أحداث الجمعة 19 شباط 2016
تقدم إضافي للنظام في اللاذقية… وبوادر معركة ضخمة في حلب
لندن – «الحياة»
وجّهت القوات النظامية السورية أمس ضربة لفصائل المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي بسيطرتها على كنسبا في جبل الأكراد والتي تُعتبر من معاقل «ثوار الساحل»، ما يُهدد بقية مناطق المعارضة في غرب البلاد وشمالها الغربي، بما في ذلك ريف إدلب الغربي. وفي المقابل، لاحت في الأفق بوادر معركة ضخمة في ريف حلب الشمالي بعد أنباء عن وصول مئات من عناصر المعارضة، عبر الحدود التركية، استعداداً لشن هجوم معاكس على «قوات سورية الديموقراطية» وقوات النظام وحلفائه من الميليشيات الشيعية التي تعمل بإشراف الحرس الثوري الإيراني.
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية عن «مصدر عسكري» تأكيده أن «وحدات من الجيش، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، تابعت عملياتها العسكرية بالريف الشمالي الشرقي للاذقية وأعادت الأمن والاستقرار الى قلعة شلف وبلدة كنسبا» التي وصفها تقرير الوكالة بأنها «أكبر تجمعات التنظيمات الإرهابية» في المنطقة و «آخر بلدة تربط قرى ريف اللاذقية بإدلب، فضلاً عن كونها قرب الحدود التركية مباشرة». ولفتت «سانا» إلى أن الجيش النظامي كان قد سيطر أول من أمس على «شير القبوع وجبل العمولى والنقطة 422 وقرى مرج الزاوية والعيدو والقسطل».
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جهته، سقوط كنسبا في أيدي «غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس ومشاركة جنود روس، بالإضافة للحرس الثوري الإيراني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية» عقب اشتباكات عنيفة «مع الفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى». وأوضح المرصد «أن بلدة كنسبا تُعد الأهم إعلامياً لغرفة عمليات قوات النظام»، لكنه لفت إلى أن بلدة كبانة ما زالت تحت سيطرة الفصائل و «هي الأهم استراتيجياً كونها منطقة تقع على مرتفع عالٍ وتكشف بلدات وقرى عدة في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي ومنطقة جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي الغربي، وجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، ومنها انطلق أول عمل مسلح أواخر ٢٠١١ من خلال مجموعة من الضباط والعناصر المنشقين عن قوات النظام».
وأوردت «شبكة شام الإخبارية» المعارضة أن ناشطين وقادة من مختلف الفصائل أطلقوا «تحذيرات عدة لتدارك جبهات الساحل قبل سقوطها في شكل كامل في أيدي قوات الأسد والميليشيات الشيعية بمساندة الطيران الروسي». وأوضحت أن هذه الجبهات تشهد منذ بدء التدخل الروسي «تراجعاً كبيراً» خصوصاً بعد لجوء النظام والروس إلى «سياسة الأرض المحروقة». وتابعت أن «جبهات الساحل بدأت تتهاوى في شكل كبير بعد سقوط منطقة سلمى الاستراتيجية بيد قوات الأسد» قبل أسابيع، لافتة إلى ان النظام سيطر «على التلال الاستراتيجية» في ريف اللاذقية الأمر الذي سمح له بـ «السيطرة النارية على بقية المناطق». وذكرت أن قوات النظام بسيطرتها الآن على كنسبا «باتت … على مشارف محافظة إدلب».
ورأت «شبكة شام» أن التطورات الجديدة قد تكون «استكمالاً لمخطط التقسيم في سورية والرامي لتمكين قوات الأسد بدعم دولي تقوده روسيا للسيطرة على منطقة الساحل التي ستكون مناطق الدولة العلوية»، في حين تقوم «وحدات الحماية الشعبية» الكردية بمحاولة السيطرة على ريف حلب الشمالي، ما يجعل تركيا «مهددة من محورين، الأول الدولة العلوية على مشارف لواء اسكندرون، والثاني (من الأكراد) على طول حدودها الجنوبية من الحسكة حتى عفرين».
وفي شمال البلاد، أفاد المرصد أمس بأن اشتباكات دارت بين قوات النظام وبين عناصر تنظيم «داعش» في محيط قرية السن بريف حلب الشرقي، «وسط تقدم لقوات النظام في القرية ومعلومات أولية عن السيطرة عليها».
أما في ريف حلب الشمالي، فقد أفاد المرصد بأن نحو 500 مقاتل سوري يستعدون للإنضمام إلى جبهات القتال ضد الأكراد غداة دخولهم من تركيا الى محافظة حلب التي تشهد منذ بداية الشهر الجاري معارك عنيفة. وأوضح المرصد أن المقاتلين الـ 500 عبروا الأربعاء الحدود التركية – السورية ودخلوا مدينة اعزاز، أهم معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي. ونقلت «فرانس برس» عن مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «المقاتلين دخلوا من محافظة إدلب (غرب) عبر معبر اطمة إلى الأراضي التركية ومنها عادوا ودخلوا إلى ريف حلب الشمالي عبر معبر باب السلامة»، وبالتالي تفادوا المرور من مناطق واقعة تحت سيطرة الأكراد أو قوات النظام للوصول إلى مبتغاهم.
وينتظر أن يتوجه هؤلاء الى جبهات القتال في ريف حلب وخصوصاً لمواجهة «قوات سورية الديموقراطية»، وهي عبارة عن تحالف عربي كردي نجح خلال الفترة الماضية بالسيطرة على مناطق استراتيجية عدة من أيدي الفصائل الاسلامية والمقاتلة.
وبين الذين دخلوا عبر تركيا مقاتلون اسلاميون، وغالبيتهم من فصيل «فيلق الشام»، المدعوم من أنقرة، وفق المرصد، الذي أشار الى انهم دخلوا إلى حلب محملين بالأسلحة. وقال الخبير في الشؤون السورية توماس بييريه لـ «فرانس برس» إن «فيلق الشام يعد الجناح العسكري لجماعة الاخوان المسلمين، المقربة من تركيا». واعتبر أن قدومهم إلى ريف حلب الشمالي قد يساهم في تحصين اعزاز، لكنه قد يكون غير كافٍ لاستعادة ما خسرته الفصائل لمصلحة قوات سورية الديموقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية. وتمكنت هذه القوات قبل أيام من السيطرة على مطار منغ العسكري ومدينة تل رفعت.
السعودية: قواتنا في سورية لمحاربة «داعش» .. ولا عمليات انفرادية
لندن، الرياض، جنيف، دمشق، موسكو، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن مهمة القوات السعودية في حال إرسالها إلى سورية، ستكون القضاء على «داعش» في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وأن على التحالف أن يقرر بالنسبة إلى توسيع المهمة ضد النظام السوري، في وقت أعلن مسؤول روسي أن على الرئيس بشار الأسد «الإصغاء» إلى نصائح موسكو لحل الأزمة السورية. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن إلى إحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية. (للمزيد).
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الجبير قوله: «السعودية أعربت عن استعدادها لإرسال قوات خاصة ضمن هذا التحالف إلى سورية بهدف القضاء على «داعش» فهذه هي المهمة وهذه هي المسؤولية». ورداً على سؤال عما إذا كانت المهمة قد تمتد لإسقاط نظام الأسد قال: «سيكون عمل هذه القوات إذا ما تم إدخالها إلى سورية ضمن التحالف الدولي، محاربة داعش، ولن تكون هناك عمليات انفرادية».
من جهتها، ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قال الخميس إن موسكو تتوقع تفسيراً من السعودية في شأن خطط مشاركتها في عملية «لمكافحة الإرهاب» ضد «داعش» في سورية.
ورفض الجبير بشدة أي دور للأسد في المرحلة المقبلة. وقال إنه «تسبب في قتل أكثر من 300 ألف من الأبرياء وتشريد أكثر من 12 مليوناً من شعبه، وتسبب في تدمير بلاده. لا مكان له في تلك البلاد. هذا واضح. بشار الأسد لن يكون له مستقبل في سورية». وتعليقاً على قول الأسد أخيراً أن هدفه استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، قال الجبير: «بشار الأسد قال أشياء كثيرة منذ بداية الأزمة في سوريةـ وكثير من الأشياء التي قالها ليست واقعية». ونقلت صحيفة «كومرسانت» الروسية عن فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الأمم المتحدة قوله إن على الأسد الإصغاء لنصيحة موسكو لحل الأزمة. وقال تشوركين إن التعليقات التي أدلى بها الأسد بأنه يريد استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية لا تتسق مع المساعي الديبلوماسية الروسية لحل الأزمة.
وكان الجبير قال: «إذا أرادت إيران علاقات جيدة مع السعودية، ثمة حاجة إلى أن تغير تصرفها في المنطقة وتغير سياساتها». وأضاف أن بلاده «ترغب في أن تكون لها أفضل العلاقات مع إيران، إلا أن هذه العلاقات يجب أن تكون مبنية على مبادئ حسن الجوار ومبدأ عدم التدخل» في شؤون دول مثل «لبنان وسورية والعراق والبحرين واليمن». في دمشق، قال المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا: «فكرة إسقاط مساعدات من الجو في دير الزور أصبحت مقترحاً متماسكاً للغاية ونريد البناء عليها… ليس فقط هناك… بل حتى في شرق حلب بل وحتى في داريا وفي الغوطة الشرقية وأماكن أخرى كثيرة بينها كفريا والفوعة حيث الناس في حاجة ماسة للمساعدة». وكان يان ايغلان رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة قال إن المنظمة تعتزم تنفيذ أول عملية إسقاط من الجو لمساعدة غذائية إلى دير الزور التي يحاصرها «داعش». وطالبت جوان ليو رئيس منظمة «أطباء بلا حدود» لـ «الحياة»، بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتحديد الجهة التي قصفت «في شكل مقصود» مستشفى مدعوماً من المنظمة في ريف إدلب شمال غربي سورية، لافتة إلى أن المعلومات المتوافرة تشير إلى مسؤولية النظام السوري وحلفائه. وأشارت إلى أن موضوع تسليم معطيات عن المستشفيات المدعومة من «أطباء بلاد حدود» إلى الحكومتين الروسية والسورية، أمر خاضع للنقاش مع النشطاء على الأرض.
في نيويورك، شدد بان على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم الشنيعة المتواصلة بحق المدنيين والأهداف المدنية في سورية. وقال في تقريره الأول حول تطبيق قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ إن العمليات الإنسانية في حلب «تعطلت منذ بداية مطلع شباط (فبراير) بسبب تزايد القتال البري والغارات الجوية من جانب الحكومة السورية وروسيا في شمال المحافظة» كما أن القتال والغارات الجوية «من الحكومة السورية وحلفائها عطلت أعمال الإغاثة في مناطق أخرى على غرار ريف دمشق وحمص وحماة واللاذقية ودرعا». وقال إن الدول الأعضاء في «مجموعة الدعم الدولية لسورية» اتفقت على تشكيل لجنة عمل خاصة بوقف الأعمال القتالية لاستئناف المحادثات السياسية السورية السورية على أسس موثوق فيها، داعياً إلى تفعيل هذه التعهدات. وشدد على أن المحادثات السياسية المقبلة «يجب أن تركز على الدفع قدماً في بحث الانتقال السياسي بناء على بيان جنيف من خلال التفاوض على إنشاء هيئة حكم انتقالية، ووضع جدول زمني لمراجعة الدستور خلال ستة أشهر”. وأكد بان أن إجراءات بناء الثقة يجب أن تتضمن «احترام الحيثية السياسية للمشاركين في المحادثات السياسية السورية والتزام عدم إصدار مذكرات توقيف لهم ولعائلاتهم». كما يجب أن تضمن «التعهد بالسماح بتحرك المدنيين ورفع القيود عن وصول المساعدات، وتبادل السجناء، والانخراط في التوصل إلى اتفاقات لإنهاء القصف العشوائي بما فيه البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية وقذائف الجحيم والألغام في المناطق المدنية.
وبالتزامن مع ذلك، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن موسكو تأمل في أن يتم التوصل الى اتفاقات وقف إطلاق النار في سورية اليوم الجمعة، في حين أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها أبلغت الروس بمواقع «القوات الخاصة» الأميركية داخل الأراضي السورية لضمان عدم استهدافها. وتساند هذه القوات وحدات كردية تحاول طرد تنظيم «داعش» من ريف الحسكة، وهي نجحت أمس في قطع طريق رئيسي لإمداد التنظيم بين الحدود العراقية ومدينة الرقة.
ميدانياً، نقلت «رويترز» عن مصادر في المعارضة إن ألفين على الأقل من عناصرها دخلوا شمال سورية عبر تركيا خلال الأسبوع الماضي لتعزيز مسلحين يتصدون لهجوم تشنه فصائل مسلحة يقودها أكراد سوريون للسيطرة على جزء من ريف حلب على الحدود مع تركيا. لكن المرصد السوري أكد دخول 500 من عناصر المعارضة فقط إلى ريف حلب بعد تسهيل تركيا انتقالهم عبر أراضيها من محافظة إدلب. وقال «أبو عيسى» أحد قادة «الجبهة الشامية» التي تدير معبر باب السلامة الحدودي لـ «رويترز»: «سمحوا لنا بنقل كل عتادنا من أسلحة خفيفة إلى ثقيلة … من قذائف وراجمات صواريخ حتى الدبابات». وقال إن مقاتلي المعارضة الذين جرى نقلهم لم يكن بينهم مقاتلون من «جبهة النصرة» المتشددة أو جماعات جهادية أخرى.
القوات السعودية ستحارب «داعش» في سورية
لندن، الرياض، جنيف، دمشق، موسكو، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن مهمة القوات السعودية في حال إرسالها إلى سورية، ستكون القضاء على «داعش» في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وأن على التحالف أن يقرر بالنسبة إلى توسيع المهمة ضد النظام السوري، في وقت أعلن مسؤول روسي أن على الرئيس بشار الأسد «الإصغاء» إلى نصائح موسكو لحل الأزمة السورية. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن إلى إحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية. (للمزيد)
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الجبير قوله: «السعودية أعربت عن استعدادها لإرسال قوات خاصة ضمن هذا التحالف إلى سورية بهدف القضاء على «داعش» فهذه هي المهمة وهذه هي المسؤولية». ورداً على سؤال عما إذا كانت المهمة قد تمتد لإسقاط نظام الأسد قال: «سيكون عمل هذه القوات إذا ما تم إدخالها إلى سورية ضمن التحالف الدولي، محاربة داعش، ولن تكون هناك عمليات انفرادية».
من جهتها، ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قال الخميس إن موسكو تتوقع تفسيراً من السعودية في شأن خطط مشاركتها في عملية «لمكافحة الإرهاب» ضد «داعش» في سورية.
ورفض الجبير بشدة أي دور للأسد في المرحلة المقبلة. وقال إنه «تسبب في قتل أكثر من 300 ألف من الأبرياء وتشريد أكثر من 12 مليوناً من شعبه، وتسبب في تدمير بلاده. لا مكان له في تلك البلاد. هذا واضح. بشار الأسد لن يكون له مستقبل في سورية». وتعليقاً على قول الأسد أخيراً أن هدفه استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، قال الجبير: «بشار الأسد قال أشياء كثيرة منذ بداية الأزمة في سوريةـ وكثير من الأشياء التي قالها ليست واقعية».
ونقلت صحيفة «كومرسانت» الروسية عن فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الأمم المتحدة قوله إن على الأسد الإصغاء لنصيحة موسكو لحل الأزمة. وقال تشوركين إن التعليقات التي أدلى بها الأسد بأنه يريد استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية لا تتسق مع المساعي الديبلوماسية الروسية لحل الأزمة.
وكان الجبير قال: «إذا أرادت إيران علاقات جيدة مع السعودية، ثمة حاجة إلى أن تغير تصرفها في المنطقة وتغير سياساتها». وأضاف أن بلاده «ترغب في أن تكون لها أفضل العلاقات مع إيران، إلا أن هذه العلاقات يجب أن تكون مبنية على مبادئ حسن الجوار ومبدأ عدم التدخل» في شؤون دول مثل «لبنان وسورية والعراق والبحرين واليمن».
في دمشق، قال المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا: «فكرة إسقاط مساعدات من الجو في دير الزور أصبحت مقترحاً متماسكاً للغاية ونريد البناء عليها… ليس فقط هناك… بل حتى في شرق حلب بل وحتى في داريا وفي الغوطة الشرقية وأماكن أخرى كثيرة بينها كفريا والفوعة حيث الناس في حاجة ماسة للمساعدة». وكان يان ايغلان رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة قال إن المنظمة تعتزم تنفيذ أول عملية إسقاط من الجو لمساعدة غذائية إلى دير الزور التي يحاصرها «داعش».
وطالبت جوان ليو رئيس منظمة «أطباء بلا حدود» لـ «الحياة»، بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتحديد الجهة التي قصفت «في شكل مقصود» مستشفى مدعوماً من المنظمة في ريف إدلب شمال غربي سورية، لافتة إلى أن المعلومات المتوافرة تشير إلى مسؤولية النظام السوري وحلفائه. وأشارت إلى أن موضوع تسليم معطيات عن المستشفيات المدعومة من «أطباء بلاد حدود» إلى الحكومتين الروسية والسورية، أمر خاضع للنقاش مع النشطاء على الأرض.
في نيويورك، شدد بان على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم الشنيعة المتواصلة بحق المدنيين والأهداف المدنية في سورية. وقال في تقريره الأول حول تطبيق قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ إن العمليات الإنسانية في حلب «تعطلت منذ بداية مطلع شباط (فبراير) بسبب تزايد القتال البري والغارات الجوية من جانب الحكومة السورية وروسيا في شمال المحافظة» كما أن القتال والغارات الجوية «من الحكومة السورية وحلفائها عطلت أعمال الإغاثة في مناطق أخرى على غرار ريف دمشق وحمص وحماة واللاذقية ودرعا”.
وقال إن الدول الأعضاء في «مجموعة الدعم الدولية لسورية» اتفقت على تشكيل لجنة عمل خاصة بوقف الأعمال القتالية لاستئناف المحادثات السياسية السورية السورية على أسس موثوق فيها، داعياً إلى تفعيل هذه التعهدات. وشدد على أن المحادثات السياسية المقبلة «يجب أن تركز على الدفع قدماً في بحث الانتقال السياسي بناء على بيان جنيف من خلال التفاوض على إنشاء هيئة حكم انتقالية، ووضع جدول زمني لمراجعة الدستور خلال ستة أشهر”. وأكد بان أن إجراءات بناء الثقة يجب أن تتضمن «احترام الحيثية السياسية للمشاركين في المحادثات السياسية السورية والتزام عدم إصدار مذكرات توقيف لهم ولعائلاتهم». كما يجب أن تضمن «التعهد بالسماح بتحرك المدنيين ورفع القيود عن وصول المساعدات، وتبادل السجناء، والانخراط في التوصل إلى اتفاقات لإنهاء القصف العشوائي بما فيه البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية وقذائف الجحيم والألغام في المناطق المدنية.
وبالتزامن مع ذلك، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن موسكو تأمل في أن يتم التوصل الى اتفاقات وقف إطلاق النار في سورية اليوم الجمعة، في حين أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها أبلغت الروس بمواقع «القوات الخاصة» الأميركية داخل الأراضي السورية لضمان عدم استهدافها. وتساند هذه القوات وحدات كردية تحاول طرد تنظيم «داعش» من ريف الحسكة، وهي نجحت أمس في قطع طريق رئيسي لإمداد التنظيم بين الحدود العراقية ومدينة الرقة.
ميدانياً، نقلت «رويترز» عن مصادر في المعارضة إن ألفين على الأقل من عناصرها دخلوا شمال سورية عبر تركيا خلال الأسبوع الماضي لتعزيز مسلحين يتصدون لهجوم تشنه فصائل مسلحة يقودها أكراد سوريون للسيطرة على جزء من ريف حلب على الحدود مع تركيا. لكن المرصد السوري أكد دخول 500 من عناصر المعارضة فقط إلى ريف حلب بعد تسهيل تركيا انتقالهم عبر أراضيها من محافظة إدلب. وقال «أبو عيسى» أحد قادة «الجبهة الشامية» التي تدير معبر باب السلامة الحدودي لـ «رويترز»: «سمحوا لنا بنقل كل عتادنا من أسلحة خفيفة إلى ثقيلة … من قذائف وراجمات صواريخ حتى الدبابات». وقال إن مقاتلي المعارضة الذين جرى نقلهم لم يكن بينهم مقاتلون من «جبهة النصرة» المتشددة أو جماعات جهادية أخرى.
تفجير أنقرة معقد ويثير مخاوف من حرب استنزاف
أنقرة – يوسف الشريف
لم يؤد الكشف عن ملابسات التفجير الانتحاري في أنقرة مساء الأربعاء، سوى إلى زيادة علامات الاستفهام المتعلقة خصوصاً بـ «ثغرة أمنية هائلة» مكّنت المنفذين من نقل مئة كيلوغرام من المواد الناسفة في سيارة مفخخة لتفجيرها أمام قاعدة لسلاح الجو التركي، في عمل يحمل رسائل عدة متداخلة، لعل أكثرها بداهة هو الرد على إسقاط سلاح الجو التركي طائرة «السوخوي» الروسية في أجواء سورية.
غير أنه في زحمة الرسائل التي وجهها التفجير، وبين اتهام أنقرة أكراد سورية ونفيهم هذه الاتهام، بدأت تتعزز مخاوف من أن العمل التركي العسكري المباشر على الأرض في سورية قد ينقل الحرب إلى شوارع تركيا ويجر أنقرة إلى صراع طويل الأمد يستنزف اقتصادها وقوتها البشرية ويثير فيها القلاقل، وصولاً الى زعزعة استقرارها على مدى بعيد.
ولم تنتظر الحكومة التركية طويلاً لاتهام «حزب العمال الكردستاني» وحزب «الاتحاد الديموقراطي السوري»، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية، بمسؤولية تفجير السيارة المفخخة الذي استهدف قافلة عسكرية في أنقرة الأربعاء، مخلفاً 28 قتيلاً و81 جريحاً بينهم 22 في حال الخطر. وأرفقت أنقرة الاتهام بتحديد هوية الانتحاري بأنه الكردي السوري صالح نجار المولود عام 1992 في مدينة عامودا شمال سورية، وكشفت عن دخوله تركيا لاجئاً أخيراً وأن أجهزة الأمن تملك بصماته.
لكن رئيس «الاتحاد الديموقراطي» صالح مسلم نفى «أي ضلوع للحزب في الهجوم»، معتبراً أن الاتهامات «ترتبط بوضوح بمحاولة التدخل في سورية». كما أعلن قائد الجناح العسكري لـ «الكردستاني» جميل بايك أنه لا يعرف من يقف وراء الهجوم، وإنْ أشاد بتنفيذه، «كونَه يشكل رد اعتبار للأكراد في مواجهة عمليات الجيش التركي الأخيرة ضدهم».
وأكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن «معلومات وزارة الداخلية وأجهزة الاستخبارات تظهر مسؤولية حزب الاتحاد الديموقراطي والكردستاني عن العملية». ويأتي التفجير في وقت تقصف المدفعية التركية منذ السبت مواقع تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» في مناطق محاذية للحدود مع سورية، بعدما تقدم المقاتلون الأكراد فيها إثر معارك مع فصائل مقاتلة معارضة للنظام، وباتوا على مشارف مدينة أعزاز القريبة من الحدود التركية حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 500 مقاتل سوري معارض عبروا «بإشراف السلطات التركية» الحدود إلى أعزاز ليل الأربعاء – الخميس.
ومع توعد أنقرة بردٍ قاس على كل من ساهم في تخطيط الاعتداء وتنفيذه، بما في ذلك «أجهزة الاستخبارات التي تقف وراءه»، لمّح رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى «مسؤولية» الرئيس السوري بشار الأسد، قائلاً: «نحتفظ بحق اتخاذ أي إجراء ضد النظام السوري». كما حذر روسيا قائلاً: «إذا استمرت هذه الأعمال الإرهابية فستحمل (موسكو) المسؤولية».
وكشفت أوساط مقربة من الحكومة التركية، عن أن التحليلات الأمنية المتوافرة تشير إلى أن «روسيا ودمشق تسعيان إلى جر تركيا إلى فخ التورط عسكرياً في الحرب السورية، وأن بعض الدول الغربية ترغب بذلك أيضاً، تمهيداً لتقسيم تركيا وإنشاء دولة كردية». ونقل عن تلك الأوساط قولها إن «العمل العسكري المباشر على الأرض في سورية قد يجر أنقرة إلى صراع طويل الأمد يستنزف اقتصادها وقوتها البشرية، ويثير فيها مشكلات، ما يزيد من صعوبة خيارات الرد التركي في سورية، والتي تبدو حتى الآن محصورة في تقديم دعم مسلح ولوجستي للمعارضة السورية المسلحة.
ودعت وزارة الخارجية التركية سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا لإبلاغهم بتفاصيل التحقيق، «خصوصاً ضلوع الأكراد في الهجوم». وزار داود اوغلو مع أردوغان مقر قيادة الأركان للتعزية بقتلى التفجير وبينهم 20 ضابطاً، ودعم رئيس الأركان الجنرال خلوصي أكار، الذي قال الجيش إنه «كان يستعد للخروج من مكتبه لحظة حصول التفجير» الذي ضرب أهم مربع أمني في العاصمة والخاضع لحماية الاستخبارات العسكرية وأجهزة الأمن.
وسارعت المعارضة التركية الى المطالبة بالمحاسبة على ما سمته «إهمالاً أمنياً فادحاً». وكشف «حزب الشعب الجمهوري» عن تقارير لتحذير وجّهته الاستخبارات في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي، من عبور مجموعة من الأكراد من سورية بهدف تنفيذ أعمال إرهابية، «لكن أجهزة الأمن والاستخبارات فشلت في تعقبهم، ومعرفة كيفية إدخالهم السيارة المفخخة».
وفيما تتواصل التحقيقات في التفجير، اعتقلت مديرية أمن أنقرة 9 مشبوهين في تقديمهم العون لمنفذ العملية، فيما أعلن الجيش أن مقاتلاته قصفت مواقع لـ «الكردستاني» في شمال العراق بعد ساعتين فقط من التفجير، ثم أشار إلى مقتل 7 جنود في تفجير لغم زرعه «الكردستاني» على الطريق بين دياربكر وليجه (جنوب شرق).
وكان الجيش التركي أنهى الأسبوع الماضي عملية عسكرية كبيرة ضد مسلحي «الكردستاني» في مدينتي جيزرة وسور (جنوب شرق)، وباشر عملية جديدة في إدل التي فرض فيها حظر تجول منذ الثلثاء الماضي. واعلن الجيش قتل أكثر من 300 مسلح من الكردستاني خلال عملياته في جنوب تركيا بينهم قادة بارزون.
تشوركين: التصريحات الأخيرة للأسد لا تنسجم والجهود الديبلوماسية لروسيا
المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)
في مؤشر علني أول لوجود شقاق في التحالف بين موسكو ودمشق، نقلت صحيفة “كومرسانت” الروسية عن المندوب الروسي الدائم لدى الامم المتحدة السفير فيتالي تشوركين، أن التعليقات التي أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد بأنه يريد استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية لا تتفق وآراء روسيا حليفته الرئيسية.
وقال إن روسيا ساعدت الأسد على تغيير موازين الحرب ولذلك فلزاماً عليه الآن إتباع الخط الروسي والتزام محادثات السلام.
وأوضح إن روسيا تعمل من أجل التسوية السلمية للأزمة السورية وإن محاولة استعادة السيطرة على كامل البلاد سيكون تصرفا بلا جدوى وسيتيح للصراع ان يستمر الى الأبد.
فعندما سئل في مقابلة مع الصحيفة عن تصريحات الأسد التي قال فيها إنه سيواصل القتال الى حين هزيمة كل المعارضة المسلحة، أجاب تشوركين: “روسيا استثمرت بجدية بالغة في هذه الأزمة سياسياً وديبلوماسياً والآن أيضاً على الصعيد العسكري… لذلك طبعاً نود أن يأخذ بشار الأسد هذا في الاعتبار”.
وأضاف: “سمعت تصريحات الرئيس الأسد في التلفزيون… طبعاً لا تتماشى مع الجهود الديبلوماسية التي تقوم بها روسيا… المناقشات تجرى في شأن وقف النار ووقف الأعمال القتالية في المستقبل المنظور. العمل جار على ذلك”.
وتسير موسكو ودمشق على خطى متسقة منذ أيلول من العام الماضي عندما شنت روسيا غارات جوية في سوريا وركزتها على مسلحي المعارضة المناهضين لحكم الأسد. وأنقذت الغارات الروسية قوات الحكومة السورية من انهيار وشيك ورجحت كفة القتال لمصلحتها في استفزاز للولايات المتحدة وحلفائها الذين يعملون منذ سنوات لهزيمتها.
وأعرب ديبلوماسيون غربيون عن أملهم في أن تستخدم روسيا تأثيرها لدى الأسد لإقناعه ببدء محادثات مع جماعات المعارضة المسلحة بما قد يجعله في النهاية يوافق على التنحي.
ووردت تقارير غير رسمية عن رفض الأسد لقاء شخصيات معارضة اقترحتها موسكو شريكة محتملة في المفاوضات، لكن تصريحات تشوركين هي الإشارة الاولى العلنية الى أن موسكو محبطة من تردد الأسد في تقديم تنازلات.
وعن تصريحات الأسد المتعلقة باستمرار القتال في سوريا، قال تشوركين في المقابلة: “في هذه الحال أعتقد أنه يجب ألا يوجهنا ما يقول (الأسد) ولكن مع كل احترامي لتصريحات شخص رفيع المنصب مثله علينا أن يوجهنا ما يفعله في النهاية… إذا ما اتبعت السلطات السورية خطى روسيا لحل هذه الأزمة فلديهم فرصة للخروج منها مع حفظ كرامتهم… ولكن إذا حادوا عن هذا الطريق بشكل ما – وهذا مجدداً في رأيي الشخصي – فمن الممكن أن يظهر موقف شديد الصعوبة. بما يشمل السوريين أنفسهم. لأنه أياً تكن قدرات الجيش السوري، فقد كانت العمليات الفعالة للقوات الجوية الروسية هي التي مكنتهم من دفع معارضيهم إلى خارج دمشق”.
وحذّر من أنه “إذا اتخذوا موقفاً بأنهم لا يحتاجون الى أي وقف للنار ويحتاجون الى استمرار القتال الى النهاية والى الانتصار، فإن هذا الصراع سيستمر فترة طويلة جداً. ومن المخيف تخيل ذلك”.
ولفت تشوركين الى أن المسؤولين الأميركيين خففوا موقفهم من ضرورة تنحي الأسد عن منصبه.
ولاحظ أنه لا يدور حديث عن تصادم بين روسيا وتركيا بسبب الوضع في سوريا، قائلاً: “الحديث لا يدور حول تصادم بين روسيا وتركيا باستثناء الحالة البشعة، عندما أسقطوا طائرتنا في الأجواء السورية… آمل في عدم حصول تصادم روسي – تركي”.
وعن مشاركة الأكراد في المفاوضات السورية، قال إن على أنقرة دعوة الأكراد للمشاركة في المفاوضات السورية – السورية، مشيرا إلى أن ذلك ضروري من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. وأكد تشوركين أن روسيا تحترم الأكراد، لكنها في الوقت نفسه تدعو إلى وحدة الأراضي السورية والعراقية.
وسئل عن طبيعة الموقف الروسي عن إنشاء دولة كردية، فأجاب: “يجب أن أقول إنهم (الأكراد) حصلوا فعلاً في العراق على مساحة خاصة بهم، وهم الآن على الأرجح يعيشون بشكل مريح أكثر من بقية البلاد، بمعنى أننا مع أن يحصل الأكراد على بعض حاجاتهم… ولكن لا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى تفكك الدول، لأن عكس ذلك يعني تفاقم الأزمة”.
بوغدانوف
ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية المستقلة عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن موسكو تأمل في أن يتم التوصل الى اتفاق لوقف النار في سوريا اليوم. وأضاف أن موسكو تتوقع تفسيراً من السعودية لخطط مشاركتها في عملية “لمكافحة الإرهاب” ضد “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا.
أما وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، فقال في مقابلة حصرية أجرتها معه “وكالة الصحافة الفرنسية” إن مهمة القوات السعودية في حال ارسالها الى سوريا ستكون القضاء على “داعش” في اطار الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، مجددا موقف بلاده الرافض لأي دور للأسد في مستقبل سوريا.
الوضع الميداني
ميدانياً، أعلن تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” الذي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية طليعة قواته ويحظى بدعم أميركي، إنه شن هجوماً جديداً على “الدولة الإسلامية” (داعش) هذا الأسبوع للسيطرة على الشدادي وهي مركز للدعم اللوجيستي التنظيم وتقع قرب شبكة من الطرق السريعة في محافظة الحسكة. ومن شأن السيطرة عليها أن تعزل الرقة معقل التنظيم في سوريا.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أن تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” سيطر على نحو 24 قرية ومزرعة وقطع الطرق التي تربط “الدولة الإسلامية” من الشدادي للعراق المجاورة وللرقة. وقال إن بعض مقاتلي التنظيم المتشدد انسحبوا إلى محافظة دير الزور التي يسيطر عليها المتشددون.
وفي غرب البلاد، أعلن الجيش السوري انه سيطر على بلدة كنسبا، آخر معقل للفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف اللاذقية الشمالي. وتتيح السيطرة على كنسبا لقوات النظام التقدم نحو منطقة جسر الشغور في محافظة ادلب المجاورة، التي تسيطر عليها الفصائل الاسلامية والمقاتلة باستثناء بلدتي كفريا والفوعا.
في غضون ذلك، وصلت سفينة الصواريخ الروسية “زيليويني دول” المزودة منظومة صواريخ “كاليبر إن كا” إلى ميناء طرطوس السوري، حيث ستنفذ عدداً من المهمات القتالية.
تركيا المستهدفة في صميم هيبتها تتهم الأكراد وتتوعد سوريا وروسيا
لم توفر سهام الاتهامات التركية أحداً، لا أكراد الداخل وسوريا، ولا النظام السوري وروسيا ولا حتى الحليف الأميركي، وذلك في إطار التعامل مع صدمة التفجير الأكبر يستهدف الجيش التركي وهيبته وهو لا يزال منخرطاً في مواجهة معقدة في جنوب شرق البلاد.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن “هذا الهجوم الارهابي نفذته عناصر من المنظمة الإرهابية في تركيا (“حزب العمال الكردستاني”) وميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية في سوريا”. وأوضح أن “اسم منفذ الاعتداء صالح نصار، وقد ولد عام 1992 في مدينة عامودا بالحسكة بشمال سوريا، وهو ينتمي إلى “وحدات حماية الشعب””، ودخل تركيا في تموز 2014. وأوقف حتى الآن 14 شخصاً نتيجة التحقيق.
وذهب إلى اتهام الحكومة السورية بأن لها يداً في تفجير أنقرة، متوعداً إياها بـ”حق اتخاذ أي إجراء في حق النظام السوري”. وكما حذر روسيا من استغلال “وحدات حماية الشعب” ضد بلاده.
وعلى رغم نفي الطرفين الكرديين الاتهامات، رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه “على رغم أنهم يقولون إن لا صلة لهم بهذا الهجوم، فإن معلومات وزارة الداخلية وأجهزة الاستخبارات تظهر أنهم المسؤولون”.
وكتب نائب رئيس الوزراء يالتشين أكدوغان في حسابه بموقع “تويتر” أن “نفاق من يرسلون أسلحة إلى المنظمات الإرهابية ويوجهون الينا رسائل تعزية، يجب أن يتوقف”، في إشارة قوية إلى الولايات المتحدة.
تركيا مستاءة لرفض الغرب إعلان «الاتحاد الديموقراطي» جماعة «إرهابية»
إسطنبول – رويترز
قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم (الجمعة)، إنه «يشعر بالحزن لرفض الغرب إعلان حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري جماعة إرهابية، وإنه سيتحدث هاتفياً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في شأن كيف ساعدت الأسلحة الأميركية الحزب»
وأضاف للصحافيين: «قبل شهور أثناء اجتماعي معه (أوباما) أبلغته أن الولايات المتحدة تقدم أسلحة. وصلت ثلاث طائرات محملة انتهى المطاف بنصفها في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ونصفها في أيدي حزب الاتحاد الديموقراطي»
وأكد أردوغان للصحافيين، أنه «ليس لديه شك» في وقوف مقاتلين أكراد سوريين وراء الاعتداء بسيارة مفخخة الذي أسفر عن مقتل 28 شخصاً في وسط أنقره، مضيفاً أنه «سيحذر نظيره الاميركي باراك اوباما في اتصال هاتفي مقرر في الساعة 15:00 توقيت غرينتش، حيال الدعم الأميركي لهؤلاء المقاتلين الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين».
واتهم وزير خارجية تركيا مولود شاووش أوغلو الولايات المتحدة في وقت سابق اليوم، بالإدلاء بتصريحات متضاربة في شأن «وحدات حماية الشعب الكردية السورية»، وقال إنه «من الضعف اللجوء إلى مثل هذه الجماعات لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)».
وأدلى وزير الخارجية التركي بهذه التصريحات خلال زيارة رسمية لتبليسي عاصمة جورجيا، ونقلتها على الهواء مباشرة قناة «الخبر» التركية التلفزيونية، إذ طالب واشنطن بقطع روابطها مع المقاتلين الأكراد وقال: «اللجوء إلى جماعات إرهابية مثل وحدات حماية الشعب في محاربة داعش في سورية هو قبل كل شيء دلالة على الضعف. الكل يجب أن يوقف هذا الخطأ. خصوصاً حليفتنا الولايات المتحدة يجب أن توقف هذا الخطأ فوراً».
واتهمت تركيا في وقت سابق «وحدات حماية الشعب» و «حزب العمال الكردستاني» بأنهما وراء تفجير أنقرة هذا الأسبوع، والذي تسبب في مقتل 28 شخصاً.
روسيا : حظر الطيران في سوريا سيؤدي إلى سيناريو ليبي دخول ألفي مقاتل للمعارضة إلى حلب عبر تركيا وسقوط كنسبّا
المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)
حذرت موسكو مجدداً من أن تنفيذ مشروع منطقة “حظر طيران” في سوريا لن يؤدي إلى شيء في ماعدا تكرار السيناريو الليبي وطلبت من السعودية تفسيراً لحديثها عن تدخل بري في الاراضي السورية.
ذكّرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي بأن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تحدثت أخيراً عن ضرورة إقامة منطقة حظر طيران في سوريا، مشيرة إلى أن هذه الفكرة ليست جديدة، إذ سبق لتركيا أن طرحتها مراراً.
وقالت إن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف شدد على ضرورة تنسيق الاقتراح في شأن منطقة كهذه مع الحكومة السورية أولا، مضيفة: “لم يلغ أحد حتى الآن سيادة البلاد (…) لا يريد أحد تكرار السيناريو الليبي. وسبق للمجتمع الدولي أن اختبر هذه الفكرة، وباتت نتيجتها ملموسة ليس في ليبيا فحسب، بل في أوروبا أيضاً”. وأكدت ان موسكو تؤيد سوريا غير مقسمة.
الى ذلك، نقلت وكالة “تاس” الروسية الرسمية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن موسكو تتوقع تفسيراً من السعودية لخطط مشاركتها في عملية “لمكافحة الإرهاب” ضد “داعش” في سوريا.
تعزيزات للمعارضة
في غضون ذلك، أفادت مصادر من المعارضة ان ألفين على الأقل من مقاتلي المعارضة السورية دخلوا البلاد مرة أخرى من تركيا خلال الأسبوع الماضي لتعزيز مسلحين يتصدون لهجوم تشنه فصائل مسلحة يقودها أكراد سوريون للسيطرة على جزء من الحدود.
وقالت إن القوات التركية سهلت نقل مقاتلي المعارضة من جبهة الى أخرى طوال ليال عدة ورافقتهم سراً لدى خروجهم من محافظة إدلب السورية وسفرهم مدة أربع ساعات داخل تركيا ثم دخولهم سوريا مجدداً لدعم مدينة أعزاز معقل المعارضة في محافظة حلب.
وصرّح “أبو عيسى أحد قادة “الجبهة الشامية” التي تدير معبر باب السلامة الحدودي مستخدما كنيته وطالبا عدم ذكر اسمه: “سمحوا لنا بنقل كل عتادنا من أسلحة خفيفة إلى ثقيلة… من قذائف وراجمات صواريخ حتى الدبابات”. وأوضح ان مقاتلي المعارضة الذين نقلوا لم يكن بينهم مقاتلون من “جبهة النصرة” المتشددة أو جماعات جهادية أخرى.
وأكد مصدر أمني تركي عبور المقاتلين الحدود وقدر أعدادهم بما بين 400 و500 مقاتل، بينما قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن مئات من المقاتلين عبروا الحدود.
وكانت الحكومة السورية قالت الأحد إن قوات تركية بين مئة مسلح دخلوا سوريا مع 12 شاحنة عليها مدافع آلية ثقيلة في عملية إمداد مستمرة لمقاتلي المعارضة.
وباتت الطريق عبر تركيا هي خط الإمداد الوحيد لأعزاز بعدما اقفل الجيش السوري ما كان مدى سنوات الطريق الرئيسية إلى الأراضي التي يسيطر عليها المعارضون وتقدم إلى مسافة تبعد 25 ميلاً عن الحدود للمرة الاولى منذ سنتين. ويريد الجيش السوري السيطرة الكاملة على حلب التي كانت كبرى المدن السورية قبل الحرب. وداخل مدينة حلب قال المرصد السوري إن اشتباكات كثيفة استمرت بين جماعات معارضة عربية ومقاتلين أكراد سوريين في حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه الأكراد.
وأعلن مصدر آخر من المعارضة إن تركيا كثفت كذلك تصدير المعدات العسكرية الى المعارضين. وقال: “نحصل على إمدادات جديدة من كل شيء من الصواريخ الى قذائف الهاون والعربات المدرعة. كل شيء تقريبا يورد الينا الآن”.
وأعلن المعارض الذي حضر تسليم السلاح أن مركبات تركية أفرغت ذخيرة ومعدات في مركبات وشاحنات تابعة للمعارضة السورية.
واستفادت “وحدات حماية الشعب” الكردية من الهجوم المدعوم من روسيا لتستولي على أراض من جماعات معارضة أخرى. وبعدما سيطرت على سلسلة بلدات في ما يقول المعارضون انه تقدم منسق مع روسيا، يسعى المقاتلون الأكراد الآن السيطرة على مارع آخر المدن قبل أعزاز.
الى ذلك، قال الجيش السوري إنه سيطر على بلدة كنسبا الإستراتيجية في ريف اللاذقية بشمال البلاد. وأضاف إن استعادة ريف اللاذقية سيسمح له بشن عملية كبيرة لاستعادة محافظة إدلب الشمالية الغربية التي تسيطر عليها في الغالب جماعات إسلامية متشددة.
سفير موسكو في الأمم المتحدة: على الأسد الالتزام بالاجندة الروسية
163 تنظيما على مسودة قائمة «الإرهاب»… وتركيا تسمح بانتقال آلاف المقاتلين إلى اعزاز
اسطنبول ـ لندن ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال وأحمد المصري: نقلت صحيفة عن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة أمس الخميس قوله إن التعليقات التي أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد بأنه يريد استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية لا تتسق مع آراء روسيا حليفته الرئيسية.
وفي أول مؤشر علني على وجود اختلاف بين وجهتي نظر موسكو ودمشق قال سفير روسيا فيتالي تشوركين إن روسيا ساعدت الأسد على تغيير موازين الحرب ولذلك فلزاما عليه الآن إتباع الخط الروسي والالتزام بمحادثات السلام.
وقال تشوركين إن روسيا تعمل نحو التسوية السلمية للأزمة السورية وإن محاولة استعادة السيطرة على كامل البلاد سيكون تصرفا بلا جدوى وسيسمح للصراع بالاستمرار للأبد.
ولدى سؤاله في مقابلة مع صحيفة «كومرسانت» الروسية عن تصريحات الأسد التي قال فيها إنه سيواصل القتال لحين هزيمة كل المعارضة المسلحة قال تشوركين «روسيا استثمرت بجدية بالغة في هذه الأزمة سياسيا ودبلوماسيا والآن أيضا على الصعيد العسكري… ولذلك بالطبع نود أن يأخذ بشار الأسد هذا في الاعتبار».
وأضاف «سمعت تصريحات الرئيس الأسد في التلفزيون… بالطبع لا تتماشى مع الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها روسيا… المناقشات تجرى حول وقف لإطلاق النار ووقف للأعمال القتالية في المستقبل المنظور. العمل جار على ذلك».
وعن تصريحات الأسد بشأن استمرار القتال في سوريا قال تشوركين في المقابلة «في هذه الحالة أعتقد أنه يجب ألا يوجهنا ما يقول (الأسد) ولكن مع كل احترامي لتصريحات شخص رفيع المنصب مثله علينا أن يوجهنا ما يفعله في النهاية… إذا ما اتبعت السلطات السورية خطى روسيا لحل هذه الأزمة فلديهم فرصة للخروج منها مع حفظ كرامتهم».
وأضاف تشوركين «ولكن إذا حادوا عن هذا الطريق بشكل ما – وهذا مجددا في رأيي الشخصي – فمن الممكن أن يظهر موقف شديد الصعوبة. بما يشمل السوريين أنفسهم. لأن أيا ما كانت قدرات الجيش السوري فقد كانت العمليات الفعالة للقوات الجوية الروسية هي التي مكنتهم من دفع معارضيهم إلى خارج دمشق».
وقال تشوركين «إذا اتخذوا موقفا بأنهم لا يحتاجون أي وقف لإطلاق النار ويحتاجون لاستمرار القتال للنهاية وللانتصار فإن هذا الصراع سيستمر لفترة طويلة جدا. ومن المخيف تخيل ذلك».
وقالت مصادر من المعارضة، أمس الخميس، إن ألفين على الأقل من مقاتلي المعارضة السورية دخلوا البلاد مرة أخرى من تركيا خلال الأسبوع الماضي لتعزيز مسلحين يتصدون لهجوم تشنه فصائل مسلحة يقودها أكراد سوريون للسيطرة على جزء من الحدود.
وأضافت المصادر أن القوات التركية سهلت نقل مقاتلي المعارضة من جبهة لأخرى على مدى عدة ليال، ورافقتهم سرا لدى خروجهم من محافظة إدلب السورية وسفرهم لمدة أربع ساعات داخل تركيا ثم دخولهم سوريا مرة أخرى لدعم مدينة أعزاز معقل المعارضة في محافظة حلب.
وقال أبو عيسى أحد قادة «الجبهة الشامية» التي تدير معبر باب السلامة الحدودي مستخدما كنيته وطالبا عدم نشر اسمه «سمحوا لنا بنقل كل عتادنا من أسلحة خفيفة إلى ثقيلة… من قذائف وراجمات صواريخ حتى الدبابات».
وقال إن مقاتلي المعارضة الذين جرى نقلهم لم يكن بينهم مقاتلون من «جبهة النصرة» المتشددة أو جماعات جهادية أخرى.
وأكد مصدر أمني تركي عبور المقاتلين الحدود، وقدر أعدادهم بما بين 400 و500 مقاتل. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب أعمال العنف في سوريا كذلك إن مئات من المقاتلين عبروا الحدود.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون أمس الخميس إن الولايات المتحدة أبلغت روسيا عن مناطق واسعة تعمل فيها قوات أمريكية خاصة في شمال سوريا حتى تحميهم من الضربات الجوية.
ويمثل التحرك خطوة في التنسيق العسكري الأمريكي الروسي في سوريا والذي سبق وقالت الولايات المتحدة إنه يقتصر على الاتفاق على تفادي الحوادث في الجو لأن البلدين ينفذان حملات قصف هناك.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خلال مؤتمر صحافي أمس «هناك مساع لحماية سلامة أفرادنا من خطر الضربات الجوية الروسية وهذه الخطوات اتخذت وتم احترامها حتى الآن».
وتابع قوله «نحن نحمي سلامة الجنود الأمريكيين المعرضين للخطر».
جاء ذلك فيما حملت تركيا أمس الخميس المتمردين الأكراد على أراضيها وأبرز فصيل كردي سوري مسؤولية تفجير بالسيارة المفخخة استهدف قافلة عسكرية، موقعا 28 قتيلا في أنقرة، في تطور من شأنه أن يزيد حدة التوتر في سوريا المجاورة.
وأكد الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس الحكومة احمد داود اوغلو الخميس أن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا يقفان وراء الهجوم.
وصرح داود اوغلو «هذا الهجوم الإرهابي نفذته عناصر من المنظمة الإرهابية في تركيا (حزب العمال الكردستاني) وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا»، مضيفا أن «للهجوم صلة مباشرة بوحدات حماية الشعب الكردية».
لكن صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب، قال في اتصال هاتفي مع فرانس برس «ننفي أي ضلوع في هذا الهجوم»، مضيفا أن «هذه الاتهامات مرتبطة بشكل واضح بمحاولة التدخل في سوريا».
ونفى المسؤول في حزب العمال الكردستاني جميل بايك بدوره ضلوع حزبه في التفجير.
لكن اردوغان رد على هذا النفي وقال للصحافيين «رغم أنهم يقولون إن لا صلة لهم بهذا الهجوم، فإن معلومات وزارة الداخلية وأجهزة الاستخبارات تظهر أنهم المسؤولون».
واستهدف التفجير القوي خمس حافلات تنقل عسكريين أثناء توقفها عند إشارة المرور في وسط العاصمة مساء الأربعاء. وأصيب 81 شخصا بجروح وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة لا يزال 22 منهم في المستشفى بينهم سبعة في العناية المركزة.
إلى ذلك نشرت وكالة «رويترز» مسودة قائمة تصنف المنظمات الإرهابية تضم أسماء 163 جماعة يعمل الكثير منها في العراق وكذلك سوريا، يعود تاريخها إلى 18 كانون الاول/ ديسمبر الماضي. واتفقت أغلب الدول المشاركة في العملية السياسية في سوريا مع تصنيف الأمم المتحدة لتنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» كجماعات إرهابية.
وأظهرت مسودة القائمة التي اطلعت عليها «القدس العربي» تضاربا كبيرا في الآراء بين الدول. وتحتوي القائمة على خانتين للتصنيف باللون الأحمر منظمة إرهابية واللون الأرجواني للجماعات التي توجد حاجة لإجراء المزيد من النقاش بشأنها.
وكان ملفتا في القائمة اتفاق الأردن والولايات المتحدة في أغلب التصنيفات، فيما اختلفت السعودية ومصر والإمارات وقطر في تصنيفاتها، وغابت معلومات من إيران وبريطانيا وسلطنة عمان رغم وجودهم في قائمة الدول.
وكانت قطر هي الدولة الوحيدة التي أدرجت «حركة أمل» كمنظمة إرهابية في حين اتفقت مع تركيا فقط في تسمية «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية. كما كان ملفتا اقتراح واشنطن المزيد من النقاش بشأن جماعتي «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» اللتين تدعمهما السعودية ويشاركان في مفاوضات السلام السورية، وصنفت الولايات المتحدة والسعودية ودول غيرها جماعة أخرى على القائمة هي «جند الأقصى» تنظيما إرهابيا، لكن روسيا ومصر ولبنان لا تصنفها في هذه الفئة.
مصر وقطر اتفقتا على وضع «الحرس الثوري الإيراني» على قائمة المنظمات الإرهابية، فيما لم تصفه بذلك ولا دولة في القائمة. ووضعت مصر «فيلق القدس» ـ المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، فيما لم تضع ولا دولة في القائمة باستثناء قطر «حزب الله» اللبناني كمنظمة إرهابية.
نشطاء أكراد يهاجمون حزب العمال الكردستاني بسبب فيديو يسخر من الأذان والصلاة
بغداد ـ «القدس العربي» من أمير العبيدي: تداولت حسابات كردية مقطع فيديو تظهر فيه عناصر من حزب العمال الكردستاني وهم يسخرون من الأذان والصلاة بواسطة مقطع مصور كوميدي يمثل فيه أربعة من العناصر. ويظهر في الفيديو أن حركات السخرية هذه قد لاقت استحسان وإعجاب رفاقهم الذين يثنون عليهم بالتصفيق والتهليل.
وأجمعت أغلب الحسابات الكردية التي أعادت نشر هذا المقطع على أن عناصر حزب العمال يقومون بعمل شاذ ومستهجن من الجميع حين يهاجمون ويسخرون من الشعائر ذات القدسية لدى السواد الأعظم من الشعب الكردي سواء في العراق أو سوريا وإيران وتركيا.
وانهال أكثر من 2500 تعقيب على نشر الفيديو من قبل ناشط كردي يدعى ماموستا لوقمان، بينما أعاد أكثر من 100 مستخدم نشر الفيديو مع إرفاقه بعبارات غاضبة من الجرأة وتطاول عناصر الحزب على مقدسات المسلمين.
وقال كوفند حاجي وهو محام كردي من العراق إن «الأفعال التي تظهر في مقطع الفيديو لم يقم بها أكثر أعداء المسلمين جهلاً وحقداً»، لافتاً إلى أن «مثل هذه الأعمال ستنعكس سلباً على نظرة العالم إلى الأكراد، وسيعتقدون أن حزب العمال الكردستاني يمثلهم بالمجمل».
من جهته أوضح آزاد شنكالي وهو عنصر سابق في حزب العمال أن «كراهية الدين والسخرية منه كانت السبب الأساسي الذي دفعه إلى مغادرة صفوف حزب العمال الكردستاني وتركهم»، مبيناً أن قناعته الشخصية تكونت بأن هؤلاء «ينبذون الدين، ويحتقرون العبادات والطقوس من أجل نزوات ومتع شخصية»، بحسب تعبيره.
وبين شنكالي في حسابه على موقع «فيسبوك» أن مقطع الفيديو تم تصويره في جبل قنديل على الحدود العراقية التركية والذي يعد الملاذ الآمن لحزب العمال الكردستاني، مضيفاً بأن الفيديو هو جزء من البرامج الترفيهية التي يتم تقديمها بواسطة عناصر الحزب والتي يدور أغلبها بشأن السخرية والاستهزاء بالدين الإسلامي.
ويشير كيلان برادوستي وهو أستاذ مدرسة ثانوية في أربيل أن «احتقار الدين والشعائر الإسلامية كانت السبب الأساسي الذي جعل أغلب العائلات الكردية في أربيل تمنع شبابها من الالتحاق بصفوف حزب العمال الكردستاني»، مشيراً إلى يقينه بأن «الطابع المتدين لأهالي أربيل جعل منهم الأقل عدداً في تنظيمات هذا الحزب».
ويظهر في الفيديو أحد العناصر من حزب العمال الكردستاني المسمى اختصاراً (بي كا كا) وهو يقوم بالأذان ثم يتحول إلى الغناء وبعدها يقوم بإمامة ثلاثة من رفاقه في الصلاة التي يقوم بأدائها بشكل ساخر وهو يتلقى ضربات بالعصا من أحد المصلين خلفه، فيما يقوم جمهور المشاهدين بإطلاق صيحات الإعجاب مصحوبة بالتصفيق .
اتهامات باعتداءات جنسية من حراس ألمان ضد لاجئات في كولونيا
برلين ـ»القدس العربي» ـ من علاء جمعة: نشرت صحيفة «كولنر شتات – أنتسايغر» الألمانية، أن الشرطة الألمانية تجري تحقيقات بشأن تعرض لاجئات في مدينة كولونيا إلى التحرش أو الاستغلال الجنسي من قبل أفراد أمن في نزل غريمبيرغ – فيستر فالد شتراسه. وذكرت الصحيفة أن خطابا موجها من لاجئات وصل إلى الشرطة الألمانية، اتهمن به رجال الأمن باعتداءات جنسية عليهن. وقالت النساء في الخطاب إنه تم تصويرهن أثناء الاستحمام والرضاعة وتسجيل مقاطع فيديو لهن عاريات أو شبه عاريات، وإن أفراد الأمن تربصن بهن، وحاولوا إقناعهن بمضاجعتهن، وتهديدهن بمقاطع مصورة لهن.
وحققت الشرطة مع النساء في نزل اللاجئين المذكور، إلا أنها ذكرت أنه بعد الاستماع لأكثر من 50 إمرأة تم التحقيق معها، لم تدل أي منهن بتفاصيل أو معلومات تؤكد الاتهامات، إلا أن الشرطة عادت وقالت إن إحدى النساء، قد تكون، صرحت بشيء مختلف، وفق ما ذكر البيان.
من جهتها نفت خدمة الأمن الاتهامات الموجهة إلى أفرادها. وقال مسؤول بشركة الأمن للصحيفة الألمانية: «إنني منزعج من الاتهامات وإنني متأكد أنه لا أساس لها من الصحة».
وتحاول ألمانيا توفير الأمن للاجئات، وذلك من خلال سلسلة من الاجراءات التي بدأتها منذ توافد اللاجئين بكثرة إلى ألمانيا، حيث صرحت وزيرة شؤون المرأة الألمانية مانويلا شفيسيغ (عضوة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني) أثناء حديث لها مع وسائل اعلام ألمانية عن حالة النساء والفتيات في مخيمات اللاجئين، فوفقا للوزيرة، فالمخيمات تكون مكتظة غالبا، وفيها رجال ونساء ينامون في صالة واحدة ويستخدمون المرافق الصحية نفسها. ومراراً وتكراراً ثمة تقارير عن اعتداءات جنسية على النساء، اللواتي يشكلن ثلث طالبي اللجوء في ألمانيا. ولا تملك الوزيرة إحصائيات حول العدد الفعلي للاعتداءات الجنسية ولكنها تقول: «كل اعتداء واحد بمفرده هو كثير للغاية».
ولا توجد أيضاً إحصائيات موثوق بها حول عدد النساء اللاتي يأتين وحدهن إلى ألمانيا وعدد أولئك اللواتي يفدن إلى ألمانيا برفقة أزواجهن أو بصحبة أفراد آخرين من عائلاتهن. الثابت والأكيد، كما ترى الوزيرة الألمانية مانويلا شفيسيغ، هو شيء واحد: وهو عدم الاهتمام الكافي بتلبية الاحتياجات الخاصة باللاجئات حتى الآن في أماكن إقامتهن في ألمانيا. لقد هربت هؤلاء النساء من الحرب والإرهاب والقمع، وكثيرات منهن تعرضن للعنف وهن في طريق الفرار، وفق ما تؤكد الوزيرة الألمانية. وتضيف: «هؤلاء النسوة في حاجة إلى حمايتنا».
وفي سياق متصل طالب وزير الدولة لمكافحة الاستغلال يوهانس – فيلهلم روريغ بإدخال تحسينات على «الحزمة الثانية» من قانون اللجوء، من أجل توفير حماية أفضل للأطفال اللاجئين.
وطالب روريغ في حديث له نشرته القناة التلفزيونية الألمانية الثانية، بوضع معايير واضحة لأماكن إيواء اللاجئين. وقال «يجب اختيار الموظفين بعناية وأن يخضعوا لتدريب خاص، كما يجب إيواء الأطفال والعائلات في مساكن منفصلة، وأن تكون لهم دورات مياه ومرافق استحمام مستقلة». وعبر وزير الدولة عن أسفه كثيرا لأن مثل هذه الأمور لم يتم الإشارة إليها في مشروع القانون المتفق عليه.
أمريكا وقفت متفرجةً على توسع تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا وتكرر «المهزلة» نفسها في ليبيا
خمس سنوات على الثورة وليبيا صار لها ثلاث حكومات: في الشرق والغرب وفي المنفى
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: في 17 شباط/فبراير 2016 أحيت ليبيا المقسمة بين حكومتين الذكرى الخامسة للإطاحة بنظام الرئيس الليبي معمر القذافي. والملمح الرئيسي لليبيا ما بعد الثورة ليس الإنقسام بين طرابلس وطبرق ولكن ظاهرة صعود تنظيم «الدولة» الذي يتمدد في البلاد مستفيداً من الفوضى.
ولخص طالب طب نقلت عنه صحيفة «الغارديان» وضع بلاده قائلاً «في الماضي كان الأمر بسيطاً، فقد قاتلنا من أجل الحرية» و»لكنك تتساءل أكثر من مرة هل كان الأمر يستحق القتال». وكان طالب الطب قد حمل السلاح في الثورة ضد القذافي والآن يحيي الثورة وهو يعالج الجرحى الذين يحاربون تنظيم «الدولة». وعندما لا يخوض المقاتلون الحروب ضد الجهاديين فهم يقاتلون بعضهم البعض. ففجر ليبيا المدعومة من حكومة طرابلس تخوض حرباً ضد الحكومة التي تعمل من طبرق ويقيم فيها البرلمان المعترف به دولياً وتدعم قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.
وخلف القتال بين الطرفين حوالي 5.000 مقاتل وترك الاقتصاد منهاراً وهناك نصف مليون مشرد فيما تبددت أحلام ثورة عام 2011. فقد كان الجميع متفائلاً في حينه بدولة مؤسسات وحرية وديمقراطية. إلا ان الليبيين حصلوا على تنظيم «الدولة» بدلاً من الحرية والعدالة.
سيناريو ثلاثي
ويثير توسع تنظيم «الدولة» مخاوف الدول الغربية التي تفكر بعمليات عسكرية في ليبيا. وأكدت مثلاً وزارة الخارجية البريطانية أن المقاتلات التابعة لسلاح الجو الملكي تقوم بطلعات جوية في أجواء ليبيا.
ويقول الدبلوماسيين أن الغارات الجوية على تنظيم «الدولة» لن تبدأ إلا بعد ان تتفق حكومتا طبرق وطرابلس على حكومة وحدة وطنية يمكنها السيطرة على الميليشيات ونزع أسلحتها. ولكن موعد الأمم المتحدة لتحقيق سلام ونهاية الحرب الأهلية جاء ومضى يوم الإثنين بدون حكومة حيث لا يزال قادة الحكومة الوليدة في المنفى في تونس والمغرب ويواجهون عداء من طبرق وطرابلس.
وبحسب لودوفيكو كارلينو المحلل في مؤسسة «أي أتش أس جين» للتحليل الأمني «أصبحت ليبيا سيناريو مكوناً من ثلاث حكومات». مضيفاً أن أي تدخل بدون حكومة وحدة وطنية سيؤدي إلى فوضى». وينقل عن دبلوماسيين قولهم إنه لا يوجد بديل عن الوساطة الدولية. وتحدث المبعوث البريطاني إلى ليبيا جوناثان باول أمام لجنة برلمانية قائلاً «لو فشلت الجهود التي نقوم بها، فخطة «ب» ستكون مثل خطة «أ» وهي البحث عن حكومة مناسبة للبلد. لكن الوضع الفوضوي في ليبيا بدأ يثير قلقاً لدى المخططين العسكريين.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية أن لديها قوات خاصة تقوم بالبحث عن «شراكات» مع ميليشيات محلية جاهزة لقتال تنظيم «الدولة». ومع ذلك هناك من يتهم البيت الأبيض وإدارة الرئيس أوباما بعدم الجدية في مواجهة تنظيم «الدولة».
البيت الأبيض متردد
وفي تقرير «خاص» نشره موقع «دايلي بيست» وأعدته نانسي يوسف تحت عنوان «أوباما يرفض ضرب عاصمة تنظيم الدولة في ليبيا» في إشارة إلى أن إدارة أوباما ليس لديها خطط لملاحقة تنظيم «الدولة» في عقر داره. وتقول يوسف إن البيت الأبيض رفض الموافقة على خطة للهجوم على مركز التنظيم في ليبيا.
ونقل الموقع عن ثلاثة مسؤولين دفاعيين قولهم إن الجيش الأمريكي بقيادة قوات العمليات الخاصة في أفريقيا قد دفع باتجاه شن غارات جوية ونشر قوات نخبة أمريكية في مدينة سرت الليبية ومسقط رأس الزعيم السابق القذافي بعد تحولها لمركز نشاطات وخطط تنظيم «الدولة» للتوسع في شمال أفريقيا. والهدف من الغارات الجوية هو ضرب مصادر ومواقع التنظيم فيما تقوم الفرقة الصغيرة من قوات العمليات الخاصة بتدريب الليبيين الذين سيصبحون لاحقاً جزءاً من الجيش الوطني الليبي. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نقلت عن مسؤولين دفاعيين قولهم إنهم يقومون برسم خطط لشن غارات ولكنهم يريدون تطوير وجمع معلومات أمنية تساعدهم على شن حملة مستمرة وناجحة ضد تنظيم «الدولة» في سرت. وبحسب الموقع فقد تم وضع الخطط هذه على الرف. ويقول مسؤول «لا توجد شهية لدى الإدارة للقيام بهذا».
وبدلاً من ذلك ستواصل الولايات المتحدة القيام بغارات متقطعة تستهدف من خلالها قادة الجماعات المتطرفة مثل غارة تشرين الثاني/نوفمبر والتي قتلت فيها أبو نبيل الأنباري، أحد قادة تنظيم «الدولة» في ليبيا. ويقول مسؤول دفاعي آخر «لا شيء قريب الحدوث فيما يتعلق بالعمليات العسكرية الكبيرة وسيقتصر الأمر على غارات مثل الغارة في تشرين الثاني/نوفمبر ضد أبو نبيل».
وتعلق يوسف أن الخلاف حول ما يجب على الولايات المتحدة وما يجب على المجتمع الدولة فعله في ليبيا يعبر عن حالة من التشوش حول وقت ومكان مواجهة تنظيم «الدولة» في ليبيا. وتظل المواجهة ملحة بالنسبة لأوروبا القريبة من ليبيا، فمنها يغادر المهاجرون غير الشرعيين على سفن وقوارب باتجاه الشواطئ الأوروبية. وهناك مخاطر من إمكانية استغلال التنظيم الهجرة غير الشرعية هذه وإرسال عدد من مقاتليه إلى أوروبا.
وتكشف دعاية تنظيم «الدولة» أن روما العاصمة الإيطالية باتت قريبة منه. وبالنسبة للولايات المتحدة هناك مخاوف كبيرة من نشوء مركز نشاط جديد للتنظيم والذي يسيطر على مدينة سرت الآن التي قد تتحول إلى مركز عمليات كما هو الحال مع الرقة السورية والموصل في العراق.
وألمح قادة أوروبا إلى ضرورة القيام بجهود كثيرة ولكنهم لم يقدموا تفاصيل محددة. ففي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» تحدث الموفد الألماني الخاص لليبيا الشهر الماضي محذراً «لا يمكننا ببساطة التخلي عن ليبيا».
ويقدر قادة الجيش الأمريكي عدد المقاتلين التابعين لتنظيم «الدولة» في ليبيا بحوالي 5.000 مقاتل. وهو رقم مرتفع عن 1.000 مقاتل قبل شهر.
ويعتقد المسؤولون في شؤون الدفاع أن مقاتلي تنظيم «الدولة» يتحركون صوب ليبيا بعدما أصبح المسار صعباً أو مغلقاً باتجاه سوريا والعراق. ولهذا السبب تتزايد الدعوات لعدم ترك سرت التي يعاني أهلها من ممارسات التنظيم ورجاله الوحشية والتحرك بسرعة وعدم السماح للتنظيم بالتوسع في مناطق جديدة، خاصة أنه يقوم باستهداف المنشآت النفطية. وتشير تقارير إلى أن سكان مدينة سرت لا يستطيعون مغادرة المدن بحرية ويتعرضون للتفتيش من قبل جنود تنظيم «الدولة» ومعظمهم من الأجانب الذين جاءوا من مصر والنيجر وتشاد وتونس.
وكما هو الحال في الرقة والموصل يمنع المقاتلون على السكان استخدام الهواتف المحمولة أو شبكات الإنترنت ويطبق عليهم أحكام الشريعة ولكن بطريقة قاسية.
ويواصل التنظيم هجماته على منشآت النفط حيث قام بتدمير مبان نفطية في راس لانوف، بشكل يؤثر على عائدات النفط. ولم يخف مقاتلو التنظيم طموحاتهم بالتوسع في مصراتة في الغرب ودرنة في الشرق.
حملة عسكرية
وهناك من يعتقد أن تمترس التنظيم في سرت هو جزء من حملة عسكرية قادمة. كل هذا في وقت أكدت فيه الحكومة الأمريكية أنها لن تتدخل في ليبيا طالما ظل الإنقسام الحالي بين الشرق والغرب. وأكد الرئيس أوباما يوم الثلاثاء في مؤتمر صحافي عقد على هامش قمة دول «آسيان» الذي استضافته الولايات المتحدة هذا العام أشار أوباما إلى الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة لحل المعضلة الليبية.
واقترح أن اي عمل عسكري سيسهم في تفكيك البلاد أكثر. وقال إن بلاده تنتهز الفرص المتوفرة لها وتلاحق مقاتلي التنظيم. ومع أن الرئيس قال إن بلاده ستلاحق تنظيم «الدولة» في أي مكان يظهر فيه إلا أنه لم يقل إن بلاده ستقوم بالتدخل عسكرياً لوحدها في ليبيا.
وقال «سنواصل العمليات عندما تتوفر لدينا عملية وهدف واضح ونعمل مع شركائنا في التحالف لتحديد فرص تمنع تنظيم «الدولة» من التمترس في ليبيا.
وفي الوقت نفسه فنحن نعمل بجد مع الأمم المتحدة من أجل تشكيل حكومة في ليبيا». مؤكداً أن الحكومة هي المشكلة هناك.
ويرى عدد من المسؤولين العسكريين أن إدارة أوباما تتنظر دولاً أخرى مثل فرنسا وإيطاليا وبريطانيا لاتخاذ دور قيادي في محاربة تنظيم «الدولة» خاصة أنها ألمحت للتدخل. وكانت فرنسا وبريطانيا محوريتين في الحملة التي قام بها الناتو عام 2011 للإطاحة بنظام القذافي. وهناك من يعتقد أن الولايات المتحدة راغبة بتحديد حملتها ضد تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا، مع ان ليبيا تحولت منذ عام 2011 لمنطقة جاذبة للمتطرفين. وينظر آخرون لغياب الحسم الأمريكي في ليبيا كعلامة على التردد الذي يطبع سياسة الرئيس أوباما الخارجية وكلفته سوريا والعراق، ففي الأول أصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من يدير أوراق اللعبة. وفي العراق خسرت أمريكا نفوذها هناك وتركت الساحة للإيرانيين.
عليه التحرك
ولهذا السبب دعت صحيفة «واشنطن بوست» إدارة الرئيس باراك أوباما التحرك سريعاً وضرب ما أطلقت عليها عاصمة «الدولة الإسلامية» في ليبيا قبل أن يتمكن من السيطرة على مناطق جديدة في هذا البلد الذي تسوده الفوضى.
وقاربت الصحيفة بين الوضع الحالي وما جرى في بداية عام 2014 حيث وقف أوباما متفرجا وترك تنظيم «الدولة» يسيطر على المدينة تلو الاخرى في كل من العراق وسوريا.
وراقب أوباما الإرهابيين وآلافاً من المتطوعين الأجانب وهم يدخلون الموصل وتكريت ويهددون كردستان العراق. وعندما قررت الولايات المتحدة متأخرة التحرك كان التنظيم قد توسع بما فيه الكفاية ووسع مناطق نفوذه وأصبحت له مصادره الإقتصادية وغنم كميات كبيرة من المعدات العسكرية.
ورغم مضي 18 شهراً على الحملة الجوية الأمريكية إلا أن الجهاديين وخطرهم لم يتراجع. وبناء عليه حذرت «واشنطن بوست» من سيناريو مشابه في ليبيا التي تحالف فيها المتطرفون الإسلاميون مع «الدولة الإسلامية».
وأشارت إلى تدفق المقاتلين إلى ليبيا «بناء على توجيهات من سلطات الدولة الإسلامية في سوريا ووصلوا إلى سرت من أجل بناء «إمارة» جديدة وحتى يبتعدوا عن الضربات من القوات الغربية». ويسيطر التنظيم على منطقة تبلغ مساحتها 200 ميل ولديه خطط لمهاجمة أوروبا. وتعلق الصحيفة أن مستشارين بارزين في شؤون الأمن القومي حثوا الرئيس لاتخاذ الإجراءات الضرروية ومنع ظهور قاعدة جهادية جديدة في ليبيا. ونقلت ما قاله الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة «من الأمانة القول إننا نفكر باتخاذ فعل عسكري حاسم».
ومع ذلك فالبيت الأبيض لا يزال يتحدث ولم يتوصل إلى قرار كما حدث في اجتماع عقده الشهر الماضي. وتحذر الصحيفة من أن التردد سيكرر كارثة العراق. فقد حاول أوباما الانتظار على الهامش في العراق وسوريا ويجب أن لا يرتكب الخطأ نفسه في ليبيا حسب الصحيفة. وتعتقد أن لا حاجة للإنتظار حتى يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا. لأن تشكيلها يبدو صعباً، خاصة بعد رفض الأطراف المشاركة في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة للخطة.
فالمشكلة الحقيقية هي المقاومة التي يبديها طرفا النزاع خاصة من خليفة حفتر، الذي تقول إنه شخصية انقسامية ويقود قوات في الشرق تلقى دعماً من النظام القمعي لعبد الفتاح السيسي في مصر. وبسبب عدم شمل الجنرال حفتر في الحكومة الجديدة فقد رفض برلمان الشرق الخطة الشهر الماضي مع أن تصويتاً متوقعاً في الأيام المقبلة.
وقد تؤدي المصادقة عليها للتحرك خطوة للأمام في محاولات إعادة بناء الدولة الليبية إلا أن العملية تظل طويلة في وقت تواصل فيه «الدولة الإسلامية» بناء قواعدها في ليبيا.
وكانت الدول الغربية قد ناقشت خططاً للعمل العسكري والتي قادتها على ما يبدو إيطاليا لحماية النظام الجديد فيما يتعاون المدربون العسكريون مع الجيش. ويمكن أن يتم استهداف مدينة سرت ضمن هذه الخطط بغارات جوية.
من خسر ليبيا؟
وفي النهاية مهما فعلت إدارة أوباما من أجل ليبيا، أخرت مواجهة تنظيم «الدولة» أم استهدفته فقد خسرت الرهان هناك ومنذ عام 2011. ففي المقالة التي نشرتها مجلة «فورين أفيرز» العام الماضي من إعداد ألان كوبرمان «مهزلة أوباما في ليبيا»(آذار/ إبريل 2015) ناقش فيها أن العملية التي قادتها الولايات المتحدة في ليبيا للإطاحة بنظام القذافي انتهت بفشل ذريع. فهي التي فتحت مخازن السلاح الليبي للميليشيات وتجار السلاح ومهربيه وهي التي أدت لصعود الجماعات المتطرفة وبل وزادت حدة الأزمة السورية اليوم وتحولت ليبيا نتيجة للتدخل إلى ساحة لا يحكمها أحد.
واعترف أوباما بأن ما جرى في هذا البلد هو واحد الفصول التي يندم عليها ويتعلم منها عندما يريد التفكير بعمل عسكري.
ورغم أن الرؤية التي قدمها كوبرمان وافتراضاته تظل صحيحة. ولكن أفكاره عن مبالغة الناتو في خطر الكارثة الإنسانية تظل محلاً للرفض والقبول. كما أن الرؤية العامة حول الدور وتداعيات العملية الغربية في ليبيا سواء نتائجها أم التزام الدول التي شاركت بتغيير النظام في ليبيا صائبة.
فالتدخل الغربي في ليبيا أدى إلى تعزيز رؤية روسيا التي شجبت الغرب على محاولات تغيير الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط. وبعبارات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «أعدم صدام فهل أصبح العراق أحسن حالاً. وقتل القذافي فهل أصبحت ليبيا أحسن حالا». ويجب أن يفهم كلام لافروف في سياق دفاعه عن النظام الديكتاتوري في سوريا.
فالفوضى التي حدثت في ليبيا لا تبرر عودة الاستبداد. والمهم في الحالة الليبية أنها تعبير عن سوء فهم للظروف ولغياب الخطة لما بعد الحرب. فبعد مقتل القذافي قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في حينه «جئنا وشاهدنا ومات» حيث كانت تبرر الحملة ونتائجها نيابة عن إدارة أوباما. فقد كانت تعتبر هي وزملاؤها ان الحملة العسكرية كانت نجاحاً مذهلاً مع أنها تحولت إلى فشل ذريع.
وكما تعلم جورج دبليو بوش قبلها في العراق فالإعلان عن «نهاية المهمة شيء ولكن الأحداث التي تتلو المهمة ستظل حاضرة وتلاحقك».
تفجير أنقرة ومخططات تركيا في سوريا… تسريع وتوسيع التدخل أم تراجع وإعادة الحسابات؟
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع تصاعد الحديث عن مخطط تركي لتوسيع التدخل في سوريا وربما القيام بعملية برية واسعة لتأمين الحدود، ضرب تفجير ضخم، مساء الأربعاء، وسط العاصمة أنقرة مستهدفاً ضباطاً وجنوداً في أعنف هجوم ضد الجيش، موجهاً رسائل سياسية وأمنية غير مسبوقة للحكومة التركية التي تتصاعد من حولها التحديات.
الهجوم الذي أدى إلى مقتل 28 وإصابة أكثر من 60 آخرين، فتح الباب واسعاً أمام التساؤلات التي كان أبرزها: هل سيدفع التفجير الحكومة التركية إلى تسريع وتوسيع تدخلها في سوريا لمواجهة التحديات المتعاظمة المقبلة لها من سوريا؟، أم سيدفعها للتراجع عن مخططاتها وإعادة حساباتها خشية تنفيذ مزيد من الهجمات في الداخل التركي.
المحلل السياسي التركي باكير أتاجان شدد على ضرورة التحرك بأسرع وقت لمواجهة الإرهاب في منبعه، قائلاً: «لا بد من التدخل، بعد وصول التفجيرات ليس لقلب تركيا فقط وإنما قلب العاصمة وبجانب رئاسة الأركان والبرلمان والوزارات والجيش يجب أن يتم التدخل البرى الآن، وإذا لم يحدث الآن متى سيحدث؟».
وأضاف في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: «إذا لم تتدخل تركيا الآن ستكون الخاسر الأكبر.. لا بد من التحرك الفعلي في سوريا وأي بلد آخر يشكل تهديداً على تركيا». من جهته، رأى الصحافي والمحلل السياسي محمد أون ألمش أنه «من المؤكد أن تفجيرات أنقرة تعني الدخول في مرحلة جديدة تختلف عن السابق في مجال تعامل تركيا مع التهديدات التي تواجهها، حيث بات من اللازم على تركيا أن تتحرك بأسرع وأقوى طريقة لمواجهة التهديدات قبل ان تضطر لمواجهتها على أرضها». وأضاف أون ألمش في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: «على تركيا أن تفكر بأمنها واستقرارها في اتخاذ قرار المواجهة بدون الركون كثيراً إلى المجتمع الدولي الذي يحاول عرقلة جهود تركيا في محاربة بعض التنظيمات الإرهابية مثل وحدات حماية الشعب الكردية».
وتابع: «يمكن أن نقول انه لا أهمية كبيرة للتنظيم المنفذ لأن غالب التنظيمات الموجودة على الأرض هي مجرد لعبة في يد القوى التي تسعى لإغراق تركيا في الحرب وتعمل على عرقلة الاستقرار في تركيا، إلا أن تركيا ستعمل بكل حزم على مواجهة التنظيمات المنفذة لهذا الهجوم سواء أكان تنظيم الدولة أو وحدات حماية الشعب الكردي الإرهابية وشريكتها في تركيا حزب العمال الكردستاني، والقوى التي تقف خلف هذا الهجوم»، مشدداً على أنه «لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتراجع أنقرة عن موقفها من مواجهة التنظيمات الإرهابية مع وجود تكاتف شعبي وشبه إجماع من القوى السياسية في تركيا على مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله»
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد الخميس، على وجود علاقة لحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي بالهجوم الانتحاري بالعاصمة أنقرة، مساء الأربعاء، لافتاً إلى وجود امتدادات داخلية وخارجية للهجوم.
واعتبر أن الخسائر التي تسبب فيها الإرهاب تدفع بصبر تركيا إلى النفاد وأن هذه العمليات الإرهابية لن تزيد تركيا إلا إصراراً وعزماً في محاربة الإرهاب.
من جهته، رأى الكاتب المختص بالشأن التركي محمود عثمان أن «توقيت التفجير له أكثر من بعد خصوصاً وأنه أتى في وقت يتقدم فيه الأكراد في شمال سوريا بدعم روسي أمريكي مشترك»، مضيفاً: «من الطبيعي أن تتجه أصابع الاتهام نحو تنظيم داعش، وربما يكون هو المنفذ على الأغلب.. لكن السؤال الأهم من هو الدافع ومن هو المستفيد؟».
وأضاف عثمان في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: «أعتقد أن تفجير أنقرة يحمل رسائل من جهات متعددة هدفها بالأساس إبعاد تركيا عن ملفات المنطقة الرئيسية وعلى رأسها القضية السورية التي وصلت منعطفاً خطيراً وذلك بأن تسحب يدها من التدخل المباشر في القضية السورية، وأن تصرف النظر عن مسألة التدخل البري مع السعودية، وتلفت إلى شؤونها الداخلية».
وتابع عثمان بالقول: «ولعل التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأتراك التي تبدو متضاربة وبأكثر من اتجاه، أعطت انطباعاً عن تردد واضح لديهم، قد أغرى بعض القوى لأن ترسل هذه الرسالة من أجل إبعاد تركيا عن ساحة اللعب الساخنة، وقد جاءت تصريحات الناطق باسم الحكومة التركية نعمان قورتولموش بهذا الاتجاه، حيث صرح قائلاً :»لن يستطيع أحد جرنا إلى المستنقع السوري».
رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قال إن منفذ التفجير الإرهابي في أنقرة، الأربعاء، سوري الجنسية من مدينة الحسكة يدعى «صالح نجار» وهو على علاقة بوحدات حماية الشعب الكردية (YPG) الجناح العسكري لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي «بي يه دي».
وأوضح داود أوغلو في مؤتمر صحافي، عقده أمس في مقر رئاسة الأركان التركية أن التفجير الإرهابي نفذه تنظيم «بي كا كا» بالاشتراك مع عنصر من وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) دخل إلى تركيا من الحدود السورية مع اللاجئين؛ وأنه تم إلقاء القبض على تسعة أشخاص على خلفية التفجير. مؤكداً أنه ستتم معاقبة كل المتورطين في الحادث وكل من عاونهم.
تواصل سعودي روسي أميركي حول سورية…وتقييم تشوركين للأسد سلبي
موسكو – العربي الجديد
اعتبر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، أن التعليقات التي أدلى بها الرئيس السوري بشار الأسد بأنه يريد استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، لا تنسجم مع المساعي الدبلوماسية الروسية لحل الأزمة السورية.
تشوركين وفي تصريح نقلته صحيفة “كومرسانت” الروسية أمس الخميس، اعتبر أنّ على الأسد الإصغاء لنصيحة موسكو فيما يتعلق بحل الأزمة في بلاده.
وأضاف “حسب تقديري الشخصي” فإن المسؤولين الأميركيين خففوا من حدة موقفهم بضرورة تنحي الأسد عن منصبه.
من جهة أخرى، ذكر الكرملين في بيان نشر على موقعه الرسمي، اليوم الجمعة، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أجرى اتصالاً هاتفياً مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وأكد خلاله دعوته لزيارة روسيا.
وجاء في البيان: “تبادل الزعيمان التهاني بمناسبة ذكرى مرور 90 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأعربا عن عزمهما المتبادل على مواصلة إنماء التعاون الروسي السعودي على كافة المسارات، وعن اهتمامهما بتسوية الوضع المتأزم في سورية وضمان الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة سويدية، الخميس، عن مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستيفان دي ميستورا قوله إن استئناف محادثات السلام السورية في الموعد المقرر في 25 فبراير/ شباط ليس خيارا واقعيا.
وقال “من الناحية الواقعية لا يمكنني أن أرسل دعوات إلى محادثات جديدة في جنيف في 25 فبراير، لكننا ننوي أن نفعل هذا قريبا. نحتاج إلى عشرة أيام من التحضيرات، لكن المحادثات يمكن أن تكون ناجحة، إذا استمرت معونات الإغاثة وأصبح لدينا وقف لإطلاق النار”.
إلى ذلك، نقلت “رويترز”عن دبلوماسيين، أن مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة وروسيا عقدوا محادثات في جنيف قبل اجتماع للأمم المتحدة، اليوم، بهدف محاولة وقف الأعمال القتالية في سورية.
وبحسب هؤلاء، فإن الاجتماع الثنائي الذي لم يعلن عنه مسبقا يهدف إلى تضييق الهوة بين مواقف البلدين، قبل أن ترأسا اجتماعا للأمم المتحدة عن هذه المسألة.
وقال دبلوماسي قريب من العملية للوكالة “الفكرة من المسألة برمتها هي أن تكون لروسيا والولايات المتحدة وجهة نظر مشتركة”.
القوات الروسية دمّرت 27 منشأة طبية في سورية
لبنى سالم
وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، تدمير 27 منشأة ومركزاً طبياً في سورية، بينها منشأتان تعرضتا للاستهداف مرات عدة، وذلك منذ بداية الغارات الروسية نهاية سبتمبر/أيلول 2015 حتى منتصف فبراير/شباط الجاري.
وبيّنت “الشبكة السورية”، في تقرير لها نشرته اليوم الجمعة، بعنوان “محرقة غروزني – حلب”، أنّ الهجمات استهدفت 17 مركزاً طبياً في مناطق تخضع لسيطرة المعارضة المسلّحة أبرزها حلب، و10 مراكز في مناطق تخضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أبرزها الرقة.
وتسببت تلك الهجمات بمقتل 58 مدنياً، بينهم 3 أطفال، و8 نساء، و11 من الكوادر الطبية.
من جهته، قال مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبد الغني، إن “ما تفعله روسيا هو رسالة إلى السوريين في مناطق سيطرة المعارضة، مفادها أنّه لا يوجد مكان آمن لكم، ولا خط أحمر لا يمكننا استهدافه، على غرار النظام السوري وأكثر، لذا عليكم الرحيل”.
وأضاف عبد الغني “أثمرت هذه الاستراتيجية تشريد مئات الآلاف من ريف حلب الشمالي، وتمركزهم على الحدود السورية التركية وسط برد قارس، ما يُشكل ضغطاً إنسانياً وبشرياً على الحكومة التركية. نحن نرفض تماماً أن تكون روسيا طرفاً يقود العملية السياسية من جهة، ومن جهة أخرى يقوم بأبشع الجرائم الوحشية من قصف للمراكز الطبية وقتل للمدنيين”.
الجمعة 19/02/2016 م (آخر تحديث) الساعة 15:09 (القدس) ،13:09 (غرينتش)
تركيا تعتقل صحافيا سوريا بعد أسابيع من لقائه أردوغان
لبنى سالم
لليوم الثالث على التوالي، تستمر السلطات التركية في اعتقال الصحافي السوري رامي الجراح، أحد مؤسسي راديو “أنا بريس”، من دون أسباب أو تهم واضحة.
وكان رامي الجراح قد توجه لتجديد إقامته في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا، صباح الأربعاء الماضي، حيث اعتقلته الشرطة التركية هناك.
عملية الاعتقال تمت بعدة عدّة أسابيع على لقاء رامي مع مجموعة من الصحافيين السوريين والناشطين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة اسطنبول، هذا اللقاء الذي أعقبته ضجة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول نشر رامي لصورة “سيلفي” يظهر فيه أردوغان خلال الاجتماع.
وأوضح نوري الجراح، والد رامي من خلال صفحته الشخصية على “فيسبوك” أن “الشرطة احتجزت رامي لفترة وجيزة في مركز الاحتجاز المخصص للأجانب، ثمّ نقلوه إلى مكان غير معلوم، دون السماح لأسرته أو محاميه بزيارته”.
وذكر أن “الرئيس أردوغان عبر خلال اجتماعه مع رامي وزملائه عن دعمه للصحافيين السوريين، ووعد بأن السلطات التركية ستساعدهم في عملهم”، وأضاف “إنني مندهش وأشعر بالقلق من اعتقال رامي، أطالب بالإفراج الفوري عنه، وأحمّل السلطات التركية المسؤولية الكاملة عن سلامته”.
بدوره، كشف الصحافي السوري ضياء دغمش، زميل رامي، عن وجود “مخاوف من أن يكون الاعتقال تم على خلفية القائمة التي سلمتها موسكو للانتربول، والتي تحمل أسماء مئات السوريين المعارضين الذين تتهمهم روسيا باستخدام الحدود السورية التركية، لتنفيذ أعمال إرهابية في سورية، وسط حديث عن أن هذه الأسماء تضم أسماء صحافيين وناشطين وحقوقيين”.
بدورها دعت لجنة حماية الصحافيين، في بيان صادر عنها اليوم السلطات التركية للإفراج عن رامي الجراح، مبينة أن الشرطة قامت بالتحقيق معه حول عمله الصحافي، وأنه يسمح له بمقابلة محام ولم يتهم رسمياً بارتكاب أي جريمة، فيما لم تتمكن اللجنة من تحديد مكانه حالياً.
يُذكر أن رامي فر مع زوجته وطفلته من سورية عام 2011 خوفاً من اعتقال قوات النظام له، وتابع عمله الصحافي من الاراضي التركية. فاز عام 2012 بجائزة حرية الصحافة الدولية، وعمل مؤخراً على إعداد التقارير لتوثيق تأثير القصف الروسي في مدينة حلب في شمال سورية على المدنيين السوريين.
هل اقترب وقف إطلاق النار في سوريا؟
قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إن استئناف المحادثات السورية لحلّ الأزمة في 25 من الشهر الحالي “ليس خياراً واقعياً”. ولفت في مقابلة مع صحيفة “سفينسكا داجبلادت” السويدية، إنه سيتعذّر عليه إرسال الدعوات لمحادثات جنيف التي كان من المُقرر استكمالها الخميس المقبل.
وقال دي ميستورا إنه سيعمل على إرسال الدعوات “قريباً”، موضحاً أن المرحلة التحضيرية لانطلاق المحادثات تحتاج 10 أيام، وإنها “يمكن أن تكون ناجحة إذا استمرت معونات الإغاثة وأصبح في إمكاننا وقف إطلاق النار”.
يأتي ذلك تزامناً مع عقد مسؤولين عسكريين، أميركيين وروس، الجمعة، محادثات في جنيف لم يعلن عنها مسبقاً، تهدف إلى التوصل لاتفاق حول وقف إطلاق النار في سوريا.
ونُقل عن دبلوماسي مطّلع على المحادثات قوله إن هذه المحادثات تهدف إلى تضييق الهوة بين مواقف واشنطن وموسكو، قبل الاجتماع الأكبر لمجموعة الدعم الدولي لسوريا، مساء الجمعة. وأضاف الدبلوماسي أن الأمم المتحدة ستدعو في ما يبدو إلى تطبيق وقف إطلاق نار وستتفاوض مع الأطراف. وتتقاطع هذه التصريحات مع دعوة فرنسية وجهتها باريس إلى الحكومة السورية، وحلفائها، لوقف الأعمال القتالية وبدء تطبيق اتفاق ميونخ.
الخارجية الألمانية توقعت، من جهتها، أن يؤدي اجتماع الجمعة إلى “الاتفاق على خفض كبير في العنف بين جميع الأطراف التي شاركت في محادثات جنيف”.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد عبّر، الخميس، عن أمله بأن يتم التوصل لاتفاقات بشأن وقف إطلاق النار في سوريا الجمعة.
من جهة ثانية، وصف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، التصريحات الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد بأنها “لا تنسجم” مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا لحلّ الأزمة. وكان الأسد قد أشار خلال لقاء مع كبار المحامين في البلاد إلى “انعدام الظروف الملائمة لوقف إطلاق النار”، وأعرب عن نيته استمرار في القتال إلى حين إستعادة سيطرة القوات النظامية على كامل الأراضي السورية.
وقال تشوركين في مقابلة صحافية إن “روسيا بذلت الكثير من الجهود في هذه الأزمة، سياسياً، دبلوماسياً وعسكرياً”، داعياً الأسد إلى “أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار”. وأضاف “إذا ما حذت السلطات السورية حذو روسيا بالرغم من التصنيفات السياسية الداخلية، وخط الدعاية السياسية التي يجب عليهم العمل بها، فسيكون لديها الفرصة للخروج من الأزمة بكرامة، لكن إذا ما ابتعدت عن هذا الطريق على نحو ما فسيكون الوضع صعبا للغاية وبالنسبة لهم أيضاً”.
في المقابل، دعا المندوب الروسي إلى عدم تضخيم تصريحات الأسد، وقال إنه يجب التركيز لا على ما يقوله الأسد “بل على ما سيقوم به في نهاية المطاف”. وأوضح في السياق إن بلاده لاحظت “تغيراً واضحاً” في لهجة الولايات المتحدة في ما يخص مصير الأسد، معتبراً أن “الأميركيين يقولون إن على الأسد الرحيل لكنهم يوضحون أن هذا الأمر يجب ألا يتم دفعه بعجلة”.
مساعدات إلى ديرالزور جواً.. و100 شاحنة إلى المناطق المحاصرة
أعلن رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يان إيغلاند، الخميس، أن المنظمة الدولية ستقوم خلال الأيام المقبلة بأول عمليات إسقاط جوي للمساعدات فوق ديرالزور في سوريا.
وقال إيغلاند عقب اجتماع المجموعة الدولية في جنيف، إن برنامج الأغذية العالمي يمتلك خطة للقيام بذلك، إلا أنها “عملية معقدة وستكون الأولى من نوعها من عدة جوانب”، وأشار إلى أن دولاً عديدة تدعم هذه العملية، من بينها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا. وشدد إيغلاند أنه من الضروري إيصال المساعدات إلى “المحتاجين داخل دير الزور التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية”، معتبراً أنه “لا يمكن القيام بذلك إلا عبر الإسقاط الجوي”.
وكان مكتب المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، قد قال في بيان، الخميس، إن “فرقة العمل المعنية بوصول المساعدات الإنسانية الى سوريا”، ستعقد اجتماعها الثاني في مقر الأمم المتحدة في جنيف. وأشار إلى أن دي ميستورا سيترأس هذا الاجتماع، إلى جانب “يان إيغلاند، كبير مستشاري المبعوث الخاص، وسيحضره ممثلون من أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا”.
وبحسب البيان، فإن “الغرض من هذا الاجتماع الثاني هو العمل على تقييم حالة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، مع التركيز في البداية على المواقع المشار إليها في البيان الصادر عن المجموعة الدولية لدعم سوريا الأسبوع الماضي (دير الزور، الفوعة، كفريا، مضايا، كفربطنا، معضمية الشام)”.
واعتبر المبعوث الدولي إلى سوريا، أن “توصيل المساعدات الإنسانية ليس فقط مهماً، ولكنه ضروري”. وأشار إلى أن “هناك الآن أكثر من 400 الف شخص يعيشون في المناطق المحاصرة من قبل الحكومة، أو من قبل المعارضة وداعش”. وأضاف أن مسألة إيصال المساعدات إلى المحتاجين ستكون “اختباراً لقدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية ولجميع الأطراف على الأرض للسماح لهذا أن يتم، وفقا للقرارات التي تم التوصل إليها الأسبوع الماضي في ميونيخ”.
من جهة ثانية، قال المنسق المقيم للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في دمشق يعقوب الحلو، إنهم تمكنوا من “الوصول الى خمس مدن محاصرة وفي حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية”. وقال في بيان صدر عنه إن “القوافل الواردة تحمل المساعدات المنقذة للحياة بما فيها الغذاء والإمدادات والمعدات الطبية واللقاحات ومستلزمات المياه والصرف الصحي لما يقرب من 100 الف شخص في حاجة لمساعدات”. وهو الأمر الذي أكده إيغلاند خلال اجتماع جنيف، حيث قال إن “العاملين في المجال الإنساني الشجعان تمكنوا من إيصال اليوم 100 شاحنة من المساعدات المنقذة للحياة إلى المناطق المحاصرة في سوريا. نأمل أن يكون هذا بداية النهاية لمعاناة المدنيين السوريين”.
وكانت منظمة “الهلال الأحمر العربي السوري” قد أصدرت بياناً، الأربعاء، قالت فيه إنها قامت بإدخال مساعدات إغاثية إلى 5 مناطق “صعبة الوصول”، هي “مضايا، الزبداني والمعضمية في ريف دمشق، والفوعة وكفريا في إدلب”. وأشار البيان إلى أن العملية تمت “بالتعاون مع مكاتب الأمم المتحدة في سوريا”.
وأضاف البيان “تم إدخال حوالى 115 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية (سلل غذائية، طحين، مواد تغذية بسكوت التمر وزبدة الفستق، أدوية متنوعة)، توزعت على الشكل التالي: قافلة الفوعة وكفريا 18 شاحنة، قافلة مضايا والزبداني 65 شاحنة، بينما قافلة المعضمية 32 شاحنة، بالإضافة لعيادتين طبيتين متنقلتين دخلت كل منهما إلى مضايا والفوعة وكفريا، كما رافق العيادتين فريق طبي تابع لمنظمة الهلال الأحمر العربي قدم خدماته داخل المناطق الثلاث”.
تقدم الأكراد في سوريا يفرق بين أمريكا وتركيا
أثار ما حققه المقاتلون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة من تقدم سريع في شمال سوريا بالاستفادة من غارات القصف الجوي الروسي للسيطرة على مناطق قرب الحدود التركية حنق أنقرة وهدد بدق إسفين بين أعضاء حلف شمال الأطلسي.
ومنذ فترة طويلة ترى واشنطن في حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب أفضل فرصة متاحة لها في المعركة مع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وأدى هذا إلى انزعاج تركيا عضو حلف شمال الأطلسي التي تعتبر هذه الجماعة إرهابية وتخشى أن تثير مزيدا من القلاقل بين الأقلية الكردية في تركيا نفسها.
وأصبح الجيش السوري على مسافة 25 كيلومترا فقط من الحدود التركية ويقول إنه يهدف لإغلاقها بالكامل ليقطع بذلك شريان الحياة الرئيسي الممتد إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة واستعاد مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية قبل الحرب.
وقال «متين جورجان» الذي يعمل محللا أمنيا مستقلا بعد تقاعده من الجيش التركي «الآن هذه هي معضلة وحدات حماية الشعب. هل ستستمر مع أمريكا أم مع روسيا؟ وستؤثر عواقب هذا الخيار الاستراتيجي على مستقبل سوريا بالإضافة إلى الاشتباكات المستمرة في تركيا».
وقد قصفت تركيا مواقع وحدات حماية الشعب داخل الأراضي السورية على مدى أربعة أيام متتالية. لكن واشنطن حثت أنقرة على وقف القصف.
وترى تركيا إن وحدات حماية الشعب تمثل امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي خاض معارك في السنوات الثلاثين الماضية من أجل انفصال جنوب شرق البلاد الذي يغلب عليه الأكراد. وانتقدت تركيا الولايات المتحدة مرارا لموقفها وقالت إن واشنطن يجب أن تعتبر الأكراد السوريين إرهابيون كما هو الحال مع حزب العمال الكردستاني وأن تتوقف عن دعمهم.
وتعهد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو هذا الاسبوع بمنع وحدات حماية الشعب من توسيع منطقتهم وقال «روسيا تستخدم هذه الأداة لوضع تركيا في وضع صعب».
وتدهورت علاقة تركيا بأكراد سوريا ووصلت إلى أدنى مستوياتها في نهاية عام 2014 عندما حاصر مقاتلو الدولة الإسلامية مدينة كوباني ذات الأغلبية الكردية على الحدود التركية لأربعة أشهر في حين كانت الدبابات التركية تراقب الوضع من التلال المحيطة.
وسمحت تركيا لقوات البشمركة الكردية العراقية بالمرور عبر أراضيها للمساعدة في الدفاع عن المدينة. لكن عدم تدخلها مباشرة لدعم وحدات حماية الشعب الكردية حتى بعد تنفيذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية أثار غضب الأكراد في كل من سوريا وتركيا.
ولم تشرح وحدات حماية الشعب الكردية السورية هدف أحدث تقدم لها. لكن مصدرا قال لرويترز يوم 28 يناير كانون الثاني إنها تخطط للاستيلاء على منطقة حدودية تسيطر عليها الدولة الإسلامية إلى الشرق من أعزاز وهي الجزء الوحيد من الحدود الذي لا يزال في قبضة التنظيم المتشدد.
وقال المحلل جورجان «تسعى وحدات حماية الشعب الكردية للتقدم حتى أبعد مدى ممكن… وتركز الآن على تحقيق الاستفادة القصوى من قوتها الدافعة. هذا وضع الولايات المتحدة في موقف سيء للغاية».
المصدر | رويترز
مشاورات أميركية روسية لوقف إطلاق النار بسوريا
كشف دبلوماسيون عن أن مسؤولين عسكريين أميركيين وروس عقدوا مشاورات في جنيف قبل اجتماع للأمم المتحدة اليوم الجمعة، بهدف محاولة وقف الأعمال القتالية في سوريا. وقالوا إن الاجتماع الثنائي -الذي لم يعلن عنه مسبقا- يهدف لتضييق الهوة بين مواقف البلدين قبل اجتماع للأمم المتحدة حول هذه المسألة.
وقال دبلوماسي قريب من العملية إن “الفكرة من المسألة برمتها هي أن تكون لروسيا والولايات المتحدة وجهة نظر مشتركة”، مضيفا أن الأمم المتحدة ستدعو -فيما يبدو- إلى تطبيق وقف إطلاق نار وستتفاوض مع الأطراف.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، قوله اليوم الجمعة، إن المشاورات مع أميركا تتعلق بوقف إطلاق النار في سوريا، وتشمل المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.
وأضاف أن على رئيس النظام السوري بشار الأسد والأطراف الأخرى في الصراع السوري الاستماع لنصيحة روسيا التي ينبغي ألا توقف ضرباتها الجوية في سوريا.
وتوقع بوغدانوف التوصل إلى نتائج في المشاورات المستمرة بين الوفدين الأميركي والروسي في جنيف بخصوص وقف إطلاق النار في سوريا مساء اليوم، مؤكدا أنها تركز على توحيد الجهود لمكافحة العدو المشترك وهو “الإرهاب المتمثل في تنظيم الدولة وجبهة النصرة”، مضيفا أن المطلوب هو التنسيق بين القوى على الأرض وفي الجو لمكافحة “الإرهاب” لا وقف عمليات القصف.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال، قال اليوم إنه يجب على الحكومة السورية وحلفائها -ومن بينهم روسيا- وقف الأعمال القتالية بموجب اتفاق ميونيخ الذي أبرمته القوى الكبرى يوم 11 فبراير/شباط الماضي.
وقال المتحدث، لا تزال فرنسا تشعر بقلق بالغ من التصعيد الخطير للصراع خاصة في حلب، مشيرا إلى أن توصيل المساعدات إلى خمس من المناطق المحاصرة خطوة أولى لكنها غير كافية.
ويأتي الاجتماع الأميركي الروسي قبيل اجتماع لمجموعة الدعم الدولي لسوريا في جنيف اليوم، يرأسه المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ميشيل زاكيو في مؤتمر صحفي، أن أعضاء المجموعة الدولية سيعقدون اجتماعا بعد ظهر اليوم، يشارك فيه ممثل الجمهورية التركية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف محمد فردن جاريقغي، في اجتماع المجموعة الدولية التي تضم ممثلين عن 17 دولة، بينها تركيا والولايات المتحدة الأميركية وروسيا.
ومن المقرر أن يقيم الاجتماع الخطوات اللازمة لتأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا فورا، بموجب قرار المجموعة الدولية في ميونيخ.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة سفينسكا داغبلاديت السويدية، أمس الخميس، عن دي ميستورا قوله، إن تحديد تاريخ 25 فبراير/شباط الجاري لاستئناف مفاوضات الأزمة السورية في جنيف غير واقعي، مضيفا “إننا بحاجة إلى عشرة أيام للتحضيرات وإرسال الدعوات، والمحادثات يمكن أن تكلل بالنجاح إذا ما تحسن الوضع الإنساني، وإذا ما تحقق وقف إطلاق النار”.
وكانت المجموعة الدولية نفسها وممثلون عن العديد من المنظمات الدولية، أقروا في 11 فبراير/شباط الجاري بمدينة ميونيخ الألمانية، إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في الداخل السوري، ووقف أعمال العنف في عموم البلاد، إضافة إلى تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 2254.
يشار إلى أن روسيا شاركت الأسبوع الماضي في اجتماع ضم الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن وتركيا ودولا عربية في ميونيخ، وتقرر خلاله “وقف الأعمال العدائية” في سوريا خلال أسبوع، لكن المهلة انقضت من دون أن يكون في الإمكان تنفيذ الاتفاق على الأرض.
توقعات بفشل محادثات ميونيخ حول سوريا
خالد شمت-ميونيخ
توقع خبيران ألمانيان عجز اجتماع مجموعة السبع عشرة حول سوريا، على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن والسياسات الدفاعية، عن إعطاء دفعة لمباحثات جنيف بشأن الحل السياسي للأزمة السورية، وفشل المشاركين في الاتفاق على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254 المتعلق بهذه الأزمة.
واعتبر الخبيران البارزان في قضايا الشرق الأوسط والعالم العربي، أن عدم اتفاق القوى الدولية حتى الاجتماع القادم لمباحثات جنيف المقررة في 25 من الشهر الجاري، على إيقاف نظام بشار الأسد قصف المدنيين وإنهاء حصاره للمدن السورية؛ يعني انسداد الأفق أمام حل سياسي بسوريا دون الأسد، وفتح الباب مجددا أمام الغرب والدول الداعمة للمعارضة السورية لممارسة ضغط عسكري معادل لدعم روسيا وإيران للنظام السوري.
ويشارك في مناقشة مجموعة السبع عشرة مساء اليوم في مدينة ميونيخ الألمانية، ممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، والسعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والصين وإيران وروسيا، ودول أخرى.
تراجع الغرب
واستبعد مدير معهد فيدرينا هومبولدت الألماني لدراسات الشرق الأوسط، البروفسور أودو شتاينباخ، إمكانية توصل القوى الكبرى والإقليمية إلى صفقة حول سوريا باجتماع السبع عشرة أو خلال مؤتمر ميونيخ، لعدم حدوث تغيير في أوضاع الأزمة السورية واستمرار هجمات قوات النظام السوري المدعومة بالمليشيات وبغطاء جوي روسي.
وقال شتاينباخ في حديث للجزيرة نت، لا توجد أي مؤشرات على تقارب بالمواقف في ميونيخ بين محور موسكو طهران دمشق، والمعارضة السورية والدول الداعمة لها، وأضاف أن الفشل المتوقع في التوصل لحل سياسي بسوريا دون بشار الأسد سيفسح المجال مجددا أمام الحل العسكري الذي يدور الجدل حوله منذ وقت طويل.
وزاد المتحدث، أن عدم السماح بحصول المعارضة السورية على مضادات الطائرات للتصدي للهجمات الجوية الروسية، يظهر عدم استعداد المجتمع الدولي الآن للعمل العسكري، معتبرا تراجع الغرب الحالي أمام روسيا تكريسا لاستسلام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أمام بوتين، بعد تخلي الرئيس الأميركي باراك أوباما عن خطوطه الحمر بعد هجمات الأسد بالكيميائي ضد شعبه في أغسطس/آب 2013.
وأشار الخبير إلى أن الاتحاد الأوروبي يعرف منذ 2011، أن استمرار تدفق اللاجئين من سوريا على دوله مرتبط باستمرار الحرب في هذا البلد وبقاء الأسد في السلطة، وأن الأوروبيين مدركون تماما أن الحل العسكري في سوريا أمر لا مناص منه في غياب أي مؤشرات بالأفق لحل سياسي.
وزاد شتاينباخ أن أوروبا تعرف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتعمد اللعب بأزمتي سوريا واللجوء، لتعميق مشكلاته القديمة معها وإضعافها، مؤكدا أن أي تماهٍ للاتحاد الأوروبي مع موقف أوباما الداعي لتجنب التصعيد مع موسكو، ستكون له تداعيات سلبية على الاتحاد، ويمثل غضًا للطرف عن محاولات بوتين استغلال أزمة اللجوء الحالية كأداة لهزِّ استقرار ألمانيا قاطرة الاتحاد، الأمر الذي سيدفع الأخير للقبول بحل عسكري ينهي نظام الأسد.
ضغط عسكري
وتشاطر الإعلامية الألمانية المتخصصة بالشأن السوري كريستين هيلبيرغ، شتاينباخ بخصوص عدم وجود أمل بحل سياسي في سوريا دون بشار الأسد، بعد فشل مباحثات جنيف الأخيرة في الاتفاق على تطبيق قرارات الأمم المتحدة.
وقالت هيلبيرغ للجزيرة نت، إن الواقع الحالي أفرز حاجة ملحة لممارسة الولايات المتحدة وأصدقاء سوريا ضغطا عسكريا، يعادل الدعم الروسي الإيراني للنظام السوري، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي يهدف من دعمه نظام الأسد القضاء على المعارضة السورية المعتدلة، لتخيير العالم في النهاية بين الدكتاتور السوري وتنظيم الدولة الإسلامية.
وخلصت إلى أن السياسيين الأوروبيين انتبهوا -بعد أن دقت موجات اللاجئين أبوابهم- إلى حقيقة أن عدم حماية المدنيين السوريين، وعدم إقامة منطقة آمنة لهم في بلدهم، يعني استمرار هروبهم الجماعي الذي لن تفلح المساعدات المالية لدول جوار سوريا في إيقافه.
اتفاق ميونيخ.. شكوك وتحفظات
خالد شمت-ميونيخ
أعطت الولايات المتحدة وروسيا والقوى الإقليمية بصيصا من الأمل لإحياء عملية السلام بسوريا باتفاقها فجر الجمعة على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن والسياسات الدفاعية على خطة ثلاثية تهدف إلى تطبيق هدنة عسكرية بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة المسلحة، وإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين، ومواصلة مباحثات جنيف 3 للحل السياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالي.
في المقابل، واجه الاتفاق الذي أعلنه وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، بعد أكثر من سبع ساعات من المفاوضات، ردود فعل تراوحت بين الترحيب المتحفظ والشكوك في إمكانية تطبيقه على أرض الواقع.
وجاء اتفاق ميونيخ في ثلاث صفحات، صاغها كيري وناقش تفاصيله مع 17 وزير خارجية وممثل للأمين العام للأمم المتحدة ومفوضة السياسة الخارجية ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.
ونصّ الاتفاق على تخفيف حدة العنف تدريجيا بسوريا من خلال هدنة لأسبوع بين النظام السوري والمعارضة، وتسريع دخول وإيصال المساعدات الإنسانية بسيارات أو بإلقائها جوا “للمدن المحاصرة أو التي يصعب الوصول إليها” ومواصلة مباحثات جنيف 3.
تعاون مشترك
وفي تصريحات للصحفيين بعد الإعلان عن اتفاق ميونيخ قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الاتفاق يستثني من الهدنة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وسيتم الالتزام ببنوده من خلال تعاون مشترك يمتد للجوانب العسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا.
وأوضح شتاينماير أن مجموعة عمل خاصة ستتشكل اليوم الجمعة بمقر الأمم المتحدة بجنيف وسيوكل إليها الإشراف على إدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين السوريين.
وأشار إلى أن إرسال هذه المساعدات سيبدأ السبت والأحد القادمين، ولفت إلى أن مباحثات جنيف 3 المعنية بالحل السياسي بسوريا ستركز على تشكيل هيئة حكم انتقالي طالب بها المجتمع الدولي منذ سنوات.
وفي أول تعليق على اتفاق ميونيخ من جانب المعارضة السورية قال منسق هيئة المفاوضات رياض حجاب إن المعارضة لا تريد ضمانات كلامية، بل واقعا فعليا على الأرض، وتنتظر للأسبوع القادم لمراقبة مدى تحقق إرسال المساعدات وإجراءات بناء الثقة، خاصة المادتين 12 و13.
مراقبة الجدية
وأوضح حجاب في تصريح للجزيرة نت أن المعارضة قبلت هدنة مؤقتة لارتباط وقف إطلاق النار بالانتقال السياسي الذي لم يتحقق لوجود بشار الأسد والمليشيات الأجنبية والمرتزقة، وأشار إلى أن قبول الهدنة جاء لمراقبة جدية الروس والإيرانيين والنظام السوري تجاه إرسال المساعدات وتنفيذ بناء الثقة والالتزام بمسألة الانتقال السياسي.
وأكد رئيس الوزراء السوري المنشق على نظام بشار الأسد أن المعارضة السورية لن تقبل الهدنة المقترحة إلا إذا قبل بها قادة فصائلها المسلحة، وشدد على تمسك المعارضة بالحل السياسي بموازاة الحل العسكري وعدم تخليها عن واحد منهما حتى تحقق هدفها بإسقاط بشار الأسد.
وإضافة إلى ما قاله حجاب عكست كلمات وزير الخارجية الأميركي جون كيري -كون الاتفاق حبرا على ورق- نوعا من الشك في صمود اتفاق ميونيخ.
وفي الاتجاه نفسه، عبر رئيس الدبلوماسية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير عن تفاؤل حذر مماثل بقوله للصحفيين الجمعة “سيكون بمقدورنا خلال الأيام القادمة رؤية ما إذا كان الاتفاق انفراجة أم لا “.
انتقاد للهدنة
ومن جانبه، عبر رئيس منظمة “تبنوا الثورة” الألمانية إلياس باريبو الداعمة لتطلع السوريين للحرية، عن ترحيبه بكسر اتفاق ميونيخ للحصار الذي يفرضه الأسد على مدن سورية، وإتاحته إرسال المساعدات الغذائية والأدوية للسوريين هناك برا وجوا.
وانتقد باريبو هدنة الأسبوع التي تضمنها الاتفاق بين النظام والمعارضة، مشيرا إلى أنها لم تتضمن إلزام روسيا بإيقاف هجماتها الجوية، وتوقع تعطيل الأسد الهدنة المقترحة لاستكمال عملياته العسكرية بحلب.
وذكر أن النظام السوري سعي طوال السنوات الخمس القادمة لتعطيل وإعاقة نزع سلاحه الكيماوي وعمل مفتشي الأمم المتحدة للأسلحة، وسيكون مستغربا منه عدم تعطيله اتفاق ميونيخ.
ورأى الناشط الألماني أن استثناء الهدنة تنظيم الدولة وجبهة النصرة يثير المخاوف من تكثيف روسيا هجماتها ضد كل فصائل المعارضة المسلحة بحلب مدعية أنها من جبهة النصرة، وخلص إلى أن استكمال نظام الأسد حصاره مدينة حلب سيعني وأد أي إمكانية لإيقاف الحرب بسوريا.
اتفاق ميونيخ بشأن الأزمة السورية.. ألغام التفاصيل
اتفاق ميونيخ توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا والقوى الإقليمية -فجر الجمعة 12 فبراير/شباط 2016 بعد أكثر من سبع ساعات من المفاوضات على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن والسياسات الدفاعية- لإحياء محادثات جنيف للسلام في سوريا ووقف نزوح المدنيين.
جاء الاتفاق في ثلاث صفحات صاغها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وناقش تفاصيله مع 17 وزير خارجية في مقدمتهم نظيره الروسي سيرغي لافروف، وممثل للأمين العام للأمم المتحدة، ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي.
وتضمن اتفاق ميونيخ -الذي أعلنت الخارجية الأميركية أنه سيتم الالتزام ببنوده من خلال “فرقة عمل لوقف إطلاق النار” برعاية الأمم المتحدة وقيادة مشتركة من قبل روسيا والولايات المتحدة- خطة ثلاثية البنود تهدف إلى تحقيق ما يلي:
1- تخفيف حدة العنف تدريجيا بسوريا وصولا إلى “وقف المعارك” في كامل البلاد في غضون أسبوع، من خلال “وقف الأعمال العدائية” بهدنة عسكرية مدتها أسبوع بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة.
لكن الاتفاق لا يلزم روسيا بإيقاف هجماتها الجوية في سوريا، كما لا يستثني من وقف الاستهداف تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والتنظيمات المصنفة في “قائمة الإرهاب” لدى مجلس الأمن الدولي.
2- زيادة المساعدات الإنسانية الغذائية والأدوية وتسريع إيصالها بالسيارات أو بإلقائها جوا إلى السوريين في “المدن المحاصرة أو التي يصعب الوصول إليها”، خلال أسبوع من توقيع الاتفاق وبشكل متزامن. وسيوكل الإشراف على إدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين السوريين إلى “مجموعة عمل” أممية خاصة مكلفة بتقديم “تقارير أسبوعية” عن سير عملها.
3- مواصلة مباحثات جنيف 3 للحل السياسي، وتحقيق عملية الانتقال السياسي خلال ستة أشهر برقابة الأمم المتحدة، وتحضير مسودة دستور جديد، وإجراء انتخابات “عادلة وحرة” خلال 18 شهرا، وتشكيل هيئة حكم انتقالي طالب بها المجتمع الدولي منذ سنوات.
وقد أثار اتفاقُ ميونيخ ردودَ فعل تراوحت بين الترحيب المتحفظ والشكوك في إمكانية تطبيقه على أرض الواقع. إذ يرى الكثير من المراقبين أن ثمة تفاصيل رئيسية تتعلق ببنود الاتفاق بقيت من دون معالجة، مما سيعرقل تطبيقه ويفرغه من مضمونه.
ومن أبرز تلك العراقيل الغموض الذي يكتنف موعد بدء تطبيق الهدنة بالضبط، ومن سيضعها موضع التنفيذ، وما هي المناطق التي ستشملها الهدنة، ومَن الفصائلُ النشطة على الأرض التي ستقبل بها، وكيفية إيصال المساعدات بالسرعة المطلوبة.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن استثناء الهدنة لتنظيم الدولة وجبهة النصرة و”التنظيمات الإرهابية” يثير المخاوف من تكثيف روسيا هجماتها ضد كل فصائل المعارضة المسلحة في حلب مدعية أنها جزء من هذه التنظيمات المستثناة.
توقعات بربع مليون نازح سوري على حدود تركيا
قال مدير مكتب الإغاثة في الجانب السوري عبد القادر قبطور، من معبر باب السلامة الحدودي، إن عدد النازحين على الشريط الحدودي مع تركيا قد يصل ربع مليون شخص، في حال استمرار القصف الروسي أو حصول تقدم بري جديد لما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية.
وأوضح قبطور أن مدينة إعزاز وحدَها تضم نحو 120 ألف نازح بسبب القصف والمعارك.
وتشهد مدن الريف الحلبي -ومن بينها مدينة عندان- نزوحا جماعيا للسكان بسبب كثافة الغارات الروسية على المدينة التي باتت قريبة من خطوط المواجهات بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة.
وكانت قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية قد سيطرت على عدة مواقع وبلدات شمال حلب، وهو ما مكنها من قطع طرق إمداد المعارضة بين مناطق سيطرتها شمال حلب والأحياء التي تسيطر عليها داخل المدينة.
ومنذ أكثر من عشرة أيام، تشن قوات النظام السوري مدعومة بغطاء روسي جوي هجوما واسع النطاق على المعارضة في منطقة حلب، أسفر -وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان- عن خمسمئة قتيل، ودفع عشرات آلاف السوريين إلى النزوح والاحتشاد أمام الحدود التركية في ظروف إنسانية سيئة.
وكانت وكالات أممية طالبت تركيا الثلاثاء بإدخال اللاجئين السوريين الفارين من الهجمات التي تنفذها القوات الحكومية والغارات الروسية.
مقتل عائلة بقصف روسي على ريف حلب
أفاد مراسل الجزيرة بأن عائلة مكونة من أب وثلاثة أطفال قُتلت في قصف روسي على قرية الشيخ عيسى بريف حلب الشمالي (شمال سوريا)، في حين شنت المقاتلات الروسية غارات مكثفة صباح اليوم الجمعة على مدينة مارع بريف حلب.
ونقل المراسل عن مصدر في المعارضة قوله إن هناك محاولة من قبل قوات سوريا الديمقراطية للتقدم نحو مدينة مارع عبر قرية الشيخ عيسى بالتزامن مع القصف الروسي.
وكانت قوات المعارضة قد صدت أمس الخميس هجوما من تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحاول السيطرة على المدينة مستغلا الهجمات التي تتعرض لها هي والريف الشمالي عموما.
وأضحت مدينة مارع محاصرة من تنظيم الدولة وما تسمى قوات سوريا الديمقراطية، بعد أن خلت المدينة من غالبية سكانها تحسبا من القصف الروسي أو أي هجوم بري قد تتعرض له.
من جهتهم قال ناشطون إن اشتباكات دارت فجر اليوم بين مقاتلي المعارضة والقوات الكردية على محور حي الشيخ مقصود بمدينة حلب.
يأتي ذلك في وقت تشهد مدن الريف الحلبي -وبينها مدينة عندان- نزوحا جماعيا للسكان بسبب كثافة الغارات الروسية حيث باتت قريبة من خطوط المواجهات بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة.
ريف دمشق
وفي ريف دمشق جرح عدد من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، جراء غارات مكثفة لطائرات روسية على مدن وبلدات عربين وحرستا ودير العصافير ومنطقة المرج في الغوطة الشرقية.
وأسفر القصف أيضا عن تدمير كبير في الأبنية والممتلكات. كما تعرضت منطقة المرج إلى قصف بالبراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات النظام السوري بالتزامن مع تجدد المعارك في المنطقة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية.
يأتي ذلك في وقت يستمر النظام في محاولة اقتحام حي جوبر شرق العاصمة دمشق ومدينة داريا بريف دمشق الغربي.
وكان مقاتلو المعارضة قد تمكنوا أمس الخميس من صد محاولة تقدم جديدة لقوات النظام السوري على الجبهة الجنوبية والجنوبية الغربية من مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية.
غارات وهجمات
وقد شنّت قوات النظام هجوما عنيفا على المدينة مدعومة بتغطية جوية من المروحيات وتحت تمهيد مدفعي وصاروخي.
وخلال المعارك ألقت المروحيات عددا من البراميل المتفجرة على أحياء المدينة، واستهدفتها قوات الأسد بصواريخ “أرض أرض” وبقذائف المدفعية.
وفي حماة (وسط)، قال ناشطون إن قذائف عدة سقطت على جبهة حربنفسه بريف حماة الجنوبي، حيث هزت أصوات القصف المنطقة برمتها.
وفي حمص (وسط) ألقت طائرات النظام براميل متفجرة على بلدة تيرمعلا بريف حمص الشمالي.
الرياض: نفضل تزويد معارضة سوريا المعتدلة بصواريخ أرض-جو
الجبير لـ”دير شبيغل”: الصواريخ ستمكن المعارضة من ردع مروحيات الجيش السوري
برلين – رويترز
نقلت مجلة “دير شبيغل” الألمانية عن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قوله إنه يفضل تزويد المعارضة السورية المعتدلة بصواريخ أرض-جو.
وقال الجبير في تصريحاته، المقرر صدورها السبت، إن “تلك الصواريخ ستمكن المعارضة المعتدلة من ردع مروحيات وطائرات الجيش السوري”، موضحاً أن امتلاك المعارضة لصواريخ أرض-جو من الممكن أن يغير موازين القوى في سوريا مثلما حدث في أفغانستان من قبل.
قوات كردية تسيطر على الشدادي بالحسكة السورية من داعش
بيروت – فرانس برس
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الكردية سيطرت الجمعة بدعم من ضربات التحالف الدولي على الشدادي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في شمال شرقي سوريا.
وأفاد أن قوات سوريا الديمقراطية المعارضة سيطرت على مدينة الشدادي معقل تنظيم داعش في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، بعد هجوم عنيف بدأته منذ فجر الاربعاء.
جماعة “صقور حرية كردستان” تتبنى تفجير أنقرة
الجماعة كانت في السابق على صلة بـ”حزب العمال الكردستاني”
اسطنبول – وكالات
أعلنت جماعة “صقور حرية كردستان”، في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، مسؤوليتها عن تفجير أودى بحياة 28 شخصا في العاصمة التركية أنقرة يوم الأربعاء الماضي.
وجاء في بيان نشرته المجموعة على موقعها: “مساء 17 فبراير نفذ مقاتل انتحاري هجوما انتحاريا عند الساعة 18:30 في شوارع أنقرة ضد قافلة لجنود الجمهورية التركية”.
وقالت الجماعة المسلحة، التي كانت يوما على صلة بـ”حزب العمال الكردستاني” المحظور، إنها نفذت التفجير ردا على سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتعهدت الجماعة بمواصلة الهجمات.
وكانت المجموعة أعلنت مسؤوليتها في ديسمبر الماضي عن هجوم بقذائف الهاون ضد مطار في اسطنبول.
واليوم الجمعة، حذرت الجماعة السياح الأجانب من زيارة تركيا متوعدة بـ”تدمير” هذا القطاع المهم للاقتصاد التركي. وفي بيان باللغة الانكليزية أكدت أن “السياحة هدف مهم نريد تدميره. نحذر السياح المحليين والأجانب من التوجه الى المواقع السياحية في تركيا. لسنا مسؤولين عمن سيقتل في الهجمات التي تستهدف هذه الأماكن”.
روسيا: على الأسد والأطراف الأخرى الاستماع لنصائحنا
دبي – قناة العربية
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد وأطرافاً أخرى في الصراع يجب أن يستمعوا لنصائح موسكو بشأن سبل وقف القتال في سوريا.
ويأتي هذا بعد انتقادات وجّهها سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، إلى النظام السوري والتصريحات الأخيرة للأسد والتي تمسك فيها بالحسم العسكري حتى استعادة كافة الأراضي من المعارضة المسلحة، وفق صحيفة كومرسانت الروسية.
فبحسب تشوركين فإن هذه التصريحات تعرقل ما تبذله موسكو من جهود دبلوماسية وسياسية وحتى عسكرية لإنهاء الصراع في سوريا، على حد تعبيره.
ولم يكتف السفير بانتقاد الأسد بل حذر النظام بضرورة الامتثال لتوصيات موسكو للخروج من الأزمة، لافتاً إلى أن عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار من شأنه إطالة أمد الصراع في سوريا. كما أوضح أن النظام عليه أن يعلم الجانب الروسي بخططه، داعياً إياه باتباع تعليمات موسكو للخروج من الأزمة بكرامته.
كذلك ذكر تشوركين أن تصريحات الأسد تدل على عدم توافق مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها موسكو لمساعدة النظام، مشيراً إلى أن قوات النظام لم تصمد طويلاً أمام خصومها قبل العمليات الروسية وأن التقدم الذي أحرزته مؤخراً كان بفضل جهود الدعم الذي وفرته مقاتلات الجيش الروسي.
روسيا تدعو مجلس الأمن لمناقشة عملية تركية محتملة بسوريا
موسكو – وكالات
قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تعتزم الدعوة لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، الجمعة، لبحث تصريحات الحكومة التركية بشأن عملية برية محتملة في سوريا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، في بيان نشر على موقع الوزارة على الإنترنت إن روسيا تعتزم طرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي تطالب فيه بوقف التحركات التي تقوض سيادة سوريا.
وكانت تركيا دعت الثلاثاء إلى تدخل عسكري بري في سوريا لقوات التحالف ما يبعد أكثر إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وكان مسؤول تركي طلب عدم الكشف عن اسمه قال الثلاثاء: “نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين”، موضحاً مع ذلك أن “تركيا لن تقوم بعملية عسكرية من جانب واحد”.
وتكتفي قوات التحالف الدولي حتى الآن بشن غارات جوية ضد مواقع الإرهابيين في سوريا والعراق.
وأدت هذه التصريحات التركية إلى تفاقم التوتر مع روسيا التي تتهم أنقرة بدعم “الإرهاب الدولي”.
فرنسا تدعو الأسد وحلفاءه لوقف القتال بدءا من اليوم
العربية.نت
دعت الحكومة الفرنسية النظام السوري وحلفاءه، وبينهم روسيا لوقف الأعمال القتالية في سوريا اليوم، بموجب اتفاق ميونخ.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إنه يجب على حكومة النظام السوري وحلفائها بينهم روسيا وقف الأعمال القتالية اليوم الجمعة بموجب اتفاق ميونيخ الذي أبرمته القوى الكبرى يوم 11 فبراير .
وأضاف المتحدث رومان نادال للصحفيين “لا تزال فرنسا تشعر بقلق بالغ من التصعيد الخطير للصراع خاصة في حلب.
وندعو النظام وحلفاءه ومن بينهم روسيا لوقف هجماتهم على المدنيين، وتنفيذ الالتزامات التي أعلنت في ميونيخ يوم 11 فبراير لوقف الأعمال القتالية اعتبارا من اليوم.”.
وتابع نادال، أنه رغم أن تم توصيل المساعدات لخمس من المناطق المحاصرة كخطوة أولى إلا أنها خطوة غير كافية.
هل سيُمتثل لاتفاق الهدنة في سوريا الجمعة؟.. وبرنامج الأغذية العالمي يعلن إيصاله مساعدات لـ80 ألف شخص
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— من المفترض أن يبدأ في سوريا، الجمعة، وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه القوى الدولية باجتماع مجموعة الدول الداعمة لسوريا في ميونخ، في الـ12 من فبراير/ شباط الماضي.
وفي الوقت الحالي لا يوجد أي تأكيدات على التزام الأطراف في سوريا بهذا الاتفاق الذي يأتي وسط شكوك من إمكانية تنفيذه حيث قال ستيفان دي مستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا: “إن هذا يعتبر اختبارا لما تم التوصل إليه في ميونخ،” في حين قال بشار الأسد إن “لا أحد” تمكن من وقف القتال على الأراضي السورية.
من جهته قال برنامج الأغذية العالمي “WFP” إنه تمكن من إيصال مساعدات إلى 80 ألف شخص في سوريا، حيث قال جاكوب كيرن، رئيس البرنامج في سوريا: “هذا يعتبر إنجازا كبيرا على الصعيد الإنساني.”
مصادر عربية: مفاوضات جنيف3 ستُستأنف بموعدها
روما (19 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تحدثت مصادر دبلوماسية عربية عن تلقيها تأكيدات على أن مفاوضات جنيف بين المعارضة السورية والنظام ستُستأنف في موعدها المقرر في 25 الشهر الجاري، وأشارت إلى أن الدول الكبرى تؤيد هذا الاستئناف وتستبعد تأجيله.
وقالت هذه المصادر، التي طلبت إغفال اسمها لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن “هناك تأكيدات روسية وأمريكية على أن يُستأنف مؤتمر جنيف الثالث في الموعد المحدد له”، بعد أن أعلن المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا في الثالث من الشهر الجاري تعليقه إلى 25 منه، “ريثما يتم الانتهاء من التفاصيل الإجرائية”.
وأوضحت المصادر أن “الأمم المتحدة ترى أن شروط المعارضة السورية للعودة للمفاوضات تتحقق جزئياً، كإدخال المساعدات للمناطق المحاصرة”، وقالت إن الدول الكبرى “ستتفق على تجميد القتال قبل موعد استئناف المفاوضات، أو على الأقل وقف القصف الجوي للمدن لأيام ريثما يتبين مسار المفاوضات”، وفق قولها.
لكن هذه المصادر أعربت عن تشاؤمها من أن تخطو المفاوضات خطوات عملية حقيقية تجاه إنهاء الأزمة السورة، وقالت “المشكلة أن المفاوضات ستُستأنف، وسيعود وفد النظام ووفد المعارضة للمفاوضات غير المباشرة، لكن من المستبعد بشدة أن يتوصلا لأي توافقات حتى على الحد الأدنى، وفي الغالب سيتم تأجيله أو المباعدة بين جلسات التفاوض لأسابيع وربما أحياناً لأشهر، ريثما يتم ترجمة توافق الدول الكبرى على هذا الملف بشكل نهائي”.
وكان دي ميستورا قد أعلن عن بدء مؤتمر جنيف الثالث الذي يُطلق مفاوضات بين المعارضة السورية والنظام لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وفق قرار مجلس الأمن 2254 الذي يدعو لوقف إطلاق النار وفك الحصار وتقديم مساعدات إنسانية وإطلاق سراح المعتقلين بالتوازي مع بدء العملية السياسية وفور انطلاقها. وهو ما أصرّت عليه المعارضة السورية واعتبرته “شرطا أوليا” يجب تحقيقه قبل بدء المفاوضات، فيما لم يتجاوب النظام السوري معه ورفض بدء المفاوضات في ظل أي “شروط مسبقة”، ما دفع دي ميستورا لتعليق المفاوضات نحو عشرين يوماً. وترافق تعليق المفاوضات مع تصعيد عسكري من قبل روسيا والنظام السوري وميليشيات تابعة لإيران ضد المعارضة السورية والمدنيين، حسبما أفادت مصادر بالمعارضة
ويخطط المبعوث الأممي لجمع وفد المعارضة والنظام في قاعات منفصلة، يقوم بدور الوسيط والمُسيّر للمفاوضات غير المباشرة هذه، لكنه لم يحسم حتى الآن تشكيلة المعارضة السورية، التي ينوي أن تفاوض النظام، حيث تُصر روسيا على أن يشارك في المفاوضات وفد إضافي تتبناه موسكو، بالإضافة لوفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض، الذي يرفض إلا أن يكون وحده ممثل المعارضة السورية.
الفايننشال تايمز: واشنطن تسعى للجم تدخل أنقرة والرياض العسكري في سوريا
وسط انشغالها بمتابعة أخبار مفاوضات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع قادة الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى صفقة بشأن الاصلاحات التي تطالب بها بريطانيا، أعطت صحف الجمعة البريطانية مساحة لقضايا شرق أوسطية، وفي المقدمة منها تطورات الصراع السوري ومتابعة أصداء التفجير الذي شهدته العاصمة التركية الأربعاء.
وقد انفردت صحيفة الاندبندنت بتخصيص معظم صفحتها الأولى لتقرير خاص كتبه روبرت فيسك من قرية الربيعة التي تمكنت القوات الحكومية السورية من استعادتها من أيدي مسلحي جبهة النصرة المعارضة، بينما خصصت صحيفة الفايننشال تايمز بعض صفحاتها الداخلية لمتابعات وتحليلات في الشأنين السوري والتركي، وكرست صحيفة الغارديان جزءا من افتتاحيتها للحديث عما سمته الوسواس التركي من الاكراد الذي يضاف إلى ما تعانيه المنطقة من مشاكل.
وتقول الفايننشال تايمز في تقرير مشترك لعدد من مراسليها في واشنطن وبيروت ولندن إن الولايات المتحدة تسعى إلى لجم محاولة حليفتيها، تركيا والمملكة العربية السعودية، القيام بفعل عسكري في سوريا، إذا فشل وقف لاطلاق النار مقرر الجمعة في وقف الحرب الأهلية الدموية في سوريا.
ويضيف التقرير أنه على الرغم من تصاعد الاحباط في المنطقة مما يوصف بموقف واشنطن السلبي خلال خمس سنوات من الصراع السوري، تظل إدارة أوباما والقوى الغربية الأخرى تخشى من أن التدخل العسكري المباشر قد يؤدي إلى تصعيد للصراع وإلى صدام خطر مع روسيا.
ويشدد التقرير على أن أنقرة والرياض تخشيان بشدة من العمل دون موافقة أمريكية، لكنهما غاضبتان مما ترياه فشلا أمريكيا في اتخاذ موقف أكثر قوة ضد حملة موسكو العسكرية لدعم نظام بشار الأسد.
وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين رفيعين قولهما إن تركيا تريد خلق منطقة محايدة على امتداد حدودها مع سوريا تمتد الى “عدة كيلومترات في العمق” السوري، بما يسمح لأنقرة بمراقبة توسع الميلشيات الكردية، التي تشكل هم تركيا الأساسي في سوريا.
ويوضح تقرير الصحيفة أن مثل هذا الخطوة ستعطي مساحة محتملة للمعارضة السورية المعتدلة للتنفس جنوبا، على الرغم من الضربات الجوية لروسيا والقوات التابعة للرئيس الأسد.
وتشير الصحيفة إلى أن عددا من قادة المعارضة السورية المعتدلة قد التقوا بمسؤولين عسكريين في أنقرة واسطنبول. وتقول جماعات المعارضة السورية إن هدف ذلك هو العمل على التخطيط لإمكانية تشكيل “تحالف اسلامي” ينتشر شمالي سوريا.
ويقول تقرير الصحيفة إنه بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، الناتو، يبدو قيام أحدى الدول الأعضاء فيه بنشر قوات في منطقة محتقنة تنتشر فيها قوات روسية أمرا مقلقا.
تحذير لروسيا
وتقول الصحيفة ذاتها في تقرير من مراسليها في أنقرة واسطنبول إن تركيا حذرت روسيا من أنها ستحملها مسؤولية الهجمات الإرهابية التي جرت على أرضها، عشية التفجير الذي تعرضت له العاصمة التركية أنقرة وتزايد التوتر الدولي بشأن الحرب في سوريا.
وتنقل الصحيفة تصريح رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، بأن المفجر الذي نفذ الهجوم الانتحاري الأربعاء، يدعى صالح نجار، وهو كردي سوري الجنسية، وأحد أعضاء وحدات حماية الشعب الكردية التي تعدها أنقرة منظمة إرهابية.
كما تنقل تحذيره لموسكو بقوله في تصريح بثه التلفزيون التركي “أحذر روسيا مرة أخرى” وتشديده على أن إدانة موسكو للهجوم ليست كافية “إذا استمرت هذه الهجمات الإرهابية سيكونون مسؤولين كما وحدات حماية الشعب الكردية”.
وتنفي روسيا أي صلة لها بمثل هذه الهجمات والنشاطات الإرهابية.
وفي السياق ذاته، اتهمت صحيفة الغارديان في مقال افتتاحي ما سمته “السياسات التركية المضللة” بأخذ هذه البلاد الحيوية في اتجاه خاطئ لعدة سنوات.
وتقول افتتاحية الصحيفة أن هذه الأخطاء والتناقضات الواضحة في سياسة تركيا الداخلية باتت مشكلة عالمية كبرى، إذ تهدد بتوسيع الصراع الذي دمر المنطقة وكانت فيه حتى وقت قريب قوة استقرار.
وتشير الافتتاحية إلى أن الخطر الواضح للحرب بين الأتراك والأكراد يتمثل في أن القوات التركية قد تتدخل على الأرض في سوريا، ظاهريا لخلق منطقة ملاذ آمن للاجئين أو منطقة محايدة، ولكنها في الواقع تهدف إلى كبح التقدم العسكري الذي يحققه الأكراد السوريون، حيث تمكنت قوات حماية الشعب الكردية من السيطرة على مساحة واسعة من الأراضي على امتداد الحدود في الأيام الماضية.
وتضيف الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يخشى من تمكن الأكراد السوريين من بناء دويلة صغيرة دائمة على التراب السوري، تقوي من عزم مقاتلي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة وتؤثر على الأكراد العراقيين أيضا.
وتخلص الافتتاحية إلى القول إن خطر القتال المباشر عبر الحدود يمكن تجنبه، ولكن حتى تعيد تركيا ترتيب سياساتها بما يكفل السلام مع أكرادها، فأنها ستواصل تعميق مشكلات المنطقة بدلا عن المساعدة في احتوائها.
هل قتل بلمختار حقا”
وتتساءل صحيفة الاندبندنت في تقرير في صفحاتها الداخلية بشأن حقيقة مقتل المسلح الجزائري والقيادي في تنظيم القاعدة مختار بلمختار.
وكان بلمختار، الذي عرف بكونه أميرا في الجماعة الإسلامية المسلحة وقياديا في جماعة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قد اشتهر بوقوفه وراء عمليات اختطاف وقتل عدد من الأجانب والسياح في مناطق الصحراء الجزائرية وشمال أفريقيا، ومن أشهرها مهاجمة موقع للغاز في عين أميناس في جنوب شرق الجزائر واحتجاز العاملين الأجانب فيه.
وقد ظل بلمختار، بحسب تقرير الصحيفة، عصيا على محاولات قتله أو القبض عليه عبر مناطق شمال أفريقيا والساحل لسنوات عديدة، حتى أعلنت قيادة العلميات الخاصة المشتركة في يونيو/حزيران الماضي تمكنها منه في غارة شنتها مقاتلتان أمريكيتان من نوع أف 15.
وقد قصفت المقاتلتان منزلا ريفيا وقتلتا خمسة مسلحين يعتقد أن بلمختار بينهم، بعد ورود معلومات عن مشاركتهم في اجتماع للجماعة قرب مدينة اجدابيا شرقي ليبيا.
ويأتي هذا التساؤل بعد إعلان جماعة أنصار الشريعة الإسلامية الجزائرية أسماء سبعة من مسلحيها قتلوا في الغارة الأمريكية لم يكن بلمختار من بينهم.
وتضيف الصحيفة أن عددا من الجماعات الإسلامية الأخرى قد نفى مقتل بلمختار.
ويؤكد تقرير الصحيفة على أنه على الرغم من مرور ثمانية أشهر على الغارة، ما زال الجيش الأمريكي والوكالات الأستخبارية غير متأكدين تماما من مقتل بلمختار،
وتنقل عن أحد المسؤولين الأمريكيين من دون ذكر اسمه قوله ” لقد رمينا، ولكننا لا نستطيع أن نؤكد مصرعه”.
ويخلص تقرير الصحيفة إلى القول إنه على الرغم من اقتراب مدة نهاية حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلا أن الشكوك ما زالت تثار بشأن محدودية المعلومات الأستخبارية التي تعقب الضربات الجوية التي تمثل معلما رئيسيا في ستراتيجية أوباما في الرد على الأخطار الخارجية.
إذ يميل أوباما إلى التقليل من استخدام القوات العسكرية على الأرض واعتماد العمليات الخاصة والغارات والضربات الجوية بطائرات من دون طيار لاستهداف العشرات من الجهاديين من جنوب آسيا إلى أفريقيا في السنوات الأخيرة.
وزير خارجية السعودية: يجب تزويد المعارضة السورية بصواريخ أرض-جو
برلين (رويترز) – نقلت مجلة دير شبيجل الألمانية الأسبوعية عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله إن المعارضة السورية المعتدلة يجب أن تحصل على صواريخ أرض-جو للدفاع عن نفسها ضد الضربات الجوية.
ويتعرض مسلحو المعارضة للهجوم من القوات الجوية السورية والروسية. وقال الجبير إن هذه الصواريخ سوف “تمكن المعارضة المعتدلة من تحييد طائرات النظام (السوري) وطائرات الهليكوبتر التابعة له.”
(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)