أحداث الجمعة 24 كانون الثاني 2014
كيري: العالم سيحمي العلويين والأقليات بعد رحيل الأسد
جنيف – ابراهيم حميدي
لندن، بيروت، دبي، واشنطن – «الحياة»، رويترز أ ب، أ ف ب – خاض المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي لساعات طويلة مساء أمس «محادثات صعبة وتفصيلية» مع رئيس وفد الحكومة السورية وليد المعلم ورئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا، للاتفاق على صيغة المفاوضات التي ستجري بين الوفدين في مقر الأمم المتحدة في جنيف اليوم. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في حديث لقناة «العربية» بثته عشية المفاوضات، إن «بشار الأسد (الرئيس السوري) ارتكب جرائم حرب وهو يمثل العقبة أمام السلام في بلاده». وشدد على أن العالم سيحمي العلويين والأقليات بعد سقوط الأسد. وأشار إلى «الحرص على حماية المؤسسات السورية من الانهيار».
وأضاف كيري أن كل من لم يتورط في دماء السوريين يجب أن يعمل من أجل سورية المستقبل، مشيراً إلى أن الأسد ليس جاهزاً للحل، وأن «على إيران أن تتبنى بصدق إعلان جنيف 1»، ونحن «نحكم على أفعال إيران في سورية وليس على كلامها»، مشيراً إلى أن إيران دولة تمول الإرهاب. وأكد أن هناك دولاً كثيرة مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى سورية، و»أن الأسد هو الذي يجتذب الإرهابيين بسبب القتل الطائفي».
ونفى أي تنسيق مع قوات الأسد لمواجهة الإرهاب في سورية.
واتهم رئيس الائتلاف في مؤتمر صحافي ليل أمس في جنيف، نظامَ «عائلة الأسد» بتعذيب الشعب السوري وسرقة حقوقه على مدى 40 عاماً، وقال: «ان النظام يستخدم الإرهابيين والتكفيريين كفزاعة». واضاف ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد له ان موسكو غير متمسكة بالرئيس السوري.
وعقد ممثلو «النواة الصلبة» في «مجموعة أصدقاء سورية» اجتماعات في ما بينهم أمس ومع قيادة «الائتلاف» لدعم موقفه التفاوضي، مشددين على إعطاء الأولوية لتشكيل هيئة الحكم الانتقالي، في وقت يسعى النظام إلى قلب الأولويات بالقول إن المطلوب مكافحة الإرهاب قبل البحث في العملية الانتقالية.
وذُكر إن المفاوضات بين الأخضر الإبراهيمي والوفدين السوريين أمس، تناولت ما إذا كانت المفاوضات اليوم ستجري في غرفة واحدة أم غرفتين منفصلتين، ومدة الجولة الأولى من هذه المفاوضات، وأن الاتفاق الأوّلي كان على أن تجري في غرفتين لنحو أسبوع، مع وجود ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في غرف مجاورة لمقر المفاوضات، بحيث يقوم الإبراهيمي بنقل المواقف بين الطرفين اللذين لن يتحدث أحدهما إلى الآخر. ويبدو إن الإبراهيمي أراد أمس تثبيت هذه النقاط، إضافة إلى طلب عدم رفع الوفد الحكومي علمه، على أن ينطبق الأمر نفسه على وفد «الائتلاف».
وشددت الدول الحليفة للمعارضة على أهمية قبول «الائتلاف» بالتفاوض على هيئة الحكم الانتقالي وألا يكون الحديث عن إجراءات بناء الثقة بديلاً من موضوع هيئة الحكم. وأكد الناطق باسم «الائتلاف» لؤي صافي «وجود إطار زمنيّ واضح ومحدد التوقيت بالنسبة لمفاوضات جنيف2». وزاد «أن الثقة لا يمكن تحقيقها سوى عن طريق التزام وفد النظام المفاوض بالبنود الأساسية لجنيف1 المتمثلة بتشكيل هيئة حكم انتقالية خالية من (الرئيس بشار) الأسد وأزلامه وبالصلاحيات كافة».
وشدد على أن المعارضة لا تثق بنظام الأسد، وأن الوفد الذي يقوده وزير خارجية النظام «مطالَب بالتحرك سريعاً باتجاه قبول مبادئ بيان جنيف لتوليد ثقة بجديته للوصول إلى حل سياسي».
وردت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان أمس، على دعوة كيري الأسد لمغادرة السلطة: «يجب عليكم (أي الأميركيين) طرح سؤال مختلف، وهو: هل يحق لكيري أن يقول للأسد إنه غير قادر على إنقاذ سورية أو الحفاظ عليها؟ هل يمكننا قول الأمر نفسه عن دولتكم الديموقراطية، أي أن نقول لرئيسكم إن عليه الرحيل عن السلطة وعدم إنقاذ البلاد؟ هل يحق لكيري قول ذلك أم أن هذا الأمر متروك للشعب السوري الذي يختار رئيسه؟ أليست هذه هي الديموقراطية؟ بالنسبة إلي هذا موقف استعماري». ووصفت شعبان المعارضة السورية، في مقابلة مع «سي إن إن»، بأنها «مجموعة من المجرمين».
ودخل زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري على خط المواجهات الدامية التي تجري منذ بداية هذا الشهر بين جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وبين العديد من فصائل المعارضة السورية والتي أوقعت أكثر من 1400 قتيل في 20 يوماً من الاشتباكات، وفق ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس. وحض الظواهري في تسجيل صوتي «الجهاديين» على وقف الاقتتال في ما بينهم ووصف ما يحصل بأنه «فتنة».
وقالت منسقة شؤون الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أمس، إن الأمم المتحدة تأمل أن يتفق الجانبان في المحادثات السورية على وقف إطلاق النار على النطاق المحلي في بعض المناطق للسماح بوصول الأغذية والأدوية الحيوية لملايين المدنيين.
وأضافت في مقابلة مع وكالة «رويترز» إن الأخضر الإبراهيمي سيضغط على كل من الحكومة والمعارضة في شأن هذه القضايا الإنسانية.
وقالت آموس: «بحثت هذا مع السيد الإبراهيمي وسيواصل العمل بهذا الصدد. لأن المفاوضات السياسية قد تستغرق وقتاً طويلاً. وهناك كما رأينا أمس خلافات كبيرة بين الأطراف».
وتابعت: «لكن إذا استطعنا تحقيق تقدم كبير في الوصول إلى هذه التجمعات السكانية فسيُحدث ذلك فارقاً كبيراً».
وأشارت إلى أن من الضروري الوصول إلى نحو 250 ألف شخص في المناطق المحاصرة معظمهم في حلب وحمص وقرب دمشق ويتعذر الوصول إليهم منذ شهور، ويقول البعض إنهم اضطروا إلى أكل العشب اتقاء للموت جوعاً.
وأضافت أن هناك 2.5 مليون شخص آخرين في مناطق «يصعب الوصول إليها» لم يتلقوا إمدادات من الأمم المتحدة إلا مرة واحدة أو نحو ذلك. وقالت إنها اجتمعت مع أحد مندوبي المعارضة في مونترو.
وفد النظام السوري يهدد بالانسحاب من جنيف ما لم تعقد جلسات جادة غداً
بيروت – ا ف ب
أبلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي اليوم الجمعة، ان الوفد الرسمي السوري سينسحب من مؤتمر جنيف -2 في حال عدم عقد جلسات عمل “جدية” غدا السبت بين الوفد الرسمي ووفد المعارضة، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري.
وأكد مصدر مقرب من الوفد في جنيف لوكالة فرانس برس ان هذه الخطوة “ليست تهديدا، بل دعوة موجهة الى الابراهيمي للضغط على المعارضة لتكون اكثر جدية”.
وكان التلفزيون ذكر في شريط عاجل ان “المعلم ابلغ الابراهيمي بانه اذا لم تعقد جلسات عمل جدية غدا فان الوفد الرسمي السوري سيغادر جنيف نظرا لعدم جدية وجهوزية الطرف الاخر”.
ونقلت القناة عن مصادر مقربة من الوفد ان “المعلم اخبر الابراهيمي ان الوفد جاد وجاهز للبدء بشكل جدي ولكن لا يبدو ذلك على الطرف الاخر”، مضيفة ان “الابراهيمي وصف اجتماع اليوم (مع المعلم) على انه نصف خطوة على ان تكون غدا خطوة كاملة”.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “اجواء ايجابية” سادت الاجتماع بين الابراهيمي والمعلم، ناقلة عن مصادر مقربة من المبعوث الدولي قولها ان “الابراهيمي يبحث عن ارضية مشتركة يمكن الوقوف عليها”.
وكان من المقرر ان يبدأ اليوم الاول للمفاوضات الساعة 1100 (10,00 ت غ) بلقاء يجلس فيه الوفدان وجها لوجه في غرفة واحدة، ويلقي الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي خطابا، “من دون ان يتبادل الطرفان اي كلمة”.
الا ان الامم المتحدة اعلنت ان الطرفين لن يجلسا الى طاولة واحدة.
واعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان “المشكلة ان هؤلاء الناس (في اشارة الى المعارضين) لا يرغبون في عقد السلام. يأتون الى هنا مع شروط مسبقة لا تتوافق في اي شكل مع جنيف-1، وتتعارض مع رغبات الشعب السوري وحتى مع خطط الاخضر الابراهيمي”.
وتابع: “بالطبع نحن مستعدون للجلوس في الغرفة نفسها، والا لم أتينا الى هنا؟”.
ويشكل مصير الرئيس بشار الاسد نقطة الخلاف الاساسية بين طرفي النزاع. ففي حين تطالب المعارضة بالا يكون للاسد واركان نظامه اي دور في المرحلة الانتقالية، ترفض دمشق قطعا هذا الشرط، معتبرة ان الاسد والنظام “خطان احمران”.
وشدد وزير الاعلام عمران الزعبي الجمعة على ان “الرئيس بشار الاسد سيكمل ولايته وفقا للدستور السوري الذي يسمح له بالترشح مجددا” الى الانتخابات التي من المقرر ان تجري منتصف العام 2014.
من جهته، قال عضو وفد المعارضة نذير حكيم لوكالة فرانس برس “نحن متفقون على التفاوض حول تطبيق جنيف-1، والنظام لم يوافق على هذا الامر. لا نريد ان نجلس معهم حتى يوافقوا على التفاوض على ذلك”.
واعلنت الامم المتحدة ان الهدف من جنيف-2 تطبيق اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في حزيران (يونيو) 2012 في غياب اي تمثيل سوري، وينص على تشكيل حكومة انتقالية من ممثلين عن الطرفين. كما ينص على وقف العمليات العسكرية واطلاق المعتقلين وايصال المساعدات الانسانية.
وبدأ المؤتمر الذي يعرف بجنيف-2 في مدينة مونترو السويسرية الاربعاء، وأظهر تناقضا تاما في المواقف.
وزير الاعلام السوري: دمشق ترفض طلب المعارضة تشكيل حكومة انتقالية
جنيف – رويترز
قال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان حكومته لن تقبل طلب المعارضة تشكيل حكومة انتقالية.
واعلن ممثلون من وفد المعارضة السورية ان وفدهم لن يجري محادثات مباشرة مع الحكومة السورية الا بعد ان تقر رسمياً بالبيان الختامي لمحادثات “جنيف 1” الذي يدعو الى تشكيل حكومة انتقالية.
وقال الزعبي: “لا، لن نقبل بهذا”.
الابراهيمي يحاول اقناع النظام والمعارضة بالتفاوض المباشر
جنيف – إبراهيم حميدي
أكد مسؤول غربي رفيع المستوى لـ «الحياة» أمس، ضرورة دخول وفد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خلال المفاوضات مع وفد الحكومة السورية «في جوهر المسألة، وهي تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة وقبول متبادل»، مشيراً إلى أن الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الطرفين السوريين والوفود الأخرى «لم تتضمن محاربة الإرهاب».
وكان المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي التقى في جنيف أمس على حدة، كلاًّ من رئيس وفد الحكومة وليد المعلم ورئيس «الائتلاف» أحمد الجربا لوضع اللمسات الأخيرة على صيغة المفاوضات التي تبدأ في مقر الأمم المتحدة في جنيف للإجابة على أسئلة تتعلق بما إذا كانت المفاوضات ستجري في غرفة واحدة أم في غرفتين منفصلتين، وآليات التواصل، ومدة الجولة الأولى من المفاوضات. وقال المسؤول إن التوقعات أن تستمر الجولة الأولى أسبوعاً، وأن احتمال انهيارها وارد من اليوم، الأمر الذي استدعى بقاء ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في ممرات قاعة المفاوضات، مع إعطاء القيادة للجانبين الأميركي والروسي.
وتابع المسؤول: «يجب عدم التقليل مما حصل في مونترو (أول من امس). بعد 19 شهراً من المناقشات وصدور بيان جنيف الأول، انطلقت عملية تنفيذ البيان والدخول في الجوهر، وهو تشكيل هيئة حكم انتقالية وكيفية حصول ذلك»، منوهاً بـ «قرار المعارضة المشاركة وعدم الانجرار إلى ردود فعل متشنجة». وأضاف: «أن قطار التسوية انطلق، لكن ماذا بعد؟ ندرك جميعاً الصعوبات الهائلة التي تقف أمام العملية التفاوضية بين الطرفين. كل الأطراف الدولية والمعارضة تحدثت عن هيئة الحكم الانتقالية، وأن أساس المفاوضات هو بيان جنيف الأول، مع ضرورة القيام بإجراءات بناء الثقة، مثل فتح ممرات للمساعدات الإنسانية وتبادل السجناء واتفاقات محلية لإطلاق النار. لكن الطرفين السوريين يجب أن يتفاوضا حول كيفية حصول ذلك». ولاحظ المسؤول أن مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري تحدث مساء أول من امس عن «بيان جنيف» بعدما ركز المعلم في افتتاح المؤتمر على «محاربة الإرهاب».
وعلم أن «النواة الصلبة» التي تضم 11 دولة من «مجموعة أصدقاء سورية» نسقت مواقفها أمس، وقدمت دعماً لـ «الائتلاف» للتركيز على هيئة الحكم الانتقالية. وقال المسؤول: «يجب أن يدخل وفد الائتلاف بجوهر المفاوضات، وهو البحث في كيفية تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بالتوازي مع بحث إجراءات بناء الثقة»، لافتاً إلى أن بيان جنيف الأول، الصادر في 30 حزيران (يونيو) 2012، تضمن «خريطة طريق كاملة» للحل من وقف إطلاق النار إلى بدء المرحلة الانتقالية.
وقال المسؤول إن «أصدقاء سورية» شجعت «الائتلاف» على استئناف الاتصالات مع «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» (معارضة الداخل) لمراجعة قرارها عدم المشاركة في مؤتمر «جنيف2»، علماً أن «حزب الاتحاد الاشتراكي» بزعامة حسن عبد العظيم، شهد إعلان إشخاص الخروج منه بعد رفض المشاركة في المؤتمر الدولي.
في المقابل، قال مسؤول غربي آخر لـ «الحياة»، إن مؤتمر مونترو حقق ثلاث نتائج: «الأولى، أن النظام السوري يعترف لأول مرة بوجود معارضة، حيث إن وفد الحكومة جلس إلى الطاولة نفسها وتحت السقف نفسه معها، بعدما كان يصمها بالإرهاب. أي أن المعارضة حصلت على اعتراف بأنها شريك. الثانية، أن هناك معارضة واحدة فقط، وهي ممثلة بالائتلاف، حيث لم تنجح كل محاولات مشاركة معارضين آخرين. الثالثة، أنه لأول مرة من ستة أشهر، عاد الموضوع السوري إلى الساحة السياسية والإعلامية العالمية».
واتفقا على ضرورة «التركيز على تشكيل هيئة الحكم الانتقالية». وأضاف: «لا يمكن أبداً قبول أن يكون الحديث عن إجراءات بناء الثقة والاتفاقات المحلية لوقف إطلاق النار وتبادل السجناء بديلاً من التفاوض حول المرحلة الانتقالية، لأن هذا هو جوهر المسألة».
كما اتفق المسؤولان على أن المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة ستكون «معقدة وصعبة وشاقة»، مشيرين إلى أنها «ستأخذ وقتاً طويلاً. لكن المهم أن قطار التسوية انطلق ومحطته الأخيرة معروفة، وهي بدء المرحلة الانتقالية في سورية باتفاق بين السوريين».
ونقلت وكالة الأنباء السورية أمس عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله في سويسرا: «إن الأولوية هي لمحاربة الإرهاب وهذا يفسح في المجال أمام بدء العملية السياسية».
وذكرت «فرانس برس» من جنيف أن الأخضر الإبراهيمي يحاول إقناع مسؤولين في الحكومة السورية ومعارضين بالتفاوض المباشر اعتباراً من اليوم الجمعة بعد افتتاح مؤتمر السلام في أجواء من التوتر في مونترو الأربعاء. وكان المؤتمر أنهى أعماله الافتتاحية مساء الأربعاء من دون أن يتحقق في الظاهر أي تقدم على صعيد ردم الهوة بين وفدي النظام والمعارضة اللذين التقيا للمرة الأولى منذ بدء النزاع في سورية قبل 34 شهراً.
إلا أن الوفدين بإدارة من الإبراهيمي، سيدخلان في صلب الموضوع الجمعة في جنيف التي تنتقل إليها الوفود المشاركة لبدء مرحلة البحث عن حل للأزمة.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن المفاوضات «لن تكون سهلة أو سريعة».
واعتبر عضو وفد المعارضة هادي البحرة الخميس أن المؤتمر الذي عُقد في مونترو «صب في مصلحة المعارضة» و «أظهر بلطجية» النظام. وقال لوكالة «فرانس برس»: «إن المؤتمر الذي عُقد (أول من) أمس كان بالتأكيد لمصلحتنا. وصلتنا أصداء أن التأييد في الداخل السوري كان ممتازاً. للمرة الأولى نشعر بمثل هذا الالتفاف حول الائتلاف». وأضاف: «النظام عاد إلى الأسطوانة القديمة نفسها. الديبلوماسية أثبتت أنها ليست ديبلوماسية، بل استخدمت أسلوب البلطجية».
وانتقد الائتلاف في بيان أمس «استمرار نظام الأسد بحملات القتل والقصف والإجرام بالتوازي مع التمسك بالسلطة، ورفض الرضوخ لمطالب الشعب السوري في الرحيل وتسليم السلطات لهيئة انتقالية كاملة الصلاحيات».
واعتبر أن ذلك يؤكد «إصراره على إفشال جميع مبادرات الحل السياسي».
ووجهت صحف سورية انتقادات إلى المعارضة والدول الداعمة لها.
وكتبت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم أن جلسات الافتتاح أظهرت «محاولة أعداء الدولة الوطنية السورية والشعب السوري، وعلى رأسهم الرباعي الأميركي – الفرنسي – السعودي – التركي، فرض رؤية محددة» تقوم على «تنفيذ بند الحكومة الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة».
“جهة النصرة” تحذر “أهل السنّة” في لبنان
بيروت – “الحياة”
نبهت “جبهة النصرة” في لبنان “أهل السنة” إلى أن “حزب الله” أينما وجد في لبنان هو هدف مشروع لهم، وعليهم الإنتباه وعدم الإقتراب منه.
وأعلنت “جبهة النصرة” في بيان نشر عبر موقع تويتر، أن “حزب إيران (حزب الله) بجميع مقراته ومعاقله الأمنية والعسكرية هدف مشروع”.
وأوضحت أن الحزب “يتعمّد الإنتشار في المناطق المأهولة لحماية لنفسه من ضربات المجاهدين”.
محذرة من أنه “حفاظًا على دماء “أهلنا السنة في لبنان”، عدم الاقتراب أو السكن في مناطقه أو قرب مقراته وتجنب تجمعاته ونقاط تمركزه”.
وشددت الجبهة على أن “كل تلك التدابير يجب أن تؤخذ ليكون أهل السنة عوناً لأبنائكم المجاهدين في حربهم ضد حزب إيران وعملائه”
مفاوضات جنيف تبدأ اليوم في قاعتين منفصلتين كيري: العالم سيتولى حماية العلويين والأقليات
جنيف – موسى عاصي
نهار شاق وطويل من الاتصالات في مختلف الاتجاهات من أجل التحضير ليوم انطلاق المفاوضات الثنائية في جنيف بين وفدي الصراع السوريين، فشل في نهايته الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي في هدم الجدار السميك الفاصل بينهما، واستقر الرأي على بقاء الفريقين في قاعتين منفصلتين صلة الوصل بينهما جولات مكوكية يقوم بها الإبرهيمي لإدارة النقاش، كما أكدت أوساط “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” لـ”النهار”.
بدأت اللقاءات صباحاً في مونترو بين السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد وعدد من أعضاء الوفد المفاوض للمعارضة، صرّح بعده عضو الوفد عبد الأحد اسطيفو لـ”النهار” بأن اللقاء كان لتقويم الموقف بعد يوم الافتتاح، و”لرسم معالم التفاوض الثنائي مع وفد السلطة اليوم”. وفي الوقت عينه كان قسم آخر من الوفد المعارض يلتقي وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو الذي أكد للوفد السوري، استناداً الى مصادر موثوق بها، عدم التراجع عن مطلب إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
أما اللقاء الأساس فجمع الإبرهيمي ووفد المعارضة للبحث في سبل تضييق الخلاف على شكل اجراء المفاوضات اليوم، تبعه لقاء آخر مع وفد النظام. وعُلم أن الإبرهيمي طلب من كل فريق تحضير مسودة يراها مناسبة لبدء المفاوضات، ليتولى بعدها جمع النقاط المشتركة بين الورقتين واعتمادها نقطة انطلاق للتفاوض.
ولاحقاً، شن رئيس الائتلاف احمد الجربا هجوما عالي الحدة على النظام السوري وعلى وفد النظام. وصرّح في مؤتمر صحافي: “إن النظام بات يشكل جثة سياسية على طاولة الأمم المتحدة”، واعتبر أن العالم قطع الشك باليقين أن الأسد لن يبقى “وقد باشرنا البحث في أفق المستقبل السوري من دون الأسد وعائلته”.
وكشف الجربا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبلغ وفد الائتلاف اخيراً في باريس أن موسكو “لم تعد متمسكة بالأسد”، لكنه أضاف أن الموقف الروسي يرى أن هذا الأمر يتعلق بقرار السوريين وبالمفاوضات التي ستجري في جنيف.
ورداً على سؤال عن إمكان خروج هذه المفاوضات في جولتها الأولى باتفاق ولو على المسائل الإنسانية كرفع الحصار عن بعض المناطق أو تسهيل مرور المواد الغذائية، أكد مصدر مقرب من الجربا لـ”النهار” أن الائتلاف السوري لن يناقش في هذه المفاوضات جزئيات تتعلق باتفاقات بالتقسيط، “مطلبنا التفاوض على سلة حلول واحدة ترتكز على اتفاق جنيف 1”.
في هذه الأثناء، لم يكتمل وفد المعارضة لبدء المفاوضات والذي استقر على 15 عضواً لكل فريق، وعلمت “النهار” أن أربعة عسكريين سينضمون إلى الوفد المعارض، واحد يمثل “جبهة ثوار سوريا”، وآخر “جيش المجاهدين” المشكل حديثاً وعموده الفقري إسلاميو “الجيش السوري الحر”، إلى ضابطين منشقين. وهؤلاء لم يتمكنوا من الحضور إلى مونترو لتأخر تحضير أوراق ثبوتية لهم.
نجاحات بالجملة
وفي اليوم التالي لمؤتمر مونترو، ظهر الائتلاف السوري في حلة المنتصر ديبلوماسياً، فقد بات نداً للنظام في المحافل الدولية باعتراف الحكومة السورية. وأفادت أوساط الوفد المعارض أن نجاحا كبيراً تحقق على مستوى العلاقات مع أطياف المعارضة الأخرى، حتى أولئك الذين أعلنوا انسحابهم من الائتلاف قبل أيام لم يصدر عنهم أي ردة فعل تسيء إلى ما يقوم به الوفد المعارض في جنيف. وتوقعت أن يسهل ذلك مسألة إعادة وصل ما انقطع بين المنسحبين والباقين في الائتلاف.
وأبلغ الناطق الرسمي باسم الائتلاف لؤي صافي لـ”النهار” أن اتصالات تلقاها وفد الائتلاف أمس من المنسحبين أكدت دعمها لما قام به الائتلاف في مونترو الأربعاء الماضي. ولوحظ في هذا الإطار عدم وجود أي ردة فعل من المجموعات الإسلامية المسلحة في الميدان السوري، حتى “الجبهة الإسلامية” التي تنتقد بشدة انعقاد المؤتمر لم يصدر عنها أي تعليق. وتعزو أوساط الائتلاف السوري في جنيف ذلك إلى “ضغط مشترك قامت به كل من قطر وتركيا والسعودية من أجل إعطاء فرصة للائتلاف ليظهر مظهر القوي أمام وفد النظام”.
استياء روسي
وبانطلاق مؤتمر جنيف2، يكون الأميركيون قد قدموا حصتهم من الاتفاق الروسي – الأميركي الذي توصل إليه الطرفان خلال أزمة الأسلحة الكيميائية السورية، فنجحوا أخيراً في إحضار المعارضة السورية إلى جنيف للتفاوض مع النظام. وتعتقد أوساط سياسية متابعة في جنيف أن مفاصل اللعبة بعد ذلك “باتت في عهدة الروس” وأن ثمة تفاهما بين الطرفين الروسي والأميركي على ذلك، وأن كل الاعتقاد أن لدى موسكو رؤية للحل لم تفصح عنها بعد “لأن الوقت لم يحن بعد، ولأن الشرخ بين طرفي الصراع لا يزال كبيراً جداً ولا يسمح في الوقت الراهن بأي اقتراح تسوية”. لكن المفاجأة التي لم يتوقعها الروس، بحسب أوساط ديبلوماسية في جنيف، هي في صيغة ومستوى حدة خطاب وزير الخارجية الأميركي جون كيري في افتتاح المؤتمر، والذي كرره من الملتقى الاقتصادي العالمي في دافوس أمس، وخصوصاً لجهة “الإصرار على شرط رحيل الرئيس السوري بشار الأسد والمحيطين به وعدم إشراكهم في أي هيئة حكم انتقالي”. وقالت هذه الاوساط ان الوفد الروسي لم يكن راضياً عن ذلك، وأن موسكو لاحظت تغييراً في اللهجة الأميركية اعتبارا من مونترو.
وفي مقابلة مع قناة “العربية” السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها، قال كيري: “من الواضح انه (الاسد) ليس مستعدا (للتنحي) الان… اذا وقّع اتفاق للسلام فهناك دول كثيرة عرضت فعلاً المبادرة وارسال قوات لحفظ السلام في سوريا الجديدة”. واعلن أن “العالم سيحمي العلويين والأقليات في سوريا بعد سقوط الأسد”، كما أنه سيحمي المؤسسات السورية من الإنهيار. ونفى التقارير التي أشارت إلى تنسيق بين الاستخبارات الأميركية والنظام السوري لمحاربة “الإرهاب” في سوريا.
الأكراد غير راضين
في غضون ذلك، اعترض رئيس “الاتحاد الديموقراطي الكردي” صالح محمد مسلم، في مؤتمر صحافي، على “عدم تمثيل الكرد” في جنيف 2، معلنا أن من اختارهم الائتلاف السوري لتمثيل الأكراد (عبد الحميد درويش وعبد الحكيم بشار) لا يمثلون الأكراد في سوريا. وأضاف: ” لا نرفض الحوار الذي بدأ بين الائتلاف السوري والنظام، لكننا نعترض على عدم الاهتمام بالقضية الكردية”. وكشف أن لقاء عقد بينه وبين السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد أبلغه فيه فورد “أن مؤتمر جنيف 2 هو لحل الأزمة السورية وليس لإيجاد حل لقضية الكرد”. واعتبر أن الموقف الأميركي هذا نابع من ضغط الطرف التركي “الذي يرفض أي حديث يخص الأكراد في سوريا”.
“الائتلاف” مرتبك والإبراهيمي يبحث عن نقاط إنسانية وأمنية مشتركة
“جنيف 2”: لا مصافحات … ومفاوضات عن بُعد
محمد بلوط
الصالون الفرنسي في قصر الأمم المتحدة. المكان الوحيد الذي سيجمع عند الثانية عشرة بتوقيت بيروت، السوريين معارضة ونظاماً. خطاب افتتاحي للاستماع نصف ساعة إلى الأخضر الإبراهيمي، يليه الخروج من أبواب متعارضة، كي لا يُضطر، أعضاء الوفدين إلى مصافحة لا ينصّ عليها برنامج اليوم.
الإبراهيمي مدعو إلى رياضة طويلة لسبعة أيام، وهي مدة المفاوضات. الديبلوماسي الثمانيني سيكون بحاجة في المسار السوري المعقد الذي بدأ اليوم، إلى أكثر من حنكته، وإلى تمرين على الرحلات المكوكية بين قاعات الأمم المتحدة. إذ لم يكن ممكناً إقناع السوريين بالتفاوض في قاعة واحدة، وسيمضي الإبراهيمي بعد ظهر اليوم، في التنقل بين قاعتي المعارضة والنظام، وحمل العروض، والعروض المضادة.
وعلى عكس ما تذهب إليه توقعات، بأن يجلس الطرفان غداً، في الجولة الثانية من المفاوضات، حول الإبراهيمي في قاعة واحدة، قال مصدر ديبلوماسي في جنيف لـ”السفير”، إن “الحالة النفسية للطرفين السوريين لا يمكن التعويل عليها، والأرجح أن تستمر المفاوضات غير مباشرة وفي قاعات منفصلة، حتى العثور على قواسم مشتركة”.
ومن المتوقع أن يرأس هيثم المالح وفد “الائتلاف السوري” إلى “الصالون الفرنسي”، بعدما غادر أحمد الجربا، رئيس “الائتلاف”، جنيف.
ويضم الوفد المعارض إلى المالح، ميشال كيلو، وحسام الحافظ، وهادي البحرة، وبدر جاموس، وريما فليحان، وأحمد الجقل، وأنس العبدة، وعبيدة النحاس، وسهير الأتاسي، ونذير الحكيم. كما يضم مجموعة من الفنيين والمستشارين، وعسكرياً واحداً مقرباً من جمال معروف، قائد “جبهة ثوار سوريا”. فيما رفضت المجموعات الأخرى إرسال مبعوثين، بالرغم من ضغوط أميركية مكثفة، على المجلس العسكري للجبهة الجنوبية، والقنيطرة، وريف دمشق، لإيفاد مندوبين، اشترطوا المثول في عداد الوفد داخل القاعة، وتحديد بعض الأسماء المدنية المفاوضة.
وقال ديبلوماسي غربي في جنيف، يشرف على ملف المفاوضات السورية، إن أعضاء الوفد المعارض ليسوا نهائيين، وإن الوفد قد يتعرّض إلى تغييرات، وإن بعضهم قد يخرج من القاعة ليدخل آخرون، ويعكس ذلك ارتباكاً في صفوف المعارضة، حول عمل وفدها.
ويمكث في جنيف ديبلوماسيون وخبراء ينتمون إلى دول المجموعة المصغرة لأصدقاء سوريا الـ11، فيلتقون بهم في فنادق قريبة من قصر الأمم المتحدة، لتزويدهم بالنصائح والإرشادات في العملية التفاوضية.
ويمثل ذلك أهمية بالغة للفرنسيين الذين يجدون أنفسهم مهمّشين وخارج قصر الأمم المتحدة، ما يمنحهم القدرة على مواصلة الإشراف مباشرة على حلفائهم في المعارضة.
وقال مسؤول في “الائتلاف” لـ”السفير” إن مقاعد تركت شاغرة كي تنضم إليها لاحقاً شخصيات من “هيئة التنسيق” أو مستقلة أو شخصيات وطنية، إذا ما وافقت على ذلك.
وخلال الأسبوع الذي انتزع الروس والأميركيون فيه تعهداً من المعارضة والنظام بعدم المغادرة، وصفق الأبواب خلفهم، لن يتحقق أي اختراق سريع، ويغلب التشاؤم على فريق الوساطة الدولية، بحسب ديبلوماسي قريب من المفاوضات، إذ لم يتم حتى الاتفاق على مجرد هدنة إعلامية بين الوفدين المتفاوضين.
ونقل مصدر عربي عن لقاء الإبراهيمي بوزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس، أن الوزير السوري ذكّره أنه سيلزم فريقه المفاوض بعدم الإدلاء بأي تصريحات صحافية خلال المفاوضات. لكن الإبراهيمي عبر عن عدم قدرته على إقناع الوفد المعارض باحترام أي هدنة إعلامية.
ورغم وجود فريقي الخبراء الروس والأميركيين في الغرف المجاورة لقاعة المفاوضات، للضغط على أحد الطرفين ونجدة الإبراهيمي، إلا أن التوتر بدا يتخلل العلاقات بين الوصيين نفسيهما.
إذ قال مصدر عربي إن جفاء يسود العلاقات بين وفدَي الخبراء، بسبب الهجمات العنيفة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري ضد النظام السوري، والعودة عن اتفاق بعدم الحديث عن تنحية الرئيس الأسد.
وكان كيري أغضب الروس عندما تحدّث أيضاً، عن وجود دول مستعدة للتدخل، وفصل القوات وحماية العلويين وكان التدخل الأميركي في العراق، قد جرى بحجة حماية الأقليات والدفاع عن المسيحية العراقية، التي تعرّضت للتشريد والتهجير والقتل.
وبسبب الهوة السحيقة التي تفصل الطرفين، لن يكون بوسع الوسيط الدولي، لإنقاذ مهمته من الفشل، سوى استعراض مبادئ يمكن للجميع أن يلتقي عليها، لإطالة أمد المفاوضات، وإيجاد أرضية مشتركة لتوليد الثقة بين الطرفين.
ويتجه الإبراهيمي إلى إقناع الطرفين أولاً، بالتوافق على تدابير بناء الثقة التي تتضمن مبادئ معروفة، تتعلق بوقف إطلاق النار، وفتح الطرق أمام المساعدات الغذائية، ورفض الإرهاب، والدولة السورية المدنية الديموقراطية، ثم الانتقال إلى الجانب العملي، والبحث في الاقتراح الذي قدمه الوزير المعلم بشأن حلب، الذي يعد النافذة الوحيدة التي يمكن رؤية قبس من النور من خلالها في العملية التفاوضية.
وتعد ترتيبات حلب الأمنية، بحسب الديبلوماسيين، نقطة يمكن التوافق عليها بين الطرفين، بالرغم من أنها لا تقترب من أي وقف لإطلاق النار إلا من بعيد، باعتبار أنها تفرض عودة المناطق الملتهبة في المدينة إلى سيطرة النظام، ولكن تحت رقابة الشرطة من دون الجيش، بعد خروج المسلحين منها.
وكانت الحكومة السورية بدأت عملية إغلاق ملفات المناطق التي تشكل عوامل ضاغطة حول دمشق، وإجراء تسويات محلية مباشرة مع مسلحي المعارضة في الغوطة، لتسليم أنفسهم.
وتقدمت تلك التسويات، التي تغنيها عن اتفاق لوقف إطلاق النار، يبقي للمسلحين وجوداً وسيطرة غير معلنة، عبر التفاهم مع المسلحين من أبناء المدن والبلدات، لعزل المسلحين القادمين من الخارج.
ونجحت بشكل متفاوت في المعضمية، وفي برزة والزبداني، ومضايا، وتجري مفاوضات في حرستا، والقابون، وغيرها، بعد استكمال حصار تلك المناطق حول دمشق.
ويخشى النظام أن تتحول خطوط وقف إطلاق النار، إلى خطوط تماس وتقسيم، كما يخشى أن يستفيد منها مقاتلو المعارضة، لتحسين أوضاعهم الميدانية، لاسيما في المنطقة الوسطى، وريف دمشق، حيث يتقدم ببطء بفضل عمليات الحصار الطويلة، وتجنب عمليات الاقتحام الواسعة، إلا بعد إنهاك المقاتلين وفصلهم عن البيئة الحاضنة.
ويمكن الشروع بسرعة بالحديث عن الجوانب الإجرائية للترتيبات الأمنية في حلب، مع استبعاد البحث بأي وقف لإطلاق النار بشكل محلي أو شامل، لأنه سيكون مستحيلاً على الوفد المعارض إلزام المقاتلين بوقف النار، بعد انهيار “الجيش الحر”، وتلاشي قدرة “الائتلاف”، الضئيلة أصلاً، على فرض إرادته السياسية على الأطر العسكرية، خصوصاً بعد سيطرة الجهاديين عليها. إذ لا يتوقف هؤلاء عن رفضهم لوقف القتال، خصوصاً تلك المجموعات التي تمولها بشكل مباشر السعودية، للاحتفاظ بأوراق ضاغطة حتى اللحظة الأخيرة، لأنها لم تغادر الرهان على الحسم العسكري، ولاستعادة دفة الحرب، بمجرد سقوط المفاوضات.
وهناك الملف الإنساني الذي يشكل قاعدة صالحة لورقة المفاوضات، ولكن بجرعات صغيرة مع تعديلات في المصطلحات، حيث لن يتم الحديث عن ممرات آمنة، باعتبارها تشكل قانونياً التزاماً يخرجها عن سيطرة النظام ووضعها بشكل غير مباشر في عهدة الاتفاقات الدولية التي تدير تلك العمليات، ومنح الحماية لمن يعمل عليها من المنظمات الدولية.
ويعرض الوفد الحكومي السوري، تسوية حول الإمداد الغذائي، وأن يتولى بنفسه إيصالها ونقلها، نحو المواقع المطلوبة، أو تلك التي يمكن الاتفاق عليها. ولن يمكن مباشرة الحديث عن إطلاق المعتقلين، قبل التوافق على عمليات التبادل بين الطرفين، وهو ما سيكون صعباً مرة أخرى، إذا لم يشارك العسكريون من الجانب المعارض، في المفاوضات، ولا سيما “الجبهة الإسلامية”، التي حاول السفير الأميركي روبرت فورد عبثاً إقناعها بالحضور.
وقال مصدر ديبلوماسي عربي في جنيف، إن العمل يجري على تحديد الملفات الإنسانية لطرحها على النقاش، ووضع لائحة بالمواقع المحاصرة والمدن التي ينبغي إيصال إمداد غذائي إليها، وتشكيل لجان إنسانية، كما قال المصدر الديبلوماسي، تعمل على حل هذه المشاكل.
وأشار مسؤول يعمل على ملف المفاوضات إلى أن الإبراهيمي لن يطرح قضية الحكومة الانتقالية، ولا أي بند يتصل بنقل الصلاحيات الرئاسية في المرحلة الحالية من المفاوضات.
ومن شأن الدخول في صلب “جنيف 1″، أن يؤدي إلى تفجير العملية برمتها، بسبب تعارض قراءة الطرفين للإعلان الصادر في حزيران من العام 2012. إذ لن يقبل الوفد الحكومي السوري المفاوض، أي بند يمس المؤسسات السورية القائمة من أعلى الهرم إلى أدناه. وأقصى ما يمكن أن يطرحه النظام السوري، هو اقتراح الحكومة الموسعة، شريطة أن يبدأ الحوار حولها في دمشق، وليس في جنيف.
وكان الجربا قد أعاد صياغة المطالب التي ستطرح كمقدمة في المفاوضات اليوم. وقال في مؤتمر صحافي إن المدخل إلى المفاوضات “يمر عبر إقرار الطرفين لبيان جنيف 1 وتنفيذه، وبعدها ينتقل الحديث إلى سحب الجيش من المدن، وإطلاق المعتقلين، ووقف إطلاق النار، وفتح الطرق أمام الإمدادات الغذائية، وهي سلة متكاملة”.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، قد طلب في اجتماع ليلة أمس الأول، من قيادة “الائتلاف” في مونترو، التركيز في الاجتماعات والمؤتمرات الصحافية، على رفض الحديث في جنيف، إلا بدءاً من تشكيل الحكومة الانتقالية. وقال مصدر في جنيف، إن داود أوغلو طلب منهم تشديد الحملة على النظام السوري، وتكرار أن “داعش” و”النصرة” هما صنيعتا النظام السوري، وهو ما لم يتوقف الجربا عنه.
آشتون والمعلم في مونترو: أكثر من شبه تحول ؟
وسيم إبراهيم
لحسن الحظ أن الصورة تمثل إثباتاً لا يمكن التنصل منه، وها هي تؤكد حصول اللقاء العلني بين مسؤولين غربيين وسوريين. ولو لم تلتقط عدسة مصور وكالة دولية كلا من وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون مع نظيرها السوري وليد المعلم الى طاولة الغداء لكان الأوروبيون أنكروا اللقاء. الأرجح أنهم كانوا سيرددون جملتهم المعهودة «نتواصل مع جميع الأطراف». لكن اللقاء حصل، وبدت آشتون مأخوذة تماما في الشرح، بينما يصغي المعلم باهتمام.
حدث هذا اللقاء في مدينة مونترو السويسرية على هامش افتتاح مؤتمر «جنيف 2»، أمس الأول. إنه الاتصال العلني الأول من نوعه بين مسؤول في النظام السوري ومسؤول غربي منذ بداية الأزمة السورية في ربيع العام 2011.
عندما استفسرت «السفير» عن خلفياته عبر ديبلوماسيين في مكتب آشتون، فوجئوا بداية، لكن لم يمكنهم الإنكار بعد تأكدهم من أن هناك صورة التقطت للمسؤولين.
عقب ذلك، اكتفى مايكل مان، وهو المتحدث الرسمي باسم آشتون، برد مقتضب جدا على سؤالنا، وقال إن اللقاء تناول «جوانب مختلفة من الأزمة السورية». وكما هو متوقع، حاول مان كل جهده التقليل من أهمية ما حدث، وأنه جرى من دون أدنى تخطيط من قبلهم، موضحا أن مسؤولي «البروتوكول في الأمم المتحدة وضعوا الممثلة العليا (آشتون) إلى جانب الوزير المعلم خلال الغداء».
طبعا حجة الرد ضعيفة، لأن المعلم ليس أية شخصية، وهو رسميا خاضع للحظر عند الأوروبيين. الوزير ونائب رئيس الوزراء مدرج على قائمة العقوبات الأوروبية للأشخاص السوريين الخاضعين لتجميد الأصول المادية وحظر السفر. كان الأوروبيون أدرجوا جميع وزراء الحكومة السورية على قائمتهم السوداء في منتصف شهر تشرين الأول العام 2012، وتشمل القائمة الآن 179 شخصية، و54 كيانا اقتصاديا. ويعتبر الأوروبيون أنّ كل شخص موجود على القائمة «مسؤول أو مرتبط بالقمع العنيف ضد السكان المدنيين، أو داعم أو مستفيد من النظام».
ونتيجة لحساسية كل ما سبق، لا يمكن أن تقبل آشتون الجلوس والحديث مع المعلم إذا لم ترد ذلك. كل هذه الإجراءات البروتوكولية تخضع للتدقيق ويمكن رفضها ببساطة، بما في ذلك إجراء المصافحة. بكلمات أخرى، خارجية الاتحاد الأوروبي كانت تريد بوضوح حصول هذا اللقاء.
على أية حال، يبدو أن الحديث لم يكن فقط مع المعلم، بل أيضا مع مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، حيث قالت إنه كان لها حديث مع آشتون وخرجت منه باستنتاجات سياسية. وفي لقاء أجرته معها إذاعة «صوت روسيا» من مونترو، قالت شعبان إنها شاركت المعلم نقاشه مع آشتون. الاستنتاج الذي خرجت به هو أن موقف معظم الأوروبيين، ما عدا فرنسا، كان «مقبولا ومعقولا»، لافتة إلى أن «الغرب لديه مؤسسات ولديه من العقل ما يخوله أن يعيد النظر» في مواقفه من النظام.
وإضافة لكونها ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، برزت آشتون في عملها منذ سنوات كممثلة للمجموعة الدولية المعروفة بـ«5+1» في مفاوضاتها النووية مع طهران. كانت آشتون بين من تم أخذهم بالأحضان أمام الكاميرات حالما وصلت المفاوضات إلى اتفاق تاريخي مؤخراً. أكثر ما ميز إدارتها لهذا الملف هو التكتم الشديد الذي منع خروج أية تسريبات من جانب فريقها.
وتعليقا على لقاء آشتون والمعلم، قال مسؤول ديبلوماسي رفيع المستوى في بروكسل لـ«السفير» إنه «من مصلحة النظام تضخيم قيمة اللقاء ومن مصلحة الأوروبيين أن يخففوا منها». المسؤول مطلع عن قرب على مداولات الأوروبيين حول الملف السوري، واعتبر في المجمل ان هنالك «شبه تحول» في الموقف الأوروبي من النظام، وأنّ هناك ما هو أكثر دلالة على تغير المناخ السياسي من لقاء آشتون والمعلم.
ويشير المسؤول تحديدا إلى عزوف الأوروبيين، في بياناتهم منذ أشهر، عن ترديد عبارة «لا مستقبل لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد في مستقبل سوريا»، لافتا إلى أن «اللهجة العدائية تجاه النظام لم تعد موجودة». هذه الخلاصة يرى أنها كانت واضحة جدا في خطاب اشتون في مونترو، والذي طغى عليه الحديث عن الجانب الإنساني للأزمة.
وبالربط مع اللقاء الأرفع بين الجانبين، يكشف المسؤول الديبلوماسي أيضا عن مساع أوروبية متواصلة لإيجاد قناة تواصل مع النظام، وتركيز الاوروبيين تحديدا على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. ويقول المسؤول إن هذه المساعي تمت عبر روسيا وإيران، مؤكدا أن بروكسل أرسلت مبعوثا إلى دمشق قبل ثلاثة أشهر هو مسؤول ملف الشرق الأوسط في الخارجية الأوروبية كريستيان بيرغر.
ولا يكف الأوروبيون عن التذكير، بفخر، بأنهم أكبر المانحين في الأزمة السورية، مع رصدهم مساعدات تزيد على ملياري يورو. ومن هنا يأتي تركيزهم على قضية المساعدات، فبرغم حجم التبرعات يحتاج موظفو الوحدة الأوروبية للمساعدات الإنسانية دائما إلى تسهيلات وتأشيرات دخول ليمكنهم إيصال الإغاثة إلى الداخل السوري، وبالتالي إلى التنسيق المتواصل مع الحكومة السورية.
وسبق للبرلمانية الأوروبية فيرونيك دو كايز أن التقت الرئيس السوري بشار الأسد في شهر أيلول الماضي، وقالت إن زيارتها جاءت بمبادرة شخصية لتسهيل إيصال المساعدات الأوروبية إلى داخل سوريا، ولفتت إلى أن تجاوبا حصل من جهة السلطات السورية في هذا الإطار.
الابراهيمي يلتقي بوفدي الحكومة والمعارضة السورية ‘لإنقاذ المفاوضات’
كيري: الأسد مجرم والعالم سيحمي العلويين بعد سقوطه
إيران تدعم الإرهاب والخيار العسكري ضدها لا يزال واردا
القاهرة ـ جنيف ـ وكالات: أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الرئيس السوري بشار الأسد ‘مجرم حرب’ ويمثل العقبة أمام السلام في سورية، مشيرا إلى أن العالم سيحمي العلويين والأقليات في سورية بعد سقوط الأسد.
وقال كيري لقناة ‘العربية’ الاخبارية أمس الخميس إن العالم سيحرص على حماية المؤسسات السورية من الانهيار، مضيفا أن كل من لم يتورط في دماء السوريين يجب أن يعمل من أجل سورية المستقبل، مشيراً إلى أن الأسد ارتكب جرائم حرب، وهو ليس جاهزاً للحل.
وتابع: ‘على إيران أن تتبنى بصدق إعلان جنيف’، مضيفا: ‘نحكم على أفعال إيران في سورية وليس على كلامها’، مشيراً إلى أن إيران دولة تمول الإرهاب.
وأشار إلى أن هناك دولا كثيرة مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى سورية، مؤكداً أن الأسد هو الذي يجتذب الإرهابيين بسبب القتل الطائفي.
ونفى وزير الخارجية الأمريكي أي تنسيق مع قوات الأسد لمواجهة الإرهاب في سورية.
وبالتطرق للاتفاق الإيراني الغربي حول برنامج طهران النووي، قال كيري إن ‘الاتفاق مع إيران لا يجعلنا نتخلى عن حلفائنا’، مشيراً إلى أنه إذا أخلّت إيران بالاتفاق النووي يعود الخيار العسكري فوراً، مضيفاً أن الشرق الأوسط أكثر أمناً بعد الاتفاق النووي مع إيران.
وأضاف: ‘الخيار العسكري وارد فور تخلي إيران عن التزاماتها في الاتفاق النووي’.
وعلى صعيد آخر اجتمع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي مع أعضاء من المعارضة السورية في جنيف الخميس في بداية جهود لإنقاذ محادثات السلام بالتركيز على وقف لإطلاق النار على نطاق محلي وتبادل السجناء بدلا من السعي لاتفاق سياسي.
وهيمنت الحرب الكلامية بين وفدي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة على اليوم الأول من المحادثات الأربعاء. وخلال اللقاء الذي جمعهما للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات تبادل الطرفان الاتهامات بارتكاب أعمال وحشية ولم يبد أي منهما ما يشير إلى استعداده للتوصل إلى تسوية.
واجتمع الإبراهيمي مع قياديين من المعارضة السورية في فندق في جنيف لبحث جدول أعمال المحادثات التي تجرى اليوم الجمعة، ثم توجه زعماء المعارضة للاجتماع مع مسؤولين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
ولا يزال المسؤولون يأملون في إنقاذ محادثات السلام بالبدء بإجراءات أكثر بساطة وعملية لتخفيف معاناة الملايين في سوريا خاصة من يعيشون في المناطق التي لا تصلها المساعدات الدولية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية الأربعاء دفاع كل من القوى العالمية بقوة عن الطرف الذي تؤيده، حيث ضمت دول غربية وعربية وتركيا صوتها إلى صوت المعارضة في المطالبة بتشكيل حكومة انتقالية لا يشارك فيها الأسد.، بينما قالت روسيا الداعم الرئيسي للرئيس السوري إن المحادثات يجب أن تركز على محاربة ‘الإرهاب’ وهو وصف تطلقه الحكومة السورية على جميع معارضيها المسلحين.
الائتلاف السوري المعارض يعلن أسماء وفده المفاوض رسميا والجربا رئيسا
جنيف- (د ب أ): أعلن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة الجمعة أسماء وفده الرسمي الى مفاوضات (جنيف 2).
ويتألف الوفد من أحمد الجربا رئيسا وعضوية بدر جاموس وهيثم المالح وهادي البحرة وانس العبدة وعبد الحميد درويش ونذير الحكيم وسهير الأتاسي ومحمد حسام حافظ ولؤي صافي.
أما الاحتياط، فيتشكل من ريما فليحان وعبد الأحد اصطفيو وعبيدة نحاس ومحمد صبرا وابراهيم برو وأحمد جقل.
الجيش السوري الحر يعد لحملة دبلوماسية بواشنطن للحصول على إمدادات جديدة من الأسلحة الأمريكية
لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (ديلي تليغراف) الجمعة، أن “الجيش السوري الحر” يعد لإطلاق حملة دبلوماسية مع أعضاء مجلس الشيوخ في واشنطن الشهر المقبل، للحصول على إمدادات جديدة من الأسلحة الأمريكية بصورة مباشرة، مع تزايد التوقعات بفشل محادثات مؤتمر (جنيف 2) للسلام في سوريا.
وقالت الصحيفة إن فريقاً سياسياً استشارياً معززاً لـ”الجيش السوري الحر” يستعد لإطلاق حملة دبلوماسية مع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في شباط/ فبراير المقبل، ويعتزم الاستفادة من المعركة الجارية بين قواته في شمال سوريا وفرع تنظيم القاعدة المتشدّد، “الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)”، وتقديم نفسه على أنه أفضل ردّ على الإرهاب في سوريا.
وأضافت أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كان وعد في حزيران/ يونيو الماضي، بتزويد “الجيش السوري الحر” بالأسلحة، غير أنه لم يأذن بإرسال أي إمدادات مباشرة له، في حين تحرّكت السعودية وقامت بإرسال شحنات محدودة من الأسلحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة والسعودية ساعدتا لاحقاً على إعادة تجميع الفصائل المسلّحة المختلفة التي تحارب تنظيم القاعدة في شمال سوريا، واعتبرتا القتال الحالي وأداء المعارضة في جنيف اختباراً مهماً لما إذا كانت تستحق المزيد من الدعم.
ونسبت إلى، أُبي شهبندر، مستشار قيادة الائتلاف السوري المعارض، قوله “نحن نستخدم هذه الفرصة في جنيف لقلب الطاولة على (الرئيس) بشار الأسد وإظهار أننا شريك موثوق ومؤسسة مشروعة، والحل الوحيد لمحاربة تنظيم القاعدة”.
وكان شهبندر دعا الغرب هذا الشهر، إلى “مضاعفة الجهود لضمان أن المعتدلين الذين يحاربون المتطرفين لديهم وسيلة لاعانة أنفسهم، لأن السبب وراء قدرة تنظيم القاعدة على توسيع نفوذه بشكل سريع في سوريا نجم عن انحراف ميزان القوى ضدنا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ألمح مساء الأربعاء الماضي، الى أن إدارة الرئيس أوباما “باتت أكثر انفتاحاً لفكرة تزويد المتمردين بالأسلحة”، ودحض بذلك إقتراحات دبلوماسيين أمريكيين متقاعدين، بأنها مستعدة لرؤية الأسد يبقى في السلطة لعدم وجود بديل جيد.
ونقلت عن عضو وفد الاتئلاف السوري المعارض في مؤتمر (جنيف 2)، هيثم المالح، قوله “إذا لم تسفر محادثات السلام في سويسرا عن إنهاء نظام الأسد، فإن الضغوط الدولية المتجددة ستؤدي إلى ذلك بعد أن صار واضحاً أن المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا، يحتاج إلى إنهاء الوضع″.
لقطــات : سيارة خاصة للمعلم والباقي ‘اوتوبيس′… وفجر السعيد تسخر من دعوة الفيصل لتداول السلطة… والزعبي يهرب من الجرّاح
ـ سخرت الاعلامية الكويتية فجر السعيد من كلمة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال مؤتمر جنيف2 وحديثه حول تداول السلطة. ونشرت تغريدة على حسابها في موقع ‘تويتر’ جاء فيها ‘سعود الفيصل بجنيف يدعو لتداول السلطة، علماً بأنه وزير خارجية المملكة منذ سنه 1975 يعني صار له 39 سنة لم يتم تداول السلطة بمنصبه’.
ـ توجه الصحافي رامي الجراح بسؤال واحد لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي وهو ‘من يقاتل داعش يا سيادة الوزير، من يرمي البراميل المتفجرة على حلب؟’، السؤال كرره رامي 16 مرة خلال أقل من دقيقة ونصف في الفيديو الذي انتشــــر ســــورياً باسم ‘هروب وزير إعلام النــــظام من الحقـــــيقة’، وكل ما فعـــــله الوزيــر أنه أسرع خطاه وأشاح بوجهه دون أن ينطق ببنت شفة ولا حتى التفت إلى الصحافي.
ـ قال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي خلال مقابلة له على قناة ‘الميادين’ ان ‘بعض الاشخاص غير مؤهلين صحيا للمشاركة في مؤتمر جنيف2′، وحين سأله الإعلامي سامي كليب هل تقصد: سعودالفيصل؟ اجاب الزعبي: نعم لم افهم من خطابه ولا كلمة.
ـ خطفت ابتسامات وضحكات لونا الشبل، عضو وفد النظام السوري في مؤتمر ‘جنيف-2′، الأضواء من أعضاء الوفد خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الــــدولي، الـــــذي بدأ أعماله، صــباح الأربعاء، في مديــــنة مونترو السويسرية، ونقلت كامــــيرات ‘المصورين العشرات من الصور ومقاطع الفيديو ترصد ابتسامات وضحكات ‘الشبل’، إلى مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، لتتحول إلى مادة للتهكم والانتقاد لوفد النظام السوري، بحسب متابعين.
ـ لوحظ ان وزير الخارجية وليد المعلم استقل سيارة خاصة بصحبة وزير الاعلام عمران الزعبي، فيما استقل باقي اعضاء الوفد حافلة صغيرة او ‘اوتوبيس′.
الابراهيمي يتنقل بين الوفدين
يوم ثانٍ مرّ على انطلاق مؤتمر “جنيف 2”. كل الأنظار تتجه إلى الوفدين السوريين. الحصول على تصريحات من أحدهما ليسَ أمراً سهلاً. من جهته، يبدي الوفد المعارض حرصاً كبيراً على عدم تكرار أخطاء جسيمة خلّفتها التصريحات المتناقضة التي كانت تصدر عن المعارضة.
أما وفد الحكومة السورية، فهو صامت تماماً بعدما أحاط نفسه بعزلة تامة. الصحافي الذي لحق بوزير الإعلام، عمران الزعبي،في اليوم الأول للمؤتمر يسأله عن البراميل المتساقطة على حلب، أعاد الكرة أمام الفندق الذي أقام فيه المعلم وباقي الوفد. خرجوا من الفندق الواقع في مونترو متوجهين إلى جنيف. مرّوا أمام الكاميرا من دون أي إيحاءات، وبقي الصحافي يكرر جملة البارحة “لم يجيبوا على أسئلتي”.
قبل ذلك، كان المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، يأمل، دونما بوادر، في جمع الوفدين السوريين في قاعة واحدة لبدء أول خلوة بينهما. مراسلة “المدن” في مونترو، قالت إن الصالة رقم 16 في الطبقة الخامسة في مقر الأمم المتحدة لن تحضن الوفدين، فحصلت على صورة الوضع البديل لرفض الطرفين الجلوس معاً، ونقلت عن مصدر في الأمم المتحدة قوله إن “قاعتين إضافيتين جهّزتا ليجلس الفريقان منفصلين فيهما” وبذلك سيكون على الابراهيمي القيام بزيارات مكوكية بين القاعتين، لنقل الرسائل والردود عليها بين الوفدين.
المفاوضات ستتم “خطوة خطوة” تمهيداً لبناء نوع من الثقة بين الطرفين. تقول مراسلة “المدن”. وتضيف “هذا ما سيقوم به الإبراهيمي، الجمعة، إذ سيتم في بداية المفاوضات تناول القضايا غير الجوهرية، الإنسانية على وجه التحديد” وذلك هو اقتراح الابراهيمي، لتجنّب انهيار سريع للمفاوضات، وهو طرح أبدى الطرفان تجاوباً معه، وينتظر الإبراهيمي تسلّم ورقتي عمل من كل طرف ، ليبحث الإبراهيمي في النقاط المشتركة في ما بينهما.
إلى ذلك، حظي وفد الائتلاف، بما قد يكون آخر موقف يصدر عن الأطراف المشاركة قبل البدء بالمفاوضات، إذ قال رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة، أحمد الجربا، في مؤتمر صحافي ساخن “لقد اقتنعنا و معنا العالم الحر بالأمس أن الأسد صار من الماضي”.
وأضاف “يجب أن لا يكون هناك شك لدى أي أحد حاضر هنا بأن رأس النظام بات منتهي الصلاحية” وكرر الهجوم على النظام قائلاً “لطالما أكدنا على ضرورة دعم العالم لنا في حربنا ضد الإرهاب وضد نظام الكيماوي”، معلناً بما قد لا تكون عواقبه سليمة على المفاوضات المنتظرة، الجمعة، أن النظام مات “وإكرام الميت دفنه”.
عشرون دقيقة مع الابراهيمي..المعلم يهدد بالمغادرة
انتهت جلسة المباحثات الأولى بين وفد النظام السوري والمبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي. وقالت مراسلة المدن في جنيف إن “المباحثات استمرت عشرين دقيقة فقط” وسط أنباءٍ عن تهديد وزير الخارجية السورية، رئيس وفد النظام، وليد المعلم، بمغادرة جنيف إذا لم تعقد جلسة جدية، السبت”. وكان وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، قال في حديث للصحافين قبل الدخول إلى القاعة التي اجتمعوا فيها مع الإبراهيمي، إن “الجلسة الصباحية ألغيت لكن المفاوضات مستمرة وباقون في جنيف” وأضاف “باقون اليوم وغداً وبعد الغد في جنيف”.
ورداً على كلام الجربا الذي جاء خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس وقال فيه “التقيت لافروف، وأكد لي أن الروس ليسوا متمسكين بالأسد، وأن الحل بيد السوريين”، رد الزعبي قائلاً “غير موافقين على طرح المعارضة باستبعاد الرئيس والأشقاء الروس لم يتطرقوا لهذا الموضوع بتاتاً”.
مصدر في المعارضة السورية، قال في حديث لمراسلة “المدن” إن الإبراهيمي حاول صباحاً جمع الوفدين في قاعة واحدة يتحدث فيها الإبراهيمي وحده مع الحرص ألا يحدث أي نقاش بين الوفدين قبل أن ينفصلا كل في قاعة، إلا أن الوفد المعارض رفض المقترح قبل أن يوافق وفد النظام على مقررات “جنيف 1”.
إلى ذلك قالت مصادر لـ”المدن” إن الابراهيمي سيجتمع مع وفد المعارضة قرابة الساعة الخامسة من مساء الجمعة، ثم يلي الاجتماع مؤتمر صحافي. في السياق، تجمع أنصار المعارضة أمام مبنى الأمم المتحدة في جنيف، صباح اليوم حاملين علم الاستقلال السوري “علم الثورة” ورافعين شعارات تطالب بالحرية.
هل يحسم الصراع السوري عبر “سايكس- بيكو” جديدة؟
نصر المجالي
لوّح تقرير بريطاني إلى احتمال إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط التي كانت حددت باتفاقية سايكس بيكو قبل نحو مائة عام.
نصر المجالي: قال التقرير، الذي نشرته صحيفة “التايمز” إن الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام لن ينتهي إلا بإعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط، التي حددت في إطار ما يعرف باتفاق “سايكس بيكو” قبل حوالى 100 عام.
ويقول الصحافي البريطاني أنطوني لويد في تخليله إنه ربما لا يرغب أحد في الإقرار صراحة بأن تقسيم سوريا، وفق أسس طائفية وفيدرالية، قد يكون حلًا محتملًا ينهي الأزمة المستمرة.
ويلفت إلى أن الكثيرين يعربون سرًا عن شكوك كبيرة في مدى استمرارية الخريطة، التي حُددت معالمها، قبل قرن من الزمان. ويوضح لويد أن ثمة اختبار لهوية الدول التي أفرزها اتفاق “سايكس بيكو” في الصراعين السوري والعراقي. ويقول المحلل البريطاني إن الآلاف من السنة والشيعة من مختلف أنحاء العالم يذهبون إلى سوريا لمحاربة بعضهم بعضًا.
يختم التقرير بالتأكيد على أن الوصول إلى حل يعالج المشكلة الإقليمية بدلًا من أن يركز فقط على سوريا سيستغرق عقودًا يسقط خلالها آلاف من القتلى الآخرين.
اقتسام الهلال الخصيب
يشار إلى أن اتفاقية سايكس – بيكو كانت تفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة، بمصادقة من الإمبراطورية الروسية في العام 1916، على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا، بعد تهاوي الإمبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى.
وتم الوصول إلى هذه الاتفاقية بين تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1915 وأيار (مايو) من عام 1916 بمفاوضات سرية جرت بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك.
تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917، مما أثار الشعوب التي تمسها الاتفاقية، وأحرج فرنسا وبريطانيا، وكان رد الفعل الشعبي والرسمي العربي المباشر قد ظهر في مراسلات الشريف الحسين بن علي والمعتمد البريطاني في مصر هنري مكماهون.
بموجب الاتفاقية، تم تقسيم الهلال الخصيب، وحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من الجناح الغربي من الهلال (سوريا ولبنان) ومنطقة الموصل في العراق.
الانتداب البريطاني
أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعة في الاتجاه شرقًا، لتضم بغداد والبصرة وكل المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا.
كما تقرر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية، يتم الاتفاق عليها، بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا. لكن الاتفاق نص على منح بريطانيا ميناءي حيفا وعكا، على أن تكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا لبريطانيا في المقابل استخدام ميناء الإسكندرونة، الذي كان سيقع في حوزتها.
وفي وقت لاحق آنذاك، وتخفيفًا للإحراج الذي أصيب به الفرنسيون والبريطانيون، بعد كشف هذه الاتفاقية ووعد بلفور، صدر كتاب تشرشل الأبيض سنة 1922، ليوضح بلهجة مخففة أغراض السيطرة البريطانية على فلسطين. إلا أن محتوى اتفاقية سايكس-بيكو تم التأكيد عليه مجددًا في مؤتمر سان ريمو عام 1920.
وفي 24 يونيو/ حزيران، أقرّ مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب على المناطق المعنية لإرضاء أتاتورك، واستكمالًا لمخطط تقسيم وإضعاف سوريا، وعقدت في 1923 اتفاقية جديدة عرفت باسم معاهدة لوزان، لتعديل الحدود التي أقرّت في معاهدة سيفر.
معاهدة لوزان
تم بموجب معاهدة لوزان التنازل عن الأقاليم السورية الشمالية لتركيا الأتاتوركية، إضافة إلى بعض المناطق، التي كانت قد أعطيت إلى اليونان في المعاهدة السابقة. هذه الاتفاقية وما تبعها قسّمت سوريا الكبرى أو المشرق العربي إلى دول وكيانات سياسية، كرّست الحدود المرسومة بموجب هذه الاتفاقية والاتفاقيات الناجمة منها:
فقد استقل العراق العام 1932. أما سوريا فاستقلت فعليًا في عام 1946، واستقل لبنان في العام 1943، كما استقل الأردن في عام 1946. أما في فلسطين، فقد انتهى مفعول صك انتداب عصبة الأمم يوم 14 مايو/ أيار 1948، ورحل البريطانيون عنها، لكن في اليوم التالي أعلن عن قيام إسرائيل فوق أجزاء كبيرة من حدود الانتداب البريطاني على فلسطين، وبدأ الصراع العربي الإسرائيلي.
وفي العام 1949 (إثر حرب 1948 وبعد إلغاء الانتداب البريطاني) قسمت فلسطين إلى ثلاث وحدات سياسية: إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة. وفي عام 1994، قامت السلطة الوطنية الفلسطينية كسلطة شبه مستقلة تأسست وورثت أجزاء ضيقة من حدود الانتداب البريطاني السابق على الضفة الغربية لنهر الأردن ومنطقة غزة التي كانت تتبع مصر إداريًا.
تأجيل جلسة المحادثات التمهيديّة لمفاوضات «جنيف 2»
خاص بالموقع – أعلن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي عن تأجيل المحادثات الجانبية بين النظام والمعارضة السورية، والتي كان من المفترض أن تنعقد اليوم، مشيراً إلى أنه سيلتقي، في وقت لاحق من اليوم، بوفدي الحكومة السورية والمعارضة كل على حدة في جنيف، بحسب مصادر في المعارضة السورية والأمم المتحدة.
أكدت متحدثة باسم الأمم المتحدة، اليوم، أن وفدي النظام والمعارضة السوريين لن يجلسا إلى طاولة واحدة لدى بدء مفاوضات مؤتمر «جنيف 2»، وذلك على عكس ما كانت ترغب به المنظمة الدولية. وأكدت مصادر في وفدي النظام والمعارضة، أن الطرفين لن يجلسا إلى طاولة واحدة، وسط خلافات على بيان «جنيف 1»، الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة.
ولوحت دمشق بالانسحاب من المؤتمر في حال لم يتم عقد جلسات عمل «جدية» يوم غد بين الوفد الرسمي ووفد المعارضة، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري.
وذكر التلفزيون في شريط عاجل أن «وزير الخارجية السوري وليد المعلم أبلغ الابراهيمي بأنه إذا لم تعقد جلسات عمل جدية غداً فإن الوفد الرسمي السوري سيغادر جنيف نظراً لعدم جدية وجهوزية الطرف الآخر».
في السياق، أفادت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان، في حديثٍ صحفي اليوم، بأن «تأجيل الجلسة جاء بناءً على طلب وفد المعارضة السورية، حسبما أفادنا مستشار الأخضر الإبراهيمي، مشيرين إلى أنهم غير جاهزين لحضور الجلسة». واعتبرت شعبان أن «المعارضة لم تكن جاهزة يوماً منذ الاجتماعات الأولى عام 2011، وأن الإنسان غير الجاهز لا يهمّه مصلحة الشعب السوري، وهم واهمون إذا ظنّوا أننا سنسلمّهم الحكم في سوريا»، مضيفةً «نحن لسنا هنا للتحدث عن السلطة، نحن هنا لنتحدث عن وقف الإرهاب ووقف سفك دماء الشعب السوري وبدء مسار سياسي يقرره الشعب السوري من دون أي تدخل أجنبي».
كذلك، أشارت شعبان إلى أن الجلسة المشتركة، التي كان من المفترض انعقادها اليوم، هي التي ألغيت فقط، وأن وفد الرئيس الأسد لم يحدد أي شروط. وفي ردّها عما إذا كانت ستتوقف المفاوضات، أفادت شعبان بأن المفاوضات لن تتوقف وأنهم ذاهبون الآن إلى جلسة خاصة مع الأخضر الإبراهيمي، على أن يليها اجتماع آخر منفصل يجتمع فيه الأخير مع وفد المعارضة السورية. وفي الختام، أكدت شعبان أن «الوفد السوري لم يختلف مع الوفد المعارض على الأولويات ولم يجر أي حوار، فنحن هنا لإيقاف الإرهاب وسفك دماء الأبرياء لتمكين السوريين من تقرير مصيرهم بأنفسهم».
وفي رده على الوفد المعارض، اعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن «المشكلة هي أن هؤلاء الناس لا يرغبون في عقد السلام. يأتون الى هنا مع شروط مسبقة لا تتوافق في أي شكل مع «جنيف 1» وتتعارض مع رغبات الشعب السوري وحتى مع خطط الأخضر الإبراهيمي». وأضاف: «كان الاقتراح أن نأتي إلى هنا اليوم، ويجلس وفد الحكومة السورية إلى يمين الطاولة، والمعارضة على الطرف الآخر. يبدو أن المعارضة لم تقبل هذه الصيغة»، كما ختم قائلاً «بالطبع نحن مستعدون للجلوس في الغرفة نفسها، وإلا لما أتينا إلى هنا؟».
من جهته، قال عضو وفد المعارضة نذير حكيم «نحن متفقون على التفاوض حول تطبيق «جنيف 1» والنظام لم يوافق على هذا الأمر. لا نريد أن نجلس معهم حتى يوافقوا على التفاوض على ذلك».
وأضاف: «الدعوة التي وجهها لنا الأمين العالم للأمم المتحدة تلحظ القرار 2118 الذي يتبنى بيان «جنيف 1». لكن النظام يرفض أن يقر بذلك. عندما تصبح المفاوضات ذات أجندة واضحة نجلس في غرفة واحدة». وشدد على أن المعارضة «تحتاج إلى ضمانات، وطلبنا من الإبراهيمي أن يؤمن لنا هذه الضمانات، وأن المفاوضات لن تحيد عن الهدف المحدد لها».
يذكر أن المؤتمر الذي يعرف «بجنيف 2»، بدأ في مدينة مونترو السويسرية، أمس أوّل، وأظهر تناقضاً تاماً في المواقف. ومن المقرر أن يتواصل عبر المفاوضات للتوصل إلى حل للأزمة المستمرة منذ منتصف آذار/ مارس 2011.
(الأخبار، أ ف ب)
الرهان الروسي على إفشال المعارضة المؤتمر.. فشل
يبدأ التفاوض السوري السوري اليوم الجمعة في إطار مؤتمر “جنيف2”. والمؤتمر هو الأول من نوعه كحوار سياسي بين الطرفين لإيجاد حل عبر تطبيق وثيقة “جنيف1”. انها عملية طويلة ستتم مباشرة بين الطرفين وبالتوافق، وبإشراف وحضور الموفد العربي والدولي لحل الأزمة السورية الأخضر الابراهيمي فقط.
وحدد نص الدعوة التي تسلمتها المعارضة الى المؤتمر قواعد معيّنة للمفاوضات لناحية التخاطب بين الفريقين السوريين. بحيث لا يتم توجيه الحديث مباشرة الى الطرف الآخر، بل توجيهه الى الابراهيمي، الذي بدوره ينقله الى الطرف الآخر. وهذا لا يمنع في حال وافق الطرفان أن يتم التخاطب بشكل مباشر، وإلا يبقى التخاطب عبر الابراهيمي. ويمنع التخاطب غير اللائق. كما يمنع الخروج من قاعة التفاوض، وأي اعتراضات على مضمون أي كلام توجه الى الابراهيمي، كما ان ضبط النفس أساس في الاتصالات الخارجية التي يجريها أعضاء الوفدين خلال عملية التفاوض، وضرورة تخفيفها جداً، إلا إذا كان ثمة نقاش لقرار أساسي ويجب مراجعة مسؤولين موجودين في الخارج، أي خارج جنيف. على انه يعود فقط للابراهيمي أن يتحدث رسمياً للاعلام حول ما يتصل بالمؤتمر، وفقاً لمصادر ديبلوماسية.
البحث سيتناول الحكومة الانتقالية. وحتى في المفهوم الأميركي لها، فهي ستتشكل من طرفي المعارضة والموالاة. كما أن هناك اصراراً غربياً على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة، التي يجب أن تستمر في تلاحمها وعدم تفكيكها. ولا يريد الغرب، أن تتكرر تجربة العراق في هذا المجال. ما يعني ان البحث في المؤتمر سيتناول وضع قواعد لليوم الذي يلي الاتفاق. وقد باتت آمال المعارضة محدودة في تغيير فوري للنظام، إنما ما سيحصل هو تشكيل هيئة حاكمة بمشاركة الموالاة مع المعارضة. وهو ما اتفق على تسميته الجسم الانتقالي. لكن لم يتم الاتفاق على ما اذا كان المنتظر حكومة جديدة ستضم الطرفين، أو حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، أو مجلس تأسيسي مواز للحكومة. لكن المصادر، رجحت حصول حكومة انتقالية أو حكومة وحدة وطنية تضم الطرفين، على أن يتم لاحقاً البحث بالتوزيع الوزاري داخلها بعد التوافق.
ولفتت المصادر الى أنه من الصعوبة التوافق بين الطرفين على الحكومة الانتقالية نظراً الى أن النظام لن يوافق على تسليمها كافة الصلاحيات والسلطات لا سيما تلك التي يمتلكها الرئيس، كما نصت عليه وثيقة “جنيف1”. وتوقعت المصادر، أن يستغرق التوصل الى مثل هذا الاتفاق، جلسات أخرى متعاقبة.
وعدم مشاركة الدول في الحوار السوري السوري المباشر مهم، لأن حضورها يعقد الأمور. مع الاشارة الى أن الدول تنقسم الى داعمين للمعارضة وإلى داعمين للنظام لا سيما ايران وروسيا والصين، وهي تضغط من جهة، وتطلع على مسار المباحثات أيضا.
والعودة عن دعوة ايران الى الاجتماع الموسع الأربعاء الماضي أدت الى انقاذ المؤتمر، لأنه لو حضرت إيران لكانت المعارضة السورية قاطعت، وبالتالي لكان المؤتمر أرجئ مجدداً. وما زالت إيران غير موافقة على هيئة انتقالية في سوريا، والمجتمع الدولي لا يتقبل الموقف الايراني. الآن التفاوض الدولي الايراني لا يزال محصوراً بالبرنامج النووي ولم يتطرق الى ملفات المنطقة ولا الى الملف السوري تحديداً، وإيران حتى الآن تدعم النظام بشكل كامل، وهي ترى أنه من أهم محطات القيادة الاقليمية لها، الى جانب تمكنها من خلاله من الغوص في الحكم في العراق.
وتمهيداً لأي حل سياسي يمكن الوصول إليه، يجري التداول بسلسلة اجراءات يمكن أن تتخذ، وهي: وقف إطلاق النار في مناطق محددة منها حلب، وقف حصار المدن، وتبادل أسرى ومعتقلين.
وتشكيل هيئة انتقالية يعني، ان لا يبقى النظام وحده حاكماً، أي أن يتنحى جزئياً، ما يقلل من سيطرته على وضع سوريا.
بعض الأوساط الدولية، رأت أن موسكو راهنت على أن من سيفشل المؤتمر هو المعارضة وخلافاتها. إنما كانت هناك ضغوط دولية كبيرة على الائتلاف الوطني السوري لكي يشارك في المؤتمر، ما يساهم بصورة أساسية في انعقاده. أما ايران فهي تعاني انقساماً داخلياً بين الاعتدال والحرس الثورة المتشدد حيال الوضع السوري. الأمر الذي حال دون استمرار ايران في وعودها التي قطعتها بصورة شفوية الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبيل توجيهه الدعوة إليها للمشاركة في المؤتمر، حول قبولها الهيئة الحاكمة.
ثريا شاهين
تعقيدات دبلوماسية وسياسية تُثقل انطلاقة جنيف 2
مـايـا جبـيـلـي
بيروت – كانت الساعات الـ48 الأخيرة في الدبلوماسية معقّدة ومضطربة قبل انطلاق مؤتمر جنيف2 لبحث أزمة سوريا. فعندما أرسل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوة إلى إيران الأحد لحضور المؤتمر كان قد باشر أصلاً في تحضيرات هشّة للمؤتمر شابها الكثير من التقلبات السياسية، إذ بعد معظم الانسحابات، والتأكيدات، والإدانات الأخيرة، تبقى التوقعات من محادثات السلام الخاصة بمؤتمر جنيف2 غير ثابتة.
تفاجأنا بقرار بان كي مون دعوة إيران”، قالت عليا منصور، ممثلة الإئتلاف السوري المعارض في بيروت. وعندما تحدّث موقع NOW الى منصور، كان الإئتلاف قد علّق موافقته على حضور مؤتمر جنيف لحين يلغي بان دعوته الى إيران. فمن أولى شروط الإئتلاف المسبقة لحضور المحادثات هو أن لا تكون إيران حاضرة فيها، ووفقاً لمنصور، فقد صوّت الإئتلاف على حضور جنيف2 على اعتبار أنّ إيران لم تكن مدعوّة.
واتّخذ إئتلاف المعارضة قرار المشاركة في مؤتمر جنيف 2 في تصويت مسبق تم يوم السبت، بعدما غادر 44 عضواً احتجاجاً. والـ58 الآخرون الذين صوتوا بـ”نعم” كانوا كافين لتأمين أكثرية من ضمن أعضاء الإئتلاف المتبقين. لكن تحرّك بان لدعوة إيران الى المفاوضات استدعى انسحاباً مباشراً للإئتلاف الذي منح بان مدّة 12 ساعة كموعد نهائي لسحب دعوته.
هذا التدافع الدبلوماسي الناشئ شهد ضغطاً من قبل الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والإئتلاف، على إيران، في جهد لدفع الجمهورية الإسلامية للقبول ببيان جنيف1 الصادر عن مفاوضات السلام لعام 2012، الذي حدّد “حكومة إنتقالية” كهدف محدّد لمحادثات السلام السورية. من جهة أخرى أصرّت إيران على أنها ستحضر مؤتمر جنيف2 “بدون شروط مسبقة”.
ومع اشتداد الضغط الدبلوماسي على إيران والأمم المتحدة، رفض إئتلاف المعارضة الرضوخ. “لا أعتقد بأن مؤتمر جنيف2 كان لينعقد بدون المعارضة ومع النظام وإيران”، قالت منصور، لذلك كانوا أمام “إما أن يسحبوا الدعوة الى إيران، أو يتم تأجيل الاجتماع”.
ويبدو أنّ تمسّك الإئتلاف بموقفه قد أثمر. إذ اعتبرت الأمم المتحدة بأنّ تصريحات إيران حيال المفاوضات السورية “لم تكن بالمستوى” المطلوب لحضور مؤتمر جنيف2، وعليه سحب بان دعوته. وبعد ذلك مباشرةً، أعلن الائتلاف بأنه ينضم إلى محادثات السلام. وأثارت هذه التطورات غير السويّة السؤال حول مدى تنسيق الأمم المتحدة مع الولايات المتحدة قبل أن تقوم بتوجيه الدعوة إلى إيران.
“مضمون تصريح البيت الأبيض أوحى بأن ذلك لم يُنسّق مسبقاً مع الأمم المتحدة، ولكني غير متأكد من صحة ذلك”، قال لـNOW دايفد شنكر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. “الإدارة تلمّح منذ أسابيع… إلى أنّ إيران سوف تكون حاضرة، ولكنّها سوف تكون على أطراف المؤتمر”. وكجزء من سياستها للتقارب مع إيران، قال شنكر إنّ الولايات المتحدة قد تكون دعمت توجيه دعوة إلى إيران، لتكتشف لاحقاً بأنّها لم تعد قادرة على السيطرة على عواقب ذلك وبأنها مضطرة الى التراجع.
“الأمر برّمته يفتقر الى أي تنظيم”، قال يزيد صايغ، المساعد الرفيع في مركز كارنيجي للشرق الأوسط. “بان ليس بالشخص الذي يخالف عادةً رغبات الولايات المتحدة”. بل يعتقد الصايغ عوضاً عن ذلك بأنّ الأمم المتحدة قامت بقراءة خاطئة معتقدةً بأنّ إيران كانت ترغب في المشاركة في المؤتمر. وقد يكون بان، والولايات المتحدة ربما، لم يُحسنا تقدير أهمية الإئتلاف، معتقدين بأنه لن ينسحب من المحادثات مباشرةً بعد أن قام بالتصويت على هذا الموضوع.
ومع ذلك، يبدو أنّ هذه العقبة الدبلوماسية لم تكن سوى العقبة الأولى أمام المشاركين في مؤتمر جنيف2. فبعد أن أصدر الإئتلاف قراراً بمعاودة مشاركته، فوجئ بإصابة مباشرة جاءت من طرف مكوناته وتمثّلت بانسحاب المجلس الوطني السوري، أي الكتلة الأكبر في الإئتلاف. “إذا تمسّك المجلس بقراره، وإذا تمسك الـ44 عضواً الذين سبق أن انسحبوا هم أيضاً بموقفهم، سيكون الإئتلاف قد خسر غالبية المشاركين فيه”، قالت منصور. فإلى جانب الشكوك بمدى التأثير الذي سيكون للإئتلاف على القوى السياسية والقتالية داخل سوريا، ثمة اليوم أسئلة حول إذا ما كان هذا الوفد الذي يتوجه الى جنيف يمثّل حتى الإئتلاف نفسه.
أما المسائل الجسيمة الأخرى فهي ما سيُناقش بشكل أساسي على طاولة الحوار. ذلك أنّ المعارضة والنظام منقسمان حول تركيبة “الحكومة الانتقالية”، في ظلّ تمسّك الرئيس بشار الأسد بعزمه على الترشّح الى ولاية رئاسية جديدة ورفض المعارضة السماح له بلعب أي دور في سوريا المستقبل. ولعلّ الأدلة الأخيرة على احتمال ارتكاب نظام الأسد جرائم ضد الانسانية ودفعه أموالاً للتنظيمات التابعة للقاعدة للحصول على النفط، تساهم في زيادة تعقيد جدول أعمال المؤتمر.
بدورهم، يقول المحللون إن مفتاح الحل يكمن في أيدي القوى الخارجية. “المسألة الكبرى هي إذا كان المؤتمر قادراً على تحقيق تفاهم حقيقي ولو في الحدّ الأدنى بين اللاعبين الخارجيين، أي روسيا والولايات المتحدة بشكل خاص”، قال صايغ لـNOW. ويحتاج الأمر الى وجود نقطة توافق بالحد الأدنى بين هذين الفريقين قبل أن يبدأ الفرقاء المنقسمون مثل الإئتلاف والنظام السوري بالاتفاق على شيء ما، كما قال.
أما كريم سادجابور، الخبير في شؤون إيران في Carnegie Endowment في واشنطن العاصمة، فقال إنّ المحرّك الأساسي هو لدى القوة التي سُحبت الدعوة الموجهة إليها. “طالما أنّ إيران تصرّ على بقاء الأسد، لا يمكن الوصول الى حل سلمي في سوريا بدون إيران، ولا يمكنك الوصول الى حل سلمي معهم” قال لـNOW. إلاّ أنّ واشنطن وطهران تعتبران كلتاهما بأنّ الأولوية هي للمسألة النووية وليس للمسألة السورية.
وفي أثناء ذلك، تمكّنت إيران من دعم نظام الأسد على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري، كما قال سادجابور، “قبل عامين، قلّة من الناس اعتقدوا بأنّ الأسد سوف يستطيع الصمود، أما اليوم فقلة تعتبر بأنه على وشك الانهيار”.
هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية
(ترجمة زينة أبو فاعور)
واشنطن: كنا نعلم بصور تعذيب سوريين منذ نوفمبر
هارف: على إيران وقف التدخل بشؤون سوريا
24 – يو بي أي
ذكرت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها كانت على علم بوجود صور توثق تعذيب سوريين وتجويعهم حتى الموت منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكنها لم تعلن عن الأمر “خوفاً على سلامة المصدر الذي زودها بها وعلى عائلته”.
خوفاً على سلامة المصدر الذي جلب إلينا الصور وعلى عائلته لم نعلن عن وجودها آنذاك
وقالت نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف، خلال مؤتمر صحافي “علمت الحكومة الأمريكية بوجود الصور منذ نوفمبر، واطلعنا على عينات منها”.
وأضافت هارف أن “المعنيين بنشر الصور اختاروا العمل على وضع خارطة لها، والتأكد منها مع خبراء دوليين غير حكوميين”، وأنه “خوفاً على سلامة المصدر الذي جلب إلينا الصور وعلى عائلته، لم نعلن عن وجودها آنذاك”.
وأكدت هارف أنه تم الاطلاع على الصور حيث قالت “كنا نعمل على التأكد من صحتها، وهي تتماشى مع كل ما رأيناه من نظام الأسد، وبالتأكيد نحن نعتقد أنه لابد من التأكد من صحة أي دليل كهذا، ولكن لدينا كمية هائلة من الأدلة والتي تبين أن نظام الأسد تعامل بوحشية مع شعبه، بما في ذلك داخل السجون”.
توسع وحشية الأسد
وأفادت هارف، حول سؤالها إن كانت تعتبر الأسد مجرماً “رأينا أدلة كثيرة على أنه ارتكب جرائم حرب ولسنا بحاجة لهذه الصور حتى نعلم مدى وحشية نظام الأسد، وما تظهره هذه الصور هو مدى توسع ومنهجية تلك الوحشية”، وتابعت “نحن نركز في هذه المرحلة على المحاسبة، ونعمل مع المجتمع الدولي على المحاسبة”.
وكان فريق من المحققين بجرائم الحرب وخبراء الطب الشرعي، أعد تقريراً يتضمن آلاف الصور المروعة التي اعتبروها “أدلة مباشرة” تدين نظام الأسد، بـ”القتل الممنهج”.
وتظهر الصور، التي تضمنها التقرير، جثث قتلى تعرضوا لعمليات تجويع متعمدة، كما تبدو عليها أثار تعرضهم للضرب بقسوة وآثار الخنق، وأنواع أخرى من التعذيب والقتل.
وجوب وقف تدخل إيران
وطلب من هارف، التعليق على ما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني، من أنه يتوجب بالمجتمع الدولي أن يخلق مناخاً مناسباً للانتخابات في سوريا، وأن يترك للشعب السوري وحده ليقرر مستقبل بلاده، فقالت “نحن نعتقد أن الشعب السوري هو من يجب أن يقرر مستقبله، ولهذا على لاعبين آخرين مثل إيران على سبيل المثال التوقف عن التدخل في شؤون سوريا”.
‘ الإبراهيمي يلتقي وفد النظام والمعلم يهدد بالانسحاب
أنهى المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي جلسة منفردة في جنيف مع وفد النظام السوري بقيادة وزير الخارجية وليد المعلم، على أن يلتقي في وقت لاحق وفد المعارضة الذي يقوده رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا أحمد الجربا، وقبيل بدء المحادثات أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن دمشق لن توافق على مطلب تشكيل هيئة حكم انتقالي.
وانتهت المفاوضات بعد أقل من ساعة على انطلاقتها، وقال التلفزيون السوري إن الاجتماع جرى في مناخ إيجابي، ونقل عن المعلم قوله خلال الاجتماع إنه إذا لم تُعقد جلسات جادة بحلول يوم غد السبت فسيغادر وفد الحكومة السورية جنيف “نظرا لافتقار الطرف الآخر للجدية والاستعداد”.
ويبدو هذا التصريح مناقضا لتصريح سابق لفيصل المقداد نائب وزير الخارجية أكد فيه أن وفد النظام مستعد للبقاء في جنيف “إلى ما لا نهاية” من أجل التوصل لاتفاق لوقف سفك الدم.
وكان من المقرر أن يبدأ اليوم الأول للمفاوضات العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش بلقاء يجلس فيه الوفدان وجها لوجه بغرفة واحدة، ويلقي الإبراهيمي خطابا “من دون أن يتبادل الطرفان أي كلمة”.
واعتبر المقداد أن وفد المعارضة لا يرغب في عقد السلام، لأنه قدم إلى جنيف بشروط مسبقة “لا تتوافق في أي شكل مع جنيف1، وتتعارض مع رغبات الشعب السوري وحتى مع خطط الأخضر الإبراهيمي”.
وأضاف “كان الاقتراح أن نأتي إلى هنا اليوم، ويجلس وفد الحكومة السورية إلى يمين الطاولة، والمعارضة على الطرف الآخر. يبدو أن المعارضة لم تقبل هذه الصيغة”. وتابع “بالطبع نحن مستعدون للجلوس في الغرفة نفسها، وإلا لم أتينا إلى هنا”.
في المقابل، قال عضو من المعارضة إن الوفد لن يلتقي وفد النظام إلا بعد أن تقر دمشق بالبيان
الختامي لاتفاق جنيف1 الذي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية.
هيئة انتقالية
من جانب آخر، قال وزير الإعلام السوري إن حكومته لن تقبل طلب المعارضة تشكيل هيئة انتقالية.
وقالت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري إن الوفد الرسمي لم يأت إلى جنيف “للتحدث عن السلطة” ولكن للحديث “عن وقف الارهاب ووقف سفك دماء الشعب السوري وبدء مسار سياسي يقرره الشعب السوري دون أي تدخل أجنبي”.
وخصصت الأمم المتحدة قاعات إضافية في مبناها الكبير وسط جنيف وقاعة للصحفيين ووسائل الإعلام. ويوجد في المبنى عدد من ممثلي معظم البلدان التي شاركت بحفل الافتتاح في مونترو وعددها تجاوز أربعين وفداً من مختلف الجنسيات.
وأظهرت المواقف المعلنة منذ انطلاق مؤتمر جنيف2 أمس الأول التناقض التام في المواقف. ومن المقرر أن تتواصل المفاوضات لبحث حل للأزمة المستمرة منذ منتصف مارس/آذار 2011.
قتلى بقصف واشتباكات في أرجاء سوريا
قتل عشرات الأشخاص بقصف لقوات النظام السوري على عدد من المناطق، بينما وقعت اشتباكات بين قوات النظام وكتائب الجيش الحر بريفي دمشق ودرعا. وفي الأثناء قتل نحو 1400 شخص خلال عشرين يوما من المعارك بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وتشكيلات المعارضة.
ففي العاصمة دمشق، شن الطيران السوري غارة جوية على حي جوبر، كما سقطت عدة قذائف هاون على حيي أبو رمانة والقابون، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وفق ما قاله اتحاد التنسيقيات.
وأفادت شبكة سوريا مباشر بإصابة العشرات في قصف “عنيف” لقوات النظام على السوق الرئيسي لمدينة يبرود بالقلمون بريف دمشق. كما أسفر القصف الجوي على بلدة عين ترما بالريف الشرقي عن سقوط جرحى ودمار بعدد من المنازل.
في غضون ذلك، قتل ثلاثة عناصر من الثوار وخمسة من القوات التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد في اشتباكات بين الطرفين في منطقة المرج والعبودية بريف دمشق الشرقي، حسب ما ذكرت شبكة مسار برس. ودارت اشتباكات بين عناصر الجيش الحر والقوات النظامية في محيط إدارة الدفاع الجوي ببلدة المليحة مما أسفر عن سقوط ضحايا في جانب القوات النظامية.
حلب وحمص
وفي حلب، قتل 16 شخصا “في قصف للطيران الحربي على مناطق الصالحين والنيرب والمرجة وجسر الحج”، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أوضح أن من بين القتلى ثمانية أطفال وثلاث نساء.
وتتعرض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب وريفها لقصف عنيف من الطيران السوري، مما أدى إلى مقتل أكثر من 600 شخص خلال ثلاثة أسابيع.
وفي المقابل، قالت مسار برس إن كتائب الثوار “سيطرت على مبان كانت تتمركز بها قوات الأسد بالشيخ مسكين في حلب وقتلت عددا منهم”. كما أفادت شبكة سوريا مباشر بمقتل أكثر من 25 عنصرا من قوات النظام إثر التفجير الذي نفذه الجيش الحر بأحد مقراتهم في مدينة عزيزة بريف حلب الجنوبي.
كما سقط عشرات القتلى والجرحى في غارات جوية نفذها الطيران السوري على بلدة الزارة بريف حمص. بينما أسفر سقوط قذائف هاون على تجمعات للمدنيين في حي الوعر غربي حمص عن إصابة العشرات.
وفي الأثناء دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في حي المنشية بدرعا البلد، وكذلك على الجبهة الجنوبية لمدينة الشيخ مسكين في ريف درعا.
تنظيم الدولة والفصائل
وعلى صعيد القتال الدائر بين فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، قتل نحو 1400 شخص خلال عشرين يوما من المعارك الدائرة بين عناصر التنظيم وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد الخميس “ارتفع إلى 1395 عدد الذين قضوا منذ فجر الجمعة الثالث من الشهر الجاري حتى منتصف أمس الأربعاء، وذلك في الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة، ومقاتلي كتائب وألوية إسلامية مقاتلة وكتائب وألوية مقاتلة من جهة أخرى”، في حلب والرقة وإدلب ودير الزور وحماه وحمص.
وأوضح أن “760 مقاتلا من كتائب إسلامية والكتائب المقاتلة لقوا مصرعهم” خلال الاشتباكات، بينهم 113 مقاتلا “أعدمتهم “الدولة الإسلامية” في مناطق مختلفة. بينما قتل 426 مقاتلا من تنظيم الدولة.
كما أدت المعارك إلى مقتل 190 مدنيا جراء إصابتهم بطلقات نارية أو في تفجيرات بسيارات مفخخة.
وبدأت المعارك بين الطرفين اللذين كانا يقاتلان في خندق واحد ضد نظام الرئيس بشار الأسد في الثالث من يناير/كانون الثاني. وتتهم فصائل المعارضة تنظيم الدولة بعمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية واستهداف المقاتلين والناشطين الإعلاميين.
ودعا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في رسالة صوتية نشرت على الانترنت الخميس إلى وقف القتال بين “أخوة الجهاد والإسلام” في سوريا على حد قوله.
آراء متباينة بحماة بشأن جدوى مؤتمر جنيف2
يزن شهداوي-حماة
تباينت آراء السوريين في مدينة حماة بشأن جدوى مؤتمر جنيف 2 الذي انطلقت أعماله في سويسرا للوصول إلى حل سياسي للأزمة،، وما بين مؤيد لمشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ومعارض لها.
وفي رأي محمد (لا يريد إظهار اسمه الكامل) فإن جنيف 2 هو نفسه جنيف 1 ولا يستبعد أن يكون هناك جنيف 3 لتصبح القضية السورية كالقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
ويعتقد محمد أن المؤتمر وغيره من الاجتماعات لا يهمها الشعب السوري الذي يتعرض للتقتيل والدمار بقدر اهتمامها بمصالح الدول الكبرى.
ويتفق حسن (23 عاما) بريف حماة مع محمد على أن ما يجري في الخارج لا يمثل السوريين في الداخل, ويضيف أن انسحاب كتلة المجلس الوطني السوري كافٍ لأن يعطي صورة واضحة عما يحدث في صفوف الائتلاف من خلافات بهذا الخصوص.
وهو يأخذ على الائتلاف كذلك أنه لم يأخذ رأي الشعب السوري أو التنسيقيات العاملة على الأرض في قراره بالمشاركة في المؤتمر، “ولو أخذ رأينا لكنا رفضنا الجلوس للحوار مع النظام السوري الذي استحل دماء وأعراض السوريين، مؤكدا أنهم وللحصول على الحرية من نظام الرئيس بشار الأسد ما زالوا يدفعون دماءهم ودماء أطفالهم وأهاليهم.
نجاح جنيف
في المقابل يقول خالد أحد ناشطي ريف حماة أنه يتمنى نجاح جنيف 2 ولو حتى على صعيد الإفراج عن المعتقلين، معتبرا أن الائتلاف لو حقق هذا المطلب فسيعد ذلك نجاحا تاريخيا للائتلاف.
وفي حين تتباين آراء الأهالي بين مؤيد للحضور ومعارض لمؤتمر جنيف، يبدي العسكريون من حملة السلاح في وجه النظام من الثوار رفضا شديدا لهذا المؤتمر، ويعتبر مروان أن المؤتمر ما هو إلا تمديد الوقت للنظام لإراقة دماء المدنيين أكثر فأكثر و”بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.
وأضاف أن دول العالم إذا أرادت إنهاء معاناة السوريين فلتدعم المقاتلين بالسلاح والعتاد، معتبرا أن ذلك خير من انتظار حل سياسي و”ضحك على اللحى”.
ويرى ياسين أحد أهالي بلدة طلف بريف حماة الجنوبي أن الحل يكمن فقط في دعم الجيش الحر وفصائله بالسلاح لقتال النظام السوري وقواته حتى تحرير سوريا بشكل كامل, وبأن الحل السياسي لا يكون مع من استباح بلده فكيف لمن أراق دم شعبه.
وهكذا في حين يؤكد مقاتلو الجيش الحر في حماة مواصلتهم القتال حتى تحرير سوريا من قوات النظام, يصرّ الأهالي على ضرورة تحقيق شروط تنحي الأسد عن السلطة في الحكم ومحاكمة المجرمين القائمين على قتل الشعب السوري وكل من كان له يد في قتل سوري واحد.
ويطالب هؤلاء بتشكيل حكومة انتقالية نزيهة حرّة تدير شؤون البلاد بعد رحيل الأسد مع الإفراج عن كل المعتقلين من سجون النظام الأسدي, ويعدون ذلك شروطا جوهرية لنجاح مؤتمر جنيف 2، وإلا لن يكون لمؤتمر جنيف 2 فائدة لدى الشعب السوري, حسب قولهم.
دمشق تهدد بالانسحاب من “جنيف 2“
شادي شلالة، وكالات- جنيف- سكاي نيوز عربية
هدد الوفد السوري المشارك في “جنيف 2” برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم بالانسحاب من المؤتمر في حال لم تعقد “جلسات عمل جدية” بحلول يوم السبت بينها وبين المعارضة.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل أن المعلم أبلغ المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بأنه إذا لم تعقد “جلسات عمل جدية السبت فإن الوفد الرسمي السوري سيغادر جنيف نظرا لعدم جدية وجهوزية الطرف الآخر”.
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قال في وقت سابق الجمعة إن دمشق لن تقبل مطالب المعارضة بتشكيل “جسم حكومي انتقالي”، في حين رفضت المعارضة بدء المفاوضات مع الحكومة إلا بعد قبولها بنود “جنيف 1”.
وقال وفد الائتلاف السوري المعارض في جنيف إنه لن يلتقي الوفد الحكومي، قبل أن تعترف حكومة دمشق ببنود مؤتمر جنيف الأول وأهمها تشكيل حكومة انتقالية.
في هذه الأثناء أنهى الإبراهيمي، لقاءه بوفد الحكومة السورية الذي يرأسه المعلم من أجل إيجاد أرضية للتفاوض مع المعارضة.
وسيلتقي في وقت لاحق وفد الائتلاف السوري المعارض، ويأتي هذا اللقاء بعد مغادرة رئيس الائتلاف أحمد الجربا لجنيف على أن يتم تعيين رئيس آخر للوفد.
ولن يلتقي وفدا الحكومة والمعارضة حاليا بشكل مباشر، بل ستتم المفاوضات بطريقة غير مباشرة وفقا للأمم المتحدة.
وقد اتهمت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، وفد المعارضة بأنه “غير جاهز” الأمر الذي عطل المفاوضات بين الطرفين.
وانطلقت الأربعاء أعمال مؤتمر “جنيف 2” في سويسرا لإيجاد حل للأزمة السورية الذي قتل فيها أكثر من 100 ألف شخص منذ مارس 2011.
“الجيش الإلكتروني السوري” يقرصن مواقع لـCNN
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — تعرضت مواقع اجتماعية لشبكة CNN ، مساء الخميس، إلى عملية قرصنة إلكترونية لفترة وجيزة .
وتمكنت الشبكة سريعا من تأمين الصفحات عقب استعادتها وحذف رسائل خلها “القراصنة”، ومن بعض المواقع التي تعرض لها “الهاكرز”: صفحة الشبكة على موقع “فيسبوك” و”تويتر”، و”المدونات.”
وتبنى “الجيش الإلكتروني السوري” عملية القرصنة برسائل نشرها على بعض الصفحات المقرصنة منها “لتعيش سوريا.. الجيش الإلكتروني السوري كان هنا.. كفوا عن الأكاذيب.. كل تقاريركم مفبركة.”
ولفتت المجموعة، الموالية للنظام السوري، في رسالة نشرتها على صفحة الشبكة بـ”تويتر”، إلى أن القرصنة “انتقام للتقارير الفاسدة الشريرة التي هدفها إطالة أمد المعاناة في سوريا.”
ويعتقد بأن مجموعة الهاكرز تقف وراء عدد من الهجمات الإلكترونية، التي استهدفت عددا من كبريات وسائل الإعلام والمنظمات ببريطانيا والولايات المتحدة ، من بينها صحيفة “نيويورك تايمز.”
صحف عالمية: المعارضة السورية متفائلة بقرب نهاية الأسد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تابعت الصحف العالمية مجموعة من الأخبار والموضوعات من أبرزها تفاؤل وفد المعارضة السورية بقرب نهاية بشار الأسد، واستعداد الولايات المتحدة الأمريكية للتفاوض بشأن قضية سنودن في حال اعترف بجرمه، إضافة إلى مثول سيدتين أمام القضاء البريطاني بتهمة تمويل أعمال تخريبية في سوريا.
ذا انديبندنت
قال وفد المعارضة السورية إلى مؤتمر جنيف أن هناك مؤشرات تؤكد أن الأسد بدأ يخسر معركته في التشبث بالسلطة.
من جهته، ذكر أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد له أن الكرملين لن يستمر في دعم الرئيس السوري بشار الأسد .
من جانبه، شدد وزير الخارجية الصيني، عند سؤاله عن مستقبل بشار الأسد، أن جميع الاحتمالات مطروحة.
نيويورك تايمز
قال النائب العام الأمريكي اريك هولدر جونيور الخميس إن بلاده مستعدة للتفاوض بشأن إدوارد سنودن في حال اعترافه بالجرم الذي ارتكبه.
ولم يحدد هولدر نوع الجرم الذي يمكن أن يعترب به سنودن، ولكنه أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تعفو عن سنودن في أي حال من الأحوال.
وكانت عدة منظمات غير حكومية وجمعيات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية قد طالبت في الفترة الأخيرة بالعفو عن سنودن أو التفكير في هذا الخيار.
ذا غارديان
مثلت سيدتان أمام القضاء البريطاني بتهمة جمع الأموال لتمويل مجموعات متشددة تقاتل داخل سوريا.
وقد ألقي القبض على السيدتين، وهما بريطانيتان من لندن، الأسبوع الماضي، بعد الاشتباه في مشاركتهما في نشاط يهدف إلى جمع التمويل اللازم للاستخدام في سوريا.
تركيا تطلب محاكمة الأسد دولياً بعد صور “قتل وتعذيب” آلاف السجناء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– دعا وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إلى محاكمة الرئيس السوري، بشار الأسد، بتهمة “ارتكاب جرائم ضد الإنسانية”، على خلفية الصور التي تم نشرها مؤخراً، حول عمليات قتل وتعذيب ممنهجة يرتكبها النظام السوري.
وقال الوزير التركي، في مقابلة مع كريستيان أمانبور على شبكة CNN الخميس، من مدينة “مونترو” السويسرية، حيث تتواصل أعمال مؤتمر “جنيف 2″، لبحث سبل تسوية الأزمة السورية: “هذه الصور تقدم دليلاً واضحاً.. هذه جريمة ضد الإنسانية.”
وكانت أمانبور أول من كشف عن هذه الصور، بعد أن حصلت عليها مع صحيفة “غارديان” البريطانية، الاثنين الماضي، ضمن تقرير أعده عدد من المدعين السابقين بمحاكمات جرائم حرب، وخبراء في الطب الشرعي، ضم وثائق وعشرات الآلاف من الصور، تظهر تعرض نحو 11 ألف سجين لعمليات “تعذيب وقتل ممنهج” داخل السجون السورية.
وتغطي تلك الصور، التي قام بتسريبها “مصور منشق” كان يعمل مع الشرطة العسكرية، أشار التقرير إليه باسم مستعار “سيزار”، أو “القيصر”، الفترة التي أعقبت انطلاق الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد، في ربيع 2011، وحتى أغسطس/ آب من العام 2013 الماضي.
وشدد وزير الخارجية التركي على أن “كل هؤلاء المتورطين في ارتكاب هذه الجريمة، يجب تقديمهم إلى المحاكمة”، وتابع بقوله: “لا يجب أن نرتكب نفس الأخطاء، التي حدثت في سربرنيتشا” ، في إشارة إلى عمليات الإبادة الجماعية للمسلمين، خلال حرب البوسنة، منتصف تسعينيات القرن الماضي.
وأضاف داود أوغلو قائلاً: “في سربرنيتشا، حاول بعض الناس توجيه أنظارهم بعيداً، وحاول آخرون تجاهل ما حدث في سربرنيتشا لبعض الوقت، ولكن (مذبحة) سربرنيتشا قد حدثت، وكانت عاراً على المجتمع الدولي.”
وأشارت أمانبور إلى أن الرئيس السابق ليوغوسلافيا وصربيا، سلوبودان ميلوسيفتتش، قد تمت محاكمته أمام محكمة جرائم الحرب الدولية، ثم توجهت إلى الوزير التركي بسؤال عما إذا كان الأسد يجب أن يخضع للمحاكمة أيضاً؟
وأجاب داود أوغلو بقوله: “نعم”، وأضاف أن النظام السوري “عليه أن يقرر ما سيقدم عليه.. إما التعامل مع المفاوضات الجارية حالياُ في سويسرا بجدية، أو البديل وهو محكمة جرائم الحرب الدولية.”
وجدد وزير الخارجية التركي التأكيد على أن سوريا بحاجة الآن إلى تشكيل حكومة انتقالية، ليس فيها مكان لكل من “تلطخت أيديهم بالدماء” ، بحسب قوله.
ترجيح عقد مؤتمرات جديدة بعد جنيف2 لانجاز الحل السياسي بسورية
بروكسل (23 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رجحت مصادر أوروبية مطلعة أن يتم الإعلان قريباً عن مواعيد أخرى لإستكمال جنيف2، الذي بدأ رسمياً يوم أمس في مونترو السويسرية ويسعى من خلاله داعماه الأساسيان، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، إلى إرساء حل للنزاع السوري المحتدم منذ ما يقارب ثلاث سنوات
ويأتي هذا الكلام في حين يتابع المبعوث الأممي العربي لسورية الأخضر الإبراهيمي، مناقشاته مع طرفي النزاع الأساسيين في سورية بعيداً عن وسائل الإعلام
وأعربت المصادر الأوروبية عن قناعتها بأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، سوف يدعو إلى إجتماعات أخرى، حيث “يعلم الجميع أن جنيف 2 لن ينتج الحل المأمول، وأن الأمر يحتاج إلى عملية طويلة ومعقدة”، حسب كلامها.
ونوهت المصادر في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم الخميس، بأن المواقف التي عبر عنها مندوبو السلطة السورية والمعارضة تتباعد إلى حد التناقض “ما يستحيل معه رفع سقف التوقعات أو انتظار مفاجآت”، وفق تعبيرها
ووصفت المصادر نفسها الموقف الأوروبي بـ”الواقعي”، مشيرة إلى أن تركيز الإتحاد الأوروبي على ضرورة تحقيق تقدم في المسار الإنساني هو المطلب الممكن الوحيد في الوقت الراهن
أما عن الدور الأوروبي، فقد ذكرت المصادر أن أوروبا لن تتدخل أو تشارك في المفاوضات، بل ستكتفي بدور المراقب والداعم للحل
ودأب الأوروبيون على القول أنهم يجرون إتصالات مع جميع الأطراف المعنية بالصراع في سورية، ما يجعل الحوار الذي تم أمس بين الممثلة العليا للأمن السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمراً ليس بالمفاجئ تماماً
وفي ظل غياب أي تعليق أوروبي على هذا اللقاء، يأتي التوصيف السوري بأن موقف مؤسسات الإتحاد الأوروبي بات “أكثر معقولية من ذي قبل”، ليدل على أن دمشق تجتهد لتقريب الأوروبيين من وجهة رؤيتها للصراع الراهن
الوفد الحكومي السوري يهدد بترك مفاوضات جنيف 2
هدد الوفد الحكومي السوري بترك مفاوضات جنيف 2، إذا لم تجر مناقشات جدية قبل يوم السبت.
وأفاد موفد بي بي سي للمفاوضات بأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أبلغ المبعوث الدولي الخاص إلى سورية الأخضر الابراهيمي خلال اجتماع معه الجمعة أنه إذا لم تكن هناك جدية من الطرف الآخر على مستوى المحادثات، فإن الوفد الحكومي السوري سيغادر جنيف غدا.
وكان أعلن في جنيف عن إلغاء اجتماع مباشر بين وفد الحكومة السورية ووفد المعارضة المشاركة في مؤتمر المفاوضات السورية.
وحمل وزير الإعلام السوري، عمران الزغبي، وفد المعارضة مسؤولية إلغاء الاجتماع.
وكان مقررا أن يبدأ الطرفان محادثات سلام رسمية لأول مرة منذ بداية النزاع بين الحكومة والمعاضة قبل ثلاثة أعوام.
وسيكون الوفدان في غرفتين منفصلتين، وتجري المحادثات عن طريق وسيط من الأمم المتحدة.
خلافات جوهرية
وهناك خلافات جوهرية بين الطرفين إذ تريد الحكومة السورية التركيز في المحادثات على “الإرهاب”، بينما تحرص المعارضة على تنيحة الرئيس بشار الأسد من الحكم.
وأعرف دبلوماسيون عن تخوفهم من انسحاب أحد الوفدين من المحادثات بسبب الخلافات العميقة بينهما.
وتقول الأمم المتحدة إن النزاع في سوريا خلف نحو 100 ألف قتيل.
ودفعت أعمال العنف نحو 9،5 ملايين سوري إلى النزوح عن مناطقهم، وهو ما تسبب في ازمة إنسانية ضخمة في سوريا والدول المجاورة.
وهذا هو اليوم الثالث من المحادثات ولكنه اليوم الأول المتوقع لمحادثات بين الوفدين، بوساطة مبعوث الأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي.
وتعد محادثات جنيف حدثا متميزا في الأزمة السورية لأنه لم يسبق لطرفي النزاع أن حضرا معا أي مؤتمر أو اجتماع.
وتهدف المحادثات إلى تطبيق بيان مؤتمر جنيف 1 الذي عقد في عام 2012، وإلى إنشاء حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات.
وتقول مبعوثة بي بي سي إلى جنيف، بريجيت كندال، إن مواقف الحكومة على طرف نقيض لمواقف المعارضة، وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان توقع تقدم في محادثات يوم الجمعة.
فالحكومة تلح على محاربة ما تراه “إرهابا”، بينما تصر المعارضة على ضرورة تنحي الرئيس، بشار الأسد، عن الحكم.
BBC © 2014
أمير سعودي يدعو لقرار من الأمم المتحدة بإخراج الميليشيات الشيعية من سوريا
دافوس (سويسرا) (رويترز) – هاجم مدير المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل الولايات المتحدة يوم الجمعة بسبب سياستها تجاه سوريا ودعا إلى إصدار قرار من الأمم المتحدة لإخراج ما وصفها بالميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية من البلد الذي مزقته الحرب.
وقال الفيصل أحد أشد منتقدي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ أن بدأت محادثات نووية سرية مع إيران إن العالم أصيب بخيبة أمل بسبب تشوش السياسة الخارجية الأمريكية.
وذكر الأمير تركي أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إنه يريد من الأمريكيين التوجه إلى مجلس الأمن الدولي واستصدار قرار بنشر قوات لوقف القتال في سوريا وإذا تعذر ذلك فعلى الأقل يتعين إقامة ممر إنساني حتى لا يموت الناس جوعا.
وتدعم السعودية وقطر الائتلاف الوطني السوري المعارض والجيش السوري الحر بالسلاح والتدريب والمال ومعلومات المخابراتية العسكرية في مواجهة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وإيران واحدة من أشد داعمي الأسد في الصراع الذي أودى بحياة ما يربو على 110 آلاف سوري وأجبر أكثر من مليونين على الفرار من البلاد.
وتحجم الدول الغربية حتى الآن عن إمداد مقاتلي المعارضة بالأسلحة الثقيلة كتلك المضادة للدبابات وقاذفات الصواريخ خشية أن تقع في أيدي المتشددين.
وقال الفيصل إن عدد أفراد الميليشيا العراقية ومقاتلي حزب الله اللبناني يفوق عدد المسلحين السنة الذين يقاتلون في سوريا.
وأضاف أنه لا يقصد ضرورة ذهاب السنة إلى سوريا للقتال بل يجب إخراج الشيعة من هذا البلد. وأشار إلى أن السبيل الوحيد لإخراجهم هو جهد دولي منسق تقوده الولايات المتحدة ويدعمه حلفاؤها لإجبارهم على وقف القتال.
وشعرت السعودية حليف الولايات المتحدة بالاستياء من تحرك واشنطن من وراء ظهرها لمناقشة اتفاق مؤقت يخفف العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود مؤقتة على البرنامج النووي الإيراني.
وتعتقد الرياض ودول غربية أن إيران تسعى لإنتاج أسلحة نووية ولكن طهران تنفي ذلك.
وقال الأمير تركي إن بلاده فوجئت تماما بما حدث مضيفا أن السياسة الأمريكية غير واضحة تجاه القضية السورية وغيرها من القضايا وأن الأفعال بالطبع ليست واضحة أيضا.
وأضاف ان ذلك يثير قلق حلفاء الولايات المتحدة مشيرا الى أن الأمر لا يتعلق بإيران وسوريا فقط بل بالتشوش في السياسة الأمريكية بوجه عام.
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
المحادثات السورية على شفا الانهيار قبل ان تبدأ
جنيف (رويترز) – بدت أول محادثات سلام سورية على شفا الانهيار يوم الجمعة قبل أن تبدأ بسبب رفض المعارضة الاجتماع مع وفد حكومة الرئيس بشار الأسد وتهديد وفد الحكومة بالانسحاب.
وقالت المعارضة إنها لن تجتمع مع وفد الأسد ما لم يوقع أولا على بروتوكول يدعو لتشكيل حكومة انتقالية.
ونقل التلفزيون السوري عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله للمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي انه اذا لم تعقد جلسات جادة بحلول السبت سيغادر وفد الحكومة السورية جنيف نظرا لافتقار الطرف الاخر للجدية والاستعداد.
وكان من المنتظر أن يشهد يوم الجمعة أول لقاء وجها لوجه للتفاوض بين ممثلي حكومة الأسد وأعدائها منذ بدء الحرب الاهلية قبل نحو ثلاث سنوات.
لكن هذه الخطط الغيت في اللحظة الأخيرة بعد أن قرر وفد المعارضة انه لن يجتمع مع وفد الحكومة الا بعد ان يقر رسميا البيان الختامي لمحادثات جنيف 1 عام 2012 الذي يدعو الى تشكيل حكومة انتقالية.
وقال هيثم المالح عضو وفد المعارضة لرويترز إن المعارضة طلبت بوضوح التزاما مكتوبا من وفد النظام السوري بقبول اتفاق جنيف 1 وإلا لن تجرى محادثات مباشرة.
والتقى الابراهيمي مبعوث الأمم المتحدة مع فد الحكومة السورية على حدة وأعلن الوفد رفضه لطلب المعارضة وقال عمران الزعبي وزير الإعلام السوري لرويترز “لا لن نقبل بهذا.”
ومن المقرر ان يجتمع الابراهيمي مع وفد المعارضة في وقت لاحق يوم الجمعة بعد أن اجتمع على مدى نحو الساعة مع وفد الحكومة السورية.
وتقول المعارضة انها جاءت لبحث مرحلة انتقالية تبعد الأسد عن السلطة. وتقول الحكومة انها جاءت فقط للحديث عن مكافحة الارهاب – وهو التعبير الذي تستخدمه في وصف أعدائها- وان لا أحد يمكنه إجبار الأسد على ترك السلطة.
وقالت اليساندرا فيلوتشي المتحدثة باسم الامم المتحدة في افادة صحفية في جنيف “لا توجد محادثات سورية-سورية في الوقت الراهن.” وأضافت “لا يمكنني قول شيء عما يمكن أن يحدث في الأيام القليلة المقبلة.”
وحتى قبل الإعلان عن إلغاء المحادثات المباشرة كانت التوقعات ضعيفة.
وقال دبلوماسي غربي “الهدف هو أن تستمر الجولة الأولى من المحادثات حتى يوم الجمعة المقبل لكن التوقعات ضعيفة للغاية وسنرى كيف تتطور الأمور يوما بيوم.”
وأضاف “كل يوم يتحدث فيه الطرفان يمثل خطوة صغيرة إلى الأمام.”
واشار الابراهيمي إلى ان هدفه البدء بالسعي لتنفيذ خطوات عملية مثل وقف إطلاق النار في مناطق بعينها وإطلاق سراح سجناء وحرية دخول المساعدات الدولية قبل بدء المفاوضات السياسية الأصعب.
وقتل 130 الف شخص على الأقل في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا وشرد نحو ثلث سكان البلاد البالغ عددم 22 مليون نسمة واصبح نصف السكان يعتمدون على المساعدات ومنهم مئات الألوف معزولين بسبب القتال.
ومن بين العقبات التي تعطل احراز تقدم مقاطعة المتشددين الإسلاميين الذين يسيطرون على معظم الاراضي التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا للمحادثات ووصفهم لأي شخص يحضر مفاوضات لا تنهي حكم الأسد بأنه خائن.
ولم تمثل إيران الحليف الرئيسي للاسد في محادثات جنيف. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون قد وجه لها الدعوة في اللحظة الأخيرة لكنه عاد وسحبها بعد 24 ساعة بسبب رفض طهران تبني البيان الختامي لجنيف 1.
وخلال الجلسة الافتتاحية يوم الاربعاء وبخ بان وفد الحكومة السورية لاستخدامه لهجة تؤجج أجواء الاجتماع بعد إشارة وزير الخارجية السوري في كلمته إلى ان مقاتلي المعارضة يبقرون بطون الحوامل ويغتصبون النساء أحياء وامواتا.
وفي كلمة اتسمت بالتحدي قال زعيم المعارضة أحمد الجربا إن المجتمع الدولي خلص الآن الى ان الأسد لا يمكنه البقاء في السلطة.
وقال “بدأنا التفكير في المستقبل بدونه. الأسد وكل نظامه بات من الماضي الآن. فلا يداخل أحد أي شك في ان رأس النظام انتهى. هذا النظام مات.”
من خالد يعقوب عويس وستيفاني نبيهاي
(شارك في التغطية جون أيرش ومريم قرعوني وسامية نخول ودومينيك ايفانز)
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – أميرة فهمي)
انتهاء محادثات الابراهيمي مع وفد الحكومة السورية في جنيف
جنيف (رويترز) – قال مسؤولان أمنيان إن المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي انهى محادثاته مع وفد الحكومة السورية في جنيف يوم الجمعة وانها استغرقت اقل من ساعة.
ومن المقرر أن يعقد الابراهيمي اجتماعا منفصلا مع وفد المعارضة السورية في وقت لاحق يوم الجمعة في مسعى لبدء مفاوضات لانهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في سوريا.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
اول مفاوضات بين النظام والمعارضة السوريين تبدأ الجمعة في جنيف
جنيف (أ ف ب)
تبدأ اول مفاوضات مباشرة بين النظام السوري والمعارضة التي تطالب باسقاطه اليوم الجمعة في جنيف برعاية الامم المتحدة، وسط اجماع على صعوبتها وآمال ضئيلة بان تحقق نجاحات سريعة.
وتندرج هذه المفاوضات في اطار ما صار يعرف بجنيف-2 والذي بدأ بمؤتمر دولي حول سوريا عقد في مونترو (سويسرا) وأظهر التناقض التام في المواقف، ويتواصل عبر المفاوضات.
واعلنت الامم المتحدة ان الهدف من جنيف-2 تطبيق اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في حزيران/يونيو 2012 في غياب اي تمثيل سوري، وينص على تشكيل حكومة انتقالية من ممثلين عن الطرفين. كما ينص على وقف العمليات العسكرية واطلاق المعتقلين وايصال المساعدات الانسانية.
وتجري المفاوضات باشراف الامم المتحدة وفي مقرها في جنيف.
وافاد مصدر قريب من المفاوضات ان يوم المفاوضات الاول يبدأ الساعة الحادية عشرة (10,00 ت غ) بلقاء يجلس فيه الوفدان المفاوضان وجها لوجه في غرفة واحدة، ويلقي الموفد الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي خطابا، “من دون ان يتبادل الطرفان اي كلمة”.
وقال ان الاجتماعات ستستانف الساعة 15,00 (14,00 ت غ) و”سيكون كل وفد في غرفة مستقلة، ويقوم الابراهيمي بالتنقل بينهما”.
وكان الابراهيمي التقى الخميس الوفدين على حدة، كل في الفندق الذي ينزل فيه تحضيرا لاجتماعات اليوم.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية الليلة الماضية ان الابراهيمي “يأمل بان يقنعهما بالجلوس الى طاولة واحدة اليوم، وسنرى ما سيحصل”، مضيفا “نعلم انها لن تكون عملية سهلة”.
وتوقع دبلوماسي غربي ان الجولة الاولى من المفاوضات قد تستمر “حتى نهاية الاسبوع”، مستدركا “لكنها قد تنهار اعتبارا من اليوم”.
لكن الامال المعلقة على المفاوضات متدنية.
وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا الذي يتراس وفد المعارضة الى المفاوضات في مؤتمر صحافي عقده مساء الخميس، ان “المفاوضات ستكون صعبة، لكن طريق الالف ميل تبدأ بخطوة”.
وقال مسؤول الخارجية الاميركية رافضا الكشف عن اسمه “بدأنا العملية بان تمكنا من جمعهم في غرفة واحدة، وهذا امر مهم”.
ويتراس وفد النظام وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ومعه وزير الاعلام عمران الزعبي والمستشارة الاعلامية والسياسية لرئيس الجمهورية بثينة شعبان، ونائب وزير الخارجية فيصل مقداد ومعاون الوزير حسام الدين الا، والسفير لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، ورئيسة مكتب الاعلام والتواصل في رئاسة الجمهورية لونا الشبل، ومستشار وزير الخارجية احمد عرنوس، ومدير مكتبه اسامة علي.
واعلن الائتلاف المعارض الليلة الماضية اسماء اعضاء وفده، وهم، بالاضافة الى الجربا، اعضاء الائتلاف بدر جاموس وهيثم المالح وهادي البحرة وانس العبدة وعبد الحميد درويش (من المجلس الوطني الكردي) ونذير الحكيم وسهير الاتاسي ولؤي صافي، والكاتب المعارض محمد حسام حافظ. اما الاعضاء الثانويون، فهم: ريما فليحان (لجان التنسيق المحلية) وعبد الاحد اسطيفو (ائتلاف) وعبيدة نحاس (الكتلة الوطنية)، ومحمد صبرا (ائتلاف) وابراهيم برو (حزب يكيتي الكردي) واحمد جقل (ائتلاف).
وتشارك المعارضة في المفاوضات بهدف وحيد هو اسقاط الرئيس بشار الاسد.
ودعا الجربا في مونترو الوفد الحكومي الى “توقيع فوري” على وثيقة تنقل صلاحيات الرئيس الى حكومة انتقالية. ويرفض النظام مجرد البحث في هذا الموضوع معتبرا ان مصير الرئيس يقرره السوريون من خلال صناديق الاقتراع. ويشكك بتمثيلية المعارضة التي يتهمها بتنفيذ اوامر الخارج.
وقال عضو وفد المعارضة لؤي صافي ان “الائتلاف يصر على وجود إطار زمنيّ واضح ومحدد التوقيت بالنسبة لمفاوضات جنيف2”.
وبدأت الازمة السورية في منتصف آذار/مارس 2011 بتظاهرات سلمية طالبت باصلاحات ديموقراطية، ثم باسقاط النظام. وقام النظام بقمع هذه التظاهرات بقوة. واستمر الامر على هذا النحو اشهرا، قبل ان تنشأ مجموعات مسلحة كانت نواتها في البداية عسكريون منشقون عن النظام، واجهت القوات النظامية.
وتشعب النزاع على مرور الزمن، فتعددت الفصائل المسلحة، وتنوعت ولاءاتها ومصادر تمويلها، وهي لا تخضع لقيادة موحدة.
في الوقت نفسه، تصاعد نفوذ المجموعات الاسلامية المتطرفة، لا سيما “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، ونشأ نزاع جديد منذ اسابيع بين هذه المجموعة المرتبطة بتنظيم القاعدة وكتائب اخرى في المعارضة المسلحة.
ويتهم الائتلاف النظام باستقدام هذه المجموعات وتسهيل امورها.
كذلك، تعاني المعارضة التي حاولت مرارا تنظيم صفوفها في كيان موحد، من انسحامات عديدة، تمثل آخرها بانسحاب كتلة اساسية هي المجلس الوطني السوري من الائتلاف. لكن المجلس يشهد ايضا انقسامات، فبقي عدد كبير من اعضائه، رغم الانسحاب في صفوفه، ويشارك بعضهم في الوفد المفاوض في جنيف.
وقال المتحدث باسم الوفد منذر اقبيق في حديث مع الصحافيين امس ان الوفد المعارض يضم كذلك خبراء ومستشارين، بينهم 15 مستشارا عسكريا.
على الارض، تستمر اعمال العنف التي حصدت في حوالى 35 شهرا اكثر من 130 الف قتيل.
كما تسبب النزاع بتهجير حوالى ثلاثة ملايين سوري الى الدول المجاورة ونزوح الملايين غيرهم داخل البلاد.
ويعيش معظم السوريين في دول اللجوء في ظروف معيشية صعبة للغاية، ويفتقرون الى كل شيء.
كما تعاني مناطق سورية واسعة من نقص في الاغذية والمواد الطبية ومن فقر مدقع. وافادت منظمات عدة عن وفاة العشرات جوعا.