أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 14 أذار 2014

دمشق تستبعد المعارضين حكماً من الانتخابات… والابراهيمي يحذر

 الامم المتحدة – أ ف ب

حذر المبعوث الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي من اجراء انتخابات رئاسية في سورية، فيما أقر مجلس الشعب السوري قانون انتخابات عامة جديداً يستبعد حكماً رموز المعارضة.

ورأى الابراهيمي ان حصول هذه الانتخابات المقرر اجراؤها في ايار (مايو) او حزيران (يونيو) المقبلين، غير ان دمشق لم تعلن عن موعدها رسمياً بعد، سينسف مفاوضات السلام الرامية الى وضع حد لثلاث سنوات من النزاع في البلد.

وقال الابراهيمي انه “اذا جرت انتخابات، اعتقد ان المعارضة، كل المعارضة، لن تعود مهتمة على الارجح بالتفاوض مع الحكومة”.

ولم يعلن الرئيس السوري بشار الاسد حتى اليوم، إن كان سيترشح لولاية جديدة مدتها سبع سنوات، لكنه لم يستبعد ذلك.

وبحسب ديبلوماسيين حضروا الجلسة المغلقة التي اطلع الابراهيمي خلالها مجلس الامن على نتائج مهمته، فإن الموفد الدولي “يشكك في ان تتيح اعادة انتخاب الرئيس الاسد لولاية جديدة من سبعة اعوام، وضع حد لمعاناة الشعب السوري”، مضيفاً ان الحكومة السورية “اكدت رغبتها في بحث كل المشاكل لكنها اعطت الانطباع الواضح انها تقوم بمناورات تسويفية”.

وقال السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري رداً على سؤال حول الانتخابات الرئاسية ان “هذه مسألة تتعلق بسيادة سورية ولا يمكن ان يقررها احد سوى الشعب السوري”.

وأقر مجلس الشعب السوري امس البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها بعد اقل من اربعة اشهر، والواردة ضمن مشروع قانون للانتخابات العامة، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا)، قبل اقل من اربعة اشهر من موعدها المقرر.

وعلى رغم ان هذه البنود تتيح نظرياً، وللمرة الاولى منذ عقود، اجراء انتخابات تعددية، عملاً بدستور جديد اقر عام 2012 في خضم النزاع، إلا انها تغلق الباب عملياً على ترشح معارضين مقيمين في الخارج، اذ تشترط ان يكون المرشح اقام في سورية مدة متواصلة خلال السنوات العشر الماضية.

ويشكل رحيل الاسد المطلب الرئيسي للمعارضة السورية والدول الداعمة لها. ولم يعلن الرئيس السوري ترشحه رسميا بعد الى الانتخابات، الا انه قال لوكالة فرانس برس في كانون الثاني (يناير) الماضي ان فرص قيامه بذلك “كبيرة”.

وحددت مهلة الدعوة الى اجراء الانتخابات خلال الفترة بين 60 و90 يوما قبل انتهاء ولاية الرئيس بشار الاسد في 17 تموز (يوليو) المقبل. وبحسب البنود المقررة، “يشترط في المرشح الى منصب رئيس الجمهورية أن يكون متمما الاربعين عاما من عمره ومتمتعا بالجنسية العربية السورية بالولادة من ابوين متمتعين بالجنسية العربية السورية بالولادة، وان يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية والا يكون متزوجاً من غير سورية”.

كما يفترض به ان يكون “مقيماً في الجمهورية العربية السورية مدة لا تقل عن عشر سنوات اقامة دائمة متصلة عند تقديم طلب الترشيح، والا يحمل أي جنسية أخرى غير جنسية الجمهورية العربية السورية”.

واندلعت في سورية منتصف آذار (مارس) 2011، احتجاجات ضد النظام، تحولت بعد اشهر الى نزاع دام ادى الى مقتل اكثر من 140 الف شخص وتهجير الملايين.

وتسلم الرئيس الاسد الحكم في 17 تموز (يوليو) 2000 بعد وفاة والده الرئيس حافظ الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. واعيد انتخابه في العام 2007 لولاية ثانية من سبع سنوات. وانتهج سياسة انفتاح لفترة قصيرة قبل ان ينغلق نظامه من جديد الى حين اندلاع حركة احتجاجية في اذار (مارس) 2011 قمعها النظام بعنف وتحولت تدريجيا الى نزاع دام.

ولم تشهد سورية منذ وصول الرئيس حافظ الاسد الى الحكم، انتخابات رئاسية تعددية، بل كان يقام في نهاية كل ولاية، استفتاء حول التجديد للرئيس. الا ان الدستور الجديد الذي اقر في العام 2012، ألغى المادة الثامنة التي كانت تنص على ان حزب البعث هو “قائد الدولة”. وستكون الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في العام 2014، الاولى في ظل الدستور الجديد.

واشار مدع عام دولي سابق في الامم المتحدة ديفيد كراين مساء الخميس في باريس الى معسكر “اوشفيتز” في معرض حديثه عن سورية.

وفي ختام جلسة الاحاطة قالت الرئيسة الدورية لمجلس الامن الدولي سفيرة لوكسمبورغ سيلفي لوكاس ان المجلس لم يتمكن من الاتفاق على بيان مشترك. ومجلس الامن منقسم بشدة حول الملف السوري بين الغربيين الداعمين للمعارضة وروسيا الداعمة للاسد.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان التوتر بين روسيا والولايات المتحدة في شأن اوكرانيا قد يعيق التعاون بين البلدين في سورية، ولا سيما في مسالة تفكيك ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية.

وعلى صعيد آخر، افادت الامم المتحدة ان عدد السوريين الذين اضطروا الى الفرار من منازلهم بسبب النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات في بلدهم تسعة ملايين شخص، ما يجعلهم كبر مجموعة من النازحين في العالم.

وقال رئيس المفوضية العليا للاجئين انتونيو غوتيريس: “من غير المقبول ان تحصل كارثة انسانية بهذا الحجم امام اعيننا من دون اي مؤشر الى مطلق تقدم من اجل وقف حمام الدم”.

وهناك حاليا اكثر من 2,5 ملايين سوري مسجلون او ينتظرون تسجيلهم على قوائم اللاجئين في الدول المجاورة، ومن المتوقع ان يتجاوز هذا العدد قريباً عدد اللاجئين الافغان كأكبر مجموعة من اللاجئين في العالم. وفرّ اكثر من 6,5 ملايين شخص من منازلهم ويعيشون اليوم نازحين داخل سورية.

الإبراهيمي يتهم النظام بـ «التسويف»

لندن، نيويورك – «الحياة»

اتهم المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي النظامَ السوري باللجوء إلى «مناورات تسويفية» لتأخير مفاوضات السلام مع المعارضة السورية. وقال الإبراهيمي بعد جلسة لمجلس الأمن أمس، إن «هناك عدداً من الأنشطة التي تدل على تحضير» الحكومة السورية لإجراء الانتخابات الرئاسية «لكن ليس هناك إعلان رسمي بذلك حتى الآن». ورداً على سؤال عما إن كان أبلغ المجلس أن الانتخابات الرئاسية ستؤدي إلى انهيار مفاوضات جنيف، أجاب: «ما قلته لمجلس الأمن، أن الانتخابات في حال إجرائها لن تشارك المعارضة كلها فيها». وأشار إلى أن المفاوضات حول مسألتي العنف والإرهاب وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية يجب أن تتم بشكل متواز. (للمزيد)

وعما إن كان طلب من روسيا العمل على إرجاء الانتخابات الرئاسية السورية، قال: «تحدثت هنا إلى مجلس الأمن بكل أعضائه، وروسيا واحدة منهم، وما فعلته هو أنني أردت جذب انتباه مجلس الأمن لما يجري، ويعود إلى المجلس أن يحدد ما يفعل». وأشار إلى أن مجلس الأمن يبحث إمكان إصدار بيان في ضوء مناقشاته حول سورية.

وعلمت «الحياة» أن الإبراهيمي سيغادر نيويورك إلى إيران، التي يصلها غداً السبت بعد مشاركته في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة. وعطلت روسيا مشروع بيان اقترحته فرنسا ينص على «دعم مجلس الأمن الكامل لمقاربة الإبراهيمي المتمثلة بإجراء مفاوضات متوازية حول مسألتي «العنف والإرهاب» و «تشكيل هيئة الحكم الانتقالية»». وطرحت روسيا مشروع بيان مضاداً لا يتضمن هذه الفقرة ويكتفي بتأكيد دعم المجلس للإبراهيمي واستئناف المفاوضات في جنيف.

ونقل ديبلوماسيون عن الإبراهيمي في جلسة المجلس، أن «إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية سينهي العملية الانتقالية. ومن الواضح أن الحكومة تعد لإجراء الانتخابات»، وأبدى «شكوكاً في أن انتخاب بشار الأسد لفترة رئاسية أخرى سينهي معاناة الشعب السوري». وتحدث الإبراهيمي لنحو ٢٠ دقيقة في المجلس، واستعرض «معاناة السوريين الإنسانية والظروف التي يعانيها اللاجئون في الدول المجاورة»، وقال -وفق ديبلوماسيين شاركوا في الجلسة- إن «الحكومة السورية أصرت على مناقشة مسألة الإرهاب أولاً قبل الانتقال إلى بحث تشكيل هيئة الحكم الانتقالية، في وقت قبلت المعارضة بمناقشة المسألتين بالتوازي». وأضاف أن «محادثات جنيف لا تتقدم، والحكومة السورية أوجدت انطباعاً قوياً بأنها تستخدم تكتيكات تأخيرية»، وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «ملتزم دعم مفاوضات جنيف، لكن على الأطراف السوريين أن يكونوا في وضع تفاوضي أفضل».

وكانت روسيا رفضت فقرة في مشروع البيان الفرنسي تشير الى «دعم إجراء انتخابات في سورية تنظم في إطار مسار محادثات جنيف»، وفقرةً نصت على «ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن ٢١٣٩ بالكامل»، وهو القرار المتعلق بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة.

وجاء في مشروع البيان المضاد الذي اقترحته روسيا، أن المجلس «يؤكد الدعم الكامل للممثل الخاص الى سورية ويقدر جهوده»، إضافة إلى «دعم استئناف محادثات جنيف على أساس الانخراط الفعلي من كل الأطراف لتطبيق بيان جنيف١».

وعلى غرار النص المقترح من فرنسا، أشار المقترح الروسي إلى أن مجلس الأمن «يدعم بالكامل أجندة النقاط الأربع التي أعدها الإبراهيمي والمتفق عليها بين طرفي المفاوضات، أي الحكومة والمعارضة، لاستئناف المفاوضات» وهي: العنف والإرهاب وهيئة الحكم الانتقالية، والمؤسسات الوطنية، والمصالحة الوطنية والحوار الوطني، كما نص على أن مجلس الأمن «يجدد طلبه بأن يعمل كل الأطراف نحو التطبيق الشامل لبيان جنيف١، بما يؤدي الى انتقال سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري ويمكّنه من تحديد مستقبله باستقلالية وديموقراطية».

وعلمت «الحياة» أن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا وجّه رسالة الى رئيسة مجلس الأمن سفيرة لوكسمبورغ سيلفي لوكاس، قال فيها إن «مفاوضات جنيف ستفقد سبب عقدها في حال واصل الأسد خطته لإجراء انتخابات رئاسية وترشيح نفسه لها».

وأضاف: «إن حدث ذلك فإنه يعني أن لا رغبة لنظام الأسد أو أنه ليس جدياً في شأن الاتفاق على الانتقال السياسي المنصوص عليه في بيان جنيف١». وشدد الجربا على أن إجراء الانتخابات عملاً بخطة الأسد «سيؤدي الى انهيار كل العملية السياسية وستدخل سورية في عنف دموي من دون نهاية».

المدعي العام الدولي السابق يشير الى معسكر “اوشفيتز” خلال حديثه عن سورية

 باريس – أ ف ب

اشار المدعي العام الدولي السابق في الامم المتحدة ديفيد كراني خلال مؤتمر صحافي في باريس الى معسكر “اوشفيتز” خلال حديثه عن سورية و”الجرائم ضد الانسانية” التي ترتكب فيها.

واعتبر كراني الذي كان دوره اساسيا في وضع تقرير، أخيراً، مع اثنين آخرين من المدعين العامين الدوليين، موثقاً بعدة صور ويتهم النظام السوري بالتعذيب على نطاق واسع، ان سورية “مثال تقليدي” لبلد ارتكبت فيه “جرائم ضد الانسانية”.

وقال خلال مؤتمر صحافي في معهد العالم العربي في باريس “مع خبراء خصوصاً من الاطباء الشرعيين وتقنيين متخصصين في هذا النوع من الاعمال، تفحصنا ستة آلاف صورة، وصدقوني فعلاً هي صور مرعبة”، مضيفاً: “اقتنعنا بان 11 الف شخص تعرضوا للتعذيب والتجويع حتى الموت ثم اعدموا في مراكز واماكن اعتقال تابعة للنظام في شكل لم نلحظه منذ اوشفيتز”.

وكان يرافقه معارضان سوريان هما عماد الدين رشيد وحسن شلبي اللذان سربا العام الماضي صوراً حصلا عليها من مصور يعمل لحساب الشرطة العسكرية السورية. وانشق الاخير وحمل معه ملفاً كبيراً من الصور حول عمليات التعذيب التي ترتكب في سورية.

ونشر التقرير والصور في كانون الثاني (يناير) 2014، وكان في حوزة المصور “سيزار” شريحة الكترونية تتضمن نحو 55 الف صوة لـ11 الف سجين قضوا في السجن بين 2011 و2013.

وكان المدعي العام ديزموند دي سيلفا وهو احد المدعين الثلاثة الذين وضعوا التقرير قد اعلن في كانون الثاني (يناير) الماضي، لـ”بي بي سي” ان الصور “تشهد على القتل المنظم للمعتقلين بواسطة الجوع والتعذيب. ونرى في الصور سجناء انتزعت عيونهم وآخرين يتعرضون للضرب في شكل وحشي وجثثا مشوهة، انها صور مرعبة”.

وللمرة الاولى، تم عرض عدد كبير من هذه الصور المروعة مساء امس، امام جمهور كبير في صالة المؤتمر في معهد العالم العربي، بحضور رئيس المعهد جاك لانغ وبسمة قضماني، الناطقة السابقة باسم المجلس الوطني السوري، فيما دحضت دمشق التقرير ووصفته بانه “مسيس”.

كيري: موقف الأسد تحسّن عمّا كان عليه

واشنطن – الأناضول

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم، إن الرئيس السوري بشار الأسد “يملك اليد الطولي” في الصراع العسكري المستمر منذ ثلاث سنوات في سورية.

وتابع كيري خلال جلسة استماع في اللجنة الفرعية المختصة بالعمليات والشؤون الخارجية والمنبثقة عن لجنة المخصصات المالية في مجلس الشيوخ، أن “موقف الأسد تحسن عما كان عليه من قبل، لكن هذا الوضع يتغير كدولاب الهواء، والأزمة لن تحل عسكريا”.

وأشار كيري إلى “الضغوط” التي تتعرض لها دولتا الأردن ولبنان نتيجة تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، وقال: “الأردن أحد حلفائنا في المنطقة، يضم أكثر من 900 ألف لاجئ سوري، وربما أكثر من مليون، ويذهب هؤلاء اللاجئون إلى المجتمع الأردني بحثا عن وظائف، ويدفعون ايجارا كبيرا جدا نظير السكن، ما يجعل منافسة الأردنيين لهم صعبة”.

وأضاف: “يقبل السوريون العمل بأجور أقل لحاجتهم للمال، ما يجعلهم يؤثرون على سوق العمل والنسيج السياسي للبلاد واستقرارها”.وفي لبنان، بحسب كيري، “تأثرت البلاد بالأزمة السورية، حيث يتناثر قرابة الـ900 ألف لاجئ سوري في أنحاء البلاد، وليس لهم أي مخيمات رسمية”.

الإبرهيمي اتهم دمشق بالمماطلة في جنيف جولة إقليمية له خلال أيام يبدأها بإيران

العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

كشف ديبلوماسي مقرب من الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي لـ”النهار” أن الأخير يعتزم زيارة ايران خلال الأيام المقبلة في مستهل جولة يسعى خلالها الى “التعامل مع البعد الإقليمي” للأزمة السورية، بعدما “وصلت محادثات مؤتمر جنيف الثاني الى مأزق” بين الأطراف المتحاربين، فضلاً عن “تراجع التفاهمات السورية” بين روسيا والولايات المتحدة بسبب أزمات دولية أخرى، أبرزها أوكرانيا.

وعكس الابرهيمي “أجواء قاتمة”عن مهمته في سوريا خلال جلسة مغلقة أحاط خلالها الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن بما آلت اليه محادثات جنيف خلال الشهرين الاخيرين في اطار المساعي الجارية لوضع حد للحرب السورية التي دخلت سنتها الرابعة، كما قال أحد الديبلوماسيين الذين حضروا الجلسة لـ”النهار”. واستهل الابرهيمي احاطته بالحديث عن الوضع الإنساني، موضحا أن “كل طرف كان يعتقد أن في امكانه تحقيق نصر عسكري على الأرض. غير أن الواقع يفيد أن لا حل إلا الحل السياسي”، مع العلم أن “القوات الحكومية أحرزت تقدماً على الأرض خلال السنة الجارية”، مع “الدعم الحاسم الذي قدمته لها ميليشيات أجنبية في مقدمها حزب الله”. وحذر من أن “استمرار تقدم القوات الحكومية سيؤدي الى فرض حصار على حلب شبيه بحصار حمص”. وأفاد أن “الحكومة السورية لجأت الى مناورات مماطلة” خلال جولتي المحادثات في جنيف، ولاحظ أن الإستعدادات التي تقوم بها السلطات لإجراء الإنتخابات الرئاسية “ستدفع المعارضة الى وقف مشاركتها في المحادثات”. وأعرب عن اعتقاده أن اعادة انتخاب الأسد لسبع سنوات جديدة “لن يضع حداً للأزمة وسيزيد التوترات الإقليمية”.

وخلال مداخلات الدول، طلب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين من الابرهيمي أن يواصل مساعيه الديبلوماسية “بموضوعية”، داعياً الى “عدم التهويل في ما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية في سوريا، إذ أن المشكلة الرئيسية تكمن في الإرهاب”.

ورد عليه الابرهيمي أن “الدليل الأكبر على الموضوعية هو أني أتعرض للانتقاد من الطرفين على السواء”.

وبعد الإحاطة، صرح الابرهيمي: “تحدثت عن أننا نود بشدة مواصلة تنفيذ عملية جنيف، لكننا في حاجة إلى مساعدة المجلس وكل من يستطيع، لضمان أن تكون الجولة المقبلة، عندما تعقد وإذا عقدت، بناءة أكثر من الجولة الثانية”.

وأجاب عن سؤال “لـ”النهار” يتعلق بما نسب اليه من أن الانتخابات الرئاسية ستفجر عملية جنيف بأن”ما قلته عن الإنتخابات الرئاسية هو أنه ليس هناك، على حد علمي، إعلان رسمي من دمشق عن إجراء تلك الانتخابات، ولكن هناك الكثير من النشاطات التي تشير الى احتمال إجرائها، وإذا حدث ذلك فإنني أعتقد أن المعارضة، كل المعارضة، قد لا تكون مهتمة بالحديث مع الحكومة”. وأكد أن معاودة المحادثات يجب أن تكون على أساس مناقشة محاربة الإرهاب وتشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية بالتوازي.

وعندما سئل عمن يتحمل مسؤولية فشل المحادثات، أجاب: “ربما أنا”.

وصرحت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة اللوكسمبورية الدائمة لدى الأمم المتحدة سيلفي لوكا بأن أعضاء المجلس أكدوا دعمهم لمعاودة المحادثات بناء على انخراط حقيقي من كل الأطراف لتنفيذ بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012.

وسئلت عن اقتراح فرنسي لإجراء محادثات متوازية في شأن محاربة الإرهاب وإنشاء هيئة الحكم الانتقالي واعتراض روسيا على هذا الاقتراح مما منع الأعضاء من إصدار بيان صحافي عن سوريا، فأجابت أن “إجراء محادثات متوازية ليس اقتراحاً فرنسياً، لكنه مقدم من الممثل الخاص المشترك وقد عرضه في جنيف الدكتور الإبرهيمي. نعم، لم نتمكن من الاتفاق على بيان صحافي لذا عرضت عليكم بعض النقاط التي تلقي الضوء على مناقشاتنا في المجلس”.

وسقط مشروع البيان الصحافي بسبب معارضة روسيا.

وأكد المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري أن عملية الانتخابات في أي بلد شأن داخلي صرف ولا يحق لأحد التحدث فيه. وقال:”سيتابع مجلس الشعب إعداد قانون الانتخابات العامة وليس قانوناً مرتبطاً حصراً بالانتخابات الرئاسية بل يتضمن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية”.

الانتخابات الرئاسية

¶ في دمشق، أقر المجلس مواد الفصل الخامس من مشروع القانون والمتعلقة بشروط وإجراءات الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية وقد نصت المادة 30 من المشروع على أنه يشترط في المرشح إلى منصب رئيس الجمهورية أن يكون متمما الأربعين عاماً من عمره ومتمتعاً بالجنسية العربية السورية بالولادة من أبوين متمتعين بالجنسية العربية السورية بالولادة وأن يكون متمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية وغير محكوم عليه بجرم شائن ولو رد إليه اعتباره وألا يكون متزوجا من غير سورية وأن يكون مقيماً في الجمهورية العربية السورية مدة لا تقل عن عشر سنين إقامة دائمة متصلة عند تقديم طلب الترشيح وألا يحمل أي جنسية أخرى غير جنسية الجمهورية العربية السورية وألا يكون محروما ممارسة حق الانتخاب.

كما نصت المواد 31 و32 و33 على أن ينتخب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة وأن يدعو رئيس مجلس الشعب لانتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء ولاية الرئيس القائم في مدة لا تقل عن ستين يوما ولا تزيد على تسعين يوما ويجب أن تتضمن الدعوة تاريخ الانتخاب وأن يعلم طالب الترشيح برغبته في ترشيح نفسه لانتخابات رئيس الجمهورية مجلس الشعب كي يتسنى لعضو المجلس اختيار المرشح الذي يرغب في تأييد ترشيحه وأن يعد باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية مفتوحا من اليوم التالي للدعوة.

خطف 94 علوياً

على صعيد آخر، أعلن مقاتلون سنة في سوريا في شريط فيديو مسؤوليتهم عن خطف 94 امرأة وطفلا من الأقلية العلوية .

وحصل الخطف في آب الماضي في قرى بريف اللاذقية معقل الأسد. وقال المقاتلون السنة إنهم يحتفظون بهؤلاء رهائن لضمان الإفراج عن مؤيدي المعارضة من سجون الحكومة. وأعرب المقاتلون في الشريط الذي حصلت عليه قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية عن استعدادهم لمقايضة المدنيين المخطوفين بألفي سجين محتجزين منذ أكثر من سنة.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له، إن ما يربو على 146 الف شخص أكثر من ثلثهم مدنيون قتلوا في الحرب السورية التي بدأت انتفاضة ثم تحولت الى حرب أهلية وهي تدخل سنتها الرابعة هذا الشهر.

3 آلاف مقاتل من ‘داعش’ تحصنوا في جبال وسط سوريا

عواصم ـ وكالات ـ يبرود ‘القدس العربي’ من محمد الزهوري: كشف قيادي بارز في الجيش السوري الحر، امس الخميس، أن نحو 3 آلاف مقاتل’من’تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’،’تحصنوا في جبال وسط البلاد، تشبه من حيث’التضاريس جبال ‘تورا بورا’ بأفغانستان.

واشتهرت جبال ‘تورا بورا’ شرقي أفغانستان’بعد شن القوات الأمريكية وحلفاؤها حملة عسكرية على أفغانستان عام 2011، حيث تحصن فيها مقاتلو القاعدة، وزعيمهم’الراحل أسامة بن لادن، ولم تفلح القوات المتحالفة منذ ذلك التاريخ في بسط السيطرة عليها بشكل كامل لوعورتها واحتوائها على كهوف ومغارات كثيرة.

وقال القيادي، الذي رفض ذكر اسمه إن نحو 3 آلاف مقاتل من تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ وأمراء لهم، الذين طردهم الجيش الحر وحلفاؤه من الفصائل الإسلامية مؤخراً’من المنطقتين الشمالية والشرقية في سوريا،’تجمعوا في جبال ‘البلعاس′ بريف حماة الشرقي ضمن الصحراء السورية (وسط)، وتحصنوا’في الكهوف’والمغارات التي تحويها ويتحضرون لإعلان إمارة لهم هنالك.

وأوضح أن مقاتلي ‘داعش’ وأمراءهم لجأوا إلى الجبال المذكورة بعد طردهم خلال الشهرين الماضيين’من غالبية معاقلهم في محافظتي حلب وإدلب (شمال) ودير الزور (شرق).

ولفت المتحدث إلى أن مقاتلي’داعش لجأوا إلى تلك الجبال لوعورة تضاريسها ولكونها تتحكم بعدة طرق استراتيجية وسط سوريا تقطع خطوط إمداد وتنقل’مقاتلي’الجيش الحر وحلفائه من الفصائل الإسلامية، كما أنها تضم حقلين نفطيين وهما ‘الشاعر’ و’الجلمة’.

وأشار إلى صعوبة قيام مقاتلي المعارضة بمهاجمة تلك القوات حالياً، خاصة أن مقاتلي ‘داعش’ كثر ومتحصنون بشكل جيد داخل المغارات’والكهوف الكثيرة.

وحول تمكن مقاتلي ‘داعش’ من التجمع في هذه المنطقة دون قتال، لفت القائد العسكري إلى أن بعض مقاتلي’الفصائل الإسلامية ويقدر عددهم بحوالى 1500 شخص بايعوا’التنظيم منذ عدة أشهر، وهو ما مهد لدخول أعضائه’إلى المنطقة والتمترس فيها.

ومنذ نهاية العام الماضي شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها’جبهة النصرة’ و’الجبهة الإسلامية’ أكبر فصيل عسكري معارض في البلاد، حملة عسكرية ضد معاقل ‘داعش”في مناطق بشمال وشرق سوريا، أدت إلى طرد الأخير من عدد من المدن والبلدات التي كان يتواجد فيها’وآخرها محافظة دير الزور، وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من ‘داعش’ حول ما ذكره القيادي العسكري.

الى ذلك اظهر شريط بثته قناة ‘الجزيرة’ الفضائية ان 94 طفلاً وسيدة من الطائفة العلوية اختطفوا في ريف اللاذقية غربي سوريا’قبل نحو 7 أشهر.’وقالت مصادر في المعارضة، نقلت عن الخاطفين قولهم إن مطالب الإفراج عن الأسرى العلويين الـ94 تتمثل في’إطلاق سراح 2000 أسير لدى النظام السوري، وأن يكون نصفهم من النساء والأطفال.

واشترط الخاطفون أيضاً، بحسب المصادر نفسها،’ألا تقل مدة اعتقال من سيشملهم التبادل عن عام لكل الأسرى، وأن يكون سبب اعتقال من سيشملهم التبادل متصلا بالثورة (معتقلي رأي ودعم للثورة)، وأن تكون أغلبية المطلق سراحهم’من المناطق الساحلية (تشمل محافظتي اللاذقية وطرطوس).

وطالب الخاطفون بوجود جهة ضامنة لتنفيذ اتفاق التبادل، لم تحددها، على أن يحدد مكان التبادل لاحقاً، بعد تقديم كشوف بالأسماء في أقرب فرصة.

وذكر مُختطفون في مقاطع الفيديو’هذه أن تاريخ تسجيلها يعود إلى أواخر كانون الثاني/يناير الماضي، أي بعد 5 أشهر من عملية شنها مقاتلو المعارضة على قرى علوية في ريف اللاذقية الشمالي، آب/اغسطس الماضي، وتم خلالها اختطاف عدد من النساء والأطفال بغية مبادلتهم مع أسرى من المعارضة لدى النظام.

وكانت بثينة شعبان’مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد اتهمت، في تصريحات صحافية أطلقتها’في آب/اغسطس، قوات’المعارضة، بخطف أطفال من ريف اللاذقية ونقلهم إلى ريف دمشق وحقنهم بالمواد الكيميائية لقتلهم، لاتهام النظام السوري بذلك، في إشارة إلى مجزرة الكيمياوي (آب/اغسطس الماضي) التي تتهم المعارضة السورية قوات النظام بارتكابها وقالت إن نحو 1400 مدني قتلوا فيها.

في حين ينفي النظام ذلك ويقول إنها محاولة لجر التدخل العسكري الخارجي الى بلاده.

ويأتي بث التسجيل بعد أقل من أسبوع واحد على إطلاق سراح”’راهبات معلولا’ الثلاث عشرة وثلاث’مرافقات لهن،’مقابل إطلاق سراح أكثر من 150 معتقلة وطفلا في سجون النظام السوري بوساطة قطرية.(تفاصيل ص 4 و5)

سوريا ستغلق سفارتيها في الكويت والرياض

دمشق ـ ا ف ب: قررت سوريا اغلاق سفارتيها في الكويت والسعودية بسبب رفض هذين البلدين الموافقة على اعتماد دبلوماسيين سوريين لديهما، وفق ما قال الاربعاء دبلوماسيون في دمشق.

وقال هؤلاء الدبلوماسيون ان ‘سفارتي سوريا في الكويت والسعودية ستغلقان ابوابهما لان هذين البلدين يرفضان منذ بدء الازمة الموافقة على اعتماد دبلوماسيين تقترحهم دمشق وينحازان لمصلحة المعارضة’ التي تقاتل نظام الرئيس بشار الاسد.

وتدعم دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصا السعودية وقطر والكويت المعارضة السورية منذ اندلاع النزاع السوري في مواجهة ايران، الحليف الاقليمي الاكبر لنظام بشار الاسد.

إدخال وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم إلى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت

بيروت- الأناضول: أفادت وسائل إعلام لبنانية الجمعة بدخول وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إلى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، لإجراء فحوصات طبية عاجلة.

وأوضحت المصادر ذاتها، بأن المعلم أدخل الى المستشفى عند الثامنة والنصف بتوقيت لبنان من مساء الخميس لإجراء فحوصات عاجلة، لافتة الى انه تم إدخاله عبر المرآب تحت الأرض بصحبة عدد كبير من المرافقين.

وأشارت إلى أن المعلم انتقل إلى داخل المستشفى سيراً على الاقدام ولكن بشكل بطيء.

وبحسب وسائل الاعلام فإن المعلم يخضع لفحوص عاجلة لها علاقة بمشاكل في القلب، وأنه يتلقى العلاج المكثف، مشيرة إلى أن السفير السوري بلبنان علي عبدالكريم علي ووزير المال، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، علي حسن خليل زارا المعلم في المستشفى.

روسيا: كل الأسلحة الكمياوية التي يجب تدميرها خارج سوريا قد تزال بحلول 13 أبريل

موسكو- (رويترز): قال مسؤول في وزارة الخارجية الروسية الجمعة إن كل الأسلحة الكيماوية السورية التي يجب تدميرها خارج البلاد قد يتم إزالتها بحلول 13 من أبريل نيسان. وأضاف قوله إنه لا داعي إلى تعديل هذا الإطار الزمني.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل أوليانوف رئيس إدارة الأمن ونزع السلاح في وزارة الخارجية قوله “إذا لم توجد صعوبات فإنه خلال شهر أو بحلول 13 من ابريل سيكون قد اكتمل فعليا إزالة الأسلحة”.

واضاف أوليانوف قوله إن سوريا ستقدم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية خطة جديدة لتدمير منشآتها لإنتاج الأسلحة الكيماوية في نهاية مارس آذار.

وكانت سوريا أبلغت المنظمة عن 12 منشأة للإنتاج ولديها مهلة حتى 15 من مارس لتدميرها بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة وروسيا. وكانت دمشق قد تخلفت بالفعل عن الوفاء بعدة مواعيد نهائية في الاتفاق.

وقد وافقت دمشق العام الماضي على تدمير كل منشآتها للأسلحة الكيماوية وتسليم 1300 طن من المواد السامة إلى بعثة مشتركة من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة. ولدي سوريا مهلة حتى 30 من يونيو حزيران لإزلة برنامجها للأسلحة الكيماوية بشكل كامل.

مجلس الشعب السوري يقر البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية

دمشق- (أ ف ب): أقر مجلس الشعب السوري الخميس البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها بعد اقل من اربعة اشهر، والواردة ضمن مشروع قانون للانتخابات العامة، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

ورغم أن هذه البنود تتيح نظريا، وللمرة الاولى منذ عقود، إجراء انتخابات تعددية، الا انها تغلق الباب عمليا على ترشح معارضين مقيمين في الخارج، اذ تشترط أن يكون المرشح قد اقام في سوريا لمدة متواصلة خلال الاعوام العشرة الماضية.

ويشكل رحيل الأسد المطلب الرئيسي للمعارضة السورية والدول الداعمة لها. ولم يعلن الرئيس السوري ترشحه رسميا بعد الى الانتخابات، الا انه قال لوكالة فرانس برس في كانون الثاني/ يناير ان فرص قيامه بذلك “كبيرة”.

وحددت مهلة الدعوة إلى إجراء الانتخابات خلال الفترة ما بين 60 و90 يوما قبل انتهاء ولاية الرئيس بشار الأسد في 17 تموز/ يوليو.

وبحسب البنود المقرة “يشترط في المرشح الى منصب رئيس الجمهورية أن يكون متمما الاربعين عاما من عمره ومتمتعا بالجنسية العربية السورية بالولادة من ابوين متمتعين بالجنسية العربية السورية بالولادة وان يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية (…) والا يكون متزوجا من غير سورية”.

كما يفترض به أن يكون “مقيما في الجمهورية العربية السورية مدة لا تقل عن عشر سنوات اقامة دائمة متصلة عند تقديم طلب الترشيح والا يحمل أي جنسية أخرى غير جنسية الجمهورية العربية السورية”.

واندلعت في سوريا منتصف آذار/ مارس 2011، احتجاجات ضد النظام، تحولت بعد اشهر الى نزاع دام ادى الى مقتل اكثر من 140 الف شخص وتهجير الملايين.

وتسلم الرئيس الاسد الحكم في 17 تموز/ يوليو 2000 بعد وفاة والده الرئيس حافظ الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. واعيد انتخابه في العام 2007 لولاية ثانية من سبع سنوات.

ولم تشهد سوريا منذ وصول الرئيس حافظ الاسد الى الحكم، انتخابات رئاسية تعددية، بل كان يقام في نهاية كل ولاية، استفتاء حول التجديد للرئيس.

الا ان الدستور الجديد الذي اقر في العام 2012، ألغى المادة الثامنة التي كانت تنص على ان حزب البعث هو “قائد الدولة”. وستكون الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في العام 2014، الاولى في ظل الدستور الجديد.

وبحسب البنود التي اقرها مجلس الشعب الخميس، “ينتخب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة”، على ان “يدعو رئيس مجلس الشعب لانتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء ولاية الرئيس القائم في مدة لا تقل عن ستين يوما ولا تزيد على تسعين يوما، ويجب ان تتضمن الدعوة تاريخ الانتخاب”.

ومن المقرر أن يستكمل المجلس البحث في باقي بنود مشروع القانون، والمتعقلة بالانتخابات التشريعية والمحلية.

كيري: لا أعتقد أن أحد ينتصر في المعارك بسوريا لكن الأسد لم يخسر

واشطن- الأناضول: أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، يوم الخميس، عن عدم اعتقاده بأن أحد ينتصر في المعارك بسوريا حاليا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن رئيس النظام بشار الأسد “لم يخسر”.

جاء ذلك خلال جلسة استماع في اللجنة الفرعية المختصة بالعمليات والشؤون الخارجية والمنبثقة عن لجنة المخصصات المالية بمجلس الشيوخ الأمريكي.

وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان الأسد يربح في المعارك بسوريا، أوضح كيري: “لا أعتقد بأن أحد ينتصر لكنه (الأسد) لم يخسر، ويمكن القول أن وضعه (وضع الأسد) قد تحسن عما كان عليه، ..هو إلى حد ما يملك اليد الطولى لكن هذا أشبه ما يكون بدولاب الهواء، .. هذا أمر (ما يحدث في سوريا) لن يحل بالطريقة العسكرية”.

ولفت كيري إلى أن “المعارضة قد انشغلت بعض الشيء بقتال المتطرفين، فقد وقعت معارك بين الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وبعض المجموعات الأخرى ما أدى إلى انصراف التركيز عن الأسد وهو ما جعله يستغله لصالحه”.

وأشار إلى أن هناك أسباب أخرى كثيرة قد أفضت إلى الوضع الحالي في سوريا منها “غياب التنسيق مع الدول الداعمة للمعارضة، وهو أمر آخذ بالتغيير بشكل تدريجي”.

واستدرك: “هناك جهوداً أكثر تنسيقاً وفاعلية آخذة في التبلور فيما يتعلق بالوضع في سوريا”، دون أن يوضح مزيد من التفاصيل حول تلك الجهود.

وحذر كيري من “وجود عمليات دعم كبيرة من جهة إيران وحزب الله، للأسد، ما أدى إلى تغيير قواعد اللعبة على الأرض بشكل ما، بينما كان الآخرون (المعارضة) قد غيروا تركيزهم إلى المتطرفين”.

ولفت كيري إلى أن “الدول الداعمة للمعارضة السورية مثل السعودية والإمارت وقطر وغيرها، لن يتوقفوا عن تقديم الدعم حتى زوال الأسد”.

وأشار كيري إلى “الضغوط” التي تتعرض لها دولتي الأردن ولبنان نتيجة تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، وقال: “الأردن أحد حلفائنا في المنطقة، يضم أكثر من 900 ألف لاجئ سوري، وربما أكثر من مليون، ويذهب هؤلاء اللاجئون إلى المجتمع الأردني بحثا عن وظائف، ويدفعون ايجارا كبيرا جدا نظير السكن، ما يجعل منافسة الأردنيين لهم صعبة”.

كما يقبل السوريون العمل بأجور أقل لحاجتهم للمال، ما يجعلهم يؤثرون على سوق العمل والنسيج السياسي للبلاد واستقرارها”، على حد قول وزير الخارجية الأمريكي.

وفي لبنان، بحسب كيري، تأثرت البلاد بالأزمة السورية، حيث يتناثر قرابة الـ900 ألف لاجئ سوري في أنحاء البلاد، وليس لهم أي مخيمات رسمية”.

ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف المظاهرات ضده؛ وهو ما دفع بالبلاد إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح نحو 150 ألف شخص، بحسب إحصائيات المنظمات الحقوقية التابعة للمعارضة.

وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، قال كيري إن “الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة سيعلنان الاثنين القادم، خطوات جدية ضد روسيا في حال مضت قدما باجراء الاستفتاء حول مصير القرم”

وشهدت أوكرانيا خلال الثلاثة أشهر الماضية احتجاجات أفضت إلى الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش في فبراير/شباط الماضي.

وعقب عزل يانوكوفيتش، تظاهر محتجون، معظمهم ينتمي للقومية الروسية في القرم (تتمتع بحكم ذاتي)، اعتراضًا على التغييرات السياسية في البلاد، وطلبًا للمزيد من التكامل مع روسيا، بالإضافة إلى حكم ذاتي موسع أو استقلال للقرم عن أوكرانيا.

وتشهد القرم  توترا منذ 27 شباط/ فبراير الماضي، إذ قام مسلحون مجهولون تقول كييف أنهم “جنود روس″ بإحكام السيطرة على مقر رئاسة الوزراء و برلمان القرم، وتطويق مقار الوحدات العسكرية التابعة للجيش الأوكراني، وتجرى منطقة القرم استفتاءا شعبيا يوم 16 مارس الجاري حول البقاء ضمن السيادة الأوكرانية أو الانضمام للاتحاد الروسي.

الاخضر الابراهيمي: النظام السوري يقوم بمناورات تسويفية

الامم المتحدة (نيويورك) ـ ‘القدس العربي’ ـ من عبد الحميد صيام: قال الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الخميس ان اجراء انتخابات رئاسية في سوريا سيعرض مفاوضات السلام للخطر.

واتهم الابراهيمي، الذي اطلع مجلس الامن الدولي على نتائج مهمته، نظام دمشق باللجوء الى ‘مناورات تسويفية’ لتأخير مفاوضات السلام مع المعارضة السورية. واكد ان اعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد في الاقتراع الرئاسي المقبل في سوريا، سيعقد مساعي الحل السلمي للنزاع.

واضاف الابراهيمي بحسب ما نقل دبلوماسيون ان الحكومة السورية ‘اكدت رغبتها في بحث كل المشاكل لكنها اعطت الانطباع الواضح انها تقوم بمناورات تسويفية’.

واشار الابراهيمي ايضا الى ان المعارضة وافقت من جهتها على اسس مفاوضات جنيف، وخصوصا تشكيل هيئة حكومية انتقالية في سوريا.

وقال لسفراء الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي انه سيتعين على الطرفين ان يكونا ‘افضل استعدادا’ اذا اردنا استئناف المفاوضات المتوقفة حاليا’.

وانتهت جولة ثانية من المفاوضات في جنيف بين المعارضة والحكومة السوريتين لايجاد منفذ سياسي للنزاع في 15 شباط/فبراير الى فشل. وانهى الابراهيمي المباحثات من دون تحديد موعد لاستئنافها.

وهذه المفاوضات التي تتم بوساطة الامم المتحدة واطلق عليها ‘جنيف2′، بدأت في 22 كانون الثاني/يناير تحت ضغط المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة وروسيا.

وقال الوسيط انه ‘يشك في ان تتمكن اعادة انتخاب الرئيس الاسد لولاية جديدة من سبعة اعوام، من وضع حد لمعاناة الشعب السوري’.

وتحدث الابراهيمي امام الصحافة المعتمدة في الامم المتحدة’وقال إنه قدم مداخلة امام مجلس الامن وليس من مسؤوليته ان يقول للمجلس ماذا يجب عليه أن يعمل.

واضاف ان الانتخابات المزمع عقدها في سوريا ستؤدي إلى نهاية المفاوضات إذا ما رشح الرئيس بشار الأسد نفسه لأن المعارضة لن تشارك في جولة مفاوضات جديدة.

وعندما سئل عمن يتحمل مسؤولية فشل المفاوضات رد ضاحكا ‘ربما أكون أنا’.

وقد فشل مجلس الأمن في اعتماد البيان الصحافي الذي وزعته البعثة الفرنسية والذي يجدد الثقة في جهود الأخضر الابراهيمي ويثني على فكرة بحث القضيتين الأساسيتين بالتزامن، وهما موضوع الإرهاب وموضوع المرحلة الانتقالية. وأكدت رئيسة المجلس لهذا الشهر سيلفي لوكاس، الممثلة الدائمة للوكسمبورغ، ان العديد من أعضاء المجلس يعتقدون ان ترشيح الأسد لمنصب الرئيس يعتبر مخالفا لنص وروح بيان جنيف الصادر في 30 حزيران/ يونيو 2012 والذي تجرى المفاوضات على أساسه.’

من جهته أكد السيد بشار الجعفري الممثل الدائم لسوريا لدى الامم المتحدة أن أعضاء جددا داخل المجلس بدأوا يقتنعون أكثر فأكثر بأن ما يجري في سوريا ليس معارضة مسؤولة بل جماعات إرهابية مجرمة.’

سوريا: الطحين إلى قدسيا مقابل دية ضابط في الحرس الجمهوري

هبة محمد

ريف دمشق ـ ‘القدس العربي’ لم ينم أطفال قدسيا المهادنة مع النظام جياعا هذه المرة، فجثة الضابط الذي دخلها عن طريق الخطأ كانت الطريق لوصول الطحين إليهم، باتفاق بين النظام والجيش الحر ‘الدية مقابل الطحين’.

قدسيا التي بدأت المواد الغذائية بدخولها بعد هدنتها مع النظام مؤخرا، عادت لتعاني مرة أخرى من نقص في الطحين’والغذاء بعد مقتل أحد ضباط الحرس الجمهوري فيها ‘بسبب خوفه’، بحسب ما أفاد يزن العمري أحد القادة العسكرين والشهود على الحادثة.

وأوضح العمري لـ’القدس العربي’، أن المقدم يونس مصطفى من الفرقة الرابعة دخل إلى مدينة قدسيا في ريف دمشق عن طريق الخطأ، حيث وجد نفسه أمام حاجز طيار تابع للجيش الحر والمسؤول عن تفتيش السيارات المشتبه بها على مدخل المدنية المهادنة.

وأشار إلى أنه بعد أن تأكد الحاجز من هوية الضابط، تبين أنه تابع للحرس الجمهوري ومسؤول عن العمليات في داريا، لذا قرر عناصر الجيش الحر بأمر من قائد المجموعة بإعاده الهوية للضابط ومنعه من دخول المدينة بناء على شروط الهدنة.

إلا أن ما حدث، هو أن الضابط لاذ بالفرار بسيارته مع عائلته بعد أن شعر بالخوف بسرعة جنونية الى السوق المكتظ بالسكان داخل مدينة قدسيا، ما أسفر عن دهس طفل بالإضافة الى إيقاع إصابات خفيفة بين الأهالي.

ونتيجة الارتباك الذي شعر به الضابط، خرج من سيارته مشهرا مسدسه وقام بإطلاق النار بشكل عشوائي مما دفع أحد عناصر الجيش الحر من قنصه وإردائه قتيلا، حيث تم إسعاف ابن الضابط المصاب إثر تبادل إطلاق النار الى المشفى الموجودة في قدسيا لكنه توفي في المشفى بسبب الإصابة البليغة في بطنه.

كما تم تسليم الجثتين بشكل رسمي الى ذويهم عن طريق لجنة المصالحة والجهات الرسمية للنظام وتم أيضا تسليم جميع مقتنيات الضابط الى الجهات الرسمية من سيارة وسلاح والهواتف الخاصة به.

وأكد العمري، أن ردة فعل النظام على الحادثة كانت فرض طوق أمني مشدد عن طريق الحواجز المنتشرة على مداخل ومخارج المدينة منذ 22 من الشهر الماضي، كما تم منع المدنيين من طلاب وموظفين الخروج نحّو دمشق، وأوقف دخول سيارات الطحين والمواد الغذائية إلى قدسيا، وطالب بتسليم العنصر التابع للجيش الحر الذي قام بقتل المقدم مصطفى.

إلا أن أهالي المدينة رفضوا تسليم العنصر الذي قتل الضابط بحسب القائد العسكري، وبعد مفاوضات مع لجنة التفاوض تم اعتبار مقتل الضابط وابنه حادثة يمكن حلها بدفع دية لزوجة الضابط المقتول وقدرها 6 مليون ليرة سورية أي ما يقارب 40 ألف دولار.

وأضاف العمري أنه بناء على هذه المفاوضات ودفع الدية التي تم جمعها من الأهالي وتسليمها الى زوجة القتيل، تم فتح مدخل المدينة الوحيد والسماح لسيارت الطحين والإغاثة من الدخول إلى المدينة وفك الحصار عن ما يقارب 700000 ألف نسمة في مدينة قدسيا.وهكذا فك حصار قدسيا باتفاق الدية مقابل الطحين.

إيران تؤثر على سوريا أكثر من روسيا… وعلى أوباما التفاوض معها حول سيناريو التشارك في السلطة

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ قالت صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية إن ميليشيا ‘عصائب الحق’ الشيعية العراقية تحولت إلى أهم داعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فمثل حزب الله الذي يدعم بقاء النظام ويطيل عمره من خلال الآلاف من مقاتليه، تقوم الميليشيا العراقية بإرسال متطوعيها للقتال في سوريا، باسم الدفاع عن المزارات الشيعية ومقام السيدة زينب قرب دمشق، لكنها تتكبد خسائر فادحة ‘ففي كل يوم خلال الأشهر التاسعة الماضية كانت جثث القتلى تأتي، بعضها محمول على نعش خشبي عادي مربوط على ظهر سيارة، فيما تحضر الأخرى بموكب من المشيعين يقوده رجال بالزي الأسود المميز لمرجعيات الشيعة ورجال بالزي العسكري ومحاطة بالتوشيحات الدينية الحزينة’.

وتمضي الجنازات في طريقها لمقبرة وادي السلام في النجف، المكان المقدس عند الشيعة والذي يدفن فيه كل شيعي، ويمر المشيعون على شواهد قبور عمرها مئات السنين قبل أن يتوقفوا عن حفر قبر حديث’.

بين الدنيا والآخرة

وتقول الصحيفة إن القادمين الجدد لأكبر مقبرة في العالم لم يقتلوا في العراق ولكن في سوريا، حيث قاتلوا إلى جانب النظام السوري وتحت الراية الخضراء للميليشيا الشيعية القوية ‘عصائب الحق’.

وتضيف الميليشيا هذه كانت مشغولة بالتحضير للآخرة واشترت 2.500 متر مربع من أرض المقبرة (وادي السلام) لدفن المقاتلين من أبنائها ممن يقتلون في سوريا.

ولا يقتصر نشاط الحركة هذه على القتال في سوريا بل وتحاول تعزيز قوتها في المشهد السياسي المتهشم في العراق وتقوم بتأكيد حضورها داخل مدينة النجف.

وتصف الميليشيا بالقوة السياسية المهمة التي برزت بعد شهرين من انسحاب القوات الأمريكية من العراق في كانون الأول/ديسمبر2011 كقوة يحسب لها حساب في الحياة السياسية والعامة في العراق. وتحمل بصمات راعيها الجنرال قاسم سليماني، قائد لواء القدس، وهو ما أعطاها القدرة على التأثير في البلدين، العراق وسوريا.

وأدى صعود هذه الميليشيا المسلحة لقلق في داخل النخبة العراقية الحاكمة ‘قبل سبعة أعوام لم يكونوا سوى مجموعات تابعة لإيران تستخدم لضرب الأمريكيين’ حسب قول وزير في حكومة نوري المالكي مضيفا ‘والآن أصبحت لديهم الشرعية السياسية وتمتد مخالبهم إلى كل النظام الأمني، ولم يلاحظ الكثيرون منا هذا إلا في وقت متأخر’.

وكلام الوزير فيه قدر من الصحة، فحتى عام 2007 لم يكن الكثيرون يعرفون أو قد سمعوا ‘بعصائب الحق’ والتي ظهرت خلال السنوات بعد انشقاقها عن جيش المهدي، الذي كان القوة الرئيسية بين الميليشيات الشيعية.

وتقول ‘الغارديان’ إن أساليب الميليشيا وتجنب إعلان المسؤولية تشير بشكل واضح لإسلوب ومراوغة الجنرال الإيراني، قاسم سليماني والذي زاد تأثيره على المصالح الإستراتيجية الإيرانية في السنوات العشر الأخيرة.

ولهذا تقيم الميليشيا العراقية علاقات وثيقة مع حزب الله اللبناني ولديها صلات أيديولوجية مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي.

قتل واختطاف

وكانت الميليشيا قد ظهرت للعلن في كانون الثاني/يناير عام 2007 بهجوم على موقع للجيش الأمريكي في مدينة كربلاء جنوب مدينة النجف وقتل فيه خمسة جنود أمريكيين.

وبعد ذلك بأشهر ألقت القوات الخاصة البريطانية ‘أس إي أس′ القبض على قائد الميليشيا قيس الخزعلي وشقيقه ليث وأحد قادة حزب الله علي موسى الدقدوق.

وأعقب ذلك سلسلة من الأحداث التي أدت إلى ظهور الميليشيا وحصولها على اعتراف وشرعية. ويشير التقرير إلى قيام الميليشيا في أيار/مايو 2007 باختطاف خبير الكمبيوتر البريطاني بيتر مور وحراسه ومعهم اختطف عناصر من قوات الأمن العراقية من بناية تابعة للحكومة في شرق بغداد.

وتم الإفراج عن مور في عام 2009 مقابل إطلاق سراح الشقيقين قيس وليث الخزعلي. فيما قتل الحراس البريطانيين وتم تسليم جثثهم فيما بعد واحدا بعد الآخر مقابل الإفراج عن سجناء ‘عصائب الحق’ الذين أطلق سراحهم من السجون الأمريكية والعراقية، اما الدقدوق فقد أفرج عنه ورحل إلى لبنان عام 2012.

ومع اقتراب الإنتخابات البرلمانية العراقية في 30 نيسان/إبريل المقبل صعدت الميليشيات من حملتها لدعم بشار الأسد ونشاطها السياسي في بغداد.

وأكد الخزعلي في كل مقابلاته وخطاباته على الدور الذي لعبته جماعته في ‘هزيمة’ الأمريكيين. وأدت رسالته لإلهاب حماس آلاف الشيعة الذين تطوعوا للقتال إلى جانب الأسد. ويشير شولوف إلى مظاهر قلق داخل التجمعات الشيعية العراقية التي ترى في مشاركة أبنائها في حرب طائفية لا تعرف الحدود وبثمن عال.

وأدى تزايد القتلى لانشغال حفاري القبور في مقبرة وادي السلام .

وقال أحدهم كان يقف إلى جانب قبر حفر حديثا ‘وصلت من سوريا الكثير من الجثث، وبسهولة يمكن أن يكون عددها 500 جثة ودفنت هنا، وتصل الجثث بالسيارات عبر الحدود مع إيران، حيث ينقل القتلى بالطائرة إلى هناك’.

السيدة زينب

ولاحظ الكاتب شاهدة قبر جديدة تتحدث عن جهادي شيعي قتل في مكان في سوريا وهو ‘يدافع عن المزار المقدس للسيدة زينب’.

فهذا المزار الذي يقع في جنوب دمشق أصبح المبرر للجهاديين الشيعة من كل أنحاء الشرق الأوسط للقدوم لسوريا، ويلبون نداءات القادة الشيعة الذين يقولون إن المزار يتعرض لهجمات من المتطرفين السنة.

وهو نفس ما برر به حزب الله اللبناني تدخله العسكري في سوريا إلى جانب النظام للدفاع عن المقام، وكذا ‘كتائب حزب الله’ وهي مجموعة عراقية أخرى تلقى الدعم من إيران والتي يدفن مقاتليها إلى جانب مقاتلي ‘عصائب الحق’.

ويقاتل عناصر الجماعتين تحت راية الفصيل الذي أطلق عليه ‘كتائب أبو الفضل بن العباس′ والذي يحاول إلى جانب عناصر الحرس الثوري الإيراني حرف ميزان القوة لصالح نظام الأسد، الذي كان يخسر مواقع مهمة حول العاصمة دمشق في نهاية عام 2012 وعندها ‘جاء القرار الإستراتيجي من الجماعات الشيعية للدفاع عن الأسد حسب سفير عمل في المنطقة سابقا ‘وبدا هذا واضحا على الأسد بشكل فوري، وبدا حتى في خطاباته وقوله: إننا نستطيع الإنتصار’.

أموال إيرانية وحرج المالكي

ويتراوح عدد المقاتلين الشيعة في سوريا ما بين 8.000 إلى 15.000 ومهما كان الرقم فمشاركة أعداد كبيرة في سوريا ليست سرا كما يقول.

ولاحظ التقرير صورا وملصقات لعصائب الحق معلقة أمام جامعة بغداد والجامعات العراقية الأخرى، إضافة لصور مقام السيدة زينب ولا تهتم القوى الأمنية بهذه المظاهر حيث يقول مسؤول عراقي ‘قدمت لهم الحكومة الغطاء السياسي والأمني’، وأضاف أن المالكي قلق منهم ولكنه لا يستطيع عمل شيء تجاههم، وطبيعة المالكي أنه عندما لا يستطيع مواجهة أمر يحول نظره عنه، وقام عام 2010 بإنشاء خلية لمراقبة عصائب الحق، ولكنهم اكتشفوا الخلية مما أدى إلى إحراجه. ودعاه للإعتذار وتقديم المال لهم ولهذا ‘هم لا يحترمونه’.

ويعتقد مسؤول أمني عراقي أن عصائب الحق تتلقى ما بين 1.5- 2 مليون دولار أمريكي شهريا من إيران ‘وينظرون إلى أنفسهم على أنهم ‘جنود المرجعية’ ولا أحد يتجرأ على تحديهم’.

وينقل عن حفاري القبور الذين جلسوا في الأكواخ ينتظرون ظهور نعش جديد قولهم إن الجميع يخشون من قوة ‘عصائب الحق’ ‘فهم في كل مكان’، وهم موجودون في المؤسسات الرسمية ومن يسأل عنهم يعتقل.

مراكز التجنيد

ويقول التقرير إن الميليشيا اشترت في العاصمة بغداد بيوتا ومكاتب وفي بعض الحالات يديرها قادة الجماعة والذين يستخدمونها كمراكز للتجنيد وإعداد أي شخص راغب في الذهاب إلى سوريا. وينقل عن شخص في بغداد جلس بين المتطوعي أن ‘المتطوع يجب أن يكون شابا ويجب أن يحصل على خطاب مكتوب’، و’هذه ضمانات مهمة ومن الأفضل لو لم يكن عندك أولاد أو زوجة’.

وفي حالة الموافقة على المتطوع أن ينقل لإيران للتدريب هناك مدة أسبوعين وبعدها إلى سوريا، ‘وهو نفس طريق العودة إذا مت، وتقوم إيران بتدبر أمر من يقتل، ويدفع لعائلات الشهداء 5.000 دولار أمريكي، وفي حالة كانت عائلاتهم فقيرة فيتم تدبر أمر دفنهم’.

إيران وسوريا

وما دام الحديث يدور حول دور إيران في سوريا يكتب جوناثان سيتفنسون في صحيفة ‘نيويورك تايمز′ مقترحا صيغة للعمل مع طهران. ويطرق ستفينسون المحاضر في الدراسات الإستراتيجية بكلية الحرب البحرية الموضوع من جهة فشل الولايات المتحدة في تعاملها مع روسيا التي تعتبر الحليف الأكبر لنظام الأسد، ذلك أن جوهر السياسة كان يقوم على فرضية التوصل لحل سياسي من خلال ممارسة موسكو الضغط على النظام.

لكن العلاقات الأمريكية- الروسية لم تكن في أحسن حالاتها، وحتى قبيل الأزمة في القرم، كان أكثر ما توصف به أنها جليدية. ولهذا فعلى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما البحث عن طرق لوضع سوريا على طريق السلام.

وهذا يقتضي من الإدارة إعادة النظر في مدخلها ورؤيتها للمنطقة. ويعني كما يقول التعاون مع دولة أبعدت بطريقة مدروسة عن طاولة المفاوضات: إيران.

ويعتقد الكاتب هنا إن جهود أمريكا مع روسيا فشلت علاوة على كون موسكو ليست شريكا مخلصا في سوريا. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمم على إفشال كل سياسات واشنطن في الشرق الأوسط، وينظر باحتقار لما يراه سذاجة الولايات المتحدة حول تزايد مظاهر الجهادية داخل المعارضة، وقد لا يكون لديه النفوذ الكافي لدفع الأسد لإحداث تغييرات ذات معنى.

ورغم أن الموقف الإيراني من سوريا ليس أقل عنادا من الموقف الروسي إلا أن موقفها من الولايات المتحدة بدأ يتسم بالدفء، كما بدا في المحادثات الناجعة حول الموضوعات النووية. يضاف إلى هذا أن اعتماد الأسد على إيران ووكيلها حزب الله يمنح طهران تأثيرا كبيرا.

إطار إنتقالي

وبناء على هذه الرؤية يرى ستيفنسون أن أمريكا وإيران قريبتان في الموقف من سوريا أكثر مما يبدو على السطح. ومن هنا يبدو أن الولايات المتحدة وشركاءها الأوروبيين قد دفعوا المعارضة السورية تجاه عملية إنتقالية لا تقتضي رحيلا للأسد. مشيرا إلى أن بيان الإئتلاف الوطني السوري عن المبادئ الأساسية لم يتطرق لرحيل الأسد.

وعليه يدعو الكاتب إدارة الرئيس باراك أوباما للتفكير جديا والقيام بمناقشة مباشرة وسرية لسيناريوهات التشارك في السلطة مع إيران، بما فيها سيناريو بقاء الأسد في السلطة وإن كان لأمد محدد. وبحسب رأيه سترحب إيران بالنافذة الدبلوماسية هذه خاصة بعد أن وجهت لها الأمم المتحدة دعوة لحضور مؤتمر جنيف-2 ثم سحبتها في اليوم نفسه. ويرى ستيفنسون أن المحادثات يجب أولا أن تتم بعيدا عن سياق محادثات جنيف، ويمكن أن لا تكون ثنائية ويمكن لفرنسا أو بريطانيا المشاركة فيها وتسهل عقدها الحكومة السويسرية.

ويقول إن الحديث عن التشارك في السلطة يجب أن يسبقه اتفاق بين الأطراف على وقف إطلاق النار، حيث يتم من خلال اقناع الولايات المتحدة المعارضة والدول العربية التوقف عن القتال، وبدورها تقوم إيران بعمل نفس الشيء مع الأسد.

ويتبع هذا تسريع جهود وصول الإغاثة الإنسانية للمدنيين. وستكون إيران مفيدة في هذا أكثر من روسيا لأن لديها جنود ومقاتلون من حزب الله على الأرض. ولن تساعد المعونات الإنسانية المحتاجين على الأرض ولكنها ستخلق الظروف الجيدة لبدء التفاوض.

موقف المعارضة

ويشير الكاتب إلى مشكلة تتعلق بموقف المعارضة السورية التي لن ترضى بدور إيراني. وهنا يجب على المعارضة مواجهة الحقيقة فبإيران وبدونها ستظل الولايات المتحدة وحلفاؤها قلقين من أي صفقة سياسية حتى تطهر المعارضة المعتدلة صفوفها من الجهاديين الذين دخلوا إلى سوريا وبأعداد كبيرة.

ويعتقد الكاتب أن نجاحا في هذه الجهود ولو كان بسيطا سيدفع روسيا الخائفة من الإرهاب العالمي على حث الأسد للمشاركة في السلطة ولخروج مشرف من الحكم.

ومع أن إيران تفضل الوضع القائم، لكن السؤال ماذا نتوقع من هذا المدخل؟ يجيب الكاتب أن دعم الأسد يؤثر على مصادر إيران وحزب الله، ولهذا فقد تحاول إيران تحسين مزاج المفاوضات حول ملفها النووي وتظهر استعدادا للتعاون وتقبل إطارا يمكن أن يحتفظ به بعض عناصر النظام بسلطة ذات معنى في البلاد، وهذا يتساوق مع موقف الولايات المتحدة وسياستها التي تدعو للحفاظ على مؤسسات الدولة الهامة كما هي وتجنب ما حدث في العراق بعد الغزو.

ويقول ستفينسون إنه في حالة نجاح قنوات الإتصال الخلفية هذه فعندها يمكن دعوة إيران للمشاركة في المحادثات إلى جانب المعارضة وأمريكا وروسيا.

وفي ضوء التنافس الإقليمي بين إيران والسعودية فيمكن منح الأخيرة الدور نفسه حيث تتعاون الدولتان في تطبيق الإطار الإنتقالي للحكم.

ويدعو الكاتب في النهاية لفصل الملفين السوري والنووي، ويجب أن لا تربط واشنطن نجاح المحادثات النووية بتعاون إيران في سوريا. بالعكس فلو وقع اتفاق نووي وتحسنت علاقات إيران مع الغرب، فستحترز طهران عن القيام بأي عمل يؤثر على علاقتها مع الغرب، وهذا ينسحب على سوريا ولبنان. وفي النهاية تظل الأزمة السورية من أصعب الموضوعات التي تواجه أوباما. فيما أظهر الأسد تصميما وصمودا في السلطة.

وعليه فحل واقعي يجب أن يظل ضمن ما دعا إليه أوباما في حملته الإنتخابية عام 2008، تجنب استخدام القوة ‘أحيانا عليك التحدث مع أعدائك’.

الأسد: لا يهم من يأتي رئيساً للبنان.. بل خياره

عماد مرمل

برغم مشاركة دمشق في مؤتمري «جنيف 1 و2»، وإعلانها المستمر عن الانفتاح على الحوار لمعالجة الأزمة الراهنة، إلا أن الرئيس بشار الأسد يعتقد أن مؤتمر جنيف «لا يشكل أرضية صالحة لإنتاج حل سياسي».

ويؤكد الأسد، وفق زواره، ثقته في «تحقيق الانتصار»، مشيرا إلى أن «تحديات ما بعد الأزمة لن تكون أقل وطأة من أعباء الأزمة، وسوريا لن تكون في مرحلة الإعمار شركة مساهمة يستفيد منها أولئك الذين دمروها، بل سيعاد بناؤها بسواعد أبنائها وعرقهم، والكلمة الأولى والأخيرة ستكون لهم».

ويعوّل الأسد على المصالحات الشعبية التي تجري تباعا في المناطق السورية الساخنة لإعادة مد الجسور بين السوريين وترميم نسيجهم الاجتماعي، معتبرا أن «المجتمع المدني هو صاحب مبادرة محورية على هذا الصعيد».

ويشدد على أن «دمشق تقف إلى جانب أي دولة تحارب الإرهاب، حتى لو أساءت تلك الدولة التعاطي معنا، ونحن ندرك انه إذا أصيبت سوريا بالتفكك ستنتقل العدوى إلى كل الوطن العربي»، مؤكدا أن «مصر تهمنا كما سوريا، والشعب الأردني لن يسمح للمؤامرة ضدنا أن تمر عبر أراضيه لأنه يدرك أنها سترتد عليه».

ويؤكد أن «سوريا كانت وستبقى وسطية»، محذرا من أن «المشرق العربي الذي يتميز بتنوع مكوناته لا يحتمل التطرف الديني والتعصب المذهبي، وبالتالي فان الهوية القومية العربية هي وحدها القادرة على احتضان هذا التنوع».

ويرى الأسد أن «مؤتمر جنيف لا يشكل أرضية صالحة لإنتاج حل سياسي»، مشيرا إلى أن «الوفد المقابل مرتهن للخارج». ويقول إن «دمشق شاركت في حوار جنيف بالتنسيق والتشاور مع موسكو التي تتعامل معنا من دولة إلى دولة على قاعدة خدمة مصالح البلدين».

ويؤكد أن «سوريا لن تكون ورقة في يد أحد، ونحن سنحرر التراب السوري بكامله من الإرهاب، وهذا تصميم نهائي لا عودة عنه»، مشيرا إلى أن «هناك إصرارا على استعادة المناطق التي اختطفها الإرهاب في يبرود وحلب وحمص والرقة وغيرها، مهما كلف الأمر، ولن نرضخ لأي ضغوط أو مساومات».

ويبدي الأسد مرارته وألمه لكون العداء الذي ظهر من بعض الدول العربية حيال سوريا يفوق العداء الأميركي لها، «علما أننا نبهنا إلى أن الإرهاب سيهدد عاجلا أم آجلا تلك الدول، وهذا ما بدأ يحصل فعلا، وكل من أخطأ بحق سوريا وتآمر عليها سيدفع الثمن».

ويوضح أن «دولا خليجية عدة تتواصل مع دمشق سرا، ونتلقى منها رسائل في الكواليس»، كما يكشف عن «طلبات أوروبية لتعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي في مواجهة خطر الإرهاب التكفيري». ويضيف مبتسما: «اللواء علي المملوك يجد صعوبة أحيانا في تنسيق المواعيد».

وحين يسأل زوار الأسد عن توقعاته بالنسبة إلى هوية رئيس الجمهورية اللبنانية ربطا بالاستحقاق الرئاسي، يقول «نحن لا ننظر إلى الشخص بحد ذاته بل إلى خياره، وما يستطيع أن يمنحه لخط الممانعة الذي هو المعيار الأساسي بالنسبة إلينا، وبعد ذلك ليأتِ من يأتي، فهذا شأن داخلي لبناني».

ويعطي الأسد إشارات إيجابية حيال رئيس الحكومة تمام سلام «الذي هو ابن بيت سياسي عريق ويتحلى بالأخلاق»، داعيا إلى مساعدته.

ويصف الأسد وقفة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله بأنها «تدل على الوفاء، ونحن في قارب واحد»، مشيرا إلى أن «في لبنان رجالا ثبتوا على مواقفهم وخياراتهم خلافا للبعض من المتقلبين والمنقلبين».

ويدعو الأسد اللبنانيين للتكاتف لمواجهة المخاطر الداهمة، محذرا من أن «الانقسام الحاد يسمح للتطرف التكفيري بالتمدد في بلدهم»، مشددا على أن «أمن سوريا من أمن لبنان والعكس صحيح».

ويشدد على أن «القضية الفلسطينية ما زالت في لائحة أولوياتنا»، معربا عن «معارضته الشديدة لمشروع (وزير الخارجية الأميركي) جون كيري الذي يرمي إلى تفتيت فلسطين»، ومؤكدا التمسك بخيار المقاومة للتحرير.

وعندما يُسأل عن تفسيره للعلاقة بين إيران وتركيا، يجيب «تركيا تدفع أثمانا بسبب سياسات (رئيس الحكومة رجب طيب) أردوغان، وهي بحاجة إلى إيران، لا العكس».

الإبراهيمي: المعارضة لن تهتم بالتفاوض بعدها

هجوم منسّق على ولاية الأسد الثالثة

محمد بلوط

معركة استباقية في مجلس الأمن الدولي لقطع الطريق على الانتخابات الرئاسية في سوريا.

الهجوم على الاستعدادات الجارية في مجلس الشعب (البرلمان) السوري لتمهيد الطريق أمام ولاية ثالثة للرئيس بشار الأسد، جاء من باريس ومن نيويورك، مع اختلاف اللهجة.

ففي نيويورك اتجهت الأنظار إلى توقعات المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، على هامش تقريره إلى مجلس الأمن، من انه «إذا جرت انتخابات، اعتقد أن المعارضة، كل المعارضة، لن تعود مهتمة على الأرجح بالتفاوض مع الحكومة».

وتناغم استحضار الانتخابات الرئاسية السورية إلى المساومة على جولة ثالثة في جنيف مع موقف فرنسي سبق مداخلة الإبراهيمي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال إن «فرنسا تدعو النظام السوري، وكل من له تأثير عليه، إلى إيجاد الشروط المناسبة من أجل استئناف المفاوضات بسرعة وبصدق». وأضاف «هذا (الأمر) يتطلب تخلي السلطات في دمشق عن تنظيم الانتخابات الرئاسية خارج إطار المرحلة الانتقالية وبيان مؤتمر جنيف (الأول)».

وفي السياق الهجومي المنسق نفسه، كان مجلس الأمن يتلقى من رئيس «الائتلاف الوطني السوري» احمد الجربا رسالة يحذر فيها من أن «مفاوضات جنيف ستفقد هدفها إن استمر الأسد بخطته للترشح للانتخابات الرئاسية. إن حدث ذلك، فهذا يعني أن نظام الأسد ليس لديه الرغبة والجدية في الموافقة على الانتقال السياسي الذي نص عليه بيان جنيف». وكان «الائتلاف» قد ودع الحوار السياسي مع النظام قبل يومين، لتعزيز عودة الجناح القطري إليه، بعد انسحاب كتلهم التسع احتجاجا على قبوله بالمشاركة في مفاوضات جنيف.

ويظهر أن تناغم المواقف، إعلاميا وسياسيا، في وضع الانتخابات الرئاسية السورية تحت الضوء، مؤشر على تحويلها عنوانا للمعركة الغربية والخليجية الديبلوماسية المقبلة مع دمشق. ومجددا يبدو الوسيط الأممي عنصرا متداخلا في الحملة. وينبغي الإشارة إلى أن النقاش في الانتخابات الرئاسية السورية يهدف إلى إضافتها إلى سلسلة الشروط غير المعلنة للإبقاء على جنيف والعملية السياسية طافية على سطح الماء، إذ لا ينص جنيف على أي تعطيل للحياة الدستورية، أو الاستحقاقات الانتخابية في سوريا. وعلى العكس من ذلك تبدو المطالبة بوقف التحضيرات للانتخابات الرئاسية في سوريا، طلبا يتناقض مع بنود «جنيف 1»، ونصها على مسؤولية جميع الأطراف، من دون استثناء، بالحفاظ على مؤسسات الدولة واستمراريتها، وهو نص واضح وجلي في الإعلان السياسي الذي انطلقت على أساسه العملية التفاوضية.

كما أن الجولة الثانية من جنيف شهدت تأكيدا على مبدأ استمرارية المؤسسات السياسية، من خلال ورقة الإبراهيمي نفسه إلى الطرفين، والتي تضمنت أربع نقاط، منها وقف العنف، والحكومة الانتقالية، والحفاظ على مؤسسات الدولة واستمراريتها في النقطة الثالثة من الورقة ، التي وافق عليها الطرفان .

ويدخل في باب التقديرات قول الإبراهيمي، بعد تقديمه تقريره أمام مجلس الأمن، انه «يشك في أن تتيح إعادة انتخاب الرئيس الأسد لولاية جديدة من سبعة أعوام، وضع حد لمعاناة الشعب السوري»، لكنه يضيف شرطا غير معلن لاستئناف جنيف باستنتاجه «أن إجراء الانتخابات سيغلق الباب في المستقبل القريب أمام المفاوضات، ولكن بحسب علمي لا يوجد أي موعد حتى الآن لإجراء مثل تلك الانتخابات، لكن هناك الكثير من الحراك الذي يشير إلى إمكانية إجرائها».

ووضع الإبراهيمي الهجوم الاستباقي على الانتخابات الرئاسية السورية، في سياق واحد مع تحميله مسؤولية الفشل، بحسب ديبلوماسيين، إلى الحكومة السورية «التي أكدت رغبتها في بحث كل المشاكل لكنها أعطت الانطباع الواضح أنها تقوم بمناورات تسويفية»، فيما كانت المعارضة «قد وافقت من جهتها على أسس مفاوضات جنيف، ومنها تشكيل هيئة حكومية انتقالية بالتوازي مع بحث موضوع الإرهاب، لكن الحكومة أصرت على بحث موضوع (مكافحة) الإرهاب قبل البحث بموضوع الحكومة الانتقالية».

وكان جليا أن عرضا من هذا النوع لن يحظى أمام الروس في مجلس الأمن بأي حظ للتوسع في مناقشته، أو استصدار أي بيان رئاسي، كما كان ينتظر الإبراهيمي والغربيون، يحمل النقاط الرئيسة للتقرير، أو يتبنى بعض ما جاء فيه، وهو ما أعلنته مندوبة لوكسمبورغ سيلفي كروس، الرئيسة الحالية لمجلس الأمن. وهو ما يؤكد ان الخلاف الروسي – الأميركي سيؤجل أي تقدم ممكن في الملف السوري. لذا سلم الإبراهيمي أمره، وأمر تقرير جولة ثالثة، كما قال «إلى أعضاء مجلس الأمن ليروا ما إذا كان بإمكانهم أن يفعلوا شيئا ما حيال ذلك، والمساعدة على عقد جولة جديدة في جنيف، بغية ضمان انه في حال حصولها فستكون مثمرة أكثر بقليل من سابقتها».

ورغم أن احتمالات تحديد جولة ثالثة لا يزال ضعيفا، إلا انه ليس مستبعدا كليا. فالأرجح أن تستمر الحاجة لعقد الجولة الثالثة لجنيف، غربيا وخليجيا و«ائتلافيا»، رغم بعض المعارضة في أوساطه. إذ تمثل جولة ثالثة فرصة جيدة لتحويلها إلى منصة لتطوير المعركة على الانتخابات الرئاسية في سوريا، والى منح دفعة جديدة لـ«الائتلاف» وتنشيطه سياسيا، وتعزيز حضوره دوليا، والذي لم يتحقق إلا عبر أدائه الإعلامي في جنيف، وخفت نجمه الإعلامي وحضوره السياسي بمجرد انتهاء الجولة الثانية في جنيف.

ورغم أن الروس، كما قالت مصادر في الأمم المتحدة خلال جلسة الأمس، قد تخلوا عن ترددهم في تأييد بقاء الأسد ولاية ثالثة، وقيادته المرحلة الانتقالية والحل السياسي داخليا، إلا أن الذهاب إلى جنيف يبقى قائما، باعتباره جزءا ملازما من عملية إدارة الأزمة مع الأميركيين، وهو أمر لن يتخلوا عنه في الوقت الحاضر، من دون أن يعني ذلك الذهاب إلى تفاهم مشترك أو تنازلات في العملية الانتقالية، كما ظهر برفضهم أي بيان رئاسي يتبنى تقرير الإبراهيمي.

وبديهي أيضا، أن الأزمة الأوكرانية أصبحت الملف الأولي في اللقاءات الروسية – الأميركية، وتحتل مكان الصدارة على لائحة الأزمات بين موسكو وواشنطن، ولن تكون سوريا على جدول أعمال لقاء لندن اليوم بين الوزيرين الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري.

ولا يزال الفصل بين الملفات الساخنة ممكنا، إذ لم يذهب التفاهم الروسي – الأميركي في الأصل حول مؤتمر جنيف ابعد من إجلاس الحكومة السورية و«الائتلافيين» حول طاولة واحدة. ولم تكن هناك لا خريطة طريق مشتركة، أو تصورات للطرفين لما يمكن أن يكون عليه الحل في سوريا، باستثناء الملف الكيميائي، ورغبة قوتين عظميين بإدارة الأزمة السورية، واحتوائها تحت سقف مصالحهما المشتركة .

ولا يزال الفصل بين الملف الأوكراني والسوري قائما، رغم أن تصريحات الإبراهيمي «اليائسة» أمام مجلس الأمن توحي بغير ذلك، لفهمه أن الروس لن يبذلوا أي جهد للمساعدة في سوريا، قد يعد تنازلا منهم في ملف استراتيجي، فيما تشتعل المواجهة مع واشنطن في ملف أكثر أهمية لروسيا وحول العد التنازلي لضم جزيرة القرم إليها. وينبغي انتظار اجتماع اليوم لمعرفة إذا ما كان بوسع الأميركي والروسي أن يفصلا بين الملفين الأوكراني والسوري، او الذهاب إلى مواجهة مزدوجة.

وكان كيري قال، أمام لجنة المخصصات المالية في مجلس الشيوخ، انه تم نقل نحو ثلث مخزونات سوريا الكيميائية خارج البلد، أما الباقي فهو تحت السيطرة في 12 موقعا مختلفا، مضيفا إن التحدي الآن هو نقل باقي تلك الأسلحة إلى ميناء اللاذقية حتى يتم نقلها إلى الخارج وتدميرها.

وأوضح كيري أن موسكو ساعدت في تقليص الموعد الزمني من المئة يوم الأولية التي اقترحتها دمشق إلى 62 يوما. وقال «نعتقد أن هذه الفترة الزمنية يمكن خفضها الآن بنحو 20 إلى 25 يوما، ونود أن نرى ذلك يتحقق». وأضاف إن «نجاحنا في القيام بذلك يعتمد بدرجة ما على نتائج الأحداث التي ينصب تركيزنا كله عليها بخصوص أوكرانيا. وآمل ألا تعيق الأحداث في أوكرانيا ذلك». وتابع «اعتقد أن روسيا مهتمة بشكل كبير بالا تصبح هذه الأسلحة الكيميائية سائبة وألا تقع في أيدي الإرهابيين».

«داعش» يقترب من ضريح «جد» أردوغان في الرقة

زياد حيدر

اقتربت عربات قوات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ومعها آلاف المقاتلين من قبر أكبر رموز الإمبراطورية العثمانية في المنطقة، وهو سليمان شاه ابن قلتمش، المدفون في منطقة قرقوزاق قرب مدينة الرقة، والذي سبق لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو أن قاما بزيارته مرات عديدة.

وحذر ناشطون من أن قبر قلتمش يمكن أن يشهد مصيرا مماثلا لعشرات الأضرحة التي سبق لعناصر «داعش» أن نبشوها ومن ثم فجروها.

وذكر ناشطون وميدانيون، أمس، ان قوات «داعش»، وعددها بالآلاف، سيطرت للمرة الأولى على منطقة جسر قرقوزاق ومحيطه، بعد اشتباكات عنيفة استمرت لعدة أيام مع مقاتلي «لواء جبهة الأكراد» و«الجبهة الإسلامية».

واقترب «داعش»، بتقدمه الميداني الأخير من ضريح قلتمش، وهو جد مؤسس الدولة العثمانية السلطان الغازي عثمان الأول بن ارطغل بن سليمان شاه الذي يقع على مقربة من الجسر، ويعتبر من أكثر الشخصيات احتراما لدى مسؤولي «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا.

وضريح قلتمش يعتبر، وفق مؤرخين، «أصغر مستعمرة بالعالم»، لكنها مستعمرة «بالتراضي»، ولا سيما في أوقات العلاقات الطيبة التي جمعت سوريا وتركيا قبل اندلاع الأزمة في العام 2011.

ويحرس عناصر أمن تركية، يقارب عددها العشرين، الضريح الذي يحتل مساحة تقارب الـ 8797 مترا، تتضمن حديقة وقصرا صغيرا مسورا. ويضم البناء قبرين، يقال ان في احدهما خمس جماجم لأحد أبناء الشاه ومرافقيه، بينما يضم الثاني رفاته. وتوجد رخامة حجرية مثبتة عند مقدمة الضريح تتكلم عن أصول الشاه ولمحة عن تاريخه.

ووفقا لشبكات إخبارية سورية معارضة، ومقربة من أنقرة، فان الشرطة التركية لم تتمكن من استبدال نوبات الحرس في الضريح طوال الأسابيع الماضية، والذي كان يتم عبر بوابة «كوباني» الحدودية، باعتبارها خط العبور الشهري لتبديل نوبة الجنود، وذلك حتى سيطرة «قوات الإدارة الذاتية الكردية» عليها منذ أشهر، ما دفع الأتراك للجوء لبوابة جرابلس الأبعد، والتي أغلقت بدورها.

وتوقع ناشطون أكراد أن يشهد ضريح قلتمش مصيرا مشابها لمصير عشرات الأضرحة والمزارات في مناطق سيطرة «داعش»، والتي طالها النبش وإتلاف الرفات ومن ثم التفجير، إلا في حال نجح الأتراك في التوسط لدى «داعش» من أجل تجاهله، وهو أمر يعتبره ناشطون أمرا «محتملا» بسبب مراقبة الاستخبارات التركية لنشاط تنظيم «القاعدة» قرب حدودها، وإن تغاضت عن نشاطها. ومنذ أيام، قال ناشطون ان السلطات التركية اضطرت لإنزال العلم التركي عن الضريح، مع اقتراب قوات «داعش» منه.

ويعود أصل سليمان شاه بن قلتمش إلى صحاري آسيا الوسطى، التي كانت تحت سيطرة المغول. ومعروف أنه مات غرقا مع بعض أبنائه خلال عبوره نهر الفرات، حيث دفن ليعاد نقل رفاته بالاتفاق مع السلطات التركية، بعد بناء سد الفرات وتكون بحيرة الأسد التي غمرته. وتنص اتفاقية رسمية، من عهد الانتداب الفرنسي، على سوريا، على رفع العلم التركي على الضريح، وهي اتفاقية تطورت إلى «إبداء احترام سوري رسمي» للموقع باعتباره «صرحا ثقافيا»، واتفق خلال «شهر العسل السوري التركي» في العام 2010 على «وضع لوحات وشاخصات دلالة للمكان، وصيانة الطريق المؤدية للضريح باعتباره مقصدا سياحيا للزوار الأتراك».

وسبق وزار الضريح كل من الرئيس التركي عبد الله غول وأردوغان، الذي كان يصر دوما خلال رحلاته لسوريا على زيارته برفقة داود أغلو، مفاخرا أمام رفاقه والمسؤولين السوريين بالقول «سأزور قبر جدي».

53 أسيرًا من القوات السورية في قبضة الجيش الحر بالرقة

بهية مارديني

يحتجز الجيش الحر 53 أسيرًا من قوات النظام السوري منذ اليوم الأول لتحرير مدينة الطبقة في ريف الرقة، فيما تشهد حلب معارك ساخنة على كل الجبهات. وشكلت المعارضة السورية  خلية أزمة لدراسة احتياجات حلب العسكرية والاغاثية.

تشهد محافظة حلب معارك ساخنة على كل الجبهات. في حين شكل الائتلاف الوطني السوري المعارض والحكومة الموقتة التابعة للائتلاف وهيئة الأركان العامة خلية أزمة لدراسة احتياجات حلب العسكرية والاغاثية، اضافة الى احتياجات الأماكن الساخنة.

وتتكون جبهات حلب من  جبهة الشيخ نجار التي تقع شمال شرق مدينة حلب، وتعتبر الجبهة الأقوى في حلب، حيث  تشهد محاولات من قبل النظام للسيطرة عليها، وعلى المدينة الصناعية وصولاً إلى السجن المركزي المحاصر من قبل المعارضة المسلحة، اضافة الى معارك كر وفر.

أما عن الفصائل المتواجدة في الطرفين، فالأغلبية من مقاتلي جبهة النصرة أحرار الشام وجيش المجاهدين تحت مسمى (غرفة عمليات أهل الشام )، فيما تقاتل عناصر إيرانية ولبنانية بجانب قوات النظام في الشق الآخر. وقد استطاع الثوار استعادة السيطرة على منطقة مجبل.

يذكر أن الاشتباكات في هذه المنطقة بدأت في بداية الشهر الثاني من هذا العام، بحسب محمد مصطفى الناشط السوري متحدثاً لـ”ايلاف”.

أما الجبهة الثانية فهي جنوب الشيخ نجار وشرق حلب، وهي في غالبيتها مع قوات النظام، وتشهد محاولات من كلا الطرفين لتوسيع رقعتها والاستيلاء على مناطق جديدة إلا أنها أقل شراسة من جبهة الشيخ نجار.

وفي جنوب النقارين، يوجد مطارا حلب الدولي والنيرب العسكري، واللذان يتحصن بهما النظام ويحاصرهم الثوار من لواء التوحيد التابع للجبهة الإسلامية، حيث مضى على حصار المطارين ما يقارب السنة وتجري اشتباكات متقطعة على هاتين الجبهتين، وحاول الثوار منذ عدة أشهر اقتحام المطارين إلا أنهم لم يستطيعوا الاستيلاء إلا على قطعة صغيرة تسمى “الزيوت” لكن قوات النظام ما لبثت أن استعادتها بهجوم واحد.

 وفي مطار كويرس العسكري  الواقع جنوبي مدينة الباب على بعد 21كم  قرب بلدة “دير حافر”، فهو ايضًا تحت الحصار من قبل فصائل مختلفة، وشهد عدة محاولات اقتحام وكلها لم تثمر عن عمل كبير، وتعد جبهة المطار جبهة هادئة قليلة الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام.

وفي جبهة جنوب شرق حلب توجد  قرية ” عزيزة ” القريبة من حي المرجة ومن مطار حلب الدولي تجري فيها اشتباكات عنيفة في الفترة الأخيرة في محاولة من الثوار ( الجبهة الإسلامية وحركة حزم ) السيطرة عليها بشكل كامل.

وفي الجهة الغربية لمدينة حلب، يمتلك جيش النظام حشوداً ضخمة في الأحياء التي يسيطر عليها، حيث يسيطر على أحياء (الحمدانية وحلب الجديدة والزهراء وأجزاء من حي الراشدين) وتحوي هذه الأحياء على نقاط عسكرية قوية لجيش النظام متمثلة بالبحوث العلمية والأكاديمية العسكرية ومدفعية الزهراء، ويقوم الجيش الحر بحصار على البحوث العلمية على مسافة 100 م تقريبًا عن قوات النظام إلا أنّ الجبهة في تلك المنطقة باردة نوعًا ما قليلة الاشتباكات ويرجع الثوار سبب عدم اقتحامهم لهذه المناطق بقلة الذخيرة.

وأبرز القوى المقاتلة في مدينة حلب جيش المجاهدين والجبهة الإسلامية وجبهة النصرة وحركة فجر الشام الإسلامية وتحالف المهاجرين والانصار وحركة حزم  وجبهة ثوار سوريا وتشكيلات مستقلة ( عبارة عن الوية وكتائب وسرايا يتراوح عددها بين 50 وحتى 1000 مقاتل مسلح).

وشهد الريف الشرقي في اليومين السابقين اشتباكات قوية في ريف جرابلس بين الثوار من ( لواء ثوار الرقة – لواء احفاد المرسلين – جبهة تحرير الفرات – مجموعات من احرار الشام ) من جهة، وتنظيم الدولة (داعش) من جهة أخرى، تمكن الثوار مع ساعات الفجر من التقدم واسترجاع حاجز الحية مع تراجع لعناصر تنظيم الدولة الى اطراف مدينة منبج

اما من الطرف الآخر للجسر، فقد انسحبت الدولة أيضًا من قرية بئر حسو باتجاه بلدة صرين التي سيطرت عليها قبل الامس وتمركزت بها وتمكن الثوار من السيطرة الكاملة على تل الديكان والمجبل واغتنام بعض الاسلحة وذخائر الدولة وقتل امير سد تشرين ( أبو محمد المصري ) على يد لواء ثوار الرقة، فيما استشهد خلال الاشتباكات قائد كتيبة الجولان موسى ابوحسن.

وفي الاشرفية  في حلب حاولت قوات النظام  التقدم على اكثر من محور في جبهة الاشرفية. واشتبكت مع لواء شهداء بدر الذي تمكن من التصدي لها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة لتتراجع بعدها قوات النظام الى نقاطها الرئيسية التي انطلقت منها

وفي حلب المدينة،  استهدف في اليومين الماضيين ايضًا جيش المجاهدين مبنى القصر البلدي الذي تتمركز فيه قناصات قوات النظام بقذائف هاون 82 كما استمرت الاشتباكات ضمن معركة زلزال حلب ( احرار الشام – لواء التوحيد ) مع قوات النظام في حي الإذاعة وتمكن الثوار من التقدم عدة مبانٍ.

وأما في الريف الغربي في الاتارب فرمى الطيران المروحي ثلاثة براميل امس الاول على المدينة، مما ادى الى انتشار اشلاء اهالي المدينة بالشوارع وجرحى وحالة من الذعر

وفي منطقة النقارين تمكن الثوار من جيش المجاهدين من استهداف دبابة لقوات النظام بصاروخ كونكورس مما أدى الى تدميرها ومقتل طاقمها مع تقدم بسيط للثوار على محيط اللواء 80 بالقرب من منطقة النقارين جنوب حلب، وفي السفيرة في حلب ايضاً قتلت المعارضة المسلحة ثلاثة عناصر من قوات النظام بكمين قرب مدرسة الناعورة شمالي المدينة.

أسرى

من جانب آخر يحتجز الجيش الحر لواء أويس القرني (53 أسيراً) من قوات النظام منذ أول يوم من تحرير مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي بتاريخ 10/2/2013 أغلبهم من (الطائفة العلوية) من بينهم ضباط  وهم موجودون لدى هذا اللواء، ولم يقم النظام إلى الآن  باستبدالهم بأسرى الجيش الحر أو المدنيين المحتجزين لديه.

 وقامت قوات النظام منذ اليوم الاول من أسر هؤلاء بقصف مكان احتجازهم بغية الخلاص منهم كي لا يكون لدى الجيش الحر ورقة يضغط بها عليه.

ويتواصل الجيش الحر مع أهالي الأسرى من أجل الضغط على قوات النظام للبدء بعملية تبادل الأسرى وأيضاً دون جدوى ورغم كل هذا يُعاود النظام استهداف مكان تواجد هؤلاء الأسرى حيث بادرهم منذ يومين بصاروخين من الطيران الحربي في بلدة الكرين في الريف الغربي لمدينة الطبقة، ما أدى إلى وقوع شهيد من لواء أويس القرني وعدد من الجرحى دون أن تكون هناك أية إصابة من الأسرى.

دمشق تستبعد حكمًا رموز المعارضة من الانتخابات الرئاسية

أ. ف. ب.

حذر المبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الخميس من اجراء انتخابات رئاسية في سوريا، في وقت أقر مجلس الشعب السوري قانون انتخابات عامة جديدًا يستبعد حكمًا رموز المعارضة.

الامم المتحدة: رأى المبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي أن حصول الانتخابات الرئاسية في سوريا، المقرر اجراؤها في ايار (مايو) او حزيران (يونيو) غير أن دمشق لم تعلن عن موعدها رسميًا بعد، سينسف مفاوضات السلام الرامية لوضع حد لثلاث سنوات من النزاع في هذا البلد.

وقال الابراهيمي للصحافيين في اعقاب جلسة لمجلس الامن الدولي إنه “اذا جرت انتخابات، اعتقد أن المعارضة، كل المعارضة، لن تعود مهتمة على الارجح بالتفاوض مع الحكومة”. ولم يعلن الرئيس السوري بشار الاسد حتى اليوم ما اذا كان سيترشح لولاية جديدة مدتها سبع سنوات، لكنه لم يستبعد ذلك.

وبحسب دبلوماسيين حضروا الجلسة المغلقة التي اطلع الابراهيمي خلالها مجلس الامن على نتائج مهمته، فان الموفد الدولي “يشك في أن تتيح اعادة انتخاب الرئيس الاسد لولاية جديدة من سبعة اعوام، وضع حد لمعاناة الشعب السوري”، مضيفًا أن الحكومة السورية “اكدت رغبتها في بحث كل المشاكل لكنها اعطت الانطباع الواضح انها تقوم بمناورات تسويفية”.

من جهته، قال السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري ردًا على سؤال حول الانتخابات الرئاسية، إن “هذه مسألة تتعلق بسيادة سوريا ولا يمكن أن يقررها احد سوى الشعب السوري”. وأقر مجلس الشعب السوري الخميس البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها بعد اقل من اربعة اشهر، والواردة ضمن مشروع قانون للانتخابات العامة، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا)، قبل اقل من اربعة اشهر من موعدها المقرر.

ورغم أن هذه البنود تتيح نظرياً، وللمرة الاولى منذ عقود، اجراء انتخابات تعددية، عملاً بدستور جديد اقر عام 2012 في خضم النزاع، الا أنها تغلق الباب عمليًا على ترشح معارضين مقيمين في الخارج، اذ تشترط أن يكون المرشح قد اقام في سوريا لمدة متواصلة خلال الاعوام العشرة الماضية.

ويشكل رحيل الاسد المطلب الرئيسي للمعارضة السورية والدول الداعمة لها. ولم يعلن الرئيس السوري ترشحه رسميًا بعد الى الانتخابات، الا انه قال لوكالة فرانس برس في كانون الثاني/يناير إن فرص قيامه بذلك “كبيرة”. وحددت مهلة الدعوة الى اجراء الانتخابات خلال الفترة ما بين 60 و90 يومًا قبل انتهاء ولاية الرئيس بشار الاسد في 17 تموز/يوليو.

وبحسب البنود المقررة “يشترط في المرشح الى منصب رئيس الجمهورية أن يكون متمماً الاربعين عاماً من عمره ومتمتعًا بالجنسية العربية السورية بالولادة من ابوين متمتعين بالجنسية العربية السورية بالولادة وان يكون متمتعًا بحقوقه المدنية والسياسية (…) والا يكون متزوجًا من غير سورية”.

كما يفترض به ان يكون “مقيماً في الجمهورية العربية السورية مدة لا تقل عن عشر سنوات اقامة دائمة متصلة عند تقديم طلب الترشيح والا يحمل أي جنسية أخرى غير جنسية الجمهورية العربية السورية”. واندلعت في سوريا منتصف آذار (مارس) 2011، احتجاجات ضد النظام، تحولت بعد اشهر الى نزاع دامٍ ادى الى مقتل اكثر من 140 الف شخص وتهجير الملايين.

وتسلم الرئيس الاسد الحكم في 17 تموز/يوليو 2000 بعد وفاة والده الرئيس حافظ الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. واعيد انتخابه في العام 2007 لولاية ثانية من سبع سنوات. وانتهج سياسة انفتاح لفترة قصيرة قبل ان ينغلق نظامه من جديد الى حين اندلاع حركة احتجاجية في اذار/مارس 2011 قمعها النظام بعنف وتحولت تدريجياً الى نزاع دامٍ.

ولم تشهد سوريا منذ وصول الرئيس حافظ الاسد الى الحكم، انتخابات رئاسية تعددية، بل كان يقام في نهاية كل ولاية، استفتاء حول التجديد للرئيس. الا ان الدستور الجديد الذي اقر في العام 2012، ألغى المادة الثامنة التي كانت تنص على أن حزب البعث هو “قائد الدولة”. وستكون الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في العام 2014، الاولى في ظل الدستور الجديد.

واشار مدعٍ عام دولي سابق في الامم المتحدة ديفيد كراين مساء الخميس في باريس الى معسكر اوشفيتز في معرض حديثه عن سوريا. ورأى ديفيد كراين الذي وضع مؤخراً مع مدعيين عامين دوليين سابقين تقريرًا مدعوما بصور عديدة يتهم النظام السوري بممارسة التعذيب على نطاق واسع، ان سوريا هي “نموذج تقليدي” لبلد ترتكب فيه “جرائم بحق الانسانية”.

وفي ختام جلسة الاحاطة قالت الرئيسة الدورية لمجلس الامن الدولي سفيرة لوكسمبورغ سيلفي لوكاس ان المجلس لم يتمكن من الاتفاق على بيان مشترك. ومجلس الامن منقسم بشدة حول الملف السوري بين الغربيين الداعمين للمعارضة وروسيا الداعمة للاسد.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس إن التوتر بين روسيا والولايات المتحدة بشأن اوكرانيا قد يعيق التعاون بين البلدين في سوريا ولا سيما في مسألة تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية.

وعلى صعيد آخر افادت الامم المتحدة أن عدد السوريين الذين اضطروا الى الفرار من منازلهم بسبب النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات في بلدهم تسعة ملايين شخص ما يجعلهم أكبر مجموعة من النازحين في العالم. وقال رئيس المفوضية العليا للاجئين انتونيو غوتيريس “من غير المقبول ان تحصل كارثة انسانية بهذا الحجم امام اعيننا دون أي مؤشر الى مطلق تقدم من اجل وقف حمام الدم”.

وهناك حاليًا اكثر من 2,5 مليون سوري مسجلين أو ينتظرون تسجيلهم على قوائم اللاجئين في الدول المجاورة، ومن المتوقع ان يتجاوز هذا العدد قريبًا عدد اللاجئين الافغان كأكبر مجموعة من اللاجئين في العالم. من جهة اخرى، فر اكثر من 6,5 ملايين شخص من منازلهم ويعيشون اليوم كنازحين داخل سوريا.

«داعش» تتمدد إلى قرى ريف حلب المحيطة بمعقلها في جرابلس.. ومقتل أميرها في سد تشرين

146 ألف قتيل حصيلة النزاع السوري.. وقصف «غير مسبوق» على يبرود

بيروت: نذير رضا

أعلن ناشطون سوريون، أمس، أن القوات النظامية شنت قصفا عنيفا على مناطق واسعة في يبرود، تزامن مع اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات من الجيش النظامي المدعوم بمقاتلين من حزب الله اللبناني الذي يقاتل على جبهة ريما غرب يبرود. وتزامنت تلك التطورات مع استمرار قصف مناطق واسعة في مدينة حلب، في حين سيطرت قوات تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروفة بـ«داعش» على قرية جسر قوزاق التابعة لمدينة جرابلس في ريف حلب التي تعد معقل «داعش»، بعد معارك استمرت لعدة أيام مع كتائب المعارضة.

وارتفع عدد ضحايا الصراع السوري، منذ شهر مارس (آذار) 2011، إلى أكثر من 146 ألف قتيل. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان توثيقه مقتل 146065 شخصا، بينهم 73783 مدنيا، من ضمنهم 7796 طفلا، و5166 أنثى فوق سن الـ18، إلى جانب 23389 من مقاتلي الكتائب المقاتلة. وأشار المرصد إلى مقتل 34738 من القوات النظامية، و332 من مقاتلي حزب الله اللبناني.

وتجدد القصف، أمس، على أحياء مدينة يبرود في القلمون بريف دمشق الشمالي، التي تعرضت لقصف عنيف من مرابض المدفعية التابعة للقوات النظامية في المرتفعات المحيطة فيها. وقال ناشطون إن القصف استهدف منازل المدنيين في مختلف الأحياء والمرافق عامة بينها مؤسسة الكهرباء التي سقط فيها صاروخ أدى إلى دمار كبير في البناء ومحولات الطاقة.

وأشار ناشطون في القلمون إلى أن القصف «كان غير مسبوق، إذ استمر لساعات خلال فترة الظهيرة بمعدل قذيفة كل خمس ثوانٍ».

وتزامن القصف مع تواصل الاشتباكات على محيط المدينة، من غير تسجيل أي تقدم للقوات النظامية على مداخلها الرئيسة. وقال ناشطون إن المعارضين «تصدوا لمحاولة اقتحام المدينة من الجهة الغربية». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقتل ضابط برتبة عميد من القوات النظامية ليل أمس في اشتباكات مع مقاتلي «داعش» و«جبهة النصرة» و«الكتائب الإسلامية المقاتلة» في محيط مدينة يبرود، مشيرا إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي المعارضة في محيط آخر أكبر معاقل المعارضة في القلمون.

ولفت الناشطون إلى أن الجبهات التي يجري الاشتباك فيها بين كتائب المعارضة والجيش النظامي بعيدة عن يبرود عدة كيلومترات، وبالتالي «لا فائدة من قصف المدينة سوى قتل ما تبقى فيها من مدنيين».

وفي ريف دمشق، استهدفت القوات النظامية مدينة عدرا في ريف دمشق الشرقي بقصف مدفعي عنيف، غداة زيارة الرئيس السوري بشار الأسد أحد أحيائها. وأسفر القصف، بحسب ناشطين، عن وقوع أضرار مادية في عدد من الأبنية السكنية والبنى التحتية.

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرض مناطق في بلدة عندان في حلب، لقصف جوي نفذه الطيران المروحي التابع للقوات النظامية، ترافق مع قصف من قبل القوات النظامية على البلدة. كما استهدف سلاح الجو السوري مناطق في أورم الكبرى وحريتان وطريق حلب – غازي عينتاب. وفي المدينة، أفاد ناشطون باستهداف منطقة مساكن هنانو بغارات جوية، بينما هاجم مقاتلو «داعش» مقرا نظاميا في منطقة النقارين.

في موازاة ذلك، تجددت الاشتباكات بين مقاتلي «داعش» والكتائب الإسلامية الأخرى في ريف حلب، حيث قتل أمير الدولة في منطقة سد تشرين خلال اشتباكات مع الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة في محيط مدينة منبج. وسيطرت «داعش» على منطقة جسر قوزاق ومحيطه، عقب اشتباكات عنيفة استمرت لعدة أيام مع مقاتلي لواء جبهة الأكراد ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة.

وتتبع قوزاق لمدينة جرابلس في ريف حلب، وشهدت معارك استمرت لعدة أيام مع كتائب المعارضة. وتقع المدينة على بعد 125 كلم شمال شرقي مدينة حلب، وتكمن أهميتها في موقعها على الحدود السورية التركية كأحد أهم المعابر الحدودية مع تركيا. وأشار ناشطون من المنطقة إلى أنّ التنظيم الذي يسيطر على جرابلس بشكل كامل يحاول أن يُحكِم سيطرته على جميع القرى المحيطة بالمدينة.

وبينما استهدفت القوات النظامية قواعد عسكرية لـ«داعش» في الرقة، وقعت اشتباكات بين الطرفين في محيط الفرقة 17، ترافق مع استهداف الدولة الإسلامية للفرقة 17 بالصواريخ. وأشار المرصد السوري إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية.

وفي سياق متصل، تعرضت قرى ريف دير الزور الشرقي لقصف مدفعي شنته قوات نظامية من مطار دير الزور العسكري، استهدف قرية مظلوم في الريف الشرقي للمحافظة، مما أدى لسقوط عدد من الجرحى. واستمرت الاشتباكات بين قوات المعارضة وقوات الجيش النظامي في حي الحويقة بمدينة دير الزور.

الإبراهيمي: إعادة انتخاب الأسد تعقد مساعي الحل السلمي للنزاع

المقداد يصفه بـ«الضمان الحقيقي» لسوريا ويثني على حقه في الترشح

بيروت: «الشرق الأوسط»

حذر الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من أن «إعادة انتخاب» الرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا «ستعقد مساعي الحل السلمي للنزاع»، في وقت أكد فيه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد حق الأسد في الترشح لولاية جديدة، معتبرا إياه «ضمانا حقيقيا» لسوريا.

واتهم الإبراهيمي، خلال إطلاعه مجلس الأمن الدولي على نتائج مهمته في سوريا، النظام السوري باللجوء إلى «مناورات تسويفية» لتأخير مفاوضات السلام مع المعارضة السورية، وفق ما نقله عنه دبلوماسيون. وكان الأسد، الذي تنتهي ولايته الرئاسية في شهر يونيو (حزيران) المقبل، أعلن في تصريحات عدة سابقة أن فرص ترشحه «كبيرة»، وهو ما كرره أركان حكومته في مناسبات عدة في الأشهر الأخيرة، وآخرهم نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الذي قال أمس، إن «الرئيس الأسد مثله مثل أي مواطن سوري، إضافة إلى أنه الضمانة لقيادة المرحلة القادمة لإعادة البناء وإعادة تموضع سوريا كقوة حقيقية في المنطقة وضمان حقيقي لمستقبل سوريا».

وتأتي تصريحات المقداد في وقت بدأ فيه مجلس الشعب السوري هذا الأسبوع مناقشة مشروع قانون جديد للانتخابات، يستبعد عمليا إمكانية ترشح أي معارض سوري، إذ يشترط وجوب أن يكون المرشح إلى الرئاسة قد أقام في سوريا خلال الأعوام العشرة الماضية، وأن ينال دعم 35 نائبا على الأقل من أعضاء مجلس الشعب البالغ عددهم 250 نائبا.

ورأى المقداد، في حديث إلى وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مقتطفات منها، أن «حق الترشح يجب أن يجري من خلال الدستور الذي يعطي كل أبناء سوريا هذا الحق»، مشيرا إلى أن الأسد «هو ابن بار لسوريا، وقدم إنجازات منذ عام 2000 (تاريخ وصوله إلى السلطة) لا يمكن حصرها». وتسلم الأسد مقاليد الحكم في البلاد في عام 2000 بعد وفاة والده الرئيس حافظ الأسد الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود، وأعيد انتخابه في عام 2007 لولاية جديدة من سبع سنوات، تنتهي منتصف السنة الحالية. ويشكل رحيل الأسد عن السلطة مطلبا أساسيا للمعارضة والدول الداعمة لها.

وكان الأسد، وفي تصريحات لوكالة «الصحافة الفرنسية»، في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، قال: «بالنسبة إليّ، لا أرى أي مانع من أن أترشح لهذا المنصب»، مشيرا إلى أنه «إذا كانت هناك رغبة شعبية ومزاج شعبي عام ورأي عام يرغب بأن أترشح، فأنا لن أتردد ولا لثانية واحدة بأن أقوم بهذه الخطوة». وأكد المقداد: «إننا نعمل على عدم خلق حالة من الفراغ القيادي في سوريا، لذلك سنحترم كل ما هو موجود في الدستور السوري وقانون الانتخابات في المضي قدما نحو الأمام»، معربا عن استعداد النظام «لسماع وجهة نظر» المعارضة في شأنه. وحمل نائب وزير الخارجية السوري المعارضة والدول الداعمة لها، مسؤولية عدم التوصل إلى أي نتيجة في مفاوضات «جنيف2»، قائلا إن الوفد المعارض «ذهب إلى مؤتمر (جنيف2) من أجل هدف واحد هو تسلم السلطة، ونحن لسنا مخولين من الشعب السوري بتسليم السلطة». يذكر أن رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» أحمد الجربا، كان حذر في رسالة بعث بها إلى مجلس الأمن الدولي أخيرا من أن مفاوضات جنيف «تفقد هدفها» في حال ترشح الأسد لولاية رئاسية جديدة، معتبرا أنه «إن حدث ذلك، فهذا يعني أن نظام الأسد ليس لديه الرغبة والجدية في الموافقة على الانتقال السياسي الذي نص عليه بيان جنيف».

الأزمة السورية أمام «امتحان الميدان».. بعد فشل الحل السياسي

خبراء يتوقعون استمرار الصراع ما لم تحدث تغيرات في موازين القوى

بيروت: كارولين عاكوم

بينما كانت الأنظار تتجه أواخر عام 2010 ومطلع 2011 إلى موجة الربيع العربي التي شغلت العالم أجمع واجتاحت كالإعصار تونس ومصر وليبيا واليمن، انطلقت مظاهرة صغيرة في مدينة سورية نائية ربما لم يسمع بها أغلبنا احتجاجا على اعتقال نظام الرئيس السوري بشار الأسد تلاميذ مدارس جازفوا بحياتهم وكتبوا على جدار مدرستهم «جاك الدور يا دكتور». هذه المظاهرة الصغيرة في مدينة درعا أصبحت نواة الحراك الشعبي السوري ضد نظام الأسد، وحولت اسم المدينة منذ 15 مارس (آذار) 2011 إلى «مهد الثورة».

الثورة السورية بدأت سلمية بمظاهرات فاجأت النظام وقضت مضجعه حتى في دمشق نفسها. رجال ونساء وأطفال وطلاب مدارس يجوبون الشوارع ليل نهار مرددين شعارات مناوئة للنظام ويرفعون لافتات مكتوبة بخط اليد تطالبه بالرحيل. النظام لم يحاورهم، بل واجههم بالرصاص والقتل والاعتقالات، فلم يجد هؤلاء مخرجا إلا أن يدافعوا عن أنفسهم بحمل السلاح. فتحولت شيئا فشيء من ثورة سلمية إلى حرب أهلية مسلحة تورطت فيها أطراف خارجية، مثل حزب الله اللبناني وإيران وميليشيات شيعية من جهة، مقابل مئات آخرين من عناصر تنظيم القاعدة ومجاهدين من شتى أنحاء المعمورة، لتصبح «الحرب الأخطر» على المنطقة والغرب والولايات المتحدة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).

«الشرق الأوسط» تسلط الضوء على مدى ثلاثة أيام، اعتبارا من اليوم، على ملفات الأمن واللاجئين ودول الجوار وجوانب أخرى من تداعيات الثورة التي تطوي هذه الأيام عامها الثالث وتدشن الرابع لتصبح الأطول والأكثر دموية من بين شقيقاتها في دول الربيع العربي بعد مقتل أكثر من 140 ألف سوري وتشريد الملايين، بينما لا يلوح في الأفق حل سياسي أو دبلوماسي أو حتى أمني، ليضع خاتمة للثورة السورية التي صار اسمها مع مرور الأيام «الأزمة السورية».

تدخل الأزمة السورية عامها الرابع في ظلّ صورة غير واضحة المعالم السياسية والعسكرية المحلية منها والدولية بعد سقوط أكثر من 140 ألف قتيل وآلاف المعتقلين وتهجير الملايين في موازاة احتدام المعارك على مختلف الجبهات والتي أدّت مجتمعة إلى زعزعة استقرار منطقة بأكملها.

وفي حين يرى البعض أنّ هذه السنة التي يفترض أن تشهد انتخابات رئاسية، قد تكون حاسمة لجهة الحل العسكري أو السياسي، مرجحين كفّة «امتحان الميدان»، يجد خبراء في المعطيات أنّ الصراع في سوريا سيكون طويل الأمد ما لم يشهد تغيّرات في موازين القوى على الأرض من خلال حصول المعارضة على سلاح نوعي، والذي بدأت بوادره تظهر بعد فشل مباحثات جنيف2.

وعلى وقع اشتداد المعارك بين المعارضة وقوات النظام في مختلف المناطق السورية والفجوة الواضحة بين مواقف الطرفين، فإن الرئيس السوري بشار الأسد باشر في الإعداد لـ«المعركة الرئاسية»، «مفصّلا إياها على قياسه» ليس فقط بإعلان استعداده للترشّح ورفضه المشاركة في أي حوار مع المعارضة يكون الهدف منه تسليم السلطة، إنما بتعديل قانون الترشّح بما يناسبه ويقطع بذلك الطريق أمام المعارضين، فيما مطلب المعارضة الأساسي هو تطبيق مقررات جنيف1 وأهمّها تشكيل الهيئة الانتقالية لإدارة شؤون البلاد على أن لا يكون للأسد دور فيها.

وفي هذا الإطار، يرى الباحث اللبناني وأستاذ العلاقات الدولية سامي نادر، أنّ كل المعطيات تشير إلى أنّ الصراع في سوريا طويل الأمد، إلا إذا حصل تغيّر في موازين القوى، مذكرا بما قاله كبير موظفي البيت الأبيض، دينس ماكدنو، بأن القتال في سوريا بين «تنظيم القاعدة» و«حزب الله»، ما يصفه نادر بـ«الاستنزاف الإيراني»، قد يكون لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية. وأضاف نادر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» «سيأتي يوم ويستعجل فيه حزب الله الذي يستهلك قواه العسكرية في سوريا إلى استعجال الانسحاب من سوريا ويكتشف أن إيران وقعت في الفخ».

وعن احتمال الحسم العسكري إذا تغيّرت موازين القوى، يذكّر نادر بما سبق لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن أعلنه لجهة دعم فكرة تسليح المعارضة، معتبرا أنّ تغيّر موازين القوى سياسيا أو عسكريا هو الذي سيؤدي إلى إمكانية الحسم. وأوضح «إذا وصلت المفاوضات الإيرانية – الأميركية إلى تسوية مستدامة شاملة تأخذ بعين الاعتبار الطرف العربي، من شأنها تقديم الدعم العسكري إلى المعارضة قد تحسم الأمور، لكن ما لم تحصل هذه التغيرات، فالأمور ستّتجه نحو المجهول وبالتالي إطالة فترة الصراع».

ويبدي نادر اعتقاده بأنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبعد فشل التعويل على الانفتاح مع روسيا إثر الأزمة في أوكرانيا، قد يتّجه نحو اتخاذ قرار التصعيد في سوريا طاويا بذلك صفحة الشراكة مع روسيا.

من جهته، يرى كريستوفر فيليبس الباحث في مركز شاتام هاوس في لندن، أنّ سوريا دخلت لائحة «النزاعات التي لا يمكن حلها» على غرار السودان والصومال، وقد بدّد بحسب فيليبس فشل مفاوضات «جنيف2» التي جمعت للمرة الأولى ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، الآمال الدبلوماسية بالتوصل إلى حل سياسي للنزاع رغم نفي العواصم الغربية ذلك.

وربط فيليبس بين الأزمة في أوكرانيا وفي سوريا، معتبرا أن المجموعة الدولية اليوم حولت أنظارها إلى الأولى حيث تدور أزمة كبرى بين الروس والغرب، وهي تخوض أساسا صراع قوة حول الملف السوري. وأضاف فيليبس «إنه أمر مأساوي بالنسبة إلى سوريا أن تندلع الأزمة الأوكرانية الآن»، مشيرا إلى أن تدهور العلاقات بين الغربيين والروس لن يشجع موسكو، أبرز حليف لنظام الأسد، على تليين مواقفها في الملف السوري.

وكما في السياسة كذلك عسكريا، فالأمر لا يختلف كثيرا بعدما دخلت أطراف خارجية على الخط لمؤازرة الطرفين وباتت المعارك تشمل معظم المناطق السورية التي يتقاسمها النظام والمعارضة التي تلقّت وعودا بالحصول على مساعدات عسكرية، بعدما أصبح المجتمع الدولي مقتنعا بعدم نيّة النظام بالتوصل إلى حلّ سياسي، وفق ما يقول عضو المجلس الأعلى للقيادة العسكرية في الجيش الحر، رامي دالاتي. ويشير في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ إعادة تنظيم الجيش الحرّ وكل المجموعات التي تقاتل على الأرض تحت مظلّة هيئة الأركان وتشكيل نواة جيش وطني ستساهم إلى حدّ كبير بتنفيذ هذه الوعود بعدما كانت الحجج التي يتسلّح بها البعض هي تشرذم المعارضة العسكرية والخوف من أن تصل الأسلحة إلى مجموعات متطرفة.

وفي السياق نفسه، قال الخبير دافيد غارينشتيان – روس أمام لجنة برلمانية أميركية «من الواضح الآن أن سقوط الأسد لم يعد حتميا كما كان يعتقد الكثير من الخبراء قبل سنة»، معربا عن اعتقاده أنّ كلا الطرفين غير قادر على حسم المعركة، و«السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن الحرب ستستمر عشر سنوات إضافية أو حتى أكثر».

في المقابل يبدو واضحا بالنسبة إلى عضو المكتب التنفيذي في الائتلاف الوطني أحمد رمضان أنّ الحل السياسي بات شبه معدوم بعد فشل جنيف2، لا سيما أن الوصول إلى هذا الحل مرتبط بموافقة النظام على تنفيذ مقررات جنيف1، ولا سيما نقل السلطة وتشكيل هيئة حكم انتقالية، وهو الأمر الذي لا يزال النظام يرفضه، وهذا ما سبق لكل من أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إضافة إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي قد أعلنوه صراحة من دون أن يجري تحديد موعد جديد لمباحثات جنيف2. ويعود رمضان في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى مسار الأزمة السورية منذ بدء الاحتجاجات في درعا، التي تشير برأيه إلى عدم إمكانية رضوخ النظام إلى الحل السياسي، قائلا «منذ اليوم الأوّل بدأت الاحتجاجات سلمية وأراد الشعب والمعارضة تحقيق التغيير بعيدا عن العنف حتى إنّ وفودا من بعض المحافظات التقوا الأسد لكن كل المحاولات باءت بالفشل والنظام هو من أصّر على تغيير طابعها واتباع أسلوب العنف بدءا من أطفال درعا ومن ثم اتباع الأسلوب الأمني والدموي وصولا إلى الإبادة الشاملة التي لم يعد يميّز فيها بين مدني وعسكري وطفل وامرأة، حتى إنّه وعلى وقع المباحثات المتعثرة التي كانت تعقد في جنيف2، كان عدد القتلى يصل يوميا إلى 100 ربعهم من النساء والأطفال، ولكن رغم ذلك لم يستطع إخماد الثورة».

وميدانيا، يرى رمضان «أنّ الوقائع على الأرض أثبتت أنّ النظام الذي يستمد استمراريته السياسية من بعض الدول التي تسانده، ولا سيما روسيا وإيران، ليس قادرا على الحسم العسكري منفردا، وقد شهدت نهاية عام 2012 وبداية 2013، إنهاء للصراع الثنائي الذي كان قائما بين المعارضة والنظام، ليتحوّل إلى صراع متعدّد الأقطاب، بعد دخول حزب الله والحرس الثوري الإيراني والميلشيات العراقية التي تتولى جميعها القتال ميدانيا، بينما مهمة قواته ترتكز على القصف الجوي. ويعتبر رمضان، أن الفرق بين النظام والمعارضة ميدانيا، هو أن المعارضة لم تستدع مجموعات خارجية للقتال إلى جانبها ولم تحصل على السلاح الكافي للمواجهة، على عكس النظام، متوقعا تغيّر المعطيات العسكرية على الأرض لصالح المعارضة في المرحلة المقبلة، لا سيما بعد اتخاذ قرار بدعمها عسكريا، وقد بدأت أولى الخطوات في هذا الإطار، باتجاه القلمون وحلب.

* محطات

* أدى النزاع السوري إلى مقتل أكثر من 140 ألف شخص وإصابة أكثر من نصف مليون آخرين بجروح بحسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما أسفر عن ملايين اللاجئين وألحق دمارا هائلا بأجزاء واسعة من البلاد.

وفي ما يأتي المحطات الأساسية من النزاع الذي انطلق في 15 مارس (آذار) 2011 واختتم عامه الثالث:

* 2011:

– 15 و16 مارس: مظاهرات ترفع شعارات ضد «الطاغية»، واجهتها السلطات بحدة في دمشق ودرعا (جنوب)، متحدثة عن وقوف «جماعات متطرفة» خلفها.

– 23 مارس: تقارير عن مقتل 100 شخص في درعا التي باتت تعد «مهد الثورة». وبدءا من أبريل (نيسان)، توسعت رقعة المظاهرات ضد النظام مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد.

– الأول من يوليو (تموز): مظاهرة في مدينة حماه (وسط)، يشارك فيها نحو نصف مليون شخص، تلتها سلسلة من المظاهرات الضخمة أيام الجمعة من الشهر نفسه. وشنت القوات النظامية حملة عنيفة لقمع الاحتجاجات، أدت إلى مقتل العشرات خلال أسابيع.

– 29 يوليو: عقيد منشق عن القوات النظامية يعلن تأسيس الجيش السوري الحر الذي تشكل بغالبيته من جنود منشقين. وفي مراحل لاحقة، انضم إليه مدنيون حملوا السلاح ضد النظام.

– 18 أغسطس (آب): الرئيس الأميركي باراك أوباما يدعو الرئيس بشار الأسد للرحيل عن الحكم. وفي مراحل لاحقة، فرضت حكومات غربية وعربية عقوبات على النظام السوري.

– الرابع من أكتوبر (تشرين الأول): روسيا والصين تستخدمان حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يدين استخدام النظام السوري العنف ضد المحتجين. واستخدمت موسكو وبكين هذا الحق مرتين أخريين في عام 2012.

* 2012:

– الأول من مارس: القوات النظامية تستعيد السيطرة على حي بابا عمرو ذي الرمزية الكبيرة في مدينة حمص (وسط)، بعد نحو شهر من القصف العنيف الذي أدى إلى مقتل المئات بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم الصحافيان ماري كولفين وريمي أوشليك.

– 30 يونيو (حزيران): اتفاق بين القوى الكبرى في جنيف على تأسيس حكومة انتقالية ذات صلاحيات واسعة، من دون التطرق إلى مصير الرئيس الأسد. ولم يجد الاتفاق الذي عرف بـ«جنيف1» سبيلا إلى التنفيذ.

– 18 يوليو: مقتل أربعة من القادة الأمنيين البارزين، بينهم وزير الدفاع داود راجحة وآصف شوكت صهر الرئيس الأسد، في تفجير أثناء اجتماع أمني في دمشق. بعد يومين، شن الجيش السوري الحر هجوما على حلب كبرى مدن الشمال، وسيطر على أحياء فيها.

– 11 نوفمبر (تشرين الثاني): مجموعات سياسية معارضة للنظام تجتمع في الدوحة وتعلن تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

* 2013:

– الخامس من يونيو: القوات النظامية وحزب الله اللبناني حليف دمشق يسيطرون على مدينة القصير الاستراتيجية في ريف حمص قرب الحدود مع لبنان.

– 21 أغسطس: هجوم بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق يؤدي إلى مقتل المئات ويثير موجة سخط عالمية. الدول الغربية والمعارضة تتهم النظام بالوقوف خلف الهجوم، والولايات المتحدة تلوح بشن ضربة عسكرية ضد النظام، قبل توصلها مع موسكو في سبتمبر (أيلول) إلى اتفاق حول نزع الترسانة الكيماوية السورية.

* 2014:

– الثالث من يناير (كانون الثاني): تشكيلات من المعارضة المسلحة تشن هجوما ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، متهمة عناصره الجهاديين بارتكاب ممارسات مسيئة وانتهاكات وبالتشدد في تطبيق المعايير الإسلامية.

– 22 يناير: انطلاق مفاوضات «جنيف2» في مدينة مونترو السويسرية بمشاركة دولية واسعة، ومحادثات مباشرة بين الوفدين الحكومي والمعارض تنطلق بعد يومين في جنيف بإشراف الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي دون تحقيق أي تقدم. وأعلن الإبراهيمي في 15 فبراير (شباط) انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات، دون تحديد موعد لجولة مقبلة.

داعش تنسحب من محافظتَيْ إدلب واللاذقية وجبهة النصرة تستلم

بيروت – انسحب مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش، من محافظتَيْ إدلب في شمال غرب سوريا، واللاذقية، في اتجاه محافظتي الرقة التي تعد أبرز معاقلهم وحلب، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة.

وأوضح المرصد أنّ جبهة النصرة التابعة للقاعدة تسلّمت المراكز التي انسحبت منها الدولة الإسلامية، مشيرًا إلى أنّ هذا الانسحاب سببه أنّ التنظيم الجهادي “لم يعد قادرًا على حماية مقاتليه” في تلك المناطق، مع تواصل المعارك مع تشكيلات أخرى من المعارضة السورية.

وأضاف المرصد: “استكمل مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام انسحابهم الذي بدأ منذ نحو أسبوع من ريف اللاذقية الشمالي، ومن ريف جسر الشغور في محافظة إدلب”، لافتًا إلى أنّه “تم الانسحاب إلى محافظة الرقة وريف حلب الشرقي تحت غطاء من مقاتلي جبهة النصرة، لتصبح محافظتا إدلب واللاذقية خاليتين بشكل كامل من الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

أمّا مدير المرصد رامي عبد الرحمن، فأوضح في اتصالٍ هاتفي مع وكالة فرانس برس أنّ “عناصر الدولة الإسلامية انسحبوا بعد حصول انشقاقات في صفوفهم، ولم يعودوا قادرين على حماية مقاتليهم”. وأضاف أنّ “كتائب مقاتلة كانت تتحضر للاشتباك معهم”، وأنّ جبهة النصرة “أمّنت لهم الانسحاب، وسيطرت على المراكز التي انسحبوا منها”.

وبحسب عبد الرحمن، انتشرت الدولة الإسلامية خلال الأسابيع الماضية “بشكل أوسع في ريف الرقة، ما عدا النقاط التي ما زالت في يد النظام”، كما “انسحب مقاتلو الدولة الإسلامية من مدينة حلب في اتجاه ريفها الشمالي الشرقي، لا سيما مدينة جرابلس ومحيطها، ومن محافظة دير الزور باستثناء ريفها الغربي المجاور لمحافظة الرقة”. وأوضح أنّ الدولة الإسلامية تتواجد “بشكل محدود” في ريف دمشق والحسكة (شمال شرق) وريف حماة.

 دمشق تتحدث عن استسلام مقاتلين بحمص

المعارضة تتقدم بإدلب والقنيطرة وتقتل جنودا بحلب

سيطر مقاتلو المعارضة السورية على حاجز في إدلب شمال سوريا وعلى مواقع بالقنيطرة جنوبا، وقتلوا جنودا نظاميين في حلب، في وقت استمرت الاشتباكات في القلمون شمال دمشق وفقا لناشطين, بينما قالت السلطات السورية إن عشرات المسلحين بحمص سلموا أنفسهم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش الحر سيطر مساء أمس على حاجز “الكمين” شمال مدينة خان شيخون. وتزامنت السيطرة على الحاجز مع اشتباكات في محيط حاجز بابولين أسر على أثرها الجيش الحر خمسة جنود نظاميين، حسب المرصد وكذا المركز الإعلامي السوري.

وكانت فصائل سورية مقاتلة استولت في الأسابيع القليلة الماضية على عدد من الحواجز المحيطة بخان شيخون, وهي مدينة إستراتيجية تقع على طريق إمداد عسكري للقوات النظامية.

وبدأت المعارضة مؤخرا معركة للسيطرة على المدينة بهدف وصلها بالمناطق التي سيطرت عليها في ريف حماة.

جبهات القتال

وقد صدت قوات المعارضة في الأيام القليلة الماضية محاولات من القوات النظامية لاستعادة مدينة مورك بريف حماة, وتجددت الاشتباكات اليوم جنوب المدينة حسب المرصد السوري.

وفي ريف حماة أيضا, تحدث ناشطون عن مقتل ثمانية من المسلحين الموالين للنظام إثر شجار نشب بينهم.

وفي حلب, قال المرصد إن ثمانية جنود نظاميين سقطوا بين قتيل وجريح عندما فجر مسلحو المعارضة مبنى كانوا يتحصنون داخله في محيط ساحة الجديدة, وبعيد الانفجار اندلع قتال بين القوات النظامية وكتائب البعث من جهة وبين فصائل إسلامية من جهة أخرى. كما أشار المرصد إلى اشتباكات اليوم في منطقة الشيخ نجار بحلب.

وتشهد حلب معارك في محيط منطقة الشيخ نجار قرب المنطقة الصناعية التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها لإحكام الطوق حول معاقل المعارضة شرق وجنوب المدينة.

وفي القلمون بريف دمشق, اشتبك مقاتلو جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام الليلة الماضية مع القوات النظامية المدعومة بحزب الله اللبناني في محيط مدينة يبرود وفقا للمرصد السوري الذي تحدث عن قتيلين في صفوف المعارضة وقتيل من الحزب.

ودخلت معركة يبرود شهرها الثاني, وتتضارب الأنباء حول ما إذا كانت القوات المهاجمة قد حققت بالفعل تقدما مهما, في وقت يؤكد فيه مقاتلو المعارضة أنهم صدوا كل المحاولات لاجتياح المدينة.

وفي ريف دمشق أيضا, سجلت اشتباكات عنيفة الليلة الماضية في بساتين دوما بين فصائل إسلامية والقوات النظامية المدعومة أيضا بمقاتلين من حزب الله، حسب المرصد السوري الذي تحدث عن خسائر لدى الطرفين.

كما وقعت اشتباكات صباح اليوم في محيط حاجز الفاخوم ومنطقة الظهرة بريف دمشق وفقا لشبكة شام, في حين أفاد المرصد بحدوث اشتباكات عنيفة الليلة الماضية عند حواجز ببلدة الحفة باللاذقية, وتحدث عن خسائر في الطرفين, كما سجلت اشتباكات في محيط بلدة الحصن بحمص.

وفي حمص أيضا, تحدثت وكالة الأنباء السورية في خبر عاجل عن تسليم 43 مسلحا أسلحتهم للسلطات. وحسب الوكالة, فإن هؤلاء كانوا يقاتلون داخل الأحياء المحاصرة. من جهته قال اتحاد التنسيقيات إن مقاتلي المعارضة سيطروا اليوم على بلدة عين زيوان وعلى سرية للكتيبة 320 بريف القنيطرة جنوب البلاد.

قصف

ميدانيا أيضا, قالت شبكة شام إن القوات النظامية قصفت صباح اليوم بلدتي النشابية والبلالية بالغوطة الشرقية مما أدى إلى مقتل جرح عدد من الأشخاص.

وبثت الشبكة صورا تظهر تصاعد سحابة من الدخان جراء قصف على مناطقة بمخيم اليرموك جنوب دمشق.

وانهار قبل أيام اتفاق هدنة تم التوصل إليه مطلع العام, مما أدى إلى تجدد الاشتباكات بين عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة وجبهة النصرة التي عاد مقاتلوها إلى أجزاء من المخيم متهمين النظام بعدم الالتزام باتفاق الهدنة الذي ينص على إدخال المساعدات للمحاصرين بالمخيم.

وتعرض حي الوعر بحمص لقصف مدفعي, في وقت تستمر فيه الاشتباكات بعدة محاور في ريف المحافظة, بما في ذلك حول مدينة الزارة التي تقطنها أغلبية من التركمان السنة, والتي استعادتها القوات النظامية قبل أيام.

وفي حماة, تعرضت مدينة مورك مجددا اليوم لقصف جوي ومدفعي عنيف من منطقة دير محردة وفقا للجان التنسيق المحلية وشبكة سوريا مباشر, في حين قال المرصد السوري إن مدنيين أصيبوا في قصف مدفعي لقرى بريف اللاذقية, كما تعرضت أحياء بدرعا للقصف مما تسبب بجرحى ومدار بالأبنية.

وأحصت لجان التنسيق أمس 36 قتيلا من بينهم 19 قتلوا في دمشق وريفها وثمانية بحلب. وقتل ما يقرب من 150 ألف سوري منذ اندلاع الثورة قبل ثلاث سنوات.

عدد قتلى الحرب السورية يفوق 146 ألفا

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن ما يفوق 146 ألف شخص -أكثر من ثلثهم مدنيون- قتلوا في الحرب السورية التي بدأت انتفاضة شعبية ثم تحولت إلى حرب أهلية والتي تدخل عامها الرابع في الشهر الجاري.

وكانت آخر أرقام للأمم المتحدة نشرت في يوليو/تموز الماضي تشير إلى أن عدد القتلى بلغ مائة ألف على الأقل، وقالت المنظمة الدولية في يناير/كانون الثاني الماضي إنها ستتوقف عن تحديث هذه الأرقام بعد أن جعلت الأوضاع الميدانية من المستحيل ذكر أرقام دقيقة.

ويستخدم المرصد -ومقره بريطانيا وهو جماعة مناهضة للحكومة السورية- شبكة من المصادر في أنحاء سوريا لتوثيق أعمال العنف هناك.

وسجل المرصد مقتل قرابة ثلاثة وستين مقاتلا من المعارضة المسلحة، منهم عناصر من جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأضاف المرصد أن أكثر من ستة وخمسين ألف شخص ممن قتلوا هم من قوات الجيش النظامي والمجموعات الداعمة له، ومنهم 332 من حزب الله اللبناني و459 مقاتلا من دول أخرى.

العدد الحقيقي

ونبه المرصد إلى أن العدد الحقيقي لضحايا الحرب أكبر بكثير من الرقم المعلن، موضحا أن الجانبين يحاولان إخفاء العدد الحقيقي لضحاياهم مما يجعل إحصاء تعداد القتلى صعبا للغاية.

وفي سياق متصل، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم أن الأزمة السورية تسبب في أكبر أزمة لاجئين في العالم، إذ أجبر 40% من السكان على ترك منازلهم، فقد تشرد أكثر من تسعة ملايين سوري نصفهم من الأطفال، ونزح 6.5 ملايين منهم داخل البلاد، ولجأ قرابة مليونين وستة مائة ألف إلى دول مجاورة.

 مختطفات اللاذقية العلويات يناشدن الأسد مجددا

                                            سربت فصائل من المعارضة السورية صورا جديدة الخميس تظهر من تصفهم بأطفال ونساء من الطائفة العلوية اختطفوا بريف اللاذقية في أغسطس/آب الماضي، ويحتجزون لدى كتائب المعارضة المسلحة، وهم يطالبون الرئيس السوري بشار الأسد بالسعي لإطلاقهم.

وقالت إحدى المختطفات إن التسجيل يعود لتاريخ 12 من الشهر الجاري، وإن عددهم نحو 97. وناشدت بشار الأسد بالتفاوض لإطلاقهن بعد أن احتجزن لمدة زادت عن سبعة أشهر، مطالبة بتدخل حكومي سريع أسوة بما جرى لإطلاق راهبات معلولا بالقلمون شمال دمشق.

يشار إلى أنه يوم الأحد الماضي أطلق عشرات المعتقلات السوريات، مقابل الإفراج عن راهبات دير مار تقلا بمعلولا اللاتي اختطفن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذلك بعد وساطة قطرية استغرقت أشهرا.

ويطلب مختطفو العلويات إطلاق “2000 أسير” لدى النظام السوري يكون نصفهم من النساء والأطفال، وذلك لإطلاق النساء والأطفال المحتجزين لديهم.

واشترط الخاطفون ألا تقل مدة اعتقال من سيشملهم التبادل عن عام لكل الأسرى، وأن يكون سبب اعتقال من سيشملهم التبادل متصلا بالثورة (معتقلي رأي ودعم للثورة)، وأن يكون أغلبية المطلقون من المناطق الساحلية.

وطالب الخاطفون بوجود جهة ضامنة لتنفيذ اتفاق التبادل، على أن يحدد مكان التبادل لاحقا، بعد تقديم كشوف بالأسماء في أقرب فرصة.

ويثير توقيت اختطاف السيدات والأطفال الانتباه، حيث إنه نفس الشهر الذي ظهرت فيه مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان لتتهم المعارضة بخطف أطفال من نفس المنطقة ونقلهم مسافة 360 كيلومترا -مجتازين كل مناطق سيطرة النظام- إلى ريف دمشق، لتحقنهم بالمواد الكيمياوية، في رواية أثارت سخرية المعارضين.

سوريا: شروط تعجيزية لمرشحي الرئاسة من المعارضة

دمشق – فرانس برس

أقر مجلس الشعب السوري، أمس الخميس، البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها بعد أقل من أربعة أشهر، والواردة ضمن مشروع قانون للانتخابات العامة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).

ورغم أن هذه البنود تتيح نظرياً، وللمرة الأولى منذ عقود، إجراء انتخابات تعددية، فإنها تغلق الباب عملياً على ترشح معارضين مقيمين في الخارج، إذ تشترط أن يكون المرشح قد أقام في سوريا لمدة متواصلة خلال الأعوام العشرة الماضية.

ويشكل رحيل الأسد المطلب الرئيسي للمعارضة السورية والدول الداعمة لها. ولم يعلن الرئيس السوري ترشحه رسمياً بعد إلى الانتخابات، إلا أنه قال في تصريحات صحافية خلال يناير إن فرص قيامه بذلك “كبيرة”.

وحددت مهلة الدعوة إلى إجراء الانتخابات خلال الفترة ما بين 60 و90 يوماً قبل انتهاء ولاية الرئيس بشار الأسد في 17 يوليو.

وبحسب البنود المقرة “يشترط في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية أن يكون متمماً الأربعين عاماً من عمره ومتمتعاً بالجنسية العربية السورية بالولادة من أبوين متمتعين بالجنسية العربية السورية بالولادة، وأن يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية (…) وألا يكون متزوجا من غير سورية”.

كما يفترض به أن يكون “مقيماً في الجمهورية العربية السورية مدة لا تقل عن عشر سنوات إقامة دائمة متصلة عند تقديم طلب الترشيح وألا يحمل أي جنسية أخرى غير جنسية الجمهورية العربية السورية”.

واندلعت في سوريا منذ منتصف مارس 2011، احتجاجات ضد النظام، تحولت بعد أشهر إلى نزاع دامٍ أدى إلى مقتل أكثر من 140 ألف شخص وتهجير الملايين.

وتسلم الرئيس الأسد الحكم في 17 يوليو 2000 بعد وفاة والده الرئيس حافظ الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. وأعيد انتخابه في العام 2007 لولاية ثانية من سبع سنوات.

ولم تشهد سوريا منذ وصول الرئيس حافظ الأسد إلى الحكم، انتخابات رئاسية تعددية، بل كان يقام في نهاية كل ولاية، استفتاء حول التجديد للرئيس.

إلا أن الدستور الجديد الذي أقر في العام 2012، ألغى المادة الثامنة التي كانت تنص على أن حزب البعث هو “قائد الدولة”. وستكون الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في العام 2014، الأولى في ظل الدستور الجديد.

وبحسب البنود التي أقرها مجلس الشعب الخميس، “ينتخب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة”، على أن “يدعو رئيس مجلس الشعب لانتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء ولاية الرئيس القائم في مدة لا تقل عن ستين يوما ولا تزيد على تسعين يوما، ويجب أن تتضمن الدعوة تاريخ الانتخاب”.

ومن المقرر أن يستكمل المجلس البحث في باقي بنود مشروع القانون، والمتعلقة بالانتخابات التشريعية والمحلية.

“وجوه من أجل سوريا” أكبر حملة عالمية تضامنا مع سوريا

دمشق – جفرا بهاء، لندن – مصطفى زارو

تبدو الثورة السورية والأزمة الإنسانية التي اتفق العالم على وصفها بـ”أسوأ أزمة إنسانية يشهدها القرن الحادي والعشرون”، تبدو أنها بدأت توحد العالم على رأي يصنف في خانة “الإنسانية”، وبدأت ترجمته على أرض الواقع بحملات عديدة ونشاطات في أنحاء العالم، وتأتي حملة “وجوه من أجل سوريا #withSyria كأكبر حملة عالمية منذ ثلاث سنوات بمشاركة ما يزيد على الـ130 منظمة إنسانية وحقوقية حول العالم.

تتوجه الحملة إلى القادة في كل العالم “علينا أن نقول لقادتنا: لا تتركوا الشعب السوري يتجرع مرارة عام آخر من المعاناة وسفك الدماء، يجب علينا أن نقف مع سوريا”، وتريد لفت النظر إلى مأساة سوريا وأطفالها وشعبها بوقفة عالمية مضيئة، وقام منظمو الحملة بلفت النظر وشرح كيفية المشاركة بالحملة.

ويبدو الإبداع في الفيديو المرافق للحملة، والذي اعتمد على الرسم وليس على الصور، ولترافق الفيديو أغنية مع صور لأطفال يحملون بالونات حمراء ينظرون إلى سوريا “المدمرة”، لترفعهم البالونات إلى السماء، في إشارة لمعاناة الأطفال وقتلهم في سوريا.

المفروض أن يجري تنظيم الوقفات المضيئة عند الغروب قبل حلول الذكرى السنوية للثورة، في أكثر من 30 بلدا في جميع أنحاء العالم، وسيتم استخدام أنواع مختلفة من الأضواء في الوقفة كالشموع أو البالونات الحمراء المضيئة، والبالونات المملوءة بالهليوم، وحتى الأقلام المضيئة أو بطاريات الوميض والهواتف المحمولة أو الألعاب النارية.

رسالة الحملة

وجهت الحملة رسالتها إلى “أطراف الصراع كافة وأصحاب النفوذ جميعاً”، مطالبة بوقف إراقة الدماء ووقف الهجمات التي يتعرض لها المدنيون، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، وضمان وصول المساعدات لكل من يحتاجونها وإنقاذ حياتهم، إضافة إلى الالتزام بمحادثات السلام الشاملة.

كتبت “وجوه من أجل سوريا”: “إننا نناشد الجميع في كل بلد من بلدان العالم أن يضيئوا بارقة أمل للشعب السوري، عن طريق المشاركة عبر الإنترنت وحضورهم الفعلي، لإرسال رسالة واضحة إلى قادتنا نؤكد فيها أننا لن نتخلى عن الشعب السوري”.

أعمال فنية وحراك شعبي غربي

وفي لندن احيى فنان الغرافيتي البريطاني بانكسي هذه الذكرى باعادة رسم احدى اشهر لوحاته الفنية لفتاة ببالون احمر، واسقطت هذه اللوحة على معالم تارخية مشهورة مثل عمود نيلسون وبرج ايفيل.

أما جيف جينكينز رئيس حملة انقذوا اطفال سوريا، فأشار إلى أنه “من المهم ان يظهر الناس عبر العالم انهم مهتمون بما يجري في سوريا ويراعون ماساة عشرة الاف طفل قتلوا”.

وشدد على أن “أكثر من اربعة ملايين بحاجة ماسة الى مساعدات انسانية، دعم الناس من كافة العالم غير محدود ويريدون اتخاذ الخطورات اللازمة لحل الازمة، واتمنى ان يسمع زعماء العالم نداءنا”.

من جهته علق بول كونروي الصحفي في “صانداي تايمز” أنه عندما غادر سوريا “كان عدد الضحايا ثمانية الاف وكنت شاهدا على مذبحة باب عمرو وقلت حينها للعالم اذا لم تتحركوا فهذه ليس النهاية بل البداية”.

وأسف كونروي انه الآن وبعد سنتين لا يزال “العالم جالس يتفرج بينما فقد مئتي الف سوري ارواحهم، لسنا قريبين على الاطلاق من حل الازمة ولم تقدم اي حكومة في العالم اي شيء لانقاذ حياة طفل سوري واحد”.

اشتباكات بحماة وقصف على حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر للمعارضة السورية المسلحة أن مواجهات اندلعت بين قوات المعارضة وقوات الجيش في محيط مدينة حماة، وأن مقاتلي المعارضة أعلنوا سيطرتهم على مواقع عدة بعد 3 أسابيع من المواجهات، فيما تعرضت قرى وبلدات ريف حلب لعدة غارات جوية وإلقاء للبراميل المتفجرة.

وقال ناشطون إن عددا من أفراد القوات الحكومية قد قتلوا وأصيب آخرون في الاشتباكات التي تتواصل على مشارف مورك التي تحاول القوات الحكومية اقتحامها، في حين يشدد الجيش الحر قبضته على المدينة وعلى الطريق الدولية التي يصلها بصوران.

وأكدت مصادر المعارضة أن 10 من أفراد قوات الجيش السوري قتلوا وجرح آخرون قرب مدينة مورك جراء قصف جوي بالخطأ على تجمع لقواته.

وتزامنت الاشتباكات في مورك مع قصف عنيف بصواريخ “أرض أرض” على المدينة من حواجز القوات الحكومية حول المدينة.

وفي ريف حلب، شنت الطائرات السورية عددا من الغارات على عدة بلدات، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وجرح العشرات.

ففي بلدة الأتارب قتل شاب وطفلة وأصيب العشرات إثر سقوط 3 براميل متفجرة على المدينة، وفي بلدة عندان قتل 3 أشخاص من عائلة واحدة وجرح أكثر من 30 إثر سقوط برميلين متفجرين على المدينة.

وفي حمص، تواصلت الاشتباكات في المزارع المحيطة بالزارة بريف حمص، وتصدت قوات المعارضة المسلحة لمحاولة قوات الحكومية اقتحام قرية الحصرجية القريبة من البلدة.

كما تعرضت مدينة قلعة الحصن لقصف صاروخي ومدفعي عنيف خلف جرحى ودمارا واسعا، ودارت اشتباكات في مدينة تلبيسة بريف حمص أسفرت عن مقتل عنصرين من القوات الحكومية.

وفي دير الزور، دارت معارك عنيفة بين قوات المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في حي الصناعة شرقي المدينة.

وفي ريف دمشق، استهدف قصف بالصواريخ والمدفعية الثقيلة بلدات يبرود وداريا وعدرا وعلى جرود بلدات إفرة وتلفيتا وهريرة بوادي بردى ومنطقة الشياح بمدينة معضمية الشام.

وفي هذه الأثناء قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما يربو على 146 ألف شخص -أكثر من ثلثهم مدنيون أي نحو 20 ألفا – قتلوا منذ اندلاع شرارة الثورة السورية التي تدخل عامها الرابع هذا الشهر.

وأوضح المرصد أن عدد القتلى في صفوف القوات الحكومية وحلفائها، وصل إلى 56 ألفا، أما عدد  القتلى في صفوف قوات المعارضة بكل فصائلها فبلغ 36 ألفا.

مصادر: لا مظاهر انسحاب للمعارضة المسلحة من يبرود بريف دمشق

روما (14 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفت مصادر أهلية من مدينة يبرود في القلمون بريف دمشق الشمالي انسحاب مقاتلي المعارضة من المنطقة، وأشارت إلى أن قوات المعارضة المسلحة مازالت تسيطر على جزء كبير من المنطقة، ولا يوجد مظاهر تحي بأنها تنوي الانسحاب منها

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن معارك كر وفر تجري بين الطرفين، وتقدّم قوات النظام وميليشيات حزب الله في مكان يقابله تراجع في مكان آخر، وأشارت إلى أن جبهة مزارع ريما شرقي يبرود التي أعلنت القوات السورية استعادتها من قوات المعارضة قبل أيام لم تسقط بيد النظام بل تقدم بها وعادت لتشهد تراجعاً لقوات النظام لصالح قوات المعارضة أمس”. واضافت “هذا ما دفع قوات النظام لشن أكثر من عشرة غارات جوية على المنطقة في يوم واحد، وقصفتها بالمدفعية الثقيلة بشكل عنيف، لكن هذا القصف لم يؤثر على سيطرة المعارضة المسلحة على الأجزاء التي تقدموا فيها”، علىحد وصفها.

ومنذ شهر تشن القوات السورية وميليشيات حزب الله اللبناني حملة عسكرية واسعة على مدينة يبرود لاستعادة السيطرة عليها من قوات المعارضة وقطع صلتها بعرسال اللبنانية مستخدمة الأسلحة الثقيلة وسلاح الطيران.

رئاسة الائتلاف السوري المعارض مازالت تأمل استلام مقعد سورية بالجامعة العربية

روما (14 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إن رئاسة الائتلاف مازال لديها أمل في إمكانية إقناع رئاسة الجامعة العربية تسليم مقعد سورية للائتلاف، وأشارت إلى وجود “اتصالات حثيثة من رئيس الائتلاف برئيس الجامعة العربية” بهذا الصدد.

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “يجري أحمد الجربا اتصالات حثيثة مع رئيس الجامعة وبعض الدول العربية في محاولة منه لتغيير قرار الجامعة تأجيل منح مقعد سورية للائتلاف، ويلقى تشجيعاً من بعض الدول العربية، ويأمل في أن يستلم المقعد المحامي هيثم المالح رئيس الدائرة القانونية في الائتلاف”، وفق قولها.

لكن المصادر نفسها قللت من احتمال نجاح هذه المساعي مشيرة إلى أن الأمر محكوم بموافقة جميع الدول العربية “وهو أمر متعذر”، حسب قناعتها.

وكان مجلس الجامعة العربية قد قرر الأسبوع الماضي تأجيل قضية منح مقعد سورية إلى الائتلاف إلى دورة مقبلة للمجلس نظرا لخلافات عربية حول أحقية الائتلاف بشغل المقعد بسبب عدم أحقيته أو عدم سيطرته على الأراضي السورية

منظمة حقوقية: لم يُفرج سوى عن 28 معتقلة في صفقة التبادل مع راهبات معلولا

روما (13 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعربت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان عن قلقها على مصير المعتقلات السوريات المشمولات بصفقة التبادل مع راهبات معلولا المحررات قبل أيام، وقالت في بيان إن مصيرهن “يكتنفه الغموض”، وأكّد عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة “أن إجمالي من أُطلق سراحهن رغم مرور يومين على التبادل بلغ 28 معتقلة” فقط.

وكان المتحدث باسم جبهة النصرة، الجهة التي اختطفت الراهبات قد أكّد في تسجيل أن النظام السوري قام بإطلاق سراح 152 معتقلة مقابل الراهبات المحتجزات في يبرود بالقلمون بريف دمشق الشمالي، بينما أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي على أن عدد المفرج عنهن هو 25 معتقلة فقط، وهي تصريحات متناقضة لم يستطع أي من الطرفين إثباتها بالوثائق والصور، بينما تحفظت الجبهة عن نشر قائمة بأسمائهن.

الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أكّدت أنه وحتى الساعة تم الإفراج عن 28 معتقلة فقط إضافة إلى شابين وأربعة أطفال، وأعربت عن استغرابها من التصريحات المتضاربة حيال عدد السجينات المفرج عنهن سواء من الطرف الحكومي الرسمي أو المتحدث باسم جبهة النصرة.

وأوضح الريحاوي لوكالة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن “عدم نشر أسماء المحررات أمر غير مبرر تحت أي مسمّى”، كما أعرب عن خشيته أن تكون الصفقة قد شملت” بنوداً سرية لا تفيد إلا الجهات التي احتجزت الراهبات”، ولم يستبعد أن يكون هناك “بنود مالية” في صفقة التبادل طالما لم تُعلن قوائم أسماء المفرج عنهن من المعتقلات السوريات.

ولقد طالبت الرابطة في بيانها كافة الجهات الراعية لصفقة التبادل بـ “الكشف الفوري عن تفاصيل هذه العملية وملابساتها، وعن عدد وأسماء المعتقلات السوريات المشمولات بالصفقة، لإزالة اللثام عن الغموض والتعتيم الذي أحاط بتفاصيل عملية التبادل وظروفها”.

وجددت دعوتها لـ”إنقاذ حياة الآلاف من النساء المعتقلات في سجون النظام”، وناشدت المجتمع الدولي بـ”ضرورة التدخل العاجل لوضع حد لجرائم النظام السوري عبر إحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية”.

الحرب في سوريا: أحمد الجربا رئيس الائتلاف المعارض يطالب بزيادة تسليح الجيش الحر

طالب أحمد الجربا، رئيس الاتئلاف السوري المعارض الدول المؤثرة في مجموعة “أصدقاء” سوريا بالوفاء بوعودها بتزويد الجيش السوري الحر المعارض بالسلاح.

وقال إنه حان الوقت كي تتراجع الجهود الدبلوماسي وتحقيق تغيير في موازين القوى على الأرض لصالح الجيش السوري الحر.

وتشكو جماعات المعارضة السورية المسلحة، التي توصف بالمعتدلة، من ضعف قدراتها التسليحية في مواجهة الجيش النظامي السوري. ويسعى قادتها منذ فترة طويلة لإقناع الدول الكبرى بتوفير أسلحة نوعية لتمكينها من إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد.

وفي مقابلة مع بي بي سي في مدينة اسطنبول التركية، قال الجربا إن الائتلاف السوري تلقى قبل مباحثات جنيف 2 وعودا بالحصول على مزيد الأسلحة في حالة تحميل نظام الأسد المسؤولية عن فشل المحادثات.

واعتبر الجربا أنه حان الآن وقت وفاء الأعضاء القياديين في مجموعة “أصدقاء سوريا” بوعودهم.

ضعيف ومنقسم

وتأتي تصريحات الجربا مع دخول الحرب في سوريا عامها الرابع.

وأشار إلى أن الدول المركزية في المجموعة بما فيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية حملت جميعها الأسد مسؤولية الإخفاق في تحقيق تقدم في مؤتمر جنيف الثاني.

يشكو مقاتلو الجيش الحر من الخلل الكبير في التوازين في التسليح بينهم وبين الجيش النظامي السوري.

ورفض الجربا الاتهامات الموجهة للائتلاف بأنه ضعيف ومنقسم على نفسه لدرجة لا تمكنه من أن يشكل تهديدا لنظام الرئيس الأسد.

وتحمل مجموعة “أصدقاء سوريا” روسيا مسؤولية عرقلة اتخاذ مجلس الأمن موقفا حاسما من الأسد. كما تتهم موسكو وإيران وحزب الله بدعم نظامه بالسلاح.

وقال الجربا “من المفترض أن يقدم المزيد من شحنات المعونات العسكرية”.

وعبر عن اعتقاده بأنه “حان وقت أن تحتل الدبلوماسية المرتبة الثانية بعد تغيير الميزان في ميادين القتال في سوريا لصالح الجيش السوري الحر”.

يقول جيرمي بوين، محرر شؤون الشرق الأوسط في بي بي سي، إن مؤيدي الجربا من الغربيين والسعوديين ربما يكونون أقل يقينا بإمكانية حدوث ذلك في ضوء الدعم الذي يلقاه النظام من إيران وروسيا وقوة المقاتلين الجهاديين الذين يرفضون النظام والمعارضة العلمانية.

الجربا (على اليسار) بين مقاتلي الجيش السوري الحر في اثناء زياة له لإدلب الشهر الماضي.

BBC © 2014

مشادات وعراك في اجتماع لهيئة أركان المعارضة السورية

أكد مصدر في هيئة الأركان العامة التابعة للمعارضة السورية وقوع خلافات حادة ومشادات كلامية وصلت إلى العراك بالأيدي في اجتماع الهيئة مساء أمس.

وقال المصدر إن وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة أسعد مصطفى نقض الاتفاق الذي كان وقع قبل يومين حول استقالته واستقالة نوابه وتعيين اللواء سليم ادريس مستشارا للشؤون العسكرية لرئيس الائتلاف أحمد الجربا، وتوسيع هيئة الأركان العامة.

وأضاف المصدر إن اللواء سليم ادريس الذي لم يحضر الاجتماع يبقى الرئيس الشرعي لهيئة الأركان العامة بعد نقض الاتفاق الأخير من مؤيدي أحمد الجربا.

هذا ومن المتوقع عقد مؤتمر موسع لاعادة هيكلة الأركان العامة للجيش السوري الحر بعد الخلافات التي طرأت، حسب المصدر.

ميدانيا، افادت لجان التنسيق المحلية بمقتل أربعة وعشرين شخصا أغلبهم في دمشق وريفها ودرعا وادلب، وان الطيران الحربي شن غارات جوية على محيط المطار العسكري في دير الزور.

ومن جانبه أكد رامي عبدالرحمان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان طائرات النظام السوري كثفت غاراتها لمناطق عديدة من سوريا بالبراميل المتفجرة.

واضاف مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ان العشرات من المدنيين قتلوا وجرحوا جراء هذه الغارات.

BBC © 2014

دمشق تستبعد المعارضين حكما من الانتخابات والابراهيمي يحذر

حذر المبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الخميس من اجراء انتخابات رئاسية في سوريا، في وقت أقر مجلس الشعب السوري قانون انتخابات عامة جديدا يستبعد حكما رموز المعارضة.

ورأى الابراهيمي ان حصول هذه الانتخابات المقرر اجراؤها في ايار/مايو او حزيران/يونيو غير ان دمشق لم تعلن عن موعدها رسميا بعد، سينسف مفاوضات السلام الرامية لوضع حد لثلاث سنوات من النزاع في هذا البلد.

وقال الابراهيمي للصحافيين في اعقاب جلسة لمجلس الامن الدولي انه “اذا جرت انتخابات، اعتقد ان المعارضة، كل المعارضة، لن تعود مهتمة على الارجح بالتفاوض مع الحكومة”.

ولم يعلن الرئيس السوري بشار الاسد حتى اليوم ما اذا كان سيترشح لولاية جديدة مدتها سبع سنوات، لكنه لم يستبعد ذلك.

وبحسب دبلوماسيين حضروا الجلسة المغلقة التي اطلع الابراهيمي خلالها مجلس الامن على نتائج مهمته، فان الموفد الدولي “يشك في ان تتيح اعادة انتخاب الرئيس الاسد لولاية جديدة من سبعة اعوام، وضع حد لمعاناة الشعب السوري”، مضيفا ان الحكومة السورية “اكدت رغبتها في بحث كل المشاكل لكنها اعطت الانطباع الواضح انها تقوم بمناورات تسويفية”.

من جهته قال السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري ردا على سؤال حول الانتخابات الرئاسية ان “هذه مسألة تتعلق بسيادة سوريا ولا يمكن ان يقررها احد سوى الشعب السوري”.

وأقر مجلس الشعب السوري الخميس البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها بعد اقل من اربعة اشهر، والواردة ضمن مشروع قانون للانتخابات العامة، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا)، قبل اقل من اربعة اشهر من موعدها المقرر.

ورغم ان هذه البنود تتيح نظريا، وللمرة الاولى منذ عقود، اجراء انتخابات تعددية، عملا بدستور جديد اقر عام 2012 في خضم النزاع، الا انها تغلق الباب عمليا على ترشح معارضين مقيمين في الخارج، اذ تشترط ان يكون المرشح قد اقام في سوريا لمدة متواصلة خلال الاعوام العشرة الماضية.

ويشكل رحيل الاسد المطلب الرئيسي للمعارضة السورية والدول الداعمة لها. ولم يعلن الرئيس السوري ترشحه رسميا بعد الى الانتخابات، الا انه قال لوكالة فرانس برس في كانون الثاني/يناير ان فرص قيامه بذلك “كبيرة”.

وحددت مهلة الدعوة الى اجراء الانتخابات خلال الفترة ما بين 60 و90 يوما قبل انتهاء ولاية الرئيس بشار الاسد في 17 تموز/يوليو.

وبحسب البنود المقررة “يشترط في المرشح الى منصب رئيس الجمهورية أن يكون متمما الاربعين عاما من عمره ومتمتعا بالجنسية العربية السورية بالولادة من ابوين متمتعين بالجنسية العربية السورية بالولادة وان يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية (…) والا يكون متزوجا من غير سورية”.

كما يفترض به ان يكون “مقيما في الجمهورية العربية السورية مدة لا تقل عن عشر سنوات اقامة دائمة متصلة عند تقديم طلب الترشيح والا يحمل أي جنسية أخرى غير جنسية الجمهورية العربية السورية”.

واندلعت في سوريا منتصف آذار/مارس 2011، احتجاجات ضد النظام، تحولت بعد اشهر الى نزاع دام ادى الى مقتل اكثر من 140 الف شخص وتهجير الملايين.

وتسلم الرئيس الاسد الحكم في 17 تموز/يوليو 2000 بعد وفاة والده الرئيس حافظ الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. واعيد انتخابه في العام 2007 لولاية ثانية من سبع سنوات. وانتهج سياسة انفتاح لفترة قصيرة قبل ان ينغلق نظامه من جديد الى حين اندلاع حركة احتجاجية في اذار/مارس 2011 قمعها النظام بعنف وتحولت تدريجيا الى نزاع دام.

ولم تشهد سوريا منذ وصول الرئيس حافظ الاسد الى الحكم، انتخابات رئاسية تعددية، بل كان يقام في نهاية كل ولاية، استفتاء حول التجديد للرئيس.

الا ان الدستور الجديد الذي اقر في العام 2012، ألغى المادة الثامنة التي كانت تنص على ان حزب البعث هو “قائد الدولة”. وستكون الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في العام 2014، الاولى في ظل الدستور الجديد.

واشار مدع عام دولي سابق في الامم المتحدة ديفيد كراين مساء الخميس في باريس الى معسكر اوشفيتز في معرض حديثه عن سوريا.

ورأى ديفيد كراين الذي وضع مؤخرا مع مدعيين عامين دوليين سابقين تقريرا مدعوما بصور عديدة يتهم النظام السوري بممارسة التعذيب على نطاق واسع، ان سوريا هي “نموذج تقليدي” لبلد ترتكب فيه “جرائم بحق الانسانية”.

وفي ختام جلسة الاحاطة قالت الرئيسة الدورية لمجلس الامن الدولي سفيرة لوكسمبورغ سيلفي لوكاس ان المجلس لم يتمكن من الاتفاق على بيان مشترك.

ومجلس الامن منقسم بشدة حول الملف السوري بين الغربيين الداعمين للمعارضة وروسيا الداعمة للاسد.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس ان التوتر بين روسيا والولايات المتحدة بشأن اوكرانيا قد يعيق التعاون بين البلدين في سوريا ولا سيما في مسالة تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية.

وعلى صعيد اخر افادت الامم المتحدة ان عدد السوريين الذين اضطروا الى الفرار من منازلهم بسبب النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات في بلدهم تسعة ملايين شخص ما يجعلهم كبر مجموعة من النازحين في العالم.

وقال رئيس المفوضية العليا للاجئين انتونيو غوتيريس “من غير المقبول ان تحصل كارثة انسانية بهذا الحجم امام اعيننا دون اي مؤشر الى مطلق تقدم من اجل وقف حمام الدم”.

وهناك حاليا اكثر من 2,5 ملايين سوري مسجلون او ينتظرون تسجيلهم على قوائم اللاجئين في الدول المجاورة، ومن المتوقع ان يتجاوز هذا العدد قريبا عدد اللاجئين الافغان كاكبر مجموعة من اللاجئين في العالم.

من جهة اخرى، فر اكثر من 6,5 ملايين شخص من منازلهم ويعيشون اليوم كنازحين داخل سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى