أحداث الجمعة 18 نيسان 2014
تصعيد في حلب وحمص والنظام ينسف «جنيف 1»
لندن، واشنطن، نيويورك – «الحياة»
على وقع احتدام المعارك على جبهات القتال في سورية، لا سيما في مدينتي حلب وحمص، أعلن النظام أن باب الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة سيفتتح الأسبوع المقبل، واعداً بأن يكون الاقتراع «شفافاً ونزيهاً». ويؤكد النظام بذلك نيته إجراء الانتخابات في المناطق الخاضعة لسيطرته، متجاهلاً انتقادات واسعة صدرت من دول عربية وغربية اعتبرت أن مثل هذه الخطوة التي يُتوقع أن تؤدي إلى إعادة انتخاب الأسد لولاية جديدة ستعني أن الحكم السوري لا يريد حلاً سياسياً وفق إعلان «جنيف – 1» الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية.
وأعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، خلال لقاء مع صحافيين في دمشق أمس، أن مجلس الشعب سيعلن الإثنين فتح باب الترشح لمنصب رئيس الدولة، مؤكداً أن الاقتراع الرئاسي المتوقع خلال ثلاثة شهور من فتح باب الترشح سيكون شفافاً ونزيهاً.
وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إلى أن الأسد تلقى رسالة أمس من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، علماً أن الأزمة السورية كانت بين مواضيع المحادثات التي أجريت أمس بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف.
وفي واشنطن، أكدت مصادر ديبلوماسية موثوق بها لـ «الحياة» أن الإدارة الأميركية تدرس تقوية جماعات قبلية في سورية وبالتحديد في أماكن تتميّز بحضور قوي لمناصري تنظيم «القاعدة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على الحدود العراقية وفي مدينة الرقة، وذلك في إطار جهودها للحد من نفوذ المتطرفين في سورية. وأشارت المصادر إلى أن الاستخبارات الأميركية تعمل على وضع استراتيجية متكاملة في هذا الخصوص وتحديد مجموعات يمكن العمل معها على الأرض لهذه الغاية، وهي خطوة شبيهة بتجربة «الصحوات» التي اعتمدتها الإدارة في العراق قبل سنوات.
ميدانياً، شنت طائرات النظام السوري غارات على الجبال المحيطة بمدينة الزبداني القريبة من الحدود اللبنانية – السورية والتي انسحب نحوها مقاتلو المعارضة بعد إجلائهم من منطقة القلمون، في وقت بدأت كتائب المعارضة هجوماً ضخماً على ثكنة هنانو العسكرية الاستراتيجية للقوات النظامية السورية في شمال شرقي مدينة حلب حيث تدور معارك عنيفة بين الطرفين. ومالت كفة المعركة في البداية لمصلحة الكتائب المقاتلة التي فجّرت ثلاثة أنفاق تحت أبواب الثكنة الضخمة تمهيداً لاقتحامها، لكن وسائل الإعلام السورية الرسمية بثت مساء تقارير عن صد الهجوم ووزعت صوراً لجنود أمام جثث عشرات المقاتلين. ولم يكن واضحاً حتى ساعات المساء لمن تميل كفة المعركة التي يمكن أن تؤثر في الوضع في حلب بأكملها. ولم تكن صورة المعارك في منطقة الراموسة (جنوب حلب) بأفضل حال، إذ أعلن معارضون استعادتهم السيطرة عليها، في حين قال النظام إن جنوده صدوا الهجوم.
وأعلنت الحكومة السورية أمس تحقيق قوات النظام تقدماً جديداً في بعض الأحياء القديمة المحاصرة في مدينة حمص. وقال مصدر عسكري لـ «سانا» إن وحدات الجيش «واصلت تقدمها في أحياء حمص القديمة… وسيطرت على مبانٍ عدة في أحياء باب هود والحميدية والقصور وجورة الشياح والقرابيص».
وعبّر ناشطون معارضون في الأيام الماضية عن خشيتهم من سقوط حمص في أيدي قوات النظام خلال فترة أيام قليلة، وأشاروا إلى أن أعداداً كبيرة من المسلحين سلموا أنفسهم خلال الأسابيع الماضية لكن قرابة ألف ما زالوا يتحصنون بداخلها متعهدين الدفاع عن «عاصمة الثورة» حتى الرمق الأخير.
واعتبر الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، في بيان أمس، أن الاتفاق الذي أبرم على هامش مؤتمر «جنيف – 2» بين المقاتلين والمدنيين المحاصرين في حمص والسلطات السورية، انهار. وقال الإبراهيمي: «إنه لأمر مؤسف للغاية أن تتوقف المفاوضات بهذا الشكل القاسي وأن يستعر العنف مرة أخرى بينما كان اتفاق شامل يلوح في الأفق». وتابع: «إنه لأمر مقلق أن تتحول حمص … من جديد إلى مسرح للموت والدمار».
وفي نيويورك، عقد مجلس الأمن جلسة طارئة لبحث في التطورات في حمص بعد مناشدة الإبراهيمي لاستئناف المفاوضات لرفع الحصار. ودعت فرنسا الى عقد الجلسة التي كان مقرراً أن يقدم فيها مسؤول من مكتب الأمانة العامة للأمم المتحدة تقويماً حول التطورات في حمص.
وحذّر «الائتلاف الوطني السوري»، في بيان، من وقوع مذبحة إذا دخلت قوات الأسد الجزء الذي يسيطر عليه المسلحون في حمص. وقال الائتلاف وفق ما أوردت «رويترز»: «نحذّر المجتمع الدولي من احتمال وقوع مجزرة في حمص. تقع المدينة القديمة تحت الحصار من قوات النظام منذ 676 يوماً». وقال منذر أقبيق المتحدث باسم «الائتلاف»: «إن من الضروري أن يبقي العالم عينه على حمص في هذه المرحلة الحرجة. النظام حوّل (المدينة) التي كانت روح الثورة إلى أنقاض وخراب».
وفي لاهاي، نقلت «رويترز» عن مصادر ديبلوماسية أن سورية قدمت لائحة «أكثر دقة» بترسانتها من الأسلحة الكيماوية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بعدم شكت دول أعضاء في هذه المنظمة من أن مراقبين على الأرض وجدوا تناقضاً في اللائحة الأساسية التي قدمتها دمشق لمخزونها العام الماضي.
وفي برلين (أ ب)، أعلن الادعاء الألماني فتح تحقيق ضد شخص يُزعم أنه عضو في «الدولة الإسلامية في العراق والشام» واثنين من شركائه المتهمين بمساعدته في تأمين أموال ومعدات لمصلحة هذا التنظيم. ولم يقدم الادعاء الاسم الكامل للمتهم بالانتماء إلى «الدولة الإسلامية»، باستثناء القول إنه لبناني يدعى إسماعيل أ. (24 سنة) وتلقى تدريبات لدى فرع «القاعدة» المنشق في سورية.
أدباء وسياسيون ينعون ماركيز
لوس آنجليس – إفي
نعى كتاب وقادة سياسيون اليوم الأديب العالمي الراحل غابريل غارسيا ماركيز الذي ترك أعمالاً عظيمة.
وأعرب الرئيس الأميركي بارك أوباما عن أسفه إزاء وفاة الأديب الكولومبي، قائلاً إنه أحد كتّابه المفضلين. وقال أوباما في بيان: «بوفاته فقد العالم أحد أعظم كتابه وأحد المفضلين لي أثناء شبابي»، ونقل الرئيس الأميركي تعازيه لعائلة الكاتب وأقاربه.
وأوضح أوباما أنه التقى ماركيز في نيسان (أبريل) 2009 في مكسيكو سيتي أثناء مأدبة عشاء أقيمت على شرفه من جانب الرئيس المكسيكي السابق فيليبي كالديرون، أهدى ماركيز خلالها أوباما نسخة موقعة من رواية «مئة عام من العزلة».
وأعربت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف عن أسفها لوفاة ماركيز، موضحةً أنه سيظل في قلب الملايين من قرائه وذاكرتهم. ورأت في تغريدة على «تويتر» أنه “صاحب النص الرائع والشخصية الفريدة”.
واعتبر الرئيس الكولومبي السابق ألبارو أوريبي (2002-2010) أن ماركيز جعل ملايين سكان العالم يعشقون كولومبيا.
ورأى الرئيس المكسيكي أنريكي نييتو أن ماركيز “أحد أعظم كتاب عصورنا، إذ جعل الواقعية السحرية في أميركا اللاتينية تحمل طابعاً عالمياً”. بينما قال الرئيس البيرواني أويانتا اومالا: «أميركا اللاتينية والعالم بأسره سيشعران بفقد هذا الحالم».
وقال الرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا:«رحل غابو. سيكون لنا مائة عام من العزلة، لكن تتبقى أعماله وحبه للوطن الكبير».
وقال الرئيس التشيلي السابق سباستيان بنييرا: «ترك لنا أعمال ملهمة ستواصل إثراء خيالنا».
بينما أعرب الكاتب البيرواني الحائز على جائزة «نوبل» في الآداب عام 2010 ماريو يوسا عن حزنه الشديد لوفاة ماركيز، باعثاً تعازيه لعائلته. وقال يوسا في مقابلة تلفزيونية: «توفي كاتب كبير منحت أعماله الأدب بلغتنا مكانة عظيمة»، موضحاً أن روايات ماركيز ستجعله خالداً ويواصل كسب القراء من أنحاء العالم.
كما نعت المغنية الكولومبية شاكيرا مواطنها ماركيز، ووصفته بأنه كان «هدية فريدة لن تتكرر». ونشرت في صفحتها على «فايسبوك» صورة تجمعها به، وكتبت: «عزيزي غابو، قلت ذات مرة إن الحياة ليست ما يعيشه أحدنا، وإنما هي ما يتذكّره، وكيف يتذكّره ليرويه، وسنتذكر حياتك كهدية فريدة لن تتكرر».
وتوفى ماركيز أمس في المكسيك عن عمر يناهز 87 عاماً، بعدما كان يتلقى العلاج في مستشفى في مكسيكو سيتي، قضى فيها 8 أيام لإصابته بالتهاب رئوي وفي المسالك البولية.
وانتشر نبأ وفاة ماركيز كالنار في الهشيم في وسائل الإعلام في أميركا اللاتينية، بعدما أكده الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس على حسابه على شبكة «تويتر» الاجتماعية.
أوباما: ماركيز كاتبي المفضل
ش) واشنطن – إفي
أعرب الرئيس الاميركي بارك أوباما عن أسفه لوفاة الأديب العالمي غابريل غارسيا ماركيز، الذي قال عنه انه أحد كتابه المفضلين.
واعتبر أوباما في بيان نُشر عقب معرفة نبأ وفاة ماركيز أن “العالم فقد أحد أعظم كتابه بوفاة ماركيز”، مؤكداً أنه “احد المفضلين لي أثناء شبابي”.
ونقل الرئيس الاميركي تعازيه إلى عائلة الكاتب وأقاربه.
وأوضح انه ألتقى بالكاتب في نيسان (ابريل) 2009 في مدينة مكسيكو، أثناء مأدبة عشاء اقيمت على شرف أوباما من جانب الرئيس المكسيكي السابق فيليبي كالديرون.
وأهدى ماركيز الرئيس الاميركي نسخة موقعة من رواية “مئة عام من العزلة”.
وتوفى ماركيز في المكسيك أمس، عن عمر يناهز 87 عاما.
سوريا: فتح الترشيح للرئاسة في 21 نيسان 50 قتيلا في هجوم المعارضة على ثكنة هنانو
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 50 شخصا على الاقل قتلوا خلال هجوم شنته المعارضة المسلحة على ثكنة هنانو في حلب التي تعتبر واحدة من أهم الثكن في سوريا. وعلى رغم الوضع الميداني المتصاعد، يعتزم مجلس الشعب السوري فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية في 21 نيسان الجاري.
وقال المرصد ان المعارك التي كانت لا تزال مستمرة حتى ساعة متقدمة امس أوقعت ما لا يقل عن 27 قتيلا في صفوف الجنود وقوات الدفاع الشعبي الموالية للنظام ونحو 20 قتيلا في صفوف المعارضة بينهم أحد القادة.
وأضاف ان المعارك تدور “بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وكتائب إسلامية مقاتلة عدة وكتائب مقاتلة من جهة أخرى في محيط ثكنة هنانو ومحيط قلعة حلب” التي تتمركز فيها القوات النظامية، وتبعد نحو كيلومتر واحد عن الثكنة.
أما التلفزيون السوري الرسمي، فنقل عن مصدر عسكري ان القوات الموجودة في الثكنة أحبطت هجوم المعارضة.
واعلن المرصد ان مسلحي المعارضة سيطروا على مبان تقع قرب مركز استخبارات سلاح الجو في حي الزهراء غرب مدينة حلب.
وأوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان القوات النظامية “تخوض اشتباكات عنيفة مع المجموعات الارهابية في منطقة الراموسة وتتمكن من دحرها… تمهيدا لتأمين الطريق العام” التي تعتبر خط امداد رئيسيا للنظام بين حلب ووسط البلاد.
ومع عودة الاشتباكات الى حمص القديمة ومحاولة النظام اقتحامها، دعا الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي النظام السوري والمعارضة الى معاودة المفاوضات من اجل رفع الحصار عن الاحياء القديمة في المدينة. وقال في بيان صدر في نيويورك: “نطالب بالحاح جميع الاطراف بالعودة الى طاولة المفاوضات وابرام الاتفاق الذي كان على وشك ان يوقع”. واوضح ان المحادثات كانت تسير جيدا بين السلطات السورية و”لجنة تفاوضية تمثل المدنيين والمقاتلين الذين مازالوا محتجزين في مدينة حمص القديمة وكذلك اهالي حي الوعر”. ورأى انه “من المؤسف جدا ان تتوقف المفاوضات فجاة وان يتجدد العنف بقوة في حين كان الاتفاق يبدو في متناول اليد”، مضيفاً: “اتصلنا بكل الذين يمكن ان يساعدوا في وضع حد لهذه المأساة”.
وبث التلفزيون السوري الرسمي ان “وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع جيش الدفاع الوطني حققت نجاحات مهمة في حمص القديمة”، وأنها “تتقدم في اتجاهات (احياء) جورة الشياح والحميدية وباب هود ووادي السايح” المحيطة بحمص القديمة.
وفي وقت متقدم امس انعقد مجلس الامن في جلسة طارئة بدعوة من فرنسا للبحث في الوضع في سوريا.
المعارضة السورية هاجمت ثكنة هنانو في حلب فتح باب الترشيح للرئاسة في 21 نيسان
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
بدأ مقاتلو المعارضة السورية امس هجوما على ثكنة هنانو الاستراتيجية للقوات النظامية السورية في شمال شرق مدينة حلب التي تشهد معارك عنيفة بين الطرفين، فيما يعتزم مجلس الشعب السوري فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في 21 نيسان، على ان يعلن موعد اجراء هذه الانتخابات في اليوم عينه.
قال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “شن مقاتلون معارضون بينهم عناصر من جبهة النصرة والجبهة الاسلامية وكتائب مقاتلة، هجوما فجر اليوم (أمس) على ثكنة هنانو في حلب”. واوضح ان الهجوم “بدأ اثر تفجير المقاتلين انفاقا أسفل مواقع للقوات النظامية” في محيط الثكنة، قبل نشوب اشتباكات عنيفة لا تزال متواصلة.
وأضاف ان المعارك “بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وكتائب إسلامية مقاتلة عدة وكتائب مقاتلة من جهة أخرى في محيط ثكنة هنانو ومحيط قلعة حلب” التي تتمركز فيها القوات النظامية، وتبعد نحو كيلومتر واحد عن الثكنة.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري ان “وحدة من الجيش العربي السوري والدفاع الوطني تحبط محاولة تسلل العصابات الارهابية اثر تفجيرها ثلاثة انفاق في محيط ثكنة هنانو في حلب في محاولة لدخولها”، مشيرا الى ان القوات النظامية “قضت على أعداد من الارهابيين”. واوضح ان الثكنة “هي من الاكبر للقوات النظامية في سوريا وتعد ذات اهمية استراتيجية لكونها تقع على مرتفع يشرف على الاحياء الشمالية لحلب”. واشار الى ان موقع الثكنة “يتيح لها الاشراف على طريق امداد اساسي لمقاتلي المعارضة من ريف حلب الشمالي”، وان سيطرة المقاتلين عليها تتيح لهم تأمين مناطق واحياء يسيطرون عليها في شرق المدينة. وذكر أن مقاتلي المعارضة حاولوا السيطرة على الثكنة في ايلول 2012، الا ان القوات النظامية صدت هجومهم في حينه.
وأفاد المرصد ان المقاتلين المعارضين استهدفوا بقذائف الهاون احياء في غرب حلب تسيطر عليها قوات النظام، منها الحميدية والسليمانية والميدان.
وأوردت الوكالة العربية السورية “سانا” ان القوات النظامية “تخوض اشتباكات عنيفة مع المجموعات الارهابية في منطقة الراموسة (بالجنوب) وتتمكن من دحرها … تمهيدا لتأمين الطريق العام”. وتعتبر هذه الطريق خط امداد رئيسيا للنظام بين حلب ووسط البلاد.
الترشيح للرئاسة
في غضون ذلك، صرح مصدر حكومي سوري بأن باب الترشح للانتخابات الرئاسية سيفتح في 21 نيسان، وأن موعد اجراء هذه الانتخابات سيعلن في اليوم عينه.
وقال: “يعقد مجلس الشعب جلسة الاثنين 21 نيسان مخصصة لفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، ويحدد تاريخ اجراء الانتخابات” في البلاد التي تواجه نزاعا داميا منذ اكثر من ثلاث سنوات. واشار الى ان الجلسة سنتقل مباشرة على شاشة التلفزيون الرسمي. واوضح ان “المحكمة الدستورية العليا ستعلن أسماء المرشحين”.
ويتيح دستور عام 2012 فرصة اجراء انتخابات رئاسية تعددية. وانتخب الرئيس بشار الاسد لولاية ثانية عام 2007 في استفتاء. وأقر مجلس الشعب في 14 آذار بنود قانون الانتخابات الرئاسية التي نقفل الباب عمليا على احتمال ترشح اي من المعارضين المقيمين في الخارج، اذ يشترط ان يكون للمرشح للانتخابات قد أقام في سوريا بشكل متواصل خلال السنين العشر المنصرمة.
ولم يعلن الاسد حتى الآن رسميا ترشحه للانتخابات، إلا انه قال في مقابلة في كانون الثاني ان فرص قيامه بذلك “كبيرة”.
قائمة كيميائية
على صعيد آخر، قال مسؤولون إن سوريا قدمت قائمة “أكثر تفصيلا” بأسلحتها الكيميائية إلى منظمة دولية تشرف على تدمير مخزونها بعدما أبلغ مفتشون على الأرض وجود اختلاف في البيانات الموجودة عند الجانبين.
وقال ديبلوماسي إن دولا في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أثارت تساؤلات عن تفاصيل الترسانة الكيميائية التي قدمتها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد العام الماضي.
وافاد المسؤولون أن القائمة الأصلية استندت إلى تقديرات وليس الى كميات محددة للمواد السامة الموجودة في منشآت التخزين والإنتاج في أنحاء متفرقة من سوريا.
وقال ديبلوماسي إن مهمة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية المشتركة في سوريا رصدت “اختلافات بين ما وجدوا وما احتواه الإعلان الأصلي”.
وأكد الناطق باسم المنظمة مايكل لوهان تقديم قائمة خضعت للمراجعة . وأضاف: “بالنسبة الى بعض المخزون كانت تقديرات تقريبية للكميات قد قدمت. والآن حلت محلها كميات محددة”. وأوضح أن الأضواء سلطت على الكميات المحددة بعدما زار مفتشون المواقع ووضعوا قائمة مفصلة وجهزوا المواد لنقلها إلى مدينة اللاذقية الساحلية. ولم يتسن للمسؤولين تقديم تفاصيل محددة عن الاختلافات بين الأرقام التقديرية والأرقام المأخوذة من الواقع.
وكانت سوريا قد أبلغت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أول الأمر امتلاكها زهاء 1300 طن متري من المواد السامة ومنها مواد أساسية لتصنيع الغاز السام وغازات الأعصاب. وقال لوهان إن القائمة التي خضعت للمراجعة لا تشمل أي مواد كيميائية جديدة.
ولم تعلن سوريا القائمة المحددة للمواد الكيميائية لكن مسؤولين قالوا إنها تشمل أكثر من 500 طن متري من الأسلحة الكيميائية الشديدة السمية مثل غاز الخردل ومواد أساسية لتصنيع غاز السارين السام إلى أكثر من 700 طن متري من المواد الكيميائية الصناعية.
ويجرى تحميل هذه المواد في سفن نروجية ودانماركية في ميناء اللاذقية السوري في إطار عملية تبلغ تكاليفها بضعة ملايين من الدولارات وبمشاركة عشر دول على الأقل.
وأكد مسؤول في المنظمة طلب عدم ذكر اسمه تقديم قائمة جديدة ، لكنه قال إن الأمر يدخل في إطار عملية إبلاغ روتينية. وقال: “أحيانا تكون المعلومات غير كاملة أو ليست بالشكل الذي نريده. ليست استثنائية… لكن ما قدموه في حاجة إلى درس كي يتسنى التوصل إلى أي استنتاجات وأفضل ألا أتكهن بالموجود فيه”.
المسلحون يشعلون حلب: اقتحام ثكنة هنانو يفشل
الجيش يتقدم في حمص.. والإبراهيمي يدعو إلى هدنة
شنّ المسلحون أمس، واحداً من أعنف الهجمات في مدينة حلب، حيث فتحوا جبهات عدة في وقت واحد، محاولين اساساً الوصول الى ثكنة هنانو العسكرية من خلال تفجير أطنان من المتفجرات داخل أنفاق تصل إلى الثكنة، قبل محاولة اقتحامها بهجوم يبدو أنه مُني بالفشل بعد تدخل الطيران الحربي، فيما قتل واصيب حوالى 270 شخصا في سقوط عشرات القذائف على احياء مختلفة من حلب.
وفي الوقت الذي كان فيه الجيش السوري يواصل عمليته العسكرية ضد أحياء يسيطر عليها مسلحون في حمص القديمة، والتي استهدفتها المدفعية بكثافة، دعا المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي النظام السوري والمعارضة إلى استئناف المفاوضات من اجل رفع الحصار عن المدينة.
إلى ذلك، قال مصدر حكومي سوري، لوكالة «فرانس برس»، إن «مجلس الشعب (البرلمان) سيعقد جلسة الاثنين 21 نيسان، مخصصة لفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، ويحدد تاريخ إجراء الانتخابات» في البلاد، مضيفاً أن «المحكمة الدستورية العليا ستعلن أسماء المرشحين».
وكان البرلمان أقرّ، في 14 آذار الماضي، بنود قانون الانتخابات الرئاسية التي تغلق الباب عملياً على احتمال ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، إذ يشترط أن يكون المرشح للانتخابات قد أقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية.
وفي حلب، فتحت الفصائل المسلحة جبهات عدة في وقت متزامن، حيث شنت هجمات عنيفة على وسط المدينة من محاور عدة، أبرزها محور المدينة القديمة وباب الحديد باتجاه ثكنة هنانو العسكرية.
وتعرّضت الثكنة إلى تفجير كبير هزّ المدينة، عن طريق حفر أنفاق وتفخيخها بأطنان من المواد المتفجرة، حسب ما ذكرت مصادر «جهادية»، لتبدأ بعدها فصائل «إسلامية» عدة محاولة اقتحام الثكنة، قبل أن يتدخل الطيران الحربي السوري ويحبط هذه المحاولة، حسب ما ذكر مصدر ميداني لـ«السفير». وأضاف أن مسلحين من «جبهة النصرة» شنوا الهجوم، موضحاً أنهم يتقاسمون مع «الجبهة الإسلامية» السيطرة على المنطقة المحيطة بالثكنة.
وشن مسلحون هجمات عنيفة عبر محور بستان القصر، بالتوازي مع قصف صاروخي عنيف على حيي ميسلون والميدان، ما أدى إلى مقتل نحو 25 مدنياً، وإصابة أكثر من 80. كما فتح المسلحون جبهة جديدة في حي سيف الدولة، بالتوازي مع قصف عنيف. وذكرت «سانا» أن القوات السورية «تمكنت من دحر مجموعات إرهابية في منطقة الراموسة» جنوب حلب. (تفاصيل صفحة 15)
وفي حمص، قال مصدر عسكري لـوكالة «سانا» إن «وحدات من الجيش واصلت تقدمها في أحياء حمص القديمة، وسيطرت على مبانٍ عدة في أحياء باب هود والحميدية والقصور وجورة الشياح والقرابيص».
واستهدف الطيران والمدفعية ثلاث مناطق في حمص القديمة، ودمّرها بالكامل، إحداها كان مقراً إعلامياً، وبناءين آخرين كانا نقطتي تمركز عسكريتين. وسبق ذلك تفجير ثلاث عبوات في أحياء «موالية» في حمص، كما أطلقت صواريخ وقذائف هاون عدة على تلك الأحياء.
إلى ذلك، دعا الإبراهيمي، في بيان، النظام السوري والمعارضة إلى استئناف المفاوضات من أجل رفع الحصار عن مدينة حمص القديمة، في الوقت الذي توشك فيه القوات السورية على استعادة الأحياء المحاصرة التي يسيطر المسلحون عليها. وأبرم اتفاق خلال محادثات جنيف، في شباط الماضي، أتاح لبعض المدنيين مغادرة حمص، لكن المفاوضات انهارت في أعقاب المعارك الضارية التي اندلعت هذا الأسبوع.
وقال الإبراهيمي «نطالب بإلحاح جميع الأطراف العودة إلى طاولة المفاوضات، وإبرام الاتفاق الذي كان على وشك أن يوقّع»، مضيفاً أن «المباحثات كانت تسير جيداً بين السلطات السورية ولجنة تفاوضية تمثل المدنيين والمقاتلين الذين مازالوا محتجزين في مدينة حمص القديمة، وكذلك أهالي حي الوعر».
واعتبر أنه «من المؤسف جداً أن تتوقف المفاوضات فجأة، وأن يتجدد العنف بقوة، في حين كان الاتفاق يبدو في متناول اليد»، مضيفاً «إنه لأمر مقلق أن تتحوّل حمص، التي عانى سكانها كثيراً على مدى السنوات الثلاث الماضية، من جديد إلى مسرح للموت والدمار». وتابع «اتصلنا بكل الذين يمكن أن يساعدوا في وضع حد لهذه المأساة».
ويأتي بيان الإبراهيمي بعد ساعات من تحذير «الائتلاف الوطني السوري» المعارض من «وقوع مذبحة» إذا دخلت القوات السورية أحياء جورة الشياح والحميدية وباب هود ووادي السايح. وقال، في بيان، «نحذّر المجتمع الدولي من احتمال وقوع مجزرة في حمص. تقع المدينة القديمة تحت الحصار من قوات النظام منذ 676 يوماً».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، رويترز)
حرب حمص المحدودة.. بين التسوية والاقتحام
زياد حيدر
«ما صح قبل عام لا يصح الآن» يصف مسؤول حكومي بارز، لـ«السفير»، جهود التسويات التي تنفذ في قسم كبير من ريف دمشق، وحمص بشكل أساسي، وذلك نتيجة تقويم الجيش السوري لتفوقه في ميزان القوة في تلك المناطق.
نداء الاستغاثة الأخير الذي أطلقته مجموعات معارضة في حمص، ووصفته بـ«البوست الأخير» على «فايسبوك» يثبت هذا التفوق، بعد حصار متمكن منذ عامين على الأقل لمنطقة حمص القديمة، والتي تحولت أطرافها الآن إلى جبهات، «لا أمل فيها» للمتحصنين وفق تعليق المصدر.
نداء الاستغاثة الأخير وجه إلى قيادات المعارضة في حي الوعر الذي يعيش وضعا مستقرا نسبيا، وإلى مناطق «الريف الشمالي (مثل الرستن وتلبيسة) بشكل خاص، وإلى كل حر يحمل السلاح في عموم سوريا». يصيح النداء «حمص المحاصرة تستغيث بالله أولا، وتطالبكم بالتحرك العاجل والفوري بتحريك جبهاتكم، وتخفيف الضغط عن إخوتكم المحاصرين».
ويصف النداء الوضع في تلك المنطقة بأن «السماء تمطر موتا. أكثر من مئة اسطوانة غاز متفجرة، ومئات قذائف الهاون، سجلناها حتى الآن وعشرات صواريخ ارض – ارض في حي جورة الشياح والقرابيص فقط بالتزامن مع محاولات اقتحام للأحياء المحاصرة». ويختم المستغيث «ساعدونا ولو بالنشر لسوء الاتصالات عندنا. يا أمة محمد هبي لنصرتنا قبل فوات الأوان. هاجموا الأحياء الموالية. تحركوا إلينا قبل فوات الأوان. لن نساوم ولن نستسلم. ربما يكون هذا آخر بوست إن بقيتم».
ويعلق المسؤول الحكومي على هذه اللهجة بأنها دلالة جديدة «للمعنويات المنهارة» على تلك الجبهة، وذلك مع اختلال موازين القوى، وتمكن الجيش من السيطرة على القسم الأكبر من محافظة حمص وريفها.
وتعاني الألوية المحاصرة في حمص القديمة من حالة حصار محكمة، تمنع الماء والدواء والسلاح.
ورغم أن محافظ حمص طلال البرازي عاد وأكد من جديد أن 80 في المئة من تسوية حمص قد تمت، وان ما بقي «تفاصيل، ربما تحسمها المعركة الدائرة»، إلا ان ثمة من يرفض الخروج من دون شروط لا يمكن للجيش قبولها.
ووفقا للبرازي فان جناحين للتسوية، الأول في حي الوعر، والثاني في حمص القديمة. ويرتبط الجناحان بجسد واحد لاعتبارات متقادمة، بينها أن غالبية النازحين من مناطق النزاع القديمة، مثل بابا عمرو وباب سباع والخالدية استوطنوا هذا الحي، وظل للعديد من مقاتليه ارتباطات بمن في حمص القديمة.
لذا يفترض بالتسوية المتعثرة حتى الآن ان تحسم قضية الحيين معا. لكن تعثر التسوية، تظهر ملامحه في وجه المعركة الدائرة. يقول مصدر ميداني، متابع بشكل مباشر لتطورات حمص لـ«السفير»، ان «المعركة القائمة ليست معركة اقتحام حمص القديمة الآن، وإنما تقدم ميداني لإغلاق كافة نقاط التسلل الجديدة» من طرفي الحميدية وجورة الشياح، مفسرا أن هذا يعني التقدم والاستيلاء على المزيد من الأبنية وتحصينها، وهكذا دواليك.
أما عملية الاقتحام فتنتظر «انهيار التسوية نهائيا، أو انهيار الطرف الآخر بشكل تام». وكلا الأمرين محتمل.
وبالنسبة للثاني، يعتبر المصدر أن الانشقاقات التي حصلت في صفوف المجموعات المسلحة، منذ شهرين وحتى الآن، هي خير دليل على فقدان هذه المعركة جدواها بالنسبة لمن في الداخل.
وميدانيا، ثمة عوائق أمام دخول الجيش الى المنطقة، أهمها التحصينات التي تمت اقامتها خلال عامين، من التمترس في الأحياء القديمة، ذات الحجر البازلتي السميك، والأقبية والأنفاق التي حفرت. لذا يمكن للاقتحام أن ينتظر، بينما تستهدف المدفعية والطيران أحياء باب هود والورشة وجورة الشياح والحميدية ووادي السايح وبستان الديوان والقرابيص والقصور، وذلك من دون استثناء أن قيادة الجيش «لا تستبعد مفاجآت كالتي حصلت في قلعة الحصن أو معلولا، حين تم وضع برنامج للمعركة من عدة ايام، لكنها انتهت خلال ساعات».
ويقول البرازي، من جهته لـ«السفير»، ان تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى «وجود بضع عائلات فقط من الدائرة الأقرب لقادة المجموعات في الداخل»، وأن مصير هؤلاء سيرتبط بشكل أساسي بمصير القادة. وأمس استهدف الطيران والمدفعية ثلاث مناطق في حمص القديمة، ودمرها بالكامل، أحدها كان مقرا إعلاميا، اضافة الى بناءين آخرين كانا نقطتي تمركز عسكريتين. وسبق ذلك تفجير ثلاث عبوات في أحياء «موالية» في حمص، كما أطلقت عدة صواريخ وقذائف هاون على تلك الأحياء.
ويرى المصدر الميداني أن هذا جزء من «حواريات» الحرب التي تجري، وهو بمثابة «حدة عملياتية» ترافق أي تطورات جذرية تحصل، بينها العملية العسكرية الجارية في الحي القديم من جهة، ومحاولة الوصول إلى تسوية من جهة أخرى.
تسوية يقول البرازي إن القسم المتبقي منها مرتبط بشروط قادة بعض المناطق للخروج بالسلاح وامتيازات أخرى معينة، منوها بأن «الجيش لا يقبل بأن تفرض عليه شروط تسوية في معركة ينتصر تدريجيا بها». وبحسب المصدر الميداني أيضا فإن «شروط التسوية الحالية، تختلف عن تلك التي كانت موجودة قبل عام».
مقتل بريطاني في سوريا هو ابن شقيق معتقل سابق بغوانتانامو
لندن- (أ ف ب): قتل شاب بريطاني في الثامنة عشرة هو ابن شقيق معتقل سابق في غوانتانامو، في النزاع بسوريا في ظروف لم تتضح بعد، وفق ما افادت الجمعة مصادر متطابقة.
واكد والد عبدالله دقايس الذي يقيم في برايتون بجنوب بريطانيا مقتل نجله لصحيفة (ذي ارغوس) المحلية، مؤكدا انه لم يكن على علم بذهاب الشاب إلى سوريا.
من جانبها، افادت الشرطة المحلية انها “تلقت الاثنين 14 نيسان/ ابريل معلومات ان احد سكان برايتون وعمره 18 عاما قتل اخيرا في سوريا”.
وقالت متحدثة باسم شرطة ساسيكس ان “ظروف وفاته لم تتضح بعد”. ولم يعرف ايضا تاريخ مقتل الشاب لكن المحققين يقولون انه قتل في نيسان/ ابريل.
واوردت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية “علمنا بوفاة مواطن بريطاني ونحن نجري تحقيقا حول الحالة”.
وعبدالله دقايس هو ابن شقيق عمر دقايس الذي اعتقلته الولايات المتحدة في سجن غوانتانامو بين العامين 2002 و2007 بعد القبض عليه في باكستان.
وكتب الشاب على صفحته على موقع فيسبوك انه يدرس في جامعة برايتون.
وكثفت السلطات البريطانية في الاشهر الاخيرة اعتقال اشخاص يشتبه بانهم توجهوا الى سوريا للقتال هناك. وتقدر بريطانيا عدد هؤلاء المقاتلين ب400 بينهم عشرون قضوا جراء النزاع.
وحذر مسؤولون كبار في سكتلنديارد واجهزة الاستخبارات من الخطر الذي يشكله بعض هؤلاء البريطانيين الذين عادوا إلى البلاد بعدما اكتسبوا خبرة من مقاتلي القاعدة في حرب العصابات او ممارسة الارهاب.
لاجئون سوريون بالأردن يفضلون “الموت المحتم” في بلادهم على مرارة اللجوء
مخيم الزعتري- (أ ف ب): يتسلل اليأس إلى قلوب اللاجئين السوريين في الأردن مع انقضاء ثلاثة اعوام على النزاع في بلادهم، ما حدا بكثير منهم إلى العودة لـ”موت محتم” في بلدهم فضلوه على “مرارة اللجوء” التي دفعتهم احيانا الى القيام باعمال شغب.
ومع دخول النزاع في سوريا عامه الرابع يشعر الكثير من اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري الصحراوي (85 كم شمال-شرق عمان)، الذي يؤوي اكثر من 100 الف لاجىء، بأن العالم نسي مأساتهم.
ويقول أبو عصام (52 عاما) من درعا (جنوب سوريا)، فيما يقف في المخيم مودعا ابناء عمومته الذين تجمعوا قرب حافلة تنقل عشرات من اللاجئين الى سوريا ان “السوري يفضل العودة لموت محتم على ان يبقى يتجرع مرارة اللجوء”.
ويضيف الرجل ذو الشاربين الكثيفين والوجه الاسمر والذي استخدم كوفية حمراء وبيضاء ليقي رأسه من اشعة الشمس والغبار ان “الجميع تجاهل اوجاع اللاجئين ولا احد يكترث لنا، خدعونا وقالوا ان ازمتكم ستستمر لأيام فقط اما الان فنشعر بأن الحل مستحيل”.
اما كاتبة الحسن (80 عاما) من درعا ايضا، فتقف تحت الشمس قرب بوابة المخيم وقد نال الغبار من ثوبها العربي الاسود وهي تستعد للصعود الى الحافلة لتعود الى سوريا بعد اربعة اشهر امضتها في المخيم.
وتقول مبتسمة لفرانس برس “اشتقت لبلدي، عندما اتيت كنت أظن اني سابقى لايام او اسابيع فقط لكني لا اقوى على البقاء مدة اطول، الوضع مزر هنا لا اريد ان اموت بعيدة عن بلدي”.
وشهد مخيم الزعتري القريب من الحدود مع سوريا منذ انشائه قبل عامين احتجاجات عدة تخللتها احيانا اعمال شغب كان اغلبها بسبب الاوضاع المعيشية الصعبة في المخيم.
واندلعت اعمال شغب في المخيم قبل نحو اسبوعين اوقعت قتيلا بين اللاجئين وعشرات الجرحى اغلبهم من رجال الأمن، وكانت المرة الاولى التي يسقط فيها قتيل في حوادث مماثلة.
وقالت الامم المتحدة والسلطات الاردنية حينها ان اعمال الشغب اندلعت عقب ضبط محاولة تهريب لاجئين الى خارج المخيم.
ويقول اللاجىء حسن الزعبي (68 عاما) لفرانس برس ان “اللاجئين لم يعودوا يحتملون اوضاع المخيم والبعض يعود الى سوريا رغم الدمار الذي حل بها واستمرار الحرب”.
ويشير الزعبي الى ان زوجته وولديه وابنته تركوه وعادوا الى سوريا مؤخرا “بسبب الاوضاع غير الانسانية هنا”.
ويروي لفرانس برس ما حدث يوم وقوع اعمال الشغب التي اندلعت على قوله بعد ان منع الامن فتيات من مغادرة المخيم بدون تصريح.
ويوضح ان “أحد رجال الأمن دفع احداهن لاصرارها على الخروج فخلعت حجابها وصرخت منادية (الفزعة) من الاقارب مدعية انه اعتدى عليها، فاندلعت مشاجرة مع رجال الأمن تطورت إلى ما حدث”.
ويوضح الزعبي أن “المخيم يضم أكثر من 100 الف انسان فيهم الصالح وفيهم الطالح، ذقنا الويلات في سوريا ولجأنا الى اقرب ملجأ آمن وعلينا ان نحترمه ونحترم امنه وقوانينه”.
ويغادر المخيم ما بين 80 الى 100 لاجىء يوميا عائدين الى سوريا، وقد عاد منذ بدء الازمة عام 2011 اكثر من 100 الف لاجىء الى بلدهم، وفقا لمصادر امنية.
لكن في الوقت نفسه يلجأ يوميا نحو 500 سوري الى المملكة التي باتت تؤوي اكثر من نصف مليون لاجىء سوري 80% منهم يقطنون القرى والمدن.
ويقول علاء ( 37 عاما) من حمص، وهو يدخن سيجارة ويشرب المتة السورية قرب خيمته “لم نهرب من الموت لنعيش بذل هنا، لم نهرب من سجن كبير لنموت في سجن صغير”.
ويضيف “نريد ان نحيا حياة طبيعية نعمل ونأكل ونشرب ونلبس كغيرنا من البشر”.
ويشتكي اللاجئون باستمرار من الاجواء الصحراوية وعدم توافر المياه والكهرباء احيانا في المخيم الذي تصل الحرارة فيه خلال الصيف الى نحو 40 درجة مئوية في حين تنخفض الى ما دون الصفر في الشتاء.
وبحسب دراسة نشرتها منظمة “كير” العالمية الاربعاء يحاول اللاجئون السوريون في مدن وقرى الأردن اكثر من قبل التأقلم مع تحديات السكن غير اللائق والديون الكبيرة وتكاليف المعيشة المتزايدة.
وقالت المنظمة ان التقييم الذي اجرته لما يزيد على 2200 لاجئ سوري اظهر ان 90% منهم مدينون لأقاربهم ومالكي العقارات وأصحاب المحلات والجيران.
ويقول آندرو هاربر، ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لفرانس برس ان “ازمة اللاجئين السوريين طالت ولا احد يعلم متى تنتهي وحتى ان انتهت غدا هناك كثير من الدمار في سوريا، الى اين سيعود هؤلاء؟”.
واضاف ان “السوريين لم يعودوا يهربون من الموت في سوريا بل هم يهربون بسبب انعدام الأمل بالمستقبل”.
ويتفق مدير مخيم الزعتري المقدم عبد الرحمن العموش مع هاربر، فيقول لفرانس برس ان “بعض اللاجئين تحت ضغط نفسي هائل نتيجة ما ذاقوه في سوريا ويريدون تنفيس الاحتقان الذي يعانونه ونحن نحاول دائما استيعابهم”.
ويضيف ان “وجود اكثر من 100 الف انسان لا تعلم عن خلفياتهم شيئا في مساحة محددة يشكل تحديا امنيا ليس من السهل التعامل معه”.
واوقعت الحرب الدائرة في سوريا منذ آذار/ مارس 2011 اكثر من 150 الف قتيل كما فر 2,6 مليون سوري من بلادهم ونزح 6,5 ملايين شخص اخرين من منازلهم داخل سوريا.
وقدرت الامم المتحدة كلفة استضافة اللاجئين السوريين في الاردن خلال عامي 2013 و2014 بنحو 5,3 مليارات دولار، في بلد يعاني اصلا ازمة اقتصادية ودينا عاما قارب 30 مليار دولار.
داعش تهاجم القاعدة وتقول إنها انحرفت وتبدّلت وتغيّرت
عمّان- (يو بي اي): هاجم المتحدث الرسمي باسم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)”، أبو محمد العدناني، بشدة قيادة تنظيم القاعدة، وقال إنها انحرفت وتبدّلت وتغيّرت.
وقال العدناني في تسجيل صوتي نشر ليل الخميس ـ الجمعة في موقع منسوب إلى “الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)” في (توتير)، “لقد إنحرفت فيادة تنظيم القاعدة عن منهج الصواب، نقولها والحزن يعصف بنا والمرارة تملأ قلوبنا، نقولها بكل أسف”.
وأضاف أن “القاعدة اليوم لم تعد قاعدة الجهاد بل باتت قيادتها معولاً لهدم مشروع الدولة الإسلامية والخلافة القادمة بإذن الله”.
وتابع “لقد حرّفوا المنهج وأساءوا المنهج وقبلوا بيعة المنشقين (في إشارة إلى تنظيم جبهة النصرة لأهل الشام)، وشقوا صف المجاهدين وبدأوا بحرب دولة قامت على الإسلام، قامت على دماء وجماجم الموحّدين، الدولة التي مدحها قادة الجهاد أجمعون”، لافتاً إلى أن القاعدة، “تستحي من ذكر الجهاد والتوحيد”.
وقال إن “الخلاف بين الدولة (الإسلامية في العراق والشام) والقاعدة ليس على قتل فلان أو بيعة فلان، وإنما القضية قضية دين إعوَجّ ومنهج انحرف”، لافتا إلى أن تنظيم “القاعدة إنحرف وتبدّل وتغيّر”.
ويتزعّم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش )” أبو بكر البغدادي، المكنّى بـ”الكرار”.
رئيس حكومة الائتلاف السوري يقترح اختيار ‘مُفتٍ’ لسوريا من المعارضة
اسطنبول ـ الأناضول: اقترح أحمد طعمة، رئيس الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة، خلال لقائه أعضاء من ‘المجلس الإسلامي السوري’، اختيار ‘مُفتٍ’ لسوريا، غير المفتي الذي يعينه النظام.
وبحسب بيان للحكومة، امس الخميس، فإن طعمة أكد خلال لقائه، الأربعاء، أعضاء ‘المجلس الإسلامي السوري’، المشكل حديثاً، في مقر الحكومة بمدينة غازي عينتاب التركية، على ضرورة اختيار مُفتٍ لسوريا من داخل المجلس، كما ناقش معهم مواضيع تتعلق بالحج أيضاً، لم تحددها.
ورحّب طعمة، بتشكيل المجلس وأهمية تواصله وتعاونه الدائم مع الحكومة المؤقتة.
وعيّن رئيس النظام السوري بشار الأسد ‘أحمد حسون’ في منصب المفتي العام للجمهورية في تموز/يوليو 2005، ولا يزال في منصبه حتى اليوم، وكان له مواقف مناصرة للنظام بعد اندلاع الثورة ضده آذار/مارس 2011، من خلال التصريحات التي يدلي بها وينتقد فيها المعارضة.
وأعلن في اسطنبول التركية، الاثنين، عن تأسيس ‘المجلس الإسلامي السوري’، الذي يضم نحو 40 هيئة شرعية ورابطة إسلامية وعلماء دين ينتمون للمعارضة، ويقوم بمهام ‘وزارة الشؤون الدينية’، بحسب الشيخ فداء مجذوب الناطق باسم المجلس في تصريح سابق للأناضول.
وشكلت الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، العام الماضي، وتتخذ من مدينة غازي عينتاب مقراً مؤقتاً لها، وتعمل على تأمين الخدمات المختلفة لسكان المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام من خلال الدعم الدولي الذي يصلها.
الإبراهيمي يحث جميع أطراف الأزمة السورية على العودة إلى طاولةالمفاوضات
عبد الحميد صيام
نيويورك- ‘القدس العربي’ من : في بيان صادر عن مكتبه في جنيف أعرب الأخضر الإبراهيمي، الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية والمكلف بإيجاد تسوية سياسية للمسألة السورية أعرب عن أسفه العميق إزاء توقف المحادثات بين السلطات السورية ولجنة التفاوض التي تمثل المدنيين والمقاتلين المحاصرين في بلدة حمص القديمة. وقال إن حمص أصبحت مرة أخرى مسرحا للموت والدمار ودعا كل من يمكنه تقديم المساعدة أن يعمل على وقف هذه المأساة. وأشار الإبراهيمي إلى أن الشعب السوري وشعوب المنطقة والعالم كانوا يتابعون تلك المفاوضات باهتمام وأمل. وقال الإبراهيمي إنه من المؤسف أن تـتوقف المفاوضات ويندلع العنف مرة أخرى عندما كان الاتفاق يبدو قريب المنال.
وقال إنه يجري اتصالات مع كل من يمكنه المساعدة في وضع حد لهذه المأساة. كما حث كل الأطراف العودة إلى طاولة المفاوضات وإكمال الاتفاق الذي كان التوقيع عليه وشيكا.
تقارير: سلاح أمريكي للثوار السوريين بعد الإطاحة بالأمير بندر من المخابرات السعودية
لندن ـ ‘القدس العربي’: ربط محللون سياسيون أمس بين وصول دفعة من الأسلحة الأمريكية للثوار السوريين والإطاحة بالأمير السعودي بندر بن سلطان بن عبدالعزيز من قيادة المخابرات العامة السعودية.
وأشارت تقارير سياسية الخميس إلى وجود مؤشرات على تغير في الاستراتيجية السعودية جهة دعم الثوار السوريين الذين بدؤوا يحصلون على دفعات من السلاح الأمريكي المضاد للدبابات. وذكر باتريك كوكبيرن الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة الإندبندنت البريطانية أن إزاحة الأمير بندر بن سلطان من قيادة جهاز المخابرات العامة في المملكة تعد إشارة قوية في هذا الصدد، وذلك نتيجة لإخفاقه في الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وذكرت الصحيفة أن وصول اول دفعة من السلاح الأمريكي إلى ايدي الثوار السوريين والإطاحة بالأمير بندر يؤشر على جهود داعمي الثورة السورية في إعادة تنظيم الثوار لإحداث تغيير في موازين المعارك على الأرض.
إلى ذلك ذكر’ محلل سياسي أمريكي إن عدة عوامل سياسية وأمنية فرضت حصول التغيير على رأس جهاز الاستخبارات العامة السعودي، بإعلان إعفاء الأمير بندر بن سلطان من منصبه، بينها تعذر تنفيذ الرؤية السعودية في سوريا وبمواجهة إيران، إلى جانب التوتر الذي حصل في العلاقات بين أمريكا والسعودية.
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد ذكرت أن إعفاء الأمير بندر جاء بناء على طلبه الثلاثاء.
وقال كريستوفر ديكي، محرر الشؤون الدولية لدى ‘ديلي بيست’ في مقابلة معCNN: ‘رغم أن الأمير بندر ظل سفيرا في أمريكا طوال 22 سنة، وكان له علاقات قوية للغاية مع آل بوش، غير أنه لم يعد له أصدقاء بمراكز القرار منذ ثلاث إلى أربع سنوات.’
ولفت ديكي إلى التصريحات التي نقلت عن لسان الأمير بندر في تشرين الأول / اكتوبر الماضي، وقوله إن الرياض تفكر في تحويل سياستها الخارجية بعيدا عن أمريكا. وعلق المحلل الأمريكي قائلا: ‘أظن أن العلاقات بين أمريكا والرياض ستكون أقل توترا بغياب بندر عن المشهد.’
وكشفت صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية أنه وفقاً لمصادر في الرياض، واجه الأمير بندر معارضة قويّة من وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الذي ازداد قلقاً حيال السعوديين العائدين إلى المملكة بعد القتال في سوريا.
مشرعون أمريكيون يحاولون زيادة المساعدات الى اللاجئين السوريين والأردن في ميزانية العام المقبل
رائد صالحة
واشنطن ـ ‘القدس العربي’ من : طالب السيناتور بوب كيسي من مجلس الشيوخ دعم طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن وقال إن من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة مساعدة الأردن الذي يتحمل عبئا كبيرا في العمل من أجل استيعاب اللاجئين المستضعفين وتقديم بعض الإستقرار للمنطقة.
كما طالب كيسي في رسالة بعثها الى لجنة الإعتمادات النظر في إمكانية زيادة المساعدات الى المنطقة مؤكدا أن هناك ما يزيد عن 600 ألف سوري فروا من بلادهم الى الأردن المجاور نتيجة الحرب الأهلية، وأوضح كيسي أن الأردن وفر الملجأ للسوريين في نفس الوقت الذي يعاني خلاله من آثار الأزمة المالية العالمية.
وجاء في الرسالة ‘تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا يضع ضغوطا هائلة على الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان والعراق وتركيا مما يؤكد الحاجة لتوفير التمويل الذي طلبه الرئيس أوباما لمساعدة هذه البلدان للإستجابة لتدفق اللاجئين كما أطلب بشكل خاص التمويل الكامل للبرنامج الأمريكي لمساعدة الأردن ووكالات الأمم المتحدة العاملة هناك والنظر في إمكانية الحصول على تمويل إضافي يتجاوز ما طلبه أوباما لأن للولايات المتحدة مصلحة في دعم الإستقرار الإقتصادي والسياسي في الأردن وذلك بسبب موقعها الإسترتيجي في قلب منطقة الشرق الأوسط والشراكة الأمنية طويلة الأمد بين البلدين.
ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن هناك أكثر من 613 ألف لاجئ سوري في الأردن ، وبعض التقديرات أعلى من ذلك، أي ما يعادل 10 في المئة من مجموع السكان وهو رقم يعادل 29 مليون نسمة إذا تم مقارنته بالولايات المتحدة، ويحصل اللاجئون السوريون في الأردن على الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية والتعليم والوقود والمياه والمواد الغذائية، وجاء في نشرة أصدرتها وزارة التخطيط الأردنية في تشرين الأول/اكتوبر من العام الماضي أن التكلفة الإضافية اللازمة لمواصلة استضافة ما يقارب 600 ألف لاجئ قد تتجاوز 1.68 بليون دولار.
ويستوعب مخيم الزعتري ما يقارب 125 ألف نسمة، وأعلنت عمان مؤخرا عن خطط لفتح مخيم جديد في حين يعيش نحو 80 في المئة من اللاجئين خارج المخيمات الرسمية وهذه الفئة بالذات معرضة للغبن حيث أكد تقرير لمفوضية اللاجئين في الشهر الماضي أن أكثر من نصف الأطفال من اللاجئين السوريين في سن الدراسة لا يذهبون الى مدارس كما أن العديد منهم عثر على مأوى في مبانٍ دون المستوى المطلوب وخطيرة في بعض الأحيان، ووفقا للتقرير فإنه من الصعب تقديم المساعدة لمجتمعات اللاجئين في المناطق الحضرية ناهيك عن تأثيرهم السلبي على المجتمعات المضيفة لهم.
وقال السيناتور كيسي في الرسالة التى حظيت بمباركة عدد غير قليل من أعضاء مجلس الشيوخ أن تدفق اللاجئين على الأردن يؤثر بشكل غير مناسب على المجتمعات الفقيرة في البلاد والتي تفتقر بدورها الى الموارد اللازمة للإستجابة، وأضاف كيسي استنادا الى تقارير من الأمم المتحدة أن زيادة عدد السكان في الأردن أدى الى عدم قدرة السلطات المحلية لتقديم الخدمات واكتظاظ في سوق العمال ورغم أن المدارس والمستشفيات تسير على ما يرام بما يفوق طاقتها الا أن التنافس على الوظائف سيؤدي الى انخفاض الأجور مع زيادة في أسعار الضروريات الأساسية والوقود وأماكن الإقامة، والوضع يتدهور حيث يتوقع أن يرتفع العدد الإجمالي للاجئين الى 800 ألف نسمة هذا العام.
وأكد كيسي أن اللاجئين السوريين فاقموا من النقص المزمن للمياه في الأردن لذا يجب على الولايات المتحدة دعم الحكومة الأردنية في جهودها الرامية الى معالجة تاثير الأزمة السورية على الإقتصاد الأردني والبنية التحتية.
وقد اقترح الرئيس الأمريكي انفاق 1.5 بليون دولار للشرق الأوسط وشمال افريقيا، أغلبها الى حد كبير لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا وتمويل خطوات واشنطن للتعامل مع الحرب الأهلية الطويلة في سوريا وتعزيز الإصلاحات والتحولات في منطقة الشرق الأوسط بعد الربيع العربي، وحسب الأرقام الأمريكية فقد قتل أكثر من 140 ألف شخص في سوريا وتم إجبار الملايين على النزوح عن ديارهم كما لجأ نحو 2.5 مليون سوري الى لبنان والأردن وبلدان مجاورة الأمر الذي أصاب حكومات تلك الدول بالتوتر.
وقدمت واشنطن منذ عام 2011 حوالي 1.3 مليار دولار للمساعدات الإنسانية في مخيمات اللجوء ولكن الإدارة الأمريكية طلبت في ميزانيتها لعام 2015 حوالي 46.2 بليون دولار لتمويل وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وحوالي 3،5 بليون لتأمين الحماية للمنشآت الأمريكية في الخارج، وقد حظي الطلب الأخير باهتمام من المشرعين وتدقيق من الجمهورين بعد ‘هجوم بنغازي’.
ميشيل كيلو لـ ‘القدس العربي’: مؤتمر جنيف يعاني سكرات الموت ولن نجلس مع النظام قبل تغير موازين القوى على الأرض
اسماعيل جمال
اسطنبول ـ ‘القدس العربي’ إعتبر ميشيل كيلو رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين وعضو الائتلاف السوري المعارض أن مؤتمر جنيف يعاني ‘سكرات الموت’، مشدداً على أن المعارضة لن تجلس مع النظام قبل تغير موازين القوى على الأرض لصالحها، متوقعاً تصعيدا كبيرا في المعارك خلال الفترة المقبلة.
وقال كيلو الذي كان عضواً في الهيئة السياسية للائتلاف في حوار خاص مع ‘القدس العربي’ في اسطنبول ‘سيحدث تصعيد وسيكون النصر لصالح الجيش الحر وفصائل المقاومة بشكل نسبي الأمر الذي سيشكل أساساً مقبولاً لتجديد مشروع جنيف الذي يعاني الآن من سكرات الموت’.
وأضاف: ‘لن نذهب الى جنيف 3 أو أي مؤتمر آخر من النظام قبل أن تتغير موازين القوى على الأرض أو يحدث تفاهم أمريكي روسي على تفاصيل الإنتقال الى المرحلة والنظام الديمقراطي’.
وحول موقفه من معركة الساحل، قال كيلو ‘يجب أن يعزز الجيش السوري الحر مواقعه وأن يكون له منفذ على البحر وأن يستخدم حضوره في المنطقة من أجل الضغط على النظام’ مستدركاً: ‘ولكن من دون تحويل المعركة ضد السكان’.
وحذر كيلو من السماح بدخول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ الى معركة الساحل، وقال: ‘إذا سمح لداعش بالدخول ستخرج المعركة عن مسارها وسيتحول مسار المعركة لصالح النظام الذي يعتبر المستفيد الأول من وجود داعش’.
وأوضح أن قراراه الأخير بعدم الترشح للهيئة السياسية في الإنتخابات التي جرت الأسبوع الماضي كان من أجل تشكيل ‘لجنة استشارية’ تضمّ عددا من كبار قادة المعارضة السورية وخاصة ممن لم يترشحوا في الإنتخابات، مشيراً الى أن قرار تشكيل الهيئة ينتظر الموافقة النهائية من رئاسة الائتلاف. وقال كيلو ‘نهدف من خلال تشكيل هذه اللجنة الى دمج خبرات القدماء وحماسة الشباب من أجل خدمة الهيئة السياسية في الائتلاف’، مشدداً على أن انتخابات الهيئة السياسية كانت توافقية بين جميع الكتل السياسية ‘لكن كتلة صغيرة غير منضبطة من جماعة الديمقراطيين خرجت عن التوافق وأدت الى تغيير في النتائج’.
يذكر أن نتائج الإنتخابات التي جرت الأسبوع الماضي أظهرت تراجعاً لكتلة الديمقراطيين التي يرأسها كيلو، حيث خرج من الهيئة كل من كيلو وفايز سارة وموفق نيربية.
وأضاف كيلو ‘حدث خطأ تكتيكي تمثل في اختراق اللائحة التوافقية من خلال ترشح شخصيتين من خارجها، الأمر الذي أعطى فرصة للمجموعة غير المنضبطة كي تتلاعب بنتائج الإنتخابات وصولاً للنتائج السلبية لكتلة الديمقراطيين’.
واعتبر أن الإنتخابات شكلت أول تجربة توافقية داخل الائتلاف ‘الذي قام على الشقاق والصراع′، واصفاً إياها بالتجربة ‘المقبولة نسبياً’، وستكون التجربة الديمقراطية أفضل في المرات المقبلة، بحسب كيلو.
وقال’هذه أول تجربة توافقية بين أوساط وجهات كانوا على قدر كبير من الصراع وكانوا يعملون بدلالات إقليمية، فالتوافق كسر هذه القاعدة ونأمل أن يكون ذلك خطوة حقيقية تجاه قرار سوري وطني مستقل’.
روبنشتاين يبحث الأزمة السورية ومجلس الأمن قلق لحصار حمص
العربي الجديد
يبدأ المبعوث الأميركي الجديد إلى سورية، دانيال روبنشتاين، اليوم الجمعة، جولة على عدد من الدول المعنية بالأزمة السورية، في وقت أعرب فيه مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق إزاء المدنيين السوريين العالقين في حمص القديمة، بالتزامن مع فشله في تبني بيان يدعو إلى إنهاء الحصار الذي يفرضه النظام السوري على المدينة.
وأوضحت المندوبة النيجيرية، جوي أوغوي، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، أن المجلس يدعو “إلى تطبيق فوري” للقرار رقم 2139 الذي تم التوصل إليه في فبراير/شباط الماضي، والداعي إلى تعزيز الوصول إلى المساعدات الإنسانية في سورية.
كما أشارت، وفقاً لما ذكرته وكالة “فرانس برس” إلى أن أعضاء مجلس الأمن، يدعمون النداء الذي وجهه المبعوث الأممي المشترك إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، الذي دعا فيه أمس إلى استئناف المحادثات بين النظام والمعارضة وإلى إنهاء الحصار المفروض على حمص القديمة.
وكان الإبراهيمي، قد أكد أمس الخميس، أن مدينة حمص المحاصرة صارت “مسرحاً للموت والدمار”، داعياً النظام السوري والمعارضة للعودة إلى المفاوضات.
واعتبر الإبراهيمي، حسب البيان الذي أوردته وكالة “أسوشييتد برس” أن اتفاقاً في شأن الهدنة، التي استمرت أسبوعاً وسمحت لأكثر من ألف مدني بالخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حمص، هو “الإنجاز الوحيد” لمحادثات جنيف الأخيرة التي توسط فيها.
من جهته، اعتبر المندوب البريطاني، مارك ليال غرانت، أن “المدنيين المحاصرين يواجهون خطراً حقيقياً بالتعرض للقتل، في أحدث هجوم من قبل النظام السوري على حمص”.
وأشار إلى أن فرنسا وبريطانيا اقترحتا مشروع بيان يدعو الحكومة السورية إلى رفع الحصار، إلا أن مجلس الأمن فشل في اعتماده.
أما المندوب الفرنسي، جيرالد آرو، فاتهم روسيا، حليفة النظام السوري، بمنع صدور البيان، على الرغم من أن موسكو وافقت على قرار فبراير/شباط الذي يدعو إلى رفع الحصار عن عدد من المدن السورية، بينها حمص.
بدورها، دعت المندوبة الأميركية، سامنثا باور، “جميع الدول الأعضاء، التي لديها نفوذ مع دمشق إلى الضغط على النظام السوري للعودة إلى طاولة المفاوضات”. وأضافت “لابد لأولئك الذين يريدون مغادرة حمص من أن يكونوا قادرين على القيام بذلك بسرعة وأمان”.
من جهته، قال المندوب السوري، بشار الجعفري، في حديث للصحافيين إن”170 مدنياً فقط محاصرون في حمص مع الآلاف من الإرهابيين”. واتهم المدنيين بأنهم لا يريدون المغادرة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عنه قوله إن “الوفود الفرنسية والبريطانية والأميركية في مجلس الأمن تقدم معلومات مجزأة وتسيء قيادة المجلس في ما يتعلق بالحالة في سورية”.
وأضاف “الدبلوماسية المختلطة الأميركية الفرنسية البريطانية غريبة ومرفوضة، فهم يركزون على ما يسمى مدينة حمص القديمة فقط، ويتناسون الإرهاب المدعوم تركياً ضد كسب”.
وجاءت هذه التصريحات بعد مشاورات بين أعضاء مجلس الأمن استمرت ثلاث ساعات، أعقبت مداخلة لوكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة شؤون الإغاثة الطارئة، فاليري أموس، حول الوضع في حمص.
في غضون ذلك، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، أن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية سيبدأ زيارة إلى الشرق الأوسط اليوم، للقيام بمشاورات إضافية، مع السوريين وآخرين ممن يسعون إلى وضع حد للصراع الرهيب وإلى مستقبل مختلف لكل السوريين.
ووفقاً لما نقله موقع الخارجية الأميركية على الإنترنت، أوضحت هارف أن روبنشتاين سيبدأ جولته من تركيا على أن ينتقل بعدها إلى السعودية، الإمارات، وقطر. كما يتوقع أن يزور لندن قبل أن يعود إلى واشنطن.
وقالت هارف إن الولايات المتحدة “تبقى ملتزمة بالمسار الدبلوماسي وجميع الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي، باعتباره السبيل الوحيد لوقف دائم لهذا الصراع”.
جميع حقوق النشر محفوظة 2014
كيف وصلت الصواريخ الاميركية الى المعارضة؟
عمر العبد الله
تدور في هذه الأيام، ومباحثات ولقاءات من أجل عقد جولة ثالثة من المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام. وعلى الرغم من انتهاء جولتي التفاوض السابقتين في جنيف من دون نتيجة تذكر، إلا أن الأمم المتحدة ومن ورائها الولايات المتحدة وروسيا، تصر على عقد جولة ثالثة ، بغرض الوصول الى تسوية سياسية.
وفي تطور لافت، حصلت المعارضة السورية المسلحة، وللمرة الأولى منذ اندلاع الصراع قبل ثلاثة أعوام، على صواريخ أميركية متطورة من طراز “تاو بي جي إم 71” المضادة للدروع. وصلت هذه الشحنة، المؤلفة من عشرين صاروخاً، الى حركة “حزم”، والتي تعتبر من التنظيمات المسلحة “المعتدلة”، وتضم في صفوفها ضباطاً منشقين عن نظام الأسد. وتشكلت حركة حزم من اندماج أكثر من عشرين فصيلاً عسكرياً مطلع العام 2014، بإشراف رئيس هيئة الأركان العامة السابق اللواء سليم إدريس.
ونفى مصدر مطلع أن تكون هذه الصواريخ قد وصلت بالتنسيق مع وزارة الدفاع أو هيئة الأركان العامة للجيش الحر، مؤكداً أن الشحنة سُلمت إلى حركة حزم عن طريق اللواء إدريس الذي يحظى “بثقة الغرب” حسب تعبير المصدر. يأتي ذلك، لأن الحركة تعتبر من الفصائل المعتدلة التي تلقى “القبول الغربي”، وهي لا تتبع رئاسة الأركان. ويًذكر بأن اللواء إدريس ظهر في المادة المصورة المنشورة على موقع “يوتيوب” والتي يعلن فيها تشكيل حركة حزم.
من جانب آخر، أكد قيادي في الحركة طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ”المدن” أن الصواريخ: “استخدمت بالكامل في كل من إدلب وحلب واللاذقية”. القيادي المنشق عن قوات النظام، أكد أن القذائف حققت إصابات بنسبة 100 %، وأن دفعات أخرى من السلاح قادمة، دون أن يحدد موعدها أو طريقة نقلها وتسليمها. مضيفاً أن “الحركة لا تعلم بالضبط الجهة التي تقف وراء هذه الشحنة”، مستبعداً أن تكون الولايات المتحدة هي مصدرها، وتابع قائلاً: “الأميركيون يرفضون حتى اللحظة مدنا بالسلاح، لماذا يعطوننا سلاحاً متطورا الآن؟”. لكنه رجّح أن تكون المملكة العربية السعودية هي الجهة التي أرسلت الشحنة بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وألمح إلى أن اتصالات تجري بين الحركة وفصائل أخرى، من أجل تنظيم توزيع السلاح بشكل متوازن بين فصائل وكتائب الجيش الحر، وذلك “في حالة وصول دفعات أخرى”.
في هذا الوقت ، أكد رئيس الإئتلاف الوطني أحمد الجربا، استعداد الإئتلاف للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات مع النظام. وكان بيان وزارة الخارجية الصينية، قد نقل عن الجربا قوله في أول زيارة رسمية للائتلاف إلى الصين: “إذا كانت الحكومة السورية جادة. فالائتلاف الوطني مستعد للانضمام إلى جولة ثالثة من المحادثات في جنيف”. البيان أضاف أن “الإهتمام الصيني بالقضية السورية يصب في المصلحة الجماعية الطويلة المدى للشعب السوري، وسيساعد في ضمان السلم والاستقرار في الشرق الأوسط”. وكانت الصين قد استخدمت حق النقض ثلاث مرات بالتنسيق مع روسيا، في مجلس الأمن للحؤول دون إصدار قرار دولي يدين نظام الأسد.
المقاتلون المحاصرون في حمص القديمة يواصلون المقاومة
المعارضة تهاجم ثكنة هنانو لتأمين مناطق نفوذها في حلب
بيروت: نذير رضا
أكد ناشطون سوريون أمس أن الأحياء المحاصرة في مدينة حمص شهدت تصعيدا كبيرا في اليوم الرابع من المعركة التي بدأتها القوات الحكومية للسيطرة على أحياء حمص القديمة، فيما تضاربت الأنباء حول سيطرة قوات المعارضة على ثكنة هنانو في حلب التي تعد المعقل الرئيس للقوات النظامية في أحياء حلب القديمة.
وتواصلت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني في أحياء حمص المحاصرة، بحسب ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مصدر معارض في حمص لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات تصاعدت بشكل كثيف، مع محاولة القوات النظامية اقتحام الأحياء التي يتمركز فيها مقاتلو المعارضة في حمص القديمة المحاصرة، التي لا تتعدى مساحتها الأربعة كيلومترات.
وقال المصدر إن مقاتلي المعارضة «ردوا بقذائف الـ(هاون) على الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات النظامية، وتقطنها أغلبية علوية في محيط حمص القديمة، بهدف الضغط على قوات النظام»، مشيرا إلى أنها «جاءت ردا على قصف القوات الحكومية أحياء حمص التي يرفض المقاتلون فيها الاستسلام، ويتوعدون قوات النظام بمعركة كبيرة في حال حاولوا الدخول إليها». وذكر المرصد السوري أن قذيفة «هاون» سقطت في حي النزهة الذي تقطنه غالبية علوية. وتتشكل أحياء حمص القديمة من شوارع ضيقة ومبان أثرية مبنية وفق طراز معماري يُعرف بـ«العقد»، وتتيح هذه الشوارع لمقاتلي المعارضة التستّر والاحتماء، مما يصعب دخول القوات النظامية إليها. ويراهن المقاتلون المعارضون على أن قوات النظام لا تستطيع تدميرها بالكامل، وفي حال قصفها بعنف، فإنها ستتعرض لخسائر كبيرة نتيجة القتال في الشوارع الضيقة والمنازل المتلاصقة.
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن المقاتلين الذين رفضوا الخروج من حمص «هم أبناء المنطقة، ويريدون القتال حتى آخر رمق»، لافتا إلى أن معظم المقاتلين الذي خرجوا بموجب الهدنة في فبراير (شباط) الماضي، «هم من المقاتلين الأجانب». غير أن عوائق كثيرة تحول دون صمودهم، أهمها انقطاع الدعم وطرق الإمداد، والشح في الغذاء. وأكد أن المعارضين «رفضوا التسوية القائمة على السماح لهم بمغادرة المكان نحو مناطق شمال سوريا، مع الاحتفاظ بسلاح فردي».
ويحاول مقاتلو المعارضة الاستيلاء على الغذاء من أحياء قريبة من مناطق وجودهم، بعد انقطاع خطوط الدعم من حي الخالدية في الصيف الماضي. وأكد المصدر أن مقاتلي المعارضة «سيطروا على سيارة تقل مواد غذائية بعد معارك مع الشبيحة في حي السائح الواقع في منطقة الحميدية في حمص القديمة»، وهو حي مختلط يسكنه سنة ومسيحيون.
وأفاد ناشطون أن دوي انفجار القذائف يُسمع في أرجاء مدينة حمص كافة، مما يشير إلى أن المعركة محتدمة وسط اشتباكات عنيفة. ويقدر عدد المقاتلين المحاصرين في أحياء حمص القديمة بأكثر من ألف مقاتل. وفي المقابل، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن وحدات من الجيش والقوات المسلحة «واصلت تقدمها في أحياء حمص القديمة في إطار سعيها لتخليص المدينة»، مشيرة إلى سيطرة القوات الحكومية على «عدة مبان في أحياء باب هود والحميدية والقصور وجورة الشياح والقرابيص، ودمرت وكرا لمتزعمي المجموعات الإرهابية بمن فيه ومستودعا للذخيرة».
هذا، وأطلق أهالي أحياء حمص المحاصرة عبر ناشطين نداء استغاثة إلى الأمم المتحدة من أجل الدفع باتجاه تطبيق القرار 2139 القاضي بفك الحصار عن جميع المدن السورية المحاصرة، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية للسكان.
وأدان الائتلاف الوطني السوري المعارض «التضييق على المحاصرين في حمص بعد أكثر من 600 يوم على الحصار في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني»، عادّا أنه «خرق واضحا لقرار مجلس الأمن الأخير 2139». وطالب الائتلاف الأمم المتحدة ومجموعة أصدقاء سوريا «لندن 11» بالضغط نحو التطبيق المباشر لكل فقرات قرار مجلس الأمن رقم 2139 فيما يتعلق بحماية المدنيين ورفع الحصار عن الأحياء والمدن المحاصرة.
وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري بتعرض مناطق في مدينة الرستن وبلدة الغنطو لقصف من قبل القوات النظامية، في حين قتل مقاتل من الكتائب الإسلامية المقاتلة في اشتباكات مع القوات النظامية في محيط بلدة تلبيسة. ومن المعروف أن تلبيسة والرستن وغنطو، هي مناطق النزاع الباقية في أرياف حمص، وتعد تلبيسة من أهم المدن التي تسيطر عليها قوات المعارضة، بعد استعادة القوات النظامية السيطرة على مناطق شاسعة في أرياف حمص.
في غضون ذلك، تضاربت الأنباء حول اقتحام ثكنة هنانو في حلب. وفيما أفاد «مكتب أخبار سوريا» بأن كتائب تابعة لـ«تجمع كتائب فجر الحرية»، المقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر، اقتحمت ثكنة هنانو، نفت مصادر المعارضة في المدينة ذلك، وقالت إن محيط الثكنة يشهد اشتباكات عنيفة في محاولة لتقدم قوات المعارضة للسيطرة على أبرز معاقل القوات الحكومية في مدينة حلب القديمة. وتسعى كتائب المعارضة منذ شهر لإكمال السيطرة على كل مدينة حلب.
وأفاد ناشطون بأن كتائب المعارضة تسللت إلى محيط الثكنة «عبر حفر عدة أنفاق» وقامت بتفخيخها وتفجيرها عن بعد. وأفاد مصدر عسكري معارض أن الاقتحام جرى من عدة محاور؛ وهي حلب القديمة وباب الحديد وكرم الجبل، وأدى ذلك إلى قتل عدد من عناصر قوات النظام الموجودة في الثكنة وسيطرة الكتائب المعارضة على أجزاء كبيرة منها، فيما لا تزال المعارك مستمرة داخلها.
غير أن عضو المجلس الوطني السوري حسان نعناع، نفى في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» السيطرة الكاملة على المبنى، مؤكدا أن قوات المعارضة «تقدمت على محور حلب القديمة ، حيث شهدت المنطقة المحيطة بثكنة هنانو معارك عنيفة»، مشيرا إلى «عزم قوات المعارضة على استرجاع سيطرتهم على الثكنة». وأكد أن قوات المعارضة «بدأت بقصف تمهيدي للثكنة قبل محاولة التقدم فيها».
وكانت قوات الجيش السوري الحر سيطرت ثكنة هنانو قبل 15 شهرا، لتستعيد القوات الحكومية السيطرة عليها قبل نحو عام. وتعد هذه النقطة المرتفعة استراتيجية بالنسبة لقوات النظام لأنها تقع على مرتفع يكشف الأحياء القديمة في حلب. ويقول نعناع إن مجموعة من القناصين ورماة المدفعية يتمركزون في الثكنة ويقصفون الجيش الحر والمدنيين في محيطها، مشيرا إلى أنها تكشف مناطق تخضع لسيطرة المعارضة في حلب من الشرق والشمال، كما أنها تكشف مناطق خاضعة لسيطرة النظام من جهة الغرب. وقال إن أهم أحياء المعارضة التي تشرف عليها الثكنة، هي مناطق حلب القديمة وأحياء الشعار وطريق الباب وباب الحديد.
هيثم المالح يعدّ مقعد سوريا في الجامعة العربية دعما سياسيا للثورة
عضو الائتلاف السوري لـ «الشرق الأوسط»: نعتزم توسيع الهيئة.. وسنعين وزيرا للخارجية قريبا
هيثم المالح
القاهرة: سوسن أبو حسين
قال هيثم المالح، عضو الائتلاف السوري المعارض، إن إعطاء مقعد سوريا للائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري لن يقدم ولن يؤخر، وليس الهدف المقعد في حد ذاته بقدر الدعم السياسي للثورة السورية، وحول شروع المعارضة في اتخاذ خطوات جديدة لاستكمال الإجراءات المطلوبة وفقا لميثاق الجامعة العربية قال المالح: «سوف نعين وزيرا للخارجية قريبا، كما شكلنا لجنة لتوسيع هيئة الائتلاف من 19 عضوا إلى 25، ومن المقرر أن تنعقد هذه اللجنة برئاستي في إسطنبول يوم 22 الشهر الحالي لإعداد مشروع للتعديل. وأضاف أن الهيئة السياسية للائتلاف دائمة وهي تتمتع بدور التمثيل الخارجي وتقوم بتعيين السفراء والمندوبين».
وعما إذا كان الائتلاف سيضم معارضين جددا أوضح أن الائتلاف يمثل 80 في المائة من قوة المعارضة في الداخل والخارج وسوف ينضم آخرون قريبا.
وقال المالح لـ«الشرق الأوسط» بعد لقاء مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي عما إذا كان قد حصل على وعود بدعم جديد من الجامعة العربية، إنه اتفق على دعم الجامعة لزيارة وفد الائتلاف لمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، وكذلك دعوة الائتلاف لحضور لجان عمل الجامعة العربية والتي من بينها لجنة حقوق الإنسان بصفة مراقب. وكان هيثم المالح، عضو الهيئة القانونية بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قد التقى الأمين العام للجامعة العربية وصرح بأنه عرض عددا من الأفكار الجديدة الخاصة بمقعد سوريا. كما أشار إلى أن القرار الصادر عن القمة قبل الماضية في الدوحة، قضى بتسليم المقعد للائتلاف، وبالفعل جلس معاذ الخطيب على المقعد، وفقا للقرار، ومن ثم فلا يجوز التراجع عن القرار، إضافة إلى قرار الجامعة العربية اعتبار الائتلاف ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب السوري.
وأكد المالح في أن الجدل الدائر حول مسألة المقعد لدى الجامعة العربية، يعطي الفرصة للنظام لاستمرار، مطالبا العرب بعدم إعطائه مثل هذه الفرصة، مشيرا إلى أنه ممثل الائتلاف الوطني الوحيد لشغل المقعد، وأن الحديث عن خلاف داخل الائتلاف حول من يمثله لدى الجامعة غير صحيح.
جهود لبنانية لحماية سكان الطفيل.. واتفاق مع «عسال الورد» لتحييدها عن الأزمة السورية
وزير الداخلية لـ «الشرق الأوسط»: نسعى لحل جذري.. وأولويتنا تأمين خروج الأهالي
بيروت: كارولين عاكوم
ينتظر أهالي قرية الطفيل منذ أسابيع تحرّك الدولة اللبنانية لفك الحصار عن بلدتهم، وفي ظل الجهود التي يؤكّد أكثر من مسؤول أنّها تبذل لإيجاد حل لهذه المشكلة، يحذّر أبناء المنطقة المنسية منذ استقلال لبنان من كارثة إنسانية بعد قطع الطريق الترابي الوحيد الذي يربطها بباقي الأراضي اللبنانية، مطالبين بإنقاذهم قبل فوات الأوان.
وفي هذا الإطار أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أنه يتابع أوضاع قرية الطفيل منذ أسبوع والهدف الأهم اليوم الذي يعمل على تنفيذه هو حماية الأهالي، مشيرا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التنسيق في هذا الإطار يجري على كل المستويات السياسية والأمنية ومع حزب الله، لتأمين مرور من يريد الخروج من اللبنانيين. وشدد المشنوق على أن الهم الأول بالنسبة إلى الدولة اللبنانية الآن هو حماية أبناء المنطقة وإبقاؤها بعيدا عن الصراع السوري – السوري بين قوات النظام والمعارضة. وأشار المشنوق إلى أن فتح الطريق الذي يبلغ طوله 23 كيلومترا ليس بالأمر السهل، لا سيما أن ألغاما وضعت عليه. وفي حين أكد المشنوق أن العمل هو للتوصل إلى حل جذري ونهائي تفاديا لتعرض أهالي الطفيل لأي مشكلات في ظل الأزمة السورية، أشار إلى أن الطريق يحتاج إلى إعادة الترسيم، والانتهاء من تعبيده يتطلب أكثر من ستة أشهر. وكانت الطفيل التي تستقبل آلاف السوريين النازحين قد تحولت إلى منطقة معزولة إثر سيطرة النظام على قرى القلمون الواحدة تلو الأخرى، وآخرها عسال الورد، قبل يومين، وقبل ذلك إقفال الطريق الترابي الذي يصلها بلبنان عبر بريتال، ذات الغالبية الشيعية والخاضعة لنفوذ حزب الله. ورغم إشارة بعض المعلومات إلى أن المقاتلين المعارضين جعلوا من الطفيل ملجأ لهم إثر سقوط القلمون، ينفي أهالي المنطقة هذا الأمر مؤكدين حرصهم على تحييد بلدتهم، لإبقائها بعيدا عن الصراع السوري.
من جهته، قال مفتي البقاع – الهرمل، بكر الرفاعي، إن اجتماعا موسعا عقد أمس جمع المفتي إلى جانب ممثلين من قيادة الجيش ومختار بلدة الطفيل محمد الشوم وإمام الجامع فيها أحمد الآغا، تقرر خلاله العمل على فتح طريق «عين البنية» إلى الطفيل، عبر منطقة حام السورية، لإيصال المساعدات الغذائية إلى أبناء المنطقة، في اليومين المقبلين. وأكد الرفاعي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن شخصيات من وجهاء بلدة الطفيل اجتمعوا مع مختار منطقة عسال الورد وشخصيات من القلمون، المحاذية، وتوصلوا إلى اتفاق يقضي بتحييد الطفيل عن الأزمة السورية. ولفت الرفاعي إلى أن أهل البلدة أكدوا التزامهم سياسة النأي بالنفس وعدم تغطيتهم أو استقبالهم المسلحين المعارضين، مشيرا إلى أن من هرب من المقاتلين من القلمون لجأ إلى جرود الطفيل.
وتقع الطفيل في أقصى جرود سلسلة لبنان الشرقية، وتحدها من الشرق عسال الورد وحوش عرب في سوريا، وعلى مسافة نحو ثلاثة كيلومترات من الغرب حام، ومن الشمال معربون وبريتال اللبنانية التي تبعد 25 كيلومترا، ومن الجنوب رنكوس السورية على مسافة خمسة كيلومترات. ويبلغ عدد سكانها أكثر من خمسة آلاف لبناني من مسلمين ومسيحيين، منهم أكثر من 25 عنصرا في الجيش اللبناني، وفق اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان. وكان الوضع المأساوي الذي يعيشه أهالي بلدة الطفيل حاضرا أمس على طاولة الاجتماع الأمني الذي عقد أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وجرى خلاله البحث في السبل الكفيلة لتأمين طريق تربط هذه القرية بلبنان مباشرة ما يسهل على الأهالي الانتقال منها إلى لبنان والعودة إليها، علما بأن سليمان كان قد أوضح في جلسة الحكومة أول من أمس أن وزير الداخلية يجري اتصالاته مع الإدارات الرسمية والأطراف السياسية لتأمين طريق لخروج المواطنين اللبنانيين من الطفيل إلى مواقع آمنة داخل لبنان.
ورغم أن الطفيل تشارك في الانتخابات النيابية وصناديق الاقتراع تصل إليها كل أربع سنوات عبر طوافة تابعة للجيش اللبناني، كالمسؤولين اللبنانيين الذين يزورونها، عن طريق سوريا، في الموسم الانتخابي، قال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن ما يحول دون تمركز الجيش اللبناني أو أي قوى لبنانية هو أن منطقة الطفيل تقع في الأراضي السورية. وقال مختار الطفيل السابق رمضان دقو لـ«الشرق الأوسط» إن أهالي المنطقة لطالما ناشدوا الدولة اللبنانية بإرسال الجيش إلى منطقتهم، لكن دون جدوى، وأوضح أن الطريق التي اتفق على إعادة فتحها في اليومين المقبلين هي التي تصل البلدة بلبنان عبر منطقة بريتال البقاعية التي سبق أن أقفلها الجيش اللبناني بحجة تسلل المقاتلين إلى لبنان وعاد حزب الله وأقام حاجزا له مانعا كذلك المرور عبرها. وفي هذا الإطار، قال الباحث والأستاذ الجامعي عصام خليفة لـ«الشرق الأوسط» إن الطفيل التي تظهر بشكل واضح في خريطة لبنان على شكل «إصبع»، تقع في قضاء بعلبك، في البقاع، وتابعة إداريا أيضا للبنان، وأوضح أنه في عام 1920 ووفقا للقرار 318 الموقع من الجنرال غورو في عهد الانتداب الفرنسي ضمت الطفيل إلى لبنان، ثم عادت سوريا ووضعت يدها عليها، بحجة أن أراضيها هي ملك لأحد الشخصيات السورية من آل العابد، قبل أن يعاد ضمها إلى لبنان في عام 1925. واعتبر خليفة أن عدم تعبيد طريق تصل بين الطفيل ولبنان هو إهمال من الدولة اللبنانية، وليس أكثر. ويوم أمس، عاد أهالي الطفيل وأطلقوا صرخة استغاثة مناشدين الدولة اللبنانية مساعدتهم، وعقد لهذا الهدف اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان ولجنة أهالي البلدة مؤتمرا صحافيا. وقال الناطق الإعلامي باسمهم، كريم أحمد، إن أكثر من عشرة آلاف لاجئ سوري نزحوا إلى الطفيل بسبب المعارك الطاحنة في القلمون السوري بعد الهجوم على بلدات عسال الورد وحوش عرب والجبة وسهل رنكوس في سوريا.
الإبراهيمي يعلن توقف المفاوضات لرفع الحصار عن حمص القديمة
دراسة تكشف دور الإعلام الاجتماعي في تجنيد الأوروبيين
واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن الأخضر الإبراهيمي، الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، توقف المفاوضات بين الحكومة السورية ولجنة التفاوض، التي تمثل المدنيين والمقاتلين المحاصرين في بلدة حمص القديمة وسكان حي واعر، بعد أن كانت الأطراف عن وشك التوصل إلى اتفاق لفك الحصار. وجاء تصريح الإبراهيمي قبل ساعات من لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جنيف أمس، لبحث المستجدات السورية. وقال الإبراهيمي في بيان، أمس: «من دواعي الأسف أن المفاوضات التي جرت مؤخرا بين السلطات السورية ولجنة التفاوض التي تمثل المدنيين والمقاتلين قد توقفت، وعاد العنف للانتشار مرة أخرى، بعد أن كان التوصل إلى اتفاق شامل في متناول اليد». وأضاف: «من المثير للقلق أن حمص التي عانى سكانها من الكثير طوال هذه السنوات الثلاث الماضية، أصبحوا معرضين مرة أخرى لتهديد الموت والدمار». وأبدى الإبراهيمي أسفه لفشل المفاوضات التي أشار إلى أنها لاقت اهتماما وأملا كبيرا من السوريين في جميع أنحاء سوريا، وفي أماكن أخرى من المنطقة والعالم. وطالب بالعودة للمفاوضات وتوقيع الصفقة، وقال: «لقد تواصلنا مع جميع الذين يمكنهم المساعدة في وضع حد لهذه المأساة، ونحث جميع الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات، وإتمام الصفقة التي كانت على وشك التوقيع».
في غضون ذلك، ظهرت نتائج بحث جديد، نشر هذا الأسبوع على صفحات جريدة الـ«غارديان» البريطانية، عن الشباب الغربيين الذين سافروا إلى سوريا للقتال في الحرب الأهلية، بعض الرؤى المهمة عن دوافعهم، وكذلك اتصالاتهم بالمنتديات الداعمة للجهاديين على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى المجموعات الجهادية التي انضموا إليها حال وصولهم إلى ساحة المعركة في سوريا.
ووفقا للباحثين في المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي التابع لجامعة «كينغز كوليدج – لندن»، فإن العديد من هؤلاء الشباب يحركهم ما يعتقدون أنها «دوافع إنسانية تجاه إخوانهم في الدين، وما يلاقيه الشعب السوري». كما حظي مقال كتبه جورج مونبيوت يشبه فيه هؤلاء الشباب بالمتطوعين الذين انضموا للحرب الأهلية في إسبانيا، بشعبية كبيرة بين أولئك الذين سافروا للانخراط في القتال الدائر على الأراضي السورية، غير أن حقيقة الأمر تشير إلى أن غالبية هؤلاء المتطوعين (الذين يمثل البريطانيون النسبة الأكبر منهم) قد انضموا إما لجبهة النصرة أو للتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وهو ما يعني أنهم باتوا بعيدين كل البعد عن العمل ضد الأسد، بل إنهم على العكس يعززون بقاءه في السلطة، كما أنهم يزيدون معاناة الشعب السوري.
ويشير تقرير للأمم المتحدة عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا إلى وجود أربع فئات من الجماعات المتمردة في سوريا، هي القوميون الديمقراطيون والإسلاميون السوريون والقوميون الأكراد والجهاديون المتطرفون (مثل «داعش» وجبهة النصرة). وعلى الرغم من مسؤولية نظام الأسد عن الغالبية العظمى من الأعمال الوحشية والانتهاكات التي تحدث في الحرب الدائرة هناك، فإن الجهاديين هم المسؤولون عن معظم الانتهاكات التي يرتكبها المتمردون.
وبالإضافة إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، أظهر تنظيم داعش قسوة صارمة في تطبيق المظاهر الدينية. على سبيل المثال، قام عناصر من تنظيم داعش بخطف صبيين يبلغان من العمر 15 عاما، وأعدموهما، وشوهوا جسديهما، لدرجة أنه أصبح من الصعب التعرف على ملامحهما، كما قاموا بجلد مديرة مدرسة بسبب عدم ارتدائها الحجاب.
وقد بدأ ظهور تلك الجماعات المتطرفة، التي تجذب معظم المقاتلين الغربيين، بمثابة هدية لبشار الأسد، حيث دعم وجودها على أرض المعركة مزاعمه أنه لا يحارب انتفاضة شعبية، بل يشن «حربا ضد الإرهاب».
وتقول تقارير إن كثيرا من الأقليات العرقية والدينية، التي ربما لا تحب نظام الأسد، لم تتخلَّ حتى الآن عن بشار الأسد، بسبب خوفهم من عمليات الانتقام الطائفي التي يتعرضون لها على يد مقاتلي المعارضة، حسبما الـ«غارديان».
مصادر أوروبية لـ «الشرق الأوسط»: لدينا خطتنا لتحريك المسألة السورية
أكدت أنه لا مناص من إحداث تغيير في الوضع الميداني لإعادة تحريكها
باريس: ميشال أبو نجم
بينما كان متوقعا أمس عقد لقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والمبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف على هامش الاجتماع الرباعي المخصص لبحث الوضع في أوكرانيا، قالت مصادر أوروبية وثيقة الاطلاع على الاتصالات الخاصة بالأزمة السورية إن طريق الحل السياسي «مسدود تماما» وإنه «لا استئناف في الظروف الحالية لمفاوضات جنيف المعلقة بين النظام والمعارضة إلا بعد أن يقبل الأول وبضمانات جدية» العمل بخريطة الطريق» المعروفة باسم «بيان جنيف» الصادر في يونيو (حزيران) 2012.
وعدت هذه المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» مطولا أن العودة إلى «حوار الطرشان» الذي شهدته جولتا جنيف2 «لا معنى لها ما دام يسعى النظام لكسب الوقت ونسف أسس المفاوضات من خلال تنظيم انتخابات رئاسية على مقاس الرئيس السوري» الأمر الذي ترى فيه «رفضا نهائيا» لأهم فقرة في بيان جنيف وهي تشكيل هيئة حكم انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية.
بيد أن هذه المصادر لا ترى من هي الجهة الخارجية التي يمكنها أن تقدم الضمانات المطلوبة بل إنها تعتبر أن الموقف الروسي الذي كان الجميع يعول عليه لدفع النظام السوري إلى التعاون وإظهار الليونة «لم يتزحزح» من مكانه شأنه في ذلك شأن موقف طهران التي ما زالت على دعمها المطلق للنظام السوري ومتمسكة بـ«تصورها» للحل القائم على إجراء انتخابات «مفتوحة» أمام كافة الأطراف. ويعتقد الغربيون، وفق المصادر المشار إليها، أن مناخ «الحرب الباردة» القائم حاليا بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا «لا يساعد أبدا» على اجتذاب الدبلوماسية الروسية للعب دور «إيجابي» بمعنى تسهيل تطبيق بيان جنيف1 والدفع باتجاه حل سياسي.
إزاء هذا الوضع، يدرس الغربيون الذين يؤكدون أكثر من أي وقت مضى أنه لا حل عسكريا للأزمة السورية «الخيارات المتاحة» لتحريك المسألة السورية إن على الصعيد الدولي أو على صعيد الوضع الميداني. وفي هذا السياق، يعمل الغربيون على خطين: الأول، نزع الشرعية مسبقا عن أي انتخابات رئاسية يسعى النظام لإجرائها وتكون نتائجها مضمونة سلفا للرئيس الأسد لأن ذلك معناه «التمديد للأزمة سنوات واستمرار الحرب» التي حصدت حتى الآن 150 ألف قتيل. ويقوم الخط الثاني على العمل من داخل مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة على إبراز انتهاكات النظام لحقوق الإنسان على نطاق واسع وارتكابه المجازر والجرائم ضد الإنسانية. ويندرج التقرير المسمى «قيصر» الذي يوثق للآلاف من حالات التعذيب الممنهج ضمن هذا السياق. والغرض من إعادته إلى الواجهة زيادة الضغط على النظام بحيث يكون تأثيره كالذي جاء به الكشف عن استخدام النظام للسلاح الكيماوي في غوطتي دمشق الشرقية والغربية في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي.
ولا يستبعد أن يعود الغرب للتنديد باستخدام النظام لورقة نزع السلاح الكيماوي للابتزاز والتلاعب بالأسرة الدولية بحجج مختلفة منها الوضع الأمني ومنها إلقاء اللوم على الأسرة الدولية التي لم توفر المعدات اللازمة.
وقالت المصادر الغربية لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماعا على مستوى المجموعة الضيقة من أصدقاء الشعب السوري سيعقد في الأسبوع الأول من مايو (أيار) لتدارس التطورات السورية ولبلورة خطة تحرك سياسي – دبلوماسي متوازية للجهود المبذولة لمساعدة المعارضة ميدانيا وزيادة دعمها المادي على جبهات القتال. ومؤخرا تم تشكيل لجنة مصغرة من داخل المجموعة الضيقة للنظر فيما يمكن فرضه من عقوبات مالية واقتصادية إضافية على النظام السوري.
وتعود المصادر الغربية إلى المسلمة الأولى التي خلاصتها أنه لا مجال لحل سياسي ما لم تتغير المعادلة العسكرية التي تميل في الوقت الحاضر لصالح النظام. ويريد داعمو المعارضة تمكينها من تقوية مواقعها للدفاع عن المناطق «المحررة» التي تسيطر عليها وحماية المدنيين والدفاع عنهم وإظهار أن هناك «بديلا» عن نظام الأسد. فضلا عن ذلك، فإنها ترى أن تحقيق هذا الهدف يفترض زيادة كميات السلاح المخصص للمعارضة المعتدلة وتحسين نوعيته الأمر الذي بدأ بالظهور ميدانيا.
وما زالت المخاوف من انتقال السلاح المتطور إلى الأيدي الجهادية حاضرة. لكن داعمي المعارضة السورية يريدون في الوقت عينه تحقيق هدفين متلازمين: من جهة، دعم المعارضة المعتدلة من غير المرور بالمجلس العسكري الذي كانوا يراهنون عليه في السابق والذي تبينت عدم فاعليته في الأسابيع الأخيرة. ومن جهة أخرى، مساعدة هذه المعارضة في مواجهتها للجماعات الجهادية المتطرفة المتمثلة حتى الآن بـ«داعش». وقالت مصادر من المعارضة السوري لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمور بدأت بالتغير» في الأسابيع الأخيرة فيما خص وصول الأعتدة والأسلحة إلى المعارضة أكان ذلك مكن الحدود الجنوبية أو الحدود الشمالية. بيد أنها رفضت الخوض أكثر في التفاصيل، معتبرة أنه يتعين الانتظار «بعض الوقت» لتبدأ الأمور بالتغير في ساحات القتال حيث ما زالت المبادرة بأيدي قوات النظام مدعومة بالعناصر الخارجية في محيط دمشق ووسط سوريا.
اجتياح وشيك لحمص وقتلى للنظام بحلب ودمشق
اندلعت اشتباكات على عدة محاور بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام بأحياء حمص المحاصرة، فيما قتل نحو 50 شخصا في هجوم للمعارضة على ثكنة هنانو في حلب، بينما سجل ناشطون تعرض أحياء في دمشق واللاذقية لقصف من قوات النظام.
وبث الناشطون صورا على الإنترنت لعناصر من كتائب المعارضة وهم يقيمون سواتر ترابية لمنع قوات النظام من اجتياح محتمل لأحياء حمص القديمة (وسط البلاد). وأضاف الناشطون أن قوات النظام تقصف المدينة بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة.
وقصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة والدبابات حي الوعر وأحياء أخرى بالمدينة، كما أصاب القصف كلا من تلبيسة والرستن.
وذكرت شبكة سوريا مباشر أن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش السوري الحر وقوات النظام على عدة محاور في أحياء حمص القديمة، مما أسفر عن مقتل ستة عناصر نظامية على جبهة وادي السايح.
قتلى بالعشرات
أما في حلب (شمال البلاد) فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن خمسين شخصا على الأقل قتلوا الخميس في هجوم شنته المعارضة المسلحة على ثكنة هنانو، وهي واحدة من أهم الثكنات العسكرية في سوريا.
وأضاف المرصد أن المعارك أوقعت ما لا يقل عن 27 قتيلا في صفوف الجنود وقوات الدفاع الشعبي الموالية للنظام ونحو 20 قتيلا في صفوف المعارضة بينهم أحد القادة.
وأوضح أن الهجوم بدأ إثر تفجير المقاتلين أنفاقا أسفل مواقع للقوات النظامية في محيط الثكنة، قبل اندلاع اشتباكات عنيفة.
من جهته نقل التلفزيون الرسمي السوري أن وحدة من الجيش والدفاع الوطني أحبطت محاولة تسلل إثر تفجير ثلاثة أنفاق في محيط ثكنة هنانو، مشيرا إلى أن القوات النظامية قضت على أعداد من “الإرهابيين”.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الثكنة هي الكبرى للقوات النظامية في سوريا، وتعد ذات أهمية إستراتيجية لكونها تقع على مرتفع يشرف على الأحياء الشمالية لحلب.
وأشار إلى أن موقع الثكنة يتيح لها الإشراف على طريق إمداد أساسي لمقاتلي المعارضة من ريف حلب الشمالي، وأن سيطرة المقاتلين عليها تتيح لهم تأمين مناطق وأحياء يسيطرون عليها في شرق المدينة.
يشار إلى أن المعارضة حاولت السيطرة على الثكنة في سبتمبر/أيلول 2012، إلا أن القوات النظامية صدت هجومهم في حينه.
وردّ النظام بشن غارات جوية استهدفت محيط ثكنة هنانو والليرمون وعدة أحياء أخرى بحلب، كما قصف بالمدفعية الثقيلة أحياء الزبدية وكرم الجبل والسليمانية والجابرية والميدان وميسلون.
اشتباكات أخرى
وتكبدت قوات النظام الخميس خسائر في الأرواح بمنطقة حرستا بـريف دمشق، فقد أكد مركز صدى الإعلامي أن أكثر من 20 عنصرا من قوات النظام قتلوا إثر تفجير الجيش الحر مبنى المهاجع التابع لإدارة المركبات العامة في حرستا.
من جهتها، قالت شبكة سوريا مباشر إن منطقة المجمع الصناعي بحي القدم جنوب دمشق تعرضت لقصف شديد بالمدفعية الثقيلة.
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة بساتين الزبداني، كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف بلدة المليحة.
وأعلن ناشطون أن مدينة داريا بريف دمشق الغربي تعرضت للقصف بالبراميل المتفجرة، مما أسفر عن دمار واسع واشتعال الحرائق بعدد من الأبنية.
وفي حماة (وسط سوريا)، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة مدينة مورك بريف المدينة الشمالي.
وفي إدلب (شمال البلاد) أفاد ناشطون بأن قذائف هاون سقطت على مبنى فرع أمن الدولة في المدينة، تلاها تصاعد للدخان من المبنى، وفي ريف المدينة دارت اشتباكات عنيفة في محيط حاجز السلام قرب مدينة خان شيخون.
وذكرت وكالة سوريا مباشر أن الجيش الحر دمر دبابتين لقوات النظام وقتل عددا من جنوده على أحد الحواجز.
أما في درعا (جنوب البلاد) فقد قصف طيران النظام المروحي بالبراميل المتفجرة مدينة إنخل وصيدا والغارية وبلدة النعيمة في ريف المدينة، واستهدف بالمدفعية الثقيلة أحياء درعا البلد والحي الشرقي لبصرى الشام وبلدات عمان واليادودة وخراب الشم. كما دارات اشتباكات على أطراف حي المنشية وسط المدينة.
ولقيت طفلة مصرعها وجرح عدد آخر بـدير الزور بعد غارة جوية استهدفت أطراف بلدة البوليل بريف المدينة الشرقي، بينما تحدث ناشطون عن سقوط قتلى في صفوف جيش النظام بعد اشتباكات عنيفة بمحيط مطار دير الزور العسكري.
وفي اللاذقية، تحدثت شبكة مسار برس عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش الحر وقوات النظام جراء الاشتباكات الدائرة في محيط جبل تشالما قرب مدينة كسب، كما قصف النظام مدينة كسب ومحيطها.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
العكيدي: معركة الساحل السوري ستنهك النظام
أحمد يعقوب
قال قائد المجلس العسكري السابق لمدينة حلب وريفها العقيد عبد الجبار العكيدي إن معركة الساحل السوري مستمرة وستنهك قوات النظام، معللا ذلك بالتخطيط الجيد لها.
وأوضح العكيدي في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن الفرق بين معركة الساحل السابقة والمعركة الجارية حاليا هو التخطيط المسبق لها من قبل مقاتلي المعارضة.
ويؤكد أن الفصائل التي تواجه النظام حاليا في الساحل السوري مدربة جيدا، مضيفا أن المعركة ستستمر لفترة طويلة وستنهك قوات النظام.
ويرى أن المعركة تكتسب أهمية كبيرة لكون الفصائل تواجه النظام في عقر داره ومناطقه التي كانت آمنة لثلاث سنوات.
والأهم في نظر العكيدي أن مدن وبلدات الساحل السوري تشكل الخزان البشري الحقيقي للنظام، كما أن المنحدرين منها يهيمنون على الاستخبارات ويشغلون الرتب العالية في الجيش.
قلب الموازين
ويشدد على أن قلب موازين القوى مع النظام يتطلب كسب معركتي الساحل ودمشق.
في سياق متصل، يقول العكيدي إن النظام السوري كان سينهار بالكامل في مايو/أيار من العام الماضي لولا تدخل حزب الله وإيران والمليشيات العراقية وتخطيط الضباط الروس له، مما مكنه من استعادة زمام المبادرة وتحقيق انتصارات ببعض الأماكن.
لكن حزب الله لعب الدور الأساسي في منع النظام من الانهيار إضافة لحصوله على أسلحة متطورة، على حد قوله.
من جهة ثانية، شن العكيدي هجوما قويا على الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، معتبرا أنه لا يمثل الشعب، لأن أعضاءه “يجلسون في الفنادق ويصرفون ملايين الدولارات على ملذاتهم الشخصية وعلى أشياء تافهة لا تخدم الثورة ولا تقدم ولا تؤخر.
ويتهم العكيدي الائتلاف بالانشغال عن الثورة لصالح الخلافات الشخصية حيث “يتقاتل أعضاؤه فيما بينهم وينشغلون بخلافاتهم الشخصية”، قائلا إنهم لم يستطيعوا مواكبة هذه الثورة ولا تقديم أي شيء لها.
وحسب تقديره، فإن الائتلاف لم يستطع إقناع العالم بهذه الثورة، لذلك لم تعترف أي دولة في العالم بالجيش السوري الحر، وتساءل “لماذا إذن يمثلوننا ولماذا نعترف بهم؟”.
ويوضح العكيدي سبب اتخاذه منحى عدائيا تجاه الائتلاف بالقول إنه وقف ضد الثوار بعد انتصارهم في معركة خان العسل، وقال إنهم ارتكبوا مجزرة بحق المدنيين وطالب بلجان تحقيق.
ويوضح أن موقف الائتلاف من معركة خان العسل كان مطابقا لموقف النظام الذي كان عدها مجزرة ضد المدنيين، وطالب بلجنة تحقيق فيها.
إدانة الثوار
وقال إنه كان قد عاب على الائتلاف إدانة الثوار بدل شكرهم والمباركة لهم ومؤازرة أهالي الشهداء وتفقد الجرحى.
ويؤكد أن الائتلاف لم يهتم بشأن الثوار ابتداء من نفيرهم إلى مدينة القصير وحتى انسحابهم منها، حتى إنه لم يتصل للاطمئنان على أحوال المقاتلين ولم يستفسر عن الذخيرة والوضع المعيشي.
وحول القتال الدائر بين تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام والفصائل العسكرية المعارضة للنظام يقول العكيدي إن التنظيم بغى على جميع الفصائل، بالتالي وجب قتاله.
وعبر عن أمله بتراجع الشباب الموجودين داخل التنظيم الذي هو صنيعة مجموعة مخابرات عالمية وله أجندات خطيرة جدا على البلد تحت اسم الإسلام، على حد قوله.
ويختم العكيدي حديثه بالقول إن “الثوار مستمرون في القتال حتى إسقاط النظام مهما كلفهم، لأنهم لن يتخلوا عن دماء الشهداء الذين سقطوا من أجل الكرامة والحرية”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
داريّا على الواجهة من جديد
علاء الدين عرنوس-ريف دمشق
تتعرض مدينة داريا بـريف دمشق منذ أيام لمحاولة اقتحام من عدة محاور من قبل قوات النظام، يرافقها قصف مدفعي وصاروخي عنيف من جهة جبال الفرقة الرابعة ومطار المزة العسكري.
ويأتي تصعيد القوات النظامية بعد خسارتها عددا من النقاط المتقدمة في الجبهة الشمالية الشرقية للمدينة في الاشتباكات الأخيرة.
وكانت قوات النظام قد استخدمت مؤخرا نوعا جديدا من الذخائر العديمة التمييز، وهي عبارة عن أسطوانات أوكسجين تحمل بعضها كميات من النابالم (التي إن تي) وتطلق من مسافات قصيرة، وتخلف أثرا تدميريا واسعا مشابها للبراميل المتفجرة.
وحسب شهود عيان من أبناء المدينة فإن أربع أسطوانات هزت منطقة سكينة الثلاثاء الماضي وتسببت في حرائق طالت عددا من الأبنية.
وكانت مروحيات النظام قد استهدفت غرب المدينة بالبراميل المتفجرة، حيث أسفر سقوط أحد البراميل عن مقتل سيدة في العقد الخامس من العمر فضلا عن تدمير منزلين تدميرا كاملا.
مقام سكينة
مقام سكينة ومنطقته المحيطة من مواقع الاشتباك المهمة للطرفين، تداعت قبته وانهارت بعد سقوط أحد البراميل المتفجرة على الموقع، مما تسبب بمقتل أحد عناصر الجيش السوري الحر وعدد من جنود القوات النظامية، وفق ما رصدته موجات اللاسلكي القصيرة.
ونفى المتحدث الإعلامي باسم المجلس المحلي لداريا مهند أبو الزين ما بثه التلفزيون الرسمي عن تدمير الجيش الحر لقبة مقام سكينة شمال المدينة، متهما النظام “بالترويج الطائفي المكشوف والمستهلك”، على حد تعبيره.
وفي حديث للجزيرة نت أكد أبو الزين أن القبة دمرت فعلا بسبب سقوط أحد البراميل عليها من مروحيات النظام، موضحا أن طبيعة المنطقة وارتفاع القبة وانحسارها بين مجموعة أبنية يسيطر عليها النظام لا تسمح للمقاتلين بتدميرها من أسفل.
أهمية داريا
وتعد داريا موقعا إستراتيجيا مهما للنظام، ويسعى منذ أكثر من سنة ونصف للسيطرة عليها دون جدوى.
وتتاخم المدينة الحدود الشمالية الشرقية لمطار المزة العسكري، كما تشرف الجهة الشرقية للمدينة على المتحلق الشمالي والطريق الدولية الواصلة بين درعا والعاصمة دمشق، فيما تمتد الجبهة الكبرى غربا من أشرفية صحنايا وصولا لبساتين الجديدة متاخمة صحنايا المدينة الكبرى ذات الغالبية المؤيدة للنظام.
ويعد القائد الميداني في لواء المقداد بن عمرو التابع لألوية وكتائب الصحابة أبو محسن الحمصي في حديث خاص للجزيرة نت أن “المساحة الشاسعة لمدينة داريا تجعل منها أحد مفاتيح دخول دمشق” واصفا المدينة بأنها “عصب الغوطة الغربية”.
وردا على سؤال حول مقومات صمود المدينة، بين أبو محسن أن قوات الثوار تمكنت من صد عدة محاولات للنظام لاقتحام المدينة في السنة والنصف الماضية.
وأضاف أن قوات النخبة التابعة للنظام ولواء أبي الفضل العباس التي يستدعيها النظام للقتال على جبهة داريا لا تستطيع أن تصمد مهما بلغت نوعية تسليحها أو حجم تدريبها، مشيرا إلى أن مقاتلي المعارضة من سكان داريا أدرى بطبيعة المدينة.
وتتألف تشكيلات المعارضة المسلحة العاملة داخل المدينة بشكل رئيسي من أربعة ألوية وبعض الكتائب الأخرى، وهي لواء شهداء الإسلام الذي جرى تشكيله من نواة كتيبة الفيحاء التي تعد أول تشكيل مسلح بريف دمشق تابع للمجلس العسكري للثورة، وألوية وكتائب الصحابة وتضم لواء المقداد بن عمرو ولواء الفتح المبين، ولواء الأحرار الذي تمخضت مؤخرا عن اتحاد بعض المجموعات في المدينة.
ويخوض المقاتلون في داريا حربا شرسة مع النظام لمنعه من السيطرة على المدينة، ووصف محللون عسكريون مدينة داريا على أنها مقبرة دبابات النظام حيث دمر مقاتلو المعارضة في داريا ما بين 45 و65 دبابة، وفق تقديرات الجيش الحر ومكاتبه الإعلامية.
يذكر أن ما يقارب مائة برميل متفجر سقطت على المدينة منذ شهرين، تسببت في تدمير ما يزيد عن 70% من البنية التحتية للمدينة، وفق إحصاءات مركز داريا الإعلامي.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
الإبراهيمي: حمص مسرح للموت والدمار
قال المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الخميس إن وسط مدينة حمص المحاصرة أصبح “مسرحا للموت والدمار”، وحث طرفي الصراع هناك على العودة إلى طاولة المفاوضات.
ودعا الإبراهيمي في بيان كلا من الحكومة السورية وقادة المعارضة إلى استئناف المباحثات التي توقفت فجأة في فبراير/شباط الماضي.
وقد شهدت مدينة حمص القديمة بعض أعنف المعارك في الحرب المستعرة بسوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ويعتبر اتفاق وقف إطلاق النار لمدة أسبوع -الذي سمح لأكثر من ألف مدني بمغادرة المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة- الإنجاز الوحيد الذي حققته مفاوضات السلام الأخيرة في جنيف والتي عُقدت بوساطة الإبراهيمي.
بيد أن الاتفاق لم يصمد طويلا فسرعان ما اندلعت معارك طاحنة بين قوات الرئيس بشار الأسد والمعارضة المسلحة لأسابيع طويلة.
مجلس الأمن
وانعقد مجلس الأمن الدولي في ساعة متأخرة أمس الخميس لبحث الوضع الإنساني في حمص، لكن من دون الاتفاق على البيان الصحفي الذي اقترحته بريطانيا.
وعوضا عن ذلك، أعلنت الرئيسة الدورية للمجلس سفيرة نيجيريا جوي أوغوو أن الدول الأعضاء أعربت عن “قلقها العميق” حيال مصير العالقين بسبب المعارك في القسم القديم من مدينة حمص بوسط سوريا.
وقالت إن المجلس المكون من 15 دولة عضو “طالب بتطبيق القرار 2139 فورا”، وهو القرار الصادر في 22 فبراير/شباط الماضي حول تحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ودعمت دعوة الإبراهيمي إلى استئناف المحادثات بشأن رفع الحصار عن حمص.
وقال السفير البريطاني مارك ليال غرانت لدى خروجه من الاجتماع إن “المدنيين المحاصرين في القسم القديم من مدينة حمص وفي حي الوعر بسبب هجوم النظام معرضون فعلا لخطر الموت”.
وأوضح أن فرنسا وبريطانيا قدمتا مشروع قرار رسمي إلى مجلس الأمن، لكن المجلس لم ينجح في الاتفاق على تبنيه.
وحسب نظيره الفرنسي جيرار أرو، فإن روسيا -حليفة سوريا- عطلت مرة أخرى مشروع القرار الذي دعا النظام إلى رفع الحصار عن حمص. وأعرب أرو عن استغرابه لهذا الرفض الروسي، في حين أن موسكو وافقت على القرار 2139 الذي يطالب برفع الحصار عن عدد من المدن السورية ومن بينها حمص.
أما السفيرة الأميركية سامنتا باور فقد طلبت في بيان من “كل الدول التي لها نفوذ على دمشق أن تمارس ضغطا على النظام” كي يستأنف المحادثات بشأن رفع الحصار عن حمص. وقالت “من الضروري جدا أن يتمكن الذين يريدون مغادرة حمص من مغادرتها سريعا وبأمان”.
من ناحيته، أعلن السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن 170 مدنيا فقط محاصرون في حمص إلى جانب آلاف “الإرهابيين”، وهؤلاء المدنيون رفضوا مغادرة المدينة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
سوريا تقدم قائمة “أكثر تفصيلا” للكيميائي
قال مسؤولون إن سوريا قدمت قائمة “أكثر تفصيلا” لأسلحتها الكيميائية إلى منظمة دولية تشرف على تدمير مخزونها، بعدما أفاد مفتشون على الأرض بوجود اختلاف في البيانات الموجودة عند الجانبين.
ووافقت سوريا على تدمير ترسانتها الكيميائية بعدما هددت واشنطن بشن عمل عسكري عقب مقتل مئات السوريين في هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق في أغسطس/آب الماضي، لكن دمشق تتخلف عن موعد تسليم هذه المواد بفارق عدة أسابيع.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مايكل لوهان قوله إن بعثة الأمم المتحدة والمنظمة المشتركة في سوريا رصدت “اختلافات بين ما وجدوا وما احتواه الإعلان الأصلي”.
وأكد لوهان تقديم قائمة خضعت للمراجعة، وأضاف أنه “بالنسبة لبعض المخزون كانت تقديرات تقريبية للكميات قد قدمت والآن حلت محلها كميات محددة”، لكنه شدد على أن القائمة التي خضعت للمراجعة لا تشمل أي مواد كيميائية جديدة.
وأضاف أن الأضواء سلطت على الكميات المحددة بعدما زار مفتشون المواقع ووضعوا قائمة مفصلة وجهزوا المواد لنقلها إلى مدينة اللاذقية الساحلية، ولم يتسن للمسؤولين تقديم تفاصيل محددة بشأن الاختلافات بين الأرقام التقديرية والأرقام المأخوذة من الواقع.
وأكد مسؤول في المنظمة -طلب عدم ذكر اسمه- تقديم قائمة جديدة، لكنه قال إن الأمر يأتي في إطار “عملية إبلاغ روتينية”، مضيفا أنه “أحيانا تكون المعلومات غير كاملة أو ليست بالشكل الذي نريده، لكن ما قدموه بحاجة إلى دراسة كي يتسنى التوصل إلى أي استنتاجات، وأفضل ألا أتكهن بالموجود فيه”.
إخلال بالمواعيد
ولم تعلن سوريا تفاصيل القائمة المحددة للمواد الكيميائية، لكن مسؤولين قالوا إنها تشمل أكثر من 500 طن متري من الأسلحة الكيميائية شديدة السمية، مثل غاز الخردل ومواد أساسية لتصنيع غاز السارين السام، بالإضافة إلى أكثر من 700 طن متري من المواد الكيميائية الصناعية.
وأعلنت حكومة الأسد -بموجب اتفاق توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي- أنها ستدمر كل المواد الكيميائية التي تمتلكها بحلول يوم 30 يونيو/حزيران القادم.
لكن سوريا تخلفت عن موعد تسليم المواد الكيميائية بفارق عدة أسابيع ونقلت قرابة ثلثي مخزونها لتدميره في الخارج، وقالت إنها ستسلم كل شيء قبل 27 أبريل/نيسان أي في غضون عشرة أيام.
ويجري تحميل هذه المواد في سفن نرويجية ودانماركية داخل ميناء اللاذقية السوري في إطار عملية تكلف عدة ملايين من الدولارات وتشارك فيها عشر دول على الأقل.
وسيبطل مفعول الأسلحة الكيميائية في البحر على متن سفينة “كيب راي” الأميركية المزودة بمعدات خاصة لهذا الغرض، على أن ترسل معظم المواد الكيميائية إلى منشآت نفايات تجارية في فنلندا وبريطانيا وألمانيا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
حمص في “ساحة الموت” وروسيا تعطل قرار انتشالها
الأمم المتحدة – فرانس برس
بعد أشهر من الحصار، واستعداد قوات النظام السوري للسيطرة على حمص القديمة، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن “قلقهم العميق” حيال مصير المدنيين العالقين بسبب المعارك في القسم القديم من المدينة، بحسب ما أعلنت الرئيسة الدورية للمجلس سفيرة نيجيريا جوي اوغوو.
وقالت إن الدول الـ15 “طالبت بتطبيق القرار 2139 فوراً” وهو القرار الصادر في 22 فبراير الماضي حول تحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ودعمت دعوة الوسيط الدولي الأخضر الابراهيمي استئناف المحادثات حول رفع الحصار عن حمص.
وأجرى أعضاء مجلس الأمن الخميس 3 ساعات من المشاورات بعد أن عرضت رئيسة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس الوضع في حمص.
التعطيل الروسي
من جهته، أكد السفير البريطاني مارك ليال غرانت لدى خروجه من الاجتماع أن “المدنيين المحاصرين في القسم القديم من مدينة حمص وفي حي الوعر بسبب هجوم النظام معرضون فعلاً لخطر الموت”.
وأوضح أن فرنسا وبريطانيا قدمتا مشروع قرار رسمي إلى مجلس الأمن ولكن المجلس لم ينجح في الاتفاق على تبنيه.
وحسب نظيره الفرنسي جيرار ارو فإن روسيا حليفة سوريا عطلت مرة جديدة مشروع القرار الذي دعا النظام إلى رفع الحصار عن حمص. وأعرب ارو عن استغرابه لهذا الرفض الروسي في حين أن موسكو وافقت على القرار 2139 الذي يطالب برفع الحصار عن عدد من المدن السورية ومن بينها حمص.
أما السفيرة الأميركية “سامنتا باور” فقد طلبت في بيان من “كل الدول التي لها نفوذ على دمشق أن تمارس ضغطاً على النظام” كي يستأنف المحادثات حول رفع الحصار عن حمص. وقالت “من الضروري جداً أن يتمكن الذين يريدون مغادرة حمص من مغادرتها سريعا وبأمان”.
من ناحيته، أعلن السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن 170 مدنياً فقط محاصرون في حمص إلى جانب آلاف “الإرهابيين” وهؤلاء المدنيون رفضوا مغادرة المدينة.
كيف يوثق المقاتلون الأجانب مشاركتهم بالصراع السوري؟
دبي – قناة العربية
كشف تقرير المركز الدولي لدراسة التطرف في “كنغز كوليج” بلندن عن كيفية توثيق المقاتلين الأجانب مشاركتهم في الصراع السوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت مصدرا أساسيا للمعلومات فيما يحدث على الأرض على الفور وما يلهم أو يوجه هؤلاء للقتال. وتعرف الباحثون على حسابات مئتي مقاتل غربي ينتمون غالبيتهم إلى “داعش” أو جبهة النصرة.
وبحسب تحليلات باحثي المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي التابع لـ”كينغز كوليج”، فإن الصراع السوري هو الأكثر استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي في التاريخ، حيث إن المقاتلين الغربيين يوثقون مشاركتهم على أرض المعركة وقت حدوثها في حسابات “فيسبوك” و”تويتر”، وهي مصدر أيضا للمقاتلين للحصول على معلومات من ناشرين غير رسميين أو من أشخاص لا ينتمون إلى أي جهة.
وتعرف الباحثون من خلال قاعدة بيانات حسابات رصدتها لمئتي مقاتل غربي، أن 25% من هؤلاء المقاتلين الغربيين من بريطانيا، تليها فرنسا بـ14% وألمانيا ثالثة.
ومن جانبه، قال بيتر نيومن رئيس المركز الدولي لدراسة التطرف: “المقاتلون هم شباب في العشرين من العمر كبروا في بيئة تنتشر فيها وسائل التواصل الاجتماعي ويستخدمونها بشكل طبيعي كما كان استخدام الهواتف والرسائل سابقا، إنه أمر اعتيادي أن تكون لهم حسابات في “فيسبوك” و”تويتر” لنشر تجاربهم وهي طريقة أيضا لإبقاء اتصالهم مع الناس في بلدانهم”.
وأظهرت تحليلات البيانات أن أكثر من 60% من المقاتلين الغربيين في سوريا ينتمون إلى تنظيم “داعش”، بينما قرابة 18% يعتقد أنهم التحقوا بجبهة النصرة، وكلتا المجموعتين كانت في وقت ما أو لا تزال لها علاقة رسمية مع تنظيم القاعدة.
ولم تحدد التحليلات جنسية 29% من المقاتلين أو الجماعات التي انضموا إليها.
وقال ماهر شيراز كبير باحثي المركز الدولي لدراسة التطرف: “المقاتلون البريطانيون في سوريا هم عادة رجال في العشرينيات من العمر من أصول جنوب آسيوية مثل باكستان والهند وبنغلاديش، وعادة ما يكونوا قد تلقوا تعليما ثانويا ولهم تواصل مع جماعات إسلامية لها ارتباط بمنظمات دولية”.
واكتشف المركز أن موقعي الداعيتين الأميركي أحمد موسى جبريل والأسترالي موسى انطونيو يحظيان بإقبال في أوساط المقاتلين الأجانب، ولهما تأثير على تحفيز ودعم الغربيين روحيا ودينيا في مبادئ المقاومة المسلحة ضد نظام الأسد، لكن التقرير شدد على أن الموقعين لا يشاركان في تسهيل تجنيد المقاتلين الأجانب أو انضمامهم إلى “داعش” أو جبهة النصرة، وخلص التقرير أن البحث هو عينة فقط من المقاتلين الغربيين في سوريا تطلب إعداده من قبل ثلاثة باحثين سنة ونصف السنة.
أسباب تركيز قوات الأسد على قصف حمص
دبي – قناة العربية
تشهد حمص قصفا عنيفا من قبل قوات الأسد وميليشيا حزب الله بهدف السيطرة عليها، وذلك بعد حصار استمر لأشهر.
وأرجع خبراء عسكريون، تركيز قوات الأسد على حمص، لأسباب عدة، فموقعها يحاذي منطقة الساحل حيث أنصار الأسد وهي المنطقة التي تعتبر مستودع تجنيد قوات النظام.
وثانياً، لأن منطقة الساحل بما فيها اللاذقية تعد خطة (ب) بديلة للنظام كما أعلن سابقا من إقامة دولة علوية يجعل النظام حريصا على تدمير وإضعاف ما حولها وحمص هي الأقرب.
كما أن خروج حمص عن سيطرة النظام، يهدد طرق إمداده من دمشق الى الساحل وبالعكس ما يجعل هامش المناورة لانسحاب قوات الأسد ضيقا.
وتلعب مليشيا حزب الله دورا كبيراً، إذ تتمركز بين الحدود اللبنانية وقرى حمص لحماية خطوط الإمداد ليس للنظام فحسب وإنما لعناصر الحزب من لبنان إلى سوريا.
وبحسب خبراء، فإن قصف النظام لحمص القديمة يمهد لاقتحامها، فداخل هذه الأحياء أكثر من ألف مقاتل للمعارضة التي تظل لها ثلاثة خيارات.
وتشمل الخيارات إقامة تحصينات داخل أحياء حمص استعدادا لحرب شوارع ما يعني عسكريا الصمود، أو محاولة إيجاد مخرج من الأحياء المحاصرة الى مناطق أخرى ما يعني سقوط حمص بيد النظام، بينما يكون خيار المعارضة الثالث في فتح معارك كبيرة خارج حمص، ضد النظام لتخفيف قصفه وضغطه على حمص.
قتال بحمص.. وروسيا تعطل قرارا “إنسانيا”
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
استمرت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في أحياء حمص القديمة، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وفقا لما ذكرت مصادرنا الجمعة، في وقت عرقلت فيه موسكو قرارا غربيا في مجلس الأمن برفع الحصار عن المدينة.
وبدأت القوات الحكومية منذ أيام حملة عسكرية تستهدف أحياء حمص القديمة التي تشكل آخر معاقل مسلحي المعارضة في المدينة.
كما قتل شخص وأصيب آخرون بقصف بقذائف الهاون استهدفي حي الوعر في حمص، وذكر ناشطون أن الحي يتعرض لقصف بالشيلكا والأسطوانات المتفجرة.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية، إن عددا من عناصر القوات الحكومية قتلوا جراء نسف أحد مقراتها في حي الصناعة في دير الزور شمال شرقي البلاد.
وفي حلب، يستمر الهجوم الذي شنته كتائب المعارضة المسلحة على “ثكنة هنانو” وهي من أكبر النقاط العسكرية للقوات الحكومية وذات أهمية استراتيجية كونها تقع على مرتفع يشرف على أحياء حلب الشمالية.
من جانبه نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري أن “وحدة من الجيش العربي السوري والدفاع الوطني أحبطت محاولة تسلل العصابات الإرهابية إثر تفجيرها ثلاثة أنفاق في محيط ثكنة هنانو في حلب “.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحي المعارضة سيطروا على مبان تقع قرب مركز المخابرات الجوية في حي الزهراء غرب مدينة حلب.
روسيا تعطل قرارا “إنسانيا”
وفي اجتماع في وقت متأخر من مساء الخميس، قدمت فرنسا وبريطانيا مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب السلطات برفع الحصار عن حمص وعن مدن أخرى في سوريا، لكن روسيا عطلت القرار، حسب المندوب الفرنسي في المجلس.
وأعرب أعضاء المجلس عن قلقهم حيال مصير المدنيين العالقين بسبب المعارك في الأحياء القديمة في المدينة.
وأجرى الأعضاء مشاورات بعد أن عرضت منسقة شؤون الإغاثة بالأمم المتحدة فاليري آموس تقريرا عن الوضع في حمص.
المعارضة السورية تبحث عن استراتيجية الخروج من حمص
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — اهتمت الصحف العالمية بأبرز الأخبار والتقارير الدولية ومن أبرزها بحث مقاتلي المعارضة السورية عن استراتيجية للخروج من حمص، بعد إدراكهم أنها قد تسقط في يد الجيش السوري، ووثائق تكشف أن سامسونغ حاولت استخدام وفاة ستيف جوبز للهجوم على شركة أبل الأمريكية.
ذا غارديان
تبين أن مقاتلا ملثما من القاعدة يحارب في سوريا، وظهر سابقا في تسجيل مصور على أنه لاعب سابق في أرسنال ، لم يكن أبدا يلعب في صفوف النادي الإنجليزي.
وقد ظهر الرجل، الذي تبين أن مواطن برتغالي، في تسجيل فيديو قبل أسبوعين، ودعا متابعيه إلى المشاركة في الجهاد، مستخدما هوية مزيفة ومتحدثا بلكنة ثقيلة.
وكانت الإشاعات قد انتشرت مؤخرا بأن الرجل هو لاسانا ديارا، 29 عاما، والذي كان يلعب في نواد عريقة مثل أرسنال، وتشلسي، وبورتسماوث. وقد دفعت هذه الإشاعات اللاعب ديارا إلى الخروج للعلن ونفيها، والتأكيد على أنه لم تطأ قدمه الأراضي السورية أبدا.
ديلي ميل
كشفت وثائق أفرجت عنها محكمة أمريكية أن شركة سامسونغ الكورية وضعت نصب عينيها استغلال وفاة مؤسس شركة أبل الأمريكية من أجل الهجوم عليها.
فقد عبر مسؤولون في شركة سامسونغ حينها عن قلقهم من أن وفاة ستيف جوبز عام 2011 قد تسرق الأنظار بعيدا عن هاتفهم الجديد وقتها، والذي كان هاتف غالاكسي 2.
وكتب مايكل بيننغتون في رسالة إلكترونية بعد وفاة جوبز إن الجميع سيتذكر محاسنه، وهذا سيفيد هاتف أبل الجديد أنذاك، وسيقضي على آمال سامسونغ بالتسويق لمنتجاتها الجديدة.
واشنطن بوست
في الوقت الذي تزيد فيه قوات الجيش السوري من قوة هجومها على مدينة حمص، تخشى المعارضة من أن هذه المدينة، التي كانت في يوم من الأيام عاصمة للثورة السورية، قد تسقط في أيدي القوات الموالية للأسد.
ويؤكد سكان المدينة أن هذا الأسبوع شهد معاركا هي الأعنف بين قوات الجيش السوري، التي قصفت المدينة بالطائرات، ومقاتلي المعارضة، الذين يردون بمدافع الهاون.
ويبحث مقاتلو المعارضة، والذين لا يتجاوز عددهم الألف في المدينة، عن استراتيجية للخروج، ولكنهم وضعوا نصب أعينهم القتال حتى الرمق الأخير.
الأردن يتوقع مليون لاجئ سوري والمفوضية تطلق نداء إغاثة إنسانية
عمان، الأردن (CNN)- جددت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن نداء استغاثتها للدول المانحة، لتسريع تزويدها بالمتطلبات المالية، بعد أربعة أشهر فقط من إطلاق نداء سابق، في الوقت الذي لم تصل فيه سوى ما قيمته 16 في المائة من المساعدات المالية للعام الجاري 2014.
جاء إطلاق نداء الاستغاثة الخميس، في اجتماع موسع عقدته المفوضية بالعاصمة عمان، بمشاركة أطراف في الحكومة الأردنية، وعدد من الدول المانحة، حيث عرضت المفوضية خطة استجابة للاجئين السوريين في البلاد للعام الحالي، تشير إلى توقعات بارتفاع أعداد اللاجئين بين 800 ألف ومليون لاجئ بنهاية العام.
وقال مسؤول العلاقات الدولية في المفوضية، علي بيبي، على هامش الاجتماع لموقع CNN بالعربية، إنه على ضوء الأعداد المتزايد من اللاجئين، فإن المفوضية أعدت خطة استجابة للعام الحالي، تدعو فيها إلى إمداد المفوضية بنحو مليار و200 مليون دولار، كمتطلبات لمختلف الخدمات والمشاريع.
وبين بيبي أن الخطة تتضمن أيضاً احتساب احتياجات لما يقدر بـ800 ألف أو ربما مليون لاجئ، سيكونون بحاجة للحماية مع نهاية العام، بما في ذلك احتساب مساعدات ستصل إلى لأكثر من مليوني متضرر أردني، من وجود اللاجئين السوريين.
وأشار بيبي إلى أن تدفق أعداد اللاجئين، بالوتيرة ذاتها، قد يؤثر على نوعية الخدمات المقدمة لهم، في حال تأخر وصول المساعدات ، فيما أكد أن افتتاح التجمع السادس لإيواء اللاجئين، والمخيم الثاني رسمياً “مخيم الأزرق”، في 30 أبريل/ نيسان الجاري، ضمن خطة الاستجابة.
ولفت بيبي إلى أن الطاقة الاستيعابية لمخيم الأزرق تفوق الطاقة الاستيعابية لمخيم الزعتري، حيث تصل إلى 130 ألف لاجئ وقال:” في حال امتلأ مخيم الأزرق حتى نهاية العام ستكون هناك جاهزية لتحديد موقع لمخيم آخر.”
وكشف بيبي عن وضع المفوضية خطة لاحتمالات افتتاح مخيم ثالث في وقت لاحق، مشيراً إلى أن هناك عدة مواقع يجري إجراء دراسة بشأنها، بالتنسيق مع الحكومة الأردنية.
وعن توقعات المفوضية باستمرار أمد اللجوء السوري في البلاد إلى ما يزيد عن 10 سنوات، قال بيبي: “الوضع الراهن لا يبشر بتفاؤل بانخفاض عدد اللاجئين.”
في الأثناء، دعت منظمة “كير” العالمية، خلال مؤتمر صحفي الخميس، بالتزامن مع اجتماع المفوضية، الجهات الرسمية في الأردن، إلى تسهيل مساعدة اللاجئين السوريين في الحصول على تصاريح عمل، لتمكينهم اقتصادياً، ولتجنب تعرضهم لمخاطر وتعريض المجتمع المحلي لمخاطر.
وعرضت المديرة الإقليمية للمنظمة، سلام كنعان، لدراسة حول أوضاع اللاجئين السوريين خارج المخيمات، أظهرت أن هناك نحو نصف مليون لاجئ سوري في المناطق الحضرية، يواجهون صعوبات أكثر للتأقلم مع تحديات السكن غير اللائق، والديون المالية الكبيرة، وتكاليف المعيشة.
وبحسب كنعان، يرزح نحو 90 في المائة من هؤلاء تحت طائلة المديونية إلى أقاربهم ومالكي العقارات وأصحاب المحلات التجارية.
ويعيش نحو 80 في المائة من اللاجئين السوريين في البلاد خارج المخيمات، فيما تجاوز العدد الإجمالي لهم، بحسب سجلات المفوضية، 600 ألف لاجئ.
مصدر دبلوماسي: الولايات المتحدة تدرب 600 منشق عن الجيش السوري شهرياً
روما (17 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد مصدر دبلوماسي عربي أن الولايات المتحدة تقوم بتدريب 600 مقاتل منشق عن الجيش السوري شهرياً، وشدد على أنها لم ترسل أياً منهم إلى الداخل السوري بعد.
وقال المصدر، الذي طلب إغفال اسمه، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “تقوم الولايات المتحدة بتدريب ضباط وعناصر من المنشقين عن الجيش السوري، وبمعدل 600 كل شهر، ويتم اختيارهم وتدريبهم نظرياً وعملياً، وتأهيلهم ليكونوا نواة جيش أو قوة معتدلة متوازنة في مواجهة النظام”، حسب تعبيره.
وأوضح المصدر “من المرجح إن قررت الولايات المتحدة تزويد المقاتلين السوريين بأسلحة متطورة أن تكون وجهتها هؤلاء المتدربين قبل غيرهم”، وأردف “هذه القوات التي يدربها الأمريكيون لها مهمة مؤجلة الآن، أو على المدى المنظور على الأقل، فلا يبدو أن الأمريكيين بعجلة من أمرهم، ويبدو أن استمرار حالة الاستنزاف لا تضايق الأمريكيين”.
وأشار المصدر إلى أن العديد من قادة الجيش الحر لا يمتلكون معلومات وافية عن خطة التدريب الأمريكية هذه، فالأمر يجري بعيداً عن الجيش الحر والائتلاف، وقال “لا علاقة تنظيمية بين الائتلاف وهيئة الأركان، وهناك علاقة بين الائتلاف وأفراد من قادة الجيش الحر، أما من يجري تدريبهم فلا علاقة للطرفين بهم”.
وأردف “حتى الآن لم تدخل أي قوات من الضباط والجنود المنشقين عن النظام إلى داخل سورية، إلا بحالات فردية لا علاقة لها بمن تدربهم الولايات المتحدة، وأغلب ما يتم تداوله عن دخول قوات مدربة إلى جنوب سورية كلام بعيد عن الواقع ويدخل ضمن مفهوم الحرب النفسية”، على حد تعبيره.
ورفض المصدر التأكيد على أن يكون تدريب هؤلاء يتم في الأردن وقال “تدريبهم وتأهيلهم يتم في أكثر من بلد، هذا فقط ما يمكن قوله بهذا السياق
دولتان عربيتان هددتا بالانسحاب من الجامعة إن استلمت المعارضة مقعد سورية
روما (17 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
جزمت مصادر دبلوماسية بعدم وجود أي إمكانية لتسليم المعارضة مقعد سورية في الجامعة العربية وقالت إن دولتين عربيتين على الأقل هددتا بالانسحاب من الجامعة فيما لو تم ذلك رغماً عنها، ودعت المعارضة السورية للالتفات لشؤون “أكثر جدوى”، حسب وصفها.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “الأمر شبه مستحيل وعلى المعارضة السورية الالتفات لشؤون أخرى أكثر نفعاً وجدوى، وربما عليها الاكتفاء بالمطالبة بحضور جلسات الجامعة كمراقب، وهو أمر يمكن تمريره”، على حد قولها.
وأضافت المصادر “هناك إشكاليات أخرى مع بلد المقر للجامعة، فموقف السلطات المصرية من الإخوان متشدد وهذا ينعكس تلقائياً على ائتلاف المعارضة السورية التي تضم عدداً غير قليل من الشخصيات الإخوانية السورية البارزة”.
وكان عضو الهيئة القانونية بالائتلاف الوطني، هيثم المالح أكّد استمرار المعارضة السورية بسعيها لاستلام المقعد على الرغم من انتهاء القمة العربية الأخيرة في الكويت بعدم اتفاق الدول العربية على هذا الأمر.