أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 29 أيلول 2016

 

 

«سلة خيارات» عسكرية وديبلوماسية تبحثها واشنطن وحلفاؤها للرد على موسكو

لندن – إبراهيم حميدي

يشعر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه «خدع» من نظيره الروسي فلاديمير بوتين وبأن نصائح وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر لجهة «عدم الثقة بنيات» بوتين كانت صحيحة، لذلك طلب أوباما من المؤسسات الأميركية ومستشاريه تقديم «مقترحات ملموسة» للرد على التصعيد الروسي بالتزامن مع بحث دول غربية واقليمية حليفة لواشنطن وسائل محددة للرد على «الخديعة الروسية» ولجم طموحات بوتين في مناطق أخرى في العالم بعد جورجيا واوكرانيا وسورية.

معروف أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، كان متحمساً للانخراط الديبلوماسي مع نظيره سيرغي لافروف وأنه كان يعبر في جلسات مغلقة عن أنه يعمل ضمن «صندوق الأدوات الذي أتاه الرئيس وهو الحوار الديبلوماسي من دون تهديد بالقوة». كما يقترب من هذا الموقف بريت ماغورك المبعوث في التحالف ضد «داعش» لجهة أولوية محاربة هذا التنظيم وتحقيق «انتصارات» ضده بمساعدة ايران وميليشياتها في العراق وبمساعدة الأكراد في سورية. في المقابل، عارض كارتر هذا الخيار ورفض أي تعاون مباشر بين الجيشين الأميركي والروسي في سورية في أجواء استعادة الحرب الباردة في مناطق أخرى. كما أن مدير «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي ايه) جون برينان عارض تبادل المعلومات الاستخباراتية حرصاً على السرية والقلق من اطلاع جهاز الاستخبارات الروسي على آلية عمل «سي آي ايه».

أوباما، وضع ثقله وراء خيار كيري – ماغورك رغم تحفظات كارتر – برينان وأعطى تعليمات لكيري بتوقيع اتفاق التعاون في ٩ أيلول (سبتمبر)، لكن انهيار وقف النار وضرب قافلة المساعدات الإنسانية في ريف حلب (بعد الضربة الغامضة على موقع للجيش السوري في دير الزور) وانتقال روسيا من دور المتحفظ في معركة حلب الى قيادة معركة استعادة المدينة واقتحام أحيائها الشرقية وتدمير كل البنى التحتية والخدمية والطبية، وضعت أوباما في موضع محرج أمام معارضي التعاون وصار تحت ضغط من مؤسسات أميركية ومن الحزب الديموقراطي قبل الانتخابات ومن حلفاء واشنطن في اوروبا والشرق الأوسط الذين كانوا منزعجين أصلاً من حصرية التعاون مع روسيا وغياب الشفافية بين الحلفاء.

أول خطوة، كانت المواجهة الكلامية بين واشنطن وحلفائها وموسكو في مجلس الأمن ووصف الهجمات الروسية بـ «البربرية»، ثم عقد كيري اجتماعاً مع الحلفاء الأوروبيين والاتحاد الأوروبي لبحث الأزمة السورية وإصدار بيان ختامي، حمل روسيا مسؤولية التصعيد والقصف. وأعطى أوباما الضوء الأخضر لبحث خيارات الرد على بوتين حيث عقدت جلسات لمراكز ابحاث في عواصم غربية وجلسات عمل لمسؤولين عسكريين وأمنيين وديبلوماسيين لمراجعة «سلة الخيارات». ووفق ديبلوماسيين ومسؤولين غربيين تشمل لائحة الخيارات:

– الإعلان رسمياً أن روسيا ليست شريكة في البحث عن حل ديبلوماسي في سورية وبدء النظر لها على انها «مخرب للحل».

– وقف عمل «المجموعة الدولية لدعم سورية» التي يرأسها الجانبان الأميركي والروسي منذ بدء عملية فيينا في خريف العام الماضي وتوقيف العمل بمجموعتي العمل الخاصة بالمساعدات الإنسانية والخاصة بوقف العمليات القتالية اللتين تعقدان برئاسة أميركية – روسية أسبوعياً في جنيف.

– انتقال واشنطن بدلاً من ذلك للتنسيق مع حلفائها الغربيين والإقليميين، على عكس ما كان يحصل منذ اكثر من سنة عندما اشترطت موسكو أن يكون التعاون ثنائياً بين أميركا وروسيا.

– وقف دعوات رفع العقوبات عن روسيا من أوروبا والبحث في تعميق العقوبات، إضافة الى الحديث مع دول اقليمية لمعاقبة موسكو في أسواق النفط.

– بدء حملة إعلامية – سياسة وإعلامية ضد روسيا وبدء إثارة الموضوع السوري ودور روسيا في جلسات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وتحميل روسيا مسؤولية مباشرة للقصف والغارات والقتل، إضافة الى تحريك ملف قصف قافلة المساعدات في مجلس الأمن وتحريك ملف الأسلحة الكيماوية والكلور.

– بدء حملة غربية في الأمم المتحدة لـ «طرد» الحكومة السورية، مقابل رفع مستوى التعاون مع «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة وعقد لقاءات سياسية رفيعة المستوى معها وإبقاء المعارضة المعتدلة على قيد الحياة.

– بدء دول غربية فرض عقوبات اقتصادية إضافية على دمشق والضغط على دول غربية أو عربية لوقف تطبيع مع دمشق وفتح أقنية أمنية وديبلوماسية معها و «قطع الطريق على استعادة الشرعية».

– عسكرياً، وضعت على طاولة وزارات الدفاع والخبراء العسكريين خيارات عدة: بحث إقامة منطقة حظر جوي محدود فوق حلب، إقامة منطقة حظر جوي جنوب سورية، إعطاء الضوء الأخضر لتركيا في قيادة عملية عسكرية مع «الجيش الحر» لطرد «داعش» من الرقة، توجيه ضربات لمدرجات الطيران السوري، توجيه ضربات لقواعد الجيش السوري، توجيه ضربات لميليشيات حليفة للقوات النظامية السورية، إضافة الى بحث اقتراح لإرسال قافلة مساعدات إنسانية بحماية عسكرية من تركيا الى ريف حلب.

– أمنياً، تقديم معلومات استخباراتية أكثر لفصائل معارضة عن مناطق انتشار القوات النظامية السورية وحلفائها، تقديم دعم عسكري أكثر من حيث الكم والنوع لفصائل الجيش الحر»، ورفع الفيتو الذي كان قائماً بمنع وصول أسلحة نوعية. هنا، تطابقت معلومات عن وصول كميات كبيرة من الذخيرة والسلاح شملت مضادات للدروع وراجمات غراد الى «جيش ادلب الحر» الذي تشكل أخيراً من تحالف ثلاثة فصائل معتدلة. كما تطابقت معلومات عن وجود مضادات جوية، لكن مداها لا يصل الى الطيران الحربي الروسي أو السوري. الهدف، جعل اي تقدم للقوات النظامية وأنصارها وروسيا مكلفاً وبقاء الميزان العسكري غير منحاز في شكل كامل لمصلحتهم الى حين وصول رئيس أميركي جديد.

واشنطن تنتظر أفعالاً من موسكو. والاختيار من قائمة الخيارات مرتبط بـ «الخطوط الحمر» التي رسمها أوباما لمستشاريه وحلفائه، وهي انه يجب أن تتضمن الخيارات إرسال رسالة واضحة الى الكرملين بالانزعاج من كيفية التعاطي مع مبادرات واشنطن، وعدم تقييد خيارات الإدارة الأميركية الجديدة بتغيير كبير في ميزان القوى في سورية من روسيا وحلفائها، لكن في الوقت نفسه لا تؤدي الخيارات الى مواجهة عسكرية مباشرة بين واشنطن وموسكو في سورية خلال الأشهر الأخيرة لإدارة أوباما ولا تعرض القوات الأميركية في العراق لأخطار هجمات من الميليشيات الايرانية رداً على اي تصعيد في سورية باعتبار أن استراتيجية أوباما قائمة على أولوية العراق ومحاربة «داعش».

 

واشنطن تدرس الرد على «هجمة موسكو»

لندن، نيويورك، واشنطن، موسكو، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تبحث إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «خيارات جديدة» للرد على «هجمة موسكو» للتعاطي مع الأزمة السورية، بينها «تجميد» المحادثات مع روسيا رداً على التصعيد العسكري من موسكو ودمشق في حلب في مقابل تعهدات موسكو استمرار العمليات العسكرية وإشارتها إلى «انهيار عصبي» في واشنطن، في وقت تضاربت المقترحات حول التوصل إلى وقف إطلاق النار في حلب من جانب فرنسا وروسيا، ما انعكس استمراراً للتصعيد الروسي- الغربي والانقسام العميق داخل مجلس الأمن وسط مناشدة الأمم المتحدة المجلس فرض هدنة إنسانية ليومين.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري رداً على أسئلة خلال مؤتمر لمراكز الأبحاث في واشنطن، غداة توجيهه تحذيراً مماثلاً خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف: «نحن على وشك تعليق المحادثات لأنه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف الذي يجري، أن نجلس ونحاول أن نأخذ الأمور بجدية». وقال أنطوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأميركي للمشرعين: «الرئيس (أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد. عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام المقبلة ستتاح الفرصة للعودة والحديث عنها بالتفصيل». وأوضح مسؤولون في إدارة أوباما أنهم بدأوا البحث في إجراءات أشد بما في ذلك الخيارات العسكرية للرد على هجوم القوات الحكومية السورية الذي تدعمه روسيا على حلب.

في المقابل، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين: «تواصل موسكو عمليتها الجوية دعماً للحملة ضد الإرهاب التي تخوضها القوات المسلحة السورية». وأضاف: «نأخذ علماً للأسف بالطابع غير البناء لخطاب واشنطن في الأيام الماضية».

وفي تعليق على تصريح لجون كيربي الناطق باسم الخارجية الأميركية حذر فيه روسيا «من تعاظم خسائرها وتلقيها المزيد من جثث عسكرييها في الأكياس، بل حتى إسقاط طائراتها» في سورية، قال إيغور كوناشينكوف الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية: «رُفعت الأقنعة أيها السادة. إنني على يقين تام بأن كيربي الذي خلع البزة العسكرية أخيراً وارتدى زي الناطق باسم الخارجية الأميركية، يدرك تماماً الآثار التي ستترتب على تصريحه. العبارات الصادرة عن كيربي اعتراف أميركي صريح بأن جميع ما يسمى بالمعارضة السورية ليست إلا حشداً إرهابياً دولياً خاضعاً لإمرة واشنطن». وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، إن تصريحات كيربي «دليل على انحدار الإدارة الأميركية الحالية لممارسة سياسة وضيعة، وتمثل دعوة موجهة للإرهابيين لمهاجمة روسيا. لا يمكن أن نصف هذا الأمر إلا بأنه في الواقع دعم للإرهابيين من جانب الولايات المتحدة». وتابع: «أصيبت واشنطن أمس بانهيار عصبي جديد على خلفية كون إدارة أوباما غير جاهزة للوفاء بجزئها من الاتفاقات التي توصلنا إليها بجهود كبيرة بذلها مختلف الهيئات».

في نيويورك، قوبل المقترح الروسي الذي أعلن من موسكو بهدنة من ٤٨ ساعة برفض غربي عبر عنه السفير البريطاني ماثيو ريكروفت، معتبراً أنه «وضع من جانب الروس كي يبدو جيداً، لكنه يسمح للروس بمواصلة هجماتهم القاتلة»، مشدداً على أنه «مقترح مختلف عما تطالب به الأمم المتحدة». وأضاف: «علينا الانتقال إلى اعتماد شكل آخر من الديبلوماسية» مع روسيا، مؤكداً أن «هذا ما سيكون عليه الوضع في الأيام المقبلة» من دون أن يوضح هذه الديبلوماسية.

ومما أطلق من تصريحات من واشنطن «بالتفكير في خيارات جديدة» في شأن سورية، قالت السفيرة الأميركية سامنثا باور: «إننا الآن نمر في منعطف» في الحرب السورية»، معتبرة أن «روسيا ونظام الأسد يطلقان حملة قصف شعواء ووحشية على المدنيين ويصفونهم في الوقت ذاته بأنهم إرهابيون». واعتبرت أن «حملة القصف هذه ستؤدي إلى تدفق المزيد من اللاجئين، ولكن أيضاً إلى المزيد من التطرف»، وما تفعله روسيا والنظام السوري «هو هدية إلى داعش وجبهة النصرة، التي يقولون إنهم يريدون أن يوقفوها».

وأضافت باور أن روسيا والنظام السوري شنا ١٧٠٠ غارة على شرق حلب حتى الآن، معتبرة أن السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري «يعبر عن الوحشية والدم البارد» لقصف المدنيين.

وعلقت باور على فيديو نقل عن السفير السوري عندما رد بالضحك على سؤال صحافي سأله عن سبب قصف القوات الحكومية السورية مركزين طبيين في شرق حلب. وقالت: «رأينا كيف ضحك السفير السوري على ما يجري في حلب، وهو مفاوض النظام في جنيف. هذه هي الوحشية التي نتحدث عنها، وروسيا تقف إلى جانب هؤلاء، وتقصف مع النظام لتتجاوز في الوحشية كل ما رأيناه من النظام في هذه الحرب» حتى الآن.

وجدد السفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر القول إن فرنسا أعدت مشروع قرار لإعلان هدنة في حلب، ونشر آلية مراقبة ميدانية له، وإجراء المحاسبة على الجرائم المرتكبة، موضحاً أن «النقاشات بدأت حوله وستستمر، ولن ندخر جهداً للتوصل إلى وقف للنار في حلب». وعما إذا كان بحث المشروع مع نظيره الروسي في نيويورك، قال ديلاتر: «نحن على اتصال مع الروس وكل أعضاء مجلس الأمن، ومن المبكر القول أين وصلت المشاورات».

وسئل الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك ما إذا كانت الأمم المتحدة اطلعت على المقترح الروسي لوقف النار الذي أعلن من موسكو أمس، فنفى أي علم للأمم المتحدة به. وقال إن الأمم المتحدة «غير مطلعة على مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، وما نريد أن نراه هو تعاون فعلي بين رئيسي مجموعة الدعم الدولية لسورية، للتوصل إلى وقف القتال والسماح لنا بإرسال المساعدات». وأشار إلى أن المساعدات لم تصل إلى حلب منذ أسابيع.

وقدم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين أمس، إحاطة إلى مجلس الأمن جدد فيها المطالبة بدعم المجلس هدنة أسبوعية من ٤٨ ساعة على الأقل. وقال إن ٣٧٠ مدنياً قتلوا في شرق حلب منذ بدء هجوم القوات السورية الحالي، وإن أنواع الأسلحة المستخدمة لم تستخدم سابقاً وتسبب تدميراً رهيباً.

وحذر من أن حجم الكارثة الإنسانية في شرق حلب غير مسبوق ومن انتشار الأوبئة والتسمم، مشيراً إلى أن «١٠٠ ألف طفل عالقون في شرق حلب». وقال إن حصار شرق حلب رفع عدد المحاصرين في سورية إلى ٨٦١ ألفاً، داعياً المجلس إلى تحمل مسؤولياته وفرض هدنة طارئة.

 

حوالى 10 آلاف قتيل خلال سنة من الغارات الروسية على سورية

بيروت، جنيف – أ ف ب، رويترز

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم، بمقتل 9364 شخصاً بينهم 3804 مدنيين في سورية جراء الغارات التي تشنها روسيا منذ بدء تدخلها العسكري قبل سنة.

وقال «المرصد» إن بين المدنيين الذين قتلوا جراء الغارات التي تنفذها روسيا منذ 30 أيلول (سبتمبر) 2015 على مناطق عدة في سورية، 906 أطفال، وقتل 2746 مقاتلاً من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و2814 مقاتلاً من الفصائل المعارضة وبينها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً).

وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «الحصيلة هي جراء الغارات الروسية التي تمكننا من التأكد منها»، لافتاً إلى أن «العدد قد يكون أكبر لوجود قتلى لم نتمكن من تحديد هوية الطائرات التي استهدفتهم».

وتسببت الغارات الروسية خلال عام بإصابة «20 ألف مدني على الأقل بجروح»، وفق عبد الرحمن. وندد عبد الرحمن بحصيلة القتلى المرتفعة، معتبراً أن «روسيا تمعن في قتل المدنيين وارتكاب المجازر في سورية من دون أن تعير أي اهتمام للمجتمع الدولي والقوانين الدولية».

وفي شأن متصل، قال مسؤول كبير في «منظمة الصحة العالمية» اليوم إن المعارك في الجيب المحاصر شرق حلب أدت إلى مقتل 338 شخصاً على مدى الأسابيع القليلة الماضية بينهم 106 أطفال وإصابة 846 بينهم 261 طفلاً.

وقال مدير «إدارة الطوارئ والاستجابة الإنسانية» في المنظمة خلال إفادة للأمم المتحدة في جنيف «نطلب أربعة أشياء… أوقفوا القتل… أوقفوا الهجمات على الرعاية الصحية… اسمحوا بخروج المرضى والمصابين واسمحوا بدخول المساعدات».

وبدأت روسيا، الحليف الأبرز لنظام بشار الأسد، في 30 أيلول (سبتمبر) 2015 حملة جوية مساندة للنظام، تقول إنها تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» ومجموعات «إرهابية» أخرى. وتتهمها دول الغرب وفصائل سورية معارضة باستهداف المجموعات المقاتلة المعتدلة أكثر من التركيز على المتطرفين.

ومنذ حوالى عشرة أيام، تنفذ الطائرات الروسية غارات مكثفة على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب شمال سورية، أوقعت مئات القتلى والجرحى، ما استدعى تنديداً من دول غربية عدة وصل إلى حد اتهامها والنظام السوري بارتكاب «جرائم حرب».

وأفاد «المرصد» بسيطرة قوات النظام اليوم على «المشفى الكندي» في شمال مدينة حلب، والذي كان تحت سيطرة فصائل المعارضة منذ نهاية العام 2013. وتأتي سيطرة النظام على المشفى المدمر غداة استعادتها مخيم حندرات المجاور لها شمال المدينة. وبحسب عبد الرحمن، «تتيح سيطرة قوات النظام على المنطقة التقدم أكثر إلى أحياء المعارضة وتحديداً الهلك والحيدرية من جهة الشمال».

وفي وسط المدينة، تدور معارك عنيفة اليوم بين قوات النظام والفصائل المعارضة في حي سليمان الحلبي الذي يتقاسم الطرفان السيطرة عليه، بحسب «المرصد». وبحسب عبد الرحمن «تتبع قوات النظام في حلب سياسة القضم، في محاولة للسيطرة على الأحياء الشرقية» تزامناً مع غارات روسية تستهدف مناطق الاشتباك.

 

لا مكان آمناً للأطفال في حلب لمواجهة «القنابل الخارقة للتحصينات»

بيروت – أ ف ب

أكدت المنظمة غير الحكومية «سيف ذي تشيلدرن» اليوم (الجمعة) أن الأطفال لم يعودوا بأمان في حلب ولا حتى في المدارس تحت الارض التي يفترض أن تحميهم بسبب استخدام «قنابل خارقة للتحصينات» ضد الأحياء المحاصرة في المدينة الواقعة شمال سورية.

وقالت المنظمة في بيان إن استخدام هذه القنابل قد يشكل جريمة حرب. وأضافت أن «المدارس الواقعة في شرق حلب التي يفترض أن تفتح أبوابها غداً (…) ستبقى مغلقة على الأرجح بسبب هجوم وحشي يحرم حوالى 100 ألف طفل من التعليم».

وبدأت قوات النظام السوري منذ أسبوع هجوماً واسعاً بدعم من حليفها الروسي لاستعادة كل المدينة. وتحاصر هذه القوات أحياء الفصائل المقاتلة التي تضم حوالى 250 ألف نسمة بينما يقوم الطيران الروسي والسوري بقصفها.

وقال مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين في مجلس الأمن أمس إن الوضع في حلب هو «أخطر كارثة إنسانية تشهدها سورية حتى الآن»، وأضاف أن النظام الصحي في القسم الشرقي المحاصر من المدينة «على وشك الانهيار بشكل كامل».

والأطفال الـ 100 ألف الموجودون في هذه المنطقة المحاصرة التي تقصف باستمرار «هم الأكثر تأثراً» بهذه الأزمة، على حد قوله. وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة عن استخدام «قنابل خارقة للتحصينات» تهدف إلى تدمير منشآت تحت الأرض وهي بالتالي قادرة على اختراق غرف محصنة تحت الأرض.

وأوضحت المنظمة أنها تدعم 13 مدرسة بينها ثماني مدارس أقيمت تحت الأرض، وأضافت «بسبب استخدام قنابل خارقة للتحصينات يمكن أن تخترق الأرض على عمق أربعة أو خمسة أمتار قبل أن تنفجر، حتى هذه المدارس أصبحت أماكن خطرة».

ونقلت «سيف ذي تشيلدرن» عن عمر الذي يتولى إدارة واحدة من هذه المدارس في شرق حلب أن «الآباء يخشون إرسال أبنائهم إلى المدرسة لأن كل شئ يستهدف»، موضحاً أن «دوي القنابل المضادة للتحصينات بحد ذاته يثير الذعر والهلع».

 

احتدام الصراع الأميركي – الروسي على سوريا واشنطن تدرس خيارات جديدة بينها عسكرية

المصدر: (و ص ف، رويترز)

في موقف جديد يدل على تدهور العلاقات الاميركية – الروسية في الملف السوري، أعلن مسؤولون اميركيون ان واشنطن على وشك تعليق الاتصالات مع روسيا في ما يتعلق بسوريا وان الرئيس باراك اوباما كلف وكالات الامن القومي اعتماد خيارات جديدة حيال الازمة. أما روسيا، فأعلنت أن لا نية لديها لتعليق غاراتها الجوية الداعمة لقوات النظام السوري.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ردا على اسئلة خلال مؤتمر لمراكز الابحاث في واشنطن: “نحن على وشك تعليق المحادثات لانه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف الذي يجري (لحلب الشرقية)، ان نجلس ونحاول ان نأخذ الامور بجدية”.

وأضاف مهاجما روسيا المتحالفة مع النظام السوري من غير ان يسميها: “مع كل ما يحصل حاليا، لا اشارة الى مسعى جدي… وصلنا الى مرحلة بات علينا في اطارها ان نبحث… عن بدائل، ما لم يعلن اطراف النزاع بشكل واضح عن استعدادهم للنظر في مقاربة اكثر فاعلية”. ولم يوضح ما يمكن ان تكون هذه “البدائل”.

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بأن كيري تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عبر الهاتف عن “هشاشة” اتفاق لوقف النار في سوريا.

وعن تهديد كيري بتعليق الاتصالات مع موسكو، قال كيربي إنه ليس “تهديداً أجوف… الوزير تحدث فعلاً مع وزير الخارجية لافروف هذا الصباح … في شأن الوضع في حلب وفي شأن هشاشة الترتيب الذي توصلنا إليه في وقت سابق من هذا الشهر في جنيف… نحن مستعدون لتفعيل هذا النوع من التعليق”.

 

خيارات جديدة

الى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إن وكالات الأمن القومي الأميركية تبحث في خيارات في شأن سوريا بعضها خيارات جديدة في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ نحو خمس سنوات ونصف سنة.

وأدلى بلينكن بتصريحه رداً على سؤال عن “الخطة البديلة” للولايات المتحدة بعد إخفاق الديبلوماسية كما يبدو. وقال: “الرئيس (الأميركي باراك أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط بالغ… عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام المقبلة ستتاح لنا الفرصة للعودة والحديث عنها تفصيلاً”.

وتجري المناقشات الجديدة على “مستوى مسؤولي الإدارة” ولم تقدم حتى الآن أي توصيات الى أوباما الذي رفض من قبل إصدار أمر بعمل عسكري ضد الرئيس السوري الأسد.

وأفاد بلينكن أن أطرافا خارجيين ضالعين في الصراع في سوريا قد يبدأون بضخ مزيد من الموارد في الصراع مما قد يضر في نهاية المطاف بالرئيس السوري إضافة إلى روسيا.

في غضون ذلك، يدرس مسؤولون أميركيون اتخاذ ردود أقوى على هجوم الحكومة السورية التي تدعمها روسيا على حلب بما في ذلك الردود العسكرية، بيد أنهم وصفوا نطاق الردود بأنه محدود ويقولون إنه من غير المرجح اتخاذ إجراءات تنطوي على مخاطرة مثل الغارات الجوية على الأهداف السورية أو إرسال مقاتلات أميركية لمرافقة قوافل المساعدات.

وقال أوباما في اجتماع عقده الأربعاء في قاعدة عسكرية أميركية إنه في حاجة للاستماع الى أفكار عن إنهاء الحرب الأهلية السورية لا تتضمن اشتراك أعداد ضخمة من القوات الأميركية فيها.

وأكد أن الوضع “يفطر القلب” وأنه يعيد النظر في سياسته في سوريا كل أسبوع تقريباً. وأضاف: “سنستعين بخبراء مستقلين.. سأستعين بمنتقدين لسياستي: حسنا… أنتم لا ترون أن هذا هو الطريق الصحيح الذي ينبغي اتباعه… قولوا لي ما ترون أنه سيتيح لنا منع الحرب الأهلية الدائرة … في سوريا… ما من سيناريو -دون نشر أعداد كبيرة من قواتنا- يمكننا فيه أن نوقف حرباً أهلية كل طرف منغمس فيها بقوة”.

وأكد أن من المهم أن يكون “متعقلاً” في إرسال قوات نظراً “الى التضحيات الهائلة” التي ينطوي عليها ذلك وأيضا لأن الجيش الأميركي لا يزال يؤدي مهمات في أفغانستان والعراق.

 

الموقف الروسي

وفي المقابل، صرح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن القوات الجوية الروسية ستواصل دعم القوات الحكومية السورية وأن ما وصفه “بالحرب على الإرهاب” ستستمر.

ودعا واشنطن إلى تنفيذ وعدها بالتفرقة بين مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة و”الإرهابيين”. ووصف البيان الأميركي الأخير عن سوريا بأنه “طائش وغير مفيد”.

وكان يشير إلى بيان أصدره الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي الأربعاء وجاء فيه أن روسيا لها مصلحة في وقف العنف في سوريا لأن المتطرفين يمكن أن يستغلوا الفراغ هناك ويشنوا هجمات “على المصالح الروسية وربما المدن الروسية”.

وعلى رغم تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، قال بيسكوف إن موسكو لا تزال مهتمة بالتعاون مع واشنطن لمحاولة حل الأزمة السورية.

ونقلت وكالات روسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو غاضبة من لهجة التهديد في بيان الولايات المتحدة الأخير في شأن سوريا وتعتبره بمثابة دعم للإرهاب. وقال إن خطة لوقف النار لمدة سبعة أيام التي طرحتها الولايات المتحدة غير مقبولة وأن موسكو تقترح “هدنة إنسانية” مدتها 48 ساعة في حلب عوض ذلك.

 

كارثة انسانية

ووصف مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين امام جلسة لمجلس الامن الوضع في حلب بأنه “اخطر كارثة انسانية تشهدها سوريا حتى الآن”. وقال إن النظام الصحي في القسم الشرقي المحاصر من المدينة “على وشك الانهيار بشكل كامل”.

وقبل بدء جلسة المجلس، انتقدت المندوبة الاميركية الدائمة السفيرة الاميركية سامنتا باور “وحشية” الجيش السوري والقوات الروسية في قصفها لحلب.

وقال المندوب الفرنسي فرنسوا دولاتر إن فرنسا “بدأت تبحث في مشروع القرار الخاص بحلب الرامي الى فرض وقف لاطلاق النار”. لكنه أشار الى أن “من المبكر التكهن” بما اذا كانت روسيا مستعدة لقبول هذا النص.

واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اثر اتصال هاتفي بينهما، أن لدى روسيا “مسؤولية خاصة” لخفض مستوى العنف في سوريا.

ووصفت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني الغارات الجوية على حلب بأنها “مذبحة”.

 

الميدان

وتحدث مسؤول في المعارضة السورية و”المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن سيطرة قوات موالية للحكومة على معسكر حندرات شمال حلب. وهذه المرة الثانية تسيطر القوات الحكومية على المعسكر منذ بدأت عملية عسكرية في حلب الأسبوع الماضي.

أما مقاتلو المعارضة، فأحرزوا تقدماً في الريف قرب مدينة حماه في وسط البلاد.

ووصف القيادي في “جيش الفتح” أبو البراء الحموي الموقف بأنه ممتاز. وقال إنه “شكل ضغطاً كبيراً على النظام مما اضطره لسحب قوات نخبة من حلب والساحل باتجاه جبهات حماه”.

وقال معارض والمرصد السوري إن المعارضة سيطرت على قريتي خفسين وكراح.

واشار الحموي الى إن القريتين يقطنهما منتمون الى الطائفة العلوية.

وتقترب المعارضة من بلدة طيبة الاسم التي ستسمح السيطرة عليها باقفال طريق يؤدي إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة.

 

روسيا تتمسك بخيارها السوري وأوباما يأمل بـ«الحكمة»

واشنطن وموسكو: سياسة حافة الهاوية

كثفت الولايات المتحدة من وتيرة تهديداتها للروس والسوريين، مع اشتداد المعركة حول مدينة حلب، في ما يعكس تدهورا إضافيا في العلاقات بين موسكو وواشنطن التي دخلت مرحلة المزايدات السياسية في الاسابيع الاخيرة قبل الانتخابات الاميركية في تشرين الثاني المقبل.

وفي حين ان بعض التسريبات تتحدث عن خيارات مواجهة مباشرة يمكن ان تخوضها واشنطن في سوريا، الا ان التحفظات كانت واضحة من الرئيس الاميركي باراك اوباما بشأن خيار المواجهة المباشرة، فيما تجدد الحديث عن احتمال تصعيد دول اقليمية جهودها لتسليح الفصائل الارهابية لمواجهة الجيشَين السوري والروسي، في تأكيد على استمرار سياسة حافة الهاوية بين الاطراف.

وعلى الرغم من التلويح الأميركي الأخير بالتخلي عن اللهجة «الديبلوماسية» أمام روسيا بشأن الحرب في سوريا، تعهد الكرملين، أمس، بمواصلة دعمه العسكري للجيش السوري في الحملة التي يشنها ضد الارهاب، مقترحاً في الوقت ذاته هدنة إنسانية من 48 ساعة. ويأتي ذلك بينما حذرت الأمم المتحدة من «أخطر كارثة انسانية تشهدها سوريا» بفعل الحرب.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا ستواصل «عمليتها الجوية دعما للحملة ضد الارهاب التي تخوضها القوات المسلحة السورية»، معتبرا أن تصريحات المسؤولين الأميركيين عشية مرور عام على بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا «غير بناءة».

وأكد أن «موسكو لا تزال مهتمة بالتعاون مع واشنطن من اجل تطبيق الاتفاقات الموقعة بين الطرفين بشأن سوريا».

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي حول الخطر الذي يحدق بروسيا من جانب «داعش» بعد فشل الهدنة في سوريا، تصب في مصلحة الإرهابيين وتدل على إصابة الإدارة الأميركية بانهيار عصبي.

وقال ريابكوف إن هذه التهديدات دليل على انحدار الإدارة الأميركية لممارسة سياسة وضيعة، وتمثل «دعوة موجهة للإرهابيين لمهاجمة روسيا»، مشدداً على أن موسكو تعتبر تصريحات كيربي دعماً للإرهاب.

وتابع الديبلوماسي الروسي أن موسكو ترفض اقتراح واشنطن حول إعلان هدنة لمدة سبعة أيام في حلب، باعتبار أن الإرهابيين قد يستغلون مثل هذه الفترة الزمنية لإعادة نشر عناصرهم، لكنها (موسكو) تقترح «هدنة إنسانية» مدتها 48 ساعة في حلب عوضا عن ذلك.

ووصف ريابكوف تصريحات واشنطن عن تعليق التعاون مع روسيا بشأن سوريا بأنها عبارة عن «سياسة تهديد وابتزاز تستهدف فرض حلول تروق لواشنطن ووكلائها علينا»، مشيراً إلى أنه «من المستحيل التوصل إلى تسوية واستعادة الاستقرار على مثل هذا الأساس».

وفي هذا الإطار، اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن التصريحات الصادرة عن وزارة الخارجية الأميركية حول تعاظم خسائر روسيا إذا ما استمرت في عمليتها في سوريا، اعتراف صريح بإدارة واشنطن نشاط الإرهاب الدولي.

وفي رده على تصريح لكيربي كان قد حذر فيه روسيا من تعاظم خسائرها، «وتلقيها المزيد من جثث عسكرييها في الأكياس، بل حتى إسقاط طائراتها» في سوريا، قال كوناشينكوف: «لقد رُفِعت الأقنعة ايها السادة». واضاف: «نحن على علم كامل بعدد مَن تُسَمِّيهم واشنطن بالخبراء في سوريا عموما، وفي محافظة حلب حصرا، نحن على علم كذلك باستمرارهم في العمل الفاشل هناك على تفريخ إرهابيي جبهة النصرة مما يسمى بالمعارضة»، مضيفاً: «إذا ما تعلق الأمر بتهديد روسيا وحياة جنودنا في سوريا، فإن المسلحين لن يعثروا هناك حينها على الأكياس لوضع أشلائهم فيها، ولن يتسنى لهم الهروب من هناك».

بدوره، أكد كيربي، أن وزير الخارجية جون كيري «تحدث بالفعل إلى وزير الخارجية سيرغي لافروف بشأن الوضع في حلب وبشأن هشاشة الترتيب الذي توصلنا إليه في وقت سابق هذا الشهر في جنيف».

وكان كيري أعاد التأكيد، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة على وشك تجميد محادثاتها مع روسيا بشأن النزاع في سوريا، بسبب عدم توقف القصف في حلب. وقال خلال مؤتمر لمراكز الابحاث في واشنطن: «نحن على وشك تعليق المحادثات لأنه بات من غير المنطقي وسط هذا القصف الذي يجري، ان نجلس ونحاول ان نأخذ الامور بجدية».

وتابع كيري، مهاجماً روسيا من دون ان يسميها: «مع كل ما يحصل حاليا، لا توجد اي اشارة الى مسعى جدي. وصلنا الى مرحلة بات يتوجب علينا في اطارها ان نبحث عن بدائل، ما لم يعلن اطراف النزاع بشكل واضح عن استعدادهم للنظر في مقاربة اكثر فعالية».

إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن وكالات الأمن القومي الأميركية تبحث خيارات بشأن سوريا وبعضها خيارات جديدة، «في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية وبداية التحول السياسي (الحكومة الجديدة) في سوريا».

وقال في إفادة أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي إن «الرئيس (الأميركي باراك أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد»، مشيراً إلى أن «أطرافاً خارجية ضالعة في الصراع في سوريا قد تبدأ في ضخ مزيد من الموارد في الصراع، ما قد يضر في نهاية المطاف بالرئيس السوري (بشار الاسد) إضافة إلى روسيا».

صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت أن الإدارة الأميركية أعادت فتح النقاش الداخلي حول تزويد مقاتلي «المعارضة» بأسلحة. ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «النقاش المتجدد حول ما يشار إليه داخل الإدارة الأميركية باسم الخطة باء، يركز على إمكانية السماح لوكالة الاستخبارات المركزية وشركائها في المنطقة بتزويد وحدات من المجموعات المسلحة المدعومة من الـ «سي آي ايه»، بأنظمة عسكرية تمكنهم من قصف مواقع المدفعية السورية والروسية من مسافة بعيدة»، مضيفين أنه يجري البحث في «تسليحهم بأنظمة مضادة للطائرات أقل فاعلية من تلك المحمولة على الكتف». وتمتنع واشنطن – رسميا على الاقل – عن تزويد المسلحين بالأنظمة المحمولة على الكتف خوفاً من أن تقع في أيدي مسلحي «داعش».

وأضافت الصحيفة أن «الولايات المتحدة تبحث إعطاء الضوء الأخضر لحلفائها الإقليميين، بما في ذلك تركيا والسعودية، من أجل تزويد المسلحين بأنظمة تسليحية أقوى.

وأشارت إلى أن «بعض المسؤولين يرون أنه ربما فات الأوان بالفعل للتأثير على سير المعارك، وأنه على الإدارة الأميركية أن تأخذ بالاعتبار القيام بعمل عسكري مباشر ضد نظام الأسد من أجل وقف الحملة العسكرية»، فيما نقلت عن مسؤولين آخرين توقعهم قيام «معارضة شديدة داخل البيت الأبيض لأي خيارات تشمل عملاً عسكرياً أميركياً مباشراً ضد نظام الأسد خشية اندلاع صراع أوسع مع روسيا».

وكان اوباما جدد، أمس الأول، رفضه استخدام القوة العسكرية لإنهاء الحرب في سوريا، موضحاً أنه يجلس «في غرفة الازمات مع وزير الدفاع ورئيس هيئة اركان الجيوش وخبراء من الخارج من اجل الحصول على افكار بشأن إنهاء الحرب في سوريا». وقال لقناة «سي ان ان» في مقر بلدية واشنطن: «في سوريا، ليست هناك اي فرضية يمكننا بموجبها وقف حرب اهلية ينخرط فيها الطرفان بشدة، باستثناء نشر أعداد كبيرة من الجنود»، مضيفا: «علينا ان نكون حكماء».

من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن بلاده مصممة على القضاء على «ممر الإرهاب» الواقع على حدودها مع سوريا. ومن المقرر أن يستقبل اردوغان، اليوم، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، الذي وصل أنقرة أمس، لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية.

إلى ذلك، اعتبر مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين أن الوضع في حلب هو «اخطر كارثة انسانية تشهدها سوريا حتى الآن».

ميدانياً، تابع الجيش السوري عملياته العسكرية في محيط مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين في ريف حلب الشمالي. وأكد مصدر عسكري لـ «سانا» ان القوات السورية وسعت نطاق سيطرتها في المنطقة وصولا إلى مشفى الكندي إلى الشرق من المخيم.

(«السفير»، «سانا»، روسيا اليوم»، أ ف ب، رويترز)

 

موسكو: كيري طلب عدم الإعلان عن مكالمته مع لافروف

أعلنت موسكو أنّ وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري طلب عدم الإعلان عن مكالمةٍ هاتفيّة أجراها، الخميس، مع نظيره الرّوسي سيرغي لافروف.

وجرت المكالمة الهاتفيّة بعد التّهديدات الأميركية لموسكو بتعليق تعاونها معها إذا لم توقف التّصعيد في حلب.

وكانت موسكو ردّت على التّهديدات الأميركيّة، معتبرةً أنّها بمثابة دعوة للإرهابيّين بمهاجمة روسيا.

والجدير بالذّكر أنّ وزارتي الخارجيّة الرّوسية والاميركيّة لم تُصدرا أيّ بيانٍ حول مضمون المكالمة، كما جرت العادة، إلا أنّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي أعلن، يوم الخميس، أنّ موسكو وواشنطن ما زالتا تجريان اتصالات مكثفة حول سوريا، مشيراً إلى أنّ الوزيرين أجريا مكالمةً هاتفية لبحث الأوضاع في حلب.

(“روسيا اليوم”)

 

المجلس الإسلامي السوري يدعو المعارضة لتعليق مشاركتها في العملية السياسية بعد مجازر حلب

إسطنبول- الأناضول- دعا المجلس الإسلامي السوري (تجمّع يضم علماء وهيئات شرعية تابع للمعارضة)، المؤسسات السياسية التابعة للمعارضة، إلى تعليق مشاركتها في العملية السياسية الساعية لإيجاد حل للصراع المستمر منذ أكثر من 5 سنوات، ورفض أن تكون روسيا طرفاً راعياً لتلك العملية بعد القصف الوحشي الذي تقوم به مع النظام السوري على مدينة حلب (شمال).

 

جاء ذلك في بيان وزّعه المجلس على هامش مؤتمر عقده الجمعة، في مقر جمعية الإغاثة الإنسانية التركية (IHH)، في مدينة إسطنبول التركية نصرة لمدينة حلب، وحضره العديد من علماء المسلمين، بالإضافة إلى رئيس الائتلاف السوري المعارض “أنس العبدة”، ورئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية “بولانت يلدرم”، والعديد من الحقوقيين السوريين والأتراك.

 

وطالب المجلس في بيانه باعتبار الجمعة والأيام القادمة، أياماً للتضامن مع حلب وأهلها، بالإضافة إلى دعوته “المؤسسات السياسية المعبرة عن الشعب السوري، بتعليق العملية السياسية ورفض أن تكون روسيا طرفاً راعياً لتلك العملية”.

 

كما دعا أيضاً “كافة فصائل المعارضة للوحدة والتكاتف، وأن يرصوا صفوفهم ويجمعوا كلمتهم ويفتحوا كل الجبهات (جبهات القتال مع قوات النظام)، وألا يقبلوا الهدنة مع النظام المجرم وحلفائه (…)”.

 

وحمّل البيان، “الأمم المتحدة ومجالس الأمن وحقوق الإنسان والجامعة العربية، مسؤولية السكوت عما يجري في سوريا من قتل وتهجير”، وطالب المؤسسات الدولية والمحلية بالضغط على الأمم المتحدة للقيام بالدور والواجب الإنساني والأخلاقي المترتب عليها تجاه الشعب السوري.

 

ويأتي المؤتمر الذي يعقده المجلس الإسلامي السوري، في سياق جملة من الفعاليات، التي بدأتها منظمات مجتمع مدني وجهات دولية وإسلامية نصرة لحلب التي تتعرض منذ أيام لقصف جوي عنيف من طيران النظام السوري وروسيا خلف مئات القتلى والجرحى.

 

وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دعا في بيان أصدره قبل أيام، الأمتين الإسلامية والعربية والعالم الحر إلى “إعلان الغضب العالمي” يوم الجمعة 30 سبتمبر/ أيلول (اليوم) تحت شعار “اغضب لحلب”.

 

بدوره دعا “سارية الرفاعي”، رئيس المجلس الإسلامي السوري، الشعوب العربية والإسلامية إلى عدم انتظار مواقف من الحكومات وعدم البقاء في موقف المتفرج على ما يحصل من مجازر في مدينة حلب.

 

وفي كلمة له خلال المؤتمر، قال “الرفاعي” إن “كلا من إيران وروسيا وإسرائيل وأمريكا متفقون على ذبح الشعب السوري، وهم متفقون على رحيل بشار الأسد، لكنهم مختلفون على مصالحهم ومدى نفوذهم في البلاد(سوريا)، وهم يبيدون أهلنا اليوم في سوريا وحلب”.

 

وأضاف: “نحن لا ننتظر يد العون من حكوماتنا، ولكننا نريد من الشعوب أن لا تقف متفرجة على ما يحدث للشعب السوري في كل الاتجاهات والأصعدة”.

 

من جهته قال “هيثم المالح”، عضو الائتلاف السوري المعارض، في كلمة ألقاها في المؤتمر باسم الائتلاف، إن “شرعية الأسد سقطت منذ أن خرج الشعب السوري منتفضاً ضده في ثورته عام 2011، وفي القانون الدولي ينبغي أن تسقط شرعيته، وبالتالي استدعى الأسد، المرتزقة لمحاربة الشعب السوري”.

 

ولفت المالح، إلى أن “إيران وروسيا دولتان محتلتان لسوريا، ويجب مقاضاتهما على الصعيد الدولي، فلدينا اليوم أكثر من 80 ألف إيراني جاؤوا لمحاربة الشعب السوري، واستعان الأسد، بروسيا كقوة دولية، ويجب على الأمم المتحدة طرد سفير النظام السوري، بشار الجعفري، من الأمم المتحدة”.

 

ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، تشن قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام.

 

وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من 20 يوماً، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية؛ ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني موجودين فيها.

 

وتأسس المجلس الإسلامي السوري في عام 2014، ويضم علماء وهيئات شرعية وروابط علمية في سوريا، بهدف “تكوين مرجعية شرعية وسطية موحِّدة للشعب السوري، تحافظ على هويته ومسار ثورته، ليكون قراراً مشتركاً يعبر عن إرادة موحدة لرموز المدارس الفكرية الإسلامية المعتدلة في سوريا”، بحسب الموقع الرسمي للمجلس.

 

لافروف يناقش مع كيري الفصل بين مقاتلي المعارضة السورية

موسكو- رويترز- نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إنه سيجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الأمريكي جون كيري الجمعة لمناقشة الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة وجماعة كانت تعرف باسم جبهة النصرة لكنها غيرت اسمها.

 

وأضافت الوكالات نقلا عن لافروف أن الاتفاق الروسي الأمريكي لوقف إطلاق النار في سوريا ما زال قائما.

 

وأضاف أن روسيا لا تستخدم أسلحة محظورة في سوريا وطلب دليلا ممن يتهمون موسكو بقصف أهداف مدنية.

 

وأشار لافروف إلى أن تصريح وزارة الخارجية الأمريكية بأن المصالح والمدن الروسية قد تتعرض للهجوم من إسلاميين متشددين إذا واصلت موسكو ضرباتها الجوية في سوريا غير مقبول.

 

صحيفة روسية: موسكو تعزز قواتها الجوية في سوريا

موسكو – رويترز – ذكرت صحيفة إزفستيا الروسية الجمعة، أن موسكو عززت قاعدتها الجوية في سوريا بعدد من قاذفات القنابل وتستعد لإرسال طائرات هجوم أرضي إلى هناك في الوقت الذي تكثف فيه دعمها للقوات الحكومية السورية بعد انهيار خطة لوقف إطلاق النار.

 

ونقلت صحيفة إزفستيا عن مسؤول عسكري روسي قوله، إن عدداً من المقاتلات من طراز (سوخوي-24) و(سوخوي-34) وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية. وقال المسؤول “إذا دعت الحاجة ستعزز القوة الجوية خلال ما بين يومين وثلاثة أيام.”

 

وأضاف “طائرات الهجوم الأرضي سوخوي-25 المقرر أن تتجه إلى حميميم اختيرت من وحداتها وأطقمها في حالة الاستعداد بانتظار أوامر القادة.”

 

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على الفور على طلب للتعليق.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الخميس إنه لا طائل من السعي لمزيد من المفاوضات مع روسيا بشأن سوريا، مما يترك واشنطن دون خطة بديلة ويدفعها لتعجل التوصل لخيارات جديدة لوقف العنف المتزايد.

 

وقال مسؤولون أمريكيون تعليقاً على خطة وقف إطلاق النار الأمريكية الروسية في سوريا، إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدأت دراسة ردود أكثر حزماً – بما في ذلك الخيارات العسكرية – على هجوم القوات السورية المدعوم من روسيا على حلب أكبر مدينة سورية.

 

وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب عدد من المقاتلات والجنود من قاعدة حميميم في مارس آذار، مبرراً الخطوة في ذلك الوقت بأن الكرملين حقق معظم أهدافه في سوريا لكنه في الوقت عينه أكد أن بوسع موسكو تعزيز قواتها هناك سريعاً إذا دعت الحاجة.

 

الأمم المتحدة: انهيار محادثات أمريكا وروسيا سيعطل المساعدات لسوريا

جنيف – رويترز – قال منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة ستيفن أوبراين الجمعة، إن انهيار جهود السلام بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا سيعطل جهود توفير المساعدات التي تقوم بها المنظمة الدولية.

 

ورداً على سؤال بشأن تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس، قال فيها إن واشنطن على وشك تعليق المحادثات مع روسيا بشأن وقف إطلاق النار في سوريا قال أوبراين “أي انهيار سيعطلنا.”

 

وأضاف أنه يتمنى أن تجد القوى الكبرى في مجلس الأمن، “إرادة مشتركة” لإنهاء العنف واستئناف وقف الأعمال القتالية، وأن هناك حاجة لهدنة إنسانية مدتها 48 ساعة أسبوعياً كحد أدنى للوصول إلى شرق حلب، “وفقاً لشروط الأمم المتحدة”.

 

وذكر أوبراين أنه يتوقع أن ترد الحكومة السورية الجمعة، على خطة اقترحتها الأمم المتحدة لتوصيل الغذاء وسلع أخرى إلى 960 ألف شخص في المناطق المحاصرة، والتي يصعب الوصول إليها في سوريا خلال أكتوبر تشرين الأول.

 

المعارضة السورية تواصل تقدمها بريف حماه

حماه – الأناضول – تواصل فصائل المعارضة السورية المسلحة، تقدمها في ريف حماه الشمالي، بعد معاركها مع قوات النظام والمليشيات الموالية لها، وسيطرتها على عدة قرى.

 

وقالت مصادر في المعارضة الجمعة، إن الفصائل سيطرت خلال المعارك مع قوات النظام في المنطقة على مدار ثلاثة أيام، على قرى معان، والطليسية، والجنينة كراح، وخفسين، وتلة الشيلكا، ومداجن الشعثة، وحواجز النقرة، والخيمة، وتل الراي، وحاجز تل أبيض.

 

وأضافت أن فصائل المعارضة دمرت دبابتين تابعتين للنظام في الطليسية وأخرى على حاجز بيت سعدو جنوبي الشعثة، كما اغتنمت 4 دبابات في محيط قرى الجنينة كراح وخفسين وتلة الشيلك، إضافة إلى استيلائها على كميات من الأسلحة والذخائر، وأسرها لعدد كبير (لم تحدده) من جنود النظام.

 

المصادر نفسها أشارت إلى أن النظام يقوم باستهداف المناطق التي خسرها في المنطقة عبر قصف جوي ومدفعي عنيف، لافتة إلى أن الفصائل باتت على مقربة من جبل زين العابدين شمالي المدينة أحد أكبر معاقل النظام هناك والذي يعد بوابة الدخول إلى مدينة حماه من الجهة الشمالية.

 

يشار إلى أن المعارك بين الجانبين بريف حماه الشمالي بدأت مطلع الشهر الجاري، وتمكنت المعارضة خلالها من السيطرة على أكبر مدن ريف حماة الشمالي أبرزها حلفايا، وصوران، وطيبة الإمام، ومعردس، والاسكندرية، فيما لا تزال المعارك مستمرة حتى اللحظة.

 

المرصد السوري: قصف محطة للمياه في حلب

 

بيروت – رويترز – دمر قصف محطة للمياه في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة الجمعة، وهو ما يسدد ضربة أخرى لمرفق المياه الذي لحقت به أضرار بالغة خلال حملة مستمرة منذ أسبوع يقوم بها الجيش السوري لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بالمدينة.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات الحكومية التي تقاتل مسلحي المعارضة في منطقة سليمان الحلبي هي التي نفذت القصف.

 

لكن مصدراً عسكرياً سورياً قال، إن المعارضة نسفت المحطة حين شعرت بأنها قد تواجه الهزيمة بتلك المنطقة.

 

بعد تهجير 250 مقاتلا… لجنة «الوعر» تطالب النظام السوري ببيان وضع 7000 معتقل وفك الحصار كليا

هبة محمد

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: بعد أن هجّر النظام السوري برعاية أممية نحو 250 مقاتلا مع عائلاتهم من أبناء حي الوعر، آخر معاقل قوات المعارضة السورية في مدينة حمص وسط سوريا، ينتظر نحو 100 ألف شخص من سكان الحي المحاصر معرفة وضعهم المستقبلي، فضلا عن انتظارهم الكشف عن مصير نحو 7000 معتقل من أبناء حمص، كانت أجهزة الأمن والمخابرات السورية قد اعتقلهم خلال سنوات الثورة السورية.

وطالبت لجنة التفاوض المعارضة في حي الوعر في بيان لها نشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، النظام السوري بالالتزام بجميع بنود الاتفاقية والكشف عن مصير 7365 معتقلا، وفك الحصار عن الحي بشكل كامل، وخاصة بعد أن نفذت كامل الشروط المنوطة لها، منذ بدء تنفيذ الاتفاق في شهر أيلول/سبتمبر الحالي.

وقال الناشط الإعلامي محمد الحميد من حي الوعر المحاصر في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: إن النظام السوري أفرج في 11 من الشهر الجاري عن 194 معتقلا بينهم 17 امرأة، من سجونه بقوائم اختارها النظام بنفسه، وذلك استكمالا للاتفاقية، دخل ثمانية من المفرج عنهم إلى الحي، فيما اختار البقية الباقية وجهتهم بنفسهم، حيث تجاوزت مدة اعتقال الغالبية العظمى من المفرج عنهم العام والنصف، فيما أفرج عن بعض المعتقلين ممن اعتقلتهم أجهزة الأمن في الفترة الأخيرة، كما كان من ضمن المفرج عنهم عدد من الأسماء المطروحة ضمن قوائم المعتقلين التي تضم 7365 معتقلا.

وأضاف أنه من المنتظر بدء جلسة تفاوضية بين الطرفين بحضور الأمم المتحدة تحدد هذه الجلسة مستقبل المقاتلين الموجودين في الحي، وتبيان ووضع المعتقلين لدى النظام، قائلا «هذه الجلسة هي التي ستحدد الوضع المقبل فيما يتعلق بمستقبل الحي وأهله».

وأوضحت لجنة التفاوض عبر بيانها موقفها من النظام، بعد ذكرها خطوات العملية التفاوضية، وقالت إن الحي «كان قد بدأ بالتفاوض منذ شهر يونيو/حزيران 2014 وانتهى بإبرام اتفاقية الوعر في 1 ديسمبر/ كانون الأول 2015، وعلى الرغم من قيام لجنة الوعر بتنفيذ كل التزاماتها، فقد أوقف النظام تطبيق الاتفاقية في 10 آذار /مارس 2016، تهربا من تنفيذ التزاماته واستحقاقاته، وفرض حصار شديد على الحي الذي شهد حالة تصعيد عسكري، متزايد بلغت ذروتها في شهر أب/ أغسطس الماضي. لجنة التفاوض عقدت جلسات تباحث عدة مع أطراف النظام للعودة إلى تطبيق الاتفاقية، وفي الأول من أيلول/سبتمبر 2016، تم وضع آليه تنفيذ واضحة، لإعادة العمل باتفاقية الوعر، على أن يكون نص الاتفاقية هو المرجع الرئيسي، وفق ثلاثة بنود تتلخص في فك الحصار بشكل تام عن الحي، وإطلاق سراح 200 معتقل، وإخراج دفعة من المقاتلين والأهالي من حي الوعر، على أن يكون عددهم 200 مقاتل مع عائلاتهم، وذلك بإشراف ورقابة فريق الأمم المتحدة.

وتنفيذا لما ورد خرج من الحي في السادس والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر الحالي قرابة 250 مقاتلا مع عائلاتهم، وبذلك تكون لجنة التفاوض قد نفذت جميع التزاماتها، وهو الأمر الذي يفرض على النظام تنفيذ بقية الالتزامات، ومنها تسلم لجنة التفاوض بيان وضع تام عن جميع المعتلقين البالغ عددهم 7365 معتقلا من محافظة حمص.

 

موسكو تعزز قواتها بسورية: لم نحدد جدولاً زمنياً للعمليات

موسكو ــ العربي الجديد

عززت موسكو قاعدتها الجوية في سورية بعدد من قاذفات القنابل، وتستعد لإرسال طائرات هجوم أرضي إلى هناك، في الوقت الذي تكثف فيه دعمها للنظام السوري بعد انهيار خطة لوقف إطلاق النار، وبالتزامن مع تأكيد الكرملين، اليوم الجمعة، أنه لا يوجد إطار زمني لعملية روسيا العسكرية في سورية.

ونقلت صحيفة “إزفستيا” الروسية، اليوم الجمعة، عن مسؤول عسكري روسي قوله إن عدداً من المقاتلات من طراز (سوخوي-24) و(سوخوي-34) وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية. وقال المسؤول: “إذا دعت الحاجة ستعزز القوة الجوية خلال ما بين يومين وثلاثة أيام”.

وأضاف، وفق ما نقلت “رويترز”: “طائرات الهجوم الأرضي (سوخوي-25) المقرر أن تتجه إلى حميميم اختيرت من وحداتها، وأطقمها في حالة الاستعداد بانتظار أوامر القادة”.

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على الفور على طلب من الوكالة للتعليق.

إلى ذلك، قال الكرملين، اليوم أيضاً، إنه لا يوجد إطار زمني لعملية روسيا العسكرية في سورية، مؤكداً بذلك تصريح أمس، الذي شدد على أن القوات الجوية الروسية ستمضي قُدماً في عملياتها.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف مع صحافيين، إن النتيجة الرئيسية لضربات روسيا الجوية ضد من وصفهم بـ”المتشددين الإسلاميين” في سورية، على مدى العام المنصرم، هي “عدم وجود (الدولة الإسلامية) (داعش) أو (القاعدة) أو (جبهة النصرة) الآن في دمشق”.

وكان بيسكوف قد شدد أمس على أن القوات الجوية الروسية ستمضي قُدماً في عملياتها في سورية، وأنها ستواصل دعم قوات النظام السوري، وأن ما وصفها بـ”الحرب على الإرهاب” ستستمر.

وفي سياق متصل، انتقد المتحدث، في تصريح اليوم، المرصد السوري لحقوق الإنسان، مبرزاً أن المعلومات التي يقدمها عن القتلى المدنيين في مدينة حلب، كبرى المدن السورية، لا يمكن اعتبارها موثوقة، وذلك في رده على تقرير نشره المرصد.

 

وأفاد المرصد، اليوم الجمعة، بقتل 9364 شخصاً، بينهم 3804 مدنيين في سورية جراء الغارات التي تشنها روسيا منذ بدء تدخلها العسكري قبل عام.

وقال المرصد إن بين المدنيين الذين قُتلوا جراء الغارات، التي تنفذها روسيا منذ 30 سبتمبر/أيلول 2015 على مناطق عدة في سورية 906 أطفال. كما قُتل 2746 مقاتلاً من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و2814 مقاتلاً من الفصائل المعارضة، وبينها “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم “القاعدة”).

وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة “فرانس برس”، أن “الحصيلة هي نتيجة الغارات الروسية التي تمكنا من التأكد منها”، لافتاً إلى أن “العدد قد يكون أكبر لوجود قتلى لم نتمكن من تحديد هوية الطائرات التي استهدفتهم”.

وتسببت الغارات الروسية خلال عام بإصابة “عشرين ألف مدني على الأقل بجروح”، وفق عبد الرحمن.

وندّد عبد الرحمن بحصيلة القتلى المرتفعة، معتبراً أن “روسيا تمعن في قتل المدنيين وارتكاب المجازر في سورية من دون أن تعير أي اهتمام للمجتمع الدولي والقوانين الدولية”.

 

عام الاحتلال الروسي لسورية: موالو النظام محبطون

جلال بكور

في 30 من سبتمبر/أيلول عام 2015، عبّر الموالون للنظام السوري عن بالغ سعادتهم بقدوم العصا الروسية “السحرية” التي ستخلصهم من “الإرهاب”، ومن “العنجهية الإيرانيّة وتسلط حزب الله” اللبناني، غير أن هذه السعادة وبعد مرور عام، تلاشت، ليجدوا أنفسهم تحت سلطة قيادة جديدة، سعت لتحقيق مصالحها ونهب السوريين.

وكشف مواطن مؤيد لنظام بشار الأسد من منطقة جبلة في ريف اللاذقية، مختاراً اسماً مستعاراً “أبو وهيب”، نتيجة الوضع الأمني في المنطقة، لـ”العربي الجديد”، أنّ النّاس هناك كانت تعتقد أنّ روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين ستخلّصهم من خطر “التكفيريين” و”استعباد الإيرانيين”، الذين باتو يتحكّمون بكل مفاصل الجيش والأمن في الدولة تقريباً.

وبحسب “أبو وهيب”، ما هي إلا أسابيع وأشهر قليلة حتّى تبين أنّ الشعب “طلع من تحت الدّلف وراح لتحت المزراب”، وفق تعبيره، مشيراً إلى أنّ “التدخل الروسي لم يكن لسواد عين السوريين إنّما لمصالح روسيا، وهي كف نفوذ إيران عن سورية، ونهب خيرات الساحل السوري”.

وقال مؤيد آخر، يدعى “مصطفى الجبلاوي” لـ”العربي الجديد”، إنّ “مظاهر الفرح التي عمّت وسائل الإعلام السورية والعربية والأجنبية التابعة والموالية لنظام الأسد عند إعلان دخول روسيا الحرب في سورية دعماً لنظام الأسد، قد تلاشت في هذه الأيام”.

وتابع مصطفى أنّه “في بداية التدخل الروسي بدأ المواطنون بتغيير صور المرشد الإيراني علي خامنئي وصور نصر الله التي كانت توضع إلى جانب بشار الأسد، بصور بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، كما استبدلوا أعلام حزب الله بالأعلام الروسية، لكن اليوم يعاملهم الروس بالعنجهية ذاتها إذ سيطروا على معظم منطقة حميميم وبعض النقاط في ساحلي طرطوس واللاذقية، ومنعوا المدنيين من الاقتراب منها، بينما يتجولون براحتهم في المناطق السورية، ويتصرفون بفوقية”.

ولفت إلى أنّ “الأسد من خلال فتح كل شيء للروس في سورية مكّنهم من التسلط على رقابنا، مثل الإيرانيين وحزب الله، إذ لم يكن يتجرأ أي مدني أن يخالف عنصرا إيرانيا أو من الحزب، واليوم يتكرر الأمر ذاته لكن مع الروس، الذين يظنون أنفسهم أرقى منّا بشقارهم وزرقة عيونهم”.

وأجمع مواطن آخر على سوء معاملة الروس للسوريين، مضيفاً “أنّ الرّوس وعدوا بتخليص الساحل من خطر الإرهابيين ولكن الساحل تعرض لأكبر الهجمات التفجيرية بعد تدخلهم ولم يتمكنوا بعد سنة كاملة من التدخل، من طرد التكفيريين من جبلي التركمان والأكراد”.

ويتعرض نظام الأسد لانتقادات كثيرة حول كيفية تعاطي الروس معهم، وكان آخرها عندما زار بشار الأسد القيادة الروسية في قاعدة حميميم في ريف اللاذقية، بعد استدعاء وجّه له من تلك القيادة.

 

أجهش بالبكاء بعد إنقاذه رضيعة في إدلب

عبد الرحمن خضر

تخيّلها ابنته فلم يستطع أن يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء، خوفاً على سلامتها وفرحاً بخروجها حية من تحت أنقاض منزلها، الذي دمّرته طائرات النظام السوري، مساء أمس الخميس، وقتل تحت أنقاضه شخصان وأصيب آخرون.

بعد نحو ساعتين من العمل، أخرجت فرق الدفاع المدني في إدلب رضيعة لم تبلغ من العمر ثلاثين يوماً، مازالت على قيد الحياة، من تحت أنقاض بناء مؤلف من أربع طبقات حولته الطائرات إلى ركام، فرافقها أحد المتطوعين إلى المستشفى وهو يجهش بالبكاء ويدعو الله أن ينقذ الرضيعة.

ويظهر في مقطع فيديو نشر على “يوتيوب” المتطوع يضم الرضيعة على صدره، ثم يسرع بها إلى داخل قسم الإسعاف، ليوصلها ثم يعود لإخراج ما تبقى من عائلتها وجيرانها من تحت الأنقاض.

وبدا من خلال الفيديو أن المتطوع لم يعرف جنس من يحمل حتى، فكان يتحدث عن الرضيعة بضمير المذكر عدّة مرات.

وأثار مقطع الفيديو الذي نشره ناشطون سوريون تعاطفاً واسعاً مع عنصر الدفاع المدني، مشيرين إلى نبل ورقّة أصحاب الخوذات البيضاء، الذين يعملون في أسوأ الظروف.

 

حلب الشرقية: انعدام كامل للخدمات الطبية خلال أيام

طالبت منظمة “أطباء بلا حدود” النظام السوري وروسيا بوقف الضربات الجوية العشوائية على المدنيين والمرافق الطبية في شرق حلب. وقالت في بيان، الجمعة، إن القصف الجوي قد حوّل حلب الشرقية إلى “حقل مغلق للقتل”.

 

وقال مدير عمليات المنظمة تشيسكو فيالونغا، إن القنابل “تنهمر كالمطر” من الطائرات الروسية والسورية، مشدداً على ضرورة أن توقف الحكومة السورية الضربات الجوية العشوائية، وإنه “تقع على عاتق روسيا بوصفها حليفاً سياسياً وعسكرياً أساسياً لسوريا، مسؤولية الضغط لوقف ما يجري”.

 

ولفت فيالونغا إلى أن “حدوداً لم يكن لأحد أن يتخيلها قد تم تخطيها” منذ أن تعرّض مستشفى القدس لهجوم عنيف في أبريل/نيسان الماضي، وحذّر من انعدام الخدمات الطبية بشكل كامل خلال أيام في شرق حلب، مضيفاً أن المنظمة “قامت بما وسعها للاستمرار في دعم مستشفيات حلب، لكننا نقف اليوم عاجزين في ظل الحصار التام للمدينة والهجمات على القوافل الإنسانية والضربات الجوية الكثيفة”.

 

 

وذكّر البيان بأنه قبيل ساعات من اجتماع مجلس الأمن الدولي للتباحث في الشأن السوري الأربعاء الماضي، تعرّض مستشفيان في شرق حلب للقصف وخرجا عن الخدمة نتيجة الأضرار الكبيرة.

 

ونقل البيان عن مدير مستشفى متخصص في علاج الإصابات البليغة تدعمه المنظمة في حلب الشرقية، قوله إن “جميع وحدات العناية المشددة مشغولة ويضطر المرضى إلى انتظار موت مرضى آخرين كي يحصلوا على سرير في العناية المشددة”.

 

وأكد فيالونغا إنه “يجب على روسيا وباقي أعضاء مجلس الأمن أن تلتزم بقرار حماية المرافق الطبية وتضع نهاية للتجاهل التام للإنسانية والذي يظهر جلياً في حلب اليوم”، منادياً بضرورة اتخاذ “إجراءات عاجلة تسمح بإجلاء المرضى والجرحى إلى مناطق يحصلون فيها على رعاية طبية مناسبة”. وأضاف “أي شيء خلاف هذا ليس إلا تأكيداً على ما يخافه الكثيرون، وهو أن العالم قد تخلى عن أهل حلب وتركهم في مواجهة العنف والموت الأليم”.

 

في غضون ذلك، كشف مدير إدارة الطوارئ والاستجابة الإنسانية في منظمة الصحة العالمية، خلال إفادة في جنيف، الخميس، أن المعارك القائمة في شرق حلب على مدى الأسابيع القليلة الماضية أدّت إلى مقتل 338 شخصاً، بينهم 106 أطفال، وإصابة 846 بينهم 261 طفلاً. وتابع المسؤول “نطلب أربعة أشياء.. أوقفوا القتل.. أوقفوا الهجمات على الرعاية الصحية.. اسمحوا بخروج المرضى والمصابين واسمحوا بدخول المساعدات”.

 

من جهته، أحصى “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقتل 9364 شخصاً، بينهم 3804 مدنيين في سوريا، جراء الغارات التي تشنّها روسيا منذ بدء عملياتها قبل عام. وأوضح أن من بين المدنيين، قُتل 906 أطفال، في الغارات التي تنفذها روسيا منذ 30 أيلول/سبتمبر 2015 على مناطق عديدة في سوريا.

 

وأشار المرصد إلى أن الغارات الروسية أدّت إلى مقتل 2746 مقاتلاً من تنظيم “الدولة الإسلامية” و2814 مقاتلاً من الفصائل المعارضة وبينها “جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)”.

 

معركة حماة: الرقص على ايقاع المعارضة

عبدالله الحموي

سيطرت فصائل المعارضة على قرية كراح جنوبي شرقي بلدة معان في ريف حماة الشمالي، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام في محيط البلدة، انتهت بانسحاب قوات النظام. وشنّت الفصائل هجومها، الخميس، على الحواجز المحيطة، وسيطرت على حواجز التفتيش والخزان والشيلكا والسعدو، وسط قصف متبادل بين الطرفين.

 

وتمكنت المعارضة من تدمير مدافع وآليات متمركزة على الحواجز، واغتنام دبابات ومصفحات وأسلحة خفيفة، وقتل وأسر العديد من قوات النظام والمليشيات، قبل أن تعلن الخميس سيطرتها أيضاً على قرية خفسين بريف حماة الشرقي.

 

وجاء ذلك، بعد ساعات من إعلان “المكتب الإعلامي” لـ”جبهة فتح الشام” المنضوية في “جيش الفتح”، السيطرة على قرية الجنينة بالكامل، إلى جانب السيطرة على حاجزي التل الأبيض والمدجنة جنوبي قرية الشعثة، بعد معارك عنيفة خلفت قتلى في صفوف قوات النظام ومليشيات “الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” اللبناني.

 

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الخميس، أن 42 مدينة وبلدة وقرية وتلة، خسرتها قوات النظام خلال شهر من بدء “غزوة مروان حديد” التي أطلقتها المعارضة في محافظة حماة. وأشار المرصد إلى انهيار قوات النظام في ريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي، بعد مرور شهر على بدء هجوم الفصائل المعارضة.

 

القائد العسكري في “حركة أحرار الشام” كمال أبو المجد، قال لـ”المدن”، إن المناطق التي سيطرت عليها المعارضة مؤخراً تعتبر من أهم معاقل قوات النظام في ريف حماة الشمالي والشرقي. وأشار أبو المجد، إلى أن مليشيات النظام المسيطرة على ريف حماة الشرقي تتبع لقيادة كانت موجودة في بلدة الطليسية، التي سيطرت عليها المعارضة الثلاثاء الماضي. وتعتبر الطليسية البوابة الأهم للسيطرة على ريف حماة الشرقي، بحسب أبو المجد، وهي المشرفة عليه بشكل مباشر ونقطة الدفاع الأولى عنه.

 

وأوضح أبو المجد، أن هناك محاور عديدة تستطيع المعارضة الدخول منها إلى مدينة حماة، ولعل أهمها المحور الشمالي؛ الطريق الدولي بين حلب وحماة. وهناك محاور لا تقل أهمية كالمحور الغربي؛ طريق محردة وخطاب، والمحور الشرقي من جهة الطليسية.

 

مراسل “مركز عاصي برس” اياد أبو الجود، قال لـ”المدن”، إن المواجهات في كراح وخفسين أوقعت عدداً كبيراً من الإصابات في صفوف قوات النظام والمليشيات، بالإضافة إلى اغتنام المعارضة لأربع دبابات وعربتي”BMB” وعربة “شيلكا” وسيارتين محملتين بالذخيرة، وأسلحة خفيفة.

 

واستهدف قوات المعارضة بقذائف المدفعية قرية طيبة الاسم جنوبي كراح تمهيداً لاقتحامها، وقال مصدر عسكري إن المعارضة ستواصل التقدم حتى السيطرة على قرى طيبة الاسم والفان الشمالي وفان الوسطى وفان القبلي والسمرة، في ريف حماة الشمالي الشرقي.

 

وأضاف أبو المجد، أن الإمكانيات موجودة لدى المعارضة، ولكنها تسعى لأن تسيطر على حماة بالطريقة المثلى؛ أي فك الطوق الأمني والعسكري من حولها، حتى لا تقع في الأخطاء ذاتها التي رافقت معارك حلب. فالمعارضة سيطرت على أحياء حلب الشرقية، قبل ريفها الشرقي، ما أوقعها في الحصار لاحقاً.

 

وأشار أبو المجد، إلى أن قوات النظام تستميت للحفاظ على ريف ومدينة حماة، وخسارتها لمدينة حماة ستعد واحدة من أكبر خساراتها منذ بداية الثورة. فحماة هي رابع أكبر محافظة في سوريا، وأحد أكبر الخزانات البشرية لقوة الثورة، وسيطرة المعارضة عليها ستضعف موقف النظام وحلفائه عسكرياً وسياسياً.

 

ولم تتوقف معارك المعارضة ضد قوات النظام والمليشيات في ريف حماة الشرقي الذي تنتشر فيه قرى وبلدات ذات غالبية علوية، حيث تسعى لنقلها إلى المحور الغربي على طريق محردة وخطاب الذي يضم التجمع الأكبر لقوات النظام في ريف حماة الغربي وبوابة الساحل الشرقية. إلا أن نقل المعارك إلى الريف الغربي قد يوقع المعارضة في معارك كرّ وفرّ، وحرب استنزاف. وعدا عن معضلة مدينة محردة ذات الأغلبية المسيحية، والتي تسيطر عليها قوات النظام، فالريف الغربي تقطنه أغلبية علوية، وقوات النظام حصّنت المنطقة التي تتمتع بجغرافية صعبة تغلب عليها المرتفعات والتلال.

 

قائد “كتيبة الاستطلاع” في ريف حماة وسام أبو محمد، قال لـ”المدن”، إن معارك حماة مرتبطة بما يجري في مدينة حلب، وتهدف لقطع طريق السلمية–خناصر–حلب، وتشتيت قوات النظام وتخفيف الضغط عن مدينة حلب. وأشار إلى أن أن توقيت معركة حماة جيد جداً، ولكنه ساهم في تشتت الجهد العسكري للفصائل بين حلب وحماة، ما قد يؤثر سلباً على معارك حلب ويؤخر فك الحصار عنها.

 

أبو محمد، قال إنه لمواجهة جيش مدعوم جوياً ويمتلك تفوقاً نارياً، يجب الاعتماد على المناورة على أكثر من جبهة، لحرمان قوات النظام من تركيز ضرباتها الجوية وقوتها البرية على جبهة واحدة، وإبقاء المبادرة بيد المعارضة. أي اجبار قوات النظام على “الرقص على إيقاعنا”، وابقائها في نطاق رد الفعل، وذلك بضربها من حيث لا تتوقع. وعلى هذا الأساس، وسّعت المعارضة مؤخراً الجبهة بشكل كبير، ما سمح للفصائل بإنتقاء نقاط الضعف لدى قوات النظام. وشدد أبو محمد على أن هذه المناطق واسعة ومفتوحة، وفي حال توقف تقدم المعارضة فيها، فقد تخسرها بسهولة، بحكم أن طبيعتها الصحراوية.

 

ويشارك في معركة حماة، كل من “جيش النصر” و”جيش العزة” و”جند الأقصى”، وفصائل من “جيش الفتح” مثل “جبهة فتح الشام” وحركة “أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الشام” و”أجناد الشام”. وكانت حركة “أحرار الشام” قد دخلت مؤخراً معركة حماة، بعدما كان مقرراً مشاركتها منذ يومها الأول، ولكن ارتفاع وتيرة المعارك في حلب اجبرها على سحب مقاتليها من مبدأ “المحافظة على رأس المال خير من الربح”، إلى أن تعيد ترتيب صفوفها بين الجبهتين، وهذا ما حدث فعلاً في الأيام القليلة الماضية.

 

تعيينات “داعش”: “دولة” في طور الأفول

خليل عساف

رشحتْ خلال الأسبوع الماضي معلومات عن تغييرات في بنية القيادة العليا لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وتسميته لقادة المراتب العليا، بعدما أشيع عن خلافات داخلية ترافقت مع اشتداد الحرب عليه وخسائره البشرية وانحسار رقعة سيطرته الفعلية خلال الشهور الأخيرة.

 

وكان التنظيم قد كشف قبل ذلك بنيته التنظيمية، في شريط مصور بعنوان “صرح الخلافة”، وشرح فيه هيكله المؤلف من “دواوين” و”هيئات”، تعادل وزارات وإدارات مركزية. كما سمَّى التنظيم 35 ولاية (تقسيماته الإدارية) تتوزع على رقعة جغرافية واسعة في سوريّا والعراق وشبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي والقوقاز، وخراسان التي تضم إيران وأفغانستان ودول آسيا الوسطى المسلمة. ويحتل “الخليفة” رأس هرم السلطة ويعاونه “مجلس شورى” ولجنة مفوضة تختص بشؤون تنفيذية، ودون هذا المستوى القيادي توجد “الدواوين” (الوزارات) وعددها 14، وإلى جانبها 5 هيئات مركزية.

 

وسمّى التنظيم إياد عبد الرحمن العبيدي، المُكنى بـ”أبو صالح حيفا”، رئيساً لـ”المجلس العسكري” ونائباً للبغدادي على العراق. والعبيدي، وهو المسؤول المالي السابق في التنظيم، خلف فاضل الحيالي، المُكنى بـ”أبو مسلم التركماني” بعد مقتله، في قيادة “المجلس العسكري”. إلّا أن الجديد هو تسمية العبيدي نائباً للبغدادي على العراق، المنصب الذي سبق أن شغله “أبو علي الأنباري”. والعبيدي ضابط سابق في “الحرس الجمهوري” العراقي، كان قد شارك في تشكيل “كتائب ثورة العشرين” التي ساهمت في مقاومة الأميركيين بعد احتلال العراق في العام 2003. ويبدو أن العبيدي تحوّل في تلك الفترة إلى السلفية الجهادية، كما سُجن في “بوكا” في العام 2006.

 

كما سمَّى التنظيم السعودي من أصل سوري طراد محمد الجربا، المُلقب “محمد الشمالي-الجزراوي”، نائباً لـ”الخليفة” في سوريّا، وسمّى السلفي الأردني عمر مهدي زيدان السليطي “أبو المنذر المهاجر” رئيساً لـ”مجلس الشورى”. كما وضع التنظيم الطاجيكي غول مراد حليموف، العسكري السابق في طاجيكستان، على رأس “القيادة العسكرية” خلفاً لـ”أبو عمر الشيشاني”. وصار حليموف قائداً ميدانياً للكتائب الخاصة؛ “جيش العسرة” و”جيش الخلافة” و”كتيبة البتار” و”جيش دابق”، وهي المجموعات المقاتلة الأكثر شراسة في التنظيم.

 

وللأمن سمَّى التنظيم إياد حامد محل الجميلي، الذي وردت أنباء لمّا تُؤكد بعد عن مقتله في الموصل بغارة لطيران “التحالف الدولي”. ويُكنّى الجميلي بـ”أبو عبد الرحمن” أو “أبو يحيى الأنصاري”، وهو ضابط سابق في المخابرات العراقية في عهد صدام حسين. والملف الأمني هو الأكثر تعقيداً والأشد حساسية لدى التنظيم الذي درج في أطواره كافة على إسناده إلى ضباط أمن عراقيين سابقين، لدوره الاستراتيجي في بقاء التنظيم والحفاظ على وحدته واستمراريته.

 

مسؤولية الهيئات الخارجية أسندها التنظيم إلى عبد الله يوسف، “أبو بكر”، الرئيس السابق لـ”مجلس شورى التنظيم”.

 

وتسلَّم علي موسى الشواخ، المشهور بـ”أبو لقمان” أو “أبو أيوب”، مسؤولية ملف “المهاجرين والمضافات”. والشواخ، هو السوري الوحيد في التشكيلة القيادية الجديدة، من أبناء ريف الرقة. وتبدو تسمية الشواخ لهذا الموقع معقولة ضمن المنطق الداخلي لتاريخ التنظيم وحاجاته، فقد كان الشواخ “والي الرقة” في فترة “التمكين” عندما كان معظم الجهاديين المهاجرين يتسربون إلى سوريا عبر نقاط تهريب على الحدود السورية-التركية، وكانت الرقة مركز تجمعهم وفرزهم الأساسي.

 

أما مسؤولية الهيئات الشرعية في “دولة الخلافة” فقد أوكلها التنظيم إلى البحريني تركي البنعلي، كما أولى المهاجر السعودي فيصل أحمد علي الزهراني، مسؤوليات “ديوان المال” خلفاً لـ”أبو سياف التونسي”. وأوكل التنظيم مسؤولية قيادة “التطوير” إلى “أبو محمد طه الأنصاري” العراقي من الأنصار، فيما سمّى “أبو معاوية الأنصاري” لرئاسة “ديوان الصحة”، والعراقي خلدون سالم بشير المصلاوي، لـ”ديوان الإعلام” خلفاً لوائل الراوي، الذي يُشاع أنه قُتل في الرقة قبل نحو أسبوعين بغارة من “درون” أميركية. وأوكل التنظيم مسؤولية “ديوان الحسبة” إلى العراقي “أبو عبد الباري شفاء علي النعمة”.

 

ويُلاحظ من قراءة التشكيلة القيادية الجديدة لـ”الدولة الإسلامية”، أن عدداً من التسميات جاءت كتحصيل حاصل، بعد فترات من تسلم القادة الجدد لمناصبهم الفعلية، فكانت تسميتهم تنصيباً إعلامياً. كما أن التعيينات توحي بأن المهاجرين قد نالوا حقهم من المناصب القيادية بعد طول نكران، لكن واقع الحال يشير إلى أن المناصب الحساسة وذات الأهمية الفعلية بقيت بيد العراقيين خاصة في “ديوان الحرب” والملف الأمني. ويضاف إلى ذلك، أن تسريب الأسماء، جاء بعد أسابيع من إعلان التنظيم عن دواوينه وهيئاته، ما يوحي أن التنظيم يتحول إلى “دولة”، فيما تشير الوقائع العسكرية والسياسية أن بقاء التنظيم أصبح مسألة وقت، وأن عودته إلى العمل “تحت الأرض” باتت في حكم المؤكد.

 

ضحايا حلب بالمئات والأطفال بدائرة الاستهداف  

قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة إن المعارك في شرق حلب المحاصر أسفرت عن مقتل 338 شخصا في الأسابيع القليلة الماضية، بينهم 106 أطفال، وإصابة 846، بينهم 261 طفلا.

 

وأضاف ريك برينان مدير إدارة الطوارئ والاستجابة الإنسانية في المنظمة خلال إفادة للأمم المتحدة في جنيف “نطلب أربعة أشياء: أوقفوا القتل، وأوقفوا الهجمات على الرعاية الصحية، واسمحوا بخروج المرضى والمصابين، واسمحوا بدخول المساعدات”.

وأطلقت القوات الروسية والسورية حملة لاستعادة السيطرة على الجزء الخاضع لمقاتلي المعارضة في حلب هذا الشهر؛ فانهار وقف لإطلاق النار بعد أسبوع من بدء سريانه.

 

في السياق نفسه، قالت منظمة “أنقذوا الطفولة” إن أكثر من ثلاثمئة طفل سقطوا بين قتيل وجريح في الأحياء الشرقية من حلب خلال الأيام الخمسة الماضية.

 

وقالت المنظمة إنها تدعم 13 مدرسة، بينها ثمان أقيمت تحت الأرض، إلا أنها أصبحت خطيرة على الأطفال.

 

وحذرت المنظمة من أن الأطفال ليسوا في مأمن من القصف في حلب حتى في المدارس المقامة تحت الأرض، وذلك بسبب استخدام القنابل الخارقة للتحصينات.

 

وأشارت المنظمة إلى أن المدارس التابعة لها التي كان من المفترض أن تفتح أبوابها غدا السبت ستبقى مغلقة على الأرجح بسبب ما وصفته بالهجوم الوحشي على حلب.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

القصف الروسي والسوري العنيف يغير معالم أحياء حلب  

قال مراسل الجزيرة إن الغارات الروسية والسورية العنيفة على الأحياء السكنية في حلب غيرت من معالم هذه الأحياء جراء الدمار الكبير الذي لحقها، بينما لا تزال فرق الإنقاذ تحاول إغاثة الضحايا وانتشال الجثث منذ أيام.

 

وقد واصلت الطائرات الروسية أمس الخميس غاراتها الكثيفة على أحياء عدة في حلب وريفها، تزامنا مع استمرار المعارك في الأحياء القديمة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، بينما استهدفت طائرات النظام الأحياء السكنية في مناطق عدة بإدلب وريف دمشق.

وأفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن طائرات روسية أغارت على حيي الميسر وقاضي عسكر، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين ودمار كبير في الأبنية والممتلكات. كما قصفت مواقع للمعارضة في مخيم حندرات ومنطقة “الشقيف” شمال حلب.

 

وأضاف أن الغارات الروسية دمرت آخر مخابز بلدة عندان التي تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب الشمالي.

 

ورصدت كاميرا الجزيرة جانبا من المعارك الدائرة في الأحياء القديمة بمدينة حلب، بين مقاتلي المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام المدعومة بالطائرات الروسية.

 

وأفاد المراسل بأن قوات النظام حاولت التقدم نحو مواقع للمعارضة في المنطقة، لكن مقاتلي المعارضة تصدوا للهجوم وقتلوا عددا من أفرادها. كما رصدت كاميرا الجزيرة لحظة تفجير قوات المعارضة نفقا لقوات النظام في الأحياء القديمة من مدينة حلب.

 

وفي إدلب، أفاد مراسل الجزيرة بمقتل 11 شخصا وإصابة عشرات بجراح وصفت بالخطيرة جراء قصف جوي كثيف بالصواريخ الفراغية استهدف أحياء سكنية داخل مدينتي إدلب وجرجناز. كما أدى القصف إلى دمار كبير في الأبنية والممتلكات.

 

ريف دمشق

وفي ريف دمشق، قال مراسل الجزيرة إن طائرات تابعة للنظام شنت عدة غارات على الأحياء السكنية في مدينة عربين بالغوطة الشرقية، مما أدى إلى جرح عدد من المدنيين ودمار واسع في الأبنية السكنية.

 

كما تعرضت بلدات الريحان وتل الصوان وبيت نايم لغارات أخرى، مما أدى إلى دمار كبير في الممتلكات. وأضاف المراسل أن الأحياء السكنية في بلدة الهامة بريف دمشق الغربي، تعرضت لقصف بقذائف الدبابات والهاون، مما تسبب في اندلاع حرائق ودمار في منازل المدنيين.

 

في غضون ذلك، قال معارضون إن قوات المعارضة حققت تقدما وسيطرت على عدد من القرى الواقعة شمالي حماة، مواصلة حملة مستمرة منذ شهر في منطقة ذات أهمية إستراتيجية للنظام.

 

في المقابل، قال مصدر عسكري سوري إن القوات الجوية شنت ضربات استهدفت عددا من القرى شمالي حماة سيطرت عليها المعارضة في الأسابيع الماضية، مضيفا أنها دمرت دبابات ومركبات مدرعة وقتلت “عشرات الإرهابيين”.

 

وبدأت حملة المعارضة على حماة قبل أسابيع، وحققت خلالها مكاسب على الأرض شمالي المدينة حيث سيطرت على عدد من القرى والبلدات التي كانت تحت سيطرة النظام.

 

ووصف القيادي في جيش الفتح أبو البراء الحموي الموقف بأنه ممتاز، وقال إنه “شكل ضغطا كبيرا على النظام مما اضطره لسحب قوات نخبة من حلب والساحل باتجاه جبهات حماة”.

 

وأضاف الحموي أن حملة المعارضة على حماة تستهدف فتح طريق إلى المدينة وتخفيف الضغط عن المناطق المحاصرة الواقعة إلى جنوبها وتسيطر عليها المعارضة، إضافة إلى قطع الطريق الوحيد الذي يربط حلب بأنحاء غرب سوريا التي يسيطر عليها النظام.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

أوباما وميركل ينددان بـ”الغارات الوحشية” على حلب  

دان الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “الضربات الجوية الوحشية” على حلب التي تشنها روسيا والنظام السوري، وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن أوباما وميركل اتفقا خلال اتصال هاتفي على أن روسيا والنظام السوري يتحملان مسؤولية خاصة في إنهاء القتال في سوريا.

 

كما أكد الزعيمان على تحميل روسيا ونظام الأسد مسؤولية تمكين الأمم المتحدة من الوصول إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب بلوغها في سوريا لإيصال المساعدات الإنسانية.

 

من جهته أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الخميس أن روسيا ستواصل عمليتها الجوية دعما “للحملة ضد الإرهاب” التي تخوضها القوات المسلحة السورية، معتبرا أن تصريحات المسؤولين الأميركيين عشية مرور عام على بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا “غير بناءة”.

 

واعتبر مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبريان الخميس أن الوضع في حلب هو “أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا حتى الآن”.

 

وطالب أوبريان الأمم المتحدة بجمع الأدلة والشهود لمساءلة المتورطين في ما وصفها بجرائم الحرب في حلب.

 

وبالأرقام، تحدث المسؤول الأممي عن مقتل 320 مدنيا -بينهم مئة طفل- في القصف الجوي، إضافة إلى إصابة 765 شخصا منذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري.

 

وكان الدفاع المدني السوري قد أحصى “1700 غارة جوية” شنها الطيران السوري والروسي، أوقعت “حوالي ألف قتيل وجريح” منذ انتهاء “الهدنة” التي فرضت بموجب اتفاق أميركي روسي وقّع في جنيف.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

فورين بوليسي: بوتين يقصف حلب بوحشية قصفه غروزني   

تناولت مجلة فورين بوليسي الأميركية القصف الجوي الذي تنفذه طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب (شمالي سوريا)، وقالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقصف حلب بالوحشية نفسها التي اتبعها في قصف العاصمة الشيشانية غروزني.

وأضافت في مقال كتبه مارك غالوتي أن حلب -التي تعد من أقدم المدن التي سكنها الإنسان- تتحول إلى أنقاض، ويفر منها المدنيون أو يموتون تحت جدران منازلهم جراء القصف الجوي المتواصل منذ أيام.

 

وقالت إنه إذا أراد شخص أن يعرف الإستراتيجية العسكرية الروسية في سوريا، فإنه من الحكمة أن يدرس الأساليب الخرقاء التي استخدمها بوتين خلال أول حرب يخوضها كرئيس هيئة أركان، وهي الحرب الشيشانية الدموية في الفترة من 1999 إلى 2000.

 

وأشارت إلى أن الحرب على غروزني أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف، وإلى أن الأمم المتحدة سبق أن وصفتها بأنها المدينة الأكثر دمارا على كوكب الأرض، وأن الحربين في الشيشان وسوريا يدللان على نهج بوتين الوحشي في القتال.

 

قدرة تدميرية

وتحدثت فورين بوليسي عن أصناف الأسلحة والصواريخ التي سبق أن استخدمت في قصف غروزني، وعن قدرتها التدميرية التي يمكنها أن تحول مباني المدن إلى ركام.

 

وأضافت أن بوتين ليس وحده المسؤول عن الحرب التي تعصف بسوريا، ولكن هناك دورا أيضا للرئيس السوري بشار الأسد، وتلعب إيران دورا مهما فيها، وأن السلام على طريقة النظام السوري يعتمد على النصر الناتج عن قوة النيران التي لا تقاوم، وأن حلب تعد المثال سيئ الحظ في هذا السياق.

 

وأشارت إلى أن موسكو ودمشق تواجهان استياء من جانب المجتمع الدولي جراء استمرار قصفهما الوحشي على مدينة حلب.

 

واستدركت بالقول إنه بالرغم من التشابه بين تكتيكات بوتين في الحربين الشيشانية الثانية والروسية، فإنه يعلم أن الحرب في سوريا تختلف، فسوريا بلاد واسعة والثوار فيها أكثر قوة ولكنهم أكثر انقساما، وأن المجتمع الدولي متورط في الحرب السورية بشكل كبير.

 

وقالت إنه إذا كان بوتين قد تعلم درسا من انتصاره على العاصمة غروزني، فإن هذا الدرس يتمثل في أن الحرب الوحشية تحتاج إلى وسائل وحشية للفوز فيها، واختتمت بالقول: واحسرتاه على سوريا.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

فايننشال تايمز: ارتباك بالغرب بشأن استراتيجية موسكو في سوريا  

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن انفجار الوضع في حلب تسبب في إرباك كثير من الدبلوماسيين الغربيين بشأن الدوافع النهائية لروسيا واستراتيجيتها.

 

ونقلت الصحيفة عن ألكسندر شوميلين أحد مديري معهد دراسات أميركا وكندا بأكاديمية العلوم الروسية بموسكو إصراره على أن روسيا ترغب في تنفيذ عملية سياسية “لكي تخرج من سوريا”، وأضاف أن الأسد لا يرغب في ذلك.

 

وذكرت أن الدبلوماسيين الأوروبيين يعتقدون بقوة أن الطائرات الروسية قد شاركت في الهجوم الجديد على حلب. ونقلت عن أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين انتقاده الشديد لموسكو قائلا “موسكو توافق على وقف لإطلاق النار وفي الوقت نفسه تنتهكه بشكل شنيع”.

 

موسكو خُدعت

وقالت فايننشال في تقرير لها إن منتقدين يقولون إن موسكو ظلت مرافقة لواشنطن طيلة الأشهر القليلة الماضية خلال مفاوضاتهما حول اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، لكن الرئيس السوري بشار الأسد خدعها.

 

وفي الوقت نفسه نشرت الصحيفة تصريحات روسية تحمّل أميركا المسؤولية في انهيار وقف إطلاق النار بغارتها على القوات السورية شرق سوريا وعدم إقناعها المعارضة المعتدلة بالانفصال عن جبهة فتح الشام، كما نقلت عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن قوات المعارضة في حلب كانت تستغل وقف إطلاق النار لإعادة تجميع نفسها وتخزين الأسلحة وتجهز علنا لتنفيذ هجمات جديدة.

 

وأضاف بيسكوف أنه “من الطبيعي أن تقوم قوات الحكومة السورية التي انسحبت إلى المسافة المطلوبة بفعل شيء ما عقب تعرضها لهجوم”.

 

دق إسفين

وأشار التقرير إلى أن أكثر الانتقادات حدة لسلوك روسيا هو القائل إنها استغلت اتفاق وقف إطلاق النار لدق إسفين بين أميركا والمعارضة السورية التي تدعمها، وإن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أرغم المعارضة على القبول بالاتفاق كي يستغل نظام الأسد الهدنة في الضغط للحصول على مكاسب.

 

يُذكر أن انهيار وقف إطلاق النار أطلق توقعات بتعاون أوثق بين بعض المجموعات الإسلامية وجبهة فتح الشام.

 

وأضاف أن هناك بعض المؤشرات على أن انهيار وقف إطلاق النار قد أقلق موسكو، فقد لاحظ مسؤولون أميركيون أن نظراءهم الروس ثابروا على المفاوضات لأسابيع، الأمر الذي يشير إلى التزامهم بالعملية. كما أضاف مسؤولون أوروبيون أن الاتهامات ضد روسيا غداة الهجوم على حلب ستعيق الجهود الروسية لرفع العقوبات المتعلقة بأوكرانيا.

 

ويقول بعض المحللين إن روسيا أنجزت هدفها الاستراتيجي في سوريا المتضمن عدم سقوط نظام الأسد وتأمين معاقله الساحلية القوية، الأمر الذي جعلها منفتحة أمام وقف لإطلاق النار.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

الأمم المتحدة تطالب بهدنة أسبوعية في حلب

دبي – العربية.نت

طالبت الأمم المتحدة بتطبيق هدنة 48 ساعة أسبوعياً، لإدخال المساعدات إلى حلب في سوريا وإخلاء الجرحى.

وفي سياق متصل، قالت الأمم المتحدة، إنها تبحث تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في حادثة قصف شاحنة الإغاثة في حلب، الواقعة شمال البلاد.

وأعلنت المنظمة الأممية أنها تنتظر موافقة النظام السوري على إدخال شحنات الإغاثة للمدن خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر.

 

الكرملين: أهم نتيجة للتدخل بسوريا عدم وصول داعش لدمشق

موسكو: لا إطار زمنياً للعمليات العسكرية التي بدأت قبل عام وأرقام القتلى غير موثوقة

موسكو – رويترز

قال الكرملين، الجمعة، إنه لا يوجد إطار زمني لعملية روسيا العسكرية في سوريا.

وأضاف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف مع صحافيين، إن النتيجة الرئيسية لضربات روسيا الجوية ضد “المتطرفين” في سوريا على مدى العام المنصرم هي “عدم وجود تنظيم داعش أو القاعدة أو جبهة النصرة الآن في دمشق”.

وذكر أن المعلومات التي يقدمها المرصد السوري لحقوق الإنسان عن القتلى المدنيين في مدينة حلب، كبرى المدن السورية، لا يمكن اعتبارها موثوقة.

ودمر قصف الجمعة محطة للمياه في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة، وهو ما يسدد ضربة أخرى لمرفق المياه الذي لحقت به أضرار بالغة خلال حملة مستمرة منذ أسبوع يقوم بها جيش النظام السوري لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بالمدينة.

وفيما يعد مصدراً مستقلاً، أعلن مسؤول كبير بمنظمة الصحة العالمية، الجمعة، أن المعارك في الجيب المحاصر بشرق مدينة حلب السورية أدت إلى مقتل 338 شخصا على مدى الأسابيع القليلة المنصرمة، بينهم 106 أطفال، وإصابة 846، بينهم 261 طفلا.

وقال مدير إدارة الطوارئ والاستجابة الإنسانية في المنظمة خلال إفادة للأمم المتحدة في جنيف “نطلب أربعة أشياء: أوقفوا القتل. أوقفوا الهجمات على الرعاية الصحية. اسمحوا بخروج المرضى والمصابين. اسمحوا بدخول المساعدات”.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن صباحاً أن 9364 شخصاً، بينهم 3804 مدنيين قتلوا في سوريا، جراء الغارات التي تشنها روسيا منذ بدء تدخلها العسكري قبل عام.

وقال المرصد إن بين المدنيين الذين قتلوا جراء الغارات التي تنفذها روسيا منذ 30 أيلول/سبتمبر 2015 على مناطق عدة في سوريا، 906 أطفال. كما قتل 2746 عنصراً من تنظيم داعش، و2814 من الفصائل المعارضة وجفش (جبهة النصرة سابقاً).

 

معارك شرسة بين قوات النظام والمعارضة شمال مدينة حلب

بيروت – رويترز

قالت مصادر من طرفي الصراع في سوريا إن معارك شرسة دارت اليوم الجمعة بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة شمال مدينة حلب، وذلك بعد أسبوع من بدء هجوم قوات النظام لاستعادة السيطرة على المدينة بالكامل بدعم من روسيا.

وحققت قوات النظام تقدماً كبيراً أمس الخميس شمال حلب بالسيطرة على مخيم حندرات للاجئين، الذي يقع على بعد كيلومترات قليلة عن المدينة. وقدمت المصادر تقارير متضاربة عن نتيجة معارك اليوم الجمعة.

ونفى مصدر كبير من المعارضة سيطرة قوات النظام على منطقة مستشفى الكندي قائلا إن المعارك لا تزال مستمرة.

 

البرلمان الأوروبي يدعو لنقاش عاجل حول الملف السوري

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 30 أيلول/سبتمبر 2016

بروكسل – دعت مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي، أكبر المجموعات في البرلمان الأوروبي، إلى تنظيم نقاش عاجل حول سورية، تمهيداً لتمرير قرار يحدد موقف الجهاز التشريعي الأوروبي من آخر تطورات هذا الملف، ومن المنتظر التصويت عليه يوم الخميس القادم.

 

وأشار رئيس المجموعة مانفرد فيبر (ألمانيا)، إلى أن النقاش سيتركز عل التطورات المدمرة في سورية خاصة في مدينة حلب.

 

وشدد فيبر على شعور البرلمانيين الأوروبيين بالغضب نتيجة استهداف المدنيين والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية من قبل القوات الحكومية السورية وروسيا، ورأى أن “تصرفات روسيا تسحق أي أمل في استعادة السلام في البلاد”، حسب تعبيره.

 

وحث البرلماني الأوروبي كافة الأطراف إلى وقف إراقة الدماء، داعياً القوى الدولية للعمل على وضع حد للحرب المستمرة في سورية منذ أكثر من خمس سنوات.

 

هذا وستشارك الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في النقاش البرلماني. وينحصر دور الاتحاد الأوروبي في الملف السوري حالياً بتقديم المساعدات الإنسانية ودعم جهود الأمم المتحدة في البحث عن حل سلمي للأزمة.

 

وكان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، قد دعا إلى إعداد استراتيجية خاصة بسورية تضمن للتكتل الموحد مكاناً مقبولاً على طاولة المفاوضات الدولية للبحث عن حل سياسي للأزمة هناك.

 

المعارضة السورية المسلحة تعلن التوسع بريف حلب وتضع عينها على (دابق)

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 30 أيلول/سبتمبر 2016

روما-قالت مصادر في المعارضة السورية إن “النظام لم يستطع التقدم رغم الإسناد الجوي الروسي الكثيف والمركز على مدينة حلب”، فيما استطاعت فصائل المعارضة المسلحة “التوسع جغرافياً وسيطرت على المزيد من القرى والبلدات في ريف حلب، وحققت تقدماً كبيراً في حاولتها طرد قوات النظام السوري من مدينة حماة” القريبة.

 

وأعلنت فصائل المعارضة التابعة للجيش الحر المشاركة في عملية (درع الفرات) اليوم (الجمعة) سيطرتها على مجموعة من القرى في ريف حلب والواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة (داعش)، من بينها عويلين، وغرور، والزيادية، وتل عار غربي وشرقي، بعد معارك عنيفة مع مقاتلي التنظيم، من ضمن المرحلة الثالثة من عملية (درع الفرات) التي تستهدف السيطرة على المناطق الواقعة جنوب بلدة الراعي وصولًا لمدينة الباب شرقي مدينة حلب.

 

كذلك أعنلت هذه الفصائل مجموعة من القرى والبلدات “مناطق عسكرية”، من أبرزها دابق، وصوران أعزاز، واحتيملات، وأخترين، وغيرها، وطلبت من المدنيين المقيمين فيها الابتعاد عن مواقع التنظيم.

 

وتُعبر بلدة (دابق)، التي سيطر عليها تنظيم الدولة عام 2014، ذات أهمية استراتيجية ودينية خاصة للتنظيم نظرا لمعركة (مرج دابق) التي مهدت لسيطرة العثمانيين على بلاد الشام ومصر، لتجنيد المزيد من المقاتلين الأصوليين والمؤدلجين.

 

وكان قوات النظام السوري وميليشيات تابعة لإيران، بمساندة روسية جوّية كثيفة، قد بدأت مطلع الأسبوع هجوماً عسكرياً واسعاً لمحاولة السيطرة على القسم الشرقي من مدينة حلب وانتزاعها من سيطرة المعارضة.  ولكن فصائل المعارضة المسلحة أعلنت أنها منعت قوات النظام من التقدم داخل القسم الشرقي من حلب، حتى اليوم على الأقل، وخاضت “حرب شوارع” لتعيده لنفس المناطق التي انطلق منه.

 

وتتهم المعارضة الطيران الروسي بأنه “قصف بشكل مكثف، ما لا يقل عن 20 حيًا محاصرًا في مدينة حلب، واستخدم أسلحة شديدة الانفجار، وقنابل عنقودية وفسفورية وارتجاجية، كما ألقى طيران النظام المروحي العديد من البراميل المتفجرة على عدة أحياء في المدينة”.

 

وفي الشمال أيضاً، مازالت فصائل المعارضة تتقدم “بوتيرة ثابتة” في ريف حماة، مُحاولة السيطرة على القرى واحدة تلو الأخرى في مسعى منها للوصول للمدينة وطرد النظام منها، و”لا تلقى مقاومة مهمّة” في تلك المناطق.

 

وشهدت مناطق ريف حماة الشمالي “نزوحاً جماعياً” من المناطق الموالية للنظام، في الريف الشرقي لمحافظة حماة، باتجاه بلدات موالية أو تُسيطر عليها قوات النظام، واستطاعت قوات النظام إخراج أسلحتها الثقيلة من بعض المناطق التي انكسرت فيها، فيما لم تستطع فعل ذلك في مناطق عديدة. وأعلنت فصائل المعارضة السيطرة على “أسلحة ثقيلة بينها دبابات ومدرعات”، وتؤكد مصادرها أن “حماة باتت بحكم الساقطة لصالح قوات المعارضة”.

 

نداء أوروبي عاجل لادخال مساعدات إنسانية لحلب

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 30 أيلول/سبتمبر 2016

بروكسل – عبر المفوض الأوروبي المكلف شؤون المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، كريستوس ستايليانيدز، عن غضبه بسبب “الهجمات غير المسبوقة”، التي استهدفت المدنيين والبنى التحتية في مدينة حلب،  شمال سورية.

وأوضح في بيان صدر عنه اليوم أن وصول المساعدات الإنسانية لهذه المدينة أصبح أكثر إلحاحاً أكثر من أي وقت مضى، فـ”لا شيء يبرر استهداف المدنيين وهي إهانة واضحة للبشرية”، حسب كلامه.

 

وطالب المفوض الأوروبي من كافة الأطراف العمل من أجل تأمين وصول المساعدات الإنسانية دون قيد  أو شرط وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني.

 

ودعا إلى العمل من أجل الإخلاء الفوري للجرحى والمرضى من المدينة ومن كافة المناطق المشتعلة في البلاد.

 

جاء هذا في إطار النداءات الدولية المتكررة من أجل وقف العمليات العسكرية في مدينة حلب، وتوصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين يعيشون وضعاً بالغ السوء.

 

معارك شرسة بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة في حلب

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر من طرفي الصراع في سوريا إن معارك شرسة دارت بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة شمالي ووسط مدينة حلب يوم الجمعة بعد أسبوع من بدء هجوم للجيش السوري لاستعادة السيطرة على المنطقة بالكامل بدعم من روسيا.

 

وهناك روايات متضاربة عن نتيجة معارك يوم الجمعة. وقال المرصد ومصدر عسكري سوري إن القوات الحكومية انتزعت السيطرة على أراض شمالي حلب ومبان في وسط المدينة.

 

ونفت مصادر من المعارضة أي تقدم جديد للقوات الحكومية شمالي المدينة بعد سيطرتها على منطقة مخيم حندرات إلى الشمال من حلب يوم الخميس. وقال مسؤول بالمعارضة إن القوات الحكومية تقدمت في منطقة سليمان الحلبي بوسط حلب لكنها أجبرت على الانسحاب.

 

وبدأ الجيش السوري وحلفاؤه هجوما تدعمه روسيا قبل أسبوع بهدف السيطرة على منطقة شرق حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة حيث يعيش أكثر من 250 ألف شخص.

 

وحلب مقسمة منذ أربع سنوات بين مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة وأخرى في قبضة المعارضة.

 

وقصفت محطة للمياه في منطقة سليمان الحلبي على جبهة القتال شمالي المدينة القديمة في حلب مما وجه ضربة جديدة لشبكة المياه التي تضررت كثيرا خلال الهجوم.

 

وألقى المرصد باللوم على القوات الحكومية فيما قال مصدر عسكري سوري إن مقاتلي المعارضة نسفوا المحطة. وقالت وسائل إعلام رسمية في وقت لاحق إن قصف مقاتلي المعارضة لمنطقة سليمان الحلبي ومنطقة الميدان الخاضعة لسيطرة الحكومة أسفر عن مقتل 15 شخصا.

 

وقالت جماعة جبهة الشام -التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة لكنها غيرت اسمها وفكت ارتباطها بتنظيم القاعدة في يوليو تموز- إن ثمانية من مقاتليها قتلوا أثناء معارك في سليمان الحلبي.

 

* تقدم وتراجع

 

وذكر المرصد أن القوات الحكومية نفذت قصفا عنيفا وأن معارك “كر وفر” شرسة دارت في حي سليمان الحلبي.

 

وقال المصدر العسكري السوري إن القوات الحكومية سيطرت على عدة مبان في المنطقة “وما زالت تلاحق فلول الإرهابيين الفارين منها.”

 

وذكر المسؤول بالمعارضة أن القوات الحكومية “تقدمت ثم تراجعت” وتكبدت “عددا من القتلى”. وأشار زكريا ملاحفجي وهو مسؤول في جماعة “فاستقم” المعارضة في حلب إلى أن مقاتلي المعارضة ما زالوا يسيطرون على محطة المياه.

 

وقال المرصد ومحطة تلفزيونية تابعة لجماعة حزب الله اللبنانية إن القوات الحكومية سيطرت على منطقة مستشفى الكندي المجاورة لمخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الذي يقع على بعد كيلومترات قليلة عن المدينة. ويقاتل حزب الله إلى جانب الجيش السوري.

 

لكن مصادر بالمعارضة نفت سيطرة الحكومة على منطقة مستشفى الكندي وقالت إن القتال ما زال مستمرا.

 

وقال مسؤول كبير بالمعارضة أيضا إن القوات الحكومية تقصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالمدفعية من فوق تل شرقي المدينة.

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

روسيا ترسل مزيدا من الطائرات إلى سوريا وسط تزايد غضب العالم من الغارات “الوحشية

من دميتري سولوفيوف وإلين فرانسيس

 

موسكو/بيروت (رويترز) – ذكرت صحيفة روسية يوم الجمعة أن موسكو أرسلت المزيد من الطائرات الحربية لتكثيف حملتها من الغارات الجوية في تحد للانتقادات الدولية لتصعيد عسكري تقول الدول الغربية إنه نسف الدبلوماسية.

 

وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث هاتفيا إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وإنهما وصفا القصف الروسي السوري لحلب بأنه “وحشي”.

 

واحتدم القتال بعد أسبوع من هجوم جديد للحكومة السورية بدعم من روسيا لاستعادة السيطرة على كبرى المدن السورية وسحق آخر معقل حضري كبير متبق لدى المعارضة.

 

وتجاهلت موسكو وحليفها الرئيس السوري بشار الأسد وقفا لإطلاق النار هذا الشهر لشن الهجوم الذي يحتمل أن يكون أكبر المعارك وأكثرها حسما في الحرب الأهلية السورية التي تمر بعامها السادس حاليا.

 

وتتهم الدول الغربية روسيا بارتكاب جرائم حرب قائلة إنها استهدفت عن قصد المدنيين والمستشفيات وشحنات المساعدات في الأيام القليلة الماضية لسحق إرادة 250 ألف شخص محاصرين داخل القطاع المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب.

 

وتقول موسكو ودمشق إنهما لا تستهدفان سوى المسلحين.

 

وقتل مئات الأشخاص في القصف وأصيب عدة مئات دون أن تكون هناك إمكانية تذكر للعلاج في المستشفيات التي تفتقر إلى المستلزمات الأساسية.

 

ويقول سكان إن الغارات الجوية لم يسبق لها مثيل في ضراوتها إذ استخدمت فيها قنابل أثقل وزنا سوت بالأرض مباني على رؤوس أصحابها.

 

وانضمت روسيا إلى الحرب تحديدا قبل عام مرجحة ميزان القوى لصالح حليفها الأسد الذي يلقى أيضا دعما من القوات البرية الإيرانية وفصائل شيعية مسلحة من لبنان والعراق.

 

وقال الكرملين يوم الجمعة إنه لا يوجد إطار زمني لعملية روسيا العسكرية في سوريا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن النتيجة الرئيسية لضربات روسيا الجوية ضد المتشددين الإسلاميين في سوريا على مدى العام المنصرم هي “عدم وجود الدولة الإسلامية أو القاعدة أو جبهة النصرة الآن في دمشق.”

 

“الواقع .. كابوس”

 

قال الممثل الخاص لبريطانيا إلى سوريا جاريث بايلي “أصابت روسيا منذ أول غارة جوية لها على سوريا مناطق مدنية وتستخدم على نحو متزايد أسلحة غير دقيقة بما في ذلك الذخائر العنقودية والحارقة.

 

“الواقع اليوم في سوريا كابوس. فحلب محاصرة من جديد والضرورات الحيوية مثل المياه والوقود والدواء في طريقها للنفاد لمئات الآلاف. البنية الأساسية المدنية بما في ذلك المدارس والمستشفيات تتعرض للهجوم.”

 

وذكرت إزفستيا أن عددا من المقاتلات من طراز (سوخوي-24) و(سوخوي-34) وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية.

 

ونقلت عن مسؤول عسكري قوله “إذا دعت الحاجة ستعزز القوة الجوية خلال ما بين يومين وثلاثة أيام… طائرات سوخوي-25 المقرر أن تتجه إلى حميميم اختيرت من وحداتها وأطقمها في حالة الاستعداد بانتظار أوامر القادة.”

 

وسوخوي-25 هي مقاتلة ثنائية المحرك جرى اختبارها في حروب في الثمانينات أثناء الحرب السوفيتية في أفغانستان. ويمكن استخدامها أيضا لمهاجمة أهداف على الأرض من ارتفاع منخفض أو كقاذفة.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الخميس إنه لا طائل من السعي لمزيد من المفاوضات مع روسيا بشأن سوريا مما يترك واشنطن دون خطة بديلة لسياسة معلقة على محادثات تشارك روسيا في رعايتها.

 

وتقاتل واشنطن مسلحي الدولة الإسلامية في شمال سوريا لكنها تتجنب المشاركة المباشرة في الحرب بين الأسد ومعارضيه الرئيسيين.

 

انتصار في ساحة المعركة

 

وبعد شهور من الدبلوماسية المكثفة مع روسيا- أجريت برغم تشكك مسؤولين آخرين كبار في الإدارة الأمريكية- توصل كيري إلى اتفاق قبل نحو ثلاثة أسابيع بشأن وقف إطلاق النار. لكنه انهار خلال أسبوع وشرعت دمشق وموسكو سريعا في أحدث تصعيد.

 

ويعتقد مسؤولون غربيون أن قرار موسكو تجاهل الهدنة يشير إلى اعتقاد الكرملين أن حكومة الأسد قادرة حاليا على تحقيق انتصار حاسم في ساحة المعركة بعد سنوات من الحرب الجامدة في أغلب الأحيان أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتشريد نصف السكان.

 

ودارت معارك شرسة بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة في وسط وشمال مدينة حلب اليوم الجمعة حيث استعادت القوات الحكومية السيطرة على مخيم للاجئين الفلسطينيين أمس الخميس. وتبادل الجانبان السيطرة على المخيم مرة من قبل منذ بدء الهجوم.

 

وهناك روايات متضاربة عن نتيجة معارك اليوم الجمعة. فقد قال الجيش إنه سيطر على أراض حول مستشفى الكندي قرب المخيم شمالي حلب. ونفت مصادر بالمعارضة المسلحة أي تقدم للجيش هناك.

 

وفي وسط المدينة قال الجيش إنه تقدم في منطقة سليمان الحلبي. وقال مسؤولون بالمعارضة إن القوات الحكومية تقدمت في المنطقة لكنها أجبرت على الانسحاب لاحقا.

 

وقال مصدر عسكري سوري إن القوات الحكومية سيطرت على عدة مبان في المنطقة “وما زالت تلاحق فلول الإرهابيين الفارين منها.”

 

لكن مسؤولا بالمعارضة قال إن القوات الحكومية “تقدمت ثم تراجعت” وتكبدت “عددا من القتلى”.

 

صعود الدولة الإسلامية

 

ومن بين جماعات المعارضة جماعات تستلهم نهج القاعدة أو ترتبط بها. وساهم الصراع في صعود تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على أراض في سوريا والعراق.

 

وتقول روسيا- المتحالفة مع الأسد وأبيه منذ الحرب الباردة- إن السبيل الوحيد لهزيمة التنظيم هو دعم الأسد. وتقول واشنطن وحلفاؤها الأجانب إن يد الأسد ملطخة بالدماء ويجب أن يترك السلطة حتى يتسنى توحيد البلد ضد المتشددين.

 

ورد بعض مقاتلي المعارضة على هجوم الحكومة بتعزيز التعاون مع المقاتلين المتشددين وهو على العكس تماما من هدف واشنطن. وتطالب المعارضة بمزيد من السلاح خاصة صواريخ مضادة للطائرات.

 

وتعارض واشنطن- التي تساعد في تنسيق تسليح جماعات المعارضة بأسلحة من السعودية وغيرها- إرسال صواريخ مضادة للطائرات خشية سقوطها في أيدي المتشددين.

 

وقال مصدر بالمعارضة السورية المسلحة على اطلاع بتفاصيل الدعم العسكري الأجنبي إن المعارضة تلقت وعودا بأسلحة جديدة لكن لم تتلق حتى الآن شيئا ذا تأثير يذكر.

 

وقال المصدر “إذا لم يعطونا مضادات للطائرات فلا فائدة منهم.”

 

(إعداد علي خفاجي ومصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مسؤول تركي: دور الوحدات الكردية في حملة الرقة قد يفجّر صراعا عرقيا

من تولاي كارادينيز

 

أنقرة (رويترز) – قال مسؤول تركي كبير إن الاعتماد على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم الدولة الإسلامية قد يفجر صراعا عرقيا طويلا هناك مشيرا إلى أنه يجب أن ي المقاتلون العرب الأساس

 

وأضاف المسؤول في إفادة صحفية في أنقرة أن العمليات العسكرية المزمعة في الرقة ومدينة الموصل العراقية – وهما معقلا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا- يجب أن تتجنب التسبب بمزيد من الاستقطاب في بلدين يعانيان بالفعل من انقسامات طائفية مريرة.

 

وقال المسؤول “الرقة مدينة عربية يسكنها مليون نسمة. إذا قمت بعملية في هذه المدينة بالاستعانة بقوة كردية يتراوح قوامها بين سبعة وثمانية آلاف فرد فإنك ستفجر معركة طائفية… سيلهب هذا الصراع منطقتنا الحدودية بالكامل.”

 

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب قوة معادية لها صلات عميقة بالمسلحين الأكراد الذين قادوا تمردا استمر ثلاثة عقود على الأراضي التركية وهو ما تسبب في خلاف بينها وبين واشنطن التي تعتبر المقاتلين الأكراد حلفاء مهمين وفعالين في محاربتها لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

ويتوقع أن تنطلق ربما في غضون أسابيع العملية العسكرية لطرد التنظيم المتشدد من الموصل ثاني أكبر المدن العراقية التي سيطر عليها التنظيم في يونيو حزيران 2014.

 

وقال مسؤولون إن تركيا التي توغلت للمرة الأولى عسكريا داخل الأراضي السورية في الشهر الماضي لإبعاد تنظيم الدولة الإسلامية عن حدودها ووقف تقدم المقاتلين الأكراد ميدانيا تناقش عملية عسكرية مزمعة في الرقة مع الولايات المتحدة.

 

غير أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال الأسبوع الماضي إن بلاده لن تشارك في عملية الرقة إذا شاركت فيها وحدات حماية الشعب الكردية.

 

وأشار المسؤول إلى أن المحادثات بين جيشي تركيا والولايات المتحدة بدأت بشأن عملية الرقة. وأضاف أنه لم يتم الانتهاء بعد من تفاصيل الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل العراقية.

 

إدارة مشتركة

 

وأشار المسؤول إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية السورية لم تنسحب بالكامل حتى الآن من مدينة منبج السورية غرب نهر الفرات بعد عملية مدعومة من الولايات المتحدة لإخراج مقاتلي الدولة الإسلامية من المدينة في وقت سابق هذا العام.

 

وقالت تركيا إن الفرات خط أحمر يجب ألا تتجاوزه وحدات حماية الشعب لتتوسع باتجاه الغرب خشية أن تتمكن من الربط بين الأراضي الخاضعة لسيطرتها بالفعل وتحتل قطاعا كاملا من الأرض على حدودها.

 

وأشار المسؤول التركي إلى أن أنقرة تريد أن تتولى حكم منبج إدارة مشتركة من العناصر العربية في قوات سوريا الديمقراطية – التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب – والجيش السوري الحر مشيرا إلى أنه يجب أن تتعاون قوة مماثلة في أي حملة على الرقة.

 

وأضاف المسؤول إن إخراج التنظيم المتشدد من مدينة الباب السورية بين أهداف التوغل التركي في شمال سوريا الذي بدأ الشهر الماضي وأضاف أن التسرع في الحملة سيكون خطأ من الناحية العسكرية.

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

منظمة الصحة: مقتل 338 في شرق حلب خلال هذا الأسبوع

جنيف (رويترز) – قالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن المعارك في شرق حلب المحاصر أسفرت عن مقتل 338 شخصا منذ 23 سبتمبر أيلول بينهم 106 أطفال وإصابة 846 بينهم 261 طفلا.

 

وقال ريك برينان مدير إدارة الطوارئ والاستجابة الإنسانية في المنظمة خلال إفادة للأمم المتحدة في جنيف “نطلب أربعة أشياء.. أوقفوا القتل.. أوقفوا الهجمات على الرعاية الصحية.. اسمحوا بخروج المرضى والمصابين واسمحوا بدخول المساعدات.”

 

وأضاف “الوضع ملتبس بحق”.

 

وأطلقت القوات الروسية والسورية حملة لاستعادة السيطرة على الجزء الخاضع لمقاتلي المعارضة في حلب هذا الشهر فانهار وقف لإطلاق النار بعد أسبوع من بدء سريانه.

 

وقال برينان إنه لا يملك تفاصيل عن أشكال الإصابات لكنه أضاف “ستكون هناك إصابات نتيجة شظايا وانفجارات وستكون هناك حروق وجروح غائرة في الرأس والصدر والبطن. ستكون هناك أطراف مبتورة وكسور. يمكن التكهن بحجم الإصابات.”

 

وأضاف أنه لا يمكن لمستشفى استيعاب مئات المرضى مرة واحدة.

 

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت لديها إمدادات تكفي 140 ألف شخص جاهزة منذ أسابيع لكن الوضع الأمني منعها من إدخال المعدات الطبية الضرورية للمدينة.

 

وردا على سؤال عما إذا كانت منظمة الصحة العالمية قد حصلت على إذن من دمشق لإرسال الإمدادات الطبية إذا سمح الوضع الأمني بذلك قال برينان إن مفاوضات الدخول مستمرة وإنه التقى بنائب وزير الصحة السوري الأسبوع الماضي.

 

وأضاف “أنهم على دراية بمدى إلحاح الوضع.”

 

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية التقت بمسؤولين روس من قبل وأوضحت “بشدة” الحاجة لعمليات الإجلاء ووقف الهجمات.

 

وقال “أعتقد أن هذه الاتصالات ما زالت مستمرة وأجرينا بعض الاتصالات خلال الأيام القليلة الماضية وهناك اهتمام بتسهيل الإجلاء لكن هذه الاتصالات مستمرة.”

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى