان ان الشعب اللبناني ابقى حدوده مفتوحة ومنازله مفتوحة وقلوبه مفتوحة لاخوانه القادمين من سوريا.

وأضاف “هذا مثال للعالم. واعتقد ان المجتمع الدولي بحاجة الى بذل المزيد من الجهد في التعبير اكثر عن التضامن مع اللاجئين السوريين انفسهم الذين يعانون كثيرا وفي التعبير ايضا عن التضامن مع دول مثل لبنان.”

وهربا من حملة عسكرية متصاعدة لقوات الرئيس السوري بشار الاسد يتجمع لاجئون في مدارس وبيوت في شمال وشرق لبنان.

وسافرت جولي الى سوريا عام 2007 ومرة اخرى عام 2009 للالتقاء بلاجئين عراقيين مع صديقها الممثل الأمريكي براد بيت. وخلال احدى الزيارتين التقيا مع الاسد وزوجته أسماء.

(اعداد ليلى بسام للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

هيا‏..‏ الطفلة السورية التي ألهبت الثوار

الاهرام

طفلة في العمر المضيء من الحياة شاغلتها الروح التي سلبت من طفلة أخري أمام عيونها وأرعبتها صور القهر والقتل والمذلة‏,‏ لكنها ظلت عصية كالأرض التي أنجبتها ـ علي الخوف والانهزام.

كانت تراويح نساء حمص بكلمات خضبتها دماء الشهداء وصاغتها القلوب داعية الله أن يعجل النصر فتعلمتها وظلت لأيام تغنيها علي حجر أمها, ومع تزايد القهر أعلنت عصيان أبيها الرافض خروجها إلي المظاهرات خوفا عليها ـ حتي فوجيء بها مع العالم علي الشاشات تغنيها مع عبد الباسط ساروت( حارس منتخب الشباب لكرة القدم ويعتبر أحد رموز الثورة زبانية النظام فيبدأون رحلة مطاردتها للقبض عليها وتجر البنت هياميزر الصالح أسرتها في منافي المطاردات حتي تستقر في إربد لاجئة وفارة تبحث مع والديها عن بيت يأويهم… عندما التقيتها مع الشيخ زكريا المسالمة كانت مع والديها ينتظرون منحهم بعض الفرش والأغطية. تعرفت عليها وقد صارت من علامات الثورة السورية حيث ألهبت مشاعر شباب حمص بأغنيتها مجاريح والتي تناقلتها الألسنة لتصبح أغنية الثورة السورية تستنجد بالله لخزلان العالم لهم يا الله مالنا غيرك يا الله.. عجل نصرك يا الله.

سألتها من ألف هذه الكلمات ومن لحنها قالت أمي مع نساء البيت الذي نسكنه البياضية في حمص, قلت: كيف؟ قالت هيا الصالح ميزر: كنت أسمعها من أمي وبعض جاراتنا وقريباتنا عندما يجتمعن للحديث حول الثورة ولعدة ليال كانت سهراتنا تنتهي بأن يبتهلن الي الله ويدعينه لتخليصنا من بشار الأسد وحكومته فينقلب الابتهال والدعاء إلي أغنية علي نغمة من نغمات الفلكلور السوري:

مجاريـــــح يا شـــــــهداء مجاريـــــــح

مجاريــــح علي فراقكــــــم مجاريـــح

مجاريح يا جنــــة افتحي أبوابـــك

مجاريح شــــــــهداءنا من أحبابـــك

مجاريـــــح اللــــــه لا يوفـــق بشــــــار

مجاريـــــــح أنــت يتمــــت الأطـــــفال

مجاريـــــح قولـــوا الله يا شــــــباب

مجاريح الحرية صــــارت ع الباب

مجاريح قولوا الله وعلو الصوت

مجاريح حمصية وما نهاب الموت

يا اللــــه مالنــــــا غيــــــــرك يا اللــــــه

يا اللــــه عجــــــل نصــــرك يا اللــــــه

يا اللــــه الشـــعب أعــــزل يا اللـه…

… وحكت هيا ميزر الصالح11 سنة كيف كانت تستدعي الأغنية وهي تنظر من نافذة بيتها وتري جنود النظام يجمعون الشباب ويطلقون عليهم النيران ليتساقطوا كقطع من بلور نجفة تضيء ليل حمص.. شفت الظلم بعيوني… أنزلونا من منازلنا أطفالا ونساء ورصونا لنري كيف يهينون أباءنا.. مرة كان معهم عبد الباسط ساروت قاشوش بلبل حمص. تاني نهار عملوا كده.. صارو يذلوا أهالينا.. الأمن ما بيخاف الله.. جت دبابة وقفت أمام منزل يختبيء فيه عنصر من الجيش الحر وهو وليد ساروت شقيق عبدالباسط.. قصفوا البيت وهو به.. مخه طار في زاوية من المنزل وضربوا شاب من بيت خليف ودهسوا جسده تحت جنازير الدبابة, وأنا أري كل هذا من النافذة عندما رأني الجندي الذي بها ضرب علي هربت الي الحمام.. قصفوا البراد الثلاجة تناثر الأكل القليل محترقا في صالة المنزل… كنت أتذكر كلمات الأغنية فأردد بيني وبين نفسي مجاريح الله لا يوفق بشار.

قلت لنفسي شو طالع بإيدي:… ولما حضر بابا قلت له بدي أطلع مظاهرات.. رفض. خرجت دون علمه كان عبدالباسط بين الشباب يغني.. قلت بدي غني سمع مني… وافق.. رسموا علي وجهي العلم حتي لا يعرفني رجال الأمن.. كان العالم يشاهد الحفل التي نقلت علي الهواء عبر بعض الفضائيات العربية. عرفني رجال الأمن.. عادوا ليقصفوا ما تبقي من جدران منزلنا.. أبي هربنا إلي دير الزور. هناك عرفني الناس.. وسألني شخص ـ ما كنت أعرف انه مخبر ـ ماذا يفعل أبوك؟ قلت: يستلم المعونات ويوزعها في البياضة والخالدية.. سألني أنت من غني مجاريح؟ قلت: آه, أبلغ عني. جاء الأمن داهم منزل عمي, حيث كنا وقبل أن يصلوا إليه كان الجيش الحر قد علم أن المخبر أوشي بنا فهربنا إلي القريا. ثم هربنا إلي تدمر عند عم آخر لي.. وهناك أيضا عرفت وطاردتني شهرتي بهذه الأغنية فهربنا إلي الشام( دمشق) عشان ما نجيب لعمي البلا ومن الشام جينا علي درعا طاردونا.. فهربنا عبر الحدود إلي الأردن.

هنا ماني خيفانه.. بس ما إلنا بيت… هيا الصالح الطفلة ذات الأحد عشر عاما التلميذة أو التي كان من المفروض أن تكون تلميذة بالصف السادس الإبتدائي. كانت عفويتها تدمي القلب وتجرح الرجولة العربية.

وهي تغني يا الله مالنا غيرك يا الله وجدتني وأنا أفارقها إلي مجاريح آخرين من اللاجئين أردد بيني وبين نفسي حانقا علي هذا التخاذل العربي انصرافنا عنهم إلي لهونا.. يا الله عجل نصرك يا الله يا الله الشعب أعزل يا الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى