أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 04 كانون الأول 2015

جهود لحل «العقد» … وتوسيع المشاركة في مؤتمر الرياض

لندن – إبراهيم حميدي

توسَّع عدد المدعوين الى مؤتمر المعارضة السورية في الرياض المقرر بين 8 و10 الشهر الجاري إلى مئة بدلاً من 65، وسط تكثيف الجهود لحل «العقد» والوصول الى أوسع تمثيل للمعارضة السياسية والعسكرية كي تتفق على وفد موحد ورؤية مشتركة للتفاوض مع وفد النظام برعاية دولية في بداية السنة المقبلة لبدء المرحلة الانتقالية، في وقت علم أن الخارجية الروسية حذفت اسم رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة من قائمة مرشحيها للمعارضة المقبولة.

ومن المقرر أن يتم التصويت على الوثيقة المشتركة حول رؤية المعارَضة مكونات المرحلة الانتقالية، بحيث يحصل كل مشارك على صوت وليس صوتاً لكل كتلة، ما يعطي أرجحية لموقف «الائتلاف» الذي سيحصل على تمثيل يصل إلى حدود 27 شخصاً، وسط توقعات بأن يسهل خبراء مستقلون جلسات العمل وأن يُترك للسوريين تقرير جدول الأعمال ومخرجات المؤتمر.

ولن يحضر الجلسات، الذي تستمر ثلاثة أيام، مبعوثو الدول الغربية والعربية. لكن المبعوث الأميركي مايكل راتني والبريطاني غاريث بايلي ومبعوثين من الإمارات وقطر ودول أخرى سيكونون موجودين في مكان آخر في الرياض لبذل جهود قد تُطلب منهم خلال أعمال المؤتمر.

وبُذلت أمس جهود لحل عقدة تمثيل «الائتلاف» بعد بروز خلاف بين رئيس «الائتلاف» وكتلة كبيرة في الهيئة السياسية جراء تجاهله (خوجة) تسعة أسماء رشحتها الهيئة ضمن قائمة من عشرين شخصاً، واقتراحه أسماء جديدة بينها أعضاء كتلته والأمين العام السابق لـ «الائتلاف» خالد صباغ والقيادي في «الإخوان» محمد فاروق طيفور. ولدى تلويح عدد من أعضاء الهيئة السياسية بطرح حجب الثقة عن خوجة، جرت اتصالات إقليمية ومفاوضات أدت إلى إضافة اسمي الأمينين العامين نصر الحريري وبدر جاموس، إضافة إلى البحث في إضافة ثلاثة أعضاء في الهيئة السياسية.

كما وصلت دعوات من الخارجية السعودية إلى أعضاء وقياديين سابقين في «الائتلاف»، بينهم الرئيسان السابقان معاذ الخطيب وأحمد جربا ورئيس «المجلس الوطني السوري» السابق برهان غليون، إضافة إلى ميشال كيلو، ما رفع حصة ممثلي «الائتلاف» والمقربين من موقفه الى حوالى 27.

وتأكد أمس وصول دعوات الى 11 من «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» برئاسة حسن عبدالعظيم، مع بقاء «عقدة» تمثيل «الاتحاد الوطني الكردي» برئاسة صالح مسلم و «وحدات حماية الشعب» الكردي والإدارات الذاتية. وأجرى المبعوث الأميركي محاولات لحل هذه «العقدة» واقترح حلولاً وسطاً لتجاوز «فيتو» عبر عنه «الائتلاف» وحلفاؤه. واشترط أعضاء في «الائتلاف» أن يعلن «الاتحاد الديموقراطي رسمياً تمسكه بوحدة سورية وقتال قوات النظام قبل المشاركة في مؤتمر المعارضة»، في حين يعتبر مسلم أن «الإدارات الذاتية التي تضم عرباً وأشوريين وأكراداً تشكل نموذجاً لمستقبل سورية»، وأن «وحدات حماية الشعب أظهرت نجاحها في قتال داعش وتتلقى دعماً عسكرياً من أميركا». وكانت أنقرة سعت إلى تصنيف «الوحدات» ضمن قائمة «التنظيمات الإرهابية»، الأمر الذي رفضته واشنطن، لأنها تقدم الدعم العسكري والجوي لها ضد «داعش». ولم تصل حتى مساء أمس دعوة إلى صالح، ما رجح بقاء «فيتو» ما لم يحصل تغيير في اللحظات الأخيرة، الأمر الذي سيعقد علاقة «الاتحاد» مع «هيئة التنسيق» وحلفائه الغربيين.

كما زاد عدد المدعوين من الفصائل المسلحة، وإذ جرى التركيز على المجلس العسكري في الشمال الذي يضم القوى الرئيسية، إضافة إلى «أحرار الشام الإسلامية» و «جيش الإسلام»، خصوصاً بعد قرار عدم ضمهما إلى «قائمة التنظيمات الإرهابية»، وصلت دعوات لحضور مؤتمر المعارضة الى قادة «سيف الشام» أبو صلاح الشامي و «ثوار سورية» أبو أسامة الجولاني و «شباب السنة» أبو حمزة عودة و «تجمع الشهيد أحمد عبدو» العقيد بكور سليم من الجبهة الجنوبية في «الجيش الحر»، وسط توقعات بوصول دعوات الى فصائل في درعا جنوب سورية في الساعات المقبلة.

وسعى وزير الخارجية المصري سامح شكري لحل «عقدة» تمثيل «إعلان القاهرة» بصفته التنظيمية أسوة بـ «الائتلاف» و «هيئة التنسيق»، إضافة إلى دعوة هيثم المناع، لكن تأكدت دعوة جمال سليمان وخالد محاميد اللذين التقيا شكري في القاهرة أمس، مع تردد دعوة جهاد مقدسي. ولم تصل حتى مساء أمس دعوة الى رئيس «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» قدري جميل، الذي يتخذ من موسكو مقراً. وفي هذا السياق، علم أن الخارجية الروسية بعثت قائمة جديدة للمعارضة المقبولة إلى واشنطن، وزاد العدد من 38 الى 43 مرشحاً. واللافت أن الخارجية الروسية حذفت اسم خوجة من المقبولين لديها.

الى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قوله إن استضافة الرياض مؤتمراً للمعارضة والأردن استشارات لتحديد «التنظيمات الإرهابية» عبارة عن «خروج عن إطار بيان فيينا» في منتصف الشهر الماضي، علماً أن البيان الختامي نص على قيام الأردن بهذه الجهود، وأن واشنطن وموسكو دعما استضافة الرياض المؤتمر.

 

فيديو جديد لـ «داعش» يظهر أطفالاً يعدمون رهائن

بيروت – أ ف ب

نشر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) اليوم (الخميس)، تسجيل فيديو يظهر فيه ستة أطفال يعدمون عناصر من قوات الأمن السورية محتجزين لدى التنظيم المتطرف.

وأظهر التسجيل بعنوان “إلى أطفال يهود” عشرات الأطفال، أعمارهم في العاشرة تقريباً، وهم يدرسون نصوصاً دينية ويتدربون على القتال وجهاً لوجه.

واختار المدرب ستة منهم “لتوجيه رسالة” إلى معارضي التنظيم من خلال قتل عناصر من قوات الأمن السوري المحتجزين لدى التنظيم الذي يسيطر على أراضي شاسعة من سورية والعراق.

ويظهر كل من الأطفال وهو يجري داخل حصن مدمر وترافقه موسيقى دراماتيكية حتى يعثر على أسير يقول اسمه وتاريخ مولده ورتبته في قوات الأمن السورية.

ويظهر التسجيل الذي يقول التنظيم إنه صوره في محافظة دير الزور في شرق سورية، الأطفال وهم يعدمون ستة أسرى، خمسة منهم بالرصاص والسادس ذبحاً.

ويقول “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن التنظيم قام بتجنيد أكثر من 1100 طفل منذ مطلع العام، وإن أكثر من خمسين منهم قتلوا.

 

سوريون على صلة بـ «داعش» في تايلند لـ «مهاجمة مصالح روسية»

بانكوك – رويترز

قالت الشرطة التايلندية في وثيقة مسربة أمس (الخميِس) استناداً إلى معلومات من جهاز الأمن الاتحادي الروسي، أن عشرة سوريين «على صلة» بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) دخلوا تايلند في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي لمهاجمة مصالح روسية.

وحضّت الشرطة في الوثيقة على تكثيف الأمن حول «المناطق المستهدفة التي تشعر السلطات الروسية بالقلق تجاهها» بما فيها أماكن مرتبطة بحلفاء يشاركون في هجمات على «داعش» في سورية.

وبدأت روسيا ضربات جوية في سورية في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، وكثفت الهجمات في الأسابيع الأخيرة. وأعلنت جماعة بايعت تنظيم «داعش» مسؤوليتها عن إسقاط طائرة ركاب روسية فوق مصر في تشرين الأول الماضي، ما أدى إلى مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها.

وقال ضابطان كبيران في الشرطة أن «وحدة القوات الخاصة في الشرطة التايلندية، والتي تتعامل مع قضايا الأمن القومي وزعت الوثيقة على وحدات الشرطة الأخرى».

وقالت الشرطة في الوثيقة التي كتب عليها «عاجل» وتحمل تاريخ 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أن معلومات استخباراتية من روسيا حذرت من أن 10 سوريين دخلوا تايلاند بين 15 و31 تشرين الأول الماضي.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي الوثيقة أمس.

وقال أحد ضابطي الشرطة الذي يتعامل مع قضايا الجريمة الدولية «الوثيقة حقيقية، تلقيناها من وحدة القوات الخاصة». رافضاً ذكر اسمه.

ولم تحدد الشرطة هوية السوريين المشتبه بهم بعد.

وقالت حكومة تايلند وشرطتها في السابق أنه لم ينضم أي مسلم تايلندي إلى «داعش» في العراق وسورية.

 

بوتين يتوعد بتشديد العقوبات على تركيا

) موسكو – رائد جبر

توعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا، بأنها «ستندم» بسبب «خيانتها» وارتكابها «جريمة حرب»، بعد إسقاطها المقاتلة الروسية على الحدود السورية، ملمّحاً إلى أن بلاده ستشدد عقوباتها على أنقرة. ودعا إلى «جبهة واحدة لمكافحة الإرهاب»، متهماً الغرب بإشاعة «فوضى» في الشرق الأوسط.

وشغل ملف الأزمة مع تركيا والوضع في سورية، حيّزاً أساسياً من الخطاب السنوي لحال الاتحاد الذي ألقاه بوتين أمام الهيئة الاشتراعية الروسية.

وقال إن موسكو «لن تنسى أبداً خيانة القيادة التركية ودعمها الإرهاب»، مكرّراً أنه لا يفهم أسباب إسقاط الأتراك المقاتلة «سوخوي-24». وأضاف: «الله وحده يعلم لماذا فعلوا ذلك، وكما يبدو أن الله قرر أن يعاقب الزمرة الحاكمة في تركيا، حارماً إياها العقل والمنطق».

وشدد على أن ردّ موسكو لن يكون «عصبياً وهستيرياً، يشكّل خطراً علينا وعلى العالم»، وزاد: «لن يحدث ذلك. تصرّفاتنا مبنية على المسؤولية أمام بلادنا وشعبنا». وأشار إلى بلاده ستشدد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على أنقرة، قائلاً: «لن نستعرض القوة بالسلاح، لكننا لن نكتفي بالطماطم. إذا كان هناك من يعتقد بأن في إمكانه، بعد ارتكاب جريمة حرب غادرة وقتل عسكريين روس، الإفلات من أي عقاب باستثناء حظر توريد الطماطم أو فرض قيود في مجال البناء، فإنه مخطئ كثيراً. هذه ليست المرة الأخيرة التي سنذكّر (الأتراك) بما فعلوا، ولا المرة الأخيرة التي سيندمون فيها على ما فعلوا».

وكرّر بوتين اتهامه تركيا بأنها «تجني مالاً وتتيح للإرهابيين كسبه، عبر بيع نفط مسروق من سورية»، وتابع: «بواسطة ذاك المال تجنّد العصابات مرتزقة، وتشتري أسلحة وتشنّ هجمات إرهابية مروّعة تستهدف مواطنينا، وكذلك مواطني فرنسا ولبنان ومالي ودول أخرى».

وحذر من خطر هائل يشكّله إرهابيون من روسيا ورابطة الدول المستقلة، يحاربون في سورية، قائلاً: «علينا أن نواجههم ونقضي عليهم قبل أن يقتربوا من حدودنا».

واتهم الرئيس الروسي الولايات المتحدة، من دون تسميتها، وحلفاءها، بتحويل العراق وسورية وليبيا «منطقة فوضى تهدد العالم بأسره»، من خلال دعمها تغيير أنظمة تلك الدول. وزاد: «يجب أن نترك كل الحجج والخلافات وراءنا، ونشكّل قبضة قوية واحدة، جبهة واحدة لمكافحة الإرهاب، تعمل على أساس القانون الدولي تحت رعاية الأمم المتحدة».

واعتبر أن «الأسلحة الروسية الحديثة عملت بكفاءة» في العمليات العسكرية في سورية، وزاد: «التجربة التي لا تُقدر بثمن، عبر استخدامها في القتال، ستُحلَّل للمساعدة في زيادة تحسين أسلحتنا».

وأقرّ بوتين بصعوبات تواجهها روسيا، بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليها، مستدركاً أن «الوضع صعب لكنه ليس كارثياً»، ومعتبراً أن «استقلال البلاد مرتبط بصمودها المالي».

على صعيد آخر، أعلن فلاديمير كوجين، مساعد الرئيس الروسي لشؤون التعاون العسكري، أن موسكو «بدأت تسليم» طهران أنظمة صاروخية متطورة من طراز «أس-300». وقال يوري أوشاكوف، مساعد بوتين للشؤون السياسية، إن المجموعة الأولى من الصواريخ وصلت إلى إيران أخيراً، مرجّحاً إنجاز عملية التسليم قبل نهاية السنة.

 

الاتحاد الأوروبي يستعد لتمديد العقوبات على روسيا

بروكسيل – أ ف ب

أعلنت مصادر في بروكسيل، أمس، أن الاتحاد الأوروبي سيقرر الأسبوع المقبل تمديد ولمدة ستة أشهر عقوباته الاقتصادية على روسيا بسبب ضلوعها في الأزمة الأوكرانية.

وينوي سفراء الدول الـ28 في الاتحاد الأوروبي ترجمة هذا القرار سياسياً خلال اجتماع مقرر في 9 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، ما يعني بدء عملية تمديد العقوبات رسمياً خلال الأيام التي تلي ذلك.

وقال مصدر ديبلوماسي:« نتجه نحو تمديد العقوبات لمدة ستة أشهر». وأضاف أن «الموضوع سيبحث في المجلس الأوروبي منتصف كانون الأول، ولكن ستجري تسويته قبل ذلك».

وذكر ديبلوماسي آخر: «سنعمل على تفادي الكثير من اللغط»، وأكد أن «الموضوع سيبحث في قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي المقررة يوميّ 17 و18 كانون الأول في بروكسيل».

وقال إن سفراء دول الاتحاد الأوروبي أجروا الأربعاء الماضي محادثات حول المسألة، وأضاف أن «البولنديين يريدون مزيداً من العقوبات على روسيا، وآخرون يريدون عقوبات أقل»، وأوضح: «في النهاية، الاتجاه الذي فرض نفسه هو أن تترك العقوبات، وأن يجري تمديدها لمدة ستة أشهر».

 

مؤتمر المناخ في باريس: سباق مع الوقت لحسم اتفاق

لوبورجيه (فرنسا) – أ ف ب

دعا رئيس مؤتمر المناخ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، 195 دولة مشاركة إلى «تسريع وتيرة العمل» في المحادثات التي تستضيفها باريس، للتوصل إلى اتفاق في الأيام العشرة المقبلة.

وقال في لقاء صحافي متحدثاً عن النتائج الأولية للمحادثات التي دخلت صلب الموضوع الثلثاء الماضي: «رسالتي واضحة، يجب تسريع وتيرة العمل، لأن أمامنا عملاً كثيفاً». وشدد على ضرورة «التوصل إلى أشكال من التسويات في أسرع وقت»، لافتاً إلى أن رؤساء الدول والحكومات «قدموا لنا اقتراحاً واضحاً، ويجب أن ننجح». وبعد مشاركة تعتبر سابقة لـ150 رئيس دولة في افتتاح المؤتمر، بدأت الوفود نقاشات حول التوصل إلى الاتفاق الأول الذي تلتزم بموجبه الأسرة الدولية تقليص انبعاثات الغازات السامة ذات مفعول الدفيئة، لحصر ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين مئويتين قياساً إلى الحقبة السابقة للثورة الصناعية. والنص المطروح حتى الآن يتألف من 55 صفحة، ويتضمّن عدداً من الخيارات حول كل فصل.

واعتبر الأميركي دانيال ريفسنايدر أحد رئيسي مجموعة العمل على مشروع الاتفاق، خلال اجتماع الوفود، أن «الجهود ليست بمستوى ما هو مطلوب حيال أي نقطة». فيما رأى مفاوض أوروبي أن «الإحباط يتزايد». ويبدو أن ضيق الوقت يشكل هاجساً في المؤتمر، إذ لفت فابيوس إلى طلب «التوصل إلى مشروع اتفاق ظهر غد السبت». وأكد أن «الهدف هو حسم الخيارات الكثيرة نهاية هذا الأسبوع»، قبل أن يعود وزراء البلدان إلى المفاوضات الإثنين المقبل.

وأعلن ممثل منظمة اتحاد العلماء المهتمين الأميركية غير الحكومية ألدن ماير، أن «قضية المساعدة المالية هي الأكثر صعوبة»، إذ تحتاج البلدان النامية إلى مساعدة من الدول الصناعية لمواجهة الاحتباس الحراري، وأن تكون إحدى خطوطها الحمر.

لكن مسؤولة المناخ في الأمم المتحدة كريستينا فيغيريس، ذكرت أن النص «سيشهد أخذاً ورداً»، مشيرة إلى أن «عقبات إضافية وأخرى ستزول، ولن يكون هناك نتيجة نهائية قبل نهاية الأسبوع المقبل».

لكن الخبر السار والنادر أتى من بكين، الملوث الأكبر في العالم، التي أبدت عزمها تحديث مصانع استخراج الفحم بحلول عام 2020 للحد من الانبعاثات الملوثة بنسبة 60 في المئة. وتكمن المسألة الشائكة في الجزء الذي ستتحمله الدول الكبرى الناشئة في الجهد المشترك للحد من غازات الدفيئة، وتطرح هذه البلدان حقها في التنمية و «المسؤولية التاريخية» للدول الغنية في الاحتباس الحراري.

 

«داعش» يعدم مراهقة لمحاولتها الهرب ضرباً

دبي – هويدا السمان «مدرسة الحياة»

أقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على إعدام مراهقة نمسوية ضرباً، بعد محاولتها الهرب من التنظيم وقطع علاقتها به في مدينة الرقة السورية.

وذكر موقع «ذا لوكال» الإخباري أن الفتاة وتدعى سامرا كيزونوفيتش (17 عاماً) وصديقتها سابينا سيلموفيتش (15 عاماً) سافرتا إلى سورية للالتحاق بصفوف «داعش»، ويعتقد أن كلتيهما في عداد الموتى.

وأفادت تقارير نشرتها صحيفة «كرونين تسايتونغ» النمسوية، أن كيزونوفيتش تعرضت للضرب حتى الموت، بينما لم تؤكد وزارتا الداخلية والخارجية الأمر.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية النمسوية توماس شنول لـ «وكالة الأنباء النمسوية»: «لا يمكننا التعليق على مسائل فردية»، فيما لم يعلق الناطق باسم وزارة الداخلية النمسوية كارل هينز على الحادث.

وأوضحت الصحيفة أن امرأة تونسية سافرت أيضاً إلى سورية للانضمام إلى التنظيم، لكنها نجت وعادت إلى وطنها، وزعمت أنها عاشت مع الفتاتين في الرقة، فيما انتشرت إشاعات أخرى عن مصير الفتاتين أواخر العام الماضي. وقال خبير إسرائيلي من الأمم المتحدة أن إحداهما قتلت خلال المعارك في سورية بينما اختفت الأخرى.

وانتشرت صور الفتاتين على مواقع التواصل الاجتماعي وبدت إحداهما تحمل بندقية كلاشنيكوف ومحاطة برجال التنظيم المسلحين. وقالت الشرطة النمسوية أن هذه الصور «تهدف إلى جذب المراهقات للانضمام إلى التنظيم المتطرف».

ونقل موقع صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن كلتا الفتاتين من البوسنة، وولدتا في النمسا، واختفتا في 10 نيسان (أبريل) 2014.

ووفقاً لأرقام «معهد الحوار الاستراتيجي»، فقد التحقت 550 فتاة وامرأة من بلدان الغرب بالمسلّحين في سورية والعراق. ومن بين هذا العدد هناك ما لا يقل عن 50 بريطانية، في مقابل أكثر من 600 بريطاني التحقوا بالقتال في هذين البلدين.

 

بوتين يتوعّد تركيا بـ”الندم” وبناء قاعدة روسية في حمص كيري يقترح نشر قوات “عربية وسورية” لمواجهة “داعش

المصدر: العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

لم يفلح اللقاء الذي ضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش اوغلو في تخفيف حدة التوتر بين البلدين والذي تلا اسقاط تركيا في 24 تشرين الثاني الماضي قاذفة “سوخوي – 24” على الحدود السورية – التركية ومقتل أحد طياريها بنيران من الارض لدى هبوطه بالمظلة. وتوعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن أنقرة ستندم على هذا الفعل وان روسيا لن تكتفي بفرض حظر على استيراد البندورة التركية، وقت علقت موسكو وأنقرة مفاوضاتهما في شأن استكمال مشروع انبوب الغاز التركي “توركستريم”.

وصرح جاويش اوغلو عقب لقائه مع لافروف على هامش مؤتمر لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا ببلغراد، بأن بلاده قدمت تعازيها لروسيا بمقتل الطيار الروسي. وقال: “عبرنا عن حزننا وقدمنا تعازينا بمقتل الطيار الروسي”، وأشاد بأجواء اللقاء لكنه قال انه “من غير الواقعي القول انه تم تجاوز المشاكل في هذا اللقاء الاول”. واضاف: “من المهم الحفاظ على قنوات الحوار مفتوحة … هناك من الجانبين رغبة في عدم تصعيد التوتر وانا على يقين ان المنطق سيطغى على العاطفة”.

أما لافروف، فأبلغ التلفزيون الروسي أنه لم يحرز تقدم. وقال: “اجتمعنا مع السيد جاويش اوغلو … لم نسمع شيئاً جديداً. وأكد الوزير التركي الموقف الذي اعلنوه سابقا، وأكدنا نحن موقفنا”.

وهذا الاتصال الاول الرفيع المستوى بين البلدين منذ اسقاط الاتراك القاذفة الروسية.

وقبل هذا اللقاء كان كبار المسؤولين الروس يرفضون اي اتصال مع نظرائهم الاتراك ويطالبون انقرة باعتذار رسمي.

واتهمت موسكو الاربعاء بالاسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان واسرته بالضلوع في الاتجار بالنفط الخام الذي يستولي عليه تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا.

وقال جاويش اوغلو: “لقد رددنا على هذه المزاعم… ونأمل في ان يتخلوا عن هذه المزاعم التي لا أساس لها”.

في غضون ذلك، صرح وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك بأن موسكو وانقرة “علقتا” مفاوضاتهما في شأن مشروع “توركستريم”.

وكان مشروع “السيل التركي” يجسد توجه روسيا التي قاطعها الغرب الى الاسواق الناشئة وترجمة للصداقة الشخصية بين بوتين وأردوغان.

 

قاعدة روسية ثانية

على صعيد آخر، تجهز روسيا قاعدة عسكرية هي الثانية لها في سوريا لاستخدامها في حملتها الجوية الداعمة لقوات النظام في مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في وسط البلاد .

وقال مصدر عسكري: “قاربت أعمال الصيانة في قاعدة الشعيرات السورية نهايتها، وهي تعد لتصير قاعدة عسكرية روسية”.

ويقع مطار الشعيرات في ريف حمص الجنوبي الشرقي بوسط البلاد حيث تدور منذ مدة معارك بين قوات النظام وجهاديي “داعش” الذين أجبروا على التراجع امام تقدم الجيش السوري والمسلحين الموالين له بغطاء جوي روسي.

واوضح المصدر العسكري: أن “عددا من المستشارين الروس وصل منذ اسابيع الى قاعدة الشعيرات”، مشيراً الى انها “ستدخل طور الاستخدام من القوات الروسية قبل نهاية الشهر الجاري”.

وأفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له ان “الروس يبنون مدرجات جديدة في مطار الشعيرات كما يعملون على تحصين محيطه من اجل استخدامه في وقت قريب في عمليات للطائرات الحربية في ريف حمص الشرقي حيث مدينة تدمر الاثرية ومناطق اخرى”.

ومنذ بدء حملتها الجوية في سوريا في 30 ايلول تستخدم روسيا مطار حميميم العسكري جنوب محافظة اللاذقية في غرب البلاد. وقال عبد الرحمن، إن مطار الشعيرات سيتحول الى القاعدة العسكرية الجوية الثانية للروس في سوريا. وأشار الى ان المروحيات الروسية تستخدم مطار “تي فور” العسكري في ريف حمص الشرقي لشن غارات مكثفة على “داعش” في محيط تدمر.

ويواصل الجيش السوري يدعمه المسلحون الموالون له تقدمه في ريف حمص الشرقي والجنوبي الشرقي، وخصوصا في محيط تدمر وبلدة القريتين. وقال عبد الرحمن ان “قوات النظام السوري اصبحت على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من مدينة تدمر وهي تتقدم من الجهة الجنوبية والغربية بغطاء جوي كثيف تؤمنه المروحيات الروسية”. وتحدث عن معارك عنيفة مستمرة في محيط المدينة.

وأعلن المصدر العسكري أنه “سجلت في الساعات الاربع والعشرين الماضية أكثر من 40 غارة جوية روسية وسورية على مواقع داخل وفي محيط بلدة القريتين”. ووصف المعارك بأنها “شرسة وعنيفة”، موضحا ان الجيش السوري يتقدم سريعا وقد “يحقق تقدما مهما خلال 72 ساعة”.

 

كيري

ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بلغراد الخميس الى نشر قوات برية “عربية وسورية” لمواجهة “داعش” في سوريا.

وقال: “من دون امكان تشكيل قوات برية جاهزة لمواجهة داعش، لا يمكن كسب هذا النزاع تماما بالغارات الجوية وحدها”.

واقترح نشر قوات “عربية وسورية” وليس غربية لهذا الغرض قائلا: “اذا تمكنا من تنفيذ عملية انتقال سياسي، سيكون في الامكان جمع الدول والكيانات معا: الجيش السوري مع المعارضة، الولايات المتحدة مع روسيا، وغيرهم سيتوجهون لمحاربة داعش، ويتوقع فوز سريع في تلك الحالة. واضاف: “لكم أن تتخيلوا مدى السرعة التي سيتم خلالها القضاء على هذه الآفة، حرفياً في غضون بضعة أشهر، إذا كنا قادرين على التوصل الى هذا الحل السياسي”.

وصدرت تصريحات وزير الخارجية الاميركي غداة اقرار البرلمان البريطاني شن غارات جوية على الجهاديين في سوريا.

والثلثاء، صادقت الحكومة الالمانية على تفويض يتيح مشاركة جيشها في الحملة على “داعش” وخصوصا في سوريا، في مهمة يمكن ان تحشد فيها 1200 عسكري.

 

بان كي – مون

وفي نيويورك، صرح الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ان جزءا كبيرا من “أزمة اللاجئين والارهاب… ينبع من الحرب في سوريا”، معتبرا أن عملية فيينا للسلام أوجدت زخما جديدا”. وقال: “نعمل على اطلاق مبادرة اوائل كانون الثاني ستتضمن محادثات سياسية سورية – سورية ووقفا للنار في كل أنحاء البلاد”. وأكد انه “يجب ان يكون العالم متحدا ضد الارهاب”.

وسئل عن عقد جولة ثالثة من اجتماعات مجموعة العمل الدولية لسوريا في 18 كانون الاول الجاري في نيويورك فأجاب: “فهمي هو أن الدول الاعضاء تنسق بصورة وثيقة للغاية كي تعقد اجتماعا ثالثا لعملية فيينا هنا في نيويورك… أتطلع الى ذلك”.

وسألته “النهار” هل ثمة أي تقدم في حل ما يسمى “عقدة (الرئيس السوري بشار) الاسد، فأجاب بأنه “حين ننظر الى ما حصل خلال السنوات الخمس الاخيرة منذ بدء الازمة السورية، يدرك المآسي الهائلة التي وقعت”. ولاحظ أن “استمرار المأساة والاعمال الوحشية في الازمة السورية وفر ارضا خصبة مثالية لتثبيت (أقدام) هؤلاء المتطرفين والارهابيين”. وشدد على أن “عملية فيينا مهمة جدا”. وأنه “مع العمل الشاق والمفاوضات بين الاطراف المعنيين، ينبغي ان يكون هناك وقف للنار في أقرب وقت من كانون الثاني”.

 

منع روسيا من الإمساك بالحل.. ودخول إيراني إلى السماء؟

الحرب الجوية الباردة تستعر فوق سوريا

محمد بلوط

الحرب الجوية الباردة تستعر في سوريا، لإعادة بناء توازن في السماء بين الولايات المتحدة وروسيا.. وإيران التي تدخل السماء السورية.

وتنظيم «داعش» لم يعد هدف الحشد العسكري الوحيد المتزايد حول السماء السورية، من الأطراف كافة، بل السباق على منع الروس من الإمساك بالبر السوري، والحل السياسي والعسكري. كما يهدف السباق إلى استنزافهم، وتحميلهم المزيد من أعباء الحشد الجوي والبحري في سوريا.

وليس صحيحاً أن الأتراك يدخلون المواجهة مع الروس منفردين من دون حلفائهم، أو أن تردداً يسود صفوف هؤلاء بعد أن أطلق الأميركيون صفارة انطلاق السباق، عبر استنفار حلف شمال الأطلسي (الناتو) والقاعدة البريطانية في قبرص، وتسخين احتمال التدخل برياً.. عبر العرب والسوريين؛ إذ بدأ الأميركيون والبريطانيون، بمواجهة التعزيزات النوعية الروسية في سوريا، بتعزيزات تحافظ على التوازنات الجوية بين قواعد انجيرليك وأضنة من جهة، وقواعد حميميم والشعيرات الروسية السورية، بانتظار أن تتبلور وجهة التدخل البري، التي يزعم الجميع حتى الآن انه لن يقدم عليه، مفضلاً المنافسة في السماء، وترك البر «للعرب والسوريين كما جرت عليه العادة» على ما قاله رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في نفيه أي نية لإرسال قوات تدخل بري إلى الأتون السوري. وهو ما كرره وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس.

وبمجرد أن أعلن الروس عن إرسال أسراب جديدة من المقاتلات إلى سوريا، بدت الوجهة الروسية واضحة في رفع القوة الهجومية والاعتراضية، وعدم الاكتفاء بعمليات إسناد الهجمات البرية للجيش السوري، وتدمير البنى التحتية للمجموعات المسلحة، التي شغلت الروس 55 يوماً، حتى إسقاط الـ «سوخوي 24» بصاروخ تركي قبل أسبوع فوق جبل النوبة.

وبالإضافة إلى تسليح الـ «سوخوي 34» بصواريخ «آر 27»، تدخل المشهد السوري 12 مقاتلة «سوخوي 34» متعددة المهام (من أصل 36 مقاتلة من هذا النوع في سلاح الجو الروسي)، وأربع مقاتلات «سوخوي 30» هجومية (من أصل 40 مقاتلة لدى سلاح الجو الروسي). ونشر الروس منظومة تشويش الاتصالات «مورمانسك – بي أن»، التي يبلغ مدى عملها خمسة آلاف كيلومتر، وتعمل على تعطيل أي اتصال بين مقرات القيادة، والوحدات المقاتلة، وعزل المقاتلات عن أي اتصال خارجي.

ويبحر في عرض اللاذقية الطراد «موسكفا»، الذي يستكمل حماية الأجواء السورية بـ96 أنبوبة إطلاق لصواريخ «أس 300» المضادة للطائرات، وتنتشر حول قاعدة حميميم منظومة «أس 400» الصاروخية الأكثر تطوراً والأبعد مدى، والقادرة على التصدي للطائرات على بعد 400 كيلومتر، واعتراض الصواريخ المجنحة.

وفي مواجهة ذلك، نقل الأميركيون إلى قواعد انجيرليك وأضنة التركية، في 3 تشرين الثاني الماضي، 6 مقاتلات من طراز «أف 15 سي»، وقالوا انه يمكن أن تصل ست طائرات من الطراز ذاته قريباً. وتعمل هذه المقاتلة، التي يمكنها أن تكون نداً لـ «السوخوي 34»، على تعويض النقص في القوة الجوية التركية، إزاء الحشد الروسي الجديد، إذ تملك تركيا نماذج قديمة من طائرات «أف 16». وفي مواجهة الطراد «موسكفا» الروسي، أوعز الأميركيون لحاملة الطائرات «هاري ترومان» بالإبحار إلى شرق المتوسط، والتموضع في منطقة عمليات «موسكفا»، وربما إطلاق طائراتها الهجومية الـ 54، من منطقة قريبة من الطراد الروسي، نحو قواعد «داعش» في الشرق السوري. وأرسل البريطانيون، الذين لا يملكون في المنطقة سياسة أخرى غير السياسة الأميركية، ست مقاتلات «تايفون» متطورة، تتمتع بميزات شبحية إزاء عمليات رصدها بالرادار. وقد شنت طائرات «تورنيدو» تابعة لسلاح الجو البريطاني غاراتها الأولى في سوريا بعدما أقلعت الطائرات الأربع من قاعدة «أكروتيري» في قبرص، وقصفت حقل العمر النفطي شرق دير الزور.

وتقول مصادر سورية إن الإيرانيين قد ينضمون إلى هذا السباق في السماء حول سوريا، للمرة الأولى منذ بداية الحرب السورية قبل خمسة أعوام، بعد أن اقتصرت مشاركتهم في الحرب السورية على الإسناد البري، عبر «فيلق القدس» وقوات عراقية تعمل تحت إمرة قائده قاسم سليماني.

ويجري الحديث عن نقل الحرس الثوري الإيراني سربين من طائرات «سوخوي 22» و «سوخوي 24»، أي ما بين 16 إلى 30 طائرة، إلى مطار «تي فور» شرق حمص. وهو المطار نفسه الذي بدأت العمل منه باتجاه أرياف حمص ومدينة تدمر، الطوافات الروسية المقاتلة، التي توفر حماية جوية للمطار الذي يقع على بعد 60 كيلومتراً، من منطقة العمليات مع «داعش» في تدمر.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعاد تأهيل هذه الطائرات العراقية أصلاً، والتي لجأت إلى إيران، لتلافي التدمير خلال عدوان عاصفة الصحراء على العراق، في العام ١٩٩٢، لكن الإيرانيين اعتبروا 137 طائرة عراقية حطت في مطاراتهم آنذاك جزءا من تعويضات الحرب مع العراق، واحتفظوا بها، بعد سقوط الرئيس صدام حسين. وإذا كان ذلك مؤشرا على عدم رغبة الإيرانيين بترك السماء السورية للروس والأميركيين وحدهم، فإن الهدف من دخول الإيرانيين جواً أيضا، قد يكون دعم عملياتهم البرية في ريف حلب الجنوبي، والإعداد لعملية نحو تدمر، حيث يحتشد المئات من المقاتلين غرب المدينة.

وبحسب مصادر سورية مطلعة، لن ينخرط الروس لوقت طويل في سباق من دون أفق حول الأجواء السورية، إذ إن أهداف الحشد قد تكون عملية أسرع مما يتصور الأتراك، الذين انكفأوا بطائراتهم عن منطقة عمليات الروس، خصوصا في أرياف اللاذقية وجبل التركمان.

ولن يتوقف الروس عن التفكير، مع حلفائهم، عن توجيه ضربات انتقامية للأتراك في سوريا، وهذا مغزى نشر كل المنظومات الدفاعية الجوية، ومغزى ما قاله الرئيس فلاديمير بوتين بالأمس: «إذا اعتقد أي شخص أن ارتكاب جريمة الحرب النكراء هذه وقتل أبنائنا سيمر ببعض الإجراءات التي تتعلق بالبندورة أو فرض بعض القيود على الإنشاءات وقطاعات أخرى، فإنه مخطئ جدا، وإن تركيا ستندم».

جريدة السفير 2015©

 

برلين تنضم إلى الحرب على “داعش

صادق مجلس النواب الالماني، الجمعة، على مشاركة قوة ألمانية يصل عديدها إلى 1200 عسكري في عمليات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة ضدّ تنظيم “داعش” في سوريا.

ومن أصل 598 نائباً شاركوا في التصويت، صوّت 445 لصالح العملية و146 ضدّها، فيما امتنع سبعة نواب عن الإدلاء بأصواتهم، في نتيجة كانت متوقّعة على ضوء تأييد التحالف الواسع بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل لمشاركة عسكرية ألمانية.

ومن المقرّر أن تنشر ألمانيا قوة من 1200 جندي كحد أقصى في العام 2016 في أكبر مهمة للقوات الألمانية في الخارج.

وتضمّ هذه القوة ست طائرات “تورنيدو” مُكلّفة بمهمات استطلاعية في سوريا وفرقاطة تنضم إلى حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول”.

ولن تُنفّذ القوة الألمانية أي عمليات قصف خلافاً لفرنسا والولايات المتحدة، وانضمت إليهما بريطانيا الخميس مع تنفيذ أولى غاراتها على مواقع “داعش” في سوريا بعد ساعة على صدور الضوء الأخضر عن البرلمان.

وصادق البرلمان على هذا القرار في وقت قياسي خلافاً لموقف المعارضة، وصدر بعد أسبوع فقط على طلب باريس تقديم مساعدة إثر اعتداءات 13 تشرين الثاني التي أوقعت 130 قتيلاً ومئات الجرحى في العاصمة الفرنسية.

ورحّب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالقرار الالماني، مشيراً إلى أن “التحالف” يعمل على تسريع المساعي اليدبلوماسية لايجاد حل سياسي للأزمة السورية.

(ا ف ب)

 

انفصام سعودي حول «أحرار الشام»: القضاء يحاكم.. الإعلام يحارب.. والسياسة تدعم!

عبد الله سليمان علي

بدأ التناقض الرسمي السعودي تجاه «حركة أحرار الشام الإسلامية» منذ عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، عندما صنّف كلاًّ من جماعة «الإخوان المسلمين» و «جبهة النصرة» كتنظيمات إرهابية، مستثنياً «أحرار الشام» من هذا التصنيف الذي صدرت به أوامر ملكية مطلع العام 2013.

ورغم أن هذا التصنيف بقي مجرد حبر على ورق، إلا أن المفارقة ظلت فاقعة، لدرجة أنه لا يمكن تجاهلها، فكيف يمكن تفسير أن يجري تصنيف الحدّين الأعلى والأدنى بين التنظيمات ضمن الإرهاب، ويستثنى ما يُعَدّ وسطاً بينهما؟

لكن ما ساعد على تغييب هذه المفارقة الفاقعة، أن السلطات السعودية نفسها سرعان ما أفرغت الأوامر الملكية من مضمونها، ووضعت جملة من الاستثناءات على تنفيذها جعلت من وجودها وعدمها سواء. وأهم هذه الاستثناءات إخراج جماعة «إخوان سوريا» من تصنيف الإرهاب بموجب تصريح إعلامي مجهول المصدر، لكنه كان كافياً لتعديل الأمر الملكي. وبناء عليه ما زال كبار شيوخ «الجماعة» وقادتها يقيمون في كنف المملكة التي دعمت ما يسمّونه «الانقلاب» على حكم جماعتهم في مصر.

ولم يقتصر الاستثناء على «الإخوان» فحسب، بل شمل بعد ذلك «جبهة النصرة» متمثلاً بقبول الرياض دعم «جيش الفتح في إدلب» وتسليحه، رغم أن «النصرة» (فرع «القاعدة» في الشام)، والمصنفة إرهابية بحسب قوائمها، هي الركن الأساسي فيه إلى جانب «جند الأقصى» و «أحرار الشام» و «فيلق الشام» الإخواني. ما يعني عملياً أن الأوامر الملكية الصادرة بتصنيف الجماعات فقدت أي قيمة عملية لها، بغض النظر بعد ذلك عن تفسير الأمر هل يأتي في سياق استكمال الملك سلمان بن عبد العزيز انقلابه على سياسات شقيقه الراحل، أم أن الأوامر الملكية ذاتها كانت منذ البداية غير جدية وكانت الغاية منها إعلامية بحتة؟

تجريم القتال في الخارج .. ودعم «الأحرار»

ولم تكتفِ المملكة بالدعم العسكري الذي تقدّمه لحركة «أحرار الشام» في إطار «جيش الفتح»، بل عمدت مؤخراً إلى تأمين غطاء سياسي لها، عبر إصرارها على أن تكون ممثلة في مؤتمر المعارضة المزمع عقده في السعودية خلال الأسبوعين المقبلين. كما أنها استبقت الجهود التي يبذلها الأردن بهدف تصنيف الفصائل في سوريا بناء على تكليف من اجتماع فيينا، وأعلنت رفضها ضمّ «أحرار الشام» إلى قائمة الإرهاب.

وقد يبرر البعض هذه المظلّة السياسية التي وضعتها السعودية فوق «أحرار الشام» بأنها نوع من البراغماتية، أو من قبيل تقاطع المصالح، أو الاستقواء ضد النظام السوري، أو غيرها من التفسيرات التي يمكن أن تبرّر خيار الرياض باحتضان الحركة سياسياً. ولكن ما لا شك فيه أن هذا الخيار يطرح العديد من التساؤلات والتحديات على السلطات السعودية، والتي تتدرّج من تحديات قانونية إلى تحديات أمنية، وبينهما تحديات دينية وقضائية واجتماعية وإعلامية.

فعلى الرغم من أن الأوامر الملكية أُفرغت من مضمونها، إلا أن شقّاً أساسياً من هذه الأوامر ما زال يشكل مركز اهتمام خاص لدى السلطات السعودية، خصوصاً بعد تعرّضها لبعض العمليات الانتحارية مؤخراً. وهذا الشق هو المتعلق بما تتضمنه الأوامر الملكية من «تجريم القتال في الخارج» ووضع عقوبات قاسية على كل مَن يفعل ذلك. وهناك جدية سعودية في تطبيق هذا الشق، وعدم التساهل فيه، فهي تعتقل وتحاكم وتسجن كل مَن يعود إليها إذا ثبت أنه كان يقاتل في الخارج، سواء في سوريا أو غيرها.

ولكن لماذا تجريم القتال في الخارج والتشديد على مرتكبيه في حال عودتهم؟ هل الغاية منه لدى السلطات السعودية هو حماية أمنها واستقرارها وردع مواطنيها من الوقوع ضحايا تأثير الجماعات المتطرفة، أم غايته هو حماية العائلة الحاكمة وضمان عدم تعرض حكمها لأي تحديات من قبل هذه الجماعات؟

إذا كانت الغاية الأولى هي المقصودة، فهذا يعني أن على السعودية ألا تكتفي بمعاقبة العائدين إليها من جبهات القتال في الخارج وحسب، بل عليها أن تتخذ إجراءات قاسية ضد الجماعات التي تستقطب أبناءها، وتزجّ بهم في لهيب قتال لا ناقة لهم فيه ولا جمل. وهنا تجد المملكة نفسها وجهاً لوجه أمام السياسة التي تتّبعها مع «أحرار الشام الإسلامية». فهذه الحركة التي تحظى بدعم مادي وغطاء سياسي سعودي، تضمّ بين قادتها وعناصرها المئات من حَمَلة الجنسية السعودية، وهي تمارس نشاطاً داخل المملكة نفسها لاستقطاب الشبان السعوديين وتجنيدهم للقتال في سوريا، مُسخّرةً لهذه الغاية عدداً من رجال الدين المعروفين وشبكة واسعة من الخلايا المنتشرة في أنحاء مختلفة من البلاد، والتي تعمل بين السر والعلن لتأمين المقاتلين أو المتبرّعين بالأموال من أبناء المملكة.

القضاء والإعلام السعوديان يحاربان «الأحرار»!

هذه المعلومات ليست أسراراً تُكشَف للمرة الأولى، بل هي بعض ما تحتويه ملفات القضاء والإعلام في السعودية نفسها. ففي آذار الماضي، على سبيل المثال، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصّصة بالعاصمة الرياض قراراً بسجن مواطن سعودي «لإدانته بتحريض زملائه على الانضمام إلى كتيبة أحرار الشام، التي تتّخذ من سوريا مكاناً لها، والتواصل معهم بعد انضمامهم هناك». وأشار القرار إلى أن المتّهم أُدين «لاعتناقه منهج الخوارج في الجهاد من دون إذن من ولي الأمر». وينبغي التركيز على مصطلح «الخوارج» لأنه أحد التهم الموجهة إلى تنظيم «داعش». كما كشفت التحقيقات مع المُدَان عن وجود شبكة واسعة ممتدة بين السعودية وتركيا لتجنيد السعوديين وإرسالهم للقتال لمصلحة «أحرار الشام».

وفي السياق ذاته، كشف سعودي يدعى «مسفر»، وهو أحد العائدين من سوريا، خلال مقابلة تلفزيونية بُثَّت في نيسان من العام الماضي، عن وجود مخاطر حقيقية تحيق بالسعوديين الذين يقاتلون في صفوف «أحرار الشام». وأهم هذه المخاطر أن الراغبين بالعودة يتعرّضون للتعذيب والقتل في حال انكشاف أمرهم من قبل الحركة، بالإضافة إلى ما كشفه «مسفر» وشاهده بنفسه، حسب قوله، من أن «عناصر من الحركة كانوا يأخذون غنائم، ومنها خمور ويشربونها».

وجدير بالإشارة إلى أن هذه المقابلة أحدثت جدلاً واسعاً داخل السعودية، شارك فيها بعض كبار رجال الدين، أمثال الشيخ محمد العريفي الذي حاول التشكيك في حقيقة الشخص والقصة نظراً لما تشكل تفاصيلها من فضح لمقاتلي «أحرار الشام».

هذه الوقائع تطرح تساؤلات حول الدعم العسكري والسياسي السعودي لجماعة يصفها القضاء السعودي بـ «الخوارج» ويروّج الإعلام لـ «فسقها» وعدم التزام أفرادها بأوامر الشرع الإسلامي. فكيف يمكن تفسير ذلك؟ وهل يُعقل أن السلطات السعودية تقوم بدعم «الخوارج» وتقدم لهم المال والسلاح ثم الغطاء السياسي والشرعي الإقليمي؟

وكيف تدعم المملكة تنظيماً أو فصيلاً يقاتل في بلد آخر، ثم تعاقب مواطنيها الذين ينضمون إليه؟ وكيف تعاقب مواطنيها في حال عودتهم إليها، أو انكشاف أمرهم، ثم تستضيف قادة التنظيم والفصيل على أراضيها، وتتيح لهم إقامة شعائر الحج أو العمرة كما فعل «الأمير» السابق لـ «أحرار الشام» أبو هاشم جابر في موسم الحج الماضي، أو توجه لهم دعوات للمشاركة في مؤتمرات واجتماعات سياسية؟ أليس هذا تناقضاً فادحاً؟!

ولنفترض أن هناك مصلحة سعودية تقتضي اتخاذ مثل هذا الموقف السياسي من بعض الجماعات، فهل يعني ذلك أن تسكت عما يُرتكب فوق أراضيها، ويعتبره قضاؤها انتهاكاً للقوانين ومخالفة «لأوامر ولي الأمر»؟ فهل سألت السعوديةُ أبا هاشم عن نشاط حركته فوق أراضيها، وطلبت منه الامتناع عن ذلك، لأن جميع المؤشرات تدل على أن هذا النشاط مستمر وبرعاية مباشرة من بعض رجال الدين المقربين من العائلة الحاكمة نفسها؟ وما هي الرسالة التي يفهمها المواطن السعودي في ظل هذه التناقضات، وهل يُلام على فهمه طالما أن رب البيت هو الذي يضرب بالطبل؟

جريدة السفير 2015©

 

شتاينماير يرحب باستئناف الاتصال بين روسيا وتركيا

بلجراد – (د ب أ)- رحب وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بأول اتصال رفيع المستوى بين روسيا وتركيا عقب قصف تركيا لمقاتلة روسية على الحدود التركية-السورية.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التقى نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو الخميس على هامش اجتماع لمجلس وزراء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وقال شتاينماير الجمعة في بلجراد: “لم يكن أحد يتوقع أن يكون هنا على الفور تهدئة وحل للأزمة”.

وذكر شتاينماير أن هذا اللقاء كان مهما لأنه تم من خلاله لأول مرة التعبير عن المواقف في محادثات مباشرة.

وعن هذه المحادثات، قال لافروف إنه لم يسمع شيئا جديدا من تشاووش أوغلو.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا تتهم روسيا بانتهاك مجالها الجوي عبر المقاتلة الروسية التي قصفتها تركيا في 24 تشرين ثان/نوفمبر على الحدود السورية-التركية، بينما ينفي الكرملين حدوث انتهاك.

وأجرى شتاينماير اليوم محادثات مع لافروف في بلجراد استغرقت حوالي نصف ساعة. ولم تعلن بعد نتائج المحادثات.

 

مسؤول أمريكي: الغارات الروسية تستهدف المعارضة السورية وتنظيم “الدولة” المستفيد

واشنطن – الأناضول – ترى الإدارة الأمريكية، أن الغارات الجوية التي تشنها المقاتلات الروسية في سوريا، تستهدف فصائل المعارضة السورية المعتدلة، بدلًا من تنظيم داعش الإرهابي، وأن التنظيم هو المستفيد من ذلك.

وفي معرض رده على سؤال حول رأيهم فيما إذا كانت الغارات الروسية ضد المعارضة السورية المعتدلة، لمصلحة تنظيم داعش، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية ، رفض الكشف عن اسمه، “بالتأكيد، إننا نرى أدلة ذلك”، مشيرًا أن الغارات تهدف في نفس الوقت، لدعم النظام السوري.

وأضاف المسؤول الأمريكي، أن “دعم نظام الأسد المسؤول عن ظهور تنظيم داعش، يتناقض مع هدف الحرب ضد التنظيم”، لافتًا أن “الولايات المتحدة الأمريكية تحارب ضد داعش فقط، وهذا هدفنا الوحيد”.

وأكد المسؤول أن اتخاذ خطوات تساهم في بقاء النظام السوري الحالي في الحكم، سيؤدي إلى استمرار العداء بين فئات الشعب السوري، وأن ذلك سيقف عائقًا أمام مكافحة داعش بطريقة منظّمة.

من جانبه، أشار الدكتور عمرو عزام، الخبير في تاريخ الشرق الأوسط بجامعة شوني في ولاية ولاية أوهايو الأمريكية، إلى أن الغارات الروسية ضد المعارضة السورية، تفيد بالدرجة الاولى، تنظيم داعش، مبينًا أنه في الوقت ذاته، هناك تقارير تكشف استغلال منظمة “حزب الاتحاد الديمقراطي” للغارات الروسية، للتقدم باتجاه المناطق السورية الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات.

وقال عزام إن الهدف الرئيسي للغارات الروسية، هو “إعادة تاهيل النظام السوري، ليكون المواجه الوحيد لتنظيم داعش”، وأنه عند تحقيق ذلك، ستُخيّر روسيا بين النظام والتنظيم، مشيرًا أن روسيا وإيران تعملان خلال الأعوام الاخيرة على تطبيق الخطة نفسها.

ولفت عزام أن “المعارضة السورية تشكّل خطرًا على النظام السوري، أكثر من داعش، لأنها بديل له في سوريا، أما داعش فليست كذلك، وروسيا مدركة لهذا الأمر، ولهذا تقصف المعارضة أولاً بدلا من قصف التنظيم، ولا يهمها استفادته من ضرباتها الجوية، أولويتها هو تأسيس معادلة “إما داعش أو النظام”.

وأردف عزام قائلًا: “روسيا تتبع سياسة قصيرة النظر في سوريا، ولكن الامر الوحيد الذي يهم روسيا وإيران اليوم، هو إبقاء الأسد في السلطة بأي شكل كان، وجعله البديل الوحيد للتحالف الدولي في مواجهة داعش”.

وفي إشارة إلى تحركات القوى الكردية في المنطقة، قال عزام “أرى أن صالح مسلم (رئيس منظمة الاتحاد الديمقراطي) يسوق الأكراد السوريين إلى نقطة خطيرة”، مشددًا أن “الولايات المتحدة الامريكية لن تتخلى عن تركيا لأجل منظمة كردية في سوريا”، وأن “البارزاني يجيد التعامل مع التوازنات السياسية في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة

 

كيري: حكومة سوريا والمعارضة قد يتعاونان في مواجهة الدولة الإسلامية

أثينا – (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجمعة إنه قد يكون من الممكن حمل الحكومة السورية وقوات المعارضة على التعاون ضد متشددي الدولة الإسلامية دون رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

لكنه قال إنه سيكون “من الصعب للغاية” ضمان حدوث هذا التعاون دون مؤشر ما على وجود حل في الأفق فيما يتعلق بمصير الأسد.

 

ألغاز سجى الدليمي: خلاف «إقليمي» على كونها زوجة البغدادي

وسائل الإعلام خلطت بينها وبين زوجة أبو علي الشيشاني والصورة المتداولة لها غير صحيحة

إسطنبول ـ «القدس العربي» من وائل عصام: ما زالت الأسئلة تثار حول سجى الدليمي، المعتقلة التي أفرج عنها للمرة الثانية في صفقة تبادل بين «جبهة النصرة» والحكومة اللبنانية، وفي بحر المعلومات المزيفة التي تملأ فضاء الإعلام حول تنظيم «الدولة» ومنها ما هو من مصادر حكومية، فإن الوصول لحقيقة مؤكدة عن قصة سجى الدليمي قد لا يكون متيسرا في ظل صمت الإعلام الرسمي للتنظيم الذي اعتاد تجاهل الكثير من القضايا المثارة حوله.

نبدأ من ظهورها الأخير في صفقة الإفراج، فما زاد من تعقيد الأمر، عند الجمهور، هو ظهور تصريحين متلفزين متناقضين لسجى الدليمي حول حقيقة ارتباطها السابق بزعيم تنظيم «الدولة»، فخلال وجودها في السيارة التي أقلتها للإفراج عنها خاطبت الكاميرا على الهواء مباشرة قائلة إنها تطلقت من البغدادي منذ سبع سنين، وبعدها بثوان قالت في رد على سؤال حول أنها طليقة البغدادي «مش مزبوط هالحكي».

إجابتان متناقضتان خلال دقائق، وفي الحالتين كانت مرتبكة مترددة وغير مقنعة، وهو ما حدث معها عند مثولها أمام المحكمة اللبنانية في تموز/يوليو الماضي، في جلسة علنية حضرها الصحافيون، حيث نفت بداية أنها طليقة البغدادي، وقالت إنها تزوجت في سوريا رجلا يدعى هشام محمد لمدة شهر ثم تطلقا، ثم عادت لتقول إنها بالفعل كانت متزوجة من الرجل الذي يظهر على التلفاز، ولكن لم يكن اسمه أبو بكر البغدادي.

إذن لا يمكن الاعتداد بأقوال سيدة تقول الجملة وعكسها تماما خلال دقائق، الملفت أن صحافيين من وكالة أنباء عالمية التقوا الدليمي قبل أيام قليلة في معتقلها، قالوا إنها أكدت زواجها من البغدادي، لكن إجابتها كانت في السياق نفسه الذي تشير فيه إلى عدم معرفتها بهويته الحقيقية، ولكن الصحافيين الذين التقوها وتحدثوا بشكل خاص لـ»القدس العربي» أجمعوا على أمر هام، هو أن الصورة المنشورة لسجى الدليمي، والتي تتداولها وسائل الإعلام، ليست هي صورتها الحقيقية. وأن التي ظهرت في لقاءات متلفزة لحظة إطلاقها هي سجى الدليمي الحقيقية التي التقوها في معتقلها بموافقة وإشراف الأمن اللبناني، لكنها ليست هي صاحبة الصورة المنشورة.

كما نقل عنها أنها اختلفت مع زوجها العراقي الذي تزوجته في سوريا أواخر عام 2006، قبل أن يطلقها.

وتشير مصادر أمنية لبنانية ان رسالة وجدت بحوزتها مرسلة من شخص يدعى «أبو هاجر»، وموجهة لها باسمها «أم هاجر»، من دون الكشف عن تفاصيل الرسالة، وهي ما تقول مصادر لبنانية مطلعة على سير التحقيق معها إنها رسالة في إطار جهود لشخصيات مقربة من تنظيم «الدولة» لاستعادة الطفلة هاجر .

بعض التقارير الإخبارية كانت تنشر روايات تخلط فيها بين الدليمي وزوجة أخرى لجهادي في «النصرة»، فإضافة إلى نشر الصورة الخاطئة فإن خلطا وقع بين سجى الدليمي وآلاء العقيلي زوجة أنس شركس، المعروف بـ»أبو علي الشيشاني»، والتي اعتقلت إثر مداهمة إحدى المدارس الرسمية في حيلان ـ قضاء زغرتا شمال لبنان.

وتبدو المعلومات المتداولة حول أزواج سجى الدليمي تتطابق مع ما قالته للمحامين والصحافيين الذين التقوها، فالحديث هنا انها أم لأربعة أطفال: التوأم أسامة وعمر من زوجها الأوّل فلاح إسماعيل الجاسم (قيادي في جيش الراشدين بمحافظة الأنبار قبل مقتله في العام 2010)، والرضيع من زوج أخير فلسطيني يدعى كمال محمد خلف، وطبعا الفتاة هاجر ذات السبع سنوات .

وهاجر لعلها الدليل الوحيد الذي يؤكد زواجها السابق من البغدادي، بحسب الحكومة اللبنانية التي أعلنت من جهتها ما يدعم روايتها، بأن قامت بتحليل الحمض النووي لبنتها ذات السبع سنوات هاجر، وطبعا تم الحصول على الحمض النووي للبغدادي من خلال الأمريكيين الذين اعتقلوه سابقا في بوكا في العراق، وتشير النتائج إلى انها كانت مطابقة.

هنا يبرز تصريح حكومي آخر يناقض إعلان الأمن اللبناني، وهو تصريح من الداخلية العراقية يقول إن سجى الدليمي المعتقلة في لبنان لم تتزوج سابقا البغدادي، وإن زوجاته المسجلات في الوثائق العراقية هما أسماء وإسراء القبيسي. وهي المعلومات نفسها التي أرسلتها السلطات العراقية للسلطات السورية التي اعتقلت سجى قبل سنوات، ولكنها أفرجت عنها اعتمادا على معلومات السلطات العراقية التي تنفي وجود زوجة للبغدادي باسم سجى في السجلات الرسمية العراقية كما أشرنا، وحتى عندما اعتقلت سجى في المرة الأولى بلبنان كانت تحمل هوية سورية باسم «ملك عبدالله».

وأخيرا، وفي هذا الاستعراض للمعلومات المتداولة والمتناقضة حينا عن سجى الدليمي، فإنها تنتمي لعائلة جهادية، فوالدها وأشقاؤها منتمون لـ «جبهة النصرة» و»الدولة الإسلامية»، وسبق ان ظهرت فتاة يعتقد انها شقيقتها، تدعى دعاء الدليمي، حاولت تفجير نفسها في أربيل عام 2008، وكثيرا ما نشر ان شقيقها قيادي في «النصرة»، رغم انه لا يعلم عن وجود شخص عراقي من عائلة الدليمي في المستوى القيادي في «النصرة»، إلا إذا كان عنصرا عاديا كان منضويا مع «النصرة» في بداياتها في سوريا، وقيل إنه كان قياديا في الكتيبة الخضراء، وهي نفسها عادت وقالت في لقائها المتلفز لحظة إطلاقها ان شقيقها «كان في النصرة» وقت حادثة معلولا، أما حاليا فقد قالت إن علاقتها بـ»النصرة» تتلخص بزوجها المنتمي لـ»النصرة»، في إشارة إلى عدم تواجد شقيقها حاليا في»النصرة».

لتقديم إجابات تفك الإرباك وتفسر المعلومات المتناقضة والمتشابكة فإنه لا بد من العودة لمصادر مقربة من تنظيم «الدولة»، والذي لم يصدر حتى الآن أي توضيح بخصوص هذه القضية المثارة ولا يبدو انه سيصدر، حتى أن معظم المصادر المقربة من التنظيم رفضت التعليق على قضية سجى الدليمي.

إلا أن لقاءات مع جهاديين عراقيين سابقين قد تعطي إضاءات مهمة على هذه القضية، خاصة وأنهم يعرفون عائلة البغدادي التي عرف عنها تدينها وعلمها في سامراء، إذ كانت تسمى عائلة «المومني» نسبة الى المؤمنين.

ومن هؤلاء الجهاديين من التقيناه سابقا وقال إن البغدادي تزوج من سيدتين في العراق، وهما من عائلة الكبيسي (وليس القبيسي كما نشرت الداخلية العراقية خطأ) كما ان الداخلية العراقية اعتمدت على الزوجات الموثقات في العراق فقط بينما سجى كانت في سوريا.

أحد الجهاديين العراقيين المنتمين لعائلة الكبيسي، قال لـ»القدس العربي» إنه في إحدى الجلسات التفاوضية بين فصيل عراقي إسلامي وتنظيم «قاعدة الجهاد»، كان البغدادي حاضرا، ومازحه هذا الجهادي محاولا التلطف معه بأنه من «أنسبائه» نسبة للكبيسيين.

فإذا كانت الزوجات الأصيلات المعروفات للبغدادي هما من عائلة الكبيسي، فمن تكون سجى؟ مقربون من عائلة سجى الدليمي يقولون إن البغدادي خلال وجوده في دمشق بحي السيدة زينب، نهاية عام 2006، تزوج سجى الدليمي كزوجة ثالثة لشهرين فقط، ثم طلقها بعد خلافات نشبت بينهما، وسرعان ما عاد البغدادي للعراق تاركا طليقته، بعد ان استعرت حملة الملاحقات الأمنية على العراقيين الجهاديين، بعد تشكيل خلية أمنية تابعة للنظام اعتقلت الكثير من الجهاديين العراقيين، ومنهم صديق البغدادي وزميله في الدراسة محارب الجبوري، وأطلقت سراحه من دون التعرف على هويته، وهو الذي كان المسؤول الإعلامي لـ»الدولة الإسلامية» في العراق قبل مقتله.

وهكذا فإن عدم اهتمام تنظيم «الدولة» بقضية سجى الدليمي نابع من كونها لم تعرف أصلا بالوسط الاجتماعي المحلي كزوجة لزعيم التنظيم، كما هو حال زوجته الكبيسية.

 

«الائتلاف» السوري يعلن وفده إلى مؤتمر السعودية… وطهران: الاجتماع يضر بمحادثات السلام

نصر الحريري لـ«القدس العربي»: لا بد من إنجاح مؤتمر الرياض… ولن نقبل بأي دور للأسد

لندن ـ «القدس العربي» من أحمد المصري: فيما أصدر الائتلاف السوري المعارض قائمة أسماء مشاركيه (للمرة الثالثة) الذين سيحضرون مؤتمر السعودية المرتقب الذي سيعقد خلال الأسبوع المقبل، نقلت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية عن مسؤول إيراني كبير قوله إن اجتماع المعارضة في الرياض سيؤدي إلى فشل محادثات السلام السورية بين دول كبرى في الغرب والشرق الأوسط.

وقال الائتلاف في بيان أمس الخميس إنه تم وضع القائمة على أساس تمثيل كافة الكتل في الائتلاف الوطني بعضو لكل كتلة، في حين مُنحت الكتل التي تضم أكثر من مكون أحقية التمثيل بعضوين

ومن أبرز الأسماء عن الكتل المكونة للائتلاف: عبد الأحد اسطيفو، المنظمة الآثورية الديمقراطية، هشام مروة، الكتلة الوطنية، حسان الهاشمي، الإخوان المسلمون، خالد الناصر، التيار الشعبي الحرّ، سمير نشار، إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، مصطفى أوسو، المجلس الوطني الكردي، فؤاد عليكو، المجلس الوطني الكردي، أحمد رمضان، حركة العمل الوطني من أجل سورية، هادي البحرة، مستقل، أنس العبدة، مستقل، مصطفى الصباغ، المنتدى السوري للأعمال، خالد خوجة مستقل (لم يقدم نفسه كممثل عن كتلة التركمان التي ينتمي اليها)، نصر الحريري، الحراك الثوري، سهير الأتاسي، الحراك الثوري، بدر جاموس، التيار الوطني السوري، موفق نيربية، تيار مواطنة، سالم المسلط، مجلس القبائل العربية، نغم الغادري، الكتلة الديمقراطية، هيثم رحمة، تيار المستقبل السوري، أسامة تلجو، كتلة الأركان، عبد الرحمن مصطفى، المجلس السوري التركماني».

ومن أبرز الشخصيات التي ستشارك في مؤتمر الرياض عن قائمة الشخصيات الوطني، «ميشيل كيلو، برهان غليون، هيثم المالح، رياض سيف، فاروق طيفور، جورج صبرة، منذر ماخوس، رياض حجاب، عبد الباسط سيدا، عقاب يحيى وأحمد طعمة».

وسيتمثل الائتلاف بـ 25 شخصا و15 شخصية من هيئة التنسيق و15 شخصية من الفصائل المسلحة. وعلمت (القدس العربي) أن قائمة أسماء الفصائل المسلحة اكتملت وأرسلت لهم الدعوات، ومن بينهم «الجبهة الجنوبية» و»جيش الإسلام» التابع لزهران علوش، و»جيش الفتح»، إضافة إلى 25 شخصية وطنية ممن يحسبون على المستقلين.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان «محادثات السلام فرصة للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب في سوريا… مثل هذه الاجتماعات في الرياض تهدف إلى الإضرار بمحادثات فيينا.»

وأضاف «الاجتماع في الرياض… سيتسبب في فشل محادثات السلام في فيينا بشأن سوريا.»

من جانبه قال السياسي والمعارض السوري نصر الحريري لـ»القدس العربي»، «هناك سعي حثيث لانجاح مؤتمر الرياض سواء من قبل الائتلاف أو من قبل الإخوة في السعودية، خاصة وأن المملكة تتمتع بعلاقات جيدة مع جميع أطياف المعارضة السورية سواء السياسية أو العسكرية».

وأضاف الحريري في حديثه لـ»القدس العربي»، أن «السعودية وسعت الدعوات عبر توجيه الدعوات لمؤتمر الرياض لشخصيات مستقلة أو محسوبين على كتل داخل الائتلاف، ونتوقع أن يخرج المؤتمر ببيان أو وثيقة تنص على مبادئ الشعب السوري في التفاوض مع النظام للدخول في العملية الانتقالية»، واستطرد الحريري «اعتقد أن عملية تشكيل الوفد المفاوض الذي سيذهب إلى نيويورك أو باريس مطروحة على جدول أعمال مؤتمر الرياض».

وحول إمكانية التنازل حول مصير الرئيس السوري قال الحريري «رغم الجرائم والحملات العسكرية التي شنتها الميليشيات الايرانية أو القوات الروسية أو حتى القوات الأسدية الشعب السوري لم يرضخ ولن يرضخ. وقال في كلمته فيما يخص مصير الأسد لن نقبل به في مرحلة انتقالية ولا مستقبل له في سوريا ونحن نرى التجربة اليمنية التي قبلت بعلي صالح في مرحلة انتقالية، وبقاء الأسد يعني استمرار القتل والعنف والارهاب».

 

بدا عصبيا ولا يريد تقديم تنازلات… كاميرون وليس كوربين من يسترضي الإرهابيين

من «الملف المزور» إلى «الجيش الوهمي»… مواصلة للحروب الكارثية في المنطقة

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: يعتبر قرار البرلمان البريطاني الذي وافق على السماح بالغارات الجوية على سوريا أخبارا جيدة للرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سارع بالترحيب بنتائج التصويت (397 لصالح القرار و 223 ضده أي بغالبية 174 ضوتا).

وقال أوباما «منذ بداية الحملة ضد «تنظيم الدولة» كانت بريطانيا شريكا لا يقدر بثمن في القتال ضده. ونتطلع لرؤية البريطانيين وهم يطيرون مع قوات التحالف فوق سوريا وسنقوم بدمجهم في «نظام المهام الجوية للتحالف» في أسرع وقت ممكن».

ولكن الرجل الذي هزمه أوباما في انتخابات عام 2008 الرئاسية صرح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن مشاركة سلاح الجو البريطاني رمزية.

وقال السناتور جون ماكين «سيكون لدينا عدد من المقاتلات الرمزية هناك من البريطانيين وسيقومون بإسقاط بعض القنابل وسنقول لهم شكرا. وسيكون بإمكان الرئيس القول» لدينا الآن البريطانيون الذين سيساعدوننا، وهذا أمر جيد».

وجاء انتقاد جون ماكين للغارات الجوية لاعتقاده أنها وحدها ليست كافية لهزيمة الجهاديين، مع أنه رحب بزيادة الغارات الجوية. وقال ماكين الذي يرأس لجنة الشؤون الأمنية في الكونغرس إن الغارات لن تحدث فرقا «ويجب أن أكون صريحا في هذا الشأن».

ورد الناطق الإعلامي باسم البيت الأبيض جوش إرينست برفض تصريحات ماكين «المتعجرفة» والتي تحاول التقليل من المشاركة المهمة لأهم حلفاء الولايات المتحدة.

عودة العلاقة الخاصة

وترى صحيفة «الغارديان» أن العبارات الدافئة التي برزت من أوباما والمتحدث باسمه أعادت التذكير بعبارة السياسي البريطاني وينستون تشرتشل «العلاقة الخاصة» بين البلدين وتتناقض مع المزاج الذي ساد الإدارة الأمريكية في آب/أغسطس 2013 عندما فشلت الحكومة البريطانية في إقناع البرلمان بالمشاركة في حملة عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومعاقبته على استخدام السلاح الكيميائي. لكن رفض المشاركة كان مفاجئا للدبلوماسيين وهو ما أدى بالرئيس أوباما لتغيير رأيه والقبول بالمقترح الروسي لتدمير الترسانة الكيميائية السورية.

وتنقل الصحيفة عن بيري كاماك الذي عمل في شؤون السياسة والتخطيط في وزارة الخارجية في حينه قوله إن رفض البرلمان البريطاني أثار انتباه المسؤولين الأمريكيين «ولا أقول إنه كان محددا ولكنني أعتقد أنه ترك بعض الأثر على تفكير الرئيس، وكان واحدا من عدة عوامل، وفي هذه الحالة آمل أن يكون الأثر مختلفا».

ويرى كاماك الذي يعمل الآن بمؤسسة كارنيغي للسلام العالمي أن البعد العسكري لقرار البرلمان البريطاني سيكون محدودا، مشيرا إلى أهميته من الناحية السياسية «حيث أعتقد أن قتال «تنظيم الدولة» هو سياسي كما هو عسكري أيضا».

ويضيف أن التصويت البريطاني «سيساعد الرئيس هنا محليا ودوليا، خاصة في ظل الأسئلة المطروحة حول التحالف خاصة التزام الدول العربية فيه».

وعلق فردريك ويهري المحارب السابق في سلاح الجو الأمريكي قائلا «هذا رئيس حساس لاتهامات التدخل من طرف واحد بسبب إرث بوش، ولهذا فقد كان المدخل المتعدد مهما لعملية ليبيا ويعزز الدعم هنا».

ويرى ويهري أنه يجب عدم التقليل من مشاركة البريطانيين الذين «سيجلبون قدرات عسكرية مهمة مثل التي شاهدناها في حملة ليبيا».

ويعتقد أنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان المشاركة البريطانية» ستقوي بالتأكيد الحملة خاصة ان هناك أسئلة في المنطقة حول فعالية التحالف وما هي الجهود التي يبذلها التحالف والحلفاء.

وسيؤدي هذا لبناء الثقة. وسترسل رسالة لروسيا وإيران مفادها أنه كلما كان هنا تضامن غربي في سوريا كلما تم ردعهما ومغامراتهما.

ورغم الفرحة البريطانية إلا أن التصويت البريطاني قسم المعلقين بين مؤيد ومعارض، وكلهم حتى من أيدوا الضربات في سوريا يرون أن الغارات الجوية لا تكفي وحدها.

لا تكفي

وبحسب صحيفة «التايمز» فالتصويت يظهر «تضامنا ضد البربرية، لكنه ليس كاف لحل النزاع المروع».

وتعتقد الصحيفة أن التنظيم يمكنه إعادة خلق نفسه في ليبيا وأفغانستان، فالمعركة طويلة ضده، ولكن من المهم قلع أنيابه.

ودعت كاميرون لإظهار أن الغارات الجوية ستكون فاعلة وستترك أثرا على ساحة المعركة. وبنفس السياق ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن غياب القوات البرية سيؤثر على فعالية الغارات الجوية.

والمهم حسب الصحيفة هو دخول بريطانيا في تحالف مع الولايات المتحدة وفرنسا يجعلها قادرة على لعب دور دبلوماسي ويعيد لها دورها الذي افتقدته على الساحة الدولية.

وترى أن كاميرون كان فجا في توصيفه للنقاش على أنه خيار بين دعم الغارات أو التعاطف مع الإرهاب، فالقضية ليست بهذا الوضوح.

من هو الإرهابي؟

وفي هذا الإطار كتب سايمون جينكنز في صحيفة «الغارديان» معلقا على اتهامات كاميرون لزعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين بأن الأخير متعاطف مع الإرهابيين. وبحسب جينكنز فكاميرون هو الذي يحاول استرضاء الإرهابيين لا كوربين. فإذا كان رئيس الوزراء قلقا من التهديد الإرهابي فعليه أن يقدم استراتيجية متماسكة.

وأضاف جينكنز أن كاميرون مثل سلفه توني بلير «أساء معاملة معارضيه وأتبع سياسة تخويف الرأي العام ونشر معلومات أمنية مشكوك في صحتها».

وعلق أن ما قوض من مصداقية رئيس الوزراء يوم الأربعاء كان رفضه سحب كلامه الذي لطخ فيه سمعه معارضيه، عندما وصفهم «بالمتعاطفين مع الإرهابيين» وهذا «يكشف عن رجل في حالة عصبية لم يكن مستعدا للتنازل عن أي شيء، وهو ما عرضه نفسه لحملات تلطيخ سمعة وأنه «أحمق مفيد» للإرهاب نظرا لاعتماده المطلق على نشر سياسة التخويف».

ويعتقد جينكنز أن دفاع كاميرون عن توسيع الغارات نبع من قرارين سابقين. الأول هو غزو العراق والفشل في تحقيق الاستقرار وبناء ديمقراطية هناك. فقد أسهمت السياسات الأمريكية والبريطانية هناك وبشكل مباشر في صعود «تنظيم الدولة».

وذلك من خلال تفكيك الحرس الجمهوري العراقي وإهانة العرب السنة. ولهذا السبب يعتبر الحرس الجمهوري الآن عصب القيادة والجيش لـ»تنظيم الدولة». أما القرار الثاني فكان «النقاش البائس وغير المرتب لتحالف الدول المستعدة لضرب «تنظيم الدولة» في شمال العراق» حيث صادق مجلس العموم بالإجماع على المشاركة في ذلك التحالف، والآن وقد توسعت الأهداف إلى سوريا فليس من المناسب التوقف عند الحدود.

ويشير جينكنز إلى أن التصويت لم يكن مهما في حد ذاته لأن بريطانيا تقدم الدعم الاستخباراتي وطائرات من دون طيار إلى سوريا و»طلعات جوية إضافية من أجل استرضاء حلفائنا الفرنسيين لن تحدث أي أثر».

ويتهم الكاتب كاميرون بأنه رفض يوم الأربعاء تقبل المنطق الذي يؤيده الخبراء العسكريون ويجعل من القصف فعالا ألا وهو وجود قوات برية على الأرض. ويشير الكاتب هنا إلى ما زعمته اللجنة الأمنية المشتركة أنها ستعتمد على جيش من 70.000 مقاتل. ويقول إن «الجيش الوهمي» يشبه «الملف المزور» والذي جلب لنا أسلحة الدمار الشامل. ويقترح الكاتب على لورد تشيلكوت تأجيل نشر ملف تحقيقه في حرب العراق لكي يشمل أثارها الانتقامية في سوريا.

وذكر جينكنز بالدور الذي تلعبه الغارات الجوية والذي لم يتغير منذ القائد هاريس أثناء الحرب العالمية الثانية، فالمقاتلات تدمر البنايات والمعدات وتقتل الناس ولكنها لا تسيطر على المناطق ولا تستطيع تأمين الانتصارات علاوة على تحقيق السلام والازدهار.

ولكن الغارات الجوية قد تكون فاعلة في المعارك عندما تدعم قوات مصممة على القتال. وربما كان هذا هو الحال في ليبيا ومع الأكراد ضد «تنظيم الدولة».

وربما أسهمت في احتواء «تنظيم الدولة» ومنعته من البقاء في المناطق ذات الكثافة الشيعية قرب بغداد. وفي الأعم الأغلب لا فائدة منها لو لم ترفق بقوات على الأرض.

من دون قوات أرضية

ويواصل الكاتب بالقول إن «كاميرون ليس لديه قوات أرضية في سوريا سواء من جيشه أو قوات أخرى. ومثل غيره من رؤساء الوزراء، فقد أصبح أسير سحر اللوبي الداعي للضربات الجوية والذي يتعامل مع القوات البرية كموضوع ثانوي».

ويقول «المشكلة التي يواجهها كاميرون في سوريا هي أن القوات البرية التي تقاتل بكفاءة لا تمت إلى الجيش الوهمي، ولكن للرئيس الأسد الذي يريد كاميرون تنحيته عن السلطة. يلقى دعما من روسيا وإيران التي عمل كاميرون جهده الابتعاد عنهما.

وبعبارات أخرى فاستراتيجية بريطانيا تقوم على ثلاث دعائم كل دعامة هي بمثابة اللعنة. وفي ضوء هذا «فلنا الحق السؤال: ما هي جدية كاميرون لهزيمة والتخلص من الخطر «الوجودي» على بريطانيا؟ وبهذه المثابة يبدو كاميرون ليس كمتعاطف مع الإرهاب ولكن من يسترضي الإرهاب».

ويقول «في الحروب الثلاثة التي خاضتها بريطانيا هذ القرن ضد دول إسلامية – أفغانستان والعراق وليبيا – وكانت الأهداف هي الإطاحة برؤساء أو القضاء على تهديدات مفترضة على بريطانيا.

وفي كل حالة كانت النتائج كارثية على هذه الدول المعنية. ويناقش قائلا إن تهديد حادث إرهابي ليس تهديدا وجوديا على الدولة. ومن هنا فـ»تأميم» الأفعال الإجرامية مهما كانت دوافعها وشناعتها لا تعطي مبررا للحرب. وعندما تفعل هذا فأنت تحتقر لغة الحرب وتساعد العدو الإرهابي.

ويعلق «في مجلس العموم اعترف كاميرون أن استراتيجيته هي ذات أهداف طويلة الأمد. وألمح أنه يريد الظهور بمظهر من يساعد الأمريكيين والفرنسيين، فهو يريد فعل أمر ما وخطابه كان تعبيرا عن مهمة زاحفة «حسنا نحن نعمل ما نعمله الآن، ولكن دعونا نفعل شيئا أكثر».

ويقول جينكنز ان «تنظيم الدولة» سيتفكك يوما ما، كما تفككت طالبان لو تركت لشأنها عام 2001 .

وسيتفكك التنظيم من خلال حرب استنزاف على الأرض مع قوات محلية. وقد تم تأجيل هذا اليوم من خلال توصيفه كحام عالمي للتشدد الإسلامي.

ومن هنا فاستراتيجية بريطانيا غير متماسكة وغير منسجمة مع التهديدات التي أعلن عنها للشعب البريطانيا، ولهذا تفعل ما تفعل عندما لا تعرف ما تفعل: القصف الجوي.

قوات نخبة

وتنبع أهمية التصويت البريطاني من القرارات الأخيرة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بشأن زيادة أعداد القوات الخاصة في العراق وسوريا.

وفي تقرير أعده كل من هيلين كوبر وإريك شميدت حول تحويل قوات النخبة المعروفة باسم «قيادة العمليات الخاصة» أو (جي أس أو سي) التي وفرت للقوات الأمريكية مرة أخرى لقوات ملاحقة وتصيد للإرهابيين في العراق وسوريا.

ولم يستخدم وزير الدفاع آشتون كارتر إسم الوحدة المختصر عندما كشف عن الخطة أمام الكونغرس، بل وأشار إليها كـ «قوة استهداف استكشافية متخصصة».

ويقول المسؤولون إن قوات الكوماندوز التي سيتم نشرها لن يتجاوز عددها المئة مع قوات دعم أخرى وستقوم بنفس المهام التي مارستها عندما قرر جورج دبليو بوش زيادة القوات العسكرية في العراق عام 2007.

وشنت هذه القوات في حينه عمليات ليلية وكمائن لقتل وإلقاء القبض على مقاتلي القاعدة والنظام البعثي السابق. وفي الوقت الحالي فالعدو هو «تنظيم الدولة» الذي يضم أعدادا من العدو القديم.

ويرى الكثير من المسؤولين الأمريكيين أن الانتشار المحدود للقوات الخاصة هو بداية لتكثيف الجهود العسكرية وبشكل مرحلي في كل من العراق وسوريا. ونقل عن العقيد ستيف وارن المتحدث العسكري الأمريكي في بغداد قوله إن القوات الخاصة ستقوم بمداهمات. و»سيركزون على الأفراد المهمين والأهداف الثمينة».

ويضيف أن وزارة الدفاع تفضل إلقاء القبض على قادة «تنظيم الدولة» وليس قتلهم «لأن هذا سيسمح لنا بجمع المعلومات الأمنية والحصول على رؤية أعمق» عن المنظمة وبنيتها ونشاطاتها. ولكنه أضاف «نتعامل مع هذه العمليات من أجل هزيمة «تنظيم الدولة» و»هذه هي مهمتنا: هزيمة «تنظيم الدولة».

ويأتي هذا التطور في ظل الضغوط التي يتعرض لها البيت الأبيض ووزارة الدفاع لإظهار تقدم في الحرب ضد الجهاديين.

ولهذا فاجأ كارتر مساعديه بشكل الخطة التي كانت في طور الإعداد عن دور وحدات الكوماندوز في شهادته يوم الثلاثاء أمام الكونغرس. ولهذا سارع المخططون في قيادة العمليات الخاصة بقاعدة براغ في نورث كارولاينا وواشنطن لتحقيق ما أعلنه كارتر بشكل مفاجئ.

ويمثل التطور بالنسبة لأوباما الذي يكره توسيع المشاركة الأمريكية في الحرب وإرسال قوات برية وفرق قتالية تصعيدا للحرب، حيث ستعمل القوات الخاصة مع مقاتلي البيشمركه والقوات العراقية وربما قوات عربية في سوريا أثناء المداهـمات هنـاك.

ولهذا ترى الصحيفة أن الإدارة تتخذ خطوات صغيرة لمراكمة الضغط على «تنظيم الدولة».

وبهذا يرى آرون ديفيد ميللر، نائب مدير مركز وودرو ويلسون الدولي إن «الرئيس يحاول تحقيق توازن بين أن يكون بالكامل هناك بنشر قوات كبيرة وأن لا يكون هناك». وأرسل أوباما 3.500 جندي أمريكي منذ إعلان «تنـظيم الدولة» عن «الخـلافة».

ولم يقدم وارين وغيره من المسؤولين العسكريين معلومات عن كيفية عمل القوات الخاصة. ولكنها قد تقوم بعمليات تشبه الغارة على دير الزور والتي شاركت فيها قوات دلتا ومروحيات بلاكهوك ومقاتلة في -22 اوسبريس من العراق إلى دير الزور وقتلت أبو سياف وزير النـفط واعـتقلت زوجـته أم سـياف. ولكن اعتقالها طرح مشكلة حول مصير قادة التنظيم الذي يعتقلون في المداهمات.

وقال مسؤولون إنه لو قبض على أبو سياف لحقق معه في العراق ولأرسل إلى أمريكا للمحاكمة.

قال إيرنست إنه لن يتم إرسال قادة التنظيم إلى معتقل غوانتانامو الذي يحاول أوباما إغلاقه، ولكنه أضاف أنه سيتم تقييم كل حالة حسب الظروف.

 

الفصائل السورية تعاني من قلة السلاح واختفاء «التاو» من الجبهات تمهيدا لمؤتمر الرياض

عبدالله العمري

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أفاد مصدر مقرب من «حركة أحرار الشام» في حديث خاص بـ»القدس العربي» أن هناك «شح في صواريخ «التاو» المضادة للدروع بعد قطعها من الداعمين وتخزين ما تبقى منها لدى الفصائل، ولا يتجاوز عدد صواريخ «التاو» الموجودة الآن لدى الفصائل سواء جيش الفتح والفصائل الجهادية أو الثورية 400 قطعة ويتم احتكارها من قبل فصيل «صقور الغاب»، وفصيل «صقور الجبل» بالدرجة الأولى حيث يملكان أعلى كمية تأتي بعدهما حركة أحرار الشام، والمؤكد أن الجهات الداعمة أوقفت تزويدها للفصائل وكل هذا في إطار التحضير لمؤتمر الرياض الذي دعت له السعودية منتصف الشهر الجاري» على حد قوله.

وأكد المصدر المقرب من «أحرار الشام» أن النظام السوري «يحضر لعملية كبرى في الريف الشمالي لحلب، ليستثمر زخم التقدم الذي أحرزه في الريف الجنوبي، خصوصا بعد أن تركت الفصائل جبهات الريف الجنوبي، وتوجهت بكل انعدام مسؤولية ثورية كانت أو جهادية للشمال لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، كما حصل في الأيام الأخيرة في محاولة للضغط على التنظيم، إثر هجومه على قرى في الشمال وسيطرته عليها، فتوجهت الفصائل لاستعادتها وكل هذا بأوامر خارجية معلومة، فالداعم الآن لا يعتبر نظام الأسد عدوا، وهذا ضمن السعي الدولي في توجيه بندقية الفصائل لتنظيم الدولة».

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «قطع التزويد بالأسلحة لم يتوقف على صواريخ التاو؛ بل تم إيقاف جميع أنواع الأسلحة، وعن جميع الفصائل، وهذا مؤشر على أن الوضع العام في سوريا سيكون خطرا بعد مؤتمر الرياض، وهناك استياء عام لدى جنود الفصائل من تصرف القيادات بعد أن تم إعلان عودة جند الأقصى لجيش الفتح، وهو أمر لم يحصل إطلاقا حيث رفض الجند العودة لجيش الفتح، وهم الآن بصدد العمل بشكل منفرد بعيدا عن الالتزام بخطة غرفة عمليات سيكون مردود ونتائج أفضل تخدم المشـروع الجـهادي في الشـام»، على حـد تعبـيره.

وعندما تم الإعلان عن عودة «جيش الفتح» من قبل الدكتور عبدالله المحيسني لم يوضح أن من عاد هي «جبهة النصرة» حيث علقت مشاركتها بعد «جند الأقصى»، كما أكد المصدر «أن أغلب الفصائل المؤثرة انسحبت من معركة ريف حلب الجنوبي، كما فعلت جند الأقصى بعد ان اكتشفوا أن الأمر هو استنزاف لا أكثر، ولا يوجد عزم حقيقي للتصدي للنظام واستعادة المناطق التي استولى عليها».

وختم المصدر المقرب من «أحرار الشام» حديثه مع «القدس العربي» قائلاً «أغلب العناصر بدأوا يدركون أن أغلب المعارك كانت بأوامر من الخارج ولحسابات سياسية، وهذا أمر قد أخفاه القادة عن الجنود، وأن أحرار الشام ستتعرض لهزه داخلية كبيرة بعد مؤتمر الرياض الذي سيكشف الكثير، كما أن التخندق في حلب أصبح قريبا، فبسبب بعض القيادات سيكون كل من ﻻ يوجه سلاحه تجاه تنظيم الدولة بالدرجة الأولى في موضع اﻻتهام، وسيختار العديد من الجنود الانشقاق والاستقلال بكتائب، وهذا ما يؤرق المكتب السياسي في أحرار الشام التي تُعتبر أكبر فصائل ريف حلب، وتحاول فرض قرارها على بقية الفصائل التي تُعاني من شح في السلاح ولا يتم تزويدها إلا بتزكية من أحرار الشام، وهنا يتم ضمان ولاء أغلب الفصائل لقرار أحرار الشام السياسي، لذلك نرى ان التوسع في الميدان السياسي هو أخطر ما تواجهه الحركة داخليا».

 

36 مجزرة وقعت في سورية خلال الشهر الفائت

لبنى سالم

وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، وقوع 36 مجزرة في سورية، على يد أطراف النزاع، خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وبيّنت “الشبكة السورية”، في تقرير نشرته اليوم الجمعة، أنّ “19 مجزرة ارتكبتها القوات الحكومية، و13 ارتكبتها القوات الروسية ومجزرتين ارتكبتهما فصائل المعارضة المسلحة، فيما ارتكبت قوات التحالف الدولي مجزرة واحدة، إضافة لمجزرة لم تتمكن الشبكة من تحديد الجهة المسؤولة عنها”.

وأشارت “الشبكة السورية”، إلى “أنّ هذه المجازر تسببت بمقتل 479 شخصاً، 31 في المائة منهم من النساء والأطفال، وأن العدد الأكبر منها وقع في ريف دمشق”.

وأوضحت “الشبكة”، أنّها اعتمدت تسمية مجزرة على كل حادثة ذهب ضحيتها 5 ضحايا مسالمين أو أكثر.

وفي هذا السياق، قال مدير “الشبكة السورية”، فضل عبد الغني، إن “حجم المجازر وطبيعتها ومستوى القوة المفرطة المستخدمة فيها والطابع العشوائي للقصف والطبيعة المنسقة للهجمات لا يمكن أن يكون ذلك إلا بتوجيهات عليا وهي سياسة دولة”.

وأوصى عبد الغني، بإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، والتوقف عن تعطيل القرارات التي يُفترض بالمجلس اتخاذها بشأن الحكومة السورية.

كما طالب بفرض عقوبات عاجلة على جميع المتورطين في هذه الانتهاكات، وتطبيق مبدأ حماية المدنيين بإلزام الحكومة السورية بإدخال جميع المنظمات الإغاثية والحقوقية، ولجنة التحقيق الدولية، والصحافيين وعدم التضييق عليهم.

 

داود أوغلو: لن نقدم اعتذاراً لأحد على حماية حدودنا

باكو (أذربيجان) ـ الأناضول

قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو “لا ينتظر أحد من تركيا تقديم اعتذار (عن إسقاط الطائرة الروسية)، نحن لن نقدم اعتذارا لأحد على حماية حدودنا، ونقدم الحساب فقط أمام شعبنا العزيز الذي منحنا المشروعية، في انتخابات 1 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي”.

 

وأضاف داود أوغلو، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة أمام الأكاديمية الدبلوماسية في العاصمة الأذرية باكو، “نحن استخدمنا حقنا المشروع في الدفاع عن النفس في مواجهة طائرة مجهولة الهوية، انتهكت مجالنا الجوي، وطبقنا قواعد الاشتباك المعروفة من قبل الجميع، ولا يمكن لأحد أن يلقي باللوم علينا لفعل ذلك”.

 

وتابع داود أوغلو “أقول للرئيس الروسي وجميع المسؤولين الروس، تعالوا لنتحدث وجها لوجه، وأدعوهم لعدم اللجوء إلى استخدام حملات إعلامية تذكّر بحقبة الحرب الباردة، والترويج لمزاعم من قبيل أن تركيا تدعم داعش، إذا كانت هذه المزاعم صحيحة، فلماذا لم تطرح قبل 15 يوما من الآن؟”.

 

ولفت داود أوغلو إلى أنه “لا توجد مشكلة بين الشعبين التركي والروسي اللذين قاما معا بتشكيل تاريخ أوروبا وآسيا. الشعب الروسي شعب أبيّ نحترمه، وعلى الجميع أن يعلم أن الشعب التركي أيضا شعب أبيّ، وينتظر احتراماً متبادلاً من الشعوب التي يحترمها”.

 

وأكد داود أوغلو أن تركيا تقف دائما إلى جانب أذربيجان، موجهاً نداءً إلى أرمينيا، قائلا إنه في حال بدئها عملية سلام لإعادة الأراضي (إقليم قره باغ) إلى أصحابها في إطار سلمي، يمكنها أن تنضم إلى التحالف بين تركيا وجورجيا وأذربيجان.

 

وقال داود أوغلو، إن تركيا ستستمر دائما في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، والشعب الأذري يفهم ذلك جيدا، لأن من يهرب من أبناء الشعب السوري من القصف والاحتلال، يحتفظ لدى تركيا بنفس المكانة التي حظي بها مليون أذري اضطروا إلى ترك إقليم قره باغ (الأذري الذي تحتله أرمينيا).

 

تجدر الإشارة، أن أرمينيا تحتل إقليم “قره باغ” (غربي أذربيجان)، منذ عام 1992، ونشأت الأزمة بين البلدين عقب انتهاء الحقبة السوفييتية، حيث سيطر انفصاليون مدعومون من أرمينيا على الإقليم الجبلي، في حرب دامية راح ضحيتها نحو (30) ألف شخص.

 

ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، إلا أن المناوشات المسلحة على الحدود بين الفينة والأخرى، والتهديدات باندلاع حرب أخرى، ما تزال مستمرة، في ظل عدم توقيع أي من الطرفين على معاهدة سلام دائم.

 

أردوغان:الجيش جاهز عند حصول أي طارئ على الحدود السورية

إسطنبول ــ باسم دباغ

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الجيش التركي جاهز تماماً للتدخل في حال حصول أي طارئ على الحدود السورية، معبراً عن أمله في أن يتم تجاوز الأزمة مع موسكو عبر الطرق الدبلوماسية.

وأشار أردوغان خلال حديثه للصحفيين أثناء عودته من الزيارة التي قام بها إلى العاصمة القطرية الدوحة، إلى أنه هناك 15 ألف عسكري تركي على الحدود جاهزين للتدخل في حال حصول أي خطر، قائلاً: “في حال حصول أي خطر، لدينا 15 ألفا من قواتنا المسلحة، بدباباتهم ومدافعهم جاهزين على الحدود، ونشارك بالضربات الجوية مع التحالف، بينما يستمر برنامج تدريب وتسليح المعارضة”.

وأضاف: “نحن نقاتل مع التحالف ضد “داعش”، ولقد تحدثت مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وستستمر هذه العمليات، وبينما يقوم التحالف من الجو بتوجيه ضربات عسكرية، سيقوم الجيش السوري الحر وباقي القوى المعتدلة بالقتال على الأرض”.

وفي ما يخص الأزمة بين أنقرة وموسكو، والتي اندلعت إثر قيام سلاح الجو التركي بإسقاط طائرة روسية على الحدود السورية، أكد أردوغان أن الأزمة قابلة للحل عبر الطرق الدبلوماسية. وصرح بهذا الصدد: “أتمنى أن نتجاوز الأمر دون تضييع الكثير من الوقت، ويمكن تجاوز ذلك عبر طاولة الحوار، أما عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يتم ذلك، وإن عدم حل الأمر، لن يكسب شيئاً أيا من الأطراف، بل على العكس سيخسر الجميع، ونحن لا نريد لأحد أن يخسر بل نريد للجميع أن يربحوا”.

وعن احتمال إيقاف العمل في مفاعل “أك كويو” النووي الذي تقوم بإنشائه شركات روسية، أشار أردوغان إلى أن العمل ما زال يجري على قدم وساق ولم يتوقف. وأوضح بخصوص المفاعل “لم تصدر أي تصريحات سلبية حتى الآن من موسكو حول الأمر، إن الروس وضعوا أرقاما كبيرة من المال في البنوك لاستخدامها في بناء المفاعل، والعمل مستمر، ولم يتوقف شيء، بينما يتلقى حوالي 300 مهندس تركي التعليم في روسيا للعمل في المفاعل”.

وفي موضوع آخر يخص الشأن التركي الداخلي، أعاد أردوغان في لقائه الصحافي، الحديث عن “ضرورة تغيير الدستور، وكتابة دستور مدني بعيد عن الحالي الذي كتبه العسكر بعد انقلاب عام 1980”.

وأشار الرئيس التركي إلى ضرورة التخلي عن نظام “الرئاستين” في إشارة إلى صلاحيات كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، بالقول: “علينا أن نزيل نظام الرئاستين، وإلا فإن المشاكل ستظهر كل فترة، مهما كان الشخصان قد عملا معاً لفترة طويلة، ومهما كان يحبان بعضهما”. وأشار إلى النظام الرئاسي في فرنسا كنموذج يمكن اتباعه في تركيا.

وعند سؤال الصحافيين عن تقييمه لإمكانية التحول إلى النظام الرئاسي، قال أردوغان: “دون أي شك فإن الدستور الجديد سيكسب النظام الرئاسي المزيد من القوة، حيث إنه كان بنداً رئيسياً في البرنامج الحكومي، ولكن بطبيعة الحال إن قوة الحكومة وحدها هي أمر لا يساعد على ذلك، ولكن سيصبح الأمر ممكنا بمساعدة باقي أحزاب المعارضة، سواء لإحداث تغييرات في الدستور التركي، أو منحهم الدعم لإجراء استفتاء شعبي على ذلك”.

 

المعارضة تستعيد قرية بحلب وغارات روسية على تدمر ودرعا

رامي سويد

استعاد مقاتلو حركة “أحرار الشام الإسلامية”، ليل الخميس-الجمعة، قرية براغيدة شمال حلب، التي سيطر عليها مسلّحو تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أمس، بعد معارك عنيفة استمرت لساعات في القرية الصغيرة التي تبعد أربعة كيلومترات فقط عن الحدود السورية التركية.

وأكّد الناشط حسن الحلبي، لـ”العربي الجديد”، أنّ “مقاتلي قوات المعارضة السورية من حركة أحرار الشام ولواء السلطان مراد والجبهة الشامية تمكنوا من إجبار مسلحي تنظيم داعش على الانسحاب بشكل كامل من قرية براغيدة في وقت متأخر بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة، بعدما هاجموا القرية من ثلاثة محاور باستخدام المدرعات الثقيلة وقذائف المدفعية”.

وجاء هذا التقدم لقوات المعارضة بعد يوم واحد فقط من استعادة “الجبهة الشامية”، أكبر فصائل المعارضة بريف حلب الشمالي لقرية جارز الواقعة إلى الشرق من مدينة إعزاز من التنظيم الذي سيطر عليها قبل يومين مع قرية كفرة، التي ما تزال تحت سيطرته إلى اليوم.

إلى ذلك، شنّت طائرات حربية، يعتقد أنها روسية، مزيداً من الغارات الجوية على الأحياء السكنية في مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”.

وأفاد الناشط زكريا التدمري، أنّ “عدد الغارات التي استهدفت أحياء الجمعية وحديقة العبارة ومحيط الفرن الآلي بلغ اثنتي عشرة غارة جوية، أدت إلى مقتل طفل وإصابة نحو عشرة آخرين بجروح بالإضافة إلى دمار واسع في المباني السكنية في المدينة”.

كذلك شنّ الطيران الروسي أكثر من عشرين غارة جوية على البلدات والقرى التي تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف مدينة درعا (جنوباً) وترافق القصف الجوي مع حملات قصف شنتها مدفعية قوات النظام على بلدة انخل وقريتي سملين وزمرين في ريف درعا الشمالي الغربي، حيث تجري اشتباكات منذ الأمس بين قوات النظام وقوات المعارضة.

وقال الناشط الإعلامي قيس الحوارني، لـ”العربي الجديد”، أنّ “الطيران الروسي استهدف بثلاث غارات جوية أطراف مدينة الحراك ومدينة الشيخ مسكين في ريف درعا، وبغارتين جويتين كلاً من بلدات الصورة والشيخ سعد ونوى وبصر الحرير والمليحة الغربية، وبغارة جوية واحدة كلاً من أنخل وسملين وحامر وطفس والحارة ليبلغ عدد الغارات الجوية أكثر من عشرين غارة”.

وعلم “العربي الجديد”، من مصادر طبية أن أربعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال قتلوا، وأصيب عشرة آخرون نتيجة القصف المدفعي الذي استهدف بلدة الحارة في ريف درعا الغربي.

وردت قوات المعارضة من جهتها، على القصف الروسي بقصف قيادة الفرقة التاسعة للجيش السوري ونقاط تمركز قوات النظام على أطراف بلدة الصنمين بريف درعا.

 

ومنذ الأمس، تواصل قوات المعارضة مهاجمة كتيبة جدية في ريف درعا الشمالي في محاولة للسيطرة عليها بهدف إحراز مزيد من التقدم على حساب قوات النظام السوري.

بموازاة ذلك، واصلت قوات النظام السوري المدعومة بالمليشيات المحلية الموالية لها هجماتها في محيط مدينة القريتين جنوب شرق حمص وسط البلاد.

وأكّد الناشط الإعلامي وعضو تنسيقية المدينة، زكريا التدمري، لـ”العربي الجديد”، أنّ هجمات قوات النظام تواصلت حتى فجر اليوم، على نقاط تمركز “داعش” في الجبال الواقعة بين بلدة حوارين ومدينة القريتين، وذلك لليوم الثاني على التوالي في محاولة من قوات النظام لإحراز المزيد من التقدم في المنطقة للاقتراب من مدينة تدمر من الجهة الجنوبية.

وأشار التدمري، إلى أن قوات النظام خسرت خلال يومين من الاشتباكات العنيفة في المنطقة أكثر من عشرين قتيلاً ودبابة وعربتين ناقلتين للجند من نوع “بي أم بي” تمكن التنظيم من تدميرها باستخدام الألغام المضادة للدروع التي زرعها على الطرقات الجبلية في المنطقة.

وكانت قوات النظام تمكنت منذ نحو تسعة أيام من استعادة السيطرة على بلدة حوارين وبلدة مهين في ريف حمص الشرقي، والواقعتين إلى الغرب مباشرة من مدينة القريتين، بعد معارك مع “داعش”.

 

التنسيق الاسرائيلي الروسي: غارات على مستودعات صواريخ في القلمون

نفذ الطيران الإسرائيلي، فجر الجمعة، غارات جوية على منطقة القلمون، استهدفت مواقع عسكرية لقوات النظام، كان أبرزها مستودعات للصواريخ الباليستية داخل اللواء 155 في منطقة القطيفة، في القلمون الشرقي. بالإضافة لأنباء تحدثت عن استهداف الغارات لمواقع ونقاط عسكرية لحزب الله اللبناني في جرود القلمون.

 

وأكد عضو المكتب الإعلامي لـ”قوى الثورة” ياسر الرحيل لـ”المدن” أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مخازن لصواريخ السكود داخل اللواء اللواء 155، الذي يعتبر بمثابة القاعدة الأبرز لإطلاق هذا النوع من الصواريخ على مناطق الشمال السوري بشكل رئيسي، ما أدى لحدوث انفجارات ضخمة تم سماعها في معظم مدن وبلدات القلمون.

 

وأضاف الرحيل أن الغارات الاسرائيلية أستهدفت أيضاً نقاطاً عسكرية لحزب الله اللبناني في القلمون الغربي. وقد أشار نشطاء إلى أن الاستهداف كان لقوافل عسكرية تنقل أسلحة إلى حزب الله، الأمر الذي نفاه الرحيل. موضحاً أن خلطاً بين حادثتين أدى إلى انتشار هذه الإشاعة، حيث إن استهداف القوافل جرى، الخميس، عن طريق الخطأ من قبل طيران يرجح أنه روسي، وهي تابعة لقوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، أثناء توجهها من دمشق إلى  ريف حمص الشرقي. وأكد الرحيل أن تلك الغارات أدت إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى، وتم استقبالهم في مستشفى دير عطية الذي يبعد 88 كيلومتراً شمال دمشق.

 

ويتبع اللواء 155 في القطيفة للفرقة الثالثة مدرعات، ويحتوي على عدد من كتائب الاطلاق الصاروخي، بالاضافة إلى كتيبة هندسة، ويقع بين جبلين. والجدير بالذكر أن الغارات الإسرائيلية ضد مواقع عسكرية تابعة للنظام في سوريا تأتي في ظل تعاون عسكري إسرائيلي-روسي معلن.

 

وتأتي هذه الغارات على وقع تنسيق متواصل بين إسرائيل وموسكو على مستوى الأركان، بهدف تنسيق العمليات الجوية في سوريا بين البلدين. وكان اجتماع على مستوى الأركان بين الطرفين قد أعلن عن فتح خط اتصال مباشر بين غرفتي العمليات في تل أبيب، وفي حميميم في اللاذقية.

 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد زار موسكو والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعيد انطلاق العملية العسكرية الروسية في سوريا. كما التقى نتنياهو وبوتين، مجدداً، على هامش حضورهما في قمة المناخ في باريس في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقال نتنياهو إن التنسيق مع روسيا ناجح، وأشار إلى أن التعاون بين البلدين يعتبر ضرورة توجب المزيد من التعاون بين البلدين في الأرض والجو بهدف عدم تكرار حوادث مماثلة لحادثة اسقاط المقاتلة الروسية “سو- 24” من قبل المقاتلات التركية، في حين وصف بوتين آلية التنسيق بين العسكريين الروس والإسرائيليين بأنها تعمل بنجاح.

 

خيار وفقوس” العقوبات الروسية على تركيا

عبد القادر عبد اللي

التصريحات الروسية حول العقوبات الاقتصادية المفروضة على تركيا لم تعد تتوالى بالأيام، بل بالساعات، وفي كل لحظة يصدر قرار عقوبات وسحب عقوبات جديد، بشكل يدوّخ المتابع.

 

إذا أخذنا العقوبات الروسية، سنجدها تتمحور حول قضيتين أساسيتين:

 

المواد الغذائية: منع استيراد البندورة، والخيار، والبصل اليابس، الملفوف الملون، والبروكلي، والبرتقال، والمندلينا، والتفاح، والأجاص، والفروالة، والمشمش، والدراق، والخوخ، والعنب، والفروج والدجاج الهندي (وقد صرح عضو مجلس مدينة موسكو بأنه يجب مقاطعة تناول الدجاج الهندي تماماً مهما كان مصدره لأن اسمه في الإنكليزية هو تركي)، والملح والقرنفل. وعلى الرغم من أن القرار الروسي سيطبق رسمياً اعتباراً من أول الشهر المقبل، ولكن المصادر التركية تقول إن مئة وستين طناً من المواد الغذائية التركية عادت من الحدود.

 

بلغ رقم استيراد الخضروات والفواكه الروسي من تركيا 704,6 مليون دولار خلال الأحد عشر شهراً الأخيرة، علماً أن هذا الرقم يضم الليمون الذي لم تمنع روسيا استيراده من تركيا. وإذا أضيف إلى هذه القائمة اللحم الأبيض والأحمر فسيصل الرقم وفق معطيات 2014 إلى 1,18 مليار دولار، علماً أن روسيا لم تمنع استيراد اللحم الأحمر والأسماك. بمعنى آخر، إذا قلنا إن هناك حجم تبادل تجاري بين تركيا وروسيا بلغ ثلاثين مليار دولار، لم تبلغ حجم العقوبات الروسية على تركيا 0,3 في المئة من حجم التبادل التجاري بينها وبين تركيا؟

 

التنقل بين البلدين: تشديد على دخول المواطنين الأتراك إلى روسيا، وتطبيق طلب تأشيرة دخول إلى روسيا اعتباراً من السنة المقبلة، وإلغاء الحجوزات السياحية الروسية في تركيا. وبما أن الموسم السياحي قد انتهى، فلا يمكن حساب حجم الضرر من العقوبات الروسية على التنقل.

 

على الرغم من تهديد روسيا بتعليق المشاريع الاستراتيجية فإن تصريحاتها الرسمية أكدت ولمرات عديدة عدم المساس بها.

 

مشكلة روسيا هي اعتقادها أنها إذا احتلت القرم وضربت بعض الأسواق الشعبية وعشرة مدارس وخمسة مستشفيات في سورية تصبح دولة عظمى مثلها مثل الولايات المتحدة تطبق عقوبات وتخنق دولاً. وإذا كانت العقوبات قد أثرت سلباً على المستوى الوطني التركي، فإن تطبيقها انعكس إيجابياً على المواطن التركي البسيط، فقد انخفضت أسعار الخضروات والفواكه في الأسواق التركية بنسبة وصلت إلى أربعين في المئة، وانعكست سلباً على المواطن الروسي فقد ارتفعت أسعارها بشكل كبير. والحق يقال، فإن الروس معتادون على الأزمات منذ أيام الاتحاد السوفياتي، ولن يتـأثروا بشح الفواكه في أسواقهم..

 

على صعيد المشاريع الاستراتيجية، مثل إنشاء مفاعل نووي في تركيا، وأنبوب الغاز المسال الذي يسد حاجة تركيا للغاز الطبيعي، والمنشآت الرياضية الكبرى التي تبنيها الشركات التركية في روسيا.. إلخ، فلن تتأثر بالعقوبات، وستستمر.

 

تصدير الغاز الطبيعي إلى تركيا حاجة روسية ماسة، وخاصة بعد المشاكل مع أوكرانيا، والعقوبات الأوربية المفروضة على روسيا. وهكذا فإن قطع الغاز الطبيعي أو تخفيض كمية ضخه إلى تركيا يمكن أن تؤدي إلى نتائج دراماتيكية في الاقتصاد الروسي، وكان هذا واضحاً منذ البداية، وتدركه روسيا جيداً لذلك لم تناقش قضية الغاز، ولكن ما هي إمكانات الرد التركي بوقف استيراد الغاز الطبيعي الروسي أو تخفيض كمية الاستيراد؟

 

كان ثمة خلاف أساساً بين الروس والأتراك حول أسعار الغاز، وهددت تركيا بإحالة الملف إلى التحكيم الدولي إذا بقيت روسيا متشددة في موقفها، وأرسلت روسيا بعض الإشارات الإيجابية حول هذا الموضوع قبيل إسقاط طائرتها، وصرحت مصادر وزارة الطاقة الروسية بإمكان تخفيض سعر الغاز بنسبة عشرة في المئة، ثم أغلق الموضوع تماماً بعد قضية الطائرة.

 

وقد أعلنت اللجنة الاقتصادية التركية الخاصة بمتابعة العقوبات الروسية أنها تدرس جدياً “إيجاد بدائل للغاز الروسي، وأنها تدرس الأمر مع أذربيجان وغيرها من الدول”، وعرضت كردستان العراق استعدادها لسد النقص المنتظر من وقف الغاز الروسي.

 

ولكن المفاجأة جاءت من قطر، فأثناء زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قطر تم التوقيع على اتفاق بين تركيا وقطر لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، والشركة القطرية لديها القدرة على سد النقص “المتوقع” من تخفيض كمية الغاز الروسي، وجاءت هذه الخطوة كأول رد فعل عملي على الموقف الروسي.

 

حرصت روسيا على تطبيق عقوبات تشمل مواد تضر تركيا مثل الخضروات والفواكه والفروج، وعدم فرض عقوبات تشمل مواد هي بحاجة تصديرها مثل الغاز، بمعنى آخر عقوبات “خيار وفقوس” فهي ستبيع الغاز، وتستمر بإنشاء المفاعل النووي الذي يدر عليها أرباحاً كبرى، وتمنع استيراد أدوات السلطة والفواكه التي تستفيد تركيا من تصديرها، ولكن ماذا لو فعلتها تركيا، وطبقت عقوبات مضادة؟

 

يشكل الغاز الروسي نسبة مهمة من الاستهلاك التركي لهذه المادة، والنسبة العظمى من حجم التبادل التجاري بين تركيا وروسيا، ولاشك أن قيام تركيا برد عقابي اقتصادي اعتماداً على مصادر غاز أخرى يكون أكثر إيلاماً لروسيا بكثير من الإيلام الروسي لتركيا. والسوق العالمية على ما يبدو فيها مزيد من المعروض.

 

يشكل اتفاق الغاز الطبيعي القطري-التركي نقطة مهمة على صعيد سير العلاقات الروسية-التركية، ولكن يجب ألا يُغفل أن تصدير الغاز القطري إلى تركيا سيتم عبر الناقلات وليس عبر الأنابيب كما هي الحال في تصدير الغاز الروسي إلى تركيا، وهذا يعني كلفة إضافية، وفي الوقت نفسه يمكن لقطر أن تمنح تركيا سعراً تفضيلياً يسد ثغرة النقل.

 

الغاز القطري ورقة قوية بيد تركيا، فهل لوحت بها تركيا، وطرحتها على جدول أعمال اللقاء بين وزيري الخارجية التركي والروسي، وما هو أثرها الفعلي؟ هذا ما سيظهر في الأيام القليلة المقبلة..

 

وزيرا خارجية تركيا وروسيا التقيا: الأزمة مستمرة

أنهى وزيرا خارجية روسيا وتركيا لقاءهما، المغلق، والأول عقب الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين، عقب حادثة إسقاط القاذفة الروسية “سو_24” من قبل تركيا في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. اجتماع وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، ونظيره الروسي سيرغي لافروف تم في العاصمة الصربية بلغراد، الخميس، على هامش مشاركتهما في الاجتماع الوزراي الـ22 لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

 

واستمر الاجتماع 40 دقيقة، خرج منه الوزيران من دون الإعلان عن أي اتفاق ينهي الاشتباك السياسي والاقتصادي بين البلدين، ما يقلل من فرص النجاح التي توقعها البعض في تذليل للحالة المتأزمة بين أنقرة موسكو.

 

الاعتقاد “بفشل اللقاء” عززه تصريح للافروف قال فيه: “لم نسمع جديداً من وزير الخارجية التركية. أما نحن فجددنا مواقفنا”. وأكد على أن العلاقة مع تركيا لن تبقى كما كانت سابقاً، موضحاً أن روسيا تفرق ما بين الشعوب التي لا ذنب لها، وبين القيادات التي تتخذ قرارات إجرامية، على حد تعبيره.

 

من جانبه، بدا تعليق وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو أقل حدة، إذ قال إن “اللقاء جرى بشكل ناضج يليق بالبلدين”، مؤكداً ضرورة استمرار اللقاءات من أجل إعادة العلاقات إلى مسارها. وأوضح في مؤتمر صحافي أعقب لقاءه مع لافروف أن الجانبان لا يرغبان في التصعيد. وأضاف “أنا واثق أن العقل السليم سينتصر، و تعود علاقاتنا كما كانت سابقاً، بعد انقضاء مرحلة العواطف”.

 

كما أعرب وزير الخارجية التركية عن آماله في أن تعيد روسيا النظر في قراراتها المتسرعة، والكف عن اتهاماتها التي وجهتها لبلاده من دون تقديم أدلة ملموسة، وأشار إلى أن تركيا لم تتخذ أي إجراءات من قبلها تجاه روسيا. وتابع “سننتظر بصبر تحسن علاقاتنا الثنائية، وعلينا معرفة أن الوضع الراهن للعلاقات لن يستمر مدى الحياة”.

 

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قد رد على المزاعم الروسية حول شراء تركيا النفط من تنظيم “الدولة الإسلامية”، واصفاً الاتهامات بـ”الأكاذيب السوفياتية” التي كانت تمارسها الماكينة الدعائية إبان الحرب الباردة. وقال “كانت هناك ماكينة دعائية سوفياتية إبان الحرب الباردة، تلفق أكاذيب مختلفة يومياً، وكانوا هم يصدقونها أولاً، ثم ينتظرون من العالم تصديقها”. مؤكداً أن العالم يدرك أن المزاعم الروسية مجرد تلفيقات وأكاذيب لا أحد يقيم لها وزناً.

 

وأوضح أوغلو أن قصف الطائرات الروسية لبلدة أعزاز ومناطق بمحيطها في محافظة حلب، هو خير دليل على استهدافها المتعمد للمعارضة السورية المعتدلة. وأضاف “يجب على الروس توجيه ضرباتهم ضد مواقع داعش في محافظة الرقة، عوضاً عن قصف المعارضة المعتدلة في منطقة أعزاز وبايربوجاق (جبل التركمان) في ريف اللاذقية”.

 

إسرائيل تستهدف حزب الله بالتنسيق مع الروس

في ظل معلومات عن قيامها بضرب شحنة صواريخ

مجدي الحلبي

انتشرت أخبار عن قيام اسرائيل مجددًا بقصف بعض الشاحنات التي تنقل الصواريخ في سوريا، وفيما لم توضح إسرائيل قيامها بالقصف من عدمه، أكدت حرصها على عدم السماح بنقل أي أسلحة من سوريا إلى حزب الله، لا سيّما الأسلحة النوعية، مشيرة إلى تنسيق كامل مع روسيا حول مجمل عملياتها في سوريا.

 

 

مجدي الحلبي من تل ابيب: فيما تتحدث مصادر في المعارضة السورية عن قصف اسرائيلي لشاحنات صواريخ من طراز سكود بي، قال مصدر مسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية لـ “إيلاف” إن اسرائيل لن تسمح بنقل اسلحة متطورة من سوريا إلى لبنان، وأن الخطوط الحمراء التي اوضحتها اسرائيل في ما يتعلق بالحرب السورية لا تزال كما هي.

 

المسؤول الذي رفض التأكيد او نفي الخبر، قال إن اسرائيل عملت في سوريا لمنع نقل اسلحة نوعية الى حزب الله، وضد من حاول المس بسيادتها في الجولان، او المس بحلفائها في المنطقة .

 

نقل صواريخ

 

من ناحية أخرى، تتحدث المعلومات عن ثلاث شاحنات محملة بصواريخ سكود بي بعيدة المدى تم تحريكها من اللواء السوري 155 الى الشمال الشرقي من العاصمة السورية دمشق وباتجاه جبل قاسيون، حيث مراكز الفرقة الرابعة ومراكز حزب الله هناك، وايضاً مراكز المراقبة التابعة للحرس الثوري الايراني، وقال مصدر خاص لـ “إيلاف” إن تلك الصواريخ كان من المحتمل أن تنقل بشاحنات اخرى الى لبنان من المناطق التي يسيطر عليها حزب الله، كشاحنات بضائع أو ما شابه، واضاف المصدر أن اسرائيل تمتلك عدداً ليس بقليل من طائرات الاستطلاع التي تعمل على رصد كل تحركات الفرق والألوية السورية التابعة للنظام، وان أي تحريك لصواريخ بالسيتية من هذا النوع يعتبر خطرًا وخطًا أحمر, بالنسبة لإسرائيل .

 

تنسيق مع روسيا

 

هذا وكانت اسرائيل قد قصفت، خلال الحرب السورية في الاعوام الماضية، عشرات الأهداف من دون أن يكون هناك أي رد من الجانب السوري المنشغل بالحرب الداخلية، فيما اعترف بنيامين نتانياهو، قبل ايام، رسميًا بقيام طائراته باستهداف مواقع لمنع حزب الله من نقل اسلحة متطورة يمكنها الاخلال بالتفوق العسكري الاسرائيلي في المنطقة.

 

المسؤول في وزارة الدفاع اكد لـ “إيلاف” أن اسرائيل تنسّق تقريبًّا كل شيء مع الجانب الروسي، وتقوم بإعلامه قبل وقت كافٍ من توجيه أي ضربة لأي هدف في سوريا.

 

بلومبرغ: بوتين يهدف لإيذاء تركيا .. لكنه لا يستطع فعل الكثير

يشعر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغضب شديد من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدرجة أنه رفض الحديث معه على الهاتف أو لقاءه في محادثات المناخ المقامة تحت رعاية الأمم المتحدة في باريس. لكن بوتين عاجز عن فعل الكثير لإيذاء أردوغان أو بلده. فلا يسعه إلا أن يصعب الحياة أكثر قليلاً على الروس.

 

طالب بوتين تركيا بتقديم اعتذار وتعويضات عن إسقاط الطائرة الروسية التي ضلت الطريق إلى داخل مجالها الجوي. كما يريد أردوغان من روسيا الاعتذار. أدت الحرب الكلامية، التي اشتعلت عبر وسائل الإعلام، إلى ظهور مشاعر دفينة معادية لتركيا من قبل وسائل الدعاية التابعة للكرملين. فقد أصبح من الصعب على الأتراك زيارة روسيا أو إدخال البضائع هناك. إلا أن روسيا لم تفعل الكثير لفرض عقوبات اقتصادية محددة أو شن عمل عسكري، مما يجعل رد فعل بوتين العاطفي يبدو صبيانيًا وغير مدروس.

 

بعد سقوط الطائرة الحربية مباشرة، تعهدت روسيا بأن ترافق قاذفاتها التي تؤدي مهمات في سوريا دائمًا من قبل طائرات مقاتلة، وقامت بنشر منظومة صواريخ S-400 المضادة للطائرات في قاعدتها الجوية في سوريا.

 

تقول وسائل الإعلام الروسية إن وجود الدفاعات الجوية منع قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من إجراء ضربات جوية في سوريا. وقد نفى التحالف هذا الادعاء، وحتى لو كان صحيحًا، فإن المستفيد الوحيد هو تنظيم الدولة الإسلامية، الذي وصفته روسيا بالعدو رقم 1 لها في سوريا.

 

لا شيء من هذا يؤثر كثيرًا على تركيا، لأنها لم تشن ضربات جوية. وهناك أيضًا خطر محتمل بأن المزيد من الطائرات الروسية قد تحلق في المجال الجوي التركي أو أن تركيا قد تسقط طائرات أخرى: لا يريد أي من البلدين الدخول في حرب، وهذا رادع أفضل من منظومة صواريخ S-400.

 

يستعر الغضب لدى آلة الدعاية الداخلية الروسية.

 

اتهم ديمتري كيسليوف، مقدم برنامج فيستي نيديلي الأسبوعي، برنامج الأخبار الأكثر شعبية في التلفزيون الحكومي، أردوغان بمجموعة من الشرور، بدءًا من شراء النفط من الدولة الإسلامية إلى محاولة استعادة الإمبراطورية العثمانية.

 

وطالب المشرع القومي المتطرف فلاديمير جيرينوفسكي بقتل 100 طيار تركي انتقاما للطيار الروسي الذي توفي بعد إنقاذه من الطائرة. تمتلئ موجات الأثير الروسية مع وعود بأنه لن يتم نسيان الإهانة التركية أو غفرانها.

 

وقعت أيضًا العشرات من حوادث منع المواطنين الأتراك من دخول روسيا على الرغم من نظام التأشيرة الحرة بين البلدين، والبضائع التركية التي أعلن أنها غير صالحة للبيع في روسيا لأسباب “صحية”.

 

في موسكو، ألقى عدة مئات من الأشخاص البيض والحجارة على نوافذ السفارة التركية دون أن تتحرك الشرطة لمنعهم. وفي أوليانوفسك، أنزل السكان المحليون العلم التركي في مصنع الجعة المحلية، التي تملكه أناضول أفس، وهي شركة يوجد مقرها في اسطنبول.

 

بالإضافة إلى ذلك، في يوم 28 نوفمبر، أمر بوتين بإعادة تطبيق نظام التأشيرات على الأتراك بدءًا من يناير المقبل وتشديد القوانين على الشاحنات والسفن التركية. كما منع أيضًا توظيف العمال الأتراك بدءًا من العام المقبل، وطلب من الحكومة تطوير حزمة عقوبات اقتصادية.

 

في يوم الإثنين، ناقش كبار المسؤولين الحكوميين الروس أفكارًا لمعاقبة تركيا، واقترحوا فرض حظر على توجيه الرحلات السياحية ورحلات الطيران، وفرض قيود على حركة الشاحنات وحظر استيراد الفواكه والخضراوات. هذا الإجراء الأخير لن تظهر فعاليته على الفور. وقال نائب رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش إن أي تدابير يجب ألا تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

 

أدى الحصار الغذائي الروسي ضد معظم الدول الغربية، الذي فرضته في الصيف الماضي، إلى ارتفاع في مستوى الأسعار تراوح بين 20 الى 30 في المئة. كما شهدت روسيا انخفاضًا بلغ 11.7 في المئة في مبيعات التجزئة في أكتوبر، مقارنة مع العام السابق.

 

سيسبب حظر استيراد الفواكه والخضراوات وتعطيل السياحة الأذى لكلا الجانبين، ولكنه يمكن أن يضر الروس العاديين أكثر. بلغت صادرات تركيا الزراعية لروسيا 1.2 مليار دولار في العام الماضي، حوالي 7 في المئة من إجمالي الصادرات الغذائية. وعلى الأرجح سيغلق المزارعون الأتراك الفجوة دون الكثير من المتاعب. في العام الماضي، شهد نظراؤهم في أوروبا زيادة في الصادرات على الرغم من الحظر الروسي.

 

بالنسبة لروسيا، ستكون المشاكل أكبر: فحوالي 20 في المئة من واردات الخضراوات تأتي من تركيا، كما هو الحال لنحو 90 في المئة من الحمضيات التي تباع في سلاسل التجزئة الكبرى.

 

وكانت تركيا إلى حد بعيد أكبر مقصد سياحي للروس العام الماضي، حيث جذبت 3.3 مليون زائر، أي ما يقرب من 19 في المئة من السياح الروس الذين سافروا إلى الخارج. وحققت المنتجعات التركية المليارات من الدولارات، ولكن فقدان هؤلاء السياح لن يكون مسألة حياة أو موت بالنسبة لهذه الصناعة. فوفقا لوزارة الثقافة والسياحة، في يوليو الماضي، أي في ذروة الموسم السياحي، استقبلت تركيا 686256 سائحًا روسيًا وحوالي 3.1 مليون من أوروبا.

 

أدى انخفاض قيمة الروبل إلى جعل العطلات الأوروبية باهظة الثمن جدًا بالنسبة لمعظم الروس. مصر، وهي ثاني أكثر المقاصد شعبية بالنسبة للروس العام الماضي، جرى حظر السفر إليها منذ إسقاط طائرة ركاب الشهر الماضي.

 

كان بوسع بوتين إيذاء أردوغان أكثر من ذلك بكثير عبر قطع تدفق الغاز الطبيعي الروسي، تعتمد تركيا بنسبة 60 في المئة على الغاز الروسي، أو إلغاء مشروع بناء أول محطة نووية في تركيا من قبل روساتوم المملوكة للدولة الروسية.

 

وكان موردو الطاقة في روسيا سيفقدون سوقا مربحة، وستخسر عملاقة الغاز الطبيعي غازبروم موطئ قدمها في جنوب أوروبا أيضًا لصالح موردين مثل أذربيجان وإيران.

 

تضخ أذربيجان بالفعل الغاز إلى تركيا، وستكون سعيدة لتزويدها بالمزيد. وبدلاً من المخاطرة بذلك، تفرض الحكومة الروسية تكاليف جديدة على مواطنيها، على أمل أن تعوضهم بالدعاية التحريضية.

 

وعلى الرغم من كفاءة التكتيك سابقًا، فإنه من الصعب الحفاظ على تلك الفعالية نظرا للعدد الكبير من الأعداء الذين كسبهم بوتين خلال فترته الرئاسية الثالثة. وبينما تشتبك روسيا مع عدد متزايد من جيرانها ويضيق العالم من حولها، فقد يدرك الروس في النهاية أن بوتين ربما يكون هو المشكلة وليس الحل.

 

إلا أن خطاب بوتين الغاضب يجد الدعم في الداخل حاليًا ويغذي المزاج الحاقد المماثل في تركيا، مما يجعل سفن الشحن الروسية تنتظر لساعات قبل السماح لها بالمرور عبر مضيق البوسفور.

 

أردوغان ماهر مثل بوتين في استخدام التهديدات الخارجية لصرف انتباه المواطنين عنه، لكنه ليس لديه العديد من الخصوم. لذا فمن المرجح أن يستفيد من هذه الأزمة أكثر من بوتين.

المصدر | وكالة بلومبرغ – ترجمة ساسة بوست

 

الغارات الروسية تقتل العشرات بأنحاء سوريا  

أكد مراسل الجزيرة وناشطون أن الغارات الروسية تسببت اليوم الجمعة بمقتل أكثر من ثلاثين شخصا في ريف دمشق وحمص وإدلب وحلب واللاذقية وحماة، تزامنا مع قصف قوات النظام على مناطق عدة.

 

وقال المراسل إن غارات روسية تسببت بسقوط 22 قتيلا، بينهم أطفال، في ريف دمشق الشرقي، إضافة لستة قتلى في مدينة القريتين بريف حمص، وعدد آخر غير محدد في مدينة تلبيسة المجاورة.

وأضاف أن الغارات شملت صباح اليوم بلدات كفرنبل وإحسم والشيخ مصطفى ومعر حرمة بريف إدلب، كما طالت أيضا مناطق واسعة في ريف درعا مخلفة دمارا كبيرا.

 

وقال مراسل الجزيرة نت عمر يوسف إن الطيران الروسي استهدف الطريق الواصل بين بلدتي كفرناصح وإحرص في ريف حلب الشمالي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين بجروح، واحتراق شاحنات محملة بالمحروقات.

 

وقال الناشط الإعلامي تيم الحلبي إن الطيران الروسي استهدف بالقصف قوى الدفاع المدني التي هرعت لإطفاء الحريق، دون أن يصاب أحد جراء ذلك، مضيفا للجزيرة نت أن الطريق المستهدف هو نقطة العبور بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

قتلى وجرحى

ومن ناحية أخرى، قال مراسل الجزيرة نت يزن شهداوي إن طائرات النظام قصفت مدينة تلبيسة بريف حمص وتسببت بمقتل 11 شخصا، بينهم أربعة أطفال وأربع نساء.

 

وأكد تواصل عمليات القصف والتصعيد العسكري على قرى وبلدات ريف حمص الشمالي، وسط فشل قوات النظام والمليشيات الداعمة له في اقتحام المنطقة.

 

وفي ريف حماة، أفاد القيادي في الجيش الحر أبو اليمان للجزيرة نت بتمكن الثوار من استعادة السيطرة الكاملة على تل زجرم والنقاط العسكرية المحيطة به من النظام، مضيفا أنهم منعوا بذلك النظام من التقدم وقطع طرق الثوار في سهل الغاب وجبل الزاوية.

 

وقال الناشط حسن العمري إن الطيران الروسي شن عشر غارات على مدينة مورك بريف حماة الشمالي، وغارات أخرى على قرية جسر بيت الراس، بجانب غارات الطيران السوري على اللطامنة ومعركبة شماليّ حماة.

 

واقتحمت قوات النظام صباح اليوم بلدة سريحين الواقعة بريف حماة الجنوبي، ونفذت حملات دهم واعتقال عشوائية بحق الأهالي داخل القرية، وفق العمري.

 

ومن جهة أخرى، قال ناشطون إن طيران النظام شن غارات على ‫كفربطنا في ريف دمشق ‫‏وتسبب بسقوط قتلى وجرحى، كما أغار على حي جوبر شرق دمشق.

 

وأضاف الناشطون أن الغارات شملت بلدات عدة في درعا، مثل طفس والشيخ مسكين وبصر الحرير والمليحة الغربية وإنخل والحراك، بينما تدور معارك في الشيخ مسكين بين كتائب الثوار وجيش النظام.

 

وتجددت الغارات الروسية على ‫جبلي الأكراد و‏التركمان في اللاذقية مع إصابة مدنيين بجراح، بينما يحاول الثوار التصدي لمنع أي تقدم لقوات النظام، وفق ما أفاد ناشطون.

 

الغرب وتركيا.. هل للدعم حدود بالأزمة مع روسيا؟  

المحفوظ فضيلي

 

عبّرت دول غربية كثيرة عن دعمها لتركيا في خلافها المتفاقم مع روسيا منذ أن أسقطت طائرات تركية مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا، لكن إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا الدعم في خضم تلك الأزمة التي تعيد للأذهان أجواء الحرب الباردة، عندما أسقط حلف شمال الأطلسي (ناتو) طائرة روسية عام 1952 خلال الحرب الكورية؟

وتركز الدعم الغربي لتركيا في تلك المواجهة على الجانب العسكري من خلال الناتو وعلى الجانب الدبلوماسي، بينما لا تزال معالم هذا الدعم غير واضحة على الجبهة الاقتصادية التي اختارتها موسكو كساحة أولى للرد على أنقرة بفرض عقوبات عليها.

 

وبدأ الدعم الغربي لأنقرة في تلك الأزمة بتأكيد الرواية التركية لحادثة إسقاط طائرة سوخوي24 الروسية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ تصر تركيا على أن الطائرة اخترقت أجواءها ولم تعد إلى السماء السورية رغم التحذيرات، في المقابل تقول روسيا إن طائرتها كانت تحلق في الأجواء السورية.

 

وقد بادر الناتو في اليوم ذاته إلى عقد اجتماع طارئ لأجل الموضوع في مؤشر على دعمه لتركيا، وفي الأيام التالية سعت بلدان الحلف في مناسبات كثيرة لطمأنة أنقرة بشأن تداعيات الاختراق الروسي لمجالها الجوي.

 

وفي تحرك ملموس، بادر أعضاء في الحلف إلى سد تلك الفجوة الناجمة عن القرار الذي اتخذته ألمانيا والولايات المتحدة قبل عدة أسابيع، بنقل بطاريات صواريخ باتريوت تابعة لهما من تركيا.

إجراءات متواصلة

ويرجح أن تتواصل إجراءات الدعم الغربي في القادم من الأيام بإرسال أعضاء الحلف مزيدا من السفن إلى شرق البحر المتوسط، ومزيدا من الطائرات إلى القاعدة التركية في إنجيرليك، ومزيدا من بطاريات الدفاع الصاروخي لتعزيز الدفاعات الجوية التركية على الحدود مع سوريا.

 

وفي خطوة دبلوماسية غير ذات صلة بالأزمة لكن توقيتها يعزز موقف أنقرة، قرر الاتحاد الأوروبي فتح الباب مجددا أمام استئناف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد بتوقيع الطرفين اتفاقا تاريخيا تتلقى بموجبه أنقرة ثلاثة مليارات يورو لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا، مقابل مساعدة تركية في وقف تدفق الهجرة إلى بلدان الاتحاد.

 

وفي تداعيات الأزمة وما تلاها من اتهامات روسية لتركيا بشراء النفط من تنظيم الدولة الإسلامية، بادرت الولايات المتحدة إلى نفي ذلك، وصنفت وزارة الخزانة الأميركية أربعة أشخاص -بينهم روس- وست شركات ضمن قائمتها السوداء، للعبهم دور الوسيط بين النظام السوري وتنظيم الدولة في صفقات النفط.

 

كما دخلت ألمانيا على الخط وقالت إن لديها وثائق تثبت أن النظام السوري يشتري الكمية الأكبر من نفط تنظيم الدولة، بعد أن تراجع إنتاجه من تلك المادة بشكل كبير مند اندلاع الأزمة ليصل إلى 14 ألف برميل يوميا فقط.

 

وفي تحرك غربي آخر أزعج روسيا، وجّه الناتو أمس الأربعاء الدعوة رسميا إلى جمهورية الجبل الأسود لبدء المفاوضات على شروط انضمامها للحلف، وهو ما وصفته عدة أطرف بأنه قرار تاريخي بالنسبة لذلك البلد الصغير ولبلدان غرب البلقان جمعاء.

 

مستقبل الدعم

وعلى الجبهة الاقتصادية، لم تصدر عن بلدان الجوار الأوروبي أي تحركات أو تصريحات بعد أن قررت روسيا سلسلة من العقوبات الاقتصادية، أولها قرار غلق الأبواب أمام صادرات تركيا من المواد الغذائية والزراعية التي تقدر قيمتها بحوالي 764 مليون دولار سنويا. ويرجح أن تمتد تلك العقوبات لقطاعات أخرى وأن ترد تركيا على ذلك.

 

ورغم بعض بوادر الانفراج على ضوء لقاء اليوم بين وزيري الخارجية الروسي والتركي، على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا  في العاصمة الصربية بلغراد، فإن روسيا تؤكد على لسان الرئيس فلاديمير بوتين أنها “لن تنسى أبدا” إسقاط مقاتلتها، وأن الأتراك “سيندمون على ما فعلوه”.

 

وأمام ذلك الإصرار الروسي، يبقى السؤال قائما عن مدى دعم الغرب لتركيا إذا اختارت روسيا الرد العسكري خارج مجال الناتو، وتحديدا في الساحة السورية حيث تسعى تركيا وأطراف دولية أوروبية أخرى إلى إقامة منطقة آمنة شمال البلاد، وسبق لها أن وفرت إسنادا جويا للمعارضة لاستعادة السيطرة على مواقع لتنظيم الدولة بريف حلب.

 

أبو الثوار السوريين.. همة وثبات حتى النهاية  

رفض أبو محمد عارفة (73 عاما) مغادرة حي جوبر الدمشقي وحمل السلاح دفاعا عنه حتى قُتل في غارة جوية لطائرات النظام, وبقيت شجاعته وكلماته خالدتين في قلوب كثير من السوريين.

 

أشعلت همته الحماس في قلوب مقاتلي جوبر وعززت إصرارهم على الثبات في مواجهة قوات النظام, أطلق عليه السوريون ألقابا عديدة منها أبو الثوار وعمر المختار والسبع.

 

كان يحث المقاتلين على الوحدة, كما يحثهم على التمسك بمنازلهم, وأصر على البقاء في منزله ولو وحيدا.

 

كانت الجزيرة قد عرضت قصته أثناء حياته على شاشتها، وضمنتها بعضاً من أشعاره الحماسية، وقد لقيت القصة انتشارا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

أزمة الطائرة تفرض قواعد جديدة للحرب بسوريا  

خليل مبروك-إسطنبول

سارعت روسيا من إجراءاتها الانتقامية ردا على إسقاط تركيا إحدى مقاتلاتها الشهر الماضي، وبعد فرض عقوبات اقتصادية وإقرار تعديلات على نظام التأشيرات، لجأت موسكو لتحركات ميدانية في سوريا سعيا منها لتغيير يضر مصالح أنقرة على الأرض.

 

وبدأت روسيا -عقب إسقاط تركيا لمقاتلتها الحربية- تقديم دعم جوي لمقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، لتمكينه من إحراز تقدم في محافظة حلب شمال سوريا.

 

ومن شأن تعزيز قوة الحزب المقاتل بين مدينتي جرابلس وأعزاز، أن يقطع الطريق على تركيا لتأسيس المنطقة الآمنة التي ظلت تنادي بها في المكان.

 

وباشر مسلحو الحزب، عقب الدعم الجوي الروسي، تحركهم في كل من عين العرب (كوباني) شرقي جرابلس، وعفرين غربي أعزاز، من أجل ربط المدينتين المذكورتين وإحكام السيطرة على المنطقة الواصلة بينهما.

 

ولا ينظر السياسيون والخبراء الأتراك للدعم الروسي للحزب الكردي باعتباره مستجدا على قواعد “لعبة الأمم” الدائرة منذ أكثر من أربع سنوات بسوريا، لكنهم يؤكدون أن موسكو باتت “أكثر تهورا” في الدفع ببيادقها في المنطقة منذ إسقاط المقاتلات التركية قاذفة سوخوي 24 على الحدود مع سوريا يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال ياسين أقطاي النائب بالبرلمان التركي، ونائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن روسيا لم تكن تنظر يوما للحزب الكردي كـ”منظمة إرهابية”. وأشار إلى أن الروس “روجوا للحزب كقوة تحارب تنظيم الدولة قبل إسقاط الطائرة، ويزيدون الآن دعمه كشكل من أشكال الإرهاب أو الانتقام من أنقرة”.

 

وأوضح أن الحزب الكردي الناشط في سوريا يُعد امتدادا لـ حزب العمال الكردستاني، وأكد أن الحزبين على تعاون وثيق مع نظام بشار الأسد، الأمر الذي يضعهما في ذات الخانة مع تنظيم الدولة، وفق رأيه.

 

وفي رده على سؤال للجزيرة نت حول الخطوة القادمة، أوضح المسؤول التركي أن أي خطوة ستقدم عليها روسيا ستضر بها أكثر من تركيا، وقال “روسيا لا تريد حربا ونحن لا نريد، ولسنا من أنصار أي تصعيد نحو هذه الأزمة”.

 

وعبر أقطاي عن قناعته بأن روسيا هي المطالبة الآن بالهدوء، وقال “ليس لدينا الكثير لنفعله مع روسيا التي تعطي انطباعا أنها فقدت عقلها، وينبغي ألا نزيد مشاكلها، بل ننتظر حتى يعود إليها رشدها، فإن زدنا عليها ازدادت سوءا”.

 

وأشار نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إلى أن المخرج من الأزمة يبدأ من إدراك الروس أن تركيا لم تقصد إهانتهم، وأنها فعلت الصواب كي لا يتحول مجالها الجوي إلى طريق للطائرات الروسية.

ووفقا لمتابعين فإن نشر صواريخ “أس 400” المضادة للطائرات من قبل روسيا، بالأراضي السورية، يمثل انتقاما من تركيا وفرضا لمنطقة آمنة روسية عجزت أنقرة عن نيل الدعم الدولي سابقا لإقامتها.

 

وقال الباحث بالشؤون الأمنية بمعهد ستا التركي للدراسات، بيلغهان أوزتورك، إن “الاتحاد الديمقراطي الكردي” متلهف لتلقي المزيد من الدعم الروسي، وأوضح أن ذلك الحزب يمتلك مكتبا رسميا في موسكو ويتمتع بعلاقات دبلوماسية قديمة مع القيادة الروسية.

 

واعتبر أوزتورك -في حديث للجزيرة نت- أن ما قدمته روسيا من دعم جوي للحزب بالشمال السوري لم يكن مفاجئا، لكنه اعتبر الزخم الإعلامي الذي حظيت به عملية إنزال الأسلحة للحزب مرتبطا بتداعيات إسقاط الطائرة الروسية.

 

ورأى الخبير التركي أن الرد الذي لا تستطيع روسيا أن تنفذه عسكريا بشكل مباشر ستحاول تنفيذه بكل الوسائل المتاحة، وأهمها دعم الحزب الكردي إضافة لسياسة العقوبات.

 

وتوقع أوزتورك أن تسعى موسكو لفرض قيود أكثر على الدور التركي في سوريا، والسعي لإضعافه بمستويات أعلى مما كان عليه الحال سابقا.

 

محام بلجيكي يفجر مفاجأة حول إرسال مقاتلين إلى #سوريا

اتهم النيابة العامة البلجيكية باستخدام مخبر أو عميل استخبارات يسمى عبدالقادر الفرساوي

بروكسل – نور الدين الفريضي

فجر محامي الدفاع في قضية شبكة تسفير المقاتلين البلجيكيين إلى سوريا “قنبلة” من خلال اتهامه النيابة العامة الفدرالية باستخدام مخبر أو عميل استخبارات يسمى “عبدالقادر الفرساوي” كان يشرف على عملية تسفير البلجيكيين إلى سوريا.

وكشف محامي الدفاع “سيباستيان كورتوا” لـ”العربية” أن هذا العميل نشط في إسبانيا وفرنسا وبلجيكا وقد يكون أيضا عميلا للمخابرات المغربية.

وينوب المحامي سيباستيان كورتوا عن المتهم الرئيسي “جان لوي ديني”، الذي تنسب إليه النيابة الفدرالية تزعم شبكة قامت بتسفير 11 شابا، بعضهم قُصّر، إلى سوريا.

 

فيديو جديد لداعش.. أطفال يعدمون رهائن في #سوريا

التنظيم قام بتجنيد أكثر من 1100 طفل منذ مطلع العام وقتل منهم أكثر من 50

العربية.نت – فرانس برس

نشر تنظيم داعش، الخميس، فيديو يظهر فيه 6 أطفال يعدمون عناصر من قوات الأمن السورية محتجزين لدى التنظيم المتطرف.

وأظهر التسجيل بعنوان “إلى أطفال يهود” عشرات الأطفال وأعمارهم في العاشرة تقريبا وهم “يلقنون” تعاليم داعش، ويتدربون على القتال وجهاً لوجه. وظهر أحد عناصر داعش يقول لهم اخترنا أطفالا فائزين، وستكون مكافأتهم قتل “مرتدين”، بحسب تعبيره.

واختار المدرب 6 منهم “لتوجيه رسالة” إلى معارضي التنظيم من خلال قتل عناصر من قوات النظام السوري المحتجزين لدى التنظيم الذي يسيطر على أراضٍ شاسعة من سوريا والعراق. ويظهر كل واحد من الأطفال وهو يجري داخل حصن مدمر وترافقه موسيقى دراماتيكية حتى يعثر على أسير يقول اسمه وتاريخ مولده ورتبته.

ويظهر التسجيل الذي يقول التنظيم إنه صوره في محافظة دير الزور في شرق سوريا، الأطفال وهم يعدمون ستة أسرى، خمسة منهم بالرصاص، والسادس ذبحاً. وتمتنع “العربية.نت” عن نشر الفيديو كاملاً لقسوته، وتكتفي بنشر جزء من الشريط.

وسبق للتنظيم الإرهابي أن نشر فيديوهات تظهر أطفالاً ينفذون إعدامات جماعية بحق جنود من النظام السوري في قلعة تدمر في يوليو الماضي، ما خلق صدمة كبيرة في حينه. كما نشر لاحقاً في أغسطس فيديو يظهر أطفالاً أيضاً يعدمون 3 جنود عراقيين.

يذكر أن التنظيم قام بتجنيد أكثر من 1100 طفل منذ مطلع العام، وأن أكثر من خمسين منهم قد قتلوا، بحسب إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

اتفاق لوقف النار بين #ثوار_حلب ووحدات الحماية الكردية

الاتفاق يتضمن وقف العمليات العسكرية وفك الحصار عن الحي

دبي – قناة العربية

أبرمت غرفة عمليات حلب ووحدات حماية الشعب الكردية، اتفاقا لوقف إطلاق النار بينهما، ويلزم الاتفاق الطرفين بسحب عناصرهما من مناطق الاشتباك، وعودة كل طرف إلى مواقعه.

أما في حمص، وتحديدا في حي الوعر، فقد اتفق الثوار على هدنة مع قوات النظام في الحي، بانتظار التوقيع من قبل الطرفين وقفا لإطلاق النار توصلت له غرفة عمليات حلب ووحدات حماية الشعب الكردية، في محاولة لتوحيد الجهود والتركيز على قتال داعش وقوات النظام.

ويلزم الاتفاق الذي توصل له الطرفان بسحب عناصرهما من مناطق الاشتباك وعودة كل طرف إلى مواقعه الرئيسة، إضافة لتشكيل لجنة من الطرفين لحل الأمور العالقة، ويخوض ثوار حلب قتالا على عدة جبهات مع جيش النظام المدعوم بالميليشيات، ومع داعش في جبهة الريف الشرقي لحلب.

أما في حمص، وتحديدا في حي الوعر، فقد تم التوصل إلى هدنة بين المقاتلين هناك وقوات النظام، على ألا تدخل قوات النظام والميليشيات التابعة له إلى الحي، مع بقاء الثوار بداخله.

وقسمت الهدنة إلى ثلاث مراحل، ولا يتم الانتقال من مرحلة إلى أخرى إلا بعد تنفيذ كل بنود المرحلة التي سبقتها.

وتتضمن وقفا كاملا لإطلاق النار، والسماح بعمل لجان الإغاثة، وفتح معبر دوار المهندسين لمرور المشاة، وتحضير لوائح بأسماء المفقودين والمعتقلين.

وحددت المدة اللازمة لتنفيذ المرحلة الأولى بخمسة وعشرين يوما قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتضمن إطلاق سراح المعتقلين عدا المحكومين، والبدء بجمع جزء من السلاح المصرح عنه، واستمرار دخول المواد الغذائية والمحروقات.

أما المرحلة الأخيرة فسيتم فيها جمع جزء من السلاح المتبقي وفق الإحصاء المقدم في المرحلة الأولى، وإطلاق سراح جميع الموقوفين والمحالين إلى القضاء والمحكومين وفق اللوائح المقدمة من لجنة الحي.

 

مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية يقلق إيران

دبي – قناة العربية

نقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن نائب وزير الخارجية الإيراني قوله، إن اجتماع المعارضة السورية في الرياض سيؤدي إلى فشل محادثات السلام السورية المرتقبة، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة ليست جزءا من اتفاق فيينا بين الدول الكبرى.

جاء ذلك قبيل انعقاد المؤتمر الذي دعت إليه الرياض بهدف توحيد المعارضة السورية، وذلك تطبيقا لمقررات اجتماع فيينا.

وتتمثل الفكرة الأساسية التي يستند إليها المؤتمر في توحيد صفوف المعارضة المشرذمة، وتشكيل وفد موحد لحضور مفاوضات مرتقبة مع النظام، ومن المفترض أن يعكس هذ الوفد ثقل الجماعات السياسية كما تلك التي تقاتل على الأرض.

وتشير المعلومات إلى أن السعودية دعت حوالي 65 شخصية معارضة من الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق وشخصيات مستقلة.

ولم تحظ هذه الخطوة بانتقادات دولية أو محلية تذكر حتى من جانب نظام الأسد نفسه.

لكن إيران وعلى لسان مساعد وزير خارجيتها، اعتبرت أن مؤتمر الرياض قد يؤدي إلى فشل محادثات السلام السورية.

لكن اتفاق فيينا نفسه الذي تحدث عنه المسؤول الإيراني ينص في أحد بنوده على ضرورة تشكيل وفد موحد لمعارضي الأسد في المفاوضات المقبلة التي يفترض أن تطلق عملية سياسية تفضي إلى انتخابات عامة خلال عامين.

 

موسكو: صواريخ S-400 قادرة على ضرب طائرات الشبح الأمريكية.. ومصدر بالجيش الروسي: اختبار ناجح للمنظومة ضد التشويش والتلاعب الإلكتروني

موسكو، روسيا (CNN)— كشف مصدر بوزارة الدفاع الروسية عن نجاح اختبار للمنظومة الصاروخية S-400 ضد التشويش والتلاعب الإلكتروني الشديد، وذلك في خطوة تأتي بعد تصريحات لمسؤولين أمريكيين بضرورة تحليق المقاتلات الأمريكية والأخرى التابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش بأجهزة تشويش بعد خطوة موسكو الأخيرة بوضع صواريخ S-400 في سوريا.

 

جاء ذلك في تصريح للمسؤول نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية الحكومية، حيث بين أن “منظومة S-400 أطلقت صاروخين دمرا هدفا جويا يضاهي صاروخا معاديا وذلك في ظروف تدريبية معقدة تميزت بتشويش قوي وتأثير إلكتروني مكثف>”

 

وتابع المصدر قائلا: “إن عددا إضافيا من هذه المنظومات قد وصل إلى قوات الدائرة العسكرية الوسطى، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في إطار خطة تجديد أسلحة الجيش الروسي باختلاف أنواعها مع التركيز على تجهيز القوات الجوية الفضائية والدفاعات الجوية بها.”

 

ولفت التقرير إلى أن “منظومة S-400 تعتبر الأكثر تطورا في العالم، وهي قادرة على التصدي لجميع أنواع الطائرات الحربية، بما فيها طائرة الشبح الأمريكية الشهيرة، كما تستطيع اعتراض الصواريخ المجنحة وتدميرها وبإمكان المنظومة اكتشاف الأهداف على بعد 600  كيلومتر وتدمير الأهداف الآيرودينامية على مسافة 400 كيلومتر والبالستية على مسافة 60 كيلومترا. ويمكن نشر المنظومة خلال 5 دقائق لتكون جاهزة للقتال كليا.”

 

بوتين يبحث مع مجلس الأمن الروسي الوضع في سوريا.. وأردوغان: هل يمكن لمن يعمل كافة أشكال الوقاحة لدعم النظام السوري أن يقدر حياة الإنسان؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، اجتماعا مع مجلس الأمن الروسي لبحث تطورات الوضع في روسيا، فيما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من يعمل “كافة أشكال الوقاحة” لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن أعضاء مجلس الأمن الروسي تبادلوا الآراء حول تطورات الوضع في سوريا، مع التركيز على ضرورة قطع التمويل عن “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية في هذا البلد، وفق ما نقلته وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية الرسمية.

 

اقرأ: روسيا تتهم أردوغان وأسرته وكبار مسؤوليه بالاستفادة المباشرة من “نفط داعش”.. وأردوغان: لم نفقد قيمنا الأخلاقية حتى نشتري النفط من “داعش”

 

من جانبه، قال أردوغان في كلمة خلال تجمع بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة: “هل يمكن لنظام قتل 380 ألفا من مواطنيه بالأسلحة الكيميائية والتقليدية، وهجر 12 مليون آخرين أن يكون له علاقة بالإنسانية؟”، وفق ما نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

 

وأضاف: “وهل يمكن لمن يقدم دعماً غير مشروط لهذا النظام، ويغض الطرف عن مجازره، ويعمل كافة أشكال الوقاحة من أجل إبقاء ذلك النظام، أن يعطوا قيمة لحياة الإنسان؟”. وتابع: “هل تعتقدون أن هناك شعور بالإنسانية لمن يقتلون الأطفال والمدنيين والنساء والأبرياء في طوابير الخبز تحت غطاء مكافحة داعش؟”.

 

إتفاق وزراء داخلية أوروبا حول سجل جمع معطيات المسافرين

بروكسل (4 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي إلى إتفاق حول إنشاء سجل لجمع معطيات المسافرين جواً، يحترم الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين.

 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده كل من المفوض الأوروبي المكلف شؤون الهجرة والداخلية ديمتريس أفراموبولوس، ونائب رئيس وزراء لوكسمبورغ إيتان شنايدر، اليوم في بروكسل على هامش اجتماع وزراء الداخلية.

 

وأشار المسؤولان الأوروبيان إلى أن الوزراء أصدروا اعلاناً مشتركاً بهذا الخصوص ينص على تطبيق هذا السجل على الرحلات الجوية الداخلية والخارجية، وعلى الاحتفاظ بمعطيات المسافرين قابلة للاستعمال من قبل قوات الشرطة والسلطات المختصة خلال مدة ستة أشهر، وهذا يعني أن فرنسا لم تحصل على ما تريده، إذ كانت تسعى لرفع هذه المدة إلى عام كامل.

 

وعبر المسؤولان عن أملهما أن يوافق البرلمان على هذا الإعلان، حيث “قلنا سابقاً أن هذا السجل هام جداً وأن الوقت ليس حليفنا في محاربة الإرهاب”، حسب كلامهما.

 

وأوضح أفراموبولوس أن الاتفاق حول سجل المسافرين يعد متوازناً بين “أولويات الأمن وضرورة الحفاظ على حريات المواطنين” في أوروبا.

 

كما أقر وزراء داخلية الاتحاد توسيع القاعدة القانونية لمكتب الشرطة الأوروبية (يوروبول)، “لجعل هذه الهيئة أداة أكثر فاعلية في محاربة الإرهاب والجريمة”، وفق كلام أفراموبولوس.

 

ويتوقع أن تبدأ وحدة محاربة الإرهاب داخل يوروبول عملها بشكل كامل اعتباراً من بداية العام القادم، كما تم الاتفاق عليه خلال لقاء اليوم.

 

إلى ذلك، يرى الوزراء أن الدول الأعضاء يمكنها اللجوء إلى سجل مسافرين خاص بها، بانتظار أن يتم إقرار السجل الأوروبي وإدخاله ضمن التشريعات الأوروبية، و”الأمر قد يستغرق عاماً أو عاماً ونصف”، حسب كلام المنسق الأوروبي لشؤون محاربة الإرهاب جيل دو كيركوف.

 

ويذكر أن كل من الدانمرك وبريطانيا تمتلك سجلها الخاص، بينما تعمل بلجيكا حالياً إلى إقامة سجل خاص

 

كيري: حكومة سوريا والمعارضة قد يتعاونان في مواجهة الدولة الإسلامية

أثينا (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة إنه قد يكون من الممكن أن تتعاون الحكومة السورية وقوات المعارضة في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية دون رحيل الرئيس السوري بشار الأسد أولا.

 

لكنه قال إنه سيكون “من الصعب للغاية” ضمان حدوث هذا التعاون إذا لم يكن لدى قوات المعارضة التي تقاتل الأسد منذ أكثر من أربعة أعوام بعض الثقة في أن الزعيم السوري سيرحل في نهاية المطاف.

 

وسئل كيري في مؤتمر صحفي أثناء زيارة لليونان هل رحيل الأسد شرط مسبق لمقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب للتعاون مع القوات الحكومية في قتال الدولة الإسلامية.

 

وقال كيري “فيما يتعلق بمسألة الأسد وتوقيت رحيله الإجابة هي … من غير الواضح أنه سيتعين أن يرحل إذا كان هناك وضوح فيما قد يكون عليه مستقبله أو لا يكون.”

 

وأضاف أن هذا الوضوح قد يأتي في صور عديدة تمنح المعارضة شعورا باليقين.

 

واستدرك بقوله “لكن سيكون من الصعب للغاية التعاون دون مؤشر ما أو شعور باليقين من جانب هؤلاء الذين يقاتلونه بأن تسوية أو حلا يلوح في الأفق.”

 

وأضاف أنه إذا لم يكن الأمر كذلك فإن مقاتلي المعارضة سيشعرون أنهم يساعدون على ترسيخ الأسد في السلطة وهو أمر غير مقبول على الإطلاق.

 

وكانت روسيا وإيران حليفتا إيران الرئيسيتان قالتا إن الشعب السوري له أن يحدد دور الأسد في انتخابات رئاسة في المستقبل.

 

وقال مسؤول أمريكي طلب ألا ينشر اسمه إن الرسالة التي يريد أن يبعث بها كيري هي أن “الأسد ليس من الضروري أن يرحل الآن” شريطة أن يلوح في الأفق انتقال سياسي واضح وهو موقف تتبناه واشنطن منذ شهور.

 

(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى