أحداث الجمعة 19 حزيران 2015
سجناء حمص يستنجدون بـ «داعش»
لندن، بيروت، اسطنبول – «الحياة»، أ ف ب –
أعلن مئات المعتقلين السوريين في سجني حمص وحماة إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمناسبة بدء شهر رمضان، مطالبين بالإفراج عنهم. ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شريطاً قالوا إنه التقط داخل سجن حمص قبل أيام ظهر فيه عشرات السجناء وهم يستنجدون بقادة «داعش» وزعيمه أبو بكر البغدادي. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «السجناء هتفوا «الشعب يريد الدولة الإسلامية» و «الجيش السوري حرامي».
وأفاد ناشطون بأن أكثر من 730 معتقلاً في سجن حماة المركزي بدأوا إضراباً عن الطعام منذ مساء الثلثاء لـ «الإفراج عنهم أو تسريع محاكماتهم إضافةً إلى الاحتجاج على سوء أوضاعهم واعتقالهم بشكل تعسفي بناء على قرارات من أجهزة أمنية». ورفع المعتقلون شعار «لا للطعام حتى الخروج من معتقلات النظام»، وشعار «الموت ولا المذلة»، ويأمل السجناء أن يكون هذا الإضراب «عامل ضغط على النظام لإيجاد حل لورقة المعتقلين المنسية من جميع الأطراف، والضغط على المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً رغم كل الجرائم داخل معتقلات وأقبية النظام»، وفق موقع «كلنا شركاء» المعارض.
وأفاد «المركز الإعلامي في مدينة سلمية وريفها»، بأن إدارة السجن هددت المضربين عن الطعام بنقلهم إلى سجن طرطوس واللاذقية معقل النظام، لكنهم رفضوا إنهاء الإضراب أيضاً.
وفي دمشق، وصفت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» أحوال المعيشة في بلدة سورية معزولة جنوب غربي العاصمة، بأنها «رهيبة»، بعد أن قامت بتسليم معونات هناك هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ ستة أشهر.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة «الوطن» القريبة من النظام، عن الإدارة العامة للهجرة والجوازات، أن «عدد طلبات جوازات السفر خلال العام الحالي بلغ نحو مليون … من داخل سورية وخارجها، بمعدل خمسة آلاف طلب يومياً». وهذا العدد يتجاوز بخمسة أضعاف الطلب على الجوازات خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية، الذي بلغ 160 ألفاً.
«داعش» يدير حركة التجارة بين العراق والأردن وسورية
بغداد – مشرق عباس
لا يفكر سائقو الشاحنات على طريق عمان – بغداد وقد تحول مساره قبل نحو عام ليمر بناحية النخيب ثم محافظة كربلاء، متجنباً مدن الرمادي والفلوجة، كثيراً في ذكرى إعدام القيادي في «داعش» أبو وهيب عدداً من زملائهم السوريين في منطقة الرطبة، خلال توجيه أسئلة إليهم عن عدد ركعات صلاة الفجر.
فسلوك أبو وهيب في تلك الحادثة، يختلف عن سلوك التنظيم وهو يدير علناً التجارة البرية بين العراق والأردن وسورية، وقد عادت عليه مئات الملايين من الدولارات خلال نحو عام ونصف العام.
يبتسم السائق حسين مجبل حين يتحدث عن رحلته الأسبوعية بين ميناء العقبة وبغداد، عبر نقطة تفتيش لـ «داعش» في منطقة الرطبة (450 كلم غرب بغداد)، ويقول: «ماعدا الراية السوداء التي تعلو نقطة التفتيش تلك، فإن إجراءات المرور لا تختلف عن الإجراءات في أي نقطة أخرى. نسلم جوازاتنا والأوراق الثبوتية لمنشأ بضاعتنا إلى موظف في تلك النقطة، فيدقق فيها، فيما يتفحص موظف آخر البضاعة ومقارنتها مع الأوراق قبل أن يمنحنا وصلاً بقيمة الضريبة التي علينا دفعها لدى موظف ثالث ليتم تسليمنا جوازاتنا. والقيمة التي ندفعها في منفذ داعش تختلف وفق نوع البضاعة وحجمها، وهي تتراوح بين 200 و500 دولار وتزيد عندما تكون الحمولة كبيرة».
وحتى يحسم التساؤلات الطائفية المحرجة يقول مجبل: «أنا شيعي، ويعرف أفراد داعش هذا، وبعض الشاحنات فيها سائق ومساعد أحدهما سنّي والآخر شيعي لضمان عدم المضايقات سواء لدى الوصول إلى مناطق داعش، أو عندما نصل إلى كربلاء».
وكانت محافظة كربلاء قررت أول من أمس منع إدخال الشاحنات الآتية من منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن، والتي تمر عبر نقطة تفتيش «داعش»، معلنة أن تلك الشاحنات تمر في المناطق التي يُسيطر عليها التنظيم الذي يفرض إتاوات، ما يجعلها مصدراً لتمويل للتنظيم.
وقابل سائقو الشاحنات هذا القرار بـ «الازدراء». وقال علي الجبوري باستغراب: «كأنهم (المسؤولون في المحافظة) اكتشفوا اليوم أن داعش يفرض إتاوات بملايين الدولارات، نحن ندفع هذه الإتاوات منذ سنوات بطرق مختلفة، كنا ندفعها في زمن القاعدة، كما دفعنا إلى مجموعات الصحوة، والنقاط التابعة للجيش والشرطة، والآن ومنذ بداية عام 2014 ندفع لداعش، ومنفذ كربلاء يعلم ذلك جيداً وكان يشترط علينا إبراز الوصل الذي يحمل ختم التنظيم باسم الدولة الإسلامية/ قاطع الرطبة لتأكيد أن البضاعة آتية من الأردن أو من سورية».
ويكمل زميل له :»سابقاً كنا ندفع رشوة كبيرة في منفذ طريبيل الرسمي، وندفع مبلغاً آخر إلى منفذ داعش، لكن منذ شهور لم يعد الموظفون في منفذ طريبيل (150 كلم غرب الرطبة) يتلقون رشاوى، ونحن وهم والحكومة نعلم أنهم تحت حكم داعش أيضاً، وعندما يتم تبليغ نقطة التنظيم عن حصول رشاوى في منفذ طريبيل يتم قتل الموظف المرتشي بعد ساعات».
حسبة معقدة ومتداخلة تلك التي تحكم الطريق الدولي بين بغداد وعمان فـ «داعش» كان احتل نقطة طريبيل الحدودية مع الأردن في حزيران (يونيو) 2014، لكنه عاد وانسحب منها بعد أيام، عندما قررت الحكومة الأردنية إغلاق الحدود، وقرر فتح نقطة بديلة في منطقة الرطبة متيحاً الفرصة لاستمرار سيطرة الحكومة المركزية على طريبيل.
ويقول مطلعون وسائقو الشاحنات أنفسهم أن «داعش» لم يقرر السيطرة الكاملة على نقطة الوليد الحدودية مع سورية الشهر الماضي، إلا بعدما تأكد تماماً أن حركة التجارة بين بغداد ودمشق توقفت، وكان قبل ذلك التاريخ يجبي الضرائب في نقطة الرطبة نفسها.
براغماتية «داعش» في إدارة حركة التجارة البرية، تبررها الأموال التي يحصل عليها، ناهيك عن إدارة التنظيم حركة تجارة خاصة به وبالمناطق التي يسيطر عليها في الأنبار والموصل.
71 دولة تندّد باستخدام سوريا البراميل المتفجرة
نيويورك – علي بردى
وقعت 71 من الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة أمس رسالة “تندد بالاستخدام المنهجي” من القوات النظامية السورية للبراميل المتفجرة، داعية مجلس الأمن الى تكثيف جهوده لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولا سيما منها القرار 2139، وتطبيق القانون الدولي الإنساني.
وبادرت بلجيكا واللوكسمبور وهولندا الى اعداد الرسالة التي جذبت أيضاً عشرات الدول الأخرى عبر العالم. ووجهت الى رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الماليزي الدائم لدى الامم المتحدة رملان بن ابرهيم، مع نسختين متطابقتين الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ورئيس الجمعية العمومية سام كوتيسا، من أجل التعبير عن “السخط” لـ”استمرار سفك الدماء والعنف حيال المدنيين في سوريا، والذي يتسبب بهما خصوصاً الإستخدام المنهجي للبراميل المتفجرة”.
وعلق المدير لدى منظمة “هيومان رايتس ووتش” الحقوقية الأميركية فيليب بولوبيون بأن “مجلس الأمن وقف طويلا مكتوفاً وقت تنتهك الحكومة السورية القرار 2139 بصورة فاضحة من طريق إمطار المدنيين بالبراميل المتفجرة”. وأضاف أن المجلس “في حاجة الى انشاء آلية لمراقبة الهجمات العشوائية من كل الأطراف وان يوضح أن العقوبات تنتظر الذين يستهترون بقراراته”.
خريطة سياسية جديدة في شمال سوريا تضع تركيا أمام خيارات قليلة أردوغان بين مواصلة التجذيف عكس التيار والإقرار بالواقع الجديد
موناليزا فريحة
الخريطة السياسية الجديدة على الحدود التركية مع سوريا أثارت استنفاراً في انقرة القلقة من سيطرة الاكراد للمرة الاولى على شريط متواصل يمتد من كوباني الى الحسكة، ووترت العلاقة بين حكومة رجب طيب أردوغان وواشنطن.
بالمعايير التركية، شكل سقوط تل أبيض، المدينة الواقعة جنوب أقجه قلعة الحدودية التركية، في أيدي “وحدات حماية الشعب” الكردية اكثر من ضربة لتنظيم “الدولة الاسلامية”، انه انتكاسة جديدة للسياسة السورية لأنقرة ودليل على ان اتجاهات الحرب الدائرة في سوريا لا تحددها بالضرورة مشاريع حكومة أردوغان.
“وحدات حماية الشعب” صارت بعد معركة تل ابيض شريكا فاعلا للائتلاف الدولي ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يتهم أردوغان بدعمه. المناطق التي باتت تسيطر عليها هذه الوحدات في شمال سوريا اكتسبت مع تواصلها الجغرافي قيمة مضافة في الحملة الدولية للقضاء على التنظيم المتشدد. ومع ان الائتلاف لم يحدد بعد الجبهة التالية لمعركته ضد “داعش”، قال قادة الوحدات الكردية والفصائل المتحالفة معها من المعارضة السورية ان المرحلة المقبلة ستشمل عمليات مشتركة من تل ابيض جنوباً للسيطرة على عين عيسى، وتشديد الخناق على خطوط الاتصالات الداخلية لـ”الدولة الاسلامية”، وصولاً الى تهديد مدينة الرقة، عاصمة “الخلافة”. ومن شأن هذه العملية المتوقعة ان تمكن القوات الكردية وحلفاءها من دخول معقل “داعش” في سوريا، في تطور قد تكون له تبعات ايجابية على العمليات الاخرى الرامية الى القضاء على التنظيم في كل من سوريا
والعراق.
هذا الموقع الاستراتيجي في المعركة ضد “داعش” أكسب الاكراد حظوة جديدة لدى واشنطن، وهو ما دفع انقرة الى نقل مخاوفها وتحذيراتها الى الادارة الاميركية وحكومات اخرى في الائتلاف من خطر التغيّر الديموغرافي في المنطقة، متذرعة بـ”التطهير والطرد” اللذين تمارسهما “وحدات الشعب” في حق السكان العرب والتركمان.
تعتبر أنقرة “وحدات حماية الشعب” الكردية، وهي الجناح السياسي لـ”حزب الاتحاد الديموقراطي” في سوريا امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني” المصنف ارهابياً في تركيا كما في واشنطن ودول اوروبية. ومع ان الصلات بين الحزبين ليست سراً في تركيا، لا شيء يوحي بأن واشنطن تنوي حظر “وحدات حماية الشعب” او “حزب الاتحاد الديموقراطي” أو حتى التخلي عن التعاون معهما في معركتها ضد “داعش”.
وفي رأي الكاتب التركي سميح ايديز ان هذا الوضع يترك الحكومة التركية امام خيارات قليلة، فاما ان تواصل التجذيف عكس التيار، وتفشل على الارجح في تحقيق ما تريد في سوريا، واما ان تحاول تطوير سياسات تقر بالواقع على الارض.
كيان كردي
وبالوتيرة التي تمضي بها الامور، لم يعد مستبعدا نشوء كيان كردي يتمتع بحكم ذاتي في شمال سوريا ويمتد من كوباني الى الحسكة ويرتبط بمنطقة الحكم الذاتي في شمال العراق. مثل هذا الامر يثير مخاوف كبيرة لدى الحكومة التركية التي أبدت مراراً قلقها من منطقة حكم ذاتي في شمال سوريا منذ تسليم النظام السوري المنطقة الى “حزب الاتحاد الديموقراطي”. وتخشى أنقرة خصوصا أن يؤدي هذا الواقع الجديد الى احياء النزعات الانفصالية لاكرادها الذين خاضوا نزاعا دمويا مسلحا ضد الدولة التركية.
وبعد المكاسب الميدانية، ليس مستبعدا أن يستعين الائتلاف الدولي بـ “وحدات الشعب الكردية” وحلفائها لتحرير جرابلس، في محافظة حلب، والتي تعتبر المنفذ الاخير لـ”الدولة الاسلامية” في سوريا على الخارج.
الظروف الميدانية والسياسية مواتية للاكراد، وهم سيحاولون بالطبع الافادة منها. لن يتخلوا ببساطة عن الزخم الذي اكتسبوه أخيرا. ثقتهم بأردوغان تبددت منذ معركة كوباني التي لم يعرف فيها ما اذا كان يقف الى جانبهم أم في صف “الدولة الاسلامية”. ومع أن المعادلة السياسية الداخلية في تركيا تغيرت كثيرا منذ الانتخابات، لا شيء يوحي بعد بأن الرئيس الجديد قرر فتح صفحة جديدة حقيقية مع الاكراد ووقف استخدام الارهاب الكردي في تركيا لتبرير بعض من سياساته. بعد المأزق الانتخابي الذي وجد أردوغان نفسه فيه بعدم تمكنه من الفوز بغالبية تمكنه من المضي في طموحاته الجامحة، لا شك في أن الرئيس “القوي” يواجه أزمة أخرى. ويعتقد ايديز ان على أنقرة أن تصحو وترى ما يحصل في المنطقة، كما عليها أن توقف اعتمادها على الجهاديين لإطاحة الرئيس بشار الاسد.
سوريا: النفط «الجهادي» مقابل الغذاء.. والذخيرة!
عبد الله سليمان علي
بالرغم من حالة العداء بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» من جهة وبين الفصائل الإسلامية الأخرى، وعلى رأسها «جبهة النصرة»، من جهة ثانية، إلا أن العلاقات الاقتصادية بين الطرفين لم تتوقف، واستمرت الصفقات المتبادلة بينهما لبيع وشراء ما يحتاجه كل طرف منهما، من مواد غذائية ونفط وذخيرة وغيرها.
وقد تكون هذه المعاملات المستمرة بين الطرفين من باب الضرورات التي فرضتها عليهما تعقيدات الحرب السورية، وانعدام البدائل أمامهما، لسد احتياجات المناطق التي يسيطران عليها.
غير أن تصاعد الأحداث على الحدود التركية مؤخراً، وفقدان «داعش» لمدينة تل أبيض ومعبرها الحدودي الذي كان يستخدمه لتأمين قسم كبير من حاجياته، أدّى إلى بروز دور وظيفي جديد لبعض السلع، وعلى رأسها النفط، الذي تتوقف عجلة الحياة دون وجوده، ما أوقع الفصائل المسلحة في مأزق خطير، خاصةً أن النفط يقع تحت هيمنة «داعش» الذي يحتكر إنتاجه وتسويقه.
ولم يكن من قبيل الصدفة أن تعاني بعض المناطق الحدودية مع تركيا، مثل ريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب، من أزمة محروقات خانقة، بالتزامن مع اضطرار تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى الانسحاب من مدينة تل أبيض ومعبرها الحدودي على وقع الهجوم الكثيف الذي شنّه تحالف «وحدات حماية الشعب» الكردية و«التحالف الدولي» ضده منذ أيام عدة، لأن المعارك على الحدود التركية ستؤدي إلى تغيير الكثير من المعادلات على الأرض في تلك المناطق، ومن الطبيعي أن يحاول كل طرف استغلال الظروف الجديدة للضغط على الطرف الآخر.
وجسّد النداء الذي وجهه «الدفاع المدني السوري المعارض» طبيعة الأزمة الخانقة التي تعاني منها مناطق سيطرة المسلحين، نتيجة نفاد مخزون الوقود في هذه المناطق، حيث قرر، بعد اجتماع هيئته الإدارية، «إعلان حالة الطوارئ وتوجيه نداء استغاثة إلى المنظمات الإنسانية»، مناشداً «كافة المسؤولين عن أزمة المحروقات حل هذه القضية بالسرعة القصوى، تفادياً لكارثة إنسانية أصبحت قريبة».
وحسب مصادر محلية، فإن نقص المحروقات انعكس على الفور غلاء في أسعار السلع الضرورية، فسعر كيلو الخبز في إدلب وصل إلى 200 ليرة سورية، بينما صهريج المياه قفز من 800 ليرة إلى 4000 ليرة سورية، والأهم أن غالبية المنشآت الصناعية والتجارية، وحتى الزراعية، توقفت عن العمل، وبدأ الوضع يتدهور من سيئ إلى أسوأ. كما وجهت بعض المستشفيات نداءً مماثلاً، وسط أنباء عن وفاة بعض الأطفال في مستشفى إدلب بسبب توقف الحاضنات عن العمل نتيجة عدم توافر الوقود.
وسعت فصائل، مثل «أحرار الشام» و «الجبهة الشامية» و «حركة نور الدين الزنكي»، إلى اتهام تنظيم «الدولة الإسلامية» بالتسبب بالأزمة، محملة إياه المسؤولية عما يمكن أن يترتب عليها من تداعيات اجتماعية وإنسانية.
واعتبر القائد العسكري العام في «أحرار الشام» أبو صالح الطحان أن «داعش يتهيأ أسباب سقوطه» بسبب مثل هذه الممارسات، مشيراً إلى أن قيادة «داعش» التي «هربت من مواجهة نساء البككه (حزب العمال الكردستاني) في تل ابيض تريد معاقبة الشعب المسلم بقطع المحروقات عنه». كما صدر بيان عن «غرفة عمليات فتح حلب»، التي تضم غالبية الفصائل في حلب باستثناء «جبهة النصرة» ردّاً على ما اسماها «الإشاعات المغرضة التي اتهمت الفصائل المجاهدة في حلب وريفها بقطع طريق إمداد المحروقات»، ووجه الاتهام إلى «داعش» بقطع هذا الخط.
لكن هذه البيانات أغفلت الحديث عن الحقيقة المرة التي عكستها اتهاماتهم، وهي أن مناطق سيطرة هذه الفصائل تقع بشكل أو بآخر تحت رحمة «داعش»، الذي يستطيع متى شاء قطع أو فتح خط الإمداد إلى هذه المناطق. وهذا يستدعي تساؤلاً آخر وأكثر أهمية، حول السبب الذي جعل هذه الفصائل تستمر في التعامل الاقتصادي والتجاري مع «داعش»، بالرغم من حالة الحرب بينهما، لا سيما في ريف حلب الشمالي الذي يشهد معارك عنيفة منذ أسابيع عدة بهدف السيطرة على مدينة إعزاز ومحيطها.
ومن شأن انكشاف هذه الوقائع أن يطرح على بساط البحث من جديد موضوع قرار مجلس الأمن الدولي الذي يمنع التعامل مع «داعش» وشراء النفط منه، وجدية بعض الدول الداعمة لهذه الفصائل في تنفيذ القرار، لا سيما أن بعضها ما زال يضع نفسه في إطار «الجيش الحر».
وقال لـ «السفير» ناشط حلبي، رفض الكشف عن اسمه بسبب خوفه من انتقام الفصائل منه، إن اتفاقاً مبرماً بين الفصائل في حلب وبين «داعش» كان يقضي بأن يقوم تنظيم «الدولة الإسلامية» بتوريد النفط إلى ريف حلب وإدلب وصولاً إلى حماه، مقابل أن تسمح هذه الفصائل له بعقد صفقات، في مناطق سيطرتها، لشراء المواد الغذائية ومواد البناء التي يحتاجها. وأشار إلى أن الأمر كان يسير بشكل طبيعي إلى أن خرج التنظيم من تل أبيض، حيث عمد إلى إدخال العشرات من شاحنات الأغذية ومواد البناء إلى مناطقه، قبل أن يقرر منع شاحنات النفط من العبور إلى ريف حلب الشمالي، وهو ما أدى إلى الأزمة الحالية، مشيراً إلى أنه يعتقد أن «داعش» قد يهدف من وراء ذلك إلى شراء ذمم بعض الفصائل، أو الضغط عليها من أجل تسهيل سيطرته على مدن ريف حلب الشمالي، وأهمها إعزاز ومارع.
لكن ناشطاً مقرباً من «داعش» نفى أن يكون التنظيم قد أخلّ بالاتفاق المذكور، لأن مصلحته تقضي بالالتزام به، فهو لا يستطيع تأمين المواد الغذائية ومواد البناء بأسعار بخسة إلا من ريف حلب. وأشار إلى أن أوساط التنظيم تعتقد أن ثمة أوامر خارجية صدرت إلى «فصائل الصحوات»، وعلى رأسها «الزنكي»، بوقف التعامل معه وعدم شراء النفط، لافتاً إلى أن الغاية من ذلك هي إضعاف التنظيم وإنهاكه تمهيداً لطرده من شمال حلب ومنعه من السيطرة على معبر حدودي جديد مع تركيا.
تركيا تمنع السوريين من العودة إلى تل أبيض
المسلحون يستهدفون حلب بالصواريخ
لا يزال المسلحون يستهدفون المدنيين في حلب، وسط فشل إستراتيجيتهم في اقتحام المدينة، فيما كانت السلطات التركية تغلق المعبر الحدودي مع بلدة تل أبيض، مانعة اللاجئين السوريين من العودة إلى مناطقهم.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «أصاب صاروخ مبنى من ثلاث طبقات في شارع تشرين في غرب حلب، ما تسبب بانهياره ومقتل ثمانية أشخاص».
وصعَّدت المجموعات المسلحة، التي تسيطر على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، منذ الاثنين الماضي قصفها بالمدفعية وقذائف الهاون والصواريخ على الأحياء الغربية، ما أوقع 63 قتيلا بين المدنيين، بالإضافة إلى مئات الجرحى.
وشن مسلحون متشددون هجوماً عنيفاً على حي الخالدية شمال المدينة، تزامن مع ضخ إعلامي يفيد بسيطرة المسلحين على الحي، الأمر الذي تسبب بنزوح معظم سكانه، قبل أن يتبين أن ما جرى هو اشتباكات عنيفة بعيدة عن الحي، وأن حيهم آمن فعاد النازحون بعد ساعات من الشائعات.
وقال مصدر عسكري، لـ«السفير»، إن «المسلحين، وبعد فشلهم في اختراق الحي، حاولوا بث الشائعات لزعزعة صفوف القوات المدافعة عن حلب»، مؤكداً أن المسلحين فشلوا في تحقيق أي اختراق على الأرض، في حين اقتصر نشاطهم على استهداف بعض أحياء المدينة بالقذائف.
وقتل المسؤول العسكري لتجمع «كتائب حريتان» التابعة لـ «الجبهة الشامية» إسماعيل الأخرس، الملقب «ابو حمزة»، وذلك خلال الاشتباكات التي دارت بين القوات السورية والمسلحين في محيط منطقة باشكوي شمال حلب.
وأعلنت «الجبهة الشامية»، في بيان، انه «تم قبول طلب الاستقالة المقدم من القائد العام للجبهة الشامية عبد العزيز سلامة»، مضيفة «تم تعيين محمد علي الحركوش (أبو عمرو) قائداً عاماً للجبهة الشامية».
وفي القنيطرة، قال مصدر عسكري، لوكالة الأنباء السورية ـ «سانا»، إن «وحدات من الجيش قضت على العديد من أفراد التنظيمات الإرهابية التكفيرية المدعومة من كيان العدو الإسرائيلي، في ضربات مكثفة على محاور تحركاتهم وخطوط إمدادهم في محيط تل كروم جبا وجباتا الخشب والطيحة ومسحرة في الريف الشمالي الشرقي».
وأغلقت تركيا معبر أقجه قلعة على الحدود مع سوريا، لمنع اللاجئين السوريين الذين فروا من القتال في بلدة تل أبيض من العودة إليها.
وذكرت قوات الأمن التركية إنها لم تسمح للاجئين بالعبور لأن «وحدات حماية الشعب» الكردية أغلقت الباب على الجانب الآخر من الحدود، غير أن الوحدات نفت أن يكون هذا هو السبب.
وعاد مئات السوريين إلى ديارهم، أمس الأول، بعد عودة الهدوء إلى المدينة، التي سيطر المقاتلون الأكراد عليها، لكن السلطات التركية لم تسمح، أمس، لحوالى 200 لاجئ بالعبور. وقال هؤلاء إنهم ابلغوا أن الحدود لن تفتح حتى الاثنين المقبل، ما يعني أنهم سيفوتون الاحتفال ببداية شهر رمضان في بيوتهم.
وقال أمين (60 عاماً) «أتينا إلى البوابة على أمل العبور إلى تل أبيض، أنا انتظر منذ السابعة صباحا لكنهم لا يسمحون لنا بالمرور».
وأضاف «لو كان في قلوبهم القليل من الرحمة، فيسمحون لنا بالعودة إلى بيوتنا. إنه شهر رمضان».
ونفت «وحدات حماية الشعب»، التي تسيطر على تل ابيض أن تكون مسؤولة عن إقفال المعبر. وقال المتحدث باسمها ريدور خليل «من جهتنا، الحدود مفتوحة. الأتراك هم الذين أغلقوا الحدود من جانبهم»، مضيفاً أن الناس ما زالوا يعودون من خلال معابر غير رسمية.
وزير الدفاع السعودي بحث في موسكو مستقبل سوريا بدون الأسد
مقتل قائد لواء أبو الفضل العباس الشيعي الموالي لإيران في حلب
ريف حلب ـ لندن «القدس العربي» ـ من ياسين رائد الحلبي وأحمد المصري: وقعت السعودية وروسيا، أمس الخميس، ست اتفاقيات استراتيجية، تضمنت اتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء واتفاقيات تعاون في مجال الإسكان والطاقة والفرص الاستثمارية.
جاء ذلك خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، إلى روسيا، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم في سان بطرسبورغ، واضافة للتعاون الاستراتيجي، بحث الطرفان عدة قضايا إقليمية على رأسها حل الأزمة السورية. ويرى مراقبون أن موسكو باتت أكثر ميلا لتسوية سياسية بضمانات إقليمية ودولية لانتقال آمن للسلطة في سوريا، يحفظ مصالح ودور ومكانة الأقليات ومعها مصالح روسيا، ويمنع تكرار النموذج الليبي. وقالت مصادر من العاصمة الروسية موسكو لـ«القدس العربي» إن الطرح الروسي يتحدث عن مرحلة انتقالية لمدة عامين تقودها شخصية علوية توافقية تهيىء البلاد لإقرار دستور وانتخابات رئاسية وتشريعية في مدة أقصاها عامان.
ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن دبلوماسي إيراني أن «روسيا تحاول أن تلعب على أكثر من مسار في الوقت الحالي، فهي تدعم الحكومة السورية وتحاول التأثير على المعارضة وتحضر لمستقبل بدون الأسد».
وترى الصحيفة أن زيارة محمد بن سلمان تترافق مع جهود الولايات المتحدة في دفع روسيا كي تدعم عملية نقل للسلطة بدون الأسد. ويلاحظ أن الملك سلمان لم يرسل ولي العهد الأمير محمد بن نايف ولا وزير الخارجية عادل الجبير القريبين من واشنطن برفقة الامير محمد بن سلمان في هذه الزيارة، وهو ما يدل على أن الرياض ربما تلعب على وتر ابتعادها عن واشنطن مؤخرا بالاقتراب من موسكو، خاصة وأن العلاقات شهدت فتورا كبيرا بين موسكو والرياض في فترة حكم الملك عبدالله.
والعلاقات السعودية ـ الأمريكية متوترة حول ملفين رئيسيين، الأول معارضة الرياض للاتفاق النووي مع طهران، والثاني أن السعودية مع فكرة إسقاط نظام الأسد خلافا للموقف الأمريكي الذي لا يزال مترددا بعد أربع سنوات من القتال.
ومن غير المستبعد ان تفتح الزيارة صفحات جديدة في بعض الملفات الإقليمية، خاصة عقب إنشاء المحور السني الإقليمي «الرياض ـ الدوحة ـ أنقرة» لمواجهة محور طهران ـ دمشق.
جاء ذلك فيما أعلنت كتائب «أبو عمارة» إحدى الكتائب السورية المقاتلة المعارضة في مدينة حلب، أمس الخميس، مقتل قائد لواء ميليشيا «أبو الفضل العباس» الشيعية.
وقال بيان لكتائب «أبو عمارة « أمس إن «مقاتلينا تمكنوا من قتل قائد لواء ابو الفضل العباس المدعو مضر جعفري، و هو شيعي لبناني ولديه بطاقة أمنية إيرانية أيضا».
يذكر أن لواء «أبو الفضل العباس»، ميليشيا شيعية عراقية مسلحة ممولة من إيران بدأت القتال إلى جانب القوات السورية الموالية للرئيس بشار الأسد في عام 2012، في السيدة زينب بريف العاصمة السورية دمشق ثم انتقلت إلى أحياء مدينة حلب.
إلى ذلك تبادل الأتراك والأكراد، أمس الخميس الاتهامات، محملا كل طرف الطرف الآخر أنه منع اللاجئين السوريين الذين فروا من القتال في بلدة تل أبيض من العودة إليها.
وقالت قوات الأمن التركية إنها لم تسمح للاجئين بالعبور لأن وحدات حماية الشعب الكردية اغلقت الباب على الجانب الآخر من الحدود. غير أن الوحدات نفت أن يكون هذا هو السبب.
ونفت وحدات حماية الشعب، التي تسيطر على تل ابيض الآن، أن تكون مسؤولة عن إقفال المعبر.
وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل في بيروت «من جهتنا، الحدود مفتوحة (…) الأتراك هم الذين أغلقوا الحدود من جانبهم»، مضيفا أن الناس ما زالوا يعودون من خلال معابر غير رسمية.
موسكو تحضر لمستقبل بدون الأسد واستقبال محمد بن سلمان محاولة لحل أزمة سوريا والسعودية ترغب باحتواء إيران عبر باكستان
بوتين سيعمل على توسيع الخلاف بين الرياض وواشنطن مستخدما ورقة الاتفاق النووي
إبراهيم درويش
قال دبلوماسي إيراني إن موسكو تلعب لعبة مزدوجة في سوريا. ونقلت عنه صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية قوله إن «روسيا تحاول أن تلعب على أكثر من مسار في الوقت الحالي.. فهي تدعم الحكومة السورية وتحاول التأثير على المعارضة وتحضر لمستقبل بدون الأسد». وجاء تعليق الدبلوماسي الإيراني عشية اجتماع وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس فلاديمير بوتين على هامش منبر سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي.
وأضافت الصحيفة أن الموضوع السوري سيكون على رأس أجندة المباحثات الروسية – السعودية حيث أكد هذا مستشار بوتين للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف أن المباحثات ستكون «حقيقية وعملية للتعاون بين البلدين»، وسيشمل جدول أعمال اللقاء التعاون العسكري بين البلدين خاصة إمكانية شراء الرياض منظومة «إسكندر-3» الصاروخية. وترى الصحيفة في زيارة الأمير الشاب الذي لا يتجاوز عمره الثلاثين عاما محاولة من السعودية لبناء علاقات مع الرئيس بوتين.
ويعبر اللقاء أيضا عن محاولات موسكو البحث عن حل للأزمة السورية، خاصة أنها من أكبر داعمي نظام الرئيس بشار الأسد الذي يخوض حربا منذ أربعة أعوام ضد المعارضة المعتدلة وجماعات متشددة مثل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق وسوريا» و»جبهة النصرة» الموالية لتنظيم «القاعدة».
ومنذ وصول الملك سلمان بن عبدالعزيز للحكم في شهر كانون الثاني/يناير بداية العام الحالي تبنت حكومته سياسة أكثر حزما تجاه إيران وتدخلاتها في المنطقة.
وبدت هذه السياسة واضحة بشكل كبير في اليمن حيث يشرف نجله الأمير محمد بن سلمان على الحرب ضد المتمردين الحوثيين الذين يتلقون الدعم من إيران.
وفي سوريا حلت الرياض ملفات الخلاف بينها وبين تركيا وقطر ودعمت تشكيل جيش في الشمال «جيش الفتح» يتكون من فصائل معتدلة ومتشددة في نفس الوقت.
وترى الصحيفة أن زيارة محمد بن سلمان تترافق مع جهود الولايات المتحدة في دفع روسيا كي تدعم عملية نقل للسلطة بدون الأسد.
وبحسب المحاضر البروفيسور مارك كاتز بجامعة جورج ميسون في الولايات المتحدة فالطريقة التي ستطرح فيها الرياض أفكارها لروسيا تقوم على أن «الأسد سينهار بطريقة أو بأخرى فمن الأحسن لروسيا العمل مع السعودية لتحسين فرص تشكيل حكومة للمعـتدلين» ليحلـوا محله. وبالتالي فمواصلة موسكو دعمها للأسد قد يؤدي إلى إضعاف جـماعـات المعـارضة المعتـدلة وهو ما يسـمح لتنـظيم الدولة وجبـهة النصـرة تسـلم السلـطة حالة انتـهى نظـام الأسـد.
وتعبر زيارة الأمير محمد بن سلمان عن حراك خليجي مدفوع أيضا بالقلق من الإتفاق النووي المتوقع إكماله نهاية الشهر الحالي بين واشنطن وطهران، وهو ما سيخفف عنها العقوبات المفروضة عليها ويعطيها الحرية لمواصلة هيمنتها على المنطقة. ففي الشهر الماضي زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي موسكو. وتشترك مواقف روسيا والإمارات في معاداة الإسلام السياسي.
وفي الوقت نفسه قام ميخائيل بوغاندوف نائب وزير الخارجية ومبعوث بوتين للشرق الأوسط بزيارة إلى العاصمة الرياض. ويقول كاتز إن الأمير محمد بن سلمان سيشدد لبوتين على أن الجهود الروسية لتنمية العلاقات مع إيران ستتبدد وأن مصلحة روسيا ستكون أفضل حالة تعاونت مع السعودية.
من جانب آخر يرى نيكولاي كوزهانوف المحلل بالمركز الملكي للدراسات الدولية «تشاتام هاوس» أن بحث روسيا عن مخرج للأزمة السورية تدفعه حالة الإحباط من الأسد ورفضه فتح حوار مع المعارضة العلمانية في ظل تصاعد التهديد الجهادي.
ورغم كل هذا لم تعلن روسيا تخليها عن النظام السوري ولا يزال السلاح يلعب دورا مهما في تعزيز ترسانة النظام السوري مع أن موسكو خففت من وجودها العسكري في سوريا بشكل كبير وسحبت حوالي 100 من مستشاريها العسكريين. ولا نية على ما يبدو لموسكو التخلي عن النظام السوري بسبب ضعف المعارضة السورية حسبما يرى دبلوماسي روسي سابق.
من الخلاف إلى التقارب
وظلت زيارة الأمير محمد بن سلمان سرية ولم يعلن عنها إلا قبل ساعات قليلة من مغادرته للمملكة، وجاءت بعد سلسلة من الاتصالات التي جرت في الآونة الأخيرة بين الرئيس بوتين ووالد الأمير، الملك سلمان.
ففي نيسان/أبريل، تحدث الإثنان هاتفياً، وفي 27 أيار/مايو، التقى مبعوث روسي خاص مع العاهل السعودي قبل يوم واحد من تقديم السفير السعودي الجديد أوراق اعتماده في موسكو. وتحدث هذا الأسبوع السفير السعودي عن «روابط تاريخية عميقة الجذور وتطور دائم» للعلاقات بين البلدين. ويعلق سايمون هندرسون، الزميل الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الأدنى أن العلاقات الجيدة التي يتحدث عنها السفير تأتي على خلفية العداء التاريخي بين البلدين. فالملك عبد العزيز بن سعود كان ينظر بسخط «للشيوعيين الملحدين» وقرر قطع علاقات بلاده مع موسكو عام 1938 ولم تستأنف العلاقات بين البلدين إلا في عام 1992 بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق.
وفي تعليقه على زيارة وزير الدفاع السعودي يقول هندرسون إن هناك إمكانية لتطور العلاقات بين البلدين في ظل صعود الأمير محمد بن سلمان الذي بات يعتمد والده عليه في المهام الخارجية الخاصة.
ولا يستبعد هندرسون أن تكون لزيارة الأمير أهمية خاصة في المستقبل في إشارة لتحول في العلاقات السعودية ـ الروسية التي اتسمت في عهد الملك عبدالله بالبرود والتعنت الروسي تجاه الأزمة السورية. ولم ينجح الأمير بندربن سلطان، مدير الإستخبارات السعودية السابق، في زيارتين له لموسكو بدفع القيادة الروسية تغيير سياستها حيال دمشق. وبالإضافة لسوريا وصفقات السلاح يقول أن جدول أعمال اللقاء سيشمل موضوع النفط الذي أصبح فيه الأمير صانع القرار الرئيسي وفي الجانب الآخر يريد بوتين توسيع الخلافات بين الرياض وواشنطن بصورة أكثر على أساس نتائج الإتفاق النووي مع إيران. ولهذا السبب على ما يبدو لم يرسل الملك سلمان ولي العهد الأمير محمد بن نايف ولا وزير الخارجية عادل الجبير القريبين من واشنطن.
ومهما كانت نتائج الزيارة فهي محاولة من السعودية لترتيب علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية في ظل التغيرات المتوقعة في طبيعة العلاقات الأمريكية – الإيرانية ومحاولة السعودية التصدي للتحديات التي تواجهها في المنطقة والنابعة من الحرب الأهلية السورية وصعود تنظيم الدولة الذي بات يهدد أمن المملكة من الداخل وسيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء.
ولم تحقق الحملة السعودية التي بدأت في 26 آذار/مارس نتائجها المرتقبة بل واصبحت المناطق الجنوبية من السعودية- نجران وجيزان- في مرمى القنابل والصواريخ التي يطلقها الحوثيون وأدت لمقتل 11 شخصا من عناصر الجيش والمدنيين السعوديين.
وكلما طال أمد الحرب كلما أثر على الجبهة الداخلية السعودية. فالنصر السريع في اليمن والذي كان يأمل العاهل السعودي ونجله بتحقيقه يبدو بعيدا.
وسيؤدي هذا بالضرورة إلى ظهور أصوات في الداخل تعارض الحملة وتطرح أسئلة حول قدرة «المحمدين» اللذان أوكلت لهما مهمة توفير الأمن الداخلي للبلاد ومواجهة أعدائها في الخارج. ولم تكتشف بعد السعودية محدودية الحرب البرية وهي مترددة بإرسال قوات برية إلى اليمن وتبدو القوة العربية المشتركة «حلما» حتى الآن ولن تشارك على المدى القريب أو البعيد بعمليات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
علاقات غامضة
ولعل الرفض باكستاني للمشاركة في الحرب أثر على طموحات السعوديين. فقد أملت الرياض الإعتماد على إسلام أباد في حملة اليمن، لكن النقاش الداخلي في باكستان وتصويت البرلمان ضد أي مشاركة في الحرب.
والسؤال الآن إلى أن تمضي العلاقات بين البلدين. هذا سؤال حاول الإجابة عليه جونا بلانك الباحث البارز في مؤسسة «راند» الأمريكية والمتخصص في شؤون جنوب آسيا. ففي مقال نشره موقع مجلة «فورين أفيرز» تحت عنوان «تعريف العلاقات: ماذا تريد باكستان والسعودية من بعضهما بعضا».
وبدأ بلانك مقالته بتصريحات وزير الخارجية باكستاني عزيز أحمد تشاودري بداية هذا الشهر والتي نفى فيها تفكير بلاده بيع أسلحة نووية للسعودية.
وفي الوقت نفسه أكد وزير الدفاع خواجة محمد آصف على التزام بلاده بدعم وحدة الأراضي السعودية ضد أي هجوم من الحوثيين ليصوت البرلمان ضد أي مشاركة في الحرب بل ودعم طرف على آخر. كل هذا قد يدفع السعوديين إنهم لم يحصلوا على أي مقابل لدعمهم المالي الكبير لباكستان. وفي المقابل سيشعر باكستانيون بالدهشة لطلب طرف منهم الدخول في معمعة الشرق الأوسط. ويتساءل بلانك عن طبيعة العلاقة بين أثرى دولة في العالم الإسلامي وأكثر دول تسليحا فيه. ويصف العلاقة بينهما بالدفء ولكن بقدر. ويعتقد أن العلاقة بين باكستان والسعودية مهمة جدا في توازنات جنوب آسيا والشرق الأوسط . سواء كانت في داخل توليفة النزاع السني- الشيعي أو البعثي- الإسلامي أو كانت من خلال توليفة النزاع باكستاني ـ الهندي.
وحتى نفهم استراتيجية كل من البلدين علينا الكشف عما يكمن وراء العلاقات الطويلة وغير المتوازنة بينهما.
ماذا يريد السعوديون؟
يرى بلانك أن العلاقة مع باكستان تمنح السعوديين فرصة لتوسيع طموحاتهم الأيديولوجية خارج العالم العربي من خلال الإستثمارات العلنية من بناء مساجد ضخمة ودعم العمل الخيري.
ونشر أيديولوجيتها السلفية بطريقة سرية عبر تمويل المدارس الدينية ودعم رحلات الدعاة للدراسة أو زيارة السعودية وأداء مناسك الحج والعمرة. وتعتبر باكستان بالنسبة للسعوديين الجائزة الكبرى نظرا لعدد سكانها.
فعلى خلاف أندونيسيا تعتبر باكستان دولة إسلامية منذ منشأئها حيث كان الهدف من إنشائها توفير وطن لمسلمي جنوب آسيا. ولهذا فالهوية الإسلامية هي جزء من الهوية الوطنية وليس كبقية الدول ذات الغالبية المسلمة مثل بنغلاديش وأندونيسيا وتركيا ودول وسط آسيا. وترى السعودية في باكستان مكونا مهما في خطتها لاحتواء إيران التي تمثل تحديا لقيادة السعودية في العالم الإسلامي.
فكل ملك سعودي يحمل لقب «خادم الحرمين الشريفين»، أي مكة والمدينة. ومن منظور سعودي فالطريقة المثلى لإفقاد إيران توازنها هي تقوية وتعزيز منافس لها على الحدود الشرقية لها أي باكستان.
وأحسن ما يصف حدة التنافس السعودي- الإيراني كلمات الملك عبدالله التي سربتها «ويكيليكس» والتي حث فيها واشنطن لقطع «رأس الثعبان» أي إيران.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه باكستان إنها لن تزود السعودية بالسلاح النووي وتؤكد الأخيرة أنها لن تطلبه يرى بلانك ان السعودية تريد السلاح النووي، مشيرا للشبكة التي أدارها الأب الحقيقي للقنبلة الذرية باكستانية عبد القدير خان والذي اعترف عام 2004 أنه ساعد إيران وليبيا وكوريا الشمالية.
ولا يزال خان بطلا قوميا رغم الإقامة الجبرية التي فرضها الرئيس السابق برويز مشرف عليه. ومن هنا فلا يمنع أن تفكر السعودية التي رصدت ميزانية 80 مليار دولار للدفاع بالحصول على السلاح النووي.
ماذا يريد باكستانيون؟
الجواب كما يقول يريدون المال طبعا وقدم السعوديون لهم منه الكثير. ومع أنه لا يوجد بيانات حول حجم الدعم المالي الذي قدمته السعودية لباكستان إلا أن الرياض قدمت وخلال العقود الأربعة الماضية الكثير من المليارات إما نقدا أو على شكل قروض أو دعم نفطي بأسعار مخفضة.
وفي أثناء الحرب الأفغانية في الثمانينيات من القرن الماضي ضخت السعودية مليارات الدولارات للجماعات المقاتلة هناك وعبر باكستان.
وفي عام 1998 وعد ولي العهد السعودي في حينه الأمير عبدالله رئيس الوزراء نواز شريف بتزويد باكستان 50.000 برميل نفط في اليوم حالة صدرت عقوبات ضد باكستان إن قامت بتجربة نووية ردا على التجربة الهندية. وبالإضافة للمال ترغب باكستان من علاقتها مع السعودية تعزيز مصداقيتها في العالم الإسلامي. فهي وإن قامت على فكرة بلد للمسلمين إلا أنها ليست بلدا «إسلاميا» بالمعنى السعودي، ولم يكن محمد علي جناح مؤسس باكستان متدينا.
ولعل أكبر عملية أسلمة شهدتها البلاد كانت في عهد الجنرال ضياء الحق 1977-1988. ومن هنا يفهم حرص شريف على مصاهرة العائلة السعودية الحاكمة حيث تزوجت ابنته حفيد الملك فهد.
ويقول بلانك إن السعودية تظل صديقا مستعدا لمساعدة باكستان على خلاف الصين – حليفة باكستان التي وقفت متفرجة في الحرب الأخيرة عام 1999 في كارجيل ولم تساعد إسلام أباد في حروبها الثلاثة مع الهند 1948 و 1965 و1971.
وحتى لو كانت الصين والولايات المتحدة حليفتين لباكستان فستكون الأخيرة راضية بأن تكون السعودية ثالثا. ففي العام الماضي ساعدت الرياض إسلام أباد بمبلغ مليار ونصف دولار على شكل هبة. وعلى خلاف الصين فكل الوعود التي تعهدت بها السعودية تحققت.
ماذا بعد؟
في تقييمه للعلاقة بين البلدين يرى بلانك أنها اتسمت بالمد والجزر بناء على الحزب أو المؤسسة العسكرية الحاكمة. وعادة ما توثقت العلاقات بين البلدين عندما حكم باكستان «المؤتمر الإسلامي» بزعامة شريف الذي قضى سبعة أعوام في المنفى السعودي بعد انقلاب مشرف عام 1999.
وعادة ما تتسم العلاقات بالبرودة عندما يحكم حزب الشعب باكستاني البلاد. ففي عهد ذو الفقار علي بوتو (1971-1977) وابنته بناظير التي حكمت من التسعينيات حتى مقتلها عام 2007 وأرملها آصف علي زرداري لم تكن العلاقات بين البلدين قوية.
وكان حزب الشعب يميل نحو إيران أكثر من السعودية، خاصة أن قاعدته الشعبية في باكستان هم الشيعة الذين يمثلون خمس السكان. وفي السياق نفسه اتسم التعاون في مكافحة الإرهاب بالمد والجزر خاصة أن كلا البلدين عانى من خطر «القاعدة» إلا أن عناصر قوية في داخل البلدين دعمت أسامة بن لادن زعيم التنظيم الذي قتل في أبوت أباد عام 2011. وفي بعض الأحيان تعبر إسلام أباد عن غضب من دعم السعودية لبعض الجماعات المتشددة وذات النبرة الطائفية. ويرى الكاتب أن العلاقات بين البلدين لن تتحسن أكثر أو تسوء عما عليه الآن. ونعود للسؤال الأول، لماذا لا تساعد باكستان السعوديين في الحصول على السلاح النووي وتدعم حملتهم في اليمن.
وفي المقابل ماذا يحصل السعوديون من كل ما يقدمونه للباكستانيين؟ الجواب على هذه الأسئلة هي طاولة القمار، الممنوعة في السعودية وباكستان وهي لعبة تقوم على الحظ، ومع ذلك تعرف كل من الحكومتين أهمية الإبقاء على ورقة رابحة على الطاولة.
إسرائيل تحذر من التعرض لدروز سوريا
وديع عواودة
الناصرة ـ «القدس العربي»: حذرت إسرائيل مجددا تنظيمات مناهضة للنظام الحاكم في سوريا من قصف او محاولة احتلال قرية الحضر في الجولان، والتعرض للسكان العرب الدروز فيها.
يشار إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال في الكنيست إن إسرائيل تتابع عن كثب ما يجري على الحدود. وقال إنه اوعز بعمل كل ما يجب واقترح « الاكتفاء بمقولته هذه» في إشارة لحساسية الموضوع.
ويواصل الدروز من فلسطينيي الداخل حملات التبرع لإغاثة إخوانهم في سوريا بموازاة اتصالات مكثفة مع جهات أجنبية لتأمين الحماية لهم من اعتداءات محتملة في منطقة إدلب وجبل العرب. كما تواصل بعض الأوساط المحلية مطالبة إسرائيل بالتدخل لحماية أشقائهم في سوريا لكن هذه تعلن رسميا على الدوام رفضها التدخل بالشأن السوري.
في المقابل اوضح جيش الاحتلال أن التقارير التي تحدثت عن ارتكاب مجزرة في قرية الخضر ليست صحيحة.
ويثير اقتراب المنظمات المتمردة على النظام السوري من الحدود قلقا في أوساط الطائفة الدرزية داخل أراضي 48 وسوريا على حد سواء. وبحسب مصادر إسرائيلية بات المتمردون يسيطرون على 90% من المنطقة الحدودية بعد ان طردوا قوات الأسد من هناك.
ونقلت القناة الإسرائيلية العاشرة عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إن الجيش يقف امام عدة امكانيات بحال هوجمت بلدات العرب الدروز في سوريا وما ستقرره القيادة السياسية سينفذه الجيش. وأضاف «في كل الأحوال ليست لدينا أي نية للمشاركة في الحرب السورية». وتابع القول إن إسرائيل لا تنوي إنشاء مستشفى ميداني في المنطقة، وإنه إذا احتاج بعض الهاربين إلى العلاج فسيحصلون عليه، مثل غيرهم من الجرحى الذين يصلون إلى الحدود.
وحول ما إذا وصل مواطنون إلى الحدود قال «إن هذا لم يحدث حتى اليوم، وافترض انه لن يحدث لأسباب غير واضحة، ولكن من يصل إلى المنطقة الحدودية سنسمع منه ما يريد». وإضاف أن على «السوريين ان يبقوا في سوريا والإسرائيليين في إسرائيل. نحن لا ندخل إلى إسرائيل الناس عبثا». بيد أن بعض المراقبين الإسرائيليين يرجحون ألا تصمد إسرائيل أمام ضغوط المواطنين الدروز فيها، مرجحين أن تفتح الحدود أمام من يطلب المساعدة من دروز سوريا بحال تعرضت بلداتهم لاعتداءات خطيرة.
القائد السابق لـ «المجلس العسكري» في السويداء: معركة مطار «الثعلة» حق مشروع للمعارضة السورية ولا يوجد لدى الأهل سوى الهوية الوطنية التي تجمعنا
هبة محمد
ريف دمشق ـ «القدس العربي»: تحدث العقيد المظلي مروان الحمد القائد السابق لـ»المجلس العسكري الثوري» في محافظة السويداء، لــ «القدس العربي» عن التطورات الأخيرة التي تشهدها المحافظة، بعد إطلاق كتائب المعارضة السورية معركة تحرير مطار الثعلة العسكري غرب المدينة، وأشار إلى الفتنة التي يسعى إليها النظام السوري بين محافظتي درعا والسويداء، لتكون منقذا له، في وجه الخسائر العسكرية التي يتلقاها ما تبقى من قواته والميليشيات الداعمة له، والصيغة التي يمكن أن تكون الحل للتوتر الحالي.
وقال العقيد حمد في لقاء معه «شهدت محافظة السويداء منذ عدة أسابيع معركة في ريفها الشمالي الشرقي، بين الأهالي من جهة وتنظيم «الدولة» من جهة أخرى، عقب إطلاق أذناب النظام السوري تهديدات للأهالي داخل المحافظة، لتغذية مخاوف الموحدين من ارهاب التنظيم، عله يكسب بذلك دعم الدروز في صفه، ثم سعى بعد ذلك إلى التجييش الطائفي، وسحب السلاح الثقيل من المحافظة، كما فعل في الرقة وتدمر، ليتركها تواجه مصيرها، فأبدى «الجيش الحر» في المنطقة الجنوبية استعداده للدفاع وحماية الأراضي من نظام بشار الأسد وتنظيم «الدولة» على حد سواء، وأصدر نداءات عدة بهذا الخصوص».
وأما عن معركة مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء قال: بعد تحرير اللواء 52 وهزيمة قوات بشار الأسد منه، استغلّ «الجيش الحر» انهيار معنويات الجنود المنسحبين، و بدأوا بتجميع قواتهم، وأعلنوا عن معركة سحق الطغاة التي كان هدفها إسكات النيران المنبعثة من مطار الثعلة العسكري، وهذا هدف عسكري بحت، وحق مشروع للجيش الحر لتأمين الظهر والمجنبات، لكن النظام زج بما تبقّى من الفرقة 15 في السويداء بشكل كامل، كما زج شبيحته ومرتزقته من المحافظة في المعركة، بالإضافة إلى عناصر الأمن، بينما تمكن الثوار من ضرب السرية الرابعة ضمن المطار، وتدمير نسبة كبيرة منها، وقتلوا رئيس قسم المخابرات الجوية في السويداء لؤي سالم ومعاونه، وغيرهما بالإضافة إلى مئات الجرحى. وأضاف العقيد حمد في حديثه مع «القدس العربي» قائلا: «هنا لا بد لنا أن نحيّي وعي الثوار في حوران على حرصهم بألا يصاب أي مدني بأذى خلال المعركة، فهذه أخلاق ليست غريبة على مهد الثورة».
وأشار العقيد المظلي إلى التوتر المذهبي والطائفي الذي يسعى إليه نظام بشار الأسد لسلخ منطقة جبل العرب ذات الأغلبية من الطائفة الدرزية عن محيطها السني، فقال: «بالطبع النظام سعى إلى الفتنة بين السوريين منذ بداية الثورة، ولا يزال يسعى لها، ولا يترك فرصة للتجييش الطائفي إلا و يستغلها، و قد حاول في الكثير من المرات إيقاد الفتنة بين السوريين في محافظتي درعا والسويداء، لكن ما يعيقه هو الوعي بين أهالي المحافظتين، وكل من يحاول تجييش الناس طائفيا يخدم النظام بقصد أو دون قصد».
وعن الرؤية التي يرى أنها قابلة للتنفيذ لإنقاذ جبل العرب من ورطة يحاول النظام السوري أن يجره إليها قال: «نحن في ثورة ضد من دمر الحجر وقتل البشر، و إن كل مواطن في سوريا أمام خيارين إما أن يقف في صف نظام مجرم قاتل، أو أن ينحاز لحقوق الشعب السوري ومطالبه في الحرية والكرامة، وإن النظام ساقط لا محالة فكل من أجرم بحق شعبنا سيحاسب بناء على قوانين توضع من قبل مختصين قانونيين».
وتابع «أمّا في وقتنا الراهن فإن معركة إسقاط النظام لا تزال قائمة و»الجيش الحر» في المنطقة الجنوبية وكل سوريا يرى في أبناء كل المحافظات مواطنين سوريين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، وهو يقاتل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ضد إرهاب بشار الأسد والتنظيم على حد سواء، والأمثلة كثيرة بدءا من حلب شمالا حتى المعركة الأخيرة بين الثوار وتنظيم «الدولة» في محافظة درعا منطقة اللجاة، التي حاول الأخير التوغل في المحافظة قبل طرده، لذلك فإنه لا يوجد لدى الأهل سوى الهويّة الوطنية هي التي تجمعنا وهي التي تحمينا من الفتن، فانتماؤنا لوطننا هو التاج الذي نفخر به و نموت فداء له».
السويداء وحماية «الدروز» في صلب اتصالات مجموعة جنبلاط مع «الخبرة الأردنية»… و«تسليح العشائر» في العراق وسوريا يثير جدلا
بسام البدارين
عمان ـ «القدس العربي»: التفاعلات الحيوية التي جرت مؤخرا بين زعيم اللقاء الديموقراطي اللبناني وليد جنبلاط ومؤسسات القرار الأردنية، بما في ذلك تبادل المعلومات والتقييمات الأمنية تؤشر وبصورة حيوية مجددا على أن الأردن ينمو دوره باتجاه التحول لنقطة مركزية عندما يتعلق الأمر بالتصدي للإرهاب وللقوى المتطرفة في المنطقة.
جنبلاط مهتم جدا بالنصيحة الأردنية في التعاطي مع ما يحصل على أطراف السويداء السورية وما يمكن ان يحصل لاحقا فيها لأهله من الدروز واتصالاته الوجاهية أو عبر وسطاء مع المسؤولين والرموز في المؤسسات الأردنية هدفها التوثق من توفير موقف أردني «تكتيكي» أولا وإنساني الطابع ثانيا.
الأردن نفسه يتصرف على أساس انه في موقع الخصومة مع دولة خلافة «داعش» وعمان تراقب منذ أسابيع محاولات «داعش» للاقتراب من حدودها ومن درعا جنوب سورية عبر محور السويداء التي دخلت عمليا في دائرة الضوء والاهتمام الأردنية مما دفع بالزعيم الدرزي جنبلاط وبعض الشخصيات المحسوية عليه للتوقف من باب المعلومات والاستعداد لأسوأ الاحتمالات على محطة العاصمة والقيادة الأردنية.
لذلك يبدو ان ما يحصل في السويداء اليوم وما سيحصل فيها لاحقا يشكل نقطة جذب لتفهمات تكتيكية أردنية مع قيادات درزية، خصوصا ان الأردن يؤمن اليوم بأن تمكن مقاتلي «داعش» من السويداء تحديدا يعني الانكشاف عليهم في درعا واقترابهم بالتالي من الحدود الأردنية السورية.
في كل الأحوال إطلالة المرجعيات الدرزية على عمان وفي وقت حساس وعصيب يعبر مجددا عن حضور الأردن القوي في كل المساحات الأمنية والاستراتيجية، عندما يتعلق الأمر بـ»داعش» واستحقاقاتها في المنطقة، خصوصا ان العاهل الأردني يصف علنا مقاتلي «داعش» بـ «الخوارج» فيما تعلن بلاده خصومتها معهم.
الإطلالة على الدروز ليست وحدها في السياق فعمان تنسق مع الولايات المتحدة والسعودية ومصر ودول الخليج وحتى إسرائيل عندما يتعلق الأمر بمخرجات المشهد السوري والعراقي، والفكرة اليوم ان المرجعيات الدرزية في المناطق المرتاحة بدأت تستعد لتداعيات ما يمكن أن يحصل في السويداء لاحقا.
بعيدا عن السويداء يتواصل مسلسل التحذير من تورط الأردن بأي ترتيبات لدور محتمل في مناطق سورية وأخرى عراقية تحت عنوان وغطاء «تسليح العشائر السنية» في درعا والأنبار وهو مشروع بدأت فعلا خطواته العملية بتأسيس حواضن اجتماعية ووضع قوائم لمشايخ ورموز قبلية يمكن ان تجري العملية وتنظم عبرها.
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني كان قد أعلن وقوفه إلى جانب العشائر في العراق وسوريا في مواجهة الإرهاب و»الخوارج»، هذا الإعلان برأي مراقبين كان سياسيا بامتياز ويعيد إنتاج الدور المحوري للأردن في التصدي للإرهاب.
لكن الجدل داخليا تعاظم بعد الغرق لاحقا للإعلان المشار إليه بسيناريوهات سياسية تتحدث عن توسع وتوسيع حدود المملكة الأردنية شرقا في اتجاه الأنبار وشمالا في إتجاه درعا السورية، وتم ربط التأويلات هنا بسلسلة أحداث محلية من بينها رفع الراية الهاشمية والتحدث عن الانتقال دفاعيا من لغة الأمن الحدودي إلى لغة «الردع».
بالنسبة للكثيرين الردع يعني الاستعداد للعمل في عمق الأراضي العراقية والسورية في لحظة ما لتأمين محيط الحدود الأردنية عسكريا، وهو أمر يفترض البعض أن تمريره ممكن عبر آلية وبرنامج تسليح العشائر.
وبالنسبة للمؤسسات الرسمية تسليح العشائر السنية برنامج أمني وعسكري دخل فعلا حيز التنفيذ، حيث بدأت الاتصالات والمشاورات الأولية ووضعت الخطوات المرحلية واختيرت الأسلحة الفردية التي ستقدم لأبناء العشائر.
لكن في أوساط البرلمان والصحافة ظهرت أراء نقدية تحذر الدولة الأردنية من التورط بأي مغامرات تحت عنوان تحمل مسئولية إدارة الأمور في غرب العراق أو جنوب سوريا.
“داعش” يرصد مكافأة مالية مقابل قتل عناصر الحرس الثوري
بغداد ــ صفاء عبد الحميد
يحاول تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) تسخير كل خلل موجود في الجبهة العراقية لصالح أجندته، في مسعى منه لإدامة زخم المعركة والحفاظ على مقوماتها، وخصوصاً من خلال تأجيج الصراع الطائفي في البلاد.
ضمن هذا المسعى، استغل التنظيم لجوء الحكومة العراقية إلى إشراك الحرس الثوري الإيراني في القتال ضد التنظيم على الرغم من الدعوات المتكررة لها لتجنب ذلك، كثغرة استطاع “داعش” أن ينفذ من خلالها لتمرير مساعيه وأبعاده الاستراتيجية في المعركة.
وتحدثت مصادر محلية في الموصل والأنبار لـ”العربي الجديد” عن أنّ “التنظيم أصدر تعميماً على كل مقاتليه في كافة الجبهات أبلغهم فيه رصد مكافأة مالية كبيرة تبلغ 10 آلاف دولار تمنح لكل مقاتل في مقابل رأس كل عنصر في الحرس الثوري الإيراني”. وأضافت المصادر أنّ “القرار وزّع على كافة الجبهات، وأنّه منح دافعاً كبيراً لعناصر التنظيم الذين هم متحمسون بالأساس لضرب الحرس الثوري الإيراني”.
من جهته، رأى الخبير في شؤون الجماعات المسلحة إبراهيم الفهداوي، أنّ “قيادة التنظيم كسبت من خلال هذه المكافأة أمرين، الأول زيادة الحقد والأبعاد الطائفية في صفوف مقاتليها. والأمر الثاني هو الحافز المادي الذي يُضاف إلى الحافز المعنوي لمقاتلي التنظيم”.
وقال الفهداوي لـ”العربي الجديد”، إنّ “مقاتلي تنظيم داعش على الرغم من أنّهم يكفّرون الشيعة، لكنّ بنفس الوقت استطاعت قيادتهم أن تؤجج هذه الروح الطائفية أكثر بين صفوف التنظيم من خلال المكافأة، الأمر الذي يصبّ في صالح التنظيم الذي يقوم أساساً على مبدأ العقيدة في القتال، فيما يضاف الى ذلك العامل المادي والتحفيزي من خلال المكافأة المالية”.
وأشار الى أنّ “خطوة التنظيم تدل أيضاً على إمكانية كبيرة لقيادته لإدامة زخم المعركة مادياً ومعنوياً، من خلال شحذ همم المقاتلين معنوياً ورفدهم بالمال أيضاً، فضلاً عن أن مبلغ الـ10 آلاف دولار ليس بالمبلغ القليل، مما يشير إلى إمكانية مادية كبيرة للتنظيم يقابلها ضعف في تمويل الجيش العراقي”.
أما الخبير الأمني أحمد السعيدي، فاعتبر أنّ “داعش يثبت لمقاتليه من خلال هذه الخطوة أنّهم أفضل من الجنود العراقيين، كما أنّ دولتهم (دولة الخلافة) أفضل وأقوى مادياً ومعنوياً من الحكومة العراقية”.
وقال السعيدي لـ”العربي الجديد”، إنّ “داعش يقدم المكافآت الكبيرة لمقاتليه مقابل تأخير صرف مستحقات الجنود العراقيين من قبل الحكومة، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير على معنويات الجنود العراقيين الذين هم يعانون التهميش والإهمال وضعفاً في كافة الجوانب من قبل الحكومة العراقية التي تعمل على إنهاء دور وزارة الدفاع”. وأشار الى أنّ “التنظيم يسعى للتأثير على معنويات الجنود لا الحشد الشعبي، لأنّه يعتبر أنّ جنود الجيش لهم خبرة ومدربون على القتال فيما الحشد لا يتمتعون بأي خبرة عسكرية، الأمر الذي يجعله يستهدف التأثير على الجيش”.
وأكّد السعيدي أنّ “داعش يريد أن يجعل جبهتين فقط في القتال، جبهة التطرف الشيعي الممثلة بالحرس الثوري الإيراني ومليشيات الحشد الشعبي، وجبهة السنة، التي يعدّ نفسه ممثلاً لها، الأمر الذي يديم من زخم المعركة”، على حد قوله.
طهران تقر بان تدخلها في سوريا..مذهبي
في لقاء مع موقع “رجا نيوز” المقرب من الحرس الثوري الإيراني، قال ممثل مرشد الثورة الإيرانية آية الله خامنئي في سوريا، مجتبى حسيني، إن تدخل إيران في الحرب الدائرة في سوريا هو للدفاع عن الشيعة، وعن منجزات إيران في المنطقة. وقال حسيني: “إن الثورة السورية فاجأت الجميع في دمشق وطهران، لأن الأرضية للقيام بثورة، وظهور التيارات الإسلامية، لم تكن موجودة أصلاً، ولأن جميع الذين تدخلوا في الشأن السوري الداخلي لا توجد لديهم أي حدود مشتركة مع سوريا”.
وأشار حسيني إلى أن “الجماعات المسلحة التي تحركت ضد النظام السوري جميعها تكفيرية، ولا يوجد فرق بين جبهة النصرة والجيش الحر وداعش، فجميعها تعدّ مجاميع وتيارات تكفيرية، وكانت دائماً تشكل تهديداً وخطراً وجودياً للشيعة في المنطقة، ولهذا تحرك الشيعة للدفاع عن سوريا لمواجهة هذا التهديد”. وألمح حسيني إلى أن سقوط نظام الأسد سوف يؤدي إلى إبادة الشيعة، نافياً وجود أسباب مقنعة لدى الشعب السوري للمطالبة بإسقاط النظام عن طريق الثورة في البلاد، لأن هذا النظام “لم يكن ديكتاتورياً كباقي الأنظمة العربية في المنطقة”. ووصف حسيني الثورة السورية بأنها “ثورة مستوردة” و”ثورة بالوكالة”، ورأى أن الأحداث في سوريا انطلقت من القرى، وليس من المدن الكبرى، وأنها حملت شعارات طائفية، وانتشرت في مناطق طائفية، بعكس الثورة الإيرانية التي انطلقت من المدن.
وأوضح حسيني أن مكتب خامنئي في سوريا كان في البداية يقدم الدعم المعنوي والمادي والاستشارات للشيعة في البلاد، وكان يعمل على استقطاب الشيعة للدفاع عن حرم السيدة زينب في دمشق، لكن الوضع تغير مع وصول أعداد كبيرة من المتطوعين، حيث “أصبح المكتب يمثل أملاً للشيعة في سوريا لتشكيل وحدات شبه عسكرية لمواجهة التكفيريين”.
من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، الأربعاء، أمام لجنة في الكونغرس الأميركي، أن واشنطن تواجه صعوبة في تجنيد قوات للمعارضة السورية ضمن برنامج يهدف لتدريبهم وتزويدهم بالسلاح لمحاربة “تنظيم الدولة”. مضيفاً: “لكن من السابق لأوانه التخلي عن تلك الجهود”. وقال كارتر “لدينا ما يكفي من مواقع التدريب. لكن في الوقت الحالي لا يوجد لدينا ما يكفي من المتدربين لملء المواقع”.
واعتبر كارتر أن “سقوط بشار الأسد أمر ممكن”، بسبب “الضعف الذي لحق بقواته العسكرية، وتعرضها لخسائر كبيرة”، لافتاً إلى أن قوات الأسد “تزداد عزلتها في منطقة دمشق، وشمال غرب البلاد”. وقال في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي: “نريد أن نشهد انتقالاً (للسلطة) لا يكون الأسد حاضراً فيه”. ورأى كارتر أن “انسحاب الأسد بنفسه من الساحة سيكون أفضل للشعب السوري مع تشكيل حكومة سورية جديدة، تستند إلى المعارضة المعتدلة”.
وكانت صحيفة “التايمز” البريطانية، قد ذكرت أن المخابرات الأميركية قررت تخفيض التمويل لبرنامج تدريب المعارضة السورية، وتمويلها وتسليحها، وسط الشكوك المتزايدة حول السياسة الأميركية بالمنطقة. وكانت لجنة في “الكونغرس” مختصة بالميزانية الأمنية، قد صوتت لتخفيض الدعم المخصص لبرامج تدريب المعارضة السورية.
من جهة أخرى، أدان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، اتباع النظام السوري سياسة “العقاب الجماعي”، واستخدام البراميل المتفجرة، ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة. وفي بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة بجنيف، بعد انتهاء زيارة المبعوث لدمشق لثلاثة أيام، حمَّل دي ميستورا، النظام السوري “مسؤولية حماية المدنيين تحت أي ظرف كان”، مستنكراً قصف النظام لمدينة دوما ليلة الثلاثاء. كما استنكر المبعوث الأممي هجمات المعارضة على مناطق المدنيين، مسلطاً الضوء على الأوضاع الإنسانية السيئة للسوريين، خاصة قبيل شهر رمضان، داعياً الجميع “السماح للهيئات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بالوصول إلى نقاط أكثر داخل سوريا”.
وفي السياق، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، الأربعاء، التخلص من كافة نفايات الأسلحة الكيمياوية السورية، الناجمة عن عمليات التدمير في سفينة تابعة للولايات المتحدة. وقال مدير عام المنظمة أحمد أوزوموجو، في بيان صحافي، إن التخلص من الكيمياوي السوري، بعد نقل النفايات الناجمة عن عمليات التدمير إلى معامل في ألمانيا وفنلندا والتخلص منها هناك، يعد بمثابة نقطة تحول.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إنه ناقش مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مسألة استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية، مؤكداً أن صبر المجتمع الدولي على ما يفعله بشار الأسد بدأ ينفد. وأضاف كيري أنه على يقين تام بأن نظام الأسد هو المسؤول عن أغلبية الهجمات الكيماوية.
“فتح حلب” تعلن بدء عملياتها..وتحرر أحياء جديدة
تمكنت المعارضة المسلحة من السيطرة على حي الراشدين غربي حلب، بالكامل، بعد معارك ضد قوات النظام والمليشيات المساندة لها. وتعتبر هذه العملية العسكرية هي الأولى في إطار المعارك المرتقبة لغرفة عمليات “فتح حلب” التي شكلتها المعارضة لاستكمال السيطرة على المدينة وتحريرها.
وبدأ هجوم المعارضة ضد قوات النظام، على عدد من الجبهات، في الخالدية والأشرفية وحلب القديمة وبستان الباشا، وشمالاً في قرى باشكوي وحندرات. وكان تركيز الهجوم للمعارضة على حي الراشدين ومنطقة البحوث العلمية الملاصقين لحي حلب الجديدة غربي المدينة، والذي يعتبر معقلاً لقوات النظام وأجهزتها الأمنية كالأمن العسكري والسياسي.
وقُتل أكثر من 50 عنصراً لقوات النظام والمليشيات الأجنبية المساندة لها، وأُسر 10 آخرون، خلال المعارك التي جرت في حي الراشدين. كذلك تمكن مقاتلو المعارضة من تدمير آليات مدرعة، وغنموا اثنتين، بالإضافة إلى اغتنام أسلحة وذخائر متوسطة وخفيفة.
عضو المكتب الإعلامي في “جيش المجاهدين” عبدالفتاح الحسين، أكد لـ”المدن”، انتقال مقاتلي المعارضة بعد السيطرة الكاملة على حي الراشدين إلى محيط البحوث العلمية المجاورة، والتي تعتبر خط الدفاع الأول عن حي حلب الجديدة، والمعقل العسكري الأبرز لقوات النظام التي كانت تستخدمه لإدارة العمليات ضد المعارضة غربي المدينة. وفي منطقة البحوث العلمية، يتمركز مقاتلون تابعون لمليشيا “لواء القدس” الفلسطيني ومليشيا “حزب الله” اللبناني.
وأشار الحسين إلى أن مقاومة قوات النظام والمليشيات كانت عنيفة مع بدء العملية، لكن سرعان ما تضاءلت حدتها مع تكثيف المعارضة لضرباتها بالأسلحة الثقيلة. وأضاف بأن المعارضة زجّت بكامل إمكاناتها في المعركة التي ستستمر “طيلة شهر رمضان المبارك حتى تحرير المدينة بالكامل”.
وتولى “جيش المجاهدين” وحركة “نور الدين زنكي” و”لواء الحرية” و”لواء صقور الجبل”، المهمة في حي الراشدين، بينما أشغلت الفصائل الأخرى -المنضمة إلى غرفة العمليات- باقي الجبهات، وأحرزت تقدماً غير متوقع بالتزامن مع التقدم السريع غربي المدينة؛ حيث تمت السيطرة على كتلة مباني الأفغان في باشكوي، وأصبحت البلدة التي كانت أخر نقاط قوات النظام في قلب مناطق سيطرة المعارضة شمالي حلب، شبه محررة. ذلك باستثناء بعض الجيوب التي يتحصن فيها مقاتلو مليشيا “لواء القدس” الفلسطيني و”لواء الزينبيين” الأفغاني، في المحيط، بالقرب من دوير الزيتون.
وفي السياق، شهدت جبهات الخالدية والأشرفية، تقدماً ملحوظاً للمعارضة، التي باتت على مشارف دوار شيحان. وسيطرت المعارضة على معامل الدفاع في حي الخالدية، ومعمل الورق، ولم يبقَ في الحي سوى بضعة أبنية خارجة عن السيطرة. وشهد حي الأشرفية معارك عنيفة، أسفرت عن تقدم للمعارضة وسيطرتها على عدد من الكتل السكنية، وباتت من خلالها تشرف على الدوار الأول في حي الأشرفية.
في المقابل، ردت قوات النظام جواً وبراً على المعارضة، حيث قصف الطيران الحربي والمروحي، حي الراشدين ومواقع المعارضة بالقرب من خطوط القتال، بالإضافة لأحياء شرقي حلب. كما استهدفت قوات النظام بصواريخ “فيل” كلاً من رتيان وباشكوي والراشدين والكلاسة.
حالة من الخوف والذعر تسود صفوف قوات النظام والمليشيا الأجنبية، بعد أن تحسست جدية المعارضة في عمليتها العسكرية الأخيرة للسيطرة على كامل المدينة. وتسربت معلومات عن اتهامات متبادلة، بالتقصير، بين كبار ضباط قوات النظام، ومناشدتهم للقيادة في دمشق، إنقاذ حلب من قبضة المسلحين. وسط دعوات صريحة لارتكاب مزيد من المجازر بحق المدنيين في المناطق المحررة، لردع المعارضة عن اقتحام الأحياء المحتلة.
المتحدث باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، قال لـ”المدن” إنه يعتقد بأن الخطوة الأولى التي قامت بها المعارضة موفقة، حيث تم العمل بتنسيق جيد بين مختلف الفصائل، كما أُشغلت الجبهات بالكامل؛ حيث كان هناك محور رئيسي للعملية، ومحاور ثانوية. وذلك رغبة بالانتقال المباشر إلى أحد المحاور الثانوية، في حال تعثر الرئيسي.
وأشار الأحمد، إلى أن خطة المعارضة في غرفة العمليات، من خلال إشغال جميع الجبهات، تقوم على توفير عنصر الاشغال والاسناد الكفيلة بخلخلة الخطوط الدفاعية لقوات النظام والمليشيات المساندة لها. وأضاف الأحمد بأن الأيام القليلة القادمة تثبت مدى فاعلية الخطط المرسومة من قبل غرفة العمليات، من خلال النتائج الواضحة على الأرض.
من جانب آخر، أكد العقيد الأحمد، بأن بدء المعارضة لمعركتها “فتح حلب”، خطوة جريئة في هذا الظرف الحرج، بعد دخول تنظيم “الدولة الإسلامية” على خط القتال في حلب، وتهديده الفعلي لمعاقل المعارضة المهمة شمالي المدينة، والتي تعتبر خطوط إمداد رئيسية للمعارك في المدينة ضد قوات النظام. ورجّح الأحمد بأن تكون المعارضة قد تهيأت لتلك التهديدات بشكل جدي، وإلا لما أقدمت على فتح معركتها الحالية مع النظام.
من جانبها، أعلنت “كتائب أبو عمارة” في حلب، عن اغتيال قائد “لواء أبو الفضل العباس” العراقي مضر جعفري، في عملية خاطفة أطلق عليها اسم “بشائر رمضان”. وأفاد المكتب الإعلامي لـ”كتائب أبو عمارة” أن عناصر “سرية المهام الخاصة” تمكنت من اغتيال الجعفري، بعد عملية رصد ومتابعة أمنية دقيقة استمرت ثلاثة أيام، حيث اغتيل في منطقة “1070 شقة” بحيّ الحمدانية بحلب، وهو الحي الذي تنشط فيه معظم المليشيات الأجنبية، ويعتبر معقل مقارها العسكرية والأمنية.
وكانت “كتائب أبو عمارة” قد أعلنت الخميس، تعيين قائد عام جديد لها يدعى خطاب، خلفاً لقائدها مهنا جفالة، الذي أصيب في محاولة اغتيال بسيارة مفخخة أمام مقر الكتائب في حي المشهد بحلب.
ضحايا بينهم أطفال بالبراميل على أحياء بريف حمص
قال مراسل الجزيرة إن طفلاً قتل وأصيب العشرات من الأطفال والمدنيين بجروح إثر غارات لطائرات النظام السوري على الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة بريف حمص، في حين ألقت طائرات النظام براميل متفجرة على ريف القنيطرة ودرعا في الجنوب.
وقد بث ناشطون سوريون تسجيلات مصورة تظهر مقتل طفل وإصابة عشرات الأطفال والمدنيين في مشاهد مروعة وهم تزدحم بهم المستشفى الميداني في مدينة تلبيسة.
وأفاد ناشطون بأن طائرات النظام ألقت أربعة براميل متفجرة على أحياء سكنية في المدينة مما أدى لسقوط عشرات الإصابات ودمار واسع في أبنيتها.
وفي ريف القنيطرة جنوبي البلاد، قصف طيران النظام السوري بالبراميل المتفجرة اليوم الخميس بلدتي مسحرة والناصرية، مما أدى لوفاة امرأة وإصابة مدنيين آخرين.
في المقابل، تمكنت المعارضة المسلحة من تدمير رشاش ثقيل لقوات النظام وقتل طاقمه في ريف القنيطرة، وذلك خلال الاشتباكات المستمرة لليوم الثالث على التوالي بين الطرفين، ضمن معركة “نصرة لحرائرنا”.
وكانت مصادر في المعارضة السورية أعلنت سيطرتها في وقت سابق على تلتي بزاق وغريب في الريف الشمالي الشرقي لمدنية القنيطرة، وهما أبرز المواقع العسكرية التي كانت تتمركز فيها القوات النظامية بالجهتين الشرقية والشمالية للقنيطرة، وتسعى من خلال معاركها للوصول إلى مدينة خان أرنبة مركز المحافظة، إضافة إلى مدينة البعث أحد أبرز معاقل الجيش النظامي فيها.
دمار بدرعا
وفي الجنوب أيضا، ذكرت شبكة شام أن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على أحياء درعا البلد، واستهدفت قوات النظام بلدة اليادودة بقذائف الهاون ورشاشات الشيلكا.
ورصدت كاميرا الجزيرة ما كشفته سيطرة المعارضة المسلحة على المناطق والبلدات في محيط اللواء 52 بالريف الشرقي لمدينة درعا، عن حجم الدمار الذي حل بهذه المناطق جراء المعارك التي شهدتها طوال العامين الماضيين.
كما أفادت الشبكة بقصف قوات النظام بقذائف الهاون منطقة البساتين وبيوت المدنيين في الحارات القديمة بمدينة الكسوة بريف دمشق، مما أدى إلى مقتل طفل وسقوط العديد من الجرحى واحتراق بعض المنازل.
أما في الشمال، فقد تحدثت مسار برس عن استهداف كتائب المعارضة معاقل النظام المتحصنة في بلدة الكفير بريف جسر الشغور بقذائف الدبابات، في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدة التمانعة.
وشن مقاتلو المعارضة هجوما على تجمعات قوات النظام في تلتي خطاب وقرقور وقريتي المشيرفة والفريكة في ريف جسر الشغور الجنوبي بريف إدلب.
عقل داعش الإلكتروني.. هاكر القيادة الأميركية الوسطى
دبي – زينب خرفاتي
أميط اللثام أخيرا عن هوية المتهم الرئيسي في عدد من قضايا الاختراق الإلكتروني التي طالت حساب #القيادة_الأميركية_الوسطى على موقعي #تويتر و #يوتيوب إلى جانب عدد من حسابات المشاهير.
وتبين إثر التحقيقات أنه جنيد حسين الملقب بـ #أبو_حسين_البريطاني الداعشي المتخصص في #القرصنة_الإلكترونية، وهو يتحدر من مدينة #برمنغهام البريطانية، وكان قد اعتقل عام ٢٠١٢ بعد سرقته معلومات خاصة من الإنترنت.
مصادر “العربية” أكدت بحسب السلطات الأميركية، ضلوع جنيد في عدد من قضايا الاختراق الإلكتروني للقيادة الوسطى على تويتر ويوتيوب، وكشف بيانات 100 جندي أميركي، كما الدعوة لشن هجوم في أوهايو ومنيسوتا وكلورادو.
إلى ذلك، يعتبر جنيد #العقل_الإلكتروني لداعش، حيث انتقل إلى سوريا للانضمام إلى داعش بهدف تدريب منتسبي التنظيم المتطرف على عمليات الأمن واختراق حسابات المشاهير المصرفية، وتحويلها إلى حسابات مخصصة لدعم #داعش، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
هذا واستطاع أبو حسين البريطاني إقناع زوجته المغنية البريطانية ” #سالي_جونز ” #أم_حسين البالغة 45 عاماً، بالالتحاق بداعش في سوريا مع ابنهما ذي الـ10 سنوات لتقود #كتيبة_الخنساء النسائية، إحدى أعنف الكتائب في التنظيم.
أشتون كارتر: سقوط #نظام_الأسد أصبح ممكنا
العربية.نت
اعتبر وزير الدفاع الأميركي #أشتون_كارتر أن سقوط نظام الأسد أصبح أمراً ممكنا في الوقت الحالي . وقال خلال جلسة استماع للكونغرس الأميركي إن الهزائم الأخيرة لجيش النظام تجعل سقوطه أمراً ممكن التحقيق، لأن قواته يبدو أنها ضعفت إلى حد كبير وتعرضت لخسائر كبيرة، وتزداد عزلة جيش النظام في# دمشق والمنطقة الغربية من #سوريا.
يأتي هذا في وقت يعتقد مراقبو الصراع السوري أن نظام الأسد أصبح تحت ضغط متزايد على جبهات عدة مع فقدان مساحات كبيرة من الأرض لصالح مقاتلي المعارضة أو متطرفي #داعش. وأضحت الموارد والمواقع الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة النظام بمجملها عرضة لهجمات محتملة، خسر الأسد غالبية محافظة #إدلب بما فيها مركز المدينة وقواعد عسكرية هامة لصالح تحالف #جيش_الفتح.
كما فقد السيطرة على مدينة #تدمر التاريخية وحقول نفط وسط البلاد بعد هجوم لتنظيم داعش، فيما تتعرض مواقعه في جنوب البلاد لهجمات متتالية من مقاتلي المعارضة.
وبحسب مراقبي الصراع المحليين والدوليين فإن هذا هو اضعف موقف استراتيجي يوجد فيه النظام منذ أوائل عام 2013، لكنهم يعودون للقول إنه يجب عدم المبالغة في تقدير حجم الضعف حتى الآن. ويقرأون ما يجري على انه إعادة رسم لخريطة النفوذ في سوريا حيث يبدو النظام راغباً في التخلي عن أراض لا تشكل عاملاً حاسماً في بقائه.
#البنتاغون يتحقق من هوية 4 آلاف معارض سوري قبل تدريبهم
دبي – قناة العربية
قالت #وزارة_الدفاع الأميركية إن جهودها لـتدريب المعارضة السورية المعتدلة لمحاربة المتطرفين، تَسير ببطء، بسبب تعقيدات في التحقق من #هوية_المتطوعين وإخراجهم من #سوريا للتدريب
وقال المتحدث باسم #البنتاغون إن ما بين 100 إلى 200 مقاتل سوري يـتلقّون حاليا #التدريب ، في حين يوجد مئاتٌ يجري فحصهم أو يـنـتـظرون الخروج من سوريا.
وقال إن نحو 6 آلآف سوري تطوّعوا للمشاركة في الجهود التي تدعمها واشنطن لـتدريب وتجهيزِ قوة عسكرية سورية معتدلة سياسيًا. ومن بين هذا العدد يوجد 4000 ينتظرون التحقق من شخصياتهم.
#أميركا تشترط على متدربي المعارضة عدم محاربة #الأسد
دبي- العربية
تواجه الادارة الأميركية صعوبات في المضي قدما ببرنامج تدريب #المعارضة_السورية بعد انسحاب أعداد من المتدربين، بسبب حصر أهداف البرنامج بمحاربة #داعش، وضرورة توقيع الخاضعين له على وثيقة يتعهدون فيها بعدم استخدام الأسلحة الأميركية ضد نظام #الأسد.
وبسبب هذا الشرط انسحب من البرنامج بحسب المعلومات قرابة 1800 مقاتل معارض من أصل 3 آلاف مقاتل.
واعترف #وزير_الدفاع_الأميركي في جلسة استماع أمام #الكونغرس بوجود صعوبات في تجنيد قوات المعارضة السورية ضمن البرنامج الذي يهدف لتدريبهم وتزويدهم بالعتاد لمحاربة تنظيم داعش.
لكن رئيس هيئة الأركان المشتركة #مارتن_ديمسي أشار إلى أن التدريب قد بدأ لتوه، وأنه لا يزال من السابق لأوانه التخلي عنه بسبب هذه الصعوبات .
ويبدو أن الوثيقة التي طلب من المتدربين التوقيع عليها هي إجراء روتيني تحتاجه وزارة الدفاع الأميركية لتأكيد امتثالها للقانون الذي سنه الكونغرس، والذي ينص، بشكل حصري، على برنامج تدريب المعارضة السورية وتسليحها للقضاء على داعش.
يذكر أن عدم وجود ما يكفي من المجندين ليس المشكلة الوحيدة التي يواجهها هذا البرنامج، فهناك معلومات عن سعي الكونغرس لخفض الدعم المخصص لبرنامج #تدريب_المعارضة_السورية وسط شكوك حول نجاح السياسية الأميركية في المنطقة .
إيران والأسد يعملان على “تطهير طائفي صامت” في سوريا
العربية.نت
أصدرت حملة #نامه_ شام تقريراً بعنوان “التطهير الطائفي الصامت”، تتحدث فيها عن الدور الإيراني في التدمير والتهجير في سوريا.
ويتهم التقرير #الأسد ونظامه وداعميه الإيرانيين واللبنانيين بالتهجير الممنهج للمدنيين السوريين، وبتدمير ممتلكاتهم والاستيلاء عليها في مناطق معينة من سوريا، مثل دمشق وحمص.
ويجادل التقرير أن هذين النوعين من الجرائم الدولية يشكلان معاً ما يبدو أنه سياسة تطهير طائفي رسمية، يقودها مزيج من تجّار حرب من الحلقة الضيقة للنظام السوري، وبرنامج تشييع يدفعه ويموله النظام الإيراني.
ويخلص التقرير إلى أن “تطهيراً طائفياً صامتاً” يحدث في سوريا بينما يراقب العالم ما يحدث بصمت.
وقال شيار يوسف، مدير فريق البحوث والاستشارات في “نامه شام”، إن “الهدف من خطط هدم وإعادة إعمار مناطق معينة في سوريا هو معاقبة الجماعات الأهلية التي تدعم الثورة أو الفصائل المسلحة، والتي حدث أن غالبيتها تنحدر من أصول سنّية”.
“كما تهدف كذلك إلى تطهير هذه المناطق من جميع “العناصر غير المرغوب بها”، ومنعهم من العودة إلى منازلهم في المستقبل، واستبدالهم بعلويين سوريين وأجانب من أصول شيعية يدعمون النظام”.
وأضاف يوسف “إن سياسة التطهير الطائفي الصامت هذه تؤدي شيئاً فشيئاً إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لهذه المناطق من سوريا”، موضحاً أن “الهدف الأساسي من هذه الخطة هو تأمين شريط دمشق-حمص-الساحل على الحدود اللبنانية من أجل تأمين استمرارية جغرافية وديموغرافية للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وفي الوقت نفسه تأمين وصول شحنات السلاح الإيراني إلى #حزب_الله في لبنان”.
ويكشف تقرير “نامه شام” تورط أعلى مستويات النظام السوري في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هذه، إضافة لقادة ورجال أعمال إيرانيين ومن حزب الله.
وكان ممثل من “نامه شام” قد سلّم في 23 أبريل 2015 نسخة من التقرير، إضافة لمعلومات أخرى ذات صلة، إلى مكتب المدّعية العامة في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، ودعاها إلى فتح تحقيق دولي في هذه الجرائم.
وقال فؤاد حمدان، مدير الحملات في “نامه شام”: “نكرر دعوتنا للمدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية أن تفتح تحقيقاً في هذه الجرائم من تلقاء نفسها (وفقاً للمادة 15 من النظام الأساسي للمحكمة) على أساس تقرير “نامه شام” هذا وأية معلومات أخرى متوفرة عن هذا الموضوع. وعلى ذلك أن يشمل دور المسؤولين والقادة الإيرانيين، وفي مقدمتهم قاسم سليماني”.
“كما ندعو المدعية العامة أن تقبل العرض الذي قدمته اللجنة الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية التابعة للأمم المتحدة في مارس 2015 بخصوص المشاركة بالقوائم السرية بأسماء المتهمين التي جمعتها اللجنة مع أية سلطات قضائية تحضر دعاوى بخصوص جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا”.
وأضاف حمدان: “يحتاج السوريون أن يؤمنوا بأن العدالة ستتحقق في سوريا”.
يذكر أن “نامه شام” مجموعة من الناشطين والصحافيين المواطنين الإيرانيين والسوريين واللبنانيين، تركز على كشف دور النظام الإيراني في سوريا.
تركيا تمنع لاجئين سوريين من العودة إلى تل أبيض
اقجه قلعة (تركيا)- فرانس برس
أغلقت تركيا، الخميس، معبر اقجه قلعة على الحدود مع سوريا، لمنع اللاجئين السوريين الذين فروا من القتال في بلدة تل أبيض من العودة إليها، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس.
وقالت قوات الأمن التركية إنها لم تسمح للاجئين بالعبور لأن وحدات حماية الشعب الكردية أغلقت الباب على الجانب الآخر من الحدود، غير أن الوحدات نفت أن يكون هذا هو السبب.
وسيطرت وحدات حماية الشعب الكردية وكتائب في المعارضة السورية هذا الأسبوع بشكل كامل على مدينة تل أبيض بعد معارك استمرت أياما عدة دفعت أكثر من 23 ألف سوري إلى النزوح نحو تركيا.
وعاد مئات السوريين إلى ديارهم، الأربعاء، بعد عودة الهدوء إلى البلدة، لكن السلطات التركية لم تسمح، الخميس، لحوالي 200 لاجئ بالعبور.
وقال هؤلاء إنهم أبلغوا أن الحدود لن تفتح حتى يوم الاثنين، ما يعني أنهم سيفوتون الاحتفال ببداية شهر رمضان في بيوتهم.
وقال أمين (60 عاما) “أتينا اليوم إلى البوابة على أمل العبور إلى تل أبيض، أنا أنتظر منذ السابعة صباحا لكنهم لا يسمحون لنا بالمرور”.
وأضاف “لو كان في قلوبهم القليل من الرحمة فيسمحون لنا بالعودة إلى بيوتنا. إنه شهر رمضان”.
ونفت وحدات حماية الشعب، التي تسيطر على تل أبيض الآن، أن تكون مسؤولة عن إقفال المعبر.
وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل لوكالة فرانس برس في بيروت “من جهتنا، الحدود مفتوحة. الأتراك هم الذين أغلقوا الحدود من جانبهم”، مضيفا أن الناس ما زالوا يعودون من خلال معابر غير رسمية.
وتشكل تركيا التي قطعت علاقاتها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وجهة النازحين الرئيسية هربا من المعارك، وهي تستضيف حاليا رسميا أكثر من 1,8 مليون لاجئ سوري، وقالت مرارا إن الدول الغربية حملتها عبئا غير متوازن.
ولكنها واجهت أيضا اتهامات بالسماح لمقاتلي تنظيم داعش المتطرف بالعبور ذهابا وإيابا، وهو ما تنفيه انقرة بشدة.
وعقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في وقت متأخر، الأربعاء، اجتماعا غير معلن في أنقرة مع مسؤولين كبار، من بينهم وزير الخارجية مولود جاوش اوغلو، ورئيس وكالة المساعدات الطارئة التركية فؤاد اوكتاي، حول الأزمة السورية.
وناقش المجتمعون تدفق المهاجرين إلى تركيا مؤخرا، ولكن من دون إعطاء تفاصيل، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.