أحداث الجمعة 03 أذار 2017
«حرب السلال» تُعرقل مفاوضات جنيف
لندن – «الحياة»
شهدت أروقة مفاوضات جنيف السورية انتكاسة أمس، مع اتهام موسكو «الهيئة العليا للمفاوضات» بأنها مسؤولة عن إفساد العملية التفاوضية، في مؤشر إلى «حرب السلال» المفترض أن تنطلق منها جولة المفاوضات المقبلة بعد انتهاء الجولة الحالية، على الأرجح اليوم الجمعة. وتزامن ذلك مع خلط فصيل سوري منضو في تحالف كردي- عربي مدعوم من الأميركيين، الأوراق بإعلانه اتفاقاً مع روسيا يقضي بتسليم قوات الحكومة السورية قرى في ريف حلب الشمالي والشرقي تمثّل خط تماس مع الجيش التركي والفصائل المتحالفة معه في «درع الفرات».
وتدل هذه الخطوة التي أعلنها «مجلس منبج العسكري» والهادفة إلى منع الأتراك وحلفائهم من التقدم نحو منبج، إلى أن تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الذي يسيطر على هذه المدينة منذ الصيف الماضي، مستعد لتسليم مناطقه إلى الحكومة السورية بدل مواجهة احتمال سقوطها في أيدي الأتراك. كما يدل سعي التحالف الكردي- العربي إلى إبرام اتفاق مع الروس على تراجع ثقته بقدرة الأميركيين على وقف تقدم الأتراك نحو منبج. وكانت موسكو نجحت في الأيام الماضية في منع مواجهة مسلحة كادت تقع بين القوات التركية والجيش السوري حول مدينة الباب خلال عملية طرد «داعش» منها. ويعتقد معارضو تركيا في شمال سورية أن تسليم قراهم في ريف حلب إلى حكومة دمشق سيؤدي إلى إيجاد منطقة عازلة بينهم وبين القوات التركية، برعاية روسية.
وسارعت أنقرة إلى الرد على خطوة «مجلس منبج العسكري» بالقول إنها مصرّة على طرد «وحدات حماية الشعب»، وهي المكوّن الكردي في «قوات سورية الديموقراطية»، من مدينة منبج. وليس واضحاً ما إذا كانت لدى الأتراك نية الدخول في صدام مع الجيش السوري وميليشيات متحالفة معه من أجل الوصول إلى منبج.
وقال «مجلس منبج» في بيان أمس: «نعلن أننا قد اتفقنا مع الجانب الروسي على تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات… إلى قوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية». والقرى المعنية، وفق البيان، «محاذية لمنطقة الباب» التي تمكنت القوات التركية والفصائل المعارضة من السيطرة عليها الخميس الماضي بعد طرد «داعش» منها. كما تقع غرب مدينة منبج القريبة من الحدود التركية.
ومن المقرر وفق الاتفاق، أن تتولى القوات النظامية السورية «مهمة حماية الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة الجيش التركي ودرع الفرات».
وبالتزامن مع ذلك، استكمل الجيش السوري أمس عملية استعادة مدينة تدمر الأثرية في وسط سورية من أيدي تنظيم «داعش» بإسناد جوي روسي. ووصفت قيادة الجيش السوري استعادة المدينة بـ «الإنجاز» الذي «يؤكد أن جيشنا الباسل بالتعاون مع الأصدقاء هو القوة الوحيدة الفاعلة والقادرة على مكافحة الإرهاب». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «تنظيم داعش انسحب بشكل كامل من تدمر» ومن مطارها القريب، لكن الجيش السوري لم يدخل كل الأحياء بسبب الألغام التي تركها التنظيم وراءه.
سياسياً، اتهمت وزارة الخارجية الروسية «الهيئة العليا للمفاوضات» بإفساد محادثات السلام في جنيف، في تأكيد لعمق الاختلاف في موقف الطرفين من الخطوة المقبلة المطلوبة في العملية السياسية التي يرعاها المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا للصحافيين: «نلاحظ بأسف بعد الأيام الأولى للحوار بين الأطراف السورية، أن قدرة المعارضة على التفاوض تثير تساؤلات». وأوضحت أن «الهيئة العليا للمفاوضات ترفض التعاون على مستوى متساو مع منصة موسكو ومنصة القاهرة وتقوّض بحكم الأمر الواقع الحوار تارة مع وفد النظام وطوراً مع مجموعات المعارضة الأخرى». ومنصتا القاهرة وموسكو تضمان معارضين يُعتبرون مقربين من روسيا.
ومساء أمس، عقد رئيس وفد الحكومة السورية إلى جنيف بشار الجعفري مؤتمراً صحافياً عقب انتهاء جولة مفاوضات مع دي ميستورا، وحمّل ما سماها «منصّة الرياض» (اي «الهيئة العليا») مسؤولية إفشال جولة المفاوضات الحالية من خلال رفضها عرض الحكومة إضافة «سلة رابعة» هي سلة مكافحة الإرهاب إلى السلال الثلاث التي قدمها الموفد الدولي، وهي سلال الحكم والدستور والانتخابات. وقال إن «منصتي القاهرة وموسكو» وافقتا على السلة الرابعة لكن «منصة الرياض» رفضتها. وكانت محادثات جنيف تقدّمت قليلاً الأربعاء، إذ رأى كل جانب بادرة أمل في صوغ جدول الأعمال وفقاً لما يريد. وقالت المعارضة إن مفاوضي الرئيس بشار الأسد تعرضوا لضغوط من الروس للتطرق إلى الانتقال السياسي الذي يقول المعارضون إنه يجب أن يشمل تنحيه عن السلطة. وذكر مصدر قريب من وفد الحكومة أن هناك اتفاقاً على أن يشمل جدول الأعمال مناقشة «الإرهاب»، وهي كلمة فضفاضة تستخدمها دمشق لوصف كل المعارضة السورية المسلحة.
فصيل متحالف مع الأميركيين يعلن «اتفاقاً مع روسيا» لتسليم قرى في ريف حلب للحكومة السورية
لندن، بيروت، أنقرة – «الحياة»، أ ف ب
أعلن فصيل «مجلس منبج العسكري» المنضوي في تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الكردي – العربي المدعوم من واشنطن، في بيان الخميس، اتفاقه مع روسيا على «تسليم» القوات النظامية السورية عدداً من القرى الواقعة على تماس مع مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل «درع الفرات» القريبة منها في ريف حلب بشمال سورية. لكن تركيا سارعت إلى تجديد تهديدها بضرب المقاتلين الأكراد المنضوين في «سورية الديموقراطية» في حال لم ينسحبوا من مدينة منبج التي سيطر عليها التحالف المؤلف من مقاتلين عرب وأكراد طردوا تنظيم «داعش» منها في الصيف الماضي.
وجاء إعلان «مجلس منبج العسكري» المفاجئ والأول من نوعه لناحية تسليم مناطق إلى حكومة دمشق، بعد معارك خاضها هذا الفصيل الأربعاء ضد القوات التركية والفصائل المعارضة المنضوية في حملة «درع الفرات» شرق مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
وقال «مجلس منبج» في بيان الخميس: «نعلن أننا قد اتفقنا مع الجانب الروسي على تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات… إلى قوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية». والقرى المعنية، وفق البيان، «محاذية لمنطقة الباب» التي تمكنت القوات التركية والفصائل المعارضة من السيطرة عليها الخميس الماضي بعد طرد «داعش» منها. كما تقع غرب مدينة منبج القريبة من الحدود التركية.
ومن المقرر وفق الاتفاق، أن تتولى القوات النظامية السورية «مهمة حماية الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة الجيش التركي ودرع الفرات».
وأدرج «مجلس منبج العسكري» قراره في إطار «حماية المدنيين… وحفاظاً على أمن وسلامة مدينة منبج وريفها وقطع الطريق أمام الأطماع التركية وباحتلال المزيد من الأراضي السورية».
وبدأت تركيا في آب (اغسطس) الماضي هجوماً برياً غير مسبوق دعماً لفصائل معارضة في شمال سورية لطرد «داعش» وكذلك الأكراد الذين تصنّفهم «إرهابيين» من المنطقة الحدودية. وتمكنت من استعادة السيطرة على مناطق عدة أبرزها مدينتا جرابلس الحدودية والباب.
وأطلقت فصائل «درع الفرات» الأربعاء أولى عملياتها نحو مدينة منبج وتمكنت من الاستيلاء على قريتين كانتا تحت سيطرة «مجلس منبج العسكري». إلا أن الأخير تمكن الخميس من استعادة القريتين، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأحصى «المرصد» الخميس مقتل عنصر من «قوات سورية الديموقراطية» ومقاتلين اثنين من الفصائل القريبة من أنقرة خلال المعارك.
وبعد ساعات من الإعلان عن اتفاق «مجلس منبج العسكري» مع الروس الخميس، هددت تركيا بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من منبج التي تقع شمال شرقي الباب وتبعد عنها نحو 45 كيلومتراً. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لصحافيين: «قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب» من منبج. وأضاف في تصريحات أدلى بها في انقرة أن الانسحاب يجب أن يتم «في أسرع وقت ممكن».
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مراراً انه بعد الباب، تنوي قواته التوجه الى منبج، ومنها الى الرقة (شمال)، المعقل الأبرز لـ «داعش» في سورية.
وقال الجنرال الأميركي ستيفن تاونسند الذي يقود القوات العسكرية للتحالف الدولي الداعم لـ «قوات سورية الديموقراطية» إن مقاتلات روسية وأخرى سورية قصفت الثلثاء بلدات تسيطر عليها فصائل يدعمها التحالف قرب مدينة الباب. لكن روسيا نفت بعد ذلك أن تكون نفّذت ضربات.
وسيطرت «قوات سورية الديموقراطية» على مدينة منبج في آب (أغسطس) 2016، قبل فترة قصيرة من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سورية والرامية إلى طرد «داعش» وأيضاً المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف «إرهابياً» من جانب تركيا وحلفائها الغربيين. لكن الولايات المتحدة تقدّم دعماً لهذه الفصائل الكردية، معتبرة أنهم قوة محلية فعالة في قتال «داعش».
وأوضح وزير الخارجية التركي: «لا نريد أن يستمر حليفنا الأميركي بالتعاون مع منظمات إرهابية تستهدفنا». وكان الجنرال ستيفن تاونسند أشار الأربعاء إلى أن الأكراد السوريين سيشاركون في الهجوم الهادف لاستعادة مدينة الرقة. وفي رد على تصريحاته هذه، اعتبر جاويش أوغلو أن مشاركة «وحدات حماية الشعب» الكردية في هجوم على الرقة تعتبر بمثابة «تعريض مستقبل سورية للخطر».
ولفت وزير الخارجية التركي الخميس إلى أن أنقرة «تناقش مع الولايات المتحدة سبل عملية الرقة، وكيف يمكن لبلدان التحالف مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا توفير الدعم الجوي».
دمشق ضاقت بمكتبة سعد الله ونوس فهجّرتها إلى بيروت/ عبده وازن
كان متوقعاً أن يثير «ترحيل» مكتبة المسرحي الرائد سعدالله ونوس من دمشق إلى الجامعة الأميركية في بيروت «عاصفة» من الاحتجاج في سورية وخارجها. وصفت الصحافة البعثية بادرة أسرة الكاتب الكبير (1941-1997) بـ «الاغتيال» و «التعفيش»، وتمادى بعض المعلّقين على المواقع الإلكترونية في نقد الأسرة لهدرها «إرثاً» وطنياً يجب أن يبقى ملك سورية وداخل أراضيها. وشهدت الساحة الثقافية السورية ردود فعل سلبية اجمعت على ادانة هذه «الفعلة» المتهاونة في حق كاتب طليعي وتقدمي كان في مقدم المعارضين للسياسة الأميركية ازاء العالم العربي وفلسطين ودان غزو العراق.
قد يحق لهؤلاء المحتجين والمعترضين ان يعلنوا مثل هذا الموقف النقدي الساخط لكنهم يعلمون جيداً مثل كل المثقفين السوريين أن صاحب «الاغتصاب» كان معارضاً للنظام البعثي ومقاطعاً لثقافته ومثقفيه، وكان النظام همّشه وعزله حاقداً عليه، مدركاً في الحين ذاته، حجم قامته وموقعه في ريادة المسرح العربي الجديد. ولم يغفر النظام له موقفه المعارض ولم يتمكن من تناسيه حتى بعد رحيله. فقبل أن تقرر أسرة ونوس وهب المكتبة إلى الجامعة الأميركية في بيروت قامت أرملته الممثلة فايزة الشاويش بجولة «داخلية» على وزارة الثقافة السورية أو ما تبقى منها وعلى الجامعة الوطنية وكلية الفنون، بغية إيجاد صيغة لحماية هذه المكتبة من «الشبيحة» واللصوص الذين نهبوا مكتبات وباعوها بـ «المفرّق» في بسطات الشوارع. رفضت وزارة الثقافة حماية المكتبة متذرعة بحجج تقنية واهية، وكذلك الجامعة التي تهربت من تحمل هذا العبء المادي. أما كلية الفنون فاعتذرت أيضاً وحجتها أنها تخشى على كتب ونوس من الرطوبة الشديدة التي تصيب بناء الكلية وجدرانها والتي قد تعرض الكتب للاهتراء والتلف. حتى نجاح العطار وزيرة الثقافة السابقة والتي لا تزال نائب رئيس الجمهورية لشؤون الثقافة، اعتذرت.
هذا الرفض «الرسمي» لحماية مكتبة سعدالله ونوس لم يكن بريئاً بتاتاً، خصوصاً أن وزارة الثقافة لا يمكنها استقبال مكتبة هذا الكاتب الكبير المعارض، ومنحها حيزاً في أروقتها ورفع اسم صاحبها. ولو وافقت الوزارة افتراضاً فهي كانت ستخضِع المكتبة للرقابة فتحذف منها كل الكتب التي لا تروق فكر «البعث» ونظام «الصمود والتصدي». وهذا ما كانت لتقوم به كذلك الجامعة والكلية. ومعروف أن مكتبة ونوس تشبهه تماماً في فكره التقدمي و «الإنسانوي» والتحرري المناهض للدكتاتورية والقمع والإرهاب الفكري.
كان وهب المكتبة إلى الجامعة الأميركية هو الحل الممكن، فأقدمت الأسرة عليه، مع أنها كانت تلقت عرضاً مغرياً من إحدى المؤسسات الخليجية لشراء المكتبة. لكن الأسرة آثرت إبقاءها قريباً من دمشق، وفي صرح علمي لا يمكن الاستهانة به مهما اختلفت الآراء حول السياسة الأميركية ودورها في المنطقة العربية. معروف أن هذه الجامعة كانت مهد حركات التحرر العربية من العروة الوثقى إلى كوكبة من الأساتذة والطلاب كانوا في طليعة المناضلين من أجل القضية الفلسطينية والفكر العروبي واليساري. وكم من كتّاب منحوا هذه الجامعة مكتباتهم لتظل في عهدة جهة توليها التقدير والاهتمام. نجيب محفوظ منح الجامعة الأميركية في القاهرة مكتبته وأوراقه ووثائقه بترحاب، وكم من كتّاب مصريين وعرب يتمنون حذو بادرته كي يحفظوا كتبهم الغالية عليهم من الإهمال والتلف.
ربما ليست الجامعة الأميركية هي المرجع الأنسب مسرحياً وأدبياً لحفظ مكتبة سعدالله ونوس، لكنها هي الحل المتوافر شبه الوحيد. صحيح ان كُتب ونوس ستحفظ في قسم المكتبات التي تبرع بها اصحابها الى الجامعة، لكنها لن تكون في متناول كل الزائرين … علاوة على أن قسم الأدب العربي يكاد أن يكون بلا طلاب، وقسم المسرح ليس في مستوى معاهد الفنون العربية. لكن إقفال المؤسسات الرسمية أبوابها في وجه مكتبة ونوس، كان السبب الرئيس لاختيار ذاك الحل.
الحياة
القوات النظامية استعادت تدمر كاملة “قسد” تسلّم قرى إلى النظام في منبج
المصدر: (و ص ف، رويترز)
استعادت قوات النظام السوري بدعم روسي أمس السيطرة على مدينة تدمر الاثرية بعد طرد مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) منها، في ضربة ميدانية جديدة للجهاديين.
وأعلنت قيادة الجيش السوري في بيان وزعته الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء تستعيد مدينة تدمر”.
وأوضحت أن السيطرة على المدينة تمت “بإسناد جوي مركز من الطيران الحربي السوري والروسي”.
وجاء اعلان الجيش السوري بعيد تأكيد الكرملين ان وزير الدفاع الجنرال سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين استكمال العملية في تدمر.
وتوفّر موسكو، أبرز حلفاء دمشق، منذ ايلول 2015 دعماً عسكريا لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، مكنه من استعادة السيطرة على مناطق عدة في سوريا.
وتمكن الجيش السوري بدعم جوي روسي وبمشاركة مستشارين روس الاربعاء وبعد أسابيع من المعارك من دخول المدينة الواقعة في منطقة صحراوية بريف حمص الشرقي في وسط البلاد، بعد نحو ثلاثة اشهر من سيطرة الجهاديين عليها.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان مقاتلي التنظيم الجهادي انسحبوا تماماً من المدينة ومن المطار العسكري المجاور لها. وأضاف أن قوات النظام “تواصل عمليات التمشيط ولم تدخل كل احياء المدينة بسبب كثرة الالغام والعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم، وهو الاسلوب الذي يتبعه في المناطق التي يوشك ان يخسرها لاعاقة تقدم خصومه وايقاع الخسائر البشرية بهم.
وكان التنظيم قد تمكن من السيطرة على المدينة في 11 كانون الاول بعد ستة أشهر من طرده منها اثر استيلائه عليها في الفترة من أيار 2015 الى آذار 2016.
منبج
وعلى جبهة أخرى في سوريا، اعلن “المجلس العسكري لمنبج وريفها” المنضوي في صفوف “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) التي تدعمها واشنطن، الاتفاق مع روسيا “على تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات… الى قوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية”.
وصدر هذا الاعلان المفاجيء والاول من نوعه من حيث تسليم مناطق الى دمشق، بعد معارك خاضتها هذه القوات الاربعاء ضد القوات التركية والفصائل القريبة منها المنضوية في عملية “درع الفرات” شرق مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
والقرى المعنية بالاتفاق، بموجب البيان، “محاذية لمنطقة الباب” التي تمكنت قوات “درع الفرات” من السيطرة عليها الاسبوع الماضي بعد طرد الجهاديين منها.
وأمس، هددت تركيا بضرب المقاتلين الأكراد اذا لم ينسحبوا من مدينة منبج التي تقع شمال شرق الباب وتبعد عنها نحو 45 كيلومتراً. وصرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: “قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب” من منبج.
واطلقت فصائل “درع الفرات” الاربعاء أولى عملياتها نحو منبج وتمكنت من الاستيلاء على قريتين كانتا تحت سيطرة “المجلس العسكري لمنبج وريفها”. الا ان الاخير تمكن الخميس من استعادة القريتين.
وأحصى المرصد مقتل رجل من “قسد” وستة مقاتلين من الفصائل القريبة من أنقرة خلال المعارك.
وتحدث المرصد عن تجدد الاشتباكات بين الطرفين اثر هجوم جديد شنته فصائل “درع الفرات” جنوب غرب منبج.
جنيف 4
ديبلوماسياً، تواصل الامم المتحدة مساعيها لاحراز تقدم في المحادثات مع الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف، في ظل خلاف على ادراج بند مكافحة الارهاب على جدول الاعمال محور الخلاف الرئيسي
وحمل رئيس الوفد الحكومي السوري السفير بشار الجعفري الهيئة العليا للمفاوضات “مسؤولية أي فشل” لمفاوضات جنيف.
وصرح في مؤتمر صحافي بأن “حوار جنيف يجب ألا يكون رهينة لمنصة الرياض التي رفضت تشكيل وفد موحد للمعارضة. وقال: “لا يجب السماح لوفد الرياض ان يأخد مفاوضات جنيف رهينة لمواقفهم المتعنتة”.
وتطالب دمشق باضافة بند مكافحة الارهاب الى جدول أعمال المفاوضات التي لم تبدأ بعد بشكل مباشر ولم تتطرق الى عمق المواضيع.
الا أن رئيس بعثة الهيئة العليا للمفاوضات يحيى قضماني أكد “رفض اضافة سلة الارهاب الى السلل المطروحة”، وقال: “ان وضعها (المبعوث الخاص للامم المتحدة ستافان) دو ميستورا في أي وقت لن نتعامل معها أو ندخل في النقاش فيها”.
وغداة لقاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في جنيف، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “لسوء الحظ نلاحظ بناء على نتائج الأيام الأولى أن المحادثات تثير مجدداً الشكوك في قدرة ممثلي المعارضة السورية على توقيع اتفاق”.
وفي إشارة إلى وفدين معارضين أصغر حجماً، قالت زاخاروفا: “ترفض ما يسمى الهيئة العليا للمفاوضات التعاون بشكل متساو مع منصتي موسكو والقاهرة وتفسد في الحقيقة عملية حوار شامل”.
أنقرة نفت اتفاقاً لتسليم النظام قرى في محيط منبج الجيش السوري يتوغل في الأحياء الغربية لتدمر
المصدر: (و ص ف، رويترز)
نفت تركيا علمها باتفاق بين مجلس منبج العسكري لتسليم الجيش السوري قرى قرب مدينة منبج شرق حلب، فيما تواصل قوات النظام توغلها في مدينة تدمر بعد طرد مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) منها.
كشف مسؤول في المجلس العسكري لمنبج أمس أن قرى يسيطر عليها المجلس قرب منبج ستسلم الى الحكومة السورية في الأيام المقبلة بموجب اتفاق مع روسيا.
ومجلس منبج العسكري جزء من “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تضم “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تقاتل “داعش” لكن تركيا تعتبرها امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني” الذي يخوض تمرداً على الدولة التركية.
إلا أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو نفى هذا الأمر. وأكد خلال مؤتمر صحافي في أنقرة إن بلاده ستضرب المسلحين الأكراد في منبج إذا ظلوا هناك. وأضاف أن انسحاباً مماثلاً يجب أن يتم “في أسرع وقت ممكن”.
وقد سيطرت “قسد” على منبج في آب 2016، قبيل بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا تحت الاسم الرمزي “درع الفرات” والرامية إلى طرد “داعش” وكذلك المقاتلين الاكراد الذين تعتبرهم أنقرة امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني”.
وفي المقابل، تقدم الولايات المتحدة دعماً لهذه الفصائل الكردية، معتبرة أنهم قوة محلية فعالة في قتال “داعش”.
وقال جاويش أوغلو: “لا نريد أن يستمر حليفنا الأميركي في التعاون مع منظمات إرهابية تستهدفنا”. وأعلن أن أنقرة “تناقش مع الولايات المتحدة سبل عملية الرقة، وكيف يمكن بلدان الائتلاف مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا توفير الدعم الجوي”.
تدمر
على جبهة أخرى، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أن قوات الجيش السوري والقوات المتحالفة معها تقدمت داخل مدينة تدمر بعدما سحب “داعش” معظم مقاتليه من مواقعهم داخل المدينة الصحراوية القديمة.
ويحاول الجيش السوري المدعوم بقوة جوية روسية ومقاتلين شيعة تدعمهم إيران استعادة السيطرة على تدمر للمرة الثانية في غضون سنة من قبضة تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي استولى عليها في تقدم خاطف في كانون الأول بعد شهور فقط من خسارتها إياها.
وقال المرصد إن الجيش دخل الأحياء الغريبة من تدمر واستولى على قلعة المدينة القائمة على قمة تل وقام بعمليات تمشيط داخل المدينة لإزالة الألغام. وبث التلفزيون السوري الرسمي أن الجيش سيطر على جبل الطار شمال غرب تدمر.
وخلال سيطرة “داعش” على المدينة، دمر بعض تراثها الأثري الذي لا يقدر بثمن. كما يعتقد أنه خرب أجزاء أخرى من الآثار التاريخية في المدينة منذ أن استعاد السيطرة عليها في كانون الأول.
وعلى رغم الاستيلاء مجدداً على تدمر في كانون الأول، يتراجع التنظيم في سوريا بعد خسارته مساحات من الأراضي في شمال البلاد أمام ائتلاف تدعمه الولايات المتحدة وتقوده جماعات كردية مقاتلة وقوات معارضة سورية تدعمها تركيا.
حي الوعر
وفي منطقة أخرى من حمص، قالت وحدة الإعلام الحربي لـ”حزب الله” المتحالف مع الحكومة السورية إن طائرات الجيش السوري شنت ثماني غارات في حي الوعر الذي تسيطر عليه المعارضة في حمص.
وأوضحت أن الغارات الجوية استهدفت جماعات متشددة وألحقت إصابات بأفرادها.
وعلى رغم سيطرة الحكومة على كامل حمص تقريباً منذ عام 2014 بعدما كانت من المناطق الأولى التي انتفضت على حكم الرئيس بشار الأسد، لا يزال حي الوعر الواقع على المشارف الغربية للمدينة تحت سيطرة المعارضة.
وكان تحالف “هيئة تحرير الشام” نفذ هجمات في وسط حمص السبت أودت بحياة عشرات منهم رئيس فرع الأمن العسكري في المدينة اللواء حسن دعبول .
الفرقاطة الروسية
في غضون ذلك، قال ضابط بحري إن الفرقاطة الروسية “الأميرال غريغوروفيتش” عبرت مضيق البوسفور في طريقها إلى البحر المتوسط حيث من المقرر أن تنضم إلى القوات البحرية الروسية المنتشرة قرب الساحل السوري.
ونقلت وكالة “أنترفاكس” الروسية المستقلة عن الكابتن في البحرية فياتشيسلاف تروهاتشيف وهو ناطق باسم أسطول البحر الأسود: “ستعمل (الفرقاطة) ضمن قوات البحرية الروسية الدائمة في البحر المتوسط”.
والفرقاطة مزودة صواريخ “كاليبر” وهي صواريخ سبق لها ان نشرت في البحر المتوسط في تشرين الثاني في إطار قوة المهمات البحرية إلى سوريا حيث شنت هجمات صاروخية على أهداف “الدولة الإسلامية”.
و”الأميرال غريغوروفيتش” هي الأولى في مجموعة من ست فرقاطات ضمتها البحرية الروسية إلى أسطول البحر الأسود عام 2010.
مقدسي: الأمم المتحدة قد تعلن اليوم خطة جولة المحادثات السورية القادمة
جنيف – رويترز – قال جهاد مقدسي رئيس وفد “منصة القاهرة” في مفاوضات السلام السورية في جنيف، إن من المرجح أن تختتم الأمم المتحدة الجمعة المفاوضات التي بدأت منذ ثمانية أيام وأن تطرح أجندة.
وقال مقدسي للصحافيين بعد اجتماعه مع المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا إنه سيدع الجهة المضيفة تعلن ذلك.
وأضاف أنه أصبح هناك أجندة تضم “السلات الثلاث” وربما سلة رابعة بالإضافة إلى إطار زمني في مارس آذار.
وتشير كلمة “السلات” إلى الموضوعات التي ستخضع للمناقشة وتشمل وضع دستور جديد وإجراء انتخابات وإصلاح نظام الحكم. وتريد الحكومة السورية إضافة موضوع رابع هو مكافحة الإرهاب.
الإدارة التي يقودها الأكراد في سوريا ترى نهاية “للحصار” الاقتصادي
بيروت – رويترز – تقول الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، إن ممراً برياً جديداً إلى الغرب الخاضع لسيطرة الحكومة يمثل انفراجة اقتصادية لمنطقتهم التي يديرونها بأنفسهم والتي “تحاصرها” أطراف معادية.
وحذر عبد الكريم صاروخان رئيس الإدارة التي يقودها الأكراد، من أن تركيا تجازف بإِشعال حرب جديدة في الشمال حيث تعهدت أنقرة ومقاتلو المعارضة السورية المتحالفون معها بالزحف على مدينة تسيطر عليها جماعات كردية متحالفة.
والجماعات الكردية السورية وحلفاؤها، أحد اللاعبين الرئيسيين في الصراع بشمال سوريا. وأدى نفوذها المتزايد إلى تدخل عسكري تركي مباشر. وتعتبر أنقرة الجماعات التركية مصدر تهديد لأمنها القومي.
وعلى الرغم من العداء التاريخي مع الحكومة المركزية السورية، فإن علاقات تلك الجماعات معها أقل توتراً. فقد ابتعدت عن مواجهتها في الحرب المستمرة منذ ست سنوات ويقول منتقدوها إنها تعاونت من حين لآخر، ضد أعداء مشتركين خاصة مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد. وتنفي وحدات حماية الشعب ذلك.
وتسارعت وتيرة الحرب في شمال سوريا في الأسابيع الأخيرة، بعد أن بدأ الجيش السوري بدعم من روسيا حملة على تنظيم الدولة الإسلامية في نفس المنطقة. وفي الأسبوع الحالي وصل الجيش إلى أراض تقع تحت نفوذ الجماعات الكردية للمرة الأولى منذ بدايات الصراع.
وقال صاروخان، “فتح ممر بيننا و بين حلب سيكون له تأثيرات إيجابية كبيرة… كأنه بمثابة الشريان الذي يغذي جزءاً من هذا الجسم.” وينطوي هذا على احتمال إعطاء دفعة كبيرة لمنطقة بها أراض زراعية غنية وحقول نفطية.
وتتاخم المنطقة السورية التي يديرها الأكراد تركيا من الشمال وإقليم كردستان العراق من الشرق. وتعادي أنقرة وحكومة كردستان العراق على حد سواء وحدات حماية الشعب الكردية وهي الفصيل الكردي السوري الرئيسي. وتعتبر تركيا أن وحدات حماية الشعب امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً انفصالياً في تركيا.
في الوقت نفسه تسيطر الدولة الإسلامية على مناطق إلى الجنوب.
* فرصة جديدة للتجارة
قال صاروخان إن تقدم الحكومة السورية في الآونة الأخيرة بالمناطق الريفية إلى الشرق من حلب، أدى إلى توترات مع وحدات حماية الشعب في بعض المناطق. ولدى سؤاله عما إذا كانت هناك اتصالات مع دمشق بشأن التجارة قال إنه ليس هناك شيء من هذا القبيل وإن الحديث عن ذلك سابق لأوانه.
لكنه يرى احتمال ممارسة التجارة مع جهات خاصة في حلب وحمص ومدن أخرى تسيطر عليها الحكومة.
وقال صاروخان الذي يقود الإدارة الأكبر بين ثلاث إدارات كردية في شمال سوريا “توقعاتنا أن نستطيع أن نتفاهم مع الجميع في المحافظات الأخرى.”
ويحتاج سكان شمال شرق سوريا وهم من الأكراد والعرب وجماعات أخرى إلى الأدوية ومواد البناء على وجه الخصوص لإعادة إعمار ما دمره الصراع بين وحدات حماية الشعب والدولة الإسلامية.
ومن الممكن أن يبيع شمال شرق سوريا بدوره فائض الإنتاج الزراعي لأجزاء أخرى من البلاد، وإن كان صاروخان قال إن شح الأمطار هناك لن يؤدي إلى وجود فائض من القمح لبيعه هذا الموسم.
وأضاف أن فائض إنتاج النفط من المدينة يبحث عن “مخارج وطرق ومعابر” إلى أجزاء أخرى من سوريا ووصف المنطقة بأنها “المنبع الذي غذى سوريا على مدى 65 عاماً” مشيراً إلى أن من الممكن أن يتعاون الجانبان في هذا الصدد.
وقال صاروخان إن بينما يخضع النفط لحماية وحدات حماية الشعب الكردية فإنه مورد وطني ينبغي أن يتم تحديد وضعه في تسوية نهائية للأزمة السورية.
“حرب جديدة”
ووحدات حماية الشعب الكردية والفصائل المتحالفة معها هي الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في الحرب التي تشنها على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وإن كانت واشنطن لا تدعم المشروع السياسي للجماعات الكردية.
ويسعى حزب الاتحاد الديمقراطي وهو الحزب الكردي الرئيسي في سوريا وحلفاؤه، إلى تعزيز الإدارة الكردية في شمال سوريا من خلال إنشاء نظام جديد للحكم ويقولون إنهم لا يسعون لإقامة دولة مستقلة.
وقال صاروخان إن تركيا تخشى ما وصفه بالنموذج الديمقراطي الذي طبق في شمال سوريا وتحاول منعه. وأضاف أنه بينما تريد الإدارة التي يقودها الأكراد التعامل مع تركيا باعتبارها جارة فإن أنقرة توجه التهديدات وتحتل أراضي سورية.
ومضى قائلاً “أظن بأن إذا استمرت تركيا على هذا النحو… على هذا المنوال سيكون بداية حرب أخرى جديدة على الأراضي السورية وفي شمالها.”
وكانت تركيا قالت إن الهدف التالي لحملتها في شمال سوريا هو مدينة منبج، التي استعادها العام الماضي تحالف من الفصائل يضم وحدات حماية الشعب الكردية من قبضة الدولة الإسلامية.
وقال صاروخان إن التحالف المعروف باسم قوات سوريا الديمقراطية مستعد لإرسال تعزيزات إلى هناك إذا اقتضى الأمر، مشيراً إلى أن الإدارة الكردية لن تسمح لأي قوات أخرى بدخول المدينة.
موسكو تنفي تلقي رسائل أمريكية بشأن مواجهات خطيرة بين طائرات روسية وأمريكية
موسكو – د ب أ – قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الميجور جنرال ايجور كوناشنكوف، إن الوزارة لم تتلق أي رسائل من وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) بشأن مواجهات خطيرة بين مقاتلات روسية وأخرى أمريكية، أعلنت أنها وقعت في العاشر من شباط/فبراير الماضي.
وكان الجنرال تود والترز، قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا، أعلن في وقت سابق وقوع اربع مواجهات خطيرة بين طائرات روسية وأخرى تابعة لحلف شمال الاطلسي (ناتو) في العاشر من الشهر الماضي.
وقال كوناشنكوف، وفقاً لوكالة انباء (تاس) الروسية، “نحن لم نتلق أي رسائل سواء من وزارة الدفاع أو من الجنرال والترز بشأن حدوث أي مواجهات خطيرة متعلقة بطائرات حربية روسية وقعت في العاشر من شباط/ فبراير الماضي. إن قواتنا الجوية تجري كافة رحلاتها في امتثال صارم للقواعد الدولية والمتطلبات الأمنية”.
ولم يذكر الجنرال والترز مكان وتاريخ وقوع المواجهات الجوية الخطيرة بين طائرات الناتو والطائرات الروسية .
وزير الدفاع التركي: على واشنطن أن تفي بتعهدها بانسحاب “ب ي د” من غرب الفرات
تركيا – الأناضول – دعا وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق، الولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف، الالتزام بتعهداتها بانسحاب عناصر “ب ي د” الامتداد السوري لمنظمة “بي كا كا” من المناطق غرب نهر الفرات شمالي سوريا.
وقال إيشيق في تصريحات صحافية، الجمعة، في ولاية باليكسير (غرب): “ننتظر بشكل قاطع انسحاب عناصر “ب ي د” و ” بي كا كا” من غرب نهر الفرات، وهذا ما تعهدت به أمريكا لتركيا، وننتظر تنفيذ هذا التعهد بأقرب وقت”.
وأكد إيشيق أن أولوية تركيا بعد تطهير مدينة الباب، شرقي حلب، من إرهابيي الدولة الاسلامية، ستكون مدينة منبج (شرق).
وأشار الوزير التركي إلى أن تنظيم الدولة والـ “ب ي د” سلما بعض المناطق للنظام السوري، مبيناً أن هذا الأمر يؤكد صحة وجهة النظر التركية بالتنسيق المشترك بين الدولة و” ب ي د” مع النظام.
تجدر الإشارة أنّ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن أمس، أن القوات التركية، ستقصف مواقع تنظيم “ي ب ك”، الذراع العسكري لتنظيم “ب ي د” حال لم تنسحب من مدينة منبج.
تركيا تؤكد أنها ستضرب الأكراد إذا لم ينسحبوا من منبج السورية وتتجنب المواجهة مع أمريكا
الجيش الأمريكي سيبني قاعدة في المنطقة… والوحدات الكردية بدأت تسليم بعض مناطقها للنظام
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: أكد كبار المسؤولين الأتراك، الخميس، أن الهدف المقبل لعملية درع الفرات التي ينفذها الجيش التركي وقوات من «الجيش السوري الحر» سيكون التوجه إلى مدينة منبج التي تسيطر عليها الوحدات الكردية المدعومة من واشنطن، مع التأكيد على سعيها لعدم الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في الوقت الذي واصل فيه الجيش التركي إرسال التعزيزات والوحدات العسكرية إلى الحدود مع سوريا.
الرئيس رجب طيب أردوغان شدد على أن الهدف المقبل بعد مدينة الباب التي سيطر عليها الجيش التركي قبل أيام، شمالي سوريا، هو مدينة منبج «التي يسيطر عليها الإرهابيون» في إشارة لوحدات حماية الشعب الكردية التي تقول أنقرة إنها الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا.
وقال في تصريحات صحافية على متن الطائرة أثناء عودته من باكستان: «هدفنا بعد الباب هو مدينة منبج»، مشدداً على أن تركيا ليس لها أية أطماع في البقاء في المناطق التي تقوم بطرد التنظيمات الإرهابية منها، ولفت إلى أنه سوف يبحث في زيارته المقبلة إلى روسيا مع الرئيس فلاديمير بوتين العملية المتوقعة لطرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة السورية.
وبلغة أشد، هدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على أن بلاده سوف تقصف الوحدات الكردية في منبج في حال لم تنسحب الأخيرة من المدينة، وقال: «تركيا سبق أن أعلنت أنها ستقصف قوات تنظيم «ي ب ك»، الذراع العسكرية لمنظمة «بي كا كا» الإرهابية في سوريا، في حال لم تنسحب من مدينة منبج».
وأضاف الوزير التركي في تصريحات من أنقرة «الهدف هو تطهير منبج وتسليمها إلى سكانها الأصليين»، لكنه أكد على ضرورة أنه «ينبغي أن لا تؤدي مكافحة تركيا «ي ب ك» أو أي تنظيم إرهابي آخر إلى دخولها في مواجهة مع الولايات المتحدة»، وتابع: «الوضع يختلف في حال اختارت الولايات المتحدة «ي ب ك» كحليف، إلا أننا نعلم أن الأمر ليس كذلك. نتمنى أن لا يقف أي من حلفائنا بجانب المنظـمات الإرهابـية».
وعلى الرغم من أن جاويش أوغلو أوضح أن الهجوم على منبج لم يبدأ بشكل رسمي، توقع مراقبون أن يبدأ الجيش التركي وقوات المعارضة السورية هجمات غير معلنة على أطراف منبج، مستبعدين لجوء الجيش التركي لشن هجوم واسع على المدينة دون اتفاق مع واشنطن خاصة أن مئات الجنود الأمريكيين ينتشرون في المدينة.
ومنذ أيام تشتد التحركات السياسية والعسكرية على الأرض في شمال سوريا، حيث جرى أول اشتباك بين «قوات درع الفرات» المدعومة من تركيا والنظام السوري الذي قطع الطريق بين منبج والرقة على الجيش التركي، وتمكن من الوصول إلى مناطق سيطرة «وحدات حماية الشعب الكردية» في منبج.
وكما كان متوقعاً، بدأت الوحدات الكردية بتسليم النظام السوري بعض المناطق في المدينة في محاولة لمنع تقدم الجيش التركي نحوها، ونقلت مصادر سورية عن «مجلس منبج العسكري» أنه وافق على تسليم قرى على خط التماس مع قوات المعارضة المدعومة من تركيا إلى النظام السوري بموجب اتفاق مع روسيا.
وهذه المناطق تقع في غرب منبج، وقال «الجيش السوري الحر»، الأربعاء، إنه تمكن من طرد الوحدات الكردية من قريتين شرقي مدينة الباب شمالي سوريا، وهما قريتا تل تورين وقارة، واتهمت المعارضة السورية تنظيم «الدولة» بالانسحاب من بعض المناطق في محيط الباب وتسليمها للنظام السوري الذي تمـكن من خـلالها الوصـول إلى منـبج.
وفي مؤشر جديد على حجم التعقيد في خريطة الصراع شمالي سوريا، نفت وزارة الدفاع الروسية، ما ذكره الجنرال الأمريكي ستيفن تاونسند، حول قصف الطيران الروسي لقوات سورية تدعمها الولايات المتحدة في سوريا، وهو ما يؤشر أيضاً إلى أن واشنطن لن تتغاضى عن أي هجوم تركي على حلفائها في منبج.
وأعلن رئيس القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال جوزيف فوتيل، أن بلاده ستفعل كل ما يلزم لمنع الأتراك من دخول مدينة منبج، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تبحث مع الجانب التركي إرسال قوات أمريكية إضافية إلى منبج، وفي هذا الإطار قالت مصادر كردية إن الجيش الأمريكي سيبدأ ببناء قـاعدة عسـكرية له في المديـنة.
وأمس الخميس، واصل الجيش التركي عملية واسعة لحشد قوات كبيرة على الحدود مع سوريا بدأت منذ أسبوع شملت إرسال عشرات الدبابات والمدرعات والمدافع، فيما أعلنت قيادة القوات البحرية التركية أنها قامت بنشر قوات كوماندوز النخبوية التابعة للبحرية في سوريا، وذلك في إطار درع الفرات، وهي من أقوى الوحدات الحربية القتالية في الجيش التركي.
وبعد يوم واحد من تأكيد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن بلاده لن تشارك في عملية الرقة في حال إشراك الوحدات الكردية فيها، دعا الجنرال الأمريكي ستيفن تاونسند، إلى مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي في العملية. يذكر أن أنقرة هددت أيضاً قبل أيام بإغلاق قاعدة إنجرليك في حال مشاركة الوحدات الكردية بعملية الرقة.
واهتمت وسائل الإعلام التركية بصور يظهر فيها عناصر القوات الأمريكية إلى جانب عناصر من الوحدات الكردية في مدينة منبج، وكانت أزمة اشتعلت بين أنقرة وواشنطن على خلفية ظهور جنود أمريكيين يضعون شعار الوحدات الكردية على زيهم العسكري. وفي خطوة مشابهة انتشرت صور لجنود أتراك يرفعون العلم التركي في مدينة الباب المجاورة.
سوريا: أنقرة تهدد بضرب الأكراد إذا لم ينسحبوا من منبج
وثيقة لدي ميستورا تدعو للحفاظ على المؤسسات والجيش واحترام وحدة أراضي الدولة (بما فيها الجولان)
لندن ـ إسطنبول ـ «القدس العربي» من أحمد المصري وإسماعيل جمال: فيما شككت الخارجية الروسية بقدرة المعارضة السورية على التوصل لاتفاق في جنيف، واتهمت موسكو الهيئةَ العليا للمفاوضات بتقويض المحادثات، قدم المبعوث الدولي الخاص، ستافان دي ميستورا، للأطراف السورية المشاركة في مفاوضات جنيف 4 ورقة مكونة من 12 بندا لرؤية الأمم المتحدة حول نظام الحكم في سوريا.
وتدعو وثيقة دي ميستورا إلى «احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، المساواة التامة من حيث السيادة الوطنية، وممارسة دورها الكامل في المجتمع المدني، ولا يجوز التنازل عن أي جزء من الأراضي السورية ويظل الشعب السوري ملتزما باستعادة الجولان السوري المحتل بالوسائل المشروعة، تكون سوريا دولة ديمقراطية وغير طائفية تقوم على المواطنة والتعددية السياسية وسيادة القانون، تلتزم الدولة بالتمثيل العادل وبإدارات المحليات في الدولة والإدارة المحلية الذاتية للمحافظات، يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية، استمرارية عمل الدولة ومؤسساتها وتحسين أدائهما، الحفاظ على القوات المسلحة، رفض الإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية، احترام حقوق الإنسان وإيجاد آليات لحمايتها، إسناد قيمة عالية للهوية الوطنية لسوريا، توفير الدعم للمحتاجين وضمان السلامة والمأوى للاجئين والمشردين بما في ذلك حقهم في العودة إلى ديارهم، وحماية البيئة والتراث الوطني».
جاء ذلك فيما هددت تركيا، أمس الخميس بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من مدينة منبج التي سيطرت عليها «قوات سوريا الديمقراطية»، التحالف المؤلف من مقاتلين عرب وأكراد والمدعوم من الولايات المتحدة، وطردت تنظيم «الدولة» منها.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لصحافيين «قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب» من منبج الواقعة قرب الحدود التركية.
وأضاف في تصريحات أدلى بها في انقرة أن انسحابا مماثلا يجب أن يتم «في أسرع وقت ممكن».
وسيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على مدينة منبج في آب/أغسطس 2016، قبل فترة قصيرة من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا والرامية إلى طرد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وأيضا المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف «إرهابيا» من قبل تركيا وحلفائها الغربيين.
لكن الولايات المتحدة تقدم دعما لهذه الفصائل الكردية، معتبرة أنها قوة محلية فعالة في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأوضح وزير الخارجية التركي «لا نريد أن يستمر حليفنا الأمريكي بالتعاون مع منظمات إرهابية تستهدفنا».
وكان القائد العسكري لقوات التحالف الدولي ضد الجهاديين الجنرال الأمريكي ستيفن تاونسند أشار الأربعاء إلى أن الأكراد السوريين سيشاركون في الهجوم الهادف لاستعادة مدينة الرقة، معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.
وفي رد على تلك التصريحات، اعتبر جاويش أوغلو أن مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية في هجوم على الرقة يعتبر بمثابة «تعريض مستقبل سوريا للخطر».
سوريون لا يثقون في الهدنة ويصفونها «بالهشة» ويعتزمون الهجرة
ياسين أبو رائد
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: «أسير في شوارعها فأجد ذكرياتي مدفونة بين الساحات وتحت الركام، لقد هجرها معظم أهلها وابتعدوا عن صاروخ ربما يجعلهم تحت أنقاض منزلهم أو برميل يودي بحياتهم ويجعلهم يخسرون أحبابهم»، هكذا وصف الناشط الإعلامي عدنان مدلج حال مدينته عندان في ريف حلب الشمالي.
وقال لـ «القدس العربي»، «بالرغم من الهدنة المزعومة من قبل نظام الأسد والروس، إلا أنّ أهل المدينة لم يعودوا إليها وبقيت فارغة من معظم سكانها، لأنهم لا يثقون بوقف إطلاق النار، ويفضلون الإغتراب بعيداً عن أرضهم على العيش بخوف دائم ورعب من الموت المفاجئ.
ويتابع مدلج «لا أعلم ما هو فائدة هدنة هشة وغير متماسكة، يومياً تتساقط على المدينة قذائف المدفعية، ولا يأمن الناس العودة إلى منازلهم، الجميع يريد أن تنتهي هذه المأساة وأن يعودوا إلى منازلهم وأعمالهم وأراضيهم، الجميع هنا يريد إيقاف قاتلهم والعودة إلى ديارهم، لأن الأهالي اتعبتهم الغربة والتشرد والنزوح».
وأضاف عدنان مدلج عن وضع مدينته «يوجد في المدينة 500 عائلة من أصل 4000 والبقية متوزعون في مخيمات الحدود، وفي بلدات ادلب والريف الغربي لحلب وفي مدينة ادلب وبعضم يعيش في تركيا، وفي كل فترة نتلقى خبر وفاة أشخاص من نازحي المدينة في أماكن مختلفة، حتى أننا لا نسمع بموت بعضهم أحياناً.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 55 انتهاكاً لوقف إطلاق النار في سوريا بين 20 و27 من شباط/ فبراير المنصرم، وذلك خلال بدء محادثات «جنيف4» بين وفدي المعارضة والنظام، كما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 413 شخصاً في سوريا خلال الفترة ذاتها، بينهم 54 طفلاً معظمهم قضوا بقصف جوي من الطيران الروسي والطيران التابع للنظام السوري على مناطق سيطرة المعارضة.
ويقول أبو عمر ياسين نازح من مدينة عندان بريف حلب الشمالي إلى ريف ادلب: ما هي فائدة الهدنة إذا كانت مناطقنا تُقصف بالمدفعية يومياً، والمناطق التي نزحنا اليها تُقصف بالطائرات وتُرتكب فيها المجازر، لا أعلم ما فائدة وقف إطلاق نار وهدنة لا يأمن المدني على حياة عائلته وحياته».
وأردف متحدثاً عن الوضع الإنساني: لم يعد لدينا ثقة بأحد، كيف أعود إلى منزلي وأنا خائف أن تُقصف قريتي؟ وكيف ابقى في ريف إدلب وهي تُقصف أيضاً من الروس والنظام والتحالف أحياناً، لم يعد لدينا خيار سوى أن نفكر في مكان آخر ولو كان بعيداً عن ديارنا وأرضنا».
ويحاول معظم الأهالي المرور من الريف الغربي لحلب وريف إدلب نحو مناطق سيطرة فصائل عملية درع الفرات التابعة لـ «الجيش السوري الحر» والمدعومة تركياً، وذلك بسبب عدم الإغارة على تلك المناطق من الطائرات الحربية، حيث بدأ الأهالي يعتبرون تلك المناطق شبيهة بالمناطق الآمنة لهم.
أما أبو عمر فما يزال يفكر للرحيل بعيداً لاعتقاده بعدم وجود منطقة آمنة في سوريا في ظل هذه الحرب، ويستفسر يومياً عن سعر التكلفة للوصول إلى أوروبا.
نقابة المهندسين السورية تغري أعضاءها للتطوع في الفيلق الخامس والإعلان عن تشكيل عسكري خاص لتعبئة طلاب الجامعات
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: تبحث قيادة النظام السوري عن سبل تخفف من اعتمادها على الميليشيات الإيرانية، وأتباعها من عناصر ميليشيا «حزب الله» اللبناني، والميليشيات العربية والآسيوية الخارجة عن سلطتها، بتأمين قوة عسكرية جديدة، تحقق لها أهدافها بصرف النظر عن الأهداف الروسية والإيرانية.
وفي هذا الصدد أوعزت نقابة المهندسين السوريين إلى فروعها كافة في المحافظات السورية، لحث مهندسيها على التطوع لدى «الفيلق الخامس اقتحام» الذي يتم تشكليه في وقت حرج من عمر الثورة، وضخت له مادة إعلامية مكثفة لتساهم في رفع الروح المعنوية لمقاتليه المعبئين بشكل إجباري ضمن صفوفه.
وأعلن نقيب المهندسين لدى النظام السوري غياث القطيني عن إغراءات مادية مقدمة لكل مهندس يتطوع ضمن «الفيلق الخامس» على أن يكون مرتبه الشهري 150 ألف ليرة سورية، أي ما يساوي قرابة 300 دولار أميركي شهرياً، فيما سيتقاضى المتطوع العادي 200 دولار.
وجاء في البيان الصادر عن نقابة المهندسين السورين «انطلاقاً من تفعيل دور النقابة ومساهمتها في الدفاع عن الوطن، والتصدي للإرهاب التكفيري والعصابات المسلحة، ان مجلس النقابة يهيب بكم حث المهندسين في فرعكم والعاملين لديكم بنيل شرف التطوع في الفيلق الخامس للجيش العربي السوري، والذي يضم ثلاثة ألوية».
وتابع البيان «ان التطوع في هذا الفيلق متاح للجميع من سن 18 وما فوق، على ان يكون المتطوع لائقاً صحياً».
وأوضح البيان الممهور بختم نقيب المهندس «غياث القطيني» ان الالتحاق ضمن الفيلق «ضعيف ولا يوجد استجابة من قبل الموظفين» مرجعاً السبب إلى «ان البعض يظن بأن الفيلق الخامس هو للاقتحام، بينما هو عبارة عن فيلق يتبع للجيش والقوات المسلحة، مثل بقية الفيالق» حسب البيان.
قرار النظام السوري بتعبئة موظفيه وحملة الشهادات الجامعية، للقتال على الجبهات، سبقه دعوات إلى تجنيد طلاب الجامعات السورية، ضمن فيلق البعث، أحد التشكيلات التابعة للفيلق الخامس، حيث أعلنت قيادة «كتائب البعث» في محافظة السويداء عن قبول طلاب الجامعات في لوائها، على اعتبار انه «فصيل مقاتل من فصائل الفيلق الخامس» على أن يجبر المتطوع على توقيع عقد مدته عام ونص، وتعتبر هذه المدة نيابة عن الخدمة الإلزامية، وقابلة للتجديد. ويتقاضى الطالب الجامعي حسب قيادة «كتائب البعث» راتباً شهرياً يبلغ 200 دولار شهرياً، حسب المؤهل العلمي وطبيعة المهام المكلف بها.
الكوادر التي يتم تجنيدها حالياً، ضمن الفيلق الخامس، بمختلف ألويته، يعمل النظام السوري من خلالها على شق صف المدن والقرى المعارضة، على وجه الخصوص، حسب مصادر مطلعة، وذلك بعد ان فرض النظام سيطرته على جزء كبير منها خلال العام الفائت، عبر المصالحات والهدن، التي تمت برعاية روسية، وإيرانية، وهجر خلالها الآلاف من أبناء المناطق المناوئة للأسد، وبقي فيها من رفض الخروج من أرضه، إذ انه سيكون رفاق الأمس وأبناء القضية الواحدة موزعين على جبهتي القتال فيقتل الصديق صديقه ويقتل الأخ أخاه، وبهذا تكون الخسارة في كلا الحالتين من المعارضة، الأمر الذي يعتبر مكسباً للأسد ونظامه.
سوريون عالقون على الحدود الاردنية يروون معاناتهم
الركبان- أ ف ب- تصل سيارة إسعاف تابعة للجيش الأردني إلى مركز طبي في الركبان على بعد بضع مئات من الامتار من الساتر الترابي على الحدود. ينزل منها سوريون يحتاجون إلى رعاية صحية، بينهم طفل يحمله عامل إغاثة ثم يصرخ “لمن هذا الطفل؟”.
ويبكي الطفل الاشقر الذي لا يتجاوز عمره عامين من دون توقف، بينما يلفه احد افراد حرس الحدود الاردني بسترته العسكرية التي خلعها ليقيه برد الصحراء القارس. وتجيب نساء كن في السيارة بأن أهل هذا الطفل تركوه عند الساتر الترابي على حدود البلدين.
ويتم نقل الطفل الى أحد المستشفيات الأردنية للعلاج، بعدما تبين انه مصاب بكسور في جسده الهزيل.
وكانت السيارة انطلقت من مخيم الركبان الحدودي حيث يتجمع نحو 60 الف سوري في المنطقة العازلة بين الأردن وسوريا، بحسب الامم المتحدة، وقطعت مسافة الكيلومتر الواحد تقريبا وصولا إلى المركز الطبي الذي تديره الأمم المتحدة بحماية الجيش.
وأنشىء المركز في كانون الاول/ ديسمبر 2016، وتقوم الامم المتحدة وحرس الحدود يوميا بنقل الاشخاص الذين يطلبون زيارته للمعاينة قبل ان يعيدوهم إلى مكان تجمعهم.
ويقول المتحدث الرسمي باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الاردن محمد الحواري لوكالة فرانس برس ان “الامم المتحدة تقدم المساعدات لنحو 15 الف اسرة سورية عالقة في منطقتي الركبان والحدلات، موضحا خلال جولة على الحدود نظمتها المفوضية لصحافيين، ان “المركز الطبي في الركبان يقدم رعاية طبية أولية فيما تنقل الحالات التي تحتاج علاجا متخصصا الى مستشفيات اردنية. وتم نقل خمسين حالة منذ منتصف شباط/ فبراير”.
وتقول مسؤولة في المفوضية مايف مورفي “انها على الارجح العملية الانسانية الاكثر تعقيدا التي نقوم بها”، مشيرة إلى أن المركز أقيم الى جانب مركز توزيع المساعدات المخصصة للاجئين في الركبان.
وبسبب مخاوف أمنية، خفض الأردن عدد نقاط عبور اللاجئين القادمين من سوريا من 45 نقطة عام 2012 الى خمس نقاط في شرق المملكة عام 2015، ثلاثة منها مخصصة للجرحى، فيما خصص معبران هما الركبان والحدلات للاجئين، قبل ان تتعرض منطقة الركبان لاعتداء بسيارة مفخخة تبناه تنظيم الدولة الاسلامية وأوقع سبعة قتلى و13 جريحا في 21 حزيران/ يونيو الماضي.
على الاثر، أعلن الجيش حدود المملكة مع سوريا ومع العراق منطقة عسكرية مغلقة، ما تسبب بتدهور أوضاع اللاجئين في المنطقة الحدودية.
وترتفع درجة الحرارة في منطقة الركبان الصحراوية لتصل احيانا الى 50 درجة مئوية صيفا، بينما قد تنخفض إلى ما دون الصفر شتاء.
وتقول ماريا (30 عاما) التي فرت من الرقة (في شمال سوريا) التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية الى الركبان قبل تسعة أشهر، بعد وصولها إلى المركز الطبي في الجانب الأردني “الأوضاع صعبة جدا جدا”.
وتضيف السيدة التي ترتدي ثوبا اسود لطخه تراب الصحراء وماء الامطار وحجابا اسود مرقطا، بأسى “أتمنى العودة إلى سوريا إن هدأت الاوضاع. لكن الان لا يمكن ان اذهب الى الموت، جحيم الانتظار هنا في الصحراء اسهل من العودة إلى الموت”.
وتروي أنها فقدت ثلاثة من أطفالها قتلوا خلال الحرب في سوريا، قبل ان تلجأ الى الركبان.
وتكرر مها (ثلاثينية) التي ترتدي ثوبا غامق اللون وحجابا اسودا مزينا باللون الاخضر وسترة جلدية، “الحياة صعبة جدا جدا هنا. نحن في الصحراء”.
وتضيف المرأة المتحدرة من حمص في وسط سوريا، فيما وقف بقربها اطفالها الاربعة الذين تتراوح اعمارهم بين عامين و12 عاما، “الجو بارد جدا وهناك امراض كثيرة”.
وتدخل أم ريماس التي وصلت الى الركبان قبل أكثر من عام مع ابنتها ريماس البالغة من العمر سنة ونصف، الى المركز وتوضح للممرض الذي يستقبلها ان الطفلة تعاني من القيء والاسهال، فيطمئنها الممرض بعد فحص الطفلة ان السبب هو البرد.
وترتدي الطفلة ملابس خفيفة لا تقيها البرد، وبدا شعرها متناثرا ودموعها على خديها.
وقدم المركز الطبي منذ إنشائه العلاج لنحو 785 مريضا.
وتستضيف المملكة الاردنية نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة وقرابة 700 الف سوري غير مسجلين منذ آذار/ مارس 2011، بحسب السلطات.
قرب الساتر الترابي الحدودي الذي يعود الى سنوات طويلة مضت، ينتشر حرس الحدود الاردني مع آلياتهم العسكرية. ويرتفع الساتر نحو مترين ويوجد خندق قربه يستخدم لمراقبة الجانب الآخر من الحدود. وتنتظر 18 امرأة مع أطفالهن في المكان ليتم نقلهم بدورهم الى المركز الطبي.
وينظر صلاح خضير الذي يساعد في تنظيم إيصال المساعدات الانسانية الى اللاجئين، الى مجموعة من الاطفال الذين يلعبون قرب الساتر “حياتي اليومية بين الاطفال، أساهم في نقلهم الى المركز الطبي وطالما هم بخير اكون انا بخير”.
لكن مأساة هؤلاء الاطفال لا تقتصر على الحاجة الى العلاج والغذاء.
ويشير خضير إلى اربعة أطفال الى جانبه، قائلا “هؤلاء أشقاء، أبوهم وأمهم داخل الاردن، أناشد الشرفاء لمّ شملهم”.
رسائل روسيّة: “تهجير ووصاية على حي الوعر“
جلال بكور
قالت مصادر لـ”العربي الجديد”، إن روسيا وجهت رسائل للمعارضة السورية المسلحة في حي الوعر المحاصر، شمال غرب مدينة حمص، أبلغتهم فيها رغبة روسيا في وضع الحي تحت الوصاية، مقابل عدة شروط.
وأوضحت المصادر أن فصائل المعارضة المسلحة في حي الوعر تجتمع، اليوم الجمعة، من أجل إبلاغ روسيا رد الفصائل على مقترحها.
ووفقا للمصادر، تضمنت الرسائل الروسية عدة بنود، منها وقف كافة أشكال القصف على الحي من قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، ووضع الحي تحت الحماية الروسية، وفك الحصار عنه، وعدم دخول قوات النظام إليه، مقابل خروج فصائل “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا)، و”حركة أحرار الشام الإسلامية”، ومن يود الخروج من الحي من المدنيين والمسلّحين إلى إدلب أو ريف حمص الشمالي بضمانات روسية.
وأكدت المصادر أن روسيا شددت على طلب “خروج النصرة وأحرار الشام” من حي الوعر.
وأشارت المصادر إلى أن ردّ الفصائل سيكون على الرسائل الروسية خلال اجتماع من المتوقع عقده بشكل مباشر بين وفد من الحي ووفد روسي في مدينة حمص الاثنين المقبل، في حال لم يتم تأجيل الموعد، مؤكدة أنه لم يتم تحديد مكان الاجتماع.
وذكرت المصادر أن روسيا وصفت رسائلها التي وجهتها إلى المعارضة بـ”آليات تثبيت الهدنة في حي الوعر”، وتم توجيهها عبر وسطاء.
ويأتي ذلك في ظل تصعيد متواصل للقصف الجوي والمدفعي من قوات النظام السوري على الحي، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين قامت مليشيات طائفية موالية للنظام بسرقة قافلة مساعدات كان من المقرر دخولها إلى الحي.
وتحاصر قوات النظام السوري منذ سنوات حي الوعر، وتمنع الدخول والخروج، وكان الحي قد خضع لهدنة بين المعارضة والنظام، لكن الأخير خرقها عدة مرات.
جنيف: دي ميستورا يقدم “مبادئ مشتركة” للمعارضة والنظام
جنيف ــ باسم دباغ
كشفت ورقة غير رسمية طرحها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، عن مقترحه بشأن التسوية، مكونة من 12 بندا، تم إرسالها إلى كل من وفد النظام السوري والهيئة العليا للمفاوضات عن المعارضة، لإبداء المقترحات بشأنها.
وتدعو الوثيقة، التي وصلت إلى “العربي الجديد” نسخة منها، إلى تسوية سياسية، مع تجنب الحديث عن “الانتفال السياسي”، في مقابل إقرارها، في مضمونها، بنود الانتقال، من خلال التأكيد على التحول إلى “دولة غير طائفية”، وعلى التعددية السياسية، والحكم الجامع، وإنشاء جيش سوري موحد، وكذلك على “حق الشعب السوري في تقرير مصيره من خلال انتخابات ديمقراطية”.
وتشكل الوثيقة نوعاً من “المبادئ العامة المشتركة” التي تعتقد الأمم المتحدة أن الأطراف السورية لا تختلف عليها، حيث طلب المبعوث الأممي من المفاوضين دراسة هذه الوثيقة والرّد عليها في جلسات لاحقة، إذ شملت، أيضا، في بندها الثاني، مسألة “استعادة الجولان السوري المحتل”، وهذا يعدّ تطوراً بالمقارنة مع الوثيقة التي وزعها دي ميستورا العام الماضي.
وتتضمن الوثيقة البنود التالية:
البند الأول: احترام سيادة سورية واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها أرضاً وشعباً.
البند الثاني: حماية تمتّع سورية بالمساواة التامة من حيث السيادة الوطنية، وبالحق في عدم التدخل في شؤونها والحفاظ على التمتع بهذه السيادة وهذا الحق، وأن تمارس سورية دورها الكامل في المجتمع الدولي، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة ومقاصده ومبادئه، ولا يجوز التنازل عن أي جزء من الأراضي الوطنية، ويظل الشعب السوري ملتزماً باستعادة الجولان السوري المحتل بالوسائل المشروعة والمتاحة.
البند الثالث: يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية عن طريق صندوق الاقتراع، ويكون له الحق الحصري في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي دون أي ضغطٍ أو تدخلٍ خارجي.
البند الرابع: تكون سورية دولة ديمقراطية وغير طائفية تقوم على المواطنة والتعددية السياسية، وسيادة القانون، والفصل بين السلطات، واستقلالية القضاء، وحماية الوحدة الوطنية، والاعتراف بالتنوع الثقافي للمجتمع السوري، وحماية الحريات العامة، وتنعم بحكم يتصف بالشفافية ويشمل الجميع ويخضع للمساءلة، فضلاً عن اتخاذ تدابير فاعلة لمكافحة الفساد والرشوة وسوء الإدارة، بما في ذلك المساءلة أمام القانون الوطني.
البند الخامس: تلتزم الدولة بالوحدة الوطنية، وبالتمثيل العادل، وبإدارة المحليات في الدولة والإدارة المحلية الذاتية للمحافظات والمحليات.
البند السادس: استمرارية عمل الدولة ومؤسساتها العامة، وتحسين أدائهما مع إجراء إصلاحات وفقاً لما تقتضيه الضرورة، والالتزام بخدمة عامة تمثل الجنسين وجميع المناطق والمكونات في سورية تمثيلاً كاملاً، ويجب أن يستفيد المواطنون من آليات حماية فاعلة في علاقاتهم بجميع السلطات العامة بطريقة تكفل الامتثال التام لسيادة القانون ولحقوق الإنسان ولحقوق الملكية الخاصة.
البند السابع: الحفاظ على القوات المسلحة قوية وموحدة تحمي بشكلٍ حصريٍ الحدود الوطنية، وتحفظ شعبها من التهديدات الخارجية، وفقاً للدستور، وعلى أجهزة المخابرات والأمن أن تركز على صيانة الأمن الوطني وتتصرف وفقاً للقانون.
البند الثامن: رفض غير مشروط للإرهاب والتعصب بجميع أشكالهما.
البند التاسع: احترام حقوق الإنسان والحريات وإيجاد آليات قوية لحمايتها، لا سيما أوقات الأزمة، بما في ذلك عدم التمييز، والمساواة في الحقوق والفرص للجميع بدون تمييز بسبب الجنس أو الدين أو العرق أو الهوية الثقافية أو اللغوية أو نوع الجنس، أو لأي سبب آخر من أسباب التمييز، مع تمتع المرأة بكامل الحقوق السياسية والفرص على قدم المساواة مع غيرها، بما في ذلك تمثيلها ومشاركتها بصورة فاعلة في المؤسسات وفي هياكل صنع القرار، مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى تمثيل النساء 30% على الأقل.
البند العاشر: إسناد قيمة عالية للهوية الوطنية لسورية ولتاريخها القائم على التنوع، وللإسهامات والقيم التي جاءت بها جميع الأديان والتقاليد الى سورية، بما في ذلك التعايش فيما بين مكوناتها المختلفة، إلى جانب حماية التراث الثقافي الوطني للدولة وثقافاتها المتنوعة.
البند الحادي عشر: توفير الدعم لرقيقي الحال وللضعفاء والعجزة والفقراء، وضمان السلامة والمأوى للمشردين واللاجئين، بما في ذلك حقهم في العودة الى ديارهم إذا رغبوا في ذلك.
البند الثاني عشر: صون وحماية التراث الوطني والبيئة الطبيعية من أجل الأجيال القادمة.
المعتقلون السوريون… الغائب الأبرز عن جنيف/ عدنان علي
تغيب تقريباً قضية المعتقلين في سجون النظام السوري عن أجندة مفاوضات جنيف4، على الرغم من تواصل محنة عشرات آلاف المغيبين خلف القضبان وفي أقبية فروع الاستخبارات والذين يموت منهم يومياً العشرات تحت التعذيب أو بواسطة عمليات الإعدام التي تقوم بها سلطات النظام، وفق ما كشف تقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر أخيراً.
ولعل اللفتة الرمزية الوحيدة التي سبقت افتتاح المفاوضات كانت من خلال لقاء مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، بعدد من النساء السوريات من ذوي المعتقلين.
وقال دي ميستورا للصحافيين “إنهن يرسلن إلي – ومن خلالي للجميع – رسالة مفادها أنه علينا ونحن نتحدث عن مستقبل سورية ألا ننسى من لا يزالون إما معتقلين أو مفقودين”، وفق تعبيره. وأضاف، موجهاً حديثه إلى السيدات السوريات: “هناك آلاف وآلاف من الأمهات والزوجات والبنات اللواتي يأملن في أن يكون هذا الجانب على الأقل من بين فوائد أي تفاوض، يمكنكن أن تتأكدن أننا سنطرح دوماً ملف المعتقلين والمخطوفين والمفقودين”، على حد قوله. وكان دي ميستورا قد أعلن قبل أيام من بدء المفاوضات، أن قضية المعتقلين في سجون النظام ستكون محل نقاش في مفاوضات جنيف، غير أن جدول الأعمال المطروح حتى الآن لا يتضمن بنداً خاصاً بهذه القضية، ويتركز وفق دي ميستورا نفسه، على ثلاث قضايا، هي الحكومة الانتقالية والدستور والانتخابات.
ووفق بعض المصادر الحقوقية، يزيد عدد المعتقلين في سجون النظام عن 300 ألف. وتفيد وثائق بأن الذين قضوا منهم داخل السجون تجاوزوا الـ100 ألف منذ بدء الثورة السورية عام 2011 حتى الآن. وتوفي هؤلاء في ظروف بشعة قد لا يصلها خيال بشري، تشمل التعرض لصنوف من الضرب والتعذيب والتجويع وترك المرضى يعانون حتى الموت.
كما يعتبر موضوع المعتقلين وسيلة ابتزاز لذويهم ونهب أموالهم، وكثير منها يذهب هباءً بسبب الكذب وبيع الأمل لذوي المعتقلين من جانب سماسرة ومحامين مرتبطين بالنظام ويتقاسمون مع عناصره وضباطه ما يأخذونه من أموال ذوي المعتقلين. ويقول رئيس “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبد الغني، إن الاعتقال على نطاق واسع، وما يتخلله من عمليات قتل وتعذيب واغتصاب وابتزاز، هو استراتيجية متكاملة للنظام بهدف تدمير المجتمع، بحسب قوله. وأوضح أن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) يحتجز نحو ثمانية آلاف سجين (معظمهم من عناصر الجيش السوري الحر أو مدنيين من مناطق المعارضة)، فيما تحتجز المجموعات التي تقاتل تحت راية “الجيش الحر” نحو 2400 شخص، وجبهة “فتح الشام” نحو 500 شخص، وحزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي” نحو 1600 شخص.
معاناة الاعتقال في سجون النظام تفاقمت منذ انطلاق الثورة عام 2011 (جوزف عيد/فرانس برس)
وتجاهل قضية المعتقلين في هذه المفاوضات، ليس سابقة، بل يكاد ينسحب على مجمل الجولات السابقة باستثناء مفاوضات جنيف2 مطلع عام 2014، والتي تم خلالها التداول في موضوع المعتقلين وتقديم قوائم بأعدادهم وأسمائهم لوفد النظام، لكن دون أن يؤدي ذلك إلى إطلاق سراح أي معتقل. وهناك تكهنات بأن النظام سعى للإفادة أمنياً من قوائم المعارضة دون أن يفكر جدياً في إطلاق سراح أحد. وطالبت المعارضة حينذاك بفصل موضوع النساء والأطفال عن باقي المعتقلين، وإطلاق سراحهم فوراً، إذ قدم وفدها قائمة بأسماء ألف امرأة و1300 طفل. وفي تلك المفاوضات تذرع وفد النظام بأن وفد المعارضة ليس لديه سلطة على الفصائل المسلحة التي يقول إنها تحتجز مئات من أنصاره من عسكريين ومدنيين، بينما يحضر في المفاوضات الحالية ممثلون عن تلك الفصائل، ما يسقط حجة النظام.
وتؤكد فصائل المعارضة بشكل دائم استعدادها للقيام بعمليات تبادل للأسرى والمحتجزين، لكن النظام لا يبدي أي تجاوب، ويظهر عدم اكتراث بجنوده وضباطه الأسرى، خلافاً لما يقوم به حين يتعلق الأمر بالأسرى الإيرانيين أو التابعين للمليشيات الطائفية الموالية لطهران، أو بجثث الجنود الروس الذين يسارع إلى مبادلتهم فور وقوعهم بأيدي فصائل المعارضة.
وعادة ما تشترط المعارضة حضورها لأي جلسة تفاوضية مع النظام بأن يقوم الأخير بالتفاتة إنسانية تتعلق بإطلاق سراح معتقلين ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة. لكنه لم يستجب لذلك أبداً، ما يشير إلى مدى حرص النظام على عدم التفريط بهذه “الورقة”. وتفيد المعطيات بأن خوف الناس من التعرض للاعتقال، ومع ما يعنيه ذلك من مخاطر على حياة المعتقل وما يسببه من معاناة هائلة لذويه، هو أحد أسلحة النظام في ضبط المجتمع ومعاقبة ما يعتقد أنها الحواضن الشعبية لمعارضيه، على الرغم من أن الكثير من حالات الاعتقال تتم بشكل عشوائي ولأشخاص لا علاقة لهم بأي نشاط مناهض للنظام. ويكفي أن يكونوا من أقارب أحد المطلوبين للنظام أو بسبب تقديم مساعدة إنسانية لأحد المطلوبين حتى يتم اعتقالهم، مع ملاحظة تعدد الجهات المخولة بعمليات الاعتقال، والتابعة للقوات النظامية أو للمليشيات وقيامها بعمليات الاعتقال التعسفي، واحتفاظ هذه الجهات بمعتقلات خاصة بها لا تخضع لأي رقابة.
وكانت مجموعة من المنظمات السورية المختصة بشؤون توثيق الانتهاكات والمساءلة والعدالة الانتقالية في سورية قد وجهت مذكرة إلى الأطراف السورية المتفاوضة، وإلى دي ميستورا وفريقه، والدول الراعية للعملية التفاوضية، تحدد سبل حل أزمة المعتقلين في سورية. وطالبت في المذكرة بضرورة السماح بدخول مراقبين مستقلين وفتح باب الزيارات بشكل فوري للمعتقلات، مشيرةً إلى أن أياً من القوى المتفاوضة أو الأمم المتحدة والمجموعة الدولية لدعم سورية، لم تمارس أي ضغوط جدية بخصوص ملف المعتقلين، وكأنها قضية ثانوية أو أقل أهمية من وقف إطلاق النار، وفق ما ورد في المذكرة.
وطالبت المنظمات بالسماح الفوري لمراقبين مستقلين أو جهة محايدة تتمتع بمصداقية واحترام دوليين، بالوصول غير المشروط إلى جميع مراكز الاعتقال والسجون في سورية، بما فيها تلك المراكز غير الرسمية التي تديرها الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية أو المليشيات المؤيدة للنظام، وتلك التي تديرها الفصائل المعارضة المسلحة. كما شددت على ضرورة إصدار قوائم رسمية تحدد الأشخاص المعتقلين لدى جميع الأطراف، تمهيداً للبدء بحصر الأشخاص المفقودين. وأكدت المنظمات ضرورة تبني مقاربة مختلفة تماماً، تعتمد على الضغط على جميع الأطراف لتسليم قوائم رسمية بأسماء المعتقلين لديها.
ولفتت المنظمات إلى عدم جدوى ما يطلبه دي ميستورا من المعارضة بشأن تقديم قوائم دقيقة للمعتقلين في سجون النظام لأن أحداً لا يعرف على وجه الدقة أعداد المعتقلين. واعتبرت في المقابل أن المطلوب من النظام يتمثل في أنْ يقدم قوائم بالمعتقلين لديه، داعية إلى تأسيس آلية واضحة للعمل على إطلاق سراح جميع المعتقلين بما في ذلك التأسيس لفريق عمل تقني خاص تابع للأمم المتحدة، يرفد فريق الموفد الخاص بسورية بخبراء وقانونيين يعملون على تقديم التوصيات والخبرات بهذا الشأن. ولفتت إلى ضرورة إشراك ممثلين عن المنظمات الحقوقية كخبراء ومراقبين بشكل دائم، ليساهموا بإغناء عمل الفريق الخاص بالمعتقلين. كما شددت على وضع موضوع المعتقلين وتحديد أماكن ومقرات الاحتجاز والاعتقال من قبل طرفي التفاوض على أعلى سلم الأولويات.
وتبقى الحقيقة الثابتة أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة بجميع مؤسساتها، لم يتمكنوا حتى الآن من الضغط على النظام السوري للإفراج عن حالة واحدة فقط، إذ تتم معظم حالات الإفراج ضمن صفقات تبادل مع فصائل المعارضة المسلحة.
العربي الجديد
دي ميستورا يتجه لتثبيت “السلال الأربع” بختام جولة جنيف
جنيف ــ العربي الجديد
عقد المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، جلساته مع الأطراف السورية اليوم الجمعة باكراً، وذلك من أجل حسم مسألة ختام الجولة التفاوضية اليوم أو تمديدها حتى غد السبت في حال لم يتم تثبيت جدول الأعمال بشكل كامل.
ويتجه الوسيط الدولي إلى تثبيت أربع سلال للتفاوض عليها بشكل “مواز”، بعد طرح بعض المعارضين لمسألة أن تكون السلة الرابعة تحت مسمى “مكافحة الإرهاب وجرائم الحرب”.
ولفت مستشار وفد المعارضة المفاوض، يحيى العريضي، إلى أنه “من الطبيعي أن نناقش الإرهاب، كوننا نعيشه كل يوم، بما فيها إرهاب الدولة وجرائم الحرب المرتكبة بحق الأطفال والنساء”.
وأكد العريضي، في تصريح خاص لـ”العربي الجديد”، أن التوجه من قبل الأمم المتحدة إلى ختام الجولة اليوم الجمعة في حال تم تثبيت موافقة الأطراف على جدول أعمال المفاوضات.
وتحضّر المعارضة السورية عددا من الخيارات بعد نهاية الجولة، بحسب ما صرح به أحد أعضاء الوفد المفاوض الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته.
وكان مقرراً أن يجتمع وفد المعارضة مرتين اليوم مع المبعوث الأممي، ظهراً وبعد الظهر، قبل أن يعلن رئيس الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني، أحمد رمضان، الاكتفاء باجتماع واحد بدأ بالفعل، على أن يعقد الوفد مؤتمراً صحافياً عند الثامنة والنصف بتوقيت جنيف.
وكان وفد المعارضة السورية قد التقى رئيس منصة موسكو، قدري جميل، مساء الخميس، لبحث انضمام المنصة بشكل كامل للوفد المفاوض.
وبيّن مصدر من داخل المعارضة السورية أن الاجتماع كان سلبياً، ولم ينتج عنه أي اتفاقات، على عكس الاجتماع مع منصة القاهرة الأسبوع الماضي.
مقتل 9 من كوادر الدفاع المدني السوري خلال فبراير
عبد الرحمن خضر
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل تسعة من الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني في شهر فبراير/ شباط الماضي، سبعة منهم على أيدي قوات النظام السوري.
وأوضحت الشبكة الحقوقية، في تقرير اليوم الجمعة، أن “قوات الإدارة الذاتية الكردية قتلت عنصراً واحداً، فيما قتلت جهات أخرى، لم تسمّها، شخصاً آخر”.
وقال التقرير إنّ “قوات النظام قتلت ممرضاً ومُسعفيَن اثنين، وواحداً من الكوادر الطبية، وثلاثة من كوادر الدفاع المدني، بينما قتلت قوات الإدارة الذاتية الكردية صيدلانياً، وتسبّبت جهات أخرى في مقتل طبيب آخر”.
ووثّق التقرير 42 حادثة اعتداء على مراكز طبية ومراكز للدفاع المدني ومنظمة الهلال الأحمر، كانت 31 منها على أيدي قوات النظام التي استهدفت 11 منشأة طبية و6 سيارات إسعاف و13 مركزاً للدفاع المدني، ومركزا واحدا لمنظمة الهلال الأحمر.
وسجّلت 6 حوادث اعتداء على منشآت طبية من قبل قوات روسية، وحادثة اعتداء واحدة على مركز تابع لمنظمة الهلال الأحمر على يد فصائل المعارضة المسلحة، كما وثق التقرير 3 حوادث اعتداء على مراكز للهلال الأحمر، وحادثة واحدة على منشأة طبية من قبل جهات أخرى.
اشتباكات بين”بيشمركة روج”و”العمال الكردستاني”على الحدود السورية-العراقية
اندلعت اشتباكات بين “وحدات حماية سنجار” التابعة لحزب “العمال الكردستاني”، وبين قوات “بيشمركة روج” التابعة لـ”لمجلس الوطني الكردي”، على الحدود السورية-العراقية، مقابل منطقة الهول من ريف الحسكة الجنوبي. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عدد من العناصر من الطرفين، وتدمير أربع مصفحات لـ”وحدات حماية سنجار”.
مراسل “المدن” سعيد قاسم، قال إن الاشتباكات جرت فجر الجمعة، في قرية خانة صور من ناحية سنونو، على الجانب العراقي من جبل سنجار، في محاذاة بلدة الهول على الحدود السورية. و”بيشمركة روج” موجودة على الجانب العراقي من جهة معبر ربيعة منذ 8 شهور، وقد زادت قوتها وامتدت باتجاه سنونو، الأمر الذي اعترض عليه حزب “العمال الكردستاني”.
وكالة “رويترز” قالت إن الاشتباكات اندلعت بعدما انتشرت قوة “بيشمركة روج آفا” قرب الحدود السورية، في أراض خاضعة لسيطرة جماعة محلية مرتبطة بحزب “العمال الكردستاني”.
وتتكون قوة “بيشمركة روج آفا” من أكراد من سوريا، وجرى تشكيلها وتدريبها في العراق بدعم من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني.
وقالت “وحدات حماية سنجار” في بيان لها الجمعة، إن القتال بدأ حين حاولت قوات “بيشمركة روج آفا” الاستيلاء على مواقعها في بلدة خانة صور. واتهمت “الوحدات” تركيا بالتحريض على العنف، وأضاف البيان “إنها مبادرة استفزازية تماماً”.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، الجمعة، إن حزب “العمال الكردستاني” يمثل “تهديداً للحكومة الإقليمية الشرعية في شمال العراق وبعض الدول تستغله ضد الإدارة الحالية هناك”. وأضاف “من واجبنا تدمير هذه التنظيمات الإرهابية أينما كانت”.
أما وزير الدفاع التركي فكري ايشق، فقد دعا الولايات المتحدة الأميركية ودول “التحالف الدولي”، للالتزام بتعهداتها بانسحاب عناصر “وحدات حماية الشعب” الكردية من المناطق غربي نهر الفرات شمالي سوريا.
وقال ايشق، الجمعة: “ننتظر بشكل قاطع انسحاب عناصر (بي واي دي) و(بي كا كا) من غرب نهر الفرات، وهذا ما تعهدت به أميركا لتركيا، وننتظر تنفيذ هذا التعهد في أقرب وقت”. وأكد ايشق أن أولوية تركيا بعد انتهاء طرد “داعش” من مدينة الباب شرقي حلب، ستكون مدينة منبج التي يسيطر عليها حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي، الفرع السوري لحزب “العمال الكردستاني”. وأشار الوزير التركي إلى أن تنظيم “الدولة” و”الاتحاد الديموقراطي” سلما بعض المناطق للنظام السوري، مبيناً أن هذا الأمر يؤكد صحة وجهة النظر التركية بالتنسيق المشترك بين “الدولة الإسلامية” و”الاتحاد الديموقراطي” مع النظام السوري.
موسكو تعلن دخول قوات النظام إلى منبج
أعلنت موسكو أن وحدات من القوات السورية سوف تدخل إلى مناطق تسيطر عليها قوات كردية في ريف حلب، الجمعة، بعد اتفاق أبرم بين المقاتلين الأكراد وروسيا والنظام السوري.
وأكد رئيس المديرية العامة للعمليات في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي، أن قوات النظام السوري وصلت بالفعل إلى المنطقة الواقعة جنوب غربي مدينة منبج. وقال في تصريحات نقلتها وكالة “سبوتنيك”، إنه “وفقا للاتفاقات التي تم التوصل إليها بمساعدة من قيادة القوات الروسية في سوريا، سيتم إدخال وحدات من القوات المسلحة التابعة للجمهورية العربية السورية بدءا من يوم 3 مارس/آذار، إلى الأراضي التي تسيطر عليها وحدات الدفاع الكردية”.
وكان “المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها”، أعلن الخميس، عن اتفاق “مع الجانب الروسي”، يقضي بتسليم “القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات والمحاذية لمنطقة الباب في الجبهة الغربية لمنبج لقوات حرس الحدود، التابعة للدولة السورية”.
وأضاف المجلس في بيانه أن قوات النظام “ستقوم بمهام حماية الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة الجيش التركي ودرع الفرات”.
وخلال اليومين الماضيين، هددت تركيا بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من مدينة منبج، حيث قال وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو “قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب” من منبج الواقعة قرب الحدود التركية.
وكانت “قوات سوريا الديموقراطية” قد بدأت حملة السيطرة على منبج في 1 حزيران/يونيو الماضي واستمرت المعركة 73 يوماً، حيث تمكّنت من السيطرة على المدينة بعد معارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في 12 آب/أغسطس 2016، قتل خلالها مئات العناصر من الطرفين، فيما لقي مئات المدنيين مصرعهم بقصف جوي من “التحالف الدولي” وحالات قنص وانفجار ألغام في المدينة وريفها.
قوات روسية خاصة في سوريا
نشرت قناة “زفيردا” الروسية، مقطع فيديو بتقنيات عالية يظهر جانباً من نشاطات مقاتلي قوات العمليات الخاصة في الجيش الروسي، المتواجدين في سوريا.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” أن المقطع الذي لا تتعدى مدته 6 دقائق، صور خلال مهمة نفذتها مجموعة تصوير من قناة “زفيردا” خلال تواجدهم في سوريا من دون تحديد وقت التقاط الفيديو بدقة. ويظهر فيهبعض العسكريين بداخل الأحياء المدمرة في مدينة حلب المنكوبة شمالي البلاد وفي مناطق أخرى بصحراء حمص، فيما تظهر لقطات أخرى قلعة حلب بينما التقطت مشاهد أخرى جانباً من تدريبات تحت الماء وفي الجو خلال عمليات قفز مظلي قام بها الجنود الروس، وجانباً من تدريباتهم الرياضية في صالات مغلقة.
في السياق، يظهر الفيديو بوضوح التجهيزات العسكرية المتطورة والأسلحة الفردية بما في ذلك سلاح المقاتلين المموه المزود بجهاز تصويب بصري وجهاز كاتم للصور، وسيارات مصفحة من طراز “تيغر” وطائرات من دون طيار من طراز “ZALA” ونظم مضادة للدروع وقناصات عالية الدقة أيضاً. وغيرها مما يستخدمه الجيش الروسي الذي يدعم النظام السوري الذي يشن حرباً بسياسة الأرض المحروقة ضد المدنيين في عدد من مناطق البلاد بحجة القضاء على الإرهاب.
وفي شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي بثت قناة “روسيا 1” تقريراً عرضت فيه للمرة الأولى جانباً من نشاطات قوات الخاصة البرية في سوريا، ليؤكد الكرملين بشكل رسمي وجود تلك القوات للمرة الأولى، بشكل يخالف كافة التصريحات الروسية السابقة التي كانت تحصر الدعم العسكري لنظام الأسد بالغطاء الجوي فقط!
وحسب “روسيا اليوم” فإن هذه القوات هي وحدات قتالية تدرب بشكل خاص لتنفيذ عمليات محددة تحددها وزارة الدفاع داخل وخارج روسيا، بشكل يتعدى مهمات القوات التقليديةن مثل الاستطلاع والتخريب والنشاطات الهدامة ومكافحة الإرهاب ومكافحة التجسس من قبل الخصم”، فيما يصفها الرئيس الروسي بأنها وحدات “مستعدة للعمل الفوري وتنفيذ المهام في أي منطقة بهدف ضمان أمن روسيا وأمن حلفائها والتصدي للإرهاب الدولي وللمخاطر الأخرى”.
ومنذ بداية التدخل العسكري الروسي وإنشاء قاعدة حميميم العسكرية الروسية، ثم توقيع نظام الأسد لاتفاقيات مع الكرملين للتواجد العسكري في البلاد لأجل غير مسمى، تبث القنوات الروسية هذا النوع من المقاطع لجنودها وفرقها العاملة في سوريا، أبرزها مقطع فيديو يظهر انتشار وحدات من الشرطة العسكرية في مدينة حلب.
الحسكة: مقاتلو الجيش الحر.. إلى الرقة
سامر الأحمد
كشفت مصادر خاصة لـ”المدن” أن اجتماعاً عُقد قبل أيام في أنقرة، بين مسؤولين أتراك معنيين بالملف السوري وبين قيادات في الجيش الحر، وبعض الوجوه العشائرية من محافظة الحسكة، طلب فيها الجانب التركي من المجتمعين حشد وتجهيز أكبر عدد ممكن من شباب العشائر ومقاتلي الجيش الحر السابقين، لإخضاعهم لدورة تدريبية عسكرية، من أجل مشاركتهم في معركة الرقة، في حال تقرر الدخول من بوابة تل أبيض.
الجانب التركي طلب حشد شباب الحسكة، مع مراعاة أن يكونوا ممثلين لمعظم عشائر ومكونات الحسكة الاجتماعية، بشرط عدم استقدام أي عنصر من أبناء الحسكة المشاركين في عمليات “درع الفرات” شمال شرقي حلب. والمعسكر التدريبي سيكون على الأغلب في الداخل التركي، إلا أن مصدر “المدن” رفض الإفصاح عن مكانه لضرورات وصفها بـ”الأمنية”.
وأشار المصدر إلى رفض بعض قادة الكتائب الصغيرة المنضوية تحت راية عدد من فصائل الشمال السوري، الانضمام لهذه المعسكرات، بسبب عدم وجود ضمانات تركية بحماية المشاركين في هذه المعسكرات أثناء الدخول من بوابة تل أبيض، وسط توقعات بمواجهات عسكرية مع تنظيم “الدولة الإسلامية” ومليشيات “سوريا الديموقراطية”.
وكانت قد ظهرت مؤخراً تحركات لافتة لكتائب وتشكيلات الجيش الحر، المنحدرة من الحسكة، إذ أُعلِنَ منذ ثلاثة أسابيع عن تشكيل “تجمع أبناء الحسكة” في ريف حلب الشمالي بالقرب من مدينة جرابلس، ويضمّ هذا التشكيل ستة فصائل عسكرية من أبناء الحسكة المنخرطين في عمليات “درع الفرات” ضد تنظيم “الدولة”. وبحسب المعلومات المتوافرة، فالتشكيل الجديد يضم حتى الآن، 350 مقاتلاً، بشكل رسمي، ويستقبل يومياً متطوعين جدد.
القيادي في “لواء الإخلاص” (المشارك في “تجمع أبناء الحسكة”) خضر الجمو، أكد لـ”المدن”، أن التشكيل أنشىء لثلاثة أهداف؛ أولها تجميع أبناء الحسكة المشتتين بين مختلف الفصائل في الشمال السوري، والثاني قطع الطريق على أي محاولة لادعاء تمثيل ثوار الحسكة خارج سوريا، في إشارة إلى تجمع تم الإعلان عنه قبل شهر في مدينة أورفه التركية، والهدف الثالث هو تنظيم صفوف ثوار الحسكة لمواجهة “وحدات حماية الشعب” الجناح العسكري لحزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي، الذي يتهمه التجمع بممارسة التهجير القسري والتحالف مع النظام.
وكان الجيش الحر قد خرج من حي غويران في مدينة الحسكة (آخر نقطة تواجد له في الحسكة) في العام 2014، بعد حصار قوات النظام والمليشيات الكردية للحي، في الوقت الذي كان تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر على معظم ريف المحافظة. الخروج حدث بعدما الجيش الحر قد سيطر على أكثر من 70 في المئة من مساحة محافظة الحسكة، لأكثر من عام ونصف.
ويرجع معارضون سبب إخراج الجيش الحر، بمختلف كتائبه، من المحافظة، إلى سيطرة الفصائل الإسلامية على مصادر التمويل من حقول النفط وصوامع الحبوب، وتضييق الإسلاميين على فصائل الحر ومحاولة قضمها. الناشط الإعلامي إبراهيم الحبش، قال لـ”المدن” إن ما حصل لكتائب الجيش الحر في ذلك الوقت، تعود مسؤوليته إلى عضوي “الائتلاف الوطني” عن المحافظة في ذلك الوقت؛ أحمد الجربا وسالم المسلط، بسبب تدخلهما في توجيه الدعم لفصائل محددة، وتدخل الولاءات العشائرية في تشكيلات الجيش الحر.
فصائل الحر انتهت في المحافظة بعدما أجبر “داعش” الجميع على مبايعتها، أو الخروج من المحافظة. واختارت معظم الفصائل الخروج باتجاه الحدود التركية من دون سلاح، وبعد الدخول إلى تركيا تفرق مئات المقاتلين بين جهات متعددة. فاتجه العشرات منهم إلى أوروبا ضمن حملات الهجرة غير الشرعية، بينما عاد الكثيرون من أبناء الحسكة إلى الشمال السوري منخرطين ضمن فصائل إدلب وحلب. وكان لحركة “أحرار الشام الإسلامية” النصيب الأكبر من انضمام مقاتلي الحسكة السابقين. وبحسب آخر الاحصاءات، فقد قتل حتى الآن أكثر من 60 مقاتلاً من هؤلاء في معارك إدلب في العام 2016، ومعارك فك الحصار عن حلب نهاية العام 2016. واختار القسم الأكبر من مقاتلي الجيش الحر في الحسكة، البقاء في تركيا، واستقروا في مدنها الجنوبية، بانتظار الفرصة المناسبة للعودة.
وما إن بدأت عمليات “درع الفرات” في جرابلس والشمال الحلبي حتى عاد هؤلاء ليشاركوا ضمنها لقتال “داعش”. وأكد قادة ميدانيون مقتل أكثر من 40 مقاتلاً من أبناء الحسكة خلال معارك “درع الفرات” خاصة في مدينة الباب، وكان آخرهم 5 قتلى سقطوا الإثنين خلال اشتباكات مع قوات النظام على أطراف بلدة تادف.
القيادي في “لواء الفراتين” عمرو العاكوب، قال لـ”المدن” إن مقاتلي الحر من الحسكة، اختاروا الانخراط في “درع الفرات” لاشتراكهم في الأهداف مع فصائلها، المدعومة من الجانب التركي، وضرورة محاربة التنظيمات الانفصالية ورفض تقسيم سوريا بالإضافة إلى قتال تنظيم “الدولة”.
وكانت فصائل الجيش الحر المنحدرة من الحسكة طلبت مراراً من الجانب التركي تسهيل دخولهم إلى المحافظة من بوابة رأس العين، وسط تردد تركي نتيجة الظروف الدولية غير المؤاتية. ويأمل مقاتلو الحر من الحسكة، بأن تتغير هذه الظروف، خلال معركة استعادة الرقة.
تضارب الأنباء حول تمديد مفاوضات جنيف إلى السبت
نصر المجالي: قالت تقارير إن مباحثات (جنيف 4) برعاية الأمم المتحدة دخلت يومها الأخير، وسط اتهامات متبادلة بين وفدي الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات حول عرقلتها، واشارت من ناحية أخرى، إلى أن المبعوث الأممي دي ميستورا أوصى بإعادة تشكيل جيش سوري موحد.
وأفاد مصدر من وفود التفاوض بإحتمال تمديد المفاوضات السورية الجارية في جنيف التي انطلقت يوم الخميس 23 فبراير، إلى يوم غد السبت، بعد أن كان منتظرًا أن تختتم اليوم الجمعة. وحمل وفد الحكومة الهيئةَ العليا للمفاوضات مسؤولية أي فشل في جنيف، فيما طالب وفد الهيئة بتحرك دولي لدفع العملية السياسية.
وقال المصدر لوكالة “تاس” الروسية للأنباء: “استعدوا ليوم آخر”، وهو ما أكده مصدر آخر، وذكر للوكالة أنه “من المتوقع أن يستمر العمل إلى يوم السبت”، علمًا أن الوكالة لم تذكر اسمي المصدرين.
من جهتها، نقلت مراسلة (روسيا اليوم RT) في جنيف عن منصتي موسكو والقاهرة نفيهما تمديد المفاوضات، فيما قالت الهيئة العليا للمفاوضات إن لا معلومات لديها عن ذلك، وإن الموضوع بيد الأمم المتحدة.
وتجري هذه الجولة من المفاوضات بمشاركة وفد الحكومة السورية برئاسة مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، ووفد يمثل الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن منصة الرياض للمعارضة السورية، وكذلك وفدي منصتي القاهرة وموسكو، اللتين رفضتا الانضمام لفريق الهيئة العليا، الذي يصف نفسه بالوفد الوحيد للمعارضة.
جيش موحد
وإلى ذلك، كشفت ورقة غير رسمية طرحها المبعوث الأممي الخاص في سوريا، ستافان دي ميستورا، عن مقترحها بشأن التسوية في سوريا، والتي توصي بإعادة تشكيل جيش سوري موحد.
وقالت الورقة، حسب ما نقلت وكالة (سبوتنيك) الروسية عن دي ميستورا، إنها تطرح تسوية في سوريا تقدم مشروعاً لقانون للتحول إلى دول غير طائفية، والتعددية السياسية، والحكم الجامع.
وأشارت الورقة إلى أن الدولة المستقبلية ينبغي أن تكون سارية عن طريق الانتخابات من دون ضغط خارجي، وتسعى للتمثيل العادل في الحكم.
كما تضمنت الورقة غير الرسمية أن مقترحات التسوية ترفض الإرهاب بكافة أشكالها، وتقترح حماية اللاجئين، ومنحهم الحق في العودة إلى ديارهم.
موسكو تعيد «جنيف 4» إلى الصفر
«داعش» والأكراد يخلون الساحة لقوات الأسد
عادت المفاوضات في جنيف الى نقطة الصفر أمس، مع تلاشي رهان المعارضة السورية على دور روسي إيجابي في الضغط على نظام دمشق للدخول بجدية في بحث القضايا السياسية الأساسية، إذ لم تمتنع موسكو عن لعب هذا الدور وحسب، بل إنها حمّلت المعارضة مسؤولية «تقويض الحوار».
هذا التطور في جنيف ترافق مع متغيرات ميدانية هدفت الى تكبير دور «جيش الأسد» إذ أخلى «داعش» له مدينة تدمر التاريخية، في عملية وصفتها المعارضة بـ«تسليم وتسلم» وشبهتها بـ«لعبة توم وجيري»، فيما أعلنت فصائل كردية مدعومة من واشنطن اتفاقها مع روسيا على «تسليم» قوات النظام عدداً من القرى الواقعة على تماس مع مناطق سيطرة الثوار المدعومين من تركيا في شمال سوريا.
الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت للصحافيين إن «الهيئة العليا للمفاوضات ترفض التعاون على مستوى متساوٍ مع منصة موسكو ومنصة القاهرة وتقوض، بحكم الأمر الواقع الحوار تارة مع وفد النظام، وطوراً مع مجموعات المعارضة الأخرى».
ومنصتا القاهرة وموسكو تضمان «معارضين» سوريين مقربين من روسيا.
أضافت زاخاروفا: «نلاحظ بأسف بعد الأيام الأولى للحوار بين الأطراف السورية، أن قدرة المعارضة على التفاوض تثير تساؤلات».
وأعلنت زاخاروفا أيضاً أن روسيا مستعدة لتوسيع برنامج محادثات آستانة الذي يعطي الأولوية لحوار بين موفدين عن النظام وعن الفصائل المقاتلة وتعطي المعارضة مجرد دور استشاري.
وسارع رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري الى التقاط الفرصة الروسية، فاتهم الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة بأخذ المفاوضات «رهينة» لرفضها إدراج موضوع الإرهاب على جدول الأعمال، وحملها مسؤولية فشل مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة.
والتقى وفد الهيئة العليا للمفاوضات أمس مع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، وناقش معه الانتقال السياسي وكافة القضايا العملية المتعلقة بذلك.
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني حواس خليل إن «جلسات التفاوض مع دي ميستورا تضمنت نقاشاً مطولاً حول الانتقال السياسي وما يتضمنها من قضايا ذات أهمية لإنجاز ذلك».
ولفت خليل من جنيف، وهو عضو في بعثة الهيئة العليا للمفاوضات، إلى أن «القضاء على الإرهاب يجب أن يكون التزاماً صارماً وليس أمراً محل تفاوض»، وأكد أن الوفد المفاوض يسعى من خلال الانتقال السياسي لأن تكون سوريا آمنة مستقرة، مصراً على أن ذلك «السبيل الأساس لإنهاء الإرهاب وجرائم الحرب التي ارتكبت في سوريا بشكل يومي على يد الإرهاب العابر للحدود والميليشيات الإرهابية الإيرانية».
وحول اللقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في جنيف، أوضح عضو الهيئة السياسية وبعثة الهيئة العليا أسامة تلجو أن المعارضة «خاضت نقاشاً بناء مع الطرف الروسي حول أهمية الانتقال السياسي، والذي يُشكل الأساس لإنهاء الصراع، وتخليص سوريا من الإرهاب والاستبداد معاً، وطرد الاحتلال ومنظمات الموت من كافة الأراضي السورية».
وقال تلجو: «إذا قامت روسيا، كونها تعتبر نفسها جهة ضامنة لوقف إطلاق النار، بوضع ثقلها خلف الانتقال السياسي، فإن ذلك سيساعد على دفع العملية السياسية نحو الأمام»، موضحاً أن المعارضة ركزت على «أهمية ضمان التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار»، وأثارت موضوع الخروق المستمرة.
يُشار إلى أنه لم يسبق أن اجتمعت المعارضة مع المسؤولين الروس في محادثات جنيف. وقال ديبلوماسيون إن الاجتماع «قد يسبب إزعاجاً للأسد حليف موسكو الذي يعتبر خصومه إرهابيين».
وأعرب رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري، أمس، عن الأمل في أن «يصحح» الرئيس الأميركي دونالد ترامب «الأخطاء الكارثية» لسلفه باراك أوباما «لكي يصبح شريكاً يعوّل عليه في مواجهة إيران الشيطانية».
وقال الحريري في تصريح عقب الاجتماع مع دي ميستورا إن «الشعب السوري دفع ثمناً باهظاً بسبب الأخطاء الكارثية التي ارتكبتها إدارة أوباما»، مضيفاً: «أوباما كذب ولم يفِ بأي من وعوده للشعب السوري، ورسم خطوطاً حمراء محاها بنفسه، وظل صامتاً عن الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد».
وترى المعارضة السورية، وفقاً للحريري، أن لديها أرضية مشتركة مع ترامب لأن الطرفين يريدان محاربة الإرهاب والحد من نفوذ إيران، مؤكداً أن على واشنطن أن تدعم المعارضة. واضاف أن «المعارضة تريد أن تبني الولايات المتحدة مواقفها على معلومات حقيقية، وأن يكون لها دور نشط في المنطقة ولتصحيح الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها إدارة أوباما».
في المتغيرات الميدانية، انسحب مقاتلو «داعش» أمس، من قسم كبير من مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا، وفق ما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.
وقال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: «انسحب التنظيم من غالبية مدينة تدمر بعد تلغيمها بشكل مكثف. ما زال هناك انتحاريون موجودون في الأحياء الشرقية»، مضيفاً أن «قوات النظام لم تستطع أن تدخل عمق المدينة أو الأحياء الشرقية». وأوضح أنه لم يعد هناك مقاتلون في القسم الأكبر من المدينة الأثرية في جنوب غرب تدمر لكنها «ملغمة بشكل كثيف».
وكانت موسكو أعلنت أمس، سيطرة قوات النظام وميليشياته مدعومة بالطيران الروسي، على كامل مدينة تدمر.
المعارضة السورية اعتبرت مشهد تبادل السيطرة المتكرر على المدينة يدعو للسخرية.
وقال الحريري للصحافيين: «في موضوع تدمر هذه المرة الثانية التي يتم فيها التسليم والتسلم ويتم استثمار هذه العملية استثمارات سياسية اعتقد أنها أصبحت مكشوفة»، مضيفاً أنه يعتبر الجانبين إرهابيين. أضاف: «إذا تتبعنا لعبة الأسد وتدمر مثل لعبة توم وجيري أعتقد أنها ستكون كثيرة».
في الوقت نفسه، أعلنت فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن في بيان أمس، اتفاقها مع روسيا على «تسليم» قوات النظام السوري عدداً من القرى الواقعة على تماس مع مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل المعارضة القريبة منها في شمال سوريا.
ويأتي إعلان «قوات سوريا الديموقراطية» المفاجئ والأول من نوعه لناحية تسليم مناطق الى دمشق، بعد معارك خاضتها هذه القوات في الفترة الأخيرة ضد الفصائل المعارضة المنضوية في حملة «درع الفرات» المدعومة من تركيا شرق مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
وقال المجلس العسكري لمنبج وريفها المنضوي في صفوف «قوات سوريا الديموقراطية» في بيان أمس: «نعلن أننا قد اتفقنا مع الجانب الروسي على تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات.. الى قوات حرس الحدود التابعة للنظام السوري».
والقرى المعنية، وفق البيان، «محاذية لمنطقة الباب» التي تمكنت الفصائل المعارضة من السيطرة عليها الخميس الماضي بعد طرد «داعش» منها. كما تقع غرب مدينة منبج القريبة من الحدود التركية.
ومن المقرر وفق الاتفاق، أن تتولى قوات النظام السوري «مهام حماية الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة الجيش التركي ودرع الفرات».
وأدرج مجلس منبج العسكري قراره في إطار «حماية المدنيين.. وحفاظاً على أمن وسلامة مدينة منبج وريفها وقطع الطريق أمام الأطماع التركية باحتلال المزيد من الأراضي السورية».
وأطلقت فصائل «درع الفرات» أول من أمس، أولى عملياتها نحو مدينة منبج، وتمكنت من الاستيلاء على على قريتين كانتا تحت سيطرة مجلس منبج العسكري. إلا أن الأخير تمكن أمس من استعادة القريتين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبعد ساعات من الإعلان عن الاتفاق أمس، هددت تركيا بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من منبج التي تقع شمال شرق الباب وتبعد عنها نحو 45 كيلومتراً.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لصحافيين في أنقرة: «قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب» من منبج الواقعة قرب الحدود التركية. وأضاف أن انسحاباً مماثلاً يجب أن يتم «في أسرع وقت ممكن».
وتابع وزير الخارجية التركي «لا نريد أن يستمر حليفنا الأميركي بالتعاون مع منظمات إرهابية تستهدفنا»، لافتاً إلى أن أنقرة «تناقش مع الولايات المتحدة سبل عملية الرقة، وكيف يمكن لبلدان التحالف مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا توفير الدعم الجوي».
(أ ف ب، رويترز، الائتلاف، السورية.نت،
زمان الوصل، كلنا شركاء)
النظام السوري يرد اليوم على مقترحات دي ميستورا
أفاد مراسل الجزيرة في جنيف أن رئيس وفد النظام السوري في المفاوضات بشار الجعفري سيلتقي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا، وذلك لتقديم رده على المقترحات التي قدمها الأخير بشأن حل الأزمة السورية.
وقال الجعفري إن الوفد سيرد اليوم الجمعة على ما استمع إليه من المبعوث الدولي، وأضاف أن المباحثات تناولت مواضيع جوهرية أبرزها مكافحة “الإرهاب” محملا وفد المعارضة أي فشل لمحادثات جنيف في حال إصراره على ما وصفه بمواقفه المتعنتة.
وفي وقت لاحق اليوم أيضا، سيعقد دي ميستورا اجتماعا مع وفد المعارضة السورية. وتبحث هذه الاجتماعات سبل توصل جميع الأطراف إلى وضع أجندة للمفاوضات.
واليوم هو الأخير من اجتماعات جنيف بشأن الأزمة السورية ما لم تمددها الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق، قال رئيس وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف نصر الحريري إن الوفد ما زال ينتظر من روسيا دورا إيجابيا في عملية الحل السياسي.
وأضاف -مؤتمر صحفي عقب اجتماع مع دي ميستورا- أن الحديث عن أن المعارضة غير موحدة هدفه تعطيل المفاوضات وتقويض العملية السياسية.
وشدد على أن نجاح العملية السياسية في سوريا يحتاج قوة محركة دولية تتمثل بجهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، متطلعا لأن يكون للولايات المتحدة دور إيجابي لمعالجة كافة ملفات الشرق الأوسط، سواء على صعيد مكافحة “الإرهاب” أو مواجهة التدخلات الإيرانية.
ومنذ الخميس الماضي، تتواصل المفاوضات في مدينة جنيف السويسرية برعاية أممية، للبحث عن حل للصراع الدائر بين قوات النظام والمعارضة السورية منذ نحو ستة أعوام، والذي أسقط أكثر من 310 آلاف قتيل، وشرد ما يزيد على نصف السكان البالغ عددهم قرابة 21 مليون نسمة، فضلا عن دمار مادي هائل.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
النظام يخسر عناصر بحلب ويكثف القصف بحمص
قتل عدد من قوات النظام خلال اشتباكات مع كتائب المعارضة السورية المسلحة في محيط حلب، في وقت كثفت فيه قوات النظام قصفها الجوي على حمص وريفها، مستخدمة البراميل المتفجرة؛ مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين.
وأفاد ناشطون بمقتل عدد من قوات النظام بعد اشتباكات مع كتائب المعارضة على جبهتي جمعية الزهراء والبحوث العلمية وجبل معارة وشويحنة غربي مدينة حلب وريفها الشمالي الغربي، تزامنا مع قصف مدفعي على بلدة كفر حمرة في ريف حلب الشمالي.
وفي مدينة حمص، قال مراسل الجزيرة إن سبعة أشخاص قتلوا إثر قصف قوات النظام على مناطق متعددة في حمص وريفها.
وأوضح أن غارات الطائرات الحربية قتلت مدنيين اثنين في حي الوعر المُحاصر بمدينة حمص.
وأضاف أن ثلاثة آخرين قتلوا في بلدة الزعفرانة في ريف المدينة، كما أدى إلقاء البراميل المتفجرة في منطقة الحولة إلى مقتل شخصين إضافة إلى دمار واسع في الممتلكات.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام “سانا” أن “وحدات من القوات المسلحة، بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء، استعادت السيطرة على مدينة تدمر والمناطق المحيطة بها التي كان تنظيم الدولة سيطر عليها للمرة الثانية قبل أشهر”.
وأوضحت الوكالة أن استعادة السيطرة جاءت بعد سلسلة عمليات عسكرية، تمت بإسناد من سلاحي الجو السوري والروسي.
وتابعت أن وحدات الجيش سيطرت على قلعة تدمر الأثرية وعلى فندق جنوب المدينة قبل أن تدخل أحياء المدينة، وكانت تقارير أفادت بأن قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني دخلت مساء أمس الأربعاء أحياء تدمر الغربية عقب هجوم استمر عدة أيام.
وكانت الرئاسة الروسية سبقت النظام إلى الإعلان عن استعادة المدينة، وقال الناطق باسمها ديمتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية إن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين باستكمال العملية.
وخلال العامين الماضيين تبادل تنظيم الدولة وقوات النظام السيطرة على تدمر، وكان التنظيم سيطر مجددا على المدينة في ديسمبر/كانون الأول الماضي رغم انتشار وحدات عسكرية روسية بالمنطقة، وصادر مسلحوه وقتها أسلحة، بينها صواريخ موجهة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
هل يضع الأكراد واشنطن بمواجهة مع أنقرة؟
استبعدت تركيا أي حل وسط مع الولايات المتحدة بشأن اشتراك مسلحين أكراد في هجوم في سوريا
مما يمثل عقبة أمام خطة واشنطن للاستعانة بأقوى حلفائها على الأرض في مواجهة حاسمة مع تنظيم الدولة الإسلامية.
وجعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب من هزيمة تنظيم الدولة أحد الأهداف الرئيسية لرئاسته، وتلقت إدارته الجديدة يوم الاثنين مسودة خطة من وزارة الدفاع لتصعيد الحملة على التنظيم.
ويتوقع أن تكون معركة الرقة -التي ينتظر أن تبدأ في وقت ما العام الحالي- المعركة الأخيرة لسحق “الخلافة” التي أعلنها تنظيم الدولة مع استمرار حملة عسكرية تشنها الحكومة العراقية بدعم أميركي للسيطرة على الموصل منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتعتبر الرقة معقل التنظيم في سوريا مثلما تمثل الموصل معقله في العراق. لكن يبدو أن تشكيل قوة برية موحدة للسيطرة على الرقة تعتبر مهمة معقدة في سوريا حيث تدعم الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وإيران ودول عربية قوات محلية مختلفة في الحرب متعددة الأطراف الدائرة منذ عام 2011.
وتعارض كل القوى الأجنبية تنظيم الدولة الإسلامية، لكن الجماعات التي تدعمها هذه القوى في سوريا تتقاتل فيما بينها.
وتصر تركيا -صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو)- على ضرورة أن تحول واشنطن دعمها في هجوم الرقة المرتقب من وحدات حماية الشعب الكردية السورية إلى مسلحين بالمعارضة السورية دربتهم أنقرة وقادتهم في معارك ضد التنظيم على مدى العام الماضي.
وبالنسبة للإدارة الأميركية -التي تشعر بالقلق تجاه حجم وكفاءة تدريب القوات التي تدعمها تركيا- فإن القرار يضع رغبة ترمب في تحقيق انتصارات سريعة في ميدان المعركة بمواجهة الحاجة للحفاظ على التحالف الإستراتيجي مع تركيا.
رفض تركي
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لـ حزب العمال الكردستاني المحظور الذي حمل السلاح في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984، وتعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
وقال مسؤول أمني تركي بارز لرويترز بعد إبلاغه بمضمون اجتماعات عقدت في الآونة الأخيرة بين مسؤولين أتراك وأميركيين مكلفين بوضع الإستراتيجيات “جنودنا لن يقاتلوا جنبا لجنب مع أشخاص يطلقون علينا النار وقتلوا جنودنا ويحاولون قتلنا.. هذه الرسالة وصلت للأميركيين”.
وأعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التأكيد على هذه النقطة الثلاثاء قائلا إن بلاده “لا يمكن أن تقبل” أي تحالف مع وحدات حماية الشعب. وقال رئيس الوزراء بن علي يلدرم إن “العمل جنبا إلى جنب مع أي جماعة إرهابية” أمر غير وارد.
ورحب أردوغان بانتخاب ترمب باعتباره فرصة لبداية جديدة، لكن يبدو أن الدولتين الحليفتين في حلف شمال الأطلسي على طريق الصدام بشأن الإستراتيجية في سوريا.
وقال الفريق ستيفن تاونسند قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة بالعراق وسوريا -في إفادة صحفية لـ البنتاغون الثلاثاء- إن خطة واشنطن لا تزال تشمل دورا للأكراد.
وأضاف “سيكون هناك أكراد في هجوم الرقة بالتأكيد.. العدد وحجمهم وكم وحدة من الأكراد ستشارك.. لا أستطيع قول ذلك الآن”.
وأضاف أنه لم ير أدلة تربط حلفاء واشنطن الأكراد بهجمات وقعت في تركيا. ولم يذكر وحدات حماية الشعب على وجه التحديد التي تقاتل في إطار تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة، ويشمل أيضا قوات عربية.
ويقول مسؤولون أتراك إن الصلات بين وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني مؤكدة وليست محل جدل، وإن تقدم وحدات حماية الشعب سيؤجج الشعور المناهض للأكراد في الأجزاء التي تقطنها أغلبية عربية في سوريا مثل الرقة ويهدد وحدة الأراضي السورية.
عدة بدائل
إحدى الخطط -التي قدمتها أنقرة لواشنطن للتغلب على هذا الخلاف- تتضمن الدفع بقوات قوامها نحو عشرة آلاف مقاتل من الجيش السوري الحر بقيادة تركية جنوبا نحو الرقة انطلاقا من مدينة تل أبيض الحدودية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.
وسيقلص ذلك من مكاسب وحدات حماية الشعب، ويفصل منطقتين من مناطق السيطرة الكردية. ولم توافق واشنطن على تلك الخطة حتى الآن.
وقال مسؤول تركي مطلع على المحادثات “قلنا لهم هناك الكثير من البدائل فيما يخص الرقة ولم يعترضوا.. وقالوا نتفهم حساسياتكم ولا نعترف بطموحات (وحدات حماية الشعب) للسيطرة على أراض”.
وأضاف أن تركيا ومقاتلي المعارضة الذين تدعمهم “جاهزون في أي وقت لبدء عملية الرقة بعد تطهير (مدينة) الباب”.
وقال مسؤول تركي كبير آخر يشعر بالغضب حيال استعداد الولايات المتحدة للعمل مع عدو لدولة حليفة لها بحلف الأطلسي إن البعض في واشنطن يقولون إنهم استثمروا الكثير بالفعل في وحدات حماية الشعب بما لا يسمح بالانسحاب الآن.
لكنه قال إن التخطيط العسكري لا يزال جاريا، وإن الجنرالات الأميركيين “أخذوا كل رد الفعل (التركي) معهم إلى واشنطن.”
وأحد الحلول الوسط المحتملة قد يكون مشاركة قوات تضم وحدات حماية الشعب في الهجوم على الرقة، على أن تنسحب هذه القوات من المدينة سريعا لتتركها للسيطرة المحلية بما فيها قوات ذات أغلبية عربية تدعمها تركيا.
لكن تاونسند يقول “لست متأكدا إن كان من المهم التركيز على تشكيل القوات التي تذهب لتحريرها.. المهم في ذهني هو مكونات القوات التي ستبقى هناك وتحكم وتؤمن الرقة بعد تحريرها من الدولة الإسلامية”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
واشنطن بوست: على بوتين التخلي عن إيران والأسد
تناولت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الأزمة السورية المتفاقمة والتدخل الروسي فيها، وقالت إنه ينبغي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانسلاخ عن إيران والتخلي عن النظام السوري، وذلك إذا أراد مساعدة من أميركا لتسوية في سوريا يحافظ فيها على مصالح بلاده.
وقالت في افتتاحيتها إن علاقات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالرئيس بوتين تبقى مبهمة بشكل يثير القلق، لكن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي شجبت موسكو بسبب عرقلتها قرارا ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد لاستخدامه غير المشروع للأسلحة الكيميائية.
وأضافت الصحيفة أن السفيرة الأميركية انتقدت موقفي روسيا والصين المتمثل في استخدامهما حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن، غير آبهتين بالمدنيين من الرجال والنساء والأطفال العزل الذين لقوا حتفهم وهم يحالون التقاط أنفاسهم بعد أن قصفهم نظام الأسد بالغازات السامة.
وأوضحت السيدة هالي أن روسيا والصين أنكرتا الحقائق، وقدمتا صداقتهما لنظام الأسد على الأمن العالمي.
براميل متفجرة
وأضافت أن الحقائق واضحة، وأن لجنة تحقيق مكلفة من مجلس الأمن الدولي خلصت قبل أشهر إلى أن نظام الأسد ألقى براميل متفجرة مملوءة بغاز الكلور ثلاث مرات في 2014 و2015 على مناطق كانت واقعة تحت سيطرة المعارضة.
وأشارت السفيرة الأميركية إلى أن استخدام نظام الأسد الغازات السامة ضد المدنيين يعدّ انتهاكا صارخا لاتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية التي انضم إليها النظام السوري في 2013.
وقالت واشنطن بوست إن النظام السوري استخدم هذه الأسلحة المروعة بشكل كبير في كثير من الأحيان، وأشارت إلى أن منظمة هيومن رايتس ووتش وجدت أنه استخدمها بشكل ممنهج ضد المدنيين في حلب العام الماضي.
وأضافت أن موسكو وبكين رفضتا قبول الأدلة وحاولتا تأجيل التصويت على معاقبة أولئك الذين تثبت مسؤوليتهم عن الهجمات.
وأشارت الصحيفة إلى أن السفيرة الأميركية سبق أن تناولت طعام الغداء مع الرئيس ترمب ونائبه مايك بينس في اليوم السابق لاجتماع مجلس الأمن، وأنها أصرت في مجلس الأمن على التصويت لتسجيل موقف كل روسيا والصين من هذه المسألة الخطيرة.
قتل المدنيين
وأضافت أن السيدة هالي سرعان ما صرحت بالقول إنه ليوم حزين في مجلس الأمن الدولي، وذلك عندما يبدأ أعضاؤه اختلاق الأعذار للنظام السوري الذي يقتل المدنيين من أبناء الشعب السوري دون هوادة.
وقالت الصحيفة إن الموقف الذي عبرت عنه السفيرة الأميركية يأتي ليدلل على أن إدارة الرئيس ترمب ستكون مثل ما سبقتها من الإدارات الأميركية عندما يتعلق الأمر بمعارضة جرائم الحرب.
وأضافت أن موقفها يعدّ أيضا رسالة إلى الرئيس بوتين بأن رغبة الرئيس ترمب المعلنة في مشاركة روسيا في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية لا تعني التغاضي عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا أو دعم دكتاتورية الأسد الغارقة في دماء المدنيين.
وأضافت الصحيفة أن تحالف ترمب مع روسيا التي تحرض على هذه الجرائم في سوريا من شأنه تشويه سمعة الولايات المتحدة والإساءة إلى علاقاتها مع حلفائها في الشرق الأوسط، وأن المستفيد الوحيد سيكون إيران التي جعلت من نظام الأسد دمية، وهي التي لديها أكبر مصلحة في الحفاظ عليه.
وأشارت إلى أن الرئيس بوتين، الذي يلح كثيرا على أنه مستعد للتخلي عن الرئيس الأسد، يحاول الآن التنسيق مع تركيا بشأن عملية سلام جديدة في سوريا، مستثنيا الولايات المتحدة، لكن هذه العملية متوقفة بانتظار موقف الإدارة الأميركية الجديدة.
وقالت إنه ينبغي هنا للرئيس ترمب استغلال هذا النفوذ، وإذا أراد الرئيس بوتين المساعدة من ترمب لتسوية النزاع السوري وحماية المصالح الروسية في سوريا، فيجب عليه الانسلاخ عن إيران والتخلي عن النظام السوري الذي يسقط الكلور السام على رؤوس النساء والأطفال في سوريا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
سوريا.. توقعات بانتهاء جنيف 4 “بأجندة متفق عليها“
دبي – العربية.نت
قال جهاد مقدسي رئيس وفد “منصة القاهرة” في #مفاوضات السلام السورية في جنيف، إن من المرجح أن تختتم #الأمم_المتحدة اليوم الجمعة المفاوضات التي بدأت منذ 8 أيام وأن تطرح أجندة.
وأضاف مقدسي للصحافيين بعد اجتماعه مع #المبعوث_الدولي ستيفان دي ميستورا إنه سيدع الجهة المضيفة تعلن ذلك.
كما تابع أنه أصبح هناك أجندة تضم “السلات الثلاث” وربما سلة رابعة، إضافة إلى إطار زمني في مارس/آذار.
وتشير كلمة “السلات” إلى الموضوعات التي ستخضع للمناقشة وتشمل وضع #دستور جديد وإجراء #انتخابات وإصلاح نظام الحكم. وتريد حكومة النظام إضافة موضوع رابع هو مكافحة #الإرهاب.
من جهة أخرى، قال دبلوماسيان غربيان إنه من المتوقع أن تنتهي محادثات السلام السورية اليوم الجمعة “بأجندة متفق عليها” وخطة لاستئناف المفاوضات هذا الشهر في جنيف.
ولم يتضح ما إذا كانت مسألة مكافحة الإرهاب ستكون جزءا من البنود كما كان يسعى وفد حكومة #النظام_السوري بقيادة بشار الجعفري.
وقال دبلوماسي غربي ثالث إن #المعارضة لا تزال تسعى للحصول على تأكيدات بأن النظام لن يستخدم الإرهاب كذريعة لإخراج المحادثات عن مسارها.
محادثات السلام السورية قد تحقق الحد الأدنى من التوقعات
من توم مايلز وجون أيريش وستيفاني نبيهاي
جنيف (رويترز) – لم تكن محادثات السلام السورية في جنيف تعد بتحقيق انفراجة ولم تحقق أي انفراجة بالفعل لكن مع اقتراب أول محادثات تقودها الأمم المتحدة منذ نحو عام من نهايتها يوم الجمعة لم ينسحب أي من الطرفين بل زعم كل منهما تحقيق مكاسب محدودة.
والتقت روسيا، التي تعتبر الطرف الممسك بميزان القوى، مع الجانبين خلف الكواليس وتوقع دبلوماسيون غربيون اختتام المحادثات في وقت لاحق من يوم الجمعة بالخروج “بأجندة متفق عليها” وخطة للعودة إلى جنيف في وقت لاحق هذا الشهر.
وخلال ثمانية أيام من المحادثات لم تجر مفاوضات مباشرة بين الطرفين المتصارعين لكنهما ناقشا القضايا التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا والتي تشمل وضع دستور جديد وإجراء انتخابات وإصلاح نظام الحكم.
ومع عدم الانتهاء من النص الختامي حتى الآن قال دبلوماسيون غربيون إن المعارضة اجتمعت مع دي ميستورا لضمان تركيز عملية التفاوض على “الانتقال السياسي” بالأساس.
وسعى رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري لإضافة “مكافحة الإرهاب” كموضوع رابع على أجندة المحادثات المستقبلية.
وقال أحد الدبلوماسيين “هناك تحركات من الجانبين. المشكلة هي أن المعارضة تريد التأكد من الطريقة التي ستتم بها معالجة مسألة الإرهاب وبأي ترتيب.”
وتابع قائلا “يحتاجون إلى صياغة تضمن أن الحكومة لن تختطف العملية بأسرها لتشتيت الانتباه عن الانتقال السياسي. على دي ميستورا أن يضمن أن الجانبين لن يشعرا بأنهما تحت الحصار.”
ونطاق المفاوضات أضيق كثيرا عما كان عليه قبل عام عندما كان على دي ميستورا سماع مطالبات بوقف إطلاق النار والإفراج عن السجناء. وهناك وقف إطلاق نار هش معلن في سوريا منذ ديسمبر كانون الأول وتتناول محادثات منفصلة في قازاخستان برعاية روسيا وتركيا وإيران الأمور العسكرية.
وذهبت جهود السلام السابقة أدراج الرياح في معظم الأحيان بسبب فشل المعارضة المنقسمة الواقعة تحت ضغط مجريات الأحداث في أرض المعركة في مواجهة تصلب الجعفري الذي لا يلين.
ويمكن أن تفشل أحدث جولة أيضا لكنها على الأقل نجحت في تحاشي تبعات هجومين شنهما متشددون على مقرين لقوات الأمن السورية في مدينة حمص يوم السبت الماضي أسفرا عن مقتل العشرات ووصفهما دي ميستورا بأنهما محاولة متعمدة لعرقلة المحادثات.
* الخطوة الأخيرة
قال دبلوماسي غربي إن الطرفين يقتربان من التوصل لاتفاق لكن المحادثات “في مرحلتها الأخيرة ويمكن حتى الآن أن تخرج عن مسارها”.
وتابع قائلا “أعتقد أن النظام سيفعل أي شيء للخروج منها ما دام يستطيع إلقاء اللوم على الطرف الآخر مثلما حاول أمس” الخميس.
وقال دبلوماسيون ومصادر في المعارضة إن دبلوماسيين روس التقوا بممثلين عن جماعات مسلحة سورية في وقت متأخر من مساء يوم الخميس وهو ثاني تواصل في غضون عدة أيام بين موسكو والمعارضة المسلحة التي تعتبرها حكومة الأسد إرهابية.
وعلى الرغم من تلك الاتصالات اتهمت روسيا الهيئة العليا للمفاوضات بمحاولة تخريب المحادثات من خلال رفض تشكيل وفد موحد يضم وفدين آخرين للمعارضة ليس لهما ظهير من جماعات مسلحة لكن لديهما مباركة من موسكو كأصوات معبرة عن المعارضة.
وقال جهاد مقدسي رئيس وفد “منصة القاهرة” في المحادثات وهو أحد وفود المعارضة السورية إنه التقى مع دي ميستورا يوم الجمعة. وقال إنه يتوقع اتفاقا بشأن أجندة المحادثات وشكل التفاوض وموعد الجولة المقبلة من المحادثات لكنه أضاف أن مبعوث الأمم المتحدة سيوضح ذلك لاحقا.
وينظر الدبلوماسيون إلى تشكيل وفد موحد للمعارضة باعتباره أساسا لعقد محادثات مباشرة. لكن دبلوماسيا غربيا ثانيا قال إن مسعى روسيا لتوحيد المعارضة له غرض خفي.
وأضاف قائلا “تحاول روسيا فعل ذلك لتقويض المحادثات. هم يصرون على ضرورة توحد المعارضة. هذا تكتيك لإضعاف العملية. أتمنى أن يتمكن ستافان (دي ميستورا) من مقاومة ذلك.”
ومن المقرر أن تنعقد جولة جديدة من محادثات آستانة يوم 14 مارس آذار وقال مسؤولون روس إن محادثات جنيف قد تستأنف يوم 20 مارس.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)