أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 15 تموز 2011


سورية: إضرابات ومداهمات قبل «أسرى الحرية»

واشنطن – جويس كرم، دمشق، باريس – «الحياة»، أ ف ب ، رويترز

وسّعت قوات الأمن السورية عملياتها في وسط وشمال غرب وشرق البلاد، قبل «جمعة أسرى الحرية» التي دعت إليها صفحة «الثورة السورية 2011»، ما أدى إلى مقتل حوالى 10 أشخاص خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية. وشل إضراب عام، دعا إليه «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية»، مدناً عدة بينها دير الزور وحمص وبانياس ودرعا وريف دمشق.

في موازاة ذلك ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالموقف «غير المقبول بتاتاً» للرئيس بشار الأسد، مؤكداً أن «كل ديكتاتور يتسبب بإراقة الدم عليه أن يُحاسب» أمام المحكمة الجنائية الدولية، وقال الاتحاد الأوروبي إن «الخسائر البشرية في سورية غير مسموح بها».

ميدانياً، قال شهود عيان إن قوات الأمن بدأت منذ فجر أمس حملة مداهمات واسعة في حي باب السباع في حمص حيث سُمع إطلاق نار غزير. وقال «المرصد السوري» إن عسكرياً قتل في المدينة، كما أصيب 11 مواطناً برصاص قوات الأمن في حي باب السباع ودوار الفاخورة. وأضاف أن «جراح معظم المصابين خطيرة»، موضحاً أن «معلومات وردت عن سقوط شهيد».

كما قال شهود إن قوات الأمن قتلت مدنيين اثنين خلال إطلاق نار على متظاهرين في دير الزور شرق البلاد، موضحين أن سبعة محتجين أصيبوا. وقال شاهد لـ «رويترز» «تجمع حوالى 1500 شخص من أجل تظاهرة الظهيرة المعتادة على رغم شدة الحرارة. ونزل آلاف آخرون إلى الميدان بعد سقوط القتيلين. وهناك حوالى عشرة آلاف شخص في المكان».

وقال ناشطون إن قوات الجيش تواصل عملياتها في إدلب ومنطقة جبل الزاوية، التي قُتل فيها سبعة أشخاص خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية.

إلى ذلك، أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة أن تظاهرات اليوم ستتم تحت عنوان جمعة «أسرى الحرية 15 تموز»، موضحاً أن الناشطين يريدون أن تفرج السلطات فوراً عن آلاف المعتقلين. وأثار إعلان المعارض هيثم المالح عن التجهيز لإعلان «حكومة ظلّ» خلال مؤتمر المعارضة المقرر في 16 الشهر الجاري، ردود فعل متباينة في أوساط المعارضة.

وقال برهان غليون الأستاذ في جامعة السوربون الفرنسية إنّ «أية نقاشات لم تحصل داخل صفوف المعارضة حول هذا الموضوع لذلك فالإعلان عنه يُشكل سابقة خطرة في تعامل قوى المعارضة السورية في ما بينها».

وأكد غليون في صفحته على «فايسبوك» أنه لا يمكن مثل هذا القرار أن يتخذ بمعزل عن التنسيقيات أولاً وعن أطراف المعارضة الأخرى ثانياً». وشدد على أن «الإعلان عن تشكيل حكومة سابق لأوانه، وسيكون لتشكيلها لو حصل أثر سيّئ على النشاطات الشعبية والمسيرات الميدانية».

وفي باريس، قال الرئيس ساركوزي في مقابلة مع قناتي «تي اف 1» و «فرانس 2»، عقب العرض العسكري السنوي لمناسبة اليوم الوطني إن «موقف الرئيس السوري غير مقبول بتاتاً. لكن، وفق معلوماتي، لا قرار في الأمم المتحدة يطالب بالتدخل».

ورداً على سؤال تناول صمت الأمم المتحدة إزاء العنف في سورية قال «أعتقد أنه يجب تشديد العقوبات بحق نظام يلجأ إلى التدابير الأكثر وحشية مع شعبه». واعتبر الرئيس الفرنسي «أننا نعيش في عالم جديد اليوم، لا يمكن أي ديكتاتور أين ما كان أن يتمتع بالحصانة والبلدان الكبرى في العالم تتحمل مسؤولية».

وكان الرئيس السوري قبل ثلاثة أعوام ضيف الشرف للرئيس ساركوزي في احتفالات العيد الوطني الفرنسي.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في مؤتمر صحافي في واشنطن مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون ليل الأربعاء إن الديبلوماسية لا تعني «تسجيل نقاط… إن هدفنا هو حل المشاكل، لكن إدانة بعض الأشخاص من دون تقديم الحل لا تؤدي بنا إلى أي مكان».

وتوازى ذلك مع تشبيه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف حركات الاحتجاج في العالم العربي بسقوط جدار برلين، موضحاً «أن التغييرات التي تحصل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا… ذات طابع تاريخي ويمكن أن تفتح الطريق أمام تحولات شبيهة بتلك التي حصلت في أوروبا الوسطى بعد سقوط جدار برلين».

وأعتبر جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية أن وعود النظام السوري بالإصلاح والحوار «ضعيفة ولم يتم الوفاء بها بعد «، مؤكداً أن اوروبا ستواصل الضغط من أجل «تغيير عاجل» في سورية. كما اعتبر أن الخسائر البشرية «غير مسموح بها».

وفي واشنطن قال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» إن اتصال نائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم حمل «ثلاث نقاط» بينها «أن المسار الحالي لا يمكن أن يستمر». ولم يغلق المسؤول الباب على إمكانية لقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي غادرت إلى تركيا، مع شخصيات في المعارضة السورية في مؤتمر اسطنبول غداً، إنما أكد «أن لا خطط لذلك حالياً».

وقال المسؤول إن اتصال بيرنز بالمعلم كان لنقل ثلاث نقاط من واشنطن إلى الحكومة السورية. أولاً «إن الاعتداءات على السفارة الأميركية غير مقبولة ويجب ألا تتكرر وإن واشنطن تحمل الحكومة السورية مسؤوليتها. ثانياً إن «المسار الحالي في سورية هو غير مستديم وعلى الحكومة الإصغاء للطموحات الديموقراطية للشعب السوري». وثالثاً تناولت زيارة فورد حماه وتأكيد بيرنز للمعلم أن «السفير الأميركي في سورية يحظى بالدعم الكامل من البيت الأبيض والخارجية الأميركية».

واشنطن: إذا لم تبدأ الحكومة السورية بالتحرك سريعاً فإن الشارع سيجرفها

واشنطن – هشام ملحم

العواصم الأخرى – الوكالات:

طالبت واشنطن الرئيس السوري بشار الاسد بالتحرك قبل فوات الاوان، ولاحظت ان الحكومة السورية لم تقدم أي دليل ملموس على أنها مستعدة لاجراء الاصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون. أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فذهب أبعد من ذلك، إذ ندد بالموقف “غير المقبول بتاتا” للاسد، محذرا من أن “كل ديكتاتور يتسبب باراقة الدم عليه أن يحاسب” أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وقال السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد في مقابلة أجراها معه الموقع لاالكتروني لمجلة “فورين بوليسي” الاميركية، انه لم ير حتى الآن أي دليل ملموس على ان الحكومة السورية “مستعدة لاجراء الاصلاحات السريعة التي يطالب بها المتظاهرون، وهذه الحكومة ليست حتى قريبة من تلبية هذه المطالب”، وأضاف: “واذا لم تبدأ بالتحرك السريع، فان الشارع سوف يجرفهم”. وطالب الاسد باتخاذ “القرارات الصعبة” لاصلاح حقيقي قبل فوات الأوان.

وكرر ان السطات السورية لا تزال غير قادرة على ادراك عمق التغييرات التي تعصف بالمجتمع السوري، و”عليهم ان يبدأوا عملية انتقالية جدية، وألا يتحدثوا فقط او يقطعوا الوعود فقط” على ان يشمل ذلك توفير حقوق سياسية حقيقية، وان يبدأوا بتفكيك اجهزة القمع التي لا تحاسب الان. ووصف معظم طروحات الاصلاح التي وعد بها الرئيس الاسد بأنها “لا معنى لها”، لانه لا يمكن الحكومة السورية ان تتمتع بأي صدقية اذا استمرت في قمع التظاهرات السلمية.

وتحدث باسهاب عن عمق التغييرات التي شهدها المجتمع السوري في الاشهر الاخيرة، مشيرا الى الحيوية الكبيرة التي تبديها قوى المعارضة التي نجحت خلال اشهر في ان تتوسع وان تنظم نفسها وتتحرك بشجاعة وبشكل سلمي الى حد كبير. وقال انه اختار زيارة مدينة حماه “لان سكان حماه خلال الشهرين الماضيين اظهروا تفاديا ملحوظا للعنف”. واشار الى انه خلال تجواله في المدينة رأى ابنية حكومية كثيرة لم تتعرض لاي اضرار باستثناء بناية فيها نافذتان مكسورتان، مقارنة بالاضرار الواسعة التي تعرضت لها السفارة على أيدي “زعران” النظام. وتحدث باعجاب عن الدور المهم الذي تضطلع به الفضائيات وشبكة الانترنت التي ساهمت في تشكيل مواقف وتوقعات الشباب السوري. ورأى ان الشباب السوري لن يقبل ما قبله الجيل السابق، واظهر بشكل قوي انه لن يتراجع في وجه التهديد بالعنف.

 وسئل عن نقطة اللارجوع بالنسبة الى النظام السوري، فأجاب: “هذا فعلا ليس سؤالا للاميركيين. هذا سؤال يجب ان يوجه الى المعارضة السورية، وكثيرون منهم أقوياء. وأنا التقيت كثيرين منهم وصدقني انهم أقوياء أكثر مما يعتقد كثيرون في الواشنطن بوست او في مجلس الشيوخ الاميركي. هم يعرفون بالضبط ما يفعلونه… هذا ليس قرارا اميركيا. الامر الذي لن نفعله هو ان ندعي اننا نتحدث باسمهم، هم قادرون على ان يتحدثوا باسمهم”. وفند المقولة التي تدعي انه قبل زيارته لحماه كان أسير دمشق، قائلا انه كان على اتصال دائم ليس فقط مع الحكومة السورية بل مع قطاعات سورية عدة بما فيها قطاع رجال الاعمال.

وأعلن فورد ان الضجة التي أثيرت حول زيارته لحماه لن تردعه عن التحرك والقيام بجولات جديدة في البلاد بسبب الضغوط الحكومية، وقال: “أنا لن أتوقف عما أقوم به. لا أستطيع ذلك. توجيهات الرئيس (باراك اوباما) واضحة جدا. ما نقوم به مبرر اخلاقيا. واستبعد ان تستدعيه واشنطن، كما لم ير أي مؤشرات لطلب الحكومة السورية منه مغادرة البلاد.

وشدد على ان الولايات المتحدة لا تدعم حركة سورية معارضة معينة او شخصية معارضة معينة، كما انها لا تدعم أي خطة انتقالية معينة، لان ذلك سيؤدي الى ردود فعل عكسية كما حدث في العراق في 2004. وقال ان عملية التغيير “يجب ان تتم بسرعة سورية، وليس بسرعة تتقرر في واشنطن او لندن او بروكسيل”. لكنه قال ان حكومته سوف تواصل التنسيق مع الاطراف الدوليين ومع الاوروبيين وجيران سوريا لتنسيق المواقف بالنسبة الى فرض العقوبات على فاعليات النظام وليس على الشعب. (وكانت وزارة الخارجية الاميركية قالت امس ان الوزيرة هيلاري كلينتون ستناقش مع المسؤولين الاتراك الوضع في سوريا اليوم خلال زيارتها لتركيا).

وأوضح فورد ان الهدف هو إيجاد “المساحة لسياسة حقيقية وحرية التعبير دون التهديد بالعنف”.

¶ في باريس صرح ساركوزي في مقابلة مع قناتي “تي اف 1″ و”فرانس 2” عقب العرض العسكري السنوي في مناسبة العيد الوطني الفرنسي: “موقف الرئيس السوري بشار الاسد غير مقبول بتاتا. ولكن، بحسب معلوماتي، لا قرار في الامم المتحدة يطالب بالتدخل”.

وسئل عن الصمت في الامم المتحدة حيال القمع الدامي للاحتجاجات في سوريا، فاجاب: “اعتقد انه يجب تشديد العقوبات على نظام يلجأ الى التدابير الاكثر وحشية مع شعبه”،  وقال: “اننا نعيش في عالم جديد اليوم. لا يمكن ديكتاتورا اينما كان ان يتمتع بالحصانة والبلدان الكبرى في العالم تتحمل مسؤولية… الديموقراطية، انها حق لكل شعب حول العالم وعلى فرنسا مع شركائها وحلفائها بالاتفاق مع الامم المتحدة ان تدفع في اتجاه احترام هذا الحق… كل ديكتاتور يتسبب باراقة الدم عليه ان يحاسب” امام المحكمة الجنائية الدولية. الا انه لم يسم من يقصد بهؤلاء “الحكام الديكتاتوريين”.

  لافروف

  في المقابل، اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “ان موسكو تقف ضد عزل الرئيس السوري بشار الأسد والقوى الموالية له”، لأن “الاسد على رغم ارتكابه عددا كبيرا من الأخطاء يظهر الآن نيته تحقيق إصلاحات، وقد أعلن العفو مرتين، وبادر إلى إطلاق عملية الحوار الوطني في البلاد”.

 ودعا في مقابلة مع إذاعة “صوت روسيا” عقب لقائه أوباما في واشنطن، المجتمع الدولي إلى عدم رفض إمكان إقامة حوار مع الأسد حتى لا يتكرر السيناريو الليبي الذي لا يتفق ومصلحة الشعب السوري.

وسئل عن سبب اعتراض موسكو على إصدار قرار عن مجلس الأمن بالتنديد بتصرفات الرئيس السوري فاجاب: “إن مجرد التنديد من دون طرح أجندة بناءة من المجتمع الدولي في الشأن السوري لن تفيد، خصوصا ان المطلوب الآن تبني موقف مسؤول وبعيد عن الاعتبارات الآنية الضيقة حيال التطورات في سوريا”.

سورية: خلافات بين بشار الأسد وصقور ‘البعث’ حول المطالبة بالغاء هيمنة الحزب على الحكم

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: طرحت كواليس مداولات اللقاء التشاوري الذي أنهى أعماله مؤخراً في دمشق، المادة الثامنة من الدستور كواحدة من أبرز المسائل الخلافية، في سياق محاولة الانتقال لمجتمع تعددي ديمقراطي في سورية، إذ شكلت تلك المادة أحد أكثر النقاط خلافية، وفق ما رشح من جلسات النقاش.

وفي الإطار ذاته تشير مصادر سورية مطلعة إلى ان هذه المادة بالتحديد تمثل جوهر التباين بين ما يسمى الحرس السوري القديم ومَن لف لفيفه من وجوه السلطة في مرحلة ما بعد العام 2000م من جهة وبين الحرس الجديد وعلى رأسه الرئيس السوري بشار الأسد من جهة ثانية.

وتُضيف المصادر الى أن قيادات البعث الحاكم العتيقة وبعض أعضاء القيادة القطرية الحاليين متشبثون بالمادة الثامنة من الدستور، التي تتيح للبعث البقاء متسيداً السلطة في سورية من دون منازع، فيما يقتنع الأسد وفق قول المصادر بأن أي إصلاح سياسي من دون إلغائها لن يكون ذا جدوى على الصعيد الداخلي.

وتقول ذات المصادر لـ’القدس العربي’ ان البعثيين القدماء يحاولون الدفع باتجاه، تظهير مجموعة معطيات متصلة بمسألة تعديل المادة الثامنة، أبرزها أن إلغاء سيادة حزب البعث من خلال المادة الثامنة وما يتصل بها من مواد أخرى في الدستور يعني

الفوضى في البلد، وفقدان سورية لموقعها المحوري في المنطقة، وتحديداً على مستوى دعم الحركات المقاومة، لكن المصادر تستدرك بالقول ان إلغاء هذه المادة بات عملياً مسألة زمن، لا سيما ان الاتجاه لإلغائها يحظى بدعم معظم الأطياف السورية بما فيها الشارع المؤيد لنظام الأسد.

وكان الأمين القطري المساعد لحزب البعث في سورية محمد سعيد بخيتان، استبعد في تصريحات سابقة تعديل المادة الثامنة من دستور البلاد، التي تتحدث عن قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع، إلا في حالة خسارة الحزب للانتخابات وانتقاله إلى صف المعارضة، في إطار ما يسمى بتداول السلطة، وفق قوله، مضيفاً ان ‘إلغاء هذه المادة ليس مطلبا كبيرا، وقلنا للمعارضين إن هناك صندوق اقتراع وإذا وصلتم للحكم وأصبحنا نحن في المعارضة فالغوا المادة، ولكن اليوم هناك أولويات أخرى غير إلغاء هذه المادة’، وتابع ‘إن تعديل هذه المادة يعني تعديل الدستور، وهو أمر يحتاج إلى استفتاء عام، وبعد الانتخابات المقبلة لمجلس الشعب يحق لثلثي أعضائه

طلب تعديل المادة، ومن ثم يطرح المجلس الجديد الموضوع على الاستفتاء’. وقال ‘هناك صندوق اقتراع والأكثرية التي تفوز ستشكل الحكومة وإذا لم نكن نحن هذه الأكثرية فسنكون في الطرف الآخر وهذا هو تداول السلطة’.

في مقابل ذلك تحدث الرئيس السوري بشار الأسد في آخر كلمة له ألقاها في جامعة دمشق، عن إمكانية اجراء تعديل يشمل عددا من مواد الدستور بينها المادة الثامنة، في إشارة إلى إمكانية إلغاء هذه الفقرة التي تنص على قيادة حزب البعث للبلاد.

وإضافة لجملة تغييرات جوهرية سياسية واقتصادية واجتماعية تطال بنية المجتمع السوري في حال إلغاء المادة 8 فإن هذا الإلغاء سيسحب حزمة عريضة من الامتيازات الخاصة بقيادات البعث التي قد لا يقبل بعضهم بالتخلي عنها، وفق ما يردده بعض المراقبين.

اعتقال فنانين ومثقفين سوريين يثير ضجة اعلامية

لندن ‘القدس العربي’: اثار اعتقال مجموعة كبيرة من الفنانين السوريين والمثقفين الكثير من الجدل في الشارع السوري والاعلام العربي والعالمي، فهذه المرة الأولى التي يقوم فيها المثقفون والفنانون السوريون بتظاهرة علنية ضد النظام السوري وفي دمشق نفسها.

وكانت المجموعة قد أسست صفحة على الفيسبوك سمتها ‘مثقفون لأجل سوريا’ اعلنوا فيها قرارهم الخروج في تظاهرة سلمية اول امس وذلك ‘للمطالبة بالوقف الفوري والنهائي للحل الأمني بحق المتظاهرين السلميين ومعاقبة المجرمين بحق الشعب محاكمات عادلة، وإيقاف التحريض الإعلامي على الشعب وعلى المثقفين والإعلاميين السوريين، والسماح للإعلام العربي والعالمي بتغطية الأحداث بحرية، والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين، ورغبة منا برص صفوف الشعب والمعارضة للمشاركة في بناء سورية الدولة المدنية الديمقراطية.’

وبالفعل قام الفنانون والمثقفون بالتجمع امام جامع الحسن بمنطقة الميدان الدمشقية فوجدوا الأمن في انتظارهم حيث قام باعتقال 29 فتاة و10 شباب من بينهم الممثلة مي سكاف، ورئيس تحرير مجلة ‘شبابلك’ إياد شربجي، والممثلان المسرحيان محمد وأحمد ملص (انظر مقابلة معهما قبل الاعتقال في ص 11 من هذا العدد)، الكاتبتان ريما فليحان ويم مشهدي والموسيقي رامي العاشق والمخرج نضال حسن، والمصورة ساشا أيوب، والناشطة الحقوقية مجدولين حسن، والممثلة دانا بقدونس، وآخرون…

وقد أصدر المثقفون السوريون بيانا طالبوا فيه السلطات السورية بالإفراج الفوري عن معتقلي التظاهرة عن جميع معتقلي الرأي السوريين، كما اعلنوا استمرارهم بالتظاهر ‘حتى تتحقق مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة وتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة’.

وكانت الكاتبة والسيناريست ريما فليحان، احدى منظمات التظاهرة، قد قالت قبل اعتقالها ‘ان الهدف الاساسي من مشاركتي هي تأكيد انتمائنا نحن المثقفين الى جماهير الشعب، ومشاركتنا في الحراك الشعبي المطالب بالحرية والعدالة والمساواة’.

وقد تحدث شهود ان تجمع المثقفين بدأ مبكرا وكان بينهم الكاتب المعروف فايز سارة، وعدد من الصحافيين والكتاب مثل يعرب العيسى وراشد عيسى ومحمد الأمين وعثمان جحا وإيمان الجابر. ومع بدء سير المجموعة تزايد عدد المشاركين الى ما يقارب ثلاثمئة شخص وبدأوا بترديد النشيد السوري الوطني ثم انطلقت الهتافات ‘الله سوريا حرية وبس’ و’واحد واحد واحد الشعب السوري واحد’.

وبدأ عدد من الشبان الصغار المسلحين بالعصي بمهاجمة الفنانين فتصدى له الجمهور المتزايد الذي احاط بالفنانين، ثم وصلت تعزيزات أمنية هاجمت المتظاهرين الذين تعالت أصواتهم ‘سلمية سلمية’، قبل أن يلوذ معظمهم بالفرار أثناء حملة اعتقال لأكثر من اربعين شخصا ممن وصلوا في البداية.

وكانت الممثلة مي سكاف، احدى المعتقلات، قد انتقدت انتشار صور الرئيس السوري في الاماكن العامة معتبرة اياها وسيلة للترهيب لا تعبيرا عن الحب والولاء وتساءلت سكاف عن ‘اي استقرار يجري الحديث عنه وهناك دماء سورية تنزف واعتقالات لشباب يحاولون أن ينقلوا وجهة نظرهم ويمارسون حقاً من حقوق الإنسان الحر.. عُزّل إلا من رأي معارض’.

اما الفنان فارس الحلو الذي شارك في التظاهرة فقال ان الشباب اعادوا تنظيم التظاهرة وبدأ واحد منهم يهتف ‘الشعب السوري واحد’ وغيرها من الهتافات الداعية للوحدة الوطنية والمعادية للوطنية، واضاف الحلو: ‘لقد احسست انني اسمع صوتي لأول مرة’.

واشنطن تعرب عن قلقها من البرنامج النووي المفترض لسوريا

نيويور- (ا ف ب): اعربت الولايات المتحدة عن “قلقها العميق” الخميس مما سمعته من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجلس الأمن الدولي حول وجود نشاطات نووية مفترضة لسوريا.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن “الولايات المتحدة ما زالت قلقة بالعمق” مضيفة إن بلادها وبعد التقرير الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول سوريا “تؤكد قلقها الطويل الامد حول احترام سوريا واجباتها الدولية في المجال النووي”.

واضافت إن “الرفض الدائم لسوريا التعاون مع تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجهودها لكشف حقيقة هدف المنشأة النووية السرية في دير الزور (…) يهدد السلام الدولي والأمن”.

وحسب مصدر فرنسي في الامم المتحدة فقد “استمع اعضاء مجلس الامن لعرض من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قدمت فيه التفاصيل التقنية التي سمحت لها التوصل إلى نتيجة أن سوريا تنتهك التزاماتها في مجال عدم الانتشار النووي”.

وتبنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التاسع من حزيران/ يونيو قرارا قدمته الولايات المتحدة ويطلب رفع ملف النشاطات السورية النووية غير السرية الى مجلس الامن. وكانت الصين وروسيا بين الدول التي رفضت القرار.

وتنشط الولايات المتحدة منذ اشهر لفرض عقوبات على سوريا مدعومة من الدول الاوروبية وكندا وكوريا الجنوبية.

مقتل خمسة مدنيين برصاص قوات الامن في دير الزور وحمص

دمشق ـ نيقوسيا ـ وكالات: شهدت مدينة دير الزور شرق سورية امس مواجهات بين قوات أمنية ومتظاهرين كان ضحيتها قتيلين وعددا من الجرحى، فيما قال ‘المرصد السوري لحقوق الانسان’ ان ثلاثة اشخاص قتلوا الخميس في مدينة حمص وسط سورية.

جاء ذلك فيما قامت مجموعات مسلحة ملثمة في مدينة دير الزور الخميس بمحاولة قطع بعض الطرقات في المحافظة.

وقالت وكالة الأنباء السورية ‘سانا’ ان ‘المجموعات المسلحة الملثمة أرغمت وبقوة السلاح أصحاب المحلات التجارية في مدينة دير الزور على إغلاق محلاتهم وعمدت إلى ترويع الأهالي وتهديدهم وتخريب بعض المحلات التجارية التي رفض أصحابها الاستجابة لمطالبهم’.

كما أقدمت المجموعات المسلحة على خطف عنصرين من قوات الأمن السورية في مدينة حماه وسط البلاد.

وقالت ‘سانا’ إن ‘مسلحين في المدينة قاموا أمس واليوم باختطاف عنصرين من قوات حفظ النظام وطالب ثانوية عامة واقتادوهم الى منطقة مجهولة’.

وتشهد حماة منذ بداية الشهر الحالي غيابا كاملا لحركة الاحتجاج، حيث يقوم ابناء المدينة بنصب حواجز داخلها بعدما شهدت العديد من المواجهات مع قوات الأمن السورية .

وتحدث المرصد في بيان تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه عن ‘استشهاد مدنيين اثنين وعسكري جراء اطلاق الرصاص الكثيف والعمليات الامنية والعسكرية المستمرة في حي باب السباع واحياء اخرى في المدينة’.

وكان المرصد قال في بيان سابق ان 11 شخصا اصيبوا الخميس بجروح في مدينة حمص.

شدد على الاسراع بالإصلاح ليس لقلق أميركا بل لنفاذ صبر المعارضة

السفير الاميركي في دمشق يحذر النظام السوري من فوات الأوان

عبد الاله مجيد من لندن

أكد السفير الأميركي في دمشق روبرت فورت عدم تلمسه اي تغيير على الأرض يثبت جدية النظام السوري في الإصلاح، وأن الشارع سيطيح به إذا لم يتحرك بجدية أكبر. ووصف غالبية مقترحات الاصلاح التي قدمها النظام بأنها مقترحات “لا يُعتد بها”.

السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد

لندن: أكد السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد انه لم ير دليلا واحدا تقدمه تغييرات ملموسة على الأرض على رغبة النظام السوري في الاصلاح بالسرعة التي يطالب بها المحتجون. واضاف فورد في مقابلة هاتفية مع مجلة فورين بولسي ان الشارع سوف يكنس النظام إذا لم يتحرك بقدر أكبر من الجدية.

وحمل فورد بشدة على استمرار النظام السوري في قمع المحتجين المسالمين داعيا الرئيس بشار الأسد الى “اتخاذ قرارات صعبة” للشروع في اصلاحات ذات معنى قبل فوات الأوان. وأوضح فورد ان السبب ليس قلق اميركا بل نفاد صبر المعارضة السورية نفسها.

وقال فورد في حديثه لمجلة فورين بولسي “ان الأمر لا يتعلق بالاميركيين بل بطريقة الحكومة السورية في التعامل مع شعبها”. وشدد مرارا على ان المسألة “في الحقيقة مسألة تفاعل سوريين مع سوريين ، وأنا شيء هامشي خارج الساحة. فأنا لست بتلك الأهمية” ، على حد تعبيره.

ولكن بعض المراقبين قد يختلفون مع هذا الرأي. إذ قام السفير الاميركي يومي الخميس والجمعة من الاسبوع الماضي بزيارة الى مدينة حماة تعبيرا عن دعم الولايات المتحدة للمحتجين المسالمين وادانتها عنف النظام السوري ضدهم. والهبت زيارته حماسة المعارضة وكانت مؤشر تصعيد حاد في الجهود الاميركية للتعامل مع الوضع السوري. كما استثارت الزيارة رد فعل عنيفا على الصعيد الرسمي عندما هاجم موالون لنظام الأسد مبنى السفارة الاميركية في دمشق والحقوا به اضرارا مادية كبيرة. واستخدم فورد صفحته على فايسبوك لدعوة النظام السوري الى “الكف عن ضرب المتظاهرين ورميهم بالرصاص”.

وحذر السفير الاميركي من ان النظام السوري لم يدرك حتى الآن عمق التغييرات التي حدثت في سوريا ومداها. وقال ان “عليهم ان يبدأوا انتقالا جديا حقيقيا لا ان يتكلموا أو يطلقوا الوعود” ، وعليهم ان يمنحوا حريات حقيقية ويشرعوا بتفكيك الجهاز الأمني القمعي الذي لا يخضع للمحاسبة على اعماله.

واقر السفير الاميركي بأهمية بعض الخطوات التي اتخذها النظام السوري نحو الاصلاح في اطار محلي ولكنه وصف غالبية مقترحات الاصلاح التي قدمها النظام بأنها مقترحات “لا يُعتد بها”. وقال ان النظام السوري إذ يستمر في قمع التظاهرات السلمية بالعنف أو اعتقال الأطفال لكتابتهم شعارات معادية ، لن تكون له مصداقية بأعين شعبه نفسه بصرف النظر عن موقف قوى خارجية مثل الولايات المتحدة.  وقال ان النظام السوري “ليس حتى قريبا من الاستجابة لهذه المطالب. وهذه مشكلة حقيقية”.

واعرب فورد عن اعتقاده بأن الوضع في سوريا أكثر ديناميكية بكثير مما يبدو في الظاهر. وبالمقارنة مع اشهر قليلة قبل اليوم فان المعارضة شهدت توسعا كبيرا في صفوفها وتحسنا كبيرا في تنظيمها ، وابدت شجاعة استثنائية وبقيت سلمية في الأساس. وقال ان من اسباب اختياره حماة للقيام بزيارته “ان اهل حماة خلال الشهرين الماضيين حرصوا بشكل واضح على تفادي العنف”. واشار فورد الى انه خلال تجواله في حماة رأى نحو 12 مبنى حكوميا بلا حراسة وشباكين فقط تحطم زجاجهما في احد هذه المباني. ودعا بلغة ذات مغزى الى مقارنة ذلك مع الضرر الواسع الذي الحقه بسفارته الموالون للنظام.

وأكد فورد ان الشعب السوري كسر حاجز الخوف وان السوريين الآن يتكلمون بحرية أكبر. وقال ان سوريا تتغير وعلى الحكومة ان تدرك ذلك وتستجيب بدلا من مواصلة محاولتها العقيمة لمقاومة التغيير بالقوة.

ونوه السفير الاميركي بدور القنوات التلفزيونية الفضائية والانترنت في تشكيل نظرة الشباب السوري الى العالم وتطلعاته. وقال ان الشباب لن يقبلوا بما قبلت به الأجيال السابقة وأكدوا بقوة انهم لن يسكتوا امام التهديد بالبطش. ورفض فورد مرارا الحديث بالملموس عن طرح مطالب سياسية محددة قائلا “ان هذا ليس قرارا اميركيا. وما لن نفعله هو ادعاء الحديث باسمهم. فهو قادرون على التعبير عن أنفسهم بأنفسهم”.

وحين سُئل فورد متى يتجاوز عنف النظام السوري الخط الأحمر ومتى يصبح الانتقال السلمي متعذرا بسبب تمادي النظام في قمعه وتنكيله قال السفير الاميركي “ان هذا ليس سؤالا يُطرح على الاميركيين بل على المعارضة السورية ، التي فيها الكثير من العناصر الصلبة”. واضاف: “التقيت بما يكفي منهم وصدقوني انهم أشد بأسا بكثير من أي أحد في واشنطن بوست او مجلس الشيوخ الاميركي. انهم يعرفون على وجه الدقة ما يفعلون. وقد تحدثتُ مع اشخاص نُكبوا بأفراد من عائلاتهم قُتلوا أو سجنوا. ولا شيء يشحذ الذهن كهذا”.

ونفى فورد انه قبل زيارة حماة كان اسير سفارته لا يستطيع التواصل مع أحد. وقال انه على العكس من ذلك كان يتواصل مع الحكومة السورية ومع اوساط مهمة من المجتمع السوري مثل قطاع الأعمال. ولكن خطر الانتقام العنيف وترهيب السوريين الذين يلتقون بمسولين اميركيين خطر حقيقي واعترف بأن البعض يرفض الدعوات خوفا منذ لك.

وقال عدة مسؤولين في الادارة الاميركية لمجلة فورين بولسي ان فورد يعتبر من أهم مصادر معلوماتهم لتقييم الوضع في سوريا. وهذا أحد الأسباب الأساسية لاعتقادهم بأن بقاءه ضروري حتى قبل زيارته لمدينة حماة التي اقنعت غالبية منتقدي فورد بأهميته.

واكد السفير الاميركي انه لن يحد من نشاطه رضوخا للضغوط الرسمية. وقال انه لا يستطيع ان يتوقف مشيرا الى ان الرئيس اوباما اصدر توجيها واضحا يقول فيه ان مثل هذا التحرك صائب اخلاقيا. واضاف انه يعتزم القيام بزيارات أخرى في انحاء سوريا والاستمرار في لقاء اكبر عدد ممكن من السوريين والمطالبة بفتح الفضاء السياسي ولجم عنف النظام. واستبعد ان تستدعيه ادارة اوباما من دمشق ، وليس لديه ما يشير الى طرده بقرار من الحكومة السورية.

ويرى فورد ان دوره في الوقت الحاضر يملي عليه ان يعمل ما بوسعه من اجل فتح فضاء سياسي للشعب السوري كي يطرح مطالبه بالحريات السياسية وكبح جماح الجهاز الأمني الذي يتحرك بلا حسيب أو رقيب ، واجراء انتقال سياسي ذي معنى. وأكد السفير الاميركي ان الولايات المتحدة لا تدعم أي حركة معارضة أو شخصية محدَّدة في سوريا ولا تضع ثقلها وراء مشروع محدَّد لعملية الانتقال مشيرا الى ان مثل هذا الموقف سيكون تكرارا للأخطاء التي ارتكبتها ادارة بوش في العراق عام 2004. وقال ان العملية “يجب ان تسير بسرعة سورية وليس بسرعة تُحدد في واشنطن أو لندن أو بروكسل”.

ويعكس تشديد فورد على دور الشعب السوري والعمل متعدد الأطراف موقف ادارة اوباما من الانتفاضات العربية عموما. ورفض فورد ان يضع الولايات المتحدة في مركز ما هو اساسا انتفاضة سورية من اجل حقوق سياسية أو أن يطرح خطة انتقالية اميركية بديلا عن الأفكار التي تصوغها المعارضة السورية نفسها. وقال ان هذا قرار سوري “ونحن بالتأكيد نشجع الشعب السوري على المطالبة بحقوقه”. ويشمل هذا استمرار العمل مع الاوروبيين وجيران سوريا لتنسيق عقوبات محدَّدة تستهدف اشخاصا في النظام بسبب دورهم في اعمال القمع ، ودفع مجلس الأمن الدولي للتحرك بهذا الشأن.

وقال السفير الاميركي في دمشق ان الهدف هو ايجاد فضاء للسياسة الحقيقية وحرية التعبير بعيدا عن التهديد بالعنف. وامتنع فورد عن القول عما إذا كانت مثل هذه الحصيلة ممكنة مع بقاء نظام الأسد في السلطة. وشدد فورد مرارا على ان الشعب السوري هو الذي يقرر ذلك في نهاية المطاف وليس الولايات المتحدة. ولكن مجلة فورين بولس لاحظت ان الحفاظ على هذا الموقف المتوازن سيزداد صعوبة مع تصاعد لهجة الادارة الاميركية وافعالها.

قوات الأمن السورية تقتل أربعة مدنيين عشية تظاهرات في أنحاء البلاد

“أسرى الحرية” تتحدى القمع بعد 4 أشهر على إنطلاق الاحتجاجات

بعد مرور أربعة أشهر على إنطلاق الاحتجاجات في سوريا يواصل النظام القمع حيث قتل أربع مدنيين الخميس وجرح 16 برصاص قوات الأمن عشية تظاهرات جديدة متوقعة اليوم في جمعة “أسرى الحرية” وهم الاسرى السياسيون الذين لا يزالون معتقلين.

نيقوسيا: قد دعا الناشطون السوريون على صفحة “الثورة السورية 2011″ في موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي الى التظاهر اليوم الجمعة في سائر أنحاء البلاد تحية لـ”أسرى الحرية” وهم الاسرى السياسيون الذين لا يزالون معتقلين في السجون السورية.

وتواصل القمع عشية تظاهرات جديدة متوقعة اليوم في أنحاء عدة من سوريا، كما الحال في كل ايام جمعة منذ 15 اذار/مارس تاريخ انطلاق الاحتجاجات غير المسبوقة ضد بشار الاسد الذي وصل الى السلطة عام 2000 بعد وفاة والده الرئيس السابق حافظ الاسد.

ميدانياً، قتل اربعة مدنيين الخميس وجرح 16 برصاص قوات الامن في سوريا عشية تظاهرات جديدة ضد النظام الذي يواصل قمع الاحتجاجات الشعبية بعد اربعة اشهر على انطلاقها. واكد عبد الكريم ريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الانسان ان “قوات الامن فتحت النار على متظاهرين في دير الزور (شرق) فقتلت اثنين منهم”.

واضاف ان خمسة اشخاص على الاقل جرحوا. وقال ريحاوي ان “التوتر يسود المدينة والناس ينفذون اضرابا عاما” بدعوة من ناشطين من اجل الديموقراطية.

وفي حمص (وسط) ثالث اكبر المدن السورية، قتل مدنيان وجرح اكثر من 11 جريحا بعضهم اصاباتهم خطرة، برصاص قوات الامن التي تستخدم المدافع الثقيلة في بعض الاحياء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتحدثت المنظمة غير الحكومية عن اطلاق نار كثيف في بعض احياء المدينة حيث تم ارسال الجيش بشكل طارئ منذ اسابيع عدة لقمع الاحتجاجات. وفي الوقت عينه، نفذت القوات الامنية السورية حملة عسكرية في قرية الرامية في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب) حيث لقي اربعة مدنيين مصرعهم في اليوم السابق.

من جانبه، اكد التلفزيون الحكومي السوري ان “مسلحين في حماة (شمال) خطفوا عنصرين من القوات الامنية وطالبا”. وتتهم السلطات السورية “عصابات ارهابية مسلحة” بالوقوف وراء اعمال العنف في البلاد.

والاسد، الذي يستند في سلطته على حكم الحزب الواحد (البعث)، وعد باصلاحات الا انه استمر في الوقت عينه في ارسال قواته المسلحة لقمع المتظاهرين. وبعد المطالبة باصلاحات جذرية، بات المعارضون والناشطون المطالبون بالديموقراطية ينادون صراحة باسقاط النظام.

 وواصل الجيش الذي ارسله النظام لقمع الاحتجاجات في مدن الشمال والوسط والجنوب، عمليات التمشيط والدهم الاربعاء خصوصا في مدينتي ادلب وحمص (وسط)، كما ذكر ناشطون في مجال حقوق الانسان.

وفي مواجهة القمع الذي تسبب بمقتل اكثر من 1415 مدنيا و352 عسكريا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وادى الى اعتقال اكثر من 12 الف شخص ونزوح الالاف غيرهم، يخفق المجتمع الدولي في التوصل الى قرار موحد في الامم المتحدة يدين الرئيس بشار الاسد.

وندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجددا بالموقف “غير المقبول بتاتا” للرئيس السوري بشار الاسد وأكد ان “كل ديكتاتور يتسبب باراقة الدم عليه ان يحاسب” امام المحكمة الجنائية الدولية. وقدمت اربعة بلدان اوروبية (بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال) قبل اسابيع مشروع قرار في مجلس الامن يدين اعمال القمع هذه ويدعو الى اصلاحات سياسية.

لكن روسيا حليفة الحكم في سوريا منذ فترة طويلة، تتمسك بمعارضتها اي تدخل دولي في هذا البلد حيث اسفرت عمليات القمع.

وفي القاهرة، وصف رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ان الاصلاحات التي وعد بها الاسد بانها “ضعيفة”، معتبرا الخسائر البشرية التي يتسبب بها القمع “لا يمكن التسامح حيالها” متحدثا عن سقوط “نحو الفي قتيل”. وبسبب منع وسائل الاعلام الاجنبية من التنقل بحرية في البلاد، من الصعب جدا الحصول على تأكيد من مصدر مستقل لحصيلة القتلى او الاعتقالات في البلاد.

الدبابات تحاصر المساجد السورية استعدادا لجمعة «أسرى الحرية»

مقتل 9 أشخاص وجرح العشرات في دير الزور وحمص * إضراب عام يشل حماه وريف دمشق * ساركوزي يقترح مزيدا من العقوبات

لندن: «الشرق الأوسط»

صعد النظام السوري حملاته الأمنية عشية جمعة «أسرى الحرية» التي تداعى إليها الناشطون على صفحات الإنترنت أمس، وقتل 9 أشخاص على الأقل في عمليات متفرقة في أنحاء البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن طبيب في مدينة دير الزور، إن مواطنين اثنين قتلا في المدينة، فيما جرح العشرات. وقال المرصد أيضا إن مدنيين اثنين وعسكريا قتلوا في حمص، بينما نقلت «رويترز» عن نشطاء أن أربعة قرويين قتلوا أمس في هجوم مدعوم بالدبابات على 4 قرى بمنطقة جبل الزاوية في ادلب.

وفي ما قد يكون إنذارا بيوم جمعة دموي في حماه، أعلن التلفزيون السوري أن مسلحين اختطفوا اثنين من رجال الأمن وطالبا، في المدينة. وحاصرت القوات السورية عددا من المساجد في المناطق المضطربة تحسبا لخروج مظاهرات منها في جمعة «أسرى الحرية» حسب مواقع سورية على الانترنت. وشهدت حماه أمس إضرابا عاما، تجاوبا مع دعوة الناشطين على صفحات الإنترنت، لتحويل كل يوم خميس يوم إضراب عام. والتزمت عدة مناطق بالإضراب العام أمس، من بينها دوما في ريف دمشق، وحمص والقامشلي والبوكمال».

إلى ذلك، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إنه يريد فرض المزيد من العقوبات على الحكومة السورية في ظل مواصلتها للحملة الأمنية العنيفة على المحتجين.

قادة أكراد يحذرون من إثارة النظام للنعرات الطائفية والقبلية.. بعد مصادمات في الحسكة

قيادي كردي: الشبيحة تهجموا على بعض المحال التجارية الكردية في الحسكة

أربيل: شيرزاد شيخاني

شهدت المدن الكردية السورية أول من أمس مصادمات بين موالين للنظام ومناهضين له، على خلفية مقاطعة الأحزاب الكردية للمؤتمر التشاوري الذي عقد في دمشق برعاية نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وإعلان مقاطعتهم لمؤتمر الإنقاذ المزمع عقده في غضون اليومين المقبلين.

وجاء ذلك في وقت حذر فيه قيادي كردي بارز «العرب والمسيحيين في المناطق الكردية من الانجرار إلى مخططات النظام السوري بإثارة النعرات الطائفية والقبلية»، مؤكدا أن «النظام آيل للسقوط وعلى المكونات السورية أن تتحلى بمسؤولياتها الوطنية في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد».

وقال القيادي في المكتب السياسي لحزب اليكيتي الكردي المعارض، عبد الباقي يوسف، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن مظاهرات «احتجاجية سلمية وقعت أول من أمس بمدينة الحسكة، مركز إدارة المناطق الكردية بسوريا، تدخلت القوات الأمنية للتصدي لها، وقام النظام بدفع عناصر من إحدى العشائر العربية، وهي عشيرة الجحيش، للتهجم على بعض المحلات التجارية الكردية في المدينة». وأَضاف: «توجهت هذه العناصر إلى بعض الأحياء الكردية هناك وهاجمت محلات تجارية، وحاولت اقتحام منازل المواطنين بهدف سلبها ونهبها».

ورأى يوسف أن هذه الأحداث تذكر «بالهجمات التي شهدتها المدينة عام 2004 حينما شنت عناصر موالية للنظام، هجمات على بعض الأحياء الكردية وقتلت العديد من الشباب الكرد بالمدينة». وقال إنه «بينما كان الشباب الكرد ينفذون اعتصاما أمام مديرية المنطقة في القامشلي مرددين شعارات وطنية وهتافات تدعو إلى إجراء التغيير وإطلاق سراح النشطاء السياسيين والمعتقلين، هاجمت مجموعة من الشبيحة هؤلاء المعتصمين.. وحدثت اشتباكات بالأيدي بين هؤلاء الشبيحة الذين رفعوا شعارات موالية للنظام وبين الشباب الكردي».

واعتبر القيادي الكردي أن هناك «تحولا خطيرا في سياسات النظام، وخاصة في المناطق الكردية»، وقال: «النظام يحاول استخدام آخر أوراقه من خلال إثارة النعرات الطائفية بين مكونات الشعب السوري، وعليه ندعو الإخوة المسيحيين إلى التنبه لذلك المخطط الرهيب، كما ندعو جميع مكونات الشعب السوري بعدم الانجرار لتلك المحاولات وخاصة ضد إخوانهم الكرد الذين عاشوا معهم منذ تشكيل الدولة السورية بوئام وأخوة وسلام». ولفت القيادي الكردي إلى أن «عناصر الأجهزة الأمنية بالمناطق الكردية تحاول الحصول على (رشوات) من عوائل الشباب الكردي مقابل عدم رفع أسمائهم في تقاريرهم الأمنية، حيث قام في مدينة رأس العين، أحد مساعدي الأمن العسكري المعروفين في المنطقة شعبيا باسم أبو رندة، بفرض إتاوات على عوائل عدد من الشباب الكردي مقابل عدم إدراج أسمائهم بقوائم المطلوبين أمنيا واعتقالهم».

في غضون ذلك، أكد مصدر كردي أنه «على الرغم مما صدر من وعود عن النظام السوري حول التخلي عن النهج القديم في التعامل مع المواطنين والتوجه نحو الإصلاح، تستمر السلطات السورية في ممارسة أساليبها المعهودة ومنها ما يتعلق بقرارات منع السفر». وقال إنه «بعد أيام قليلة من تطمينات نائب رئيس الجمهورية الذي أعلن عن صدور قرار واضح من القيادة يقضي بعدم وضع عقبات غير قانونية في وجه سفر أو عودة أي مواطن سوري إلى وطنه متى شاء، تم يوم أمس (أول من أمس)، وبتوجيه من الأجهزة الأمنية، منع سفر السياسي الكردي عبد الحميد درويش سكرتير الحزب التقدمي الديمقراطي الذي كان ينوي السفر إلى العاصمة الروسية موسكو بقصد المعالجة».

وقال ممثل الحزب في إقليم كردستان العراق علي شمدين في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط»: «إننا إذ نعبر عن استنكارنا لاستمرار السلطات في مثل هذه الممارسات التي تتنافى مع أبسط قواعد حقوق الإنسان، فإننا سنواصل بذل كل جهد ممكن من أجل أن تتجاوز بلادنا هذه الحالة، وندعو جميع المخلصين للتكاتف والتعاون من أجل تحقيق أهداف الشعب السوري في المطالبة بحقه في الحرية والكرامة وبناء الدولة المدنية التي تحترم حقوق الإنسان، وتحرص على تأمين حقوق جميع مواطنيها».

إلى ذلك، أعلن مصدر موثوق في جبهة الأحزاب الكردية الـ11 الفاعلة داخل الساحة السورية عن مقاطعتها لمؤتمر «إنقاذ وطني» يفترض أن يعقد في غضون منتصف الشهر الحالي في دمشق، بعد أن قاطعت تلك الأحزاب ومعها المعارضة السورية عامة المؤتمر التشاوري الذي عقد قبل يومين برعاية نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. وحول نتائج ذلك المؤتمر أكد السياسي الكردي فؤاد عليكو، الموجود حاليا داخل سوريا، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن البلاغ الصادر عن المؤتمر التشاوري «كانت فيه بعض النقاط الإيجابية، ولكن بصورة عامة لاحظنا من خلال ما دار من نقاشات داخل المؤتمر أن النظام ما زال يستخدم أسلوب المناورة».

وبسؤاله أن المؤتمر أقر إجراء تعديل على المادة الثامنة التي تنهي هيمنة حزب البعث على السلطة والمجتمع، قال عليكو: «لم ترد أية إشارة في البيان الختامي حول تلك المادة، جرت هناك نقاشات حولها وكانت نقاشات قيمة، وكان (المعارض) الطيب تيزيني قد أشار بصراحة ووضوح إلى ضرورة معالجة هذا الموضوع وإنهاء تلك الهيمنة، ولكننا في المحصلة نحكم وفق ما صدر عن البيان الختامي الذي خلا من أي إشارة إلى إنهاء الهيمنة البعثية على السلطة والمجتمع».

ودعا القيادي الكردي إلى عقد مؤتمرات بديلة عن المؤتمرات التي يدعو إليها النظام السوري، وقال: «بتصوري يجب أن تكون هناك مؤتمرات تمهيدية بين الكتل السياسية للتشاور والاتفاق على الخطوط العامة، ومن ثم الدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل يضم جميع الأطياف السياسية ومكونات الشعب السوري بما فيها الأحزاب الكردية وأطراف إعلان دمشق والإخوان المسلمين وهؤلاء أصبحوا اليوم أطرافا مهمة في المعادلة السياسية بالبلاد لا يمكن تجاوزهم مطلقا».

«التحالف من أجل سوريا حرة» منظمة غير حكومية في أميركا لدعم الشعب السوري

تطلق غدا ورشة عمل لضم المزيد من الأشخاص للانتفاضة السورية

بيروت: بولا أسطيح

ينظم «التحالف من أجل سوريا حرة» يوم غد، ورشة عمل في الولايات المتحدة، في ولايتي لوس أنجليس وتكساس، بهدف ضم المزيد من الأشخاص للانتفاضة السورية من المغتربين السوريين في الولايات المتحدة. وفي دعوة عممت على صفحة «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» عبر «فيس بوك»، دعا التحالف، وهو منظمة غير حكومية أنشئت لدعم الشعب السوري مع انطلاق الاحتجاجات، للمشاركة في الورشة التي ستساعد الراغبين بدعم الناشطين في سوريا عبر الإنترنت وبالتحديد عبر موقعي «فيس بوك» و«تويتر»، كما ستشرح لهم كيفية المساعدة في بث مقاطع فيديو أو كل ما قد يخدم الانتفاضة.

ويعد القيمون على ورشة العمل، التي عنونت «انضم للثورة»، بمشاركة عدد من الناطقين الرسميين باسم الانتفاضة ومسؤولي الصفحات الرسمية عبر الإنترنت. ويعرف «التحالف من أجل سوريا حرة» عن نفسه وفي موقعه الرسمي عبر صفحات الإنترنت، على أنه «منظمة غير حكومية لا تسعى للربح مقرها الولايات المتحدة، أنشئت أساسا لدعم تطلعات الشعب السوري للحرية، ولتوفير الدعم المادي والمعنوي له لتحقيق حريته». ويقول القيمون على هذه المنظمة: «مهمتنا دعم تطلعات الشعب السوري من أجل الحرية والعدالة والحريات المدنية، واحترام سيادة القانون، وبالتالي فالدعوة مفتوحة لكل من يرغب بتقديم أي مساعدة تساهم في دعم القضية السورية».

ويلخصون أهداف هذه المنظمة في «دعم الثورة السورية التي بدأت في 15 آذار من خلال تنظيم التظاهرات والمناسبات العامة المختلفة، والاستفادة الاجتماعية والتقليدية من وسائل الإعلام لفضح وحشية نظام الأسد، وإظهار معاناة الشعب السوري، وإظهار الدعم لطالبي الحرية في سورية. ودعم ضحايا النظام، بمن فيهم اللاجئون، من خلال المساعدات المالية والطبية والإنسانية. ودعم مبادئ الثورة من خلال التأكيد على الطابع السلمي للتظاهرات وحق الشعب السوري في حرية التعبير والحريات المدنية وتعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الجماعات العرقية والدينية والسياسية والطائفية في سوريا».

وينشر موقع «التحالف من أجل سوريا حرة» عبر الإنترنت تحركات الجالية السورية في أميركا، ومواعيد التظاهرات، ومقالات مؤيدة للشعب السوري، ودعوات لدعم الثورة. كما يصل الموقع المتصفحين بالمواقع الأخرى المؤيدة للثورة عبر الإنترنت. وينظم «التحالف» مسابقة فنية للتعبير عن دعم الشعب السوري وحريته وديمقراطيته من خلال رسومات ومنحوتات يتم عرضها في معرض عام في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل وتخصص جائزة مالية للفائز.

وتنشط صفحة «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» عبر «فيس بوك» بعد الصفحة الرسمية للثورة السورية، في محاولة لتنسيق العمل بين الناشطين المنتشرين في مختلف المدن السورية وحتى في دول العالم كافة، فتعمم دعوات التظاهر وآخر أخبار الثورة، والأهم أنها تفتح صفحتها منبرا للنقاش والتصويت لاعتماد التحرك والخطوة الأنسب والتي تلقى أكبر عدد من المؤيدين. وقد تخطى عدد المنتسبين لهذه الصفحة الـ15 ألفا.

قتلى في حمص ودير الزور وساركوزي يصعّد

قتل 5 أشخاص في مدينتي دير الزور وحمص شرق ووسط سوريا أمس بنيران قوات الأمن التي اطلقت النار على متظاهرين فيهما، وحاولت مجموعات مسلحة قطع الطرقات في محافظة دير الزور، فيما أكد محافظ حماة الجديد أنس عبدالرزاق أنه لا يفكر سوى بالحوار والحل السلمي للخروج من الأزمة في المدينة، مشيراً إلى أنه سيتحاور مع الجميع حتى مع الذين ينادون ب”إسقاط النظام” .

وأكد عبدالكريم ريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الانسان ان “قوات الأمن فتحت النار على متظاهرين في دير الزور فقتلت اثنين منهم” . واضاف ان خمسة اشخاص على الاقل جرحوا . واضاف ان “التوتر يسود المدينة والناس ينفذون اضراباً عاماً” بدعوة من ناشطين من أجل الديمقراطية .

من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن “استشهاد مواطنين اثنين وجرح عشرة آخرين عندما اطلقت سيارات للأمن السوري النار على متظاهرين في ساحة الحرية (باسل الأسد)” . وكان هؤلاء الناشطون طالبوا على صفحة “الثورة السورية 2011” في موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، من كل المدن السورية بتنفيذ اضراب عام امس .

 من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية ان مجموعات مسلحة ملثمة في مدينة دير الزور قامت بمحاولة قطع بعض الطرقات في المحافظة . واضافت ان “المجموعات المسلحة الملثمة أرغمت وبقوة السلاح أصحاب المحال التجارية في المدينة على إغلاق محالهم وعمدت إلى ترويع الأهالي وتهديدهم وتخريب بعض المحال التجارية التي رفض أصحابها الاستجابة لمطالبهم” .

من جهة اخرى، قال المرصد نفسه، إن ثلاثة اشخاص قتلوا امس في مدينة حمص . وتحدث المرصد في بيان عن “استشهاد مدنيين اثنين وعسكري جراء اطلاق الرصاص الكثيف والعمليات الامنية والعسكرية المستمرة في حي باب السباع واحياء اخرى في المدينة” .

الى ذلك، نقلت صحيفة الوطن السورية أن محافظ حماة التقى الفعاليات الروحية والأهلية، ومع المجموعات “المحتجة” لبلورة حزمة مطالب أو تفاهمات يمكن البناء عليها لحل الوضع الراهن للمدينة . وأكد المحافظ أن الحوار يجري على قدم وساق مع تلك المجموعات حتى التي تطالب منها بإسقاط النظام، لمناقشتها وإقناعها بالحوار .

حركة الضباط الأحرار تطالب الجيش بتحديد موقفه من النظام

عنف يسبق جمعة “أسرى الحرية” بسوريا

قبيل ساعات من تظاهرات حاشدة متوقعة اليوم الجمعة بسوريا ارتفع إلى سبعة عدد القتلى الذين سقطوا الخميس برصاص قوات الأمن في المظاهرات المتواصلة ضد نظام بشار الأسد، في حين شل إضراب عام الحياة في عدة مدن منها حمص وبنش ودوما ودير الزور.

فمن المقرر تنظيم مظاهرات اليوم الجمعة في أنحاء عدة من سوريا، كما هو الحال في كل يوم جمعة منذ 15 مارس/آذار، تاريخ انطلاق الاحتجاجات غير المسبوقة ضد بشار الأسد الذي وصل إلى السلطة عام 2000 بعد وفاة والده الرئيس السابق حافظ الأسد.

وقد دعا ناشطون على صفحة “الثورة السورية 2011” في موقع (فيسبوك) للتواصل الاجتماعي إلى التظاهر في جميع أنحاء البلاد تحية لـ”أسرى الحرية”، وهم الأسرى السياسيون الذين لا يزالون معتقلين في السجون السورية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان -تلقت يونايتد برس إنترناشونال نسخة منه- أن ثلاثة أشخاص قتلوا الخميس على يد قوات الأمن في مدينة حمص وسط سوريا.

وقال “استشهد مدنيان وعسكري جراء إطلاق الرصاص الكثيف والعمليات الأمنية والعسكرية المستمرة في حي باب السباع وأحياء أخرى في مدينة حمص”.

وقال المرصد السوري في بيان سابق إن 11 شخصا من أهالي ونشطاء في حمص جرحوا برصاص قوات الأمن السورية في حي باب السباع ودوار الفاخورة، وأضاف البيان أن جراح معظم المصابين خطيرة.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إطلاق نار كثيف في بعض أحياء حمص، حيث أرسل الجيش بشكل طارئ منذ أسابيع عدة لقمع الاحتجاجات.

من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب سبعة آخرون الخميس بنيران الأمن السوري في مظاهرة بمدينة بـدير الزور شرق سوريا.

وقد أظهرت صور نشرت على مواقع الإنترنت خروج أهالي مدينة دير الزور في مظاهرة للمطالبة بإسقاط النظام.

وكانت مصادر حقوقية ذكرت أن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا الأربعاء في عملية ينفذها الجيش في جبل الزاوية بمحافظة إدلب.

قال ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر إدلبي إن هناك اقتحاما لعدد من بلدات وقرى جبل الزاوية، لافتا إلى استمرار عمليات الجيش التي يشنها في محافظة إدلب، وقال إن الاقتحام تضمن اعتقال العشرات من المتظاهرين السلميين، ونفى وجود عصابات مسلحة، “لأن ما يقوله النظام عن وجود عصابات مسلحة لم يؤكده مصدر مستقل”.

وأكد إدلبي في حديث للجزيرة أن الجيش يعتقل من يفر أو يتجه للحدود التركية.

وفي رد على اعتقال نحو ثلاثين مثقفا تظاهروا في دمشق الأربعاء أوضح أن خروج المثقفين بالشعارات التي رفعوها يعد تطورا نوعيا، مشيرا إلى أن المثقفين ليسوا منفصلين عن مطالب الشعب، وعدّ ذلك “ردا على أجهزة النظام التي تخاف الكلمة الحرة وتقمع أي صوت حر ينضم إلى مطالب الشعب”.

من جانب آخر أكد مصدر في مؤتمر الإنقاذ الوطني استكمال التحضيرات لعقد المؤتمر السبت بالتزامن في دمشق وإسطنبول.

وستتمحور مشاوراته حول هيئة تأسيسية تعمل على وضع خريطة طريق لتحقيق مطالب الشعب السوري.

بيان للضباط الأحرار

في غضون ذلك قالت حركة الضباط الأحرار في سوريا على لسان الناطق الرسمي باسم الحركة المقدم حسين هرموش إن الحركة قررت تشكيل قيادة لها، وطالبت الحركة الجيش السوري بتحديد موقفه من النظام.

كما طالبت الحركة المجتمع الدولي والدول الداعمة لثورة الشعب السوري ضد النظام بفرض حظر جوي على الأجواء السورية مع معارضة أي تدخل عسكري على الأراضي السورية.

من جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن دور الجامعة هو طبقا لميثاق الجامعة العمل على مصالح الدول العربية، وهو ما معناه أن تبدي النصيحة.

وأوضح العربي في مؤتمر صحفي بالدوحة أنه تحدث الأربعاء  مع الرئيس السوري بشار الأسد انطلاقا من هذا الإطار.

انتقاد أوروبي

ودبلوماسيا، وصف رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو الإصلاحات التي وعد بها بشار الأسد بأنها “ضعيفة”، معتبرا أن الخسائر البشرية التي يتسبب بها ما سماه القمع “لا يمكن التسامح حيالها”، وتحدث عن سقوط “نحو ألفي قتيل”.

ويأتي ذلك بينما ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس مجددا بالموقف “غير المقبول بتاتا” للرئيس السوري، وأكد أن “كل ديكتاتور يتسبب بإراقة الدم عليه أن يحاسب” أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وقال ساركوزي إنه يريد فرض المزيد من العقوبات على الحكومة السورية بسبب مواصلتها للحملة الأمنية العنيفة على المحتجين”.

وقدمت أربعة بلدان أوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال) قبل أسابيع مشروع قرار في مجلس الأمن يدين “أعمال القمع”  ويدعو إلى إصلاحات سياسية. لكن روسيا تتمسك بمعارضتها أي تدخل دولي في هذا البلد.

السفير الأمريكي في دمشق يحذر من سقوط وشيك للنظام

بدء تظاهرات جمعة “أسرى الحرية” في سوريا.. والأمن يواجهها بالرصاص

دبي – العربية

خرج مئات السوريين، اليوم، في تظاهرات جمعة “أسرى الحرية” للمطالبة بإسقاط النظام. وأفاد شهود عيان بخروج محتجين من مساجد في دير الزور وبرزة بريف دمشق، فيما أطلق الأمن الرصاص لفض احتجاجات في درعا ومحيط الجامع العمري.

وتحدث ناشطون سوريون عن تطويق الأمن السوري منطقتي مضايا والزبداني في ريف دمشق تحسباً لاحتجاجات جمعة “أسرى الحرية”، اليوم الجمعة، وذلك بوضع حواجز على المداخل الرئيسية والفرعية.

وفي حمص أيضاً أفيد بإطلاق نار عشوائي في جميع الأحياء المحاصرة واعتصام حاشد في شارع الملعب بمشاركة النساء والأطفال.

كما سمع إطلاق نار كثيف في كل من النازحين، الفاخورة، باب السباع، باب الدريب، باب تدمر، الخالدية، البياضة، دير بعلبة ومحيط قلعة حمص، ويتحدث الأهالي عن أصوات قذائف يسمعونها للمرة الأولى.

وأفاد كذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل مدنييْن ورجلِ أمن خلال العملية التي تشنها قوات الأمن السوري في بعض أحياء مدينة حمص، خاصة في حي باب السباع.

وتحدث ناشطون في إدلب عن انتشار نحو 50 حافلة أمن وسيارات محمّلة بالرشاشات في جبل الزاوية عن طريق قرية الرامي، واحتلت قوات الأمن عدة بيوت كما انتشر القناصة فوق الأسطح.

وطوّقت قوات الأمن والجيش البارة وتل صفرة في إدلب بالدبابات في محاولة لمنع مظاهرات الجمعة.

وسياسياً, حذر السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد من أن “الشارع يمكن أن يطيح” بالنظام السوري إذا لم يبدأ سريعاً الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون.

وصرّح فورد في مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي” قائلاً: “لم أر أية إشارة ملموسة على الارض بأن الحكومة السورية مستعدة لبدء الإصلاحات بالسرعة التي يطالب بها المتظاهرون”.

وتوقع فورد أن “النظام السوري سيطيح به الشارع إذا لم يتحرك بسرعة”، ودعا الرئيس السوري بشار الأسد الى “اتخاذ القرار الصعب” ببدء الإصلاحات.

الفنان السوري خالد تاجا ينفي مشاركته بالمسيرة الاحتجاجية في دمشق

المئات من المثقفين والفنانين السوريين شاركوا في مظاهرة أمس

دبي، دمشق – العربية.نت

نفى الفنان السوري خالد تاجا مشاركته في المسيرة الاحتجاجية التي خرج فيها، أمس، المتظاهرون الشباب، وفقاً لمراسل العربية في دمشق.

وكان الفنان خالد تاجا أكد لمراسل العربية في دمشق باتصال هاتفي أنه لم يشارك في المسيرة الاحتجاجية يوم امس.

فيما قام الأمن بتوقيف مجموعة من الشبان تظاهروا أمام جامع الحسن بحي الميدان في العاصمة السورية دمشق.

كما أوقف مجموعة من الفنانين والمثفين بينهم الفنانة مي سكاف والناشطة راما فليحان والكاتبة يم مشهدي وغيفارا نمير وباسم شحادة وإياد شربتجي.

واعتقلت قوات الأمن هؤلاء الفنانين والمثقفين بعد تنظيمهم تظاهرة في حي الميدان وسط العاصمة السورية دمشق دعماً للثورة.

وكان المئات من المثقفين والفنانين السوريين شاركوا في مظاهرة انطلقت من أمام جامع الحسن الذي يشهد مظاهرات كل يوم جمعة، قبل أن تتصدى لهم القوات الأمنية واعتقلت عدداً منهم.

سورية: قوات الأمن تطلق النار على متظاهرين في دمشق

أصيب عدد من المتظاهرين السوريين في إطلاق نار على تظاهرة في حي القابون بالعاصمة دمشق.

وفي حي القامشلي بالعاصمة السورية هتف آلاف المتظاهرين بعد صلاة الجمعة “لا للحوار إرحل بشار”. وأكدوا على مطالبهم بإسقاط النظام والرفض القاطع لبقاء بشار في الحكم.

وفي حمص، أطلقت قوات الأمن الرصاص بكثافة على المتظاهرين في حي الغوطة بينما تتواصل الاحتجاجات في الشوارع الداخلية للحي.

جاءت هذه التطوارت اليوم فيما وصف بـ” يوم الحرية للأسرى”، في إشارة الى النشطاء الذي تعتقلهم السلطات السورية.

وقالت تقارير لمنظمات حقوقية إن قوات الأمن السورية قتلت أمس الخميس ستة أشخاص على الأقل فى محاولتها وقف الاحتجاجات ضد النظام في عدة مناطق سورية.

نفذت قوات الامن السورية حملة دَهم واسعة في حي باب السباع في مدينة حمص أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وفي دير الزور نقلت وكالة رويترز عن شهود قولهم إن شخصين قتلا عندما اطلقت قوات الامن النار على متظاهرين.

وتؤكد التقارير اعتقال 30 شخصا الخميس بعد دقائق من بدء 250 من المثقفين والكتاب والصحفيين تظاهرة ومسيرة من مسجد الحسن في وسط العاصمة دمشق.

ومن بين المعتقلين ثلاث شخصيات تليفزيونية هي مي سكاف ورومان فليحان وخالد تاجا والصحفي إياد شوربتجي.

وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان قوات الامن “استخدمت العصي والهراوات لتفريق المتظاهرين” .

كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدنيين قتلا وجرح اكثر من 11 برصاص قوات الأمن في حمص.

وتحدثت المنظمة غير الحكومية عن اطلاق نار كثيف في بعض احياء المدينة حيث تم ارسال الجيش بشكل طارئ منذ اسابيع عدة لقمع الاحتجاجات.

“حملة مداهمات”

وذكر شهود عيان لبي بي سي أن قوات الامن السورية تقوم منذ فجر الخميس بحملة مداهمات واسعة في حي باب السباع في مدينة حمص.

وافاد الشهود بأن دوي إطلاق نار كثيف سمع في أرجاء الحي كما عكف السكان على وضع الحواجز والمتاريس لمنع تقدم قوات الأمن.

وكان حي باب السباع قد شهد توترا واسعا بين الأمن والسكان بسبب التظاهرات الإحتجاجية التي شهدتها حمص خلال الأسابيع الأخيرة للاحتجاج على حكم الرئيس بشار الأسد.

من جهة أخرى أفادت الأنباء بأن القوات الامنية السورية تقوم بحملة في قرية الرامية في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب شمال غربي سورية ما أسفر عن سقوط ضحايا بحسب تقارير الناشطين.

وبدأت الهجمات العسكرية على بلدات وقرى ادلب قبل خمسة اسابيع، بعد احتجاجات كبيرة في مختلف انحاء المنطقة الريفية تطالب بحريات سياسية.وادت الهجمات السابقة الى نزوح الاف السوريين الى تركيا.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي عثر على المطرب السوري إبراهيم قاشو قتيلا في نهر العاصي في حماة وقد ذبح من رقبته.

وكان قاشو قد ألف ولحن أغنية تقول “إرحل يا أسد” وانتشرت سريعا بين آلاف المتظاهرين في حماة.

وقد تواصلت تلك الاعتقالات بالرغم من انعقاد المؤتمر التشاوري حول الحوار الوطني الذي دعت له الحكومة والذي ضم مؤيدي الرئيس الأسد بصفة أساسية.

دبلوماسية

وعلى الصعيد الدبلوماسي، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الاتصالات مع الخارجية الامريكية لم تنقطع، على الرغم من تصريحات الادانة الشديدة اللهجة من الرئيس الامريكي وعدد من المسؤولين في ادارته.

تتواصل المظاهرات في سورية منذ نحو أربعة أشهر

ونقلت قناة الإخبارية شبه الرسمية عن المعلم قوله إنه تلقى يوم الثلاثاء اتصالاً من مساعد وزيرة الخارجية الامريكية وليم بيرنز دون أن يكشف عن مضمونه.

جاء ذلك في وقت تصاعدت فيه الضغوط الغربية ومواقف الادانة ضد النظام في دمشق في اعقاب التوتر الدبلوماسي الذي تسببت فيه الهجمات على السفارتين الامريكية والفرنسية في العاصمة السورية.

16 قتيلا بمظاهرات أسرى الحرية بسوريا

استجاب عشرات الآلاف من السوريين اليوم الجمعة لدعوات ناشطين على الإنترنت للتظاهر في جميع أنحاء البلاد تحية لـ”أسرى الحرية”، وذلك بعد يوم من تنفيذ إضراب عام في عدة مدن منها حمص وحماة وبنش ودوما ودير الزور.

وشهدت مدينة حمص مظاهرة حاشدة اليوم تحت شعار “أسرى الحرية”، وهم المعتقلون السياسيون الذين لا يزالون محتجزين في السجون السورية، كما اندلعت مظاهرات مماثلة في مناطق عدة شمال وشرق البلاد مثل الحسكة والبوكمال والقامشلي والدرباسية ورأس العين، وكذلك في عين العرب وبعض أحياء مدينة حلب، حيث ردد المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط النظام وإطلاق المعتقلين.

وعلى الرغم من التطويق الأمني منذ أمس الخميس لكل من مضايا والزبداني في ريف دمشق، شهدت البلدتان مظاهرات عقب صلاة الجمعة، كما استخدم الأمن الغاز المدمع لتفريق متظاهرين في حي الميدان بالعاصمة دمشق، بينما تظاهر مئات في حي ركن الدين، كما أكدت مصادر للجزيرة تطويق حي الكسوة منذ أمس الخميس، وسُمع اليوم دوي إطلاق الرصاص، كما أصيب شخصان بجراح.

وأكد ناشطون على الإنترنت إطلاق رصاص كثيف في محيط الجامع العمري بمدينة درعا (جنوب) لمنع المصلين من التظاهر عقب صلاة الجمعة، لكن جنودا من الجيش السوري قاموا بحماية المتظاهرين وأجبروا عناصر الأمن على التراجع، كما فرضت القوات حظرا للتجول ظهر اليوم في مدينة أنخل المجاورة.

وذكر الناشطون أن الجيش حاصر اليوم جوامع قريتي كفرنبل وكفرومة بمحافظة إدلب، كما شهدت القريتان إطلاقا للنار عقب الصلاة، وتم تسجيل مقتل ثلاثة متظاهرين في مدينة إدلب وإصابة آخرين بنيران الأمن جراء إطلاق الذخيرة الحية حول مسجدي الفرقان والأبرار.

ومن جانبها، أكدت لجان التنسيق المحلية مقتل 16 شخصا على الأقل اليوم الجمعة في أرجاء سوريا برصاص قوات الأمن خلال المظاهرات التي تطالب بإسقاط النظام.

عصيان حماة

وفي السياق نفسه، احتشد الآلاف اليوم في وسط مدينة حماة على نحو مماثل للمظاهرة التي اندلعت الجمعة الماضية، وذلك في إشارة كما يبدو إلى رفض سكان المدينة الحوار الذي بدأه محافظ المدينة الجديد مؤخرا.

وقال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في حماة صالح الحموي في اتصال هاتفي مع الجزيرة إن أعيان المدينة قدموا شروطهم للمحافظ الجديد في سياق الحوار مع النظام، حيث اشترطوا لإزالة الحواجز التي أقاموها على أطراف المدينة إطلاق سراح المعتقلين على خلفية المظاهرات، والضمان المعلن بأن يكون الاعتقال قانونيا بمذكرة من النائب العام، وسحب الدبابات من المدينة.

وأوضح الحموي أن النظام طالب سكان المدينة بالتوقف عن المطالبة بإسقاطه أولا لتحقيق شروطهم، غير أن السكان أصروا على مطالبتهم بإسقاطه، حسب قوله.

وبشأن الأوضاع الأمنية في مدينة حماة التي أعلنت الإضراب العام والعصيان المدني منذ أكثر من أسبوع، قال الحموي إن عددا من شباب المدينة يحرسون الحواجز التي أقاموها كي لا تهاجم قوات الأمن المناطق السكنية، مضيفا أن مئات العائلات قد نزحت عن المدينة.

وذكر الحموي أن بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري هددت المدينة بإخراج الدوائر الرسمية منها وتحويلها إلى قرية، مضيفا أن الدوائر عاطلة عن العمل فعلا منذ أيام نتيجة العصيان المدني، وأن رغبة النظام في الحوار ليست إلا نتيجة لعجزه عن السيطرة على المدينة دون ارتكاب مجزرة خشية لفت أنظار المجتمع الدولي الذي قد يفرض التدخل الخارجي، حسب قوله.

إضراب وتنبؤات

من جهة أخرى، استبق الناشطون مظاهرات اليوم بالدعوة إلى إضراب عام أمس الخميس، واستجاب الكثيرون للإضراب في حمص وحماة وبنش ودوما ودير الزور.

كما شهدت بعض أنحاء البلاد تصعيدا الخميس مع إطلاق قوات الأمن النار على مظاهرة حاشدة في الميدان الرئيسي بمدينة دير الزور مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بجروح، وكانت السلطات قد أزالت تمثالا لباسل شقيق الرئيس الأسد في الميدان نفسه منذ شهرين كي لا يحطمه المتظاهرون.

وفي الأثناء نفذت وحدات من الجيش عمليات عسكرية في إدلب قرب الحدود التركية، واقتحمت قوات الأمن حي باب السباع بمدينة حمص أمس الخميس وقتلت ثلاثة أشخاص.

سقوط أكثر من 27 قتيلاً معظمهم في دمشق

مليون شخص يشاركون في مظاهرات “جمعة أسرى الحرية” المناهضة للنظام السوري

دبي – العربية

قال ناشطون سوريون إن أكثر من مليون شخص شاركوا في التظاهرات المناهضة للنظام السوري اليوم الجمعة. ووفقاً لآخر الإحصاءات، فقد ارتفع عدد الضحايا من المحتجين السوريين إلى 27 شخصاً في مناطق متفرقة من سوريا، معظمهم في حي القابون بدمشق، وفقاً لناشطين حقوقيين.

وقد أعلن رامي عبدالرحمن، من المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أكثر من مليون سوري تظاهروا الجمعة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مدينتي حماة (شمال) ودير الزور (شرق) وحدهما.

وبحسب نشطاء صرحوا لوكالة رويترز، فإن قوات الأمن السورية قتلت ثلاثة محتجين على الأقل في مدينة إدلب شمال البلاد، وأطلقت النيران على محتجين في دمشق وفي جنوب البلاد اليوم الجمعة.

وقال المعارض لؤي حسين بالهاتف لرويترز من دمشق، إن السلطات ترد على رفض المعارضة المشاركة في الحوار، الذي قال إن النظام أراد السيطرة عليه؛ للتستر على عمليات القتل.

وكان مئات السوريين خرجوا اليوم في تظاهرات جمعة “أسرى الحرية” للمطالبة بإسقاط النظام، فيما أفاد شهود عيان بخروج محتجين من مساجد في دير الزور وبرزة بريف دمشق، فيما أطلق الأمن الرصاص لفض احتجاجات في درعا ومحيط الجامع العمري.

وتحدث ناشطون سوريون عن تطويق الأمن السوري لمنطقتي مضايا والزبداني في ريف دمشق تحسباً لاحتجاجات جمعة “أسرى الحرية”، اليوم الجمعة، وذلك بوضع حواجز على المداخل الرئيسية والفرعية.

وفي حمص أيضاً أفيد بإطلاق نار عشوائي في جميع الأحياء المحاصرة واعتصام حاشد في شارع الملعب بمشاركة النساء والأطفال.

كما سمع إطلاق نار كثيف في كل من النازحين، الفاخورة، باب السباع، باب الدريب، باب تدمر، الخالدية، البياضة، دير بعلبة ومحيط قلعة حمص، ويتحدث الأهالي عن أصوات قذائف يسمعونها للمرة الأولى.

وأفاد كذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل مدنييْن ورجلِ أمن خلال العملية التي تشنها قوات الأمن السوري في بعض أحياء مدينة حمص، خاصة في حي باب السباع.

وتحدث ناشطون في إدلب عن انتشار نحو 50 حافلة أمن وسيارات محمّلة بالرشاشات في جبل الزاوية عن طريق قرية الرامي، واحتلت قوات الأمن عدة بيوت كما انتشر القناصة فوق الأسطح.

وطوّقت قوات الأمن والجيش البارة وتل صفرة في إدلب بالدبابات في محاولة لمنع مظاهرات الجمعة.

وسياسياً, حذر السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد من أن “الشارع يمكن أن يطيح” بالنظام السوري إذا لم يبدأ سريعاً الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون.

وصرّح فورد في مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي” قائلاً: “لم أر أية إشارة ملموسة على الارض بأن الحكومة السورية مستعدة لبدء الإصلاحات بالسرعة التي يطالب بها المتظاهرون”.

وتوقع فورد أن “النظام السوري سيطيح به الشارع إذا لم يتحرك بسرعة”، ودعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى “اتخاذ القرار الصعب” ببدء الإصلاحات.

السوريون يشاركون في أكبر احتجاجات حتى الان ومقتل 20

عمان (رويترز) – قال شهود وجماعات حقوقية ان قوات الامن السورية قتلت 20 محتجا على الاقل بالرصاص يوم الجمعة فيما خرج مئات الالاف الى الشوارع في أنحاء البلاد في أكبر احتجاجات حتى الان ضد الرئيس بشار الاسد.

ويسعى الاسد الذي يواجه أكبر تحد لنحو 40 عاما من حكم حزب البعث الى سحق الاحتجاجات التي بدأت في مارس اذار. لكن بالرغم من أن جماعات حقوقية تقول ان نحو 1400 مدني قتلوا منذ بدء الاحتجاجات فان الاحتجاجات تتواصل بلا هوادة ويتزايد عدد المشاركين فيها.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان “هذه هي أكبر احتجاجات حتى الان. انها تحد صريح للسلطات لاسيما عندما تخرج كل هذه الاعداد في دمشق للمرة الاولى.”

وذكر شهود وناشطون أن الشرطة أطلقت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع في العاصمة دمشق وضواحيها مما أسفر عن مقتل 11 واربعة في درعا بجنوب سوريا قرب الحدود مع الاردن.

وأضافوا أن قوات الامن قتلت بالرصاص ثلاثة محتجين في محافظة ادلب الشمالية والقريبة من الحدود مع تركيا حيث هاجمت قوات ودبابات القرى. وقتل اثنان اخران في مدينة حمص.

وقال شاهد من منطقة ركن الدين في دمشق ان مئات الشبان الملثمين اشتبكوا مع قوات الامن بالعصي والحجارة.

وهتف المحتجون قائلين “يسقط يسقط بشار الاسد.”

وقال شاهد عبر الهاتف من وسط دمشق “نحن في حي الميدان وهم يطلقون قنابل مسيلة للدموع علينا والناس يهتفون.”

وفي مدينة حماة التي نفذ الجيش مذبحة فيها عام 1982 أظهرت لقطات فيديو صورها السكان حشدا كبيرا في ساحة العاصي الرئيسية بالمدينة يردد “الشعب يريد اسقاط النظام”.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 350 ألفا على الاقل تظاهروا في محافظة دير الزور الشرقية. وقال سكان ان القوات السورية قتلت بالرصاص اثنين من المحتجين هناك يوم الخميس.

وخرجت الاحتجاجات الاكبر حتى الان في بلدات وقرى فقيرة خارج دمشق يعيش فيها واحد على عشرة من سكان سوريا البالغ عددهم 20 مليونا. ومن النادر أن تحشد الاحتجاجات في العاصمة أكثر من بضع مئات من الاشخاص.

وتستفيد دمشق من الاستثمارات الاجنبية الكبيرة وسكانها أغنى من سكان المحافظات الاخرى كما أن قبضة الامن اقوى في العاصمة.

ويقدر النشطاء أن عدد أفراد الشرطة السرية في شوارع دمشق زاد بأكثر من الضعف منذ بدء الاحتجاجات وساد الركود الاقتصاد السوري. وفي مواجهة عدم اليقين انسحب المستثمرون الاجانب باعداد كبيرة وترتفع نسبة البطالة في سوريا.

ونقلت صحيفة (ليزيكو) الفرنسية المتخصصة في مجال الاعمال عن تقرير لمؤسسة طهران الفكرية التابعة للقيادة الايرانية ان ايران حليفة سوريا تبحث تقديم مساعدات مالية لسوريا بقيمة 5.8 مليار دولار وتشمل قرضا فوريا بقيمة 1.5 مليار دولار.

وتستهدف عقوبات دولية الزعماء السوريين وليس بنوك وشركات سورية لكن فرنسا والولايات المتحدة تضغطان من أجل فرض عقوبات أكثر صرامة وصدور قرار من مجلس الامن الدولي يدين القمع بعد أن تعرضت السفارتين الفرنسية والامريكية للهجوم.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي باسطنبول “قلنا ان سوريا لا يمكنها العودة الى ما كانت عليه من قبل والاسد فقد الشرعية في أعين شعبه.”

وأضافت “قلنا نحن وكثيرون اخرون في المنطقة وغيرها اننا ندعم بشدة انتقالا الى الديمقراطية … مصير النظام السوري والشعب السوري في يد الشعب نفسه.”

ورد الاسد على الاحتجاجات بمزيج من استخدام القوة وقطع وعود بالاصلاحات ومنح الجنسية لالاف الاكراد ورفع حالة الطوارئ. ودعا أيضا الى الحوار لكن مجموعات وشخصيات كبيرة في المعارضة قاطعت مؤتمرا للحوار نظمته الحكومة بسبب استمرار العنف.

وبعد أن عزز استمرار الاحتجاجات قوة المعارضة يعقد معارضون ونشطون كبار مؤتمرا في اسطنبول غدا وسيتم التنسيق بين المؤتمر ومؤتمر اخر في دمشق.

من خالد يعقوب عويس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى