أحداث الجمعة 12 حزيران 2015
المعارضة «تمد يدها» لدروز السويداء و«النصرة» تستهدفهم في إدلب
لندن، بيروت – «الحياة»
تقدمت فصائل المعارضة السورية أمس داخل مطار الثعلة العسكري في ريف محافظة السويداء، وواصلت ملاحقة جنود النظام الذين فروا إليه بعد سيطرة المعارضة على مقر اللواء 52 في ريف درعا الذي سقط قبل أيام في أيدي مقاتلي «الجبهة الجنوبية». وتقيم في السويداء أكثرية من أبناء الطائفة الدرزية التي سعى النظام إلى تقديم نفسه حامياً لها ولبقية الأقليات. وأكدت «الجبهة» في بيان أمس، أن «أبناء السويداء هم إخوتنا وأهلنا، وأننا لم ولن نقاتلهم»، مضيفة أنها «تمد يدها للأهل والإخوة في محافظة السويداء وفي جميع المناطق السورية من أجل مواجهة خطر داعش».
وأقر النظام أمس بسقوط طائرة مقاتلة من طراز «ميغ» في منطقة المعارك بين ريفي السويداء ودرعا، في حين أعلنت «الجبهة الجنوبية» المعارضة أنها أسقطت الطائرة بواسطة مضاد أرضي من عيار 23 ملم»، وعرضت على مواقعها صوراً لها وهي تهوي في منطقة قريبة من بصر الحرير وتتحول إلى كتلة من النار.
وصادف تقدم المعارضة في السويداء وقوع اشتباك هو الأول من نوعه بين «جبهة النصرة» وسكان قرية درزية في محافظة إدلب، حيث أفيد يأن مقاتلي «الجبهة» قتلوا 20 درزياً بينهم أشخاص مسنون. وصدرت ردود فعل من القيادات الدرزية في لبنان، على رأسها وليد جنبلاط الذي كان قد سعى في الماضي إلى التهدئة مع «النصرة» رافضاً اتهامها بالإرهاب.
واستنكرت شخصيات درزية لبنانية ما تعرض له ابناء قرية قلب لوزة وجرت اتصالات من قبل بعض الاطراف اللبنانية مع الجانبين التركي والقطري بهدف تهدئة الوضع، فيما ذكر ان المسؤول عن الحادث هو تونسي الجنسية من «جبهة النصرة» ويدعى ابو عبد الرحمن التونسي.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن عناصر من «النصرة» قتلوا ما لا يقل عن 20 مواطناً من قرية قلب لوزة في جبل السماق بريف إدلب، وأكثرية سكانها من الدروز. وأشار إلى أن قتل الدروز جاء إثر «مشادة كلامية حادة» بين مواطنين في القرية وبين قيادي تونسي في «النصرة» على خلفية محاولته مصادرة منزل عنصر من قوات النظام. وتطورت المشادة إلى إطلاق نار راح ضحيته 20 من سكان القرية وعنصر واحد على الأقل من «النصرة». ووصفت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، ما جرى بـ «المذبحة» وقالت إن عدد القتلى بلغ 30 من بينهم «ثلاثة من رجال الدين وامرأتان»، وقالت إن المهاجمين «عمدوا إلى قتل بعض الضحايا ذبحاً ومثّلوا بجثثهم».
وعلى صعيد معارك الجنوب، أعلنت فصائل في المعارضة سيطرتها على أجزاء واسعة من مطار الثعلة في السويداء. وقال الناطق باسم «الجبهة الجنوبية» عصام الريس لـ «فرانس برس»: «الجبهة الجنوبية تحرر مطار الثعلة العسكري ويجري التمشيط والتعامل مع ما تبقى» من مواقع للنظام. لكن الإعلام الرسمي السوري نفى سقوط المطار، مشيراً إلى إحباط الجيش والقوات المسلحة ثلاث هجمات عليه. أما «المرصد السوري» فقد أكد أن المعارضة دخلت بالفعل إلى «أجزاء واسعة» من مطار الثعلة.
وفي شمال سورية، واصل مقاتلو وحدات «الحماية الشعبية» الكردية امس تقدمهم باتجاه مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا داخل محافظة الرقة، معقل تنظيم «داعش». وذكر «المرصد» أن الوحدات الكردية تمكنت مدعومة من فصائل مقاتلة من اقتحام بلدة سلوك والسيطرة على القسم الشرقي منها. وبوصولهم إلى سلوك، بات المقاتلون الأكراد على بعد حوالى عشرين كيلومتراً شرقي معبر تل ابيض الذي يسيطر عليه «داعش»، ويتواجدون على بعد عشرة كيلومترات من المدينة من ناحية الغرب في اتجاه ريف عين العرب (كوباني) في محافظة حلب. ونقلت «فرانس برس» عن مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، أن خطة الأكراد تقضي بمحاصرة تل أبيض، كما باتوا يتقدمون في عمق أراضي محافظة الرقة. وقال عبدالرحمن إن تقدم الأكراد تم بدعم من قوات التحالف الدولي الذي نفذ غارات عدة على مواقع التنظيم في المنطقة.
المعارضة السورية تسيطر على قاعدة جوية وتسقط طائرة للجيش في جنوب البلاد
بيروت – رويترز
قال تحالف لقوات المعارضة المسلحة في سورية إنه انتزع السيطرة على قاعدة جوية في جنوب البلاد من أيدي قوات الجيش اليوم (الخميس)، وأسقط طائرة عسكرية بالقرب منها، وهو انتصار سيفاقم من الانتكاسات التي مني بها الرئيس السوري بشار الأسد في المنطقة، بعد أن خسر قاعدة عسكرية قريبة هذا الأسبوع. وقال عصام الريس الناطق باسم «الجبهة الجنوبية»، وهي تحالف لمجموعة من الجماعات المسلحة، إنه تم «تحرير قاعدة الثعلة في محافظة السويداء»، إلا أن قيادياً ثانياً في المعارضة المسلحة ذكر أن القاعدة لم تسقط بعد. وقال قائد جيش اليرموك بشار الزعبي إنه يتوقع سقوط الثعلة قبل نهاية اليوم.
وذكر الزعبي أن مقاتليه «أسقطوا طائرة ميغ روسية الصنع باستخدام مدافع مضادة للطائرات». ويظهر تسجيل فيديو بثته على الإنترنت «الهيئة السورية للإعلام» التابعة للمعارضة طائرة عسكرية وهي تسقط.
وأكد التلفزيون السوري تحطم طائرة عسكرية في الجنوب، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق لمعرفة السبب.
وتمكن تحالف من قوات المعارضة المسلحة من الاستيلاء على «قاعدة اللواء 52» العسكرية الثلثاء الماضي. ولم يعلق الجيش السوري على سقوط القاعدة.
من إدلب إلى السويداء دروز سوريا في الواجهة معلومات متضاربة عن إسقاط “ميغ” ونجاة قائدها
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
تضاربت الانباء عن مصير مطار الثعلة العسكري في محافظة السويداء بجنوب سوريا، إذ قالت فصائل معارضة انها تمكنت من السيطرة عليه او على اجزاء منه، فيما نفى الاعلام السوري هذا الامر موضحا ان الجيش السوري النظامي صد محاولات عدة لاقتحام المطار. وأبرزت هذه التطورات الميدانية المخاوف على دروز سوريا، خصوصا انها سجلت بعد ساعات من قتل “جبهة النصرة”، فرع القاعدة في سوريا، 20 شخصاً في قرية قلب لوزة الدرزية بجبل السماق في محافظة ادلب.
وصرح الناطق باسم “الجبهة الجنوبية” عصام الريس ان “الجبهة الجنوبية حررت مطار الثعلة العسكري وجاري التمشيط والتعامل مع ما تبقى”.
وأكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له سيطرة فصائل المعارضة على اجزاء من المطار بعد قصف عنيف متبادل مع قوات النظام، وتحدث عن استمرار المعارك العنيفة في محيطه. وقال ان قوات النظام “استقدمت تعزيزات عسكرية الى المنطقة”.
أما الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” فنقلت عن مصدر عسكري ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحبطت عدة محاولات تسلل للارهابيين الى مطار الثعلة وأوقعت بينهم مئة قتيل على الاقل ودمرت لهم عشرات العربات المصفحة”.
ولاحقا، بث التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل أن فريق عمله استهدف في السويداء “بقذائف صاروخية”، مما تسبب بمقتل السائق واصابة كل من المراسل والمصور.
ويعدّ هذا التقدم الاول من نوعه لفصائل المعارضة داخل محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية والخاضعة لسيطرة قوات النظام. ونفذت فصائل مسلحة عمليات محدودة عدة خلال عامي 2013 و2014 في بعض أرياف المحافظة من غير ان تتمكن من السيطرة على منطقة محددة.
ورأى مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان تقدم فصائل المعارضة في السويداء “يعد تراجعا كبيرا للنظام الذي يتلقى ضربة تلو الاخرى في الاسابيع الاخيرة”.
وتضم “الجبهة الجنوبية” مجموعة من كتائب المعارضة المعتدلة بينها “الجيش الاول” وفصائل اسلامية منها “احرار الشام”. ويبلغ تعدادها الاجمالي 35 الف رجل، استنادا الى ناشطين، وتحظى بدعم سعودي وأردني واميركي.
وجاء في بيان أصدرته الجبهة ان “أبناء السويداء هم أخوتنا وأهلنا واننا لم ولن نقاتلهم”، مضيفة انها “تمد يدها للأهل والأخوة في محافظة السويداء وفي جميع المناطق السورية من أجل مواجهة خطر داعش”، في االاسلامية”.
وسيطرت “الجبهة الجنوبية” قبل أيام على مقر “اللواء 52” في محافظة درعا المجاورة للسويداء، وهو احدى أكبر القواعد العسكرية في سوريا ويبعد عشرة كيلومترات عن الثعلة.
وبعد انسحاب قوات النظام التي كانت متمركزة في مقر اللواء الى مطار الثعلة وبلدة الدارة المحاذية له، اعلنت فصائل المعارضة بدء معركة “تحرير مطار الثعلة العسكري وقرية الدارة”.
وقال الريس ان الاشتباكات داخل المطار تزامنت مع اعلان “الجبهة الجنوبية” “اسقاط طائرة ميغ” تابعة لقوات النظام بواسطة مضاد ارضي من عيار 23 ميلليمتراً” .
وأقر الاعلام الرسمي بسقوط الطائرة، ونقلت “سانا” عن مصدر عسكري ان “التحقيق جار لتحديد الاسباب”.
وأشار المرصد السوري الى تضارب المعلومات عن أسباب سقوط الطائرة، لكن عبد الرحمن أورد معلومات عن نجاة قائد الطائرة بعد قفزه بالمظلة ووصوله الى مستشفى السويداء.
وقتل شخص في قصف بقذائف الهاون وسط مدينة السويداء.
وكشف مسؤول أميركي أن دروز إسرائيل أثاروا مع مسؤولي إسرائيل والولايات المتحدة والأردن فكرة تسليح دروز سوريا.
مجزرة إدلب
وفي محافظة ادلب شمال غرب البلاد ، قتل 20 درزيا على الاقل برصاص عناصر من “جبهة النصرة” اثر خلاف بين الطرفين تطور الى اطلاق نار في قرية قلب لوزة.
وروى عبد الرحمن ان قياديا في “جبهة النصرة” يحمل جنسية تونسية حاول الاربعاء “مصادرة منزل مواطن درزي” في القرية، بحجة ان “صاحبه موال للنظام، الا ان افرادا من عائلة صاحب المنزل حاولوا منعه، فحصل تلاسن، ثم احتجاج، ثم اطلاق نار” شارك فيه آخرون من “النصرة”.
وأضاف المرصد ان اطلاق النار تسبب بمقتل 20 شخصا بينهم مسنون وطفل، بينما تحدثت “سانا” عن “مجزرة مروعة” راح ضحيتها 30 شخصا.
واعتبرت “الجبهة الجنوبية” في بيانها ان “المجزرة المروعة التي تعرض لها أهلنا …على يد جبهة النصرة جريمة بحق العيش المشترك”، مبدية استعدادها “للقيام بدور فعال في حماية القرى الدرزية” في إدلب.
وحملت تعليقات على حساب في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي يستخدمه أنصار “جبهة النصرة” مسؤولية إطلاق النار على القروي الذي رفض تسليم المنزل الى شخص وصفوه بأنه “بحاجة” الى مأوى. ولم يرد ذكر لعدد القتلى.
المجلس الدرزي يتابع اليوم التطوّرات السورية جنبلاط يرفض التحريض ووهّاب والداود للسلاح
أرخت التطورات الدموية في سوريا، وخصوصا في مناطق وجود ابناء طائفة الموحدين الدروز في محافظتي ادلب والسويداء، بثقلها على القيادات الدرزية، اذ يعقد المجلس المذهبي للطائفة اجتماعاً استثنائيّاً بعد ظهر اليوم لمناقشة التطورات.
فيما اعتبر زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ان “كل كلام تحريضي لن ينفع”، مذكرا بأن “سياسة بشار الأسد أوصلت سوريا إلى هذه الفوضى”، واعلن الحزب الاشتراكي ان اتصالات جنبلاط بفصائل المعارضة وقوى إقليمية أثمرت سعياً مشتركاً لضمان سلامة أبناء تلك القرى الذين وقفوا إلى جانب الثورة السورية، دعا رئيس “حزب التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب ورئيس “حركة النضال اللبناني العربي” النائب السابق فيصل الداوود الى حمل السلاح، على ان يعقد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان مؤتمرا صحافيا اليوم يحدد فيه موقفه.
وأجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالات بكل من شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن وجنبلاط وارسلان ووهاب والداود، مستنكرا “المجزرة التي ارتكبها مسلحو جبهة النصرة الارهابية ضد ابناء بلدة قلب لوزة”.
واطلع الرئيس سعد الحريري في اتصال هاتفي بجنبلاط على مجريات الأحداث، وأكدا “أهمية متابعة التواصل والتنسيق وبذل أقصى الجهود لحماية الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان”.
وغرّد جنبلاط عبر “تويتر”: “في الاجتماع الطارئ للمجلس المذهبي سيجري النقاش حول أحداث إدلب”. وفي تغريدة أخرى، قال: “كل كلام آخر تحريضي لن ينفع. تذكروا أن سياسة بشار الأسد أوصلت سوريا إلى هذه الفوضى”.
واستنكر الحزب التقدمي الاشتراكي “الأحداث التي ذهب ضحيتها عدد من الشهداء”، مشيراً الى “أن المعلومات التي تم الترويج لها مغايرة للحقيقة خصوصاً لناحية عمليات ذبح تعرض لها الدروز، وما حصل هو إشكال وقع بين عدد من الأهالي في بلدة قلب لوزة في جبل السماق وعناصر من جبهة النصرة حاولوا دخول منزل أحد العناصر الذي يعتبرونه مواليا للنظام السوري، وقد تطور الإشكال إلى إطلاق نار أوقع عددا من الشهداء”. واستغرب “حملة التحريض المنظمة بهدف تأجيج المشاعر وإذكاء نار الفتنة”.
واعتبر وهاب انه “يكفي بيع دم الدروز على ابواب السفارات. ما يحمينا هو حمل السلاح، وكل من يخص جبهة النصرة او يتعامل معها على الاراضي اللبنانية غير مرغوب فيه”، مؤكدا ان “دروز سوريا مستعدون لإذلال الارهابيين ولا ينقصهم سوى السلاح. واقول لبشار الاسد اننا في حاجة الى السلاح في السويداء”.
ورأى الداود “ان المجزرة هي نتيجة لسياسة من طلب من ابناء جبل السماق الحياد ومهادنة الجماعات الارهابية التكفيرية، فكان مصيرهم المحتم الذبح”. ودعا الى “حمل السلاح للدفاع عن الارض والعرض”.
واستنكر شيخ العقل “الاعتداء الذي حصل على عدد من أبناء الطائفة”، مؤكدا”ضرورة التحلي بالوعي والمسؤولية لتلافي وقوع مثل هذه الحوادث”. ودعا إلى “مواكبة الاتصالات لإنهاء ذيول هذا الحادث المؤسف والاليم”.
واعتبر عدد من مشايخ البياضة بعد اجتماع عقدوه في منزل الشيخ فندي جمال الدين شجاع ان “ما حصل هو عدوان صارخ مستنكر ومستغرب، وهذا ما يزيدنا تشبثا وتجذرا بأرضنا، وتمسكا بالوحدة الوطنية والاسلامية”.
استهداف الدروز السورييّن يُنذر بالفصل القاتم سيناريوات ما بعد الانهيار تلفح الحدود اللبنانية
تشكل المخاوف المتصاعدة على دروز سوريا، في ظل ما حملته التطورات الاخيرة من أنباء عن مواجهة دامية في احدى قرى ريف أدلب ذهب ضحيتها عدد من المواطنين الدروز على يد جبهة النصرة في ظروف ملتبسة وغامضة، نموذجا طارئا من نماذج التداعيات الشديدة الخطورة لمجريات الحرب السورية التي تمس بعمق الواقع اللبناني. وإذا كانت التصريحات المتعاقبة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط واتصالاته الكثيفة اقليميا وعربيا في شأن تصاعد الاخطار على الدروز السوريين ابلغ مؤشر على اقتراب نار الفتنة المذهبية من تهديد مصير هذه الأقلية الدرزية بدورها بعد المسيحيين وسواهم من الأقليات، فان ذلك وحده كاف للدلالة على ان المقلب الآتي من الحرب السورية بدأ يعمق الخشية من التداعيات المختلفة لهذه الحرب على لبنان ليس أمنيا فقط بل على صعيد تفاعلات الطوائف والمذاهب مع تطوراتها المتدحرجة المرشحة لأن تشهد فصولا غير مسبوقة في التحولات الكبيرة المخيفة.
ليس خافياً ان السيناريو الأكثر ترجيحا حيال المتغيرات الميدانية والعسكرية الجارية، والتي جاءت بمعظمها في الآونة الاخيرة لتقلص رقعة سيطرة النظام السوري على المناطق السورية الى نسبة ضئيلة جدا واتساع سيطرة القوى المعارضة على اختلاف تنظيماتها وكذلك تنظيم داعش الى أوسع نسبة تفوق في مجملها اكثر من ٧٥ في المئة وربما ٨٠ في المئة من الاراضي والمناطق السورية، يجنح بقوة نحو تقسيم سوريا اقله واقعيا وميدانيا في الحقبة الحالية من الحرب والمعارك المتصاعدة. وفي ظل الانهيارات المتعاقبة التي تتعرض لها قوات النظام السوري ولا تفيده في تعويضها موجات الدعم البشري والتسليحي واللوجستي من ايران والميليشيات التي تتوافد بالألوف الى ما تبقى من مناطق سيطرته وكذلك وأساسا الانخراط الواسع لـ”حزب الله” في القتال على جبهات عدة تمددا الى القلمون وجرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، في ظل كل ذلك بدأت خريطة المخاوف اللبنانية تتسع وتعيد معها هواجس الامن ومصير الأقليات التي تجد نفسها تلقائيا معنية بكل تطور يمس اقليات سوريا ولو ظل الوضع اللبناني على درجة عالية من التمايز والخصوصية عن الواقع السوري وقبله العراقي.
تقول اوساط داخلية واسعة الاطلاع على مجريات المتغيرات السورية إن ما بدأ يحصل في الفترة الاخيرة في سوريا يبرر خشية جنبلاط المتعاظمة على دروز سوريا وسعيه الدؤوب المتواصل بشتى الطرق الديبلوماسية والسياسية والتواصل مع المؤثرين الإقليميين للحؤول دون تعرضهم لما تعرضت اليه اقليات مماثلة في العراق وسوريا على مرأى من العالم الذي لم يحرك ساكناً. وبالمقدار نفسه من الخطورة والخوف من المراحل الآتية من المتغيرات المتسارعة تصاعدت المخاوف على المسيحيين، علماً ان ما يربط بين الجماعتين ليس تهديد الوجود والمصير فقط كأقليات وسط حرب يطغى وجهها المذهبي على وجوهها المتشابكة والمعقدة الاخرى، بل أيضاً ارتباط غالبية هاتين الجماعتين بالنظام السوري وفشل محاولات حثيثة لتحييدهما بذلت منذ بداية الحرب. واذ تلفت هذه الاوساط الى وجود عوامل كثيرة موضوعية حالت دون أي قدرة على ابعاد كأس التهديدات الوجودية عن الأقليات في سوريا، فان الواقع الطالع حاليا لا ينذر فقط بدنو الخطر الاشد وطأة عليها جراء اتساع رقعة سيطرة تنظيمات اصولية متطرفة كالنصرة و”داعش” بل خطر تحول الحرب السورية الى مواجهات اقليمية مباشرة بين دول منخرطة حتى العظم في الصراع السوري، وهو امر يعني لبنان بسائر مجموعاته وطوائفه وقواه وليس فقط اقليات معينة تجد نفسها في عين العاصفة. وتشير الاوساط نفسها الى ان معركة القلمون وجرود عرسال وامتداداتها تشكل الفصل الحاسم في انخراط “حزب الله” الواسع في ما يرسم من سيناريوات لمرحلة تطل على تكريس التقسيم الواقعي لسوريا بما يستحيل من الآن التكهن بطبيعتها وبما قد ترسو عليه مهما بلغت دقة التوقعات الموضوعية حيال مآل النظام الأسدي ومصيره. وليست عينات المواجهات الاخيرة في القلمون والجرود المتداخلة بين الحدود السورية واللبنانية إلا مؤشر الى اندفاع واضح لحماية خطوط الدفاع الاخيرة عن النظام بما يعني ان الحدود اللبنانية – السورية على امتدادها المترامي من الشمال الى الشرق فالوسط والجنوب ستكون أمام واقع مختلف.
ولا تخفي هذه الاوساط ان جانبا واسعا من مداولات القوى السياسية مع السفراء الغربيين والاقليميين المعنيين بالوضع في سوريا عادت في الآونة الاخيرة تتركز على محاولات معرفة ما اذا كانت هناك تصورات واضحة للمرحلة الطالعة على تطور اساسي هو التوصل الى الاتفاق النووي مع ايران وما يليه من وضع مسألة النفوذ الاقليمي لايران على الطاولة وتداعيات كل ذلك على الملف السوري، باعتبار ان معظم الدلالات تشير الى ان التأزم في الواقع اللبناني قد يمر بمطبات وعواصف جديدة على جانب من الخطورة في هذه المرحلة الحاسمة الفاصلة عن تبين الاتجاهات العريضة الدولية والاقليمية وما سيصيب منها سوريا خصوصا.
الأكراد يتقدّمون داخل الرقّة وتركيا تقفل حدودها موقتاً أردوغان يتهم الغرب بدعم جماعات كردية إرهابية
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
واصل مقاتلو “وحدات حماية الشعب” الكردية أمس تقدمهم في اتجاه مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا داخل محافظة الرقة، معقل تنظيم “الدولة الاسلامية” في شمال سوريا، يدعمهم طيران الائتلاف الدولي.
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن “الوحدات الكردية مدعومة من فصائل مقاتلة (عربية) تمكنت من اقتحام بلدة سلوك والسيطرة على القسم الشرقي من البلدة الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الرقة”، موضحاً ان معارك عنيفة تدور في المنطقة بين المقاتلين الاكراد والجهاديين، وان الاكراد “تقدموا في شكل سريع” وباتوا يسيطرون على عشرات القرى في المحافظة التي يتفرد التنظيم الجهادي بالسيطرة عليها منذ أكثر من سنة. وفي سلوك، بات المقاتلون الاكراد على مسافة نحو 20 كيلومتراً شرق معبر تل أبيض الحدودي الذي يسيطر عليه تنظيم “الدولة الاسلامية”، لكنه مقفل من جهة السلطات التركية.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “خطة الاكراد تقضي بمحاصرة تل أبيض”، وأن الاكراد باتوا يتقدمون “في عمق اراضي محافظة الرقة”، و”طالما كانت سلوك معقلا للتنظيمات الاسلامية المتطرفة” منذ بدء النزاع قبل أربع سنوات. وثلاثة أشهر، وذلك “بدعم من قوات الائتلاف الدولي” الذي شنّ غارات عدة على مواقع التنظيم في المنطقة.
وبدأ الائتلاف الدولي في 23 ايلول 2014 حملة غارات جوية على مواقع التنظيم في سوريا والعراق. ونجح المقاتلون الاكراد بمؤازرة غاراته في طرد “الدولة الاسلامية” من كوباني في كانون الثاني 2015، بعد معارك استمرت اكثر من أربعة أشهر.
وخلال الايام الاخيرة، اضطرت الاشتباكات بين وحدات كردية وفصائل معارضة مع مسلحي “الدولة الإسلامية” الآلاف الى الفرار إلى تركيا التي اعلنت نيتها اقفال حدودها في وجوههم موقتاً.
اقفال الحدود
وأعلن مصدر رسمي أنه “منذ أمس (الاربعاء) استقبلنا أكثر من 6600 شخص يضافون الى نحو 7000 نازح سبق لهم ان دخلوا الاسبوع الماضي”.
وصرّح نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش مساء الاربعاء ان بلاده ستواجه هذا التوافد الجديد باقفال حدودها في بعض المناطق موقتاً. وقال بعد زيارة لمعبر اقجه قلعة التركي (تل ابيض بالعربية) إن “تركيا لن تجيز دخول المزيد من الافراد من سوريا الى اراضيها، باستثناء الحالات الانسانية”.
ولفت مصدر رسمي تركي الى ان هذا القرار لا يشكل مراجعة لسياسة “الباب المفتوح” التي تتبعها انقره حيال النازحين السوريين، وان “هذه القيود التي اعلنتها السلطات موقتة ومحددة”.
الى ذلك، ندد كورتولموش بالدول الاوروبية التي اتهمها بالتقاعس في استقبال اللاجئين السوريين، قائلاً إن “الذين يستنفرون عند وصول اربعة لاجئين او خمسة الى أبوابهم يواصلون الاكتفاء بالتفرج على الجهود التي تبذلها تركيا”.
ولا تشعر تركيا بالارتياح الى المكاسب التي تحققها “وحدات حماية الشعب” الكردية في سوريا، إذ ترى إن لهذه الوحدات صلات بـ”حزب العمال الكردستاني” المحظور الذي يقاتل الدولة التركية منذ عقود.
أردوغان
وأمس، اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الغرب بقصف العرب والتركمان في سوريا، ودعم جماعات كردية “إرهابية”، تحل محلهم.
وقال في كلمة أمام غرفة التجارة في أنقرة “إن الغرب الذي يطلق النار على العرب والتركمان يعمل ويا للأسف على إحلال حزب الاتحاد الديموقراطي (الذراع السياسية لـ”وحدات حماية الشعب”) وحزب العمال الكردستاني مكانهم”.
ورفضت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، الاضطلاع بدور قتالي في الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد، إذ تشعر بالقلق من مكاسب الأكراد على الأرض، وتقول إن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم.
وقد يثير كلام إردوغان استياء الأكراد في تركيا الذين يعتقد كثيرون منهم أن أنقرة تدعم فصائل إسلامية متشددة في سوريا في مواجهة الأكراد هناك.
وقال إدريس نعسان، وهو مسؤول في كوباني، إن “وحدات حماية الشعب” لم ترتكب أية أعمال إرهابية ضد شعب سوريا بل انها تحمي المسلمين والمسيحيين واليهود.
جثة أميركي
على صعيد آخر، أصدرت “وحدات حماية الشعب” الكردية بياناً جاء فيه أنها ستسلم جثة أميركي كان يقاتل في صفوفها في سوريا ضد “الدولة الإسلامية” إلى ذويه في تركيا.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أكدت الأربعاء مقتل الرجل، وكشفت أن اسمه كيث برومفيلد.
ونشرت “وحدات حماية الشعب” صورة لشخص قالت إنه برومفيلد، وقالت إنه قتل في اشتباكات مع التنظيم المتشدد قرب مدينة كوباني السورية ذات الغالبية الكردية، مضيفة أن عائلة برومفيلد غادرت الولايات المتحدة لتتسلم جثته عند معبر مورست بينار الكردي، وأن القنصلية الأميركية في محافظة أضنة الجنوبية قد أحيطت علما بالأمر.
الجيش يقاوم على مشارف المدينة.. والسلاح محدود
قلق في السويداء: العصابات تقترب
زياد حيدر
لا تقتصر مخاوف دمشق من معركة تضطر إليها مدينة السويداء، وتضع كل المنطقة الجنوبية في هوة الضياع، بل تتعداها، إلى ما هو أكثر تهديداً، عبر تبلور الهويات الطائفية لهذا الصراع، واكتسابه شرعية ميدانية صريحة.
ودخلت إسرائيل، أمس الأول، على خط هذا التهديد، بحديث مسؤولين إسرائيليين عن «احتمال تسليح الدروز» في سوريا، الأمر الذي لم يستقبل بارتياح سواء على الصعيد الشعبي الدرزي أو على الصعيد الرسمي.
رسمياً، قال أحد المصادر المتابعة لتطورات المنطقة الجنوبية، لـ «السفير»، إن التصريح الإسرائيلي جزء من «الإستراتيجية الصهيونية المعروفة لتقسيم المنطقة طائفياً»، بشكل «يجذر وجود الدولة اليهودية، ويحول باقي الدول إلى كيانات مشابهة ولكن متقاتلة في ما بينها».
واستبعد المصدر دخول الإسرائيليين مباشرة على الخط، بسبب تعقيدات المشهد هناك، وإن اعتبر أن اقتحامهم الإعلامي الأخير، هدفه إضافة المزيد من الاحتقان والانقسام في المشهد السوري.
من جهته، فضل أحد مصادر المدينة اعتبار الدخول الإسرائيلي على الخط، محاولة لـ «جرجرة الدروز نحو إسرائيل» عبر إحاطتها بعدوين، الأول من الغرب متمثلا بـ «جبهة النصرة»، والثاني من الشرق متمثلا بـ «داعش».
ووفقا لمستشار أحد مشايخ العقل في السويداء أشرف الجرماني فإن هذه المحاولة «مكشوفة، وأهل المدينة والمنطقة أعلنوا خيارهم الصمود مع الدولة ومؤسساتها».
ورفض الجرماني موقف الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط أيضاً، معتبراً أن الرجل سبق وقدم وعوداً وتعهدات بحماية الدروز في جبل السماق في إدلب، إلا أنه تبين انه «هزيل جدا» في تلبيتها، في إشارة مبطنة إلى المجزرة التي ارتكبتها «النصرة» في قرية لوزة، وذهب ضحيتها عشرات الدروز.
ووفقا لتقديرات محلية، يبلغ عدد سكان السويداء من الدروز نصف مليون شخص، فيما يقطن جبل السماق حوالي 18 ألف درزي، و20 ألفاً في جبل الشيخ ومثلهم في الجولان المحتل.
ولا يخفي الجرماني أن ثمة «قلقاً في السويداء، يتوجه خوف أكبر»، بسبب عدم تسلح المنطقة بما يكفي من السلاح، والتراجع الميداني الذي حصل للجيش، كما أن ثمة تخوفا من «انقسام داخلي» يعمل البعض على «تقديمه على طبق من فضة للأعداء، لتسهيل مهمتهم».
وأمس، فيما كانت حامية مطار الثعلة تقاوم الهجوم عليها، كانت جماعات أهلية ودينية في السويداء تعمل على تنظيم صفوفها، ولا سيما أن 12 قذيفة هاون سقطت على المدينة حتى مساء أمس، مخلفة جرحى وقتلى، ومعززة الانطباع بأن معركة قريبة باتت وشيكة.
ورأى الجرماني أن «مطار الثعلة يشكل خاصرة المدينة، التي ستنكشف أمامه في حال سقوطه». ويبعد المطار سبعة كيلومترات كخط نظر عن المدينة، ما يفسر تخوف الأهالي من سقوطه، ولا سيما في ظل «غياب السلاح النوعي عن التسليح المحلي» حيث تتوفر أسلحة خفيفة ومتوسطة كرشاشات «دوشكا» وراميات مدفعية صغيرة وأسلحة فردية متنوعة.
ووفقا لمصادر أهلية فإن «الجيش يرفد المقاتلين بالمدفعية الثقيلة والطيران والراجمات حين تستدعي الحاجة» إلا أن «حاجة المقاتلين للسلاح حقيقية».
وحاول مشايخ العقل الثلاثة، المتواجدون في سوريا، «تنظيم فوضى السلاح في الجبل»، فأوجدوا «درع الوطن» الذي هو بمثابة «تنظيم للوحدات القتالية المحلية الموجودة في السويداء» والتي بلغت 125 مجموعة.
ووفقا لما ذكره الجرماني فإن عدد المقاتلين في المحافظة يقارب السبعة آلاف مقاتل، ينقسمون لعدة مجموعات، بينها حماة الديار (ألفا مقاتل) والدفاع الوطني (1500 مقاتل) وكتائب البعث (800)، والقومي السوري (300 مقاتل)، إضافة إلى مجموعات مقربة من المشايخ تضم 1500 مقاتل. ويذكر مصدر آخر أن أحد المشايخ المثيرين للجدل في السويداء، وهو وحيد البلعوس، يدير مجموعة من 1500 مسلح.
ويفضل المصدر المحلي عدم الخوض في «تعقيدات الانقسام الموجود على مستويات متعددة في المدينة»، معتبراً أن «الموسى وصلت إلى الذقن»، وبالتالي «ليس ثمة مكان لهذا الآن»، رغم اعترافه «بخطورته».
«الجزيرة» تكشف هوية زعيم «جبهة النصرة»: أسامة العبسي ولد في دير الزور ودرس الطب في دمشق وانضم لـ«القاعدة» في 2003
أشرف على تدريب «جند الشام» في لبنان… ووالده كان يعمل سائقا في مؤسسة حكومية
لندن ـ «القدس العربي»: كشفت قناة الجزيرة الفضائية، عن الهوية الحقيقية لزعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، وهي المعلومات التي تنشر للمرة الأولى منذ الإعلان عن تشكيل الفرع الشامي من تنظيم «القاعدة» مطلع عام 2012، وتتوق أجهزة مخابرات عالمية مختلفة لمعرفتها، والتي يبدو أن الجولاني أذن بكشفها أخيراً، في حين يحتفظ بكشف صورته لوقت آخر.
وطبقاً للمعلومات التي نشرتها «الجزيرة»، فإن اسم أبو محمد جولاني الحقيقي هو «أسامة العبسي الواحدي»، وُلد عام 1981 في بلدة الشحيل التابعة لمدينة دير الزور وسط عائلة أصلها من محافظة إدلب، وانتقلت إلى دير الزور حيث كان الوالد موظفاً في القطاع الحكومي يعمل «سائقاً» في مصلحة الإسكان العسكري.
أكمل الجولاني المراحل الأولى من التعليم النظامي، والتحق بكلية الطب في جامعة دمشق حيث درس الطب البشري سنتين، ثم غادر إلى العراق وهو في السنة الجامعية الثالثة، لينضم إلى فرع تنظيم «القاعدة» في العراق بعد الغزو الأمريكي 2003، حيث عمل تحت قيادة زعيمه الراحل أبو مصعب الزرقاوي ثم خلفائه من بعده، ولا يزال يقول إنه «مبايع» لزعيم القاعدة، أيمن الظواهري، ويعمل وفق توجيهاته وإرشاداته.
كان الجولاني – وهو طالب في الجامعة – يأتي من دمشق إلى حلب لحضور خطب الجمعة التي كان يلقيها محمود قول آغاسي (أبو القعقاع) في «جامع العلاء بن الحضرمي» بالصاخور، وحين تعرض العراق للغزو الأمريكي في آذار/ مارس 2003، نادى آغاسي بضرورة مقاومة هذا الغزو فكان الجولاني ضمن أوائل الملبين لهذا النداء.
في العراق انضم الجولاني إلى فرع تنظيم القاعدة الذي أسسه الأردني أبو مصعب الزرقاوي وأعلن تبعيته لأسامة بن لادن، فترقى بسرعة في صفوف التنظيم حتى أصبح من الدائرة المقربة من الزرقاوي، وبعد اغتيال الأخير في غارة أمريكية 2006، خرج الجولاني من العراق إلى لبنان حيث يُعتقد أنه أشرف على تدريب «جند الشام» المرتبط بتنظيم القاعدة.
ومن لبنان عاد الجولاني مجدداً إلى العراق فاعتقله الأمريكيون وأودعوه «سجن بوكا» الذي كانوا يديرونه جنوبي البلاد، ثم أطلقوا سراحه 2008 فاستأنف نشاطه العسكري مع ما كان يسمى «الدولة الإسلامية في العراق» التي تأسست في تشرين الأول/اكتوبر 2006 بقيادة أبو بكر البغدادي، وسرعان ما أصبح رئيساً لعملياتها في محافظة الموصل.
بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار الأسد، عاد الجولاني إلى سوريا في آب/اغسطس 2011 مبتعَثاً من تنظيم «القاعدة» لتأسيس فرع له في البلاد يمكّنه من المشاركة في القتال ضد الأسد.
وفي 24 كانون الثاني/يناير 2012 أصدر الجولاني بياناً أعلن فيه تشكيل «جبهة النصرة لأهل الشام» ممّن سماهم «مجاهدي الشام»، واتخذ من موطنه «الشحيل» منطلقاً لعمل هذه الجبهة، كما دعا في بيانه السوريين إلى الجهاد وحمل السلاح لإسقاط النظام، وصار من يومها يدعى في أدبيات الجبهة «المسؤول العام لجبهة النصرة».
الأسد: سوريا والمنطقة تتعرضان لعدوان ارهابي اساسه فكر تكفيري
دمشق- (د ب ا): اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد الخميس، أن “سوريا والمنطقة تتعرضان لعدوان إرهابي أساسه فكر تكفيري يستهدف نسيجها الاجتماعي والثقافي المتنوع″، لافتا إلى أن “مواجهة ذلك الفكر تكون بالتمسك بالأخلاق التي نادت بها الأديان السماوية”.
وأضاف الأسد، وفق بيان رئاسي، نقل مقتطفات منه موقع (سيريا نيوز)، أن “الشعب السوري نجح في التصدي لهذا الفكر الإرهابي من خلال تمسكه بتاريخه وثقافته وجذوره المتشابكة منذ الأزل”، مشيرا إلى أن “تمسك كل السوريين بوطنهم ومبادئهم كان من أهم عوامل صمودهم”.
ولفت، الرئيس الأسد، خلال استقباله أعضاء المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، الى أن “العامل الأهم في مواجهة هذا الفكر الإرهابي المتطرف الذي لا يعرف جنسيات ولا حدودا يتمثل بالتمسك بالقيم الأخلاقية التي نادت بها جميع الأديان السماوية والتي تقوم على الانفتاح الفكري والتسامح وحرية العقيدة”.
ودعا، الأسد، في أكثر من مناسبة إلى الضغط على المجتمع الدولي بغية انتهاج سياسة ناجعة ضد الإرهاب والفكر الظلامي وذلك من أجل الشعب السوري وشعوب المنطقة والعالم بأسره.
بدوره، قال رئيس الوفد، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، إن “أعضاء المجمع يدعون العالم أجمع للعمل على إعادة السلام والأمن لسورية”.
ويضم الوفد أعضاء في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من عدة دول هي سورية والعراق وتركيا والسويد وألمانيا وهولندا وغواتيمالا والبرازيل والهند.
وانعقد في الأيام الماضية في بلدة صيدنايا بريف دمشق دورة المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، برئاسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني.
استنكار واسع لمجزرة بحق دروز… والمعارضة تسيطر على مطار في السويداء
وهّاب يلوّح بجيش للدفاع عنهم وإسرائيل تندد باستهدافهم… وجنبلاط يحمّل الأسد المسؤولية
ريف إدلب ـ بيروت ـ «القدس العربي» من احمد عاصي وسعد الياس: هاجمت «جبهة النصرة» قرية قلب لوزة الدرزية في ريف إدلب شمال سوريا، وقتلت 20 رجلا معظمهم من عائلة واحدة إثر شجار نشب بين عناصر تابعين لـ»النصرة» وأحد أبناء القرية، وأدّى ذلك إلى ردود فعل عنيفة من جانب زعماء دروز لبنانيين، كما حاولت إسرائيل استغلال الموقف بادعائها الدفاع عن «الأقلّية الدرزية»، فيما قام النظام السوري بالتهويل والحديث عن أعداد كبيرة من القتلى ذبحاً.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرين درزيا على الأقل قتلوا برصاص عناصر من «جبهة النصرة» في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا إثر خلاف بين الطرفين تطور إلى إطلاق نار.
وهي المرة الأولى التي يقتل فيها هذا العدد من المدنيين المنتمين إلى الطائفة الدرزية في حادث واحد، منذ بدء النزاع في سوريا قبل أكثر من أربع سنوات.
وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن «مجزرة»، مشيرة إلى مقتل ثلاثين شخصا، وإلى تورط «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، و»حركة أحرار الشام» الإسلامية المتطرفة في الاعتداء.
وأفادت وكالة «سانا» أن «إرهابيي تنظيم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام ارتكبوا مجزرة مروعة مساء أمس ضد أهالي قرية قلب لوزة في ريف إدلب راح ضحيتها ثلاثون شخصا على الاقل».
ونقلت عن مصادر أهلية أن بين القتلى «خمسة شهداء من عائلة واحدة» وثلاثة رجال دين وامرأتين.
وأشارت إلى أن «الإرهابيين (…) نهبوا وأحرقوا عشرات المنازل».
ومن لبنان، دعا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط عبر تغريدة على موقع تويتر إلى التهدئة، مضيفا «تذكروا أن سياسة بشار الأسد أوصلت سوريا الى هذه الفوضى».
وهناك علاقات وثيقة بين دروز لبنان ودروز سوريا. ويتخذ جنبلاط موقفا معاديا للنظام السوري ويطالب الدروز في سوريا بالانضمام الى «الثورة».
في المقابل، أدان السياسي الدرزي اللبناني وئام وهاب المقرب من حزب الله ودمشق، بشدة «المجزرة» التي وقعت في قلب لوزة. ورأى أن الدروز في سوريا باتوا مستهدفين، بدليل ما حصل في إدلب واقتراب المعارك من السويداء.
ودعا وهاب الأسد إلى تقديم السلاح إلى أهالي السويداء «للدفاع عن أنفسهم». وقال «أقول لبشار الأسد، نحن بحاجة إلى السلاح»، مضيفا «الحرب حربنا، وموقعنا الطبيعي إلى جانب محور المقاومة»، أي القوات الحكومية وحزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانبها.
وعبر الرئيس الإسرائيلي عن قلقه للولايات المتحدة، أمس الأربعاء، بشأن مصير الأقلية الدرزية في سوريا قائلا إن نحو 500 ألف منهم مهددون من قبل متشددين إسلاميين في المنطقة القريبة من حدود إسرائيل.
ووجه دروز إسرائيل الذين وصلوا إلى مناصب رفيعة في الجيش والحكومة الإسرائيليين الدعوة للمساعدة بالنيابة عن أبناء طائفتهم في سوريا في الداخل والخارج.
وقال ريئوفين ريفلين عقب اجتماع مع الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة «إن ما يجري في الوقت الحالي ترهيب وتهديد لوجود نصف مليون درزي في جبل الدروز القريب جدا من الحدود الإسرائيلية.»
وروى مصدر مقرب من الدروز فضل عدم ذكر اسمه تفاصيل الحادثة قائلا إن «جبهة النصرة» قامت بتكليف أبو عبد الرحمن التونسي المعروف بـ»السفينة» أميراً على القطاع الذي توجد فيه قرى الدروز في ريف إدلب الشمالي، والذي بدأ بدوره يسيء إلى الدروز ويتعامل معهم بطريقة مهينة الأمر الذي دفع وجهاء الدروز إلى تشكيل وفد والتوجه إلى قيادات النصرة ولكن لم يتغير من الأمر شيء على العكس زاد تهديد التونسي ووعيده للدروز بسبب شكايته لقيادته العليا.
وأضاف المصدر «منذ سبعة شهور والسفينة يعيث فساداً في قرى الدروز حيث صادر منازل وأراضي، وفرض عليهم الكثير من الأمور المسيئة، والبارحة جاء ليصادر أحد البيوت في قلب لوزة ليسكن به أحد المهاجرين، وأراد أن يضيف غرفة أخرى على المنزل فطلب منه صاحب البيت أن يبتعد قليلا عن منزله وأن يبني منزلا في أي مكان أراد، ما أدى إلى نشوب شجار بين صاحب المنزل وعناصر «النصرة»، فوجه أحد عناصر «النصرة» سلاحه إلى صاحب المنزل وأطلق النار عليه ما أدى إلى قتله، حينها حاول شقيق القتيل تخليص السلاح من يد عنصر «النصرة» فخرجت طلقة أخرى استقرت في جسد أحد عناصر «النصرة» وأدت إلى مقتله فقامت النصرة بقتل الأخ الثاني».
وبحسب رواية المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بعض السكان ردّوا على إطلاق النار بالمثل ما تسبب بمقتل ثلاثة عناصر من جبهة النصرة.
واهتزت الأوساط الدرزية في الداخل اللبناني التي أعربت عن استنكارها وعن تضامنها مع دروز إدلب والسويداء وإن اختلفت أساليبهم للدفاع عن إخوانهم بني من معروف في سوريا بين داع إلى المصالحة مع الثوار، كما ينادي الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط، وبين داع إلى التسلح والدفاع عن النفس، كما ينادي أنصار طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب. وأشار جنبلاط في تغريدات له عبر «تويتر» إلى أن «كل كلام آخر تحريضي لن ينفع».
وقال «تذكروا أن سياسة بشار الأسد أوصلت سوريا إلى هذه الفوضى». وأضاف «من جهة أخرى أرفض وأحذر من التحريض الإسرائيلي حول العرب الدروز في سوريا».
في المقابل، اعتبر الوزير السابق وئام وهاب «أن الدروز قادرون على إنشاء جيش يضم أكثر من 200 ألف شخص من دروز سوريا ولبنان والعالم «للدفاع عن السويداء». وقال في مؤتمر صحافي إثر ما تردد من أنباء عن مقتل عدد من الدروز في إدلب وبدء معركة مع الجيش الحر لتحرير مواقع في ريف السويداء «إن تركيا وقطر تتحملان مسؤولية المجزرة في قلب لوزة لأنهما تدعمان جبهة النصرة».
الظواهري يعيش في عزلة ويعتمد على البيعة ولا أثر له على القادة الميدانيين وتنظيم «الدولة» ربح الحرب الميدانية والدعائية وقاد انقلابا داخل «القاعدة»
أبو قتادة يصف «التنظيم» بالسرطان… والمقدسي يتهمه بسرقة أفكاره ويأمل في تحول «القاعدة» للعمل الإجتماعي
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: في العدد السادس من «دابق» المجلة الرسمية لتنظيم «الدولة» وصفت فيه تنظيم «القاعدة» الحركة الأم للجهاد العالمي بأنها «كيان غارق». فمنذ افتراق أبو بكر البغدادي عن «جبهة النصرة» السورية عام 2013 ورفضه أوامر زعيم «القاعدة» الدكتور أيمن الظواهري المختفي في مكان ما في باكستان، حدثت تحولات كثيرة على الخريطة الجهادية العالمية إذ لوحظ تراجع كبير في تأثير تنظيم «القاعدة» وفروعه في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وفي منطقة الساحل والصحراء. وترافق هذا مع صمت تام للظواهري الذي لم يعد يعلق أو يصدر بيانات ينعى فيها «شهداء» «القاعدة» الذي تقتلهم الطائرات الأمريكية بدون طيار وكان آخر ظهور له في أيلول/سبتمبر 2014 عندما أعلن فرع شبه القارة الهندية.
وأدى غياب وريث أسامة بن لادن عن المشهد وهو الذي أتقن لعبة الدعاية والموجود على الساحة الجهادية منذ عام 1980 تساؤلات عن أهميته لحركة الجهاد العالمي في ظل إعلان أبو بكر البغدادي عن «الخلافة» وتسابق الجماعات الجهادية من أفغانستان إلى «بوكو حرام» في شمال نيجيريا لتقديم الولاء والبيعة لزعيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام.
عمى الرؤية الأمريكية
ورغم التحولات في المشهد الجهادي العالمي إلا ان الولايات المتحدة التي تخوض حربا على التنظيم لا تزال تتعامل مع «الماركة» الجهادية باعتبارها كما واحدا، فالخلط مستمر بين «القاعدة» و»داعش». وأخبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما موقع «فايس» أن «تنظيم الدولة الإسلامية ولد من داخل تنظيم «القاعدة» في العراق». ورغم صحة ما قاله الرئيس الأمريكي إلا ان تنظيم «القاعدة» في العراق ظل من أكثر فروع «القاعدة» تشرذما وإشكالية حتى قبل أن يبدأ حربه ضد أمريكا هناك.
وقريبا من كلام أوباما قال مسؤول سياسات العراق في الخارجية الأمريكية برت ماغراك «لا فرق بين القاعدة وتنظيم الدولة». وبنفس السياق علق جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون قائلا إن «القاعدة» و»جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» «في ذهننا ومن منظور عسكري فهم شيء واحد .
وسبب الخلط كما يرى مسؤول أمريكي نقلت عنه صحيفة «الغارديان» هو أن المجتمع الأمني الأمريكي يقوم برصد تحولات وخلافات الجهاديين منذ عام ولاحظ انفساما بين «القاعدة» و»تنظيم الدولة» لكن الإدارة الأمريكية لا تزال تتعامل مع الخلافات باعتبارها شجارا بسيطا.
وهو ما يشير إلى بطء في اكتشف الولايات المتحدة لتراجع أهمية «القاعدة» وربما انهيارها. ويعود هذا إلى أن المجتمع الأمني متمسك حسب المحلل الأمني السابق ديريك هارفي الذي قال إن هناك «كادر في المجتمع الأمني مرتبط بماركة «القاعدة» ولا يرى أي شيء خارجها».
أفول نجم «القاعدة»
وتوصل في العام الماضي محللون داخل المجتمع الأمني أن تنظيم «الدولة الإسلامية» قد دفع «القاعدة» إلى هامش الحركة الجهادية العالمية. وهو ما أدى لتراجع تأثير التنظيم الذي تسيد الحركة الجهادية منذ ولادته في أفغانستان في العقد الأخير من القرن العشرين. ويرى منظران للجهادية السلفية في الأردن أن الظواهراي يحكم الآن من خلال البيعة ولا تأثير له على فروع التنظيم خارج أفغانستان.
ونقلت عن عمر محمود عثمان المعروف بأبو قتادة وأبو محمد المقدسي قولهما إن تنظيم «القاعدة» يعاني من الشلل بعد الانقلاب الذي قاده «تنظيم الدولة الإسلامية» على الحركة الأم. وقال أبو قتادة والمقدسي أن الظواهري منفصل عن قادته ويحافظ على بقاء «القاعدة» من خلال مناشدة الأفراد للولاء والطاعة له.
ويقول عارفون في تنظيم «القاعدة» أن «التنظيم» في الشرق الأوسط يعاني من نقص الرجال والمال بعد خسارته الأراضي والمكانة لصالح «تنظيم الدولة».
وبحسب المقدسي فالظواهري «يعمل بناء على البيعة فقط ولا يوجد هناك بنية تنظيمية ولا قنوات اتصال أو ولاء». ويرى أبو قتادة الذي قضى سنوات في السجون البريطانية قبل ترحيله الى الأردن لمواجهة تهم تتعلق بالإرهاب، ووصفته الحكومة البريطانية بالرجل الخطير أن الظواهري «يعيش في عزلة» واعترف أن «تنظيم الدولة الإسلامية» يربح المعركة الإعلامية ضد «القاعدة». وتعتبر تصريحات أبو قتادة مهمة خاصة أنه أصبح منذ الصيف الماضي وبعد إطلاق سراحه ناقدا شديدا لتنظيم «الدولة الإسلامية». ووصف أفراد التنظيم بالمتطرفين و «سرطان» ينمو داخل الحركة الجهادية بعد هجومهم على تنظيم «القاعدة» قبل عامين «لا يحترم داعش أي شخص».
المعركة ضد «التنظيم»
وفي التقرير المطول تحدثت الصحيفة عن رحلة أبو محمد المقدسي (56 عاما) كمنظر للسلفية الجهادية حيث اشتهر اسمه في الثمانينات من القرن الماضي عندما اعتبر العائلة السعودية الحاكمة مرتدة. وتميزت كتابات المقدسي بالتشدد لدرجة انتقدها زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن. ومع ذلك يعتبر المقدسي من أهم منظري الجهادية ويعد الظواهري من أصدقائه وله أتباع في شمال أفريقيا وكتاباته وبياناته لا يستغني عنها الجهاديون السلفيون.
ومن أشهر تلامذته أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق والذي قتله الأمريكيون عام 2006. لكن المقدسي الذي يراه المحللون الأمنيون الأمريكيون «المنظر الجهادي الأكثر تأثيرا» حول غضبه وطاقته ضد أبو بكر البغدادي وتنظيمه «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
وكان المقدسي أول من انتقد إعلان البغدادي عن «الخلافة» العام الماضي في رسالة طويلة فند فيها القرار وصور أتباع «الدولة» بالجهل واتهمهم بالضلال وتخريب «المشروع الإسلامي» الذي رباه واعتنى به.
ومع أن الحرب الكلامية بين المقدسي و»تنظيم الدولة» هي صورة عن الخلافات الدائمة بين فصائل الجهاد العالمي إلا أنها تعبير عن تراجع تنظيم «القاعدة». فتنظيم البغدادي لم يهزم «القاعدة» في معارك بالعراق وسوريا بل نافسه في الرجال والأموال، وبحسب شهادات عدة جمعتها الصحيفة تظهر أن «تنظيم الدولة» قاد «انقلابا» ضد «القاعدة» لتدميرها من الداخل.
أبو قتادة غاضب
وفي السياق نفسه تحدث أبو قتادة عن «داعش» باللهجة نفسها ففي أثناء اجتماع في بيته بعد الإفراج عن المقدسي من السجن في شباط/فبراير عبر أبو قتادة عن غضبه ووصف «تنظيم الدولة» بالمافيا التي لا يستحق أفرادها اسم المجاهدين.
وانضم أبو قتادة الى المقدسي وأصبحا أهم ناقدين لتنظيم الدولة. وأصبح أبو قتادة بعد الإفراج عنه وتبرئة ساحته من التهم الموجهة إليه الصيف الماضي صوتا مهما في المعركة ضد «داعش».
ورغم القائمة الطويلة من الاتهامات التي وجهها للبغدادي من مثل خرق صف الأمة وعدم إطاعة الظواهري إلا أنهما عملا وبدون كلل وراء الستار لجلب التنظيم مرة ثانية إلى حضن «القاعدة» ومن دون نتيجة. ويعلق أبو قتادة «داعش لا يحترم أحدا، ويقود الحركة الجهادية وهو ضد كل الأمة».
ورد «تنظيم الدولة» بحملة إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي اتهم فيه أبو قتادة والمقدسي بـ «الدمى» التي يتلاعب فيها الغرب. ونشرت مجلة «دابق» صورتهما وقالت إنهما «رجلان ضالان». ويعلق المقدسي على الحملة بأنها تعبير عن الكراهية له ولأبي قتادة. ويتحدث التقرير عن رحلة المقدسي في السجون والتي يزعم إنه تعرض للتعذيب. ويعتقد أن السلطات الأردنية أفرجت عنه لكونه مفيدا في الحرب على «تنظيم الدولة الإسلامية» خاصة بعد حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة في الرقة بداية العام الحالي.
«داعش» سرق كتبنا
وفي الوقت الذي تقدم فيه «تنظيم الدولة الإسلامية» وجنوده الشبان وحقق الانتصار وراء الانتصار ظل تنظيم «القاعدة» تحت إشراف قادة عاشوا مرحلة الجهاد الأفغاني قبل ثلاثة عقود.
وهو ما يثير حفيظة أبو قتادة الذي وصف «داعش» بأن «رائحته منتنة» التي لوثت المناخ الجهادي بل ووصف «داعش» بـ»الورم السرطاني». ويمضي أبو قتادة في هجومه على «داعش» الذي يقول إنه يجند شبانا لا يتذكرون هجمات إيلول/سبتمبر 2001. ويقول مستخدما المجاز «تذهب إلى مطعم ويقدم لك وجبة شهية ولكن عندما تذهب إلى المطبخ تراه مليئا بالقذارة».
ويتهم المنظران «تنظيم الدولة» باستخدام كتاباتهما من أجل تبرير الوحشية التي يقوم بها. ويقول المقدسي «سرق داعش كل كتاباتنا، وكل كتبنا وأفكارنا».
وتصرفات كهذه لم تكن مقبولة أيام أسامة بن لادن «ولم يتحدث أحد ضده» كما يعلق المقدسي «لقد كان نجما ويتمتع بجاذبية خاصة». وهذه ليست متوفرة لدى الظواهري رغم احترامهما له. ويقول أبو قتادة «الدكتور ايمن» لا يملك السلطة والقوة كي يدحض مواقف «داعش». وكان الظواهري «منذ البداية» يفتقد «السيطرة العسكرية والعملياتية المباشرة» و»اعتاد على الإدارة اللامركزي وأصبح معزولا».
ويعلق المقدسي أن بنية «القاعدة» «انهارت» ويعتمد الظواهري في الإدارة على البيعة فقط. ويرى منيف سمارة الطبيب الذي شارك في أفغانستان ولديه صورة أحسن عن العمل اليومي للقاعدة وكان حاضرا المقابلة أن التبرعات التي كانت تأتي في الماضي «بمئات الألوف» توقفت حيث حول المتبرعون دعمهم لـ»تنظيم الدولة» أو توقفوا عن دعم سفك الدماء بين الجماعتين.
ويرى مصدر آخر اسمه أمين دين والذي انشق عن «القاعدة» ليصبح عميلا للمخابرات البريطانية أن الوضع المادي لـ»القاعدة» في منطقة وزيرستان كان صعبا لدرجة اضطر فيها أفراد التنظيم لبيع سياراتهم وأجهزة الكمبيوتر لشراء الطعام.
ويرى سمارة أن قتال «تنظيم الدولة» لـ»القاعدة» هو محاولة لتدميرها من الداخل «في الوقت الحالي نعتقد أن هناك انقلابا من داخل «القاعدة» نفسها».
ماذا حدث؟
كيف حدث كل هذا مرتبط بالطريقة التي نمت فيها «القاعدة» تحت قيادة بن لادن حيث تحولت إلى قائدة للجهاد في العالم وارتبطت بها شبكات جهادية من مواقع جغرافية مختلفة وتدفقت التبرعات والجنود إليها.
وحقق بن لادن كل هذا من خلال المرونة والتأكد من ولاء قادته. ولم يكن يعين في قيادة الفروع إلا من كانت له خبرة قتالية في أفغانستان والبوسنة والشيشان ومن لديه علم شرعي. وأعطى بن لادن لقادته استقلالا للعمل لثقته بهم. وعندما تولى الظواهري القيادة بعد مقتل بن لادن 2011 وجد نفسه معزولا في الجبال بين أفغانستان والباكستان بعيدا آلاف الأميال عن العراق وسوريا.
وزادت عزلة الظواهري مع استمرار حملة الطائرات بدون طيار التي جعلت من اتصاله بالقادة الميدانيين أمرا صعبا.. أي قيادة هذه؟ إن كان القائد في أفغانستان والجنود في العراق.
ومع ذلك لا يمكن لوم الظواهري على ما جرى في العراق فالفرع فيه ظل مصدرا للمشاكل والشكاوى إن من خلال تصرفات الزرقاوي أو عدم الاستماع لنصائح القيادة في باكستان. وفي عام 2010 قرر الفرع هذا تعيين أبو بكر البغدادي دونما مشورة.
وتكشف وثيقة أخذت من بيت بن لادن في آبوت أباد عبر الأمريكي آدم غادان في رسالة له لزعيم «القاعدة» عن احتقاره لـ»تنظيم الدولة الإسلامية» في العراق وتساءل عن السبب الذي يجعله يتسامح مع تنظيم يشوه اسم «القاعدة».
وجاءت الرسالة في وقت كانت «القاعدة» في العراق تواجه خطر الإبادة بسبب الحملة الأمريكية عليها. وما أنقذ التنظيم هو الحرب السورية حيث أرسل البغدادي أبو محمد الجولاني وزوده بالمال والرجال والسلاح لبناء فرع داخل سوريا.
وبحلول عام 2013 تحول الفرع السوري لرقم لا يمكن تجاوزه وهو ما أخاف أبو بكر البغدادي الذي سارع لدمج «تنظيم الدولة» في العراق ب»جبهة النصرة» وهو القرار الذي رفضه الجولاني وطلب من «شيخ الجهاد» حل المشكلة.
ورد الظواهري بإرسال رسالة خاصة لتهدئة الوضع وطلب من كل واحد منهما إرسال ممثل له كي يحل المشكلة.
وكان البغدادي واضحا أنه لن ينتازل وحذر في رسالة شخصية للظواهري ان أي دعم «للخائن» «ليس علاجا بل سفح دم جديد».
وعندما توصل الظواهري للقرار في 25 أيار/مايو 2013 طلب إلغاء الإندماج واقتصار قيادة البغدادي على العراق والجولاني على سوريا وأعطى كلا منهما مهلة عام حتى يثبتا جدارتهما وأرسل ابو خالد السوري لحل أية مشاكل تظهر.
ويقول عضو سابق في «تنظيم الدولة الإسلامية» إن البغدادي غضب لمعاملة الجولاني على قدم المساواة معه. وبحسب المقدسي رفض البغدادي وساطة السوري وبدأ هو وجماعته بالهجوم على «القاعدة» التي قالوا أنها انتهت. وبعدها بدأ «تنظيم الدولة» يحضر للحرب مع «جبهة النصرة».
وقام بسلسلة من عمليات مداهمة للسجون العراقية وتحرير السجناء. كما واستفاد التنظيم من تدفق الآف المقاتلين الذين جاءوا إلى سوريا من تونس والسعودية ومصر وتركيا وأوروبا.
رجال البعث
وبحسب رحيم أحد مساعدي الزرقاوي الذي نقلت عنه الصحيفة فـ»تنظيم الدولة الإسلامية» يدار من مجموعة مختلفة عن الجهاديين المرتبطين بالقادة، مشيرا إلى قادة الجيش العراقي السابق. ويقول رحيم إن سياسة الزرقاوي كانت منع أي عنصر له علاقة بالبعث من الانضمام لتنظيم «القاعدة» لاعتقاده أنهم غير متدينين.
وبعد وفاة الزرقاوي والضربة التي تعرض لها «الدولة الإسلامية» في العراق شعر أن هناك حاجة للقادة السابقين في نظام صدام من أجل توسيع صفوفها. وانتهز هؤلاء الفرصة لتعزيز مكانتهم من جديد عبر تنظيم الدولة.
وتظهر وثائق نشرتها مجلة «دير شبيغل» الألمانية الدور الذي لعبه عسكري يعرف باسم حاجي بكر في السيطرة على شمال العراق. ويضيف رحيم أن حاجي بكر جلب معه وحدة عسكرية كاملة عندما انضم لـ»تنظيم الدولة». ويزعم رحيم أن القادة البعثيين هم من أصبحوا لاحقا قيادات بارزة في التنظيم وهم من رشحوا البغدادي للقيادة عام 2010.
وتحلق الجميع حول القائد الجديد الذي كانت تنقصه الخبرة العسكرية وبدأ التنظيم بقطع صلاته مع «القاعدة» فيما تم التخلص من الشخصيات الموالية للظواهري، إما بتهميشها أو قتلها. وبوصول رسالة الظواهري في أيار/مايو 2013 لم يكن في قيادة التنظيم من له علاقة بـ»القاعدة» حسبما يقول رحيم.
وساطة المقدسي وأبو قتادة
في ظل الحرب الأهلية التي اندلعت بين الفصائل الجهادية راقب كل من أبو قتادة والمقدسي ما يجري.
وبالنسبة لأبو قتادة فكأن التاريخ يعيد نفسه. ففي التسيعنات من القرن الماضي دعم الجماعة الجزائرية للدعوة والقتال والتي دخلت فيما بعد في حرب تصفيات وهو ما دعاه لاحقا للتخلي عن الجماعة. وفي حالة داعش طلب المقدسي من أبو قتادة التريث حيث كان يعتقد أن هناك إمكانية لحل مشكلة «داعش».
وأخبر عبر وسطاء الظواهري نيته للتدخل وقام نهاية عام 2013 بالاتصال مع أحد طلابه البحرينيين تركي البنعلي والذي كان يعد «المقدسي الصغير» نظرا لعلمه وتمسكه بأفكار استاذه. وبعد انضمامه لداعش أصبح المنظر الشرعي الرئيسي له. ويقول المقدسي إنه أرسل اثنين من طلابه لمقابلة البنعلي شخصيا وكانت نتائج اللقاء مشجعة حيث أكد البنعلي أن البغدادي لا يريد شيئا غير التوصل لاتفاق مع «القاعدة».
ومع مضي الوقت شعر المقدسي أن تلميذه السابق لا رغبة له بحل النزاع. وما زاد في شكوك المقدسي هو أسئلة البنعلي عن السبب الذي دعا الظواهري لدعم الثورات العربية التي كانت تطالب بالديمقراطية وليس الشريعة.
وسأل لماذا يتحدث الظواهري مخاطبا باحترام أوباما بالسيد. أسئلة رآها المقدسي غير مهمة ولم تطرح في السابق. وبحلول ربيع 2014 توقفت الوساطة وتدهورت العلاقة بين الشيخ والتلميذ خاصة بعد مقال كتبه البنعلي ألمح فيه إلى تشوش المقدسي بسبب العمر. وعلى ما يبدو فخطة البنعلي وقادة «تنظيم الدولة» قامت على توسيع و»شراء» الدعم إن لم تحصل عليه من «القاعدة» ومن هنا جاءت سلسلة من البيعات للبغدادي من مصر وباكستان وليبيا وحتى اليمن مما يعني أن تأثير التنظيم بدأ يمتد خارج سوريا والعراق.
أمل
لا يزال كل من أبو قتادة والمقدسي يأملان بعودة الوحدة للجهادية العالمية كما كانت من قبل في ظل بن لادن. ومع ذلك يعترفان بأن داعش قد ربح الحرب الميدانية والدعائية. ويعتقد أبو قتادة ان داعش يعيش في الوقت الحالي «نشوة النصر».
ويعتقد أن «داعش» قد يضطر للتفاوض مرة أخرى مع «القاعدة» في ضوء الإنجازات الأخيرة لـ»جبهة النصرة» في سوريا. ورغم الصور القاتمة عن مصير «القاعدة» إلا أن فرع اليمن لا يزال قويا . ويعرف الظواهري أن أوامره تنفذ عندما يرسلها إلى اليمن كما يقول المقدسي «فولاء التنظيم قوي وواضح». ويعتقد المنظران الجهاديان أن الحرب الماضية مع «داعش» تعني حاجة «القاعدة» لمراجعة أساليبها. ويعتقد المقدسي أن هدف «القاعدة» يجب أن لا يكون العدد بل وتجنيد أفراد بكفاءات.
ويريد المقدسي الذي أجرى مراجعات على أفكاره من «القاعدة» التحول إلى نموذج يشبه «حماس» في غزة أي تقديم الخدمات الإجتماعية .
وهناك بوادر لتحولات في طريقة تعامل التنظيمات التابعة للقاعدة مع الواقع. فقد نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا شرحت فيه تعاون «النصرة» في سوريا و»القاعدة» في اليمن مع بقية الفصائل المقاتلة وبناء تحالفات تخدم أهداف الحركتين.
عائلة سورية هدم النظام بيتها وخطف معيلها وشرد أفرادها في حماة
أمير عبدالقادر
حماة ـ «القدس العربي»: تقصد نظام بشار الأسد قتل السوريين المعارضين لحكمه، ومارس منذ بدايات الثورة السورية عمليات هدم لمنازلهم وسعى لتهجيرهم من مدنهم وقراهم، انتقاما منهم بعد أن خرجوا في مظاهرات تطالب بإسقاط النظام.
إحدى الأسر في مدينة حماة التي يسيطر عليها النظام تهدمت وتفككت خلال أحداث الثورة يوما بعد يوم، ففي عام 2012 فقدت العائلة منزلها خلال هدم النظام لحي مشاع الأربعين بالكامل بعد أن اتخذه مقاتلوا المعارضة مقرا لهم وشرد بذلك قرابة 40 ألف مدني كانوا يسكنون فيه.
خرجت العائلة من الحي فارغة اليدين بعد أن فقدت منزلها ومصدر رزقها الوحيد السيارة التي كان يعمل عليها الأب كسائق أجرة، وتشردت في الشوارع لتمضي بعدها شهورا في مراكز اللجوء والمدارس إلى أن استطاعات السكن في بيت لأحد أقاربها المسافرين خارج سوريا.
اضطر رب الأسرة الذي فقد منزله وسيارته الصغيرة بعد أن تردت به الأحوال للعمل سائقا يقل المسافرين إلى لبنان ليعيل أسرته على طريق يعد من أخطر الطرق في سوريا؛ بسبب القرى الشيعية والعلوية المتواجدة عليه والتي يقوم شبيحتها بخطف المسافرين وسرقتهم، فبعد عدة شهورٍ من عمله قامت قوات النظام باختطافه مع السيارة التي يعمل عليها ليغيب المعيل الوحيد للعائلة، حينها بدأت العائلة تعيش على المعونات والصدقات، بينما لم تترك طريقة للبحث من أجل الوصول إلى بعض المعلومات عن رب الأسرة.
وخلال البحث تعرف الشاب الوحيد في العائلة على عنصر في الأمن يسكن في البناء نفسه الذي استأجروا فيه، وبدأ العنصر يطلق له وعودا ويوهمه بالسؤال عن والده ويطلب منه النقود التي يستدينها الشاب من أقاربه كل مرة، وبعد فترة بدأ عنصر الأمن الذي يدعى رائد يتردد كثيرا إلى منزل العائلة ليعرف أخبارهم كونه جارهم، كان يأتي إلى منزلهم ليبلغهم أخباره الوهمية عن الأب، وخلال ذلك تعرف على سناء الفتاة الصغيرة التي تبلغ من العمر 15 عاما وتطورت علاقته بها خلال زياراته للعائلة.
يقول أحمد وهو شاب يسكن في نفس الحي لـ»القدس العربي»، «أصبح رائد يتردد على منزل العائلة باستمرار، ورأيناه يخرج مع ابنتهم أكثر من مرة، لكن الجميع كان يعلل ذلك بقصة الأب، إلى أن جاء وقت اختفت فيه الفتاة لعدة أيام ثم عادت ليتضح أنها كانت مسافرة معه إلى اللاذقية ليريها أباها كما يزعم، لكن ذلك لم يحصل حسبما عرفنا لاحقا».
ويضيف أحمد «أصبحت مشاكل العائلة حديث أهل الحي، فعرفنا من جيرانهم أن أخا الفتاة كان يريد التخلص منها لأنها جلبت العار للعائلة، وأصبحت الفتاة تهرب من المنزل بسبب ضغوط أهلها الدائمة ولم يعد لهم سيطرة عليها».
وبعد أكثر من عام ونصف على علاقة رائد بالفتاة تقدم لخطبتها من العائلة التي رفضته لأنه عنصر في الأمن، ولكرههم له بسبب استغلال ابنتهم وكذبه عليهم طوال الفترة الماضية، فتركها الشاب وبعد فترة قصيرة ارتبط بفتاة أخرى، لكن الفتاة لم تتقبل الأمر وثارت على العائلة التي لم تستطع فعل شيء لها؛ مما دفعها لمحاولة الانتحار فصعدت إلى سقف البناء وملأ صراخها الحي واجتمعت فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر وجاء عناصر من حواجز النظام ليحاولوا إنقاذها، بحسب شهادة أحمد، الذي أضاف أن الفتاة بقيت أربع ساعات على سطح البناء إلى أن استطاعت فرق الدفاع المدني التسلل من خلفها وسحبها قبل أن ترمي بنفسها.
ويصف أحمد هذه الحالة كواحدة من الحالات المأساوية التي عاشها السوريون خلال الثورة، فلم تسلم هذه العائلة من النظام الذي هدم بيتها وخطف معيلها، فضلا عن استغلال أحد عناصره لأفراد العائلة لينتهي الأمر بتفكيك الأسرة وخرابها.
وهاب يلوح بجيش من 200 ألف للدفاع عن السويداء… وجنبلاط يحذر من فوضى الأسد ومن التحريض المنظم لإذكاء الفتنة
استنكار واسع في لبنان لمقتل 23 درزيا على يد «جبهة النصرة»
سعد الياس
بيروت ـ «القدس العربي» : الأنباء التي وردت من ريف إدلب عن مقتل حوالي 23 درزيا في بلدة قلب اللوزة في جبل السماق جراء إشكال مع «جبهة النصرة» هز الاوساط الدرزية في الداخل اللبناني التي أعربت عن استنكارها وعن تضامنها مع دروز إدلب والسويداء وإن اختلفت اساليبهم للدفاع عن إخوانهم بني معروف في سوريا بين داع إلى المصالحة مع الثوار، كما ينادي الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط، وبين داع إلى التسلح والدفاع عن النفس كما ينادي أنصار الأمير طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب.
وينعقد اليوم المجلس المذهبي الدرزي بشكل طارئ لمناقشة أحداث إدلب، وأشار جنبلاط في تغريدات له عبر «تويتر» إلى ان «كل كلام آخر تحريضي لن ينفع». وقال «تذكروا ان سياسة بشار الأسد أوصلت سوريا إلى هذه الفوضى». وأضاف «من جهة أخرى أرفض وأحذر من التحريض الإسرائيلي حول العرب الدروز في سوريا».
وقد أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس اتصالات بكل من شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، النائب وليد جنبلاط، النائب طلال ارسلان، الوزير السابق وئام وهاب، والنائب السابق فيصل الداوود مستنكرا «المجزرة».
وسارع الحزب التقدمي الاشتراكي إلى اصدار بيان استنكر فيه ما جرى، مؤكدا «سعيه لمعالجة هذا الحادث مع المعارضة السورية حيث أثمرت الاتصالات التي قام بها رئيس الحزب وليد جنبلاط مع فصائل المعارضة وقوى إقليمية فاعلة وموثرة سعيا مشتركا لضمان سلامة أبناء تلك القرى الذين وقفوا إلى جانب الثورة منذ انطلاقتها واستقبلوا النازحين في بيوتهم وحرصوا أشد الحرص على الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب السوري».
وشدد على أن «المعلومات التي تم الترويج لها مغايرة للحقيقة خصوصا لناحية ما تم تداوله عن عملية ذبح تعرض لها الموحدون الدروز»، موضحا أن «ما حصل هو إشكال وقع بين عدد من الأهالي في بلدة قلب لوزة في جبل السماق وعناصر من «جبهة النصرة» حاولوا دخول منزل أحد العناصر الذي يعتبرونه مواليا للنظام السوري، وقد تطور الإشكال إلى إطلاق نار أوقع عددا من الشهداء. ولقد تم تطويق هذا الإشكال ووضع حد له في إطار من التواصل والتعاون مع كل الأطراف الفاعلة والمعنية».
واستغرب الحزب «حملة التحريض المنظمة التي قامت بها بعض الأوساط السياسية والإعلامية بهدف تأجيج المشاعر وإذكاء نار الفتنة»، داعيا «المواطنين إلى عدم الأخذ بها لا سيما وأن ما يحصل، على جسامته، هو جزء من المعاناة التي يعيشها الشعب السوري التي تعرض فيها لحرب طاحنة وأودت حتى اللحظة بمئات الآلاف من أبناء الشعب السوري وتهجير الملايين منهم إلى دول الجوار».
ودعا إلى «التهدئة والتروي وعدم الإنجرار وراء الأخبار غير الصحيحة وغير الدقيقة في هذه المرحلة الحرجة التي قد ترغب أطراف عديدة خلالها أن تصطاد في الماء العكر».
من جهته استنكر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن «بشدة الاعتداء الذي حصل على عدد أبناء من الطائفة في منطقة جبل السماق في سوريا وأدى إلى سقوط عدد من الشهداء والضحايا»، مؤكدا «ضرورة التحلي بالوعي والمسؤولية لتلافي وقوع مثل هكذا حوادث»؛ ودعا إلى «مواكبة الاتصالات التي جرت وتجري على مختلف المستويات لإنهاء ذيول هذا الحادث المؤسف واﻷليم الذي يأتي في إطار ما يعيشه كل الشعب السوري بمختلف توجهاته من مأساة، وعدم الانجرار خلف بعض الأصوات المحرضة التي من شأنها أخذ الأمور إلى ما لا يريده السوريون وكل الحريصين على سوريا وأبنائها».
وذكر الشيخ حسن بـ»الدور الكبير للموحدين في جبل السماق وريف إدلب في المساهمة الأساسية في احتضان ودعم النازحين من قرى الجوار»، مشيرا إلى انهم «حملوا راية حرية وكرامة الشعب السوري، ورفضوا الظلم في كل أوان، وتمسكوا بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وقيمه». ودعا «جميع الأفرقاء والفصائل في منطقة إدلب، كما في كل سوريا، إلى عدم الانزلاق إلى أتون الفتنة المميتة والثبات على وحدة قضية الشعب السوري في نضاله للحصول على حقوقه، وأن يبقى صوت العقل ونداء الحكمة هو الغالب»، ورفض «الأعمال غير المبررة إطلاقا والمرفوضة بكل المقاييس التي يحرمها ديننا الإسلامي، وأن يدركوا من هو الصديق ومن هو العدو»، طالبا من الدروز «التنبه في هذه المرحلة الخطيرة لكل المخططات الرامية إلى سلخهم عن واقعهم وتاريخهم وانتمائهم».
في المقابل، اعتبر الوزير السابق وئام وهاب «ان الدروز قادرون على إنشاء جيش يضم اكثر من 200 الف شخص من دروز سوريا ولبنان والعالم «للدفاع عن السويداء». وقال في مؤتمر صحافي إثر ما تردد من انباء عن مقتل عدد من الدروز في إدلب وبدء معركة مع الجيش الحر لتحرير مواقع في ريف السويداء «ان تركيا وقطر تتحملان مسؤولية المجزرة في قلب لوزة لأنهما تدعمان جبهة النصرة».
وأكد «ان السلاح هو من يحمي الدروز وليس الكلام». وأضاف «ان سقوط السويداء يعني سقوطنا جميعا وهذا ما لن نقبل به وسنقاتل قتال التوحيديين المؤمنين من المناطق اللبنانية».
ولفت إلى ان «كل من يتعاطى مع «جبهة النصرة» من لبنان غير مرغوب فيه وليغادر الأراضي اللبنانية»، متابعا: «لا تحمينا البيانات التافهة وانتظار كلمة من السفارات أو الدول ولن نقاتل إلا من يقاتلنا».
وتوجه وهاب للنظام السوري قائلا «أقول لبشار الأسد نحن بحاجة للسلاح في السويداء وأي تأخير في تسليمنا السلاح تتحمل مسؤوليته الدولة السورية فنحن نريد حماية أنفسنا ولا مبرر لتأخير التسليح».
وذكر ان «السويداء يجب ان يتم الدفاع عنها من اهلها ولكن من سلاح الدولة والجيش ومن رحلوا عن اللواء 52 في درعا يدافعون عن السويداء لسنوات». وأضاف: «لمن يظن انه يضحك على الكل أقول لك الكل سيضحكون عليك ومحور المقاومة هو من سيحمينا والسياسة السخيفة المستجدية لا نريدها».
وختم: «أقول لأخواني في لبنان استعدوا للمواجهة وأي اعتداء سنواجهه في أي مكان يمكن مواجهته فيه فكفى نفاقا وتخاذلا وانحطاطا ولتكن الأجهزة الأمنية في لبنان على علم بالمواجهة فسنرد الدم بالدم».
«جبهة النصرة» تهاجم قرى الدروز في ريف إدلب وتقتل 23 شخصا من عائلة واحدة… و«الإئتلاف السوري» المعارض يدين
أحمد عاصي
ريف إدلب ـ «القدس العربي»: هاجمت «جبهة النصرة» قرية قلب لوزة الدرزية في ريف إدلب شمال سوريا، وقتلت 23 رجلا معظمهم من عائلة واحدة إثر شجار نشب بين عناصر تابعين لـ»النصرة» وأحد أبناء القرية. وقال مصدر مقرب من الدروز فضل عدم ذكر اسمه أن «جبهة النصرة» قامت بتكليف أبو عبد الرحمن التونسي المعروف بـ«السفينة» أميراً على القطاع الذي توجد فيه قرى الدروز في ريف إدلب الشمالي، والذي بدأ بدوره يسيء إلى الدروز ويتعامل معهم بطريقة مهينة الأمر الذي دفع وجهاء الدروز إلى تشكيل وفد والتوجه إلى قيادات النصرة ولكن لم يتغير من الأمر شيء على العكس زاد تهديد التونسي ووعيده للدروز بسبب شكايته لقيادته العليا.
وأضاف المصدر «منذ سبع شهور والسفينة يعيث فساداً في قرى الدروز حيث صادر منازل وأراضي، وفرض عليهم الكثير من الأمور المسيئة، والبارحة جاء ليصادر أحد البيوت في قلب لوزة ليسكن به أحد المهاجرين، وأراد أن يضيف غرفة أخرى على المنزل فطلب منه صاحب البيت أن يبتعد قليلا عن منزله وأن يبني منزلا في أي مكان أراد، ما أدى إلى نشوب شجار بين صاحب المنزل وعناصر «النصرة»، فوجه أحد عناصر «النصرة» سلاحه إلى صاحب المنزل وأطلق النار عليه ما أدى إلى قتله، حينها حاول شقيق القتيل تخليص السلاح من يد عنصر «النصرة» فخرجت طلقة أخرى استقرت في جسد أحد عناصر «النصرة» وأدت إلى مقتله فقامت النصرة بقتل الأخ الثاني».
وأكد المصدر أنه لم يحصل أي اشتباك إنما قام عناصر أمير «جبهة النصرة»، «السفينة» باعتقال عدد من أهالي القرية وقتلوا منهم 23 رجلا، قاوموا بتصفيتهم في شوارع القرية، ومعظمهم من أقارب الرجل الذي وقعت المشكلة معه، وأن أهالي القرية لم يحمل أي منهم سلاحا ولم يظهر أحد منهم بمظهر مسلح، واسماء القتلى هم «حيدر الشبلي، بدرو الشبلي وهو رجل مقعد، احمد فخرو الشبلي، ثابت الشبلي، فاخر الشبلي، رشاد فيصل الشبلي، خيرو ثابت الشبلي، فخرو أحمد الشبلي، فرج الشبلي، منعم الشبلي، ﻻمع ثابت الشبلي، أنور مؤيد الشبلي، أحمد محمد درة، محمد أحمد درة، ميلاد رزق، منهل نزهت محمد، أحمد نزهت محمد، ملهم فارس، محمد شريف حسن، ميمون محمد حسن، أيمن محمد حسن، رشيد سعد، نديم شاهين وعمره ثمانون عاماً».
وأفاد أن «السفينة» عمل بكل قوة على تفاقم القضية وتهويلها، حيث أنه راسل قادات «النصرة» وقال لهم أن القرى الدرزية تحاول التمرد وتحمل السلاح في وجه عناصر «النصرة»، وأنها اعتدت عليهم وقتلت أحدهم ما أدى إلى وصول بعض الأرتال من النصرة إلى المنطقة، ولكن بعد أن عرفوا حقيقة الوضع سحبت «النصرة» أرتالها، لكنها أصرت على موقفها في عدم محاسبة عناصرها الذين ارتكبوا هذه المجزرة في حق أهالي قرية قلب لوزة.
وأوضح المصدر بعد أن تفاقمت القضية ووصلت إلى هذا الحد تدخل عدد من الفصائل العسكرية الموجودة في المنطقة والمحكمة الشرعية التي أرادت إحالة عناصر «النصرة» المعتدين إلى المحاكمة، ولكن «النصرة» رفضت ولم تقبل بأي محكمة سوى التحاكم في دار القضاء التابعة لها في كفرتخاريم، ثم قامت باستبدال أميرها «السفينة» ومجموعته الذين كانوا مكلفين في القطاع الذي تتواجد فيه القرى الدرزية بجماعة أخرى.
وختم المصدر أن القرى شهدت حالات نزوح كبيرة بعد الاعتداء الذي حصل، والتجأت إلى القرى السنية المحيطة، وقسم منهم طلب من الفصائل العسكرية الموجودة في المنطقة حمايتهم والوصول إلى صيغة اتفاق تضع حدا لانتهاكات النصرة المتكررة في حقهم.
وأدان الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الخميس، مقتل 20 شخصاً من طائفة الدروز الموحدين في قرية «قلب لوزة»، في جبل السماق في ريف إدلب، على يد عناصر «جبهة النصرة»، إثر اشتباك مسلح حصل بين عناصر الجبهة وأهـالي القريـة، عـلى خلفيـة اعتـداء شنـه عناصـر «الجبهـة».
واستنكر بيان للائتلاف «كل أشكال الاقتتال الداخلي، الذي يوظف ويستثمر من قبل قوى عديدة، ويحقق أهدافا ومآرب، لا تخدم إلا مصالح النظام الطائفي، والمتربصين بالثورة والمجتمع السوري، وتعمل على تضليل الرأي العام ببث أخبار مغلوطة حول الأحداث». وأشار البيان إلى مسارعة «القوى الثورية الفاعلة على الأرض في تلك المنطقة إلى احتواء الموقف، وقيامها باتصالات مع المعنيين في الداخل والخارج، مما قطع الطريق على كل محاولات تغذية الخلاف بين الجيران وأبناء الوطن الواحد».
وأشاد الإئتلاف بـ «الدور الذي لعبته بعض هذه القوى، على سبيل المثال لا الحصر، مثل كتائب أحرار الشام، وفيلق الشام، وكتائب وفصائل أخرى، والمجلس المحلي، بالتنسيق مع الائتلاف الوطني، من أجل حقن الدماء والحفاظ على حسن الجيرة والتمسك بالإخوة الوطنية، التي تتخطى بمفهومها القيمي، كل طائفية ومذهبية، في مواجهة الظلم والقهر».
وكانت القرى الدرزية قد تعرضت للكثير من المضايقات على أيدي عناصر تابعة لـ»جبهة النصرة» الأمر الذي دعاهم إلى التواصل مع بعض الشخصيات المعروفة من أجل إيصال صوتهم إلى الفصائل الكبرى والجهات الفاعلة في محافظة إدلب من أجل انصافهم من انتهاكات «جبهة النصرة» المتتابعة في حقهم.
وتتوزع 18 قرية للدروز في محافظة إدلب في القسم الشمالي منها، في جبل باريشا من الغرب، والقسم الآخر في المنطقة السهلية وصولا إلى معرة مصرين، وأهم هذه القرى كفربني، وقلب لوزة، ومعرة الاخوان، وكفتين، وبيرة كفتين، وعبريتا، وجدعين، وعرفت هذه القرى بانحيازها إلى الثورة منذ اندلاعها، واحتضنت عدد كبير من النازحين من الريف المجاور نظرا لعدم تعرضها للقصف، ولم تشهد هذه القرى أي احتكاك مع أي فصيل عسكري تابع للثورة قبل هذه المشكلة مع «جبهة النصرة».
زيادة الأطفال المشردين في شوارع اللاذقية
فتيات بالغات مرميات على أطراف الطرقات ولا أحد يجرؤ على الاقتراب منهن
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: أجبرت الظروف بعض الأطفال على ترك منازلهم ومدارسهم، والتسول في طرقات المدن الآمنة، خالد أو كما يلقب «أبو عذاب» طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، نزح هو وأخوه من حلب منذ قرابة السنة، فقدوا عائلتهم بسبب الحرب، وعملهم الوحيد هو التسول في شوارع مدينة اللاذقية واستجداء عطف أهالي المدينة من خلال شعرهم الأشعث، وملابسهم الرثة، وبشرتهم داكنة بسبب أشعة الشمس، وأقدامهم الحافية المتخشبة لا حذاء يحميها من حرارة الأرض، أو مطر الشتاء، يفترشون الأرض عند الظهيرة، ويلتحفون السماء، قد يظنهم العابر أنهم أموات على أطراف الطريق. رأت ناشطة تدعى سمر، وتنحدر من الطائفة العلوية، فتاة مرمية تحت أحد الجسور في مدينة اللاذقية، أكدت الناشطة في حديث خاص لـ»القدس العربي» أنها لم تستطع الاقتراب منها خشية المسائلة القانونية وبقيت ترى الفتاة على هذه الحال أكثر من ستة أيام متواصلة إلى أن اختفت، وعند سؤالها لشرطي المرور عنها، قال إن أحد المنظمات الإنسانية جاءت برفقة دورية أمنية رافقتها إلى مقر المنظمة الكائن في حي الزراعة.
وتؤكد الناشطة أن الفتاة الآن هي بحال جيدة لكنها تعاني أزمات نفسية جراء الظروف الاجتماعية التي كانت تمر بها، وتضيف: «هذه الحال هي ليست الأولى التي عاينتها الا ان هناك العديد من الفتيات البالغات ما زلن ينتشرن في شوارع المدينة، وهناك خشية كبيرة لدى السكان المحليين من الاقتراب منهن، أو حتى المساعدة لأنهم سيكونون عرضة للمسائلة القانونية، والمعروف لدى السكان من يقوم بها، وماهي تبعاتها من اعتقال وتحقيق».
اعتاد أهالي الحي على رؤية هؤلاء الأطفال في المنطقة، وعند محاولة احد رجال الحي ويلقب بالعكيد قال في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: تحدثت معهم لكن تحفظهم وخوفهم مني كان واضحاً، ولم أطرح أسئلة عن أهلهم، مسكنهم، عملهم، وكانت الجملة التي قالها أحد الأطفال لرفيقه «ما تقلو شي» وعند سؤالي لخالد هل تشعر بالخوف من أن يتم القاء القبض عليكم بتهمة التسول، لكن خالد رد قائلا: «من حسن حظنا ماقدرو يمسكونا ولا مرة، ونحنا سريعين منعرف نتخبى وقت يجو».
مازن طفل يبلغ من العمر 11 عاما، استطاع العكيد أن يحصل منه على بعض المعلومات بعد ان قدم له وجبة من الطعام، وأبرز ما استطاع الحصول عليه من الطفل أنه دخل مركز الأحداث في دمشق «مركز الغزالي» بعد القاء القبض عليه بتهمة السرقة، وعلى حد قوله «حظي الأعثر منعني من الهروب لحظة القاء القبض علي».
مازن دخل بتهمة واحدة هي السرقة، وهو الآن طفل يعاني من صراعات نفسية دائمة، اكتسب الكثير من العادات السيئة على حد قوله بعد دخوله لمركز الغزالي للأحداث، وبعد عدة جلسات بينه و بين المرشدة النفسية تبين أنه يتم استفزازه يومياً من قبل زملائه في المركز لممارسة اللواط فيما بينهم، حيث بات هذا الأمر هاجساً لديه.
دعوات لإطلاق اسم «فيصل القاسم» على مطار «الثعلة» في السويداء
عمل فيه «أشغالا شاقة» وهو صغير… ووالده قام بتركيب زجاج المطار
لندن ـ «القدس العربي»: انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات غزيرة تطالب بتسمية مطار «الثعلة العسكري» في محافظة السويداء، باسم الإعلامي في قناة «الجزيرة» فيصل القاسم، خاصة وأنه ينحدر من قرية الثعلة نفسها، والتي يقع المطار داخل أراضيها. وقد عمل القاسم حسب ما علمت «القدس العربي» في صغره في رصف أحجار المطار، وغيرها من الأعمال اليدوية الصعبة، واول عمل قام به كان التأشير للشاحنات أين تضع حمولاتها من الرمل والحجارة لرصف المدرجات، وبعدها عمل كعامل «باطون»، الإسمنت والرمل، حيث حمل أطنانا من «الباطون» على كتفه في بناء هناجر المطار، ثم عمل مساعد نجار ثم حداد بناء، فيما قام والده أبو فيصل بتركيب زجاج المطار بالكامل، إضافة إلى تسوية مدرجات المطار بصفته معلم تسوية أراض. وكان مقاتلو المعارضة السورية في «الجبهة الجنوبية» أعلنوا عن بدء معركة تحرير المطار، فيما أكد ناشطون معارضون أن الاشتباكات انتقلت من محيطه المحاصر إلى داخله، واقترب مقاتلو المعارضة من الاستيلاء عليه بشكل كامل بعد سقوط اللواء العسكري 52 المتاخم له.
وانتشر على موقع «تويتر» وسم «هاشتاغ» # مطار_فيصل_القاسم، الذي لاقى تجاوبا كبيرا من قبل الثوار في درعا، وغرد سعود الدخيل معلقا «تحمل مشاق الوقوف مع الحق دون اعتبارات طائفية أو مناطقية، وصبر على ما ناله من عداء مع الظالم، ولم يخش الأذى الذي سيلحقه». وقال عبدالله السعدان: فيصل القاسم حامل لواء الثوره السورية بلا منازع.
فيما قال أحمدعبدالله الحميدان: ما أشبه الدكتور فيصل القاسم بالأمير شكيب أرسلان لأنه كان مهتما بمصلحة الأمة.. يستاهل. وقال جابر بن ناصر المري ساخرا «#مطار_فيصل_القاسم التسمية دليل على أنه عميل للثورة ومفجر المؤامرة الكونية على نظام الممانعة، وأن كل مشاهد القتلى فبركها في الإستديو الخفي».
وغرد الحقوقي الجزائري أنور مالك: «فيصل القاسم جمع السوريين بمختلف طوائفهم على أهداف إنسانية نبيلة، وشخصيا لم أدخل بيتا سوريا إلا ووجدت أهله يكنون له كل الحب»، وقال الكاتب المعارض محيي الدين اللاذقاني «اربطو الأحزمة بدأنا الهبوط في #مطار_فيصل_القاسم».
بدوره علق الإعلامي السوري في تغريدة له «ألف شكر لكل الأخوة الذين يطالبون بتسمية مطار الثعلة باسمي. أقترح أن يسمى باسم أحد الشهداء، للعلم عملت في مطار الثعلة وأنا في سن 14 أشغالا شاقة».
المخابرات الأردنية رفضت لقاء رئيس الائتلاف السوري خالد خوجا والسلطات منعته من عقد مؤتمر مع قيادات الجبهة الجنوبية
لواءا «الأحرار» و«التوحيد» لم يحضرا مؤتمر الريحانية
لندن ـ «القدس العربي» ـ من احمد المصري: عقد في مدينة الريحانية التركية مؤتمر جامع للقوى الثورية والوطنية السورية، للاتفاق على ثوابت الثورة السورية ومناقشة طروحات وخيارات الحل السياسي.
وقالت مصادر من داخل المؤتمر لـ»القدس العربي» إن 200 شخصية عسكرية وسياسية شاركوا في المؤتمر، وتم استثناء «لواء أحرار الشام» و»لواء التوحيد» و»جبهة النصرة»، كما غاب عن المؤتمر أي تمثيل لجماعة الإخوان المسلمين السورية لأسباب غير معروفة، كما غاب رئيس الائتلاف السوري خالد خوجا، حسبما ذكرت المصادر.
وأضافت المصادر أن خوجا سافر إلى الأردن، وحاول عقد مؤتمر في العاصمة الأردنية عمان لفصائل الجبهة الجنوبية، واصطحب معه في رحلته رئيس وزراء الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة، إلا ان السلطات الأردنية رفضت عقد المؤتمر كما رفضت اجتماع رئيس الائتلاف بالقيادات العسكرية من الجبهة الجنوبية، بينما قالت مصادر أردنية إن قادة فصائل الجبهة الأردنية هم من رفض الاجتماع بخالد خوجا وليست السلطات الأردنية. واضافت المصادر أن اجتماعا كان مقررا بين خوجا ورئيس المخابرات الأردنية تم الغاؤه في آخر لحظة لأسباب غير معلنة.
واللافت في مؤتمر الريحانية كان الحضور القوي لـ»جيش الإسلام» الذي يقوده زهران علوش، كما لوحظ وجود مكثف للتجمع الوطني في الائتلاف السوري على رأسهم رياض سيف وأنس العبدة ونصر الحريري وموفق نيربية وعقاب يحيى وسهير الأتاسي، إضافة الى سليم ادريس ومعاذ الخطيب.
وقالت مصادر من مؤتمر الريحانية لـ»القدس العربي» إن إعلان «جبهة النصرة» رغبتها في قيادة تشكيل «جيش الفتح» في الغوطة الشرقية وريف دمشق، استفز زهران علوش و»جيش الإسلام» الذي يقوده وهو ما ينذر بتصدع جبهة القوى الثورية في الشمال والوسط.
يأتي ذلك فيما سيعقد، اليوم، في مدينة اسطنبول الاجتماع الدوري للهيئة العامة للائتلاف. وعلمت «القدس العربي» أن التكتلات المحسوبة على رئيس الائتلاف خالد خوجا ومصطفى الصباغ ستطرح على الاجتماع فصل الأعضاء الذين حضروا مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية والذي قاطعه الائتلاف، فيما تمت دعوة شخصيات من داخل الائتلاف بصفة شخصية.
المخابرات الأردنية رفضت لقاء رئيس الائتلاف السوري خالد خوجا والسلطات منعته من عقد مؤتمر مع قيادات الجبهة الجنوبية
المعارضة السورية في ريف السويداء… وتطمئن أهل جبل العرب
دمشق ــ ريان محمد
يواصل النظام السوري استغلال جرائم ترتكبها فصائل معارضة مسلحة باسم “الثورة”، تفاقم المخاوف الكبيرة، المحقة في بعضها، لدى مكونات سورية دينية تشعر بخطر وجودي إزاء تنظيمات متشددة تقدم خدمات مجانية للنظام وحلفائه. وهيمنت أصداء جريمة ريف إدلب بحق مواطنين سوريين من الطائفة الدرزية في قرية قلب لوزة على يد مسلحين من “جبهة النصرة”، على التطورات في جنوب سورية، الذي يتحول يوماً بعد آخر إلى مساحة خالية من قوات النظام. وخسر النظام، أمس الخميس، موقعاً إضافياً رئيسياً له، هو مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء الغربي، وسط ارتفاع حاد في التوتر المذهبي في المنطقة، وقصف يستهدف للمرة الأولى مدينة السويداء نفسها، وحملات تحريض مذهبية من سياسيين ودنيين لبنانيين وسوريين دروز حلفاء لحزب الله وللنظام، بالتزامن مع حملات تجييش وتسلح في السويداء تنذر بالأسوأ.
وسيطرت فصائل المعارضة المسلحة في درعا، أمس الخميس، على مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء الغربي، في إطار معركة “سحق الطغاة”، عقب يومين على سقوط اللواء 52 في ريف درعا القريب من المطار، في ظل استنفار عدد كبير من أهالي السويداء خوفاً من دخول الفصائل المقاتلة بلدة الثعلة، حيث يتجمع أعداد من أبناء المحافظة المسلحين، وسط دعوات موالية من لبنان وسورية، مثل رئيس حزب “التوحيد العربي” اللبناني، الوزير السابق وئام وهاب، لشباب المحافظة للالتحاق بالقوات النظامية، متحدثين عن نية الفصائل المسلحة “اجتياح السويداء”.
وقال المتحدث باسم “الجبهة الجنوبية” الرائد عصام الريس، لـ”العربي الجديد”، إن مقاتلي الفصائل المعارضة “استطاعوا السيطرة على المطار، عقب معركة عنيفة، بهدف تجميد طيران المطار والسيطرة عليه”. وأوضح أن دخول المقاتلين إلى قرية الثعلة “يرتبط بمطلب الأعمال العسكرية”، جازماً بأن “الهدف هو المقار العسكرية فقط لقوات النظام في السويداء، لا المدنيين”. وكانت قوات النظام تستخدم مطار الثعلة لقصف مدن وبلدات درعا المحررة، وتنطلق منه الطائرات الحربية لقصف المدنيين. كما أعلنت المعارضة المسلحة إسقاط طائرة “ميغ” حربية تابعة للنظام في محيط مدينة بصر الحرير بريف درعا الشرقي، وشوهد الطيار وهو يهبط بالمظلة.
وقالت مصادر إعلامية محلية ان قوات النظام بدأت منذ مساء الأربعاء في إخلاء مطار الثعلة من العتاد العسكري والصواريخ، حيث تم سحب الصواريخ النوعية وأجهزة الاتصال والرادارات، ونقلها إلى العاصمة عبرَ الطريق الدولي بين محافظة السويداء ومدينة دمشق. وأظهر مقطع فيديو استيلاء أهالي محافظة السويداء على رتل عسكري مؤلف من حاملات صواريخ “أرض- جو” وصواريخ “بتشوري”، كانت مسحوبة من مطار الثعلة وكتيبة الرادار المجاورة له، بعد إيقافه ومنعه من التوجه إلى العاصمة دمشق، وذلك في ثاني حادثة من نوعها خلال أيام في السويداء حيث سبق للأهالي اعتراض رتل عسكري ومنعه من مغادرة المدينة.
وأفادت مصادر أهلية من بلدة الثعلة بريف السويداء، “العربي الجديد”، أن “الأوضاع متوترة جدا في القرية والمعارك كانت عنيفة في المطار”، مبينة أن “مئات الشباب المسلحين توافدوا إلى القرية من أنحاء المحافظة للحفاظ على القرية”. وزادت الأنباء الواردة من إحدى قرى الموحدين الدروز في جبل السماق بريف إدلب، عن ارتكاب جبهة النصرة مجزرة في قلب لوزة، من الشحن الطائفي في المحافظة.
وشهدت مدينة السويداء، بالتزامن مع المعارك الدائرة في الثعلة، سقوط قذائف هاون على الأحياء الشمالية الشرقية، ما تسبب بسقوط قتيل وجرح آخرين إضافة إلى أضرار مادية، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، في حين قالت مصادر معارضة أن هناك ترجيحاً بأن تكون القذائف من أحد معسكرات النظام في شرق المدينة، في إطار التحريض المذهبي الذي يمارسه النظام وحلفاؤه لاستنفار المكونات الدينية “الأقلية” إلى جانبه.
وترافقت هذه المعارك مع دعوات بعض الجهات في المحافظة للالتحاق بالقوات المسلحة، عاملين على تضخيم مخاوف الأهالي من محيطهم لاعبين على وتر الطائفية، على رأسهم أحد مشايخ عقل الطائفة حكمت الهجري، المعروف بارتباطاته الأمنية، حيث أصدر بيانا منفردا عن الرئاسة الروحية للطائفة، يدعو فيه “كل قادر على حمل السلاح إلى التوجه إلى شعب القوات النظامية للالتحاق بها”، قائلا إنه “تلبية لنداء الوطن والواجب وتوجهات سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد….نتوجه بالنداء الوطني والديني لجميع أبنائنا للتوجه إلى شعب تجنيدكم على أن تكون خدمتكم العسكرية ضمن حدود محافظة السويداء التي يتهددها الخطر الداهم والإرهاب المحدق بنا”.
” وفي إطار المساعي المعارِضة لتفادي الوقوع في فخ التهويل المذهبي الذي تمارسه أوساط النظام، قال الناطق الرسمي باسم حركة “المثنى الإسلامية” في درعا، حسين أبو شيماء، لوكالة الأناضول، إن محافظة السويداء ليست هدفاً للفصائل المعارِضة. ورداً على سؤال حول إمكانية توجه الفصائل المسلحة في درعا للهجوم على محافظة السويداء، أجاب: “ذلك التوجه غير موجود نهائياً”.
وفي السياق، اتخذت مجموعات مسلحة ووجهاء محليون، في السويداء، منهم الأمير شبلي الأطرش، وقائد مليشيا “شيوخ الكرامة” الشيخ وحيد البلعوس، مواقف معاكسة لما يذهب إليه النظام السوري وحلفاؤه، على قاعدة البقاء داخل حدود السويداء والاكتفاء بالدفاع عن النفس في حال التعرض لهجوم عسكري. ووجه البلعوس نداءً إلى جميع الوحدات المقاتلة في المحافظة، شدد فيه على “الاستعداد الكامل لأي طارئ قد يحدث، والالتزام بما قلناه بعدم خروجنا بعد حدود الجبل، ولو مترا واحدا، ونهيب بباقي شباب الجبل المدنيين عدم الخروج للقتال خارج حدود الجبل والالتزام مع رجال الكرامة بموقفهم الوطني، وإن كان لا بد من الحرب، فعليكم بحماية حدود الجبل، فهو بحاجة لكم في هذه الأوقات أكثر من أي وقت مضى”. وكان البلعوس قد حذر النظام من اعتقال أي شاب متخلف عن الالتحاق بالخدمة العسكرية بهدف إلحاقه بالقوات النظامية، معترضا عدة قوافل عسكرية كانت تنقل الأسلحة القليلة إلى خارج المحافظة إضافة إلى كميات من القمح، في وقت دعا شيخ عقل الطائفة أبو وائل الحناوي، إلى “اعتماد أهالي المحافظة على أنفسهم في حماية الأرض والعرض من أي محاولة لدخول المحافظة”، تم عقبه عقد عدة اجتماعات بين رجال دين وضباط متقاعدين لتشكل فصيل مسلح تحت اسم “درع الوطن” لحماية المحافظة. وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قد طلب من الرئاسة الروحية للموحدين أخيراً، تسليم أبناء الطائفة المتخلفين عن الالتحاق بالقوات النظامية، والذين يقدر عددهم بأكثر من 16 ألف شاب، مقابل تسليحهم والدفاع عن المحافظة، الأمر الذي رفضته الرئاسة الروحية.
جريمة “قلب لوزة” خدمة مجانية للنظام السوري
عبسي سميسم
لم يكد يمضي أسبوعان على تصريحات زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني على قناة “الجزيرة” الفضائية حول القرى الدرزية في ريف إدلب، وتأكيده “أن هناك قرى درزية في المناطق المحررة لم تتعرض لأذى، وهم محلّ دعوتنا”، حتى قام عناصر من الجبهة بقيادة المهاجر أبو عبد الرحمن التونسي عصر الخميس الماضي، بارتكاب مجزرة بحق أهالي بلدة “قلب لوزة” (إحدى القرى الدرزية)، راح ضحيتها 24 قتيلاً من أهالي البلدة، من دون صدور أي بيان عن الجبهة، والاكتفاء بروايات عن عناصرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تباينت بين من نفى الجريمة، ومن ربطها بروايات تشبه إلى حد كبير الحجج التي يروّجها النظام السوري عقب كل جريمة يرتكبها. وكان الجولاني قد اشترط على المواطنين السوريين من المكونات الدينية غير السنية، ما سماه “العودة إلى الإسلام” وعدم القتال مع القوات النظامية في مقابل عدم التعرض لهم.
ضغط على الأهالي؟
وأوضح شاهد عيان طلب عدم الكشف عن اسمه، أن عناصر مجموعة أبو عبد الرحمن التونسي، والملقب “سفينة”، من جبهة “النصرة” (من الأجانب أو “المهاجرين” المعروفين بتجاوزاتهم العديدة) دخلوا إلى قرية “قلب لوزة” الواقعة قرب بلدة حارم القريبة من الحدود السورية التركية في ريف إدلب الشمالي، محاولين الاستيلاء على منزل لعائلة الشبلي يخدم ابنهم في صفوف قوات النظام السوري، ليقوم إخوة الشاب بالاعتراض على عمل المسلحين التابعين لـ “النصرة”، ما أدى إلى مشادة بين الطرفين، قام على أثرها أحد عناصر النصرة بإطلاق النار على احد أخوة الشاب صاحب المنزل، ومن ثم على أخيه، ليبدأ أهالي القرية بالتجمع والصراخ على عناصر “النصرة” الذين قاموا بإطلاق النار على الأهالي المتجمعين فقتلوا أربعة آخرين منهم، ليبدأ الأهالي المتجمهرون بمهاجمة عناصر “النصرة” بالحجارة، قبل أن يقوم عناصر “النصرة” بإطلاق النار عليهم، ليتسبب ذلك بمقتل ثمانية عشر آخرين من أهالي القرية، بينهم عدد من الرجال المسنين وطفلان. وأشار الشاهد إلى أن المجزرة التي ارتكبتها “النصرة” تسبّبت بحالة رعب عند سكان المنطقة المعروفة باسم جبل الدروز، وهي عبارة عن مجموعة قرى متجاورة في المنطقة الواقعة بين بلدات كفرتخاريم وحارم وارمناز في ريف إدلب يسكنها الموحّدون الدروز، من بينها قرية “قلب لوزة” التي حصلت فيها المجزرة.
واقتصر تعليق “النصرة” على الحادثة من خلال روايات لعناصرها على موقع “فيسبوك”، والتي تقول إحداها، إن ما حدث كان نتيجة رفض أحد الأقارب تسليم بيت قريبه “الشبيح” لـ “النصرة”، وقد قام أحد عناصر الجبهة بترك سلاحه خارجاً والدخول إلى البيت لمحاولة إقناعه بتسليم البيت، لكن أحد الأهالي قام بالتقاط السلاح وإطلاق النار على العنصر، مما أدى لوفاته، وأشعل الاشتباكات بين المدنيين وعناصر من “النصرة”.
وقال أحد أبناء المنطقة ويُدعى أبو خالد لـ “العربي الجديد”، إن “تعليق النصرة عن المجزرة التي ارتكبتها بحق المدنيين يشبه ادعاءات النظام بعد كل جريمة يرتكبها، لكن الحقيقة أن النصرة تحاول جاهدة، منذ مدة طويلة، الضغط على أهالي القرى الدرزية في الجبل لإجبارهم على الرحيل من المنطقة وتفريغ قراهم وبيوتهم، مع أن النصرة تحتمي بالمدنيين في هذه القرى خوفاً من ضربات طيران التحالف”. ولفت إلى أن “للجبهة مقراً دائماً في قرية قلب لوزة، وقد سبق وأجبرت الناس هناك على إزالة أماكنهم الدينية، كما أجبرت النساء على ارتداء الحجاب والخمار. ومنذ فترة قريبة أصرت النصرة على سحب أطفال هذه القرى لتعليمهم في المدارس الشرعية. كل هذا ولّد الكثير من الاستياء والاحتقان اللذين انفجرا البارحة”.
ردود قاصرة
وجاءت حادثة الاعتداء على “قلب لوزة”، لتُقدّم خدمة كبيرة للنظام، الذي بدأ يتاجر بالحادثة ليصوّر نفسه كحامٍ للأقليات، ويُقدّم الحادثة على أنها حرب إبادة ضد الأقلية الدرزية، خصوصاً أنها جاءت متزامنة مع انتصارات المعارضة السورية في الجبهة الجنوبية، والتي كان آخرها سيطرة المعارضة على مطار الثعلة العسكري وقبله على اللواء 52 في درعا الذي يُعدّ ثاني أكبر لواء مدرعات لدى جيش النظام. ويبدو أن وجود عناصر أجانب في صفوف “النصرة”، سيُعقّد من محاولة الجبهة تصوير نفسها كفصيل معارض يسعى لإسقاط النظام، كما تشير المجزرة التي وقعت أمس الأول إلى أن عناصر “النصرة” لا يزالون منقسمين بين مهاجرين قريبين في تطرفهم من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وبين عناصر سورية أقل تطرفاً، وهو مؤشر على صراع خفي بين هذين الجناحين.
واقتصر رد فعل الفصائل المتواجدة في المنطقة والمتحالفة مع “النصرة”، وعلى رأسها حركة “أحرار الشام”، على التوسّط لدى الجبهة من أجل فك الحصار عن القرية، واستبدال العناصر التي ارتكبت المجزرة بعناصر من أبناء المنطقة، وتأمين العائلات التي نزحت من القرية، من دون أن تتخذ أي موقف من الجبهة أو تصدر بياناً يدين الحادثة، ما يرجح أن تبقى المواقف من مثل هذه الحوادث مرتبطة بمدى قوة الفصيل على الأرض، وقدرته على فرض ما يريد من دون إدانة أو ردع من أحد؛ وذلك حفاظاً على العلاقات الودية بين الفصائل.
حتى الائتلاف الوطني المعارض لم يتخطَ موقفه من المجزرة مواقف الفصائل، إذ اقتصر على تأكيد التمسّك بوحدة الشعب السوري وسلامة كامل أطيافه على كل المساحة السورية، وذلك من خلال بيان عبّر عن استنكار الائتلاف “بكافة المعاني لأي شكل من أشكال الاقتتال الداخلي الذي يوظف ويستثمر من قبل قوى عديدة، ويحقق أهدافاً ومآرب لا تخدم إلا مصالح النظام الطائفي والمتربصين بالثورة السورية والمجتمع السوري، وتعمل على تضليل الرأي العام ببث أخبار مغلوطة حول الأحداث، كما حصل في الحادث المؤسف يوم أمس، إذ خرج البعض يتحدث زوراً عن حصول إعدامات وحالات اغتصاب”.
النظام السوري يحصّن مدينة حماة بمقاتلين إيرانيين وعراقيين
أنس الكردي
بعد استقدامه لآلاف العناصر الشيعية من إيران خلال الأيام القليلة الماضية من مطاري دمشق وجبلة، بدأ النظام السوري بنشر هذه القوات في المناطق التي يتوقّع قدوم الخطر منها، لتكون بمثابة الخزان البشري لتأمين خطوط الإمداد في المعركة المقبلة، خصوصاً أن الانسحاب أضحى سمة جيش النظام في المعارك الأخيرة مع قوات المعارضة السورية.
وأفاد مدير مركز حماة الإعلامي يزن شهداوي لـ “العربي الجديد”، بأن “قوات النظام نشرت مقاتلين من إيران وأفغانستان والعراق حول مدينة حماة لجهة مطار حماة العسكري غرباً، وقرية قمحانة بريف حماة الشمالي”، لافتاً إلى أن ذلك جاء “بعد أنباء عن بدء الثوار لعمليات عسكرية في ريف حماة”.
ويبدو أن قوات النظام تسعى إلى تأمين مدينة حماة بتأمين المطار العسكري جهة الغرب، وقرية قمحانة جهة الشمال، لصد هجوم للمعارضة سيكون إما من جهة الجنوب أو الجنوب الغربي. وكان مطار حماة العسكري الهدف الأبرز لقوات المعارضة في وقت سابق، إلا أن معارك عدة لم تنجح في اقتحامه، واكتفت بتعطيل مركز القيادة.
ويُعدّ المطار، أحد أهم مراكز النظام في سورية، ومرتكزاً عسكرياً له في المنطقة الوسطى لمحافظتي حماة وحمص. كما أنّه يُعدّ المركز الأول لصنع البراميل المتفجرة في سورية، والمسؤول عن قصف عشرات المدن السورية في حماة وحمص وإدلب، في حين أن قرية قمحانة تتوسط عدة قرى كبيرة موالية للنظام، وتعتبر صمام أمان للنظام في ريف حماة الشمالي.
في سياق متصل، أشار شهداوي إلى أن “مكان تمركز تلك القوات أصبح في قرية دير شميل بريف حماة، أحد أهم وأكبر معاقل النظام في سورية، ويحوي بداخله معملاً للبراميل المتفجرة، بالإضافة إلى سجن كبير للمعتقلين السوريين”.
ومن الواضح أن قوات النظام عمدت إلى نشر المقاتلين الجدد في قرية دير شميل التي تتوسط الجهتين الشمالية والغربية لمحافظة حماة، لتجنّب الخطر المقبل إما من ريف حماة الشمالي باتجاه المطار أو المدينة، أو من ريف حماة الغربي باتجاه سهل الغاب.
وتأتي هذه المخاوف بعد الانتصارات العديدة التي حققها مقاتلو “جيش الفتح” في إدلب، إذ انهارت خطوط الدفاع الرئيسية لقوات النظام مع سقوط مدينة جسر الشغور، وبلدة محمبل، والتي كانت آخر خط دفاع لهذه القوات عن القرى الموالية له في سهل الغاب بريف حماة والساحل السوري.
وتتهيأ قوات المعارضة في هذه الآونة لفتح معركة كبرى ستكون وجهتها سهل الغاب، دخولاً إلى جورين ومن ثم إلى وسط ريف حماة أو قمة النبي يونس الاستراتيجية من أقصى الجهة الغربية للساحل السوري.
وذكرت مصادر قيادية في “الفرقة الساحلية الأولى” (التشكيل الأقوى حالياً في ريف اللاذقية التابع للجيش الحر) عن “توفر معلومات لديها عن جاهزية ألف مقاتل، معظمهم عراقيون سيزج بهم النظام قريباً في قمة النبي يونس محور جبل الأكراد”.
وأشارت هذه المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها لـ “العربي الجديد”، إلى “أن مقاتلي الفرقة لمسوا الوجود الفعلي للمليشيات الشيعية خلال المعركة الأخيرة التي سيطرت خلالها المعارضة على قرية جب الأحمر، إذ سُمعت من خلال أجهزة اللاسلكي أصوات مقاتلين يتحدثون باللهجة العراقية، في حين يتحدث آخرون بلغة يُرجح أنها فارسية أو دارية”.
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة على نشر “العربي الجديد” تقريراً عن قدوم آلاف المقاتلين من إيران، إذ وصل إلى مطار جبلة في ريف اللاذقية، ثلاثة آلاف مقاتل، معظمهم أفغان وعراقيون، أرسلوا عبر جسر جوي مباشر من إيران إلى المطار العسكري في ريف اللاذقية.
كما وصل المئات من عناصر مليشيات “لواء أبو الفضل العباس” وحركة “النجباء” العراقيتين، و”جيش الفاطميين” الأفغانية وقوات خاصة تابعة للحرس الثوري الإيراني، إلى العاصمة السورية عبر رحلات جوية يومية هبطت في مطار دمشق الدولي، لتستقبل القادمين حافلات خصصتها قوات النظام في دمشق، لنقلهم إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين جنوب شرق العاصمة السورية.
من جهة ثانية، دان نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري مصطفى أوسو، الحملة التي تهدف إلى جمع الأموال في بعض المحافظات العراقية “لدعم المليشيات الطائفية التي تساند نظام الأسد في قمع الثورة السورية”، قائلاً إن “الحكومة العراقية لا تزال مستمرة في تدخّلها السافر في سورية عبر مليشياتها الداعمة للنظام الأسدي”.
واعتبر أوسو أن موافقة الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي على الحملة، التي جاءت تحت اسم “سورية والعراق جبهة واحدة”، والتي تهدف إلى جمع 10 ملايين دولار لمساندة المليشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانب النظام الأسدي، بالأمر اللامقبول وغير الأخلاقي، ويسيء إلى علاقة الشعبين الشقيقين في كل من سورية والعراق.
واستهجن نائب رئيس الائتلاف، موقف القيادي في حزب “الفضيلة” العراقي محمد الزبيدي، الذي صرّح لوسائل الإعلام بأن هناك أكثر من 9 آلاف مقاتل عراقي في سورية يقاتلون إلى جانب نظام الأسد، والذي وصفه الزبيدي بـ “النظام الشرعي وعليهم دعمه”.
السويداء: معركة مطار الثعلة مستمرة..والدروز يطاردون رئيس الأمن العسكري
تشنّ فصائل الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر، بقيادة “جيش اليرموك”، هجوماً عنيفاً، لليوم الثاني، على مطار الثعلة العسكري بريف السويداء الغربي، انطلاقاً من ريف درعا. وأعلنت المعارضة أنها اقتحمت المطار، في إطار معركة “سحق الطغاة”، وأن اشتباكات تجري بداخله. وتحركت أرتال وتعزيزات عسكرية للمعارضة إلى محيط المطار وقصفته براجمات الصواريخ بغرض إبعاد خط الجبهة عن بلدات ريف درعا الشرقية.
وكانت فصائل المعارضة قد سيطرت الأربعاء على بلدة سكاكا وأطراف بلدة الدارة بريف السويداء، والتي شهدت موجة نزوح كبيرة. وتأتي هذه المعارك بعد سيطرة المعارضة على اللواء 52 وبلدة رخم وبلدة المليحة الغربية، بريف درعا الشرقي. وأسقطت المعارضة، الخميس، طائرتين حربيتين لقوات النظام، قرب كتيبة الرادار بين بلدتي ناحتة وبصرى الحرير بريف درعا الشرقي.
وبالتزامن مع معركة المطار، سقطت حوالى 9 قذائف هاون على مدينة السويداء التي تبعد مسافة 20 كيلومتراً عن مطار الثعلة العسكري. وعُرف أن مصدر القذائف من منطقة حُرش الزيتون، على أطراف المدينة، والذي تقطنه عشائر بدوية. وسرت أنباء عن اعتقال القوى الأمنية والمليشيات الموالية للنظام، لأربعة من البدو مطلقي القذائف، من دون أن يتوقف سقوطها. واستهدفت القذائف أحياء الدبيسي وقنوات وساحة النجمة، وتسببت في مقتل شخص، وإصابة عدد من المدنيين بجروح. وقامت مليشيا الحزب “السوري القومي الاجتماعي” ومليشيا “حماة الديار” بمحاصرة منطقة المقوس، التي يعتقد بأن القذائف تخرج منها، وسط تشكيك المعارضة الدرزية التي اتهمت القوى الأمنية، وبخاصة جهاز الأمن العسكري برئاسة وفيق ناصر، بالوقوف خلف عمليات قصف المدينة بالقذائف، من خلال عشائر بدوية يمولها الجهاز.
واستغربت المعارضة، أماكن سقوط القذائف، وتزامنها مع الهجوم على مطار الثعلة، وسط دعوات بمكبرات الصوت، تدعو شباب المدينة المتخلفين عن الخدمة العسكرية للالتحاق بمعسكر لقوات النظام في منطقة سد العيّن.
وكان الناطق الرسمي باسم “الجبهة الجنوبية” الرائد عصام الريس، قد قال لهيئة الإذاعة البريطانية “BBC” إنه “لم يحدث سابقاً أن تعرضت أية قرية من قرى أهلنا الدروز لقصف من قبل الجيش السوري الحر، بل النظام هو من سحب جيشه من قرى شرق السويداء ويسمح لداعش باستلام تلك القرى و الاستقرار فيها. الجبهة الجنوبية هي من تقف بوجه داعش، وقتلى داعش على يد فصائل الجبهة الجنوبية”. وأضاف “من يحمي شرق السويداء هو الجيش الحر ولا يوجد أية نوايا لدخول السويداء أو المناطق الأمنة من قبل الجبهة الجنوبية”. الريس أكد أن “الهجوم على مطار أو ثكنة عسكرية فيها مجرمين يلقون البراميل على المدنيين هو عمل وأمر مشروع. العمل بالنهاية هو باتجاه دمشق ولكن لن نسمح ببقاء مطار موجود للنظام تخرج منه طائرات لكي تأمن غطاء جوياً لقوات النظام، أو تلقي براميل على المدنيين”.
من جهة ثانية، دعا قائد “جيش اليرموك” بشار الزعبي، أبناء السويداء إلى التيقظ للمخطط الإيراني في المنطقة الذي ينفذه النظام السوري، بعد أن أدخل النظام مجموعات من مقاتلي داعش إلى السويداء، بهدف تحويلها إلى “كوباني” أخرى. وقال الزعبي في مقابلة مع جريدة “الأنباء” اللبنانية، إن “معركة مطار الثعلة الذي يقع في منطقة السويداء هي عملية محض عسكرية ولا تؤثر على علاقة جيش اليرموك بأبناء السويداء، لا بل أعرب عن إطمئنانه لحسن سير الأمور على هذه الجبهة، وكشف عن تواطؤ وإتفاق بين مقاتلي جيش اليرموك وأبناء بلدة الثعلة الذي يتعاونون معه ضد مقاتلي النظام الهاربين إلى المطار، فأهالي السويداء وأبناء الثعلة يطمئنون إلى مقاتلي جيش اليرموك”.
ولم يخف الزعبي قلقه من محاولة النظام إستخدام الشبيحة ومليشيا اللجان الشعبية للايقاع بين أهالي السويداء ومقاتلي “جيش اليرموك” وأبناء القرى المجاورة، متمنياً على أهالي السويداء التنبه إلى مخاطر أن يخدعهم بعض الشبيحة بجر مقاتلين مدنيين بين مقاتلي النظام حيث قد تأخذ حينها الأمور منحى أخر.
وفي تطور بارز، أصدر تشكيل “مشايخ الكرامة” المسلح، الذي يقوده الشيخ وحيد البلعوس، بياناً أعلن فيه أن رئيس فرع الأمن العسكري في محافظة السويداء العميد وفيق ناصر اصبح مطلوباً. وطالب البيان أهالي السويداء بـ”الاستنفار و الجهوزية الكاملة من أجل التصدي لكل طارئ، ومراقبة كافة مداخل و مخارج و طرقات المحافظة و الاعتقال مدنياً لرئيس فرع الأمن العسكري في السويداء المدعو وفيق ناصر، ومحاسبته على مخططات الفتنة التي كان ومازال يقوم بها ويعمل على تأجيجها” في اتهام مباشر للعميد ناصر بالوقوف وراء قذائف الهاون التي سقطت الخميس.
في المقابل، أصدرت “الجبهة الجنوبية” بياناً موجهاً إلى دروز السويداء، الخميس، جاء فيه: “إلى أهلنا بني معروف في جبل العرب وفي سائر المناطق السورية، إن القيادة المشتركة للجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر تدين بشدة محاولات النظام الآثمة لزرع الفتنة بين أطياف المجتمع السوري، وخصوصاً بين محافظتي درعا والسويداء الجارتين بهدف إشعال فتيل التوتر الطائفي؛ خصوصاً بعد الهزائم التي يتعرض لها النظام مؤخراً على جبهات الجنوب السوري”. وأدانت الجبهة عمليات قصف المناطق المدنية، وقصف مدينة السويداء بقذائف الهاون الذي حدث الخميس، واعتبرته “جزءاً من لعبة النظام لتخويف أبناء السويداء ولعزلهم عن محيطهم الحيوي في الجنوب السوري”. الجبهة أكدت أن “أبناء السويداء هم أخوتنا وأهلنا، وأننا لم ولن نقاتلهم، وأننا سنكون معهم يداً بيد بمواجهة جميع المخاطر التي تهدد محافظة السويداء في حال طلبوا منا ذلك”. وعرضت الجبهة على أهالي السويداء، المساعدة لمواجهة خطر تنظيم “الدولة الإسلامية” قائلة: “تمد (الجبهة) يدها للأهل والأخوة في محافظة السويداء وفي جميع المناطق السورية من أجل مواجهة خطر داعش”.
وكان “مشايخ الكرامة” بقيادة الشيخ وحيد البلعوس، قد أوقفوا مساء الأربعاء، قافلة أسلحة وصواريخ في بلدة المزرعة كانت تتوجه إلى دمشق. ويقوم النظام بترحيل هذه الأسلحة إلى مطار بلي العسكري الواقع بين محافظتي السويداء وريف دمشق، وهي سياسة بات يتبعها لإفراغ محافظة السويداء من السلاح الثقيل. وتأتي هذه العملية بعد أيام على خطوة مماثلة قام بها “مشايخ الكرامة”، ومنعوا فيها إخراج رتل من الدبابات من المحافظة. وبثّت صفحات المعارضة في السويداء، في مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة، للحظة اعتراض القوافل وتأمينها في كتيبة قريبة تحت إشراف المشايخ، على وقع هتافات مناهضة للنظام: “سوريا لينا وما هي لبيت الأسد”.
جنبلاط يطوق حادثة إدلب:ممنوع إستثمارها من قبل النظام!
تتوالى الهزائم التي يمنى بها النظام السوري على كامل المساحة السورية، بعد هزائم الشمال، بدأت هزائم الجنوب بالتوالي. لا يحتاج أحد إلى كثير عناء لاكتشاف حرج النظام، ويقود الحرج في ظروف كهذه إلى الإستثمار في أي شقاق لصرف النظر عن الخسائر، وإن عبر زرع الشقاق بين مختلف المكونات، وعليه فإن النظام يحاول جاهداً استثمار ما جرى في إدلب من اشتباك بين عناصر من جبهة “النصرة” وعدد من أهالي قرية قلب لوزة في جبل السماق لتوظيفه في معركة الجنوب السوري.
بعيد الاشتباك الذي حصل في القرية على خلفية دخول عناصر الجبهة إلى منزل أحد الشبان الدروز المنتمي إلى الجيش السوري، جهدت الماكينات الإعلامية التابعة للنظام في سوريا ولبنان، إلى الحديث عن حالات ذبح وإعدامات واغتصاب، في محاولة لتأجيج المشاعر المذهبية واستنفار الدروز في كل سوريا للقتال إلى جانب النظام، وهنا تؤكد مصادر “المدن” أن أياً من هذه الأخبار لم يكن صحيحاً، إلّا أن حجم الضخ الإعلامي كان الهدف منه الإستثمار في مكان آخر.
وتفيد مصادر “المدن” أن الإشكال حصل، بعد دفاع أقرباء الشاب الدرزي عن منزلهم حيث قتل أحد عناصر النصرة داخل المنزل ما أدى إلى حصول إشتباك خلّف ما خلّف من الضحايا، وسرعان ما تدخّل عدد من الكتائب السورية المعارضة هناك لرأب الصدع، وتؤكد مصادر “المدن” أن قوة من أحرار الشام، وفيلق الشام، دخلتا إلى القرية لحلّ الموضوع ومكافحة أية تداعيات له، خصوصاً أن أمير النصرة الذي قام بالإعتداء على حرمة البيوت هناك هو من التابعية التونسية، وقد أصدرت النصرة قراراً بسحب فصيله من المنطقة ككل، كما أحالته إلى التحقيق والمحاكمة، لكن المصادر لم تؤكد إن تم إلقاء القبض عليه أم تمكّن من الهرب.
في لبنان كان النائب وليد جنبلاط يتابع عن كثب ما جرى بكامل تفاصيله. أجرى سلسلة إتصالات بمختلف الأفرقاء في المعارضة السورية من أجل التأكيد على هوية الدروز العربية، ومن أجل الحفاظ على حسن الجيرة، ومكافحة أي ظواهر قد يستثمرها النظام الذي يحاول اللعب على أوتارها منذ أربع سنوات، ولا يتوانى جنبلاط عن التأكيد على أن سياسة النظام التحريضية هي التي أوصلت إلى هذه الأحوال، ومن هنا يشدد جنبلاط على ما يتخطى هذه الحادثة، وهو أهمية المصالحة بين أبناء درعا والسويداء، وذلك لعلمه بأن النظام السوري يريد إستثمار حادثة ادلب لزرع الشقاق بين أهل درعا والسويداء، لذلك يستمرّ جنبلاط بالإتصالات من أجل قطع الطريق على أي محاولة من هذا النوع، والتي تتأكد من خلال الكلام الذي خرج به رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الذي دعا إلى التسلح وتشكيل جيش لقتال النصرة والمتعاطفين معها.
هذا الكلام تعتبره مصادر “المدن” إحدى “محاولات النظام السوري لاستدراج الدروز إلى القتال في صفوفه ضد إخوتهم في درعا، لا سيما بعد الخسائر التي يمنى بها النظام هناك”، وتقول المصادر إن “الهدف من الدعوات إلى تسليح أبناء السويداء يصب بهدف إشعال الحرب بين الجيران، وبذلك يدخل الدروز في حرب عن النظام بمواجهة المعارضة دفاعاً عن النظام”، خصوصاً أن لا وجود حتى لـ”النصرة” في درعا.
وفي مواجهة ذلك، فإن المجلس المذهبي الدرزي في لبنان، سيعقد إجتماعاً طارئاً غداً للبحث في كل ما جرى، وللتأكيد على أن الدروز جزء لا يتجزأ من النسيج السوري، ومكون أساسي من مكوناته، مع رفض إقحام الدروز في أي إشكال مع أبناء الشعب السوري.
وتشير مصادر “المدن” إلى أن جنبلاط بصدد إيفاد الوزير وائل أبو فاعور إلى تركيا خلال الأيام المقبلة من أجل الإجتماع مع ممثلين عن الدولة التركية، وعدد من الفصائل المعارضة الفاعلة على الأرض بالإضافة إلى الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، من أجل معالجة أي تداعيات أو ذيول لحادثة ادلب، ومن أجل حماية الدروز في مناطقهم لقطع الطريق على أي محاولات اصطياد بالماء العكر.
حلب: المعارضة تروي تفاصيل معركتها مع “داعش“
المعارضة لا تزال تقف موقف المدافع، وفشلت كل محاولاتها لاستعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها مطلع حزيران/يونيو.
لا يكف تنظيم “الدولة الإسلامية” عن تسويق مظلوميته إعلامياً، في كل مرة ينوي بها التمدد والسيطرة على مواقع جديدة، على حساب المعارضة السورية، ليقنع مؤيديه بمشروعية قتاله، أو ربما إقناع مناصريه بالإنضمام إليه. وآخر ما ادعاه التنظيم، كان إتهام المعارضة شمالي حلب، بعرقلة عملياته العسكرية ضد مواقع قوات النظام، في المنطقة الصناعية ومطار كويرس العسكري شرقها، ما دفعه لتغيير بوصلة العمليات القتالية، باتجاه المعارضة التي سيطرت على أربع قرى بالقرب من سد الشهباء، منتصف أيار/مايو، مؤكداً أنها تأتي في إطار “دفع الصائل المعتدي”.
بعد أن أطلق التنظيم عملياته العسكرية على طول جبهات القتال الممتدة على مسافة 50 كيلومتراً، ضد المعارضة، تمكن خلال 48 ساعة، من استعادة السيطرة على القرى التي خسرها، وتقدّم ليسيطر على خمس قرى أخرى باتجاه الغرب، وهي صوران والبل وغزل وأم القرى والوحشية. وهذه المناطق تقع بالقرب من مارع معقل المعارضة شمالي حلب، ولا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، شمالي أعزاز.
وعلى الرغم من إرسال المعارضة تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الشمال لمواجهة التنظيم، إلا أنها لا تزال تقف موقف المدافع، وفشلت كل محاولاتها لاستعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها مطلع حزيران/يونيو. ويعود ذلك إلى أسباب أبرزها؛ غياب التنسيق والتزامن في العمل العسكري؛ حيث تعمل المعارضة على ثلاث جبهات منفصلة عن بعضها، لكل منها غرفة عمليات خاصة، ما سهل على التنظيم عمليات إعادة الانتشار والدعم المتحرك، بحسب الحاجة.
ولا يبدو تنظيم “الدولة الإسلامية” مكتفياً بالفعل بما حققه من مكاسب حتى الآن في ريف حلب الشمالي؛ بل هو يحاول جاهداً الاقتراب أكثر من مدرسة المشاة، عبر حصارها في البدء ومن ثمَ الانقضاض عليها بمن فيها، من مقاتلي المعارضة. وفي سبيل ذلك يسعى للتمدد غرباً، باتجاه بلدة تل قراح ومعمل الإسمنت، انطلاقاً من رأس حربته في بلدتي الوحشية وأم القرى شمالي المشاة.
القائد العسكري لكلية المشاة التابعة لـ”الجبهة الشامية” قسام أبو معاوية، أكد لـ”المدن” بأن أنظار التنظيم تتجه إلى مدرسة المشاة، بعد أن تقدمت في أم القرى والوحشية، وباتت أقرب إلى بلدة فافين الملاصقة للمشاة من جهة الشمال. وإن سيطر التنظيم على فافين، تصبح السيطرة على المشاة، تحصيل حاصل، نظراً لوجود تلة مرتفعة وسط البلدة تُشرف على الكلية.
وأضاف أبو معاوية، بأن التعزيزات العسكرية في كلية المشاة وما حولها، جيدة، حيث تمكنت المعارضة من التصدي لمحاولات تقدم التنظيم، وقتلت عدداً من عناصره ودمرت آليات ثقيلة تابعة له. وأشار أبو معاوية، إلى أن كلية المشاة ذات قيمة رمزية خاصة، بالنسبة للمعارضة، التي بذلت من أجل تحريرها الكثير من التضحيات، ولذلك لا بد من حمايتها والحفاظ عليها من محاولات النظام والتنظيم للسيطرة عليها. فقوات النظام تتمركز إلى جنوبها في المدينة الصناعية، وتنظيم “الدولة” يُقاربها من الشرق والشمال الشرقي.
كما يضغط التنظيم على محوري الشيخ ريح وحوار كليس، بالقرب من الحدود التركية، للوصول إلى معبر باب السلامة، أو على الأقل ليصبح منفذ المعارضة الاستراتيجي بحلب، في مرمى نيرانه. وخاضت “جبهة النصرة” و”أحرار الشام الإسلامية” و”الجبهة الشامية” معارك عنيفة، خلال الأيام القليلة الماضية، ضد التنظيم، الذي فجر سيارة مفخخة في مدخل بلدة الشيخ ريح، وأتبعها باقتحام ليلي باء بالفشل. وتمكنت المعارضة من قتل جميع المهاجمين، وتدمير ثلاث آليات بينها مركبة “هامر” أميركية حصل عليها التنظيم سابقاً، خلال معاركه ضد قوات الحكومة العراقية.
ويستخدم تنظيم “الدولة” في هجماته على مواقع المعارضة الحلبية، معدات ثقيلة حصل عليها مؤخراً من معاركه ضد النظام في تدمر شرقي حمص، كما استقدم أعداداً كبيرة من سيارات الدفع الرباعي أميركية الصنع. كما أن التنظيم يستفيد بشكل كبير من التلال الأثرية المنتشرة في أغلب بلدات ريف حلب الشمالي، والتي ترتفع حوالي 150 متراً تقريباً عن المناطق المحيطة بها. التنظيم يستخدم تلك التلال للتغطية النارية والحفاظ على نقاطه، وكشف قوات المعارضة، ومنع تقدمها.
قائد “جيش المجاهدين” المقدم أبو بكر، قال لـ”المدن” إن أغلب فصائل المعارضة بحلب، أرسلت تعزيزات عسكرية، للتحضير لعمل عسكري ضد تنظيم “الدولة” بريف حلب الشمالي. وأضاف أبو بكر، بأن المعارضة ستضرب التنظيم في محاور أساسية، ولن يتوقف العمل إلى أن يتلاشى خطر التنظيم عن حلب. وأكد بأن المجتمع الدولي ممثلاً بالتحالف الدولي، يتعامل بازدواجية مع التنظيم؛ فعندما “دخل التنظيم عين العرب “كوباني”، تراكض المتحالفون لطرده، وسخّروا لأجل ذلك طاقات عسكرية ضخمة جواً وبراً”. في حين أن تقدم التنظيم بريف حلب الشمالي “يتم على مرآى ومسمع التحالف الدولي، دون أن يحرك ساكناً، لا بل إنه يغض الطرف عن النظام، الذي يدعم التنظيم ويسهل له التقدم من خلال قصف مناطق المعارضة جواً بالبراميل المتفجرة والصواريخ”. وسُجلت أكثر من 100 غارة جوية لطيران النظام، خلال الأيام القليلة الماضية، بنوعيه الحربي والمروحي، استهدفت مناطق المعارضة التي تخوض معارك عنيفة ضد التنظيم.
بدوره، لم يفوت النظام الفرصة الذهبية التي قدمها التنظيم له، وربما لن يقتصر دور النظام على توفير الدعم الجوي، فهو بات يفكر جدياً بالتقدم باتجاه بلدتي نبل والزهراء، من رأس حربته في بلدة باشكوي، في ظل انشغال المعارضة بقتال التنظيم شمالي حلب.
وعليه بات حمل المعارضة ثقيلاً، وأصبح وجودها مهدداً في حلب؛ فلا هي خطت جدياً لمقاتلة التنظيم حتى الآن، ولا بدأت معركتها الحاسمة ضد النظام التي حضر لها على مدى أشهر. وكلما تأخرت المعارضة باتخاذ إجراءات عسكرية جدية، كلما زاد المشهد الحلبي تعقيداً، وزادت مهمتها صعوبة. ومن المرجح أن قادتها لم يدركوا بعد، حجم الأخطار التي تهددهم جميعاً، على اختلاف راياتهم.
المعارضة تقترب من السويداء..وجنبلاط يدعو للمصالحة مع درعا
أعلن “جيش اليرموك”، عن انطلاق معركة “سحق الطغاة” والهادفة لـ”تحرير كل مما يلي: مطار الثعلة العسكري وبلدة الدارة والسرية الرابعة”. ومطار الثعلة وبلدة الدارة تقع في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية. والأمر يثير الكثير من الأسئلة، حول قدرة المهاجمين على تجنب وقوع إصابات بين المدنيين الدروز، ورد فعل القوات الدرزية المسلحة على هذا الهجوم الأول من نوعه ضمن أراضي المحافظة.
والفصائل المشاركة في العملية هي: “جيش اليرموك” و”ألوية الفرقان” و”المهاجرين والأنصار” و”لواء الحق” و”فوج المدفعية والصواريخ” و”فرقة خيالة الزيدي” و”ألوية العمري”. ويأتي ذلك وسط أنباء عن سيطرة المعارضة على حاجز الكوم وقرية سكاكا، بالقرب من قرية الدارة.
وفي السياق، قال رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب اللبناني وليد جنبلاط، إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد “انتهى” بعد سيطرة المعارضة المسلحة على مقر “اللواء 52” في درعا. ورأى جنبلاط، أن “الشعب السوري ينتصر اليوم ويسقط النظام”، وخاطب دروز السويداء، قائلاً: “وحدها المصالحة مع أهل حوران وعقد الراية تحميكم من الأخطار”، موضحا أن “المصالحة مع أهل درعا والجوار هي الحماية والضمانة”. وأضاف: “إنني عند الضرورة أضع نفسي ورفاقي بالتصرف من أجل المصالحة مع أهل حوران والجوار، بعيداً عن أي هدف شخصي”، داعياً من وصفهم بـ”الطفيليات العنترية أو المشبوهة من بعض الأوساط الدرزية في لبنان” إلى عدم العرقلة.
وبالتزامن مع دعوة جنبلاط، طلب النائب اللبناني مروان حماده، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، من “الموحدين” في جبل العرب، التجاوب الفوري مع نداء جنبلاط للمصالحة مع محيطهم والانضمام إلى الثورة، و”نبذ الفكر الأقلوي والتشبث بعروبة رافضة لمشاريع التقسيم والتفتيت، كما رفضها أسلافهم زمن الانتداب الفرنسي، وكانوا أبطال سوريا الوحدة، سوريا قلب العروبة النابض”. وناشد حماده الموحدين الدروز، للتخلص “نهائياً من التضليل والإغراء والظلم والاجرام الأسدي. والانحياز فقط إلى التقاليد التي جعلت منهم على مدى التاريخ سيوف العرب والإسلام وحماة الثغور وأبطال الثورة العربية الكبرى”. وحضّ النائب حماده “أهلنا في جبل العرب على طرد آخر جيوب المخابرات الأسدية التي خرقت النسيج الاجتماعي وألغت التمثيل السياسي وشوّهت الانتماء العسكري وضحّت بآلاف الشباب في أتون جيش الهزيمة؛ جيش الأسد وحزب الله”.
وختم حمادة قائلاً: “أيام الاسد انتهت. كل المراجع، الحليفة أو المناهضة له، تفتش الآن عن بدائل فورية. حان الوقت للانضمام إلى الأحرار والزحف نحو دمشق مع قوى الثورة”.
وكانت المعارضة السورية قد سيطرت، الثلاثاء، على “اللواء 52” أحد أكبر القواعد العسكرية جنوبي سوريا، وأحد “خطوط الدفاع الرئيسية” عن العاصمة دمشق. وتمكنت المعارضة أيضاً من السيطرة على حاجز سكاكا وقرية رخم وبلدة المليحة الغربية المحاذية لبلدة الحراك على أطراف اللواء 52.
وقال قائد “الجيش الأول” العقيد المنشق صابر سفر، لوكالة “سمارت”، الأربعاء، إن قتلى قوات النظام بلغوا مئة قتيل، أثناء معارك السيطرة على اللواء 52 في درعا. وأكد أن معركة السيطرة على اللواء كانت ناجحة، مشيراً إلى مقتل 27 عنصراً من الجيش الحر، 11 منهم أثناء المعركة، فيما قتل 16 بالقصف الجوي لقوات النظام على اللواء. وأوضح قيادي في “الجبهة الجنوبية” أن مقاتلي قوات المعارضة استهدفوا قوات النظام المنسحبة من اللواء قرب قرية الدارة المجاورة لمطار الثعلة العسكري بالسويداء، بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون.
واستهدفت قوات النظام موقع اللواء بأكثر من 10 غارات جوية وبصواريخ أرض–أرض. وقالت وكالة “مسار برس” إن الثوار رصدوا على أجهزة الاتصال اللاسلكي، الأربعاء، تعليمات من قيادة قوات النظام للعناصر، بتركيز ضرباتهم على اللواء.
وشارك في معركة “القصاص للشهداء”، نحو 4 آلاف مقاتل من حوالى 48 فصيلاً مسلحاً بحوران، أبرزها “الجيش الأول” و”الفيلق الأول” و”فرقة عمود حوران” و”ألوية العمري” و”لواء المهاجرين والأنصار” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جند الملاحم”.
وفي السويداء، استولى “مشايخ الكرامة” على السلاح الفردي لقوات النظام المنسحبة من اللواء 52. وكان المشايخ قد منعوا رتلاً عسكرياً مؤللاً قادماً من اللواء 52، من الانسحاب خارج المحافظة، بعد أنباء عن سحب النظام للسلاح الثقيل من السويداء.
من جهة أخرى، سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية”، الأربعاء، على حقل جزل للغاز في ريف حمص الشرقي، بعد معارك مع قوات النظام. وتجددت الاشتباكات، بشكل عنيف، صباح الأربعاء، في محيط حقل جزل وجبل الشاعر ومنطقة حجار، بعد محاولة قوات النظام استعادة السيطرة على جزل. كما فجّر عناصر تنظيم “الدولة”، خط الغاز المغذي لشركة الفرقلس، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة. وكان التنظيم قد سيطر، الثلاثاء، على أطراف المدينة الصناعية في حسياء جنوب شرقي حمص.
وفي الغوطة الشرقية، دعت “جبهة النصرة” صباح الأربعاء، جميع الفصائل المعارضة في ريف دمشق، لتشكيل “جيش الفتح في الغوطة”. وقالت “النصرة” في بيان منشور في صفحات التواصل الإجتماعي: “امتثالاً لأمر الله تعالى بجمع الكلمة والائتلاف وترك الفرقة والاختلاف، وتخفيفا لمعاناة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، ندعو جميع المجاهدين الصادقين وكل الفصائل على أرض الغوطة الشرقية لتشكيل جيش الفتح في الغوطة”. وأضاف البيان أن “جيش الفتح” في الغوطة يجب أن يكون “جيشاً واحداً يجمع الكلمة وتذوب فيه الرايات والعصبيات، وأن تكون غايته هي رضى الله وتحكيم شرعه ودحر أعدائه”. واقترح البيان أن يتقدم هذا الجيش “سرايا الاستشهاديين والانغماسيين”، وأضاف أن “الواجب” في حق مقاتلي المعارضة بريف دمشق أكثر إلزاماً، من بقية المناطق، نظراً لقربهم من رأس النظام في العاصمة وقدرتهم على حسم المعركة هناك.
وسائل إعلام النظام تشنّ هجومًا على الأكراد
معارضون أكراد: الأسد يستهدفنا لزرع الفتنة
بهية مارديني
يقول معارضون سوريون أكراد، إنّ نظام الأسد الذي يكثف هجماته ضدهم مؤخرًا يعمل على زرع فتنة بين مكونات الشعب السوري، وأكدوا أن هجماته تلك تأتي بعد فشله في اقناع العالم بأنه شريك في مكافحة الارهاب.
بهية مارديني: كثف النظام السوري مؤخرًا من الهجوم على الأكراد، وشنّت وسائل اعلامه في تقارير متفرقة هجوماً على حزب الاتحاد الديمقراطي ورئيسه صالح مسلم.
يقول فؤاد عليكو القيادي الكردي وعضو الائتلاف الوطني السوري المعارض إنّ “التباين في المواقف بين النظام السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) أصبح جدياً نظراً لحصول تفاهم بين ب ي د وأميركا في كوباني والتنسيق العسكري بينهما، وهذا ما كان يتابعه النظام وينظر إليه بعين الإرتياح على أمل أن يمتد هذا التفاهم ليشمل النظام أيضًا، ويصبح بذلك جزءًا من التحالف الدولي ضد الإرهاب”.
واعتبر في تصريحاته لـ”إيلاف” أن “أمل النظام خاب في العودة إلى المجتمع الدولي من بوابة المشاركة في محاربة الإرهاب رغم تقديمه من أجل ذلك عروضاً سخية للمجتمع الدولي، وكذلك غض النظر عن التفاهم بين ب ي د والتحالف الدولي”.
وأضاف “ظهر الخلاف بينهما إلى العلن بعد أن طلب النظام من ب ي د مناصرته في هجوم داعش الأخير على الحسكة، وتذرع ب ي د بحجج شتى لرفض ذلك، وهذا ما أثار غضب النظام وخشيته من حصول تفاهم سري بين ب ي د واميركا يدفع بموجبه إلى رفض ب ي د للإستجابة لطلبات النظام، خاصة وأن العلاقة بين ب ي د والنظام باتت محصورة في مدينتي القامشلي والحسكة فقط، كما أن القوة العسكرية لـ ب ي د باتت توازي أو تفوق قوة النظام في هذه المنطقة، إضافة إلى أنّ النظام بات في وضع لايمكنه تعزيز قواته لوجستياً بسبب الإنقطاع الجغرافي بين محافظة الحسكة ومناطق النظام في الداخل السوري بسبب سيطرة داعش على تلك المناطق الفاصلة، ولم يبق للتواصل مع الداخل السوري سوى مطار القامشلي، وهذا غير كافٍ لتقديم الدعم العسكري المطلوب له، كما أن التصادم بين الطرفين قد يستجلب التدخل الأميركي لصالح ب ي د ضد النظام”.
ويتابع القيادي الكردي فؤاد عليكو: “بالتالي لم يبقَ أمام النظام سوى النقد الإعلامي والاستنجاد بحليفته إيران للضغط على ب ك ك، والذي بدوره سوف يضغط على حليفه ب ي د للتجاوب مع مطالب النظام وتلبيتها وعندها يبقى الموقف الأميركي هو الحاسم في ذلك، لأنه لولا طيران التحالف الدولي بزعامة أميركا لكان قوات ب ي د في وضع لا يحسد علية امام هجمات الإرهابيين الشرسة، وفي عدة جبهات متفرقة ومتباعدة”.
من جانبه، يقول الدكتور زارا صالح القيادي الكردي إنه “بعد خسارة النظام في أكثر من موقعة من مناطق نفوذه وانحساره في مناطق الساحل ومركز العاصمة وبعض النقاط الأخرى أي حوالي ثلث سوريا، فإن البحث عن مخارج للأزمة وطرح سيناريوهات جديدة واردة الآن، وقد تكون تسليم جزء من الحسكة لداعش إحداها. ونظراً لاعتماده ورقة الفتنة الطائفية والعرقية، فإن ما يروجه إعلام النظام حول عمليات تطهير عرقي يقوم بها الاتحاد الديمقراطي في المناطق العربية على حد زعمه أظن أنه يدخل في إطار ضرب المكونات بعضها ببعض”.
ويرى صالح من خلال تصريحاته لـ”إيلاف” أن “النظام الذي كان يدير اللعبة جيداً هناك، بات في موقف لا يحسد عليه بعد سقوط العديد من مواقعه. قوات الحماية الشعبية بدورها وعلى لسان ناطقها أكدت بأنها سوف تتحصن في مواقعها وتشارك في مهاجمة داعش إلا إذا تقدمت نحو مناطق سيطرتها. حتى أن مساعي بعض العشائر العربية والكردية فشلت في إقناع قوات الحماية”.
وقال صالح: “إن توقيت هجوم النظام على الاتحاد الديمقراطي يدخل في خانة دغدغة المشاعر بين المكون العربي واتهام ال ب ي د بأنه يسعى لتقسيم سوريا وعميل للغرب ولديه مشروع دولة كردية، هذا الذي لا يعبر عن حقيقة الموقف السياسي لأن مشروع ال ب ي د هو غير قومي ( أمة ديمقراطية)، إذا هناك تهييج لمشاعر العداء بين المكونات السورية وعلى خلفية الأحداث الأخيرة في منطقة الحسكة”.
وعبّر صالح عن اعتقاده بأنّ “هناك سيناريو قادماً من قبل النظام قد تدفع المكونات ثمناً لذلك إذا انجرت خلف إعلام النظام، وقد يكون هناك توزيع جديد لمناطق النفوذ بين القوى العسكرية وكل ما لا نتمناه هو أن لا يتكرر سيناريو كوباني، ولهذا فإن قيادة الاتحاد الديمقراطي عليها قراءة اللوحة جيداً، لأنها قد تختلف هذه المرة وإن العودة للحاضنة الكردية وبقية المكونات التي تؤمن بالشراكة ستكون مخرجاً سليمًا لتفادي كوباني جديدة”.
واختتم بالقول إنّ النظام “”يلعب كافة أوراقه وليس له حليف ثابت، ولا يؤتمن عليه في حرق البلد، ما دام سيحافظ على ديمومته ولو موقتاً”.
الخوجة يبحث بالأردن تشكيل مجلس عسكري سوري جديد
تامر الصمادي-عمان
اختتم رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد الخوجة زيارة غير معلنة إلى العاصمة الأردنية استمرت ثلاثة أيام، عقد خلالها اجتماعات مكثفة مع قيادات الجبهة الجنوبية في سوريا والمدعومة من الأردن، وفق ما أكدت مصادر سورية معارضة للجزيرة نت.
وقالت المصادر التي اشترطت عدم ذكرها لحساسية الموضوع إن “الطابع غير المعلن الذي فرض على الزيارة جاء بناء على رغبة أردنية”. وكان الائتلاف السوري نفى في بيان مساء الأربعاء عقد اجتماعات بالعاصمة الأردنية، لكنه لم ينف وصول الخوجة إلى عمان.
وقالت المصادر إن “الاجتماعات بحثت تشكيل مجلس عسكري جديد يمثل معظم فصائل الجيش الحر لتأسيس جيش وطني يتبع وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، كما بحثت اختيار ممثلين من الفصائل الفاعلة لإشراكهم بالائتلاف، عوضا عن مطالبة الخوجة بفرض سيطرة الحكومة المؤقتة على المناطق الجنوبية المحررة من خلال اعتماد تشكيلات مدنية منبثقة عن الحكومة المؤقتة”.
لكن المصادر نفسها أشارت “إلى أن المجتمعين لم يتوصلوا إلى أي اتفاق على صعيد الملفات التي بُحثت، باستثناء الاتفاق على عقد اجتماعات مماثلة خلال الفترة المقبلة، وربما الشهر المقبل”.
ولفتت “إلى وجود اختلافات جوهرية كبيرة بين القادة العسكريين وقيادة الائتلاف، ولا سيما بعد أن أبدت الأخيرة رغبتها باعتبار أحرار الشام جزءا من الكيانات العسكرية التي تمثلها في جنوب سوريا مستقبلا، وأن تكون أيضا جزءا من المجلس العسكري والجيش الوطني الجديدين”. وأكدت المصادر أن هذه الرغبة “قوبلت برفض شديد من قبل قادة الجبهة الجنوبية”.
وذكرت أن القيادات العسكرية “اشترطت على وفد الائتلاف السوري في أحد الاجتماعات وفي غياب الخوجة الذي كان منشغلا في لقاءات مع مسؤولين أردنيين، الحصول على خمسين مقعدا من مقاعد الائتلاف لقاء مشاركة المنطقة الجنوبية في أي كيان عسكري جديد، لكن أعضاء الوفد وصفوا الشرط المذكور بأنه تعجيزي، دون أن يغلقوا الطريق على تفاهمات أخرى في هذا الخصوص”.
صمت أردني
ولم تعلق الحكومة الأردنية على تلك الاجتماعات، كما لم تؤكد أو تنف ما تسرب عنها. غير أن الاجتماعات نفسها كشفت عن تباين كبير بين الائتلاف المعارض ومطبخ القرار السياسي والأمني في عمان.
وأكدت المصادر أن مطبخ القرار الأردني كان ضد ضم أحرار الشام إلى التشكيلات العسكرية المعترف بها، وأنه يدعم الجبهة الجنوبية للحصول على 50 مقعدا من مقاعد الائتلاف.
لكن مصدرا سياسيا أردنيا قال للجزيرة نت إنه “رغم تباين المواقف، وتحفظ عمان على ارتباطات الكيان السوري المعارض ومواقفه وولاءاته، فإن المملكة ستواصل الاعتراف به باعتباره ممثلا شرعيا”.
وعن سبب احتضان مثل هذه الاجتماعات في الأردن، قال المستشار السياسي لدى صحيفة الغد الأردنية فهد الخيطان للجزيرة نت إن “عمان تريد ضمان أمن حدودها مع دمشق والمناطق السورية المحاذية لتكون في يد قوات سورية معتدلة، تتولى بدورها إبعاد الجماعات الإرهابية عن أراضيها”.
وأضاف أن “عمان تريد ضمان استمرار برنامجها في دعم اللاجئين السوريين داخل أراضيهم دون تمكينهم من الانتقال إلى الأراضي الأردنية”.
وتابع “ما من شك بأن مطبخ القرار الأردني يسعى أيضا إلى مساعدة الائتلاف وغيره من جماعات المعارضة المعتدلة، وتمكينها من الإجماع على آلية عمل واحدة، يمكنها لعب دور حاسم في المرحلة الانتقالية القادمة”.
حسابات المستقبل
من جهته يرى الخبير العسكري مأمون أبو نوار أن الأهم من ذلك “هو أن دمشق باتت الهدف التالي بعد سقوط اللواء الأكبر في الجنوب”، معتبرا أن “العاصمة لن تسقط ما لم يتم العمل على إنجاز تفاهمات سريعة على الأرض خصوصا مع الجبهة الجنوبية”.
وقال أبو نوار للجزيرة نت “يبدو أن الائتلاف يسعى حاليا إلى مزيد من توحيد الجهود وتنظيم العمل العسكري ومأسسته ومحاولة الوصول إلى مجلس عسكري وجيش نظامي يعمل على إطاحة النظام ومنع البلاد من الانزلاق للفوضى”.
وأضاف أن “احتضان الأردن لاجتماعات المعارضة يأتي في سياق الحفاظ على أمنه الوطني وعدم انتقال الفوضى المحتلة إلى أراضيه”. وخلص للقول إن “عمان مضطرة لفعل أي شيء من أجل ضبط حدودها، بما في ذلك تسليح وتدريب قوات سورية، وتنفيذ عمليات استخبارية وغيرها”.
حزب الله وتنظيم الدولة.. التحضير للمعركة الكبرى
علي سعد-بيروت
لم تكن نتيجة الاصطدام الأول بين حزب الله وتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة القلمون بتلك الأهمية رغم خسائر الطرفين، لكن مجرد حصول الاشتباك له وقعه وتأثيره وحساباته في مجريات المقبل من الأيام.
فقبل يومين سُجّل الاشتباك الأول بين حزب الله وتنظيم الدولة الإسلامية، ولم يحصل قبل ذلك أي التحام في المنطقة المتنازع عليها عند الحدود اللبنانية السورية، وتحديدا في منطقة القاع ورأس بعلبك التي تعتبر من الخواصر الرخوة للحزب بسبب حساباتها الطائفية.
وبهذا الاصطدام يكون تنظيم الدولة سجل ثاني ظهور مباشر له على الساحة اللبنانية بعد أن خاص أولى معاركه عليها إلى جانب جبهة النصرة ضد الجيش في محيط عرسال في أغسطس/آب الماضي.
لكن تنظيم الدولة كان منفردا هذه المرة، حيث لم تلتحق جبهة النصرة بالقتال رغم خصومتها مع حزب الله في سوريا.
ويبدو من كلام الطرفين أن اشتباكات القاع ورأس بعلبك لم تكن أكثر من تمرين على معركة كبرى يحضّران لها و”ستكون قاسية من كل النواحي”.
وقالت مصادر في تنظيم الدولة للجزيرة نت إن عناصره بادروا بهجوم غير عادي على مراكز تابعة لحزب الله في المنطقة القريبة من القاع ورأس بعلبك.
ووفق هذه المصادر حشد التنظيم عشرات المهاجمين ليُنفّذوا سلسلة غارات على عدة أهداف في وقت واحد وبشكل مفاجئ في جرود المنطقة الموازية لجرود ميرا.
واعتبرت المصادر أن الهجوم الاستباقي ضد الحزب جاء بعدما رُصد يعزز مواقعه استعدادا لخوض المعركة ضد جنود تنظيم الدولة.
وذكرت المصادر أن مسلحي تنظيم الدولة استهدفوا مراكز الحزب في لحظة واحدة بعدد من الصواريخ المتوسطة، وبواسطة الرشاشات الثقيلة.
وأضافت أن الهجوم انطلق نحو تلة المذبحة الواقعة بين جرود جوسية التي يسيطر عليها الحزب وجرود بلدة القاع من الجهة السورية من سلسلة جبال لبنان الشرقية. كما طال تلال الزويتينة وجب الجراد في جرود رأس بعلبك.
وشددت على أن المعركة التي شهدتها جرود القاع ورأس بعلبك قبل يومين ربما تكون تمهيدا لمعركة كبرى يعتزم التنظيم خوضها في الأيام المقبلة، ويعمل منذ أشهر على التجهيز لها عسكريا ولوجستيا.
وفي موازاة معركة رأس بعلبك، قالت مصادر مقربة من تنظيم الدولة إن عناصره يتقدمون في منطقة القلمون الغربي.
وحسب هذه المصادر، سيطر تنظيم الدولة على خمسة حواجز محيطة ببلدة جوسيه والقاع، في موازاة تقدمه في القلمون الشرقي.
من جهتها، أكدت مصادر مقربة من حزب الله أن تنظيم الدولة هو من بدأ المعركة، رغم أن الحزب يدرك أنه سيخوضها عاجلا أم آجلا “لكن تنظيم الدولة استعجلها وشن هجوما مباغتا”. وأشارت إلى أن سقوط تسعة قتلى في الهجوم سببه الحشد الذي كان يجري العمل عليه في تلك المنطقة.
وأضافت المصادر للجزيرة نت أن مقاتلي الحزب أوقعوا عددا كبيرا من القتلى في صفوف المهاجمين بينهم أكثر من قيادي إضافة إلى إعطاب آليات ومدافع.
لكن هذه الخسائر لا تمثل أهمية في حد ذاتها بالنظر إلى أنها مجرد مقدمة لمعركة حاسمة بين الحزب والتنظيم و”ستكون لها حسابات مختلفة عما دار قبل يومين وانتهى خلال ساعات”.
وقالت المصادر إن المنطقة التي شن عليها تنظيم الدولة هجومه ليست إستراتيجية، وما حصل هو عنصر المباغتة، “لكن حتى لو نجح التنظيم في احتلال تلك النقاط فهذا لم تكن له أي قيمة من الناحية العسكرية”.
ويبدو مستغربا عدم انخراط جبهة النصرة في القتال إلى جانب تنظيم الدولة ضد حزب الله.
وقالت مصادر مقربة من جبهة النصرة للجزيرة نت إن تنظيم الدولة لا يزال يُغلق جرد فليطة على مقاتليها مانعا إياهم من الانسحاب تحت وقع هجوم حزب الله عليهم في القلمون وجرود عرسال.
جنبلاط: الأسد أوصل سوريا للفوضى
اعتبر الزعيم الدرزي اللبناني ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن “سياسة الرئيس السوري بشار الأسد أوصلت سوريا إلى الفوضى”.
وقال جنبلاط -في تغريدات له اليوم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تعليقا على مقتل نحو 20 درزيا في قرية قلب لوزة في جبل السماق في إدلب- إن نقاشا سيجري غدا في الاجتماع الطارئ للمجلس المذهبي حول هذه الأحداث، مشيرا إلى أن “كل كلام آخر تحريضي لن ينفع”.
وكان رئيس حزب التوحيد اللبناني وئام وهّاب قال قبل ذلك إن الدروز في لبنان مستعدون لتشكيل جيش من 200 ألف مقاتل للدفاع عن دروز سوريا، محملا الأسد مسؤولية عدم إمدادهم بالسلاح من أجل الدفاع عن أنفسهم.
وقال وهاب (الموالي للنظام السوري) في مؤتمر صحفي اليوم الخميس “من يقتل الدروز في إدلب سنقتله في لبنان، لن نقبل بيع دم الدروز، خاصة دروز سوريا، ممنوع أن يبقى أحد من عناصر جبهة النصرة في لبنان”.
وشدد وهّاب على أن “ما ينقص دروز سوريا هو السلاح”، وحثّ أهالي السويداء -المحافظة السورية المجاورة لـدرعا وذات الأغلبية الدرزية- بقوله “توجهوا إلى السلاح، فهو وحده يحميكم، لا الكلمات أو البيانات التافهة”، داعيا إلى “مساعدة أهل سوريا بالمال والسلاح والتطوع”.
وأضاف أن السويداء بحاجة إلى السلاح، وأن الدولة السورية تتحمل أي تأخير في ذلك، حسب قوله، ودعا إلى إنشاء ما سماها غرفة عمليات مقاتلة في السويداء و”الاستعداد للمواجهة”، قائلا إنه “إذا استهدفنا في السويداء (يقصد الدروز) فالمواجهة ستشمل كل شيء”.
يُذكر أن فصائل المعارضة السورية المسلحة سيطرت الثلاثاء الماضي على اللواء 52 الإستراتيجي التابع للنظام شرقي درعا، كما أعلنت اليوم الخميس عن اقتحام مطار الثعلة العسكري القريب من محافظة السويداء، مما يجعل المحافظة مكشوفة أمام أي تقدم عسكري للمعارضة، كما سيطرت على مجموعة من القرى المجاورة التي كانت تخضع لسيطرة قوات النظام.
وخلال سنوات الصراع الأخيرة، شهدت العلاقات بين المعارضة في درعا وسكان السويداء من الدروز توترا في أوقات متقطعة خلال الشهور الماضية جراء اتهامات وجهت للدروز بالتعاون مع قوات النظام السوري ضد فصائل المعارضة في المحافظة.
مطار الثعلة العسكري.. تمهيد الطريق لدمشق
عمار خصاونة-درعا
بعد أن سيطرت فصائل الجبهة الجنوبية على اللواء 52، أعلنت مباشرة بدء معركة “سحق الطغاة” للسيطرة على مطار الثعلة العسكري الذي يعتبر من أهم معاقل النظام وآخرها في ريف درعا الشرقي.
ووفقا لقادة عسكريين في المعارضة، فقد تسبب هذا المطار -الواقع جنوب البلاد بين محافظتي درعا والسويداء- بضرر كبير للمدنيين في معظم بلدات ومدن ريف درعا الشرقي، حيث يعتبر من أهم نقاط النظام التي يستهدف منها هذا الريف بمختلف أنواع المدفعية وراجمات الصواريخ.
ويؤكد النقيب المنشق إياد قدور -قائد لواء المهاجرين والأنصار- أنه بسيطرة المعارضة على هذا المطار سيصبح الريف الشرقي لدرعا محررا بشكل كامل، وستصبح درعا بتماس مباشر مع السويداء.
حصار مشدد
ويضيف للجزيرة نت أن فصائل الجيش الحر لم تتلق أي دعم جديد، وإنما هم يقومون بفتح المعارك بمخزونهم من السلاح الذي اغتنموه من تحرير النقاط العسكرية السابقة التابعة للنظام، مشيرا إلى أن انهيار معنويات جنود النظام بعد خسارتهم الفادحة في اللواء 52 هو ما دفع المعارضة للتوجه نحو المطار.
من جانبه، تحدث المقدم المنشق نجم أبو المجد -قائد عمليات الفيلق الأول- عن وضع المطار، وأوضح أنه خارج الخدمة الجوية حاليا، وتتمركز فيه وحدات من الفرقة الخامسة والفرقة الخامسة عشرة التابعة للنظام، وباقي فلول اللواء 52.
وأضاف أنه بالسيطرة على هذا المطار سيتخلص الجيش الحر من آخر معاقل النظام في ريف درعا الشرقي، وسيتمكن حينها من نقل عملياته لقطاع إزرع أكبر وأضخم معاقل النظام قبل دمشق.
ويوضح أبو المجد أن عناصر الجيش الحر قد فرضوا حصارا شبه كامل على المطار، وختم حديثه بقوله “إن دعم الدول للجيش الحر لا يزال على حاله وهو غير كاف”، مؤكدا استمرار القتال “حتى تخليص الشعب السوري من نظام الأسد الظالم”.
السرية الرابعة
أما الناشط أبو عروة الرفاعي -وهو من أبناء بلدة أم ولد المطلة على المطار- فيذكر أن “السرية الرابعة” التي تقع في نهاية المطار وتطل على الطرق الواصلة بين عدة بلدات في المنطقة، كانت منطلقا للكثير من عمليات جيش النظام ضد المدنيين، مما أسفر عن عشرات الضحايا.
وقال للجزيرة نت إن المطار يعتبر قاعدة عسكرية للنظام، كان يحاول من خلالها التسلل واقتحام البلدات، وتابع أن قوات النظام كانت تستهدف الطريق بين البلدات القريبة من المطار بالمدفعية، “وكان يجب على من يريد قطع هذا الطريق أن يقود سيارته بالسرعة القصوى تجنبا للإصابة”.
ويعد مطار الثعلة من أكبر المطارات العسكرية في جنوب سوريا، ويضم المطار 16 عنبرا إسمنتيا، ويفترض أن ترابط به طائرات من طراز ميغ 21 وميغ 23، وله مدرجان رئيسيان بطول ثلاثة كيلومترات، ويضم رادارات قصيرة التردد.
المعارضة تتراجع بمطار الثعلة في السويداء عقب اقتحامه
تراجعت قوات المعارضة السورية المسلحة من عدد من المواقع التي سيطرت عليها في مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء (جنوب)، فيما واصل مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية في الرقة شمالي البلاد تقدمهم في اتجاه مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا.
وقال مراسل الجزيرة في درعا (جنوب) إن قوات المعارضة السورية المسلحة تراجعت في المطار بعد أن شنت هجوما واسع النطاق وتمكنت من التقدم إلى نقاط عسكرية داخل المطار.
وأوضح المراسل أن كثافة القصف من جانب قوات النظام أجبرت مقاتلي المعارضة على التراجع إلى خارج أسوار المطار.
وقال القيادي بالفيلق الأول المقدم نجم أبو نجم للجزيرة إن مسلحي المعارضة يشنون معارك كر وفر في المطار الذي يصرون على فرض سيطرتهم عليه بالنظر إلى موقعه الإستراتيجي.
وأوضح أن المعارك الدائرة منذ أمس في محيط المطار أسفرت عن تدمير قوات المعارضة لدبابتين ومدفعين مضادين للطائرات وألحقوا أضرارا بالباب لرئيسي للمطار وبعدد من التحصينات.
في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن جيش النظام أحبط محاولات تسلل لمن سمتهم “الإرهابيين” إلى مطار الثعلة، وأوقع بينهم مئة قتيل على الأقل.
ويعد مطار الثعلة من أكبر المطارات العسكرية في جنوب سوريا، وكانت طائرات النظام تنطلق منه لقصف المدنيين في ريف درعا الشرقي. ويضم المطار 16 عنبرا إسمنتيا، وطائرات من طراز ميغ 21 وميغ 23، وله مدرجان رئيسيان بطول ثلاثة كيلومترات، ويضم رادارات قصيرة التردد.
من جانب آخر، قال مراسل الجزيرة في سوريا إن قوات المعارضة السورية أسقطت طائرة حربية تابعة لقوات النظام قرب كتيبة الرادار بين بلدتي ناحتة وبصر الحرير في ريف درعا الشرقي.
وأضاف أن الطائرة سقطت بعد أن أصابتها المضادات الأرضية، وأن طاقمها قُتل ما عدا فردا واحدا لجأ إلى كتيبة الرادار.
وفي الرقة (شمال) معقل تنظيم الدولة الإسلامية، واصل مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية تقدمهم في اتجاه مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، مدعومين من طيران التحالف الدولي الذي نفذ غارات عدة استهدفت مواقع مسلحي التنظيم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “الوحدات الكردية مدعومة من فصائل مقاتلة (عربية) تمكنت من اقتحام بلدة سلوك والسيطرة على القسم الشرقي من البلدة الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الرقة”.
وبات الأكراد على بعد نحو عشرين كيلومترا شرق معبر تل أبيض الحدودي الخاضع لسيطرة مسلحي تنظيم الدولة والمغلق من الجانب التركي.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الاشتباكات الدائرة بين الطرفين تسببت بنزوح أكثر من 6600 شخص منذ الأربعاء إلى تركيا.
النظام السوري يشن 45 غارة بمحيط مطار الثعلة بالسويداء
دبي – بطرس موسى
عد سيطرة الفصائل الجنوبية للمعارضة السورية على معظم أجزاء مطار الثعلة العسكري، بوابة مواقع النظام في ريف السويداء، شنت طائرات النظام 45 غارة جوية على محيط المطار خلال يوم واحد، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة وسط معلومات تفيد باستقدام النظام تعزيزات عسكرية الى المنطقة.
حملة قصف عنيفة شنها النظام بالبراميل المتفجرة على مناطق في مدينة السويداء وريفها، كما شن النظام أيضاً حملة قصف على محيط اللواء 52 وبلدات الحراك والمسيفرة والكرك الشرقي في ريف درعا.
إلى ذلك نفذت قوات النظام حملة مداهمات لمنازل مواطنين في حي المنصورة بمدينة السويداء واعتقلت ثلاثة أشخاص على الأقل واقتادتهم إلى جهة مجهولة بحسب نشطاء في المنطقة.
رد فعل النظام على التقدم النوعي للمعارضة في أرياف السويداء دفع قيادة الجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر ورجال الدين الدروز في السويداء للإعراب عن إدانتهم لمحاولات النظام الآثمة لزرع الفتنة الطائفية بين أطياف المجتمع السوري.
الجبهة الجنوبية للجيش الحر أكدت أن القصف العنيف هو جزء من لعبة النظام لتخويف أبناء السويداء ولعزلهم عن محيطهم الحيوي في الجنوب السوري، كما أكد الحر على مواجهة تنظيم “داعش” وأدان المجزرة التي قام بها قيادي من جبهة النصرة ضد دروز إدلب.
شيوخ السويداء يطالبون بالقبض على مسؤول مخابرات النظام
دبي – قناة العربية
في خطوة جديدة أصدر شيوخ من السويداء بياناً عاجلاً بناء على الأحداث الأخيرة التي تشهدها السويداء طالب باعتقال رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، وفيق ناصر، ومحاسبته على مخططات الفتنة التي كان ومازال يقوم بها و يعمل على تأجيجها، وفقاً للبيان.
هذا وتوافق كل من قيادة الجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر ورجال الدين الدروز في السويداء على اتهام النظام السوري بقصف المدينة بهدف زرع الفتنة بين محافظتي درعا والسويداء، بحسب بيانين منفصلين.
بيان قيادة الحر في المنطقة الجنوبية توجه إلى دروز سوريا معلناً إدانته عمليات قصف مدينة السويداء.
الحر أكد علاقات الأخوة مع أهالي السويداء، والوقوف معهم لمواجهة جميع المخاطر، كما أكد الحر على مواجهة تنظيم “داعش”، وأدان المجزرة التي قام بها قيادي من جبهة النصرة ضد دروز إدلب.
13500 لاجئ يعبرون لتركيا هربا من النزاع في سوريا
أنقرة – فرانس برس
واصل النازحون الفارون من المعارك العنيفة بين القوات الكردية وإرهابيي داعش في شمال سوريا الخميس التدفق على تركيا التي أعلنت نيتها إغلاق حدودها في وجههم بشكل مؤقت.
وصرح مصدر رسمي تركي لفرانس برس “منذ الأمس (الأربعاء) استقبلنا أكثر من 6600 شخص يضافون إلى حوالي 7000 نازح سبق أن دخلوا في الأسبوع الفائت”.
وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش مساء الأربعاء أن بلاده ستواجه هذا التوافد الجديد بإغلاق حدودها في بعض المناطق بصورة مؤقتة.
وصرح بعد زيارة إلى معبر اقجه قلعة التركي (تل ابيض بالعربية – جنوب شرق) أن “تركيا لن تجيز دخول المزيد من الأفراد من سوريا إلى أراضيها، باستثناء الحالات الإنسانية”، على ما نقلت وسائل الإعلام المحلية.
وأفاد مصدر رسمي تركي أن هذا القرار لا يشكل مراجعة لسياسة “الباب المفتوح” التي تبنتها أنقرة حيال النازحين السوريين. وأوضح المصدر أن “هذه القيود التي أعلنتها السلطات مؤقتة ومحددة”.
من جهة أخرى ندد كورتولموش بحدة بالدول الأوروبية التي اتهمها بالتقاعس في استقبال اللاجئين السوريين. وقال إن “الذين يستنفرون عند وصول 4 لاجئين أو 5 إلى أبوابهم يواصلون الاكتفاء بالتفرج على الجهود التي تبذلها تركيا”.
وباتت تركيا التي قطعت علاقاتها مع نظام بشار الأسد، بلد اللجوء الأساسي للنازحين السوريين الفارين من الحرب، حيث بات عددهم فيها أكثر من 1,8 مليون.
وأعلنت الحكومة التركية المحافظة مؤخرا عن إنفاق أكثر من 5,5 مليار دولار كلفة إيوائهم فيما تندد دوريا بضعف تضامن الغرب.
كما تشكل تركيا بلد عبور لآلاف النازحين الذين يحاولون الوصول بصورة غير شرعية إلى اليونان أو ايطاليا المجاورتين عبر بحر ايجه أو المتوسط.
الجيش السوري يستعيد أجزاء من مطار الثعلة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، إن الجيش السوري ومقاتلين متحالفين معه طردوا مقاتلي المعارضة المسلحة من أجزاء من مطار الثعلة العسكري في محافظة السويداء بجنوب البلاد.
وذكر المرصد الذي يراقب مجريات الصراع من مقره في بريطانيا إن المسلحين غادروا أجزاء من قاعدة الثعلة الجوية التي استولوا عليها يوم الأربعاء.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن مقاتلي المعارضة يتراجعون.
وأضاف أن الغارات المكثفة للجيش السوري والتعزيزات التي وصلت من السويداء ساعدت في وقف تقدم مقاتلي المعارضة.
سوريا: مطار الثعلة على وشك السقوط.. إسرائيل قلقة على مصير الدروز ودعوات بلبنان لقيام “جيش درزي“
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — اشتعل الوقف العسكري والسياسي والطائفي في جنوب سوريا مع تقدم المعارضة السورية المسلحة باتجاه محافظة السويداء التي تقطنها غالبية من الدروز عبر سيطرتها على أجزاء من مطار الثعلة العسكري السوري، واحد من المعاقل الأخيرة للنظام بالمنطقة، وأعلنت إسرائيل “قلقها” على مصير الدروز، بينما برزت دعوات في لبنان لتسليحهم والقتال إلى جانب النظام.
فقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو هيئة معارضة مقرها لندن، أن الاشتباكات مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف آخر، في محيط مطار الثعلة العسكري عند الأطراف الغربية للسويداء، المحافظة التي تقطنها غالبية من الدروز، والمحاذية لمحافظة درعا.
وأشار المرصد إلى تقدم للمقاتلين وسيطرتهم على أجزاء من المطار، بعد سيطرتهم على قرية سكاكا القريبة منها وعلى مناطق في محيط المطار، متوقعة أنه في حال استمر سير العمليات بالوتيرة هذه، فإن المقاتلين قد يتمكنون من السيطرة في أي لحظة على المطار والذي يعد الخاصرة الغربية لمدينة السويداء، بعد سيطرة المقاتلين على اللواء 52.
الوضع في مطار الثعلة واقتراب المعارضة السورية من محافظة السويداء كان له أصداء واسعة في دول الجوار، ففي إسرائيل، اجتمع الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، مع رئيس هيئات الأركان المشتركة للقوات الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسي، وقال عقب اللقاء إن إسرائيل “تتابع عن كثب تطورات الاحداث في المنطقة مشيرا الى ان نحو خمسمئة ألف درزي لهم أقارب في اسرائيل يتعرضون للتهديد في سوريا. ”
أما في لبنان، حيث سبق للزعيم الأبرز للدروز، وليد جنبلاط، أن دعا الدروز في سوريا إلى المصالحة مع أهل الجوار والوقوف ضد النظام، فبرزت دعوة من القيادي الدرزي الموالي للنظام السوري وحزب الله، وئام وهاب، الذي عقد مؤتمرا صحفيا قال فيه: “سقوط السويداء يعني سقوطنا جميعا وهذا أمر لن نقبل به وسنقاتل قتال التوحيديين المؤمنين من المناطق اللبنانية كافة”.
ودعا وهاب الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى تزويد أهل السويداء بالسلاح قائلا: “نريد القتال الى جانب الدولة والجيش لحماية أنفسنا.. السويداء بحاجة لعشرات الدبابات وللصواريخ ولسنا بحاجة لأحد لأن يقاتل عنا”، داعيا الى انشاء جيش في السويداء ووحدات مقاتلة”، كما دعا “الجميع للتطوع من لبنان وغير لبنان لحمل السلاح.”
سوريا.. سقوط مقاتلة لجيش النظام بالسويداء وتضارب حول سيطرة فصائل إسلامية على مطار “الثعلة“
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- أكدت مصادر في المعارضة السورية الخميس، سقوط طائرة قتالية تابعة للجيش النظامي، في محافظة “السويداء”، جنوب شرقي سوريا، في وقت تضاربت فيه التقارير حول سيطرة فصائل إسلامية على مطار “الثعلة” العسكري بالمحافظة.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن الطائرة سقطت بالقرب من منطقة “نجران”، بالريف الغربي للسويداء، فيما تضاربت المعلومات حول ما إذا كانت الطائرة قد سقطت نتيجة عطل فني، أم نتيجة استهدافها من قبل مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة، التي تخوض معارك عنيفة ضد قوات النظام.
وأشار المرصد الحقوقي، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، إلى أن مصير طاقم الطائرة “لا يزال مجهولاً حتى اللحظة”، وتشهد المنطقة اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف آخر، في محاولة من المقاتلين للسيطرة على مطار “الثعلة” العسكري.
وفيما ذكرت تقارير إعلامية، لم يمكن لـCNN التأكد من مصداقيتها بصورة مستقلة، أن مسلحي الفصائل الإسلامية والمقاتلة تمكنت من السيطرة على المطار العسكري، نفت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” تلك التقارير، على لسان مراسلها في السويداء.
كما أشار التلفزيون الرسمي إلى أن عناصر “إرهابية” استهدفت الأحياء السكنية في مدينة السويداء صباح الخميس، بعدد من القذائف الصاروخية، مما أسفر عن سقوط جريحين على الأقل، إحداهما شابة في الـ14 من عمرها، كما تسبب في أضرار مادية بعدد من المنازل والمحال التجارية.
مصادر: سقوط أكبر مطار عسكري جنوب سورية قاب قوسين أو أدنى
روما (11 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّدت مصادر من الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر أن كتائب الثوار بدأت اقتحام قاعدة ومطار الثعلة العسكري جنوب سورية على التخوم الشرقية لمحافظة درعا، ورجّحت أن يسقط خلال الساعات المقبلة بيد الثوار على الرغم من محاولة النظام إرسال تعزيزات له من محافظة السويداء
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بعد اشتباكات عنيفة في محيط مطار الثعلة العسكري عند الأطراف الغربية للسويداء والمحاذية لمحافظة درعا تقدّم المقاتلون وسيطروا على أجزاء من المطار والقاعدة الجوية”، مشيراً إلى أن السيطرة الكاملة على المطار “لم تُحسم نهائياً بعد، وسيتمكن المقاتلون بالتأكيد من السيطرة عليه خلال ساعات على الرغم من محاولة النظام إرسال تعزيزات عسكرية للمطار من جهة السويداء، وسقوطه قاب قوسين أو أدنى وينتظر أمر الحسم من قيادة العمليات في الجبهة الجنوبية” وفق قوله
وأشار إلى أن الثوار “تريّثوا في اقتحام القاعدة الجوية ليفسحوا المجال لأبناء محافظة السويداء للخروح من القاعدة بعد اتفاق مع مشايخ الطائفة”، وأضاف “لقد فتح الثوار ثغرة في أطراف القاعدة الجوية من أجل انسحاب أبناء الجبل، ولم يستهدفون أي شخص منهم يريد الانسحاب، حقناً لدماء الجيران وتأكيداً من الثوار بأن المستهدف النظام وليس أبناء الجبل، لكن سيكون هناك مراقبة لمن سيخرج بالتعاون مع شخصيات من السويداء، حتى لا يهرب من لا يستحق الإفراج عنه” على حد تعبيره
وأضاف أن “الاشتباكات ما تزال مستمرة حتى اللحظة بين قوات النظام والمقاتلين في الجبهة الجنوبية بكتائبها العديدة، واستطاع المهاجمون تأمين تشويش على الاتصالات اللاسلكية للنظام في المطار، وهناك خطة مدروسة يسير عليها الثوار بدقة وانضباط” على حد تعبيره
وأضاف “في الغالب لن نجد الكثير من الطائرات في المطار، فالنظام سحب كثير منها عند اقتراب الثوار من محيطه، لكننا بالتأكيد سنوقف واحداً من أهم المطارات التي كانت تنطلق منها المروحيات والطائرات الحربية للنظام لتقصف المدنيين في كل حوران، كما سنوقف قاعدة جوية استراتيجية مهمتها دعم قوات النظام في المنطقة وتأمين غطاء جوي لها” وفق ذكره
والمطار المعني يقع في أطراف محافظة السويداء، وقريب من اللواء52 الذي سيطر عليه ثوار الجنوب قبل يومين، ويعتبر من أكبر الألوية في الجيش السوري، وكانت تستخدمه مروحيات النظام نقطة انطلاق لقصف القرى والبلدات في محافظة درعا وريفها، وبسيطرة الثوار على المطار يكون القسم الشرقي من محافظة درعا قد وقع بالكامل تحت سيطرة الكتائب الثورية المعارضة، وسط أنباء عن بدء النظام تفريغ مدينة درعا من القوات العسكرية ومن أهالي الضباط والمقاتلين، وسحب أسلحة ثقيلة، باتجاه مدينة إزرع التي تقع شمال درعا باتجاه العاصمة دمشق
وللمطار مدرجان رئيسيان بطول 3كم، ويضم دفاعات جوية ورادارات قصيرة التردد، ويضم مستودعات أسلحة وكتيبة لوجستية، ويعتبر أكبر مطار عسكري في جنوب سورية