أحداث الجمعة 04 تشرين الثاني 2016
الفصائل تتحدى الروس في حلب
لندن – «الحياة»
بعد أيام من الهدوء النسبي، اشتعلت جبهات غرب حلب في شمال سورية أمس بعدما بدأت فصائل معارضة هجوماً واسعاً جديداً يهدف إلى فك الحصار عن أحياء شرق المدينة، في استباق لـ «إنذار روسي» ينتهي مساء اليوم الجمعة ويمنح المعارضين فرصة، قد تكون أخيرة، للانسحاب منها. وبهذا الهجوم، تُترجم الفصائل عملياً رفضها المعلن للعرض الروسي، لمعرفة نوايا موسكو وما إذا كانت ستُنفذ تهديداتها بمعاودة القصف الجوي على حلب المتوقف منذ أسبوعين. وقال مسؤولون غربيون إنهم يتوقعون مشاركة أسطول روسي يضم حاملة طائرات تبحر حالياً في البحر المتوسط، في هجوم ضخم للقوات النظامية على أحياء شرق حلب.
وبالتزامن مع تطورات حلب، برزت أمس مجدداً «عقدة» معركة طرد «داعش» من مدينة الرقة عاصمة التنظيم المفترضة في سورية، إذ أعلنت «قوات سورية الديموقراطية»، التحالف العربي – الكردي المدعوم من واشنطن، أنها ستقود عملية تحرير الرقة والتي لن تشارك تركيا فيها. وقال المتحدث باسم هذه القوات طلال سلو في مؤتمر صحافي في مدينة الحسكة (شمال شرقي سورية)، إن موعد انطلاق المعركة لم يحدد بعد، مضيفاً رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس» حول مشاركة تركيا في العملية: «تم حسم الموضوع مع التحالف (الدولي) بشكل نهائي، لا مشاركة لتركيا». وتابع: «نحن جاهزون. نملك العدد الكافي، وعلى هذا الأساس سنقوم بإطلاق هذه الحملة في وقت قريب».
وكانت تركيا أصرّت على المشاركة في عملية تحرير الرقة مشترطة أن لا تشارك فيها «وحدات حماية الشعب» الكردية، وهي جزء أساسي من مكونات «قوات سورية الديموقراطية». وسعت الولايات المتحدة على مدى أسابيع إلى تذليل هذه العقدة وتذليل الاعتراضات المتبادلة بين الأتراك والأكراد. ويُعتقد أن الأميركيين يعملون على أن تدخل الفصائل العربية في «قوات سورية الديموقراطية»، وليس الأكراد، إلى داخل الرقة، بهدف تهدئة مخاوف أنقرة التي تقول إنها تخشى على السنّة السوريين، وهو موقف كررته أيضاً في موضوع تحرير مدينة الموصل العراقية.
في غضون ذلك، أعلنت «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) أن الهجوم على غرب حلب أمس بدأ بتفجير عنصر فيها «عربة مدرعة» في حي حلب الجديدة، ثم تبعه تفجيرٌ انتحاري ثان في الحي ذاته. ومهّد التفجيران لانطلاق «مدرعات الاقتحام» و «دخول الاستشهاديين» الذين تمكنوا من «كسر الخط الدفاعي الأول والتوغل داخل حي حلب الجديدة»، وفق ما جاء في سلسلة تغريدات للجبهة على حسابها في موقع «تويتر». وأكدت «فتح الشام» أيضاً «وصول الانغماسيين إلى كتلة الأبنية الأولى في (حي) 3000 شقة»، حيث تدور اشتباكات في «داخل الحي» و «ما زال التقدم مستمراً». كذلك أعلنت «حركة نور الدين الزنكي» المشاركة في «توغل المجاهدين في حي حلب الجديدة بعد كسر الخطوط الدفاعية الأولى» للقوات النظامية. ووزعت فصائل أخرى مثل «حركة أحرار الشام» و «فيلق الشام» و «جيش المجاهدين» صوراً لعشرات من عناصرها وهم يستعدون للمشاركة في الهجوم.
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن الفصائل نفّذت 3 تفجيرات بعربات مفخخة ضد «تمركزات القوات النظامية في أطراف حلب الجديدة وضاحية الأسد» تبعها «هجوم عنيف من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني في محاور مشروع 1070 شقة وحلب الجديدة وضاحية الأسد وأطراف منيان»، مشيراً إلى أن «الفصائل تحاول لليوم السادس على التوالي تحقيق مزيد من التقدم في القسم الغربي من مدينة حلب بغية الوصول إلى أحياء حلب الشرقية لفك الحصار المفروض عليها» منذ الصيف. وفي الإطار ذاته، أوضحت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة أن «هدف الثوار من دخول حي حلب الجديدة هو إحكام الحصار على… الأكاديمية العسكرية التي تتربع على منطقة استراتيجية في حي الحمدانية بين حلب الجديدة من الشمال ومشروع 3000 شقة من الجنوب وضاحية الأسد المحررة من الغرب».
في غضون ذلك، أوردت وكالة «إنترفاكس» الروسية معلومات عن أن طائرة أميركية مضادة للغواصات اقتربت أمس الخميس، من القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري. ونقلت عن مواقع متخصصة في متابعة تحركات الطيران الحربي، أن الطائرة من طراز «بي 8 آي بوسيديوم» انطلقت من قاعدة في صقلية وحلقت قرب طرطوس بعدما كانت حلقت قبل ذلك شرق جزيرة كريت «مكان التواجد المفترض للطراد الثقيل الروسي الحامل للطائرات الأميرال كوزنيتسوف والسفن المرافقة له».
وفي القدس (رويترز)، قال القائد السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي آفي ديختر، إن إيران تقود قوة من 25 ألف عنصر شيعي، معظمهم مجندون من أفغانستان وباكستان، للقتال في سورية. ويرأس ديختر لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، وجاءت معلوماته عن «الفيلق الإيراني» في سورية في إطار لقاء مع وفد من البرلمان السويسري. وقال ديختر في اللقاء مع الوفد إن «حزب الله» اللبناني خسر 1600 من عناصره خلال قتالهم إلى جانب حكم الرئيس بشار الأسد.
هجوم عنيف للفصائل في حلب يسبق انتهاء «الإنذار الروسي»
لندن – «الحياة»
أطلقت فصائل سورية معارضة أمس المرحلة الثانية من معركة فك الحصار عن الأحياء الشرقية في مدينة حلب، وأعلنت تقدمها داخل الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة القوات النظامية وميليشيات موالية للحكومة السورية. وجاء هجوم المعارضين قبل يوم من انتهاء الإنذار الذي وجّهته روسيا لهم بضرورة الإنسحاب من شرق حلب بحلول مساء الجمعة، وسط توقعات بأن تنهي الطائرات الروسية هدنة مستمرة منذ أسبوعين في عمليات القصف على حلب.
وأعلنت «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) أن الهجوم على غرب حلب بدأ بتفجير عنصر فيها يدعى خطاب التبوكي «عربة مدرعة» في حي حلب الجديدة، ثم تبعه تفجير انتحاري ثانٍ في الحي ذاته. ومهّد التفجيران لانطلاق «مدرعات الاقتحام» و «دخول الاستشهاديين» الذين تمكنوا من «كسر الخط الدفاعي الأول والتوغل داخل حي حلب الجديدة»، وفق ما جاء في سلسلة تغريدات للجبهة على حسابها في موقع «تويتر». وأكدت «فتح الشام» أيضاً «وصول الانغماسيين إلى كتلة الأبنية الأولى في (حي) 3000 شقة» حيث تدور اشتباكات في «داخل الحي» و «ما زال التقدم مستمراً». كذلك أعلنت «حركة نور الدين الزنكي» المشاركة في الهجوم «توغل المجاهدين في حي حلب الجديدة بعد كسر الخطوط الدفاعية الأولى» للقوات النظامية. ووزعت فصائل أخرى مثل «حركة أحرار الشام» و «فيلق الشام» صوراً لعشرات من عناصرها وهم يستعدون للمشاركة في الهجوم.
أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأشار، من جهته، إلى أن الفصائل نفّذت تفجيرين بعربتين مفخختين ضد «تمركزات قوات النظام في أطراف حلب الجديدة وضاحية الأسد» تبعهما «هجوم عنيف من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني في محاور مشروع 1070 شقة وحلب الجديدة وضاحية الأسد وأطراف منيان»، مشيراً إلى أن «الفصائل تحاول لليوم السادس على التوالي تحقيق مزيد من التقدم في القسم الغربي من مدينة حلب بغية الوصول إلى أحياء حلب الشرقية لفك الحصار المفروض عليها» منذ الصيف. وفي الإطار ذاته، أوضحت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة أن «هدف الثوار من دخول حي حلب الجديدة هو إحكام الحصار على أكبر معاقل قوات الأسد في الأكاديمية العسكرية التي تتربع على منطقة استراتيجية في حي الحمدانية بين حلب الجديدة من الشمال ومشروع 3000 شقة من الجنوب وضاحية الأسد المحررة من الغرب».
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قصف فصائل المعارضة أمس على أحياء حلب الجديدة والموكامبو والمشارقة وكلية الآداب في غرب حلب تسبب في مقتل 12 مدنياً وجرح أكثر من 200 آخرين، في حين أكد «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» اللبناني أن المعارضين شنّوا عملية واسعة لكن «الجيش السوري ضبط زخم الهجوم وسط حالة من التخبط بصفوفهم بعد تكبدهم خسائر كبيرة على محوري ضاحية الأسد ومنيان غرب حلب»، مضيفاً أن «الجيش السوري وحلفاءه حاصروا 15 مسلحاً بينهم جرحى في محور منيان». وزعم أيضاً أن «عدداً من الأشخاص أصيبوا بحالات اختناق نتيجة استهداف المسلحين منطقة منيان … بقذائف تحتوي غازات سامة»، في تكرار لاتهامات أطلقتها القوات النظامية قبل أيام، خلال المرحلة الأولى من هجوم المعارضة لفك الحصار عن حلب. ونفت الفصائل تلك الاتهامات وقالت إن القوات النظامية هي من استخدم الغازات السامة في معارك حلب.
وكانت وزارة الدفاع الروسية طلبت الأربعاء من مقاتلي المعارضة المتحصنين في حلب مغادرتها بحلول مساء الجمعة، مؤكدة أنه سيُسمح لهم بالخروج سالمين ومعهم أسلحتهم بين التاسعة صباحاً والسابعة مساء من خلال ممرين، فيما سيُسمح للمدنيين والمرضى والجرحى بالمغادرة عبر ستة ممرات أخرى. ونشر الجيش السوري بياناً مماثلاً ليلة الأربعاء دعا فيه مقاتلي المعارضة إلى وقف النار و «الاستفادة من فرصة المهلة لمغادرة المدينة مع أسلحتهم الفردية عبر معبر الكاستيلو شمالاً ومعبر سوق الخير – المشارقة باتجاه إدلب».
وقال مسؤول في جماعة «فاستقم» المعارضة المتمركزة في حلب إن المعارضة رفضت هذه الدعوات. وأبلغ زكريا ملاحفجي «رويترز»: «هذا الأمر مرفوض على الإطلاق. مدينة حلب لا نسلّمها للروس ولا تستسلم بالمطلق». ونفى أن تكون هناك ممرات تضمن خروجاً آمناً وقال إن المدنيين لا يثقون بالحكومة.
وعلى صعيد ميداني آخر في حلب، تحدث «المرصد» عن توتر في الأحياء الشرقية بعد اشتباكات دارت بين فصيلي «حركة نور الدين الزنكي» و «تجمع فاستقم» قُتل فيه عنصر من الفصيل الأول وجُرح نحو 25 من الجانبين. وأوضح أن الاشتباكات بين الطرفين دارت في حيي صلاح الدين والأنصاري، وأنها مرتبطة باتهام «تجمع فاستقم» بالتورط في محاولة اغتيال مهنا جفالة قائد «كتائب أبي عمارة» قبل نحو 6 أشهر. وأشار «المرصد» لاحقاً إلى أن فصيلي «الزنكي» و «إبي عمارة» سيطرا على كافة مقرات «فاستقم» في شرق حلب واعتقلا عشرات من عناصره فيما «اعتزل» آخرون القتال ولجأ آخرون للاحتماء عند «حركة أحرار الشام».
وفي ريف حلب الجنوبي الغربي، قال «المرصد» إن ما لا يقل عن 10 أشخاص، بينهم 7 أطفال ومواطنة، قُتلوا جراء قصف طائرات حربية لقرية ميزناز و «عدد الشهداء مرشح للارتفاع».
في غضون ذلك، قال «المرصد» إن القوات النظامية «تمكنت من السيطرة على تل بزام بريف حماة الشمالي الشرقي إثر انسحاب مقاتلي الفصائل منه على خلفية القصف الجوي والصاروخي منذ يوم (أول من) أمس … في حين يتواصل التمهيد الصاروخي المكثف شمال مدينة صوران بريف حماة الشمالي بغية التقدم في المنطقة». وتابع أن الطائرات الحربية تواصل «قصفها المكثف على مناطق في بلدات كفرزيتا وطيبة الإمام ومورك واللطامنة ومناطق أخرى بريف حماة الشمالي»، مشيراً إلى ما لا يقل عن 22 غارة.
وفي محافظة حمص المجاورة (وسط)، أشار «المرصد» إلى اشتباكات عنيفة تدور في محوري حقل المهر والأطراف الشرقية لمدينة تدمر بريف حمص الشرقي، بين عناصر من «داعش» من طرف، وقوات النظام من طرف آخر.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تحدث «المرصد» عن إصابة «قاضٍ بجيش الفتح بجروح خطرة في الحي الشرقي لمدينة خان شيخون جراء انفجار عبوة ناسفة في سيارة كان يستقلها بالمنطقة». وكانت الولايات المتحدة أكدت مساء الأربعاء أنها قتلت بطائرة بلا طيار قيادياً تركياً في تنظيم «القاعدة» بغارة استهدفته في إدلب يوم 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
«التحالف الدولي»: البغدادي يفقد السيطرة على عناصره
بغداد، واشنطن – أ ف ب
قال الناطق باسم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن جون دوريان اليوم (الخميس) إن زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أبو بكر البغدادي يفقد السيطرة على مقاتليه مع وصول القوات العراقية الى مشارف الموصل.
وقال الكولونيل دوريان من بغداد، إن الرسالة المسجلة «محاولة للتواصل مع مقاتليهم (…) أهم ما ذكر فيه وفقاً للترجمة الانكليزية قول البغدادي لا تتقاتلوا في ما بينكم»، موضحاً عدم التأكد من صحة التسجيل.
وأضاف «هذا ما يقوله قائد يفقد السيطرة والقدرة على تجميع قواته. لا نعتقد ان الأمر سينجح. تسري شائعات عن صحة زعيم المتطرفين العراقيين وتحركاته لكن مكانه غير معروف».
وأفاد دوريان بوجود أنباء عن هرب مقاتلي التنظيم في الموصل، موضحاً أن «هناك أشخاص يغادرون مواقعهم او يحاولون الهرب»، بسبب ذلك قام التنظيم «بتصفية عناصر».
وحضّ البغدادي، في تسجيل صوتي مقاتليه على التصدي للقوات العراقية التي وصلت إلى مشارف مدينة الموصل، وقال في التسجيل الأول له منذ أكثر من عام: «يا أهل نينوى عامة، وأيها المجاهدون خاصة (…) إياكم والضعف عن جهاد عدوكم ودفعه»، وأضاف «ثمن بقائكم في أرضكم بعزّكم أهون بألف مرة من ثمن انسحابكم عنها بذلّكم».
وفي حزيران (يونيو) العام 2014، شهدت الموصل في شمال العراق، الظهور العلني الوحيد للبغدادي، والذي أعلن خلاله قيام دولة «الخلافة».
وهاجم البغدادي تركيا واعتبر أنها تسعى إلى «تحقيق مصالحها وأطماعها في شمال العراق وأطراف الشام». وترغب تركيا في إشراكها بالهجوم ضد مدينة الموصل، ويتمركز مئات من الجنود الأتراك في قاعدة بعشيقة في منطقة الموصل على رغم معارضة بغداد التي تعتبرهم «قوة احتلال».
ويتراجع نفوذ التنظيم في شكل مطرد منذ العام الماضي، مع وصول القوات العراقية الأسبوع الحالي إلى مشارف آخر أهم معاقل المتشددين في العراق. وفي 17 تشرين الأول (أكتوبر)، بدأت القوات العراقية مدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، عملية ضخمة لاستعادة السيطرة على الموصل.
وتثير المعارك الجارية في الموصل قلق المنظمات الإنسانية على مصير أكثر من مليون مدني داخل المدينة. واعتبر «المجلس النروجي للاجئين»، وهو منظمة غير حكومية، أن العراق يعيش أوقاتاً صعبة مع تقدم القوات في الموصل واقتحام معقل المتطرفين المكتظ بالسكان.
وندد مجلس الأمن أمس، باستخدام عناصر التنظيم في الموصل المدنيين دروعاً بشرية. وبعد مشاورات استمرت ثماني ساعات، قال أعضاء المجلس الـ15 أنهم «يدينون استخدام دروع بشرية» ويطلبون من الأطراف المتحاربة «اتخاذ الإجراءات الممكنة كافة للحفاظ على المدنيين».
وتدعو المنظمات الإنسانية إلى فتح ممرات آمنة تتيح لآلاف المدنيين العالقين في الموصل الوصول إلى بر الأمان، في ظل توقعات بنزوح عشرات الآلاف مع احتدام المعارك المرتقب داخل المدينة.
وفرّ أكثر من 20 ألف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، منذ بدء العمليات العسكرية في اتجاه الموصل في 17 تشرين الأول الماضي، وفق آخر إحصاء لـ «المنظمة الدولية للهجرة». لكن لا يزال هناك 1.5 مليون شخص عالقين في المنطقة، بينهم أكثر من 600 ألف طفل، وفق منظمة «سايف ذا تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال).
خطاب البغدادي مؤشر إلى تراجع «داعش»
نينوى – باسم فرنسيس
دعا زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي أتباعه إلى عدم الاستسلام ونقل المعركة إلى تركيا وغيرها لـ «دعمها الغرب ضد الإسلام والسنة» في العراق وسورية، وبدا في خطابه ما يمكن اعتباره مؤشراً إلى صعوبة وضعه، والاستعداد للانسحاب من الموصل، إذ قال إن «نينوى ولاية من ولايات الدولة الإسلامية» وليست عاصمتها.
من جهة أخرى واصلت القوات العراقية تقدمها من محاور عدة لاستعادة الموصل من سيطرة التنظيم، واقتحمت حي الانتصار من جهة الشرق.
وحض البغدادي أنصاره على «عدم الضعف عن الجهاد وتخريب ديار الكفر، بعدما حشر ونادى وتحزب العالم الكافر لحرب الإسلام وأهله وكيد المؤمنين للسعي لإطفاء نور الله». وأضاف أن «الجهاد الكبير الذي تخوضه دولة الإسلام اليوم ما يزيدنا إن شاء الله إلا إيماناً ثابتاً ويقيناً راسخاً بأن ذلك ما هو إلا تقدمة للنصر». وقلل من تأثير قتل بعض كبار قادة التنظيم أمثال «أبو محمد العدناني» و «محمد الفرقان» في قوة التنظيم. وزاد: «أدعوكم لعدم الانحياز والانسحاب، واسترجاع الأرض التي خرجوا منها بذنوبهم بالتوبة». ووجه انتقادات إلى أهل السنّة متسائلاً: «أفي كل مرة لا تعقلون؟ استمرأتم الذلة وتهتم كما تاه بنو إسرائيل، أما ترون الرافضة (الشيعة) كل يوم يسومونكم سوء العذاب، يغزون بلادكم بحجة محاربة دولة الخلافة؟».
وجاءت دعوته في خطاب صوتي شديد اللهجة بثته مواقع التنظيم عبر شبكة الإنترنت، ولم يتم التأكد من صحته، وجاء متزامناً مع تقدُّم تحرزه القوات الحكومية لاستعادة الموصل، آخر أهم معاقل التنظيم في العراق.
وهاجم البغدادي في جزء من خطابه الذي استمر نحو نصف ساعة دولاً إسلامية، وقال إن أنقرة «ظلت خلال جهادنا خاسئة خانسة، تطل بقرن وتستخفي بقرن، تسعى لتحقيق مصالحها في شمال العراق وأطراف الشام ثم ترتد خشية أن يصلها المجاهدون في عقر دارها بجحيم عملياتهم، ثم دخلت في حربنا مسندة بطائرات تحالف الصليب، مستغلة انشغال المجاهدين (عناصر التنظيم)»، ودعا أتباعه إلى «غزو تركيا التي دخلت في دائرة عملكم ومشروع جهادكم، أمنها فزعاً ورخاءها هلعاً، وأدرجوها في دائرة صراعاتكم الملتهبة، فإن دم أحد جنودها كدم الكلب خسة». واتهم العربية السعودية بـ «العمل على علمنة البلاد والمشاركة العسكرية ضد أمم الإسلام والسنة».
وفي تطور معركة الموصل على الأرض، أعلن إعلام «الحشد الشعبي» في بيان أمس، أن «قواته نجحت في قطع كل خطوط الإمداد والاتصالات بين الموصل وقضاء تلعفر، لتصبح على بعد 15 كيلومتراً من القضاء».
وأكد زعيم منظمة «بدر»، قائد أكبر فصيل في «الحشد»، أن «المرحلة الأولى للعمليات اكتملت بعد قطع طريق إمدادات العدو الممتدة بين تلعفر وناحية المحلبية وصولاً إلى الموصل»، مشيراً إلى أن «طريق المحلبية له الأولوية فهي النقطة التي دخل منها داعش إلى الموصل ويستخدمه منذ احتلاله المدينة».
وسبق أن أعلن قادة في «الحشد» أن قواتهم التي بدأت هجومها منذ خمسة أيام في المحور الغربي تسعى إلى قطع خطوط الإمداد بين الموصل والمناطق السورية بعد السيطرة على قضاء تلعفر الذي يبعد نحو 65 كيلومتراً عن الموصل، ونحو 120 كيلومتراً عن الحدود.
إلى ذلك، نقلت خلية «الإعلام الحربي» عن قائد معركة الموصل الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، قوله إن «قطعات الفرقة التاسعة في المحور الجنوبي الغربي تمكنت من تحرير قرى سيد حمد والذيبانية والخورطة والجرف، وتواصل التقدم باتجاه مناطق السلامية والنمرود».
وبهذا التقدم تصبح القوات العراقية على بعد بضعة كيلومترات من ناحية حمام العليل التي تعد آخر المعاقل المهمة لـ «داعش» في جنوب الموصل.
وأوضح يارالله أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث في التدخل السريع اقتحمت بعد ظهر اليوم (أمس) حي الانتصار في الساحل الأيسر، شرق الموصل».
وفي المحور الشمالي اقتربت القوات من مبنى أكاديمية الشرطة في منطقة الشلالات التي تعد مدخلاً إلى الموصل من الجهة الشمالية، وما زالت القوات تحاصر ناحية تلكيف من دون اقتحامها، وكذلك ناحية بعشيقة في الجهة الشمالية الشرقية.
المعارضة تُطلق “مرحلة جديدة” من هجومها على غرب حلب
المصدر: (و ص ف)
شدّدت فصائل المعارضة السورية أمس هجومها الذي بدأته قبل اسبوع على الاحياء الغربية في حلب، وأطلقت عشرات القذائف التي تسببت بمقتل 12 مدنياً، وذلك عشية هدنة مدتها عشر ساعات أعلنتها موسكو من جانب واحد.
بينما أعلنت “قوات سوريا الديموقراطية”، التحالف الكردي العربي الذي تدعمه واشنطن، انها ستقود معركة طرد الجهاديين من الرقة في سوريا، من دون مشاركة تركيا.
وتدور منذ 28 تشرين الاول اشتباكات عند اطراف الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات النظام في حلب اثر هجوم شنته فصائل مقاتلة بينها مجموعات اسلامية وجهادية (“جبهة فتح الشام”، “جبهة النصرة” سابقاً قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”، و”حركة أحرار الشام”).
وتراجعت حدة المعارك خلال الايام الأخيرة لتتصاعد مجدداً صباح أمس مع اطلاق الفصائل “مرحلة جديدة” من الهجوم الهادف الى فك حصار تفرضه قوات النظام منذ أكثر من ثلاثة أشهر على الاحياء الشرقية.
وأظهر شريط فيديو عند اطراف الاحياء الغربية أعمدة دخان تتصاعد في مناطق الاشتباكات وسط أصوات انفجارات وصيحات المقاتلين “الله أكبر”.
وظهر في الشريط مقاتلون يقفون بالقرب من دراجات نارية في حقل زيتون يتفقون على سير العملية. ثم ينطلقون على متن دراجاتهم النارية على طريق اشعلت الفصائل على اطرافها الاطارات لحجب رؤية الطائرات الحربية.
وكانت الفصائل استطاعت بعد ساعات من اطلاق هجومها قبل أسبوع من السيطرة على الجزء الاكبر من منطقة ضاحية الاسد من غير ان تحرز بعدها أي تقدم يذكر.
وكالعادة، مهدت الفصائل المعارضة لهجومها الجديد باطلاق عشرات القذائف على الاحياء الغربية، مما أوقع “12 شهيداً وأكثر من 200 جريح”.
كما تحدث التلفزيون الرسمي عن اصابة ثمانية أشخاص بالاختناق “نتيجة اطلاق التنظيمات الارهابية غازات سامة” في غرب المدينة.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن عدد القتلى ارتفع الى “15 مدنياً، بينهم أربعة أطفال”.
وتدور المعارك الأشد عنفاً عند أطراف حي حلب الجديدة حيث فتحت الفصائل جبهة جديدة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “فجرت الفصائل ثلاث سيارات مفخخة عند اطراف الاحياء الغربية في محاولة للتقدم مجدداً”.
وأوضح عضو المكتب السياسي في “حركة نور الدين زنكي” المشاركة في الهجوم ياسر اليوسف أن “الهجوم بدأ بمفخختين على تجمعات وميليشيات الاسد في حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة”. وأضاف ان “حرب الشوارع مستمرة ومستعرة”.
ويسعى مقاتلو المعارضة الى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للاحياء الشرقية، مما يمكنهم من فتح طريق الى المناطق الخاضعة لسيطرتهم في ريف حلب الغربي.
وتأتي التطورات العسكرية الاخيرة عشية هدنة أعنها الجيش الروسي من جانب واحد في حلب لمدة عشر ساعات تبدأ كما قال الجيش السوري الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (7:00 بتوقيت غرينيتش).
وبعيداً من جبهة حلب، أعلنت “قوات سوريا الديموقراطية”، وابرز مكوناتها “وحدات حماية الشعب” الكردية، انها ستقود عملية استعادة مدينة الرقة. وصرح الناطق باسم هذه القوات طلال سلو في مؤتمر صحافي في مدينة الحسكة: “سنشهد حملة بقيادة قوات سوريا الديموقراطية لمدينة الرقة المحتلة من تنظيم داعش الارهابي، الا ان الوقت لم يحدد بعد”.
وسئل عن مشاركة تركيا في العملية، فأجاب: “تم حسم الموضوع مع الائتلاف بشكل نهائي… لا مشاركة لتركيا”.
وأعربت أنقرة التي تعتبر “وحدات حماية الشعب” منظمة “ارهابية”، مراراً عن نيتها المشاركة في عملية تحرير الرقة من دون مشاركة الاكراد.
ومنذ تشكيلها قبل نحو سنة، نجحت “قوات سوريا الديموقراطية” بدعم من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في طرد “داعش” من مناطق عدة في سوريا.
روسيا تتوعد بـ«معاقبة» المسلحين
انتحارٌ «جهاديٌ» ثانِ على أبواب حلب
علاء حلبي
في وقت كان يجول فيه وفد صحافي كبير يضم مراسلين لوسائل إعلام عربية وغربية في مدينة حلب، وعشية بدء «الهدنة» التي تبدو كأنها الأخيرة لإخراج مسلحي أحياء حلب الشرقية، شنّت الفصائل المسلحة هجوماً جديداً على المحور الغربي للمدينة، ضمن ما أطلق عليه «المرحلة الثانية من ملحمة حلب الكبرى ـ غزوة أبو عمر سراقب»، فتكثف القصف على الأحياء الغربية وشُنت ثلاث هجمات انتحارية ضد مواقع الجيش السوري على تخوم المدينة، لينتهي بعدها الهجوم من دون إحراز أي خرق على الجبهات، الأمر الذي دفع مصادر عسكرية وأخرى معارضة إلى وصف ما جرى بأنه «انتحار»، في وقت توعدت فيه موسكو بـ «معاقبة» المسلحين الذين يشنون الهجمات، و«من يتحكم بهم».
وقبل يوم من بدء هدنة ساعات الجمعة، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعا لمجلس الامن القومي لبحث تطورات المشهد السوري، قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتعول موسكو على الهدنة الجديدة تحت ضغط الاستعدادات لشن هجمات حاسمة للسيطرة على أحياء حلب الشرقية، حيث يتابع الجنود الروس توافدهم إلى مدينة حلب، بالإضافة إلى وصول قطع بحرية جديدة آخرها فرقاطة «الأميرال غريغوروفيتش» المزودة بصواريخ من نوع «كاليبر»، والتي أعلن مصدر أمني روسي عن انضمامها إلى مجموعة السفن الحربية الروسية في شرق البحر المتوسط.
وبدأ الهجوم بقصف عنيف بصواريخ «غراد» وقذائف الهاون طال حي حلب الجديدة و«مشروع 3000» في حي الحمدانية، كما طالت الصواريخ مبنى جامعة حلب. وبالتزامن مع القصف شنت الفصائل المسلحة بعربتين مفخختين، إحداهما يقودها انتحاري سعودي الجنسية يدعى «خطاب التبوكي» على مواقع الجيش الدفاعية في منطقة الجمعيات في قرية منيان المحاذية لحي حلب الجديدة، فيما توجهت مفخخة ثالثة إلى مواقع الجيش على تخوم «مشروع 3000» قرب مبنى الأكاديمية العسكرية.
مصدر عسكري سوري أكد لـ«السفير» أن قوات الجيش السوري تمكنت من استهداف عربتين مفخختين قبل أن تصلا إلى هدفيهما، فيما انفجرت العربة الثالثة على مقربة من موقع كانت تتحصن فيه قوة للجيش، ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من الجنود.
وعقب الهجمات الانتحارية، وفي تكرار حرفي لسيناريو الهجوم الأول الذي تعرضت له مدينة حلب يوم الجمعة الماضي، شن مسلحون معظمهم من جنسيات أجنبية (تركستان) هجمات عنيفة تخللتها اشتباكات ضمن محاولات المسلحين (الانغماسيين) اختراق مواقع الجيش السوري، قبل أن ينتهي الهجوم بفشل ذريع من دون تحقيق أي تقدم فعلي على الأرض.
الهجوم الجديد، كسابقه، اقترن بتكثيف إعلامي كبير من قبل المحطات ووسائل الإعلام المؤيدة للفصائل المسلحة، حيث نشرت وسائل إعلام عديدة أخبارا عن اختراق المسلحين لحي حلب الجديدة السكني ووقوع اشتباكات في شوارع الحي، الأمر الذي نفاه مصدر عسكري سوري نفيا قاطعا، مؤكداً أن «خريطة السيطرة لم تتغير سنتيمترا واحدا، وهذه الأخبار هي ذاتها التي تم نشرها خلال الهجوم الماضي قبل أيام.. يحاولون خلق بلبلة في مدينة حلب، وشحذ همم المسلحين ببث أخبار كاذبة ليس إلا»، وفق تعبيره.
سلاح الجو السوري شارك بفاعلية في التصدي للهجوم، كما شوهدت مروحيات الجيش وهي تغطي تقدم الجنود خلال تنفيذ كمائن عدة ضد الفصائل المهاجمة، الأمر الذي ضاعف من أعداد قتلى المسلحين، بحسب ما أكد مصدر ميداني.
بعد انكسار زخم الهجوم، وعدم تحقيق المسلحين أي تقدم برغم التفجيرات الثلاثة وعشرات الصواريخ، أطلقت الفصائل المسلحة تحت قيادة «جبهة النصرة» قذائف تحوي مادة الكلور السامة على أحد مواقع الجيش السوري في منطقة منيان، ما تسبب بإصابة عدد من العسكريين والمدنيين بحالات اختناق تم إسعافهم إلى مستشفى الرازي الحكومي.
رئيس الطبابة الشرعية في حلب الدكتور زاهر حجو ذكر خلال اتصال هاتفي مع «السفير» أن الهجوم الجديد تسبب باستشهاد 13 مدنياً، وإصابة العشرات بينهم طلاب من كلية الآداب سقطت القذائف عليهم خلال دوامهم في الجامعة. كما أشار الطبيب الشرعي إلى أن الغازات السامة تسببت بإصابة تسعة أشخاص وهم ثمانية عسكريين ومدني واحد و «قد تم توثيق الحالات أصولا»، وفق تعبيره.
بدورها، رفعت موسكو من نبرة الخطاب السياسي حول الهجمات الأخيرة للفصائل المسلحة، فهددت الفصائل ومن يتحكم بهم بـ «دفع ثمن الهجمات». وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في تصريح صحافي، «إن الإرهابيين في حلب وأولئك الذين يتحكمون بهم، سيدفعون ثمن هجماتهم التي تستهدف تعقيد الوضع الإنساني وإحباط الهدنة»، وتابع «إنهم يعملون عمدا على تعقيد الوضع وإحباط الإمكانيات التي توفرها قرارات القيادة السياسية والعسكرية الروسية. سيتحملون مسؤولية العواقب المحتملة لهذا التوجه غير المسؤول والمنافي للإنسانية»، مضيفاً أن «إعلان الجيش الروسي هدنة إنسانية في حلب يوم الجمعة، يحمل في طياته إشارة جدية جدا».
اقتتال داخل الأحياء المحاصرة
في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الفصائل المسلحة داخل أحياء حلب الشرقية المحاصرة إثر خلاف على النفوذ والسيطرة وملكية السلاح، تسببت بمقتل وإصابة عدد من المسلحين.
وذكر مصدر معارض لـ «السفير» أن مسلحين يتبعون لفصائل «نور الدين الزنكي» و «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة) و «كتائب أبو عمارة»، هاجمت مقارّ تابعة لـ «تجمع فاستقم كما أمرت»، في محاولة من مسلحي الفصائل الثلاثة للسيطرة على مخازن أسلحة تابعة لـ «التجمع»، وذلك إثر اتهامات متبادلة بمحاولة تنفيذ عمليات اغتيالات.
وامتدت الاشتباكات، وفق مصادر معارضة، إلى بعض قرى ريف إدلب، قبل أن تتدخل فصائل عدة وتحاول تهدئة الأوضاع.
مقاتلون روس يحاربون في سوريا ويموتون سرا في سبيل الكرملين
توجلياتي(روسيا) ـ من ماريا تسفيتكوفا وأنطون زفيريف ـ بدأ هذا العام بداية دامية بالنسبة لوحدة تضم نحو مئة مقاتل روسي يحاربون دعما للرئيس السوري بشار الأسد في شمال سوريا.
ففي الثالث من فبراير شباط قتل مكسيم كولجانوف البالغ من العمر 38 عاما في تبادل لإطلاق النار مع مقاتلي معارضة قرب حلب عندما شقت رصاصة درعه الواقي واستقرت في قلبه. ثم تعرضت نفس الوحدة لنيران قذائف قرب تدمر في التاسع من مارس آذار فأصيب سيرجي موروزوف (38 عاما) وفارق الحياة وهو في الطريق للمستشفى.
وفي جنوب روسيا تسلمت عائلتا المقاتلين ميدالية الشجاعة وشهادة موقعة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. والميداليتان اللتان اطلعت عليهما رويترز تكريم للتضحية التي قدماها في سبيل بلادهما.
لكن كولجانوف وموروزوف لم يعملان لدى الدولة الروسية. كان كل منهما في سوريا بصفة متعاقد خاص وهم جزء من قوة نشرها الكرملين سرا في سوريا.
ولم يعلن عن مقتل كولجانوف وموروزوف وآخرين غيرهما. وتقول عائلات هؤلاء إنهم تلقوا معلومات قليلة وطلب منها عدم مناقشة الأمر. وفي إحدى هذه الحالات التي كشفت عنها رويترز حصلت عائلة مقاتل قضى نحبه في سوريا على نحو مئة ألف دولار كتعويض.
ومن الناحية الرسمية لا تشارك روسيا في سوريا إلا بقوة جوية وعدد صغير من القوات الخاصة على الأرض. وتنفي موسكو انخراط قواتها في عمليات قتالية برية منتظمة.
لكن من خلال مقابلات أجريت مع أكثر من 12 شخصا على دراية مباشرة بنشر القوات خلصت رويترز إلى أن المقاتلين الروس يلعبون دورا أهم بكثير في القتال على الأرض من الدور الذي يقول الكرملين إن الجيش النظامي الروسي يقوم به في سوريا.
ووصفت المصادر المقاتلين الروس بأنهم متعاقدون أو مرتزقة عينتهم شركة خاصة وليسوا قوات نظامية. لكن رغم دورهم غير الرسمي وفقا لهذه الروايات فإنهم يعملون بالتنسيق مع الجيش الروسي ويحصلون على امتيازات في روسيا تمنح في العادة للجنود النظاميين.
ويسافر هؤلاء إلى سوريا على متن طائرات عسكرية روسية تهبط في قواعد روسية. وقال أشخاص أجرت رويترز مقابلات معهم إنه عندما يصاب هؤلاء المقاتلون فإنهم يتلقون العلاج في مستشفيات مخصصة للجيش الروسي ويحصلون على ميداليات رسمية.
ولم تتمكن رويترز من تحديد عدد هؤلاء الروس المرتزقة الذين يقاتلون في سوريا ولا العدد الإجمالي للقتلى والجرحى من بينهم لكن ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر قالوا إن هناك وحدات كثيرة لها نفس قوام الوحدة التي كانت تضم كولجانوف وموروزوف.
ولم يرد الكرملين ولا وزارة الدفاع على أسئلة من رويترز. ولم تتمكن رويترز من الحصول على تعليق من مسؤولين سوريين بشأن المرتزقة الروس.
كما لم تتمكن رويترز من معرفة اسم الشركة أو الشركات التي تقوم بتعيين المقاتلين ولا مصدر أي مدفوعات للمقاتلين أو عائلاتهم.
توجيهات الكرملين
ولا يجيز القانون الروسي العمل كمتعاقد عسكري خاص في دولة أخرى. لكن مواطنين روسا شاركوا في حروب في أنحاء ما كان يعرف باسم الاتحاد السوفيتي منذ سقوطه في 1991 أي قبل 25 عاما.
وفي 2014 حاربت أعداد كبيرة من الروس علنا دعما لانفصاليين موالين لموسكو في أوكرانيا. وتقول الدول الغربية إن موسكو قامت بتنظيم هذه الوحدات المتمردة وأمدتها بالمال والسلاح لكن الكرملين يقول إن أي روسي حارب هناك كان متطوعا من تلقاء نفسه.
وانضمت روسيا إلى الحرب في سوريا العام الماضي وكان هذا هو أول صراع تخوضه خارج حدود الاتحاد السوفيتي السابق منذ الحرب الباردة. وتردد بين المحاربين القدامى في الصراع الأوكراني حديث يفيد بأن هناك حاجة لمرتزقة.
وقال ثلاثة أشخاص كانوا يعرفون موروزوف وكولجانوف إنهما قاتلا في صفوف نفس الوحدة في أوكرانيا وانتهى بهما الحال في سوريا. وذكر أحد المصادر أن الوحدة كانت بقيادة رجل يستخدم اسما مستعارا هو “فاجنر” وأصبح قائدا للمرتزقة الروس في سوريا.
ولا يعرف الكثير عن هوية الرجل الحقيقية. ويقول اثنان من رفاق فاجنر إنه سافر بالفعل إلى سوريا كمقاتل من المرتزقة في 2013 قبل أن يقود مجموعته من المقاتلين الروس في شرق أوكرانيا. ثم عاد فاجنر إلى سوريا حيث بدأت روسيا تدخلها العسكري في سبتمبر أيلول 2015.
ونشر موقع فونتانكا الإلكتروني الروسي ما وصفها بأنها الصورة الوحيدة لفاجنر وظهر فيها رجل أصلع يرتدي زيا عسكريا ويقف بجوار طائرة هليكوبتر. وذكر الموقع أن اسمه ديمتري يوتكين. ولم يتسن لرويترز التحقق من الصورة أو الاسم.
وقال أحد قادة المتمردين الأوكرانيين وكان مقربا من مجموعة فاجنر في شرق أوكرانيا إن مقاتلين كثيرين انجذبوا للقتال في سوريا لأنهم وجدوا أن من الصعب عليهم العودة للحياة المدنية.
وأضاف “التقي بهم الآن وأرى كيف تغيروا. ليس لدي ببساطة ما أناقشه معهم. لا يمكنهم تصور أي حياة أخرى بخلاف الحرب. ولهذا السبب يذهبون للقتال في سوريا.”
وكان موروزوف الذي قتل قرب تدمر قد عاد من أوكرانيا إلى موطنه بجنوب روسيا واشتغل بالسياسة المحلية.
وعمل موروزوف مساعدا لميخائيل ديجتياريوف وهو عضو في البرلمان عن مسقط رأسه مدينة سامارا. وقال ديجتياريوف لرويترز إن موروزوف كان صديقا له وأكد أنه سقط قتيلا في معركة تدمر.
وكان “كابا” -وهو ضابط روسي سابق ومتطوع في الصراع الأوكراني طلب الإشارة إليه باسم مستعار- صديقا لموروزوف وكان يعرف كولجانوف أيضا وعددا آخر من الروس الذين قاتلوا في أوكرانيا وتوجهوا للقتال في سوريا مع مجموعة فاجنر. ولا يزال على اتصال ببعضهم.
وأضاف أن موروزوف أصيب بالإحباط عندما حضر اجتماعا للحزب الديمقراطي الحر الذي ينتمي لأقصى اليمين ولم يستمع إليه أحد. وقال كابا إن موروزوف ترك مشروعاته التجارية المربحة لينضم إلى رفاق فاجنر في سوريا.
ويقول كابا إنه تم تجنيد المحاربين الروس القدامى في الصراع الأوكراني للقتال على الأرض في سوريا عندما اتضح أن السوريين لن يتمكنوا من الحفاظ على الأراضي دون مساعدة رغم الدعم الجوي الروسي.
وقال كابا “العرب ليسوا محاربين بالفطرة لكنهم يتلقون تعليمات باقتحام أراض مرتفعة. وهم لا يعرفون كيف يقتحمون فما بالك بهزيمة غرائزهم والتحرك صوب الرصاص. كيف يمكنك أن تجعلهم يفعلونها؟ ليس أمامك سوى أن تقدم نفسك كمثال.”
وردا على سؤال عما إذا كان مقاتلو المجموعة ينسقون مع وزارة الدفاع الروسية قال كابا “بالطبع″.
وقال شخصان يعرفان مقاتلين مختلفين إن المقاتلين يصلون إلى سوريا على متن سفن ترسو في ميناء طرطوس وتستأجرها البحرية الروسية أو على متن طائرات عسكرية تهبط في قاعدة حميميم الجوية الروسية بغرب سوريا.
وقال طبيب بمستشفى عسكري روسي لرويترز إن المصابين ينقلون إلى روسيا على متن طائرات شحن عسكرية ومن ثم يتلقون العلاج في مستشفيات عسكرية.
وأضاف طالبا عدم ذكر اسمه خوفا من فقدان وظيفته أنه أشرف بنفسه على علاج متعاقدين أصيبوا في سوريا وأن دورهم هناك كان واضحا من المناقشات فيما بينهم.
وذكر أن المستشفى الذي يعمل به مخصص من الناحية الرسمية لعلاج أفراد الجيش فحسب وأفراد أسرهم أو المحاربين القدامى التي خدموا لفترات طويلة في الجيش وهي فئة لا تنطبق على مرضاه الشبان.
وعندما قتل موروزوف وكولجانوف نقلت الجثتان إلى روسيا على متن طائرة عسكرية وأودعتا مشرحة يستخدمها الجيش في مدينة روستوف بجنوب روسيا طبقا لأقارب موروزوف وكابا صديقه.
وشاهد مراسل من رويترز ميدالية الشجاعة التي منحت لكولجانوف بعد وفاته. وقال أقارب له إن شخصا في ملابس مدنية سلم الميدالية إلى منزل أسرة كولجانوف في مدينة توجلياتي المطلة على نهر فولجا. واطلعت رويترز أيضا على صورة لميدالية الشجاعة التي حصل عليها موروزوف وكتب عليها تاريخ السابع من سبتمبر أيلول 2016.
سرية
ولم يخبر كولجانوف أقاربه قط بالمكان الذي سيرسل إليه لكن صورا أرسلها احتوت على بعض الإشارات. وعلقت صورة على جدار منزل والديه ويظهر فيها كولجانوف أمام شجرة برتقال.
ولم تتيقن الأسرة من أنه كان في سوريا إلا بعد مقتله عندما رأوا جواز سفره وبه تأشيرة سفر لسوريا.
وقال أقاربه إن الأشخاص الذين أبلغوا العائلة بالوفاة عبر الهاتف ومن سلموا الجثة إلى مشرحة روستوف لم يفسروا الطريقة التي قتل بها أو الجهة التي كان يعمل لصالحها. وأضافوا أن الأشخاص الذين تواصلوا معهم لم يعرفوا أنفسهم وأمروا العائلة بعدم الحديث للصحفيين.
وقالت امرأة تبلغ من العمر 55 عاما إن زوجها قتل هذا العام أثناء عمله لصالح متعاقد عسكري في سوريا. وطلبت عدم ذكر اسمها ولا اسم زوجها لأنها تخشى الانتقام.
وأضافت “لم يبلغوني بالأمر إلا بعد مقتله. اتصل بي شاب وأبلغني. وهددني أيضا حتى لا أخبر أي شخص بالأمر.”
وعلى الطرف الآخر تقر السلطات الروسية بسقوط بعض القتلى أثناء القتال في صفوف أفراد الجيش لكنها تعلن الأمر متأخرا في كثير من الأحيان دون أن تقدم حصيلة رسمية.
ولم يتسن لرويترز تحديد عدد الروس الذين قتلوا في سوريا. وقال كابا إن الوحدة الصغيرة التي كانت تضم كولجانوف وموروزوف فقدت أربعة من مقاتليها منذ بدء الحملة الروسية في سوريا بما في ذلك قائدها الذي قتل إلى جانب موروزوف في نفس تبادل إطلاق النار. وأصيب العشرات.
وقالت رويترز من قبل أن الميجر الروسي سيرجي تشوبوف قتل في سوريا في الثامن من فبراير شباط. وقال شخص كان يعرفه لرويترز إنه كان أيضا جزءا من مجموعة فاجنر.
وقال طبيب المستشفى العسكري الذي تحدث إلى رويترز إن قسم الجراحة الذي يعمل فيه عالج ستة أو سبعة مقاتلين روس عادوا من سوريا مصابين بجروح نتيجة قتال ولم يكونوا جنودا روسا في الخدمة.
وأضاف أن العدد الإجمالي للمتعاقدين الجرحى الذين تلقوا العلاج في المستشفى قد يكون أعلى من ذلك بكثير. وتابع أنه يعلم بوجود مستشفيين اثنين على الأقل في موسكو وسان بطرسبرج يعالج متعاقدون فيهما.
وكالة إيرانية: قوات عسكرية مصرية إلى سوريا «لتنسيق مكافحة الارهاب»
الفصائل المعارضة تصعد هجومها في غرب حلب
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: صعدت فصائل المعارضة السورية أمس الخميس هجومها الذي بدأته قبل أسبوع على الأحياء الغربية من مدينة حلب، وأطلقت عشرات القذائف التي قتل جراءها 12 مدنيا، وذلك عشية هدنة من عشر ساعات أعلنتها موسكو من جانب واحد.
على جبهة أخرى، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، التحالف الكردي العربي المدعوم من واشنطن، أنها ستقود معركة طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من الرقة، معقله في سوريا، من دون مشاركة تركيا.
ومهدت الفصائل المعارضة لهجومها الجديد بإطلاق عشرات القذائف على الأحياء الغربية، ما أسفر عن سقوط «12 شهيدا وأكثر من 200 جريح»، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته عن مقتل «14 مدنيا، بينهم أربعة أطفال».
ومنذ بدء هجومها قبل أسبوع، أطلقت الفصائل مئات القذائف والصواريخ على الأحياء الغربية، ما أسفر حتى الآن عن مقتل حوالى 64 مدنيا، وفق حصيلة للمرصد السوري.
وتدور المعارك الأكثر عنفا الخميس عند أطراف حي حلب الجديدة حيث فتحت الفصائل جبهة جديدة.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس «فجرت الفصائل ثلاث سيارات مفخخة عند أطراف الأحياء الغربية في محاولة للتقدم مجددا».
وذكر عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي المشاركة في الهجوم ياسر اليوسف أن «الهجوم بدأ بمفخختين على تجمعات وميليشيات الأسد في حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة».
وأضاف «حرب الشوارع مستمرة ومستعرة». ويسعى مقاتلو المعارضة إلى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للأحياء الشرقية، ما يمكنهم من فتح طريق الى المناطق الخاضعة لسيطرتهم في ريف حلب الغربي.
هذا وتناقلت مصادر صحافية خبر قيام الحكومة المصرية بإيفاد قوات عسكرية إلى سوريا في إطار «مكافحة الإرهاب» و»التعاون والتنسيق العسكري مع قوات النظام السوري».
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن مصدر في الخارجية السورية قوله إن الوزارة ستصدر بيانا حول أنباء عن إرسال مصر قوات إلى سوريا، في حال تأكد الأمر، دون أن ينفي المصدر أو يؤكد صحتها.
يذكر أن رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، اللواء علي مملوك، زار مصر منذ نحو أسبوعين، في أول زيارة معلنة لمسؤول سوري بارز، وأجرى لقاءات مع كبار المسؤولين المصريين.
من جانبه نفى «الجيش السوري الحر»، أمس الخميس، صحة ما أعلنه مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا، ستافان دي ميستورا، عن تعرض مدنيين لقصف من قبل المعارضة أثناء العمليات الجارية لكسر الحصار الحكومي عن مدينة حلب شمالي البلاد.
وخلال مؤتمر صحافي في حلب، أعلن أعضاء من «الجيش السوري الحر» أنهم يكافحون من أجل «تخليص المدنيين من حصار قوات النظام السوري»، مشددين على أن «الجيش الحر» لم يستهدف مدنيين خلال عمليات كسر الحصار.
وقال أبو بكر، وهو أحد قادة «جيش المجاهدين»: «نود أن نقول لدي ميستورا والأمم المتحدة وكل الدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، إنّ المحاصرين في حلب، والذين تعبرون عن قلقكم حيالهم، هم أهلنا.. هم رجالنا ونساؤنا، وأطفالنا».
وتابع أبو بكر: «نودّ أن نذكّر الأمم المتحدة ودي ميستورا، ونقول لهم: لماذا لم تقلقوا عندما قصفت روسيا مدرسة حاس، التي راح ضحيتها 35 شخصاً، معظمهم أطفال.. لماذا لم تقلقوا عندما استهدفت مقاتلات روسية قوافل المساعدات الإنسانية (الدولية)»، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن عشرين مدنيا قرب حلب في الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي.
هدنة روسية جديدة في حلب لم تسجل خروج أحد من الاحياء الشرقية المحاصرة
حلب- أ ف ب- مرت أكثر من سبع ساعات على بدء الهدنة الانسانية التي اعلنتها روسيا من طرف واحد ولمدة عشر ساعات في مدينة حلب في شمال سوريا، من دون أن تسجل حتى اللحظة خروج جرحى أو مقاتلين أو مدنيين من الاحياء الشرقية المحاصرة.
وتهدف الهدنة الروسية، كما تلك التي سبقتها في تشرين الاول/ اكتوبر، بحسب ما اعلنت موسكو، حليفة النظام السوري، إلى إجلاء الجرحى والمرضى ومقاتلين ومن يرغب من مدنيين من الاحياء الشرقية عبر ثمانية معابر.
وخصص معبران اساسيان هما الكاستيلو (شمال) والخير – المشارقة (وسط) لخروج المقاتلين والراغبين من المدنيين.
وأفادت وكالة الانباء الرسمية السورية “سانا” بعد الظهر ان الفصائل المعارضة استهدفت معبر الكاستيلو “بسبع قذائف صاروخية”، مشيرة الى إصابة مراسل قناة الاخبارية الرسمية بجروح.
واعلن الجيش الروسي بدوره عن اصابة جنديين روسيين “بجروح طفيفة” جراء تلك القذائف. واكد في بيان ان “الجنديين نقلا سريعا الى حي آمن في المدينة حيث تلقيا العلاج”، مؤكدا ان “حياتهما ليست في خطر”.
وكانت الهدنة الجديدة دخلت حيز التنفيذ عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (07,00 ت غ) على ان تنتهي عند الساعة السابعة مساء (17,00 ت غ).
وأكد مراسلان لفرانس برس من جانبي معبر الخير – المشارقة ان احدا لم يخرج من الجهة الشرقية بعد ست ساعات على بدء الهدنة.
واظهرت صورة التقطها مراسل فرانس برس في الجهة الشرقية من المعبر منطقة خالية تماما سوى من الدمار والاعشاب اليابسة.
وأظهر شريط فيديو بث مباشرة من معبر الكاستيلو على موقع وزارة الدفاع الروسية عددا من سيارات الاسعاف تنتظر عند حاجز للجيش السوري حيث وضعت صورة للرئيس بشار الاسد من دون ان يتم تسجيل خروج اي شخص.
– هدنة غير كافية
وكانت هدنة انسانية بمبادرة روسية ايضا استمرت ثلاثة ايام وانتهت في 22 تشرين الاول/ اكتوبر، فشلت في إجلاء جرحى ومقاتلين ومدنيين، بسبب توترات امنية ومخاوف لدى السكان والمقاتلين الذين عبروا عن انعدام الثقة بالنظام.
واعتبرت الامم المتحدة الخميس ان “العمليات الانسانية في حلب لا يمكن ان تتوقف على المبادرات السياسية والعسكرية”.
وقال متحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ديفيد سوانسون لفرانس برس “الامم المتحدة لن تكون معنية باي شكل في اجلاء مدنيين من شرق حلب”.
واعتبر أن “عمليات إجلاء المرضى لا يمكن أن تحصل سوى اذا اتخذت الاطراف المعنية بالنزاع كافة الاجراءات اللازمة لتأمين بيئة مناسبة، وهذا ما لم يحصل”.
ورأت منظمة العفو الدولية أن “الهدنة الانسانية المؤقتة التي اعلنت عنها روسيا ليست بديلا عن ايصال المساعدات من دون قيود وبطريقة منصفة”، مضيفة “يجب أن يسمح للمدنيين الراغبين بالمغادرة من دون قيود من قبل كافة اطراف النزاع″.
وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة اشهر احياء حلب الشرقية حيث يقيم اكثر من 250 الف شخص في ظل ظروف صعبة وسط نقص فادح في المواد الغذائية والطبية.
وكررت فصائل مقاتلة رفض المبادرات الروسية.
وقال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، وهي من أبرز الفصائل المشاركة في معارك حلب، لفرانس برس “لسنا معنيين بها ولا نثق بالروس ولا بمبادراتهم الرخيصة”.
وعلق الجيش الروسي في 18 تشرين الاول/ اكتوبر، أي قبل يومين من الهدنة الانسانية السابقة، غاراته على الاحياء الشرقية، ويقتصر قصف الطائرات حاليا على مناطق الاشتباكات في غرب المدينة. وكانت غارات سورية وروسية مكثفة حصدت على مدى اسابيع مئات القتلى في الاحياء الشرقية واثارت تنديدا دوليا.
وتدور منذ 28 تشرين الاول/ اكتوبر اشتباكات عند اطراف الاحياء الغربية لمدينة حلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام اثر هجوم شنته الفصائل وبينها مجموعات اسلامية وجهادية (جبهة فتح الشام، او جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة).
وصعدت الفصائل الهجوم الخميس، لكن مراسل لفرانس برس افاد عن هدوء طوال الليل حتى صباح الجمعة. وسجلت صباحا بعض الغارات على منطقة ضاحية الاسد التي كانت تقدمت اليها الفصائل.
وهي تسعى إلى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للاحياء الشرقية، ما يمكنها من فتح طريق الى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب الغربي وكسر الحصار عن شرق حلب.
ويقع حي الحمدانية بين ضاحية الاسد غربا وحي العامرية شرقا الذي تسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء منه.
ومنذ بدء هجومها، أطلقت الفصائل المعارضة مئات القذائف والصواريخ على الاحياء الغربية ما اسفر حتى الآن عن مقتل حوالى 70 مدنيا، بينهم 15 الخميس، وفق حصيلة للمرصد السوري.
شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة يتأهب لتجدد القصف
بيروت ـ من إيلين فرانسيس وأنجوس مكدوال ـ لم يظهر مقاتلو المعارضة والمدنيون في شرق حلب أي بوادر على مغادرة المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة اليوم الجمعة رغم انقضاء مهلة حددتها روسيا لاستئناف قصف المدينة عند حلول الليل بعد توقف استمر 17 يوما.
وقتل العشرات الأسبوع الماضي في قصف من قوات المعارضة على مناطق سكنية في القطاع الغربي من حلب الذي تسيطر عليه الحكومة في هجوم مضاد من خارج المدينة لكسر حصار شرق المدينة.
وأرسلت الحكومة سيارات إسعاف وحافلات لنقل الراغبين في مغادرة شرق حلب كما فعلت في مرات سابقة خلال الهدنة لكن لم تظهر أي بوادر على وجود من يعتزمون الرحيل.
وبدا سكان اتصلت بهم رويترز مستسلمون لاستئناف القصف الذي قتل المئات في أواخر سبتمبر أيلول ومطلع أكتوبر تشرين الأول بعد أن تخلت الحكومة السورية وحليفتها روسيا عن وقف إطلاق النار وشنتا هجوما على أكبر منطقة حضرية تحت سيطرة المعارضة.
وقال بيبرس مشعل مسؤول الدفاع المدني في شرق حلب إنه لا يمكن فعل شيء وإنه لا يمكن وقف الطائرات.
وقال إنه لا يوجد سبيل أمام عمال الإنقاذ أو الأطقم الطبية للاستعداد مقدما للاستئناف المتوقع للهجمات وإن كل ما يمكن فعله هو أخذ الاحتياطات والتأهب على مدار الساعة.
وتقول موسكو ودمشق إن توقف القصف سينتهي في السابعة مساء (16 بتوقيت جرينتش) الجمعة واتهمتا قوات المعارضة باستغلال الهدنة لتعزيز قوتها وشن هجمات على مناطق خاضعة للحكومة.
وتقول الحكومة وحلفاؤها الروس إنهم يستهدفون المتشددين وحسب وإن المقاتلين يتحملون مسؤولية سقوط ضحايا من المدنيين بسبب عملهم في مناطق مدنية.
وتقول دول غربية إن القصف استهدف عمدا مستشفيات وعمال إغاثة ومخابز ووجهت واشنطن الاتهام لموسكو بارتكاب “جرائم حرب”. ويقول مقاتلون معارضون إن الهدف هو إخراج المدنيين الذين يصل عددهم إلى زهاء 275 ألف شخص من القطاع الشرقي في حلب.
وقالت مدار شيخو الممرضة في شرق حلب “إنهم يطلقون عليه وقفا لإطلاق النار والنظام لم يسمح لنا بأن نسمع نهاية (لصوت إطلاق النار).”
وتابعت “كالمعتاد عندما تنتهي سيستأنفون القصف وقد اعتدنا على ذلك.”
وشن الجيش السوري يدعمه مسلحون من لبنان وإيران وفصائل شيعية عراقية وسلاح الجو الروسي هجوما كبيرا لاستعادة شرق حلب من المعارضة في 22 سبتمبر أيلول بعد تقدم على الأرض أتاح لتلك القوات محاصرة شرق المدينة.
وأصبحت حلب بؤرة القتال في الحرب السورية التي دخلت عامها السادس.
وتسببت الحرب في انقسام المدينة إلى قطاعين غربي يخضع لسيطرة الحكومة وشرقي تحت سيطرة قوات المعارضة. وستمثل السيطرة الكاملة على المدينة نصرا كبيرا للحكومة السورية في الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف ودفعت أكثر من نصف السوريين إلى النزوح عن ديارهم.
“لن يغادر أحد”
أعلنت دمشق وموسكو وقفا للقصف الجوي من جانب واحد لمدة أربعة أيام يوم 18 أكتوبر تشرين الأول ووعدوا مقاتلي المعارضة والسكان بالمرور الآمن للخروج من المدينة.
وقالت روسيا – التي جلبت حاملة طائرات إضافية إلى الساحل السوري – يوم الأربعاء إن على كل مقاتلي المعارضة أن يغادروا حلب بحلول مساء يوم الجمعة مضيفة أن وقف الضربات الجوية لا يمكن أن يستمر بسبب قصف المعارضة.
وذكر شاهد من حي بستان القصر في غرب حلب قرب نقطة عبور أقامتها الحكومة للسماح للمدنيين بالهرب من المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة لرويترز اليوم الجمعة إنه تمكن من رؤية أشخاص ينتظرون حضور أقاربهم من الشرق. وكانت الحافلات وسيارات الإسعاف في انتظارهم لكن حتى الآن لا يوجد أي مؤشر على خروج أعداد كبيرة.
وقالت امرأة تغطي وجهها في بستان القصر إنها تأمل أن يتمكن سكان شرق المدينة من المغادرة بأمان وسلام.
ورفض مقاتلو المعارضة مطلب الانسحاب.
وقال زكريا ملاحفجي وهو مسؤول مقيم في تركيا من المكتب السياسي لحركة فاستقم الموجودة في حلب إنه لن يغادر أحد وإن الروس سيقومون بالتصعيد لأنهم أعلنوا ذلك.
وتقول المعارضة إن دمشق وحلفاءها الروس والإيرانيين يهدفون للفوز في الحرب بإخلاء المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من السكان فتعمد إلى تجويع السكان أو قصفهم لدفعهم للهرب.
وقال مسؤول من جماعة نور الدين الزنكي إن الروس يتبنون سياسة تغيير التركيبة السكانية بالتعاون مع الحكومة السورية وإيران وإن نواياهم لم تعد خافية.
وفي الشهور الأخيرة استسلمت الكثير من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بعد حصار الجيش لها لفترات طويلة. وتسمي الحكومة هذه العملية بالمصالحة وتعرض ممرات آمنة على مقاتلي المعارضة الذين يتخلون عن الأراضي ويلقون أسلحتهم.
واقترحت الحكومة برنامجا مماثلا لإنهاء حصار شرق حلب وفتحت ما قال الجيش إنها ممرات آمنة وأرسلت سيارات إسعاف للمدنيين المصابين وحافلات المدينة الخضراء لتقل المقاتلين إلى إدلب وهي محافظة تحت سيطرة المعارضة.
لكن حتى الآن لم يغادر المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة سوى عدد قليل منذ أواخر أكتوبر تشرين الأول. واتهمت دمشق المعارضة بمنع الناس من المغادرة بطرق منها قصف الممرات الآمنة وهو ما تنفيه المعارضة.
وقال فادي إسماعيل المسؤول بوزارة المصالحة السورية في حلب في تصريح لرويترز عبر الهاتف “أتمنى إن يخرجوا المدنيين…لكن أتوقع إنه غير قابل للتحقيق في ظل هذه الظروف.”
وقال إسماعيل إن فرص التوصل لاتفاق مع المقاتلين تبدو ضعيفة وإنه يتوقع استئناف العمل العسكري إن لم يغادر أحد المدينة بحلول مساء الجمعة.
وذكرت الأمم المتحدة أنها لا تملك الضمانات الأمنية اللازمة لتسليم المساعدات لشرق حلب. وتعارض الأمم المتحدة إجلاء المدنيين من المناطق المحاصرة ما لم يكن ذلك طوعا.
وبعد بدء هجومها في أواخر سبتمبر أيلول تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على شمال حلب بما في ذلك مخيم للاجئين الفلسطينيين ومناطق أصغر في الجنوب لكنها لم تحقق تقدما كبيرا في المناطق المكتظة بالسكان.
وشنت المعارضة هجوما مضادا قبل أسبوع على الطرف الغربي من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة من الريف المحيط. وقال المرصد السوري إن المعارضة حققت تقدما في ضاحية الأسد ومشروع منطقة 1070 شقة السكني باستخدام 15 هجوما بسيارات ملغومة خلال الأسبوع.
وقال المرصد إن مقاتلي المعارضة قتلوا 69 مدنيا بينهم 25 طفلا في قصف خلال هجومهم المضاد. (رويترز)
اقتحام سجن طرطوس بسبب استعصاء للمعتقلين… وأنباء عن وجود سليمان هلال الأسد داخل السجن
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: تواردت أنباء عن اقتحام سجن طرطوس المركزي أواخر الشهر الماضي، من قبل قوات النظام السوري بحضور وزير الداخلية «محمد الشعار» عقب استعصاء قام به السجناء السياسيون فيه، بعد إشعارات بتنفيذ حكم الإعدام بحق عدد منهم، وسط أنباء عن تواجد سليمان هلال الأسد داخل السجن الجنائي بتهمة قتل أحد ضباط الجيش السوري في مدينة اللاذقية.
وقال مسؤول «الهيئة السورية لفك الأسرى» فهد الموسى، إن: السجن يحوي أكثر من 247 معتقلا سياسيا هم من قاموا بالاستعصاء، بعيد إشعارات بتنفيذ حكم الإعدام بحق عدد منهم، مشيرا إلى تواجد شبكة تربط بين السجون السورية، وتتم المتابعة الدقيقة لتفاصل حياة السجناء عبر جوالات يتم تهريبها إلى داخل هذه السجون من خلال رشوة الحراس.
كما بين مسؤول الرابطة، أن قوات النظام قامت بقطع الاتصالات عن السجن ومحيطه بغية إحكام السيطرة عليه، موضحا أن السجن يضم 70 سجينا من مدينة بانياس، والعديد من السجناء القادمين من سجن عدرا، وجميع المتهمين الذين حوكموا وفق ما يسمى قانون «الإرهاب» أو محكمة الإرهاب.
ويشير ناشطون من مدينة بانياس، إلى أن السجن يختلف عن باقي السجون بسبب التركيبة الطائفية داخل السجن، حيث لا يوجد أي معتقل سياسي من الطائفة العلوية في الجناح الذي ينفذ الاستعصاء، بينما أغلب المحكومين في قسم الجنايات والجنح من أبناء الطائفة العلوية ومن بينهم «سليمان هلال الأسد». ويتخوف أهالي المعتقلين من مساندة السجناء في هذا القسم لقوات الأمن المقتحمة للقضاء على الاستعصاء، الأمر الذي من شأنه أن يعرض السجناء إلى أقسى العقوبات.
وأكد سجين سابق من مدينة بانياس «م.ف» لـ»القدس العربي»، أن السجناء في الشق السياسي يتعرضون للظلم والإهانة والابتزاز من قبل الحراس بشكل مستمر عندما يريد أهاليهم زيارتهم، ومن المحتمل أن يكون ذلك أحد أسباب الاستعصاء الحاصل.
وأصدرت «الرابطة السورية لفك الأسرى» بيانا تؤكد فيه قيام قوات النظام صباح يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي باقتحام السجن، حيث قام قائد شرطة محافظة طرطوس بالتعاون مع معاون وزير الداخلية بتهدئة المعتقلين والسجناء ووعدوهم بالنظر بمطالبهم بإرجاعهم إلى سجون محافظاتهم، وإجراء محاكمات عادلة لهم وإخلاء سبيلهم، حيث قبل المعتقلون بالتهدئة وأبقوا أبواب الغرف والأجنحة مفتوحة، وبذلك أنهوا الاستعصاء مع تطمينات بالنظر بمطالبهم ومعاملتهم معاملة حسنة.
لكن البيان أشار إلى أن المعتقلين والسجناء تفاجأوا بقوات النظام السوري تقتحم السجن باستخدام القوة المفرطة من قبل قوات الجيش والمخابرات، حيث انقطعت كل أنواع الاتصالات والتواصل مع المعتقلين والسجناء داخل السجن، وبالتالي فإن حياة 247 معتقلا مهددة بالقتل والتعذيب داخل السجن، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن.
تؤكد الهيئة أنها على اتصال مباشر مع أصدقاء المعتقلين وأهاليهم للحصول على مزيد من المعلومات، وتشير إلى سيناريوهات مخيفة قد أدت لذلك، أحدها قيام النظام السوري باستجرار المعتقلين للقيام بالتمرد حتى يتم التضييق عليهم وتصفية بعض المعتقلين المهمين منهم، وهناك تخوف من أن يكون المستفيد من الاستعصاء السجين سليمان الأسد الموقوف جنائياً في سجن طرطوس لتسوية وضعه إدارياً بالتعاون مع النظام السوري، مشيرة إلى أنها لا زالت تنتظر جمع المزيد من المعلومات لتضح الصورة أكثـر.
ويقول ناشطون، إن: معظم السجون السورية تحوي أقساما تخص المعارضين السياسيين، الذين صدرت بحقهم أحكام تصل لعشرات السنين، بتهم أبرزها النيل من هيبية الدولة، وحمل السلاح ضدها، وتهم أخرى ترتبط بالإرهاب، وأكبر السجون في سوريا هو سجن صيدنايا الذي يضم السجناء من الضباط العسكريين المناوئين للأسد والسجناء الإسلاميين وسجن عدرا الذي يحوي السجناء المدنيين المعارضين، وسجن تدمر الذي دمره تنظيم «الدولة» منتصف العام الماضي.
في غياب معظم فصائل المعارضة السورية وتناحرها… مؤتمر «إنقاذ الغوطة» لتنسيق الجهود ونبذ الخلاف
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: نظم المجلس العسكري لدمشق وريفها، بقيادة العقيد الطيار الركن عمار النمر مؤتمراً طارئا في بلدة حمورية في ريف دمشق المحاصر، بعنوان «الغوطة إلى أين»، بهدف تشكيل جسم عسكري تحت إمرة غرفة علميات موحدة تجمع قادة التشكيلات العسكرية، لإنقاذ الغوطة الشرقية من السقوط بيد النظام السوري، سواء بالتسوية والمصالحة أو بالتقدم العسكري.
وكانت بعض فصائل الغوطة الشرقية من المعارضة المسلحة دعت إلى هذا المؤتمر، بالإضافة إلى المؤسسات المدنية والشرعية ووجهاء الغوطة وأصحاب القرار.
وقال الناشط الإعلامي عمر أبو عماد من مدينة دوما، وهو أحد المدعوين للاجتماع، إن: «الفصيلين الذين لم يستجيبا للدعوة هما «فيلق الرحمن» و»أحرار الشام» فيما تعثر الطريق أمام بعض قادة «جيش الإسلام» في الوصول إلى المؤتمر واقتصر تمثليهم على قادة الصف الأول والثاني و»شرعي» الجيش عبد الرحمن كعكة، مع عدد كبير من الشخصيات المدنية، فيما لم تتم دعوة قادة «فتح الشام» إلى الاجتماع نهائيا، وحضر اثنان من شرعييها كضيوف شرف، دون دعوة رسمية، وهما أبو تراب الأردني وأبو عبد الله الشرعي» حسب المصدر.
وحول عدم حضور «أحرار الشام»، ونبذ «فتح الشام» من قبل منظمي المؤتمر المتمثلين بالمجلس العسكري لدمشق وريفها، وعدم دعوتها إلى المؤتمر، أوضح المتحدث الميداني لـ «القدس العربي»، أن القوة الضاربة في الغوطة الشرقية هي لـ»جيش الإسلام» و»فيلق الرحمن» فقط، فيما يرابط «فتح الشام» على جبهات نائمة، بأعداد قليلة جدا من المقاتلين، حيث حضر شرعيون للفيلق، وسرعان ما انسحبوا من الاجتماع، حسب قوله.
ونوه المتحدث إلى أن هدف المؤتمر هو نبذ الخلاف وإقامة غرفة عمليات واحدة، مبينا أن الضغط الشعبي والمدني على توحيد الجهود قائم بلا ملل، حيث دعت معظم الفعاليات المدنية في بلدات ريف دمشق المحاصر، إلى الإضراب والخروج بمظاهرات لتحقيق المطالب الشعبية، والدفاع عن الغوطة التي بدأ النظام باقتحامها بلدة تلو أخرى، حسب وصفه.
وذهب مصدر ميداني مطلع آخر، فضل عدم الكشف عن اسمه بسبب «الوضع الأمني في الغوطة»، إلى أن ما يحصل في الريف المحاصر من مؤتمرات واجتماعات، ماهي إلا مظاهر شكلية، لا تغني ولا تسمن من جوع، حيث برزت في الغوطة الشرقية هيئات ومنظمات إغاثية ضخمة تتبع لتيارات ومذاهب سياسية، كل منها ينتهج سياسة حلف أو جهة معينة، تمحورت مشاريعها في الظهور الإعلامي الضخم، والتوجه لمشاريع ذات تكاليف باهظة جدا تجاوزت مئات الملايين، مبتعدة عن حاجات الغوطة الرئيسية، والدليل أن الغوطة ماتزال محاصرة وسط قلة الموارد الرئيسية».
وأضاف المتحدث لـ «القدس العربي» أن «أغلب المؤسسات تعتمد مبدأ الضجة الإعلامية، واستغلال مواسم القصف لتترنم بقصائد الحزن على أشلاء الأطفال، لجلب الدعم للعائلات، بيد أن النتيجة تتلخص في مزيد من الحصار، وسقوط في الجبهات، واشتداد فقر العوائل، فيما تحرص تلك المؤسسات على إعطاء العائلات رمق لا يكاد يسد الجوع، ليستمر عملهم في جلب الدعم»، حسب وصفه.
وشرح الناشط الإعلامي يوسف البستاني عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك» مجريات الاجتماع قائلا: «أخواني الآن عدت من الاجتماع والله ما حصل فيه عار على الفيلق والكثير من الناس، وهذا يدل على أن الفيلق لا يريد 1% من الإصلاح، والدليل على ذلك عدم حضور وفد يمثله إلى الاجتماع، واستنفار حاجز «ابن تيمية» على مدخل حمورية، ومنعهم لوفد جيش الإسلام الدخول إلى البلدة». واستطرد قائلا «رأيت بعيني الأعداد الكبيرة على حاجز «ابن تيمية»، بينما حاجز جيش الإسلام لا يقف عليه إلا اثنان، كما أن العقيد عمار النمر قال في البداية «قد يحدث بعض التجريح ولكن إن كنتم تحملون هم الغوطة فأكملوا الاجتماع»، بعدها خرج «أبو زياد الزريع» وتكلم عن الجبهات وقال بالحرف، إن الجبهات الشرقية مشتعلة بينما الجبهات الأخرى في سبات لماذا؟، متابعا «عندها خرج شخص وقال ما أتينا إلى هنا للتجريح، ووقف عدد كبير من الشخصيات المعروفين بولائهم للفيلق، بينهم أسامة المصري وخرجوا جميعا من الاجتماع دفعة واحدة».
الخارجية الأمريكية تشكك في الهدنة الروسية وترى أنه سيجري استئناف قصف حلب كالعادة
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي حول إعلان الروس عن هدنة لـ13 ساعة في حلب «إننا شاهدنا أمثلة في الماضي عن هذا التوقف المؤقت لإطلاق النار في سوريا وهي عبارة عن إعطاء الروس الفرصة للناس للخروج قبل ان يستأنفوا القصف، ولهذا سنشاهد كيف ستجري الأمور، ولا يمكننا توقع ماذا سيحدث من عمليات روسية في المستقبل ولكنهم يقومون بهذا التوقف المؤقت لكن لايسمح للمساعدات الإنسانية بالدخول ويستأنفون القصف عادة، ونحن على إطلاع على توجه الإسطول الروسي نحو الشواطئ السورية وإنه إذا كانت نيتهم تحويل حلب إلى ركام حتى يحققوا التفوق للدخول في المفاوضات أو يقووا نظام الأسد فإنهم بذلك يطيلوا أمد الحرب ويستقطبوا المزيد من المتطرفين. وكما أن هذا يدفع المعارضة السورية للقتال بقوة وضراوة أكبر، أي أنهم يأخرون الحل السلمي أكثر وإنهاء هذه الحرب الأهلية، وإننا مازلنا نجري مفاوضات مع الروس في جنيف بحضور دول أخرى وهي مستمرة لتحقيق وقف الأعمال العدائية في حلب وسوريا وهذا يعتمد على النظام السوري والجيش الروسي لوقف قصف حلب».
من جهة أخرى وحول توجه الأوروبيين للسماح لشركة طيران «ماهان» الإيرانية التي لها علاقة بالحرس الثوري الإيراني والتي تنقل الأسلحة للنظام السوري بالتحليق فوق أوروبا قال كيربي «إن هذا قرار أوروبي مع أننا مازلنا نفرض الحظر ضد شركة ماهان للطيران، ولا نية لنا برفع هذا الحظر، وإن أي مباحثات مع الأوروبيين حول ذلك سنبقيها طي الكتمان، ومن الواضح أننا نعرب عن قلقنا حول السماح لها بالطبع. ونترك الأمر للمباحثات الدبلوماسية مع الأوروبيين، وإننا مستمرون بالحديث مع شركائنا الأوروبيين حول النشاطات الإيرانية التي تقلقنا في دعم إيران للإرهاب».
«سيلفي» لمقاتل فوق جثث قتلى المعارضة في درعا تثير الغضب في حلب
مصطفى محمد
غازي عينتاب ـ «القدس العربي» : أثارت صور «سيلفي» لعنصر من قوات النظام، وهو يدوس على جثث عناصر من المعارضة السورية، كانوا قد قضوا الأحد الماضي بعد وقوعهم في كمين نصبته قوات النظام لهم أثناء محاولتهم السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي «الكتيبة المهجورة» شرق بلدة أبطع في درعا، حالة استياء غير مسبوق في مدينة حلب.
وفور نشر الصور التي ظهر فيها العنصر الذي يدعى «زكريا لحفي»، عمّت موجة من الغضب في صفوف المعارضة، بعد التأكد من أن العنصر هو واحد من أبناء مدينة حلب.
وكان المخرج السوري معن وطفة أول من تعرف على شخصية «لحفي»، حيث كتب على الفور كل المعلومات التي يعرفها عنه في تدوينة مصورة تم تداولها بشكل كبير، قال فيها: «إلى أهلنا في درعا، أنا ابن مدينة حلب، أتقدم إليكم بكامل العزاء لمصابكم باستشهاد 32 بطلا في كتيبة المهجورة، وأخبركم بأن الشخص الذي ظهر فرحاُ فوق جثث أبطالكم هو سنّي من مدينة حلب، يدعى زكريا محمد لحفي، وهو من مرتبات الفرقة الخامسة، ويعيش مع أهله في حي الفرقان، الخاضع لسيطرة النظام في مدينة حلب».
وفي اتصال هاتفي مع وطفة أكد لـ»القدس العربي»، أنه على معرفة شخصية بالمدعو الذي يعمل في تجارة الأحذية، وأنه استطاع التعرف عليه بسهولة، مبينا «لقد فار الدم في عروقي، لرؤية شاب حلبي يدوس على جثث شهداء من مدينة درعا، ولو كان من قام بهذا الفعل أخي لكنت قد نشرت عنه».
وحول الانتقادات التي تلقاها وطفة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسبب التعريف بشخصية العنصر، اعتبر المخرج السوري أن ما قام به «فعل يخدم الثورة السورية»، مضيفاً أن «خمس سنوات من عمر الثورة، وكثير من مواقفنا لا زالت مبنية على الطائفية والعرقية والمناطقية».
واستطرد المخرج قائلا: في الحالة هذه، أنا من حلب والمجرم كذلك الأمر، وأنا من «السنة» وهو كذلك، ومع ذلك فقد تحدثت عن الجرم الذي ارتكبه على الملأ.
من جانب آخر، يعتقد وطفة أن العنصر لم يقم بما فعله لولا أنه مغرر به من قبل النظام، فقد باتت الفئة الموالية تعتقد أن المعارضة تهدف إلى تدمير البلاد وإن لم يكن ذلك، فما الذي يدفع بهذا المجرم إلى مناصرة النظام، وهو ابن عائلة ثرية من عائلات مدينة حلب.
من جانبه، قال المراقب السياسي يمان سعودي لـ»القدس العربي»: إن تصرفات هذا العنصر لا تمثل كل سكان أحياء حلب الخاضعة للنظام، والشعب السوري ينقسم إلى قسمين أحرار وعبيد، وهذا هو التقسيم الأصح، مبينا أن من يرقص على دماء أبناء شعبه هو خائن.
يذكر أن قوات المعارضة في الجنوب، كانت قد أعلنت عن إطلاق معركة «صد البغاة»، بهدف استعادة السيطرة على «الكتيبة المهجورة» من أيدي قوات النظام، بعد مرور نحو شهرين من سيطرة الأخيرة عليها.
خرق الهدنة الروسية بحلب: 5 قتلى بقصف جوي وصاروخي
عبد الرحمن خضر
قُتل خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وأصيب آخرون، صباح اليوم الجمعة، بقصف جوي وصاروخي على مدينة الأتارب الخاضعة لسيطرة المعارضة، غربي حلب، وذلك بعد ساعات قليلة من دخول الهدنة حيّز التنفيذ.
وقال الناشط الإعلامي، ماجد عبد النور، لـ”العربي الجديد”، “إنّ طائرات حربية عدّة استهدفت منازل المدنيين وسط مدينة الأتارب بصواريخ شديدة الانفجار محمولة بمظلات، ما أدّى إلى مقتل خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة آخرين”، مشيراً إلى أنّ “القصف أحدث دماراً كبيراً في منازل المدنيين والمحالّ التجارية”.
وبيّن عبد النور أنّ “الطائرات هي من نوع سوخوي روسية الصنع”، موضحاً أنّهم “لم يتمكنوا من تحديد هويتها، فقد تكون تابعة لسلاح الجو الروسي، أو السوري”، على حد قوله.
كما أشار إلى أنّ “قوات النظام استهدفت بلدة أورم الكبرى القريبة فجر اليوم، بالعديد من الصواريخ الثقيلة، بعيدة المدى، ما أسفر عن دمار مستودع للمساعدات الإنسانية، واشتعال الحرائق في الأغذية”.
وفي هذا السياق، أغارت المقاتلات الحربية على الأحياء السكنية في بلدة خان العسل بريف حلب الغربي، مما خلف دماراً واسعاً في ممتلكات الأهالي، دون ورود أنباء عن سقوط خسائر بشرية.
ودخلت الهدنة الروسية الجديدة في حلب، حيّز التنفيذ الساعة التاسعة من صباح اليوم، بعد يوم من المعارك العنيفة، التي سيطرت خلالها المعارضة على مواقع للنظام في مناطق المدينة الغربية، فيما هدّد برلماني روسي بتطهير حلب فور انتهاء موعد الهدنة.
حلب: المعارضة تخوض حرب شوارع صعبة
خالد الخطيب
على الرغم من استخدام المعارضة أربع سيارات مفخخة، بدأت بها جولة جديدة من معركة “كسر الحصار” عن حلب الشرقية المحاصرة، بعد هدوء نسبي دام أياماً، إلا أنها لم تتمكن من بسط سيطرتها على كامل المواقع المستهدفة. وخاضت المعارضة المُسلحة حرب شوارع، هي الأعنف، منذ بدء الهجوم، ما أسفر عن تقدمها في بعض الكتل السكنية والأبنية المتفرقة، في محوري القتال بالقرب من الأكاديمية العسكرية والمشروع السكني في حي الحمدانية.
وقصفت المعارضة المنضوية في غرفتي عمليات “جيش الفتح” و”فتح حلب”، بصواريخ الغراد، و”حمم” و”فيل” محلية الصنع، وبالمدفعية الثقيلة مواقع تمركز قوات النظام ومليشيات “حركة النجباء” العراقية و”حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري” الإيراني و”القوات الخاصة” الروسية، وذلك لتحقيق تغطية نارية كافية تمهد لتقدمها برّياً، وتعويضاً لعنصر المفاجئة الذي كان غائباً هذه المرة عن هجومها؛ فالمليشيات كانت جاهزة لتلقي الضربة في هذه المحاور التي بدت تقليدية ومستهدفة بشكل متواصل.
ولم تمنع يقظة المليشيات وجاهزيتها العالية في محوري “مشروع 3 آلاف شقة” في الحمدانية، و”الأكاديمية العسكرية” وحلب الجديدة، من وقوع خسائر كبيرة في صفوفها. فالسيارات المفخخة التي وزّعت اثنتان منها لكل محور، توغلت بشكل كبير داخل الأحياء، ووصلت مواقع متقدمة فيها بعدما قطعت التحصينات الهندسية الدفاعية في كل منهما. وأسفرت التفجيرات المتتالية للسيارات المفخخة بحسب المعارضة عن مقتل العشرات من المليشيات من جنسيات مختلفة، بينهم قادة من “الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” و”حركة النجباء”. كما حققت الرشقات الصاروخية والرمايات المدفعية المتواصلة من قبل المعارضة اصابات محققة في بعض الأحياء والتي ضربت خطوط إمداد المليشيات ودفاعاتها الأولى.
وأكثرت المعارضة هذه المرة من استخدام الدراجات النارية للتوغل داخل الأحياء الغربية، وسيّرت أكثر من عشر مجموعات من المقاتلين بواسطتها، ممن تسللوا في مناطق سيطرة المليشيات، ليخوضوا حرب شوارع عنيفة ضدها، مستغلين حالة تشتتها على خلفية القصف والتفجيرات التي طالت مواقعها ودفاعاتها. وتبع مقاتلي المعارضة “الدرّاجين” سرايا المقتحمين الراجلين والمنقولين عبر المدرعات والدبابات، والذين تزيد أعدادهم عن ألفي مقاتل. واشتبكت تلك القوات بشكل مباشر ووجهاً لوجه مع المليشيات في خمسة محاور، كان المحوران الرئيسان منهم؛ باتجاه “3 آلاف شقة” و”الأكاديمية العسكرية”.
المتحدث الرسمي باسم “ألوية صقور الشام” مأمون حاج موسى، قال لـ”المدن”، إن الهدف من الجولة الجديدة من المعركة، هو استعادة النقاط التي تتحصن بها المليشيات تباعاً، نتيجة تحصيناتها القوية، وعزل بعض المعسكرات التي لا يمكن اقتحامها بشكل مباشر، وذلك من أجل احكام السيطرة عليها وفرض انسحابها، و”هذه استراتيجية نقلل من خلالها من المعارك التي ربما تكون المليشيات هي الرابح فيها نتيجة الترسانة العسكرية القوية والتحصين الجيد التي تتمتع به، ونظراً لتعزيزاتها الضخمة وتسليحها العالي ومؤازرة القوات والطائرات الروسية لها براً وجواً”.
وأشار حاج موسى إلى أن أهمية المعركة في حلب الجديدة تكمن في الدرجة الأولى إلى تشتيت المليشيات من جديد وتقريب نقاط التماس معها. وبالتالي، فذلك يؤدي إلى عدم تمكن سلاح الجو الروسي، ومروحي البراميل والكيماوي، من تحقيق نتائج كبيرة على أرض المعركة، وحتى تحييده بالكامل في ظل عدم وجود مضادات الطيران.
وأوضح حاج موسى أنه قد تم فتح محوري عمل، الأول في حلب الجديدة بمبانيها الغربية، والثاني في “مشروع 3000 شقة” في حي الميدانية بطرفه الغربي أيضاً. وتم “التمهيد بالترسانة الثقيلة على الدشم الدفاعية للمليشيات الطائفية قبل تقدم إقتحاميينا مصحوباً بتمهيد من الرشاشات الثقيلة ما سهل اقتحام الخطوط الدفاعية المعادية والسيطرة على الأحياء المواجهة من حي حلب الجديدة من الجهة الغربية، وخاض مقاتلونا قتال شوارع بعيداً عن أي سلاح ثقيل”.
وبالنسبة للقصف الروسي، قال حاج موسى: “لم يتوقف، وكان عنيفاً جداً، ونتيجة اتساع مساحة المعركة وامتدادها على نطاق واسع، حيث تركز بشكل اساسي في ضرب طرق الامداد والخطوط الخلفية للمعارضة. أما في الجبهات فكانت مسافة الاشتباك الصفرية قليلة، ما جعل امكانية تأثير سلاح الجو الروسي محدودة”. وخسائر النظام كبيرة جداً، ولا توجد إمكانية لإحصائها بدقة، حتى الآن، ومنهم ضباط برتب عالية.
وكانت عربة مفخخة قد ضربت مقر قيادة عمليات النظام وأودت بمن فيه بين قتيل وجريح. وتُرجح المعارضة أن يكون من بين القتلى العميد الركن مالك عليا، القائد البارز في “الحرس الجمهوري”.
لم تبالغ المعارضة في أمانيها، ولا هي قالت إنها هزمت المليشيات بضربة قاضية، هي تعرف أن المعركة قد تطول، وقد تحولت إلى معارك أحياء سكنية، وحروب شوارع حشد لها الطرف المقابل الآلاف من عناصره من مختلف الجنسيات المزودين بمختلف أنواع الأسلحة والدعم الناري. والسيطرة على كتلتي مبان في هذه المعركة، تعتبر انتصاراً جزئياً، بخلاف معارك المناطق المفتوحة. والمكاسب هنا، قد تكون صعبة على المليشيات لاستعادتها.
القصف الروسي استمر مرافقاً لتصدي المليشيات للمعارضة، وشنّ أكثر من 100 غارة جوية، الخميس/الجمعة، في حين حلقت مروحيات البراميل التابعة للنظام في أجواء المنطقة الغربية، وقصفت بشكل غير متوقع ببراميل متفجرة كيماوية “مشروع 3 آلاف شقة” في حي الحمدانية. وتسبب القصف في وقوع حالات اختناق في صفوف مقاتلي المعارضة، ولا يعرف إن كان القصف بالكيماوي قد تسبب بالأمر نفسه في صفوف المدنيين الذين ما زالوا مجبرين على الإقامة قرب مناطق الاشتباك وتحظر عليهم المليشيات المغادرة.
الميدان بدا هادئاً صباح الجمعة، غربي حلب، وتخللته اشتباكات متقطعة، وقصف متبادل بالأسلحة الثقيلة، في الجبهات التي شهدت معارك عنيفة، الخميس. وانسحبت المعارضة من بعض المواقع المتقدمة التي وصلتها، لكنها بقيت محتفظة ببعضها في الحمدانية وحلب الجديدة، وربما تستأنف المعارضة هجماتها مجدداً خلال ساعات لتحرز المزيد من التقدم في قلب الأحياء التي كسرت دفاعاتها.
وقد دخلت “الهدنة” الروسية الجديدة التي أعلن عنها من جانب واحد قبل أيام، في حلب، حيّز التنفيذ، تبدأ منذ الساعة التاسعة من صباح الجمعة، وتنتهي في السابعة من مساءً، وهي مخصصة لإخراج المدنيين والعسكريين التابعين للمعارضة من الأحياء الشرقية المحاصرة بحلب. وترفض المعارضة أي اقتراح بهذا الشأن وعلقت أكثر من مرة أن روسيا “طرف معادٍ” لا يمكن أن يكون راعي اتفاقات و”هُدَن”.
ومن المتوقع أن يلي “الهدنة” الروسية التي تعتبرها المعارضة محض “خدعة”، تصعيداً للقصف على حلب، وبالتحديد على الأحياء المحاصرة التي يقطنها مئات آلاف المدنيين. وجاء ذلك في تهديدات علنية من مسؤولين عسكريين روسيين كبار، قالوا إن الهجوم على حلب سيكون أعنف بعد “الهدنة”. وتستكمل روسيا تحضير أسطولها البحري قبالة السواحل السورية في هذه الأثناء، ويضم غواصات وسفناً وحاملة طائرات واحدة.
من جانب آخر، تمكنت المعارضة الحلبية من انهاء الخلاف والاقتتال الداخلي بين “حركة نور الدين زنكي” و”تجمع فاستقم كما أمرت” بشكل جزئي، بعد تدخل جهات وفصائل مسلحة في حلب وإدلب. وأعلن “تجمع فاستقم” انضمامه لـ”أحرار الشام الإسلامية”. وتنوعت التعليقات حول الحادثة، محملين أطراف متعددة مسؤولية الاقتتال وافتعاله للوصول إلى هذه النتائج، أي ابتلاع فصائل بعينها في الساحة. بينما يرى الحلبيون المحاصرون أن الأهم في هذه المرحلة هو الانشغال بمعركة “كسر الحصار” والتفرغ بعدها للخلافات والمشاكل البينية بين الفصائل، التي لن تنتهي حتماً، وهي مستمرة منذ بدأت الثورة في إطار التنافس على السلطة والنفوذ.
الرقة.. الفناء الخلفي لمعركة الموصل
خليل عساف
يعيش سكان مدينة الرقة، العاصمة المزعومة لتنظيم “الدولة الإسلاميّة” في سوريا، زمناً وإيقاع حياة مختلفين، أو ما يمكن أن توحي به تصريحات يومية لوزراء دفاع وخارجية لدول مؤثرة في الملف السوري حول معركة استعادة الرقة.
ومع كثرة وتواتر التصريحات حول قرب تشديد الحصار على الرقة، وهي محاصرة ومعزولة فعلياً من الشمال والغرب والجنوب منذ قطع الجيش السوري الحر مدعوماً بقوات تركية آخر منفذ بري لتنظيم “الدولة” مع تركيا عبر جرابلس في 24 آب/أغسطس، وسكان الرقة يجدون أنفسهم معزولين عن العالم الخارجي وعاجزين عن التحرك أو التوجه بفعل حصار مُشدد يفرضه التنظيم على التنقل والأخبار والمعلومات.
وحيث لا تتوفر في مدينة الرقة سوى أربعة مقاهي إنترنت للعموم، يُديرها موثوقون مقربون من “داعش”، فقد واصل التنظيم خلال الأيام القليلة الماضية حملة إزالة وتحطيم مستقبلات البث الفضائي. هذه الحملة، المستمرة منذ شهور، وضع لها التنظيم خطة تنفيذية مُنظَّمة من ثلاثة مراحل؛ في المرحلة الأولى دعا الناس إلى تحطيم هذه الأجهزة طوعاً، ثم ألزمهم في المرحلة التالية بتسليم هذه المستقبلات عند تسديد ما يترتب عليهم من فواتير كهرباء أو هاتف، لينتقل في المرحلة الأخيرة إلى تقسيم المدينة إلى أحياء وتسيير دوريات “الحسبة” فيها كي تصادر الأجهزة من سطوح البيوت عنوة بعد معاينتها بيتاً بيتاً.
ولم يبقَ لعموم سكان المدينة من مصادر معلومات وأخبار مُجازة سوى تلك التي تبثها شاشات عملاقة نصبها التنظيم في ساحات المدينة تصوِّر معاركه ومشاهد قتل المخالفين والمقاتلين الأعداء، إضافة إلى نشرات أخبار وتحليلات مطبوعة يوزعها عناصره باليد تعكس رؤية التنظيم.
لكن النتائج الجانبية لمعركة الموصل بدأت تنعكس بشكل يومي أكثر وضوحاً خلال الأسبوعين الأخيرين، رغم برود جبهات القتال حول الرقة وندرة الضربات الموجهة من قبل قوات “التحالف”. فقد بدأ تدفق أسر قادة ومقاتلي التنظيم، مهاجرين وعراقيين من القائم والقيارة، إلى الرقة منذ 13 تشرين الأول/أكتوبر، الأمر الذي أضاف عبئاً إضافياً على ما يُسمى “ديوان العقارات” المُكلف باستقبال وإسكان هذه الأسر. “ديوان العقارات” وَفّر بعض الشقق في “السكن الشبابي” شرقي المدينة بعد أن طرد منها أسر عناصر من أنصار التنظيم، بعضهم من أبناء الرقة، وبعضهم من أبناء مدينة منبج كانوا قد حلوا بها بعد انسحاب التنظيم منها منذ شهرين، فيما استقبلت أُسَرُ عناصر مُهاجرين عراقيين، وأقرباء وأنسباء لهم، في بيوت كان قد استولى عليها التنظيم في وقت سابق في محيط محطة القطار في الجزء الشمالي من المدينة.
“التحالف الدولي” وجّه خلال هذه الفترة ضربة وحيدة إلى ما يُعتقد أنه هدف هام، ربما أحد قادة التنظيم، وصل إلى الرقة لإيداع أسرته. الغارة التي نفذها الطيران، استهدفت “السكن الشبابي” في 18 تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد خمسة أيام فقط من وصول أول دفعة من أسر قادة ومقاتلي التنظيم إلى الرقة، من دون أن تتضح حقيقة ونتائج هذه الغارة بسبب العزلة التي تتمتع بها هذه المنطقة وخلوها المطلق من السكان المحليين.
وفي موازاة ذلك نقل التنظيم أكثر من سبعين معتقلاً، من النساء والرجال، من سجونه في الموصل إلى الرقة، حسب إفادة أحد شهود العيان. والمُعتقلات هن 22 امرأة، منهم 13 أيزيدية وتسع سوريات، فيما المعتقلون هم 49 رجلاً، سوريين وعراقيين وأجانب، وزعوا إلى مجموعات صغيرة وُنقلوا إلى جهات مجهولة، يُرجح أنها معتقلات التنظيم السرية في الرقة وريفها.
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر، نقل التنظيم خريجي آخر دورة من دورات “أشبال الخلافة”، ممَنْ خضعوا لإعداد عقائدي وعسكري في “معسكر أشبال الزرقاوي”، من الرقة إلى الموصل، للمشاركة في المعركة هناك. وتخرّج من تلك الدورة، خمسون طفلاً ومراهقاً لا يتجاوز عمر أكبرهم 17 عاماً، وينتمون حصراً إلى أسر مهاجرة، ويُشكلون الدفعة التاسعة من خريجي “معسكر أشبال الزرقاوي” الذي أقامه التنظيم في منطقة المحمية الطبيعية للغزلان السورية في منطقة “الكرين”، التابعة لمدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي.
الرقة، التي تكاد تخلو اليوم من سكانها الأصليين، تحولت خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى مستعمرة استيطانية بشكل يتناسب مع وفود المقاتلين الجوالين ومع خسارة التنظيم للمزيد من الأراضي التي خضعت لسيطرته في مرحلة ما من مراحل تمدده وتوسعه. ويبدو أن ما ينتظر المدينة، ومَنْ بقي فيها من أبنائها، قد يكون مصيراً قاتماً ومأساوياً، فإما دروع بشرية لأشباح لا يعرفونها، أو فارين إلى مجهول أقسى وأمر.
الأحزمة المتفجرة تطوّق الزراعة في ريف حلب
سالم ناصيف
في الوقت الذي كان من المفترض أن يشهد ريف حلب، الشمالي والشمالي الشرقي، موسماً زراعياً واعداً، بعد طرد تنظيم “داعش” من معظم القرى، وانكماش المعارك فيهما إلى حدود معقولة، لا تزال العقبات الإقتصادية والمخاطر العسكرية تتربص بالمزارعين، وتهدد استئنافهم عملهم بالموسم الزراعي المقبل.
والحال أن مزارعي ريف حلب اصطدموا، وهم على أبواب موسمهم الزراعي، بارتفاع جنوني في أسعار البذور والسماد والمحروقات. ما قد يؤدي إلى عزوف بعض المزارعين عن زراعة مساحات شاسعة من أراضيهم خوفاً من أي استثمار خاسر. إذ بلغ ثمن كيلو الشعير 120 ليرة، بعدما كان بحدود 38 ليرة. وارتفع سعر كيلو الحنطة حتى 130 ليرة، بعدما كان بحدود 40 ليرة خلال الأعوام الماضية. أما الأسمدة فقد كانت شبه مفقودة خلال السنوات الماضية، حيث فضل المزارعون بقاء أراضيهم من دون سماد بسبب غلاء أسعارها. فكلفة الطن الواحد من السماد تقدر بنحو 250 ألف ليرة، بينما يحتاج كل هكتار زراعي إلى ما لا يقل عن 45 الف ليرة كتكاليف لعمليات التسميد.
أما في ما يخص المحروقات، فقد زاد ثمن برميل المازوت الضروري لأعمال النقل والحراثة والري من 18 ألف ليرة إلى 31 ألف ليرة. ويحتاج كل هكتار إلى 300 كيلو من البذار ونحو 200 كلغ من السماد. بينما يحتاج 2500 ليرة ثمناً لوقود الحراثة والتسميد، إذا كان صاحب الأرض يملك جراراً زراعياً ويقوم هو بحراثة أرضه. بينما تتضاعف تكاليف الحراثة مرتين، إذا كان الجرار مستأجراً.
لكن حاجة الأعمال الزراعبة للمحروقات تتفاوت بين منطقة وأخرى. ففي جرابلس تعتمد الزراعة على عمليات الري، ما يزيد من استهلاك الوقود لضخ المياه من نهري الفرات والساجور. بينما تعتمد الزراعة في كل من منبج والراعي وأعزاز على مياه الأمطار.
ويتحدث معظم مزارعي ريف حلب عن خساراتهم خلال الأعوام الماضية، إذ بلغ انتاج كل هكتار زراعي نحو 500 كيلو من الحبوب، وهي كميات غير كافية لتحقيق أي أرباح.
من جهة أخرى، تعترض طريق الفلاحين في ريف حلب أخطار أخرى، مثل انتشار الألغام والقنابل غير المنفجرة ضمن الأراضي الزراعية. وخلال الأعوام الماضية، حوّل “داعش” كثيراً من الحقول الزراعية إلى ما يشبه الأحزمة المتفجرة، لمنع تقدم فصائل المعارضة باتجاه مناطق سيطرته. ما أدى إلى سقوط العديد من المدنيين، وفق الناشط أحمد الأحمد، وعزز خوف معظم مزارعي ريف حلب من الشروع في الأعمال الزراعية، المفترض انطلاقها في هذا الوقت من العام. وهذا القلق من الألغاء، سيؤدي إلى تقليص المساحات المزروعة إلى حدودها الدنيا، في وقت تأمل فيه قرى ريف حلب بتحقيق الكفاية الذاتية من المحاصيل الزراعية، كحل للتغلب على صعوبات الحياة.
أما في جرابلس، فالزراعة تبقى محكومة بالمشاكل العسكرية وتوتر العلاقات بين كل من قوات درع الفرات المسيطرة على جرابلس من جهة وقوات سوريا الديمقراطية المسيطرة على منبج من جهة أخرى. إذ تهدد هذه الخلافات بانقطاع الدورة الإقتصادية بينهما، حيث تعتبر منبج بالنسبة إلى جرابلس مصدر الوقود، بينما تشكل منبج سوقاً لخضار جرابلس، خصوصاً بعدما وضعت قوات سوريا الديمقراطية جملة من القيود الأمنية والإقتصادية على استيراد الخضار من جرابلس وأعزاز، بحيث لم تعد تسمح إلا بمرور خمس سيارات من الخضار إلى منبج في اليوم الواحد.
معارك “الزنكي” و”فاستقم كما أمرت”.. التوقيت القاتل
خالد الخطيب
كادت المعارضة أن تنساق في اقتتال داخلي قبل ساعات من بدء المرحلة الجديدة من معركة فك الحصار، إذ نشب خلاف حاد، بين “حركة نور الدين زنكي” و”كتائب أبو عمارة” من جهة، و”تجمع فاستقم كما أمرت” من جهة ثانية، وتطور الخلاف إلى اشتباكات مسلحة بين الطرفين، بدأت في الأحياء الشرقية المحاصرة وتوسعت لتشمل ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي.
وقد اشتعل فتيل الاقتتال عقب اعتقال “تجمع فاستقم كما أمرت”، الأربعاء، للقيادي في “حركة نور الدين زنكي” أبو بشير معارة، وهو أيضاً أحد قادة “فتح حلب”. وكان معارة، برفقة المدعو “بيشمركة” العضو في “تجمع فاستقم” والمطلوب لقيادة “التجمع”. وما هي إلا ساعات حتى انتشرت عشرات الحواجز الأمنية للطرفين في شوارع حلب، وشنّ الطرفان حملة اعتقالات واسعة طالت عناصر منهما، وتطور الأمر إلى مداهمة “زنكي” مقرات “فاستقم” ومصادرتها كميات من الذخائر والأسلحة وطردها مقاتليه من مواقعهم. وتدخلت فصائل لحل الخلاف بين الطرفين، من بينها “الجبهة الشامية” و”الفوج الأول”. وأعلنت “الجبهة الشامية” إرسالها قوات فض نزاع داخل وخارج المدينة، لكن دعواتها لم تنجح في وقف الاقتتال.
رئيس “المكتب السياسي” في “تجمع فاستقم كما أمرت” زكريا ملاحفجي، قال لـ”المدن”، إن القيادة العامة لـ”التجمع”، أعطت أمراً للشرطة العسكرية، الأربعاء، لاعتقال أحد القادة العسكريين في “التجمع” لمشكلة داخلية، وصدف أن تواجد معه في سيارته “أبو بشير معارة” أحد قادة فصيل “الزنكي”. وأكد ملاحفجي أن معارة أصر على الذهاب مع الشرطة العسكرية إلى مقر “التجمع” لحل المشكلة.
وأوضح ملاحفجي، أن “الزنكي” ادعى أن “التجمع” اعتقل أبو بشير معارة، وبدأ يحشد قواته، وكذلك فعل “التجمع”، حتى وصل معارة إلى “الزنكي” ليتأكدوا أنه ليس معتقلاً لدى “التجمع”، و”تنتهي القصة، أو هكذا اعتقدنا”. وبعد ساعات، والكلام لملاحفجي، “فوجئنا بتحرك قطع تتبع فصيل الزنكي وفصيل أبو عمارة، وأفراداً من فصيل فتح الشام رغم إنكار قيادته، وبدأوا اقتحام مقرات التجمع التي لا يتواجد فيها إلا الحرس”. وبحسب ملاحفجي، فقد كان المُقتحمون يخيّرون الحرس بين الموت أو تسليم سلاح المستودعات، وحينها “تحرك قادة عسكريون بنية فهم ما يحدث وذهبوا دون سلاح أو حشود إلى مقرات الزنكي وأبو عمارة ليتم احتجازهم ولتستمر حملة سرقة مقرات التجمع بكل مافيها”.
المتحدث باسم “حركة نور الدين الزنكي” النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، قال لـ”المدن”، إن قتال الحركة للتجمع كان بسبب اعتقال التجمع قادة عسكريين بارزين في معارك حلب ولهم بصمات في الثورة. ولم يقبل التجمع بحل القضية، وإطلاق سراح المعتقلين لديه، “فحصلت اشتباكات استشهد فيها قائد عسكري من الزنكي”، وهناك “قادة في التجمع عليهم اشارات استفهام في كثير من القضايا، لكن بسبب وضع حلب كان الامر متروك، والجميع يغض الطرف لأجل حلب فقط”.
وأوضح النقيب عبدالسلام أن “الحركة” تعرف مدى حساسية المرحلة، والتوقيت، لكن الموضوع لم يحتمل التأجيل لأن “التجمع” رفض اطلاق سراح القادة. وأكد عبدالسلام أن سبب الخلاف بين “الزنكي” و”التجمع” هو محاولة اغتيال القيادي قائد “كتائب ابو عمارة” مهنا جفالة، وقرار المحكمة بتكليف “الزنكي” بتنفيذ قرراتها. وأكد عبدالسلام أن الهدف ليس تصفية “التجمع” ففيه قامات ثورية مشهود لها “لكن سنطال بالملاحقة فقط الأشخاص المسيئين”.
وتتهم “حركة نور الدين الزنكي” و”كتائب أبو عمارة”، قائد “تجمع فاستقم كما أمرت” صقر أبو قتيبة، بتدبير محاولة اغتيال قائد “كتائب أبو عمارة” مهنا جفالة، التي جرت في العام 2015، والتي أسفرت عن خسارة جفالة لأطرافه بعدما انفجرت عبوة ناسفة بسيارته.
رئيس “المكتب السياسي” في “تجمع فاستقم” ملاحفجي، أشار إلى أن بعض مقرات التجمع حوصرت، و”تأخرت القوات التي يفترض أن تفصل الباغين عنا، وادعى الباغون أن تحركهم بسبب قضية على قائد تجمع فاستقم، وعليه فقد قبلنا بمحكمة شرعية للوقوف على حقيقة ادعاء القوات الباغية، وقبل قائد التجمع تسليم نفسه لحركة أحرار الشام تحت حكم اللجنة الشرعية المتفق عليها. فبدأ الباغون يتململون ويشترطون ذهاب قائد التجمع لمقرات فتح الشام، وهذا ما لن نوافق عليه لاشتراك أفراد من فتح الشام بالبغي علينا”. ولأن “المحكمة الشرعية والحكم الشرعي، يتطلب مكاناً محايداً، وما زلنا ننتظر ذلك، حتى خرج علينا بعض أعضاء اللجنة القضائية باشتراط ذهاب قائد التجمع لمقر فصيل فتح الشام، وهذا ما لن يحدث”.
وطالب ملاحفجي اللجنة القضائية المشكلة بالبدء بقضية القائد العام لـ”التجمع” للانتهاء منها، فيعرف كل ذي حق حقه. ودعا فصائل المدينة إلى التفاعل السريع حتى تضع هذه المشكلة أوزارها، كما أكد أنهم في “تجمع فاستقم” لم ينسحبوا من “نقطة واحدة ترابط على أعداء الثورة من عصابات الأسد والميليشيات الطائفية، وأن قطاعاتنا لم يتحرك فيها المرابطون قيد أنملة عن واجبهم بحماية أهلنا أهل حلب، حتى لنصرة قيادتهم فيما وقع عليها من جور”.
ومع ساعات فجر الخميس، قامت هيئة قضائية شُكلت حديثاً لرأب الصدع وحل الخلاف، وتألفت من قضاة وشرعيين من “جبهة فتح الشام” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”الفوج الأول” و”الجبهة الشامية”، بإصدار بيان تلزم فيه قائد “تجمع فاستقم كما أمرت” بتسليم نفسه للمحكمة، للرد على الاتهامات الموجهة ضده، والمدعومة بشهادات أشخاص لهم صلة بحادثة الاغتيال. وكلّفت “الهيئة القضائية” الفصائل بجلب أبو قتيبة، باعتبارها الضامن للاتفاق، الذي أوقف اطلاق النار بين الطرفين.
ولم تشارك فصائل حلب الأخرى بما فيها “فتح الشام” رسمياً في القتال بين “الزنكي” و”التجمع”. ويتمنى الحلبيون أن تغطي معركة “كسر الحصار” التي استأنفت للتو، على سوداوية المشهد الذي خلفه الاقتتال الداخلي بعدما كاد يطيح بآمالهم في فك الحصار، وينسف كل الجهود المبذولة والدماء المراقة على مدى الشهرين اللذين سبقا المعركة والتحضير لها.
النبأ أكدته «صفحة أخبار طرطوس» الموالية لنظام «الأسد»
رغم نفي القاهرة.. موالون لـ«الأسد» يؤكدون انفراد «الخليج الجديد» عن زيارة عسكريين مصريين لسوريا
أكدت مصادر إعلامية موالية لنظام «بشار الأسد» النبأ الذي انفرد به «الخليج الجديد» بشأن قيام وفد عسكري مصري بزيارة القاعدة العسكرية الروسية في محافظة طرطوس على الساحل السوري.
وقالت «صفحة أخبار طرطوس»، الموالية لنظام «الأسد»، اليوم الجمعة، إن بعض الجنرالات المصريين عقدوا اجتماعات مكثفة مع الجنرالات الروسية في القاعدة المنشأة حديثاً.
وأضافت أن الجنرالات المصريين قاموا بجولة عسكرية عبر طائرات النظام المروحية على عدة جبهات عسكرية تتبع قوات المعارضة في عدة مناطق لم تأتِ على ذكر أسمائها.
ولفتت إلى أن الضباط المصريين الذين التقوا بقيادات عسكرية روسية في طرطوس يتبعون للجيش المصري الميداني الثاني، الذي يتخذ من الضفة الغربية لقناة السويس مقراً له.
وأكدت أن الضباط المصريون جلبوا معهم بعضاً من الأسلحة والذخائر في إطار دعم «عبد الفتاح السيسي» لـ«بشار الأسد».
والأربعاء الماضي، انفرد «الخليج الجديد» بنبأ زيارة وفد العسكريين المصريين إلى سوريا، نقلا عن مصادر مطلعة وشهود عيان.
وآنذاك، أوضحت المصادر أن الزيارة تأتي بعد أيام من وصول عتاد عسكري وذخائر خلال الأسبوع الماضي إلى قوات «الأسد»، مشيرة إلى أن مصر أرسلت سفينة محملة بذخائر متنوعة يعود تاريخ صنعها إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
ولاحقا، أكدت مصادر صحفية لوكالة «تسنيم» الإيرانية ما انفرد به «الخليج الجديد» بشأن إيفاد قوات عسكرية مصرية إلى سوريا لدعم «الأسد».
وقالت هذه المصادر إن مصر أصبحت حريصة على تقديم المساعدات العسكرية وإرسال القوات إلى سوريا للمشاركة في معارك النظام السوري ضد قوات المعارضة التي تدعمها السعودية، بعد أن ظهرت شروخ كبيرة بينها مع المملكة.
الوكالة الإيرانية أضافت أيضا أن حكومتي «الأسد» و«السيسي» ستعلنان عن هذه التنسيقات رسميا في مستقبل ليس ببعيد، والتي ستكون قائمة بينهما بهدف ما أسمته بـ«مكافحة الإرهاب».
ورغم توالي هذه التأكيدات، نفى مصدر عسكري مسؤول بالجيش المصري، أمس ، إيفاد قوات عسكرية مصرية إلى سوريا للتنسيق مع قوات نظام «بشار الأسد»، في «محاربة الإرهاب».
وقال المصدر العسكري المصري المسؤول، الذي تحفظ على عدم ذكر اسمه، لوكالة «الأناضول» الأنباء، إن «الحديث عن إرسال قوات عسكرية مصرية إلى سوريا مثير للسخرية»، دون أن يضيف تصريحات أخرى.
وكان أحد قادة «فيلق الشام»، أحد فصائل المعارضة السورية، وصف «السيسي» بأنه شريك «بشار» في القتل، وذلك عقب عثور المعارضة السورية، مؤخرا، على كميات من الذخائر المصرية في مستودعات قوات «الأسد»، عندما قام «جيش الفتح»، التابع للمعارضة، بشن هجوم واسع على المحور الغربي لمدينة حلب السورية؛ ما يعزز بشكل أكبر تورط «السيسي» في الأحداث السورية ودعمه لقوات «بشار» وحلفائه.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُعثر فيها على أسلحة مصرية بيد جيش «بشار»؛ فقد سبق وأن حصلت المعارضة في سنوات الثورة السورية الثقيلة على صواريخ «صقر» المصرية التي تنتجها الهيئة العربية للتصنيع التابعة للقوات المسلحة .
والشهر الماضي، زار اللواء «علي المملوك» رئيس مكتب الأمن الوطني السورية، القاهرة، في زيارة أعلنت عنها وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام (سانا)، بناءً على دعوة من الجانب المصري.
وحسب الوكالة، فإن «المملوك» التقى خلال الزيارة التي استغرقت يوما واحدا، اللواء «خالد فوزي» رئيس جهاز المخابرات نائب رئيس جهاز الأمن القومي في مصر وكبار المسؤولين الأمنيين.
وتم الاتفاق بين الجانبين على تنسيق المواقف سياسيا بين سوريا ومصر، وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان، وفق الوكالة ذاتها.
وقالت مصادر أمنية بمطار القاهرة، لوكالة «الأناضول»، إن الوفد ضم 6 من كبار المسؤولين السوريين.
مراقبون، قالوا إن زيارة «المملوك» إلى القاهرة لم تكن الأولى؛ إذ أفادت وسائل إعلام عدة بوجود زيارات سابقة، التقى في بعضها الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، ومنها في أغسطس/آب من العام الماضي، إلا أن الزيارة الأخيرة هي أول زيارة للمسؤول الأمني السوري للقاهرة التي تعلن عنها وسائل الإعلام الرسمية.
المصدر | الخليج الجديد
قتلى بغارات النظام وروسيا على ريف حلب
أفاد مراسل الجزيرة بأن 18 شخصا قـُتلوا إثر غارات شنها الطيران الروسي والسوري اليوم الجمعة على أحياء وبلدات بريف حلب.
وأوضح المراسل أن 13 شخصا معظمهم أطفال ونساء قتلوا جراء غارات روسية على بلدة كفرناها في ريف حلب.
كما قتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال في غارات شنتها طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام على الأحياء السكنية في مدن وبلدات الأتارب وخان العسل وأورم الكبرى بريف حلب الغربي.
وأسفرت هذه الغارات عن دمار كبير في الأبنية والممتلكات, وتأتي في ظل هدنة أعلنتها روسيا من طرف واحد وتبدأ من التاسعة صباحا وتنتهي في السابعة من مساء اليوم.
وتسعى قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي لاستعادة الجزء الشرقي من حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، والذي يضم ربع مليون نسمة.
وتستمر الاشتباكات على كافة الجبهات في ريف حماة الشمالي بين كتائب المعارضة وقوات النظام، وسط قصف صاروخي وغارات كثيفة على المنطقة.
وكانت المعارضة المسلحة سيطرت الخميس على أجزاء من أحياء حلب الغربية ضمن “المرحلة الثانية” من معركة فك الحصار. ومن بين هذه الأجزاء أحياء حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة.
سيارات مفخخة
وبدأت المعارضة هجومها بتفجير ثلاث سيارات مفخخة مما خلّف العديد من القتلى والجرحى، ثم دارت معارك داخل الأحياء.
يُشار إلى أن منطقة حلب الغربية تخضع لسيطرة النظام السوري، ويعيش فيها ما يصل إلى 1.5 مليون نسمة.
أما في حماة، فقد حذر ناشطون من موجة نزوح كبيرة لأهالي مدن الريف الشمالي للمحافظة وخاصة كفرزيتا واللطامنة ومورك في حال استمر تقدم قوات الأسد بالمنطقة.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن غارات جوية استهدفت مدينة دوما ومخيم خان الشيح بالريف الغربي الذي يشهد محيطه اشتباكات عنيفة، كما قصفت طائرات النظام بلدة الريحان.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
القوى الكردية عقدة المنشار في معركة الرقة
خليل مبروك-إسطنبول
لا تخفي تركيا والولايات المتحدة حماسهما الكبير للمعركة المرتقبة على تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة السورية، لكن التنسيق بين الحليفين ما زال يصطدم بعقدة اختلاف موقفهما من القوى الكردية المقاتلة على الأرض، بحسب ما يؤكد خبراء وباحثون أتراك.
فعلى وقع تصريحات أميركية تمهد للمعركة، تحركت ناقلات الجند والعربات المصفحة التركية نحو غازي عنتاب على الحدود مع سوريا، وسط زيارات لقادة عسكريين كبار إلى قطاعات الجيش في ولاية هاتاي بلواء الإسكندرون.
وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قد أعلن الأربعاء أن خطة تطويق الرقة -المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في سوريا- ستتم قريبا بالقوات المتاحة، وإن المحادثات مستمرة مع تركيا بشأن الدور الذي يمكن أن تلعبه “في وقت لاحق”.
بالحسابات، ترى أنقرة وواشنطن أن طرد التنظيم من الرقة سيقوض كثيرا من قدراته المادية، إذ سيحرمه من سلته الغذائية ومن مصادر تزوده بالماء والطاقة من سدود الفرات، كما سيحد من المساحة الجغرافية التي يستوعب فيها المجندين من أنصاره، ويقلل من قدرته على تحريك عناصره بين سوريا والعراق.
أما معنويا، فإن إزاحة التنظيم من عاصمته السورية سيؤدي لانهيار نظرياته حول “الدولة الإسلامية” التي يتخذ من الرقة عاصمة نموذجا لها، منذ أن سيطر عليها في يناير/كانون الثاني 2014.
عقدة الأكراد
ويرى الباحث والخبير في الشؤون الإستراتيجية في مركز ستا التركي للدراسات جان آجون، أن الشرط التركي الأساسي للتنسيق مع واشنطن في معركة الرقة يتمثل في إبعاد حزب العمال الكردستاني (بي كاي كاي) وحزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) عن طاولة الحوار.
وأوضح آجون للجزيرة نت أن صعوبة تحقق هذا الشرط تكمن في موقف واشنطن التي تتمسك بدعم الفصيلين الكرديين المناوئين لأنقرة، بذريعة حاجتها إلى قوة على الأرض.
وقال الباحث التركي أن بلاده يمكن أن تكون القوة الرئيسية على الأرض في مواجهة تنظيم الدولة، وهو الأمر الذي تتجاهله الولايات المتحدة الأميركية مصرة على مواصلة دعم القوى الكردية، وهو ما يحول بالمحصلة دون اكتمال التنسيق بين الدولتين بشأن معركة الرقة.
وفي بداية هذا الأسبوع، أكّد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بيتر كوك، استمرار المحادثات بين المسؤولين الأتراك والأميركيين لتحرير محافظة الرقة السورية من يد تنظيم الدولة.
وتوقع كوك أن تبدأ الحملة على الرقة في الأسابيع القليلة المقبلة، في ظل تقدم المباحثات بين الجانبين التركي والأميركي باعتبارهما حليفين أساسيين في الحرب على التنظيم.
الدور التركي
وقال كوك في مؤتمر صحفي بمقر البنتاغون في العاصمة الأميركية واشنطن إن أدوارا ستناط بكافة الأطراف المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، بما في ذلك تركيا، بناء على المحادثات والمشاورات بين أعضاء التحالف.
بدوره أوضح الخبير في الشؤون الأمنية مراد يشلتاش أن لدى تركيا أولويات في أي عملية ضد تنظيم الدولة، في مقدمتها حماية حدودها من تهديده، مؤكدا أن الهدف التركي من الحرب على التنظيم سيتحقق بتأمين الحدود التركية مع سوريا والعراق اللتين ينشط فيهما.
ولفت يشلتاش في حديثه للجزيرة نت النظر إلى أن أنقرة لا تضمر أي نوايا للعمل على إنهاء تنظيم الدولة وملاحقته أينما كان، مبينا أن سياسة تركيا هي مواجهة التنظيم لإبعاده عن حدودها ومنعه من اختراقها لتنفيذ هجمات في الداخل التركي.
وذكر يشلتاش أن الدور التركي في معركة الرقة قد يتجنب تحريك الجيش على الأرض، موضحا أن أنقرة تمتلك خيار دعم القوات الشرعية من المعارضة السورية وتوجيهها كما فعلت في أكثر من مرة سابقة، مثل عملية درع الفرات التي دعمت فيها أنقرة الجيش السوري الحر، مما مكنه من تحرير بقعة واسعة من الأرض واستعادتها من تنظيم الدولة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
الرفاعي: لا حاجة للمعارضة السورية بمقاتلين أجانب
قال رئيس المجلس الإسلامي السوري الشيخ أسامة الرفاعي إن المعارضة “ليست بحاجة لمقاتلين أجانب” مضيفا أن أكبر عائق لانتصار المعارضة هو تفرقها وتناحرها.
وطالب الرفاعي -في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول التركية- بمد الثورة السورية بكافة أشكال الدعم المادي والمعنوي بدلا من المقاتلين، مضيفا أن وجود الأجانب “بات عبئا على السوريين وذريعة بيد الدول لاتهام المعارضة بالإرهاب”.
وقال أيضا إن هناك عددا كافيا من الشباب السوري المتحمس والقادر على خدمة الثورة والدفاع عنها، ورأى الرفاعي أن الأجانب الذين قدموا إلى سوريا وانضموا للتنظيمات المتطرفة فيها “شكلوا بلاءً” على السوريين أكثر من النظام نفسه.
تفرق المعارضة
وشدد الرفاعي على أن أكبر عائق لانتصار المعارضة السورية هو “تفرقها وعدم توحد كلمتها، وتناحرها في بعض المناطق بالرغم من الإمكانيات التي تملكها. وأضاف أن المعارضة لن تحقق الانتصار حتى تتوحد جميع الفصائل تحت مظلة واحدة.
وأشار إلى أن المجلس الإسلامي وغيره من الهيئات المعارضة عملوا على توحيد الفصائل وضغطوا في هذا الاتجاه، إلا أنهم لم يلقوا تجاوبا من لدن الفصائل رغم كل ما حل بالبلاد من قتل ودمار.
وفي ما يتعلق بعملية “درع الفرات” شمالي سوريا، قال رئيس المجلس الإسلامي إن الجيش السوري الحر كان “موفقا جدا” بهذه العملية العسكرية، مشيدا بالدعم التركي المقدم للجيش الحر، وأشار إلى أن المصلحة السورية تتطابق مع المصلحة التركية في رفض “تقسيم سوريا” الذي يسعى إليه حزب العمال الكردستاني.
مسؤولية إيران
وحمل الرفاعي إيران مسؤولية “تأجيج الفتنة الطائفية” بالمنطقة، مشيرا إلى أن القيادة في طهران “تتجنب الحديث الطائفي إلا أن أفعالها كلها طائفية”.
وأشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية “صنيعة المخابرات الدولية” تم توليتها وظيفة السيطرة على مناطق شاسعة بسوريا والعراق، ومن ثم تسليمها لحزب العمال الكردستاني بسوريا، وللمليشيات الشيعية بالعراق.
يُشار إلى أن الرفاعي انتخب رئيسا للمجلس الإسلامي السوري الذي أعلن عن تشكيله بمدينة إسطنبول التركية في أبريل/نيسان 2014، وهو ممثل غير سياسي للمسلمين السنة بسوريا، ويضم في عضويته 128 من العلماء السوريين.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
“الجثّة الطازجة” تُقلق النظام السوري وتدفعه للردّ
“نحن لانبيع السَّمَك”.. تعليق رسمي على الطالبة التي صُعِقت بجثة شقيقها على طاولة التشريح
العربية.نت – عهد فاضل
قضية الفتاة السورية التي تدرس الطب في سوريا، والتي فوجئت بوجود جثة شقيقها على طاولة التشريح، مما أحدث صدمة بالغة لديها، ولدى الرأي العام الذي تابع القضية بأكبر قدر من الإحساس بالصدمة للحال التي يعيش فيها السوريون في ظل نظام الأسد الذي لا يمتنع عن الجمع بين جثة أحد ضحاياه الذي كان معتقلا لديه، وبين شقيقته التي تدرس الطب، على طاولة التشريح.
إلا أن نظام الأسد قلق واهتزّ إعلاميا واجتماعيا لذلك الخبر الذي يكشف حجم الإجرام الذي بلغه، فكشفه أكثر فأكثر، ليس أمام معارضيه الذين يعرفون أكثر من سواهم حجم وحشيته، بل أيضا أمام أنصاره الذين أعلنوا ما يشبه “النفير العام” للرد على قضية الجثة الطازجة، وسخّر النظام كل ما يملك من وسائل التواصل الاجتماعي والمؤسسات الحكومية التابعة له، لنفي ذلك الخبر الذي زرع الرعب بين السوريين وكل من تابع تفاصيله.
ولأن الخبر مرتبط، في شكل مباشر، بمنظومة كلية الطب البشري، فإن النظام السوري أوعز لعميد الكلّية الدكتور حمود حامد، للتشويش على الخبر، محاولة منه لطمس معالم تلك الفضيحة التي أضيفت إلى سجله المليء بأمثالها. فظهر عميد كلية الطب على إحدى الإذاعات التابعة للنظام ليقول ساخراً من حرمة الجثث: “قالوا إن الأستاذ أخبرهم بإحضار جثة حديثة طازجة. وهل نحن نبيع السمك كي نحضر لهم جثة طازجة؟!” ويتابع ساخراً: “الجثث الطازجة موجودة في الطب الشرعي”. ثم سعى إلى نفي الحادثة بكل السبل، إلا أن تعامله باستخفاف وسخرية من حرمة الجثث “الطازجة” لدى قوله “نحن لا نبيع السّمك” كشفت لدى كثير من المتابعين أن من يسخر بهذا القدر من حرمة الموتى، لا يأبه أصلا بمواجهة طالبة طب بجثة شقيقها على طاولة التشريح التعليمي. كما عبر كثير ممن تابعوا تفاصيل الحوار.
وحفلت عشرات الصفحات والمواقع الإلكترونية الموالية لرئيس النظام السوري، بمجموعة من الردود على خبر الطالبة التي فوجئت بجثة أخيها على طاولة التشريح، فتحدثوا بذات الطريقة التي تحدث بها عميد كلية الطب البشري، عبر إيعاز بالطعن بالحادثة لم يؤت أكله، خصوصا أن عميد الكلية السالف اكتفى بالقول: “هاتوا دليلاً وقدموه” فكيف سيتم تقديم الدليل على “جثة” هي بحوزة كلية طب و”بمحضر رسمي” كما قال هو ذاته؟!
إعلامي إلكتروني مقرب من عائلة الأسد يدعى وسام الطير، استجاب للإيعاز الرسمي بمحاولة طمس حقيقة الخبر، فأطلق حملة على صفحته الفيسبوكية الشخصية، ثم على موقعه الإلكتروني “دمشق الآن” الذي يديره بتمويل من قصر الأسد مباشرة، ونشر تقارير مختلفة محاولة منه لتخليص نظامه من آثار تلك الفضيحة الجديدة.
ونشر موقع “العربية.نت” بتاريخ الثاني من الجاري، تقريراً صادماً عن طالبة طب سورية، فوجئت بجثة شقيقها على طاولة التشريح التعليمي، وأحدث الخبر صدمة بالغة في جميع الأوساط العلمية والإعلامية والسياسية التي رأت في ذلك الجمع ما بين جثة معارض سوري كان النظام قد اعتقله وأخفاه منذ سنوات، وشقيقته طالبة الطب، نوعاً جديدا من إجرام الأسد بحق السوريين وصل درجة من “الوحشية السوريالية” كما وصفها بعض الذي تابعوا تفاصيل الخبر.
وجاء في تفاصيل الخبر أن الدكتور المدرّس لمادة التشريح قال لطلابه قبل لحظات من بدء درس التشريح: “اليوم أحضرنا لكم جثة طازجة” مستخدما تعبيرا شاميا دارجاً على ذلك: “ما باس تمّا إلا إمّا”. كما جاء في تلك الواقعة التي أماطت اللثام عن وحشية جديدة في سلوك رئيس النظام السوري بشار الأسد.
الأمم المتحدة: لا لإخلاء قسري لسكان حلب
الهدنة الروسية تواجه برفض أممي لإدخال المساعدات دون ضمانات أمنية
مع دخول الهدنة التي أعلنتها موسكو في حلب حيز التنفيذ أعلن المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أن المنظمة ضد إجلاء المدنيين ما لم يكن ذلك طوعا.
وأضاف المتحدث أن المنظمة ليس لديها الضمانات الأمنية المطلوبة لإرسال معونات لشرق حلب معتبرة أن العمليات الانسانية لا يمكن أن تكون مشروطة بمبادرات سياسية أو عسكرية.
ْوبدأت هدنة إنسانية جديدة أعلنتها روسيا في حلب لمدة عشر ساعات اليوم الجمعة، الهدنة المزمع استمرارها عشر ساعات بدأت في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي.
وجددت روسيا مع إعلانها الهدنة دعوتها كتائب المعارضة للخروج من حلب محملة غياها مسؤولية تردي الوضع الإنساني في المدينة.
قصف روسي مكثف سبق بدء الهدنة، استهدف منذ ساعات الصباح الأولى مواقع عدة للمعارضة في حلب بالصواريخ.
وبعيدا عن القصف الجوي، فعلى الأرض واصلت كتائب المعارضة عمليتها العسكرية لكسر الحصار عن حلب الشرقية.
تلك الكتائب بثت لقطات جوية توثق هجومها ، على مشروع الثلاثة آلاف شقة جنوب غرب حلب الخاضع لسيطرة النظام.
وتضع كتائب المعارضة نصب أعينها خلال هذه العملية السيطرة على الأكاديمية العسكرية المعروفة بأكاديمية الأسد.
وكانت روسيا و النظام قد خصصا 8 معابر إنسانية لإجلاء الراغبين بالخروج من الأحياء المحاصرة من مقاتلين و مدنيين.
النظام السوري ينجح بتفريغ ريف دمشق الغربي من المعارضة المسلحة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2016
damascoروما ـ قالت مصادر في المعارضة السورية المسلحة بريف دمشق الغربي إن مفاوضات تجري بين فصائل المعارضة وقوات النظام في عدة بلدات بالمنطقة لخروج المسلحين منها مقابل ضمان حياتهم ونقلهم إلى إدلب في شمال سورية، وقالت إن النظام يضع كل ثقله من أجل إخلاء محيط العاصمة دمشق من أي مسلحين من المعارضة.
وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن “مفاوضات تجري بين المقاتلين وممثلين عن النظام، قطعت شوطاً معقولاً، بخصوص خروج مقاتلين المعارضة من بلدات خان الشيح، المقيليبة، زاكية، الديرخبية، ما يعني خلو ريف دمشق الغربي والجنوبي الغربي نهائياً من المعارضة السورية المسلحة”.
وأضافت أن “التصعيد العسكري على تلك البلدات واستهداف المدنيين بكثافة خلال الشهرين الأخيرين، بمئات البراميل المتفجرة، والصواريخ وقذائف المدفعية المُحرّمة دولياً، وقطع طرق الإمداد عن هذه البلدات، سواء أكانت إمدادات مدنية أم عسكرية، دفع فصائل المعارضة لمناقشة خروجها من المنطقة مقابل وقف قصف المدنيين، وصارت المفاوضات في مراحل متقدمة”.
وأكّدت المصادر أن “النظام يرفض مناقشة خروج هؤلاء المقاتلين إلا إلى إدلب في شمال سورية، وحذّرت من أنه يقوم بعملية تجميع لكل مقاتلي المعارضة المُهجّرين في إدلب، فيما يُشبه التحضير لاستهدافهم بالجملة في تلك المدينة”.
وبحسب المصادر، فإن “الأوضاع الإنسانية الصعبة في المنطقة هي التي دفعت مقاتلي المعارضة للقبول بمناقشة خروجهم نحو إدلب، وفق مفاوضات تشابه تماماً تلك التي شهدتها داريا والمعضمية في ريف دمشق”.
وقدّرت المصادر “عدد سكان المنطقة التي سيتم إخلاء مقاتلي المعارضة منها بنحو 40 ألفاً”، ورجّحت أن “يخرج منها ما يقارب ربع السكان على اقل تقدير، يُطالب النظام بمعرفة أسمائهم بشكل مسبق”.
وتقول المعارضة السورية إن “النظام يسعى لهدن ومصالحات محلية تهدف لإخلاء المقاتلين ونسبة من سكان المناطق المتفق عليها، وإعادة إسكان آخرين، فيما يُشبه عملية تغيير ديمغرافي”.