أحداث الجمعة 10 آب 2014
«داعش» يقتحم بعمليات انتحارية «اللواء 93»
لندن، الكويت – «الحياة»، أ ف ب
سيطر مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) امس «في شكل شبه كامل» على مقر «اللواء 93» في شمال شرقي سورية، حيث هرب عشرات من عناصر القوات النظامية السورية الى مطار الطبقة العسكري آخر معاقل النظام في ريف الرقة، في وقت فتح مقاتلو المعارضة «معركة لتطويق» مطار دمشق الدولي.
وبدأت عملية اقتحام مقر «اللواء 93» لدى قيام ثلاثة من مقاتلي «الدولة الإسلامية» بتفجير أنفسهم في مدرعات ملغومة عند بوابات الموقع والسيطرة على مقر الضباط، حيث استفاد عناصر التنظيم من الأسلحة التي نقلوها الى شمال شرقي سورية بعد سيطرتهم عليها من مخازن الحكومة العراقية في غرب العراق قبل أسابيع وعلى مخازن «الفرقة 17» في ريف الرقة قبل أيام.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي التنظيم أدت الى مقتل 27 عنصراً على الأقل من قوات النظام وجرح العشرات، إضافة الى مصرع ما لا يقل عن 11 عنصراً من الدولة الإسلامية». وبث التنظيم أشرطة مصورة أظهرت مقاتلي «داعش» وهم يفصلون رؤوس عناصر من قوات النظام قتلوا خلال الاشتباكات التي جرت تحت غطاء من القصف من الطرفين، وأكثر من 12 غارة من الطيران الحربي.
وقال «المرصد» إن سيطرة «داعش» على «اللواء 93» جاءت «عقب نحو 3 أسابيع من الوعود التي أطلقها رئيس النظام السوري بشار الأسد بتحرير محافظة الرقة ودير الزور (شمال شرق) وحلب» في الشمال. وكتب رئيس «تيار بناء الدولة» (معارضة الداخل) لؤي حسين على صفحته في «فايسبوك» أمس: «أيها الموالون، سقوط اللواء 93 يؤكد مرة أخرى أن النظام كذاب، فهو يترك هذه القطعات للذبح ليثبت لأميركا أنه ضحية إرهاب وليس طرفاً في صراع سياسي مع أبناء شعبه. أيها المعارضون، سقوط اللواء 93 ليس مكسباً لسورية والسوريين، لا تفرحوا، فهؤلاء الجنود ضحايا سياسات النظام ووحشية داعش».
في ريف دمشق، أعلن «جيش الإسلام» برئاسة زهران علوش إطلاق «معركة تطويق المطار»، لأنه «المصدر الأساسي لوفود المقاتلين الأجانب والمساعدات الإيرانية إلى نظام بشار الأسد»، على أن يتم في «مرحلة متقدمة حصار الأسد في دمشق تمهيداً للقضاء على النظام في عاصمته».
حقوق الإنسان: “داعش” يجند الأطفال ويبيعهم كانتحاريين
بيروت – “الحياة”
كشفت وزارة حقوق الإنسان اليوم أن تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) يجند أطفالاً فوق سن 12 سنة ويرسلهم إلى محافظة الانبار كانتحاريين، فيما أشارت إلى أن الانتحاريين يباعون عبر سلسلة من المراجع عند وصولهم الأنبار بأسعار تبدأ من 500 إلى 3000 دولار. ونقلت وكالة “السومرية نيوز” عن الوزارة قولها إن “عصابات داعش الإرهابية تجند الأطفال فوق سن 12 سنة وترسلهم إلى محافظة الانبار كانتحاريين”، مبينة أن “التنظيم يجذب هؤلاء الأطفال عن طريق شباب يقدمون لهم المغريات وكذلك يتم غسل أدمغتهم بأفكار تكفيرية تعصبية بدعوى الجهاد”. وأضافت الوزارة أن “مسلحي التنظيم يسقوهم عصائر مملوءة بحبوب الهلوسة قبل إرسالهم للتفجير”، لافتة إلى “أنهم يصوّرون النساء عاريات لجذب الشباب وكذلك يهددوهن بنشر الفيديو أو تسليمه إلى عصابات داعش لمعاقبتهن”. وتابعت الوزارة في بيانها أن “الانتحاريين يباعون عبر سلسلة من المراجع عند وصولهم الانبار يبدأ من 500 دولار إلى 3000 دولار”، مشيرة إلى أنه “تم إنقاذ احد الشباب من هذه الجريمة النكراء قبل أربعة أيام”. واكدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، في 13 تموز (يوليو) الماضي، أن تنظيم “داعش” استخدم الأطفال كدروع بشرية في مدينتي تكريت والموصل. ويشهد العراق وضعاً أمنياً استثنائياً منذ إعلان حال الطوارئ في 10 حزيران (يونيو) الماضي، إذ تتواصل العمليات العسكرية الأمنية لطرد تنظيم “داعش” من المناطق التي ينتشر فيها في محافظتي نينوى وصلاح الدين، بينما تستمر العمليات العسكرية في الأنبار لمواجهة التنظيم.
“داعش” يحشد قواته لاقتحام مطار الطبقة العسكري في الرقة
بيروت – “الحياة”
أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) يقوم “بحشد عناصره وعتاده العسكري، تمهيداً لاقتحام مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل النظام في محافظة الرقة، وذلك بعد أن بسط سيطرته الكاملة ليل أمس على اللواء 93 في منطقة عين عيسى، بالريف الشمالي لمحافظة الرقة، مشيراً الى ان ذلك جاء “عقب اشتباكات عنيفة بدأت بتفجير 3 مقاتلين من “داعش” لأنفسهم بعربات مفخخة في بوابة اللواء 93 ومحيطه، وانتهت بانسحاب عناصر قوات النظام باتجاه مطار الطبقة العسكري، وقرى في غرب اللواء 93″.
وأكد المرصد انه “قتل خلال عملية السيطرة على اللواء 93 في منطقة عين عيسى، ما لا يقل عن 36 عنصراً من قوات النظام، بعضهم جرى فصل رؤوسهم عن أجسادهم، بعد أن قتلوا في الاشتباكات، بينما لقي ما لا يقل عن 15 عنصراً من التنظيم مصرعهم في الاشتباكات ذاتها غالبيتهم من جنسيات غير سورية”.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” سيطر في الـ 25 من شهر تموز (يوليو) المنصرم على الفرقة 17، والتي قتل وأعدم فيها ما لا يقل عن 105 عناصر من قوات النظام، بينهم أكثر من 16 ضابطاً، بينما بقي مصير 140 على الأقل من عناصر الفرقة 17، مجهولاً حتى اللحظة، وذلك عقب انسحاب قوات النظام المتواجدة في الفرقة 17، نحو اللواء 93.
3 سعوديين يقودون العملية الانتحارية
الرياض – عبدالواحد الأنصاري وعيسى الشاماني { الدمام – منيرة الهديب
تحول جسد السعودي محمد بن مترك القحطاني إلى «أشلاء»، بعد أن فجّر نفسه في عملية «انتحارية» نفّذها فجر أمس، وهو ما مهد لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، على اللواء 93، الذي يعد أحد معاقل النظام السوري في محافظة الرقة (جنوب غرب البلاد). كما قتل في العملية 10 من أفراد التنظيم، من بينهم ثلاثة سعوديين، أحدهم يحمل صفة «أمير» في التنظيم. (للمزيد)
والقحطاني هو منفذ العملية الانتحارية الثانية في الهجوم، الذي سيطرت فيه «داعش» على اللواء 93، إذ سبقه شاب تركي، يحمل اسماً حركياً «أبو حذيفة التركماني»، ولحقه شاب سوري، وهو «أبو عبدو الشامي». فيما يحمل القحطاني اسم «أبو هاجر الجزراوي المهاجر»، وعرف بلقب «فقيه المعسكر». وكان بايع أبو بكر البغدادي بالخلافة، عبر معرِّفه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
كما كان القحطاني يؤم الصلاة في أحد مساجد مدينة الرياض، ومشرفاً على إحدى حلقات القران الكريم، وعُرف في محافظة الرقة بـ«فقيه المعسكر»، وأعطى دروساً فقهية. وأقام مخيمات دعوية لعامة الناس. وحاول القحطاني تنفيذ عمليات انتحارية سابقة، إلا أنها أُلغيت سلفاً.
كما قُتل في هجوم الشاب السعودي سلطان الدويش «بلال الجزراوي»، متأثراً بطلقة في رأسه بعد هجومه، أصيب بها خلال مشاركته في الهجوم على اللواء 93، والدويش هو الأمير السابق للقطاع الشمالي التابع للدولة الإسلامية في سورية، والتحق بتنظيم «الدولة الإسلامية» بعد إيقاف اثنين من إخوته في السجون السعودية، ووجهت لهما تهماً ذات طابع أمني.
وأصيب الدويش بطلقة في رأسه أثناء الهجوم فوقع «ساجداً»، ومات متأثراً بإصابته، وهو ما جعله «حجة» لعناصر التنظيم، في وجه من يشكك في «الدولة الإسلامية». ولحق الدويش والقحطاني، السعودي عمر العوشن «أبو خطاب النجدي»، الذي قُتل أيضاً في «عملية انغماسية»، وهو الوصف الذي يفضله عناصر «داعش» للعمليات الاقتحامية. فيما تداول عناصر «داعش» صورة دموية لأحد السعوديين من زملائهم سلطان الحربي، وهو يحمل رأس أحد ضباط النظام، متفاخراً بعد نحره. وفي شأن آخر، تبادل أقارب وأصدقاء السعودي عبدالمجيد الرشود (25 عاماً) بعد مقتله أخيراً في سورية (27 رمضان) إثر معارك مع «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، رسالة عبر برنامج «واتسآب» مضمونها: «أبشرك، الدولة أمس في الشام حررت 9 حواجز في حمص، وقتلت 300 نصيري، واغتنمت 15 دبابة، و4 BBMB، و40 صاروخ غراد، وفي العراق حررت قاعدة «سبايكر» الأميركية، بفضل الله وحده، 20 رمضان»، باعتبارها آخر رسالة وردت منه إليهم.
«داعش» يواصل اقتلاع الأقليات … وبداية تحرك دولي لردعه
باريس – رندة تقي الدين { بغداد، لندن، واشنطن – «الحياة»
واصلت قوات «داعش» تقدمها في بلدات محافظة الموصل، مقتربة من أربيل، وسيطرت على معظم القرى المسيحية في سهل نينوى، وفتحت جبهات عدة محيطة ببغداد، ما أثار قلقاً دولياً قررت فرنسا في ضوئه دعوة مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ، وأعربت عن استعدادها لمساعدة المتصدين للتنظيم، فيما أفادت بعض المعلومات بأن الرئيس باراك أوباما يدرس توجيه ضربات جوية محددة إلى المسلحين ومساعدة النازحين. (للمزيد)
في هذا الوقت، بدا المشهد السياسي غامضاً في ظل عجز «التحالف الوطني» الذي يضم القوى الشيعية عن إقناع رئيس الحكومة نوري المالكي بالتنازل عن الترشح لولاية ثالثة، على رغم انقسام كتلته «دولة القانون»، التي لوحت بالانفصال عن التحالف.
وأعلن تنظيم «داعش» في بيان أمس سيطرته على 15 بلدة تضم أقليات مسيحية وأزيدية، بالإضافة الى مواقع استراتيجية وقواعد عسكرية محيطة بالموصل كانت قوات «البيشمركة» الكردية تسيطر عليها خلال السنوات الماضية.
وسادت محافظة أربيل، التي فر عشرات آلاف النازحين في اتجاهها، أجواء من القلق بعد انتشار أنباء عن اقتراب مقاتلي «داعش» منها، ما أثار مخاوف الأقلية المسيحية التي تسكن منطقة عينكاوا ودفع بها إلى محاولة مغادرة المدينة إلى الجبال، فاضطرت الحكومة الكردية إلى طمأنة الأهالي، مؤكدة أنها قادرة على مواجهة التنظيم ودحره.
وأكد ضابط في «البيشمركة» في اتصال مع «الحياة» مساء أمس، أن حدود الإقليم «مسيطر عليها بشكل كامل»، وأن طبيعة هجمات «داعش» استدعت «تطبيق خطط جديدة تعتمد أسلوب الكر والفر».
ويراقب العراقيون منذ نحو شهرين قدرة «داعش» على فتح عشرات الجبهات في وقت واحد والتحرك بينها وضبطها من دون الاضطرار الى خوض مواجهات كبيرة.
وفيما فجر التنظيم الجبهة مع «البيشمركة» شمالَ وشرقَ الموصل التي سيطر عليها في حزيران (يونيو) الماضي، وسع نفوذه في اتجاه مناطق جنوب بغداد، حيث بلدات جرف الصخر واللطيفية واليوسفية، ويتمدد منها شرقاً إلى ديالى، التي تشهد معارك يومية، وغرباً إلى الأنبار التي تخضع له غالبية بلداتها.
وقال لـ «الحياة» قائد عسكري عراقي رفيع المستوى طالباً عدم ذكر اسمه، إن «الطريقة التي يتحرك من خلالها مقاتلو داعش تعتمد الإشغال والمناورة أكثر من اعتمادها المواجهة المباشرة».
وأضاف أن «دخول التنظيم بغداد عبر محيطها الجنوبي لا يبدو خياراً مثالياً بالنسبة إليه، فهو يعلم أن الجهة الغربية من العاصمة التي تربط الكرخ بالفلوجة بسلسلة أحياء سكنية أكثر مواءمة لمثل هذا الخيار، ما يطرح أسئلة عن إصراره على التوجه الى جنوب بغداد».
ويعتقد القائد العسكري أن «هدف التنظيم هو الوصول الى بلدة المسيب المحاذية لمحافظة كربلاء، حيث سيكون بإمكانه تهديد المحافظة، بالطريقة التي تصرف بها عند تهديد سامراء».
وتابع أن «داعش يحاول استثمار نقاط ضعف الجيش والمليشيات التي تقاتل معه، للوصول الى المراقد المقدسة التي تقع في سامراء وبغداد وكربلاء، فتهديد هذه المواقع يعني صرف جهد عسكري كبير لحمايتها، فيما يهاجم أماكن أخرى».
وأوضح أن «الدفاع عن سامراء شغل معظم إمكانات الجيش وأجبره على فتح ثغرات في مناطق جنوب سامراء وشمال بغداد، مثل الضلوعية والطارمية والمشاهدة، وصولاً إلى التاجي، حيث ستكون الكاظمية في مرمى النيران».
وتابع أن «الانقطاع الكامل في التنسيق بين بغداد وإقليم كردستان كان ثغرةً ثانية مكّنت التنظيم من محاربة كل طرف منفرداً، ما يفسر اتساع حركته باتجاه سهل نينوى من دون أن تتدخل القوات الجوية العراقية إلا في وقت متأخر».
وحركت الحروب التي يخوضها «داعش» الولايات المتحدة، إذ نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن «أوباما يبحث في توجيه ضربات جوية أو إنزال مساعدات لنحو 40 ألفاً من الأقليات الدينية تقطعت بهم السبل فوق قمة جبل».
لكن الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست قال «اننا نعمل في شكل مكثف مع الحكومة العراقية لمساعدتها في مواجهة الوضع الانساني»، مضيفا ان ما يقوم به الجهاديون «فاقم ازمة انسانية هي اصلا حرجة والوضع قريب من كارثة انسانية»، لكنه رفض الحديث عن توجيه ضربات محتملة او استخدام طائرات اميركية لايصال المواد الغذائية والادوية الى الاشخاص المتضررين.
وكان اوباما بحث مروحة من الخيارات مع مستشاريه خلال اجتماعات صباح امس في البيت الابيض بغية مساعدة الفارين من مدينة سنجار في شمال العراق.
إلى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، خلال اتصال هاتفي مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أن باريس مستعدة «لتقديم الدعم» للقوات التي تقاتل «الدولة الإسلامية»، فيما أجرى مجلس الأمن مشاورات عاجلة بطلب من فرنسا. وأوضح بيان صادر عن قصر الإليزيه أن هولاند أكد للزعيم الكردي أن بلاده عازمة على تعبئة الأسرة الدولية في إطار مجلس الأمن لتوفير الحماية للأقليات المهددة وكل السكان الذين يواجهون وضعاً خطراً.
وتابع البيان أن «الأعمال الإرهابية الكريهة التي ارتكبتها مجموعة الدولة الإسلامية منذ أن استولت على بلدة قراقوش، هي المظهر الأخير لجنون هذه المجموعة المدمرة»، وذكّر بضرورة حماية الطائفة الأزيدية المهددة كي تتمكن من البقاء في بلدها، مكرراً استعداد فرنسا لإتاحة اللجوء للذين يريدون مغادرة العراق.
وقال وزير الخارجية لوران فابيوس الذي اتصل بنظيره الأميركي جون كيري، إن بلاده «قلقة جداً»، نظراً إلى «الفظاعات» التي ارتكبوها بحق المدنيين، خصوصاً الأقليات الدينية. وأوضح أنه طلب عقد هذا الاجتماع العاجل «لتعبئة المجتمع الدولي للتصدي للخطر الإرهابي في العراق ولتقديم مساعدة وحماية للسكان المهددين».
من جهة أخرى، جدد النائب هيثم الجبوري، وهو أحد أعضاء «دولة القانون» المحسوبين على المالكي ولا يرتبطون بأحزاب الكتلة، مثل «حزب الدعوة» و «مستقلون» و «بدر»، تأكيد تمسك كتلته بالولاية الثالثة، لكنه اعترف بوجود من يرفض ذلك داخل الكتلة، واعتبر تلك الأصوات «قليلة وتمت السيطرة عليها».
وتوقع أن «يجدد أعضاء دولة القانون خلال الاجتماع تمسكهم بالمالكي مرشحاً لرئاسة الحكومة»، وقال إن «البقاء في التحالف، في ظل رفضه المالكي، بات أمراً صعباً للغاية، لأن الحوارات لم تصل إلى نتيجة».
تنظيم “داعش” يسيطر على سد الموصل
اربيل (العراق) – أ ف ب
سيطر مسلحو تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) على سد الموصل، شمال مدينة الموصل، حيث يفرض التنظيم سيطرته على مناطق واسعة منذ شهرين، بحسب ما أفادت مصادر رسمية عراقية اليوم.
وقال رئيس مجلس محافظة نينوى بشار كيكي ان “مسلحي تنظيم داعش سيطروا على سد الموصل في شكل كامل”.
واكد الناطق باسم وزارة البشمركة (الدفاع) لاقليم كردستان أن “المسلحين يسيطرون منذ مساء امس على سد الموصل”.
ويسيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” منذ 10 حزيران (يونيو) الماضي على مدينة الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى، وامتدت سيطرته على مناطق واسعة في شمال العراق.
لبنان يستعيد عرسال من الإرهابيين
بيروت – «الحياة»
بدأ لبنان يتجاوز الخطر الذي كان يتهدده منذ السبت الماضي إثر قيام مجموعة مسلحة تنتمي الى «داعش» و «جبهة النصرة» بشن عدوان واسع على وحدات الجيش اللبناني المنتشرة عند مداخل بلدة عرسال البقاعية وبعض مرتفعاتها، احتجاجاً على توقيف السوري عماد أحمد جمعة المنتمي الى «داعش» وذلك بفضل نجاح المساعي التي تولاها وفد «هيئة العلماء المسلمين» مع قادة هذه المجموعات، وأدت في الثالثة من فجر أمس الى استكمال انسحاب المسلحين وعددهم أكثر من ألفي مسلح في اتجاه المناطق الجردية التي كانوا يتمركزون فيها قبل بدء العدوان، ومنها الى داخل الأراضي السورية في منطقة القلمون.
لكن الركون الى أن هذا الخطر أصبح من الماضي هو في حاجة، كما يقول عدد من الوزراء لـ «الحياة»، الى عناية فوق العادة من قبل الدولة اللبنانية والسياسيين على السواء، لاستعادة عرسال الى عرين السلطة الشرعية وتحريرها نهائياً من العبث بأمنها واستقرارها من قبل المجموعات المسلحة الإرهابية. وهذا يتطلب إنهاء خطوط التماس الجغرافية والسياسية التي ما زالت قائمة بينها وبين جارتها بلدة اللبوة. (للمزيد)
فالعلاقة الراهنة بين بلدة عرسال السنية وجيرانها من البلدات الشيعية ليست على ما يرام، وتأتي انعكاساً لارتدادات الحرب الدائرة في سورية على لبنان ومن خلالها منطقة البقاع الشمالي وبالتالي لا بد من تضافر الجهود لخفض منسوب التوتر والاحتقان الطائفي والمذهبي كمدخل لتصحيح العلاقة بين هذه البلدات.
إلا أن انسحاب المسلحين الذين أعادوا انتشارهم بين المنطقة الجردية في الأراضي اللبنانية وبين الأخرى المحاذية لها في الداخل السوري، لا يكفي للتأكيد على أن الوسطاء نجحوا في تحرير عرسال نهائياً من الأسر وإعادتها الى حضن الدولة اللبنانية، ما لم يصر الى تعطيل اللغم السياسي الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة، والناجم عن احتفاظ المجموعات المسلحة بعدد من العسكريين من جيش وقوى أمن داخلي كانوا اختطفوهم في اليوم الأول من بدء عدوانهم على القوى الأمنية واقتادوهم فوراً الى المنطقة الجردية المتداخلة بين لبنان وسورية.
ومع أن لا تقدير نهائياً حول عدد العسكريين المخطوفين، على رغم أن مصادر سياسية مواكبة للوساطة التي تولاها وفد «هيئة العلماء المسلمين» تؤكد بأن عددهم يزيد على 26 عسكرياً، فإن استمرار اختطافهم حضر بامتياز في جلسة مجلس الوزراء أمس برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام في حضور قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أكد عزم القيادة العسكرية على استردادهم مهما كلّف الأمر، لافتاً -كما قال أحد الوزراء لـ «الحياة»- الى أن وحدات الجيش استعادت زمام المبادرة وأعادت انتشارها وأن البحث جارٍ لجلاء مصير العسكريين المفقودين، خصوصاً «بعدما تمكنوا من التصدي للمشروع الإرهابي الذي كانت هذه المجموعات تخطط له لاستهداف لبنان وتغيير وجهه».
وأكد عدد من الوزراء بأن وفد «هيئة العلماء المسلمين» يواصل مساعيه لدى المجموعات المسلحة لاسترداد العسكريين، وقالوا إن بعض الوزراء يواكب هذه المفاوضات على أمل أن تسفر عن الإفراج عنهم في وقت قريب.
وكان مجلس الوزراء أشاد بالجهود التي يبذلها الجيش والقوى الأمنية في التصدي للإرهابيين ومنعهم من تنفيذ مخططهم الرامي الى نشر الفوضى وشل قدرة الدولة في هذه المنطقة اللبنانية.
ونوّه سلام بالتفاف اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم خلف جيشهم وقواهم الأمنية في معركتها المشرفة دفاعاً عن السيادة الوطنية، عارضاً للجهود التي بذلها في الأيام الماضية بالتنسيق مع الوزراء المعنيين ومع قيادة الجيش لإنهاء الوضع الشاذ القائم في عرسال ومنطقتها بتحرير المحتجزين من أفراد القوى العسكرية، وانسحاب المسلحين وإدخال المساعدات الى البلدة المنكوبة تمهيداً لإعادة الحياة الى طبيعتها.
وتوقف سلام والوزراء أمام مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتمثلت بتقديم بليون دولار لتسليح الجيش والقوى الأمنية لردع الإرهاب، واعتبر الجميع أنها تعبير عن الموقع الخاص الذي يحتله لبنان في وجدان خادم الحرمين الشريفين وحرصه الدائم على الوقوف الى جانبه في الملمات.
كما أشاد سلام بالدور الذي «قام به الرئيس سعد الحريري مشكوراً» في هذا الملف، وقال إنه يستحق التقدير لما يعكسه من روح وطنية عالية في هذا الظرف الدقيق الذي يمر فيه لبنان.
ولاحظ الوزراء أن قهوجي رد بأجوبة مقتضبة على بعض أسئلتهم مفضلاً عدم الدخول في التفاصيل مكتفياً بإبداء الارتياح حيال تحسن الوضع الميداني على الأرض.
وفي شأن الاتصالات الجارية لاسترداد العسكريين والتي واكبها النائب في «المستقبل» جمال الجراح الذي بقي على اتصال بالرئيسين سلام والحريري وعدد من الوزراء المعنيين، الى جانب الاتصالات التي أجراها الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء محمد خير بالعماد قهوجي، علمت «الحياة» أن وفد «هيئة العلماء المسلمين» كان تلقى وعداً من قادة المجموعات المسلحة بتسليم العسكريين فور انسحابهم من عرسال شرط أن يأخذ وجهاء البلدة على عاتقهم توفير الحماية الأمنية والسياسية للنازحين السوريين فيها، خصوصاً أن لدى معظمهم أقارب بين هؤلاء.
لكن المجموعات المسلحة أعادت النظر في موقفها قبل أن تنهي انسحابها من عرسال، على رغم أنها كانت نقلت هؤلاء العسكريين الى المناطق الجردية، وتردد -كما يقول الوسطاء- أن تراجعها عن موقفها يكمن في أمرين: الأول يكمن في الصعوبات التي واجهت المشرفين على قافلة إغاثة أهالي البلدة لجهة منعهم من قبل أهالي اللبوة من إيصال المساعدات الإنسانية والطبية لهم، بذريعة أن هذه المساعدات ستوزع على النازحين السوريين ومن خلالهم على مسلحي «داعش» وجبهة «النصرة»، ولم يفرج عن هذه المساعدات إلا بتدخل مباشر من الحريري مع سلام وقهوجي وآخرين.
أما الأمر الثاني فيعود الى وجود مخاوف لدى المسلحين على النازحين المقيمين في عرسال من أن يتعرضوا للتنكيل والانتقام فور انسحابهم منها إلى الجرود، إضافة الى أنهم تعاملوا مع إعاقة وصول المساعدات إلى البلدة على أنها بمثابة رسالة فحواها إمكان قطع الطريق الى عرسال في أي لحظة.
وفي هذا السياق، كشف عدد من الوزراء عن أنهم أثاروا في الجلسة إعاقة دخول سيارات الصليب الأحمر لنقل الجرحى الى مستشفيات زحلة وشتورا لتلقيهم العلاج، إضافة الى الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية التي لم يتم الإفراج عنها إلا بعد مداخلات أجمعت على عدم تسييس الجانب الإنساني وتحييده عن الاختلاف حول الحرب الدائرة في سورية.
ومع أن الوزير حسين الحاج حسن (حزب الله) نفى أن يكون للحزب علاقة بمنع دخول المساعدات وسيارات الإسعاف، وقال إن ما حصل جاء رد فعل من الأهالي ونحن أجرينا الاتصالات اللازمة لتمرير المساعدات والسماح لسيارات الإسعاف بالعبور من اللبوة إلى عرسال، فإن وزراء آخرين اعتبروا أن ما حصل من إعاقة يمكن أن يزيد من الاحتقان بين السنّة والشيعة، وأن هناك ضرورة لتضافر الجهود من أجل تبريد الأجواء.
ونصح عدد من المواكبين لوساطة «هيئة العلماء» مع استمرار المفاوضات مع المسلحين، بضرورة التركيز على أن هذه الضمانات للنازحين لا توفرها إلا الدولة، وبالتالي ليس في قدرة وجهاء عرسال توفيرها لأن لا مصلحة في تغييب مرجعيتها، خصوصاً أن هناك وزارات عدة تولي اهتماماً بملف النازحين. ونقلوا عن أحد المشايخ من الوسطاء قوله إن ما تريده المجموعات المسلحة من الهيئة هو أن تتوصل مع الدولة الى التفاهم على آلية لحماية النازحين، وأن لا صحة لما يشاع أنها تطلب فدية أو مقايضة الإفراج عن العسكريين بالإفراج عن جمعة، وأن تراجعها عن إطلاقهم سببه استهداف النازحين لحظة الانسحاب بعدد من القذائف تسببت بسقوط قتلى وجرحى.
موسكو إلى جانب اسرائيل في غزة … ولافروف لا يُدين تل أبيب
موسكو – رائد جبر
في سياق السجالات والمواقف الاقليمية والدولية حيال الحرب الاسرائيلية على غزة، والنقاشات الساخنة حول الدور المصري أو التحركات القطرية والتركية وردود افعال الادارة الاميركية وغيرها من اللاعبين الكبار، غاب الموقف الروسي عن الاحداث، او على الاقل لم يكن صوت موسكو مسموعاً فيها.
ويفسر بعضهم الأمر بأنه عائد الى انشغال موسكو بما هو أهم على حدودها، وهي حقيقة لا يمكن تجاهلها، لكن الامر ليس بالبساطة التي قد تبدو للوهلة الأولى، لأن تصريحات الديبلوماسية الروسية والتحركات السياسية الجارية تشير الى مقدمات لتحوّل جدي في علاقات روسيا مع ملف التسوية الفلسطينية – الاسرائيلية بدأت ملامحه الأولى في الظهور.
قبل يومين وفي معرض حديثه عن الوضع في اوكرانيا، عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مقارنة لافتة عندما اشار الى الوضع الانساني المتدهور في شرق اوكرانيا ليعلن: «طالبنا كييف مراراً بقبول إرسالنا مساعدات إنسانية إلى هذه المناطق، لكنها رفضت. وأعتقد بأن معاناة سكان شرق أوكرانيا لا تقل عن معاناة سكان مدينة غزة الفلسطينية، باستثناء أن إسرائيل تعرضت لقصف من غزة واضطرت للرد، بينما حمل مواطنو شرق أوكرانيا السلاح للدفاع عن أنفسهم أمام جيش وتشكيلات مسلحة تنتهك حقوق الناطقين بالروسية والأقاليم، ونحن لا نفهم لماذا يطالب المجتمع الدولي بتوفير الامن ووقف اطلاق النار في غزة بينما لا يعبّر عن الموقف ذاته في اوكرانيا… إنها المعايير المزدوجة المعروفة لنا والتي يتعامل بها الغرب مع القضايا الدولية».
ولا يقتصر الامر على ان العبارة تعكس «اولويات السياسة الروسية الجديدة»، فالجديد هنا انها تبنت حرفياً المزاعم الإسرائيلية لجهة اضطرار اسرائيل لشنّ حرب «دفاعية» بعدما تعرض امنها للخطر. هذه لهجة لم تدرج على استخدامها الديبلوماسية الروسية.
والموضوع لا يقف عند «زلة لسان» اقتضتها لحظة المواجهة الروسية – الغربية، فمن تتبع مواقف لافروف منذ بداية الهجمة الاسرائيلية على غزة يجد نفسه أمام خطاب تم صوغه بدقة.
في 18 تموز (يوليو)، اي في اليوم العاشر للحرب على غزة وفي اللحظة التي بدأت فيها العملية البرية، قدم لافروف عرضاً مسهباً لموقف بلاده حمل مضامين جديدة.
وذكر في حديث الى تلفزيون «روسيا 24» الحكومي ان الرئيس فلاديمير بوتين تحدث في هذا الموضوع الى نظيره الاميركي باراك اوباما والى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وأبدى «تفهمنا لقلق اسرائيل حيال أمنها بسبب القصف العشوائي» بصواريخ «يدوية الصنع تسقط على أحياء سكنية وبعض منها سقط على بعد كيلومتر واحد من السفارة الروسية في تل ابيب».
وأضاف ان موسكو «تفهم مدى خطورة الامر وجدّيته بالنسبة الى الاسرائيليين». وحتى عندما اراد التحذير من خطورة «انفلات التصعيد الامني»، قال ان المطلوب عدم الانجرار الى معادلة «العين بالعين والسن بالسن»، ما عكس مقاربة روسية تقوم على القناعة بندية أفعال اسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وأشار الوزير الروسي الى ان بلاده دعمت بقوة المبادرة المصرية التي ذكر ان اسرائيل أيدتها، وأن الوقت لم يفت بعد لكي «تستجيب حماس والمجموعات الراديكالية الاخرى غير التابعة لها» في قطاع غزة للمبادرة.
وفي حديثه عن العملية البرية، تحاشى الوزير استخدام تعابير إدانة او حتى رفض، لكنه قال إن بدء العملية «يثير اعمق القلق حيال ما سيكون عليه رد حماس وما سيجري لاحقاً». وأكد ان روسيا ترى ان من المجدي والمفيد وساطة مصر بين القطاع وإسرائيل ومساهمتها في توحيد الفصائل الفلسطينية على «اساس مبادرة السلام العربية وليس على اساس المجابهة مع اسرائيل بل الحوار معها».
وانتقد الولايات المتحدة لأنها عملت خلال سنة على إبعاد «الرباعية الدولية» والادعاء بالقدرة على تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بإطلاق حوار حول الحل النهائي، لكنها لم تفلح في ذلك.
أمن اسرائيل
وفي وقت لاحق، سيطرت اللهجة الجديدة للديبلوماسية الروسية على كل البيانات التي أصدرتها الخارجية وانطلقت كلها من وضع اعتبارات «امن اسرائيل» اولاً، ثم تلت ذلك مصالح «السكان المدنيين في القطاع»، بينما شددت دائماً على وصف الحركات الفلسطينية بـ «مجموعات راديكالية»، وهو مصطلح درجت على استخدامه وسائل الإعلام الروسية الداعمة بقوة لإسرائيل (بما في ذلك الحكومية منها)، لكنه لم يستخدم سابقاً في بيانات الخارجية.
وكمثال، اصدرت وزارة الخارجية بياناً في اليوم التالي لبدء العملية البرية حذرت فيه من التصعيد ودعت الى وقف المجابهة العسكرية و «وضع حد لآلام السكان المدنيين في اسرائيل وقطاع غزة وحمايتهم من الهجمات الارهابية ومن الاستخدام المفرط للقوة».
واللافت ان البيان وضع «آلام المدنيين» في اسرائيل في المقام الاول وتحدث عن «حماية من هجمات ارهابية»، فيما اشار عرضاً الى قطاع غزة وحماية سكانه من الاستخدام المفرط للقوة.
لكن هذه اللهجة التي سيطرت على كل التصريحات والبيانات الصحافية الروسية، لا تشكل وحدها الإطار العام لمشهد الموقف الروسي الآخذ في التبلور حديثاً.
ففي الخلفية، تحركات مهمة لم تنل حقها من التغطيات الإعلامية على رغم أهميتها البالغة، ومنها الاتصالات التي اجراها الكرملين والخارجية مرات عدة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي هو بالمناسبة صاحب نظرية ان روسيا ستكون يوماً مركز الدعم الاساسي لإسرائيل.
لكن الاهم هو الزيارة الفريدة التي قام بها الى روسيا وفد يمثل حاخامات من اسرائيل وبلدان العالم، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين في 10 تموز، أي بعد مرور يومين على اندلاع الحرب، لكن موضوع غزة والعلاقة مع الفلسطينيين لم يطرح على الطاولة اصلاً، وتركز الحديث على «الجهود المشتركة لمواجهة التطرف والنازية وتجلياتها».
تحت هذا العنوان، استعاد بوتين مع ضيوفه «التضحيات المشتركة التي قدمها شعبانا في الحرب ضد النازية»، كما قال الرئيس الروسي، مؤكداً للحاضرين ان روسيا ستواصل حربها على اي محاولة للتشكيك بالمحرقة او للانتقاص من عذابات اليهود.
في هذا اللقاء، وضع سيد الكرملين معادلة العلاقة مع رؤساء المؤسسات الدينية اليهودية في العالم، فهو قال: «نحن نعتبركم الحليف الاقرب إلينا في هذا المجال ونرجوكم أن تنظروا الى روسيا بهذه الطريقة». اللافت ان الوفد الزائر توجه الى شبه جزيرة القرم، وأحيا هناك احتفالية خاصة بضحايا الحرب العالمية من اليهود، هل اتضح السبب؟
حصل الكرملين على مباركة «اللوبيات اليهودية» في العالم لقرار ضم شبه الجزيرة، وهو مكسب كبير جداً في ظل المواجهة الروسية – الغربية الشرسة التي يحتاج الكرملين فيها الى موقف قوي من جانب مراكز الضغط اليهودية في الغرب وخصوصاً في الولايات المتحدة.
بهذا المعنى، تتضح تفاصيل التطور الذي طرأ على الموقف الروسي حيال الحرب ومجرياتها في غزة، وبهذا المعنى نفسه جاءت الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها السيناتور ميخائيل مارغيلوف الى اسرائيل في أسخن ايام المواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ووصفت بأنها «زيارة تضامنية لإسرائيل»، لكن مغازيها ابعد بكثير من مجرد اعلان التضامن، ويكفي تتبع ما دار فيها لإدراك ذلك.
ويوصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الفيدرالية (الشيوخ) مارغيلوف بأنه «سفير المهمات الصعبة للكرملين»، وهو كان مبعوث بوتين الى العقيد القذافي قبل اطاحته بأيام، كما مثّل الرئيس الروسي في عدد من الملفات الافريقية المعقدة بينها السودان.
ذهب الرجل الى اسرائيل في 23 تموز على رأس وفد من اعضاء مجلس الشيوخ، تنقل في «مناطق المواجهة» وأبدى اعجابه الشديد بـ «شجاعة سكان اسرائيل وصمودهم في المناطق التي تتعرض لقصف صاروخي منذ سنوات طويلة». وقال لدى وصوله الى تل ابيب ان العلاقة بين روسيا وإسرائيل «شراكة قوية لا تهزّها اي أزمة، وتخلو من أي تبادل للاتهامات والعقوبات».
مزيد من اللقاءات
ولم ينس ان يفاخر بـ «روسية إسرائيل»، إذ قال ان اللقاءات التي يجريها مع لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، وأعضاء «الجامعة البرلمانية للصداقة بين إسرائيل وروسيا»، ورئيس الكنيست ووزير الخارجية ووزير الشؤون الدولية والاستراتيجية والمسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية كلها «تجرى باللغة الروسية».
وأضاف ان على ضوء التطورات وبخاصة عملية الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، فإن البرنامج سيشهد اجتماعات إضافية مع ممثلي المؤسسات العسكرية. وزاد: «جئت إلى إسرائيل في مراحل أكثر خطورة. والتقيت مع ياسر عرفات في رام الله، عندما كان الجيش الإسرائيلي يقوم بحملات قوية، ولذلك فإن الوضع الحالي، في رأيي، ليس الأسوأ. لقد أعجبت دائماً بحيوية هذا البلد وتفاؤل شعبه وقدرته على الحياة».
ذلك كان الشق المتعلق بالإعجاب والعواطف، لكن المستوى الاهم في الزيارة كان الثاني، فهو يهدف إلى «زيادة التعاون بين روسيا وإسرائيل على كل الجبهات». فقد قال النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الشيوخ الروسي لشؤون الدفاع والأمن اناتولي بونداروك إن «حقيقة أن نتكلم اللغة نفسها، تساهم في فهم أفضل. تواجه بلادنا تحديات وتهديدات مشتركة، لذلك لدينا احتمالات جيدة للتعاون». وخلال الاجتماع، أثيرت مشكلة «محاولات تزوير التاريخ بشكل يمنح الفاشيين الجدد في اوكرانيا وغيرها ما يبرر تصرفاتهم».
وغني عن القول ان الوفد الروسي «اعرب عن تعازيه للزملاء الاسرائيليين بجنود الجيش الإسرائيلي الذين قتلوا في العملية في قطاع غزة». وقال عضو لجنة مجلس الاتحاد الروسي للشؤون الخارجية رافائيل زينوروف: «إنهم أبطال دافعوا عن وطنهم».
خلف هذا الحوار جرى التوصل الى بلورة وثيقة بـ «التهديدات المشتركة وسبل معالجتها»، ونوّه الوفد الروسي بتشابه روسيا وإسرائيل في مشكلات محاربة الإرهاب… وخطورة تبرير تصرفات الإرهابيين تحت اي مسمى.
بعد هذه الزيارة، تسربت أنباء في موسكو عن اعفاء مارغيلوف من منصبه الحالي، وترشيحه لمنصب آخر لم يتم الاعلان عنه بعد.
خبراء في روسيا لا يخفون اقتناعهم بأن موسكو تتحرك بوحي من مصالحها المباشرة، وأن موقفها من الحرب الاخيرة على غزة تأثر بالحدث الاهم وهو الوضع في اوكرانيا واعتمد على ثلاثة عناصر اساسية: اولاً التوجه لكسب تأييد اليهود في العالم للتحركات الروسية في ظروف المواجهة مع الغرب. ثانياً التخلي عن المبدأ السابق للديبلوماسية الروسية بجمع كل الاوراق الممكنة لتعزيز حضور الدور الروسي في الملفات الاقليمية (ما ظهر من خلال فتح قنوات الاتصال مع حماس في ظل المقاطعة الغربية الحازمة والرفض الاسرائيلي) وإحلال مبدأ آخر مكانه يقوم على توسيع مساحات التفاهم مع القوى الاقليمية التي تشاطر روسيا مواقفها او مرشحة للاقتراب من الموقف الروسي، او على الاقل لديها مشكلات في التفاهم مع الغرب، والحديث هنا عن معسكر «الاعتدال العربي» ممثلاً بالقيادة المصرية الجديدة والسلطة الفلسطينية، وهذا يفسر الحماسة الكبيرة التي ابدتها روسيا للمبادرة المصرية.
وفي هذا الاطار، جاء التراجع الروسي عن فكرة كانت طُرحت سابقاً لإعادة إحياء اقتراح عقد مؤتمر دولي للتسوية في الشرق الاوسط، واستبدلته موسكو باقتراح توسيع «اللجنة الرباعية بضم مصر وجامعة الدول العربية، في تحريف بسيط عن فكرة سابقة بأن يشمل التوسيع «اللاعبين الاقليميين الاساسيين وبينهم الاردن والسعودية ومصر».
ثالثاً، تستند روسيا في مواقفها حيال الملفات الاقليمية إلى مبدأ التبادلية، وبهذا المعنى لا يخفي ديبلوماسيون روس في جلسات خلف ابواب مغلقة «خيبة امل موسكو» لأن العالم العربي الذي قدمنا له الكثير لم يدعم مواقفنا في اوكرانيا ومسار ضم القرم».
الإعلام الروسي يشكك في أعداد الضحايا
ما لم يتغير هو أداء وسائل الإعلام في روسيا، فهي منذ اليوم الأول للمواجهة وضعت اللوم على الفلسطينيين بشكل كامل وتبنت بشكل كامل الرواية الإسرائيلية، وفي حال انها نسبت الى «مصادر طبية فلسطينية» أعداد القتلى والجرحى يومياً بهدف التشكيك بصحة الأرقام المعلنة من الجانب الفلسطيني، فهي استعانت في نقل الأخبار والتحليلات اليومية بمصادر عسكرية اسرائيلية وخبراء ومحللين يهود او روس من المقيمين في الدولة العبرية.
ويكفي إيراد مثال واحد لتوضيح طبيعة التغطيات الاعلامية في روسيا للحرب على غزة، في برنامج حواري جمع الصحافية الروسية المتخصصة في شؤون الشرق الاوسط يلينا سوبونينا مع الباحثين غيورغي ميرسكي والكسندر شوميلين، وكلاهما يعلن انه «متخصص في شؤون العالمين العربي والاسلامي»، لكنهما يقفان تقليدياً الى يمين «ليكود» في مواقفهما حيال الموضوع الاسرائيلي، اضطرت الصحافية الروسية التي لم يعرف عنها ميلها الى مواقف «حماس» او حماستها للحقوق الفلسطينية عموماً، ان تخوض مواجهة ساخنة لأنها حاولت تسليط الضوء على حجم الدمار والمجازر، وتأكيد ان الحل الجذري للأزمة ليس ممكناً من دون تثبيت مبدأ الدولتين. واضطرت خلال اللقاء الى تذكير الحاضرين بأن روسيا لم تدرج رسمياً «حماس» والفصائل الفلسطينية الأخرى على لائحة الارهاب في استغراب لإصرار محاوريها على استخدام هذه الصيغة لوصف الفلسطينيين، اللافت ان مستوى الحوار وصل الى درجة ان احد الباحثين برر العملية العسكرية الاسرائيلية بقوة مشبّهاً «الارهاب الفلسطيني» بـ «العشب الضار الذي ينمو سريعاً، ما يجعل اسرائيل تضطر الى جزّه مرة كل عام او عامين».
بدا التشبيه مفزعاً وبعيداً من الانسانية أمام مشاهد الدمار والقتل في غزة، لدرجة دفعت الصحافية الروسية إلى التعليق: اشعر انني اجلس في ستوديو «صدى تل ابيب» في تحريف متعمد لـ «صدى موسكو» اسم الاذاعة التي قدمت البرنامج. غني عن القول ان سوبونينا تعرضت لحملة شرسة واتهمت بأنها «معادية للسامية» ولم تعد تُستضاف في المؤسسات الاعلامية الروسية.
عرسال شبه محرّرة والأسرى رهائن الارهاب النظام السوري يعرقل عودة 1700 لاجئ!
أفضت المواجهة الشرسة التي خاضها الجيش مع مسلحي “جبهة النصرة” و”داعش” منذ السبت الماضي في يومها السادس امس الى إخلاء المسلحين بلدة عرسال ولكن مع نشوء أزمة أسرى لا يزال مصيرهم مهدداً بفعل احتجازهم على أيدي التنظيمين في الاماكن التي انسحبوا اليها خارج عرسال، مشترطين تنفيذ طلبات معينة، مما يعني ان الهدنة التي واكبت انسحابهم ستبقى غامضة وهشة في انتظار جلاء مصير الاسرى العسكريين والامنيين. ولعل المفاجأة التي برزت في هذا السياق بيّنت ان عدد الاسرى فاق ما كان متداولا، اذ كشفت مصادر عسكرية مساء امس ان 22 عسكرياً و17 من أفراد قوى الامن الداخلي هم في عداد الاسرى لدى “جبهة النصرة” و”داعش”، علماً ان قائد الجيش العماد جان قهوجي كان أكد قبيل حضوره جلسة مجلس الوزراء امس ان الاسرى كانوا أصلا خارج عرسال، مما يعني ان المسلحين نقلوهم الى خارج مسرح العمليات منذ تمكنهم من أسرهم. أما الاسرى السبعة الذين حررهم الجيش فجر امس، فتبين انهم كانوا مختبئين في عرسال وتمكنوا فجرا من الاتصال بوحدات الجيش التي أحكمت الحصار على البلدة فتمت عملية سريعة قامت بها وحدة من الفوج المجوقل وتمكنت من اخراجهم من البلدة.
وفيما أسفرت المواجهة عن مشهد كارثي في عرسال التي بدت في نكبة حقيقية، أفاد مراسل “النهار” في بعلبك وسام اسماعيل، بعد دخوله امس البلدة، ان المسلحين انسحبوا الى منطقة تبعد أقل من كيلومترين عن الحدود اللبنانية – السورية وعادوا الى تحصيناتهم في الجرود ليراقبوا تطبيق وقف النار وعدم التعرض للنازحين السوريين بعد انسحابهم. وعلم انهم تعهدوا للهيئة الوسيطة وضع مغلف مقفل لاحقا داخل البلدة يشير الى مكان الاسرى العسكريين، لكن الهيئة تحدثت عن انقطاع الاتصال معهم بعد انسحابهم. وأعلنت “جبهة النصرة” مساء عبر موقع “تويتر” ان مسلحيها خرجوا من عرسال “بعدما حصلنا على تعهد لعدم المساس بأهلها وسلمنا 6 اسرى كمبادرة حسن نية وبقية الاسرى وضعهم خاص سوف نبيّنه لاحقاً”.
وشهدت البلدة ومحيطها امس أوسع عمليات لنقل الجرحى والمصابين واجلاء ألوف من أبناء البلدة والنازحين وادخال قوافل المؤن والمساعدات في اشراف الجيش الذي تدخل في كل الاتجاهات لتسهيل هذه العمليات. وحصل تطور لافت تمثل في تنظيم عملية خروج نحو 1700 نازح سوري في اتجاه نقطة المصنع على ان يعودوا الى سوريا، الا ان هذه العملية أخفقت ليلا وعاد موكب النازحين أدراجه، اذ رفضت السلطات السورية عودتهم الى الداخل السوري. وأفادت مراسلة “النهار” في زحلة ان رئيسة دير مار يعقوب في بلدة قارة الأم أغنيس مريم الصليب نفت ان تكون هي التي نسقت مع السلطات السورية موضوع عودتهم. وقالت إن “التعليمات جاءت بأن تنسق الدولة اللبنانية مع السفارة السورية” دخولهم الى سوريا. وانتشرت تجمعات اللاجئين بعد رفض دخولهم سوريا ليلا على الطريق الدولية مكدسة في وسائل النقل وسط ظروف مأسوية.
وعلمت “النهار” ان رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام كان في الايام الاخيرة متابعا لحظة بلحظة أوضاع عرسال بالتواصل المستمر مع الوزراء المعنيين والقادة الامنيين، فضلا عن متابعة شؤون الاغاثة مع الهيئة العليا للاغاثة وشؤون الاسعاف، وخصوصا مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تكفّلت امس معالجة 44 جريحا أخرجوا من عرسال وهم 43 سورياً ولبناني واحد. وفي الوقت نفسه واكب الرئيس سلام مهمة “هيئة العلماء المسلمين” في اتصال دائم معها وكذلك مع فاعليات عرسال بالتزامن مع الاتصالات الخارجية التي أجراها مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وأبلغت أوساط الرئيس سلام “النهار” ان الجهد منصب حاليا على التنسيق مع قيادة الجيش للتأكد من خلو عرسال من المسلحين وكيفية دخول القوات الشرعية اياها والعمل على تحصين عرسال من خلال تسييجها أمنياً باعتبار ان الامساك بالجرود ليس أمراً يسيراً.
مجلس الوزراء
الى ذلك، علمت “النهار” ان ما أقرّه مجلس الوزراء امس في شأن تطويع 12 الف عنصر في الجيش وقوى الامن هو استمرار لقرار سابق اتخذه مجلس الوزراء أيام الرئيس ميشال سليمان، والجديد حاليا هو الشروع في تنفيذ القرار من طريق ايجاد مصادر التمويل، فكان ان تقرر ان يشمل التطويع في المرحلة المقبلة ستة آلاف عنصر وضابط وذلك تدريجاً بالتزامن مع توفير المبالغ اللازمة. وجاء هذا القرار في سياق العرض الميداني الذي قدمه وزير الداخلية نهاد المشنوق، وقد حصل على موافقة اجماعية من مجلس الوزراء.
ووصفت مصادر وزارية العرض الذي قدمه قائد الجيش عن الوضع الميداني في عرسال بأنه كان مشجعاً ويدل على ان الجيش ممسك بالارض مع حرصه على سلامة المدنيين، الامر الذي يجعله يتريث في حسم الوضع عسكرياً، وهو في المرحلة الراهنة يحاصر عرسال، وهذا ما جعل المسلحين يهربون منها ولم ينسحبوا الا بعدما فقدوا القدرة على الصمود داخل البلدة وأخذوا معهم الرهائن من الجيش وقوى الامن الداخلي. وفي الوقت الحاضر بات الجيش يتمتع بالامكانات اللازمة بفضل ما قدمته الدول الصديقة الى درجة ان الولايات المتحدة الاميركية بادرت الى سحب ذخائر من مخازنها وحولتها الى الجيش. وقالت المصادر إن لبنان قد اجتاز مبدئياً قطوع عرسال التي هي على طريق العودة الى أحضان الجيش. ووصفت الاتصالات الجارية مع عدد من الدول وخصوصا الخليجية بأنها في مجملها ايجابية، كما ان شبكة الوقاية الدولية حول لبنان لا تزال قائمة.
وفي اطار متصل طرح الوزراء سجعان قزي ورشيد درباس ومحمد المشنوق مسألة خروج مسلحين من مخيمات اللاجئين السوريين، فتقرر الطلب من الهيئات الدولية التي تشرف على هذه المخيمات ان تعالج هذا الوضع الشاذ، على ان يعمل المسؤولون على انشاء مخيمات حدودية لضبط أوضاع اللاجئين.
وفي شأن هبة المليار دولار التي قدمتها السعودية للبنان، أبلغ الرئيس سلام ان البحث جار عن آلية قانونية لكي يبدأ لبنان الاستفادة منها. أما هبة الثلاثة مليارات دولار التي قدمتها السعودية للبنان عبر فرنسا، فأوضح وزير الدفاع سمير مقبل أنها “مجمّدة” حالياً.
وقالت أوساط وزير الداخلية لـ”النهار” إن الاولوية حاليا للأمن، حتى انها تتقدم الانماء، موضحة ان التركيز هو الآن على انقاذ المخطوفين من الجيش وقوى الامن الداخلي ولا تراجع عن استعادتهم بكل الوسائل العسكرية والسياسية وحتى الدينية. ويمكن القول إن عرسال قد أنقذت وان المدنيين فيها هم اليوم في ضمان الجيش وحمايته.
وصرّح الوزير المشنوق لـ”النهار” ان المليار دولار الذي قدمه الملك عبدالله بن عبد العزيز للجيش وقوى الامن “دليل على عقل أستراتيجي لدى جلالته الذي اختار مباشرة ومن دون مواربة دعم الشرعية اللبنانية بكل أجهزتها”.
برّي ومخيمات اللاجئين
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره امس: “ما قبل عرسال ليس كما بعدها، واليوم عاد نحو 1800 لاجئ سوري الى بلدهم وهذه مسألة مهمة للغاية وسبق لنا ان طالبنا بعودة اللاجئين الى المناطق الآمنة في سوريا، وبُحَّ صوتنا بالمطالبة بعلاقات ديبلوماسية بين البلدين، فلنترجم ذلك. ومن الآن فصاعدا لا بد من التعامل مع مخيمات اللاجئين بطريقة مختلفة وعدم التساهل في هذا الموضوع بعدما تبينت علاقتها مع المسلحين”. ورأى بري ان الامور في عرسال “لم تنته ويجب اتخاذ الاحتياطات المطلوبة لان ما حصل يمكن ان يتكرر في عرسال وغيرها من المناطق، وعلى الدولة ان تفتح عينيها جيدا على عرسال وان ينتشر الجيش في داخلها”. وأضاف: “تبين ان أعدادا من العرساليين تعاونوا مع المسلحين، وسيأخذ القضاء مجراه ولا غطاء فوق رأس أحد”. وسئل عما تردد من ان المسلحين يسعون الى مبادلة الاسرى العسكريين بسجناء في سجن رومية، فأجاب انه ضد أي شكل من أشكال التفاوض والمقايضة، وخصوصا مع سجناء رومية، قائلا: “ما أخشاه ان نكون أمام اعزاز جديدة”. واستغرب بري عدم تقديم فرنسا اي طلقة من الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار على رغم انقضاء اشهر عليها “وما أخشاه ان تكون ضغوط وشروط توضع تحت السقف الاسرائيلي بمنع تسليح الجيش بأسلحة متطورة. وأعتقد ان المليار دولار الاخير المقدم من العاهل السعودي هو استدراك من المملكة لكون الهبة الاولى لم تنفّذ بعد”.
“الدولة الاسلامية” سيطر على قاعدة بالرقة 400 متطرف توجهوا من المانيا إلى سوريا
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
مع توسيع “الدولة الإسلامية” مكاسبها في شمال العراق وسيطرتها على بلدات قرب المنطقة الكردية، أفاد ناشطون أن مقاتلي “الدولة الإسلامية” سيطروا على قاعدة اللواء 93 التابعة للجيش السوري في محافظة الرقة، وذلك بعد معارك أسفرت عن سقوط 40 قتيلا.
وبذلك باتت القاعدة الجوية في الطبقة هي الموقع الاخير تسيطر عليه الحكومة السورية في المحافظة. ص 10
وبعد فترة من الهدوء النسبي، تتعرض دمشق يوميا للقصف بالقذائف والصواريخ من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، من أجل ارغام النظام على تخفيف الضغط على مناطقهم القريبة من العاصمة.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له: “هذا رد على الغارات الجوية التي يشنها النظام على مناطق المعارضة حول دمشق”، موضحا ان عمليات القصف التي قام بها المعارضون “اسفرت في الايام الاخيرة عن سقوط 21 قتيلا في الاجمال”.
وفي برلين، كشفت الاستخبارات الالمانية أن أكثر من 400 متطرف اسلامي توجهوا من المانيا الى سوريا، وأن نحو 25 منهم عادوا الى البلاد مع خبرات قتالية.
“الدولة الإسلامية” تسيطر على قاعدة عسكرية في الرقّة ومقتل عشرات الجنود في هجمات انتحارية
قال ناشطون إن مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” سيطروا على إحدى آخر القواعد العسكرية التي ظلت خاضعة لسيطرة النظام السوري في محافظة الرقة بشمال سوريا، في هجوم ليلاً، واشتبكوا مع القوات المتمركزة في المنطقة مما أسفر عن مقتل عشرات الجنود.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له وأنصار “الدولة الإسلامية” إن المقاتلين سيطروا تماماً على قاعدة اللواء 93 صباح أمس.
وأوضح المرصد إن 40 قتيلاً سقطوا في هجمات انتحارية بسيارات مفخخة شنها مقاتلو “الدولة الإسلامية” وفي اشتباكات لاحقة.
والرقة معقل رئيسي لـ”الدولة الإسلامية” التي سيطرت على عاصمة المحافظة وطردت مقاتلي جماعات المعارضة الأخرى مطلع السنة. ويهاجم مقاتلو التنظيم، وكثيرون منهم أجانب، معاقل الحكومة في المنطقة منذ تموز الماضي.
وقتل التنظيم قبل أسبوعين ما لا يقل عن 50 جندياً سورياً عند سيطرتهم على قاعدة خارج مدينة الرقة.
وأورد المرصد أن “الدولة الإسلامية” قتلت أيضا نحو 270 من الجنود والحراس والعمال عندما سيطرت على حقل للغاز في وسط سوريا قبل ذلك بأسبوع.
وجاء في حساب بموقع “تويتر” يعنى بنشر أخبار “الدولة الإسلامية” في ولاية الرقة: “الله أكبر، نعلن لأمة الإسلام بشرى تحرير اللواء 93 بالكامل ولله الحمد والمنة”.
وأشار المرصد الى أن الاشتباكات استمرت أمس، وأنه لا تزال هناك قوات حكومية في القاعدة. وأضاف أن ما لا يقل عن 27 من المقاتلين المؤيدين للحكومة قتلوا بعدما فجر ثلاثة من مقاتلي “الدولة الإسلامية” أنفسهم في سيارات مفخخة عند بوابات القاعدة وحولها وفي الاشتباكات التي أعقبت ذلك، وقتل 11 من مقاتلي “الدولة الإسلامية” وجرح عشرات آخرون.
وقد شنت طائرات حربية سورية غارات جوية شمال مدينة الرقة وفي منطقة الطبقة التي باتت القاعدة الجوية العسكرية فيها آخر موقع تسيطر عليه الحكومة السورية في المحافظة بعد سقوط قاعدة اللواء 93.
ونشر أنصار “الدولة الإسلامية” صوراً في وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت فيها دبابة وعتاد ثقيل وصفوه بأنه “غنائم” الهجوم على القاعدة.
في غضون ذلك، عززت الحكومة سيطرتها على معظم المناطق الأكثر كثافة في وسط البلاد، بما فيها ممر يمتد من العاصمة دمشق إلى الساحل على البحر المتوسط في غرب سوريا.
على صعيد آخر، انتقدت منظمة “هيومان رايتس ووتش” إقفال الدول المجاورة لسوريا ابوابها في وجه الفلسطينيين الفارين من الحرب هناك، متهمة الاردن بترحيل 100 منهم قسراً الى سوريا.
الرقة تصطبغ برداء «داعش»: رؤوس مقطوعة.. ورجم!
طارق العبد
تخيل نفسك تسير في مدينة هادئة يخترقها نهر، تتوزع على ضفتيه حقول زراعية خصبة، ومعها مواقع أثرية تضفي سحراً خاصاً على المكان. مدينة سكانها يعملون بهدوء، وشوارعها نظيفة، لن تصطدم فيها إلا ببضعة أشياء تتدحرج هنا وهناك. أما ساحاتها فمن المألوف أن تشهد تجمعات لحدث متكرر. هذا الحدث هو عمليات إعدام وقطع للرؤوس، وتلك الأشياء المتدحرجة ليست سوى الرؤوس المقطوعة … باختصار مرحباً بك في الرقة.
رغم كل ما يحدث، لا تزال هناك حركة من «ولاية الرقة» وإليها، سواء من دير الزور أو تركيا عبر معبر تل ابيض أو ريف حلب الشرقي. كما ستمر بها الحافلات المتجهة إلى دمشق وحماه وحمص. بطبيعة الحال سيمر الجميع عبر حواجز تابعة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش»، الذي يتشدد في البحث عن العسكريين أو الناشطين المطلوبين بتهم تبدأ بالعلمانية وتنتهي بشتم «الدولة»، وبالطبع على النساء ارتداء الخمار واصطحاب محرم في الرحلة الشاقة.
في داخل الرقة، لم تتغير معالم المدينة كثيراً، لكنها اصطبغت برداء «داعشي». هكذا أصبح مقر المحافظة هو مقر «الولاية والمحكمة الشرعية»، أما دوار النعيم ودوار الساعة فهو الساحة المخصصة لتنفيذ أحكام الإعدام، بعضها بقطع الرأس نحراً بالسكين وبعضها عبر إطلاق الرصاص أو الرجم حتى الموت، ولا مانع أن يتم صلب الضحية لثلاثة أيام، أو أن تبقى الرؤوس المقطوعة في الساحة أو شوارع المدينة.
الأسواق والمقاهي ما زالت تعمل طبيعياً، وخاصة خلال الفترة المسائية. ولا خلل أو فوضى في الأسعار، ولا مظاهر مسلحة في الشوارع، باستثناء عناصر «داعش» طبعاً. وعلى الجميع ترك ما بيدهم والالتحاق بالصلاة في أوقاتها، كما أن على النساء ارتداء ملابس سوداء فضفاضة مع النقاب. ويمنع على الرجال والشباب قص الشعر بطريقة «تتشبه بالغرب». وثمة كتائب متخصصة بمراقبة الناس ورصد أي مخالفة، والعقاب يبدأ بالضرب وينتهي بالاعتقال مدة تطول وتقصر تبعاً لهوى المقاتل.
الخدمات لم تشهد تغيراً كبيراً، حيث إن الكهرباء تخضع لساعات تقنين طويلة، ومعها المياه، أما الاتصالات المحلية فإنها تعمل جيداً، أما الخارجية والخلوية فتحتاج لتكرار المحاولة أكثر من مرة.
الجامعات والمدارس، سواء الحكومية أو الخاصة، مغلقة بقرار من «الدولة الإسلامية» ريثما يتم إعداد منهج دراسي جديد بديلاً من ذاك «المخالف للشرع»، وطلب من أي مدرس، يجد في نفسه الكفاءة، التقدم والخضوع الى «دورة شرعية» وإعداد المنهاج الجديد. وتوقع معلم أن تخلو لوائح المفاضلة الخاصة بقبول الجامعات السورية من أي فرع لكلية أو معهد أو مستشفى في الرقة.
ورغم كل ما يجري، ما زالت بعض المؤسسات الحكومية تعمل في الرقة، مثل الكهرباء والمياه، والأهم من يعمل في سد الفرات الذي يعمل بالحد الأدنى مع تدني منسوب مياه النهر بسبب الجفاف والدور التركي في التحكم بما يتدفق إلى سوريا.
الكارثة الأكبر تتمثل في القطاع الصحي، مع غياب تام للخدمات الطبية وهجرة عدد كبير من الأطباء إلى الخارج ورفض المعارضة، وفي مقدمها «الائتلاف الوطني»، تقديم أي دعم.
ويقول أحد الناشطين إن أمراضا بسيطة أصبحت سبباً للوفيات، موضحا أن عمل المستشفيات يقتصر على الإسعافات الأولية، باستثناء المستشفى الوطني الذي تعتبر حاله أفضل قليلاً.
من «الحر» إلى «النصرة» فـ«داعش»
الحديث مع ناشطي الرقة يبدو أكثر سهولة، رغم كل المخاطر المحدقة بهم. ثمة حالة من الاستياء من الإهمال الذي أصاب مدينة الرشيد من قبل المعارضة، واستياء أكبر من السكوت على أخطاء كان من الممكن، في حال تلافيها، ألا يعيش أبناء الفرات الكابوس المسمى بـ«داعش».
ويقول ميزر (29 سنة – مصور صحافي) إن «الائتلاف يتحمل المسؤولية الأكبر، إضافة الى الفوضى». وأضاف «كان يستطيع لعب دور رئيسي منذ الأيام الأولى لتحرير الرقة، وسبق أن أرسل له ناشطون دعوات عدة، كان مصيرها التجاهل ليصبح مصير المدينة اليوم على ما هو عليه».
ابو ابراهيم ناشط ما زال يعمل داخل المدينة، يحمّل بدوره كل الأطراف مسؤولية ما يجري. ويقول «كان من الممكن أن يستغل الجميع المدينة، ويفرضوا واقعاً مغايراً. لقد كان داعش مجرد فصيل صغير كأي فصيل آخر بدأ بالخطف وقتل النشطاء، فتصدى له أبناء الرقة وألوية أحفاد الرسول في وقت رفضت جبهة النصرة وأحرار الشام وباقي مجموعات الجيش الحر الانضمام والمشاركة في القتال، بحجة أنهم إخوة، ولا يمكن الدخول في مثل هذه الفتنة، فخسر الأحفاد مقارّهم جراء تفجيرات تبناها التنظيم، قبل أن يأتي الدور على باقي المجموعات. وفي مطلع كانون الثاني الماضي حاول مقاتلون من الرقة استعادة المدينة، فانسحبت مجدداً أحرار الشام ورفضت النصرة تزويدهم بالسلاح، ليتعود داعش ويحكم قبضته على كل شيء».
ويقول ناشط آخر، رفض ذكر اسمه خوفاً على حياته، إن شعار وحدة الصف كان السبب وراء كل ما يجري اليوم، موضحا «غضضنا الطرف عن تفاصيل كثيرة، من فوضى السلاح إلى الاعتقالات المتكررة، وغياب أي سلطة أو مجلس محلي، بالاضافة الى الكتائب التي كانت تهرّب النفط وتبيعه. كل ذلك كان تحت مبرر وحدة الصف أو الأخطاء الفردية، وهو ما انسحب على داعش، فكثيرون اعتبروا الكلام عنه جريمة، وكانوا يذكّرون بدور عناصره في المعارك، وجرأتهم مقابل أخطاء ومشاكل الجيش الحر».
راهبة: مئات اللاجئين السوريين في عرسال يعودون الى بلادهم بملء إرادتهم
انسحاب المسلحين من عرسال اللبنانية والقوى الأمنية تدخلها صباح الجمعة… واحتراق نصف المخيمات
بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: قال عضو في وفد «هيئة العلماء المسلمين» التي تتولى تطبيق اتفاق إنهاء المعارك في منطقة عرسال الحدودية، امس الخميس، إن المجموعات المسلحة انهت انسحابها من البلدة «بشكل كامل» السابعة مساء (16) تغ، وستدخل القوى الأمنية والجيش ابتداء من صباح اليوم الجمعة، فيما تم اجلاء جرحى مدنيين وتستعد قافلات تحمل مساعدات للتوجه الى البلدة.
وقال الشيخ حسام الغالي، عضو وفد «هيئة العلماء المسلمين»، خلال توجهه مع الوفد الى بلدة عرسال على الحدود اللبنانية الشرقية مع سوريا، ان «الامور جيدة ونتوجه لدخول عرسال»، مشيرا الى ان «عملية اخلاء الجرحى بدأت وستدخل قوافل المساعدات الاغاثية «.
واكد ان «معظم المسلحين انسحبوا الى خارج عرسال، والباقون ينهون انسحابهم جميعا بشكل كامل بحلول السابعة من مساء اليوم بتوقيت بيروت»، مضيفا انه «ابتداء من صباح الغد (الجمعة) سيبدأ دخول قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني الى عرسال وتعود الى حضن الوطن». و اكد الغالي في وقت لاحق للصحافيين قبيل دخوله عرسال، انه «تم اجلاء جميع الجرحى من عرسال من لبنانيين وسوريين»، موضحا ان «كل الجرحى مدنيين ذلك ان المسلحين سحبوا جرحاهم معهم عند انسحابهم». وقال ان «نحو نصف مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال احترقت ولا تستطيع فرق الانقاذ الوصول اليها»، مضيفا ان «رائحة الموت كانت قاسية جدا».
عاد 1700 على الاقل من السوريين اللاجئين في بلدة عرسال اللبنانية التي شهدت معارك دامية بين الجيش والجهاديين، الى بلادهم الخميس، كما اكدت لوكالة فرانس برس راهبة تشارك في هذه العملية.
من جانبه، قال مسؤول في اجهزة الامن اللبنانية ان اكثر من 1500 لاجىء سوري في عرسال الواقعة على الحدود مع سوريا، يتوجهون نحو مركز المصنع الحدودي للعودة الى بلادهم. وهذا اكبر تحرك للاجئين السوريين على طريق العودة الى بلادهم منذ بداية الأزمة في اذار/مارس 2011.
وذكرت المفوضية العليا للاجئين لوكالة فرانس برس انها موجودة على الحدود لمساعدة هؤلاء اللاجئين «الذين اختاروا العودة بملء ارادتهم».
وفي بلدة اللبوة القريبة من عرسال، رأى مراسل وكالة فرانس برس رجالا ونساء واطفالا مع فرشهم وامتعتهم على متن ثلاثين شاحنة وخمس عشرة حافلة متوجهة نحو الحدود.
ولجأ حوالى 47 الف سوري منذ اشهر الى بلدة عرسال السنية، بعدما فروا من المعارك بين النظام السوري ومتمردين في منطقة القلمون السورية على الجانب الاخر من الحدود.
وقد علقوا في المواجهات الدامية التي دارت من السبت الى الاربعاء بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة اتت من سوريا.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اكدت الراهبة الاخت انياس ان «1700 على الاقل من الرجال والنساء والاطفال غادروا ضواحي عرسال عائدين الى سوريا».
واضافت الاخت انياس رئيسة دير في هذه المنطقة السورية «انهم جميعهم تقريبا من القلمون وخصوصا من قارة».
واوضحت الاخت انياس التي قامت في السابق بوساطات بين النظام والمتمردين، ان «السلطات اللبنانية سهلت اجراءات الخروج للاجئين» الذين دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية. واضافت ان النظام السوري «لم يضع اي عقبة امام عودة «هؤلاء السوريين. وقالت ان ثلاثة الاف لاجىء آخرين على الاقل في عرسال طلبوا العودة الى سوريا.
واشارت الى ان الاف الاشخاص اتصلوا بها قبل شهر للعودة الى منازلهم، «لكن الاجراءات معقدة بسبب وجود شبان لم يؤدوا خدمتهم العسكرية». لكن المعارك في عرسال «سرعت الامور» وجعلت مسألة تسوية اوراقهم ممكنة.
تركيات ينظرن للسوريات على إنهن «سارقات أزواجهن»… والشباب الأتراك يتزوجونهن بعقود غير رسمية
انطاكيا ـ «القدس العربي»ـ من محمد إقبال بلّو: مئات من حالات الزواج حدثت خلال العامين الماضيين في تركيا، كان أحد اطرافها سورياً أو سورية، حالات خاصة تلك التي يتزوج فيها شاب سوري من فتاة تركية، أما الحالات التي تزوجت فيها سورية من تركي فهي كثيرة الحدوث.ورغم ما يتصف به شباب المجتمع التركي من أخلاق حميدة، ورغم ما يحملونه من قيم وعادات اجتماعية تشابه مجتمعنا السوري، إلا أن حالات الزواج تلك تحمل بين طياتها الكثير من السلبيات التي لا تخفى على كل بعيد نظر.
يمنع القانون التركي تعدد الزوجات ويجبر مواطنيه على الاكتفاء بزوجة واحدة، وإن استحالت الحياة بين الزوجين فمن الممكن أن يفرق القانون التركي بينهما بالطلاق ليتزوج كل واحد منهما مرة أخرى حيث يسمح له القانون بذلك.
إلا أن ما لا يعيه الكثير من أولياء الأمور السوريين أنهم عندما يقدمون على تزويج إحدى بناتهم من رجل تركي له زوجة وأولاد يقومون هم بمخالفة للقانون التركي أيضاً وليس الزوج فقط، ويرتكبون خطيئة بحق بناتهم إذ يتم تزويج الفتيات السوريات بعقد زواج عرفي (عقد شيخ) لا أكثر، وهذا ما لا يحفظ حقوق الزوجة الجديدة التي تأتي على شكل دخيلة إلى مؤسسة الزواج المتعارف عليها في تركيا، الأمر الذي ستكون له تبعاته مستقبلاً، والذي تسبب بكره النساء التركيات للسوريات كرهاً شديداً.
واعتبرت النساء أن تلك السورية القادمة من بلادها جاءت لتسرق زوجاً من زوجته، بينما العكس، فالرجال الأتراك هم من يرغبون بالزواج من سورية ويرون أنها فرصة لا تعوض يمكنهم من خلالها تعدد الزوجات دون قيد قانوني، ورغم معرفة الحكومة التركية بما يحدث، إلا أنها تتجاهل ذلك كما تتجاهل الكثير من المخالفات التي قد يرتكبها السوريون في تركيا تقديراً من حكومة أردوغان للظرف العصيب الذي يمر به السوريون.
ويحدث في هذه الحالات استغلال من الزوج التركي لهذه الفتاة التي يحتاج أهلها إلى ما يقدمه من مهر أو إلى من يمنحهم سكناً مجانياً فيوافقون على تزويج ابنتهم لرجل متزوج وبعقد عرفي.
منتهى شابة عمرها لا يتجاوز العشرين عاماً تزوجت رجلاً تركياً له زوجتان تركيتان إحداهما بعقد عرفي والثانية بعقد رسمي قانوني موثق، وجاءت هي لتكون الثالثة لرجل أكرم أهلها. وفي حديث لـ»القدس العربي» مع منتهى أكدت أن زوجها حسين يعاملها خير معاملة وقد أعطى أهلها منزلاً ليسكنوا فيه مجاناً، وقام بتأمين عمل لأخويها الشابين، ولا يبخل عليها بكل ما تطلب، بل وتقول انها غير نادمة على موافقتها مطلقاً.
أما حياة والتي تزوجت شاباً تركياً له زوجة واحدة لا تنجب، فقالت لـ»القدس العربي»، «يعاملني معاملة جيدة، لكنني أشعر بالذل يومياً، فمعاملته الجيدة ليست نابعة من فراغ، بل لأنني أصبحت خادمة للعائلة كلها دون أن أهمس بحرف احتجاج، وعندما أحاول الاحتجاج على الظرف الذي أعيشه، أشاهد الوجه الآخر له. وبعد عدة مرات قررت أن أستسلم وأن استمر بحياتي الطبيعية معه، وأن أقنع نفسي بأنه رجل طيب يستحق أن أخدم أهله وأخواته، اما عن زوجته الثانية فلا تشكل أي إزعاج فأنا أصلاً لم ألتق بها مطلقاً».
ويقول مدير مكتب التوثيق القانوني للسوريين في كلس المحامي علي اسماعيل إن تزويج السوريين لبناتهم من أتراك لهم زوجات أخريات هو خطأ فادح «من الخطأ أن تتزوج السورية مواطناً تركياً متزوجاً بأخرى تركية، فهي تخالف القانون التركي كما يخالفه هو، حتى تلك التي يخطبها شاب تركي ويقول إنه غير متزوج فعليها ان تتأكد من ذلك والأمر بسيط جداً، أفضل أن يأتي أهل الفتاة باصطحاب الشاب إلى أحد المكاتب القانونية السورية والتي تصدق أوراقهــــا من دوائر حكومية تركية، كمكتب التوثيــــق في كلس، حيث يضطر الزوج لتصديق العقد من دائرة النفــــوس في كلس أو في المدينـــة التي هو يقيم بها، وحينها لو كان متزوجاً هو نفسه سيمتنع عن ذلك وسيظهر أنه كذب بشأن عدم زواجه سابقاً».
ويضيف «أريد توجيه بعض النصائح لكل سورية ترغب بالزواج من تركي أهمها الحصول على إخراج قيد للشاب التركي للتأكد من أنه عازب غير متزوج، وضرورة تنظيم عقد شرعي عند محام أو هنا لدينا في مكتب التوثيق القانوني، كما يجب على أهل الفتاة أن يحتفظوا بصور عن هوية الزوج وهويات الشهود على العقد، وأنصح من أجل ضمان الحقوق المالية بمطالبة الأهل بوضع رصيد بنكي باسم الفتاة بمبلغ يتفق عليه ويعادل مهرها، ولا تنسوا التحري عن الشاب وعن عائلته وبأنه شخص جيد ويعرف الله».
كل مبررات إسرائيل للعدوان على غزة تمحوها صورة أطفال قتلوا وهم يلعبون قرب البحر
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: لعل أهم ما كشفت عنه الحرب في غزة هو حجم التطرف الذي وصل إليه المجتمع الإسرائيلي، ودرجة العدوانية والشوفينية التي يعيشها هذا المجتمع فلم يعد هناك مكان للحمائم أمام الصقور، فعندما يقترح نائب رئيس الكنيست ضم غزة للسيادة الإسرائيلية من أجل حل مشكلة الإسكان، وعندما تقترح نائبة قتل أمهات وأطفال الفلسطينيين، وعندما يصدر حاخام فتوى يحلل فيها تدمير غزة، وعندما يتعرض صحافيون اتسموا بالشجاعة مثل جدعون ليفي للتهديد بالقتل لمساءلته في صحيفة «هآرتس» أهداف الحملة الإسرائيلية فإننا إزاء وضع لم يعد فيه كما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها الحديث عن إنهاء الإحتلال ممكنا ولا حتى تحقيق حلم الفلسطينيين بدولة مستقلة لهم.
فقد وقف الجمهور الإسرائيلي برمته وراء حملة نتنياهو ويعالون على غزة. وكما أظهر استطلاع فهناك تسعة من كل عشرة إسرائيليين دعموا الحرب الأخيرة.
لا يريد الخروج من البيت
وفي تقرير أعده غايلز فريزر لصحيفة «الغارديان» عن الحركة التي لا تتجرأ بذكر اسمها في إسرائيل، فـ «جدعون ليفي لا يريد اللقاء في المقهى، فقد تعب من مضايقات الشارع له والبصاق عليه، ولعدم رغبة الناس في الجلوس إلى جانب طاولته في المطاعم، والآن يشعر بالضيق لوجود الحرس الدائم حوله، لأنهم أصبحوا مصدر ضيق له وينتقدون مواقفه السياسية، ولهذا لا يخرج من بيته كثيرا واكتفينا بهدوء غرفة الجلوس في بيته الذي لا يبعد سوى مسافة قصيرة من مركز إسحق رابين».
ووجه معاناة ليفي هو تعاطفه مع معاناة الشعب الفلسطيني من خلاله مقاله الذي يكتبه في الصحيفة الليبرالية «هآرتس»، وهو واحد من المعلقين اليساريين والمستعد لرفع رأسه فوق الحواجز. ومع أن ليفي ليس غريبا على الهجمات من اليمين إلا أن الهجوم الحالي مختلف تماما، فقد دعا يارين ليفين، زعيم كتلة الليكود في الكنيست لتقديم ليفي للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى.
وقال «حان الوقت للتوقف عن التسامح مع هذه الظاهرة الحقيرة»، وبعد تصريحاته كتب إلداد يانيف، المستشار السابق لرئيس الوزراء إيهود باراك على صفحته في فيسبوك « الراحل جدعون ليفي، عش مع هذا اللقب».
ويقول فريزر إن جريمة ليفي التي لم يتم التسامح معها هي معارضته للحرب وقصف غزة. وتشير استطلاعات الرأي أن الدعم لحرب غزة يصل إلى 87٪ حسب القناة العاشرة إلى 95٪ حسب معهد الديمقراطية، وحتى من يعارضون الحرب حذرون في التعبير عن موقفهم بشكل واضح.
ولكن استطلاعات الرأي اصيبت بالجنون عندما كتب ليفي في مقالته محورا العبارة في اللغة العبرية «هاتوفيم لا تاييس» (الأفضل ينضمون للقوة الجوية) بعبارة أخرى «هارييم لا تاييس» (الأسوأ ينضمون لسلاح الجو)، وعبارة كهذه في زمن السلم يمكن أن تعتبر «كفرا» ضد دين إسرائيل الحقيقي وهو: سلامة الجيش. وفي زمن الحرب لا يمكنك استخدام هذه العبارة على ما يقول الكاتب.
لا سلام الآن
وحتى حركة «السلام الآن» الإسرائيلية اتسمت مواقفها بالحذر، وتجنبت المشاركة في المظاهرات الرسمية.
وظهرت الحركة عام 1978 وأنشأها جنود سابقون دعموا السلام مع مصر، واستطاعت حشد أكثر من 400.000 إسرائيلي ضد اجتياح لبنان عام 1982 ولكنها الآن ظل نفسها. ويقول ليفي إن الفرق بين السابق والآن هو «النزعة المعادية للديمقراطية واللاتسامح مع أي نوع من أنواع التعاطف مع الفلسطينيين»، ويضيف «عليك أن لا تفاجأ بنسبة 95 ٪ من الداعمين للحرب، ويجب أن تفاجأ لوجود نسبة 5٪ ، فهذه معجزة، فقد لعب الإعلام دورا مهما، وإذا أخذنا بعين الإعتبار سنوات من الشيطنة للفلسطينيين والتحريض على الكراهية فلا تندهش من أن الإسرائيليين هم حيث كانوا».
وعندما سأل الكاتب موسي راز، المؤسس السابق لحركة «السلام الآن» ما هو مبرر وجود حركة سلام ترفض شجب حرب كهذه؟ وأكد راز أن عددا من دعاة السلام خرجوا في تظاهرات، حوالي 6.000 السبت قبل الماضي ولكنهم تعرضوا للسخرية ووصفوا بـ «الإسرائيليين القذرين» من مشاركين في تظاهرة مضادة. وخروج هذا العدد من المتظاهرين يعتبر إنجازا ملاحظا أن الأحزاب الرئيسية وجماعات اليسار التزمت بالصمت عندما بدأت صفارات الإنذار بالعويل.
ويشرح راز «عادة ما يتظاهر الناس عند نهاية الحرب»، ويتوقع حدوث هذا مشيرا إلى حرب لبنان عام 1982 عندما دعمت غالبية الإسرائيليين الحرب (86٪) ولكنهم خرجوا بمئات الألوف بعد توقفها. فالتظاهر أثناء الحرب يعتبر خيانة ووقوفا مع العدو، وعادة ما يتظاهر الناس ضد الحكومة وليس الجيش. وينقل الكاتب عن عاموس عوز، الروائي الإسرائيلي المعروف الذي قال إن حركة السلام الآن تلقت ضربة قوية قبل ثمانية أعوام عندما قرر أرييل شارون الخروج من غزة حيث ساءت الأوضاع هناك. وأشار عوز إلى إطلاق ألف صاروخ على إسرائيل من القطاع. مما قاد الكثير من الإسرائيليين حسب رأيه للتخلي عن فكرة مبادلة الأرض بالسلام.
ويتعامل مع الحملة العسكرية الحالية بأنها «مفرطة في استخدام القوة لكنها مبررة». وعبر عن احتقار للأوروبيين الذين تظاهروا ضدها «مشكلة الأوروبيين أنهم يصدرون عرائض ثم يذهبون للنوم ويشعرون برضا ذاتي».
ويشير للتاريخ الأوروبي «تاريخ الحروب في القرن العشرين جعل الأوروبيين ينظرون للأمور من خلال الأسود والأبيض، مثل أفلام هوليوود، رجال أخيار وآخرون أشرار، لكن الوضع أكثر تعقيدا من هذا».
مع أن عوز ينتقد بنيامين نتنياهو الذي ضيع فرصا كثيرة ويعترف باستخدام القوة المفرطة في غزة لكنه يطالب محدثه للنظر للامر عبر منظور أوسع «من منظور ما يبدو الأمر وكأنه قصة داوود وجالوت، حيث تلعب إسرائيل دور جالوت القاسي والفلسطينيون دور داوود المسكين، ولكن إن نظرت للنزاع باعتباره بين إسرائيل وبقية العالم العربي فعندها من هو جالوت ومن هو داوود؟.
باطل ضد باطل
ولاحظ فريزر ان عوز غير موقفه من النزاع العربي- الإسرائيلي الذي وصفه «حق ضد حق» والآن يصفه بأنه «باطل ضد باطل» ويعلق ليفي أن «عوز ليس في وضع يجعله يعترف بالذنب الإسرائيلي»، مضيفا إنه «رجل سلام حقيقي ولكنه نشأ في جيل مختلف قبل جيلي، ونشأ في هذه الدولة الضعيفة، تكافح من أجل البقاء، وخلقت من لا شيء هذه أرضيته».
ويصف الكاتب وضع الإعلام في إسرائيل الذي يلعب دور المطبل والمزمر لموقف الحكومة سواء كان صحافة أم قنوات تلفازية التي تقدم نشرات وجرعات دائمة من الخوف والحديث عن الجنود الأبطال الذين سقطوا في المعركة بدون الإشارة ولو من قريب للمذابح في غزة، والمشكلة أن الإسرائيليين العاديين ليس لديهم فكرة عما يجري في غزة «أعرف ما يجري في غزة عندما أكون جالسا في لندن أكثر مما أعرفه عندما أكون في تل أبيب، وفي ظل هذا المستوى من التلاعب في الحقائق كيف يمكن للإسرائيليين أن يكونوا ناقدين» للحملة. ويكتشف الكاتب في تل أبيب مجتمعا لا يقبل النقد ويتذكر ما قاله ليفي «الناس يتخلون عن ليبراليتهم عند الخط الأخضر»، و»الشباب هم الأسوأ، فهم جهلة، وتعرضوا لغسيل دماغ ولم يلتقوا فلسطينيا في حياتهم».
لماذا انهزم الجيش
ورغم كل الدعم الذي قدمه الإسرائيليون لجيشهم في غزة إلا أنهم غير راضين عن النتيجة غير الحاسمة والانسحاب السريع، ففي تقرير لمجلة «تايم» الأمريكية، وهي نتيجة غير متنساقة مع انتصارات الجيش الإسرائيلي في حرب 1967 وضرب المفاعل النووي العراقي عام 1981، وضد المنشآت النووية السورية عام 2007، وما حصل في غزة جعل الإسرائيليين يتساءلون عن السبب الذي يجعل جيشهم يتلقى مفاجآت عندما يقوم بحروب برية ضد جيران إسرائيل.
وما يدفعهم للتساؤل هو حجم الخسائر التي تكبدها في الحرب الأخيرة 64 جنديا قتلوا وهو عشرة أضعاف الذين قتلوا أثناء عملية الرصاص المسكوب عام 2008/2009. وعلقت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية على الحملة بقوله إن التوغل في غزة كشف عن مظاهر قصور في أداء الجيش الإسرائيلي، خاصة من ناحية الجاهزية وإدارة المعركة. وقررت لجنة الشؤون الخارجية في الكنيست الإسرائيلي التحقيق في مظاهر القصور العسكرية والدبلوماسية بما في ذلك نشر مصفحات والتي قتل في واحدة منها سبعة جنود جراء صاروخ أصابها.
ويقول الخبراء العسكريون إن الجيش الإسرائيلي كان يتبع أساليبه القتالية القديمة ولم يحضر نفسه بالقدر الكافي لمواجهة عدو مستعد ولديه قدرات عسكرية متفوقة. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» فقد تساءل عدد من السياسيين عن سبب فشل المؤسسة العسكرية الكشف عن نظام الأنفاق التي كانت «مفاجأة نفسية وتكتيكية».
وتقول مجلة «تايم» «على الإسرائيليين أن لا يندهشوا لأنهم واجهوا هذا الوضع من قبل. ففي أثناء حرب لبنان عام 2006 اكتشف الجيش الإسرائيلي أن حزب الله دخل المعركة متجهزا بأسلحة متقدما ودرب مقاتليه على أساليب عسكرية وتكتيكات جديدة».
ووصف جندي إسرائيلي الوضع بالقول «لقد تدربوا ولديهم كفاءة عالية»، وهو «ما فاجأنا جميعا»، وأدى مقتل 121 جنديا في تلك الحرب إلى البحث في الأسباب كونه عد فشلا عسكريا ذريعا.
وتقارن المجلة بين حملة غزة الأخيرة وحرب تموز/يوليو عام 2006 حيث كان الهدف المعلن من هذه الحرب هو وقف صواريخ حزب الله وسحقه. ولكنها لم تنجح حيث لم يتخل الحزب عن سلاحه بل راكم كميات كبيرة منها.
ويقدر الجيش الإسرائيلي عدد الصواريخ التي يملكها حزب الله بحوالي ستين ألف صاروخ. وفي الوقت الذي يتم الحديث فيه عن وقف إطلاق نار دائم ونزع سلاح حماس إلا أن الكثير من الإسرائيليين يشكون في حدوث هذا، فبحسب عاموس هارئيل في صحيفة «هآرتس» «لم تهزم حماس وستبقى تحكم غزة، والشريك الرئيسي في أي اتفاق مستقبلي» ولو تم رفع الحصار فسيكون ثمنا يستحق لكل التضحيات التي قدمتها. وتقول المجلة إن إسرائيل هذا الصيف اكتشفت حدود قوتها العسكرية ووجدت أن قدراتها الإستخباراتية ليست خارقة. وفي الوقت الذي تمتع فيه بتفوق عسكري على أعدائها إلا أنها تواجه محدودية في الحركة عندما تضطر لدخول حرب شوارع وعصابات؟ ومن هنا يمكن تدمير قوة جوية بالكامل وبسهولة أكثر من مواجهة جماعة مصممة، خاصة إن أساءت تقدير قوتها وجاهزيتها للمعركة.
الصورة الأخيرة
وهذا ما قاد مجلة «فورين بوليسي» في مقال كتبه ديفيد روثكوبف للحديث عن «هزيمة إسرائيل في غزة» حيث قال إن الصورة التي سيحملها العالم معه عن الحرب ليس الدعم الكامل للحرب من قبل الإسرائيليين ولا الخطابات البارعة لتبرير الحرب، ولا حتى الإنجازات التكتيكية التي حققها الجيش الإسرائيلي ولكن صورة أربعة أطفال كانوا يلعبون كرة القدم على الشاطئ ثم أخذوا يركضون لتجنب الصواريخ لتنتهي حياتهم في غمضة عين.
وتقول المجلة «ليس هناك قبة حديدية لحماية إسرائيل من هذه الصورة للألم والدمار التي دخلت ذاكرتنا أو تعطي فكرة عن الضرر الذي نتج عن هذا القتل العشوائي، وأكثر من هذا فالقبة الحديدية تحمي إسرائيل من الضرر الذي يحاول الآخرون إحداثه عليها ولكنها لا تحميها من الضرر الذي تتسبب فيه لنفسها».
وتقول المجلة دعونا نقبل كل المبررات التي قدمتها إسرائيل للحرب على غزة، حماس إرهابية، تخطف وتطلق الصواريخ، وتحتمي بالأبرياء وتطلق النار من التجمعات السكنية حتى تضربها إسرائيل التي من حقها الدفاع عن نفسها.
وفي المقابل دعونا ننظر للأمر بطريقة أخرى تقول وهي إن هذه الحرب كانت ردا على حكومة الوحدة الوطنية وردا عاطفيا على اختطاف المستوطنين الثلاثة، كما أن صواريخ حماس لم تؤد إلا لاحداث أضرار طفيفة.
وفي الوقت الذي يتفهم فيه الكاتب كل الجدل والنقاش المضاد إلا أن المنظور من غزة يظل مقنعا فسكانه الـ 1.8 مليون نسمة تحت حصار شديد ومنذ 7 أعوام أو يزيد، ومهما كان موقفهم من حماس وأساليبها فهم يعتقدون أن لا شيء يبرر قتل أطفالهم وإخوانهم وأخواتهم. ويقول الكاتب إن إسرائيل حققت اهدافا تكتيكية لكن المخزون الذي تعمل فيه حماس اشتعل ووسع دائرة التجنيد فيما ظل الداعمون في مأمن من القصف الإسرائيلي.
ويضيف إن هدف إسرائيل كان نزع الشرعية عن حماس وما حققته خلال الأسابيع الماضية جاء على حساب سمعتها أي إسرائيل.
و»في النهاية، خسرت إسرائيل في جزء كبير لأنها ورغم قدراتها العسكرية الساحقة والمصادر والمزايات التي تتميز فيها والفقر الفلسطيني، وضعف مقاتلي حماس النسبي إلا ان للفلسطينين سلاحا سريا واحدا مثل صور وسرديات النزاعات الأخيرة، فالزمن إلى جانبهم، في كل يوم يزيد عددهم وكذا الظلم عليهم، وفي كل يوم يخف فيه دعم إسرائيل لإنشاء دولتهم. لكن نتيجة الحرب تظل مفتوحة ولم ينتصر فيها طرف على طرف سوى الصورة التي شاهدناها على الشاطئ، الأطفال الأربعة الذين كانوا يلعبون الكرة وماتوا في لمحة بصر.
أوباما يجيز ضرب “داعش” جويّاً لحماية أربيل
واشنطن ــ منير الماوري
كشف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن “اقتراب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مدينة أربيل، في اقليم كردستان ــ العراق، التي تتواجد فيها أهم القنصليات الأميركية في الشرق الأوسط، من أهم الأسباب، التي دفعته إلى إجازة توجيه ضربات جوية، على مسلّحي داعش في شمال العراق”.
وأوضح أوباما في خطابه إلى الشعب الأميركي، لتبرير الضربات المرتقبة، أنه “أصدر أوامره لسلاح الجو الأميركي بتوجيه ضربات انتقائية لمسلّحي داعش، بمجرّد تحركهم في إتجاه مدينة أربيل”. وتعهّد للشعب الأميركي، بـ”اليقظة”، في محاولة منه، على ما يبدو، لإزالة المخاوف، التي تعتري البعض، من تكرار سيناريو هجوم قنصلية بنغازي الليبية في عام 2012، في أربيل، الذي أسفر عن مقتل دبلوماسيين أميركيين، وما زالت إدارة أوباما تدفع ثمناً سياسياً باهظاً له، وسط سيل اتهامات بـ”عدم اليقظة والاستخفاف بحياة الدبلوماسيين الأميركيين”.
وطمأن أوباما الأميركيين بقوله “إننا نعتزم أن نظلّ يقظين، وأن نتخذ إجراءات، إذا هددت هذه القوات الإرهابية دبلوماسيينا أو مرافقنا، في أي مكان في العراق بما في ذلك قنصليتنا في أربيل، وسفارتنا في بغداد”. وأشار إلى أن “حكومته ستقدم مساعدات عاجلة للحكومة العراقية، وللقوات الكردية، لشن حرب أكثر فاعلية من جانبهما ضد داعش”.
ولفت الرئيس الأميركي الى أن “الهدف الثاني لسلاح الجو الأميركي في شمال العراق، ينحصر في محاولة انقاذ أتباع الأقليات الدينية من مسيحيين ويزيديين وطوائف أخرى، يواجهون خطر الإبادة من قبل داعش التي تشنّ حملة وحشية بربرية، على الأبرياء العراقيين”.
في هذه الأثناء، بدأت عمليات اسقاط جوي لإمدادات انسانية، وسط مخاوف دولية من كارثة انسانية، تحدق بعشرات الآلاف من أعضاء الطائفة اليزيدية، الذين فرّوا من منازلهم وتقطّعت بهم السبل، على جبل سنجار، أمام التهديد الذي يشكله تنظيم “داعش” الذي يحقق تقدماً واسعاً وسريعاً. وسبق أبناء الطائفة اليزيدية، هجرة مسيحيين عراقيين فرّوا كذلك من ديارهم للنجاة بأنفسهم.
تجدر الإشارة إلى أن الضربات الجوية الأميركية، المزمع أن ينفذها سلاح الجو الأميركي في العراق، هي الأولى منذ انتهاء انسحاب القوات الأميركية في نهاية 2011، لكن أوباما أكد انه لن يرسل أية قوات برية، وانه ليست لديه أية نية لأن تنجرّ الولايات المتحدة الى الحرب مرة أخرى هناك. كما شدد على أنه حصل على تفويض من الحكومة العراقية، لتوجيه الضربات ضد أهداف محددة.
“داعش” يستعدّ لـ”معركة لبنان”… و”النصرة” تشترط تحرير سجناء إسلاميّين
بيروت ــ ثائر غندور
انتهت جولة أولى من صراع يبدو أنه سيكون مفتوحاً بين الجيش اللبناني والفصائل الإسلامية المتشددة، المتمثلة في “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش”، في عرسال عند الحدود اللبنانية ـ السورية. لكن الستائر لم تُسدل تماماً على هذه النهاية، إذ لا يزال عدد من العسكريين اللبنانيين مختطفين لدى “جبهة النصرة”. وقد أعلنت “النصرة” في بيان لها، أمس الخميس، عن استمرارها في “أسر” الجنود اللبنانيين، وأنه “سيكون لباقي الأسرى وضع خاص سوف نبيّنه لاحقاً”.
وفي المعلومات التي حصل عليها “العربي الجديد” من مصادر واكبت عمل وفد هيئة العلماء المسلمين التفاوضي، فإن “النصرة” تُعدّ لوائح لعدد من الموقوفين والمحكومين الإسلاميين في سجن رومية (أكبر السجون في لبنان)، وستُطالب بإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن الجنود اللبنانيين. هذه المطالبة ستترك الباب مفتوحاً لجهة الصراع مع الجيش اللبناني. أمر يدفع بالعديد من القيادات الإسلامية التي تابعت ملف التفاوض، إلى الدعوة للحذر الشديد في المرحلة المقبلة. فبرأي هؤلاء، فإن أطرافاً من المسلحين الإسلاميين، وخصوصاً “داعش”، سيحاولون خوض حرب عصابات مع الجيش اللبناني بهدف استنزافه. وقد أعلن الوفد المفاوض، أمس الخميس، أن لدى المسلحين لائحة مطالب ستُسلّم للدولة اللبنانية قريباً.
الملفت في الخلاصات التي ظهرت مع نهاية هذه الجولة، شرح “النصرة” في بيانها لما حصل مع الجيش بالقول إنه جرى “بعد أن قامت إحدى الفصائل بضرب حاجز (للجيش) من حواجز عرسال بسبب اعتقال المدعو أحمد جمعة الذي بايع الدولة الإسلامية في القلمون أخيراً، وهي تخضع الآن لمحكمة شرعيّة مشتركة وقد تبرأت الدولة الإسلامية في القلمون من فعلها”.
هذا البيان يضع “النصرة” في موقع “الأب الحاضن لإسلاميي القلمون”، وهو الأمر الذي لا يستسيغه “داعش”؛ فمختلف التجارب مع هذا التنظيم في سورية، أثبتت أنه “يتمسكن حتى يتمكّن”، أي يلوذ بالصمت والهدوء إلى حين تقوية عوده، والبطش بخصومه.
وتُشير المعلومات إلى أن “جبهة النصرة” فرضت حلّها على “داعش” في عرسال. وتؤكّد “النصرة”، في بيانها، أنه من المنطلق الشرعي لا يجوز تحويل عرسال إلى ساحة حرب، انطلاقاً من دورها “كرئة” للثورة السورية. لكن هذا الكلام لا يروق “لداعش” أيضاً.
وبحسب المصادر الإسلامية، فإن “داعش” قرّر، بعد هذه المعركة، أن مهمته تكمن في تقوية وجوده في القلمون، وفكّ الحصار عن هذه المناطق الجردية، تمهيداً لخوضه معركة واسعة ومفتوحة مع الجيش اللبناني وحزب الله. وتؤكّد هذه المصادر أن لا معلومات دقيقة لديه عمّا ينوي “داعش” فعله، إلا أن ما وصل إليها يؤكّد أن التنظيم شكّل لجنة من أفضل خبرائه العسكريين لوضع الخطط المناسبة لخوض الحرب مع الجيش اللبناني وحزب الله، ولفكّ الحصار عن القلمون.
لهذه الأسباب، تتخوّف هذه المصادر من عودة التفجيرات، وخصوصاً أن التنظيم “لديه عدد كبير من المنتسبين الأجانب، الذين لا يحتاجون إلى تأشيرات دخول إلى لبنان، ولا يشكّ بهم الجمهور اللبناني عادةً”. أمّا الأمر الأخطر، فهو القرار بفكّ الحصار عن القلمون عبر ريف حمص، وخصوصاً أن حمص تتصل جغرافياً بمحافظتي الرقة ودير الزور حيث يوجد الثقل العسكري “لداعش” في سورية. لكن استعداد “داعش” لهذه المعركة، لا يعني حصولها في الأسابيع المقبلة، ولا يعني نجاحها.
يبقى السؤال الأساسي: هل سيجد “داعش” حاضنة شعبية أم لا؟ أثبتت عرسال أنها ليست حاضنة لهذا التنظيم. ولا يبدو، حتى اللحظة، بحسب المعلومات المتوافرة، وجود حاضنة فعلية له. يوجد مؤيدون، ويوجد أفراد مستعدون للعمل مع هذا التنظيم. لكن حقيقة الأمر تدلّ على ارتفاع مستوى الخطاب في الشارع السني الذي يقول: “نحن نُقتل من دون الولاء لداعش، فلتأتِ ونرى ما الذي سيحصل”.
الإحباط الذي يعيشه الشارع السني قد يقوده إلى خيارات مجنونة، حاله كحال أي مجموعة طائفيّة تشعر بظلمٍ ولا تقدر على مواجهته. مسؤولية كسر هذا الشعور تقع على عاتق الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وعلى المجموعات الطائفية الأخرى في البلد. لكنها مسؤوليّة تقع بالدرجة الأكبر على الرئيس سعد الحريري، الذي ظهر، خلال مؤتمره الصحافي الأخير الذي أعلن فيه دعماً سعودياً للجيش اللبناني بقيمة مليار دولار، كدبلوماسي سعودي، أكثر منه زعيماً لبنانياً. يحتاج الحريري للقيام بدور يختلف كثيراً عن ذلك الذي أدّاه أخيراً، وربما رفض أهل عرسال لمساعدات مُرسلة من قِبله، دليل على ذلك، وصرخات مسؤولي تيار المستقبل في المناطق، دليل آخر.
الطيران السوري يقصف بلدات وأحياء في حلب
المعارضة تستعد لـ “تطويق مطار” دمشق
أطلق الجيش السوري الحر عملية “تطويق مطار” دمشق فيما استمرت الغارت التي تشنها الطائرات السورية على أحياء وبلدات في حلب.
بيروت: أعلن “جيش الإسلام” التابع للجبهة الإسلامية في بيان عن إطلاق معركة تحمل اسم “تطويق المطار” وتهدف في مرحلتها المتقدمة إلى حصار القوات الحكومية في تلك المناطق ثم التوجه إلى دمشق حسب البيان.
وقال “مركز حلب الإعلامي” المعارض إن 7 أشخاص قتلوا وجرح آخرون نتيجة قصف بصاروخ فراغي على أطراف بلدة عينجارة في ريف حلب. وأضاف أن عدة أشخاص أصيبوا جراء استهداف الطيران الحربي لمدينتي تل رفعت وعندان بالصواريخ الفراغية ما أدى أيضا إلى دمار كبير في منازل المدنيين.
وفي العاصمة السورية، سقطت عدة قذائف هاون على منطقة القصاع، كما سقطت قذيفة أخرى داخل مدينة الفيحاء الرياضية، و3 أخرى في منطقة العباسيين. وشهد حي الوعر في حمص قصفا عشوائيا وعنيفا للقوات الحكومية بقذائف الهاون، بالتزامن مع قصف مدفعي على بلدات الريف الشمالي.
وبعد فترة من الهدوء النسبي، باتت دمشق تتعرض يوميا للقصف بالقذائف والصواريخ من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بهدف ارغام النظام على تخفيف الضغط عن مناطقهم القريبة من العاصمة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، “هذا رد على الغارات الجوية التي يشنها النظام على مناطق المعارضة حول دمشق”، موضحا ان عمليات القصف التي قام بها المعارضون “اسفرت في الايام الاخيرة عن 21 قتيلا بالاجمال”.
وتستهدف القذائف التي تطلق من الغوطة الشرقية في شرق دمشق والتي اصبحت معقلا للمعارضين الذين يحاول النظام اخراجهم منها لكنه لم يفلح، عددا من الاحياء منها حي المالكي الراقي حيث يقع القصر الرئاسي.
وذكر ابو هشام الذي يمتلك متجرا للملبوسات الجاهزة في الصالحية، الوسط التجاري للمدينة، “بعد فترة هدوء طويلة، استؤنف اطلاق القذائف السبت بعد العيد في الثاني من آب/اغسطس”. واضاف “امس وامس الاول (الثلاثاء والاربعاء) كان الصخب مخيفا، كنا نسمع صفير القذائف ثم انفجارها”. واضاف ان “معارضي النظام يقصفون دمشق من جوبر” التي يسيطرون عليها، لكن الجيش يسيطر على ضواحيها.
ويؤكد الزعيم المعارض عبد الرحمن الشامي ان اطلاق القذائف “رد على تصعيد عمليات القصف” التي يقوم بها النظام ضد معاقل المعارضة. واضاف هذا القائد في جيش الاسلام لوكالة فرانس برس في مدينة دوما (شمال شرق العاصمة)، التي تسيطر عليها المعارضة وتدأب الطائرات الحربية على قصفها، ان “المقاتلين يحاولون التصويب على اهداف عسكرية في دمشق”.
واوضح ان النظام كثف ايضا القصف على كفر بطنة (شرق دمشق) والمليحة، مشيرا الى “مجزرة الاطفال في دوما في اليوم الثالث من ايام عيد” الفطر اواخر تموز/يوليو. وشن طيران النظام الاحد غارات على الغوطة الشرقية وكفر بطنة ودوما، فقتل 64 شخصا على الاقل منهم 11 طفلا في احد الاسواق، كما ذكر المرصد.
وردا على ذلك، قصفت مجموعتان معارضتان هما جيش الاسلام واجناد الشام العاصمة بقذائف من عيار 107 ملم و120 ملم، كما اكد عبد الرحمن الشامي. وقد استهدف القصر الرئاسي في المالكي بوسط دمشق من قبل اجناد الشام، كما قال، وكذلك “مواقع عسكرية”. واضاف ان “ذلك سيستمر طالما استمر القصف على المناطق المعارضة”.
وفي بيانات نشرت على الفيسبوك، اكد قائد في اجناد الشام ان مجموعته ستقصف “معاقل النظام في وسط دمشق كلما تعرض المدنيون المحاصرون في الغوطة الشرقية” للقصف.
وفي تصريحات اخرى على موقع “اول فور سيريا” الاعلامي، تحدث بالتفصيل عن ثلاثة اهداف تعرضت للقصف في الايام الاخيرة، وهي القصر الرئاسي في المالكي ومباني الامن والعسكريين في كفر سوسة وفي المزة 86، غرب العاصمة. وقال “طلبنا في بيان من المدنيين الابتعاد”.
لكن المرصد اوضح ان 16 شخصا على الاقل قتلوا وان 79 آخرين اصيبوا ليل الثلاثاء خلال عمليات قصف قام بها المعارضون على بضعة احياء في دمشق.
واكد احد سكان حي القابون القريب من خط الجبهة في جوبر ان “اجناد الشام يستخدمون الان صواريخ كاتيوشا”. واضاف هذا الشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته انه سمع صاروخا ينطلق من جوبر، وقال صديقه في اتصال هاتفي انه سمعه يسقط في المالكي.
واستؤنفت الخميس عمليات القصف التي يقوم بها النظام لمعاقل المعارضين حول دمشق. ورد المتمردون باطلاق قذائف هاون على ساحة العباسيين القريبة من جوبر، كما ذكرت وكالة الانباء السورية والمتمردون.
واكد مصدر امني لوكالة الصحافة الفرنسية ان “الارهابيين المحاصرين يشبعون احقادهم بقصف الاحياء السكنية”، مؤكدا من جهة اخرى ان الخناق يضيق على المتمردين في جوبر والمالكي. وخلال اكثر من ثلاث سنوات، قتل 170 الف شخص على الاقل في الحرب في سوريا التي اندلعت على اثر القمع الدامي لتظاهرات سلمية في آذار (مارس) 2011 ضد النظام.
نظام الأسد لم يعد يسيطر إلا على مطار الطبقة العسكري
قاعدة مهمة للجيش السوري في الرقة تسقط بيد “الدولة الإسلامية”
أ. ف. ب.
فقد نظام الأسد سيطرته على قاعدة مهمة في الرقة ولم يعد يسيطر سوى على موقع واحد في المحافظة الواقعة في الريف الشمالي.
بيروت: سيطر مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية” ليل الخميس الجمعة على قاعدة مهمة للجيش السوري في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد في بيان تلقته وكالة فرانس برس ان “تنظيم الدولة الاسلامية بسط سيطرته الكاملة ليل امس (الخميس) على اللواء 93 في منطقة عين عيسى في الريف الشمالي لمحافظة الرقة عقب اشتباكات عنيفة بدأت بتفجير ثلاثة مقاتلين من الدولة الاسلامية انفسهم بعربات مفخخة في بوابة اللواء 93 ومحيطه” مشيرا الى ان النظام في دمشق لم يعد يسيطر سوى على موقع واحد في محافظة الرقة هو مطار الطبقة العسكري.
وبحسب المرصد، فان عملية السيطرة على القاعدة اسفرت عن “مقتل ما لا يقل عن 36 عنصرا من قوات النظام .. و15 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية غالبيتهم من جنسيات غير سورية”.
وكان جرى سحب بعض القوات من قاعدة اللواء 93 في تموز/يوليو بعد ان سيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” على قاعدة الفرقة 17 في الرقة في معارك قتل فيها سواء في المعارك او ذبحا بعد اسرهم 85 عنصرا من قوات النظام.
ومنذ بدء مشاركته في القتال في سوريا في ربيع 2013 سيطر تنظيم “الدولة الاسلامية” على اغلبية محافظتي الرقة ودير الزور المتاخمتين للعراق حيث يشن هجوما كاسحا منذ حزيران/يونيو.
في اواخر حزيران/يونيو اعلن التنظيم عن انشاء “خلافة” في الاراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.
وقتل اكثر من 170 الف شخص بحسب ارقام المرصد في سوريا منذ اذار/مارس 2011، بعد انطلاق احتجاجات سلمية ضد الرئيس السوري بشار الاسد تحولت الى نزاع مسلح لاحقا.
تنظيم الدولة يعدم 23 شخصاً في سوريا
نشر تنظيم الدولة الإسلامية على الإنترنت صورا من محافظة دير الزور السورية، وقال إنها لعملية إعدام 23 شخصاً من مسلحي عشيرة الشعيطات.
وقال التنظيم إنه أسر هؤلاء الأشخاص خلال المعارك الأخيرة الدائرة بينه وبين مسلحي العشيرة في قرى أبو حمام وغرانيج والكشكية بريف دير الزور الشرقي.
وكانت لجان التنسيق المحلية في دير الزور أفادت في وقت سابق اليوم الجمعة بأن عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية لقوا مصرعهم خلال اشتباكات مع رجال عشائر في محيط بلدة الشعيطات بريف دير الزور شرقي سوريا من أجل استعادة السيطرة عليها، بعد أن طُردوا منها قبل نحو أسبوع.
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن جنود النظام أطلقوا نيران رشاشاتهم على قرية عين الفيجة بمنطقة وادي بردى في ريف دمشق.
وأبلغ ناشطون أن سلاح الجو السوري شن غارات بالبراميل متفجرة على حي جوبر الدمشقي وبلدة المليحة في ريف دمشق الشرقي.
في غضون ذلك، أورت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها من دمشق اليوم الجمعة أن العاصمة السورية تتعرض لهجمات يومية بقذائف الهاون والصواريخ من قبل مقاتلي المعارضة المسلحة، في محاولة منهم لتخفيف حدة هجمات النظام على المناطق التي يسيطرون عليها قرب المدينة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن قصف المعارضة لدمشق “تسبب في مقتل 21 شخصاً في الأيام الماضية”.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن عبد الرحمن الشامي -أحد قادة تنظيم جيش الإسلام- القول إن مقاتلي المعارضة يحاولون شن هجمات “على أهداف عسكرية في دمشق”، مشيراً إلى أن قوات الرئيس بشار الأسد زادت من قصفها لمدن كفر بطنا والمليحة ودوما في ريف دمشق.
وفي حلب شمال غرب سوريا، أفادت شبكة سوريا مباش بأن الطيران الحربي شن غارات بالبراميل المتفجرة على أحياء مساكن هنانو وتراب الغربا والحيدرية وكرم حومد بحلب المدينة, وعلى مدينة دارة عزة وبلدة أخترين بالريف، بينما ذكر ناشطون أن قتيلاً وعدداً من الجرحى سقطوا في قصف بالبراميل المتفجرة على حي الميسر بحلب.
وفي تقريره اليومي عن تطورات الأحداث بسوريا، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن عشرات الجرحى سقطوا في غارة جوية استهدفت أحد مساجد مدينة الباب بريف حلب.
وفي سياق التصعيد الميداني، أفاد مركز حماة الإعلامي بأن النظام أرسل تعزيزات كبيرة إلى مدينة مورك في ريف حماة مؤلفة من شاحنات وآليات، بينما شهدت قرى وبلدات ريف حماة قصفاً جويّا عنيفاً جراء تقدم مقاتلي المعارضة الأخير.