أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 24 تشرين الأول 2014

 

خطر «داعش» يوحّد أكراد سورية

واشنطن – جويس كرم لندن، انقرة، أربيل – «الحياة»، رويترز

ركز التحالف الدولي العربي غاراته على عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في عين العرب الكردية شمال سورية، بعد تصعيد التنظيم هجماته استباقاً لوصول 200 من مقاتلي «البيشمركة» لدعم المقاتلين الأكراد في المدينة، في وقت دفع تهديد «داعش» القطبين الكرديين في سورية إلى اتفاق على محاصصة في السلطة. وتأكد حصول مقاتلين معارضين على صواريخ صينية الصنع مضادة للدروع يمكن استخدامها ضد الطيران المروحي، في وقت ناشدت المعارضة الحصول على دعم عسكري سريع قبل سقوط مدينة حلب شمالاً «تحت حصار النظام» وسيطرت القوات الحكومية على بلدة استراتيجية في الوسط.

 

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية أن مقاتلات التحالف ركزت ضرباتها قرب عين العرب لصد عناصر «داعش». وأضافت في بيان أن المقاتلات شنت 15 غارة في العراق وسورية، وأن مقاتلة وقاذفة أميركيتين نفذتا أربع غارات قرب عين العرب ودمرتا مركز قيادة تابعاً للتنظيم ومواقع قتالية في منطقة كانت مستهدفة كثيراً هذا الشهر، فضلاً عن غارتين على صهاريج نفط في دير الزور في شمال شرقي سورية. (للمزيد)

 

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» تقدم أمس في وسط عين العرب وشمالها واستعاد السيطرة على قرى في ريفها الغربي، غير أنه أشار لاحقاً إلى «استعادة المقاتلين الأكراد بعض المواقع» بعد «اشتباكات عنيفة» بين الطرفين في المدينة التي تبلغ مساحتها بين خمسة وستة كيلومترات مربعة.

 

من جهة أخرى، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لاتفيا أمس، أن 200 من «البيشمركة» سيتوجهون الى مدينة عين العرب عبر تركيا للمشاركة في قتال «داعش»، بعد موافقة برلمان كردستان على قرار بذلك. وتزامن ذلك مع توصل «المجلس الوطني السوري» و «حركة المجتمع الديموقراطي» الكردي في شمال العراق، برعاية رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، إلى اتفاق لتشكيل هيئة كردية عليا في سورية تشرف على إدارة المناطق التي تقطنها غالبية كردية في شمال سورية وشمالها الشرقي. وحصل بموجبه كل طرف على 40 في المئة من المقاعد مع ترك 20 في المئة للمستقلين.

 

ونص الاتفاق على أن «تشرف هذه الهيئات في وقت لاحق على إجراء انتخابات ديموقراطية للمجالس المحلية وتشكيل قوة عسكرية مقاتلة مشتركة في هذه المناطق، مع بقاء وحدات حماية الشعب الكردي كقوات نخبة» من دون تحديد جدول زمني لتحقيق ذلك.

 

في واشنطن، أكد نائب وزير الخزانة الأميركي ديفيد كوهن، أن «الحكومة السورية وبسبب الفساد الأخلاقي لنظام (الرئيس بشار) الأسد، تشتري النفط من داعش»، إضافة إلى «وسطاء» أتراك «يسهّلون شراء هذا النفط في السوق السوداء ومن ثم إعادة تصديره». وقال في معهد «كارنيغي للسلام الدولي»، إن تمويل التنظيم «أكبر وأسرع بكثير من تنظيم القاعدة»، مؤكداً أن «داعش» يجمع «عشرات ملايين الدولارات الأميركية شهرياً من النفط المسروق والفديات للإفراج عن الرهائن وإلى حد أقل التبرعات من خارج سورية والعراق».

 

وأشار كوهين إلى أن الضربات الجوية أصابت مصافي النفط التابعة للتنظيم، لكنه أكد أن واشنطن ستفرض «عقوبات على الشركات والوسطاء وأي جهة تتعامل بنفط داعش».

 

على صعيد المواجهات بين قوات النظام السوري والمعارضة، تصاعدت المواجهات في ريف حماة وسط البلاد، حيث حققت القوات الحكومية «بعض التقدم» في بلدة مورك التي كانت مقاتلو المعارضة سيطروا عليها قبل أشهر، في وقت قصف الطيران السوري مواقع لـ «الجيش الحر» في ريف درعا جنوب البلاد بعد تقدم المعارضة في الأيام الماضية، بحسب «المرصد» ونشطاء معارضين.

 

وأكد نشطاء معارضون لـ «الحياة» أن «جيش المجاهدين» حصل من تجار على صواريخ «أف أن-6» الصينية المضادة للدروع، في خطوة ستنعكس على تحليق الطيران المروحي للنظام في حلب، علماً بأن «جيش المجاهدين» مصنف أميركياً ضمن «المعارضة المعتدلة»، في وقت استعادت قوات النظام السيطرة على بلدة مورك في حماة ما يعزز قواتها في شمال غربي البلاد.

 

ودعا الناطق باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض سالم المسلط أمس بـ «اتخاذ خطوات سريعة لإنقاذ حلب من الحصار والوقوع في قبضة قوات (الرئيس بشار) الأسد، وإنّ أيّ تقصير من قبل قوات التحالف بحماية المدنيين ومكافحة الإرهاب بكلّ أشكاله، يعني أنّ صدقيته أمام الشعب السوري قيد الانهيار». وكانت القوات الحكومية تقدمت في مواقع تسهِّل عليها مهمة حصار حلب كما حصل في حمص وسط سورية، قبل توقيع اتفاقات تسوية استعاد خلال النظام السيطرة على المدينة عدا حي الوعر الذي يتعرض لقصف يومي.

 

شاعرة «داعش» حاولت تفجير نفسها في «قاعدة أميركية»!

الرياض – عيسى الشاماني

وضعت فتاة سورية نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تقوم بعملية انتحارية في إحدى القواعد الأميركية في منطقة الخليج محل إقامتها، وإما النفير إلى سورية والالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وهو ما تحقق بالفعل بعد محاولات عدة باءت بالفشل.

 

وروت الفتـــــاة الســـورية والمعروفة بـ«أحلام النصر» قصة مغادرتها من السعودية وتوجهها إلى سورية عبر رسالة مطولة بثها مركز «الغرباء» الإعلامي، التابع لـ«داعش»، بعنوان: «وأخيراً ربنا كتب السماحا»، قالت في جزء منه: «لا يوجد خيار ثالث، فحين يقف كل امرئ بين يدي الله، سيُسأَل عن موقفه من الخلافة الإسلامية، وعن عمله وما قدّمه من جهود، وقد وجدت أمامي أحد احتمالين لا ثالث لهما، إما النفير إلى أرض الخلافة، وإما عملية استشهادية في قواعد الأميركان الموجودة في دول الخليج»!

 

وأوضحت الفتاة السورية المثيرة للجدل أنها ضاقت ذرعاً أثناء إقامتها مع والدتها الدكتورة إيمان البغا في مدينة الدمام شرق السعودية، قبل أن تتمكن من الرحيل والسفر إلى سورية مسقط رأسها، معلنة بذلك جاهزيتها للنحر، وجز الرؤوس، وحمل السلاح، بعد أن انضمت إلى دورة عسكرية في مدينة الرقة السورية، لتنهي بذلك الجدل وتُنقذ القواعد الأميركية من شظايا جحيمها، ثم اختارت الانضمام إلى الدولة الإسلامية. وقالت النصر إنها حاولت السفر إلى سورية برفقة شقيقها، قبل إعلان خلافة «داعش»، لكن محاولتها فشلت في اللحظات الأخيرة، ما أصابها بإحباط شديد، وبكت بكاء مريراً على تبدد حلمها الذي تحقق أخيراً، ولم تستطع أن تصدق نفسها لحظة دخولها الأراضي السورية، وتحديداً مدينة الرقة، خصوصاً حين رأت رايات «العز» ترفرف في معقل تنظيم الدولة الإسلامية – بحسب قولها.

 

وتحدّث أحد أقارب النصر (فضّل عدم الكشف عن هويته) لـ«الحياة» أن الفتاة السورية والمعروفة باسم «أحلام النصر» هي ابنة الدكتورة إيمان البغا التي أثارت الجدل بعد أن تقدمت باستقالتها من جامعة الدمام أخيراً، وقررت اللحاق بابنتها إلى سورية لتثبت بعد ذلك داعشيتها عبر كتاب أصدرته مؤسسة الغرباء للإعلام إحدى المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة الإسلامية، بعنوان: «أنا داعشية قبل أن توجد داعش». وكانت «النصر» أثارت جدلاً في الأيام الماضية بعد إعلان نفيرها ووصولها إلى سورية، إذ تكهنت وسائل إعلام عربية أن الفتاة السورية أحلام النصر سعودية الأصل، وتمكنت من السفر برفقة شقيقها لغرض «جهاد النكاح»، وهو ما نفاه مصدر مقرب من عائلة البغا، مؤكداً لـ«الحياة» أنها شابة سورية وابنة الدكتورة إيمان البغا.

 

واشتهرت أحلام النصر بين أنصار «داعش» بـ«شاعرة الدولة الإسلامية» نظراً لقصائدها التي تمجد دولة البغدادي، حتى أضحت المواقع التابعة للتنظيم تتناقلها، لتصبح الشاعرة الأولى وقائدة الحملة الإعلامية للتنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلن إدارة «تويتر» الحرب على أنصار الدولة الإسلامية ليتم إغلاق حساب الشاعرة مرات عدة لتتنقل بين حساب وآخر، ومن خلفها أعداد فلكية من الأنصار والمعجبين يلاحقونها أينما حلت.

 

ولم تنتظر شاعرة الدولة الإسلامية سوى يومين بعد إعلانها الوصول إلى سورية والانضمام لتنظيم «داعش»، حتى أعلن زواجها في اليوم التالي من المقاتل في صفوف التنظيم النمسوي من أصل مغربي والمكنى بأبوأسامة الغريب.

 

كوباني في انتظار البشمركة لإنقاذها أكراد سوريا اتفقوا على تقاسم السلطة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

خاض مقاتلو “وحدات حماية الشعب” الكردية وتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) معارك كر وفر في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية على الحدود مع تركيا. وبينما اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان عدد مقاتلي البشمركة الاكراد العراقيين الذين ستسمح لهم تركيا بدخول المدينة من أراضيها لتعزيز الدفاع عنها سيبلغ 200 مقاتل، وقعت فصائل كردية سورية اتفاقاً لتقاسم السلطة وتنحية خلافاتها جانباً للاستفادة من الدعم الدولي المتزايد لمعركتها ضد متشددي الدولة الإسلامية”وتمهيداً لاقامة ادارة ذاتية شبيهة بتلك التي يقيمها الاكراد في شمال العراق.

وقررت السلطات التركية ان يتولى جهاز الاستخبارات التركي الإشراف على دخول قوات البشمركة إلى كوباني عبر الأراضي التركية، بعد معارضة الجيش التركي تقديم مساعدات لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري الذي تعتبره أنقرة امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني” الانفصالي.

وأعلنت القيادة المركزية الاميركية ان الطائرات الحربية للولايات المتحدة ودول الائتلاف واصلت غاراتها الجوية على مواقع “داعش” في العراق وسوريا الاربعاء والخميس.

 

تجفيف مصادر التمويل

في غضون ذلك، قال مساعد وزير الخزانة الاميركي المكلف مكافحة الارهاب ديفيد كوهين في خطاب ألقاه في واشنطن إنه “باستثناء بعض التنظيمات الارهابية التي تحظى بدعم دول، إن الدولة الاسلامية هي على الارجح التنظيم الارهابي الافضل تمويلا الذي نواجهه”.

وتحدث عن تهريب النفط والفديات الناجمة عن عمليات الخطف والابتزاز كقواعد لتمويل تنظيم “الدولة الاسلامية”، مشيراً الى ان الولايات المتحدة تعزز تعاونها مع شركائها الاقليميين من أجل “خنق تهريب النفط” على الحدود وتحديد شبكات المهربين.

ورداً على سؤال لنائب رئيس معهد “كارنيغي” للدراسات حول السلام العالمي مروان المعشر عما اذا كانت هذه المعركة تعود الى مصالح أميركية أولى، قال كوهين “إنها بالتأكيد معركة أميركية”. واضاف: “ان ما تقوم به الدولة الاسلامية هو تهديد لمصالحنا في العمق سواء افراد طواقمنا ومنشآتنا في العراق أو مصالح شركائنا المقربين في المنطقة مثل الاردن ولبنان أو تركيا”. ولفت الى ان “داعش” الذي استولى على أراض في العراق وسوريا “يعمل على تحويلها الى موئل للارهاب”، ذلك ان نحو 15 الف اجنبي بينهم “عشرات من الاميركيين” توجهوا الى هذه المناطق، “وتالياً فان مقاتلة الدولة الاسلامية في صلب مصالحنا”.

وذكر ان النفط المستخرج من حقول سوريا والعراق والذي يكرر في مصاف تم الاستيلاء عليها، يعاد بيعه باسعار مخفوضة في السوق السوداء، وان ذلك وفر نحو مليون دولار يوميا للتنظيم منذ منتصف حزيران. وهذا النفط يباع من اكراد في العراق يعاودون بيعه لاحقا في تركيا، لكنه اكد ان السلطات التركية والكردية في العراق “التزمت مكافحة تهريب النفط”. وتحدث ايضاً عن مؤشرات لبيع هذا النفط ايضا من نظام الرئيس السوري بشار الاسد، واصفاً هذا الامر بأنه “اشارة اضافية الى فساد” النظام السوري.

ورأى ان الغارات الجوية الاخيرة “بدأت اضعاف قدرات الدولة الاسلامية على تحصيل عائدات من هذا التهريب”، محذراً من ان “اي طرف يبيع النفط المسروق من جانب الدولة الاسلامية سيتعرض لعقوبات مالية”.

وأعرب عن اعتقاده ان طموح “الدولة الاسلامية” الى السيطرة على مزيد من المناطق سيشكل “عبئاً مالياً” على التنظيم. وقال ان “محاولة السيطرة على مدن واراض في العراق وسوريا وتأمين حد أدنى من الخدمات العامة للسكان الذين يسعى التنظيم الى اخضاعهم يكلفان غاليا”، فالموازنة الرسمية العراقية للمحافظات التي تحتلها الدولة الاسلامية حاليا تتجاوز ملياري دولار.

 

الجيش السوري استعاد مورك

في غضون ذلك، استعاد الجيش النظامي السوري بلدة مورك في ريف حماه الشمالي بوسط البلاد بعد خضوعها لسيطرة المعارضة و”جبهة النصرة”، الذراع السورية لتنظيم “القاعدة”، منذ تسعة اشهر.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له في بريد الكتروني: “استعادت قوات النظام والمسلحون الموالون لها سيطرتهم على بلدة مورك بشكل كامل في ريف حماه الشمالي، عقب اشتباكات عنيفة استمرت منذ ليل أمس (الاربعاء)، مع مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة، رافقها قصف عنيف من قوات النظام وقصف من الطائرات الحربية والطيران المروحي”.

وفي وقت سابق، بث التلفزيون الرسمي ان الجيش استعاد القسم الاكبر من مورك التي تقع على الطريق الرئيسية بين دمشق وحلب التي يسيطر مقاتلو المعارضة على قسم منها منذ تموز 2012.

وتقع مورك أيضاً على مسافة غير بعيدة من محافظة ادلب التي يسيطر مقاتلو المعارضة على القسم الاكبر منها بعد طرد جهاديي “الدولة الاسلامية” منها في وقت سابق من هذه السنة.

 

التنظيم المتحكم بمصير مخطوفي عرسال بين الغموض والخديعة

أمير أم أميران لـ«داعش» في القلمون؟

عبدالله سليمان علي

لعبة التكتم والغموض تتقنها الحركات «الجهادية»، وتتفنن في إدارتها بحسب ما تقتضيه الظروف المحيطة بها، لكن ليس كل غموض يلف بعض الأحداث هو من قبيل «التفنن الجهادي»، إذ يمكن أن تستثمر أطراف أخرى هذا الغموض لضخ معلومات غير صحيحة تحقق بها مصلحتها، كما يمكن أن يتحول الغموض إلى نوع من الخديعة المقصودة التي لا يتجرع مرارتها في النهاية إلا أناس أبرياء.

وبعد مضي حوالي ثلاثة أشهر، على أحداث عرسال وخطف الجنود اللبنانيين، وما تخللها من معاناة لهم ولأهاليهم، قد يبدو غريباً طرح السؤال: من الذي يملك صلاحية بتّ مصير التفاوض حول إطلاق سراحهم؟ وهل تضارب الأنباء حول من يتولى هذا الملف من جانب تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» يدخل في خانة الغموض، أم يرتقي إلى مستوى الخديعة؟.

طرحت خلال الأشهر الماضية أسماء عدة قيل إنها تتولى مناصب عالية داخل «داعش» وموكلة بملف التفاوض حول الجنود المختطفين. من هذه الأسماء أبو طلال الحمد، نائب قائد «لواء فجر الإسلام» المعتقل لدى الجيش اللبناني عماد جمعة (أبو أحمد) الذي قيل عنه بدوره إنه «أمير داعش في القلمون». ثم طرح اسم أبو حسن السوري باعتباره مكلفاً من قبل قيادة «داعش» باستلام ملف التفاوض، ليغيب هذا الاسم بسرعة بعد ظهور اسم أبو عبد السلام الشامي، الذي تصفه بعض وسائل الإعلام بأنه «أمير داعش في القلمون»، بينما تصفه أخرى بأنه «والي داعش في دمشق».

وذكرت وكالة «الأناضول» أنها أجرت في 6 تشرين الأول الحالي لقاءً عبر الانترنت مع أبي عبد السلام الشامي، واصفة إياه بـ «أمير الدولة الإسلامية في القلمون». واتّهم الشامي، في اللقاء، الحكومة اللبنانية بالمراوغة، مشيرا إلى أن مطالب «الدولة الإسلامية» ليست تعجيزية.

والمثير للاهتمام في هذا اللقاء أنه جاء في وقت غير متوقع، حيث كانت قيادات «الدولة الإسلامية»، من الصف الأول والثاني على وجه الخصوص، منشغلة باتخاذ أشد التدابير الأمنية لحماية نفسها، بعد أن تقرر توسيع عمليات القصف الجوي لتطال الأراضي السورية، كما تزامن مع صدور تعميم من قيادة «داعش» بمنع «أمرائه وقيادييه» من التصريح إلى وسائل الإعلام، في إطار حملة التكتم الإعلامي التي اتبعها مع بدء الغارات الجوية ضده في العراق قبل حوالي شهرين.

بل إن هذا اللقاء يعتبر غير مسبوق منذ بدء الأزمة السورية، حيث لم يسبق لأي «أمير أو قيادي» في «داعش» أن أعطى تصريحاً إلى وسيلة إعلامية. وحتى عندما أذاعت قناة «الجزيرة» في أيلول الماضي لقاءً حصرياً مع أبو مجاهد، مقدِّمةً إياه على أنه «القائد العسكري لداعش في جنوب دمشق»، صدر بيان من «المكتب الإعلامي لولاية دمشق» ينفي أي علاقة للتنظيم بالمدعو «أبو مجاهد»، ومؤكداً أن الاتصال مع «داعش» يتم عبر قنواتها الرسمية المعروفة.

وخلال الأيام الماضية، تداولت بعض الصفحات «الجهادية» على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ميثاق بين عدد من الفصائل، اتفقت فيه على كيفية التعامل مع قرى «الرافضة» و«بعض قرى النصارى» في لبنان. ولم يحمل الميثاق سوى ختم «جبهة النصرة» وتوقيع أبو عبد السلام باعتباره «أمير داعش في القلمون»، بينما بقي فارغاً مكان توقيع قادة فصائل مذكورة بالإسم مثل «مجموعة أبو علي الشيشاني» و«لواء الحق» و«سرايا الحسين بن علي» و«لواء أعدوا» و«لواء الغرباء» و«تجمع قارة».

فهل أبو عبد السلام الشامي هو فعلاً أمير «داعش» في القلمون؟ قد يكون هذا صحيحاً إذا كان «داعش» في القلمون انقسم إلى قسمين: قسم يقوده أبو عبد السلام، وآخر يقوده «الدليمي» أو «الشيخ الدليمي» العراقي الجنسية. لكن لم ترد أي أنباء ولا توجد أي مؤشرات على حدوث مثل هذا الانقسام. والأمر الوحيد الذي استجد هو مبايعة «لواء فجر الإسلام»، بقيادة عماد جمعة، «الدولة الإسلامية» في حزيران الماضي، وقبل أسبوعين فقط من اندلاع أحداث عرسال أوائل آب، والتي كان سببها المعلن اعتقال الجيش اللبناني لجمعة آنذاك.

ومنذ ذلك الحين، بدأ التضارب في الأنباء حول «داعش في القلمون» ومن يقوده، حيث تم تقديم عماد جمعة المعتقل على أنه «أمير القلمون» ليقال إن نائبه أبو طلال استلم «الإمارة» بعد اعتقاله. وعند مقتل أبي حسن الفلسطيني (أحمد طه) في معركة عرسال الأولى، قيل إنه كان هو «الأمير»، وكذلك عند مقتل أبو عبد الله العراقي وصف بأنه «أمير القلمون» السابق، لتختفي كل هذه الأسماء في الآونة الأخيرة، ويبرز اسم أبو عبد السلام.

أما «الدليمي»، البعيد عن الأضواء، فلا يحرك ساكناً وسط كل هذه الفوضى وتضارب الأنباء، ويرفض التعليق على كل ما يشاع، لكنه على الأرض يفرض نفسه «أمير الدولة في القلمون» فالكلمة كلمته والقرار قراره، وهذا ليس سراً يذاع للمرة الأولى، بل الغريب انه معلن ومتداول خاصة من قبل نشطاء القلمون الذين ينقلون بعض أخبار الدليمي ويكتبون عنه من حين لآخر، فهل يعقل أن يكون لـ«داعش في القلمون» أميران؟.

وقد كان لافتاً أن يصدر عن قيادة «الدولة الإسلامية» مؤخراً قرار يقضي بفصل «لواء فجر الإسلام» من صفوفه بسبب «عدم الانضباط» وكثرة التجاوزات. إلا أن مصدراً مقرباً من التنظيم المتشدد أكد أن القرار لا يشمل سوى العناصر المسيئة فقط، ومن بينها قيادات، ولا يشمل اللواء كله، مشيراً إلى أن هذا القرار صدر بشكل خاص بسبب إدارة ملف التفاوض حول جنود الجيش اللبناني.

ولا تعرف تفاصيل كثيرة عن الدليمي، ولكن يعتقد أنه عمر الدليمي، شقيق سجى الدليمي التي أفرج عنها في صفقة تبادل راهبات معلولا وأشيع حينها انها زوجة قيادي كبير في تنظيم «القاعدة»، ثم أعلن أبو معن السوري، «إعلامي النصرة في القلمون»، أن سجى هي زوجة زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وهو ما نفاه أنصار الأخير بالقول إنها طليقته ولم تعد زوجة له.

 

«الدولة الإسلامية» يتقدم في عين العرب

واشنطن: سندرب السوريين لحماية قراهم

كشف مسؤولون أميركيون، أمس، أن مهمة المسلحين السوريين، الذين ستقوم الولايات المتحدة بتدريبهم في السعودية، ستكون الدفاع عن مناطقهم، وليس لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، الذي تقدم في عين العرب (كوباني) السورية، فيما واصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انتقاده لعملية إلقاء طائرات أميركية أسلحة إلى المدافعين عن المدينة.

إلى ذلك، هددت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بفرض عقوبات على كل من يشتري النفط من «داعش» في مسعى لتعطيل مصدر تمويل يقدم مليون دولار يوميا.

وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية ديفيد كوهين إن «التنظيم يحصل على عشرات الملايين من الدولارات شهريا، من خلال مصادر تشمل مبيعات النفط والفدية والابتزاز وغيرها من الأنشطة الإجرامية، إلى جانب الدعم من مانحين أثرياء»، موضحا ان «النفط مصدر تمويل مهم»، متهما الحكومة السورية بشراء النفط من «داعش».

وتابع كوهين: «يجب أن يعرف الوسطاء والتجار والمصافي وشركات النقل، وأي أحد آخر يتعامل في نفط الدولة الإسلامية، أننا نعمل بجد لتحديد هويتهم ولدينا وسائل متاحة لوقفهم».

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، عن مسؤولين أميركيين وفي التحالف قولهم انه سيتم تدريب المسلحين السوريين للدفاع عن مناطقهم، وليس لقتال «داعش».

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، على معرفة بالعمليات الجارية في سوريا والعراق: «هناك فجوة كبيرة في إستراتيجيتنا. نحتاج إلى قوة سورية معتدلة ويعتمد عليها، لكن لا يوجد لدينا التزام ببناء هذه القوة».

ويحذر مسؤولون عسكريون أميركيون من انهيار المجموعات المقاتلة من دون وجود قوات أميركية، ومن التحالف، على الأرض لتقديم المشورة لها. وقال مسؤول عسكري أميركي: «لا يمكنك نشر قوة فعالة إذا لم يكن لديك وجود على الأرض لتقديم المشورة والمساعدة».

وتعمل الولايات المتحدة على انتقاء معارضين «معتدلين» لتدريبهم في السعودية لمدة ستة أشهر قبل نشرهم في مناطق يسيطر عليها «الجيش الحر». وقال مسؤول عربي: «الخطة هي أن يقوموا بتأمين مناطقهم. سيتحولون إلى قوة دفاع وليس هجوم»، فيما أوضح مدير العمليات في البنتاغون الجنرال وليم مايفيل أن المسلحين سيتلقون «تدريبا أساسيا من اجل حماية قراهم»، معتبرا انه «سيكون لهذه القوة بعض التأثير»، لكنه اعترف بأنه لن يكون لها «تأثير حاسم في المعارك ضد داعش».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان: «أحرز الدولة الإسلامية، بعد اشتباكات طويلة بدأت أمس (الأول) تقدما في شمال المدينة وفي وسطها، كما تمكن من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل أيام لمصلحة المقاتلين الأكراد».

وأضاف: «قتل 553 شخصا، هم 464 عنصرا من الدولة الإسلامية و57 عنصرا من جبهة النصرة، و32 مدنيا في الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد أهداف في سوريا منذ شهر». وأضاف ان «الغالبية الساحقة من هؤلاء المسلحين الذين قتلوا في الغارات ليسوا سوريين».

وكشف اردوغان، في لاتفيا، أن «سلطات إقليم كردستان العراق حددت بـ200 عدد المقاتلين الذين سيتوجهون عبر تركيا لمساعدة القوات الكردية السورية».

وانتقد إلقاء الطائرات الأميركية أسلحة إلى المقاتلين في عين العرب. وأكد انه قال في اتصال هاتفي مع الرئيس باراك أوباما إن «أي مساعدة لحزب الاتحاد الديموقراطي ستكون مساعدة تقدم إلى منظمة إرهابية». وقال: «هل تنظر تركيا إلى هذا العمل بشكل إيجابي؟ لا. أميركا فعلت ذلك متجاهلة تركيا، وقلت له إن كوباني ليست مكانا استراتيجيا بالنسبة لكم في الوقت الحالي، وإنما هي مكان استراتيجي بالنسبة لنا».

وتساءل اردوغان: «أين كان العالم عندما قتل 300 ألف شخص في سوريا حتى الآن؟. لماذا هم حريصون على كوباني لهذه الدرجة وليس على سوريا ككل؟ هذا هو السؤال الذي يجب طرحه».

الى ذلك، رحبت موسكو بتوقيع «عدد من المنظمات الكردية في سوريا اتفاقية حول الوحدة في ما بينها، باعتبار ذلك نموذجا لوحدة الصف في وجه الدولة الإسلامية».

وأكدت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «اهتمام موسكو بالاتفاقية حول إقامة إدارة موحدة في مناطق كردية في سوريا، وإنشاء قوات موحدة للمقاومة الكردية هناك، والتي تم توقيعها في مدينة دهوك العراقية الأربعاء». واضافت ان «موسكو ترى في توقيع هذه الاتفاقية نموذجا لجميع القوى السياسية السورية يؤكد ضرورة التكاتف على أساس التصدي للإرهاب والتطرف الدوليين من أجل ضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها».

(«السفير»، «الأناضول»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

قائد في الجيش السوري الحر: سندخل كوباني خلال أيام

غازي عنتاب- الأناضول: قال العقيد عبد الجبار العكيدي، القائد في الجيش السوري الحر، للأناضول، أن مجموعة من فصائل الجيش الحر، كلفته بقيادة قوة عسكرية قوامها حوالي 1000 مقاتل، للمشاركة في القتال ضد تنظيم “داعش” في عين العرب (كوباني) شمال سوريا، لافتاً إلى أنه دخل كوباني الجمعة، وأجرى مباحثات مع الفصائل المقاتلة فيها وتم الاتفاق على دخول قوات الجيش الحر للمدينة في غضون أيام.

 

وأوضح العكيدي أنه “اتفق مع الفصائل المقاتلة في عين العرب على خطط التنسيق، وباتت الأمور جاهزة لدخول قوات الجيش الحر للمدينة، وسيتم بداية إرسال القادة الميدانيين، على أن ترسل بقية القوات خلال أيام”، مشيراً إلى أن التحرك يمثل مبادرة من فصائل كبيرة في الجيش الحر، ولا علاقة للمجلس العسكري المعارض في حلب بذلك، وهو ليس على إطلاع بالأمر”.

 

ولفت العكيدي إلى “أن قيادة “وحدات حماية الشعب” الكردية رحبت بالقرار الذي اتخذه الجيش الحر” موضحاً أنه “تلقى وعداً منها بالقتال إلى جانب الجيش الحر، ضد النظام السوري على كافة الجبهات بعد تحرير عين العرب “كوباني”، حسب قوله. في إشارة إلى تغير جذري في موقف تلك الوحدات من نظام دمشق.

 

وأكد العكيدي أن الدافع الأساسي و المحرك الوحيد، لإرسال قوات من الجيش الحر للقتال في كوباني، هو الدافع الوطني وغيرتهم على عين العرب، والتي تشكل جزءاً أصيلاً من الوطن، مضيفاً أنه “من غير اللائق أن تأتي قوة من خارج سوريا كالبيشمركة للدفاع عن مدينة سورية، بينما نحن جالسون نتفرج”.

 

وكانت غرفة عمليات حلب، أصدرت مساء أمس الخميس بياناً، جاء فيه أن قيادة الجيش الحر قررت إرسال قوة مؤازرة إلى مدينة عين العرب، وطالبت “التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، دعم الجيش الحر المتوجه إلى المنطقة”.

 

وأكد البيان على “أهمية التنسيق بين كافة التشكيلات العسكرية المتواجدة في عين العرب، مع فصائل الجيش الحر، لضمان دحر قوات تنظيم الدولة (داعش)، وتجنب سقوط ضحايا مدنيين، والسماح لعودة الأهل النازحين إلى منازلهم”.

 

سقوط قذائف هاون من “عين العرب” على منطقة الألغام بين سوريا وتركيا

كوباني – الأناضول – سقطت 3 قذائف هاون، مصدرها مدينة عين العرب (كوباني) التابعة لمحافظة حلب السورية، في منطقة الألغام على الحدود بين تركيا وسوريا.

 

وتصاعدت حدة الاشتباكات بين تنظيم “داعش” الإرهابي وفصائل كردية، داخل وغرب عين العرب، إذ شن التنظيم هجمات بأسلحة ثقيلة في محاولة منه للسيطرة على المعبر الحدودي مع تركيا.

 

كما قامت الفصائل الكردية برفع علمها فوق تلة “تل الشعير”، بعد غارات قامت بها طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية على التلة، التي سبق وأن سيطر عليها التنظيم؛ حيث قام على إثرها مسلحو داعش بتكثيف هجماتهم على التلة.

 

إلى ذلك، واصلت الطائرات الحربية لقوات التحالف الدولي إجراء طلعات استكشافية فوق المنطقة.

 

وتقع عين العرب (كوباني)، التي يحاصرها “داعش” منذ أكثر من شهر، في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي، على بعد 140 كيلو مترًا شمال شرق مدينة حلب، وتسكنها في الأساس غالبية كردية، إلا أن عشرات الآلاف من النازحين، وصلوا إلى المنطقة في الأشهر الأخيرة قبل هجوم داعش عليها.

 

ومنذ أكثر من شهر تستمر الاشتباكات بين مسلحي “داعش” ومجموعات كردية في عين العرب، التي تقول تقارير إن التنظيم سيطر على مساحات واسعها منها، ما اضطر نحو 200 ألف من سكان المدينة والمناطق المحيطة بها، للفرار إلى تركيا.

 

ويشن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، غارات جوية على مواقع لتنظيم “داعش” في المدينة وفي محيطها لوقف تقدم المزيد من عناصر التنظيم نحو المدينة، ومنع إحكام سيطرته عليها.

 

أردوغان: إرسال الأسلحة الأمريكية إلى كوباني تجاوز لتركيا

«الدولة الإسلامية» تتقدم في المدينة وتستعيد قرى في ريفها

عواصم ـ وكالات: تقدم تنظيم «الدولة الاسلامية» الجهادي المتطرف أمس الخميس في وسط وشمال مدينة عين العرب السورية الحدودية واستعاد السيطرة على قرى في ريفها الغربي، بعد معارك مع المقاتلين الاكراد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «تنظيم الدولة الاسلامية أحرز بعد اشتباكات طويلة بدأت (الاربعاء) واستمرت حتى صباح اليوم تقدما في شمال مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) وفي وسطها».

واضاف ان التنظيم الذي يحاول منذ اكثر من شهر السيطرة على المدينة الكردية الحدودية مع تركيا والواقعة في محافظة حلب «تمكن ايضا من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل ايام لصالح المقاتلين الاكراد».

وتابع ان عناصر التنظيم يخوضون في موازاة ذلك ومنذ الصباح اشتباكات مع مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الذين يدافعون عن المدينة التي تبلغ مساحتها بين خمسة وستة كلم مربع من اجل «التقدم من جهة الجنوب» فيها.

وبحسب المرصد، فقد قتل في معارك في كوباني سبعة من عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» وثلاثة مقاتلين اكراد.

وبدأ مقاتلو تنظيم «الدولة الاسلامية» هجوما في اتجاه مدينة عين العرب في 16 ايلول/سبتمبر، وتمكنوا في السادس من تشرين الاول/اكتوبر من دخولها، وهم يسيطرون حاليا على اكثر من خمسين في المئة منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ومنذ نهاية ايلول/سبتمبر، تشن طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات تستهدف مواقع وتجمعات لتنظيم «الدولة الاسلامية» في عين العرب ومحيطها، بهدف اعاقة تقدم التنظيم المتطرف داخل المدينة.

الى ذلك قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تعليقه على إرسال الولايات المتحدة الأمريكية الأسلحة إلى مدينة عين العرب (كوباني) السورية، ووقوعها في يد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، إن «الولايات المتحدة الأمريكية أقدمت على هذه الخطوة متجاوزة موافقة تركيا».

واضاف أردوغان في المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع أندريس بيرزينس رئيس لاتفيا: «أبلغت الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في اتصالي معه، أنَّ تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي هو تنظيم إرهابي كتنظيم «حزب العمال الكردستاني، والمساعدات التي ستقدمونها ستذهب لأيادٍ إرهابية».

وقال: «والآن ثمة قادة من تنظيم حزب العمال الكردستاني يقاتلون مع تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وأريد أن ألفت إلى خيارين في كوباني نرجحهما، الجيش السوري الحر بالدرجة الأولى ثمَّ قوات البيشمركة، ونحن بإمكاننا أن نؤمن مرور قوات البيشمركة إلى كوباني عبر أراضينا».

وحول الادعاءات المتعلــقة بدعم تركيا لتنظيم الدولة الاسلامية، قـــال أردوغان «إنَّ هذه الادعاءات محض كذب، ولا تستند لأيِّ أدلة أو معلــومات. وبالعكس تماماً تركـــيا وقفــتْ بحـــزم ضد تنظـــيم داعش، وحذّرتْ جميع دول العالم من هكذا تنظيم».

 

انتصارات «داعش» وسعت جاذبيته في العالم الإسلامي… ولا خيار معه إلا الحسم العسكري… والأكراد في العراق وسوريا حلفاء أمريكا الجدد وأنقرة غاضبة

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: توضح الدور الذي حددته الحكومة الأمريكية للمعارضة السورية «المعتدلة»، فبعد طول انتظار وترقب من قادة المعارضة السورية الذين عبروا عن حنقهم وشكواهم من تجاهل الإدارة الأمريكية لهم منذ أن بدأت الغارات الجوية على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ، وضح مسؤول أمريكي ماهية الدور المناط بالقوات التي ستدربها الولايات المتحدة في إستراتيجية الإضعاف والقضاء على تنظيم «داعش»، وهو حماية المناطق التي سيتم طرد مقاتلي التنظيم منها والدفاع عنها، ولن يطلب من مقاتلي المعارضة السورية القيام بمهام هجومية ومشاركة في العمليات.

هذا ما يقوله تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» أعده راجيف تشاندراسيكران ونقل فيه عن مسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية وقوات التحالف الدولي ضد داعش.

فرغم أهمية المعارضة السورية في الإستراتيجية الأمريكية كما يقول إلا أن المسؤولين لا يرون في القوة التي ستتلقى تدريبات في بعض دول التحالف أنها لن تكون في وضع استعادة المدن والبلدات التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، بدون أن تتوفر لها قوات برية أمامية أمريكية و التي استبعد الرئيس باراك أوباما نشرها حتى الآن.

وعليه ستكون مهمة قوات المعارضة منع تنظيم الدولة الإسلامية التوسع خارج الحدود التي يسيطر عليها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية له علاقة باستراتيجية سوريا اعترافه بوجود فجوة كبيرة داخل الإستراتيجية «فمن ناحية نريد قوة معتدلة سورية يوثق بها ولكننا لم نظهر التزاما لبناء هذه القوة».

 

لا يوجد غطاء بري

 

ويبرر القادة العسكريون الأمريكيون ترددهم إشراك المقاتلين السوريين في معارك كبيرة مع مقاتلين مسلحين تسليحا جيدا، بعدم توفر القدرة للمعارضة على إجلاء الجرحى. ويستند العسكريون في نظرتهم للوضع السوري على تجارب الحروب في العراق وأفغانستان حيث انهارت الجيوش النظامية في البلدين لعدم وجود دعم جوي وذلك في السنوات الأولى للحرب في هذين البلدين. ويرغب القادة العسكريون بنشر قوات خاصة أمريكية أو من دول التحالف لتقديم النصح للمعارضة السورية لمنع تفككها أثناء القتال.

ويرى مسؤول عسكري أمريكي «لا تستطيع وضع قوات فاعلة على الأرض إن لم تكن قريبا منها لتقديم النصح والمساعدة».

ويرفض الرئيس أوباما نشر قوات برية في العراق وسوريا حتى لا يتورط في حرب طويلة ودموية في منطقة الشرق الأوسط. ولتجنب هذا السيناريو أعلنت الإدارة عن خطط لتقوية الوكلاء المحليين على الأرض، أي الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية والمعارضة السورية.

وطلب البيت الأبيض من الكونغرس المصادقة على ميزانية 500 مليون دولار لتأهيل المعارضة المعتدلة.

وأعلنت وزارة الدفاع فيما بعد عن خطط لتدريب 5.000 من مقاتلي المعارضة السورية وتشكيل قوة فاعلة ونظامية حسب وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل وليس مجموعات «إضرب واهرب».

 

في المخيمات

 

وبحسب الخطة ستطلب الإدارة من القوات الأمريكية الخاصة تجنيد متطوعين من بين اللاجئين السوريين في مخيمات تركيا والأردن وبعدها سيتم نقلهم لتلقي التدريبات لمدة ثماني أسابيع في السعودية، ومن ثم سينقلون مرة أخرى للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة.

وتتوقع الإدارة نشر أول وحدة في هذه المناطق خلال ستة أشهر. ويقول مسؤول عربي إن الخطة هي قيام هؤلاء بحماية المناطق المحررة. وستكون هذه القوات «دفاعية» وليست «هجومية».

وبناء على هذه النظرة فلن يتلقى المقاتلون إلا تدريبات أساسية لحماية قراهم، حسب الجنرال ويليام ميفايل، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون.

وبهذا لن يكون لقوات المعارضة أي أثر حاسم في المعركة ضد «داعش» وهو ما يعترف به الجنرل ميفايل. وقد يستفيد النظام السوري لبشار الأسد من هذه الترتيبات، حيث تسمح للأسد استعادة مناطق خسرها تنظيم الدولة الإسلامية. وتتناقض الإستراتيجية الأمريكية مع مطالب المعارضة السورية التي تريد أن تكون شريكا أساسيا في الحرب ضد «داعش» والأسد معا.

 

العراق أهم

 

وفي الوقت الحالي ترى الحكومة الأمريكية أن الأولوية هي لهزيمة «داعش» في العراق، مع أنها في الأسابيع الماضية شنت هجمات جوية ضد مقاتلي «داعش» الذين حاصروا وسيطروا على أجزاء من بلدة عين العرب ، وأنزلت الطائرات الأمريكية أسلحة لمقاتلي الحماية الشعبية الكردية.

ويشير التقرير إلى أن الهدف الرئيسي في تدريب قوات جديدة هو العثور على متطوعين من داخل المخيمات، فالإدارة لا تريد سحب مقاتلي الجيش الحر من داخل سوريا، بل تريد تجنيد قوات جديدة. وقد تواجه القوات الأمريكية الخاصة مشكلة في إقناع سوريين هربوا من ساحات القتال بعضهم لم تعد لديه رغبة بالعودة إلى محاور الحرب في بلادهم.

ورغم أن التدريبات التي يتلقاها المقاتلون أساسية إلا أنها مرحلة كما يقول المسؤولون لتحديد العناصر التي يمكن أن تستخدم لاحقا في عمليات هجومية.

فبرنامج التدريب متطور ولكنه يركز في المرحلة الحالية على إعداد بنية قيادية كما يقول مسؤول في وزارة الدفاع. وبحسب ميفايل فالخطوة الأولى هي تحديد المرشحين والتحقق من ملفاتهم وإقامة علاقات معهم وتزويدهم بالمهارات القتالية الأساسية وبعد ذلك إرسالهم لحماية مجتمعاتهم.

وتظل هذه الإستراتيجية ناقصة بدون قوات أمريكية، فلم يستبعد مثلا رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارتن ديمبسي مرافقة المستشارين الأمريكيين في العراق القوات العراقية لتقديم النصح لها.

وهناك من يقول إن تكنولوجيا الحرب تعوض وجود قوات كهذه ويشيرون كيف نشرت القوات الأمريكية طائرات بدون طيار حول سد الموصل وقامت بضرب قوات «داعش «القريبة من مقاتلي البيشمركة.

ويرى مسؤولون إن المقارنة بين البيشمركة الخبيرة بالقتال ومجموعات قتالية حديثة ليس في محله. فوحدات المعارضة السورية بحاجة لدعم معنوي وإجلاء للجرحى وما إلى ذلك لمنع تفككها وانهيارها وهذه أشياء لا يمكن فعلها عن بعد.

وفي الوقت الحالي تقوم الإدارة بإجراء محادثات مع تركيا وقطر والأردن لفتح مراكز تدريب حالة لم يعد مركزي التدريب في السعودية قادرين على استيعاب المرشحين. ويرى الناقدون للإدارة إن خطوات كهذه لن تكون ناجحة حالة لم تعلن إدارة أوباما التزاما بالقوات الجديدة، كما أن عدم التركيز على الأسد كهدف في الإستراتيجية قد يدفع عددا من المقاتلين للوقوف موقف المتفرج. لكن الإدارة تؤكد انها تريد نجاح هذه القوة.

 

صعود الأكراد

 

وقد تجد الولايات المتحدة صعوبة في تحقيق أهدافها وتشكيل القوة في ظل ما يراه الكثير من أفراد المعارضة السورية محاباة لقوات الحماية الشعبية الكردية التي ينظرون إليها نظرة شك، نظرا لطموحات الأكراد الإنفصالية ولعلاقتهم الملتبسة مع نظام بشار الأسد.

ويأتي صعود العامل الكردي في الأزمة السورية ومواجهة «داعش» في وقت تتعامل فيه الحكومة التركية مع الوضع الجديد بنوع من القلق، فهي لا تريد أن تظهر بمظهر من يدعم تنظيم الدولة الإسلامية ولا بمظهر من يساعد اعداءها من حزب العمال الكردستاني. فقد سمحت تركيا وبضغط من الولايات المتحدة بمرور مقاتلي البيشمركة وأسلحتهم الثقيلة للتخفيف عن المقاتلين داخل عين العرب(كوباني).

وترى صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الأكراد في العراق وسوريا وضعوا خلافاتهم جانبا وقرروا الإتحاد لمواجهة «داعش» وهو ما منحهم شرعية دولية على حساب المخاوف التركية. وترى الصحيفة إن اعتماد القوات الأمريكية المتزايد على المقاتلين الأكراد في العراق يثير أيضا مخاوف الحكومة العراقية التي تخشى من أن تؤدي التطورات والحرب مع «داعش» لتعزيز مواقف الأكراد في شمال العراق ويعلنوا الإستقلال في منطقة الحكم الذاتي. وتنقل الصحيفة عن رئيس وزراء الإقليم برهم صالح قوله «برزت كردستان كأهم شريك يثق به المجتمع الدولي في الحرب ضد داعش».

وأضاف «لدى الأكراد مواقف مختلفة ولكننا نواجه عدوا واسع الحيلة يقف على بوابتنا ولهذا حان وقت الإجماع». وأشارت الصحيفة لاجتماع داهوك الذي حضره حزب الإتحاد الديمقراطي المرتبط بحزب العمال الكردستاني وأحزاب صغيرة لها علاقة مع رئيس إقليم كردستان وانتهى بالإتفاق على المشاركة في السلطة. ونقل التقرير عن كبير مستشاري البارزاني، فؤاد حسين قوله إن قوات البيشمركة ستصل لعين العرب في غضون أيام قليلة. مشيرا إلى أن الخلافات لم تحسم بعد ولكن الطرفين يقاتلان نفس العدو.

وتقول الصحيفة إن منظور التعاون السياسي والعسكري الموسع بين الأكراد أدى لقلق ونقاشات في داخل الحكومة التركية، حيث تواجه معضلة سياسية معقدة تجاه القضية الكردية والتي تشمل عملية سلمية مع الأقلية الكردية التركية.

وأثرت المعركة في عين العرب(كوباني )على الوضع السياسي التركي حيث اندلعت تظاهرات قتل فيها 40 شخصا وأثرت على محادثات السلام.

وفي الوقت الذي يشعر فيه أكراد تركيا بالحنق على الحكومة التي يقولون إنها فشلت في حماية عين العرب ، يطالب عدد متزايد من الأتراك بوقف صعود أكراد سوريا المرتبطين بحزب العمال الكردستاني المصنف كجماعة إرهابية في تركيا والولايات المتحدة.

 

معضلة أنقرة

 

كما وأثر صعود أكراد سوريا على العلاقات الأمريكية- التركية فيما يتعلق بسوريا. فقد شنت الطائرات الأمريكية 100 غارة على البلدة، ونقلت معدات عسكرية وطبية للمقاتلين الأكراد داخلها. كما ودفعت واشنطن باتجاه الوحدة بين الفصائل الكردية حيث تشعر بالإرتياح لما تحقق حتى الآن.

وبحسب هنري باركي المحاضر في جامعة ليج الأمريكية «تركيا قلقة من خروج أكراد سوريا كأبطال وتريد احتواء الوضع من خلال دعم حلفائها أكراد العراق».

ويضيف أن الولايات المتحدة ظلت تستشير أنقرة في الموضوعات المتعلق بالأكراد «ولكن في موضوع أكراد سوريا لم تفعل وهو ما أثار غضب أنقرة».

وبدا هذا واضحا في تصريحات الرئيس التركي طيب رجب أردوغان الذي انتقد عملية نقل السلاح للأكراد الذي وقع جزء منه بيد «داعش». وأجبرت وزارة الدفاع على الإعتراف بالواقعة بعد فيديو نشره «داعش». وترى الصحيفة أن غضب أردوغان له علاقة بمحادثات السلام مع الزعيم الكردي السجين عبدالله أوجلان. وتعتمد الولايات المتحدة اليوم على فصيلين كرديين، عراقي وسوري كقوات برية تدعم الحملة الجوية، ويقول مسؤولون ان التعاون مع أكراد سوريا نبع من تحول عين العرب إلى معركة رمزية يجب منع «داعش» من تحقيق انتصار فيها.

وفوق كل هذا حاز الأكراد في العراق على دعم الدول الغربية نظرا لمواقفهم المعتدلة وخبرتهم القتالية.

ويقول ولدمير فان ويلغينبرغ من معهد جيمس تاون إن الأكراد حصلوا على صفقات مع الغرب لأنهم مدفوعون بنفس الحس الخائف من تهديد «داعش».

وقال الباحث الذي حضر اجتماعات دهوك إن الأكراد لديهم نموذج للتعاون على جانبي الحدود العراقية والسورية لكن لا أحد يعرف إن كان هذا التعاون سيستمر وماذا سيكون رد فعل تركيا.

 

جاذبية «داعش»

 

بعيدا عن العامل الكردي تناولت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها الدعم العالمي الذي يحظى به تنظيم «داعش» من الجماعات الجهادية الممتدة من الباكستان وحتى الجزائر.

وتقول إن القوى الدينية والسياسية في العالم العربي والإسلامي اتحدت لشجب «الخلافة» التي أعلن عنها أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم.

وبالمقابل فالدعم الذي حصل عليه من الجماعات الجهادية الأخرى يجعل من مهمة هزيمته في العراق وسوريا معركة صغيرة «فانتشار عقيدة التنظيم وأساليبه مثل قطع الرؤوس هي نتاج نجاحاته في العراق وسوريا وبراعته في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي و رغم القيود المفروضة على الإتصال في الدول العربية الإستبدادية».

ومن هنا ترى أن وقف زخم تقدم داعش مهم ليس فقط لمستقبل العراق وجيرانه ولكن للمعركة الدولية الأوسع ضد التطرف الإسلامي. وتقول الصحيفة إن تقديم الولاء للبغدادي جاء من مناطق غابت فيها سيادة الدولة، أولا في ليبيا ومن ثم الجزائر وبعد ذلك طالبان حيث قالت خمس قيادات إنها لم تعد تأتمر بأمر ملا محمد عمر، زعيم طالبان. وفي مصر قامت حركة أنصار بيت المقدس بقطع رؤوس تسع رهائن حسب تقرير لصحيفة «لوس انجليس تايمز». وقال أحد قياداتها لوكالة أنباء «رويترز» إن حركته على تواصل مع تنظيم الدولة الإسلامية. وحتى جماعة أبو سياف في الفلبين حاولت استثمار هالة «داعش» وهددت في بيان بأنها ستقطع رأسي رهينتين ألمانيتين حتى تخرج ألمانيا من التحالف الأمريكي ضد «داعش». كما يحظى التنظيم بدعم مدنيين غير مقاتلين كما في المدينة الساحلية في لبنان، طرابلس حيث رسم علم تنظيم الدولة على جدار بنايتين في حي التبانة حسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال».

وفي تقرير لوكالة «أسوسيتدبرس» أن مؤيدين ل «داعش» في الجامعات التركية قاموا بافتعال سلسلة من المعارك داخل حرم الجامعة. وفي الأردن أظهر استطلاع أن نسبة 62% اعتبرت داعش تنظيما إرهابيا.

وتفسر هذه المشاعر المؤيدة ل «داعش» تردد عدد من القادة مثل أردوغان المشاركة في الحرب ضد التنظيم. وتقول الصحيفة إن إدارة أوباما اعترفت بخطر تنظيم الدولة وجاذبيته ولهذا دفعت باتجاه خطوات سياسية لمواجهته مثل دفع القيادات الدينية لإصدار فتاوى ضده. لكن هذه الإجراءات لن تكون فاعلة طالما ظل التنظيم قويا، فكما قال أسامة بن لادن «عندما يرى الناس حصانا قويا وآخر ضعيفا، فإنهم بطبيعتهم سيحبون الحصان القوي».

صحيح التطرف الإسلامي لن تتم هزيمته بالقوة العسكرية وحدها، لكن تنظيم الدولة الإسلامية يبدو للكثيرين في العالم الإسلامي قويا ولهذا فالطريقة الوحيدة لوقف تأثيره هي هزيمته عسكريا عاجلا أم آجلا.

 

سباق بين الأسد وأردوغان في أقصى الشمال السوري ورياح كوباني والريف الحلبي تجري لصالح دمشق

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي» تجري رياح الشمال السوري بما يشتهي الرئيس بشار الأسد أكثر مما يتمناه نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ثمة سباق محموم بين الأسد وأردوغان على جبهتين هما الأكثر حماوة وتشويقاً بين جبهات الإشتباك في الجغرافيا السورية وإن كانت الثانية تسير بعيداً عن الأضواء تراقبها أنقرة بشغف واهتمام لا يقل عن اهتمامها بالجبهة الأولى.

معارك عين العرب كوباني (الجبهة الأولى) تسير لصالح وحدات الحماية الشعبية الكردية، والمقاتلون الأكراد يستعيدون مزيداً من الأحياء والقرى في شرق وجنوب كوباني فيما تتقهقر قوات تنظيم «داعش» وتغرق في حرب الشوارع الاستنزافية. تنتفي شيئاً فشيئاً حجة أردوغان المبهرة في إنشاء منطقة عازلة على الحدود السورية التركية مع تراجع احتمال سيطرة «داعش» على كوباني، نقطة لصالح الرئيس السوري في سلة أردوغان.

معارك ريف حلب الشمالي (الجبهة الثانية) بين الجيش السوري ومقاتلي الجماعات الإسلامية تسير هي الأخرى وفق ما يتمناه الرئيس الأسد.

وتفيد مصادر «القدس العربي» أن الجيش السوري على وشك من أن يتمكن من قطع آخر خطوط الإمداد الواصلة بين مدينة حلب وريفها وعزل المدينة عن قواعدها الريفية الغزيرة بالمقاتلين والسلاح القادم من الحدود التركية المفتوحة للكتائب الإسلامية وفي مقدمتها الجبهة الإسلامية وما تبقى من حركة «أحرار الشام».

معلومات «القدس العربي» تفيد أيضاً قوات الجيش الحكومي وصلت إلى تخوم قرية حريتان وقد سيطرت خلال أيام قليلة على عدة بلدات أهمها قرية حندرات وهي على وشك أن تطوق مدينة حلب بالكامل وتعزل المقاتلين الإسلاميين بالكامل داخل الأحياء التي يسيطرون عليها في مدينة حلب عن خطوط إمدادهم أو بالأحرى عن الخط الوحيد المتبقي وهو الخط الشمالي الذي يكاد ينقطع تماماً بسيطرة الجيش على حندرات. وفي حال استطاعت القوات الحكومية الإطباق على مدينة حلب لوجيستياً فإن السيطرة على كامل المدينة ستُصيح مسألة وقت وهذا الأمر سيعني وفق مراقبين ضربة موجعة لأنقرة التي تتطلع لحلب وشمالها الريفي كقاعدة إنهاك كبيرة للحكومة السورية والجيش السوري.

لتدارك الموقف الميداني الحالي تقترح بعض تنسيقيات المعارضة ما سمته بالفكرة الاستراتيجية والتي تقتضي «انسحاب كافة الفصائل الإسلامية المقاتلة من مدينة حلب إلى الريف الحلبي قبل أن تُغلَق المدينة بالكامل من قوات النظام، والتوجه نحو الريف الحلبي بهدف تحريره بالكامل من قوات النظام ومن ثم العودة إلى المدينة بعد تأمين الريف وضمان عدم تطويق المدينة من جديد».

 

الجيش الحر يتجه إلى كوباني

صرّح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، بأن حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي السوري، وافق على عبور 1300 مقاتل من الجيش السوري الحر إلى كوباني “عين العرب”. وقال إردوغان “بخصوص هذا الأمر تتفاوض فرقنا المعنية في الوقت الحالي بشأن مسار عبورهم”.

 

ويأتي ذلك، بعد أن أعلن القائد البارز في الجيش الحر العقيد عبدالجبار العكيدي، عن نيته إرسال حوالي 1300 مقاتل من ريف حلب إلى كوباني، لمؤازرة المقاتلين الأكراد في تصديهم لتنظيم الدولة، على اعتبار أن كوباني تتبع لمحافظة حلب. وقال العكيدي إن التوجه لنجدة عين العرب “أمر أجبروا عليه، خاصة مع الخوف من قيام تنظيم الدولة بارتكاب مجازر فيها في حال السيطرة عليها”. وأكد العكيدي أن الحملة العسكرية جاءت بدافع الحرص على الوحدة السورية، ووجوب الدفاع عن بلدة عين العرب. وأشار إلى أن دخول الثوار إلى عين العرب، ليس لمناصرة “قوات حماية الشعب” الكردي، ولكن لمناصرة الكتائب الثورية التي تقاتل في البلدة مع قوات حماية الشعب.

 

وكان عدد من الفصائل المقاتلة مثل جيش الإسلام، وفيلق الشام، وجبهة ثوار سوريا، والفيلق الخامس، وحركة حزم، وجيش المجاهدين، وبعضها يتبع غرفة عمليات حلب التابعة للمجلس العسكري، أعلنت في بيان مشترك تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، عزمها إرسال قوة إلى عين العرب، طالبة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة دعم القوة المتوجهة إلى المدينة.

 

في المقابل، نفى قائد المجلس العسكري الثوري في حلب التابع للجيش السوري الحر، العميد زاهر الساكت، الجمعة، إرسال مقاتلين من فصائل تابعة للمجلس، لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني. وقال الساكت في بيان نشرته وكالة شام الإخبارية، إن قيادة المجلس تنفي ما تداولته بعض وسائل الإعلام، بشأن نية المجلس إرسال مقاتلين إلى عين العرب، مشيراً إلى أنهم “ملتزمون بجبهات حلب التي تشهد معارك عنيفة في هذه الأيام بين قوات المعارضة وقوات النظام”. واعتبر البيان “أن من يروج لهذا الأمر هم أشخاص ليس لهم أي صلة بالمجلس العسكري الثوري في مدينة حلب”. وتساءل الساكت “هل نحن ضعاف عقول لنقاتل في عين العرب وهناك ألف دولة تساعدها؟!”، مشيراً إلى أن مهمتهم الأساسية هي مقاتلة قوات النظام السوري، التي تحاول استعادة السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.

 

ونفت مصادر قيادية في مدينة كوباني، أن يكون قد جرى التنسيق معها، بخصوص دخول 1300 مقاتل من مقاتلي الجيش الحر، إلى المدينة. وقالت المصادر، أن هناك طريقة فاعلة جداً يستطيع الجيش الحر مساعدتنا فيها، من دون الدخول إلى المدينة، وذلك عبر تنفيذ هجمات على من تبقى من عناصر تنظيم الدولة، في مدن وبلدات جرابلس ومنبج والباب والراعي بريف حلب. وهو أمر سيجبر التنظيم، على سحب مقاتليه من كوباني لحماية هذه المناطق.

 

ونفذت “وحدات حماية الشعب” الكردي، الجمعة، عمليات نوعية في الريف الشرقي لكوباني، بالقرب من قرى حلنج وشيران وكرد بنغار، دمرت خلالها ثلاث آليات لتنظيم الدولة، وتمكنت من قتل 10 عناصر من التنظيم. في حين استهدف تنظيم الدولة بثلاث قذائف هاون، تل شعير، الذي سيطرت عليه وحدات الحماية ليل الخميس، كما دارت اشتباكات عنيفة في شمال شرق المربع الحكومي الأمني.

 

من جهة أخرى، قال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، إن معركة الدفاع عن مدينة كوباني ستتحول إلى حرب استنزاف، ما لم يحصل المقاتلون الأكراد على أسلحة يمكنها التصدي للدبابات والمدرعات. وقال مسلم “إنه استنزاف من الطرفين، إلا إذا تغير شيء في الوضع القائم”. وأضاف “ورد إلينا أخيراً معلومات عن عزمهم (الدولة الإسلامية) استعمال الأسلحة الكيماوية عبر مدفعية المورتر”، مشيراً إلى أن لديهم “معلومات موثقة عن وجود 40 دبابة في محيط المدينة، وعدد غير محدد من عربات الهامفي أميركية الصنع”. وتابع “إذا وصلت إلينا أسلحة نوعية نستطيع من خلالها ضرب الدبابات والمدرعات التي يستعملونها، قد نستطيع إحداث تغيير نوعي في أرض المعركة”.

 

النظام يجتاح “مورك” ويحرقها

اقتحمت قوات النظام الخميس، مدينة مورك، بريف حماة الشمالي، وسط اشتباكات عنيفة ما زالت تجري على أطرافها. وكانت قوات النظام قد شنت أكثر من 95 غارة جوية، وألقت ما يزيد على 40 برميلاً متفجراً، خلال الأيام القليلة الماضية، بغرض السيطرة على المدينة المحاصرة منذ تسعة أشهر، واستعادة الطريق الدولي الواصل بين حماة وحلب.

 

وذكر “مركز حماة الإعلامي”، أن قوات النظام سيطرت بداية على تل مورك، المطل على المدينة، مما ساعدها على اقتحامها، لتقوم بعد ذلك بنهب المنازل والأسواق، وحرقها. وأكد مدير المكتب الإعلامي للواء “فرسان الحق” الخميس، إن قوات النظام سيطرت على مدينة مورك بحماة من جنوبها إلى شمال كتيبة الدبابات، إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الجيش الحر.

 

في حين، أوضح مدير مكتب اللواء التابع للفيلق الخامس من الجيش الحر، بلال بيوش، أن قوات النظام كثفت غاراتها الجوية على المدينة، في ظل عدم امتلاك الجيش الحر أسلحة قادرة على مواجهتها. وأشار بيوش، إلى أن خسائر قوات النظام في هذه المعارك، بلغت نحو 1000 قتيل، إضافة إلى تدمير نحو 150 آلية بين عربات ودبابات وأسلحة أخرى، بينما قتل حوالي 80 مقاتلاً من الفيلق الخامس في الجيش الحر. وأكد بيوش أن جميع الفصائل المقاتلة، لا تزال موجودة في المدينة، بانتظار التعزيزات من الفصائل الأخرى، وأن “المعركة لم تنتهِ بعد”.

 

وقال المقدم في ألوية “تجمع صقور الغاب” جميل رعدون، إن قوات النظام اقتحمت المدينة عبر خنادق من الجهة الغربية، بعد أن فشلت في اقتحامها من الجهة الشرقية. وكان “فيلق الشام” الإسلامي، قد أعلن انسحابه من مورك الخميس، وذلك بحسب بيان نشر على مواقع التواصل الإجتماعي. وأشار البيان، إلى “حجم التضحيات التي قدمتها الفصائل المقاتلة والانتصارات التي حققها المقاتلون في المدينة”، مؤكداً على “العودة إلى ساحات القتال في وقت لاحق”.

 

وكانت سماء مورك قد شهدت الخميس، للمرة الأولى، قصفاً مكثفاً شاركت به أربع طائرات حربية، وطائرتان مروحيتان، ضمن سياسة “الأرض المحروقة”، التي يتبعها العقيد سهيل الحسن، القائد الجديد لقوات النظام على جبهة مورك. وسرّب مركز حماة الإعلامي معلومات تفيد بمحاولة قوات النظام التقدم باتجاه تل الصيّاد بريف حماة الشمالي، وقطع الطريق بين مورك وكفرزيتا. وهو الأمر الذي قد يساعدها في التحرك باتجاه معسكرات وادي الضيف والحامدية وخان شيخون بريف إدلب، بهدف فك الحصار عنها.

 

مؤتمر للناشطين السوريين من الداخل في غازي عنتاب

وزارة الخارجية قد تغيب الحكومة السورية المؤقتة

بهية مارديني

التقى الدكتور نصر الحريري الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم مع عدد من أعضاء الائتلاف في اسطنبول للنقاش حول تشكيلة الحكومة المؤقتة، وكان الحريري قد ناقش في اجتماع مع الدكتور أحمد طعمة، رئيس الوزراء المكلف، وعدد من أعضاء الائتلاف الوطني السوري في وقت سابق آلية، تشكيل الحكومة وعدد وزاراتها .

 

بهية مارديني: قال نصر الحريري، الأمين العام للائتلاف الوطني السوري، لـ”ايلاف” إنه تم “الحديث حول ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة وضمن معايير تضمن تجاوز أخطاء الماضي”، مؤكدًا على ضرورة التوافق والرأي الواحد للخروج بحكومة توافقية.

وأشارت مصادر “ايلاف” أن وزارة الخارجية هي محور من محاور النقاشات في الاجتماع، فهل ستكون متواجدة داخل الحكومة المؤقتة أم لا ؟ وهل يتعارض تشكيلها مع النظام الأساسي للائتلاف وطبيعة عمل الحكومة التي تم الاتفاق في وقت سابق أن تكون خدمية فقط ، وكيف يمكن ان يخرج جسد الحكومة بشكل أرشق بعد ضم بعض الوزارات؟.

وطالب الحريري رئيس الحكومة بتعزيز علاقتها مع الداخل السوري والاقتراب أكثر والعمل في الداخل، وتطرق الحديث إلى نقاش أهـم التشاورات التي قام بها الدكتور طعمة منذ فترة توليه الحكومة الجديدة وحتى الآن.

هذا ويعقد الائتلاف الوطني السوري بتاريخ 29-30 الشهر الجاري في مدينة غازي عينتاب التركية ملتقى الداخل السوري الثاني تحت عنوان” جذور – صناعة قرار سياسي تشاركي” بحضور أكثر من 100 ناشط من الحراك الثوري ومنظمات المجتمع المدني قادمين من سوريا، وتعقد الجلسة الافتتاحية بتاريخ 29 بحضور المهندس هادي البحرة رئيس الائتلاف وأعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف بالاضافة الى حضور دبلوماسي تركي.

من جانب آخر تجددت المعارك بين الجيش الحر وقوات الأسد على أطراف حي طريق السد بدرعا المحطة وأسفرت عن مقتل عنصرين تابعين لتلك القوات.

كما اشتبك الطرفان على الطريق الواصل بين مدينتي الشيخ مسكين ونوى، وبحسب مراسل الهيئة السورية للإعلام، إن الحر كبد القوات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد هناك.

من جهة ثانية واصل الطيران الحربي التابع لقوات الأسد استهدافه مدن وبلدات ريف درعا أمس كما إن قصفاً عنيفا بطيران “السوخوي” استهدف مواقع للواء المعتصم بالله ما تسبب بسقوط 7 شهداء وعدة جرحى.

واندلعت أيضا في دمشق وحولها معارك عنيفة بين الحر وقوات الأسد على جبهات حي جوبر وبلدة عين ترما وتمكن الجيش الحر من عطب دبابة “تي 92” خلال الاشتباكات.

كما استهدف الحر بالمدفعية تجمعات لقوات النظام المتمركزة على المتحلق الجنوبي من جهة مدينة عربين، بينما قصفت قوات الاسد بالصواريخ مدينة الحجر الأسود.

 

كيري: نحاول معرفة اذا استخدم تنظيم داعش مادة الكلور

بيروت: اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة في تالين، ان الاكراد السوريين في كوباني قبلوا المساعدة من 1300 من مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض.

وقال اردوغان في مؤتمر صحافي “تبلغت للتو ان عدد البشمركة (الذين اتوا من كردستان العراق وسيتوجهون الى كوباني) تقلص الى 150. وحزب الاتحاد الديموقراطي (السوري الذي يقاتل في كوباني) قبل المساعدة من 1300 من مقاتلي الجيش السوري الحر، وهم يجرون محادثات لاختيار الطريق الذي سيسلكونه”. وتحدث امس عن 200 من البشمركة سيعبرون الاراضي التركية الى مدينة عين العرب السورية (كوباني).

وفي وقت سابق اعلن قائد عسكري ميداني في المعارضة السورية المسلحة ان قوات من الجيش الحر ستدخل خلال 36 ساعة مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا للمشاركة في القتال ضد تنظيم “داعش”، وذلك فور الحصول على موافقة المقاتلين الاكراد وسواهم الذين يدافعون عن المدينة.

وقال العقيد عبد الجبار العكيدي، العضو السابق في هيئة الاركان العليا التابعة للجيش الحر، في مداخلة تلفزيونية مساء الخميس، ان “كبرى التشكيلات العسكرية الموجودة في شمال سوريا اتخذت قرارا بانه يجب مناصرة اخوتنا واهلنا في عين العرب”، من دون ان يحدد من هي هذه التشكيلات.

وقال انه تم توجيه رسالة الى المسؤولين الاتراك “باننا شكلنا هذه القوة ونريد الدخول الى مدينة عين العرب، ورسائل ايضا الى قوات التحالف الدولي من اجل ايضا مساندتنا وتقديم الدعم اللوجستي لقوات الجيش الحر التي ستتوجه خلال 36 ساعة الى عين العرب ان شاء الله”.

واضاف انه تم “ارسال رسائل الى التشكيلات الكردية والتشكيلات الاخرى (من الجيش الحر) التي تقاتل داخل عين العرب، ولم يردوا بعد. ونحن ننتظر موافقتهم للدخول الى عين العرب”.

وذكرت قناة “الجزيرة” ان المقاتلين الذين سيتوجهون الى عين العرب سيكونون بقيادة العكيدي.

وتراس العكيدي المجلس العسكري لمحافظة حلب في مرحلة كانت قوات المعارضة المسلحة تحقق نجاحات عسكرية بارزة على الارض في مواجهة القوات النظامية السورية في شمال البلاد، لكنه استقال في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، احتجاجا على تخاذل المجتمع الدولي وتشرذم المعارضة و”لهاث امراء الحرب وراء المناصب” كما قال في حينه. لكنه واعلن انه سيواصل “النضال من مواقع اخرى”.

وجاءت استقالته في بداية سلسلة تراجعات على الارض لمقاتلي المعارضة في محافظة حلب في مواجهة قوات النظام.

واوضح العكيدي الخميس ردا على سؤال، ان “مدينة عين العرب مدينة سورية تتبع لمحافظة حلب. و(…) واجب علينا ان نقوم بمؤازرة اهلنا في وجه ما يتعرضون له من عدوان تنظيم الدولة”.

واضاف “نحن لسنا لمناصرة وحدات الحماية الشعبية فقط، بل نحن لمناصرة أهلنا وإخوتنا في عين العرب من المدنيين ومن الجيش الحر الذين يقاتلون مع قوات الحماية الشعبية”.

وتابع “اتخذنا القرار انطلاقا من حسنا الوطني. ليس من المعقول ان تاتي قوات من البشمركة من اربيل العراق لتناصر مدينة سورية تتبع لمحافظة حلب، ونحن لا نقوم بهذا العمل”.

العراق عاجزة عن شن هجوم مضاد

اكد مسؤولون اميركيون ان الاكراد قادرون على التصدي لتنظيم داعش في مدينة عين العرب السورية (كوباني) مع التحذير في الوقت نفسه بان الجيش في العراق المجاور ليس قادرا بعد على شن هجوم مضاد واستعادة المناطق التي سقطت في ايدي تنظيم “داعش”.

وبدعم من الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، يقاتل الاكراد ضد “داعش” على عدة جبهات بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “خسائر فادحة تسجل في صفوف تنظيم داعش يوميا. لقد ابلغنا شهود بان جثث المقاتلين ممدة في الشوارع حيث يتواجد التنظيم بسبب الغارات او المقاومة القوية التي تبديها وحدات حماية الشعب” الكردي.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية رفض كشف هويته ان خطوط القتال بين داعش والقوات الكردية لم تتغير منذ اسبوع، مضيفا “اعتقد ان الاكراد الذين يدافعون (عن المدينة) سيتمكنون من الصمود” امام الهجوم الذي اطلقه الجهاديون في 16 ايلول/سبتمبر.

واورد مسؤول اخر في القيادة الاميركية الوسطى المكلفة المنطقة “اذا شاهدتهم ماذا حصل منذ اسبوع ونصف، فان خط الجبهة في كوباني لم يتحرك تقريبا”، متحدثا عن “حرب شوارع” على الارض مع تبادل للسيطرة على بقايا منازل من وقت الى اخر.

6600 طلعة جوية

واعلن الجيش الاميركي الخميس ان الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا حوالى 6600 طلعة جوية ضد تنظيم داعش والقوا اكثر من 1700 قنبلة.

ولمدينة كوباني السورية الكردية المجاورة للحدود مع تركيا اهمية رمزية لمقاتلي داعش وللتحالف الدولي على السواء، ما يجعل المسؤولين الاميركيين في القيادة الوسطى يتوقعون استمرار هجوم الجهاديين.

وقتل 553 شخصا في سوريا غالبيتهم الساحقة من المسلحين المتطرفين غير السوريين في ضربات التحالف الدولي.

وقال المرصد ان طائرات التحالف اغارت مجددا على غرب كوباني ليل الخميس الجمعة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس الخميس ان “553 شخصا هم 464 عنصرا من تنظيم داعش و57 عنصرا من تنظيم جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) و32 مدنيا قتلوا في الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد اهداف في سوريا منذ شهر”.

واضاف ان “الغالبية الساحقة من هؤلاء المسلحين الذين قتلوا في الغارات ليسوا سوريين”.

وتأثير الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي يبقى موضع نقاش في واشنطن حيث يؤكد البيت الابيض انها الحقت خسائر بالجهاديين فيما يشير منتقدو الضربات الى ان تنظيم داعش حقق مكاسب على الارض رغم الغارات.

وفي واشنطن اقر وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل بنتائج “متفاوتة” للضربات لكنه اردف قائلا “نعتقد ان استراتيجيتنا تحقق نجاحا”.

وتنظيم داعش الذي اعلن “الخلافة” في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا، يعتبر المجموعة “ألارهابية” الافضل تمويلا في العالم حيث يكسب حوالى مليون دولار يوميا من مبيعات النفط في السوق السوداء.

ويبدو ان الاكراد في كوباني تمكنوا من صد هجمات الاسلاميين وصمدوا لاكثر من شهر فيما تلقوا وعودا بتعزيزات من اكراد العراق والقاء الولايات المتحدة اسلحة من الجو.

لكن رغم الغارات الجوية تمكن تنظيم “داعش” من احراز تقدم الخميس بعد اشتباكات طويلة بدات الاربعاء في شمال المدينة وفي وسطها، وذلك للمرة الاولى منذ ايام كما افاد المرصد السوري.

كما تمكن التنظيم من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل ايام لصالح المقاتلين الاكراد، وفقا للمرصد ايضا.

ويواجه عناصر التنظيم المتطرف مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الاكراد الذين تلقوا في بداية الاسبوع مساعدات عسكرية القتها طائرات التحالف، وينتظرون وصول مقاتلين اكراد من قوات البشمركة بعدما وافق برلمان اقليم كردستان العراقي على ارسال مقاتلين.

وقال يوسف محمد صادق رئيس البرلمان في الاقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي اثر اجتماع في اربيل ان البرلمان “قرر ارسال قوات الى كوباني للدفاع عنها”.

وتأتي هذه الموافقة اثر قرار تركيا بقبول انتقال قوات البشمركة من الاكراد العراقيين عبر اراضيها الى مدينة كوباني، رغم رفضها انتقال اكراد اتراك من مقاتلي حزب العمال الكردستاني الانفصالي الى مدينة عين العرب للقتال فيها.

لكن المسؤولين الاميركيين عرضوا صورة اكثر تشاؤما بخصوص العراق.

وقالوا ان الجيش العراقي لا يزال غير قادر على شن هجوم كبير لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الجهاديون وهو يعيد رص صفوفه بعد سلسلة نكسات سجلها هذه السنة.

وقال مسؤول عسكري اميركي للصحافيين ان القوات العراقية قادرة حاليا على شن هجمات محدودة على تنظيم داعش لكنها بحاجة الى وقت للتخطيط والتدرب على شن عملية اوسع نطاقا حتى بدعم جوي من التحالف الدولي.

واضاف المسؤول “لا يزالوا غير قادرين على القيام بذلك (شن هجوم مضاد) قبل اشهر”.

واضاف “هذا الامر ليس وشيكا”.

وقد دمرت قوات التحالف الدولي التي تحارب تنظيم داعش ليل الخميس الجمعة مستودع اسلحة ومركز تدريب للتنظيم في منطقة كركوك بشمال العراق اثناء غارة قالت قيادة الاركان الفرنسية انها كانت مكثفة وشديدة.

وصرح قائد اركان الجيوش الفرنسية بيار دي فيليرس لاذاعة “اوروبا1” صباح الجمعة ان “الليلة الماضية نفذنا عملية كبيرة في العراق”.

واوضح الضابط ان الغارة التي شاركت فيها طائرات “رافال” التي ارسلتها فرنسا في اطار التحالف، سمحت بتدمير مبان كان مقاتلو تنظيم داعش “ينتجون فيها عبوات واسلحة لمهاجمة القوات العراقية”.

وقد حقق تنظيم “داعش” تقدما اضافيا الخميس في محافظة الانبار في غرب العراق، حيث تواجه القوات العراقية والعشائر المساندة لها مزيدا من التراجع، بحسب ما افاد مسؤولون.

وسيطر تنظيم “داعش” اثر هجوم كاسح شنه في حزيران/يونيو الماضي، على مناطق واسعة في العراق، لا سيما مدينة الموصل (شمال)، ومناطق واسعة في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك.

من جانب اخر، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الكويت ستستضيف الاسبوع المقبل مؤتمرا يبحث سبل الحد من الحملات الهادفة الى تجنيد الجهاديين في العراق وسوريا وخصوصا عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

ويزداد قلق الحكومات الغربية من عدد الشبان في اوروبا واميركا الشمالية الذين جندوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتوجهوا الى سوريا للانضمام الى صفوف مقاتلي داعش.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى