أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 20 حزيران 2012


المعارضة تسيطر على معابر مع تركيا والعراق

دمشق، بيروت، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

بعد يوم على التفجير الذي اودى بحياة ثلاثة من كبار القادة الامنيين السوريين، شهدت دمشق معارك عنيفة بين القوات النظامية و»الجيش السوري الحر» في عدة مناطق اهمها حي الميدان والقابون، وتعرضت معظم احياء العاصمة للقصف بقذائف الهاون ورشاشات المروحيات. واستخدم الجيش النظامي للمرة الاولى اكثر من 15 دبابة وناقلات جند في اقتحام حي القابون. ووصف معارضون احياء دمشق بانها اصبحت «بابا عمرو ثانية» في مقارنة مع الحي الشهير في مدينة حمص الذي تم تدميره وتهجير معظم سكانه. وتحدثت الوكالات عن فرار آلاف السكان من احياء في دمشق امس مع اشتداد المعارك. وقدرت مصادر المعارضة اعداد القتلى الذين سقطوا في دمشق ومناطق اخرى باكثر من 115 قتيلاً.

واعلن «الجيش السوري الحر» سيطرة وحداته على ثلاثة معابر حدودية مع تركيا والعراق. وهذه المرة الاولى منذ اندلاع الانتفاضة التي تسيطر فيها وحدات معارضة على المعابر الحدودية السورية. فقد سيطر على معبر باب الهوى على الحدود السورية – التركية في محافظة ادلب، حيث حطم مقاتلو المعارضة صورا للرئيس السوري بشار الاسد بعد انسحاب القوات النظامية من هذا المعبر. واظهر شريط مصور بثه ناشطون معارضون على موقع «يوتيوب» مسلحين في الباحة المؤدية الى المعبر الحدودي يطلقون النار في الهواء احتفالا بسيطرتهم عليه ثم يحطمون صورة للرئيس السوري. واظهرت مشاهد اخرى مسلحين يحرقون صورة للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد. كما سيطر «الجيش الحر» على منفذ البوكمال الحدودي القريب من مدينة القائم غرب العراق. وقال ضابط برتبة مقدم في قوات حرس الحدود: «رأينا العلم السوري يستبدل بعلم الجيش السوري الحر، ورأينا مسلحين بلباس مدني يجوبون المعبر». واكد مسؤولون عراقيون سيطرة «الجيش الحر» على معبر البوكمال.

ونقلت وكالة «فرانس برس» لاحقاً عن وكيل وزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي قوله ان «جميع المعابر والمخافر الحدودية بين العراق وسورية سقطت بيد الجيش السوري الحر، وبينها القائم والتنف، ولا تزال هناك معارك في سنجار» وهي نقطة حدودية صغيرة في الشمال.

واضاف «هذا وضع طبيعي لان سكان هذه المناطق مناوئون للحكومة والجيش السوري النظامي يركز على العاصمة وهذه المنطقة بعيدة عن العاصمة (…) لذا فمن الطبيعي ان تسقط».

وتابع الاسدي انه «امام احدى النقاط الحدودية، هاجم الجيش الحر قرية حجيجين وقام بقتل اثنين من اهالي المنطقة وتقطيع ايدي ضابط برتبة مقدم» في الجيش السوري النظامي «امام عيون الجنود العراقيين».

كما ذكر ان عناصر الجيش السوري الحر «قتلوا 22 شرطياً من الهجانة في المخفر القريب من قرية خزاعي وسلامة السورية».

واعلن الاسدي ان السلطات العراقية اغلقت «الحدود بالكامل في منطقة البوكمال (غرب) وستغلق كل الحدود اذا استمر الوضع على هذا الحال لان الجيش السوري الحر سلطة غير معترف بها والآن القضية باتت مقلقة».

ووصف المرصد السوري لحقوق الانسان الوضع الإنساني في حي القابون امس بانه كان « صعب جدا»، مشيرا الى ان «اكثر من مئة عائلة محاصرة تحت القصف لا مجال لخروجها بسبب شدة العنف من قوات النظام». واوضح المرصد ان «الوضع الطبي تدهور بعد قصف مركز الهلال الاحمر حيث لا يوجد في الحي مشفى ميداني لاستقبال الجرحى». كذلك شهد حي التضامن ومخيم اليرموك صباحا حركة نزوح للاهالي وشوهدت السيارات على طريق المتحلق الجنوبي، وكذلك منطقة السيدة زينب في ريف دمشق التي شهدت ايضا هربا للسكان.

ووصف مصدر امني سوري لوكالة «فرانس برس» المعارك التي تدور بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين في القابون والميدان بانها «عنيفة جدا»، مشيرا الى ان هذه المعارك «ستستمر خلال الساعات الـ 48 المقبلة لتنظيف دمشق من الارهابيين مع بداية شهر رمضان». واضاف المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه انه بعد تفجير مبنى الامن القومي اصبح الجيش النظامي «مصمما على استخدام كل انواع الاسلحة المتوافرة لديه للقضاء على المسلحين في دمشق». ولفت الى ان الجيش «طلب من السكان الابتعاد عن مناطق القتال في حين ان الارهابيين يحاولون استخدامهم كدروع بشرية».

وفي مجلس الامن اسقطت روسيا والصين للمرة الثالثة في فيتو مزدوج مشروع قرار حول سورية في جلسة صاخبة شهدت سجالاً مباشراً وتراشقا بالاتهامات بين سفراء الدول الغربية ونظيريهم الروسي والصيني، فيما استعد مجلس الأمن للتصويت مجدداً على «تمديد إجرائي للمرة الأخيرة» لبعثة الأمم المتحدة في سورية (أنسميس) بحسب مشروع قرار جديد طرحته بريطانيا بعيد سقوط مشروع القرار الأول بالفيتو. وسارع السفير الروسي فيتالي تشوركين الى رفض المشروع البريطاني الجديد واصفاً إياه بأنه «سخيف»، مشيراً الى أن التصويت على تجديد ولاية بعثة المراقبين الدوليين لن يتم قبل اليوم (الجمعة).

ومع تأكيد الدول الغربية عزمها على «دعم تطلعات الشعب السوري من خارج مجلس الأمن» فقد اتهمت روسيا والصين بتعمد «إعطاء النظام السوري المزيد من الوقت لقصف شعبه ورفض الانخراط في المناقشات حول مشروع القرار»، فيما شدد سفيرا البلدين على «رفض محاولة الدول راعية مشروع القرار التمهيد لتدخل عسكري في سورية».

وأكدت السفيرة الأميركية سوزان رايس أن الولايات المتحدة «ستواصل البحث مع شركاء آخرين خارج مجلس الأمن للضغط على نظام الأسد ولتقديم المساعدة الى من هم بحاجة اليها». وقالت إن مجلس الأمن «فشل في أهم بند على أجندته للعام الحالي وهذا اليوم هو يوم أسود آخر في الأمم المتحدة». وأشارت الى أن الفيتو الروسي والصيني وجه ضد قرار قصد دعم خطة المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان واستهدف «الطرف الوحيد الذي يستخدم السلاح الثقيل» بالتهديد بفرض عقوبات في حال عدم التقيد بالتزاماته. وقالت رايس إن الولايات المتحدة «قد تكون مستعدة لتمديد أخير لبعثة الأمم المتحدة في سورية للسماح لها بانسحاب آمن ومنتظم». وقالت إن «تبعات» استخدام الفيتو ستكون «مزيداً من التدهور في الوضع في سورية». وحذرت النظام السوري من أن «أي استخدام أو نقل للسلاح الكيماوي سيضع أولئك المسؤولين عنه أمام المحاسبة».

وفيما تنتهي ولاية بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية اليوم رجحت مصادر مجلس الأمن أن يتوصل المجلس الى تسوية في الساعات الأخيرة على تمديد إجرائي في قرار مختصر ومن دون فقرات ذات مضمون سياسي.

وقال المندوب الروسي فيتالي تشوركين بعد جلسة التصويت إن «بريطانيا طرحت مشروع قرار سخيفاً (بالتمديد الإجرائي) ونحتاج الى وقت لدراسته ولن يكون التصويت ممكناً» قبل اليوم. وأضاف أن بلاده صوتت بالفيتو على المشروع الغربي لأنها «ترفض التهديد بالعقوبات والتدخل العسكري في سورية». واعتبر أن روسيا أرادت «تعطيل محاولات عسكرة الأزمة السورية وتأجيج الصراع بدلاً من العمل على تطبيق خطة أنان وخطة الانتقال المتفق عليها في جنيف». واتهم الدول الراعية لمشروع القرار بأنها «سعت الى شق وحدة مجلس الأمن من خلال التهديد بفرض عقوبات على طرف واحد من الأزمة وهو الحكومة السورية في تعارض مع خطة أنان وبيان مجموعة العمل المتفق عليه في جنيف».

وكانت الدول الغربية طرحت مشروع قرارها على التصويت صباح أمس في أجواء مشحونة سبقت الجلسة عبر عنها السفير الفرنسي جيرار آرو بالقول «آسف جداً جداً لما آلت إليه الأمور» في إشارة الى عدم إبداء روسيا أي مبادرة لتسوية حول مشروع القرار. وحصل مشروع القرار على تأييد ١١ عضواً هم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والمغرب والبرتغال وكولومبيا والهند وتوغو وغواتيمالا وأذربيجان بينما رفضته روسيا والصين وامتنعت جنوب أفريقيا وباكستان عن التصويت.

وينتظر أن يناقش مجلس الأمن مشروع القرار البريطاني الجديد الذي يقضي بتمديد إجرائي «للمرة الأخيرة لمهلة ٣٠ يوماً» لبعثة المراقبين الدوليين. وجاء القرار في ٤ فقرات فقط وفيه أن مجلس الأمن مستعد لتجديد آخر بعد انقضاء مهلة ٣٠ يومأً «فقط في حال تقيد الحكومة السورية بالتزامها سحب جنودها ووقف استخدام السلاح الثقيل» بحسب ديبلوماسيين.

وحصلت «الحياة» على نص مشروع القرار البريطاني وهذه ترجمة غير رسمية له:

مجلس الأمن

«١ – يقرر تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية أنسميس لمرة أخيرة من ٣٠ يوماً آخذا في الاعتبار توصيات الأمين العام للأمم المتحدة بإعادة تشكيل البعثة وآخذاً في الاعتبار التعقيدات العملانية جراء ازدياد خطورة الوضع الأمني في سورية؛

٢ – يعبر عن عزمه على تجديد ولاية أنسميس بعد انقضاء المهلة فقط في حال أعلن الأمين العام للأمم المتحدة وأقر مجلس الأمن التطبيق الكامل للفقرة ٢ من القرار ٢٠٤٣ وخفض في مستوى العنف بما يمكن من تنفيذ بعثة أنسميس مهمتها؛

٣ – يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير الى مجلس الأمن حول تطبيق هذا القرار خلال ١٥ يوماً؛

٤ – يقرر إبقاء المسألة قيد نظره».

تدفق نازحين إلى لبنان بعد معارك دمشق

بيروت – «الحياة»

قال مسؤول امني لبناني يعمل على الحدود مع سورية ان نحو 20 الف سوري اجتازوا المعبر الحدودي الرئيسي الى لبنان خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية بعد اندلاع قتال عنيف في عدة احياء بالعاصمة السورية دمشق. ونقلت وكالة «رويترز» عن المصدر ان عدد السوريين الذين يمرون من معبر المصنع الحدودي الرسمي يدور في الغالب حول خمسة آلاف شخص يوميا. في حين اعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن «ما يجب أن يحزن له الجميع هو أن الوضع في سورية يتطور نحو التقسيم… والآن بعد هذا التفجير (لمركز الأمن القومي في دمشق أول من أمس) خوفي على وحدة سورية أكبر»، ورأى أن «المطلوب اليوم أكثر من أي وقت الحوار حول المطالب والإصلاحات حتى يبقى الشعب السوري وتبقى سورية موحدة».

ودان بري «العمل الإرهابي الذي أدى الى استشهاد عدد من كبار القادة العسكريين في الجيش السوري»، معرباً عن اعتقاده بأن سورية «ستتجاوز هذه المحنة».

وشهدت الحدود اللبنانية – السورية أمس ازدحاماً لانتقال آلاف من المواطنين السوريين الى لبنان عن طريق معبر المصنع الرسمي في منطقة البقاع الذي غص بالسيارات والعابرين أثناء إتمام معاملات الدخول. واصطفت سيارات الأجرة السورية مسافة بعيدة عند الحدود، إضافة الى السيارات الخصوصية.

وكان الرئيس بري قال في حوار مع مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية أمس إنه «إذا حصل تقسيم في سورية أو حرب مذهبية لا سمح الله سنتأثر في لبنان وبالتالي يجب النأي بالنفس عما يجري في سورية قدر المستطاع». ورأى أن «الحفاظ على لبنان هو الحفاظ على مستقبل العرب بتلاوينهم».

وأوضح أن ما نشر عن محاولة اغتياله من أنباء صحيح نتيجة معلومات تلقاها من دولة حيادية غير عربية وأجهزة أمنية لبنانية، داعياً سائر القيادات الى أخذ الحيطة.

من جهة ثانية، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي في كلمة عصر أمس، خلال اجتماع مع أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج العملانية، أن «الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية، خصوصاً سورية، إضافة الى المصاعب التي يواجهها لبنان، تتطلب من الجيش جهوداً استثنائية لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة بأقل الأضرار الممكنة، خصوصاً أنه من أكثر المعنيين في منع انعكاس تلك الأزمات أمنياً على الساحة الداخلية، أياً تكن النتيجة».

وشدد على «وجوب الحذر والاستعداد الدائم، سواء في الدفاع عن الحدود الجنوبية من أي اعتداء إسرائيلي، بعد التهديدات التي أطلقها قادة العدو أخيراً ضد لبنان، أم في الحفاظ على مسيرة السلم الأهلي وضبط الحدود اللبنانية في الشمال والبقاع، بما يكفل حماية أهالي هذه المناطق، وإحباط محاولات التهريب والتسلل في الاتجاهين وإطلاق النار»، مؤكداً «وجوب التصدي الفوري لأي اعتداء على مراكز الجيش من أي جهة أتى».

وأشار قائد الجيش الى أن «التناقضات السياسية التي تشهدها الساحة الداخلية، وتناول المؤسسة العسكرية من قبل البعض، انتقاداً أو تأييداً لغايات سياسية أو لمصالح انتخابية، لن تؤثر على الإطلاق في تماسك هذه المؤسسة ومعنويات عسكرييها»، محذرا من ان المؤسسة العسكرية «لن تسكت بعد الآن عن أي استهداف معنوي أو كلامي أو إعلامي من أي جهة أتى».

وواصل رئيس الجمهورية ميشال سليمان لقاءاته التحضيرية لاجتماع «هيئة الحوار الوطني» في 25 الجاري فالتقى رئيس حزب «الكتائب» الرئيس السابق أمين الجميل، بعدما كان التقى أول من أمس رئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة. وعقدت قيادات «قوى 14 آذار» عصر أمس اجتماعاً في دارة الرئيس سعد الحريري حضره الرئيس السنيورة وعدد من أقطاب التحالف، للبحث في الموقف من المرحلة المقبلة ومن مسألة حضور جلسة هيئة الحوار الوطني المقبلة. واعلن في نهاية الاجتماع ان «قوى 14 اذار» ستقاطع جلسة الحوار.

على صعيد آخر، أصدر قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال فرانسين قراراً حدد بموجبه تاريخ 15 آذار (مارس) عام 2013 موعداً موقتاً للشروع في المحاكمة الغيابية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري المتهم بها سليم عياش، مصطفى بدر الدين، حسن عنيسي وأسد صبرا، وذكر بيان للمحكمة أن هذا القرار يعطي فريقي الادعاء والدفاع والممثلين القانونيين المتضررين موعداً فعلياً لبدء المحاكمة متيحاً لهم متابعة التحضير لها.

وأشار الناطق الرسمي باسم المحكمة، مارتن يوسف، الى أن تحديد القاضي دانيال فرانسين موعداً موقتاً لبدء المحاكمة «يشكل خطوة قضائية مهمة على الطريق المؤدي الى المحاكمة».

وجاء إصدار قاضي الإجراءات التمهيدية لقراره بعد التشاور مع الادعاء والدفاع والقاضي الرئيس لغرفة الدرجة الأولى ورئيس قلم المحكمة ورئيس المحكمة.

وأفاد بيان للمحكمة بأن هذا الموعد «خاضع للتغيير تبعاً لتطورات قد تطرأ كاحتمال تقديم المدعي العام طلب تعديل قرار الاتهام أو في حال توقيف أحد المتهمين، كما يتوقف على قرار غرفة الدرجة الأولى في شأن اختصاص المحكمة وقراراتها في سائر الدفوع الأولية».

محللون يعتبرون ان الاسد تلقى ضربة قاسية لكنه لا ينوي الاستسلام

ا ف ب

تلقى الرئيس السوري بشار الاسد ضربة قاسية جدا مع مقتل ثلاثة مسؤولين امنيين من الدائرة الضيقة المحيطة به في تفجير دمشق لكنه لا ينوي التخلي عن السلطة، ويشعر على غرار الثوار انه قادر على الانتصار بحسب محللين.

وقال البروفسور فولكر بيرثيس مدير المعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية في برلين “انه على الارجح مصدوم ويشعر انه محشور في الزاوية بعد خسارته مناف طلاس صديقه المقرب الذي انشق في الاسبوع الفائت ثم الاربعاء بعد مقتل ثلاثة مسؤولين امنين على اعلى المستويات”.

وتابع ان سقوط النظام ليس وشيكا. وبيرثيس هو مؤلف كتاب “سورية في ظل حكم الاسد: العصرنة وحدود التغيير” الذي نشر عام 2004. واوضح “يمكنه القتال لانه محشور في الزاوية. وهو لا ينوي الاستسلام فورا كما ان قدرته الضاربة اكبر بكثير مما يملكه الثوار”. وتابع المحلل المتخصص في الشؤون السورية “في حال وقوع عدد من الهجمات المماثلة لهجوم الامس وفي حال انقطاع سلسلة القيادة، مهما كانت القدرة النارية فلن تنفع بشيء”.

واعتبر الخبير الفرنسي في الشؤون السورية فابريس بالانش ان “السلطة اهتزت الى حد كبير لكنها لم تنكسر”.

وقال “كانت ستنكسر لو قتل بشار. فوزير الدفاع بلا سلطة وخلفه ليس افضل حالا. لكن مقتل آصف شوكت أسوأ بكثير لانه كان هو وزير الدفاع الفعلي”.

لكن بالانش مدير مجموعة الابحاث والدراسات حول المتوسط والشرق الاوسط راى ان “هذه الضربة ستثير بلا اي شك حالات انشقاق اضافية على مستوى رفيع في صفوف السنة وستجبر النظام على التركيز على النواة العلوية”.

وتشاطر ريم علاف الباحثة في معهد تشاتام هاوس للابحاث في لندن هذا الرأي. وقالت “انها ضربة قاسية لكن لا يخالن احد ان الازمة انتهت لان النظام ما زال يتمتع بدعم وسط الجهاز العسكري والامني ويستفيد من دعم روسيا وايران”.

لكن المحللين كافة يتوقعون تصعيدا العنف. وقال بيرثيس “يفترض ان يتصاعد العنف على المدى القصير. انه امر شائع في الحروب الاهلية: الطرفان واثقان من امتلاك مقومات التقدم او الفوز او على الاقل تحسين مواقعهما قبل الدخول في مفاوضات”.

كما راى بالانش ان “المعارك ستتكثف لان المعارضة تلقت دفعا نتيجة التفجير. اما قوى النظام فلن تبدي اي رحمة”.

وتابع “يمكن توقع مصير مماثل لبابا عمرو في احد احياء دمشق، او تطهير عرقي على طراز الحولة او التريمسة في المحيط العلوي ينفذه اتباع آصف شوكت انتقاما لمقتل زعيمهم”.

النظام يُحاول إخضاع أحياء دمشق بالدبابات

والمعارضة سيطرت على معابر مع العراق وتركيا

المندوب الروسي لدى الامم المتحدة السفير فيتالي تشوركين – الى اليسار – والمندوب الصيني لي باودونغ – في الوسط – والمندوب الفرنسي جيار آرو قبيل بدء جلسة مجلس الامن أمس.

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

فيتو روسي – صيني على مشروع قرار غربي يتضمّن عقوبات على سوريا

 مود غادر سوريا والأمم المتحدة تكلّف كبير مستشاريها العسكريين قيادة المراقبين

 توالت وتيرة التطورات السياسية والعسكرية في سوريا أمس بعد مقتل ثلاثة من اركان النظام، مع استخدام القوات النظامية الدبابات لاقتحام احياء في العاصمة وسيطرة مقاتلي المعارضة على الحدود مع العراق ومعبر حدودي مع تركيا، وقت منع فيتو روسي – صيني مزدوج مجددا صدور قرار دولي يهدد بفرض عقوبات على دمشق.

وعشية انتهاء مهمة بعثة المراقبين الدوليين اذا لم يجددها مجلس الامن، وهو ما لم يحصل أمس، برزت شكوك في استمرار مهمة المبعوث الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان، خصوصا وان البيت الابيض حذر من ان الفيتو يعني ان مهمة انان “لا يمكن ان تستمر”.

وغداة مقتل وزير الدفاع داود راجحة ونائبه صهر الرئيس السوري آصف شوكت ورئيس خلية ادارة الازمة حسن توركماني في تفجير استهدف مبنى الامن القومي في دمشق، بث التلفزيون السوري الرسمي الخميس لقطات للرئيس بشار الاسد وهو يستقبل وزير الدفاع الجديد العماد فهد الجاسم الفريج، الذي ادى اليمين الدستورية أمامه.

واثر تبنيه العملية النوعية غير المسبوقة في دمشق، حقق “الجيش السوري الحر” انجازا إذ تمكن مقاتلوه، للمرة الاولى منذ بدء حركة الاحتجاج في منتصف آذار 2011، من السيطرة على معابر حدودية مع كل من تركيا والعراق.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان مقاتلي “الجيش السوري الحر”، المكون من جنود منشقين ومدنيين يقاتلون الى جانبهم، سيطروا على معبر تل الهوى الحدودي مع تركيا. ولاحقاً قال ناشطون ان مقاتلي المعارضة سيطروا على معبر حدودي آخر بين سوريا وتركيا عند بلدة جرابلس بعد انسحاب قوى الامن منه.

وأكد الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي ان “الجيش السوري الحر” بات يسيطر على كل المنافذ الحدودية بين العراق وسوريا وهي القائم والتنف، فيما لا تزال هناك معارك في سنجار وهي نقطة حدودية صغيرة في الشمال.

في المقابل، حاول النظام احكام قبضته على الاحياء الثائرة عليه في دمشق، واستخدم لهذه الغاية للمرة الاولى في العاصمة، الدبابات لاقتحام حي القابون.

وقال المرصد ان عددا من احياء دمشق يشهد حركة هروب لمئات من سكانها وخصوصا من المزة والميدان الى مناطق اكثر امانا، مشيراً الى ان حي التضامن ومخيم اليرموك ومنطقة السيدة زينب شهدت حركة نزوح للاهالي. وبات أمس اليوم الاكثر دموية منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا قبل 17 شهرا، إذ أعلن المرصد مقتل أكثر من 250 شخصا في أنحاء البلاد، وقال ان بين القتلى 93 من رجال الامن و155 مدنيا منهم 44 طفلا في دمشق.

واضاف انه لا يزال يجمع المعلومات عن عدد مقاتلي المعارضة الذين قتلوا من مصدرين ميدانيين وانه يتوقع ارتفاعا كبيرا لعدد القتلى.

مجلس الامن

وفي نيويورك، استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض “الفيتو” في مجلس الامن لاسقاط مشروع قرار يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري اذا لم يتوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة ضد مناهضيه خلال مهلة عشرة ايام.

وهذه المرة الثالثة خلال تسعة اشهر تستخدم روسيا والصين حقهما بصفتهما دولتين دائمتي العضوية في المجلس لمنع صدور قرار يندد بسوريا. وقد صوتت 11 دولة على مشروع القرار وامتنعت جنوب افريقيا وباكستان عن التصويت.

ورأت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة سوزان رايس أن ما حصل أمس في دمشق “يشير الى ان الوضع في سوريا سيستمر في التدهور في ظل عدم تحرك مجلس الأمن”. وقالت إن احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا يجب أن يكون باعثاً للقلق، وأضافت: “سنسعى خارج مجلس الأمن الى ممارسة الضغط على سوريا”.

ودافع المندوب الروسي الدائم لدى الامم المتحدة السفير فيتالي تشوركين عن استخدام بلاده “الفيتو” ضد مشروع القرار، وقال إنه “على رغم كل الاتهامات الموجهة الينا، نحن نؤكد دعمنا لأنان وخطته”. وشدد على ضرورة تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا. وكرر أنه “لا يمكن أن نقبل قراراً تحت الفصل السابع” ضد سوريا، ملاحظا أن “ثمة دولاً تصب الزيت على النار في شأن سوريا”.

ورأى المندوب الصيني الدائم لدى الامم المتحدة السفير لي باو دونغ أن مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا في شأن سوريا لا يساعد على حل الأزمة هناك، بل يؤدي إلى مزيد من المشاكل في المنطقة ويهدّد وحدة المجلس. وأعرب عن دعم بلاده مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.

أما المندوب الفرنسي الدائم  السفير جيرار آرو فحذر من ان الفيتو الروسي – الصيني “يعرض للخطر” مهمة انان.

وأعرب أنان نفسه عن “خيبة امله” لفشل مجلس الامن في اتخاذ قرار في شأن سوريا.

ووصف البيت الابيض الفيتو الروسي – الصيني بأنه “مؤسف جداً” ويعني ان مهمة أنان “لا يمكن ان تستمر”.

ولا يزال أمام مجلس الامن وقت للتفاوض على مشروع قرار آخر في شأن مصير بعثة المراقبين قبل أن ينتهي أجل تفويض أولي مدته 90 يوماً منتصف ليل اليوم (04:00 بتوقيت غرينيتش السبت).

وقال ديبلوماسيون ان بريطانيا اقترحت مشروع قرار بتمديد تفويضه للمراقبين 30 يوما وانها تأمل في طرحه للتصويت، لكن لم يتضح حجم الدعم الذي يمكن ان يحصل عليه.

وحذر رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الميجر جنرال روبرت مود  في مؤتمر صحافي قبيل مغادرته دمشق نهائياً من ان سوريا “ليست على طريق السلام”، لافتا الى انه من اجل تحقيق مصلحة الشعب السوري “نحن في حاجة الى قيادة فاعلة من مجلس الامن ووحدة حقيقية حيال خطة سياسية تستجيب لطموحات الشعب السوري وتكون مقبولة لدى كل الاطراف”.

وأعلنت الامم المتحدة ان كبير مستشاري الامم المتحدة العسكريين باباكار غاي توجه الى دمشق ليتولى قيادة بعثة المراقبين في سوريا خلفاً لمود في انتظار قرار سياسي في شأن مصيرها. كما يتوجه وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس الى دمشق في الايام القريبة.

 تفجير دمشـق يهـدّد «المراقبين» ومعابـر العـراق بأيدي المسـلحين والفريـج يقسـم اليمين أمام الأسـد

بوتين يأمر بإسقاط التسوية والفيتو المزدوج يطيح بالمشروع الغربي

ظهر الرئيس السوري بشار الأسد أمس، على شاشات التلفزيون للمرة الاولى منذ تفجير مكتب الامن القومي في دمشق، مستقبلا وزير الدفاع الجديد العماد فهد الفريج الذي أقسم اليمين أمام الرئيس. أما في نيويورك، فعرقل الثنائي الروسي – الصيني بالفيتو للمرة الثالثة، مشروع قرار دولي غربي ضمن الفصل السابع يهدد سوريا بعقوبات إذا لم تسحب أسلحتها الثقيلة من المدن، وذلك بعدما أفشل تفجير مكتب الامن القومي في دمشق، مساعي التسوية الغربية ـ الروسية حول قرار توافقي.

وأتت هذه التطورات السياسية، بينما شهدت الحالة الميدانية تصعيداً مطرداً في العاصمة دمشق، وعلى المعابر الحدودية مع العراق التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة.

ومرة ثالثة، أوقف الفيتو الروسي الصيني مشروع قرار غربي ضد سوريا في مجلس الأمن. وقال ديبلوماسي غربي لمراسل «السفير» في باريس محمد بلوط، إن المفاوضات بشأن هذا القرار لم تتقدم في أي لحظة، ولم يقدم الروس اي مشروع تسوية يمكن البناء عليه للتوافق على صيغة مع الغربيين.

وقال الديبلوماسي الغربي إن المفاوضات لم تذهب بعيدا بين فريقي الخبراء الروس والغربيين وبين المندوب الروسي فيتالي تشوركين والفرنسي جيرار آرو والبريطاني مارك ليال غرانت. إذ تلقى الروس تعليمات مباشرة من الرئيس فلاديمير بوتين بعدم البحث عن اي تسوية، بعيد ساعات قليلة من التفجير الذي استهدف مكتب الأمن القومي في دمشق، ومقتل ثلاثة من اعضاء خلية الأزمة التي تدير المواجهة في سوريا مع مسلحي المعارضة.

وقال المصدر الغربي إن تشوركين كان قد ابلغ الغربيين اعتزامه التصويت بنعم على مشروع التسوية الذي تم التوصل اليه قبل عملية التفجير في دمشق. وكانت تسوية بين الوفدين قد ارتسمت في قبول الطرفين مبدأ التمديد لبعثة المراقبين، وهو ما طالب به الروس، مع تخفيض عديدها وتمدينه، وهو مطلب غربي.

ووافق الروس على فصل سابع يظلل القرار الدولي، لكن في فقرته الحادية والأربعين، التي تقتصر قوتها القهرية على عقوبات اقتصادية إلزامية لأعضاء الأمم المتحدة، من دون الذهاب إلى حد بعيد نحو عمل عسكري.

وحاول الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان انقاذ ما يمكن انقاذه، عندما طلب تأجيل التصويت على مشروع القرار الغربي من دون تعديلات، لكن الساعات الـ24 الإضافية التي حصل عليها لإقناع الروس بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لم تثمر.

وبحسب الديبلوماسيين فإن المفاوضات في الساعات الأخيرة حول سوريا، قد خرجت من ايديهم وجرت على مستويات عالية، شارك فيها مسؤولون كبار، اخفقوا في التوافق على التسوية التي كان الديبلوماسيون قد رسموا معالمها الأولى.

وكانت اوساط ديبلوماسية غربية قد أبلغت الإثنين الماضي، وقبل ساعات من تفجير مكتب الأمن القومي، بأن دمشق ستعيش عملية حاسمة تعجل بانهيار النظام، من دون تحديد طبيعة الحدث المنتظر. وساد الاعتقاد بأن الحدث هو اختراق المعارضة المسلحة لحزام الأحياء المحيطة بقلب العاصمة دمشق.

وقال ديبلوماسي اوروبي لـ«السفير» إن الغربيين راجعوا تقييمهم لقوة المعارضة السورية، بعد عملية دمشق. ونقل عن مساعد كوفي انان مارتن غريفيث قوله في اجتماع للأمم المتحدة في جنيف، لدراسة التطورات في سوريا، إن البعثة الدولية أساءت تقدير قوة المعارضة السورية.

وكان غريفيث قد قدم احاطة امام المجموعة العاملة في بعثة المراقبين وديبلوماسيين امميين في جنيف قبل اسبوع، نفى فيه، بحسب تقارير المراقبين أن يكون «الجيش السوري الحر» والمعارضة المسلحة قد سيطرت على 40 في المئة من المراكز المدنية السورية. وقال غريفيث ان تقاريرنا تفيد بأن النظام لم يستخدم اكثر من 30 في المئة من قوته، بيد أنه قال ايضا إن النظام تجنب أن يزج في المعارك بوحدات المشاة، وبعض الألوية التي تتمتع بأكثرية سنية خشية انشقاقها.

والحال أن الروس، في لجوئهم ثالثة إلى الفيتو لمنع اي قرار الزامي بحق سوريا، بالرغم من المقدمات التي تجعل بقاء النظام السوري طويلا أمرا مشكوكا فيه، إلا أنهم، انسجاما مع موقفهم منذ مطلع الأزمة لا يزالون يقدمون قراءة مخالفة للقراءة الغربية لما آل اليه النظام السوري في الساعات الأخيرة، ولقدرته على استيعاب الضربة التي وجهت اليه في عقر داره، بعد مقتل ثلاثة من اركانه في اختراق غير مسبوق لأحد مراكزه الأساسية، ودخول ما يقدره الغربيون بما لا يقل عن عشرة آلاف مسلح إلى حزام سكاني متماسك يحيط بقلب العاصمة دمشق.

والأرجح أن معنى الفيتو الثالث، يعلن استمرار الاعتقاد في موسكو ان النظام السوري لا يزال يتمتع بما يكفي من القوة إما لاستعادة المبادرة السياسية على الأرض في الحد الأقصى، وإما الرهان على مقاومته ما يكفي من الوقت لفرض تسوية تحفظ مصالحه في الموقع السوري، في الحد الأدنى. ومن غير الاعتقاد أن الحليف السوري لا يزال قويا بما يكفي للبقاء طويلا، ما كان للروس أن يقدموا على خيار الفيتو الثالث.

أما مصير بعثة المراقبين، فمن المرجح أن تبقى بقرار تقني من مجلس الأمن، لا بد منه للاستمرار بتمويلها قانونيا من صناديق الأمم المتحدة. وتحظى بتمديد لن يتجاوز 30 يوما.

وقال ديبلوماسي غربي إنها مهلة يملك الجميع ما يكفي من الأسباب للتوافق عليها. فمن المنتظر ان تسمح المهلة بالإبقاء على «شعرة معاوية» لا بد منها مع الداخل السوري، ومراقبة ما يجري، بعد مغادرة معظم البعثات الأجنبية الأراضي السورية، كما يحتاج المراقبون الى وقت طويل لتنظيم عملية إجلاء معداتهم و138 سيارة مصفحة. كما ان المهلة توافق نهاية شهر رمضان والرهان يقوم لدى الغربيين على ان النظام السوري، قد لا يدرك عيد الفطر.

وقال فيتالي تشوركين ان مشروع القرار سعى الى «فتح الطريق لفرض العقوبات وكذلك للتدخل العسكري الخارجي في الشؤون الداخلية السورية». وقال ان الغرب سعى الى «تشجيع المتطرفين بمن فيهم جماعات ارهابية». واشار الى ان مشروع القرار الذي صاغته بريطانيا بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا والبرتغال «منحاز».

وذكر تشوركين في اعقاب جلسة مجلس الامن ان المجلس سيبحث اليوم مسألة التمديد الفني لمهمة المراقبين الدوليين.

واعتبر البيت الابيض ان الفيتو الروسي ـ الصيني على مشروع قرار في مجلس الامن الدولي حول سوريا «مؤسف للغاية» ويعني عدم امكان استمرار مهمة الموفد الدولي كوفي انان. واذ اكد ان دعم نظام بشار الاسد يشكل «خطأ»، قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني على متن الطائرة الرئاسية إن «اخفاق» مجلس الامن على هذا الصعيد يعني ان مهمة انان «لا يمكن ان تستمر».

واضاف كارني ان «الولايات المتحدة لا تؤيد فكرة ارسال عناصر غير مسلحين من الامم المتحدة الى سوريا لمحاولة رصد اعمال العنف التي يرتكبها نظام الاسد في ظل عدم توافر جهاز تنفيذي… لمحاسبة النظام على عدم ايفائه بالتزاماته» التي نصت عليها خطة انان.

وتابع كارني قائلا «ليس هناك ادنى شك في ان مستقبل سوريا سيتقرر من دون بشار الاسد. ان ايامه في السلطة معدودة. ان دعم هذا النظام في وقت يشرف على نهايته يشكل خطأ».

وغداة تفجير مكتب الامن القومي في دمشق، بث التلفزيون الرسمي السوري الخميس لقطات للرئيس بشار الاسد وهو يستقبل وزير الدفاع الجديد العماد فهد الجاسم الفريج، الذي ادى اليمين الدستورية امامه. وصرح مصدر امني في دمشق بأن «جنازة وطنية» ستنظم الجمعة للمسؤولين الامنيين الثلاثة الذين قتلوا الاربعاء الماضي، لكن من دون ان يعرف ما اذا كان الاسد سيشارك فيها.

من جانبه، اكد وكيل وزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي ان «الجيش السوري الحر» بات يسيطر على كل المنافذ الحدودية بين العراق وسوريا.

واعلن «المرصد» ان اعمال العنف والقصف والاشتباكات التي شهدتها مناطق مختلفة من سوريا أمس، حصدت اكثر من 193 قتيلا بينهم 77 مدنيا، و36 جنديا منشقا ومقاتلا معارضا، و68 جنديا نظاميا. («السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

سـفـيـر إيــران فـي لبــنان لـ«السـفير»:

تفجـيـر دمشـق ورقـة قـوة بيـد النـظام

لن تحيد إيران قيد أنملة عن دعمها للنظام السوري، والأهم، لن تفقد ثقتها به، مهما بدا في لحظات ضعف أنه بدأ بفقدان نفوذه. موقف طهران من تفجير أمس الأول الذي استهدف قيادات عليا، وأظهر حجم الاختراق الأمني، خير دليل. هذا ما يؤكده السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن آبادي لـ«السفير» قائلاً إن «تفجير أمس هو ورقة قوة في يد النظام». ولكن كيف ذلك والنظام قد استُهدف في «ألف باء» أمنه؟ يعترف آبادي أن ما حصل كان «ضربة قاسية»، لكنه «سيفسح المجال أمام النظام للتشدّد مع الإرهابيين، وسيعطيه كامل الصلاحيات لتشديد قبضته الحديدية»، أما الأهم، برأي السفير، فهو أنه «سيعزّز الموقف الدولي الروسي والصيني الداعم للنظام، لا سيما في ظلّ ما يتعرّض له من ضغوط وابتزاز».

وكان السفير الإيراني حاسماً في موقفه عندما راهن على أن «النظام ما زال يتمتع بشعبية واسعة، أكدتها حتى الأطراف المعادية، وضرب النظام هو في الواقع ضرب للشعب، ولذلك لن ينجح الإرهابيون في تحقيق نتيجة لصالحهم».

من هنا، استعاد آبادي الأيام الأولى للثورة الإسلامية في إيران عندما تعرّض كثير من المسؤولين لاغتيالات ومحاولات تصفية، ومن بينهم من كان مرشحاً لقيادة الثورة اليوم، وقال «ظننا حينها أن الثورة قد انتهت، ولكن ذلك لم يحصل… وهكذا فإن ما وقع في سوريا أول أمس ليس دليلاً على نهاية النظام الذي يدعم المقاومة»، مردفاً «إن سوريا هي جزء من المنظومة المقاومة، ولذلك ليست هي المستهدفة بل المقاومة في وجه إسرائيل وأميركا».

وعند الحديث عن هوية الجهة التي تقف وراء التفجير، استبعد آبادي أن يكون من صنيعة الجيش السوري الحرّ، فهو عمل استخباراتي تقف وراءه دول كبرى، لا سيما أن «الجيش الحر» مجرّد أداة لا يملك من القوة أو النفوذ والسلطة شيئاً. وأوضح أن «هذا التفجير هو تنفيذ لمخطط قوى خارجية، والمستفيد الأول هو إسرائيل».

وفيما أكد السفير الإيراني على أن ما حصل في مقر مجلس الأمن القومي، هو «نقطة تحول» في المعركة السورية، شدد على «أمرين أساسيين: الأول هو فقدان من كانوا ينادون بتحقيق الديموقراطية للحجة لأن من استُهدفوا بطريقة إرهابية كانوا شخصيات مهمة، أما الثاني فهو ضرورة الانتظار لرؤية المفاجآت المقبلة لأن النظام سيزداد قوة بعد هذه الضربة».

وفي سياق مختلف، علّق السفير على اتهام إيران بتفجير باص السياح الإسرائيليين في بلغاريا، والذي تزامن مع التفجير السوري، نافياً بشكل قاطع الاتهام. وقال «نحن اعتدنا على مثل هذه الاتهامات منذ الثورة الإسلامية، كما حصل مؤخراً في تايلاند والهند وغيرهما».

(«السفير»)

السفير الروسي في باريس يؤكد: الأسد يوافق على التنحي ولكن بطريقة حضارية

باريس- (ا ف ب): قال السفير الروسي في فرنسا الكسندر اورلوف الجمعة أن الرئيس السوري بشار الأسد “يوافق على التنحي” ولكن “بطريقة حضارية”، في مقابلة اجرتها معه اذاعة فرنسا الدولية.

وقال اورلوف انه “عند انعقاد اجتماع مجموعة العمل في جنيف في 30 حزيران/ يونيو، نص بيان ختامي على مرحلة انتقالية الى نظام اكثر ديموقراطية” مشيرا الى ان “الاسد قبل” بذلك.

واضاف “انه يوافق على التنحي ولكن بطريقة حضارية”.

المقاتلون المعارضون السوريون يسيطرون على معبر باب الهوى مع تركيا

باب الهوى- (ا ف ب): سيطر المقاتلون المعارضون السوريون الجمعة على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بعد معارك عنيفة دارت الخميس مع الجيش السوري، على ما افاد مصور في وكالة فرانس برس.

وشاهد المصور شاحنات تركية احترقت خلال المعارك عند مدخل المعبر الذي يسيطر عليه حوالى 150 مقاتلا مدججين بالاسلحة مقابل مركز جلوة غوزو التركي الذي يضم مخيمات للاجئين سوريين في ولاية هاتاي.

وبدت مباني المركز السوري وقد اخترقها الرصاص كما شوهدت بقع دماء في الاماكن الخارجية من المجمع، مما يدل على عنف المعارك التي دارت بين المقاتلين والجنود النظاميين الذين هجروا المكان بالكامل.

وقام المقاتلون بتخريب المجمع واخذوا اجهزة الكمبيوتر والمعدات المكتبية منه كما استولوا على شحنات غالبيتها من الاغذية كانت على متن الشاحنات التركية التي تصادف عبورها عند وقوع الاشتباكات.

ويقع المركز الحدودي في محافظة ادلب السورية (شمال غرب) التي تشهد منذ اشهر معارك بين الجيش وقوات مسلحة من المعارضة.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان من اعلن الخميس سيطرة المقاتلين على المركز الحدودي وهي سابقة في الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ 16 شهرا ضد نظام بشار الاسد.

واظهر تسجيل فيديو عرضه ناشطون على (يوتيوب) مسلحين عند المركز الحدودي وهم يطلقون النار في الهواء ابتهاجا قبل ان يقوموا بتكسير صورة كبيرة للرئيس السوري بشار الاسد.

الجيش السوري يعلن تطهير حي الميدان في دمشق من “الارهابيين

دمشق- (ا ف ب): اعلن التلفزيون الرسمي السوري أن الجيش “طهر” الجمعة حي الميدان قرب وسط العاصمة دمشق من “الارهابيين” بعد معارك عنيفة.

وذكر التلفزيون أن “قواتنا المسلحة الباسلة طهرت منطقة الميدان بدمشق كاملة من فلول المرتزقة الارهابيين وتعيد الامن والامان اليها”.

ومن جهته افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقته وكالة فرانس برس عن “سماع اصوات عدة انفجارات في حي الميدان” مشيرا إلى أن “قوات نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت الحي”.

كما ذكر المرصد ان “اشتباكات دارت فجر اليوم في حي كفرسوسة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة” مشيرا الى “استشهاد سائق سيارة اثر اطلاق الرصاص عليه من احد نقاط التفتيش بعد منتصف ليل الخميس الجمعة”.

وفي مواجهة هجوم المتمردين على دمشق، كثف الجيش الخميس عملياه وهاجم للمرة الاولى حي القابون (شرق) “باكثر من 15 دبابة وناقلة جند”.

كما تحدث عن “اصوات انفجارات في حي الميدان وسط مدينة دمشق الذي اقتحمت فيه قوات نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة الحي من جهة حي الزاهرة القديم”.

واعلن المرصد الجمعة ان اكثر من 300 شخص غالبيتهم من المدنيين قتلوا الخميس في اعمال قمع ومعارك في انحاء مختلفة من سوريا، في اعلى حصيلة يومية منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري قبل 16 شهرا.

ومن جهة اخرى قال المرصد إن “احياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية في حمص (وسط) تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام هذه الاحياء المحاصرة”، موضحا ان القصف ادى الى “استشهاد مواطن اليوم”.

واضاف ان مدينة عربين في ريف دمشق “تتعرض للقصف منذ صباح اليوم من قبل القوات النظامية السورية مما اسفر عن سقوط شهيد”. واشار الى “حالة نزوح من المدينة خوفا من العمليات العسكرية”.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب) “جرت اشتباكات فجر اليوم الجمعة في منطقة سهل الروج بريف جسر الشغور ((256 كلم شمال دمشق) بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة هاجموا حاجز للقوات النظامية في المنطقة”، حسب المرصد.

واضاف انه “وردت معلومات عن خسائر بشرية في صفوف عناصر الحاجز”

الجعفري: لا نيّة لسوريا استخدام الأسلحة الكيماوية في النزاع الحاصل

نيويورك- (يو بي اي): نفى مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وجود أية نية لدى بلاده لاستخدام أسلحة كيميائية في النزاع القائم، واعتبر أن تقاعس المجلس يعني أن الحديث عن دعم الحل السلمي السياسي في سوريا بعيداً عن العنف لا يشكل أكثر من شعار لدى البعض لكسب الوقت وخداع الرأي العام السوري والدولي.

وقال الجعفري في كلمة أمام مجلس الأمن عقب جلسة عقدت في نيويورك للتصويت على مشروع قرار فرنسي بريطاني حول سوريا، إن “الأحاديث التي تكررت مؤخراً في الإعلام عن أسلحة كيمائية ونية سوريا باستخدامها هي عارية عن الصحة تماماً وصيد في الماء العكر”.

وأضاف أن هذه الأحاديث إن دلّت على شيء “فإنما تدل على نوايا من يريد استخدام وسائل ومواد كيماوية ضد شعبنا الآمن بهدف اتهام الحكومة السورية بذلك وتأليب أعضاء مجلس الأمن والرأي العام العالمي ضدها”.

وقال إن سوريا كانت تتوقع فعلاً من مجلس الأمن أن ينخرط فعلاً بشكل إيجابي بمساعدتها حكومة وشعباً من خلال احترام أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي “بعيداً عن إقحام أي أجندات وطنية لهذا العضو أو ذاك في الأجندة الدولية التي يمثلها مجلس الأمن وهي الأجندة التي تُعنى أساساً بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين”.

ولفت إلى الشعب السوري يعتريه القلق وتنتابه الريبة قبل انعقاد أي جلسة من جلسات المجلس حول الوضع في سوريا و”يُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى ما كنا نحذر منه منذ البداية من تزامن مشبوه لهذه الجلسات مع أعمال إرهابية غادرة طالت الكثير من أبرياء هذا الشعب السوري ومؤسساته وكوادره وطاقاته البشرية والمادية”.

وتحدث عن التفجير الذي طال تفجير مقر الأمن القومي في دمشق الأربعاء وقال “للأسف أيضاً لم يصدر عن هذا المجلس الموقر أي إدانة لهذا العمل لكننا نوجه الشكر للسيد الأمين العام (بان كي مون) وللمبعوث الدولي الخاص (كوفي أنان) لإدانتهما لهذا العمل الإرهابي”.

وأضاف “إذا لم يكن هذا العمل الإرهابي قادراً على استقطاب إدانة مجلس الأمن له فوراً وبأقسى العبارات فإن ذلك سيعني حكماً أن كل ما بناه المجتمع الدولي من توافق حول مكافحة الإرهاب لم يكن إلا حبراً على ورق وأن هذا الفشل سيوجه رسالة خاطئة إلى الإرهابيين في كل مكان في العالم بأنهم خارج نطاق المساءلة”.

وقال إن “تقاعس المجلس سيعني أيضاً أن الحديث عن دعم الحل السلمي السياسي في سورية بعيداً عن العنف لا يعدو كونه بالنسبة للبعض أكثر من شعار لكسب الوقت وخداع للرأي العام السوري والدولي وتقويض لخطة أنان”.

وأشار إلى أن سوريا قد رحبت رسمياً بالبيان الختامي لاجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف متسائلاً “فإذا لم يكن هناك أي اعتراض على مقررات وثيقة جنيف المبنية على خطة كوفي عنان فلماذا لا يتفق المجلس على أمر إجرائي بحت ألا وهو تمديد ولاية بعثة المراقبين ضمن الهوامش والثوابت التي قرأتها للتو والتي توافق عليها جميع الحاضرين في جنيف”.

وأضاف أنه قد أصبح واضحاً للجميع أن نجاح خطة أنان وبعثة المراقبة يتطلب إلى جانب الدعم الحكومي السوري توافر التزام دولي صادق وإرادة سياسية حقيقة لدى الجميع لاسيما الأطراف التي لديها تأثير مباشر على الجماعات المسلحة وعلى المعارضة المسلحة، تقوم على تشجيع الحوار بين السوريين ورفض العنف والعسكرة والوقف الفعلي لتسليح وتمويل المجموعات الإرهابية ” إضافة إلى رفع العقوبات الأحادية غير الشرعية عن الشعب السوري”.

وقال “لقد دأبت بعض الدوائر صاحبة المصلحة المباشرة في تسعير أوار الأزمة في سورية على الترويح لصورة مغلوطة عن حقيقة ما يجري فعلا في سوريا وعلى تشويه الموقف والتعامل السوري الحكومي مع الأزمة أيضا وذلك من خلال اختزال الواقع في صورة تشويشية توحي بوجود سلطة مستبدة تقتل شعبها الأعزل”، في حين أن الأزمة في سورية هي أزمة مركبة لها أبعاد متشعبة داخليا وخارجيا.

واشار إلى أن الغالبية الساحقة من الشعب السوري بما في ذلك شرائح واسعة من المعارضة الوطنية المسؤولة ترفض التدخل الخارجي وترفض العنف وحمل السلاح.

وقال إن هناك دول اتخذت منذ البداية موقفاً متوازناً وبناء من الأزمة السورية وأكدت على ضرورة حل الأزمة سلمياً وعبر الحوار والطرق السياسية مستندة في موقفها هذا على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وفي الوقت نفسه “هناك دول أخرى تدخلت في الشأن السوري بشكل فظ وقرعت طبول الحرب وجعلت من نفسها جزءاً من الأزمة وذلك من خلال قيامها بتقديم السلاح والمال والتغطية السياسية والإعلامية والدعم اللوجستي للجماعات المسلحة في سوريا ومن خلال التحريض على العنف ورفض الحوار وفرض ستين حزمة من العقوبات غير الشرعية على الشعب السوري”.

وقال “نقول لهذه الدول باسم شعبنا إذا أردتم أن تفرضوا شريعة الغاب على الآخرين ووجدتم ذلك أمراً منطقياً فعليكم أن تسمحوا بذلك أولاً في بلادكم”، مضيفاً من كان يتعاطف منكم صادقاً أم غير صادق مع المسلحين والإرهابيين في سورية فمن الأحرى به أن يستضيفهم في بلاده ويوفر لهم فيها ما ينشدون من حرية حمل السلاح وحرية العبث فساداً وتدميراً وتخريباً بالنسيج الوطني وببنية الدولة في سوريا تحت شعار تحقيق الديمقراطية والمطالبة بالإصلاح”.

وأكد على ضرورة الانتباه إلى أن الحل لا يمكن إلا أن يكون سورياً وعبر عملية سياسية سورية جامعة تلبي تطلعات كل فئات الشعب السوري المشروعة وذلك على أسس الحوار الوطني الذي يضم الجميع تحت سقف الوطن “وصولاً إلى إقامة دولة ديمقراطية تعددية يتساوى فيها الجميع أمام حكم القانون بعيداً عن أي استنسابية سياسية أو ايديولوجية دولة تتوفر فيها الفرص السياسية والاقتصادية للجميع دون تمييز ويتم التنافس فيها بشكل متساوي في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة”.

دبابات وطائرات تقصف احياء بدمشق.. والاسد استقبل وزير الدفاع الجديد.. وتشييع شوكت وراجحة وتوركماني اليوم

فيتو روسي ـ صيني جديد.. والنظام السوري يفقد معابر حدودية

انباء عن اشتباك قوات من حزب الله مع الجيش السوري الحر.. واسرائيل قلقة من نقل اسلحة كيماوية

بيروت ـ دمشق ـ عمان ـ انقرة ـ ‘القدس العربي’: استمرت وتيرة التطورات السياسية والعسكرية في التسارع في سورية الخميس غداة مقتل ثلاثة من اركان النظام، مع استخدام قوات النظام الدبابات لاقتحام احياء في العاصمة وسيطرة مقاتلي المعارضة على المعبر الحدودي مع العراق البوكمال، ومعبري ابو الهوى وجرابلس على الحدود مع تركيا، في حين منع فيتو روسي- صيني مزدوج مجددا صدور قرار دولي يهدد بفرض عقوبات على دمشق. كما وردت انباء امس عن دخول قوات لحزب الله اللبناني الاراضي السورية والاشتباك مع الجيش السوري الحر في منطقة القصير.

واعلن مسؤولون عراقيون سيطرة الجيش الحر على معبر البوكمال في حدث هو الاول منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سورية ضد نظام بشار الاسد.

واكد الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي الخميس ان الجيش السوري الحر بات يسيطر على كل المنافذ الحدودية بين العراق وسورية. وقال الاسدي ان ‘جميع المعابر والمخافر الحدودية في العراق وسورية سقطت بيد الجيش السوري الحر’.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان ‘مقاتلين من الكتائب الثائرة سيطروا على معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية في محافظة ادلب وحطموا صورا لبشار الاسد بعد انسحاب القوات النظامية من هذا المعبر’.

واظهر شريط مصور بثه ناشطون معارضون على موقع يوتيوب مسلحين في الباحة المؤدية الى المعبر الحدودي يطلقون النار في الهواء احتفالا بسيطرتهم عليه ثم يحطمون صورة للرئيس السوري. واظهرت مشاهد اخرى مسلحين يحرقون صورة للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد.

وكان المرصد الاسلامي في لندن اعلن سيطرة الاسلاميين السوريين على معبر الحدود التركية السورية، فيما تم اعلان سيطرة الجيش الحر على معبر الحدود مع العراق.

ونقل المرصد عن الدكتور أبو محمد الشامي رئيس ما يسمى مجلس شورى الدولة الاسلامية في اتصال هاتفي من على الحدود السورية التركية مع شبكة المرصد الإخبارية عن سيطرة المجلس على معبر باب الهوى الحدودي، وأكد أن المعبر الآن تحت سيطرتهم الكاملة.

وأعلن الشامي أن ‘المعبر الآن تحت سيطرتهم ورحب بأي شخص يريد العبور من المعبر في ظل مجلس شورى الدولة الإسلامية’.

جاء ذلك فيما وصل القلق الى الاردن حيث أعلنت المملكة الخميس، عن اتخاذ اجراءات وصفتها بـ’العادية’ على حدودها المشتركة مع سورية، وأنها تراقب الأوضاع على الحدود بين البلدين.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال سميح المعايطة ، ‘اتخذنا إجراءات عادية قابلة لـلتطور مع تطورات الأحداث في سورية’.

وأضاف إننا ‘نراقب الأوضاع على الحدود بين البلدين.. وأي شيء لا يمس أمننا القومي فهو شأن سوري داخلي’. وأوضح المعايطة إننا ‘معنيون بكل شيء يمس أمن البلاد’.

من جهته أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الخميس، جولة تفقدية على الحدود الإسرائيلية السورية في الجولان، مجدداً خشيته من أن يحاول حزب الله بحال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، نقل أسلحة كيميائية وثقيلة من سورية إلى لبنان. وقال باراك ان اسرائيل ستمنع اي تدفق للاجئين السوريين على هضبة الجولان.

الى ذلك تصاعدت حدة الاشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين الخميس في احياء دمشق وريفها لليوم الخامس على التوالي ما ادى الى هرب مئات السكان نحو مناطق أكثر امنا، في حين بلغت حصيلة القتلى 111 شخصا بينهم 51 من القوات النظامية.

بالمقابل حاول النظام احكام قبضته على الاحياء الثائرة ضده في دمشق، واستخدم لهذه الغاية للمرة الاولى في العاصمة، الدبابات لاقتحام حي دمشقي، بحسب المرصد.

وقال عبد الرحمن ان ‘القوات النظامية اقتحمت بأكثر من 15 دبابة الشارع الرئيسي في حي القابون الدمشقي’، مضيفا ان ناقلات الجند المدرعة استخدمت في الاقتحام ايضا.

ولفت الى انها ‘المرة الاولى التي تستخدم فيها القوات النظامية الدبابات في اقتحام احياء في العاصمة’، مضيفا ان هناك ‘مخاوف من عمليات قتل جماعي في الحي’.

وأحاط الغموض بمكان الرئيس السوري بشار الأسد الخميس مع استمرار المعارك في قلب العاصمة دمشق بعد يوم من تفجير أسفر عن مقتل كبار قادة الأمن في البلاد.

ولم يظهر الرئيس السوري او يلق بأي بيانات بعد تفجير وقع في وسط العاصمة أسفر عن مقتل صهره الذي يشغل منصب نائب وزير الدفاع ووزير الدفاع وضابط رفيع آخر مما جعل الجيش السوري يرد بضراوة بقصف مقاتلي المعارضة بالمدفعية.

وعرض التلفزيون السوري الحكومي الخميس لقطات للرئيس بشار الاسد اثناء اداء وزير الدفاع الجديد فهد جاسم الفريج اليمين وهي أول لقطات للأسد منذ التفجير الذي وقع يوم الأربعاء وقتل فيه ثلاثة من كبار المسؤولين في اجتماع أمني.

ولم يذكر التلفزيون الحكومي مكان وزمان تصوير هذه اللقطات لكنها تبدد الشكوك عن مقتل الأسد في الهجوم.

وصرح مصدر امني في دمشق لوكالة فرانس برس الخميس ان جنازة وطنية ستنظم الجمعة للمسؤولين الامنيين السوريين الثلاثة الذين قتلوا الاربعاء في تفجير في العاصمة السورية.

وقال هذا المصدر ان ‘جنازة وطنية ستجرى (الجمعة) في دمشق قبل نقل جثمان كل مسؤول الى مدينته لدفنه فيها’.

ولم يعرف ما اذا كان رئيس الدولة بشار الاسد سيشارك في الجنازة.

واكد مصدر امني لوكالة فرانس برس الخميس ان والدة الرئيس السوري بشار الاسد وشقيقته توجهتا الى مدينة طرطوس (غرب) لدفن آصف شوكت.

واكد هذا المصدر ان ‘انيسة الاسد ارملة الرئيس الراحل حافظ الاسد وابنتها بشرى ونساء اخريات من محيطهما توجهتا مساء امس (الاربعاء) بالطائرة الى اللاذقية (شمال غرب) ليتوجهن بعد ذلك الى طرطوس’.

ومطار اللاذقية هو الاقرب الى طرطوس التي يتحدر منها آصف شوكت زوج بشرى الاسد.

وقال هذا المصدر ‘سيشاركن في الدفن ويتلقين العزاء بوفاة آصف شوكت’، موضحا ان الجنازة ستجرى الجمعة.

سياسيا، استخدمت روسيا والصين الخميس حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن مدعوم من الغرب هدد السلطات السورية بفرض عقوبات إذا لم توقف استخدام الأسلحة الثقيلة ضد انتفاضة مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد وتسحب القوات من البلدات والمدن.

وهذه هي المرة الثالثة التي تستخدم فيها روسيا والصين حق النقض لمنع صدور قرارات من مجلس الأمن تهدف للضغط على الأسد ووقف العنف في الصراع المندلع منذ 16 شهرا والذي قتل آلاف الاشخاص.

وحصل القرار الذي كان سيمدد تفويض بعثة مراقبين دوليين في سورية لمدة 45 يوما على موافقة 11 صوتا بينما امتنعت جنوب أفريقيا وباكستان عن التصويت.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان قرار روسيا والصين استخدام الفيتو ‘مؤسف للغاية’. وهاجم وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قرار موسكو وبكين وقال انه ‘يتعذر تبريره او الدفاع عنه’.

وقالت المبعوثة الامريكية في الامم المتحدة الخميس ان مجلس الامن الدولي ‘فشل فشلا ذريعا’ بشأن سورية، مؤكدة ان واشنطن ستعمل الان خارج المجلس لمواجهة الرئيس السوري بشار الاسد.

وقالت سوزان رايس ‘سنكثف عملنا مع مجموعة منوعة من شركائنا خارج مجلس الامن للضغط على نظام الاسد وتقديم المساعدات لمن يحتاجونها’، وانتقدت روسيا والصين على تصويتهما بالفيتو على مشروع قرار ينص على فرض عقوبات على سورية. واكدت ان ‘مجلس الامن فشل فشلا ذريعا في واحدة من اهم المهمات على اجندته لهذا العام’.

وفي اشارة الى مخزون سورية من الاسلحة الكيميائية، قالت رايس ان الحكومة السورية ‘ستتحمل المسؤولية’ اذا استخدمت تلك الاسلحة ضد المعارضة. وقال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت لمجلس الأمن إنه ‘شعر بالفزع’ لاستخدام روسيا والصين الفيتو.

وقال السفير الفرنسي جيرار أرو إن من يؤيدون إجراء قويا من قبل الأمم المتحدة بشأن سورية لن يثنيهم شيء عن سعيهم.

الملكية الاردنية تعلق رحلاتها الى دمشق وحلب

عمان ـ ا ف ب: قالت الخطوط الجوية الملكية الاردنية الخميس انها علقت رحلاتها الى العاصمة السورية دمشق والى حلب اثر تصاعد العنف في الجارة الشمالية سورية. واعلنت الشركة انها ‘قررت تعليق رحلاتها الجوية بين عمان وكل من دمشق وحلب ابتداء من (الخميس) في ضوء تراجع حركة السفر على الخطين بشكل كبير نتيجة الاحداث الجارية في سورية والتطورات التي حدثت فيها خلال اليومين الماضيين’.

واضافت في بيان نقلته وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) انها ‘ستدرس امكانية استئناف الرحلات الجوية الى كل من دمشق وحلب اعتمادا على عودة حركة السفر الى طبيعتها’. وكانت للملكية رحلات يومية منتظمة الى كلتا المدينتين السوريتين.

بريطانيا تجمّد 100 مليون جنيه إسترليني لقادة سوريين

لندن ـ يو بي آي: ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الخميس أن بريطانيا جمّدت أصولا قيمتها 100 مليون جنيه إسترليني لقادة سوريين.

وقالت الهيئة إن معظم هذه الأصول هي أموال مودعة في حسابات مصرفية في المملكة المتحدة من قبل أفراد ومنظمات وردت أسماؤهم في لائحة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على نظام الرئيس بشار الأسد، رداً على استخدامه العنف لقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي أضاف مطلع العام الحالي أسماء الأسد، زوجة الرئيس الأسد، إلى لائحة الأفراد الذين جمّد أرصدتهم من أركان النظام السوري ويخطط لإدراج المزيد من الأسماء إلى اللائحة في الأسابيع المقبلة.

وقالت (بي بي سي) إن خبراء ماليين في الولايات المتحدة وأوروبا ‘يعملون الآن على تعقب أصول الرئيس الأسد وأعضاء نظامه على أرض الواقع وعبر الهاتف وعلى شبكة الإنترنت لتجميدها’.

وأشارت إلى أن وحدة تجميد الأصول في الحكومة البريطانية وضعت لائحة بأسماء 129 فرداً و 49 منظمة من سورية خاضعين لعقوبات الاتحاد الأوروبي. ونسبت (بي بي سي) إلى إيان ويليس من شركة المعلومات التجارية (ألاكو) قوله إن الأموال التي جمدتها بريطانيا ‘ليست سوى جزء بسيط من الثروة التي جمعتها عائلة الأسد وشركائها المقربين خلال 41 عاماً في السلطة’.

وأضاف ويليس ‘هناك ما لا يقل عن مليار جنيه إسترليني بعيداً عن منال الاتحاد الأوروبي أودعتها عائلة الأسد في روسيا وغيرها من الدول لم تفرض حتى الآن أي عقوبات على دمشق’.

مصدر سوري: السلطات الأمنية ألقت القبض على منفّذ تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق

دمشق ـ يو بي آي: قال مصدر سوري، الخميس، إن السلطات الأمنية السورية ألقت القبض على منفّذ عملية التفجير التي استهدفت مبنى الأمن القومي في دمشق في وأدّت الى مقتل عدد من القادة الأمنيين والعسكريين.

وقال المصدر المطلع ليونايتد برس إنترناشونال، ‘هناك معلومات موثوقة بأن السلطات السورية ألقت القبض على منفّذ عملية التفجير التي حصلت الاربعاء في مكتب الأمن القومي’ وراح ضحيتها وزير الدفاع السوري العماد داوود راجحة ونائبه العماد آصف شوكت ورئيس خلية الأزمة العماد حسن توركماني وإصابة وزير الداخلية اللواء محمد الشعار ورئيس مكتب الأمن القومي اللواء هشام الاختيار.

ولم يذكر المصدر هوية منفّذ التفجير ولا الجهة التي تشغّله، لكنه أكّد أن ‘واضع العبوة الناسفة في قاعة الإجتماع هو أحد العناصر المكلفين بحماية المبنى’ الذي يقع بالقرب من ساحة الروضة وسط العاصمة دمشق.

وفي السياق، قال مصدر سوري إن 5 أشخاص فقط هم من حضروا الإجتماع الذي عقد في مقر الأمن القومي في دمشق أمس وأسفر عن مقتل 3 منهم وجرح اثنين.

وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ليونايتد برس إنترناشونال، إن’الأشخاص الذين حضروا الإجتماع هم مَن أُعلن عن أسمائهم أمس، وهم الشهداء داوود راجحه وزير الدفاع ونائبه العماد آصف شوكت، ورئيس خلية الأزمة العماد حسن توركماني، وإصابة وزير الداخلية اللواء محمد الشعار، ورئيس مكتب الأمن القومي اللواء هشام الاختيار’.

وأضاف المصدر أن ‘ما حصل أمس هو إختراق أمني لا أحد ينكره، والخطأ أن يحصل هذا الإجتماع في مكان معلوم، وبذلك يمكن أن يكون هدف’، موضحاً أن’هؤلاء هم فقط مَن حضر الإجتماع وليس ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام عن وجود أكثر من 10 ضباط هم قادة الأجهزة الأمنية في سورية’.

من جهة أخرى، قالت مصادر سورية مطلعة إن ‘التفجير تم بواسطة عبوة ناسفة مكوّنة من مادة (TNT) شديدة الإنفجار تقدّر زنتها بنحو 50 كلغ تم إدخالها الى القاعة عن طريق أحد مرافقي من حضروا الإجتماع’.

واستهدف إنفجار كبير الأربعاء، مبنى الأمن القومي في دمشق أثناء إجتماع لوزراء وعدد من قادة الأجهزة الأمنية السورية.

وأعلن التلفزيون السوري أعلن في وقت لاحق أمس ‘إستشهاد كل من وزير الدفاع العماد داود راجحة ونائبه العماد آصف شوكت، ورئيس خلية الأزمة العماد حسن توركماني، في التفجير الإنتحاري الإرهابي الذي استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق’.

ايام الاسد قصيرة

صحف عبرية

دخلت المعركة على رأس الاسد الى مرحلة جديدة وحاسمة. ففي بداية الاسبوع نجح الثوار، لاول مرة، بالتمترس في عدة أحياء في دمشق وادارة المعارك مع الجيش من هناك. اما أمس فقد نجحوا في تصفية عدد من كبار رجالات المؤسسة الامنية، الذين يديرون منذ نحو سنة ونصف الحرب ضد أبناء شعبهم.

للاسد يوجد على الاقل أربعة اسباب وجيهة لنوبة شديدة من القلق. السبب الاول: دمشق ليس حمص، حماة، حلب أو دير الزور. القتال مع الثوار يجري الان على مسافة كيلو مترات قليلة، واحيانا بضع مئات الامتار، من مباني الحكم المركزي في المدينة البرلمان، وبالطبع القصر الرئاسي. وتسمع اصداء الانفجارات في كل مكان، فيما تبدو سحب الدخان من كل بيت.

السبب الثاني: من بين كبار رجالات النظام، الذين صفوا أمس في الانفجار في مقر الامن القومي، فان فقدان الصهر، الجنرال اصف شوكت، خطير ومقلق أكثر من ناحية الاسد من مقتل وزير الدفاع أو وزير الداخلية. شوكت، جنرال طموح، وحشي وعديم الرحمة، شق طريقه الى القيادة بفضل زواجه من بشرى، شقيقة بشار، كان واحدا من العامودين الاساسين، اللذين يستند اليهما الاسد في خطواته اليائسة لقمع الثورة.

والان يبقى الاخ ماهر، الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه.

السبب الثالث: عملية أمس جسدت لبشار بان دائرة الحراسة الاقرب عليه اخترقت. فاذا كان نجح أحد الحراس الشخصيين في أن يدخل عبوة ناسفة الى مقر الامن الاكثر حراسة، فما بالك الا يرتبط أحد الحراس الشخصيين بالثوار فقط كي يدس رصاصة في رأسه؟

والسبب الرابع: ما حصل هذا الاسبوع في دمشق يؤشر للجميع بان ايام الاسد قصيرة.

المعارك في العاصمة والعملية الفتاكة يمكنها أن تشكل حافزا لتسارع دراماتيكي في حجم الفرار الذي يتسع من يوم الى يوم وتسرع تفكك الجيش. اذا كان احد قادة الفرق سيقرر بان الاسد تحول من ذخر الى عبء، فان من شأن هذا أن يقرب النهاية.

نوبات القلق لدى الزعيم قد تؤدي الى قرار متسرع ويائس في أن يلقي الى الساحة بكل ما تبقى في يده، وعلى رأس ذلك السلاح الكيماوي، من أجل انقاذ نظامه حتى بثمن سفك دماء فظيع. وكبديل، فان هذه كفيلة بان تشجعه على ترك كل شيء والفرار. اولئك الذين يعرفون بشار عن كثب يدعون بانه ينتمي الى النوع الاول.

كل محاولة لاحتساب نهاية الاسد بايام أو أسابيع مآلها الفشل مسبقا. ولكن الاتجاه واضح. فالاسد ينزلق منذ الان الى اسفل المنحدر السلس الذي لا عوده منه. هذا يقلق الايرانيين الذين عقدوا أمس مشاورات طارئة في طهران ويقلق جدا حزب الله ايضا.

كما أنه يقلق اسرائيل ايضا وعن حق. الاسد يجب أن يرحل، ولكن المعارضة للاسد مفككة وتخضع لامرة عدة قيادات، والثوار أنفسهم ليسوا من مادة واحدة. يوجد بينهم ايضا عناصر الاسلام المتطرف، الاخوان المسلمون ونشطاء الجهاد العالمي، الذين استغلوا الفوضى في سوريا كي يضربوا جذورهم فيها وليسوا معروفين بالضبط كعاطفين على اسرائيل او كمحبين للسلام.

هضبة الجولان قد تصبح، بعد رحيل الاسد، منطقة حدود غير مستقرة وخطيرة الى أن يستقر، اذا ما استقر، في سوريا حكم مركزي.

عوديد غرانوت

معاريف – 19/7/2012

سورية: حتى التلفاز الرسمي قال الحقيقة.. هذه ايام غير عادية.. والمجتمع الدولي لم يعد دوره مهما

عملاء موساد على الحدود مع سورية.. وسي اي ايه يدعمون المعارضة ويراقبون تحركات القاعدة وعينهم على الترسانة الكيماوية

لندن ـ ‘القدس العربي’: هل هي النهاية اذا، والى اين تسير سورية، هل انتهى فعلا نظام بشار الاسد، بعد ان خسر عقوله التي كانت تخطط للامساك بالوضع والقضاء على المقاومة المندلعة منذ اكثر من 16 شهرا، ما هو سر التفجير الغامض، هل كان انفجارا، تفجيرا، او تطهيرا، اسئلة كثيرة وغيرها طرحتها الصحافة العالمية ولكن المشترك فيها هي ان النهاية للنظام الحاكم ولحكم الطائفة العلوية التي تحكم سورية منذ اربعين عاما او اكثر في الطريق للنهاية.

وكما هي العادة تتساءل معظم التعليقات عن طبيعة النهاية وشكلها، هل ستكون دموية ام انهيارا في داخل النظام، ام هربا على شاكلة الذين هربوا من الحكام العرب، بالتأكيد لا يستبعد احد حمامات دم وعمليات انتقام، فالضربة في قلب النظام ايا كان منفذها وطريقة تنفيذها تعتبر تحولا مهما في مسار الثورة السورية التي قتل فيها حتى الآن اكثر من 14 الف شخص على اقل التقديرات.

ليست ستالينغراد ولكن

وفي هذا السياق يرى روبرت فيسك في ‘اندبندنت’ ان التفجيرات ليست ‘ستالينغراد’ النظام السوري ولكن مخالب الثورة تحركت الآن لتنهش قلب النظام. ويقول ان حقدا كان كامنا لان ينفذ هذا العمل الوحشي ضد الحكومة السورية، مشيرا الى انه مشى قبل ثمانية اشهر قريبا من المؤسسة الامنية التي حدث فيها التفجير. وفي ذلك الوقت اخبره صديق سوري ان هناك تعذيبا يحدث في الطوابق الارضية لا تريد ان تعرف عنه، وبالتأكيد فان اي شخص سيخرج منه سالما سيكون سعيدا بقتل معذبيه علاوة على رئيس الجلادين.

واضاف انه ليس مستغربا ان يختار النظام وزير دفاع جديد هو فهد جاسم الفريج، احد مواطني مدينة حماة التي دمرها والد بشار عام 1982. ويقول ان الاب حافظ ظل خائفا حتى اللحظة الاخيرة من حياته ان ينفجر العنف في سورية عندما كان يشاهد تفكك يوغسلافيا القديمة والحرب الاهلية فيها، ويرى الذبح الذي مارسه حلفاؤه في الجزائر في التسعينات من القرن الماضي قائلا ان سورية اليوم هي نفس البوسنة وكرواتيا وصربيا في نهاية القرن الماضي. وتساءل عن خيارات بشار الآن، هل سيهرب؟ وان قرر الهرب فمن سيقوده للمطار سيكون عسكريا برتبة عميد، علوي مثله، فهل سيسمح هذا الاخير له بالهروب’، ويقول ان الحديث هذا مثير للكآبة لكن ما يمكن قوله ان الاسد سيتمسك بالسلطة اكثر من توقعاتنا، ولن يهرب، فالفرقة الرابعة التي يقودها شقيقه ماهر هي امر آخر، وستظل الدبابات في شوارع دمشق المدينة العتيقة، واصوات الرصاص تسمع في كل مكان، ويختم بالقول هذه ايام غير مسبوقة، قائلا لماذا ولعدة مرات، حتى التلفاز السوري الرسمي اجبر على قول الحقيقة، المحلفون لا يزالون يتناقشون ولم يصدروا الحكم بعد.

حيرة من روسيا

حدث كهذا لم يكن ليفوت على كتاب الافتتاحيات في الصحف، حتى صحيفة ‘نيويورك تايمز’ التي لم تخصص للشأن السوري الا قليلا من افتتاحياتها وكثيرا من تقاريرها اجبرت وبسبب الحديث الكبير على كتابة افتتاحية تحت عنوان ‘ اغتيال في دمشق’، مشيرة الى ان الحرب الدموية التي شنها الاسد على شعبه منذ شهور قد وصلت عميقا الى القلب. واشارت الى التقارير المتضاربة حول العملية بين النظام والمعارضة، ومع انها لا توافق على التكتيكات الا انه من الصعب اعتبار القتل نقطة تحول في الحرب السورية، فعلى الرغم من ان المقاومة المسلحة تحقق نجاحات على الارض الا انه لا توجد اية اشارات على استعداد الاسد للتخلي عن السلطة. وقالت ان بشار اثبت انه اكثر وحشية من والده في ضرب معارضيه. وما يبدو واضحا الآن ان اي حل دبلوماسي للازمة الذي تحاول الولايات المتحدة والمجتمع الدولي التوصل اليه يتلاشى الآن بسبب العناد الروسي.

وقالت ان كل واحد يجب ان يقلق خاصة السوريين الذين قاتلوا في الحرب ومن تلاحقهم دبابات النظام. وتحدثت عن العقوبات التي فرضت على النظام من الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي والتي تركت اثرا عليه لكنه سيكون اشد لو جاءت من الامم المتحدة. وتقول ان روسيا وافقت على خطة السلام التي قدمها كوفي عنان لكنها تعارض اية عقوبات خشية من تكرار الدرس الليبي، مع ان الناتو عبر عن موقفه من انه لا يريد التورط في حرب في سورية، ولا تزال موسكو تدعم اسراف الاسد في القتل بدعمه بالسلاح خاصة المروحيات. وركزت على الموقف الروسي الذي قالت انها لا تستطيع فهمه وان كان يصب في صالح الشعب السوري والامن الاقليمي، قائلة انه بدلا من الثبات على موقفهم في الدفاع عن قضية خاسرة فانهم سيكونون اكثر نفعا في التوصل لحل دبلوماسي.

القاعدة الشعبية تتقلص

في اتجاه اخر قالت ‘اندبندنت’ ان مد الحرب قد تغير في سورية. وقالت انه على الرغم من اللهجة المتحدية في التلفزيون الرسمي عن صلابة الحكومة والجيش والشعب الا ان الحقيقة تقول ان السلطة تتسرب من اصابع النظام المدماة. وتقول انه لا يهم ما قالته المعارضة المنقسمة على نفسها حول المسؤول عن التفجير لكنه مجرد تفجيره في مقر مهم وقتل قريب للرئيس يظهر ان النظام لم يعد منيعا وغير قادر حتى على حماية نفسه.

وتعتقد ان التفجير يعتبر دفعة معنوية للمعارضة التي ظلت تعاني من هجوم النظام بعد مذبحة تريمسة، وتنتهك خطة كوفي عنان، لكن ما ستتركه العملية هذه هي ان الدعم الذي لا يزال النظام يحتفظ به بين الشعب السوري سيذوب تدريجيا وعندها ستكون بداية النهاية. وتعتقد ان جهود فرض العقوبات على سورية والنقاش حولها في الامم المتحدة والموقف الروسي والصيني منها لم يعد مهما، لان تطور الاحداث في سورية يجرد المجتمع الدولي من القدرة على الرد. وتختم بالقول انه في ظل عزم الجيش على الانتقام فالوضع مخيف ولكن اكثر خوفا للرئيس.

دم ومذابح جديدة

‘الغارديان’ ترى ان ذبح القادة يعتبر ضربة قاصمة في قلب النظام، واضافت ان التطورين الهامين في الثورة هما استمرار القتال في دمشق مما يعني ان الجيش الحر قادر على الصمود لمدة طويلة والامر الثاني هو استهداف الحرب الرئيس شخصيا لان الهجوم لم يكن في العاصمة ولكن في قلب الآلة الامنية للنظام. وقالت ان النظام اعلن عن بديل عن وزير الدفاع المقتول من اجل اثبات قوته وهو الذي يحتكر القوة الجوية والبرية وانه قادر على البقاء وانه ليس في مزاج لرفع الراية البيضاء، مشيرة ان الحقيقة القاتمة بالنسبة للشعب السوري هي ان دما جديدا سينزف. كل هذا والنظام يقف امام حقائق لا يمكنه انكارها، وهي انتقال الحرب الى دمشق التي كان سكانها ينظرون لحرب الشوارع في حمص وكأنها من بلد اخر، فقد استمرت المعارك التي قالت تقارير انها اقتربت من القصر الجمهوري حتى بعد التفجير. وتقول الصحيفة ان النظام لا يزال يحتفظ بقاعدة صغيرة من الدعم لكن تصاعد الطائفية ستؤدي الى وقوف العلويين وراء النظام، ولكن القاعدة التي يعتمد عليها النظام من الاكراد والمسيحيين وبقية الاقليات تتقلص خاصة ان عمليات الانشقاق تزايدت، مشيرة الى انشقاق نواف الفارس ومناف طلاس.

ومع ترحيب سكان دمشق بالعملية والحديث عن الانتقام فان هناك احساسا عاما ان عصبة النظام قد حشرت الآن في الزاوية. وتقول ان الدبلوماسية لم تعد قادرة على مواكبة الاحداث ولم تستبعد ان تقوم روسيا التي لم تغير موقفها بعد وطالبت بمعاقبة ‘الارهابيين’ والتي تحاول حماية مصالحها العسكرية ان تغير موقفها. ومع انه لا احد يمكنه اعتبار ما حدث الاربعاء نقطة الحسم لكن الاحداث تتحرك وان المشهد الاخير لهذه المسرحية المأساوية اقترب اكثر مما كنا نتوقع.

اوباما الاناني

على خلاف بقية الصحف انتقدت ‘ديلي تلغراف’ موقف باراك اوباما من الازمة حيث عبرت عن مخاوفها من تأجيله اي انخراط في سورية الى ما بعد الانتخابات الرئاسية. واشارت الى طريقة تعامل التلفزيون الرسمي مع الحدث حيث انه كان على غير العادة حساسا، ولكنها اشارت الى ان الظروف الغامضة للقتل تطرح اسئلة ان كانت هناك عملية تصفية ام ضحية لصراع على السلطة، خاصة ان تقارير تحدثت عن عملية انشقاق.

وتقول ايا كان الامر فالتوصل للحقيقة في سورية امر صعب، وتوافق الصحيفة بقية التحليلات ان ايام الطائفة العلوية في الحكم صارت معدودة، فمحاولات قمع الانتفاضة باليد الحديدية فشلت، كما ان النخب السنية في الجيش تتخلى عن النظام وسيتبعهم آخرون، ولكن الاخبار غير السارة هي ان النظام لن ينتهي بدون قتال ومجازر. وترى انه لم يعد هناك اي حل للازمة ما دام الاسد وازلامه في السلطة، وما يجب على الغرب فعله وجيران سورية هو السيطرة على الفوضى التي ستنشأ بعد رحيل النظام، وسيكون لروسيا دور تلعبه وكذا امريكا التي لا يزال موقف رئيسها اوباما مثيرا للقلق اذ انه يريد تأجيل اي انخراط في الشأن السوري الى ما بعد الانتخابات. لكن تردي الوضع يجعل من الواجب على امريكا ان لا تتخلى عن واجباتها، لانها فقط تريد ان تتناسب مع الجدول الانتخابي المحلي.

الانتقال المنظم للسلطة

وخيارات واشنطن

والى هذا السيناريو اشار ديفيد اغناطيوس في ‘واشنطن بوست’ حيث قال ان الولايات المتحدة تحاول ان تتجنب فراغا مثلما حدث في العراق بعد الغزو. وقال اغناطيوس ان اوباما يطمح لان يحقق ‘انتقالا يمكن السيطرة عليه’ يقوم على الاطاحة بالاسد وفي الوقت نفسه الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية. ويقول ان الحاجة لحماية وتأمين الترسانة الكيماوية هي السبب وراء سعي واشنطن تحقيق نقل للسلطة منظم تعمل من خلاله المعارضة مع العناصر المقبولة من النظام الحالي. ويبدو ان هذا التعامل هو ما اغضب الكثير من المتشددين في المعارضة الذين ارادوا قطع رأس النظام يوم الاربعاء.

ويقول ان الولايات المتحدة تصف سورية بانها نسخة مشرقية عن ‘الغرب المتوحش’ وفي ظل هذا الوضع فان كل وكالة امنية غربية تحاول البحث وقراءة من هي المعارضة وطبيعة قيادتها حسب مسؤول نقل عنه. وقال ان عملاء سي اي ايه يعملون منذ اسابيع مع المعارضة السورية في جنوب تركيا لمساعدتهم في استخدام اسلحة غير قاتلة كما ان عددا من عملاء الموساد الاسرائيليين يعملون على الحدود مع سورية مع انهم يحاولون عدم الظهور. ويقول ان اهم اربع نقاط للعبور الى سورية هي تركيا والاردن حليفتا امريكا، فيما يعتبر كل من لبنان والعراق معبرا للحرب الطائفية. ولكن السؤال الاهم هو عن قوة القاعدة وحلفائها في سورية. وفي الوقت الذي تعتبر فيه القاعدة عاملا مقلقا لامريكا الا ان المعارضة تعد بان تقتلع جذورها من سورية بعد الاطاحة بالاسد، مشيرا الى ان هذه تأكيدات تشبه ما تم بين الصحوات السنية في العراق والجنرال ديفيد بترايوس. ويقول ان رسالة امريكا للمعارضة هي ضرورة التأكيد للاقليات انه سيكون لها دور هام في العملية السياسية والحفاظ على حقوقها، وحتى الآن لم تتلق امريكا الا وعودا. اما بالنسبة للاسلحة الكيماوية فامريكا امامها خياران هما منع الاسد من استخدامها ومنع وقوعها في ايدي المتطرفين، مشيرا الى ان ليبيا تقدم نموذجا جيدا، حيث ساعد عملاء سي اي ايه المقاتلين الليبيين على تأمين ترسانة الاسلحة الكيماوية في ودان، كما ساعدت سي اي ايه الحكومة الليبية الجديدة على اقامة اتصالات مع رموز من النظام السابق ممن لديهم معرفة بالاسلحة. وقد اكتشفت سي اي ايه ان النظام استورد قنابل كيماوية ـ ربما من ايران ـ خبأها في سبها. ويختم بالقول ان سورية مهيأة الآن لعنف اكثر ومن اجل ذلك فواشنطن مطالبة بمنع حدوث العنف الطائفي وعدم انتقال العدوى الى خارج حدود سورية. ويقول ان الوضع بات خارج حدود التعاون الدولي.

ضربة للنظام وبداية لحمام دم

وفي النهاية ترى كل التقارير ان الاغتيال ضربة قوية حيث نقلت ‘لوس انجليس تايمز’ عن مسؤول قوله ان آصف شوكت كان رجلا متنفذا وان كان الجيش الحر قادرا على الوصول في دمشق فسيكون هذا مؤثرا على كل مسؤول كبير في النظام. ويجمع كل المعلقين على ان النهاية قد اقتربت ولكنها ستكون محملة بالالام والعنف. ولعل غموض الحادث يلقي بكاهله على التحليلات حيث نقلت ‘الغارديان’ عن محلل في الشأن السوري قوله ان الجنرالات ربما كانوا يحضرون لانقلاب او ان عملية امنية قد حدثت’ اي تصفية.

وتقول ‘ديلي تلغراف’ انه ايا كانت حقيقة ما حدث فهي تؤكد من مصداقية المعارضة كحركة تمرد قوية. ويتساءل محللون عمن سيحل محل قادة لا يعوضون بالنسبة للنظام، مما يؤشر الى ازمته وقرب نهايته. والسؤال هل سيرتد هجوم الاربعاء سلبا على المقاومة من خلال استفزاز شراسة النظام وقوته قبل موته ام لا؟ سؤال ستجيب عليه الايام المقبلة.

السوريون يلهمون بعضهم في رمضان مع اشتداد جذوة الانتفاضة والتكافل الاجتماعي يسيطر على المشهد الرمضاني

دمشق ـ من جوني عبو: يستمر الشاب عمر في الابتسامة رغم انه كان يسير في جنازة احد اقرب أصدقائه في حي الميدان الدمشقي الذي انضم مبكرا الى انتفاضة السوريين في وجه سلطة الاحتكار واللون الواحد.

هكذا ترى الشابة الدمشقية الجميلة ايناس ‘رمضان السوري’ هذه الأيام حيث يستقبل بعضا من المجتمع شهر ‘الفضيلة والعطاء” بكثير من التفاؤل والتعاضد والتكافل الاجتماعي في مواجهة العنف من جهة، والغلاء الفاحش وزيادة البطالة، من جهة ثانية، ومصرين على ان شلال الدم المتدفق على مختلف الجوانب من التراب السوري، يجب أن لا يستمر، لأنه يسهم بقوة في تمزق وتشتت العائلات بفعل دوامة العنف التي فرضت ايقاعا جديدا على مختلف شرائح التنوع السوري.

تقول ايناس وهي مهندسة شابة كانت تخرج في بعض المظاهرات السلمية قبل اشتداد دوامة العنف المرعبة معجبة انا بإرادة أبناء بلدي، لا تقهر ولا تتراجع ولا تلين برغم الضريبة الكبيرة التي يدفعونها في كل يوم، رمضان هذا العام سيكون له حضور مختلف، لن يكون تقليديا بالتأكيد، قد لا يستطيع الكثير من السوريين التمتع بسهراته التي كانت تطول حتى ساعات الصباح، وربما تشكل حالة الفلتان الأمني حاجزا يمنع الناس من زيارة بعضهم أو التنقل بأمان بين الأحياء أو المدن، لكن ذلك كله لا يوهن عزيمة السوريين في الاستمرار من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل لكل السوريين، نريد ان نستقبل رمضان المقبل ونحن أكثر توحدا وكرامة وانفتاحا وقبولنا لبعضنا البعض كي نتعلم ان الاحتكار انكسر إلى غير رجعة’.

أما أم حسين وهي ربة منزل تسكن حي السيدة زينب جنوبي دمشق، لا تتردد بالقول ‘إن شاء الله سيكون رمضان عامل خير وسلام على كل السوريين يقرب بينهم، نريد للجميع ان يتوحدوا في مواجهة المخاطر، استنزاف الدم السوري من قبل جميع الأطراف خسارة كبيرة على سورية كلها، رمضان يجب أن يجمعنا على الخير نحو حياة أفضل لأجيالنا القادمة’.

وتؤكد حنان الشامي، السيدة التي تدير احد صالات المعروضات الشرقية في دمشق العتيقة أن ‘البهجة والفرحة والطقوس ليست على حالها في رمضان هذا العام كأيام الهدوء والطمأنينة، لا احد ينكر ذلك، لكن في نفس الوقت، سنعض على جراحنا ونتجاوز هذه الأزمة المكلفة كثيرا لكن لها العديد من الايجابيات التي تساعدنا على الحصول على طموحاتنا، والتي قد تتأخر بعض الشيء إلا أنها آتية لا محال’.

واضافت ‘صيرورة الحياة تفرض التغيير’ هكذا يشاركها زميلها سامر الرويلي المهجر من مدينته دير الزور شمال البلاد وجهة نظرها فيقول’ رمضان السوري هذه الأيام ليس هو شهر الطعام والسهر كالعادة، لأن ذلك هو مجرد طقس اجتماعي مسل لكنه ليس كل الحالة’.

بائعو شراب العرق سوس في محيط الجامع الأموي وسوق الحميدية ومدحت باشا لم يختفون في الأيام الأولى التي تسبق رمضان، ليسوا بنفس كثافة الحضور كما في السابق لكنهم متواجدين بأعداد اقل نظرا لتراجع حركة الناس والسياح وبطء حركة الاقتصاد عموما وهو ما ينعكس على الوضع العام في عموم سورية.

ولدى ابو مازن التلي/ تاجر في حي الحريقة الدمشقي التجاري الشهير/ وجهة نظر في رمضان العام الجاري قائلا ‘الناس تساند بعضها في الأزمات، لكن هذا لا يعني ان ضعاف النفوس او الناموس يغيبون عن الساحة، في كل الأزمات تظهر طبقة الانتهازيين والطفيليين واللصوص لكن مجتمعنا قادر على مواجهتهم، فالجمعيات الخيرية وشبكات الإغاثة والمساعدات الإنسانية للعائلات المتضررة والمنكوبة لن يدخرون جهدا في تأمين كل الاحتياجات المادية والثياب والطعام والشراب.. واعتقد ان الشيء الأصعب هو التعويض المعنوي للعائلات التي فجعت بأولادها وبناتها وذويها لكن الله مع الصابرين’.

وعلى غير العادة الرمضانية، يلاحظ المرء الذي يتجول في دمشق أو باقي المدن السورية تراجعا في مظاهر الزينة والاحتفالات أو حتى زيادة العروض في الأسواق، والأسباب لا تحتاج الى شرح كما يرى محمد المنجد احد أصحاب المطاعم قائلا ‘انا أتفهم ذلك أبناء بلدي لديهم ظروفهم منهم من يتفرغ لمعالجة مشاكله ومنهم من هو حزين على وفاة قريب او صديق ومنهم من هو متفرغ للحراك العام وظروفه لا تساعده على حياة طبيعية.. كل الأمور في سورية حاليا ليست طبيعية لذلك غياب مظاهر الاحتفالات برمضان هذا العام مؤجلة حتى إشعار آخر، إضافة الى ذلك الصعوبات المالية والاقتصادية والميدانية لكن كل ذلك لا يمنع ان الحالة المعنوية عالية لدى غالبية المنخرطين في الانتفاضة لأن إيمانهم بالتغيير وإرادتهم على الاستمرار لن يتراجعا’.

حال محمد قد لا يبدو مشابها لغيره احيانا، ابو اياد مثلا وهو بائع اقمشة في احد الاسواق القديمة يرى ان’الناس تعبت وملت ولم يكن احد يتوقع ان تطول الازمة الى هذا الحد ولا نعلم الى متى تستمر اضافة الى انها مكلفة ماليا وبشريا على الجميع نريد الاسراع في الحلول، كنا نمي النفس في رمضان الماضي ان تحسم الامور وننتقل الى طاولات الحوار لكن على ما يبدو ان الازمة مركبة ومعقدة وقد تطول اكثر فأرباب الأسر السورية لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد في ظل ارتفاعات متتالية لأسعار السلع والمواد الغذائية والخدمية، والتي تزداد حدتها في الشهر الفضيل، الأمر الذي أفقد معظم الأسر السورية بهجة رمضان، وأثار قلقاً بالغاً لدى محدودي الدخل، والحكومة عاجزة عن تقديم الحلول، لا بل على ما يبدو ان لا حل لديها سوى، ما تقوم به ومن خلاله يظهر الكثير من العجز والتخبط’.

وبرغم كل الظروف الراهنة الصعبة، إلا ان الأسواق مليئة بكل أنواع البضائع، وتبقى معضلة القدرة الشرائية والتي تضعف باستمرار، حسب رأي الاختصاصيين، سيما مع تضحم في الليرة السورية و ارتفاع زيادة البطالة، وهو ما يدفع العائلات السورية للقيام بتقنين المشتريات وترتيب سلم الأولويات من الحاجيات.

ورمضان هذا العام في سورية يأتي متزامنا مع موجة ارتفاع في درجات الحرارة وتسهم ساعات التقنين الكهربائي في زيادة الطين بلة فضلا عن معاناة تأمين مادة الغاز المنزلي إلا ان ذلك كله لا يلغي التوقعات بارتفاع منسوب الحراك السوري في رمضان هذا العام.

مساعد لبوتين: روسيا لم تبحث احتمال استضافة الأسد

موسكو ـ رويترز: قال مساعد كبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس إن روسيا لم تبحث احتمال استضافة الرئيس السوري بشار الأسد.

وتوحي تصريحات يوري اوشاكوف مستشار بوتين للسياسة الخارجية فيما يبدو بعدم الاهتمام بمصير الاسد الذي حمته موسكو من الضغوط الغربية لكنه لم يعط اي مؤشر على ان روسيا ستغير موقفها وتؤيد التهديد بفرض عقوبات على سورية.

وقال اوشاكوف للصحافيين إن بوتين لم يبحث الوجهة التي سيقصدها الأسد اذا ترك سورية لا في محادثاته مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ولا في مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاربعاء. ولدى سؤاله عما اذا كان الأسد يمكن أن يأتي الى روسيا أجاب قائلا ‘لا أعرف.. على الأقل لم أسمع شيئا عن هذا الأمر’.

ولم يظهر الأسد علانية أو يدلي بتصريحات منذ تفجير في دمشق امس الأربعاء أسفر عن مقتل صهره آصف شوكت ووزير الدفاع داود راجحة ومعاون نائب رئيس الجمهورية حسن تركماني في هجوم دفع القوات الحكومية لإمطار مناطق المعارضة بوابل من المدفعية.

وقال مصدر رسمي ان الاسد في دمشق بينما قالت مصادر في المعارضة ودبلوماسي غربي إن الأسد موجود في مدينة اللاذقية الساحلية ليدير الرد على تفجير أمس في الوقت الذي تحدث فيه السكان عن أعنف قتال تشهده العاصمة منذ اندلاع الانتفاضة قبل أكثر من 16 شهرا.

وأثار الضغط على حكومة الأسد فيما أسماه وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف ‘معركة حاسمة’ تكهنات بأنه ربما يطلب اللجوء للخارج وربما يكون ذلك في روسيا التي منعت جهودا غربية سابقة للإطاحة به.

ويقول بوتين ومسؤولون روس آخرون إن موسكو لا تدعم الأسد لكن خروجه من السلطة يجب الا يحدث الا في اطار حوار سياسي داخلي ويجب ألا يكون شرطا مسبقا لمثل هذا الحوار.

وأوضح اوشاكوف ان روسيا والولايات المتحدة مازالتا مختلفتين بشأن طريقة حسم الصراع.

وقال ‘يمكن القول ان كلا من بوتين وأوباما يفهم موقف الطرف الاخر بشكل أفضل. (لكن) فيما يتعلق بالمسارات العملية لحسم الموقف بقيت الاختلافات’.

وطرحت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا مشروع قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة يهدد الاسد وحكومته بفرض عقوبات في مسعى لوقف العنف. وقدمت روسيا مشروع قرار آخر لا يتضمن التهديد بفرض عقوبات.

وقال اوشاكوف انه خلال حديث بوتين مع اوباما لم يتمكن الرئيس الروسي ‘من اقناع’ الولايات المتحدة.

وقال البيت الابيض الامريكي ان بوتين واوباما اتفقا على الحاجة الى وقف العنف وان اختلفا حول سبل تحقيق ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى