أحداث الجمعة 09 أيلول 2016
مقتل القائد العام لـ«جيش الفتح» في غارة جوية
بيروت – أ ف ب
تلقى «جيش الفتح»، تحالف الفصائل المعارضة الأبرز في سورية، ضربة قوية بمقتل قائده العسكري أبو عمر سراقب مساء أمس (الخميس) في غارة جوية شمال سورية. وقالت «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) إن غارة جوية استهدفت اجتماعاً لقيادات الجماعة في محافظة حلب.
ويأتي مقتل أبو عمر سراقب في وقت خسر «جيش الفتح» أحد أبرز المعارك في سورية، والتي يخوضها منذ أكثر من شهر في جنوب مدينة حلب بعدما تمكن الجيش السوري من إعادة فرض الحصار على الأحياء الشرقية في المدينة.
وأعلنت «جبهة فتح الشام» على حسابها في موقع «تويتر» مقتل القائد العام لتحالف «جيش الفتح»، وجاء في تغريدة على حساب التنظيم «استشهاد القائد العام لجيش الفتح الشيخ أبو عمر سراقب إثر غارة جوية في ريف حلب»، من دون اضافة تفاصيل.
بدوره، أكد «المرصد السوري لحقوق الانسان» مقتل أبو عمر سراقب وقيادي آخر في «جيش الفتح» هو «أبو مسلم الشامي» في قصف جوي لـ«طائرات حربية مجهولة لا يعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي أم للنظام، استهدف مقراً كان يجتمع فيه قيادات بارزة في جيش الفتح في ريف حلب».
ويعد «جيش الفتح» التحالف الأبرز ضد النظام السوري، اذ يجمع فصائل إسلامية، أهمها «حركة أحرار الشام» و«فيلق الشام»، مع فصائل أخرى على رأسها «جبهة فتح الشام»، والتي يقودها أبو محمد الجولاني.
وتأسس «جيش الفتح» في العام 2015 وتمكن في العام ذاته وبقيادة ابو عمر سراقب من فرض سيطرته الكاملة على محافظة ادلب في شمال غربي البلاد.
ويلقب أبو عمر سراقب ايضاً بـ«ابو هاجر الحمصي» و«ابو خالد لبنان»، وهو من مؤسسي «جيش الفتح» بالاضافة الى كونه بين اهم المسؤولين العسكريين في «جبهة فتح الشام».
في موازاة ذلك، قال الجيش التركي في بيان إن ضربات جوية نفذتها طائراته دمرت أربعة أهداف ثابتة شمال سورية، مع استمرار الهجمات على المتشددين والمسلحين في المنطقة.
وبدأت تركيا الشهر الماضي عملية أطلقت عليها اسم «درع الفرات» في التوغل الأول لها داخل سورية منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمس سنوات بهدف تطهير حدودها من متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والمقاتلين السوريين الأكراد.
توافق سعودي – تركي على رفض أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية
لندن، الرياض، موسكو، أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تطابق موقفه مع موقف نظيره السعودي عادل الجبير، وهو عدم تولّي الرئيس بشار الأسد «أي دور» خلال المرحلة الانتقالية في سورية، بالتزامن مع مضي الجيش التركي في إقامة منطقة خالية من «داعش» والمسلحين الأكراد شمال سورية قرب الحدود التركية، والاستعداد للمشاركة في طرد «داعش» من الرقّة شمال شرقي سورية. في الوقت ذاته، بحث وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف هاتفياً في التعاون ضد «المجموعات الإرهابية» في سورية، لحل نقطتين بقيتا عالقتين بعد الاتفاق على 12 بنداً.
وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره السعودي في أنقرة أمس أن محادثاتهما تناولت «وقف النار وضمان الانتقال السياسي، وتحقيق الاستقرار في سورية واليمن والعراق يأتي في صدارة ما نأمله، وسنواصل جهودنا معاً». كما بحث الجانبان العلاقات الثنائية، وارتقاءها، وأشار أوغلو إلى إنشاء «مجلس تنسيقي مشترك» يشمل مجالات بينها الاقتصاد والدفاع، فضلاً عن تأسيس 8 لجان من أجل تعزيز العلاقات، على أن يُعقد اجتماع الأول في تركيا خلال الأشهر المقبلة.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن الوزير التركي تأكيده «تطابق رؤيته مع نظيره السعودي في ما يتعلق بالملف السوري، وعدم تولّي الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية». وتابع أن «بقاء شخص تسبب في مقتل 600 ألف إنسان من شعبه، يعني استمرار الفوضى في سورية… الأسد أضاع منذ البداية فرصة المساهمة في التحول السياسي».
وكان الجبير عقد لقاءين مع كل من وزيري الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت والإيطالي باولو جنتيلوني على هامش اجتماع وزراء خارجية دول «مجموعة أصدقاء سورية» في لندن أول من أمس، والذي تضمن إطلاق «الهيئة التفاوضية العليا» السورية المعارضة رؤيتها للحل السياسي.
وفي ما يتعلق بعملية «درع الفرات»، التي باشرها الجيش التركي منذ نحو أسبوعين، أكد الوزير جاويش أوغلو المضي قدماً في العملية، ومواصلة دعم «الجيش السوري الحر»، مشيراً إلى «ضرورة إغلاق ما يسمى جيب منبج (جنوب مدينة جرابلس) في وجه داعش، وتطهير المنطقة من العناصر الإرهابية، من أجل التمهيد لإنشاء منطقة آمنة». وقال مسؤول تركي أن أنقرة تعمل لبناء خط كهرباء تحت الأرض، لإمداد مدينة جرابلس بالكهرباء بعد أسبوعين من سيطرة الفصائل المقاتلة السورية التي تدعمها أنقرة على المدينة.
إلى ذلك، قال وزير الدفاع التركي فكري إيشق أن بلاده تساند العملية التي تهدف إلى طرد «داعش» من الرقة المعقل الأساسي للتنظيم في سورية، ولكن «يجب ألّا تكون وحدات حماية الشعب الكردية القوة الأساسية فيها». وأفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن الوزير آشتون كارتر أكد خلال لقائه إيشق، في لندن، ضرورة الاعتماد على قوى محلية في تحرير الرقة.
في القاهرة، وافق وزراء الخارجية العرب على مشروع القرار الخاص بسورية الذي قدّمه المندوبون الدائمون، وأعرب المجلس الوزاري للجامعة عن القلق الشديد من تداعيات تصعيد الأعمال العسكرية، مشدداً على ضرورة «توفير الأجواء الملائمة لاستئناف المفاوضات في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة والهادفة إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي ذات صلاحية تنفيذية كاملة».
ميدانياً، أحكم الجيش النظامي السوري حصاره الأحياء الشرقية لمدينة حلب في شمال البلاد، حيث يعيش 250 ألف شخص وسط أسواق خالية من البضائع. إذ سيطر الجيش بغطاء جوي روسي مكثّف الخميس على منطقة الراموسة عند الأطراف الجنوبية لمدينة حلب، ليستعيد بذلك كل النقاط التي خسرها لمصلحة فصائل مقاتلة قبل أكثر من شهر.
وأكدت الخارجية الروسية أن لافروف بحث مع كيري «إمكانات التعاون بين موسكو وواشنطن لهزيمة المجموعات الإرهابية في سورية»، خصوصاً في ريف حلب. وأضافت أن الوزيرين ناقشا «مساهمة البلدين في حل القضايا الإنسانية ودفع عملية التسوية السياسية للنزاع في سورية». وأفادت شبكة «سي أن أن» باتفاق الأميركيين والروس على 13 بنداً من الاتفاق وبقاء بندين عالقين، يُعتَقَد بأنهما يتعلقان بكيفية الرد على خرق وقف النار ومدى امتثال النظام السوري لعدم شن غارات وعمليات هجومية على المعارضة.
تركيا ماضية في «المنطقة الآمنة» : نصف مساحة لبنان و3 آلاف مقاتل
لندن – إبراهيم حميدي
تخطط تركيا للمضي قدماً في إقامة منطقة آمنة خالية من تنظيم «داعش» و «وحدات حماية الشعب» الكردية شمال سورية بمساحة حوالى أربعة آلاف كيلومتر مربع، ما يوازي حوالى نصف مساحة لبنان، على أن تضم ثلاثة آلاف مقاتل من «الجيش الحر» وعشرات الأفراد من القوات الخاصة التركية بما يسمح بعودة قسم كبير من 2.5 مليون لاجئ سوري تدفقوا إلى تركيا خلال السنوات الماضية.
وبعد مضي أسبوعين على بدء عملية «درع الفرات» المدعومة من المدفعية والطيران والدبابات التركية، لم تقابل باعتراض عسكري روسي خصوصاً أنها جاءت بعد قمة الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان إلى حين تحذير الخارجية الروسية أول من أمس من أنها «ستعقد الوضع»، فيما شنت طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركا عشرات الغارات ضمن 15 طلعة جوية، إضافة نشر الجيش الأميركي منظومة راجمات الصواريخ العالية الدقة والحركية (هيمارس) في غازي عينتاب وقصفها مواقع «داعش» شمال سورية.
وقال مسؤول تركي رفيع المستوى لـ «الحياة» في لندن على هامش مؤتمر وزراء دول «النواة الصلبة» في مجموعة «أصدقاء سورية» لدعم «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة ورؤيتها للحل السياسي، أن سياسة أنقرة إزاء سورية تتضمن ثلاثة مبادئ: «الأول، حماية الأمن القومي التركي وما يتضمن ذلك من محاربة إرهاب «داعش» و «حزب العمال الكردستاني» وأمن الحدود مع سورية والهجرة وحركة الناس. الثاني، المساعدات الإنسانية وما يتضمن هذا من استقبال اللاجئين (ثلاثة ملايين بينهم 2.5 مليون سوري والباقي عراقيون) والتعاطي مع المنعكسات الإنسانية والاقتصادية لوجود السوريين في تركيا إذ أنه في يوم واحد استقبلت تركيا حوالى 200 ألف شخص لجأوا من عين العرب (كوباني). الثالث، الاستقرار الإقليمي وضرورة العمل على المساهمة في توفير الأمن والاستقرار لأن بتحقيق ذلك تتحقق مصالح تركيا التي يقوم اقتصادها على الاندماج». وتفيد الأرقام لدى أنقرة تفيد بمقتل حوالى ألف شخص على أيدي «داعش» و «حزب العمال»، إضافة إلى حوالى 90 شخصاً قتلوا بقصف تنظيم «داعش» من شمال سورية على جنوب تركيا ومقتل أكثر من 50 بتفجير غازي عينتاب.
وبسبب العوامل الثلاثة وعدم قدرة تركيا على تحمل «صراع مجمد» في سورية على عكس روسيا أو إيران ورغبة أنقرة الفعلية في إيجاد حل سياسي في سورية يساهم في استقرار المنطقة والاستجابة للمتطلبات الاقتصادية التركية، «كان لا بد لتركيا من أن تتحرك»، وسعت أنقرة إلى تحسين العلاقة مع موسكو وطي صفحة إسقاط القاذفة الروسية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وإعادة طرح خطة المنطقة الآمنة.
وحمل مسؤولون وخبراء أتراك إلى موسكو خطة كانت طرحت أكثر من مرة مع الجانب الأميركي. بل أن واشنطن وافقت على هذه الخطة في تموز (يوليو) العام الماضي، وهي تشمل إقامة منطقة تمتد من جرابلس قرب نهر الفرات على الحدود إلى أعزاز غرباً في محاذاة الحدود وصولاً إلى عمق يصل إلى بعد نهر ساجور وإلى الباب والمنبج. ويبلغ عرض هذه المنطقة 98 كيلومتراً بعمق قد يصل في بعض المناطق إلى 45 كيلومتراً من الحدود باتجاه حلب، ما يعني تطهير مساحة قدرها حوالى أربعة آلاف كيلومتر مربع.
لكن تعدد المؤسسات الأميركية من جهة وتردد الرئيس باراك أوباما وعدم رغبته بالانخراط عسكرياً في سورية، حصل تردد في تنفيذ هذه الخطة التي كانت تتطلب نوعاً من الحظر الجوي أو منع الطيران السوري من قصفها. وجاء التدخل الروسي في أيلول (سبتمبر) ليعقد الأمر ما زاد من تعقيده إسقاط القاذفة الروسية في تشرين الثاني، في وقت كان قلق أنقرة يرتفع بسبب تحقيق المقاتلين الأكراد شمال سورية وشمالها الشرقي وتقديم أميركا الدعم العسكري لهم مع اقتراب «وحدات حماية الشعب» التي تعتبرها أنقرة ظلاً لـ «حزب العمال»، من ربط إقليمي شرق سورية بإقليم شمالها وتشكيل «كردستان سورية». وما زاد القلق عدم استعجال واشنطن للمقاتلين الأكراد بالانسحاب إلى شرق الفرات بعد السيطرة على منبج وطرد «داعش» منها.
قبل قمة بوتين – أردوغان وبعدها حصلت لقاءات مكثفة بين الخبراء وكبار الموظفين العسكريين والأمنيين والديبلوماسيين. رسالة أنقرة إلى موسكو: «نريد أن نكون فاعلين في قتال داعش ونريد تطهير حدودنا من الإرهاب». والرسالة، التي تكفلت موسكو بإبلاغها إلى حلفائها في دمشق وطهران، كانت مدعومة بخرائط وخطط لإقامة «منطقة حرة من الإرهاب»، تضمنت: «تجهيز الجيش السوري الحر، تقديم دعم عسكري لهم، تقديم دعم من القوات الخاصة التركية، توغل عشرات الدبابات التركية معهم، حماية جوية من الطائرات التركية داخل أراضي تركيا وقصف مدفعي».
وفي 24 آب (أغسطس) الماضي، بدأت العملية التركية ودعم «الجيش الحر». بعد يوم أو يومين انضمت الطائرات الاميركية لدعم العملية وشنت خلال 14 يوماً غازات ضمن 15 طلعة جوية إضافة إلى نشر منظومة راجمات الصواريخ العالية الدقة والحركية (هيمارس) في غازي عينتاب «الأمر الذي لعب دوراً ردعياً مهماً». وأوضح المسؤول أنه بعد أسبوعين تم «تنظيف 72 منطقة سكنية و700 متر مربع»، لافتاً إلى أن الخطة «تسير وفق ما هو مخطط: أولاً، تطهير المناطق. ثانياً، التمركز والسيطرة. ثالثاً، التأكد من عدم وجود داعش ووحدات حماية الشعب. رابعاً، العودة الطوعية للاجئين السوريين».
وإذ يراقب الجيش التركي الوضع في منبج للتأكد من انسحاب «وحدات حماية الشعب» ضمن «قوات سورية الديموقراطية» ومدى التزام تنفيذ وعود واشنطن لأنقرة، بدا هناك استعداد باستمرار عملية «درع الفرات» من «الجيش الحر» بدعم تركي للوصول إلى مدينتي الباب ومنبج وإلى الريف الجنوبي لمنبج.
المشكلة في خطة إقامة المنطقة الآمنة، أنها لا تزال «هشة». لذلك سعت أنقرة إلى «شرعنتها» بدعم أميركي – روسي وإصدار دولي لإقامة منطقة خالية من الإرهاب. والجديد، أن الجانب التركي أبدى استعداداً لدعم عملية لتحرير الرقة من «داعش». وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء أنه اتفق مع أوباما، على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، على «القيام بما هو ضروري» لطرد التنظيم المتطرف من «عاصمته» في الرقة.
وكان هذا ضمن الأمور التي بحثت أمس بين وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر ونظيره التركي فكري إيشق على هامش مؤتمر في لندن، حيث جرى تأكيد «أهمية أن تكون قوى محلية في قلب الجهود المبذولة لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش». وكانت تركيا ودول عربية اعترضت على اعتماد أميركا سابقاً على مقاتلين أكراد في خطة للسيطرة على الرقة لاعتقادهم أن ذلك يعمق التوتر العربي – الكردي، على عكس اعتقاد المبعوث الأميركي بريت ماغورك المتحمس للاعتماد على الأكراد وتحقيق نجاح ضد «داعش» لأوباما قبل انتهاء ولايته.
وكان لافتاً أن كارتر نوه خلال لقائه إيشق بـ «نجاحات في الفترة الأخيرة أمام داعش في شمال سورية، حيث أكد كارتر التزام الولايات المتحدة بدعم الجهود التركية لإبعاد داعش عن حدودها».
إلى ذلك، قال المسؤول التركي إن بلاده تريد وقفاً للنار في حلب بدءاً من الاثنين، أول أيام عيد الأضحى، بحيث يشمل شمال المدينة وجنوبها مع إيصال مساعدات إنسانية عبر طريقي الكاستيلو والراموسة إلى جميع المناطق في هذه المدينة، علماً بأن موسكو تريد هدنة شمال حلب مع الاستمرار في قصف جنوب غربها وتريد اعتماد فقط طريق الكاستيلو. وكانت هدنة حلب ضمن بنود المحادثات الأميركية – الروسية في جنيف أمس.
كارتر: «وحدات حماية الشعب الكردية» تركت منبج
بيروت، أنقرة، لندن – رويترز
قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر اليوم (الخميس) إن مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردية» تركوا مدينة منبج في شمال سورية في خطوة طالبت بها تركيا.
أدلى كارتر بهذه التصريحات لصحافيين بعد اجتماعه مع نظيره التركي فكري ايشق في لندن.
وكانت أنقرة قالت إنه ينبغي انسحاب «وحدات حماية الشعب»، التي تعتبرها منظمة إرهابية، إلى شرق نهر الفرات.
وقصف الجيش التركي منطقة عفرين شمال غربي سورية، ما أدى إلى مقتل 6 من عناصر الأمن الكردي ليل أمس، وهو ما اعتبرته السلطات الكردية في بيان اليوم «استفزازاً لإشعال حرب».
وتخضع منطقة عفرين لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تهيمن على مساحات واسعة من شمال البلاد، واعتبر بيان للسلطات الكردية في عفرين الهجوم «استفزازاً وتحريضاً عسكرياً من الجيش التركي لإشعال نار الحرب»، وقالوا «سنقوم بالرد المناسب… في حال تكرار مثل هذه الاعتداءات».
وقال مسؤولون في الجيش إن الوحدات فتحت النار على موقع حدودي تركي أمس وإن جنوده ردوا بالمثل.
وبدأت تركيا الشهر الماضي عملية شمال سورية في منطقة على بعد حوالى 100 كيلومتر شرق عفرين لمنع الوحدات من توسيع نطاق الأراضي التي تهيمن عليها ولطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من منطقة الحدود.
أضخم حملة عسكرية لـ «تطهير» مناطق الأكراد في تركيا
أنقرة – يوسف الشريف
وسّعت السلطات التركية حملتها على حزب العمال الكردستاني، إذ أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أن بلاده تشنّ أضخم عمليات عسكرية في تاريخها ضد الحزب، فيما جمّدت وزارة التعليم عمل 11285 مدرّساً، للاشتباه في انتمائهم إلى الحزب، كما عيّنت الحكومة وصيَّين على بلديتَي سور وسيلفان في محافظة دياربكر جنوب شرقي تركيا. لكن حاكم الإقليم نفى الأمر.
وتزامنت حملة «التطهير» التي تستهدف «الكردستاني» في مناطق الأكراد في المحافظة، مع تشديد حملة لـ «تصفية» جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي، إذ حبست السلطات 16 رجل أعمال لمحاكمتهم، وأمرت بتوقيف عشرات من الضباط، بينهم 6 جنرالات. وقال أردوغان إن تركيا تشنّ الآن أضخم عمليات عسكرية في تاريخها ضد «الكردستاني» في جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه غالبية كردية. واعتبر أن فصل موظفين حكوميين مرتبطين بالحزب، يشكّل عنصراً أساسياً في المعركة، مشيراً إلى خطوات لتطهير المؤسسات العامة من أنصار «الكردستاني».
وكان الرئيس التركي أشار إلى حملة لتطهير «أجهزة الدولة من جميع المرتبطين بجماعات إرهابية، سواء جماعة غولن أو الكردستاني». كما عيّنت الحكومة الشهر الماضي أوصياء على بلديات، اعتبرت أن رؤساءها المنتخبين مرتبطون بجماعة غولن وبالحزب.
وأشار مسؤول تركي إلى تجميد عمل 11285 مدرّساً، يُشتبه في انتمائهم إلى «الكردستاني» وتأمين دعم مالي له. وأوردت وسائل اعلام رسمية بتعيين الحكومة وصيَّين على بلديتَي سور وسيلفان في محافظة دياربكر، اللتين يديرهما «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي، لاتهامه بمساندة «الكردستاني».
وكان نور الدين جانيكلي، نائب رئيس الوزراء، أعلن أن بلاده أحبطت منذ منتصف آب (أغسطس) الماضي 229 هجوماً للحزب، بينها 19 عملية انتحارية. وأشار إلى توقيف 24 مشبوهاً بإعداد اعتداءات.
وأعلن قائد الدرك الجنرال يشار غولار، أن قواته تخوض «معركة حياة أو موت» ضد مسلحي «الكردستاني» في منطقة شوكورجه المحاذية للعراق وإيران، مؤكداً أن العمليات العسكرية ستستمر حتى «تنظيف» المنطقة بأكملها.
في غضون ذلك، أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بحبس 16 رجل أعمال لمحاكمتهم، بينهم فاروق غولو، وهو مالك محلات لبيع الحلويات، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بغولن. وأضافت أن محكمة إسطنبول تواصل استجواب 21 رجل أعمال آخرين، بينهم نجاة، شقيق غولو الذي يدير محلات حلويات منافسة، وقطب صناعة الملابس الجاهزة عمر فاروق كورمجي.
وأشارت الوكالة إلى أن النيابة العامة في إسطنبول أصدرت مذكرات لتوقيف 6 جنرالات و43 ضابطاً ومدنيين، احتُجز 4 منهم.
وأوردت وسائل إعلام مقرّبة من الحكومة أن مدير مكتب رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، وهو موقوف للاشتباه في علاقته بجماعة غولن، يدلي للمحققين باعترافات ضخمة عن دوره في خدمة الجماعة داخل الحكومة.
في بروكسيل، حضّ ثوربيورن ياغلاند، الأمين العام لمجلس أوروبا، تركيا على أن «تقدّم أدلة واضحة» في ملاحقتها الانقلابيين، وتتفادى استهداف المعلمين والصحافيين، إذ «لا يمكن اعتبارهم تلقائياً جزءاً من (المحاولة) الانقلابية»، لمجرد أنهم عملوا لدى غولن.
وطرد حزب «الحركة القومية» التركي المعارض ميرال أكشنر من عضويته، بعدما حاولت إطاحة رئيس الحزب دولت باهلشي.
على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده ستسمح لنواب ألمان بتفقّد قوات ألمانية متمركزة في قاعدة إنجرليك الجوية جنوب البلاد، معتبراً أن برلين أوفت شروط الزيارة. وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير رحّب بقرار أنقرة في هذا الصدد، ورأى فيه «خطوة إلى أمام».
ومنعت تركيا النواب من زيارة القاعدة سابقاً، بعدما أصدر البرلمان الألماني قراراً يعتبر مجزرة الأرمن عام 1915 «إبادة جماعية». لكن شتاينماير والمستشارة أنغيلا مركل لفتا إلى أن القرار ليس ملزماً.
كيري ولافروف محاولة سورية جديدة مقتل قائد “جيش الفتح” بغارة
المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)
توجّه وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى جنيف للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف وإجراء محادثات معه في شأن سوريا. وعشية اللقاء، سجّل تطور ميداني لافت عندما قتل عدد من قادة “جيش الفتح” الذي تشكل “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً) عموده الفقري في غارة جوية على كفرناها بريف إدلب.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف سيلتقي كيري في جنيف صباح اليوم.
وقال مسؤول في الوزارة: “سيعقد اللقاء غداً صباحاً (اليوم). لا يمكننا التحدث عن توقيت محدد”.
وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن كيري سيلتقي لافروف في محاولة للتوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية.
وصرح الناطق باسم الوزارة جون كيربي: “جاء قرارهما بعد محادثات في الآونة الأخيرة في شأن سوريا وسيركزان على تخفيف العنف وتوسيع إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري والمضي في سبيل حل سياسي لإنهاء الحرب الأهلية”.
وفي وقت سابق قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية: “الوزير كيري مستعد للقاء وزير الخارجية لافروف للبحث في القضايا المتبقية. بيد أنني أعتقد أننا نرى أن… القضايا المتبقية على مستوى فني وتتطلب التعامل معها في إطار وكالاتنا ومن جانب بعض مجموعات العمل. لسنا في مرحلة تدفعنا الى الاعتقاد… أن من المجدي أن يذهب (كيري) لعقد لقاء”.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف وكيري بحثا هاتفياً في التعاون المحتمل بين البلدين لهزيمة الجماعات الإرهابية الناشطة في سوريا.
وفور وصوله الى جنيف، التقى لافروف المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا.
“آخر اقتراح” أميركي
ووصف الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف تقرير لصحيفة “الواشنطن بوست” الأميركية عن “آخر اقتراح” أميركي للتوصل إلى اتفاق للتسوية في سوريا، بأنه غير دقيق. وقال: “هذا التقرير لا يتناسب تماماً مع الواقع”. لكنه أكد أن الرئيسين بوتين وأوباما بحثا في المسألة السورية تفصيلاً خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة العشرين الاثنين الماضي، كما أنها كانت في صلب المحادثات المفصلة بين لافروف وكيري.
وذكر أنه لا تزال ثمة مسائل عالقة عدة في سياق جهود موسكو وواشنطن لصياغة وثيقة جديدة عن سوريا تؤسس للتعاون المشترك في محاربة الإرهاب.
وامتنع عن كشف هذه المسائل العالقة التي يتعين على الطرفين الروسي والأميركي التوصل إلى حل وسط في شأنها، لكنه قال إنها غير كثيرة. وأضاف: “لا شك في أنه لا يمكننا أن نبحث في هذا الموضوع إلا بصيغة حلول وسط. ويتواصل العمل من أجل التوصل إلى حل الوسط هذا”.
وكانت “الواشنطن بوست” أوردت الاربعاء أن البيت الأبيض توجه إلى روسيا بـ”آخر اقتراح” للتوصل إلى اتفاق في شأن الأزمة السورية وأنه ينتظر الرد الروسي عليه. ونقلت عن مصادر في إدارة أوباما، أن البيت الأبيض أبلغ الطرف الروسي أن “صبره كاد ينفد”، في ما يتعلق بالجهود الرامية إلى بلوغ اتفاق على الملف السوري. وأوضحت أن الاقتراح الأميركي، الذي تقدمه أوباما الى بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية، يقضي بما يأتي:
– إعلان هدنة في كل البلاد، بما في ذلك مدينة حلب المحاصرة.
– إيصال آمن ودائم للمساعدات الإنسانية.
– وقف غارات الطيران السوري.
– إطلاق عملية جوية روسية – أميركية مشتركة ضد المواقع الإرهابية.
وشددت المصادر على أن الإدارة الأميركية لا ترى سبباً لجولة جديدة من المشاورات في حال عدم إحراز تقدم خلال اللقاء المرتقب لرئيسي الديبلوماسية الأميركية والروسية وذلك من دون ذكر الخطوات التي يمكن اتخاذها في حال عجز واشنطن وموسكو عن التوصل إلى اتفاق.
وصرح وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر لإذاعة “بي بي سي 4″ البريطانية بأنه لا يزال ثمة طريق طويل لنتجاوزه” من أجل التوصل إلى اتفاق.
بوتين وأردوغان
وفي اسطنبول، اتفق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وبوتين في مكالمة هاتفية على ضرورة بذل جهود إضافية لوقف النار في حلب خلال عطلة عيد الأضحى.
وقالت مصادر رئاسية إن الزعيمين اتفقا أيضاً على أهمية تطهير المنطقة الحدودية من “المنظمات الإرهابية” ولا سيما منها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
الميدان
ميدانياً، استهدف طيران الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة اجتماعاً لقيادات في “جبهة فتح الشام” في كفرناها مما أدى الى مقتل عدد منهم عرف منهم القائد الميداني لـ”جيش الفتح” أبو هاجر الحمصي وأبو مسلم الشامي وإصابة آخرين.
الى ذلك، سيطر الجيش السوري على منطقة الراموسة عند الأطراف الجنوبية لمدينة حلب ليستعيد بذلك كل النقاط التي خسرها لمصلحة فصائل مقاتلة وجهادية قبل أكثر من شهر.
وقالت مصادر أمنية ومصادر طبية تركية إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وإن 12 آخرين أصيبوا في هجوم لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في بلدة جرابلس الحدودية السورية وذلك غداة بداية عودة المدنيين إلى ديارهم في المدينة.
وأفاد وزير الدفاع التركي فكري إيشك أن بلاده تساند العملية التي تهدف إلى طرد “داعش” من الرقة معقله الأساسي في سوريا ولكن يجب ألا تكون “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة، القوة الاساسية فيها.
أسد “جيش الفتح” ومؤسس خلايا “الجبهة” في لبنان… من هو “أبو خالد”؟
“أبو هاجر الحمصي”، “ابو عمر سراقب” ، “أبو خالد لبنان”، تعددت الاسماء والشخص واحد، انه السوري أسامة نمورة (أبو محمد) الذي سقط بالأمس في غارة جوية استهدفت اجتماعاً قيادياً لـ “جبهة فتح الشام” في ريف حلب، ولا تزال الجهة المنفذة غامضة، فمنهم من اتهم التحالف الدولي بتنفيذها ،فيما اعتبر اخرون ان الموقع الجوي هو من اختصاص روسيا. وتزامنت هذه العملية الجوية مع احياء الذكرى الثانية لمقتل قادة حركة “أحرار الشام” اثر انفجار غامض خلال اجتماعهم في بلدة رام حمدان – شمالي ادلب، واتت قبل ساعات من لقاء يجمع وزير الخارجية الاميركية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وهو الاستهداف الأول لـ”فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً) بعد فك ارتباطها عن “القاعدة” .
وبالعودة إلى مقتل الحمصي فوفق المعلومات التي حصلت عليها “النهار” من مصادر عدة مقربة من “فتح #الشام” فإن أبو هاجر، اربعيني، من بلدة سراقب الادلبية، وسكن في حمص لفترة طويلة، انطلق في نشاطه الجهادي مع تنظيم القاعدة في العراق ايام التدخل الاميركي، واعتقل هناك ثلاث مرات، وما أن انطلقت الثورة السورية انتقل إلى سوريا”.
هو من ابرز قادة “فتح الشام ” نشط أولاً في القلمون، وعمل مع أمير المنطقة “أبو مالك الشامي” الذي أسس التنظيم في القلمون، وبحسب المصادر “فإن ابو هاجر عمل على تأسيس فرع للنصرة في لبنان لم يصل إلى مرحلة التنظيم المكتمل بل اقتصر على الخلايا، وكان معروفا باسم “ابو خالد”.
وتوضح: “لا شك أن مواقع النصرة فعلياً كانت في الجرود لكن كان لها بعض العناصر في طرابلس، والمجموعات التي تعاون معها ابو هاجر هي المسؤولة عن غالبية التفجيرات التي تبنتها النصرة أنذاك، كالتفجير الذي استهدف المستشارية الايرانية في بئر حسن”، وتصفه المصادر بـ”مدير العمليات في لبنان سابقاً والمخطط الأمني لها”.
انتقل “ابو هاجر” الى ادلب وعين اميراً عليها ثم أميراً لحلب، وشارك بقيادة ابرز المعارك كمعسكري وادي الضيف والحامدية في جنوبي ادلب. ويعتبر من مؤسسي غرفة عمليات “جيش الفتح” وهو مندوب “فتح الشام” فيها. وتقول المصادر: “حقيقة، ابو هاجر ليس القائد العام لجيش الفتح بل هو القيادي الابرز في الغرفة، والقائد الحالي هو نقيب مهندس منشق وخريج الاكاديمية العسكرية بحلب وكان له دور كبير بمعركة حلب” .وترفض المصادر الكشف عن اسم القائد العام لدواع امنية. وتوضح: “كان ابو هاجر القائد العام قبل وقف العمل بالغرفة العام الماضي وخاض معارك ادلب، لكن بعد اعادة احياء العمل في جيش الفتح اشترطت حركة أحرار الشام وفيلق الشام وأجناد الشام تغيير ابو هاجر، فهو معروف انه غير متساهل وقاسي، إلا ان جدارته العسكرية تضعه دائما في مقدم المعارك، وهو من قاد معركة تحرير ادلب وجسر الشغور وسهل الغاب”.
عُرف “ابو هاجر” بالشدة والقساوة في التعامل واختلف مع قياديين كثر بسبب اسلوبه الحاد، وفي حزيران الفائت خلال توليه امارة حلب سجن لايام بسبب خطأ اداري وصف بـ “سوء استخدام المنصب”، وبعد خروجه، رجح البعض ان ينتقم من أميره أو ينشق عن التنظيم، لكنه اكمل المسيرة رغم تجريده من منصبه، وتابع مهمته كعسكري قيادي في المعارك. وبحسب المصادر فإن “أسلوب “ابو هاجر” العسكري المفضل هو محاصرة المنطقة العسكرية كما حدث في في مطار ابو الظهور العسكري وبالتالي وابادة كل من فيها بعكس قادة الأحرار الذين يفضلون ترك طريق للعدو للإنسحاب كي لا يستميت الأخير بالدفاع”.
فصائل عدة ومنوعة نعته وسارع القاضي الشرعي في “جيش الفتح” عبدالله المحيسني الى اصدار تسجيل صوتي يرثي فيه الراحل، واتبعها في تغريدة قال فيها: “قبل ثلاث أيام كنت مع ابي هاجر فأخذني على حده وقال: بشرني ما جديد جمع الكلمة؟ ولا تحضر هنا في المعركة يكفي أن تسعى إلى الاندماج”. في اشارة إلى محاولة النصرة منذ فك ارتباطها عن القاعدة الى جمع صفوف المعارضة.
ووصف المحيسني في التسجيل ابو هاجر بـ”أسد من اسود الله”، وقال: “ظللت معه سنة و9 اشهر في اجتماعات متتالية، رأيت منه العجب، واول يوم عرفته في وادي الضيف والحامدية، رأيت اسداً يقفز من هنا وهنالك، يدير الشباب ويستنفر الشرعيين وثم يقود المعركة”.
ولم يخف المحيسني عتبه على ابي هاجر قائلاً: “كنت اعيب عليه شدة في خلقه وفي تعامله مع بعض الفصائل، فكان يرد عليي اعذرني يا شيخ انا عسكري ولست شرعيا، وشدتي هي من اجل ان نصل الى فتح الشام ودحر الطغاة”. ويتابع: “أخطأ في أحد المرات في التعامل والكلام، واغلظ علي قليلا واذا به يتصل بي متأخرا وقبل راسي واعتذر، وكان يؤخذ عليه بعض التشدد مع بعض الفصائل لكن منذ رمضان الفائت لم اسمع كلمة منه، وامسك لسانه”.
تعتبر مصادر سورية معارضة أن “هذه الضربة معنوية لكنها لا تؤثر على مجريات الاحداث والقرارات”، مذكرة بأنه “لم يشهد للتنظيمات أو المجموعات ان توقفت على اشخاص”. وسبق أن خسرت “أحرار الشام” غالبية قادتها وأكملت الطريق، كما تم اغتيال قائد “جيش الاسلام” زهران علوش واكمل الجيش طريقه، ومن المعطيات التي كشفتها المصادر أن “أمير فتح الشام أبو محمد الجولاني كان حاضرا في غرفة العمليات عند فك الحصار عن حلب، وهذه الغرفة كانت خلف الخط الأول بمئات الأمتار فقط ولو قتل لن يتغير اي شيء سوى اسم القائد”.
النظام يستعيد منطقة الراموسة جنوب حلب منظمة الأسلحة الكيميائية ستجري تحقيقاً
المصدر: (و ص ف، رويترز)
سيطر الجيش السوري أمس على منطقة الراموسة عند الاطراف الجنوبية لمدينة حلب ليستعيد بذلك كل النقاط التي خسرها لمصلحة فصائل مقاتلة وجهادية قبل أكثر من شهر.
سجّل التقدم الأخير لقوات النظام اثر تمكنها الاحد من اعادة فرض الحصار على الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان قوات النظام والمسلحين الموالين لها “سيطروا بشكل كامل على منطقة الراموسة اثر معارك عنيفة مع فصائل مقاتلة واسلامية وجهادية”.
وأكدت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” تقدم الجيش السوري في منطقة الراموسة.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن السيطرة على الراموسة سبقها تلقي قوات النظام تعزيزات من مقاتلين عراقيين وايرانيين مطلع الاسبوع الجاري. ورأى ان “النظام لا يمكن ان يتحمل خسارة هذه المعركة، لانه سيخسر معها كل شيء”.
وشنّ تحالف “جيش الفتح”، وهو عبارة عن فصائل اسلامية وجهادية اهمها “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقا قبل اعلانها فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”) و”حركة احرار الشام”، في 31 تموز هجوماً عنيفاً على مواقع قوات النظام في جنوب مدينة حلب.
وتمكنت هذه الفصائل بعد أسبوع من بدء هجومها، من التقدم والسيطرة على منطقة الكليات العسكرية المحاذية للراموسة وفك حصار ضربه الجيش السوري قرابة ثلاثة أسابيع على الاحياء الشرقية للمدينة بفتح طريق امداد جديد يمر بالراموسة. وبعد معارك استمرت أكثر من شهر، تمكنت قوات النظام الاحد من استعادة منطقة الكليات العسكرية لتقطع طريق الامدادات الجديد وتحاصر الاحياء الشرقية مجدداً.
وقال عبد الرحمن إن الفصائل لا تزال تسيطر على مواقع غير مهمة في اطراف حلب الجنوبية.
وروى مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” في الاحياء الشرقية أن التجار يحاولون منذ الاحد تأمين المواد اللازمة قبل انقطاعها تماما، وقت عادت الاسعار الى الارتفاع نتيجة النقص فيها.
وتشهد مدينة حلب منذ عام 2012 معارك وقصفاً متبادلاً بين الفصائل المعارضة في احيائها الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية.
وقتل الثلثاء 11 شخصاً، استناداً الى المرصد، في غارة جوية شملت حي السكري في الجهة الشرقية من المدينة، وذلك غداة اصابة العشرات بالاختناق اثر إلقاء براميل متفجرة على الحي ذاته. واتهم ناشطون معارضون في مواقع التواصل الاجتماعي قوات النظام السوري باستخدام غاز الكلور السام.
على صعيد آخر أعلن رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو أن المنظمة ستجري تحقيقاً في ما يشتبه في أنه هجوم بغاز الكلور في منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة بمدينة حلب السورية، واصفا الأنباء عن حصول الهجوم بأنها تبعث على الانزعاج.
في غضون ذلك، تحدث المرصد عن مقتل ستة مقاتلين أكراد بقصف للمدفعية التركية في شمال سوريا حيث تشن أنقرة منذ أسبوعين عملية عسكرية تستهدف “داعش” والفصائل الكردية على حد سواء. وأشار إلى أن الجيش التركي أطلق قذائف مدفعية في وقت متقدم الأربعاء على منطقة حدودية قرب عفرين، إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في شمال سوريا.
وخرجت دفعة جديدة من المدنيين من ضاحية المعضمية في ريف دمشق الغربي في اطار اتفاق مع الحكومة السورية.
الإخبارية السورية: الجيش يؤمن طريقا إلى حلب
بيروت- رويترز- قالت قناة الإخبارية السورية الرسمية الجمعة إن الجيش السوري أمن طريقا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب بعد أن سيطر عليه مقاتلو المعارضة الشهر الماضي ومن المتوقع فتحه قريبا أمام المدنيين.
وأدى تقدم الجيش السوري ومقاتلين متحالفين معه في منطقة الراموسة في جنوب حلب إلى إعادة فتح الطريق الرئيسي إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة في الغرب كما أدى إلى إعادة تطويق كامل للأحياء الشرقية التي تهيمن عليها المعارضة.
وسيطرت قوات المعارضة ومن بينها جماعات متشددة على منطقة الراموسة في أغسطس آب وكسرت الحصار الذي ضربته قوات الحكومة على شرق حلب في يوليو تموز. ودفعت خسارة الحكومة لطريق الراموسة السكان في غرب حلب إلى الاعتماد على طريق أخطر بكثير.
وقال مراسل من الإخبارية في بث مباشر إن الطريق سيفتح أمام المدنيين في غضون ساعات. وقال جندي للمراسل “المنطقة كلها آمنة.”
ويسعى الآن الجيش المدعوم من مقاتلين من إيران والعراق ولبنان وسلاح الجو الروسي إلى مواصلة هجومه على المعارضة إلى الجنوب من حلب.
الأكراد يتجهون لإعلان دستور دولتهم في سوريا والتركمان يرفضون تجاهل المعارضة لهم في الحل السياسي
أردوغان يلمّح إلى توسيع للعمليات التركية… والسعودية تؤكد دعمها لـ«درع الفرات»
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» ـ من إسماعيل جمال: قالت سياسية كردية بارزة إن الجماعات الكردية السورية وحلفاءها سيوافقون على دستور يضع نظام حكم جديداً في شمال سوريا الشهر المقبل، في تحد لتوغل تركي يهدف لتقليص نفوذ الأكراد في المنطقة.
وسيطبق النظام الجديد في أجزاء من الشمال، حيث فرضت الجماعات الكردية بالفعل مناطق حكم ذاتي منذ بداية الصراع في سوريا عام 2011 ، مما أثار قلق تركيا التي تخشى من تنامي نفوذ الأكراد على حدودها.
وقالت هداية يوسف التي ترأس المجلس التأسيسي للنظام الفيدرالي في مقابلة «نحن قررنا بأن نعقد اجتماع المجلس التأسيسي لمشروع النظام الفيدرالي في بداية (أكتوبر) تشرين الأول وسوف نقوم بإعلان نظامنا في الشمال السوري.»
وأضافت «ونحن لن نتراجع عن هذا المشروع بل سنعمل على تطبيقه على أرض الواقع.»
ومضت تقول «ولن نفسح المجال لتركيا لأن تقوم بإعاقة هذا المشروع.»
إلى ذلك رفضت هيئات ومنظمات وأحزاب تركمانية سورية تجاهلهم في رؤية الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة، للحل السياسي في البلاد، والتي كشفت عنها، الأربعاء، خلال مؤتمر في العاصمة البريطانية لندن.
وتضمنت رؤية الهيئة العليا للمفاوضات بنداً اعتبر «القضية الكردية قضية وطنية سورية، والعمل على ضمان حقوقهم القومية واللغوية والثقافية دستورياً»، من دون الإشارة إلى باقي المكونات ومنها التركمان، الأمر الذي أثار حفيظتهم.
وفي بيان عام صدر عنها أمس، أفادت هيئات تركمانية سورية بأن»الهيئة العليا وضعت بين يدي الشعب السوري رؤيتها لمستقبل البلاد من خلال عملية تفاوضية تفضي إلى إقرار مبادئ أساسية لمرحلة انتقالية تبدأ مع رحيل بشار الأسد وزمرته، وتتولى السلطة هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات».
وأضاف البيان»بما أن هذه الوثيقة بمثابة رؤية شاملة للتمثيل العادل لسائر أبناء الوطن، وبما أن المكون التركماني جزء أصيل من مكونات الشعب السوري، ونظرًا لإنكار وجوده المتعمد في رؤية الحل السياسي، وتجاهل حقوقه السياسية والثقافية والاقتصادية والإدارية في الوطن السوري، فإننا نرفض ذلك».
ومضى البيان موضحاً بالقول «نرفض بيان الهيئة العليا للمفاوضات، واعتبار كل ما ورد فيه يمثل الهيئة العليا فقط، ولا تلزم المكون التركماني جملة وتفصيلاً».
جاء ذلك فيما ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن الجيش التركي سيوسع عملياته العسكرية بشكل أكبر داخل الأراضي السورية، وذلك بالتزامن مع تزايد الأنباء عن مباحثات تركية أمريكية لمهاجمة مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم «الدولة» في سوريا، في حين أعلنت السعودية تأييدها الكامل لعملية «درع الفرات» التركية في سوريا.
وقال أردوغان في خطاب في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، الخميس: «سرعة ونجاح عملية درع الفرات في سوريا، غيّرت نظرة الرأي العام العالمي تجاه المنطقة، ولا يمكن بعد الآن تفعيل أي سيناريو في المنطقة دون موافقة تركيا»، على حد تعبيره.
وأضاف أردوغان أمام المئات من المسؤولين المحليين: «لم يبق حاليا وجود لتنظيم داعش في مدينة جرابلس وبلدة الراعي، وهم سيهربون ونحن سنطاردهم، سنستمر في عملياتنا ضدّهم، إلى أين؟ لا داعي للكشف عن ذلك، لنا خططنا الخاصة وتهدف إلى ضمان أمن الحدود التركية»، في توصيف اعتبرته وسائل الإعلام التركية على أنه إشارة لتوجه تركي لتوسيع العملية العسكرية المتواصلة في سوريا.
وحول الانتقادات الموجهة للعملية التركية وعدم الحصول على إذن من النظام السوري والتي جاء آخرها من روسيا، قال أردوغان: «نحن لا نأخذ إذناً من قاتل سفك دم شعبه»، في إشارة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد.
والأربعاء، أعلن أردوغان أن تركيا والولايات المتحدة مستعدتان للعمل معا في سوريا لطرد تنظيم الدولة من معقله في الرقة، مؤكداً أنه اتفق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، على «القيام بما هو ضروري» لطرد التنظيم من الرقة، من دون مزيد من التفاصيل.
وعن إمكانية الدخول في عملية عسكرية في مدينة الرقة، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن «الرقة تعد المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا، وأنّ داعش سيحافظ على وجوده في سوريا والعراق ما لم يتم طرده من الرقة واستعادة المحافظة منه»، مضيفاً: «إن كنا نرغب فعلاً بتطهير سوريا والعراق من عناصر داعش، فإنّ حملتين عسكريتين على الرقة السورية والموصل العراقية تستحوذان على أهمية بالغة، وقلنا من البداية بأنه من غير الممكن القضاء على داعش أو وقف زحفه بالغارات الجوية دون دعم القوات البرية المحلية، ويجب التحضير والتخطيط جيداً للحملة على الرقة وتأهيل وتسليح القوات المحلية ومشاركة جميع الدول في دعم هذه الحملة».
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده تدعم «العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا لمواجهة الجماعات الإرهابية»، كما تدعم «الشرعية في تركيا، وتساند كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية للدفاع عن نفسها وتجاوز هذه المرحلة».
وأوضح الوزير السعودي في مؤتمر صحافي مشترك عقده عقب مباحثات مع وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو في أنقرة أنه بحث مع نظيره التركي الأزمات في سوريا والعراق واليمن، فضلاً عن مواجهة الإرهاب وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيراً إلى «تطابق كامل في الرؤية بين البلدين، تجاه مختلف القضايا في المنطقة».
هل ستعيد تركيا 3 ملايين لاجئ سوري إلى المناطق التي أمنتها في «درع الفرات»؟
أنقرة تزود جرابلس بجميع الخدمات لتقديمها للعالم كنموذج لإعادة توطين السوريين
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: يتساءل لاجئون سوريون عما إذا كانت السلطات التركية تنوي إعادتهم إلى المناطق التي أمنتها على الشريط الحدودي في شمالي سوريا في إطار عملية «درع الفرات»، في الوقت الذي تُثار فيه التكهنات حول موقف اللاجئين السوريين أنفسهم من فكرة العودة إلى مناطق سكنهم الأصلية أو إلى المناطق الآمنة داخل سوريا.
وبينما تثير هذه الأنباء الكثير من المخاوف لدى شريحة واسعة من اللاجئين السوريين الذين تجاوز عددهم الثلاثة ملايين في تركيا، تعتبر هذه الأنباء بمثابة بارقة أمل وتحقيق لحلم العودة إلى الوطن، وذلك بحسب سلسلة من اللقاءات والمقابلات التي أجرتها «القدس العربي» مع عينة من اللاجئين.
وفي الوقت الذي أبدى البعض عدم رغبته في العودة إلى سوريا نتيجة ظروفه الحياتية والمادية الجيدة التي بات يتمتع فيها بتركيا، أعرب آخرون عن رغبتهم في العودة إلى مناطق الأصلية في حال تأمينها وليس إلى المناطق التي تعمل الحكومة التركية على تأمينها في شمالي سوريا.
جرابلس نموجاً
تسعى الحكومة التركية ومنذ بدء عملية «درع الفرات» قبل نحو أسبوعين إلى تقديم مدينة جرابس على أنها نموذج لحل مشكلة اللاجئين لتركيا وأوروبا، حيث عملت منذ انتهاء العمليات العسكرية وتأمين المدينة إلى دعم الخدمات الإنسانية والحياتية فيها لتشجيع سكانها على البقاء فيها وعودة سكانها الذين غادروها إلى مناطق أخرى في سوريا وحتى الذين يعيشون في تركيا.
ولاية غازي عنتاب التركية، قالت إن 321 سورياً عادوا طواعية إلى مدينة جرابلس التابعة لمحافظة حلب، شمالي سوريا، بعد تطهيرها من مسلحي تنظيم «داعش»، لافتاً إلى أنهم تقدموا إلى إدارة الهجرة بطلب العودة إلى بلادهم بشكل طوعي، وأنهم عادوا من خلال معبر «قارقاميش» المحاذي لجرابلس.
وأوضحت نورسل جاكير أوغلو، منسقة المساعدات الإنسانية في الولاية، أن الجهات التركية المعنية تواصل إعادة تأهيل كامل البنى التحتية لمدينة جرابلس، فيما قال نائب رئيس الوزراء التركي نورالدين جانكلي إن بلاده ستزود جرابلس بالطاقة حتى السبت المقبل والمياه حتى الاثنين.
كما أنشأت وزارة الصحة التركية، خيمة طبية في المدينة مزودة بسيارة إسعاف وفريق طبي مختص في الإنقاذ، فضلاً عن أطباء أتراك وعاملين صحيين لتقديم الرعاية الطبية للسكان، في حين تواصل هيئات إغاثة تركية تقديم المساعدات الغذائية والإنسانية للسكان.
هل توجد منطقة آمنة؟
لم يتحدث أي مسؤول تركي رسمي حتى اليوم عن نية أنقرة فرض العودة إلى الأراضي السورية على اللاجئين في أراضيها، في الوقت الذي تعمل فيه الماكينة السياسية التركية ليل نهار ومنذ سنوات في محاولة للحصول على دعم دولي لإقامة منطقة حظر طيران «منطقة آمنة» في شمال سوريا، لتأمين اللاجئين فيها كما تقول.
وعقب محاولات جديدة قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش قمة العشرين في الصين قبل أيام، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن موقف بلادهـا لـم يتغـير بعد من المـقترح التركي وأنها لا ترى في «المنـطقة الآمـنة» حـلاً للأزمـة في سـوريا.
لكن تركيا وعقب انطلاق عملية «درع الفرات» باتت تطلق مصطلح «المنطقة الآمنة» على الأجزاء التي تتمكن من طرد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» ومسلحي الوحدات الكردية منها، وقال نائب رئيس الوزراء التركي، نورالدين جانيكلي، إن عملية «درع الفرات» أسفرت حتى الآن عن تطهير مساحة 772 كم مربع في شمالي سوريا.
وتسعى تركيا إلى تعميق هذه المساحة الممتدة على طول قرابة 100 كيلومتر من جرابلس حتى أعزاز إلى الداخل حيث يعمل الجيش السوري الحر بغطاء بري وجوي تركي على التقدم نحو مدينة الباب ومن ثم إلى منبج لتصبح هذه المنطقة بعمق أكثر من 30 كيلومتر في حال نجاح تأمينها وفرض السيطرة عليها، بجانب الحديث المتزايد خلال الساعات الأخيرة عن مخطط لعملية برية تركية أمريكية لتحرير الرقة من تنظيم «الدولة».
هل ستعيد تركيا اللاجئين؟
مصدر تركي مقرب من الحكومة نفى في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي» أن تكون بلاده تنوي إجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم، مؤكداً أن الأمر سيكون طواعية وستعمل الحكومة التركية على تسهيل طريق أي لاجئ يسعى للعودة إلى بلاده.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه: «تواصل الحكومة العمل مع المجتمع الدولي من أجل دعم مقترح المنطقة الآمنة، ولكن فعلياً اليوم توجد مناطق آمنة صغيرة في سوريا، يديرها الجيش الحر بدعم من الجيش التركي، ومن يرغب بالعودة إلى هناك من اللاجئين سنسهل مسعاه ولكن لن نجبره على ذلك».
ويعيش في تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، يقطن قرابة 300 ألف منهم في مخيمات خاصة أنشأتها الحكومة التركية قرب الحدود مع سوريا وتقدم لهم خدمات صحية وتعليمية وإنسانية كاملة، بينما يتوزع الجزء الأكبر منهم في جميع المحافظات التركية وخاصة مدن غازي عنتاب وأنطاكيا وإسطنبول.
وجزء كبير من هؤلاء اللاجئين مر على وجودهم في تركيا قرابة 5 سنوات، وقام جزء منهم بتأسيس شركات وأعمال حرة ومطاعم ومحلات تجارية ويقولون إن عودتهم إلى سوريا ستكون صعبة حتى ولو توقفت الحرب كونهم أسسوا مصالح تجارية في تركيا.
وتحدث الرئيس التركي في العديد من المناسبات عن ترحيب بلاده باللاجئين السورين، وأعلن أن بلاده ستعمل على منح الجنسية التركية لمن يرغب من اللاجئين، في خطوة أثارت شريحة واسعة من الشعب التركي وولدت هجوماً كبيراً من المعارضة على أردوغان.
فادي أحمد (31 عاماً)، من مدينة حمص السورية، يعمل صحافياً في مدينة إسطنبول التركية، يقول لـ «القدس العربي»: «لا يمكن العودة إلى سوريا في الوقت الحالي، أفضل البقاء هنا في إسطنبول أعيش في مكان آمن مع عائلتي وأعمل بعائد مادي جيد جداً مقارنة بسوريا، حتى لو استتب الأمن في سوريا فأنا لا أنوي العودة للاستقرار هناك، سأعود لزيارة مدينتي فقط عندما تعود لها الحـياة».
لكن موقف محمد سعد الدين (27 عاماً) الذي يعمل في محل سوري لبيع الشاورما في إسطنبول يبدو مختلفاً، حيث يقول: «بالتأكيد نتمنى العودة إلى الوطن، ليس أمامي خيار آخر، الحياة في تركيا صعبة، واللجوء إلى أوروبا بات معقداً، عندما تتوفر الظروف أنا مستعد للعودة إلى حلب لأبني حياتي من جديد هناك»، لكنه اشترط أن تكون العودة إلى مكان سكناه في حلب وليس إلى مناطق آمنة قرب الحدود.
من جهته، اعتبر أبو حاتم (52 عاماً) والذي يعيش في مدينة غازي عنتاب التركية القريبة من الحدود السورية أن العودة إلى مناطق أخرى غير مدنهم الأصلية بمثابة «لجوء جديد»، مطالباً «إما أن نبقى هنا في تركيا أو نعود إلى مناطق سكنانا الأصلية عقب تأمينها من القصف والغارات الجوية»، بينما أكد آخرون على أنهم يأملون تمكن تركيا من تحقيق الهدوء في حلب من أجل العودة إليها.
«أردان زين تورك» الإعلامي والمذيع الإخباري لدى قناة 24 التركية، قال أن السوريين غير مستميتين للبقاء في البلدان التي لجأوا إليها، معطياً مثالاً عن مدينة جرابلس، وعودة اللاجئين إليها فور تحريرها.
وقال الإعلامي التركي المعروف: «هناك من عارض وجود السوريين في تركيا، ونحن قلنا لهم مراراً: هؤلاء غير مستميتين للبقاء هنا، أو في البلاد التي يلجئون إليها، بطبيعة الحال لم يصدقوا ذلك، انظروا إلى جرابلس، بعملية عسكرية بسيطة، وبتحريرها عاد السوريون إلى ديارهم، أرأيتم ذلك؟»، مضيفاً: «هؤلاء كانوا يكسبون رزقهم في بلادهم بشكل أو بآخر، سواء كانت أوضاعهم جيدة أم تعيسة، إلا أنهم كانوا يعيشون في سوريا، ولذلك ما إن استقرت أوضاع بلادهم سيعودون إليها».
مخطط استملاكي لتوزيع البيوت الدمشقية على الموالين للنظام السوري
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: تواجه بيوت دمشق التي توزع مجاناً على قوات بشار الأسد، واقع استملاك اجباري جديد، يغير ملامح العاصمة السورية، عن الوجه الذي اعتادت عليه ما قبل اندلاع الثورة، وذلك بتقاسم التركة الدمشقية على كل من يدافع عن أركان النظام بحسب وصف الناشط الإعلامي أوس الأموي وهو طالب جامعي في كلية الحقوق، ويدير مجموعة من الصفحات الإخبارية المعارضة.
وفي اتصال هاتفي لـ «القدس العربي» مع الإعلامي أوس قال: وعد رأس النظام «بشار الأسد» في أحد خطاباته التلفزيونية الذي حضره بعض أنصاره «بإعطاء سوريا لمن يدافع عنها أيا كانت جنسيته» وهو ما يسعى حثيثاً على تنفيذه، بإعطاء بيوت وأحياء ومدن بأكملها، وتوزيعها على كل مقاتل يدافع عن نظام حكمه، سواء كان سورياً ام أجنبياً، وفي الحالة الأولى لقد وثقنا الكثير من البيوت التي راحت بشكل مجاني إلى فئة مسلحة تقاتل إلى جانب قوات النظام» بحسب قوله.
وأضاف المتحدث: في حي دمر الدمشقي منح النظام الحرية لكل مسلح في صفوف قواته النظامية، أو متطوع لدى الميليشيات الرديفة لها، حق تملك بيوت الثوار، والشهداء، ومحالهم التجارية وحتى عقاراتهم بدون أي سندات أو أوراق مليكة، فضلاً عن قيام هذه الفئة بعمليات احتيال بهدف وضع أياديهم على البيوت، قائلاً: « الشبيحة في حي دمر سيطروا على حوالي 50 عقاراً، تعود لأصحابها من ثوار المنطقة، بما فيها مجموعة من المحال التجارية، التي دخلوها كمستأجرين، وما أن دخلوا تلك العـقارات حتى رفـضوا دفع الإيجار، وهددوا مطالبيهم بالاعتقـال والملاحقة الأمنية من قبل اللجان الشعبية التي حلت محـل القـوات النظـامية فـي الحـي».
وبيّن الأموي أن كل بيت يعود في ملكيته إلى معتقل أو شهيد أو مقاتل في صوف الجيش الحر، يعتبر تركة مشروعة لشبيحة النظام، فيدخلون معظمها على أنهم مستأجرون، وينتهون بتهديد مالك العقار، أو زوجة الشهيد، بالاعتقال، وغير ذلك من أساليب الإرهاب، فهناك عشرات النسوة اللواتي فقدن أزواجهن ويتم استغلالهن بهذه الطريقة.
وأردف: وثقنا 20 حالة لأصحاب منازل، ممن تواصل معنا مالكوها على صفحة تنسيقية الحي، ومن بين تلك الحالات سيدة فقدت زوجها الشهيد قبل نحو عام، ومنذ ذلك الحين، خسرت بيتها الذي يقطن فيه مستأجر متطوع لدى ميليشيات الدفاع الوطني، بعد أن هددها بالاعتقال في حال طلبت منه الإيجار».
وفي لقاء لـ «القدس العربي» مع «خلدون الصالح» وهو الاسم المستعار لأحد أصحاب مكاتب العقارات في مدينة دمشق، قال: قام الفرع 215 بمداهمة منزل يعود في ملكيته لأحد شهداء الحي، قريب من مكان اقامتي، مرات عدة، وفي كل مرة يكون داخل المنزل نساء وأطفال، فيسرق شبيحة المداهمة ما تيسر لهم، أما آخر مداهمة كانت من قبل ذات الفرع إضافة إلى عناصر من فرع الامن العسكري، وكان حينها المنزل فارغ تمام من أصحابه، فقام قوات النظام بتنظيفه من كل محتوياته، فيما استملك أحد عناصر المداهمة البيت، واستقدم عائلته للعيش هناك، دون أي اثبات ملكية أو عقد إيجار».
واشنطن تؤكد وجود تحديات مع الروس لتحقيق الاتفاق حول سوريا
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف استمرت 45 دقيقة حول سوريا يوم الأربعاء. ولكن نائب الناطق بإسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أصر على انه لم يحددا متى سيلتقيان. ورفض تأكيد ما أعلنه الروس انهما سيجتمعان في جنيف.
وأصر انه لا موعد محدداً لاجتماعاتهما مع أنهما سيجتمعان قريبا، وشرح تونر ان خلال المكالمة الهاتفية المطولة بينهما «تحدثا حول التحديات التي نحتاج ان نتخطاها حتى نصل للاتفاق والترتيبات حول سوريا».
وحول ما ذكرته «واشنطن بوست» أن الرئيس اوباما في لقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين قدم عرضاً امريكياً نهائياً حول سوريا أما يقبله او يرفضه؟
قال تونر «ان هذا ليس ما يفهم من الإجتماع لأن هناك استمراراً للمباحثات بين الطرفين، بل كانت هناك مناقشة مفصلة بين الرئيس اوباما والرئيس بوتين حول سوريا، وما خرج من هذا اللقاء انه لا بد من متابعة المباحثات لتحقيق هذه الترتيبات، وان على وزيري خارجية البلدين متابعة المباحثات. ولكن ليس لدينا اي شيء فوري لنعلنه حول اللقاء التالي للوزيرين».
وأضاف «مازالت هناك قضايا او تحديات يجب حلها ونعمل بجد على حلها، ولن نستمر في الاجتماعات لو لم يكن لدينا أمل بالنجاح . ولا يمكن ان أقول ان لدينا أملاً كبيراً بالنجاح، فقط اننا مستمرون في العمل حول ذلك».
وأكد الناطق «ان هناك قضايا تقنية معقدة لم نقدر ان نصل إلى تفاهم واضح حولها مع الروس ولكن سنستمر في الاجتماعات لوضع حد للنزاع في سوريا مع ان صبرنا ليس بدون نهاية».
وشرح تونر «ان لدى الروس قضايا او مواقف يريدون وضعها في الاتفاقية كما لدينا قضايا ومواقف تخصنا ايضاً، وإذا توصلنا إلى اتفاق مبني على الثقة وخطوات للتثبت منها للتحرك إلى الأمام».
دي ميستورا: نجاح المفاوضات الاميركية-السورية حول سوريا يمكن ان يحدث فارقاً كبيراً
جنيف- أ ف ب – اعتبر مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الجمعة، ان نجاحاً محتملاً للمفاوضات بين الروس والاميركيين حول سوريا، يمكن ان “يحدث فارقاً كبيراً” بالنسبة للمساعدات الانسانية لكن ايضاً لاستئناف العملية السياسية.
وقال لوسائل الاعلام، ان “النتائج يمكن ان تحدث فارقاً كبيراً لإعادة العمل بوقف الاعمال القتالية، وان تترك اثراً كبيراً على المساعدات الانسانية وعلى الطريقة التي تستأنف بها العملية السياسية”. واوضح انه التقى الخميس على مدى اكثر من ساعة في جنيف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
“ما هي حلب؟”: الناشطون على مواقع التواصل يجيبون
دشّن ناشطون وصحافيون وسم #WhatIsAleppo أو “ما هي حلب”؟ على موقع “تويتر”، وظهر في قائمة الأكثر تداولاً في الولايات المتحدة الأميركية.
إذ أثار، أمس، مرشح الحزب الليبرالي للانتخابات الرئاسية الأميركية، غاري جونسون، الدهشة والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، لعدم معرفته بمدينة حلب السورية.
وجاء سؤال جونسون، أثناء استضافته على قناة “أم أس أن بي سي” الأميركية، بعد أن سأله أحد ضيوف البرنامج عن ماذا ينوي فعله تجاه الوضع في حلب إذا أصبح رئيساً للولايات المتحدة، فأجابه جونسون متسائلاً “ما هي حلب؟”. وأثار سؤال جونسون دهشة الضيف، الذي رد عليه قائلاً: “هل تمزح؟” ليرد عليه جونسون: “لا، أنا لا أمزح”.
واضطر الضيف الآخر أن يعطي جونسون نبذة قصيرة عن حلب، قبل أن يستطيع جونسون الإجابة عن السؤال.
وانتشرت التعليقات الساخرة والمستغربة من جواب جونسون على “تويتر”، ونشر كثيرون صوراً للدمار والموت في حلب، وكتبوا فوقها “هذه هي حلب”.
وغرّد إليوت هيغينز: “ما قاله جونسون عن حلب يحظى حالياً بتغطية إعلامية في الولايات المتحدة أكثر من أي شيء يحدث على أرض الواقع في حلب”.
ونشر الإعلامي الأميركي، دايفد بيرد، صورة تظهر رسماً كاريكاتورياً للطفل السوري، عمران دقنيش، وجونسون يسأل “امرحوا! من يعرف حلب؟”، وكتب فوق الصورة “هذا وحشي ودقيق”.
وكتب الصحافي الأميركي، دايفد بيري: “لا تحتاج لدراسة متخصصة وعميقة لتعرف ما هي حلب. عليك فقط أن تقرأ الأخبار عن سورية”.
أما لينا سيرجي عطار فغردّت “لو أن العالم يهتم فعلاً لسؤال ما هي حلب؟ ما كانوا سيقفون صامتين وهي تُدمر”.
ورداً على الجدل الدائر، نشر جونسون تصريحا، ليصف ما حدث بخطأ إنساني، وأنه عندما طُرح السؤال عليه اعتقد أن كلمة حلب هي لفظ مركب اختصاراً لشيء آخر.
(العربي الجديد)
الشبكة السورية: القصف الروسي دمّر 59 مركزاً طبياً
اتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان القوات الروسية بقصف ما لا يقل عن 59 مركزاً طبياً منذ بدء تدخلها في سورية، أواخر سبتمبر/أيلول 2015 وحتى 31 أغسطس/آب 2016، مؤكدة أن معتبرة “روسيا شريك لنظام بشار الأسد في تهجير الشعب السوري”.
وأوضحت الشبكة في تقرير لها اليوم الجمعة، أنه “على الرغم من تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية في 27 فبراير/شباط الماضي، إلا أن الهجمات على المراكز الطبية لم تتوقف، بل تصاعدت بشكل مخيف، بعد إعلان الهيئة العليا للمفاوضات للمعارضة، تأجيل مشاركتها في مباحثات جنيف في 19 أبريل/نيسان الماضي”.
وأوضح التقرير أنه بعد تعليق مباحثات جنيف “تعرّض ما لا يقل عن 30 مركزاً طبياً للقصف”، لافتا إلى أن “القوات الروسية استخدمت مختلف أنواع الذخائر في هجماتها على المراكز الطبية، كالذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة والصواريخ البالستية”.
كما وثّق “ما لا يقل عن 59 مركزاً طبياً تم استهدافه عن طريق هجمات يُعتقد أنها روسية، من ضمنها خمس منشآت تعرضت للاستهداف مرات عدة، كما أن 84 في المائة من هذه الهجمات وقعت في محافظتي حلب وإدلب”.
“تسببت تلك الهجمات في مقتل 86 مدنياً، من بينهم أطفال ونساء وكوادر طبية”، بحسب التقرير الذي أكد أن “النظام الروسي خرق بشكل لا يقبل التشكيك، قرار مجلس الأمن رقم 2139، عبر عمليات القصف العشوائي، إضافة إلى انتهاك العديد من بنود القانون الدولي الإنساني، مرتكباً العشرات من الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب، عبر عمليات القصف العشوائي عديم التمييز، وغير المتناسب في حجم القوة المفرطة”.
أضاحي العيد تكسر حصار غوطة دمشق
لم يقف الحصار المحكم الذي تفرضه قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية لدمشق، حائلاً أمام إحياء المواطنين لشعيرة الأضاحي في عيد الأضحى، رغم أنه قلل من عدد الأضاحي المتوفرة في السوق بشكل كبير خلال السنوات الماضية.
“مشروع الأضاحي” الذي ترعاه مؤسسة عدالة الخيرية المحلية، هو واحد من المشاريع التي تسعى للحفاظ على الشعيرة وعدم التفريط فيها رغم صعوبة الظروف الإنسانية، وذلك عبر شراء الأغنام والعجول والجمال الصغيرة، وتربيتها لتكون صالحة بحسب الشريعة الإسلامية وتوزيعها على المحاصرين كأضحية في العيد.
ويعتمد المشروع على التبرعات القادمة من خارج البلاد، من الأفراد الراغبين بأداء واجب ديني ومساعدة المحاصرين من خلال اللحوم التي توفرها الأضاحي، إضافة للاستفادة من حليبها وجلودها.
وأعلنت العديد من الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الإقليمية، عن توفير برامج لشراء الأضحية عن الراغب بأداء هذه الشعيرة، وذبحها عنه ونقل لحومها إلى المناطق ذات الحاجة الملحة لها، ومنها سورية ومناطقها المحاصرة.
وجهز القائمون على “مشروع الأضاحي” 150 بقرة ونحو 1000 رأس من الأغنام، إضافة إلى 8 جمال لتقديمها في الغوطة الشرقية أضحية للعيد الذي يصادف بعد أيام قليلة.
وقال بسام أبو علاء، مدير”مشروع الأضاحي” في مؤسسة عدالة، إن المؤسسة تستقبل التبرعات من السوريين وغير السوريين الذين يودون مشاركة المحاصرين في الغوطة بفرحة العيد، مشيراً إلى أنهم يقومون بشراء الحيوانات وتربيتها حتى تكون مستوفية لشروط الأضحية.
وأشار أبو علاء، إلى أن العاملين والمتطوعين في المؤسسة يذبحون الأضاحي ويقطعونها ويوزعونها على الأهالي، لافتاً إلى أن عملهم كما يتضمن الجانب الديني، فإنه يسهم في مساعدة الأهالي في الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وتضم الغوطة الشرقية، عدداً من المدن والبلدات أبرزها “دوما” و”كفر بطنا” و”عربين” ويقطنها نحو 700 ألف نسمة حالياً، وتتبع إدارياً لمحافظة “ريف دمشق”.
ويخضع الجزء الأكبر من الغوطة الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة، للحصار من قبل قوات النظام منذ نحو 3 أعوام، إلى جانب تعرضها لقصف متواصل من طائرات النظام، أسفر عن مقتل آلاف المدنيين فيها.
من جانبه، أوضح خليل الجرودي، أحد العاملين في المشروع، أنهم يقومون بشراء الأضاحي قبل أشهر من العيد ليتجنبوا غلاء الأسعار الذي يسود خلال الفترة القصيرة السابقة للعيد، فيقومون بتعليف الحيوانات وتربيتها حتى تصبح جاهزة قبل العيد.
وأكد الجرودي أن “لحوم الأضحية توزع على المحتاجين من السكان المحاصرين، الذين زاد عددهم بشكل كبير بسبب الإغلاق”، مؤكداً أن المؤسسة تتولى أمر التوزيع عبر متطوعيها ولديها “قوائم بأسماء العائلات المحتاجة”.
(الأناضول)
دي ميستورا: نجاح مباحثات موسكو وواشنطن “يحدث فارقاً” بسورية
جنيف ــ العربي الجديد
اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أنّ نجاح المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية، يمكن أن “يحدث فارقاً كبيراً” بالنسبة للمساعدات الإنسانية واستئناف العملية السياسية.
ورأى في مؤتمر صحافي مشترك، اليوم الجمعة، مع منسق الإغاثة وحالات الطوارئ في الأمم المتحدة ستيفان أوبراين، في جنيف، إنّ “النتائج يمكن أن تحدث فارقاً كبيراً لإعادة العمل بوقف الأعمال القتالية، وأن تترك أثراً على المساعدات الإنسانية وعلى الطريقة التي تستأنف بها العملية السياسية”.
وكشف أنّه التقى، أمس الخميس، على مدى أكثر من ساعة في جنيف، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مشيراً إلى أنّ أولوية الوزيرين الروسي والأميركي جون كيري “التوصل إلى اتفاق يمكن التعويل عليه، والخروج بنتائج إيجابية توصل إلى صفقة”.
كما لفت دي ميستورا إلى أنّه تطرّق في اجتماعه مع أوبراين إلى الوضع في معضمية الشام بريف العاصمة السورية دمشق، لكنّه رفض التعليق على الوضع فيها، قائلاً “إننا نراقب بدقة ما يجري بعدما تبيّن أن من يتم إخلاؤهم من المعضمية ليسوا منها بل من داريا”.
بدوره، وصف أوبراين الوضع في شرقي حلب شمالي سورية بأنّه “سيء للغاية”، مجدداً المطالبة بهدنة في المدينة لمدة 48 ساعة أسبوعياً.
وأكد استعداد وكالات الغوث الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تقديم مواد الإغاثة اللازمة إلى المدنيين بمجرد الحصول على “ضوء أخضر” لتحرك الشاحنات، داعياً كافة الأطراف إلى ضمان سلامة عمال الإغاثة.
وأضاف “إنّ تأمين طريق الكاستيلو في حلب مهم، لكن علينا أن نضمن تأمين سلامة عمال الإغاثة في كل المناطق من قبل كافة الأطراف”.
“نيويورك تايمز” تسخر من غاري جونسون: هذه حلب
نيويورك – العربي الجديد
ليلة الخميس، سخر الرأي العام من مرشح الحزب الليبرالي لانتخابات الرئاسة الأميركية غاري جونسون، الذي سُئل خلال مقابلة تلفزيونية لقناة “أم إس أن بي سي”: “ماذا كنت ستفعل لحلب؟”، فأجاب: “وما هي حلب؟”.
“هذه بعض المعلومات الأساسية عما يجري حالياً في حلب”، تقول صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في تقرير اليوم الجمعة، مذكرّة بأنّ المدينة التي تقع شمالي سورية، كانت يوماً مدينة مشهورة بقلعتها وبلدتها القديمة، لكنّها اليوم نموذجٌ للدمار، و”قمة في الرعب”، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أنّ حلب تعاني منذ عام 2012 انقساماً في أرجائها بين مناطق يسيطر عليها النظام السوري في الجزء الغربي منها، وأخرى يسيطر عليها الثوار في الجزء الشرقي، في وقت يعاني المدنيون من الغارات والحصار، مذكّرة بصورة الطفل عمران دقنيش التي هزت العالم، الشهر الماضي.
ولفتت إلى ما شهدته المدينة خلال الصيف الحالي من تكثيف للقتال، لاسيما بعد الدعم الروسي لقوات النظام، التي حولت الجزء الشرقي من حلب إلى خراب هائل، جراء الغارات بالبراميل المتفجرة والهجمات المحتملة بغاز الكلور السام، ناهيك عن القصف اليومي.
كما تذكّر الصحيفة بأنّ الجزء الشرقي من المدينة، يعاني حصاراً خانقاً حيث طرق وصول المساعدات من وإلى الجزء مقطوعة بالكامل من قبل قوات النظام، في وقت يحذر عاملو إغاثة من أنّ أكثر من 275 ألف مدني عالقون هناك من دون ماء أو غذاء أو مواد طبية. كما أنّ القتال المتواصل، أدى إلى تقليص المساعدات عن أكثر من مليون ونصف شخص في الجزء الغربي من المدينة الذي يعاني بدوره انقطاعاً في الخدمات الأساسية بين الحين والآخر.
وتشرح الصحيفة، في إطار ردّها الساخر على المرشح الرئاسي الأميركي، بأنّ حلب ومحيطها الأوسع كمحافظة، باتت نقطة التقاء لقتال متعدد الأطراف يضم قوات النظام، والمليشيات الكردية، والمقاتلين المعارضين المدعومين من قبل الولايات المتحدة، فضلاً عن مقاتلين مرتبطين بنتظيم القاعدة، وآخرين بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، مشيرة في هذا السياق إلى التحرّك الأخير للقوات التركية باتجاه مناطق سيطرة داعش، مانعة تقدم المقاتلين الأكراد، الذين تراهن عليهم واشنطن لمواجهة التنظيم.
وتختم بالقول “لا نهاية بعد في الأفق للقتال المتواصل في حلب”، فبعد محادثات أجراها الرئيس الأميركي باراك أوباما، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لأكثر من 90 دقيقة، الإثنين الماضي، على هامش قمة مجموعة العشرين، لم يتوصل الطرفان إلى أيّ اتفاق حتى الآن.
طائرات النظام السوري ترتكب مجزرة جديدة بحلب
رامي سويد
سقط عشرات القتلى والجرحى نتيجة استمرار القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه الطائرات الروسية وطائرات النظام السوري الحربية والمروحية وقوات المدفعية التابعة له، على مناطق سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب وريفها، وفي غوطة دمشق الشرقية.
وقالت مصادر طبية في حلب، لـ”العربي الجديد”، إن تسعة مدنيين، بينهم أربعة أطفال وثلاث سيدات، قضوا ظهر اليوم الجمعة، وأصيب عشرة آخرون على الأقل بجراح، إثر سقوط برميل متفجر ألقته مروحية تابعة للنظام السوري على مبنى سكني كانوا يقطنون فيه في حي صلاح الدين، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، جنوب غرب حلب.
ولفتت المصادر إلى أن غارة جوية شنتها طائرة حربية يعتقد أنها روسية على شارع سكني في حي السكري القريب من حي صلاح الدين أدت إلى مقتل مدني واحد وإصابة سبعة آخرين بجراح.
وصرح الناشط الإعلامي، إبراهيم المحمد، في حديث مع “العربي الجديد”، بأن مدنيين اثنين قتلا وأصيب سبعة آخرون بجراح، نتيجة استهداف طائرة يعتقد أنها روسية لأحد المساجد بمزارع شاميكو، قرب بلدة كفرناها بريف حلب الغربي، وذلك أثناء خروج المصلين من المسجد بعد أدائهم صلاة الجمعة.
وأوضحت مصادر محلية في دوما، التي تسيطر عليها المعارضة السورية في غوطة دمشق الشرقية، لـ”العربي الجديد”، أن طائرات حربية يعتقد أنها روسية استهدفت المباني السكنية في المدينة، ظهر اليوم، بغارتين بالصواريخ الفراغية، ما خلّف قتيلين اثنين وعددا كبيرا من الجرحى، ارتفع عددهم إثر استئناف قوات النظام استهداف المدينة بقذائف الهاون.
جرابلس: “فرقة السلطان مراد” تستأثر بالمجلس المحلي
عبيدة أحمد
تصاعدت حدة الخلاف بين “المجلس المحلي” القديم لمدينة جرابلس، وبين “فرقة السلطان مراد” التابعة لـ”غرفة عمليات درع الفرات” بعد فرضها مجلساً محلياً جديداً للمدينة. ويَتَهِمُ نشطاء وأعضاء من “المجلس” القديم، بعض أعضاء المجلس الجديد، بموالاتهم السابقة لتنظيم “الدولة الإسلامية” وللنظام السوري. وكان ضغط “السلطان مراد” لتعيين المجلس الجديد، قد أحبط محاولات التوافق على مجلس محلي يُمثلُ أهل المدينة المحررة حديثاً من “الدولة الإسلامية”.
وأصدر المجلس القديم، الجمعة، بياناً، دعا فيه أهالي جرابلس للعودة إلى مدينتهم، للمشاركة في بنائها بعدما أصبحت آمنة. وشكر بيان المجلس فصائل المعارضة العسكرية المشاركة في تحرير المدينة، وطالبهم باستكمال خروجهم منها، متعهداً باستمرار أعماله “رغم امكانياته الضعيفة”، ودعا الجميع إلى “وحدة الصف حفاظاً على النسيج الاجتماعي”.
وكانت “فرقة السلطان مراد” قد منعَت أعضاء المجلس المحلي القديم، من المشاركة في تشكيل المجلس الجديد للمدينة، بعد إقصائهم من الاجتماع الذي حصل الخميس في بلدية كركميش التركية، بحضور رئيسة بلدية ولاية غازي عنتاب التركية فاطمة شاهين. وكانت شاهين ووالي مدينة غازي عنتاب، قد قاما بزيارة سريعة لمدينة جرابلس الحدودية، الخميس، بالتنسيق مع فصائل “غرفة عمليات درع الفرات”، وتجولا في معظم أحياء المدينة، وتابعا مطالبات المدنيين، وعمليات إعادة الكهرباء والماء إلى المدينة، بعدما تعهدت وزارة الطاقة التركية بتنفيذ ذلك خلال مدة قصيرة.
وقدّم المجلس المحلي القديم اعتذاراً لوالي غازي عنتاب عن بيانه الصادر في 6 أيلول/سبتمبر، والذي اتهم فيه الوالي وضابط التنسيق التركي في عملية “درع الفرات” وفصيل “السلطان مراد”، بمحاولات التحكم وفرض مجلس محلي على المدينة لا يمثلها. وأشار المجلس القديم إلى تلقيه معلومات خاطئة تسببت بتلك الاتهامات. وأدرج المراقبون الاعتذار كمحاولة من المجلس القديم لوضع حلّ توافقي في المدينة التي تعاني نقصاً في كافة مستلزمات الحياة.
وتُتهم “فرقة السلطان مراد” بالوقوف وراء فرض مجلس محلي على مدينة جرابلس، بسبب علاقاتها الجيدة ببعض المسؤولين الأتراك. وكانت “فرقة السلطان مراد” قد أصدرت بياناً في 6 أيلول/سبتمبر، وقعت عليه فصائل أخرى، اتهمت فيه المجلس المحلي القديم، بموالاته للأحزاب الانفصالية الكردية. وهو الأمر الذي يمنح “السلطان مراد”، بحسب بعض المراقبين، تأييداً مضاعفاً لدى بعض المسؤولين الأتراك، ويخوله لاستثمار هذه العلاقة لفرض شخوص المجلس الجديد، ممن لازال بعضهم موظفاً في مؤسسات الدولة السورية، وبعضهم لم يواجه تنظيم “الدولة” ولم يغادر مناطق سيطرتها في جرابلس.
المجلس الجديد الذي حظي برعاية “السلطان مراد”، ساهم في تشكيله إسماعيل عرب، المعروف بـ”أبو عرب”، الذي لعب دوراً في منع أعضاء المجلس القديم من دخول جرابلس والمشاركة في تشكيل المجلس الجديد. كما عمل عرب على منع قوافل الأدوية والإغاثة التابعة لـ”مجلس محافظة حلب الحرة” من دخول جرابلس لأسباب تتعلق بفساده وتفضيله دخول الدعم من قبل منظمات مرتبطة به. ويدعم عرب كل من شقيقه فيصل عرب وخميس محمد، اللذين يتمتعان بعلاقة جيدة مع مسؤولين أتراك. ويجري ذلك وسط غياب موقف تركي من هذه التصرفات، ووسط غضب من أهالي المدينة وخوفهم من الفتنة بين المكونات الاجتماعية.
وبحسب مصادر محلية من مدينة جرابلس، فالمجلس المحلي الجديد يتكون من ثلاثة عشر عضواً، برئاسة محمد حبش، الذي لازال موظفاً في إحدى المؤسسات السورية ويتقاضى راتبه الشهري منها، ونائب رئيس المجلس عبد الباسط محمد، الذي يتهمه البعض بموالاة النظام. كما يضم المجلس إمام الجامع غسان محمد، مسؤول المدرسة الشرعية المعيّن من قبل “الدولة الإسلامية” اثناء استيلائها على جرابلس.
وتسلم “مكتب الأوقاف” حسين حبش، ابن رئيس المجلس، وقال شهود عيان من جرابلس، إن حسين ساهم بشكل كبير في تقديم دورات شرعية مع تنظيم “داعش” للمدنيين، وعمل على دفع المدنيين للانضمام إلى التنظيم. في حين سُلّمت أم حسين وزوجة محمد، رئاسة “مكتب الثقافة ومحو الأمية”، ويُقال إنها لم تتجاوز عتبة الثانوية العامة.
“مكتب التربية” في المجلس الجديد، أعطي لممدوح فضلي، الذي مازال اخوته يقاتلون مع “داعش”، وابنه نبيل الفضلي، كان قد فجّر نفسه في مدينة إسطنبول، في وقت سابق من العام الحالي.
هذه الأسماء أحدثت موجة غضب عارمة داخل مدينة جرابلس، من فصائل أبناء المدينة، ومن الأهالي، الذين يدعون الفصائل لمحاسبة المرتبطين بالنظام وتنظيم “داعش” لا تعيينهم في “مجلس محلي” مخصص لخدمة البلد. كما لا يُعرفُ عن بقية أعضاء المجلس المُعيّن أي ارتباط بالثورة السورية، ويقول البعض إنهم من الأشخاص الذين يمكنهم التعايش مع أي جهة تسيطر على المنطقة.
من جهته يسعى المجلس المحلي القديم إلى تعليق كافة أعماله والخروج من مدينة جرابلس، خشية الاصطدام مع المجلس الحديث، داعياً الجهات التي رعت تشكيله من دون أي عملية تبادلية وتشاركية، إلى تفادي ذلك الخطأ الكبير والوقوف على متطلبات البلاد والابتعاد عن الاقصاء.
ويبدو أن عملية فرض مجلس مدني على مدينة جرابلس تمت بشكل متفرد من قبل “السلطان مراد” و”فرقة الحمزة”، في ظل غياب أي رأي لـ”فيلق الشام” أبرز مكونات “درع الفرات”. بينما دعت “الجبهة الشامية” لتحكيم العقل والمصلحة والاعتماد على الكفاءات المدنية المناسبة، في بيان صدر عنها الأربعاء.
ويرى مراقبون بأن محاولة فصيل فرض رؤيته ومجلس يتبع له على جرابلس، هو أمر يثير شكوكاً حول مصداقية تحرير المدينة وتسليمها لأهلها. في حين يشير آخرون، إلى أن أعضاء في “السلطان مراد” استغلوا علاقتهم الشخصية مع مسؤولين أتراك، لتحقيق هذا الأمر، وهو ما لا يمكن إدراجه كسياسة تركية، وإنما إساءة بعض الأطراف المحلية لاستعمال السلطة.
مقتل أبو هاجر الحمصي..أكثر من غارة جوية
نسيب عبد العزيز
استهدفت غارة جوية، الخميس، اجتماعاً لقيادات الصف الأول من “جبهة فتح الشام” في كفرناها في ريف حلب الغربي، كما ذكر المكتب الاعلامي للجبهة. وأدت الغارة إلى مقتل أسامة نمورة المعروف بأسماء حركية مختلفة؛ “أبو هاجر الحمصي” و”أبو عمر سراقب” و”أبو خالد لبنان”. و”أبو هاجر” هو عراب “جيش الفتح” وأميره العسكري العام، ويعتبر مهندس عملية فك حصار حلب.
ونجا من الغارة الجوية “أمير القوة المركزية” المعروف بـ”أمير كتائب النصرة” في “جبهة فتح الشام” أبو مسلم الشامي، بعدما أشيع خبر مقتله مع أبو هاجر، وظهرت صور له يتلقى فيها العلاج من جروح ليست بالخطيرة.
ويُعتبر نمورة من مؤسسي “جبهة النصرة” وله دور بارز في انتشارها في القلمون، وكان قد تولى “إمارة ادلب” ثم انتقل بعدها إلى “إمارة حلب”. ونمورة من مواليد مدينة ادلب، وكان قد “هاجر” إلى العراق بعد دخول القوات الأميركية بعام واحد، واعتقل هناك في ظروف غامضة، ويُعتقد أنه التقى أثناء اعتقاله مع أبو بكر البغدادي. ونقل نمورة بعد ذلك، ونتيجة اتفاق بين الحكومتين السورية والعراقية، إلى سوريا، حيث سجن في “فرع فلسطين” التابع لـ”الأمن العسكري” لمدة ثلاث سنوات. وأخرج أبو هاجر من السجن، في ظل “العفو” الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، عن الإسلاميين، بُعيد انطلاق الثورة السورية. ومع الظهور العلني لـ”جبهة النصرة” بدأ نجم “أبو هاجر” باللمعان.
والغارة الجوية التي تسببت في مقتل نمورة وإصابة أبو مسلم، لا تشبه مثيلاتها من عمليات اغتيال أبرز رجالات “القاعدة” في سوريا، منذ بدأ طيران “التحالف الدولي” استهدافهم أواخر العام 2014.
وقال مصدر مقرب من “مكتب فتح الشام الإعلامي” لـ”المدن”، إن جميع القتلى من قيادات “فتح الشام” (“النصرة” سابقاً) في غارات “التحالف”، لم تبدو جثثهم شبه سليمة، كما جثة نمورة. كما أشار المصدر إلى أنه من النادر خروج ناجين من تلك الغارات، لشدة تركيزها وضخامة انفجاراتها، على عكس غارة الخميس.
وتابع المصدر بالقول إن مسيرة “أبو هاجر الحمصي” في التنظيم، وتباين توليه وعزله من مراكز قيادية، قد يكون دافعاً رئيسياً لتساؤلات حول طريقة اغتياله، طُرحت ويتم تجاذبها في أوساط قيادات وعناصر “فتح الشام”؛ فأبو هاجر أُبعِدَ من “إمارة ادلب” إلى “إمارة حلب” اضطرارياً، تخوفاً من مناصريه. كما عُزلَ وسُجِنَ في حزيران/يونيو 2016 بتهمة “سوء استخدام السلطة” بعد شهر من عملية جوية استهدفت اجتماعاً لقيادات “النصرة” في مطار أبو الضهور في ريف إدلب الشرقي، كان قد تغيّبَ عنه نمورة بشكل غير مبرر، ما أثار بعض الشكوك حول تسريبه المقصود أو غير المقصود لمكان الاجتماع وشخصياته، والذي كان “أمير النصرة” الفاتح الجولاني حاضراً فيه وخرج منه قبل تنفيذ الغارة بدقائق.
مصدر آخر مقرب من “فتح الشام” أكد لـ”المدن” عملية اعتقال نمورة في حزيران 2016، لكنه نفى أي شكوك أو اتهامات تتعلق باجتماع أبو الضهور، مشيراً إلى أن سبب تجميد “أبو هاجر” في الفترة الأخيرة هو رفضه القاطع لعملية فك الارتباط مع تنظيم “القاعدة”، وتحفظاته الدائمة على أي طرح يقدمه التيار المعتدل في “فتح الشام” والذي يمثله عدد من الشخصيات مثل أبو ماريا القحطاني ويوسف العرجاني وأبو حسن الكويتي ومظهر الويس.
وأُبعِدَ نمورة في الفترة الأخيرة عن مركز الثقة والقرار في “فتح الشام”، كما ذكر المصدر أن علاقة “أبو هاجر” مع الجولاني شهدت في الآونة الأخيرة تراجعاً شديداً، بالمقارنة مع طبيعة علاقتهما سابقاً؛ فـ”أبو هاجر” كان ممثلاً ذو صلاحيات واسعة للجولاني في جلسات تشكيل “جيش الفتح”، ما خوله تولي موقع “المسؤول العسكري العام” في “جيش الفتح”. ويتابع المصدر بالقول إن جميع عمليات تصفية قادة “فتح الشام” استهدفت المخضرمين والمتشددين في “القاعدة”.
وأضاف المصدر أنه من خلال متابعة سلسلة استهداف قيادات “النصرة” فلا يمكن لتلك العمليات أن تكون دقيقة من دون وجود فجوة أمنية وخرق في جسم التنظيم. فمعظم الغارات الجوية كانت تستهدف القيادات رغم إجراءاتها الأمنية وحذرها الشديد؛ ومنهم من تم اغتياله في سيارته مع مرافقيه، كما حدث مع رضوان نموس “أبو فراس السوري” في قرية كفر جالس في ريف إدلب في نيسان/إبريل 2016، وكذلك استهداف زعيم “جماعة خراسان” محسن الفضلي، الذي اغتالته غارة أميركية في ريف ادلب الشمالي في أيلول/سبتمبر 2014.
ويعتبر “أبو هاجر” مهندس اقتحام “النصرة” لمقرات “الفرقة 13″ التابعة للجيش الحر في مدينة معرة النعمان، و”الأمير العسكري” للعملية التي قتل فيها 6 عناصر من “الفرقة 13” قبل مصادرة أسلحتها وذخيرتها بتهمة “الردة والعمالة لأميركا والغرب”.
وتزامنت عملية اغتيال “أبو هاجر” مع الذكرى الثانية لمقتل عدد من أبرز قيادات “حركة أحرار الشام” في عملية غامضة، أودت بحياة 40 من قياداتها ومنهم قائدها ومؤسسها حسان عبود “أبو عبدالله الحموي”، في قرية تل صندل بالقرب من بلدة رام حمدان في ريف إدلب.
ويشير البعض إلى أن أغلب مقرات “فتح الشام” تعتبر أهدافاً سهلة حتى بالنسبة لطيران النظام، ولكن تنفيذ ونجاح مثل هذه الضربات من خلال استهداف مراكز الاجتماعات السرية ورصد تحرك سيارات المستهدفين بُعيد انطلاقها على الطرق لا يمكن أن تنجح من دون تسريب معلومات استخباراتية من داخل التنظيم.
ويُشير البعض إلى أن هدف تسريب المعلومات، إن كان صحيحاً، فهو للتخلص من منافسين ضمن التنظيم. وهو طرح لم يسبق أن أشير إليه سابقاً في أروقة “فتح الشام”؛ إلا أن متشدديها بدأوا يثيرون هذه التساؤلات، مستشهدين بجميع قتلى “النصرة” المحسوبين على الأكثر تشدداً.
القيادي السابق في “النصرة” صالح الحموي، كان قد نشر تغريدة في حسابه في “تويتر” المعروف باسم “أس الصراع في الشام”، قُبيل اغتيال “أبو هاجر” تحدث فيها عن وجود “قمرين صناعيين أميركيين، يجوبان أجواء سوريا منذ أحد عشر يوماً، ولا تمر سيارة إلا ويرونها، وهذا يعني بدء مرحلة المسح والتنصت. على القادة أخذ الحذر”. والحموي، الذي لايزال يعتبر شخصية مطلعة على خفايا “فتح الشام” رغم انفصاله عنها، عاد ونشر بعد مقتل “أبو هاجر الحمصي” تغريدة أخرى في “تويتر” جاء فيها: “أبو هاجر الحمصي في آخر أيامه أجرى مراجعات شاملة وصحح كثيراً من الأخطاء التي وقع فيها، ويُقر بذلك خصومه قبل أتباعه. وأبدى مرونة مع الفصائل لم يعتد عليها”. الأمر الذي يؤكد تشدد أبو هاجر، وعلاقته المتوترة مع بقية الفصائل، خاصة بعدما كَثُرَ الحديث عن محاولات فاشلة لاندماج الفصائل الإسلامية في الشمال السوري.
كيري لم يخيّب ظنّ لافروف
توضّح مصير الاجتماع الأميركي-الروسي في جنيف، مع إعلان الخارجية الأميركية أن الوزير جون كيري سيجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وكان من المفترض أن يبدأ الاجتماع يوم الخميس، إلا أن اعتراضات أميركية، بحسب ما أفاد دبلوماسيون لوسائل إعلام، حالت دون انضمام كيري إلى الاجتماع في لافروف.
وبحسب ما نقلت وكالة “رويترز”، فقد قلل مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية، خلال حديثهم إلى الصحافيين على متن طائرة كيري، من إمكان الوصول لانفراجة نهائية مع لافروف يوم الجمعة، حتى مع الحديث عن “تقدم مضطرد” في المباحثات بين الجانبين خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال أحد المسؤولين الذين لم تسمهم الوكالة “نزيح قضايا عن الطاولة بعد أن حدثت انفراجة بشأنها وما زال لدينا قضايا عالقة لم نستطع إغلاقها”. وأضاف “لا يمكننا أن نضمن في هذه المرحلة أننا على وشك الانتهاء”، مشيراً إلى أن القضايا العالقة تنطوي على أمور فنية كثيرة وبالغة التعقيد.
وتابع “لو كنا نعتقد أنهم (الروس) يحاولون إضاعة الوقت لما عدنا للمحادثات. وإذا وصلنا لنقطة نعتقد فيها أنهم يضيعون الوقت فعندها ستروننا على الأرجح نسلك اتجاها مختلفا (..) لا يزال هذا بشكل كبير النقطة المحورية في المحادثات التي نجريها وسيكون موضوعا (للنقاش) بشكل كبير (يوم الجمعة)”.
وزعم مسؤول ثان، أن كيري يواصل السعي إلى تذليل العقبات في اتفاق محتمل مع روسيا، لأن المعارضة السورية تدعم تلك المساعي، من أجل وقف أسوأ عنف تشهده بلادهم، لكنه أكد في المقابل، على سقف محدد لصبر الولايات المتحدة حيال المباحثات، إذا لم يتم التوصل إلى نتيجة “في وقت قريب نسبياً”.
يشار إلى أن هذا الاجتماع بين كيري ولافروف هو الثالث في غضون أسبوعين، فضلاً عن تواصل مستمر على الهاتف بينهما بشأن اتفاق لتنسيق العمليات في سوريا. ويواجه المسعى الأميركي اعتراضات كبيرة في صفوف مسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية وأجهزة الاستخبارات، ويتقدّم أولئك وزير الدفاع آشتون كارتر.
تحرير الرقة..خيار أوباما الصعب
عبد القادر عبد اللي
من المعتاد أن يحصل الصحافيون الأتراك على المعلومات الأهم لأي زيارة يقوم بها رئيسهم، في طريق عودته؛ فيجتمع بهم في قاعة خاصة في الطائرة، ويجيب عن أسئلتهم، ويسرب إليهم ما يريد أن يسربه. وبحسب هذا التقليد أعطى الرئيس التركي للصحافيين في الطائرة بعض المعلومات حول اللقاءات التي أجراها على هامش “قمة العشرين”، خاصة مع الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين.
من جهة، بدت الأمور غامضة مع روسيا على الرغم من مئات التحليلات التي تتحدث عن اتفاق روسي-تركي، فكل تصريح تعتبره تركيا إيجابياً، يأتي بعده تصريح آخر يناقضه. ولعل المثال الأبرز في هذا الموضوع تصريح الرئيس الروسي بوتين قبل الذهاب إلى الصين، والذي اعتبرته تركيا إيجابياً: “تركيا تدافع عن مصالحها في سوريا مثلما تفعل روسيا”. ولكن بعد الزيارة جاء تصريح الخارجية الروسية بأن “توغل القوات التي تدعمها تركيا في أعماق سوريا مقلق لروسيا”، لينسف الجو الإيجابي المتشكل.
من جهة أخرى، أعطت الولايات المتحدة إشارات إيجابية بالنسبة إلى تركيا من خلال المعلومات التي أدلى بها الرئيس التركي حول تحرير الرقة، إثر سؤال أحد الصحافيين: “هل سيكون لتركيا دور في موضوع الرقة؟”. ردّ أردوغان: “هذا أحد الموضوعات التي ناقشناها مع الولايات المتحدة. وسيُحدد ما يمكن عمله نتيجة المباحثات. وهذا يتعلق بموقف الولايات المتحدة… يريد أوباما أن نفعل شيئاً معاً، ونحن أبلغناه بأنه لا مشكلة لدينا في هذا الأمر، فليجتمع العسكريون من الطرفين، ويناقشوا ما يمكن عمله”.
يبدو هذا الكلام لأول وهلة تراجعاً أميركياً كبيراً عن موقفها قبل سنتين من الآن، في جدة. يومئذ أصرّت تركيا على موقفها بأن سلاح الجو لا يمكن أن يحسم معركة، وضرورة وجود جنود على الأرض، وعرضت أن تكون في طليعة أي تشكيل عسكري يؤسس لهذه الغاية، وفي المقابل رفضت الولايات المتحدة هذا الطرح بشدة، وبقيت تصريحاتها تتحدث عن تحجيم “داعش” لا القضاء عليه، حتى إن أوباما في “قمة العشرين” الماضية أكد من أنطاليا التركية على ضرورة عدم القضاء على “داعش”، لأن هذا التنظيم في هذه الحالة سيتفرق في دول عديدة، وينتقل إرهابه إليها بينما هو الآن محصور بين سوريا والعراق فقط.
ولكن هل تراجع الأميركيون عن موقفهم السابق؟ وما الجديد الذي جعلهم يتراجعون؟
في الحقيقة أن هناك لعباً مقصوداً أو غير مقصود في “تحرير” الخبر عندما نشرته وسائل الإعلام التركية بالعربية، فقدمته على أنه “عرض أميركي على تركيا بالمشاركة في تحرير الرقة”، وهكذا يبدو أن الأمر قد نضج، ولكن الحقيقة وبناء على كلام رئيس الجمهورية التركية لم ينضج شيء بعد، والأمر متعلق بمباحثات يُجريها وفدان عسكريان من البلدين. وبما أنه “متعلق بموقف الولايات المتحدة” بحسب الرئيس التركي، فهذا يعني أن تركيا قد حسمت أمرها، ولكن الولايات المتحدة لم تحسمه بعد.
ما الذي يجعل الولايات المتحدة مترددة؟ هناك تجارب عديدة في الحرب ضد تنظيم “داعش” في كل من تل أبيض وعين العرب “كوباني” ومنبج، وبعض المناطق الأخرى التي استخدمت فيها الولايات المتحدة “قوات حماية الشعب” مطعمة بقوات محلية مختلفة، وحتى كردية من كردستان العراق في عين العرب “كوباني”. وكانت النتيجة دماراً كاملاً تقريباً في المدن الكبرى، وعدم تمكن اللاجئين من العودة إلى هذه المدن لأسباب مختلفة، منها الدمار، ومنها ما تسميه تركيا ومنظمة “العفو الدولية” تمييزاً عرقياً في الأماكن الأقل دماراً.
في المقابل هناك تجربة جرابلس، والتقدم الحاصل الآن نحو الباب، والسيطرة على عشرات القرى من “داعش”، وثمانية وعشرين قرية من “قوات سوريا الديموقراطية”. في هذه العملية لم يحدث الدمار الذي حدث سابقاً، وقد تمكن اللاجئون من العودة إلى قراهم، وأصبحت الحياة شبه طبيعية.
لا شك أن تركيا أرادت من تجربة جرابلس أن تقدم نموذجاً بديلاً، ومراسلو الوكالات الغربية عموماً ينقلون صوراً مقبولة من المناطق التي دخلها الجيش السوري الحر.
من ناحية أخرى، بدت “قوات سوريا الديموقراطية” محدودة القوة على الرغم من الدعم الناري القوي الذي يقدمه “التحالف الدولي”، وقد وجدت صعوبات كبرى في دخول مدينة صغيرة مثل منبج وقدمت فيها عدداً كبيراً من الضحايا. بينما عدد صغير من الجيش السوري الحر بإسناد ناري تركي مركز وكثيف جداً حقق نتائج جيدة.
بمعنى آخر لقد أرادت تركيا أن تقدّم تجربة تثبت من خلالها خطأ الموقف الأميركي، وأنها أقرب إلى المنطقة، وأدرى بشعابها.
هذا الأمر يضع الولايات المتحدة أمام خيار صعب، ويمكن ألا يحسم على المدى القريب. فلا يمكن لتركيا أن تدخل الرقة بمشاركة “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تعتبرها جناحاً لمنظمة إرهابية تهدد أمنها، كما أن الولايات المتحدة الأميركية من خلال التجارب التي خاضتها سابقاً مع “وحدات الحماية” ومناقشتها هذا الأمر مع الأتراك، تبدو أنها تعترف باستحالة الاعتماد على هذه القوات، وفي الوقت نفسه فقد دربتها وسلحتها، وتقدم لها الدعم.
هناك مئات التصريحات لمسؤولين أميركيين حول حلفائها الجدد من حزب “العمال الكردستاني” والمنظمات الشيعية العراقية والإيرانية. وما إذا كانت قد تخلت عن حلفائها التقليديين مثل تركيا، ففي جميع تلك التصريحات تؤكد على التحالف الاستراتيجي المستمر مع تركيا.
لا شك أن الولايات المتحدة اليوم أمام خيار صعب، فهي لا تستطيع أن تجمع بين الحليفين: الجديد “وحدات الحماية”، والقديم تركيا، في معركة واحدة.
الولايات المتحدة معروفة بالتخلي عن حلفائها في سبيل مصالحها، فعن أي حليف ستتخلى؟ هل تتخلى عن تركيا أم “وحدات الحماية”؟ وبالطبع لا يمكن استبعاد الخيار الثالث، وهو التراجع عن هذه السياسة، والعودة إلى سياسة تحجيم “داعش” لا القضاء عليه، وبهذا فلن تحتاج إلى أي من الحليفين التركي أو الكردي.
حزب الله يخزّن أسلحة متطورة في الجولان.. وإسرائيل تراقب
سامي خليفة
بعدما سلطت وسائل إعلام إيرانية الضوء على تحركات حزب الله في الجولان، والمُشار إليها بالقوة المشتركة التي أنهت الاستعدادات اللازمة لعملية واسعة في جنوب سوريا تهدف إلى وضع حد لوجود المسلحين في منطقة قريبة من حدود إسرائيل، أعلنت إسرائيل تخوفها من وصول قوة كبيرة من الحزب مدعومة من الجيش السوري والميليشيات الشيعية الموالية لإيران، إلى حدود القنيطرة، على بعد 2 كم من حدود الجولان، تحت قيادة ضباط من الحرس الثوري الإيراني المجهزين بالدبابات والمدفعية.
تُفسر إسرائيل اندفاعة الحزب بسعيه إلى إعادة إحياء فكرة فتح جبهة حربية ثانية ضد إسرائيل، التي ظهرت مع بداية الأزمة السورية. ووفق مصادر إستخباراية فإن الجيش الثلاثي في حالة معنوية مرتفعة بعد نجاح عمليته العسكرية في كليات حلب العسكرية، وقطع خطوط إمداد المعارضة من تركيا. وهذا ما دفع بعض وحدات الحزب إلى التوجه من ساحة حلب إلى جبهة القنيطرة في جنوب سوريا لمواجهة الحدود الإسرائيلية.
تضيف المصادر الإسرائيلية أن هذه القوات شوهدت عندما وصلت إلى مدينة البعث وخان أرنبة، وهما قاعدتا الجيش السوري الرئيسيتان في الجولان السوري، مع الدبابات والمدفعية الثقيلة. وتم التقاط تحركاتها للمرة الأولى في القنيطرة مع نشر بطاريات المدفعية ذاتية الدفع الثقيلة 19 KS، وهي مدافع روسية مضادة للطائرات تستطيع أن تضرب أهدافاً بمدى 21 كم مع قدرة على إطلاق 15 قذيفة في الدقيقة الواحدة. ويتوقع أن يكون هدف الحزب الجديد هو السيطرة على الحمدانية، التي تبعد كيلومترين عن حدود إسرائيل.
هذه التطورات دفعت المحللين الإسرائيليين إلى التساؤل عن موقف إسرائيل من احتلال الأراضي على طول حدودها الشرقية بعد الرسالة التي مررتها إلى روسيا سابقاً بمنع الحزب من الاقتراب من الجولان، وهل ستقوم إسرائيل بعمل عسكري جدي لمنعه من الوصول إلى السياج الحدودي؟
وكانت الصحافة الأميركية قد تعاملت مع هذه التطورات بأهمية بالغة، باعتبارها دلائل تشير إلى أن حزب الله يستخدم الحرب الأهلية السورية للتحضير لصراع لا مفر منه مع إسرائيل. وتنبع هذه المخاوف في المقام الأول، من استخدام الحزب، في نظر الولايات المتحدة الأميركية، مرتفعات الجولان لتخزين كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
وأشارت صحيفة الواشنطن تايمز إلى أن الحزب، كالأطراف الأجنبية والمحلية المقابلة له، يستخدم الحرب الأهلية السورية لتحسين موقفه في سوريا، مذكرة بما نشره مركز الاستشارات الأمنية العالمية ستراتفور، في الولايات المتحدة في 6 نيسان الماضي، من أن الحزب أقام قواعد في الجولان وأجزاء أخرى من جنوب سوريا، بحيث صار يمتلك قوات عسكرية قوية في الميدان لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد برعاية إيرانية، خصوصاً أن “لا مجال لبقاء الأسد في السلطة، ما لم يسلم الجولان إلى إيران. وجهود الحزب هذه في توسيعه وترسيخه سيطرته في سوريا ستزيد في المستقبل”. وهذا ما يحدث اليوم.
أضافت الصحيفة الأميركية أن روسيا سمحت للحزب بالحصول على الذخيرة والأسلحة من المستودعات الكبيرة في سوريا، مقابل الحصول على معلومات يستقيها الحزب من القتال على الأرض لاستخدامها في استهداف المتمردين خلال الضربات الجوية الروسية. ما قد يعيق جهود التسوية الأميركية- الروسية حول سوريا.
الأكراد يتحدون تركيا ويعلنون نظام حكم جديد شمال سوريا
دمشق – أعلنت سياسية كردية بارزة أن الاتحاد الديمقراطي الكردي وحلفاءه سيقرون دستورا يضع نظام حكم جديد في شمال سوريا الشهر المقبل، في تحد لتوغل تركي يهدف إلى تقليص نفوذ الأكراد في المنطقة.
وسيطبق النظام الجديد في أجزاء من الشمال، حيث فرض الاتحاد الديمقراطي (مدعوما بقوى حليفة) بالفعل مناطق حكم ذاتي منذ بداية الصراع في سوريا عام 2011، مما أثار قلق تركيا التي تخشى من تنامي نفوذ الأكراد على حدودها.
وقالت هداية يوسف التي ترأس المجلس التأسيسي للنظام الفيدرالي “نحن قررنا أن نعقد اجتماع المجلس التأسيسي لمشروع النظام الفيدرالي في بداية أكتوبر وسوف نقوم بإعلان نظامنا في الشمال السوري”.
وأضافت “ونحن لن نتراجع عن هذا المشروع بل سنعمل على تطبيقه على أرض الواقع”، متابعة “لن نفسح المجال لتركيا لأن تقوم بإعاقة هذا المشروع”.
ويقول مسؤولون أكراد إن النظام الجديد سيعمق ويوسع نطاق إدارة الحكم الذاتي القائمة، ويسمح بالتوسع في المناطق التي استعادها مقاتلون أكراد وحلفاؤهم في سوريا الديمقراطية من تنظيم الدولة الإسلامية.
وتسلط الخطة الضوء على صعود الأكراد باعتبارهم قوة رئيسية في سوريا منذ بدء الحرب. وينفي المسؤولون الأكراد اعتزامهم إقامة دولة كردية لكنهم لا يخفون هدف حماية حكمهم الذاتي في بلد أنهكته الحرب..
وتنظر تركيا إلى الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب باعتبارهما امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا منذ نحو 30 عاما للحصول على حكم ذاتي للأكراد في جنوب شرق تركيا. وبالمقابل فإن واشنطن حليفة أنقرة تعتبر الوحدات الكردية قوة شريكة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
ويعتقد متابعون أن قرار الاتحاد الديمقراطي وحلفائه بإعلان نظام جديد شمال سوريا لا يمكن أن يمر دون ضوء أخضر أميركي، ويرجحون وجوده فعلا.
وجاءت تصريحات السياسية الكردية بعد إعلان واشنطن عن زيارة أداها بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، إلى شمال سوريا حيث أجرى لقاءات مع الأكراد، أكد لهم خلالها حرص واشنطن على مواصلة دعمهم.
قرار الاتحاد الديمقراطي وحلفائه بإعلان نظام جديد شمال سوريا لا يمكن أن يمر دون ضوء أخضر أميركي، ويرجحون وجوده فعلا
وأبدى الاتحاد الديمقراطي، قبل هذه الزيارة المثيرة، مخاوف من انقلاب أميركي عليه بعد التدخل التركي، في ظل تضارب تصريحات مسؤولي البيت الأبيض.
واستهدف التوغل التركي في الأراضي السورية أراضي تمتد بطول مئة كيلومتر بين منطقتين رئيسيتين يسيطر عليهما الأكراد في شمال سوريا، مما أعاق خططا للربط بين المنطقتين لضم الأراضي المعروفة باللغة الكردية باسم روجافا.
ودخلت قوات سورية مدعومة من تركيا ومناهضة لوحدات حماية الشعب هذه المنطقة منذ بدء التوغل الشهر الماضي. وتسعى تركيا بدعوى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية إلى منع الأخيرة من توسيع مكاسبها على الأرض.
وقالت يوسف إنها تتوقع أن تنضم مدينة منبج الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات وسيطرت عليها قوى متحالفة مع الأكراد إلى النظام الفيدرالي، رغم أن المعارضة المدعومة من تركيا تقول إن المدينة لها.
وأضافت “طبعا أتوقع أن يشمل النظام الفيدرالي منبج بعد البطولات التي قامت بها القوات العسكرية بمساندة قوات سوريا الديمقراطية في تحرير المنطقة، وحسب رأينا ومتابعتنا للتطورات فإن شعب منبج متحمس للنظام الفيدرالي ويقبل هذا النظام”.
وتضع أنقرة السيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية صلب أهدافها العسكرية داخل الأراضي السورية.
وسيطر تحالف قوات سوريا الديمقراطية، الذي يضم وحدات حماية الشعب، منذ أسابيع على منبج في عملية مدعومة من الولايات المتحدة.
وقالت يوسف إن الجماعات الكردية وحلفاءها مازالوا يسعون للربط بين المنطقتين الكرديتين وأضافت “سوف نعمل على الوصول إلى مقاطعة عفرين”، مشيرة إلى منطقة في شمال غرب سوريا وتابعت “لن نتراجع عن ذلك”.
وسيقوم المجلس التأسيسي للنظام الفيدرالي الذي ترأسه يوسف ويضم 151 عضوا بإقرار الدستور المعروف باسم العقد الاجتماعي. وسيبدأ بعد ذلك العمل على سن قانون للانتخابات التي ستجرى على المستوى المحلي وتليها انتخابات إقليمية.
وقالت إن مسودة الدستور تنص على أن مدينة القامشلي على الحدود التركية هي عاصمة المنطقة الفيدرالية الجديدة.
واشتبك معارضون سوريون مدعومون من تركيا مع قوات متحالفة مع الأكراد شمالي منبج منذ بدء التوغل التركي يوم 24 أغسطس. وقال قائد من المعارضة السورية المدعومة من تركيا هذا الأسبوع إنه يتوقع معركة على منبج قريبا لأن وحدات حماية الشعب لم تنسحب.
وقالت يوسف “أكيد سوف نقوم بالرد على أي هجوم يقوم به الأتراك تجاه قواتنا”.
دي ميستورا يعلق الآمال على مفاوضات كيري ولافروف
شدد المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا على أهمية مفاوضات جنيف التي استأنفها اليوم وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بشأن سوريا، في حين قلل مسؤولون من احتمال توصل الوزيرين إلى اتفاق.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي مشترك مع ممثل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين إن نجاح هذه المفاوضات سيثمر تداعيات مهمة، ولا سيما في وقف الأعمال العدائية.
وأضاف أن “المشاكل في سوريا ليس سببها هطل الأمطار والزلازل وإنما الحرب، ومن ثم فمثل هذه النتيجة سيكون لها أثر على احتمال إعادة إطلاق العملية السياسية”، كما أوضح أنه التقى أمس لافروف على مدى أكثر من ساعة في جنيف.
أما أوبراين فقال إنه تجب المطالبة بهدنة تمتد ثمانية وأربعين ساعة أسبوعيا لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في سوريا، وذلك بغض النظر عن طبيعة المفاوضات والنقاشات الجارية بشأن الأوضاع هناك.
وجدد التأكيد على استعداد الأمم المتحدة للتدخل بمجرد الحصول على ضوء أخضر لتسيير الشاحنات، وذلك فور وصول تأكيدات بضمان سلامة سائقيها وطواقمها.
وشهدت جنيف ظهر اليوم استئناف لقاءات كيري ولافروف، وقال مصدر روسي من كواليس المفاوضات للجزيرة إن الوزيرين أخذا استراحة قصيرة، وبدأ التفاوض على مستوى الخبراء العسكريين من الجانبين الأميركي والروسي.
وقلل مسؤولون مرافقون لكيري من إمكانية التوصل إلى اتفاق مع لافروف اليوم، وقالوا إن القضايا العالقة تنطوي على أمور فنية كثيرة وبالغة التعقيد، بالرغم من إقرارهم بحدوث تقدم في محادثات الطرفين خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين للصحفيين إنه رغم أن جون كيري سيحاول تحقيق تقدم فإن “للصبر حدودا”، وإن الولايات المتحدة لن تواصل ببساطة المحادثات إذا لم يتم التوصل لنتيجة “في وقت قريب نسبيا”.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية قد قال في وقت سابق إن الوزيرين سيركزان في لقائهما على خفض العنف، وتوسيع إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، والمضي قدما نحو حل سياسي لإنهاء الحرب.
ويعد اجتماع كيري ولافروف الثالث بينهما في غضون أسبوعين، كما أنهما تحدثا هاتفيا أكثر من مرة في محاولة لتقليص هوة الخلافات بينهما بشأن خطة سلام سورية يبدو أنها في مرحلة الإعداد حاليا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
فصائل معارضة تندد بمقتل القائد العام لجيش الفتح
ندد عدد من فصائل المعارضة السورية المسلحة وقادتها بالغارة الجوية التي أدت إلى مقتل أبي هاجر الحمصي القائد العام لجيش الفتح وآخرين باستهداف اجتماع لقادة ميدانيين في جبهة فتح الشام جنوب غرب حلب، وقالت الفصائل إن هذا الاستهداف لن يوقفها أو يثنيها عن محاربة النظام ومليشياته.
وقالت القيادة العامة للواء الحق التابع لجيش الفتح إن القيادي في جبهة فتح الشام وجيش الفتح “قضى نحبه على ثرى حلب التي أدار معركة فك الحصار عنها”، وأضافت قيادة لواء الحق أن استهداف رموز الثورة لن يزيدها إلا إصرارا على المضي قدما لتحقيق أهدافها والدفاع عن السوريين المستضعفين.
وقال القائد العام لكتائب “أبوعمارة” مهنا جفالة أبو بكري إن أبا هاجر الحمصي هو الذي قاد معركة السيطرة على إدلب وريفها وفك حصار حلب. وأضاف أبو بكري أن أميركا بقتلها لأبي هاجر الحمصي “قد فتحت على نفسها أبواب الويلات”، وقال إن قتله لن يكسر عزيمة فصائل المعارضة المسلحة.
اجتماع قيادات
وكانت مصادر قد ذكرت للجزيرة أن طائرات التحالف الدولي استهدفت اجتماعا لقادة ميدانيين في جبهة فتح الشام جنوب غرب حلب بشمال سوريا، مما أدى إلى مقتل القائد العام لجيش الفتح، وقيادي آخر كنيته “أبو مسلم الشامي”، وأضافت هذه المصادر أن عدد القتلى جراء الغارة مرشح للارتفاع.
وأبلغ مصدر وكالة رويترز للأنباء أن الحمصي قتل عندما كان رفقة آخرين في مخبأ سري في قرية كفر ناها بريف حلب، ولم يكن زعيم جبهة فتح الشام أبو محمد الجولاني موجودا في الاجتماع على الأرجح.
وأبو هاجر الحمصي الذي يلقب أيضا بأبي عمر سراقب من مؤسسي جيش الفتح، وهو من أبرز القياديين في جبهة فتح الشام، وقد قاد معارك السيطرة على مدينة إدلب العام الماضي، وفك الحصار عن حلب في يوليو/تموز الماضي، قبل أن يعيد النظام حصارها مؤخرا.
ويوافق يوم مقتل القيادي السوري أيضا يوم عملية اغتيال معظم قادة الصف الأول والثاني والثالث من حركة أحرار الشام قبل عامين في مقر للحركة بريف إدلب.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
لهذه الأسباب تعثر الاتفاق الروسي الأميركي حول سوريا
لندن – حسين قنيبر
نادراً ما يغيب جون كيري عن اجتماع دولي حول سوريا. غيابه عن اجتماع لندن الذي شارك فيه عبر مؤتمر فيديو يعكس، برأي مراقبين، ارتباكاً وحرجاً بعد تعهد مبعوثه مايكل راتني خطياً للمعارضة السورية وفصائلها المسلحة بأن تضمن واشنطن تنفيذ اتفاق وشيك مع الروس يقضي بأن يوقف النظام قصفه الجوي وعملياته في مختلف أنحاء البلاد مقابل دعم أميركي لمعركة موسكو ضد النصرة وداعش، لكن الروس تراجعوا فجأة عن القبول بالاتفاق.
مصادر دبلوماسية شاركت في اجتماع لندن، قالت لـ”العربية.نت”: “إن الهجوم الذي شنه النظام وحلفاؤه بدعم روسي مؤخراً وأعادوا من خلاله إحكام الحصار على حلب هو الذي دفع الروس على الأرجح نحو التراجع عن تعهداتهم لواشنطن”.
وتقول هذه المصادر إن من بين أسباب تراجع الروس أيضاً “شعورهم بأن الحاجة ليست ملحة حالياً لاتفاق عسكري مع واشنطن طالما أنه تم استرداد المناطق التي سيطرت عليها المعارضة في حلب، وأنهم لا يجب أن يقدموا هدية للإدارة الأميركية في نهاية عهدها، فإذا كان لا بد من هدية فلتقدم للإدارة الجديدة، إلا إذا استجاب كيري لشروط روسية ما زالت موضع تفاوض”.
الاتفاق الأميركي الروسي الذي تراجعت عنه موسكو ينص على وقف استهداف طائرات النظام والروس لمناطق نفوذ المعارضة حتى في الأحياء التي يتداخل فيها تواجد فصائل معتدلة مع تواجد “جبهة فتح الشام”، أي ” جبهة النصرة” سابقاً.
وكان بوريس جونسون، وزير خارجية بريطانيا، قال للصحافيين باسم عشر دول تشكل “النواة الصلبة” في مجموعة أصدقاء سوريا اجتمعت الأربعاء في لندن، إن المجتمعين يدعمون المساعي الأميركية للتوصل إلى اتفاق مع موسكو.
وهذه الدول هي، إضافة إلى الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وقطر والسعودية والإمارات والأردن وتركيا، كما يشارك الاتحاد الأوروبي في النواة المذكورة.
الجبير: إذا فشلت المحاولات السياسية فلن يبقى سوى الخيار العسكري
ورغم تأخر توصل الأميركيين والروس إلى اتفاق، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن احتمال التوصل إليه قائم، مركزاً على مرجعية بيان جنيف واحد والقرار الدولي 2254. وأضاف الجبير رداً على سؤال لـ”العربية.نت” إنه في حال عدم التزام النظام السوري بهما “لن يبقى سوى الخيار العسكري إذا لم تؤد المحاولات السياسية إلى حصول تقدم”.
من جهته، قال رياض حجاب، منسق الهيئة العليا للمفاوضات الذي عرض من لندن رؤية المعارضة للحل، إن الأسد يجب أن يرحل حتى لو اتفق الأميركيون والروس على غير ذلك.
في المقابل، نقل مصدر دبلوماسي عن جون كيري تلميحه أثناء مداخلته عبر الفيديو خلال اجتماع لندن إلى أن بعض بنود الوثيقة السياسية التي قدمها حجاب غير واقعية، في إشارة إلى مطالبة الوثيقة برحيل الأسد عند بدء المرحلة الانتقالية.
أكثر من 70 منظمة اغاثة تعلق تعاونها مع الأمم المتحدة
الأمم المتحدة- فرانس برس
علقت أكثر من 70 منظمة اغاثة سورية تعاونها مع الأمم المتحدة، متهمة الوكالات الانسانية التابعة للمنظمة الدولية وشركائها بالخضوع لنفوذ النظام السوري، بحسب رسالة كشف عنها الخميس.
وفي الرسالة التي وجهت إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية، طالبت 73 منظمة موقعة على النص بالتحقيق في عمل وكالات الأمم المتحدة في سوريا ودعت إلى تشكيل لجنة مراقبة للإشراف على جهود الاغاثة.
وأفادت الرسالة “لقد أصبح من الواضح للعديد من المنظمات أن الحكومة السورية في دمشق لها تأثير كبير وواضح على أداء وكالات الأمم المتحدة التي مركزها في دمشق، وكذلك على شركائها” بما فيهم الهلال الأحمر العربي السوري.
وبين المنظمات الموقعة الجمعية الطبية الأميركية السورية، والدفاع المدني السوري المعروف كذلك باسم “الخوذ البيضاء” الذي يعمل في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة.
وأعلنت المنظمات انسحابها من برنامج تبادل المعلومات مع الأمم المتحدة لتوزيع المساعدات، وستقترح آلية جديدة “خالية من أي نفوذ سياسي”.
في المقابل، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن مكتب تنسيق المساعدات الانسانية في تركيا تسلم الرسالة. ودافع عن جهود المنظمة لتقديم المساعدات في سوريا قائلاً “هدفنا توزيع أكبر قدر ممكن من المساعدات”، رافضا التلميحات بأن الحكومة السورية تؤثر على موظفي الاغاثة في الأمم المتحدة.
“هدنة الأضحى” في حلب بين بوتين وأردوغان
اسطنبول- وكالات
اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية الخميس على ضرورة بذل جهود إضافية لوقف إطلاق النار في حلب خلال عطلة عيد الأضحى.
وقالت مصادر رئاسية إن الزعيمين اتفقا أيضا على أهمية تطهير المنطقة الحدودية من “المنظمات الإرهابية” لا سيما تنظيم داعش.
وكان الناطق باسم أردوغان أعرب الثلاثاء عن أمل بلاده في اقرار هدنة في سوريا بمناسبة عيد الأضحى رغم فشل موسكو وواشنطن في الاعلان عن اتفاق بشأن سوريا على هامش قمة العشرين التي استضافتها الصين.
وقال المتحدث ابراهيم كالين إن أردوغان أبلغ بوتين خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين أن سكان حلب يحتاجون إلى هدنة بمناسبة عيد الأضحى، مشيرا إلى أن وقف اطلاق النار يمكن أن يبدأ بهدنة لمدة 48 ساعة يتم تمديدها وتلتزم بها القوات السورية والفصائل المسلحة.
ولطالما كانت روسيا وتركيا على طرفي نقيض في النزاع السوري الدائر منذ خمس سنوات ونصف السنة، ولكن تم تسجيل تقارب بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، لا سيما بعد محاولة الانقلاب الفاشل الذي تعرضت له تركيا.
مساع جديدة بين كيري ولافروف بشأن سوريا وأمريكا تحذر من نفاد صبرها
جنيف (رويترز) – استأنف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الجمعة المفاوضات بشأن خطة لوقف إطلاق النار في سوريا وقال مسؤولان أمريكيان إنهما يعتقدان أن التوصل لاتفاق لا يزال ممكنا لكن المحادثات لن تستمر للأبد.
وقلل مسؤولون كبار بوزارة الخارجية الأمريكية في حديثهم إلى الصحفيين على متن طائرة كيري من إمكانية الوصول لانفراجة نهائية مع لافروف يوم الجمعة وإن قالوا إن “تقدما مطردا” حدث في الأسابيع الأخيرة.
وقال مسؤول “نزيح قضايا عن الطاولة بعد أن حدثت انفراجة بشأنها وما زال لدينا قضايا عالقة لم نستطع إغلاقها.”
وأضاف “لا يمكننا أن نضمن في هذه المرحلة أننا على وشك الانتهاء” مشيرا إلى أن القضايا العالقة تنطوي على أمور فنية كثيرة وبالغة التعقيد.
وتدعم الولايات المتحدة وروسيا أطرافا متنافسة في الحرب الأهلية السورية التي لا تلوح بوادر على انتهائها بعد خمس سنوات ونصف جرى خلالها تشريد نصف عدد سكان البلاد. وتدعم موسكو الرئيس بشار الأسد بينما تدعم واشنطن جماعات معارضة وتصر على رحيل الأسد.
وسيكون اجتماع كيري ولافروف هو الثالث في أسبوعين. وتحدث الرجلان عدة مرات عبر الهاتف في محاولة لتقليص هوة الخلافات بينهما بشأن خطة سلام سورية.
وقال مسؤول أمريكي ثان إنه رغم أن كيري سيحاول تحقيق تقدم فإن “للصبر حدود” ولن تواصل الولايات المتحدة ببساطة المحادثات إذا لم يتم التوصل لنتيجة” في وقت قريب نسبيا”.
ورفض المسؤولان ذكر تفاصيل بشأن ما قد تفعله واشنطن إذا انهارت المحادثات.
وقال المسؤول الأول “لو كنا نعتقد أن (الروس) يحاولون إضاعة الوقت لما عدنا للمحادثات. وإذا وصلنا لنقطة نعتقد فيها أنهم يضيعون الوقت فعندها ستروننا على الأرجح نسلك اتجاها مختلفا.”
ويواجه مقترح كيري للتعاون العسكري مع روسيا بشأن سوريا مقاومة قوية من مسؤولين في وزارة الدفاع والمخابرات الذين يرون أن موسكو ليست أهلا للثقة.
وذكر المسؤول الثاني أن واحدا من الأسباب التي تدفع كيري لمواصلة المساعي هي أن المعارضة السورية تدعمها كوسيلة لوقف أسوأ عنف تشهده بلادهم.
وبموجب الخطة التي يناقشها كيري ولافروف سيضع اتفاق لوقف الأعمال القتالية حدا للعنف بين الفصائل المتحاربة وسيفتح ممرات إنسانية.
وتصر روسيا على ضرورة انفصال جماعات معارضة عن المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة في مدن مثل حلب. وتريد واشنطن أن تمتنع قوات الأسد الجوية عن قصف قوات المعارضة والمدنيين.
وشدد المسؤول الأمريكي الثاني على أن أي اتفاق مع روسيا ينبغي أن يتضمن رفعا للحصار الذي تفرضه قوات الحكومة حول حلب.
وقال “لا يزال هذا بشكل كبير النقطة المحورية في المحادثات التي نجريها وسيكون موضوعا (للنقاش) بشكل كبير (يوم الجمعة).”
وقوبل كيري ولافروف بتشتيت غير مرغوب فيه قبل محادثاتهما في جنيف بعد الأنباء بأن كوريا الشمالية أجرت خامس تجربة نووية لها الأمر الذي أدى إلى وقوع انفجار أقوى من انفجار القنبلة التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية.
وعبر الوزيران عن قلقهما بشأن كوريا الشمالية في بداية الاجتماع.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)
شتاينماير: أمريكا وروسيا تبحثان وقف إطلاق النار في سوريا 7-10 أيام
برلين (رويترز) – قال وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير يوم الجمعة إن الولايات المتحدة وروسيا تحققان تقدما في المناقشات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا وأضاف أنه يأمل في تسوية الخلافات المتبقية في الأيام القادمة.
وقال شتاينماير في مؤتمر إن الاتفاق الذي تجري مناقشته يتضمن وقف القتال في سوريا لمدة 7-10 أيام.
وأضاف أن الجانبين حققا تقدما ولا يزال هناك قضيتان أو ثلاث لم تحل بعد.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)
الأمم المتحدة: محادثات روسيا وأمريكا بشأن سوريا حاسمة مع توقف المساعدات
من توم ميلز
جنيف (رويترز) – قالت الأمم المتحدة إن الحكومة السورية أوقفت فعليا قوافل المساعدات هذا الشهر وإن الوقود على وشك النفاد في مدينة حلب المحاصرة مما يجعل محادثات السلام بين الولايات المتحدة وروسيا في جنيف يوم الجمعة أكثر إلحاحا.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين للصحفيين في جنيف “قوافل المساعدات في سوريا متوقفة في الوقت الراهن” على الرغم من استمرار تشغيل جسر جوي إلى مدينة الحسكة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق البلاد وتنفيذ عدد قليل من عمليات الإجلاء من بلدتي الفوعة ومضايا المحاصرتين.
وأضاف أوبراين أن الحكومة السورية تراجع خطط الأمم المتحدة للمساعدات شهريا وإن موافقتها المتأخرة والجزئية على برنامج هذا الشهر تعني عدم دخول مساعدات حتى الان.
وقال “نحن في التاسع من سبتمبر ولم تبدأ الإمدادات بموجب خطة سبتمبر بعد.”
وبينما كان أوبراين يتحدث اجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للمرة الثالثة في ثلاثة أسابيع من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في ارجاء سوريا.
وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن المحادثات “تواجه قضايا معقدة ودقيقة وصعبة. دعونا نتحلى بالصراحة النتائج قد تصنع فرقا كبيرا.”
وأضاف أن مساعدة نحو 250 ألف شخص محاصرين في شرق حلب حيث تصاعدت معركة لبسط السيطرة في الشهر المنصرم باتت ملحة.
وقال دي ميستورا “هناك قلق متزايد على شرق حلب: قضية الغذاء والقضية بشأن احتمال أن تتحول إلى ظلام في الأيام القليلة القادمة بسبب عدم وجود الوقود ومشاكل المياه.”
وتقول جماعات المعارضة إن روسيا -التي تشارك في رعاية عملية الأمم المتحدة للسلام- هي جزء من المشكلة وليس الحل لأنها تقدم دعما جويا قويا للمقاتلين الموالين للرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أوبراين “نطالب أي طرف لديه نفوذ على أي من الأطراف المتحاربة بأن يضمن انهم يعترفون بأن مطلب وصول المساعدات الإنسانية بالغ الأهمية ويسمو فوق جميع المصالح الشخصية الأخرى.”
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي)