أحداث الجمعة 26 كانون الثاني 2018
أردوغان يخيّر واشنطن بين أنقرة ودعم الأكراد
باريس، بيروت، أنقرة – رندة تقي الدين، «الحياة»، أ ف ب، رويترز
اتّسعت أمس دائرة التباعد التركي– الأميركي على خلفية عملية «غصن الزيتون» التي تشنّها أنقرة وفصائل من «الجيش السوري الحر» ضد المقاتلين الأكراد في عفرين شمال سورية، في ظل تهديد وجّهته أنقرة لواشنطن بضرورة وقف دعم الأكراد في منبج لتجنّب المواجهة بين الطرفين. تزامناً، انطلقت جولة تاسعة من المفاوضات السورية في فيينا وسط أنباء عن اجتماع متوتر بين المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا ووفد النظام.
الاختلاف بين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يتوقع أن يبحث في العملية التركية بناءً على طلب ألماني، تدرّج من اعتراض على مضمون بيان البيت الأبيض عن الاتصال بين رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب، مروراً بدعوة أنقرة واشنطن إلى سحب قواتها من منبج، وصولاً إلى رفض مقترح أميركي بإنشاء «شريط أمني» بعمق 30 كيلومتراً داخل سورية مقابل وقف عملية «غصن الزيتون».
وفي وقت اطلع أردوغان على مجريات العملية من مركز إدارتها في ولاية هاتاي المحاذية للحدود مع سورية، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو «أنه لن يكون صواباً أن تناقش تركيا مع الولايات المتحدة احتمال إقامة شريط أمني في سورية قبل حل مسائل الثقة بين البلدين»، وكشف أن أردوغان أبلغ ترامب خلال اتصالهما بضرورة سحب القوات الأميركية من مدينة منبج، بعدما كان الرئيس التركي حذر من أن بلاده ستوسع عمليتها العسكرية في سورية لتشمل منبج، في خطوة قد تضع القوات التركية في مواجهة مع الولايات المتحدة.
من جانبه، رأى الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ أن «اقتراح الولايات المتحدة بخصوص إقامة منطقة آمنة أمر يمكن بحثه في شكل منفصل، أما وقف عملية غصن الزيتون فغير قابل للنقاش». وأكّد بوزداغ، خلال تصريحات صحافية أنه إذا «كانت واشنطن لا ترغب في مواجهة أنقرة، علماً أنها لا تريد ذلك، ونحن لا نرغب بذلك، فإنّ الطريق معروف وهو وقف دعم الإرهابيين وانسحابهم إلى شرق نهر الفرات». وحذّر «مساندي منظمة إرهابية» من أنهم «سيصبحون هدفاً في هذه المعركة»، مطالباً الولايات المتحدة بـ «إجراء مراجعة مع جنودها وعناصرها الذين يدعمون الإرهابيين على الأرض بطريقة ما لتجنب مواجهة مع تركيا».
وفي فيينا، انطلقت جولة تاسعة من المفاوضات السورية في مقر الأمم المتحدة، بلقاء المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وفدي النظام السوري برئاسة بشار الجعفري والمعارضة المتمثّلة بـ «هيئة التفاوض» برئاسة نصر الحريري. وأشارت قناة «العربية» إلى أن وفد النظام أبلغ دي ميستورا رفضه بحث «سلة الدستور»، متهماً إياه بعدم «الحيادية»، ولفتت إلى حصول «مشادات كلامية» خلال الاجتماع.
وأتى ذلك فيما واصلت روسيا استعداداتها لعقد «مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي يومي 29 و30 الجاري، معلنة توجيه دعوة إلى 1600 شخصية سورية، ومشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وفي هذا الإطار، أعلن القيادي في «الإدارة الذاتية» للأكراد شمال سورية، بدران جيا كورد، أن «الإدارة» لم تتلقَ حتى الساعة دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر، مؤكداً أنه «لا يمكن مناقشة حل للحرب» في ظل استمرار الهجوم التركي، فيما أكّد مصدر فرنسي بارز لـ «الحياة» أن أهمية محادثات فيينا التي انطلقت أمس، تكمن في أنها اختبار لما يقوله الجانب الروسي منذ أسابيع حول التزام موسكو مساراً سياسياً للحل في سورية، وأن الطريقة الوحيدة لإطلاق المسار فعلياً تكون بدخول النظام السوري في المفاوضات على مستقبل سورية بضغط من الروس.
أردوغان: العمليات التركية على الحدود السورية قد تمتد حتى العراق
اسطنبول، أنقرة – رويترز
تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الجمعة) تطهير حدود بلاده مع سورية من المتشددين، قائلاً إن أنقرة قد توسع نطاق عمليتها العسكرية الراهنة في شمال غربي سورية شرقاً حتى الحدود مع العراق.
وقال أردوغان متحدثاً إلى زعماء إقليميين من «حزب العدالة والتنمية» الحاكم إن «تركيا ستواصل تحركها إلى الشرق بما في ذلك مدينة منبج بعد عمليتها الحالية في عفرين» في شمال غربي سورية.
وتتمركز قوات أميركية حالياً في منبج مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تصنفها تركيا منظمة إرهابية.
من جهة ثانية قال وزير الصحة التركي اليوم إن 14 من الجيش التركي ومقاتلي الجيش الحر السوري قتلوا، بينما أصيب 130 آخرون في أعقاب الهجوم التركي على منطقة عفرين السورية.
وقال الوزير أحمد دميرغان للصحافيين بعد زيارة الجنود المصابين في المستشفيات إن ثلاثة جنود أتراك و11 مقاتلاً من الجيش السوري الحر الذي تدعمه تركيا قتلوا حتى الآن في الاشتباكات الدائرة في شمال سورية.
وأضاف أن 130 شخصاً نقلوا إلى مستشفيات تركيا، مشيراً إلى أن 82 منهم خرجوا بالفعل بعد تلقي العلاج. وأوضح أنه لا يوجد أي مصاب في حال حرجة، لافتاً إلى أنه جرى إرسال المزيد من المسعفين إلى المنطقة.
وقال الجيش التركي في بيان اليوم إنه قتل ما لا يقل عن 343 مقاتلاً في شمال سورية منذ بدء العملية. لكن «قوات سورية الديموقراطية» قالت إن تركيا تبالغ في عدد القتلى.
وتهيمن «وحدات حماية الشعب» الكردية على «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
أردوغان يتفقد الحدود ويتعهد مواصلة الهجوم في شمال سورية
انطاكيا (تركيا) – أ ف ب
تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الخميس)، مواصلة الهجوم الذي تشنه أنقرة في شمال سورية على المقاتلين الاكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة، وذلك خلال جولة تفقدية مفاجئة للمنطقة الحدودية.
وفي اليوم السادس من الهجوم الذي يثير قلق دول عدة، توجه أردوغان إلى مقر قيادة العملية في محافظة هاتاي الحدودية يرافقه قائد الجيش ووزير الدفاع، بحسب الرئاسة التركية.
وأكد أردوغان خلال جولته أن الهجوم على وحدات حماية الشعب الكردية سيتواصل «حتى تحقيق النتيجة» المرجوة منه.
وجاءت زيارة أردوغان للحدود على وقع توتر بين الولايات المتحدة وتركيا اليوم، غداة اتصال هاتفي بين الرئيس التركي ونظيره الأميركي دونالد ترامب.
وأعلن البيت الأبيض أن ترامب حض تركيا «على وقف التصعيد والحد من أعمالها العسكرية»، وطلب منها تفادي «أي عمل قد يتسبب بمواجهة بين القوات التركية والأميركية». وأضاف البيت الأبيض ان ترامب شدد على «وجوب أن يركز البلدان جهودهما (…) على إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)».
لكن مسؤولا تركياً قال إن البيان الأميركي «لا يعكس بدقة مضمون المحادثة الهاتفية» بين ترامب وأردوغان.
وقال المصدر نفسه إن «الرئيس ترامب لم يعبر عن قلق ازاء تصاعد العنف» في عفرين، بل تحدث عن «ضرورة الحد من مدة العملية التركية».
من جهته، اعتبر الامين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم أن «من حق تركيا -العضو في الحلف- أن تدافع عن نفسها، ولكن في شكل متكافىء ومدروس».
وفي مؤشر إلى تدهور العلاقة بين انقرة وواشنطن، دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الولايات المتحدة اليوم إلى اتخاذ «إجراءات ملموسة إذا أرادت استعادة الثقة».
ويعكس هذا التباين حول الاتصال الهاتفي الهوة التي تفصل بين البلدين في شأن وحدات حماية الشعب الكردية التي يستهدفها الهجوم التركي في عفرين وتعتبرها أنقرة «منظمة ارهابية» على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً مسلحاً في تركيا منذ 1984.
لكن وحدات حماية الشعب لا تزال تتعاون بشكل وثيق مع واشنطن في مكافحة «داعش» في سورية، في تحد لتحذيرات تركيا.
واستغل المقاتلون الأكراد تحالفهم مع واشنطن للسيطرة على مناطق واسعة في شمال سورية.
وفي هجومها على عفرين، تستعين أنقرة بالعديد من الفصائل السورية المعارضة التي تتهم المقاتلين الاكراد بالسعي إلى تقسيم سورية عبر تكريس كيانهم في شمال البلاد.
وأكد اردوغان خلال زيارته الحدود أن العملية العسكرية «غصن الزيتون» تهدف إلى «تطهير عفرين من الارهابيين» والسماح للسوريين اللاجئين في تركيا بالعودة الى بلادهم.
من جهة ثانية قصفت المدفعية والطائرات التركية مجدداً الخميس مواقع المقاتلين الأكراد.
ومع دخول العملية التركية يومها السادس، بدأت الخميس في فيينا جولة جديدة من مفاوضات السلام حول سورية.
ويثير الهجوم التركي قلق دول عدة. وطلبت ألمانيا اليوم من حلف شمال الاطلسي البحث في الهجوم داخل الحلف.
ومنذ السبت، قتل نحو مئة من وحدات حماية الشعب والفصائل السورية المعارضة الموالية لانقرة إضافة إلى 33 مدنياً، غالبيتهم في قصف تركي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. غير أن أنقرة تنفي استهداف مدنيين، في ما تحدث الجيش التركي عن ثلاثة قتلى في صفوفه.
وفي مدينة كيليس التركية، شارك بضع مئات الخميس في تشييع شخصين قتلا الأربعاء بسقوط صاروخ أطلق من شمال سورية نسب إلى المقاتلين الاكراد.
استئناف محادثات السلام السورية في فيينا
فيينا، موسكو – أ ف ب
استؤنفت صباح اليوم (الجمعة)، في فيينا أعمال اليوم الثاني والأخير من محادثات السلام في سورية برعاية الامم المتحدة، بلقاء عقده المبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا مع وفد هيئة التفاوض السورية المعارضة الذي يرأسه نصر الحريري.
ووصل وفد المعارضة الى مقر الامم المتحدة في فيينا الساعة (09:30 بتوقيت غرينيتش) للقاء دي ميستورا. وكان الاجتماع مقرراً في الساعة 16:00 عصر اليوم وجرى تبكيره من دون الافصاح عن السبب.
ولم يتم الكشف عن أي موعد بين الوفد الحكومي والمبعوث الدولي.
وعزا الناطق باسم الهيئة يحيي العريضي لدى وصوله الى مقر الامم المتحدة قبول الوفد بتعديل الموعد الى «مرونة الوفد وتصميمه» على السعي «لمحاولة ايجاد حل لتطبيق الشرعية الدولية في سورية».
ومن المتوقع ان تحسم هيئة التفاوض المعارضة اليوم موقفها النهائي من المشاركة في مؤتمر السلام الذي يعقد في منتجع سوتشي البحري الروسي في 30 كانون الثاني (يناير) الجاري بمبادرة من روسيا وايران حليفتي النظام السوري وتركيا التي تدعم المعارضة.
وحول ما اذا كان المعارضة ستشارك في مؤتمر سوتشي، قال العريضي لدى دخوله الاجتماع «آمل ان نخبركم بذلك اليوم».
وربطت هيئة التفاوض المعارضة مشاركتها في مؤتمر سوتشي الذي تخشى أن يكون التفافاً على مسار جنيف برعاية الأمم المتحدة، بنتائج المحادثات التي ستجري في فيننا.
ولفت العريضي الى وجود «جهود دولية واضحة المعالم» لايجاد حل سياسي للنزاع السوري، مشيراً إلى «جهود روسية تتمثل بمحاولة عقد مؤتمر في سوتشي، ومحاولة الدول الخمس ايجاد مخطط عملي ورؤية عملية لتطبيق القرار الدولي» معتبراً ان «كل هذه الجهود تدل على ان هناك شيئاً من الجدية في تطبيق القرارات الدولية».
وكان الحريري صرح الأربعاء شية بدء محادثات فيينا «ان هذين اليومين سيكونان اختباراً حقيقياً (…) لجدية كل الاطراف لايجاد حل سياسي».
وتؤكد موسكو، التي وجهت الدعوة ل 1600 شخص للمشاركة في مؤتمر سوتشي، ان هذا المؤتمر لا يشكل مبادرة منافسة لتلك التي ترعاها الامم المتحدة في جنيف وفيينا.
وسيشارك مراقبون دوليون من الامم المتحدة في المؤتمر، بحسب ما أوضحت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تعليقات اوردتها وكالات الانباء الروسية.
إلى ذلك، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين اليوم، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليست لديه في الوقت الراهن أي خطط لحضور مؤتمر سوتشي.
وقال بيسكوف إن المؤتمر الذي تستضيفه روسيا الأسبوع المقبل سيكون مهماً لكنه لن يسفر عن حل سياسي حاسم للأزمة السورية.
وخلال الجولات الثماني من مفاوضات جنيف، اصطدم النقاش بالخلاف حول مصير الرئيس بشار الاسد، وهو بند اشترط الوفد الحكومي في الجولة الأخيرة الشهر الماضي سحبه من التداول لتحقيق تقدم في المفاوضات. وتطالب الأمم المتحدة طرفي النزاع بعدم فرض أي شروط مسبقة لضمان احراز تقدم فعلي.
ولم تثمر الجهود الدولية حتى الآن في تحقيق أي تقدم على طريق الحل السياسي للنزاع السوري الذي ادى الى مقتل أكثر من 340 الف شخص حتى الان.
اجتماع باريس زوّد دي ميستورا بـ «أفكار» لطرحها في المحادثات
باريس – رندة تقي الدين
أكّد مصدر فرنسي بارز لـ «الحياة» أن أهمية محادثات فيينا السورية التي انطلقت أمس، تكمن في أنها اختبار لما يقوله الجانب الروسي منذ أسابيع حول التزام موسكو بمسار سياسي للحل في سورية، وأن الطريقة الوحيدة لإطلاق المسار فعلياً هو بدخول النظام السوري في المفاوضات على مستقبل سورية. مشيراً إلى أن اجتماع «باريس الخماسي» زود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بأفكار لطرحها في محادثات فيينا.
ففي جميع جولات جنيف السابقة، تمسّك النظام السوري بموقف الرافض للتحاور مع أي كان والإدلاء بأي رأي في شأن الوثائق السياسية التي طُرحت خلال المفاوضات، بحجة الاستمرار بـ «مكافحة الإرهاب» ورفض أي شرعية للمعارضة السورية. وأوضح المصدر أن فرنسا وبريطانيا الولايات المتحدة والسعودية والأردن، التي عقدت اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية في باريس الأربعاء الماضي حول سورية، في انتظار نتائج محادثات فيينا التي تسبق مؤتمر «الحوار الوطني السوري» المرتقب في سوتشي نهاية الجاري.
وتابع إنه في حال أظهر النظام في محادثات فيينا تغييراً في نهجه، فذلك قد يشير إلى أن «هناك شيء ما يتم إعداده من الجانب الروسي»، أما إذا بقي على موقفه فذلك يعني «أن ليس هنالك أي ضغط عليه». وأضاف المصدر أن وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في باريس بحثوا فكرة المسار الانتخابي وكيفية الوصول إلى هذه الانتخابات وإنشاء بيئة حيادية تسمح بالتصويت بحرية. وأشار إلى أنه إذا كانت روسيا صادقة بتنظيم انتخابات نزيهة، فينبغي أن تعمل مع الولايات المتحدة وحلفائها وفرنسا، وأن تقنع النظام والمعارضة بالتفاوض أولاً في إطار سورية المستقبل، وثانياً كيفية تنظيم هذه الانتخابات، وثالثاً كيف ستكون أجواؤها.
وأكد المصدر وجوب التفاوض حول دستور جديد، في حين أن روسيا ترغب في تعديل الدستور السوري القائم. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شدّد على وجوب أن تتحمل الأسرة الدولية مسؤوليتها وتنتج أوراق عمل في شأن هذا المسار.
وتابع أن ما تم القيام به خلال اجتماع وزراء الدول الخمسة في باريس (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن) حول سورية، هو بلورة أفكار وتقديمها إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، إلى جانب المبادئ المعروفة للمفاوضات والتي لم يوافق عليها النظام السوري يوماً. ووفق المصدر، فإن هذه الأفكار تعبّر عن الاحتياجات المؤسساتية الضرورية لإرساء أرضية وفاق سياسي في سورية مقبولة من المكونات السورية كافة، أي توزيع السلطات واستقلال القضاء واللامركزية في الحكم.
وكشف أن وزراء الخارجية الخمس قدّموا لدي ميستورا هذه الأفكار، كي يتمكن من عرضها في المفاوضات الجارية في فيينا اليوم، مستخدماً نفوذه وسيطاً دولياً ودعمه من مجموعة دول مؤثرة.
وأكد المصدر رفض باريس لمشروع قانون انتخابي يستثني اللاجئين والنازحين والمهاجرين، مشدداً على ضرورة ضرورة إعادة سنّ قانون انتخابي يسمح لجميع السوريين في الداخل والخارج بالمشاركة. ولفت إلى أن هذه المسألة تتطلب ضمانات أساسية مثل الإفراج عن معتقلين سياسيين وإنهاء المعارك تماماً وإعادة أملاك النازحين واللاجئين والمهاجرين. وتابع أن روسيا تملّكت مقولة «البحث عن حل لسورية» عبر محادثات آستنانة ومؤتمر سوتشي المرتقب، واعتبر أن إيران «لا تبالي» بالتوصل إلى حلّ في سورية، فيما تحاول تركيا حماية مصالحها الجيوستراتيجية. وأضاف: «إذا أردنا العودة إلى مفاوضات جنيف لتصبح المسار الرئيسي للحلّ السياسي في سورية، فينبغي بذل جهود لإقناع الروس بذلك».
ورأى أن استقبال موسكو رئيس «هيئة التفاوض» نصر الحريري أخيراً، يشير إلى تطور في الموقف الروسي الذي كان في الماضي يحتقر «المجلس الوطني السوري» المعارض، في حين أن مظاهر استقبال الحريري الجيّد هذه المرة، تشير إلى أن موسكو قررت اعتبار «المجلس الوطني» والحريري مجموعة معارضة شرعية.
وأضاف أن اجتماع الوزراء الخمسة حول سورية في باريس يؤكد أن مشروع الرئيس الفرنسي لإنشاء مجموعة اتصال حول سورية «هو في طريقه إلى التبلور شيئاً فشيئاً، لأن الراغبين بالتوصل إلى حل سياسي يدركون أن ذلك لن يتم بالحوار الثنائي بين الروس والأميركيين فقط، بل أنه يجب إشراك دول المنطقة وأعضاء مجلس الأمن، لممارسة ضغط على الأطراف ودفع جهود المبعوث الدولي إلى الأمام.
وتابع المصدر أن هناك «إعادة التزام أميركي» في ملف الحل السياسي، بعد أن تركزّت أولوياتهم في الماضي لمحاربة تنظيم «داعش». وأضاف أن حالياً كل ما يقوله وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون والمسؤولون في الإدارة الأميركية في حوارهم مع باريس، إن واشنطن «استأنفت التحرك للضغط من أجل التوصل إلى حل».
ورأى أن السبب الأول الذي دفع بالولايات المتحدة إلى التحرّك هو افتقار روسيا لوسائل تساعد في التوصل إلى حلّ سياسي مستقرّ ومقبول، والسبب الثاني هو قناعة لدى الإدارة الأميركية بأن غيابها عن الساحة السورية سيؤدي إلى «سيطرة إيران على الوضع».
أردوغان يتجاهل الانتقادات ويعلن عزمه على توسيع التدخل العسكري في سوريا
أنقرة: تجاهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة النداءات المتكررة التي دعته الى ضبط النفس، واعلن عزمه على توسيع تدخل تركيا العسكري في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
وفي اليوم السابع من العملية التي تخاض تحت مسمى “غصن الزيتون” وتثير بشكل خاص قلق الولايات المتحدة، أعلن أردوغان عزمه على ارسال قواته الى مدينة منبج السورية حيث تتمركز قوات امريكية، وبعدها شرقا “حتى الحدود العراقية”.
ويستهدف الهجوم التركي في الوقت الحاضر منطقة عفرين في شمال غرب سوريا التي تعتبر معقلا لوحدات حماية الشعب الكردية. وفي حين تعتبر انقرة هذه القوات الكردية “ارهابية”، فإنها في الوقت نفسه حليفة اساسية للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وتحاول فصائل موالية لتركيا منذ السبت خرق خطوط الاكراد في منطقة عفرين مدعومة بالطيران والمدفعية التركيين. وامام هذا الواقع الصعب دعت منطقة الادارة الذاتية في عفرين الخميس النظام السوري الى التدخل لوقف الهجوم التركي.
وأدت هذه العملية العسكرية الى زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا، ولم يهدئه الاتصال الهاتفي بين رئيسي البلدين الاربعاء.
ومن المتوقع ان تساهم تصريحات أردوغان الجمعة في صب الزيت على النار، خاصة وانه وعد بـ”تطهير” منبج التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية وتقع على بعد نحو مئة كيلومتر شرق عفرين، وتتمركز فيها مئات العناصر من الجيش الامريكي.
وقال أردوغان في خطاب القاه في انقرة، انه بعد السيطرة على عفرين “سنطهر منبج من الإرهابيين، بعدها نواصل كفاحنا حتى لا يبقى ارهابي حتى الحدود العراقية”.
– “على شفير الهاوية”-
وعلق المحلل انطوني سكينر من مكتب الاستشارات حول مناطق النزاع “فرسيك مابلكروفت”، على هذه التطورات الميدانية معتبرا انه بعد تهديدات أردوغان بالتقدم الى منبج “فان المواجهة العسكرية المباشرة بين الجيش التركي والقوات الامريكية أصبحت ممكنة”، معتبرا ان العلاقة بين الطرفين “باتت على شفير الهاوية”.
والخلاف في الموقف من وحدات حماية الشعب الكردية هو السبب الاساسي لتدهور العلاقة بين واشنطن وانقرة منذ أكثر من سنة، مع العلم انهما عضوان في الحلف الاطلسي.
وخلال اتصال هاتفي الاربعاء مع أردوغان “حث ترامب تركيا على الحد من أعمالها العسكرية” ودعا الى تجنب “اي عمل يمكن ان يتسبب بمواجهة بين القوات التركية والامريكية”.
واضاف أردوغان في كلمته الجمعة “البعض يطالبنا بإلحاح بان نعمل على اتكون هذه العملية قصيرة الامد ، اسمعوا ! انها لا تزال في يومها السابع. كم من الوقت استمرت العملية في افغانستان؟ كم من الوقت استمرت العملية في العراق؟”
ميدانيا، وفي اليوم السابع للهجوم واصلت المدفعية التركية المنشورة على الحدود مع سوريا، قصفها على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين، حسب ما نقلت وكالة الاناضول التركية الرسمية للأنباء.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان المواجهات اوقعت منذ السبت الماضي 110 قتلى في صفوف المقاتلين العرب السوريين الموالين لتركيا، وصفوف وحدات حماية الشعب الكردية، اضافة الى مقتل 38 مدنيا غالبيتهم في قصف تركي.
اما تركيا التي تؤكد انها لا تستهدف المدنيين، فقد اعلنت انها فقدت حتى الان ثلاثة جنود.
– الاكراد يتطلعون الى دمشق-
وامام الهجوم التركي الواسع دعا الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين عثمان الشيخ عيسى الخميس النظام السوري الى التدخل لمنع الطائرات التركية من قصف المنطقة.
وقال الشيخ عيسى في تصريحات لوكالة فرانس برس في اتصال اجري معه من بيروت “إذا كان هناك من موقف حقيقي ووطني للدولة السورية، التي لديها ما لديها من امكانات، فعليها أن تقف بوجه هذا العدوان وتقول انها لن تسمح بتحليق الطائرات التركية”.
وشدد الشيخ عيسى على أن “عفرين جزء لا يتجزأ من الاراضي السورية وأي اعتداء عليها هو اعتداء على سيادة الدولة السورية، ولذلك ناشدناها أن تخرج عن صمتها وتبين موقفها تجاه هذا العدوان الشرس″.
استفادت الفصائل الكردية في شمال سوريا من انسحاب قوات النظام من شمال البلاد لبسط سيطرتها واقرار نظام ادارة ذاتية.
وباستثناء اشتباكات محدودة بين الطرفين تعايشت القوات الكردية مع قوات النظام او غض كل منها النظر عن الأخرى، ما دفع فصائل معارضة للنظام الى اتهام الاكراد بالتعاون مع النظام.
وامام الدعم العسكري الكبير الذي تلقته من واشنطن بسطت وحدات حماية الشعب الكردية سيطرتها على مناطق واسعة في شمال سوريا لا يشكل الاكراد غالبية فيها.
ويبدو ان ما سرع العملية العسكرية التركية اعلان التحالف الدولي العزم على انشاء “قوة حدودية” من نحو ثلاثين ألف عنصر، اساسها من الاكراد، تنتشر على الحدود بين سوريا وتركيا والعراق.
واضافة الى الولايات المتحدة اعربت دول اخرى مثل المانيا وفرنسا اضافة الى الاتحاد الاوروبي عن القلق ازاء التدخل العسكري التركي.(أ ف ب).
الأكراد يناشدون النظام السوري للتدخل… وأنقرة تحذّر واشنطن من الاصطدام بالقوات التركية
«الهيئة العليا» لـ«القدس العربي»: جنيف 9 سيفشل كسابقه… وموسكو تدعو 1600 شخص لـ«سوتشي»
فيينا ـ إسطنبول ـ دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد وإسماعيل جمال ووكالات: ناشدت الإدارة الذاتية في منطقة عفرين شمال حلب، النظام السوري للتدخل وحماية حدودها من هجمات الجيش التركي والسوري الحر خلال عملية «غصن الزيتون».
وقالت الإدارة الذاتية في بيان لها أمس الخميس « ندعو الدولة السورية للقيام بواجباتها السيادية تجاه عفرين، وحماية حدودها مع تركيا من هجمات الجيش التركي».
وكشف البيان أن النظام السوري قام بنشر قواته في المناطق الحدودية لعفرين لمنع أي هجوم قد تتعرض له المنطقة، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يقم بأي عمليات حماية قائلا: «لم يقم النظام السوري بواجبه حتى الآن على الرغم من الإعلان عنه بشكل رسمي، ونشر قواته المسلحة السورية لتأمين حدود منطقة عفرين».
وأضافت الإدارة الذاتية «نؤكد مرة أخرى أن منطقة عفرين هي جزء لا يتجزأ من سوريا، وأنها تقوم بواجبها الوطني منذ ست سنوات بحماية المنطقة ضد هجمات تنظيم داعش الإرهابي وغيره من المجموعات الإرهابية من القاعدة وغيرها الموجودة على الأرض السورية».
وتزامناً مع عمليات عسكرية واسعة في عدد من المناطق في سوريا وصدور أقوى موقف لأنقرة تجاه واشنطن حول عفرين، ومع شن تركيا هجوماً على المدينة التي يسيطر عليها الأكراد، بينما تشن القوات الحكومية هجوماً في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا)، والغوطة الشرقية المتاخمة للعاصمة، التقى المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا أمس وفدي النظام السوري برئاسة بشار الجعفري، وهيئة التفاوض المعارضة برئاسة نصر الحريري، كل على حدة، في إطار جولة جديدة من مفاوضات تستمر يومين في فيينا برعاية الأمم المتحدة، وذلك قبل أيام من انعقاد محادثات أخرى في روسيا.
وتأتي هذه الجولة التاسعة من المحادثات «في مرحلة حرجة»، بعد نحو شهر من فشل جولة محادثات سابقة في جنيف في إحراز أي تقدم لحل للنزاع المستمر في البلاد منذ نحو سبع سنوات. وكان دي ميستورا أعلن الأربعاء أن المحادثات تأتي في «مرحلة حرجة جدا»، مضيفاً «بالطبع أنا متفائل لأنه لا يسعني أن أكون غير ذلك في مثل هذه اللحظات»، مضيفاً «أنها مرحلة حرجة جدا جدا».
وأكد المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض، يحيى العريضي، لدى وصوله مقر الأمم المتحدة، تمسك المعارضة بالقرار 2254 ، واصفاً هذه الجولة بأنها «امتحان حقيقي لالتزام جميع الأطراف بتطبيق القرار الدولي». وأوضح «هناك شيء أساسي بالنسبة لنا لأننا نريد سوريا ديمقراطية حرة لكل أهلها وأن يعودوا إليها آمنين». بينما قال مصدر خاص من وفد الهيئة العليا في اتصال مع «القدس العربي» إنه لا أمل من إحراز أي تقدم في الجولة التاسعة من مسار جنيف، ومن المرجح أن تكون الجولة «فاشلة» كالجولات السابقة.
واكد المصدر الذي فضل حجب هويته، أن الجلسة أمس الخميس «فارغة ولن تعبر بالمسار السياسي إلى الأمام، وهي مجرد مراوحة في المكان»، مشيراً إلى أن اليوم الأول من النسخة التاسعة لمحادثات السلام انتهى دون أي تقدم، ومن المتوقع أن لا يحمل اليوم الجمعة شيئاً أفضل». ورجح المصدر خلو جدول أعمال المحادثات في فيينا من أي جلسة مفاوضات مباشرة مع وفد النظام خلال اليوم الجمعة.
وعلى صعيد عملية عفرين، وفي أقوى تصريح لها، حثت تركيا الولايات المتحدة أمس الخميس على وقف دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية أو المخاطرة بمواجهة القوات التركية الموجودة في سوريا، وذلك في أقوى تصريحات لأنقرة حول احتمال حدوث مواجهة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وتسلط التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الضوء على التوتر المتزايد بين البلدين بعد سبعة أيام من إطلاق تركيا عملية جوية وبرية باسم «غصن الزيتون» في منطقة عفرين في شمال غربي سوريا.
وسيعقب المحادثات التي تجري في فيينا، مؤتمر سلام يعقد في منتجع سوتشي البحري الروسي في 29 و30 كانون الثاني/ يناير بمبادرة من روسيا وإيران حليفتي النظام السوري وتركيا التي تدعم المعارضة. من جهتها قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «لقد تم توجيه دعوات ويجري توزيعها لمشاركين سوريين وسيتلقى 1600 شخص دعوات». وسيشارك مراقبون دوليون بينهم من الأمم المتحدة في المؤتمر إلى جانب الأطراف السورية، كما أوضحت زاخاروفا في تعليقات أوردتها وكالات أنباء روسية.
وقال مسؤول كردي كبير أمس إن الجماعات الكردية الرئيسية السورية لن تشارك في مؤتمر السلام المزمع عقده في روسيا الأسبوع المقبل، في ظل استمرار الهجوم التركي على منطقة عفرين. من جهتها طلبت المعارضة السورية الإثنين من روسيا إيضاحات تتعلق بمؤتمر سوتشي لاتخاذ قرار حول المشاركة فيه. من جهته أعلن السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين، أن بلاده وجّهت دعوة إلى لبنان للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني – السوري الذي سينعقد نهاية الشهر الجاري في مدينة سوتشي الروسية.
سوريون يفرون من قراهم الحدودية إلى مدينة عفرين هرباً من القصف التركي
عفرين (سوريا): بعد ثلاثة أيام قضاها وعائلته مختبئاً داخل قبو خشية من القصف التركي الذي يستهدف بلدته في شمال سوريا، تمكن مرعي حسن في الوقت المناسب من الخروج لإنقاذ والده العجوز من منزله الذي أصابته قذيفة.
وصلت عائلة حسن مع عائلات أخرى الخميس الى مدينة عفرين على متن شاحنة صغيرة بعد فرارها من بلدة جنديرس الحدودية مع تركيا التي تشن لليوم السابع هجوماً تقول انه يستهدف المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين شمال سوريا.
ويقول حسن وهو في نهاية الاربعينات، ويلف رأسه بكوفية حمراء فيما عيناه مغرورقتان بالدموع لوكالة فرانس برس “لم يدعنا القصف ننام. أمضينا ثلاثة أيام في القبو”.
وحاول حسن اقناع والده الثمانيني المقيم في منزل منفصل بترك البلدة التي تتعرض منذ أيام لقصف مدفعي تركي كثيف لكنه “لم يوافق”.
ثم وبعد أن سقطت قذيفة على منزل والده، قال حسن “أخرجته من تحت الزجاج وحملت أولادي وجئنا الى عفرين”.
تشن تركيا وفصائل سورية معارضة منذ السبت هجوماً تحت مسمى “غصن الزيتون” تقول إنه يستهدف المقاتلين الأكراد، الذين تصفهم أنقرة بـ “الارهابيين”، في منطقة عفرين الحدودية. وتخشى أنقرة من إقامة الأكراد الذين يسيطرون على الجزء الأكبر من الحدود السورية التركية، حكماً ذاتياً على حدودها على غرار كردستان العراق.
وتابع حسن “طالت القذائف أحياء البلدة كافة ومولدات الكهرباء وحتى الفرن. لم يبق شيئاً ، بيتنا دُمر..لو لم أخرج من منزلي لكنت الآن ميتاً”.
– “خرجنا حفاة” –
وبحسب الأمم المتحدة، يعيش أكثر من 300 ألف شخص في منطقة عفرين، بينهم أكثر من 120 ألف شخص نزحوا لمرة واحدة على الأقل.
ويعاني النازحون الذي يفرون من القرى والبلدات الحدودية مع تركيا من صعوبة في ايجاد ملاجئ تؤويهم داخل مدينة عفرين التي ما زالت بمنأى عن المعارك.
وشاهد مصور متعاون مع فرانس برس عائلات عدة لجأت الى قبو مبنى قيد الانشاء في المدينة. وقال ان نساء من مختلف الأعمار مع أطفال يجلسون على فرش وضعت على الأرض فوق حجارة البناء.
حمل معظم النازحين معهم ما تمكنوا من فرش وأواني منزلية وطعام من مؤونتهم، لكن ظريفة حسين النازحة من بلدة جندريس أيضاً لم تتمكن من احضار اي شيء معها.
وتقول ظريفة العشرينية وهي ترتدي سترة رمادية من الصوف قبل نزولها برفقة زوجها وطفلها الرضيع الملفوف بغطاء أزرق الى القبو لفرانس برس “لم نحضر معنا شيئاً. خرجنا حفاة من المنزل. سقطت حجارة الجدران على ظهري وأنا حامل”.
وتضيف “بقينا مختبئين حتى الصباح داخل قبو. وعندما توجهنا الى منزلنا لأخذ حاجاتنا وجدنا بيتنا مدمراً”.
وتسأل بحرقة “لماذا يقصفوننا؟ لا ذنب لنا. شردوا الأطفال وشردونا”.
قرب شاحنة صغيرة ترجلت منها، تقول إحدى النازحات وهي تبكي “سويت منازلنا بالأرض”. ثم تشير الى شظية بيدها وتضيف “أثناء هروبنا من جنديرس الى هنا، لحقتنا الشظية.. ليضربهم الله بين عيونهم”.
– “أنقذونا من هذا الوضع″ –
في أحد مستشفيات عفرين، تجلس أرزي سيدو وعلامات التوتر والقلق بادية عليها إلى جانب ابنها المصاب المستلقي على سرير وفي يده مصل.
في بداية الأسبوع الحالي، فرت سيدو وابنها وابنتاها ووالدة زوجها من قريتهم ميدان اكباس الحدودية مع تركيا نتيجة القصف العنيف، وتوجهوا إلى مدينة عفرين للبقاء لدى أقارب لهم.
وتقول سيدو، وهي في الثلاثينات من عمرها، لفرانس برس “خفت كثيراً على بناتي”، مضيفة “أراد ابني أن يأتي بالخبز، لكني قلت له: تعال هناك قصف”.
أصر ابنها على الذهاب لشراء الخبز، وتروي المرأة التي ترتدي سترة جلدية بنية اللون “قصف علينا الجيش التركي ،حين كان يأتي بالخبز، أسعفناه إلى مستشفى في عفرين، وهو يرقد هنا منذ ثلاثة أيام”.
وبرغم الدعوات الدولية لضبط النفس، صعدت أنقرة هجومها.
ويقول جمعة حسن حسون (56 سنة) النازح من جنديرس أيضاً لفرانس برس “خرجت مع أولادي هم سبع بنات وولدان وزوجتي بسبب القصف علينا ليلاً ونهاراً.
ويتابع بتأثر “بالكاد أنقذنا أرواحنا. نريد أن نوصل صوتنا للعالم كله، أنقذونا من هذا الوضع .(أ ف ب).
المعارضة: نتعامل بمرونة مع المبادرات الدولية لإيجاد حل في سوريا
فيينا: قالت المعارضة السورية في مفاوضات فيينا، الجمعة، إنها تتعامل بمرونة مع المبادرات الدولية، لتطبيق القرارات المتعلقة بإيجاد حل في سوريا.
جاء ذلك في تصريح صحافي للمتحدث باسم وفد المعارضة في فيينا، يحيى العريضي، تعليقاً على تعديل موعد لقائهم اليوم بالمبعوث الأممي الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا وفريقه.
وتتواصل محادثات فيينا حول سوريا لليوم الثاني على التوالي، ومن المقرر أن تُختتم اليوم.
وتأتي المحادثات استكمالاً لمسار جنيف، إذ تُعقد الاجتماعات في فيينا لأسباب لوجستية، حسب ما أعلن دي ميستورا، الأسبوع الماضي. وقال العريضي في كلمته “كان مقررا القدوم اليوم لجلسة بعد الظهر، وها نحن نأتي في الصباح”، بعد تغيير موعد اللقاء مع دي ميستورا.
وأضاف “ترون المرونة التي نتمتع بها من أجل إيجاد حل للمسألة السورية”.
واعتبر أن “هذه المرونة تعكس تماماً التصميم لإيجاد حل، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بسوريا”.
العريضي أشار في الوقت ذاته إلى الجهود الدولية، وقال إنها “واضحة وتدل على شيء من الجدية لتطبيق القرارات الدولية”.
وأضاف: “كل البحث عن ذاك (في إشارة إلى نظام الأسد)، الذي لا يلتزم للأسف بالقرارات الدولية، ويتهرب منها”.
وقدمت خمس دول وصفت نفسها بـ”المجموعة الصغيرة”(تضم أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، والسعودية والأردن)، الخميس، إلى المعارضة السورية ودي ميستورا، رؤية للحل السياسي في سوريا، وفق قرار مجلس الأمن 2254، وذلك خلال اجتماعات “جنيف 9″ المنعقدة في فيينا.
وحسب مصادر مطلعة، فإن الورقة (الرؤية) تناقش المنهجية التي ستكون عليها المفاوضات في جنيف، استنادا إلى القرار الأممي، مع التركيز بشكل مباشر وفوري على مناقشة إصلاح الدستور، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
ومن المنتظر أن يلتقي المبعوث الدولي وفريقه، مع وفد النظام في وقت لاحق اليوم، على أن يحيط مجلس الأمن الدولي بمجريات محادثات اليومين، قبيل أن يعلن نهاية الجولة ونتائجها. (الأناضول)
الدفاع الروسية: قوات أمريكية تعمل على تشكيل وتدريب معارضة مسلحة في سوريا بهدف إفشال عملية السلام
دمشق: قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن هناك قوات أمريكية خاصة تعمل على تشكيل وتدريب معارضة مسلحة في سوريا وذلك بهدف إفشال عملية السلام، حسبما ذكرت شبكة “روسيا اليوم” الاخبارية الروسية.
وأوضح المركز الروسي للمصالحة في سوريا، في بيان صدر عنه الجمعة، أن جيش النظام السوري تمكن من القضاء على مجموعة مسلحة في منطقة التنف، وعثر على أعلام وشعارات لتنظيم “قوات الشهيد أحمد العبدو”.
وأكد مركز المصالحة أن المسلحين يتلقون تدريباً في معسكر بمنطقة التنف تحت إشراف قوات أمريكية من ضمن قوات العمليات الخاصة.
وأوضح المركز أن الإرهابيين يخططون لأعمال إرهابية في دمشق وحمص ودير الزور لاستدراج قوات الجيش السوري باتجاههم من ناحية إدلب.
وجاء في بيان المركز: “وفقاً لشهادات اللاجئين الذين تمكنوا من الخروج من مناطق سيطرة الولايات المتحدة في منطقة التنف، فإن من المتوقع أن تتسلل مجموعات مسلحة في أقرب وقت، باتجاه الشمال والشمال الشرقي”.
وأضاف البيان، أن “هذه الحقيقة، تظهر للعيان تورط الولايات المتحدة الحقيقي في تحضير وتشكيل معارضة مسلحة من كافة الأطياف تحت إمرتها … لتقويض العملية السلمية في سوريا”.
تأتي الاتهامات الروسية للولايات المتحدة مع انطلاق جولة تاسعة من محادثات السلام السورية التي ترعاها الأمم المتحدة في فيينا الخميس .
وتأتي محادثات فيينا قبل محادثات أخرى دعت روسيا لعقدها في سوتشي يومي 29و30 من الشهر الجاري، وتأمل في أن تشهد أول لقاء مباشر بين الحكومة السورية والمعارضة.(د ب أ)
إعفاء مسؤول بعثي سوري من مهامه
بسبب شهادة دكتوراة مزوّرة…
دمشق ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر إعلامية سورية أنه جرى إعفاء أمين فرع ريف دمشق لحزب البعث الحاكم، أحمد همام حيدر، من مهامه على خلفية قضية تزوير شهادات علمية. وقالت صحيفة «الوطن» السورية إن هناك أسباباً عدة لإعفاء حيدر أبرزها قضية «شرائه لشهادة الدكتوراة» التي يحملها.
ونقل التقرير الإخباري عن مصدر قضائي قوله إنه تم تحويل ملف شبكة تزوير شهادات الدكتوراة التي تم ضبطها أخيراً في سوريا إلى «عدلية» ريف دمشق للنظر فيها، وإن أمين فرع حزب البعث في ريف دمشق متهم بشراء شهادته للدكتوراة، وإنه تم تعيين رضوان مصطفى بدلاً منه.
وكشف التقرير عن تورط أشخاص بشراء شهادة دكتوراة واستخدامها كصفة علمية. وقالت الصحيفة إن الشبكة يترأسها شخص يدعى سليمان سليمان، وكان يدعي أنه يحمل شهادة دكتوراة ويتم استقباله على وسائل الإعلام، لدرجة أنه أصبح شخصية مشهورة، وأن هذا الشخص متوار حالياً عن الأنظار.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيقات مازالت مستمرة لكشف ما إذا كان هناك أشخاص آخرون متورطين في القضية ولاسيما وأن الشبكة لم يقتصر نشاطها داخل البلاد بل كان لها نشاط في الخارج، وخصوصاً في بعض الدول العربية. وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته في عدد يوم الخميس أن «شخصاً واحداً زور ما يقارب 100 شهادة جامعية و50 دفتر خدمة علم «.
وجاء في تقرير صحيفة «الوطن» أن الشهادات المزورة في سوريا قد تصل إلى 5 في المئة، وأن معظمهم يستخدمونها للعمل في الشركات الخاصة باعتبار أن الجهات الرسمية تخاطب وزارة التعليم العالي للتأكد من صحة الشهادة التي يحملها المتقدم للعمل، مؤكدة أن العدد الأكبر من الشهادات المزورة مصدره دولة الإمارات وسلطنة عمان والأردن.
أنقرة تخيّر واشنطن بين وقف دعمها للوحدات الكردية أو المخاطرة بالمواجهة
تناقضات ترامب تغضب تركيا وشبح الصدام العسكري بينهما يحوم فوق منبج
إسماعيل جمال
إسطنبول – «القدس العربي» : حثت تركيا الولايات المتحدة أمس الخميس على وقف دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية أو المخاطرة بمواجهة القوات التركية الموجودة في سوريا، وذلك في أحد أقوى تصريحات أنقرة حول احتمال حدوث مواجهة بين البلدين العضوين بحلف شمال الأطلسي. وتسلط التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم حكومة الرئيس التركي طيب إردوغان الضوء على التوتر المتزايد بين البلدين بعد سبعة أيام من إطلاق تركيا عملية جوية وبرية باسم «غصن الزيتون» في منطقة عفرين بشمال غرب سوريا.
وتعيش الأوساط السياسية التركية وعلى أعلى المستويات لا سيما في مكتب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حالة من الذهول والصدمة المتجددة من التناقضات التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تعامله مع تركيا وسط حالة من التناقض بين الأقوال والأفعال والاختلال في تصريحات هيئات سياسية وعسكرية أمريكية جعل القيادة التركية غير قادرة على فهم الموقف الأمريكي ولو بالحد الأدنى.
وحسب ما أفاد مصدر مقرب من الرئاسة التركية لـ «القدس العربي» فإن حالة غير مسبوقة من الغضب والامتعاض تسود مكتب الرئاسة التركية عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى بين إردوغان وترامب، مساء الأربعاء، والتناقض الكبير الذي حصل بين بيان الرئاسة التركية والبيت الأبيض عن فحوى الاتصال.
وكشف المصدر عن أن تركيا وعلى الرغم من التوتر الكبير مع الإدارة الأمريكية منذ وصول ترامب إلى الحكم إلا أنها حاولت حتى فترة قريبة عدم التصعيد الكبير معها وفضلت انتظار أي أمل أو أفق لتعاون أفضل لا سيما أنها كانت تسمع وعود متتالية من ترامب وكانت على أمل أن ينجح الرئيس الأمريكي تنفيذ وعوده، لكن الأيام الأخيرة شهدت انهيار آخر الآمال التركية في هذا الإطار.
«ترامب لا يسيطر»
ويشير المصدر إلى أن قناعة تامة باتت راسخة لدى الرئاسة التركية بأن الرئيس الامريكي لا يسيطر على زمام الأمور في بلاده، ويقول: «بعد الخلافات الواضحة بين مواقف ترامب من تركيا ووزارة الخارجية والدفاع وغيرها من الهيئات الأخرى، وصلت هذه الفوضى والتناقضات إلى مستوى العلاقة بين ترامب شخصياً والبيت الأبيض والمتحدثين باسمه».
ومساء الأربعاء، جرى اتصال هاتفي بين ترامب وإردوغان بطلب من الرئيس الأمريكي، وعلى الفور وعقب صدور بيان من الرئاسة يشرح محتوى الاتصال، صدر بيان مماثل عن البيت الأبيض قالت تركيا إنه يحمل تناقضات كبيرة ويعاني من عدم الدقة في توصيف الملفات والعبارات التي جرى التباحث حولها واستخدامها في الاتصال، واتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بكتابة البيان حول فحوى الاتصال قبيل حصوله.
وقالت مصادر تركية إن ترامب «لم يتحدث عن قلق إزاء العنف المتصاعد» بخصوص عملية عفرين، كما أنه لم يستخدم عبارة «التصريحات المدمرة والخاطئة القادمة من تركيا»، وقالت إنه تطرق للحديث عما تسببه الانتقادات الواضحة للولايات المتحدة من إزعاج، كما أكدت المصادر التركية أن المكالمة الهاتفية لم تتطرق إلى حالة الطوارئ في تركيا، كما أن إردوغان رفض التجاوب مع طلب ترامب إطلاق سراح عدد من المواطنين الأمريكيين في تركيا معتبراً أن القضاء وحده هو من ينظر في هذه الملفات.
وتصاعد الغضب التركي من الإدارة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة وذلك عقب تعهد الرئيس الأمريكي لإردوغان هاتفياً بأن بلاده سوف توقف تماماً تسليح الوحدات الكردية في سوريا، ثم أعقبته تصريحات تنفي وجود نية لذلك من قبل الخارجية الأمريكية والبنتاغون، واتهام أنقرة لواشنطن بمواصلة تسليح الوحدات الكردية.
وخلال الأيام الماضية حصل جدل واسع بين أنقرة وواشنطن بعدما أعلنت الأخيرة نيتها تكوين جيش من الوحدات الكردية مهمته الانتشار على الحدود السورية مع تركيا والعراق، وما أعقب ذلك من تصريحات متناقضة من الخارجية والبنتاغون والبيت الأبيض والمتحدث الأمريكي باسم التحالف التي تداخلت تصريحاتها بين النفي والتأكيد وتغيير اسم القوة ومهمتها وبين تصريحات تضغط على تركيا وأخرى تحاول تهدئة مخاوفها.
استغراب تركي
وفي استمرار لهذا التناقض، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو أن نظيره الأمريكي عرض عليه التعاون المشترك في إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية، وقال الخميس: «سألته عن التفاصيل وأكد ان الطرح يشمل إقامة حزام على طوال الحدود التركية السورية 913 كيلومتراً بعرض 30 كيلومتراً»، وهو ما أثار استغراب الرئاسة التركية التي تطالب منذ سنوات واشنطن في التعاون لإقامة منطقة آمنة على الحدود وسط تجاهل أمريكي كامل، وتناقض هذا الطرح مع معارضة واشنطن لعملية عفرين التي قال رئيس الوزراء التركي إنها تهدف إلى إقامة حزام أمني بعرض 30 كيلومتراً. ورداً على هذا الطرح، قال جاويش أوغلو إن بلاده لا يمكن أن تنظر بجدية إلى هذه الطروحات قبل خطوات ملموسة لإعادة بناء الثقة بين أنقرة وواشنطن، فيما شدد الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ على أن الثقة منهارة بين الجانبين وأن تركيا تنظر بعين الريبة لهذا الطرح الأمريكي المفاجئ.
وعلى صعيد متصل، زاد التوتر الميداني بشكل لافت بين أنقرة وواشنطن وسط تصاعد احتمالات العسكري بين الجانبين في سوريا لا سيما في مدينة منبج التي تهدد تركيا بمهاجمتها وتنتشر فيها قوات أمريكية. وخلال الاتصال الهاتفي عاد ترامب لتذكير إردوغان بأن هناك قوات أمريكية تنتشر في منبج، مطالباً أنقرة بأخذ الحيطة والحذر لمنع «حصول اشتباكات ساخنة هناك»، فيما طالب إردوغان مجدداً بسحب القوات الأمريكية والوحدات الكردية من منبج التي وعدت إدارة أوباما تركيا بسحب الوحدات الكردية منها عقب انتهاء طرد تنظيم الدولة.
انسحاب من منبج؟
وعرض إردوغان على ترامب انسحاب الوحدات الكردية من منبج «وعند انسحابها ستتم حماية «منبج» من أي تهديد محتمل لتنظيم «داعش» من خلال الجيش السوري الحر بدعم عسكري تركي». لكن عقب الاتصال بساعات، ادعت مصادر كردية في شمالي سوريا أن الطائرات الحربية شنت غارات جوية على مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في منبج ليل الأربعاء الخميس، وهو ما لم تؤكده مصادر رسمية تركية، ونفته مصادر تركية خاصة لـ»القدس العربي».
وقالت المصادر التركية إن ما حصل هو إطلاق نار من ريف منبج باتجاه الأراضي التركية وهو ما تطلب رداً من المدفعية التركية على مواقع إطلاق النار بالمثل وبموجب قواعد الاشتباك. وعلى الرغم من هذ النفي إلى أن تطور الأحداث وتهديد تركيا بتدمير أي امدادات عسكرية تصل إلى عفرين يزيد بشكل كبير من احتمالات الاحتكاك بين القوات الأمريكية والجيش التركي في شمالي سوريا.
وأمس، أعرب مسؤول أمريكي رفيع، عن قلق بلاده حيال أمن جنودها العاملين في منطقة «منبج»، لافتاً إلى أن «واشنطن أبلغت أنقرة عن قلقها من احتمال امتداد غصن الزيتون نحو منبج»، وأضاف: «لا أدري كيف سيكون مستقبل منبج، لكن أعتقد أنه يجب أن يسيطر السكان الأصليون على منطقتهم، فالمسؤولون الأتراك أبلغونا رغبتهم في عدم رؤية عناصر «ي ب ك» في غربي نهر الفرات».
وبينما هدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس، بأن بلاده سوف تستهدف الوحدات الكردية في غربي أو شرقي نهر الفرات إذا لم تسحب أمريكا الأسلحة منهم، ألمح وزير الخارجية التركي إلى إمكانية تنفيذ تركيا عمليات أخرى في منبج وشرقي نهر الفرات في سوريا مستقبلًا على غرار عملية «غصن الزيتون»، فيما قال إردوغان، الأربعاء، إن منبج ستكون بوابة الهجوم المقبل ضد الوحدات الكردية.
وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ في تصريحات تلفزيونية، أمس الخميس: «إذا كانت واشنطن لا ترغب في مواجهة أنقرة، علماً أنها لا تريد ونحن لا نرغب بذلك، فإنّ الطريق معروف وهو وقف دعم الإرهابيين»، في إشارة إلى الوحدات الكردية.
الوحدات الكردية تعدم عناصر في الحسكة بتهمة الخيانة
تنفذ اعتقالات واسعة بهدف التجنيد الإجباري
عبد الرزاق النبهان
حلب – «القدس العربي»: قال ناشطون في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا ، إن وحدات حماية الشعب الكردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، أعدمت 25 من عناصرها المنشقين بتهمة الخيانة، في حين واصلت حملة اعتقالات واسعة للشبان، وذلك بهدف تجنيدهم إجبارياً ضمن صفوف قواتها. وأكد موقع الخابور المحلي ابراهيم الحبش لـ«القدس العربي»، على إعدام وحدات الحماية الكردية 25 عنصراً من عناصرها المنشقين، بالقرب من مخيم الحريجي في ريف دير الزور الشمالي، وذلك بتهمة الخيانة والفرار من جبهات القتال في ريف ديرالزور الشرقي.
ووفق رواية الحبش فإن ميليشيا الاستخبارات العسكرية التابعة «لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» أقدمت عقب إعدام العناصر رمياً بالرصاص قرب مخيم الحريجي، على التمثيل بجثثهم، منوهاً إلى أن العناصر كانوا قد انشقوا عن جبهات القتال في وقت سابق، وتم اعتقالهم في حملة التجنييد الأخيرة التي شملت أرياف محافظة الحسكة. وقال الحبش إن «الوحدات الكردية» قامت بتسليم الجثث لذويهم يرافقها حشد أمني تحسباً لردة فعل الأهالي، واعلموا الأهالي على أنهم قتلوا في المواجهات مع تنظيم «داعش» في ريف ديرالزور الشرقي.
وأوضح الحبش أن الضحايا الذين تمت تصفيتهم من السكان العرب من قرى ناحية تل حميس وهي: الحشر، خربة عمر ، بلقيس ، المطلق ، أبو جرن ، حيث كانت مليشيا (ب ي د) قد جندتهم ضمن صفوفها إجبارياً وزجت بهم على جبهات القتال، بينما عرف منهم (محمد شرف الأحمد، فاتح عزيز الحمدوش ، لقمان التوفيق ، هلوش صالح الجبير ، عبد طه الحشر ، شرف شويب الأحمد).
وفي السياق ذاته أكدت مصادر محلية لـ«القدس العربي»، على أن وحدات الحماية الكردية تواصل حملة الاعتقالات في مناطق سيطرتها بهدف التجنيد الإجباري بريف محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد. ولفتت إلى انتشار الشرطة العسكرية التابعة لميليشيا PYD في ريف رأس العين لاستكمال حملة التجنيد الإجباري ونشر حواجز طيارة في عموم المنطقة، حيث نفذت حملات دهم واعتقال في قرى ريف رأس العين بهدف التجنيد الإجباري طالت أكثر من 200 شاب دون التمييز بين المؤجلين وغير المؤجلين.
وحسب المصادر فإن القيادية في ميليشيا (ب ي د) المعروفة (روي)، وهي مقاتلة من جبال قنديل قامت برفقة محمد حسن العبود، أبو حرب، وهو مسؤول لدى «الإدارة الذاتية الكردية» بالتجول في القرى العربية، وفرض عليهم التجنيد الإجباري، أو دفع هذا المبلغ وذلك بعد منحهم مهلة لمدة 3 أيام فقط مهددين الأهالي، بمداهمة منازلهم ومصادرة سيارتهم في حال عدم الدفع. وأضافت، أن بعض الأهالي من قرى الحمزاوي وهم عائلة (حجي إبراهيم ، وعائلة خليل الحسون ، وعائلة هندي الحسون وأخيه بدر) قاموا بدفع المبلغ خشية سوق أبنائهم القصّر إلى التجنيد الإجباري.
بدوره اعتبر المحامي والناشط الحقوقي السوري ممتاز الحسن أن ما تقوم به وحدات الحماية من اعتقالات وفرض التجنيد الإجباري على الشبان مخالفة واضحة لقواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية من خلال إجبار الأهالي على الخدمة العسكرية في صفوف قوات استعمارية. وأكد في حديث لـ«القدس العربي»، أن ممارسات وحدات الحماية الكردية باطلة بطلاناً مطلقاً وفقاً للقانون الدولي والوطني والقواعد الاخلاقية الإنسانية.
الجدير بالذكر أن موجة الانشقاقات في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» التي تقودها «وحدات حماية الشعب الكردية « تزايدت بعد إعلان الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية، انطلاق معركة «غصن الزيتون» في منـطقة «عفرين» الـتي يسيطر علـيها «حزب الاتحاد الديـمقراطي الكـردي ( ب ي د)».
اجتماع فيينا السوري: “سلّة الدستور” وشروط الدول لحضور سوتشي
عدنان علي
تُختتم، اليوم الجمعة، في مقرّ الأمم المتحدة في فيينا، جولة المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام السوري، والتي من المفترض أن تركّز على “سلة الدستور”، بينما تطغى عليها مناقشة ورقة قدّمتها خمس دول، كشروط لحضور مؤتمر سوتشي الذي ترعاه روسيا.
وكشف مصدر مطلع، لـ”العربي الجديد”، أنّه سيتم خلال اجتماع فيينا، اليوم الجمعة، تحديد المعايير لتشكيل لجنة دستورية واختيار أعضائها، فضلاً عن بت مسألة حضور مؤتمر سوتشي، مشيراً إلى أنّ دعوات رسمية وصلت إلى كل عضو من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات لحضور المؤتمر.
و”سلة الدستور” هي السلة الثالثة، فيما اصطلح على تسميته “السلال الأربع” التي اقترحها المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وتشمل كلاً من الحكم الانتقالي، والانتخابات، والدستور، ومكافحة الإرهاب.
وعقد دي ميستورا، أمس الخميس، لقاءين منفصلين مع وفدي النظام والمعارضة. واستبق المبعوث الأممي هذه المفاوضات بالقول، الأربعاء، إن محادثات السلام السورية تجري في “مرحلة حرجة جداً”، إلا أنه أشار إلى أنه “متفائل”، مضيفاً: “لأنه لا يسعني أن أكون غير ذلك في مثل هذه اللحظات”.
ونُقلت جولة المفاوضات السورية الحالية، إلى العاصمة النمساوية لأسباب “لوجستية”، بسبب انعقاد منتدى دافوس في سويسرا في نفس التوقيت.
ولا تزال المعارضة السورية تتريّث في إعلان موقف نهائي من مسألة المشاركة أو مقاطعة مؤتمر سوتشي الذي تنوي روسيا عقده، أواخر الشهر الجاري، تحت عنوان “الحوار الوطني السوري”.
وأوضح المصدر أنّه سيتم أيضاً، اليوم الجمعة، وضع ملاحظات على ورقة (اللاورقة) المقدّمة من قبل خمس دول؛ وهي: الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، والسعودية، والأردن، والتي تتضمن شروطها مقابل دعمها لمؤتمر سوتشي.
وبحسب المصدر، فإنّ شروط الدول الخمس بشأن مؤتمر سوتشي، هي أن يكون المؤتمر لمرة واحدة، وألا يكون بديلاً عن مسار جنيف، وأن تحضره الأمم المتحدة والهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية.
ومن بين الشروط أيضاً، بحسب المصدر، أن تكون العملية الدستورية والانتخابية بمرجعية الأمم المتحدة، وألا تُشكّل أي لجنة خارج إطار الأمم المتحدة، وذلك بعد حديث روسي عن إمكانية تشكيل ثلاث لجان خاصة، خلال المؤتمر، لمتابعة النقاط التي يتم التباحث بشأنها.
وأفاد المصدر بأنّه “في حال التوافق على ورقة الدول الخمس، يمكن أن تعتمد بقرار من مجلس الأمن الدولي”.
وقالت مصادر مطلعة، لـ”العربي الجديد”، إنّ الدول الخمس المذكورة، قدّمت وثيقة للأمم المتحدة بشأن إحياء العملية السياسية في جنيف، تحتوي على خطة عمل لاستخدامها ركيزة لحل الأزمة السورية.
وتوضح الوثيقة رؤية هذه الدول للمبادئ العامة لدستور سوري جديد، وتعطي دوراً مركزياً للأمم المتحدة في مراقبة وإدارة العملية الانتخابية، وتركّز على نظام حكم لامركزي بصلاحيات واسعة، مع إفراغ الرئاسة من معظم صلاحياتها.
ودعت الدول الخمس في الوثيقة، دي ميستورا، إلى تركيز جهود التسوية على مضمون الدستور، والوسائل العملية للانتخابات، وتوفير بيئة تضمن إجراء انتخابات للسوريين في الداخل والخارج دون خوف من الانتقام.
كما حدّدت الوثيقة أهم النقاط والمبادئ، التي يجب إصلاحها في الدستور، وتشمل الصلاحيات الرئاسية، وصلاحيات رئيس الوزراء، وشكل البرلمان، واستقلال القضاء، ولامركزية السلطة، وضمان الحقوق والحريات لجميع السوريين، وإصلاح قطاع الأمن، وكذلك إجراء تعديلات على القانون الانتخابي.
وقال عضو “الهيئة العليا للمفاوضات” التابعة للمعارضة السورية أحمد العسراوي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “مباحثات فيينا تركّز على المسائل الدستورية، ونحن تجاوبنا مع ما طرحه دي ميستورا بهذا الشأن، حتى قبل حضورنا إلى فيينا”.
واعتبر العسراوي أنّ اجتماع فيينا هو “اجتماع إجرائي تمهيدي للجولة المقبلة من المفاوضات”، مضيفاً أنّ “الاجتماع سيبحث مسألة مشاركة المعارضة في مؤتمر سوتشي، وما يمكن تقديمه من أوراق” بهذا الشأن، مشيراً إلى أنّ “وفد المعارضة قدّم أوراقه منذ البداية، وهو متجاوب مع أي فقرة تطرح علينا ضمن الملف العام، والخاص بالانتقال السياسي”.
من جهة أخرى، وفي موقف لافت، قال بدران جيا كورد المستشار بالإدارة الذاتية الكردية، إنّ الجماعات الكردية الرئيسية السورية “لن تشارك في مؤتمر الحوار الوطني السوري، المزمع عقده في مدينة سوتشي الروسية، الأسبوع المقبل، في ظل التطورات الأخيرة في عفرين”.
وأضاف المسؤول الكردي، في تصريحات صحافية، أمس الخميس أنّه “لا يمكن مناقشة حل للحرب في ظل استمرار الهجوم التركي على منطقة عفرين”، مشيراً إلى أنّ “الإدارة لم تتلقَ دعوة رسمية إلى المؤتمر، منذ تأكيد تنظيمه يومي 29 و30 يناير/كانون الثاني في سوتشي”.
ويأتي موقف حزب “الاتحاد الديمقراطي” الذي يهيمن على الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية، بعد أن أعطت روسيا تركيا الضوء الأخضر لشن عملية “غصن الزيتون” في عفرين.
نظام الأسد ينهك السوريين بالضرائب
عدنان علي
فرض النظام السوري رسومًا جديدة على السوريين في الخارج مقابل إنجاز المعاملات القنصلية، وذلك في إطار سلسلة القوانين التي يصدرها النظام بشكل متواصل للحصول على “العملة الصعبة” من جيوب المواطنين سواء داخل البلاد أم خارجها.
وينص القانون الجديد الذي قدمته وزارة المالية وأقره مجلس الشعب (البرلمان) مؤخرا على أن يدفع السوري الراغب في “تصديق الوثائق الصادرة في سورية ولم تستوف إجراءات التصديق الأصولية والمرسلة من بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية في الخارج، عن طريق وزارة الخارجية والمغتربين وليست ذات طابع تجاري 25 دولارًا”.
كما ارتفعت قيمة “استخراج وثائق من سورية وتصديقها بناء على طلبات مرسلة من البعثات السورية الدبلوماسية والقنصلية في الخارج، وليست ذات طابع تجاري إلى 50 دولارًا”.
وتضمن القانون مادة جديدة تقضي بفرض رسوم على “الفواتير وشهادة المنشأ والوثائق التجارية وغير التجارية التي تنظم “في بلد ليس لسورية تمثيل دبلوماسي أو قنصلي فيه”.
وبرر وزير مالية النظام، مأمون حمدان أمام المجلس هذه الرسوم بقوله إن “القانون الضريبي الجديد يهدف إلى تسهيل أمور المواطنين السوريين خارج سورية، وضمان عدم لجوئهم إلى السماسرة ومعقبي المعاملات” .
ورفع النظام السوري رسوم الحصول على جواز السفر المستعجل إلى 30800 ليرة سورية (85 دولارا)، وجواز السفر العادي 12700 ليرة سورية (28 دولارا).
كما تم رفع رسوم بطاقة الإقامة للأجانب (خاصة– عمل– عادية– مؤقتة) إلى 18800 ليرة بالنسبة للإقامة المؤقتة و55300 ليرة للإقامة الخاصة، و91800 ليرة لإقامة العمل، و37600 ليرة للإقامة العادية.
كانت إحصائيات رسمية للنظام قد ذكرت أنه تم منح 360 ألف جواز سفر خارج البلاد العام الماضي برسوم بلغت قيمتها 41 مليون دولار.
كما تم رفع رسم تنظيم البطاقة الشخصية إلى 1000 ليرة بدلاً من 50 ليرة، كما رفعت الغرامة المترتبة على البطاقات الضائعة أو التالفة إلى 5000 ليرة بدلا من 200 ليرة.
ورفع النظام السوري مؤخرا “بدل الخدمة العسكرية”، أي التي يدفعها الأشخاص المعفون من الخدمة العسكرية، إلى ثمانية آلاف دولار.
والبدل النقدي هو مبلغ مالي يدفعه المواطنين المغتربين عن البلاد في سنّ التكليف ممن تتراوح أعمارهم بين 18 – 42 عاما. وكان القانون السابق يعفي من تجاوز سن 42 من العمر. لكن القانون الجديد يقضي بدفع بدل ما يسمى “فوات خدمة” ومقداره 8 آلاف دولار أيضا.
ويتضمن القانون الجديد مواد تتيح للسطات الاستيلاء على أملاك السوريين المستنكفين عن دفع “بدل فوات الخدمة”.
الغوطة الشرقية: ماذا يحدث في المرج؟/ منتصر أبو زيد
الغوطة الشرقية: ماذا يحدث في المرج؟ تحاول المليشيات التقدم نحو أوتايا (المدن)
أحرزت قوات النظام والمليشيات، خلال الأيام الماضية، تقدماً على جبهة الزريقية في منطقة المرج من الغوطة الشرقية، خلال هجومها على نقاط لقوات المعارضة، مستخدمة الآليات الثقيلة والمدرعات، وبتغطية نارية كثيفة بصواريخ أرض-أرض من نوع “فيل”.
وبدأ هجوم قوات النظام على هذا المحور، بعد يوم واحد من إطلاق المعارضة المرحلة الثانية من معركة “بأنهم ظلموا”، التي بدأت في حرستا في 29 كانون الأول/ديسمبر 2017. وشنّت مليشيات النظام هجوماً واسعاً على جبهات منطقة المرج شمل بلدات النشابية والبلالية وحزرما والزريقية وحوش الضواهرة وبيت نايم. وكان هدف الهجوم تشتيت قوات المعارضة ومحاولة استغلال انهيار المعارضة في أي محور ليتم التقدم فيه. وبالفعل تمكنت قوات النظام والمليشيات في اليوم الأول من الهجوم من التقدم إلى نقاط في مزارع البلالية بعدما استخدمت غاز الكلور السام، وفق بيان لـ”جيش الإسلام”، كما تقدمت في جبهة الزريقية وسيطرت على نقاط مهمة. واستعادت قوات المعارضة، في 30 كانون الأول، السيطرة على النقاط التي خسرتها في مزارع البلالية، عبر هجوم معاكس لها، قتلت خلاله عدداً من عناصر النظام.
ومع ذلك، فقد سيطر النظام على مدرسة بلدة الزريقية، وأحكم بالتالي السيطرة النارية على كامل البلدة، ورصدت قواته نارياً، من جهة الجنوب، طريق حوش الصالحية–النشابية، الطريق الرئيسي الوحيد الذي يصل الغوطة مع بلدات النشابية وحزرما ومزارع القاسمية والبلالية. ويعدّ هذا الطريق شريان الحياة بالنسبة لسكان تلك المناطق، كما يعدّ طريق الإمداد الرئيس لقوات المعارضة التي ترابط على تلك الجبهات.
قوات المعارضة كانت قد شقّت قبل ذلك طريقاً زراعياً بين البساتين يحاذي الطريق الرئيسي جنوباً، إلا أنّ طبيعته الترابية تعيق الحركة السريعة للآليات، كما أنه يتعرض للقنص من رماة النظام المتمركزين من جهة مطار مرج السلطان جنوباً. وقد استخدم المدنيون هذا الطريق في نزوحهم من بلدات النشابية وحزرما ومزارع القاسمية والبلالية، خوفاً من محاصرتهم فيها. هذا عدا عن تعرضها للقصف العنيف بصواريخ “فيل”. وتجاوز عدد النازحين 1000 عائلة، وأصبحت المرج منطقة منكوبة.
وبعد سيطرة ميليشات النظام على مدرسة الزريقية أصبحت على بعد كيلومترين من نقاطها المقابلة شمالي مطار مرج السلطان. وهذه هي المسافة المتبقية لاستكمال الطوق حول بلدات النشابية وحرزما ومزارع القاسمية والبلالية. كما أصبحت قوات النظام على مسافة 1.7 كيلومتراً عن تل فرزات الاستراتيجي، أعلى قمة طبيعية في الغوطة الشرقية.
“جيش الإسلام” كان قد لجأ إلى تكتيك التصحير في بلدة الزريقية لمنع تقدم قوات النظام إليها بعد سيطرتها على مزارع حزرما الشمالية في شباط/فبراير 2017. فقُطِعَت الأشجار وأزيلت المباني لتترك مسافة فاصلة مع مليشيات النظام، ما يساعد على استخدام الصواريخ المضادة للدروع. لكن شدة القصف الذي استخدم في الهجوم، نهاية كانون الأول، وفتح محاور متعددة على بلدات المرج، واستخدام عدد كبير من الآليات ساعد مليشيات النظام على التقدم، وتجاوز تلك العقبات والوصول إلى جامع الزريقية وبناء المدرسة.
“جيش الإسلام” حاول استعادة السيطرة على المناطق التي خسرها، ووضع خطة تهدف إلى تطويق قوات النظام ومحاصرتها بين بلدتي حرزما والزريقية. وبالفعل، شنّ مقاتلوه هجوماً معاكساً، صباح 10 كانون الثاني/يناير 2018، من محورين؛ الأول باتجاه بلدة الزريقية شمالاً واستطاعوا خلاله استعادة السيطرة على نقاط متعددة ليس بينها المدرسة والجامع، والمحور الثاني من بلدة حزرما شرقاً نحو كتيبة الصواريخ واستطاعت فيه السيطرة على الكتيبة ومزارع حولها، لكنهم لم يتمكنوا من التوغل أكثر وبالتالي إتمام الهدف من الهجوم المعاكس بالكامل. قوات “جيش الإسلام” عادت إلى نقاط انطلاقها، بعدما سحبت جثث 9 عناصر من مليشيات النظام وأسرت 3 عناصر بينهم ضابط. وعاد الوضع إلى ما كان عليه.
السيطرة على تل فرزات لم تعد أولوية بالنسبة لقوات النظام، كما كان عليه الحال في معارك العام 2016 بعد سيطرتها على مطار مرج السلطان. وسعت مليشيات النظام حينها لاتخاذ التل قاعدة نيران بها، ومنطلقاً للسيطرة النارية على بلدات المرج. ولكن بعد سقوط بلدات الميدعاني والبحارية والقاسمية، بيد المليشيات، في كانون أول/ديسمبر 2016، وقطع طريق النشابية وحرزما الرئيسي في المعارك الجارية حالياً، غيّرت قوات النظام تكتيكها، وعاد تل فرزات ليكون جزءاً من أهدافها.
المليشيات أوقفت تقدمها ما بعد مدرسة الزريقية جنوباً، وحاولت منذ منتصف كانون الثاني التقدم غرباً نحو بلدة أوتايا، معتمدة على القصف الكثيف بصواريخ “الفيل”، وزج أعداد كبيرة من المدرعات وعناصر المشاة. وتأتي أهمية أوتايا باحتوائها على كتيبة الباتشورا شمالاً، والرحبة العسكرية غرباً. وإذا ما دخلت مليشيات النظام أوتايا، فستفتح معارك من محورين؛ الأول شمالاً باتجاه كتيبة الباتشورا لاستعادة السيطرة عليها ثم تطويق ما تبقى من بلدة حوش الضواهرة والسيطرة عليها والوصول على تخوم “فوج الشيفونية”، أكبر ثكنة عسكرية في المنطقة. والمحور الثاني، والأهم، وهو الهجوم من أوتايا إلى “كتيبة بيت نايم” في الجنوب الغربي، والتي تبعد 1.5 كيلومتراً، ما يعني السيطرة الكاملة على النشابية وحزرما وحوش الصالحية ومزارع القاسمية والبلالية والزريقية، بالإضافة لتل فرزات الذي يعتبر نقطة تمركز عسكرية سابقة لقوات النظام.
التقدم على المحاور السابقة، إن تمّ، سيمكّن قوات النظام من جني مكاسب مضاعفة، تتمثل بالسيطرة على مساحات كبيرة من البلدات والأراضي الزراعية بالإضافة إلى استعادة السيطرة على خمس مواقع عسكرية مهمة؛ تل فرزات و”كتيبة بيت نايم” و”رحبة أوتايا” و”كتيبة الباتشورا” و”فوج الشيفونية”، كما سينخفض عدد نقاط رباطها في المنطقة، ويصبح لديها فائضاً في العنصر البشري والسلاح، ما يمكنها من التوجه إلى جبهات أخرى.
خطة خماسية لحل الأزمة السورية..وإفراغ صلاحيات الرئيس
تلقت الأمم المتحدة وثيقة من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، والسعودية، والأردن، تتضمن خطة عمل من أجل حل الأزمة السورية، وإعادة الفاعلية إلى العملية السياسية في جنيف.
وتتضمن الوثيقة التي نشرتها قناة “روسيا اليوم”، رؤية الدول التي قدمتها حول المبادىء العامة لدستور سوري جديد، ودور الأمم المتحدة في مراقبة وإدارة العملية الانتخابية ووضع لا مركزية واسعة ذات صلاحيات كبيرة وإفراغ الرئاسة من معظم صلاحياتها.
وتأتي الوثيقة بالتزامن مع انعقاد الجولة التاسعة من المفاوضات السورية في العاصمة النمساوية فيينا، التي تختتم، الجمعة، من دون مؤشرات على نجاح المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في التوصل إلى تقدم حول مسائل الدستور والانتخابات.
وبرغم ذلك، تدعو وثيقة الدول الخمسة دي ميستورا إلى التركيز على مسائل الدستور والانتخابات، في جهوده التي يقودها لإيجاد تسوية في سوريا. وعددت الوثيقة مبادىء بشأن الإصلاح الدستوري الواجب تحقيقه، وهي:
- الصلاحيات الرئاسية: بأن يكون الرئيس الذي تعدل صلاحياته وفق الدستور الحالي، محققاً لتوازن كافة القوى وضامناً لاستقلال المؤسسات الحكومية المركزية أو الإقليمية.
- الحكومة: يرأس الحكومة رئيس وزراء مع منحه صلاحيات موسعة، مع تحديد واضح لصلاحيات كل من رئيس الوزراء والرئيس، وينبغي تعيين رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة بطريقة لا تعتمد على موافقة الرئيس.
- البرلمان: أن يتكون البرلمان من مجلسين، يكون ممثلاً في مجلسه الثاني من كافة الأقاليم، للتأثير على عملية صنع القرار في الحكومة المركزية، من دون وجود سلطة رئاسية لحل البرلمان.
- القضاء: أن يكون القضاء مستقلاً، بما في ذلك إبعاد السلطة الحالية للرئيس عن رئاسة المجلس القضائي، ومنح السلطة القضائية المكانة الواضحة التي تضمن الاستقلالية الكاملة للقضاة.
- لا مركزية السلطة/موازنة المصالح الإقليمية: منح سلطة واضحة للحكومات الإقليمية استناداً إلى مبادىء اللامركزية/تفويض السلطة مع العمل بمبدأ فصل السلطات أيضاً.
- الحقوق والحريات الأساسية: ضمان الحقوق والحريات الأساسية لجميع السوريين بما يتفق مع التزامات سوريا الدولية ومحايدة الدولة في ما يتعلق بجميع الأديان مع ضمان حماية حقوق الأقليات.
- إصلاح قطاع الأمن: ضمان الرقابة المدنية على الأجهزة العسكرية والأمنية، ووضع حد للإفلات من العقاب على أعمال الأجهزة الأمنية من خلال آليات قوية للرصد والمسؤولية، وتعزيز مؤسسات الدولة الشرعية.
8: الانتخابات: إجراء إصلاحات على المواد التي تحكم الانتخابات بما في ذلك استبعاد القيود المفروضة على الترشح، خصوصاً تمكين اللاجئين، والنازحين ومن تم نفيهم من سوريا من الترشح للمناصب الحكومية بما في ذلك منصب الرئيس.
“غصن الزيتون”:معارك متعثرة.. و”الوحدات”تنتهج”حرب العصابات”
خالد الخطيب
حققت فصائل المعارضة المسلحة العاملة في غرفة عمليات “غصن الزيتون” إلى جانب القوات التركية، تقدماً جديداً، على حساب “وحدات حماية الشعب” الكردية في المحاور الشمالية لمنطقة عفرين. وتصدت المعارضة، في الوقت ذاته، للهجمات المعاكسة التي شنتها “الوحدات” في محور أدمانلي غربي عفرين، في المنطقة الواقعة بين ميدان اكبس الملاصقة للحدود السورية التركية شمالاً وناحية راجو جنوباً.
جاء ذلك في وقت واصلت فيه المقاتلات الحربية التركية قصف مواقع “الوحدات”، في المناطق الجبلية المحاذية للمنطقة الحدودية، وامتداداتها في عمق منطقة عفرين. ونفذت المدفعية التركية رمايات مستمرة استهدفت الدفاعات الأولى التي يتمركز فيها عناصر “الوحدات” في المنطقة.
الهجمات البرية لعمليات “غصن الزيتون” تركزت، في المحور الشمالي القريب من ناحية بلبل، وهو المحور الرئيسي والأكثر توسعاً حتى الآن، واستهدفت الهجمات قرى أبو دان ومرساوي وهيفتار شرقي ناحية بلبل في المنطقة المحاذية للحدود السورية التركية. ونجحت القوات المهاجمة في السيطرة على قرية أبو دان، لكنها فشلت في السيطرة على الهدفين الآخرين. وفي الوقت ذاته، تابعت القوات المهاجمة عملياتها في جبهات شمال غربي بلبل في المحور ذاته، والتي بدأتها منذ اليوم الأول للعملية العسكرية، محاولة التقدم نحو قرى الزعرة وعليكار، وعدد من المزارع الصغيرة، لكنها فشلت مرة أخرى في إحراز أي تقدم واختراق المنطقة الجبلية القريبة من بلبل.
المواقع والقرى الحدودية التي تستهدفها هجمات عمليات “غصن الزيتون” في محور بلبل ذات طابع سهلي هضبي يمتد على مسافة كيلومترات قليلة، ولابد للقوات المهاجمة من أن تسيطر عليها لتصبح في مواجهة مباشرة مع الكتل الجبلية التي تعتبر خط دفاع طبيعي عن مركز ناحية بلبل من الشمال والشمال الغربي، ويمكن اعتبارها الخط الدفاعي الأهم عن ريف عفرين الشمالي عامة.
وتعتبر الكتل الجبلية المنتشرة في ناحية بلبل شمالي منطقة عفرين من أكثر الكتل تعقيداً في سلسلة جبال كورداغ، من حيث ارتفاعاتها التي تتراوح بين 600 و1200 متر فوق سطح البحر في قمة كشك دار. ضيق السهول والأودية التي تخترقها تُسهّلُ على “الوحدات” إعاقة تقدم قوات الخصم. كذلك تميزت الكتل الجبلية الشمالية بامتداداتها الكبيرة في المنطقة الداخلية جنوباً. “الوحدات” استثمرت المناطق الجبلية شمالاً بشكل جيد من حيث التحصينات والانتشار الأمثل للقوة المدافعة.
ومنحت الكتل الجبلية عناصر “الوحدات” حرية الحركة لمجموعات الرصد والدفاع المتنقلة التي تستخدم أسلحة نوعية كالقناصات ومضادات الدروع. كذلك وفرت الحماية لعناصر “الوحدات” من الغارات الجوية، بعد تخفّيهم بين التضاريس الوعرة، وتنقلهم المستمر. المنطقة أصبحت منطلقاً للهجمات الليلية المعاكسة التي تشنها مجموعات قتالية صغيرة من “الوحدات”، هدفها الأول إلحاق الضرر بالقوات المهاجمة ومنعها من تثبيت مواقعها.
وساهمت الأجواء الشتوية الماطرة خلال اليومين الماضيين في إعاقة تقدم مقاتلي “غصن الزيتون” وحرمتهم من التغطية النارية الجوية الفعالة والمستمرة أثناء تنفيذ الهجمات البرية. الغارات الجوية التي نفذتها المقاتلات التركية خلال الأيام القليلة الماضية، والرمايات المدفعية والصاروخية لم تضعف “الوحدات” بشكل كبير في المحاور الشمالية، وبقية المحاور الغربية لمنطقة عفرين، بسبب التحصينات التي تمتلكها في مواقعها، وانتقالها من المواجهة على شكل مجموعات كبيرة إلى المواجهة بجماعات صغيرة، في ما يُشبه “حرب العصابات”، حيث تتمتع “الوحدات” بسرعة وسهولة الحركة.
“الوحدات” تفادت من خلال اتباعها استراتيجية حرب العصابات وقوع خسائر كبيرة في صفوفها أثناء المعارك والقصف الجوي والبري الذي يستهدفها، ومنحتها عنصر المفاجأة على اعتبار أن عناصرها أكثر دراية بالقتال في المناطق الجبلية، وبتضاريس وطرق المنطقة، في حين أن القوات المهاجمة لا تعرف عن جغرافية عفرين الشيء الكثير. وينطبق ذلك على المقاتلين الأكراد المشاركين في الهجوم في صفوف فصائل المعارضة، إذ أن معظمهم من قرى وبلدات ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي وهي مناطق سهلية.
قائد عمليات “غصن الزيتون” في محور بلبل النقيب عرابة ادريس، أكد لـ”المدن”، أن “الوحدات” خسرت العشرات من عناصرها، والكثير من عتادها الحربي، خلال المعارك المستمرة منذ أيام في محور عمليات بلبل. وأوضح أن العوامل الجوية كانت السبب الرئيس في إبطاء العملية العسكرية في محور بلبل، إذ أعاقت الطرق الجبلية الوعرة تقدم الآليات العسكرية الهجومية لمقاتلي “غصن الزيتون”. وتوقع ادريس أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تصعيداً برياً واسعاً في محور بلبل تزامناً مع تحسن حالة الطقس في المنطقة وانكشاف دفاعات “الوحدات” أمام القوات المهاجمة.
المحاور الثلاثة في جبهات غربي عفرين كانت هادئة، الخميس، ما عدا محور شمال راجو الذي شهد معارك واشتباكات متقطعة بين الطرفين. وحاولت “الوحدات” استعادة قرية أدمانلي لكنها فشلت. المحاور الثلاثة التي تخترق جبهات غربي عفرين تحيط بها كذلك كتل جبلية لكنها أقل تعقيداً من محور بلبل، وارتفاعاتها أقل. وتتميز المنطقة الغربية بالكثافة السكانية المرتفعة مقارنة بمحور بلبل شمالاً. وتحوي المنطقة غربي عفرين أربع بلدات كبيرة؛ راجو والمعبطلي وجنديرس وشيخ الحديد، وكل واحدة منها تعتبر مركز ناحية تتبع لها قرى ومزارع. ناحية جنديرس هي الأكبر في المنطقة الغربية، والثانية من حيث عدد السكان والمساحة بعد مدينة عفرين. ويزيد عدد سكان النواحي الأربع في المنطقة الغربية عن 200 ألف نسمة. وتواجه “غصن الزيتون” في المحاور الغربية مقاومة عنيفة نظراً لانتشار أعداد كبيرة من عناصر “الوحدات” من أبناء المنطقة في جبهات القتال، بالإضافة لحساسية العمليات العسكرية في المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية.
وتتلخص الاستراتيجية الهجومية التي تتبعها عمليات “غصن الزيتون” بالعمل على محاصرة المراكز السكانية الكبيرة، النواحي، في هوامش منطقة عفرين، وعزلها تدريجياً عن مركز المنطقة المتوسط. ويتم ذلك من خلال قطع الطرق الرئيسية التي لا يمكن لـ”الوحدات” الاستعاضة عنها بطرق بديلة بسبب طبيعة المنطقة الجبلية، وكذلك تقطيع أوصال المناطق الجبلية التي تتحصن فيها “الوحدات”، وعزلها، والتوغل في المناطق الداخلية. عزل المناطق الجبلية يسرع في عمليات التقدم نحو عفرين، ويرجئ المواجهة المباشرة مع “الوحدات” وتمشيط المناطق الجبلية إلى مراحل لاحقة تلي الحصار والتضييق والاستهداف الجوي المتواصل، أو يجبرها على الانسحاب نحو الداخل.
ولم تتمكن عمليات “غصن الزيتون”، حتى الآن، من انجاز المرحلة الأولى من استراتيجيتها المتمثلة باختراق المنطقة الجبلية وقطع الطرق الرئيسية التي تصل المراكز المدنية الكبيرة ببعضها البعض.
المحور الأقل حظاً للعمليات كان في شمال غربي إعزاز، وهو الوحيد الذي تم إشغاله من مناطق الداخل السوري باتجاه منطقة عفرين. وفشلت “غصن الزيتون” في الاحتفاظ بمواقعها في جبل برصايا التي سيطرت عليها قبل يومين، وبالتحديد أعلى قممه التي تتحصن فيها “وحدات الحماية”. ومنعت الأجواء الماطرة القوات المهاجمة من معاودة الكرة التي كانت مقررة، الخميس. ولا صحة للأنباء التي تناقلتها وسائل إعلامية تركية عن إشغال محاور أخرى نحو تل رفعت انطلاقاً من منطقة “درع الفرات” في ريف حلب الشمالي.
وشهدت المعارك التي بدأتها “غصن الزيتون”، في محور الداخل شمال غربي إعزاز نحو جبل برصايا، تفاعلاً شعبياً غير متوقع. مئات الأشخاص ترصدوا من مسافة قريبة مجريات المعركة، والعمليات الهجومية التي نفذتها القوات المقتحمة. حالة الترقب ومتابعة تطورات المعركة في ظل انقطاع شبكات الانترنت كانت عامة بين قاطني المخيمات القريبة من منطقة العمليات في برصايا، وهم في الغالب من أبناء القرى والبلدات التي احتلتها “الوحدات” في ريف حلب الشمالي.
فشل “غصن الزيتون” في الجولة الأولى من معركتها على محور الداخل قرب إعزاز، وبطء سير العمليات العسكرية في باقي جبهات عفرين شمالاً وغرباً انطلاقاً من الأراضي التركية ولد حالة من القلق لدى الشارع المعارض من مستقبل العملية، ومدى نجاحها في المدى القريب.
فصائل المعارضة المسلحة باتت مطالبة بمزيد من التنظيم والتخطيط للجولات القادمة، وأن تكون أكثر جدية في معركتها ضد “الوحدات” التي تبدو أقوى من أي وقت مضى في الميدان، وفي ملفات أخرى تملكها، الأمر الذي قد يسمح لها بإفشال المعركة أو وقفها على أقل تقدير. وهذا ما تعتبره المعارضة أمراً كارثياً إذا ما حصل فعلاً. وترى المعارضة في ريف حلب أن “غصن الزيتون” هي معركتها، قبل أن تكون معركة تركية.
في المقابل، لم توفر “وحدات الحماية” جهداً إلا وجربته في سبيل التشويش على “غصن الزيتون”، وإعاقة تقدمها واستمرارها. بيانات متتالية تصدرها قيادة “الوحدات” تهدف لحشد التعاطف الدولي المطالب بوقف المعركة. وفي أحدث بياناتها، طلبت “الوحدات” ليل الخميس/الجمعة، من النظام، القيام بواجباته السيادية تجاه عفرين، وحماية حدودها مع تركيا من “العدوان التركي”. وفي بيان آخر أصدرته “الوحدات” دعت مقاتلي فصائل المعارضة للانشقاق.
التعاطف مع “الوحدات” ضد عمليات “غصن الزيتون” يتضخم بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي. وعشرات الصور والأخبار التي تتناقلها مواقع إعلامية موالية لـ”الوحدات” في شبكات التواصل، يتم تداولها بشكل كبير بين النشطاء الأكراد على أنها جرائم ترتكب في عفرين، تقول المعارضة إنها أخبار كاذبة، وتؤكد أن معظم الصور التي يتم استخدامها هي صور لقتلى وجرحى سقطوا في قصف النظام جواً وبراً على مدن وقرى سوريا خلال السنوات الماضية.
القصف الجوي والمدفعي الذي تعرضت له منطقة عفرين منذ بدء العملية العسكرية تسبب بمقتل 25 مدنياً على الأقل، فيما قتلت القذائف الصاروخية والمدفعية التي أطلقتها “الوحدات” باتجاه مناطق المعارضة في ريف حلب، ومدينتي كيليس والريحانية التركيتين 10 مدنيين سوريين وأتراك.
الكيماوي السوري: أشخاص شملتهم العقوبات الفرنسية.. ينفون
جمدت فرنسا أصول 25 كياناً (شركات ومسؤولون) من سوريا ولبنان وفرنسا والصين، يشتبه في مساهمتهم ببرنامج الأسلحة الكيماوية للنظام السوري.
وفرضت عقوبات على هيئات وشركات عدة متخصصة في استيراد وتوزيع المعادن والالكترونيات وأنظمة الإنارة من بينها ثلاث شركات مركزها لبنان، هي: قطرنجي للاكترونيات وأن كي ترونيكس Nktronic (تابعة لشركة قطرنجي)، وشركة إيه بي سي للشحن ABC وسمارت لوجيستيكس، إضافة إلى مجموعة الأنظمة الالكترونية مركزها سوريا وشركات مركزها فرنسا هي سمارت غرين باوكسر Smart Green Powxe، لوميير اليزيه Lumière Elysée، وسمارت بيغاسوس Smart Pegasus (تابعة لشركة قطرنجي).
ومن بين الاسماء التي تضمنتها لائحة العقوبات أيضاً اللبنانية ميراي شاهين، التي أكدت لفرانس برس أنها تعمل في قسم المحاسبة في شركة قطرنجي منذ عشر سنوات. ووفق القرار الفرنسي، يسري تجميد الأصول على مدى ستة أشهر، ويحق للشركات المشمولة الاعتراض خلال شهرين من صدوره.
وتعليقاً على لائحة العقوبات الفرنسية نفى مسؤولون من شركات عدة في بيروت لوكالة فرانس برس، أي علاقة لهم ببرنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا. ومن بينهم أمير قطرنجي، وهو سوري الجنسية ورد اسمه على القائمة الفرنسية مع شركة قطرنجي للالكترونيات، الذي قال: “علمنا بالأمر من الصحافة، ولا علاقة لنا بالكيميائي”. وقد تضمنت لائحة العقوبات الفرنسية اسمي شقيقي أمير قطرنجي حسام وماهر.
من جهته صاحب شركة “آ بي سي للشحن” سامي بلوط قال لفرانس برس: “نرفض هذا القرار وندينه (…). لا علاقة لي به، وسأتخذ الإجراءات القانونية”، مرجّحاً أن يكون القرار قد اتخذ على خلفية شحن بضاعة من الصين إلى بيروت في العام 2016، ودارت شكوك حينها بأن وجهتها سوريا، قبل أن تجري تحقيقات ويُقفل الملف.
محادثات فيينا فرصة أخيرة لإيجاد حل سياسي في سوريا
المسعى الدبلوماسي رهن التوافقات الكبرى التي لم تظهر بعد
فيينا – لم تحمل الأجواء في اليوم الأول لمفاوضات جنيف 9 التي تعقد هذه المرة في العاصمة النمساوية، ما يمكن أن يكون مادة لتحوّل نوعي في مسار العملية السياسية في سوريا.
فقد اعتبر المراقبون أن هذه المفاوضات، التي من المقرر أن تنتهي الجمعة بحسب دعوة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ستحافظ على طابعها الروتيني الإعلامي، وأن لا مؤشرات توحي بغير ذلك، وأن حصول مفاجآت في اللحظات الأخيرة أمر غير محتمل.
وعادت الوفود السورية هذه المرة إلى فيينا بعد نحو شهر من فشل جولة محادثات سابقة عقدت في جنيف، في إحراز أي تقدم لحل النزاع المستمر في البلاد منذ نحو سبع سنوات.
ولم يشكل وصول وفدي النظام والمعارضة الأربعاء إلى العاصمة النمساوية دون أي تأخير أي حافز لإطلاق تكهنات إيجابية مقارنة باللغط الذي دار حول حضور وفد النظام في جولة المفاوضات السابقة بجنيف.
الحفاظ على مسار جنيف
يجمع الخبراء المعنيون بالشأن السوري على أن المجموعة الدولية تسعى للمحافظة على المسار الأممي الوحيد للأزمة في سوريا من خلال مقاربة جنيف، وأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمبعوث الأممي إلى سوريا متمسكان بـ”خيار جنيف” بصفته المرجع الأول والأخير لأي شرعية دولية يتظلل تحتها أي اتفاق ينتج عن مفاوضات الفرقاء السوريين.
ويضيف هؤلاء أن المسعى الأممي مدعوم من قبل واشنطن والاتحاد الأوروبي، وهو ما عبّرت عنه باريس بالتذكير بأن طريق خلاص سوريا يمر عبر عملية جنيف في غمز من قناة المؤتمر المزمع عقده أواخر الشهر الجاري في منتجع سوتشي في روسيا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمام الجمعية الوطنية الفرنسية في هذا الصدد، إنه “ليس هناك اليوم أي أفق لحل سياسي سوى الاجتماع الذي سيعقد برعاية الأمم المتحدة في فيينا بمشاركة جميع الفرقاء الفاعلين، حيث آمل بأن يتم وضع خطة للسلام”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن محادثات فيينا ستشكل “الفرصة الأخيرة” لإيجاد حل سياسي للنزاع الذي تشهده سوريا منذ 2011.
وترى مصادر دبلوماسية أن سباقا خفيا يجري بين المقاربة الروسية من خلال مؤتمر سوتشي المزمع عقده في ذلك المنتجع في 29 و30 يناير من الشهر الجاري، وبين مقاربة جنيف الأممية، لا سيما وأنه وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن القضايا الدستورية المفترض أنها من اختصاص جنيف ستكون حاضرة في أعمال المؤتمر في المنتجع الروسي الشهير.
وتتحدث المعلومات الواردة من العاصمة السورية دمشق عن أن وفد النظام المفاوض لا يحمل جديدا إلى فيينا يختلف عن ذلك الذي ظهر في محطات جنيف السابقة، وأن المشاركة السورية ستؤكد ثوابت النظام السوري في الملفات المتعلقة بالانتقال السياسي ومصير الرئيس بشار الأسد، وسيعيد الوفد تكرار حججه السابقة بما فيها فرض سحب بيان الهيئة العليا للتفاوض الذي أثار موضوع مستقبل الحكم دون الأسد.
وكان رئيس وفد النظام بشار الجعفري قد رفض في جنيف 8 السابق التفاوض المباشر احتجاجا على البيان الصادر عن الاجتماع الذي كان الثاني من نوعه.
وحينها قال الجعفري إن وفد النظام لم يكن يرغب في أن تفشل المحادثات لكن المعارضة وضعت شرطا مسبقا في بيان ختامي لمؤتمر “الرياض 2” الذي قالت فيه إن على الأسد الرحيل مع بدء المرحلة الانتقالية.
وقد رأى دي ميستورا حينها أن إصرار وفد النظام على أن تسحب المعارضة البيان المذكور “ليس منطقيا” (..) لأن ذلك بدا لي وكأنه شرط مسبق. لم تشارك الحكومة معي في مناقشات إلا عن الإرهاب. في الحقيقة لم يقبلوا بالحديث عن أي موضوع سوى هذا”.
وانسحبت لهجة التشاؤم التي عبر عنها وزير الخارجية الفرنسي أيضا على تصريحات دي ميستورا نفسه الذي أعلن عشية المحادثات أن محادثات السلام السورية في فيينا تأتي في “مرحلة حرجة جدا”، قبل أن يصوّب سوداوية تصريحاته بصيغة دبلوماسية أخرى قال فيها إنه “بالطبع أنا متفائل لأنه لا يسعني أن أكون غير ذلك في مثل هذه اللحظات”، مضيفا “أنها مرحلة حرجة جدا جدا”.
لكن مراجع دبلوماسية أوروبية مراقبة قالت إنه يجب عدم التعويل كثيرا على الضوضاء التي ستحدث في فيينا والمواقف التي ستصدر من كافة الأطراف. وأضافت أن ما سيخرج عن وفد النظام كما عن وفد المعارضة لا يعدو كونه للاستهلاك الإعلامي داخل هذا المنبر الدولي المناسب لإطلاق المواقف والرسائل بكافة الاتجاهات وأن الجميع، وفود التفاوض ودي ميستورا كما عواصم القرار الكبرى، مدرك أن الظروف الدولية لم تنضج لإعطاء دفعات جدية للعبور نحو مسار التسوية.
تباين المواقف
في ثماني جولات من المفاوضات في جنيف، اصطدم النقاش بالخلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد، وهو بند اشترط الوفد الحكومي في الجولة الأخيرة الشهر الماضي سحبه من التداول لتحقيق تقدم في المفاوضات. وتطالب الأمم المتحدة طرفي النزاع بعدم فرض أي شروط مسبقة لضمان إحراز تقدم فعلي.
وبدا للمراقبين أن أجواء سوتشي حاضرة في فيينا وأن الكثير من جوانب نجاح وفشل المؤتمر الروسي مرتبط بأجواء المؤتمرين في العاصمة النمساوية.
ورغم أن موسكو حريصة على التأكيد على أن مؤتمر سوتشي لا يشكل مبادرة منافسة لتلك التي ترعاها الأمم المتحدة، إلا أن مصادر دبلوماسية أميركية قالت في واشنطن إن الإدارة الأميركية تراقب عن كثب الورشة الدبلوماسية الروسية في المنتجع الروسي خصوصا لجهة جدول الأعمال الذي قد يكون هدفه الالتفاف على جنيف.
والظاهر أن هذا الجانب هو السبب وراء عدم حسم هيئة التفاوض المعارضة بعد موقفها النهائي من المشاركة في مؤتمر سوتشي. وقد ربطت أمر مشاركتها بنتائج المحادثات التي ستجري في فيننا.
وقال رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري في هذا الصدد عشية بدء المحادثات في فيينا “إن هذين اليومين سيكونان اختبارا حقيقيا (..) لجدية كل الأطراف لإيجاد حل سياسي”.
أين طريق الحل
وأوضح المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية يحيى العريضي “أن هناك استحقاقا تسعى موسكو إلى القيام به ولا اعتقد إطلاقا أن سوتشي يمكن أن يصادر جنيف إذا كان هناك بحث حقيقي عن حل في سوريا”.
وأوضح العريضي أن “مؤتمر سوتشي يتناول نقطة واحدة تتعلق بالدستور، في حين أن القرار الدولي 2254 لا يتحدث عن الدستور فقط، بل يتحدث عن إيجاد بيئة آمنة وموضوعية ومناسبة لإجراء انتخابات، ولا يكون ذلك إلا بإيجاد جسم سياسي يشرف على هذه الأمور برعاية الأمم المتحدة”.
وأشارت مصادر المعارضة إلى أنها ستراقب في فيينا مدى جدية نوايا النظام للتفاوض والبناء على ذلك في تقرير حضور سوتشي من عدمه. وقال نصر الحريري إن جولة المفاوضات الحالية ستوضح جدية جميع الأطراف في العملية السياسية.
وقالت مصادر مقربة من وفد المعارضة في فيينا إن الوفد جاهز في الشكل والمضمون والأوراق المقدمة للدخول الفوري في مفاوضات جدية، وأن رفض وفد النظام الانتقال إلى التفاوض المباشر وبحث الملفات وفق جدول الأعمال الذي أعده المبعوث الدولي، يؤكد من جديد أن النظام مازال غير مؤمن بآلية التفاوض ومازال يعوّل على الخيار العسكري لفرض خياراته بشأن سوريا المستقبل.
وترى المعارضة السورية أن يتم تأسيس حكم انتقالي كامل الصلاحيات، وهو أمر ترفضه روسيا وإيران اللتان تدعمان نظام بشار الأسد، وتفضلان صيغة للتشارك في الحكم الموجود.
وفي ظل تباين مواقف الدول الداعمة للنظام والولايات المتحدة الأميركية التي تطلق تصريحات متباينة، فإن المعارضة متمسكة بالدعوة لاحترام القرار 2254، والتشديد على أن “حكومة الوحدة الوطنية” التي يروج لها النظام وحلفاؤه لن تستطيع أن تحل مكان “هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات”.
ويرى محللون سياسيون أن اجتماعات فيينا تجري وفق ظروف معقدة، لا سيما تلك التي استجدت بعد أن أعلن وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون استراتيجية واشنطن الجديدة في سوريا وتأكيده على بقاء القوات الأميركية في سوريا، كما حملة “غصن الزيتون” التي تشنها تركيا في منطقة عفرين ضد قوات حماية الشعب الكردية، بما يجعل أي مسعى دبلوماسي متعلق بمستقبل سوريا حاليا رهن التوافقات الكبرى التي لم تظهر أعراضها بعد.
التفاوض السورية: الأمم المتحدة مسؤولة عن هجمات النظام
بهية مارديني
«إيلاف» من لندن: أكد أعضاء في هيئة التفاوض السورية أن جرائم الحرب المرتكبة في منطقة الغوطة الشرقية بحق المدنيين، يجب أن تتوقف على الفور، محملين في بيان ، تلقت ” ايلاف ” نسخة منه ، الأمم المتحدة مسؤولية ما يحدث بسبب عجزها عن اتخاذ مواقف جادة تجبر النظام على وقف هجماته العسكرية المتكررة.
وفي اجتماع أجراه عدد من المسؤولين في هيئة التفاوض مع قياديين في الغوطة الشرقية، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة ، شدد عضو هيئة التفاوض عبد الإله فهد أن “الهيئة حريصة على استمرار التواصل مع كافة الفعاليات الثورية في كافة المناطق السورية، وتزويدهم بالمعلومات وكل ما يجري من مبادرات وحوارات في أروقة الأمم المتحدة والعملية التفاوضية”.
ولفت عضو هيئة التفاوض فراس الخالدي إلى “أن العملية السياسية تواجه خطراً بسبب محاولات إفراغ مسار جنيف وتمرير أدوات الحل الروسية على السوريين خلال المؤتمر المزمع عقده نهاية الشهر الحالي، واكد على أن هذه الثورة لن تتخلى عن مبادئها وأهدافها في قد العدوان ومحاسبة المجرمين”.
وحول مؤتمر سوتشي أوضح عضو هيئة التفاوض أحمد العسراوي أن المسؤولين الروس لم يقدموا الأجوبة الكاملة عن مؤتمر سوتشي خلال الزيارة التي أجراها وفد من الهيئة إلى موسكو الأسبوع الماضي، وأضاف أن الوفد أكد للجانب الروسي على أنهم متمسكين بالحل السياسي في سورية والتطبيق الحقيقي للقرارات الدولية، لافتاً إلى أن ذلك لن يتحقق مع بقاء النظام.
من جانبهم أكد القياديون في الغوطة على أن الوضع الإنساني الصعب يتفاقم بسبب استمرار الهجمات العسكرية ومواصلة فرض الحصار على كامل المنطقة، ومنع قوافل المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المحتاجين.
ولفتوا إلى أن روسيا لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه حول مناطق “خفض التصعيد”، وأضافوا أن زيارة وفد الهيئة إلى موسكو تزامنت مع إلقاء قنابل تحمل غاز الكلور السام على مدينة دوما، وهو ما أدى إلى اختناق العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
الهجوم التركي على عفرين يدخل يومه السابع
أردوغان يؤكد أنه لن يتراجع وعينه على منبج
أ. ف. ب.
اسطنبول: يشنّ الجيش التركي منذ العشرين من يناير هجوما جويا وبريا ضد فصائل كردية تعتبرها أنقرة “ارهابية” في شمال سوريا، لكنها في الوقت نفسه حليفة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
ويأتي هذا الهجوم بعد أن أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة “الجهاديين” انه يعمل على تشكيل قوة امنية حدودية من 30 الف عنصر في شرق سوريا، قوامها خصوصا من المقاتلين الاكراد، الأمر الذي أثار غضب أنقرة.
غصن الزيتون
في العشرين من كانون الثاني/يناير، شنّت القوات التركية هجوما بريا وجويا على منطقة عفرين تحت مسمى “غصن الزيتون”، استهدف مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردا مسلحا في جنوب شرق تركيا منذ أكثر من 30 عاما.
وفي حين نددت سوريا بما اعتبرته “عدوانا غاشما”، أعربت روسيا عن “قلقها” حيال هذا الهجوم التركي ودعت الى “ضبط النفس”. وقالت وزارة الدفاع الروسية أن العسكريين الروس غادروا منطقة عفرين “لمنع استفزازات محتملة وجعل حياة العسكريين الروس بمنأى من اي تهديد”.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية من جهتها ان “روسيا تتحمل مسؤولية هذه الهجمات، بقدر تحمّل تركيا لهذه المسؤولية”.
مخاوف “مشروعة
في 21 كانون الثاني/يناير، دخلت دبابات وقوات تركية برية منطقة عفرين.
واعلن رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم ان الهدف من العملية هو اقامة “منطقة امنية” بعمق ثلاثين كيلومترا انطلاقا من الحدود بين البلدين.
من جهتها دعت وزارة الخارجية الأميركية تركيا الى “ممارسة ضبط النفس وضمان ان تبقى عملياتها محدودة في مداها ومدتها، ودقيقة” في أهدافها.
لكن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أكد أن أنقرة أبلغت الولايات المتحدة مسبقا بعمليتها في سوريا، مشيرا إلى وجود مخاوف أمنية “مشروعة” لدى الجانب التركي.
في الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير كرر وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون دعوته الى “ضبط النفس”، مقرا في الوقت نفسه ب”الحق المشروع لتركيا بحماية نفسها”.
لن نتراجع
اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن “مسألة عفرين سيتم حلها، ولن نتراجع. تحادثنا بهذا الشأن مع اصدقائنا الروس، ونحن متفقون”.
ودعت قوات سوريا الديموقراطية، التي يشكل الاكراد مكونها الرئيسي، التحالف الدولي الى “تحمل مسؤولياته” وأكدت أن الهجوم “دعم واضح وصريح” لتنظيم الدولة الاسلامية.
قذائف على تركيا
في الثالث والعشرين من كانون الثاني/يناير اعلنت وحدات حماية الشعب الكردية “النفير العام” في شمال سوريا، وتكثفت الهجمات بين القوات التركية والمقاتلين الاكراد.
وفي اليوم التالي اطلقت قذيفتان من الاراضي السورية سقطتا على مدينة كيليس التركية، ما دفع المدفعية التركية الى الرد.
وقال اردوغان عن سير المعارك ان “الجيش التركي والجيش السوري الحر يستعيدان السيطرة على عفرين خطوة خطوة”.
خلافات اميركية تركية
اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترمب، بحسب البيت الابيض، انه “يحض تركيا على الحد من عملياتها العسكرية” ويطلب من نظيره التركي في اتصال هاتفي معه بتجنب “اي عمل يمكن ان يتسبب بمواجهة بين القوات التركية والاميركية”.
الا ان مصادر رسمية تركية نفت في الخامس والعشرين من الشهر الحالي هذه الرواية للبيت الابيض وقالت ان “الرئيس ترمب لم يعبر عن القلق بشأن تدهور الوضع” في عفرين.
واعلن البنتاغون ان واشنطن وانقرة تبحثان في اقامة “منطقة امنية” على الحدود السورية.
وطلبت الادارة الذاتية للاكراد في عفرين المساعدة من النظام السوري لمواجهة الهجوم التركي.
تنظيف منبج
في السادس والعشرين من كانون الثاني/يناير واصلت انقرة قصف مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين.
وقام الرئيس التركي مساء الخميس بجولة على المنطقة الحدودية مع سوريا واعلن عزمه على توسيع نطاق الهجوم التركي. وقال في هذا الاطار “سنطهر منبج من الارهابيين (…) بعدها نواصل كفاحنا حتى لا يبقى ارهابي حتى الحدود العراقية”.
ومنذ العشرين من كانون الثاني/يناير اوقعت هذه المواجهات اكثر من 110 قتلى من المقاتلين العرب الموالين لتركيا ومن وحدات حماية الشعب الكردية، كما سقط 38 مدنيا غالبيتهم بالقصف التركي. اما انقرة فاعلنت انها فقدت ثلاثة جنود اتراك سقطوا في المعارك.
ورقة غربية ـ إقليمية لسوريا: تقليص صلاحيات الرئيس
الأمم المتحدة تطالب وفد دمشق ببحث الدستور في فيينا
لندن: إبراهيم حميدي
قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون توصل مع نظرائه من دول أوروبية وإقليمية إلى ورقة تعكس تصوراً مشتركاً للحل السياسي لمستقبل سوريا، تضمن سلسلة من العناصر بينها تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية و«رسم الحدود» بينه وبين رئيس الوزراء، إضافة إلى «حيادية» أجهزة الأمن و«انسحاب الميليشيات الأجنبية» من سوريا.
واقترحت الورقة على المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أن «يضغط» على وفدي الحكومة والمعارضة لـ«إجراء مفاوضات جوهرية للإصلاح الدستوري، ومعايير للإشراف الأممي على الانتخابات، وخلق بيئة آمنة ومحايدة بسوريا بما في ذلك إجراء حملات انتخابية من دون خوف».
بدوره، بعث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش برسالة خطية إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تضمنت معايير محددة يجب أن تتحقق قبل مشاركة الأمم المتحدة في «سوتشي» الاثنين والثلاثاء المقبلين. وكان أحد المعايير هو «الانخراط البناء» لوفد الحكومة السورية في مفاوضات السلام في فيينا التي بدأت أمس بلقاء بين دي ميستورا مع كل من الوفدين.
لاجئة سورية تعد أطباقاً من حلب ودمشق لضيوف مهرجان برلين السينمائي
ستقوم بالطهي لأكثر من 400 ضيف سيحضرون الحفل
برلين – لندن: «الشرق الأوسط»
رغم المأساة الدائرة في سوريا برز المطبخ السوري في أبهى حلله من خلال اللاجئات اللاتي أجبرتهن الحرب المستمرة في بلادهن للهروب إلى أوروبا وغيرها من دول العالم. وتوالت القصص حول المطاعم السورية التي أقيمت في تلك البلاد وقابل ذلك الانتشار إقبال واضح على التمتع بمذاق الأطعمة المعدة بأيدي نساء سوريات.
وبالأمس أوردت وكالة رويترز أن مهرجان برلين السينمائي الدولي قد كلف اللاجئة السورية ملكة جزماتي بطهي أصناف من الطعام من حلب ودمشق لكبار الضيوف في افتتاح المهرجان الشهر المقبل.
ويعكس اختيار جزماتي أهداف المهرجان الذي بدأ في عام 1951 ليسلط الضوء على أفلام تناقش قضايا اجتماعية وسياسية ملحة في العالم.
وكرس المهرجان، الذي يعرف أيضا باسم (برلينالي)، برنامجه في 2016 للاجئين والهجرة بعد وصول أكثر من مليون لاجئ من الشرق الأوسط وأفريقيا، بينهم جزماتي نفسها، إلى أوروبا مما أحدث هزة عنيفة في الساحة السياسية الأوروبية.
وخلال حفل الاستقبال في افتتاح مهرجان برلين السينمائي الدولي في فبراير (شباط) ستقوم جزماتي (30 عاما)، التي تدير مع زوجها شركة لتوريد الأطعمة في برلين، بالطهي لأكثر من 400 ضيف سيحضرون الحفل.
وردا على سؤال عن رد فعلها عندما علمت باختيارها لهذا الحدث قالت جزماتي «عندما ذهبت واستوعبت أنه ليس أي مهرجان بل هو برلينالي غمرتني السعادة… بدا الأمر وكأنني أقترب من تحقيق أحلامي».
وستعمل جزماتي تحت إدارة الطاهي الرسمي للمهرجان مارتن شرف وبالتعاون مع الطاهية اللبنانية الأميركية باربرا مسعد المعروفة بتأليفها كتبا عن الطهي والأطباق السورية. وتتنوع الأصناف في قائمة الأطعمة التي ستقدمها من الباذنجان المحشو من حلب إلى المعكرونة السورية من دمشق المتبلة بصلصة التمر الهندي ودبس الرمان.
وقالت جزماتي لتلفزيون رويترز «يعتقد الناس أن طعامنا ليس فيه إلا الفلافل والحمص لكن بعد ذلك يعرفون أنه مطبخ ثري جدا».
ويفتتح المهرجان في 15 فبراير بالعرض الأول عالميا لفيلم ويس أندرسون (أيل أوف دوجز) وهو فيلم رسوم متحركة يقوم بالتجسيد الصوتي لشخصياته نجوم من هوليوود من بينهم بيل موراي وسكارليت يوهانسن وتيلدا سوينتون.
معارك في عفرين وأردوغان يتطلع لتطهير منبج
الطقس الماطر والتضاريس الجبلية يعوقان توغل القوات التركية والجيش السوري الحر في منطقة عفرين (رويترز)
الطقس الماطر والتضاريس الجبلية يعوقان توغل القوات التركية والجيش السوري الحر في منطقة عفرين (رويترز)
قال مراسل الجزيرة إن منطقة عفرين في شمال سوريا تشهد معارك كر وفر وغارات جوية تركية، في حين تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإتمام العمليات العسكرية في عفرين ثم التوجه إلى منطقة منبج “لتطهيرها” وتسليمها إلى العرب.
وذكر مراسل الجزيرة عمرو حلبي من شرق عفرين أن الطيران التركي شن في الساعات الأخيرة غارات جوية على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين، كما نفذت القوات التركية قصفا مكثفا بالمدفعية وراجمات الصواريخ اليوم الجمعة.
وأضاف المراسل أن الوحدات الكردية حاولت الهجوم على مواقع الجيش التركي والجيش السوري الحر في منطقة عفرين من عدة محاور، لكن محاولاتها باءت بالفشل. وفي الوقت نفسه قالت الوحدات الكردية إن تسعة مدنيين قتلوا في قصف تركي استهدف قرية معبطلي في عفرين.
وأوضح مراسل الجزيرة أن الطقس الماطر والتضاريس الجبلية يؤثران على سير العمليات التركية في عفرين ويعوقان تقدم الآليات في سيرها إلى عمق عفرين شمال غربي سوريا.
ونقل عن قادة عسكريين في الجيش التركي والجيش السوري الحر قولهم إن العمل الآن يتركز على إقامة التحصينات الدفاعية وانتظار الوقت المناسب لمواصلة التوغل نحو عمق عفرين.
يأتي هذا في اليوم السابع من عملية “غصن الزيتون” التي يشنها الجيش التركي ومعه الجيش السوري الحر لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة عفرين وإقامة منطقة أمنية على الحدود السورية التركية.
نحو الحدود العراقية
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم في خطاب ألقاه بـأنقرة إنه بعد السيطرة على عفرين “سنطهر منبج من الإرهابيين، بعدها نواصل كفاحنا حتى لا يبقى إرهابي حتى الحدود العراقية”.
وذكر أردوغان أن تركيا ستسلم منبج لأصحابها الحقيقيين، وهم العرب، حسب قوله. وتخضع منبج لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، وهي تقع على بعد نحو مئة كيلومتر شرق عفرين، وتتمركز فيها مئات العناصر من الجيش الأميركي.
وحذرت واشنطن أنقرة في وقت سابق من أن التدخل في منبج قد يتسبب في اشتباك بين القوات الأميركية هناك والقوات التركية، وردت تركيا بدعوة الأميركيين إلى إخراج جنودهم من المنطقة. ونوقشت هذه المسألة في اتصال هاتفي بين الرئيسين الأميركي والتركي يوم الأربعاء.
وقال أردوغان في كلمته اليوم “البعض يطالبنا بإلحاح بأن نعمل على أن تكون هذه العملية قصيرة الأمد. اسمعوا، إنها لا تزال في يومها السابع. كم من الوقت استمرت العملية في أفغانستان؟ كم من الوقت استمرت العملية في العراق؟”.
من ناحية أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المواجهات أوقعت منذ السبت الماضي 110 قتلى في صفوف الجيش السوري الحر ووحدات حماية الشعب الكردية، بينما قتل 38 مدنيا غالبيتهم في قصف تركي، وفقا للمرصد.
المصدر : الجزيرة + وكالات
موسكو تدفع باتجاه “سوتشي” ومباحثات فيينا متواصلة
قال الكرملين إن مؤتمر الحوار السوري المزمع عقده نهاية الشهر الجاري في سوتشي سيكون خطوة مهمة لتسوية الأزمة السورية، في حين تتواصل المساعي الأممية لتحقيق تقدم في المفاوضات السورية الجارية في فيينا.
وأشار الناطق باسم الكرملين ديميتري بسكوف -في تصريحات صحفية- إلى أنه من الخطأ الظن بأن مؤتمر سوتشي سيضع نقطة نهائية في التسوية السياسية للأزمة السورية، لكن إطلاقه خطوة مهمة في طريق هذه التسوية، حسب قوله.
وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يعتزم في الوقت الراهن حضور مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
وينتظر أن تعلن المعارضة السورية موقفها من مؤتمر سوتشي، بحسب رئيس وفد المعارضة نصر الحريري، الذي أكد في وقت سابق أن ما سيجري في فيينا سيحدد قرار المعارضة بخصوص المشاركة في مؤتمر سوتشي.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت إن موسكو وجهت الدعوة إلى 1600 شخص لحضور مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وإن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيحضر المؤتمر.
وانتقدت المسؤولة الروسية الإستراتيجية الأميركية في سوريا، وقالت إنها تهدف إلى تقسيمها، وإن واشنطن تعتزم جعل الوجود العسكري الأميركي في سوريا دون سقف زمني، وهو ما يشكل مخالفة للقانون الدولي ولا يخدم التسوية السياسية في نظرها.
الحريري أكد أن ما سيجري في فيينا سيحدد قرار المعارضة بشأن المشاركة في مؤتمر سوتشي (الجزيرة)
محادثات فيينا
وفي فيينا، يلتقي المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا وفد النظام السوري في اليوم الثاني والأخير من المفاوضات.
وقال مراسل الجزيرة معن خضر إن ثمة جهودا دبلوماسية لتجنب خروج الجولة الحالية من المفاوضات التي تختتم اليوم دون تقدم يذكر.
وأضاف -نقلا عن مصدر دبلوماسي- أن دي ميستورا سيسعى خلال لقاءات اليوم الجمعة لدفع النظام السوري إلى الدخول في نقاشات حول مسألة الدستور بعد رفضه أمس أي نقاش حول هذه المسألة.
في المقابل، قال مصدر في وفد المعارضة السورية إنهم أجروا لقاء إيجابيا مع المبعوث الأممي حول مسألة الدستور، إذ قدمت المعارضة رؤيتها لضرورة تحقيق انتقال سياسي كامل في البلاد، يسمح للسوريين بإجراء انتخابات برعاية أممية، والتوافق على دستور جديد للبلاد.
وبحث دي ميستورا أمس مع وفد النظام برئاسة بشار الجعفري مسألة الدستور التي تشكل بالإضافة إلى الانتقال السياسي والانتخابات ومكافحة الإرهاب النقاط الرئيسية لجدول أعمال هذه المفاوضات.
وكانت خمس دول -وصفت نفسها بالمجموعة الصغيرة (الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا والأردن والسعودية)- قدمت أمس الخميس إلى المعارضة السورية والمبعوث الأممي دي ميستورا رؤية للحل السياسي في سوريا وفق القرار الأممي 2254.
يذكر أن الجولة التاسعة من المحادثات بفيينا تأتي في مرحلة “حرجة” وفق تعبير المبعوث الأممي، لأنها تنعقد بعد نحو شهر من فشل جولة محادثات سابقة بجنيف في إحراز أي تقدم لحل النزاع المستمر في سوريا منذ نحو سبع سنوات، مقابل تحقيق قوات النظام السوري بدعم روسيا وإيران مكاسب ميدانية باستعادة مناطق من مقاتلي المعارضة.
المصدر : الجزيرة + وكالات
1.3 مليون سوري هجروا خلال عام
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن قرابة 1.3 مليون شخص هُجروا قسريا معظمهم هجّرهم النظام السوري خلال 2017، فضلا عن مقتل أكثر من عشرة آلاف آخرين.
جاء ذلك في تقرير صدر عن الشبكة أمس الخميس حول حالات التهجير والاشتباكات وقتلى الهجمات والاعتقالات والأسلحة المستخدمة عام 2017 في سوريا.
وأشار التقرير إلى أن نحو 450 ألف مدني اضطروا للنزوح واللجوء جراء هجمات تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري)، والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية من جهة، وقوات النظام وروسيا من جهة أخرى على محافظة الرقة.
وذكر التقرير أن نحو 450 ألف مدني نزحوا من الجهة الشرقية لنهر الفرات نحو ضفته الغربية في مدينة دير الزور (شرق) بسبب هجمات النظام وروسيا على المدينة.
ولفت إلى أن ما يقارب 300 ألف هربوا باتجاه الريف الشمالي لمحافظة إدلب جراء هجمات قوات النظام وروسيا المكثفة على الريف الجنوبي لحماة وإدلب نهاية عام 2017.
وتطرق التقرير إلى سياسات الحصار والتغيير الديموغرافي التي ينتهجها النظام، “حيث أجبر هو وداعموه سكان بعض المناطق المحاصرة على توقيع اتفاقيات إخلاء وتهجير”.
وأوضح أنه بموجب تلك الاتفاقيات هجر عشرات الآلاف من المدنيين والعناصر المعارضة المسلحة إلى مناطق مختلفة.
القتلى
وأفادت الشبكة في تقريرها أن أكثر من 10.204 مدنيين لقوا مصرعهم خلال عام 2017، معظمهم بنيران قوات النظام السوري.
وأضافت أن 4018 آخرين قتلوا العام الماضي، منهم 754 طفلا و591 امرأة جراء هجمات النظام وحالات تعذيب مارسها، في حين قتل 1436 مدنيًا إثر هجمات القوات الروسية، منهم 439 طفلا و284 امرأة.
كما أشار التقرير إلى مقتل 316 مدنيا قتلوا، منهم 58 طفلا و54 امرأة على يد تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية، و1421 آخرين، منهم 281 طفلا و148 امرأة بنيران تنظيم الدولة الإسلامية.
وحسب التقرير، فإن 1759 مدنيا لقوا مصرعهم جراء هجمات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، منهم 521 طفلا و332 امرأة.
وأضاف أن 211 مدنيا قتلوا، 47 منهم أطفال و30 امرأة، جراء الاشتباكات بين المعارضة المسلحة ومجموعات مناهضة للنظام من جهة وقوات النظام من جهة أخرى. كما ذكر التقرير أن 913 مدنيا، منهم 198 طفلا و97 امرأة قتلتهم جهات مجهولة.
ضحايا الكيميائي في خان شيخون.. ماتوا نياما (الجزيرة-أرشيف)
المعتقلون
وفيما يتعلق بالمعتقلين ذكر التقرير أن 6517 شخصا تعرضوا للاعتقال التعسفي في 2017، منهم 4796 اعتقلهم النظام، و647 اعتقلتهم وحدات حماية الشعب الكردية، فضلا عن 539 آخرين اعتقلهم تنظيم الدولة، و535 شخصا اعتقلتهم المعارضة المسلحة.
وذكرت الشبكة أن لديها قائمة بـ 117 ألف شخص من المعتقلين، ورجحت أن يكون العدد “أكثر من 215 ألفا، 99% من هذا الرقم اعتقلهم النظام”، وأكدت أن 232 مدنيا لقوا مصرعهم جراء التعذيب 211 منهم على يد النظام.
هجمات الكيميائي
وأعلنت في تقريرها أن النظام نفذ 17 هجوما بأسلحة كيميائية خلال العام الماضي، واستخدم غاز السارين في هجمات من ذلك النوع، وأنها استخدمت أسلحة كيميائية سبع مرات عقب هجوم خان شيخون.
ووثقت الشبكة استخدام قوات النظام قنابل عنقودية وهدامة في هجماتها، داعية إلى إيقاف كافة الهجمات التي تستهدف المدنيين في سوريا، ومطالبة بمعاقبة المسؤولين.
المصدر : وكالة الأناضول
روسيا: مؤتمر سوتشي مهم لكنه لن يسفر عن حل في سوريا
العربية.نت- وكالات
أعلن الكرملين، الجمعة، أن مؤتمر السلام السوري الذي يعقد الأسبوع المقبل في سوتشي سيكون مهماً، لكنه لن يسفر عن حل سياسي حاسم.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين لا يعتزم في الوقت الراهن حضور هذا المؤتمر.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت الخميس عن توجيه دعوات إلى نحو 1600 سوري لحضور مؤتمر “الحوار الوطني السوري” المزمع عقده في سوتشي في 29 و30 الجاري.
وأكدت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، أنه من المقرر أن يشارك في أعمال المؤتمر المقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
غياب كردي وشروط للهيئة العليا
في المقابل، أعلن مسؤول كردي كبير الخميس أن الجماعات الكردية الرئيسية السورية لن تشارك في مؤتمر سوتشي، قائلاً إنه لا يمكن مناقشة حل للحرب في ظل استمرار الهجوم التركي على منطقة عفرين.
في حين وضعت المعارضة السورية ممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات برئاسة نصر الحريري شروطها لحضور المؤتمر.
واشترطت عدم تكريس مسار سوتشي كمسار تفاوضي، وأن يعقد مرة واحدة فقط، ويصدر عنه توصيات لمسار جنيف فقط.
كما اشترطت أن ينضوي المؤتمر تحت مظلة القرار الأممي 2254، ويعترف النظام وموسكو بمسار جنيف مسارا شرعيا وحيدا للعملية السياسية.
وفد النظام السوري يشاكس دي ميستورا بفيينا.. “غير حيادي“
دبي- العربية.نت
شهد اليوم الأول من جولة فيينا للمباحثات السورية، مشادات كلامية خلال اجتماع المبعوث الأممي بوفد النظام، الخميس، إضافة إلى اتهامات لدي ميستورا بعدم الحيادية، بل تقديم مذكرة اعتراض رسمية بأدائه له، لا سيما بعد إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن والتي اتهم فيها النظام السوري بعرقلة الحوار.
وفي هذا السياق، أفاد مراسل “العربية” في فيينا حيث تعقد الجولة التاسعة من المفاوضات السورية، رفض وفد النظام أي تفاوض خلال الاجتماع كما كان مقرراً، مقترحاً ترك التفاوض إلى اجتماعات سوتشي الأسبوع المقبل على الرغم من أن المبعوث الأممي والهيئة العليا لم يحسما قرارهما بشأن حضورها.
شروط المعارضة لحضور سوتشي
وعلى صعيد متصل بمؤتمر سوتشي، أفادت مصادر معنية لـ”العربية” بأن المعارضة سلمت روسيا شروطا للمشاركة في المؤتمر أبرزها:
عدم تكريس مسار سوتشي كمسار تفاوضي، وأن يعقد مرة واحدة فقط، ويصدر عنه توصيات لمسار جنيف فقط.
وأن ينضوي المؤتمر تحت مظلة القرار الأممي 2254، ويعترف النظام وموسكو بمسار جنيف مسارا شرعيا وحيدا للعملية السياسية.
يذكر أن رئيس هيئة التفاوض، نصر الحريري، كان أعلن قبل انطلاق اجتماعات فيينا أن الهيئة لن تحسم ذهابها لسوتشي دون الحصول على معلومات كاملة عن المؤتمر من موسكو.
——————-
اتفاق على وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية أبرمت الحكومة والمعارضة في سوريا اتفاقا لوقف إطلاق النار لإنهاء القتال في ضاحية الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق، بحسب متحدث باسم المعارضة السورية.
وقال أحمد رمضان إن الاتفاق أبرم ، الجمعة، ثاني وآخر أيام جولة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بشأن سوريا في فيينا.
وشهدت ضاحية الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة والواقعة على مشارف دمشق قتالا عنيفا استمر لأكثر من شهرين منذ أن حاول معارضون كسر حصار حكومي شديد أدى إلى انقطاع الامدادات الغذائية والدوائية عن زهاء 400 ألف شخص محاصرين داخل المنطقة.
وفي السياق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره في بريطانيا، أن ما لا يقل عن 286 مدنيا قتلوا جراء قصف وغارات جوية شهدتها الغوطة الشرقية ودمشق الشهر الماضي بسبب القتال.