أحداث الجمعة 05 تموز 2013
«الائتلاف» يعيد تحديد موقفه من «جنيف-2» ومؤتمر مصغر لحزب «البعث» في دمشق
لندن – «الحياة»
بدأ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في إسطنبول امس أول اجتماع له منذ توسيعه قبل نحو شهر، لانتخاب قيادة جديدة وبحث مسألة تشكيل حكومة موقتة وإعادة تحديد الموقف السياسي من الحلول السياسية المطروحة، في وقت تتواصل المعارك العنيفة بين القوات النظامية والمعارضة للسيطرة على حمص في وسط سورية.
وفي مقابلة مع صحيفة «الثورة» الحكومية، اتهم الرئيس بشار الأسد بعض الدول الغربية بـ «دعم الإرهاب في سورية»، واعتبر أن ما حصل في مصر «سقوط لما يسمى الإسلام السياسي»، في حين ذكرت مصادر ان حزب «البعث» سيعقد مؤتمراً مصغراً في دمشق خلال اليومين المقبلين لتجديد قيادته.
ويشارك في اجتماع «الائتلاف» الذي يستمر يومين وقد يمدد يومين آخرين، الأعضاء الجدد وهم 14 من «الحراك الثوري» و15 من المجالس السياسية لـ «الجيش السوري الحر» و22 من «اتحاد الديموقراطيين السوريين» بزعامة ميشال كيلو.
قالت مصادر المعارضة إن الهيئة العامة ستنتخب رئيساً جديداً خلفاً للرئيس المستقيل معاذ الخطيب، من بين خمسة مرشحين هم الرئيس المكلف جورج صبرا ورئيس «المجلس الوطني» السابق برهان غليون ومرشح «المجلس الوطني» لؤي صافي، إضافة إلى مرشح «الكتلة الديموقراطية» أحمد عاصي جربا، اضافة الى مرشح من «الحراك الثوري». وستضم الهيئة السياسية الجديدة 11 عضواً بينهم الرئيس ونوابه الثلاثة والأمين العام.
وإلى جانب اختيار الرئيس والفريق القيادي، سيناقش أعضاء «الائتلاف» تعيين حكومة «رئيس الوزراء» الانتقالي غسان هيتو، حيث يبرز اسم أحمد طعمة مرشحاً بديلاً لهيتو. كما سيناقش الموقف من مؤتمر «جنيف-2» وما عرف بـ «محددات الموقف السياسي» التي كانت أعلنت في بداية العام وتضمنت رفض اي دور للأسد والقيادة الأمنية – العسكرية التابعة له في مستقبل سورية.
وكانت كتائب مسلحة اعلنت امس توحيد قواها تحت لواء «الفرقة الرابعة -حرس دمشق»، وأعلنت العاصمة السورية «منطقة أعمال عسكرية». وجاء في شريط فيديو بثه احد قادتها العسكريين انه «في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها بلدنا الحبيب عموماً، ومدينة دمشق خصوصاً، من حصار خانق وخذلان خانق دولي وإقليمي، قررت معظم القوى العسكرية والثورية في مدينة دمشق وضواحيها الجنوبية التوحد تحت قيادة واحدة». وأكد ان مقاتلي المعارضة لا يبعدون سوى 1500 متر من مركز «عاصمة الأمويين».
وأصيب امس معاون وزير العمل راكان إبراهيم بجروح خطرة ادت الى بتر احدى ساقيه، نتيجة انفجار عبوة ألصقت بسيارته في حي البرامكة بوسط دمشق.
واستمرت قوات النظام امس في قصف الأحياء المحاصرة في حمص في اطار محاولتها السيطرة عليها، فيما شنت طائرات حربية غارات على أحياء في دمشق، واندلعت مواجهات عنيفة في شمال غربي البلاد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان الطيران شن غارات على احياء الخالدية وباب هود والقصور وجورة الشياح فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة عند أطراف حي الخالدية مع تجدد محاولات القوات النظامية لاقتحامه.
كذلك قصف الطيران حي جوبر شرق دمشق ودارت مواجهات في بساتين حي برزة وحي القابون اللذين تعرضا لقصف مدفعي عنيف.
وذكرت مصادر سورية امس ان حزب «البعث» سيعقد مؤتمراً مصغراً في دمشق في اليومين المقبلين، هو الأول من نوعه منذ اندلاع الأزمة في البلاد وإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي كانت تنص على ان «البعث» هو الحزب القائد للدولة والمجتمع. وأشارت الى ان المؤتمر سيعقد بمشاركة اللجنة المركزية التي تضم نحو 90 عضواً ومسؤولي الحزب، لبحث مستجدات الوضعين الداخلي والخارجي.
وتوقعت المصادر ان يجري تغيير كامل لأعضاء القيادة القطرية التي تضم 14 عضواً وانتخاب امين عام مساعد جديد للحزب، ورجحت ان يلقي الأسد كلمة خلال المؤتمر.
وكان الرئيس السوري اتهم دولاً غربية بـ «دعم الإرهاب في سورية» بهدف تحويلها إلى «أرض للإرهاب»، وقال في مقابلة مع صحيفة «الثورة» الحكومية نشرت امس إن سورية لم تتحول أرضاً للجهاد، فـ «الجهاد هو جهاد من أجل الخير، هو بناء وتطوير ودفاع عن الوطن والرسالة»، وإن «ما يحصل الآن هو تحويل سورية إلى أرض للإرهاب». وقال: «بعض الدول الغربية تدعم الإرهاب في سورية، وهو أنها تعتقد أن هذه المجموعات الإرهابية التكفيرية والتي شكلت لها هاجساً أمنياً على مدى عقود ستأتي إلى سورية وتُقتل. وبالتالي يتخلصون منها وينقلون المعركة من دولهم ومناطق نفوذهم إلى سورية فيتخلصون منها دفعة واحدة ويضعفون سورية الدولة أيضاً».
واعتبر الأسد أن ما حصل في مصر خلال اليومين الماضيين «سقوط لما يسمى الإسلام السياسي»، والشعب المصري «اكتشف بسرعة كذب الإخوان المسلمين بسبب أدائهم». وقال: «بالنسبة إلينا كنا نراها (تجربة) فاشلة قبل أن تبدأ».
“الأمم المتحدة”: وضع الغذاء في سورية سيتدهور عام 2014
روما – رويترز
اكدت الأمم المتحدة ان “أربعة ملايين سوري اي خمس السكان لا يستطيعون إنتاج أو شراء ما يكفي من الغذاء لاحتياجاتهم” وإن “الوضع يمكن أن يتدهور العام القادم اذا استمر الصراع”، الذي بدأ منذ عامين.
وعقب زيارة لسورية بين ايار/مايو وحزيران/يونيو، قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير إن “الانتاج المحلي على مدى الأشهر الاثني عشر القادمة سينخفض بشدة على الأرجح”.
وقدرت المنظمتان أن سورية ستحتاج الى استيراد 1.5 مليون طن من القمح في موسم 2013-2014. وانخفض إنتاج القمح الى 2.4 مليون طن اي أقل بنسبة 40 في المئة من متوسط المحصول السنوي قبل الصراع الذي كان يتجاوز أربعة ملايين طن.
الأسد يؤكد أن نظامه سيتجاوز الحرب – نداء للمعارضة إلى تدخّل فوري لإنقاذ حمص
رأى الرئيس السوري بشار الاسد ان حكومته ستتجاوز الحرب الاهلية لانها تحملت كل ما يمكن المعارضة ان تفعله لاطاحته وانه ليس ثمة ما يمكن ان يغير هذا سوى التدخل العسكري الاجنبي المباشر وهو احتمال بعيد.
وفي المقابل، اجتمع “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في اسطنبول لاختيار رئيس له وليثبت للحكومات الغربية والعربية التي تدعمه انه موضع ثقة ويمكنه ان يتسلم أسلحة متطورة للتصدي للهجوم المنسق تشنه تنفذه قوات الاسد.
في غضون ذلك، أغار سلاح الجو السوري على الاحياء القديمة في حمص، حيث تواصل القوات النظامية حملتها لاستعادة هذه المناطق من المقاتلين المعارضين.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان القوات النظامية “لم تتمكن بعد من اقتحام هذه الاحياء او التقدم في داخلها”، مع انها محاصرة منذ اكثر من سنة، وتقيم فيها نحو مئة عائلة.
مجلس الأمن
¶ في نيويورك، أعاقت روسيا مشروع بيان لمجلس الامن يطالب بامكان وصول العاملين في الوكالات الانسانية بشكل عاجل الى مدينة حمص في وسط سوريا التي يحاصرها الجيش السوري.
ومشروع البيان يطلب من الحكومة السورية السماح للمنظمات الانسانية بالوصول بحرية الى حمص واخراج المدنيين “العالقين فيها”.
وكان النص وضع بموجب الاجراءات المرعية ضمن مهلة تنتهي ظهر الاربعاء، واذا لم تعترض عليه اي من الدول الاعضاء الـ 15 في المجلس عند نهاية المهلة المحددة، يعتمد. وطلبت روسيا حليفة النظام السوري أول الامر تمديد المهلة حتى صباح امس، قبل ان تعلن عزمها على اقتراح ادخال تعديلات على النص.
لكن موسكو لم تقدم حتى الان اقتراحا مضادا كما اعلن ديبلوماسي في المجلس، مشيراً الى ان الروس “يريدون ان يثبتوا انه من غير الممكن الاتفاق على سوريا”.
وخلافا لقرار يصدر عن مجلس الامن، فان البيان يتطلب اجماع الدول الـ 15 الاعضاء من اجل اصداره.
ومشروع البيان يطالب “بالسماح فورا وبشكل آمن ومن دون عراقيل” بوصول المنظمات الانسانية الى مساعدة سكان حمص الذين يحتاجون لمساعدة انسانية طارئة، ويذكر دمشق “بمسؤوليتها الاساسية” في حماية المدنيين.
ويطالب النص “كل الاطراف في سوريا ببذل اقصى الجهود لحماية المدنيين بما يشمل السماح لهم بمغادرة حمص وتجنب وقوع خسائر مدنية ويذكر بالمسؤولية الاساسية للحكومة السورية في هذا الصدد”.
“الائتلاف الوطني”
وفي اسطنبول، وجه “الائتلاف الوطني نداء للمساعدة والحصول على أسلحة لمنع سقوط حمص. وصرحت عضو الائتلاف فرح الاتاسي للصحافيين: “انه نداء سياسي اخلاقي وانساني. ندعو الى تدخل فوري لكسر الحصار المفروض على حمص”. وحضت على تزويد المقاتلين “في جبهة حمص وفي كل سوريا أسلحة متطورة لصد عدوان الأسد”.
وقال عضو آخر في الائتلاف هو عبد الرحمن بترا: “نوجه نداء الى وسائل الاعلام كي تولي الوضع في سوريا المزيد من الاهتمام”، مبدياً الأسف لأن الصحافة الدولية تركز انظارها على الوضع في مصر فقط. وأضاف: “في مصر لدى المصريين جيش لحمايتهم. في سوريا، يقاتل السوريون أربعة جيوش: الاول هو جيش النظام والثاني ميليشيات حزب الله (اللبناني) والثالث قوات الحرس الثوري الايراني والرابع التكنولوجيا الروسية التي تزوّد الصور عبر الاقمار الاصطناعية”.
ما جرى في مصر يؤكد فشل «الإسلام السياسي»
الأسد يهاجم «الإخوان»: مشروع فتنة تاريخي
زياد حيدر
احتفت القيادة السورية بسقوط حكم جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، حيث رأى الرئيس السوري بشار الأسد، في حديث صحافي، نشر أمس، أن ما جرى في مصر يؤكد فشل تجربة الإسلامي السياسي، ملمّحاً بطرق مختلفة الى أن صراع سوريا يشكل أحد أوجهه، ومبدياً انفتاحه على الحوار مع «شخصيات» من «الاخوان» لا مع الجماعة نفسها، باعتبارها «حزباً دينياً» محظوراً في سوريا.
في هذا الوقت، سرّب المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية أول تعليق رسمي على أحداث مصر، تضمّن هجوماً لاذعاً على «الإخوان»، معتبرا أنهاً نتيجة لـ«الشروخ المجتمعية» الناتجة عن سقوط مشاريع التوحيد الإسلامية والقومية الكبرى، وأنها مسؤولة عن محاولة «خلق وطنين، وطن للإسلاميين ووطن للقوميين». كما حمّلها مسؤولية ظهور تنظيم «القاعدة».
وفي إطلالة جديدة مع الإعلام الحكومي، اعتبر الأسد، في مقابلة مع صحيفة «الثورة» لمناسبة مرور خمسين عاماً على صدورها، أن ما يجري في سوريا الآن «ثورة الشعب والجيش ضد الإرهابيين… وهي الثورة الحقيقية»، مجرّداً الحركة الاحتجاجية في سوريا من أي بعد داخلي.
وبدا تركيز الأسد على انتقاد جماعة «الإخوان» واضحاً، ربما تحت تأثر ما يجري غير بعيد في مصر، ولاعتبارات أخرى، من بينها أن الرئاسة السورية اتهمت منذ آذار العام 2011 «الإخوان المسلمين» بالتخطيط للاهتزازات التي أصابت سوريا.
ونفى الأسد صفة الثورة عما يجري في سوريا، قائلاً إن «أي ثورة حقيقية هي ثورة داخلية صرفة، ولا علاقة لها بالخارج من قريب ولا من بعيد، وفيها جانب عفوي، وتتزعمها نخب فكرية وإيديولوجية وتفاصيل أخرى، بينما ما حصل في سوريا منذ البداية كان العامل الخارجي واضحاً فيه».
وفي السياق، أشار الأسد الى أن «ثورة العام 1963 هي ثورة سورية أتت لتعزز الوطن والمجتمع والإنسان»، لافتاً إلى ان المسؤولين الغربيين «لم يعودوا يذكرون كلمة ثورة، بل يتحدثون الآن عن الإرهاب».
واعتبر الأسد أن توصيف النزاع في سوريا بالطائفي، ولا سيما بعد مشاركة «حزب الله» في معارك القصير، هدفه «ضرب المحور المقاوم في المنطقة» و«تغيير تعريف العدو والحليف عبر تحويل (حزب الله) من مشروع مقاومة إلى مشروع طائفي».
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت سوريا في حاجة إلى عناصر من «حزب الله» للقتال، قال الأسد إن «موضوع القصير مرتبط بموضوع المقاومة أكثر من ارتباطه بالوضع الداخلي السوري»، مفسّراً اهتمام الغرب بمعركة القصير كونها «تعني موضوعاً مشتركاً، موضوعا داخليا سورياً، لكنها تعني المقاومة أيضاً، وخاصة أنها منطقة حدودية تتعلق بالحديقة الخلفية للمقاومة». وشدد على أن «المقاومة لا يمكن أن تكون قوية من دون عمق حقيقي لها فسوريا هي عمق المقاومة، وهذا المكان من الناحية الجغرافية استراتيجي بالنسبة إلى علاقة سوريا بلبنان، وتحديداً بالمقاومة».
وأضاف «في هذه الحال ثمة ضرورة لأن تخوض المقاومة المعركة المرتبطة بها كما هي مرتبطة بسوريا».
وتابع «نعم، هو شيء ضروري، ولن نتردد ولا نخفي هذا الشيء ولا نخجل به، لذلك أنا قلت إذا كنا في حاجة للمقاومة، ولماذا احتجنا إليها في القصير، ولم نحتج إليها في دمشق أو حلب أو في بقية المناطق».
ورفض الأسد وصف الصراع في سوريا باعتباره بين أقليات وأكثرية، معتبراً أن «أكثرية الشعب هي التي دعمت الدولة، وهنا عندما نتحدث عن أكثرية الشعب لا بد أن تشمل كل الطوائف».
وحول العلاقة مع «الإخوان» وما إذا كانت الدولة مستعدة للتحاور مع الجماعة، قال الأسد» نحن نتعامل مع أي طرف. وللمناسبة نحن تحاورنا مع الإخوان المسلمين بعدما ضربوا المسلمين، وبعدما ضربوا في سوريا في الثمانينيات. نحن نتحاور من منطلق أن الحوار ربما يعيد الطرف الآخر إلى الموقع الصحيح… لكن في كل مرة كنا نكتشف أن الإخوان المسلمين لم يتخلوا عن منطق النفاق بكل بساطة، لم يتخلوا عن هدف وحيد وهو السيطرة والحكم، ولم يكن في يوم من الأيام هدفهم الوطن أو الدين. من جانب آخر نحن نتحاور معهم كأشخاص وليس كحزب، لأن مبدأ الحزب الديني مرفوض بالنسبة إلينا. وهذا واضح في الدستور الجديد وفي قوانين الأحزاب. فإذاً نحن نحاور الجميع مع معرفتنا المسبقة بالتوجهات الحقيقية لهؤلاء، ومع معرفتنا المسبقة بأن الأمل بتبدل بني على عقيدة عمرها أقل من قرن بقليل»، لكنه اشترط حصول استفتاء شعبي «قبل ذلك».
ووصف الأسد سقوط الرئيس المصري محمد مرسي بانه بمثابة «سقوط لما يسمى الإسلام السياسي». وقال «مشروع الإخوان هو مشروع منافق، يهدف حقيقة إلى خلق فتنة في العالم العربي، فهم أول من طرح في سوريا المفهوم الطائفي ومشروع الفتنة الطائفية منذ السبعينيات. حينها لم نكن نعرف كلمة طائفية أو نتحدث بها».
وحول قرار عزل مرسي من قبل الجيش وعلاقته بدعوته إلى «الجهاد» في سوريا وقطع العلاقات الديبلوماسية معها، أشار الأسد إلى ان تجاهل «العلاقة الاستراتيجية بين البلدين القديمة كان جهلا مخجلا».
وفي الموضوع الداخلي، رأى الأسد أن «التسامح ضروري في حل الأزمات الوطنية بشرط أن يكون شعبياً وليس رسمياً. نحن في عائلتنا أصبنا في الأحداث وخسرنا أشخاصاً، لكن في النهاية كأي عائلة أخرى يجب أن نفكر أولاً بالوطن قبل أن نفكر بمشاعرنا الشخصية. لا بد من أن نفكر بهذه الطريقة داخلياً وخارجياً».
واعتبر الأسد أن تحسن الموضوع الاقتصادي الصعب يحتاج إلى تحسن في الوضع الأمني، مؤكدا في إجابة عن ســؤال وجود ثروات غازية كبيرة جدا على الساحل السوري لم تســـتثمر بعد. وأعلن انه متـــفائل دوما بنهاية الأزمة، وأن الناس التي يلتقيها تعود لتذكر عبارة «سوريا الله حاميها».
السعودية تخوض معركة «الائتلاف» السوري
اجتماع الفرصة الأخيرة لـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض في اسطنبول. محاولة أخيرة لتفادي تكرار محاولات اجتماعات أيار الماضية التي انتهت إلى إحداث شرخ كبير داخل اكبر تجمعات المعارضة السورية الخارجية من دون أن تتوصل لا إلى انتخاب رئيس يخلف المستقيل احمد معاذ الخطيب ولا إلى الاتفاق على توسعة هادئة لـ«الائتلاف» ليضم إلى صفوفه مجموعة من العلمانيين الديموقراطيين يقودهم ميشال كيلو، بدعم سعودي.
وكان لا يزال من حضر من أعضاء «الإئتلاف» الـ114، بانتظار انتهاء المشاورات الجارية في غرف الفندق الإسطنبولي بين أقطابهم، لمعرفة ما إذا كانوا سيدلون بأصواتهم أم أن الائتلافيين الكبار سيوفرون عليهم محنة الانتخاب القاسية التي تكلف «الإئتلاف» في كل مرة شرخا وانقساما جديدين، أم أن التوافق على توزيع مناصب الرئاسة ونيابة الرئيس والهيئة السياسية سيتغلب في النهاية على نزعة الائتلافيين الانقسامية.
ويشارك ديبلوماسيو الدول الحليفة لـ«الإئتلاف» في أعمال اسطنبول لتسهيل التفاهم بين المعارضين على جدول أعماله، الذي تم بحثه بالأمس، من تقييم أعماله إلى عرض الوضع السياسي. ويحضر روبرت فورد عن الولايات المتحدة، وايريك شوفالييه عن فرنسا، وجوناثان ويلكس عن بريطانيا وممثل عن مكتب وزير الخارجية القطرية.
وبدا اللجوء إلى الانتخاب كأسا لا بد من تجرعها حتى مساء أمس، بعد الإخفاق في التوافق على احد الأسماء الخمسة، التي لم يتحول ترشيحها رسميا، إمعانا في الحذر من تكرار مأساة أيار الانقسامية، باستثناء احمد العاصي الجربا الشمري الذي قام «اتحاد الديموقراطيين السوريين» بتسميته مرشحا رسميا له.
ومن المفترض أن يختار الائتلافيون في اسطنبول، من غير الجربا، جورج صبرا أو برهان غليون أو لؤي صافي، وأخيرا الأمين العام الحالي لـ«الإئتلاف» مصطفى الصباغ. وكالعادة سيكون اليوم الثاني والأخير من اسطنبول مكرسا لحل معضلة التوافق على اسم من يخلف معاذ الخطيب الذي لم يحضر الاجتماع.
ويعد احمد العاصي جربا مرشحا جديا، وربما احد أقوى المرشحين إلى رئاسة «الإئتلاف». ويعد القطب العشائري الشمري السوري مع المعارض كمال اللبواني ابرز وجوه الجناح السعودي في «اتحاد الديموقراطيين السوريين» الذي يقوده المعارض ميشال كيلو وممثله الأبرز.
ويقول معارض سوري بارز إن السعوديين يخوضون معركة «الإئتلاف» خلف كيلو، ويدعمونه لإزاحة القطريين، وإعادة توحيد المعارضة، تحت زعامة بندر بن سلطان الذي يشرف على تسليحها في اسطنبول، فيما يشرف الأمير سلمان بن سلطان من عمان، حيث يقيم، على دعمها ماليا، والإشراف على الجبهة الجنوبية ومنطقة درعا.
ويقول عضو بارز في «اتحاد الديموقراطيين» إن جربا سيحصل على أكثر من 53 صوتا، هي مجموع أصوات الديموقراطيين العلمانيين الـ27 و15 ممثلا عن «الجيش الحر» الذي يرأسه اللواء سليم إدريس وبعض أصوات «الحراك الثوري».
وسهل السعوديون لـ«الكتلة الديموقراطية» الحصول على أصوات «الجيش الحر» من خلال سيطرتهم على القرار السياسي لـ«المجلس العسكري الموحد» الذي يدعمونه بالسلاح والمال. كما أن «الجيش الحر» بات يعد احد الأجنحة العلمانية الأساسية لـ«الثورة» السورية، نظرا للرهانات المعقودة عليه لتحديد نفوذ «جبهة النصرة» والجماعات «الجهادية». وسيحصل إدريس في التركيبة الجديدة على إشراف مباشر على الدعم العسكري والمالي من دون المرور بمكاتب «الإئتلاف».
ويتمتع الأمين العام الحالي لـ«الإئتلاف» مصطفى الصباغ بدعم قطري قوي، بسبب شراكته التجارية القديمة مع أسرة العطية، التي ينتمي إليها وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، المشرف الأساسي على الملف السوري منذ بداية الأزمة. ويعد بقاؤه أو خروجه من سباق رئاسة «الإئتلاف» مؤشرا على اتجاهات السياسة القطرية الجديدة بعد إزاحة فريق الحمدين، وصعود تميم بن حمد الإمارة.
ويتقاطع خلف كتلته المؤلفة من 20 عضوا كتلة «الأخوان» المسلمين المؤلفة من 25 عضوا. وسيكون مهما مراقبة المواقع التي سيحتلونها اليوم، وما إذا كان القطريون يعتزمون الانسحاب تدريجيا من إدارة المعارضة السورية وتسليم مفاتيحها السياسية العسكرية لبندر بن سلطان أم لا، والاكتفاء بدور مالي. ويقول معارض سوري بارز إن مصطفى الصباغ عمل على تأخير اجتماع اسطنبول ما أمكنه ذلك «ليشتري الناس» والأصوات وتحسين شروط انتخابه إذا ما تخلى «الإخوان» عنه.
أما لؤي صافي، وهو اقتصادي سوري- أميركي مقيم في الولايات المتحدة، فليس بعيدا عن ملامح غسان هيتو رئيس «الحكومة المؤقتة» التي لم تخرج إلى النور. ويحظى صافي، الإسلامي اتجاها، بدعم «الإخوان المسلمين»، ويمكن أن يشكل ورقة بديلة، كما يحظى أيضا بدعم أميركي بسبب خبرته الاقتصادية والإدارية، وقدرته على إعادة تنظيم مؤسسات «الإئتلاف» المتهمة بالفوضى والتبذير والفساد المالي.
ومن غير المنتظر أن يخرج الائتلافيون بقرار حول الجزء الثاني من جدول أعمالهم المتعلق بحضور مؤتمر «جنيف 2» أو تشكيل وفد لحضوره. إذ قال الرئيس الأسبق لـ«المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا لـ«لسفير»، «لا أتصور أن نتخذ قرارا بالذهاب إلى جنيف». وظهر جليا أن معركة حمص التي يحقق النظام السوري تقدما واضحا فيها لن تساعد الائتلافيين على اتخاذ أي قرار بالتفاوض. وقال ناطق «الإئتلاف» خالد الصالح «إذا سقطت حمص سيكون صعبا أن نفسر لعائلات عشرات الآلاف من السوريين لماذا نذهب للتفاوض مع نظام لا يريد سوى قتل السوريين».
تيار سوري معارض ينتقد التصعيد العسكري في حلب
دمشق- (د ب أ): شجب “تيار بناء الدولة السورية” المعارض في سورية ما تشهده محافظة حلب شمال سورية من تصعيد عسكري، معتبرا أن المدينة تحولت إلى “ساحة للاقتتال العبثي”.
وذكر بيان صادر عن التيار الجمعة تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن مدينة حلب تشهد “تصعيداً عنفياً تمارسه كافة الأطراف المسلحة بعد أن حوّلت المدينة إلى ساحةٍ للاقتتال العبثي”.
وأشار البيان إلى الأنباء الواردة من حلب عن “قطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة من قبل مجموعات مسلحة محسوبة على طرفي الصراع وفرض حصارٍ عليها، مما أعاق وصول المواد الغذائية والوقود وأدى إلى ارتفاعٍ شديدٍ في أسعارها وتضييقٍ على المدنيين”.
وشجب البيان “هذا التصعيد الذي يستهتر بأرواح وحياة ملايين السوريين المدنيين المحاصرين في أحياء حلب المختلفة والذي يهدد بكارثةٍ إنسانيةٍ وشيكة”، مجددا تأكيد رفض التيار “لاستخدام السلاح من أي طرف كونه ليس سبيلاً لتحقيق طموحات شعبنا”.
وطالب التيار في بيانه “أطراف النزاع المسلح بالابتعاد الكامل عن مناطق المدنيين وفك الحصار عن المدينة فوراً”.
ودعا “كافة الهيئات السياسية والمدنية السورية والهيئات الإغاثية المستقلة كالهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الاضطلاع بمهامها والعمل على التخفيف من معاناة المدنيين”.
موسكو تعرقل اصدار بيان في مجلس الامن حول حمص
الاسد يتهم الغرب بدعم ‘الارهابيين’ في سورية للتخلص منهم.. والمعارضة تجتمع في تركيا لاختيار رئيس
دمشق ـ ا ف ب: قال الرئيس السوري بشار الاسد الخميس ان الدول الغربية تدعم مقاتلين ‘ارهابيين’ الى سورية للتخلص منهم، معتبرا ان ما يجري في بلاده ‘ارهاب’ وليس ‘ثورة’، في يوم بدأت المعارضة السورية اجتماعا في اسطنبول لاختيار رئيس جديد لها.
جاء ذلك فيما عرقلت روسيا الخميس مشروع بيان لمجلس الامن الدولي يطالب بامكانية وصول عاملي الوكالات الانسانية بشكل عاجل الى مدينة حمص بوسط سورية التي يحاصرها الجيش السوري، كما قال دبلوماسيون.
ومشروع البيان يطلب من الحكومة السورية السماح للمنظمات الانسانية بالوصول بحرية الى حمص واخراج المدنيين ‘العالقين فيها’.
وكان النص وضع بموجب الاجراءات المرعية ضمن مهلة تنتهي ظهر الاربعاء، واذا لم تعترض عليه اي من الدول الاعضاء الـ 15 في المجلس عند نهاية المهلة المحددة، فيتم اعتماده. وطلبت روسيا حليفة النظام السوري في بادىء الامر تمديد المهلة حتى صباح الخميس قبل ان تعلن عزمها اقتراح ادخال تعديلات على النص.
في غضون ذلك، تواصل القوات النظامية لليوم السادس حملتها العسكرية في مدينة حمص، مع اعلان الحكومة السورية انها طلبت من الصليب الاحمر الدولي ارسال مساعدات للمدنيين واجلاءهم من الاحياء المحاصرة.
وقال الاسد في حديث الى صحيفة ‘الثورة’ الحكومية ان دولا غربية ‘تدعم الارهاب في سورية’ لاعتقادها ‘ان هذه المجموعات الإرهابية التكفيرية التي شكلت لها هاجسا امنيا على مدى عقود ستأتي إلى سورية وتقتل، وبالتالي يتخلصون منها وينقلون المعركة من دولهم ومناطق نفوذهم الى سورية، فيتخلصون منها دفعة واحدة.
واضاف ان الغربيين يعتقدون انهم من خلال هذا الدعم ‘يضعفون سورية الدولة ايضا’، وان ‘ما يحصل الآن هو تحويل سورية إلى أرض للإرهاب’.
ويواجه النظام احتجاجات منذ منتصف آذار (مارس) 2011، تحولت الى نزاع دام. ويستخدم النظام عبارة ‘المجموعات الارهابية المسلحة’ للاشارة الى مقاتلي المعارضة. وتوجد في سورية مجموعات اسلامية مقاتلة، اضافة الى ‘جهاديين’ قدموا من دول عدة بينهم اوروبيون.
وفي سياق متصل، اعتبر الاسد ان الغرب لم يعد يرى ‘ثورة’ في سورية. وقال في الحديث الصحافي، وهو الثاني له في أقل من شهر، ان الاعلام الغربي وبعض الغربيين ‘المعادين’ لسورية ‘لم يعودوا يذكرون كلمة ثورة، يتحدثون الآن عن الإرهاب’.
واعتبر ان ‘أعداء سورية سيكونون سعداء جداً بأن يروها تدمّر ولو على المدى الطويل’، وذلك في اشارة الى دول غربية وعربية يتهمها النظام بتوفير دعم مالي ولوجستي للمقاتلين.
في اسطنبول، بدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعا يستمر يومين لانتخاب خلف لرئيسه المستقيل أحمد معاذ الخطيب، وسط تباينات بين مكوناته الممنوعة.
وافاد مصدر في الائتلاف ان خمس شخصيات قدمت ترشيحها رسميا لمنصب الرئيس، هي جورج صبرا الذي يتولى حاليا رئاسة الائتلاف بالانابة، والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون، واحمد عاصم جربا الذي يمثل مجموعة المعارض البارز ميشيل كيلو، والامين العام الحالي للائتلاف مصطفى الصباغ، ولؤي صافي أحد المتحدثين باسم الائتلاف.
وكان اختيار رئيس جديد مقررا في اواخر ايار (مايو) لكنه ارجئ لعدم التوصل الى اتفاق بعد ثمانية ايام من الاجتماعات المتواصلة وسط تنافس على النفوذ بين قطر والسعودية، وانتهت بتوسيع قاعدة الائتلاف بعد ضغوط من الدول الداعمة للمعارضة.
والى اختيار الرئيس، يناقش اعضاء الائتلاف البالغ عددهم 114 شخصا، تسمية وزراء رئيس الحكومة الانتقالية غسان هيتو، ومؤتمر جنيف -2 الذي تقترح الولايات المتحدة وروسيا عقده بمشاركة ممثلين لطرفي النزاع.
وبينما ابدت دمشق استعدادها ‘المبدئي’ للمشاركة في المؤتمر الذي لا يرجح عقده قبل آب (اغسطس)، يرفض الائتلاف الحضور ما لم يتوقف دعم ايران وحزب الله اللبناني للنظام.
ويأتي الاجتماع بعد تحقيق القوات النظامية تقدما ميدانيا في الاسابيع الماضية، وخصوصا استعادة منطقة القصير الاستراتيجية (وسط) في ريف حمص، بدعم من حزب الله.
وقال الناطق باسم الائتلاف خالد صالح للصحافيين ان ‘سقوط حمص سيشكل تهديدا لكل حل سياسي’. اضاف ‘اذا سقطت حمص فسيكون من الصعب جدا ان نفسر لعائلات عشرات الآلاف من السوريين الذين قتلوا لماذا سنذهب للتفاوض مع نظام يظهر لنا يوما بعد يوم انه لا يريد ذلك وانه لا يريد سوى قتل السوريين’.
والخميس، قصف الطيران الحربي الاحياء القديمة في حمص، حيث تواصل القوات النظامية حملتها لاستعادة هذه المناطق من المقاتلين المعارضين، دون ان تتمكن من التقدم.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطيران الحربي نفذ اربع غارات على الاقل منذ فجر الخميس، بينما تعرض حيا القصور وجورة الشياح للقصف، تزامنا مع اشتباكات عنيفة على اطراف حيي باب هود والخالدية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان القوات النظامية ‘لم تتمكن بعد من اقتحام هذه الاحياء او التقدم في داخلها’، علما انها محاصرة منذ اكثر من عام، وتقيم فيها نحو مئة عائلة.
واعلنت الحكومة السورية انها طلبت ‘من اللجنة الدولية للصليب الاحمر بشكل رسمي الخميس ارسال قافلة مساعدات انسانية بالتعاون مع منظمة الهلال الاحمر العربي السوري لاغاثة المدنيين المحاصرين في حمص القديمة’، وذلك بحسب تصريح مصدر مسؤول في الخارجية لوكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
واضاف المصدر ان دمشق طلبت من اللجنة ‘العمل على اجلاء المدنيين المحاصرين (…) الذين تتخذ منهم المجموعات الارهابية المسلحة دروعا بشرية’.
الطيران السوري يقصف الاحياء المحاصرة في حمص ولا تقدم للقوات النظامية
بيروت ـ ا ف ب: قصف الطيران الحربي السوري الخميس مناطق في مدينة حمص، مع مواصلة القوات النظامية لليوم الخامس على التوالي حملتها على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضة، من دون ان تتمكن من التقدم، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهة اخرى انفجرت عبوة ناسفة الخميس في سيارة بحي البرامكة وسط العاصمة السورية دمشق، وأشارت مصادر إعلامية إلى أنها تعود لمعاون وزير العمل ما أدى إلى إصابته بجروح.
وأوضحت المصادر أن معاون وزير العمل السوري راكان إبراهيم أصيب بجروح خطيرة جراء انفجار العبوة الناسفة بسيارته في منطقة زقاق الجن بالبرامكة.
وقال المرصد في بريد الكتروني ‘تستمر القوات النظامية في قصفها على أحياء حمص المحاصرة، فيما نفذ الطيران الحربي اربع غارات على الاحياء المحاصرة في حمص منذ فجر الخميس′.
واشار الى تعرض حيي القصور وجورة الشياح للقصف، تزامنا مع اشتباكات عنيفة على اطراف حيي باب هود والخالدية ‘في محاولات من القوات النظامية اقتحام الاحياء المحاصرة’ منذ اكثر من عام، والواقعة في وسط مدينة حمص.
وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان القوات النظامية ‘لم تتمكن بعد من اقتحام هذه الاحياء او التقدم في داخلها’.
وتشن قوات نظام الرئيس بشار الاسد منذ السبت حملة عسكرية على هذه الاحياء التي ما زالت تضم نحو مئة عائلة.
وطالب الامين العام للامم المتحدة بان كيمون الثلاثاء الاطراف المتنازعين بافساح المجال لنحو 2500 مدني محتجزين في المدينة بمغادرتها وتلقي المساعدات.
وحمص (وسط) هي ثالث كبرى المدن السورية، وقد شهدت معركة دامية في حي بابا عمرو الذي شكل محطة رئيسية في تحول النزاع الى العسكرة بعد سقوطه في ايدي القوات النظامية في شباط (فبراير) 2012.
وتعتبر استراتيجية بالنسبة الى النظام، لانها تربط بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي، وهي الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد.
وفي دمشق، اصيب معاون وزير العمل ركان ابراهيم بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته، بحسب ما افاد مصدر في الوزارة وكالة فرانس برس.
واشار المصدر الى ان ابراهيم الذي كان وحيدا في سيارته، نقل الى المستشفى ‘ووضعه مطمئن’.
واوضح المرصد السوري ان الانفجار وقع في حي البرامكة وسط دمشق، وادى الى اصابة عدد من الاشخاص بجروح.
وادت اعمال العنف الاربعاء الى مقتل 110 اشخاص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية.
دعوة للافراج عن المعتقلين وتجنب الاقتتال الداخلي
توتر في الشارع الكردي السوري بعد مقتل سبعة أشخاص في عامودا
بهية مارديني
يعيش الشارع الكردي في سوريا حالة من التوتر بعد أحداث مدينة عامودا في محافظة الحسكة، والتي قتل فيها سبعة أشخاص برصاص قوات الحماية الشعبية الكردية، وربما تؤثر هذه الأحداث على الوحدة الهشة بين معظم الفصائل الكردية المعارضة.
لندن: قال شلال كدو عضو الهيئة القيادية لحزب اليسارالديمقراطي الكردي في سوريا، وعضو المجلس الكردي، إن “أحداث مدينة عامودا في محافظة الحسكة سببت قلقاً وتوتراً كبيراً في الشارع الكردي الثائر في سوريا، وأحدثت ارتباكاً كبيراً في المشهد السياسي والحزبي الكردي برمته”.
وسقط سبعة قتلى من الشباب الكردي قبل بضعة ايام برصاص قوات الحماية الشعبية الكردية، كما اعتقلت القوات عشرات الشباب من المتظاهرين الأكراد.
وأكد كدو لـ”ايلاف” أنه “في الوقت الذي بقيت فيه المناطق الكردية هادئة نسبياً منذ بداية الثورة السورية عن الاقتتال الدائر منذ حوالي السنتين، جاءت احداث عامودا لتحدث بلبلة كبيرة وشرخاً عميقاً في المجتمع الكردي، وأدت الى ازدياد حدة الانقسام، رغم وجود وحدة هشة تربط معظم الفصائل الكردية المعارضة في اطاري المجلس الوطني الكردي والهيئة الكردية العليا”.
وأكد كدو “أن ما جرى في عامودا اثبت للقاصي والداني وجود مخططات قذرة تستهدف ضرب الاستقرار النسبي في “كردستان سوريا”، التي تحولت الى ملاذ آمن لعشرات الآلاف من العائلات السورية الفارة من المناطق الملتهبة، التي تشهد حرباً ضروسًا بين المسلحين الذين يتدفقون الى البلاد من كل صوب وحدب وبين قوات نظام البعث، كما نشهد في حلب وحمص وديرالزور ودرعا وغيرها”.
ورأى أن ” الكرد في سوريا أحوج الى وحدة الصف اكثر من اي وقت آخر، كونهم امام فرصة تاريخية لأثبات وجودهم ومحاولة فرض حل عادل لقضيتهم التي بقيت طي النسيان منذ نشوء الدولة السورية، لا بل كانوا يتعرضون لصنوف الاضطهاد القومي والوطني على يد الانظمة المتعاقبة على دفة الحكم في سوريا، ولا سيما نظام البعث الذي يتحكم بالبلاد والعباد منذ حوالي نصف قرن من الزمن، ولا يستطيع قبول الآخر المختلف ثقافياً واثنياً واجتماعياً”.
المطالبة بالاحتكام للمنطق
من جانب آخر، لفت كدو الى الاجتماع الاستثنائي للهيئة القيادية لحزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا ، موضحًا أن سبب الاجتماع “جلاء الموقف وايضاحه للرأي العام حول الاحداث الدامية التي شهدتها مدينة عامودا ولدفع المحاولات الجادة الرامية الى تطويقها نحو الامام بهدف الوصول الى قواعد وثوابت قومية ووطنية متفق عليها من شأنها تحريم الاقتتال الكردي الكردي وجعله خطاً احمر مهما كانت الظروف”.
هذا وصدر بلاغ عن الاجتماع الاستثنائي للهيئة القيادية لحزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا أول أمس لمناقشة حالة القلق التي تعيشها المناطق الكردية بعد التدهور الأمني في عامودا.
وتناول البلاغ، الذي تلقت “ايلاف” نسخة منه “التداعيات التي أعقبت مقتل هؤلاء الشباب، وردود الأفعال المختلفة التي عبرت جميعها عن إدانة هذا العمل اللامسؤول، والذي فتح شرخاً في حالة الاستقرار التي تعيشها المناطق الكردية “.
ودعا الاجتماع إلى “ضرورة بذل كل الجهود من أجل تطويق هذا الحدث وإجهاض المخطط القذر الذي يستهدف النيل من شعبنا وضرب المكتسبات التي حققها خلال الفترة الماضية وعدم الانجرار نحو دسائس المتربصين وحماية السلم الأهلي وتعزيز علاقات التآخي بين كافة مكونات المنطقة”.
وناشدت الهيئة القيادية للحزب المجلسين الكرديين إلى” ضرورة الاحتكام إلى المنطق ودرء مخاطر العقلية الحزبية الضيقة ووضع المصالح القومية فوق كل الاعتبارات الأخرى خاصة في هذه المرحلة الحاسمة التي يتعرض فيها الشعب الكردي إلى مخططات عدوانية متنوعة مما يستدعي تحمّل الجميع أعباء الظرف التاريخي الذي لن يغفر لأحد”.
لا للقفز فوق توحيد الخطاب الكردي
وأكد البلاغ ” بأن القفز فوق توحيد الخطاب الكردي وترسيخ العلاقات بين مؤسساته المتمثلة في المجلسين الكرديين، المجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب” لغربي كردستان”، على أساس الشراكة الحقيقية والبحث عن إيجاد بدائل لهذه الخطوة القومية النوعية ستلحق أفدح الأضرار بالمصالح الإستراتيجية لشعبنا وتعرضه لمزيد من التشرذم والانشطار وتنسف تجربة وطنية فريدة”.
وشدد الاجتماع على “أن أي اتفاق ثنائي بين أطراف الحركة الكردية ينبغي أن تؤخذ فيه مصالح الشعب الكردي في سوريا بعين الاعتبار، وأن لا يكون على حساب وحدة الصف الكردي”.
قصف عنيف ومحاولات اقتحام في حمص وائتلاف المعارضة يفتتح اجتماعاته في اسطنبول
“المخابرات الجوية” في نظام الأسد تُستدعى لكسر إضراب سجينات “عدرا”
(“كلنا شركاء”، رويترز، أ ف ب)
على الرغم من التعتيم المطلق على ما يجري في سجن النساء بعدرا بعد الإضراب الذي أعلنت عنه النساء والفتيات المعتقلات احتجاجا على المعاملة السيئة التي يلقينها وعلى استمرار حجزهن بدون محاكمة ورغم الحصار الكامل المفروض على السجن من منع الزيارات للمعتقلات وقطع كافة الإتصالات عنهن.. لم يمنع كل ذلك من تسريب أخبار ما يجري في سجن النساء .
وفي ملفات القمع الذي يمارسه نظام بشار الأسد، قال مصدر موثوق داخل سجن عدرا للنساء تسنى الخروج أول من أمس من السجن أن مدير السجن استدعى عناصر من المخابرات الجوية من أجل إجبار النساء على فك إضرابهن.
وأضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن عناصر المخابرات الجوية التي يرأسها اللواء جميل حسن قامت أول من أمس بالاعتداء بالضرب المبرح على المعتقلات من النساء والفتيات المضربات عن الطعام ومعاقبتهن بوضعهن في زنازين إنفرادية عقاباً لهنّ على تسريب خبر الإضراب للإعلام. وختم المصدر بالقول إنه تم الإيعاز لمدير السجن بعدم إرسال أية معتقلة للمحاكم وذلك خشية من أن تسرب ما جرى لهن من إعتداء عليهن من قبل المخابرات الجوية.
حمص
وميدانيا، نقل الناشط هادي العبد الله في صفحته الرسمية على موقع “فايسبوك” أن الحملة العسكرية التي يشنها تحالف الأسد ـ “حزب الله” على أحياء حمص المحاصرة، كان أمس شديدة جدا وتعرضت للقصف بصواريخ أرض ـ أرض والطيران الحربي وكل أنواع قذائف المدفعية، فضلا عن محاولات اقتحام من كل الجهات.
واليوم، قصف الطيران الحربي الاحياء القديمة في حمص، حيث تواصل القوات النظامية حملتها لاستعادة هذه المناطق من المقاتلين المعارضين، دون ان تتمكن من التقدم.
وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” بأن الطيران الحربي نفذ اربع غارات على الاقل منذ فجر امس، بينما تعرض حيا القصور وجورة الشياح للقصف، تزامنا مع اشتباكات عنيفة على اطراف حيي باب هود والخالدية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان قوات النظام “لم تتمكن بعد من اقتحام هذه الاحياء او التقدم في داخلها”، علما انها محاصرة منذ اكثر من عام، وتقيم فيها نحو مئة عائلة.
واعلنت حكومة الأسد انها طلبت “من اللجنة الدولية للصليب الاحمر بشكل رسمي (أمس) ارسال قافلة مساعدات انسانية بالتعاون مع منظمة الهلال الاحمر العربي السوري لاغاثة المدنيين المحاصرين في حمص القديمة”، وذلك بحسب تصريح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في حكومة الأسد لوكالة الانباء “سانا”.
واضاف المصدر ان حكومة الأسد طلبت من اللجنة “العمل على اجلاء المدنيين المحاصرين (…) الذين تتخذ منهم المجموعات الارهابية المسلحة دروعا بشرية”.
ويأتي هذا الموقف بعد يومين من مطالبة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طرفي النزاع بافساح المجال لنحو 2500 مدني محتجزين في المدينة بمغادرتها وتلقي المساعدات.
ووصف المصدر الانتقادات الدولية للحملة العسكرية، لا سيما من دول داعمة للمعارضة، بـ “حملات التضليل والتحريض ضد الحكومة السورية”.
وحمص هي ثالث كبرى المدن السورية، وشهدت معركة دامية في حي بابا عمرو الذي شكل محطة رئيسية في تحول النزاع الى العسكرة بعد سقوطه في ايدي القوات النظامية في شباط 2012. وتعتبر استراتيجية بالنسبة الى النظام، لانها تربط بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي، وهي الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد.
وادت اعمال العنف الاربعاء الى مقتل 110 اشخاص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية.
الأسد
وسط كل ذلك، قال رئيس النظام بشار الاسد ان حكومته ستتجاوز الحرب الاهلية لانها تحملت كل ما يمكن للمعارضة ان تفعله للاطاحة به وانه ليس هناك ما يمكن ان يغير هذا سوى التدخل العسكري الاجنبي المباشر وهو احتمال بعيد.
وقال الاسد في حوار مع صحيفة الثورة السورية الرسمية نشر امس ان هدف اعدائه كان ضرب البنية التحتية والاقتصاد واحداث حالة كاملة من الفوضى في المجتمع حتى تصبح سوريا دولة فاشلة لكن حتى الان لم تصل البلاد الى هذه المرحلة.
وذكر ان العامل الوحيد الذي يمكن ان يقوض حكومته هو التدخل الاجنبي المباشر. لكنه قال ان هذا غير مرجح نظرا لوجهات نظر القوى العالمية المتباينة في المعارضة التي يسيطر عليها بدرجة كبيرة متشددون اسلاميون. وقال “هم جربوا كل الوسائل” المتاحة والخيار الوحيد أمامهم هو التدخل الاجنبي المباشر. واستطرد ان هناك ترددا ورفضا للتدخل من جانب معظم الدول ولذلك اذا تمكنت سوريا من تجاوز هذه المرحلة بالعزم والادراك فلن يكون هناك ما تخشاه.
وبدأت الانتفاضة السورية المستمرة ضد الاسد منذ أكثر من عامين بمظاهرات سلمية ضد حكم اسرته المستمر منذ اكثر من اربعين عاما لكنها تحولت الى صراع مسلح بعد ان قمع الجيش التظاهرات.
وقال الرئيس السوري ان قدرة بلاده على تفادي ان تصبح “دولة فاشلة” يرجع في جزء كبير منه الى رجال الاعمال السوريين والعمال المستمرين في القيام بعملهم رغم الفوضى.
اسطنبول
وفي اسطنبول، بدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعا أمس يتوقع ان يختتم اليوم بانتخاب خلف لرئيسه المستقيل أحمد معاذ الخطيب.
وافاد مصدر في الائتلاف ان خمس شخصيات قدمت ترشيحها رسميا لمنصب الرئيس، هي جورج صبرة الذي يتولى حاليا رئاسة الائتلاف بالانابة، والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون، واحمد عاصم جربا الذي يمثل مجموعة المعارض البارز ميشيل كيلو، والامين العام الحالي للائتلاف مصطفى الصباغ، ولؤي صافي أحد المتحدثين باسم الائتلاف.
وكان اختيار رئيس جديد مقررا في اواخر ايار لكنه ارجئ لعدم التوصل الى اتفاق بعد ثمانية ايام من الاجتماعات المتواصلة وسط تنافس على النفوذ بين قطر والسعودية، وانتهت بتوسيع قاعدة الائتلاف بعد ضغوط من الدول الداعمة للمعارضة.
والى اختيار الرئيس، يناقش اعضاء الائتلاف البالغ عددهم 114 شخصا، تسمية وزراء رئيس الحكومة الانتقالية غسان هيتو، ومؤتمر جنيف-2 الذي تقترح الولايات المتحدة وروسيا عقده بمشاركة ممثلين لطرفي النزاع.
وبينما ابدت دمشق استعدادها “المبدئي” للمشاركة في المؤتمر الذي لا يرجح عقده قبل آب، يرفض الائتلاف الحضور ما لم يتوقف دعم ايران وحزب الله اللبناني للنظام.
ويأتي الاجتماع بعد تحقيق القوات النظامية تقدما ميدانيا في الاسابيع الماضية، وخصوصا استعادة منطقة القصير الاستراتيجية (وسط) في ريف حمص، بدعم من حزب الله.
وقال الناطق باسم الائتلاف خالد صالح للصحافيين ان “سقوط حمص سيشكل تهديدا لكل حل سياسي”. اضاف “اذا سقطت حمص فسيكون من الصعب جدا ان نفسر لعائلات عشرات الآلاف من السوريين الذين قتلوا لماذا سنذهب للتفاوض مع نظام يظهر لنا يوما بعد يوم انه لا يريد ذلك وانه لا يريد سوى قتل السوريين”.
قصف عنيف ومعارك طاحنة بحمص
قال ناشطون سوريون إن الطيران الحربي السوري شن ثلاث غارات على أحياء مدينة حمص القديمة وسط سوريا بعد قصف بصواريخ أرض أرض على أحياء المدينة المحاصرة حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر، بينما وجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نداء للمساعدة والحصول على أسلحة لمنع سقوط مدينة حمص.
فضمن حملة قوات النظام العسكرية التي دخلت يومها السابع لاستعادة حمص، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران الحربي شن ثلاث غارات على أحياء المدينة حيث يواصل الجيش النظامي قصفه العنيف على أحياء حمص القديمة والخالدية وسط استمرار الاشتباكات بين طرفي النزاع.
وقد سبق ذلك قصف الجيش النظامي أحياء المدينة بصواريخ أرض أرض، عززه قصف آخر براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على المنطقة.
وأفادت شبكة شام بأن اشتباكات عنيفة تجري في محيط حي الخالدية وعلى امتداد عدة محاور أخرى في محيط أحياء حمص المحاصرة.
وأكدت مصادر طبية للمرصد السوري مقتل ثمانية عناصر من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني في اشتباكات أمس بمحيط أحياء حمص القديمة والخالدية وسط استمرار العمليات العسكرية من قبل القوات النظامية على الأحياء المحاصرة منذ سبعة أيام.
وأفاد المرصد السوري بأنه تم استهداف كتيبة تابعة للقوات النظامية اليوم الجمعة قرب قرية السامية بمحافظة اللاذقية شمال غرب سوريا مما أدى لانفجار مستودعات الذخيرة.
نداء أخلاقي
على صعيد متصل، وجه الائتلاف الوطني السوري المعارض نداء لحماية المدنيين في كل من حمص ودرعا وتوفير الغذاء والأدوية في ظل القصف والحصار.
وقالت الناشطة السورية وعضو الائتلاف فرح الأتاسي المجتمع في إسطنبول أمام الصحفيين “إنه نداء سياسي أخلاقي وإنساني. ندعو إلى تدخل فوري لكسر الحصار المفروض على حمص…”، داعية إلى تزويد المقاتلين “في جبهة حمص وفي كل سوريا أسلحة متطورة لصد عدوان الأسد”.
يشار إلى أنه بعد استعادة سيطرة النظام السوري على مدينة القصير قرب الحدود اللبنانية، بدأ الجيش السوري الاثنين حملة جديدة على مدينة حمص (وسط) التي تشكل نقطة محورية بين شمال البلاد.
وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أطراف النزاع في سوريا إلى السماح لـ2500 مدني عالقين في حمص بمغادرة المدينة وتلقي العلاج.
قتلى جدد
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ليوم الجمعة سقوط ما لا يقل عن 11 قتيلا في عدد من مناطق سوريا، من بينهم أربعة ينتمون لعائلة واحدة بينهم طفلة وسيدتان قضين في مجزرة إثر قصف على الرستن بريف حمص.
كما قتل ثلاثة أطفال وثلاث نساء أطفال وعنصران من الجيش السوري الحر.
في هذه الأثناء، تستمر المواجهات على أكثر من صعيد، ففي محافظة دمشق قالت شبكة شام إن قوات النظام تقصف بعنف مدينة السيدة زينب، وأفادت بأن قصفا عنيفا آخر يستهدف غرب وجنوب مدينة داريا بريف دمشق.
كما نقل نفس المصدر أن الجيش النظامي قصف بالمدفعية الثقيلة أحياء برزة وجوبر وأحياء دمشق الجنوبية، كما ذكر وجود اشتباكات عنيفة في محيط حي برزة بين الجيشين.
كما شهدت منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق قتالا ضاريا حيث يسعى الجيش الحر جاهدا للاحتفاظ بضواح تحيط بالأجزاء الجنوبية والشرقية لدمشق منذ شهور.
اشتباكات عنيفة
وفي درعا، دارت اشتباكات عنيفة في محيط المستشفى الوطني بدرعا المحطة بين الجيش الحر وقوات النظام.
في سياق متصل، أفاد ناشطون بأن عدة أحياء بمدينة حماة تتعرض ليلة أمس لقصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام، أدلى إلى سقوط ثلاثة.
وأكد مجلس قيادة الثورة في حماة أن أحياء اللطامنة وكفرنبودة وعقرب والحواش والحويجة وكفرزيتا وجبل شحشبو في المدينة تعرضت لقصف مدفعي وصاروخي، إضافة إلى حملات دهم واعتقال.
وفي ريف حماة سجل المجلس مداهمات في قرى بسيرين وتل قرطل وسويدة الغربية، كما قال إن جرحى سقطوا في قصف على حي عقرب.
أما المركز الإعلامي السوري فقال إن قوات النظام قصفت الليلة الماضية براجمات الصواريخ مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، في حين أكدت شبكة شام الإخبارية أن دبابات النظام تقصف أحياء مدينة درعا.
وفي محافظة الرقة تجددت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في الفرقة 17 شمال مدينة الرقة.
الائتلاف المعارض يطالب بفك حصار حمص
روسيا تعرقل مسودة بشأنها
اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في مؤتمر صحفي على هامش اجتماعه بإسطنبول النظام السوري بالسعي لتدمير السجل المدني في حمص التي تحاصرها قوات النظام السوري، في حين عرقلت روسيا اليوم مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بفتح المجال بصورة عاجلة لموظفي الإغاثة الإنسانية إلى المدينة.
وقال عضو الجنة القانونية بالائتلاف هيثم المالح في المؤتمر الصحفي الذي حمل عنوان “نداء من أجل حمص”، إن النظام يقوم بحملة ممنهجة بالاعتداء على السجل العقاري وإحراق السجلات في حمص بغية خلط أوراق المجتمع، معتبرا أن ذلك يعد جريمة بحق المجتمع السوري.
ووجه المالح نداء لكافة منظمات حقوق الإنسان للتدخل لوقف “هذا الاعتداء الهمجي”، محذرا من نتائج هذا “العدوان” على الثورة القومية السورية.
من جهتها وجهت الناشطة السورية فرح الأتاسي نداء للمجتمع الدولي لفك الحصار عن حمص “المهددة بالتقسيم”.
وناشدت الأتاسي جميع جهات الاختصاص مدّ الثوار بالسلاح وبخاصة مضادات الطائرات ومضادات الدبابات لوقف الحملة التي يشنها النظام في حمص، كما طالبت بحماية المدنيين، خاصة النساء والأطفال، وتأمين ممرات إنسانية “حتى لا يتكرر ما وقع في القصير”.
ويسعى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في اجتماعه الذي يستمر يومين إلى انتخاب الهيئة الرئاسية المكونة من خمسة أعضاء تشمل رئيسا وأمينا عاما وثلاثة نواب وهيئة سياسية من 11 شخصا، وانتخاب رئيس للحكومة الانتقالية.
كما ستتم مناقشة مشاركة الائتلاف في اجتماع جنيف 2 بشأن التسوية السياسية للأزمة السورية وآخر التطورات بشأن الصراع الذي اندلع قبل أكثر من عامين في شكل احتجاجات سلمية تطالب بسقوط نظام بشار الأسد قبل تحولها تحت قمع قوات النظام إلى ثورة مسلحة.
وتكمن أهمية الاجتماع في أنها الدورة الأولى للائتلاف بعد التوسعة التي شهدها في عضويته، وحسب ما رشح فقد ترشح حتى الآن لمنصب رئيس الهيئة الرئاسية للائتلاف خمس شخصيات بينهم جورج صبرا الذي يقوم بمهام الرئيس بالوكالة منذ استقالة الرئيس السابق للائتلاف معاذ الخطيب في أبريل/نيسان الماضي.
ومن المرشحين أيضا الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون، وأحمد عاصم جربا الذي يمثل مجموعة المعارض ميشال كيلو، والأمين العام الحالي للائتلاف مصطفى الصباغ، ولؤي صافي أحد الناطقين باسم الائتلاف.
وإلى جانب اختيار الهيئة الرئاسية والسياسية، سيناقش أعضاء الائتلاف البالغ عددهم 114 تعيين أعضاء لحكومة رئيس الوزراء الانتقالي غسان هيتو.
كما سيناقشون اقتراح عقد مؤتمر جنيف 2 الذي تسعى الولايات المتحدة وروسيا إلى عقده للتوصل إلى حل سياسي، وسبق للائتلاف أن أعلن أنه لن يشارك في هذا المؤتمر ما لم يتوقف دعم ايران وحزب الله لنظام الأسد.
إجهاض قرار
وفي السياق ذاته عرقلت روسيا الخميس مشروع بيان لمجلس الأمن الدولي يطالب الحكومة السورية بفتح المجال بصورة عاجلة لموظفي الإغاثة الإنسانية إلى مدينة حمص وإجلاء المدنيين العالقين فيها.
وكان النص وضع بموجب الإجراءات المرعية ضمن مهلة تنتهي ظهر الأربعاء، ويعتمد إذا لم تعترض عليه أي من الدول الأعضاء الـ15 في المجلس عند نهاية المهلة المحددة، وطلبت روسيا في بادئ الأمر تمديد المهلة حتى صباح الخميس قبل أن تعلن عزمها اقتراح إدخال تعديلات على النص.
لكن موسكو لم تقدم حتى الآن اقتراحا مضادا كما أعلن دبلوماسي في المجلس مشيرا إلى أن الروس “يريدون أن يثبتوا أنه من غير الممكن الاتفاق حول سوريا”.
ويطالب النص “كل الأطراف في سوريا ببذل أقصى الجهود لحماية المدنيين بما يشمل السماح لهم بمغادرة حمص وتجنب وقوع خسائر مدنية، ويذكر بالمسؤولية الأساسية للحكومة السورية في هذا الصدد”.
وهذا البيان مشابه تقريبا لذلك الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي في 7 يونيو/حزيران الماضي بخصوص حصار القصير، وقد عرقلت روسيا آنذاك اعتماد النص قبل أن توافق عليه بعد سيطرة القوات الحكومية على المدينة.
برهان غليون يناشد الجيش الحر وقيادة الأركان لإنقاذ حمص
دعا المنظمات الدولية لتجنيب حمص عمليات الابادة الجماعية والقتل والتهجير
العربية.نت
وجه الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون نداء عاجلاً لهيئة الأركان وللجيش الحر والمنظمات الدولية، من أجل مدينة حمص التي ترزح تحت قصف عنيف وهجوم شامل من جيش النظام، بهدف تدمير المدينة وتهجير السكان وتغيير الهوية الوطنية.
وجاء في بيان غليون: “أدعو هيئة أركان الجيش الحر إلى أن تتحمل كامل مسؤولياتها، وتقدم للثوار ما يحتاجونه من سلاح وذخيرة”، ودعا جميع كتائب الجيش الحر، في ريف حمص والقلمون وما يجاورها، لنصرة إخوتهم المحاصرين، لتجنيب حمص عمليات الإبادة الجماعية والقتل والتهجير.
كما تساءل الرئيس السابق للوطني السوري المعارض عن دور المجتمع الدولي تجاه القضية السورية وقال: “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يكتفي ببيانات الإدانة اللفظية، إزاء نظام أظهر استهتارا لا يوصف بحياة الإنسان، وبمصالح سوريا ومستقبل أبنائها”.
وتوجه غليون بدعوة إلى جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي وتجمع أصدقاء الشعب السوري، بالتعاون مع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، باتخاذ إجراءات فورية لوقف عمليات التطهير السكاني، والإبادة الجماعية، وسياسة الأرض المحروقة التي يمارسها النظام في حمص.
وأضاف في البيان أنه حان الوقت لإرسال قوة دولية لوقف المجازر اليومية، كما يفرضه مبدأ مسؤولية حماية المدنيين الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة.
المعارضة تطلب تدخلا دوليا في حمص ودرعا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
حث تحالف المعارضة السورية المجتمع الدولي على القيام بتحرك لحماية المدنيين في مدن حمص ودرعا، من استهداف القوات النظامية.
وناشد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الأمم المتحدة والقوى الغربية التي ساندت المعارضة في الحرب الأهلية السورية على “التدخل فورا” لتوفير الدواء والغذاء للأهالي المحاصرين في مدينتي حمص بوسط البلاد ودرعا بالجنوب حيث انطلقت الانتفاضة المناهضة للأسد.
وتشن القوات النظامية حملة قصف على حمص لليوم الخامس على التوالي، حسبما ذكر الائتلاف في بيان الجمعة. وقال الائتلاف إن الاشتباكات بين الثوار والقوات الحكومية تصاعدت مجددا في الصباح واستؤنف قصف درعا.
وتأتي المناشدة بينما يجتمع زعماء المعارضة في تركيا لانتخاب قيادة جديدة لها.
درعا وحمص تحت النيران
وقال ناشطون لـ”سكاي نيوز عربية ” إن الهجوم على حمص هو الأعنف منذ أسبوع وتستخدم فيه أنواع شتى من الأسلحة.
وقال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في حمص أبو جعفر المغربل “إن ثمة محاولات لاقتحام حمص من عدة جبهات، محذرا من أوضاع إنسانية صعبة في المدينة المحاصرة، ومن استغلال انشغال الإعلام بمتابعة الأوضاع في مصر لإتمام اقتحام المدينة”.
وقال المركز الإعلامي السوري إن القوات الحكومية قصفت ليل الخميس – الجمعة براجمات الصواريخ مدينة البصيرة بريف دير الزور، فيما قالت شبكة شام إن القوات الحكومية تقصف أحياء مدينة درعا المحطة.
وتعرضت حمص الخميس لحملة عسكرية عنيفة من قبل القوات الحكومية، في حين أعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على حي الراشدين في حلب وسط اشتباكات مع القوات النظامية.
يقول ناشطون إن حمص تعرضت الخميس لما وصفوها بأعنف حملة عسكرية من قبل قوات النظام مدعومة بالطائرات الحربية والدبابات.
وفي العاصمة دمشق تعرضت أحياء عدة بينها برزة والقابون للقصف، كما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة نائب وزير العمل في حي البرامكة.