أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 29 تشرين الثاني 2013

النظام يتقدم في القلمون … وأولوية لـ«استعادة الجنوب»

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

أكد مسؤول سوري أن الهدف التالي للقوات النظامية بعد السيطرة على مدينة ديرعطية في القلمون بريف دمشق، هو «استعادة» السيطرة على جنوب البلاد، تاركاً شمال سورية وشمالها الشرقي الى «مرحلة لاحقة»، في وقت قتل وجرح عشرات الأشخاص بسقوط صاروخ أرض – أرض في مدينة الرقة في الشمال الشرقي.

ويصل اليوم إلى طهران رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي بعد يومين من زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وإعلانه ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف دعوة مشتركة لوقف إطلاق النار قبل انطلاق مؤتمر «جنيف 2» في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل، وظهور بوادر لتعاون إيراني- تركي لحل سياسي في سورية.

ووفق خبراء، يسعى النظام السوري إلى أن يكون في موقع قوة في مؤتمر «جنيف 2» للتفاوض حول إنهاء الأزمة، إذ استعادت قوات النظام السيطرة على مدينة دير عطية التي كانت قوات المعارضة سيطرت عليها بعدما اقتحم الجيش النظامي مدعوماً بالميليشيات مدينة قارة المجاورة في 19 الشهر الجاري. لكن الطريق الدولية بين دمشق وحمص في وسط البلاد التي تربط جنوب سورية بشمالها، لا تزال مغلقة.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات النظامية تمكنت «من استعادة السيطرة في شكل شبه كامل على مدينة دير عطية» بعد أسبوع من الاستيلاء عليها من جانب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و «الكتيبة الخضراء» و «جبهة النصرة» وكتائب أخرى. وأوضح مصدر أمني سوري أن الجيش دخل أيضاً مدينة النبك في القلمون على بعد حوالى سبعين كيلومتراً من دمشق. وقال لوكالة «فرانس برس»: «إذا تمت السيطرة على النبك، الهدف التالي سيكون بلدة يبرود وبعض القرى المجاورة من أجل إقفال الحدود تماماً مع لبنان ومنع المسلحين من التنقل عبرها». وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية لأنها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة يزودون منها معاقلهم في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لهم في حمص بالسلاح والرجال. وقال المصدر الأمني إن الهدف التالي للنظام هو «استعادة جنوب البلاد، أما الشرق والشمال فإلى مرحلة لاحقة».

كما تمكنت قوات النظام مدعمة بعناصر من «حزب الله» من صد هجوم شنته المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق قبل أيام. لكن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرة مروحية بعدما شن طيران النظام غارات على أحياء في دمشق. وأظهر فيديو سحب دخان تتصاعد فوق مدينة الضمير شرق العاصمة، فيما كان شخص يشير إلى إسقاط طائرة.

وقُتل في معركة القلمون أول من أمس، ابن شقيق وزير الزراعة اللبناني حسين الحاج حسن المنتمي إلى «حزب الله»، وفق ما ذكر سكان بقريته في شرق لبنان لوكالة «فرانس برس». وقال أحدهم: «قتل علي رضا فؤاد الحاج حسن، 22 سنة، وهو ابن شقيق الوزير حسين الحاج حسن مع ثلاثة مقاتلين آخرين من رفاقه في الحزب».

وأفاد «المرصد» بمقتل 11 شخصا في غارات على حلب شمالاً، بينهم ستة أشخاص هم ثلاث نساء وثلاثة أطفال قتلوا في غارة جوية على دير حافر. كما أشار إلى أن طائرات مروحية ألقت براميل متفجرة على حي القاطرجي المتاخم لحي قاضي عسكر في جنوب شرق حلب، ما تسبب بمقتل خمسة أشخاص وجرح أكثر من عشرين. وذكر «مركز حلب الإعلامي» أن «مبنى سكنياً انهار بشكل كامل وتهدمت أجزاء من الأبنية المجاورة لدوار قاضي عسكر، كما تحطم العديد من السيارات التي كانت في الشارع». وأعدم مقاتلون متشددون قائد «كتائب غرباء الشام» سابقاً حسن جزرة وستة مقاتلين آخرين من الكتيبة ذاتها بإطلاق النار عليهم أمام مقر لـ «الدولة الإسلامية» في بلدة الأتارب.

وفي شمال شرقي البلاد، سقط العشرات بين قتيل وجريح بفعل سقوط صاروخ أرض – أرض على سوق في مدينة الرقة. ولاحظ ناشطون معارضون أن مقر «داعش» يقع في قصر المحافظ في المدينة، ولم يسبق أن تعرض لهجوم من قوات النظام، في وقت اتهم رئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس مقاتلي «داعش» بأنهم يعملون لمصلحة النظام، لكنه قال إن «الجيش الحر» يتجنب فتح «جبهات جانبية» مع هؤلاء، لإن «الإمكانات ضعيفة والعتاد المتوافر قليل. لكن الدفاع عن النفس مشروع»، في إشارة إلى المعارك التي تتزايد بين المجموعات الجهادية وكتائب «الجيش الحر» في مناطق عدة.

من جهته، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، إن «صاروخ السكود الذي أصاب سوق الهال القديم في المدينة، أدى أثره التدميري الى مقتل 35 شخصاً وإصابة 200 آخرين وإحداث دمار كبير في البنى التحتية»، معتبراً ذلك «دليلاً على انتفاء الإرادة لديه في الوصول إلى حل سياسي، تُسلّم فيه السلطة لهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وينهي المعاناة».

وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن سورياً قتل وأصيب تسعة آخرون بجروح جراء قذيفة هاون أطلقت على السفارة الروسية في العاصمة السورية، مشيرة إلى تعرض مبنى السفارة إلى «أضرار طفيفة».

حصار دمشق يشتد مع احتدام معارك القلمون

دمشق – يامن حسين

بضعة أيام مضت على قطع اوتوستراد حمص – دمشق بمحاذاة بلدات القلمون بعد سيطرة قوى المعارضة المسلحة على بلدة دير عطية، والتي سبقتها بيومين سيطرة النظام على اجزاء من بلدة قارة.

قطع الطريق الدولي منذ 20/11/2013 تسبب في ازمة وقود في العاصمة دمشق التي تؤمن معظم حاجاتها من بنزين ومازوت وكيروسين للطائرات عبر صهاريج تأتي من المرافئ السورية اضافة الى مصفاتي حمص وبانياس، ولا بديل عن طريق حمص دمشق سوى طريق آخر من حمص إلى تدمر فالضمير وعدرا وصولاً الى العاصمة وهو يضاعف المسافة بين المدينتين أضافة إلى مجاورته لمناطق مشتعلة اساساً.

وبدا جلياً حجم الأزمة في العاصمة مع توقف عدد كبير من محطات الوقود عن العمل، والازدحام حول أخرى. يقول محمد وهو سائق حافلة «ازمة الوقود بدأت في اليوم التالي لانقطاع الاوتوستراد الدولي، حيث امتنعت اغلب محطات الوقود عن بيع الوقود واحتكاره رغم توافره وبدأت بورصة البنزين بالارتفاع يوماً بعد يوم».

ويشير سائق حافلة على خط (جرمانا – باب توما) أن محطات الوقود التي كان يتزود منها بالوقود أغلقت ابوابها صباح اليوم التالي لانقطاع الطريق الدولي»، ويضيف: «دمشق أساساً كانت مخنوقة بالحواجز والتفتيش الدقيق والطرقات المغلقة، ما يعني مع عدم توافر البنزين وارتفاع سعره زيادة هائلة في مصروف الوقود، غداً سأضطر إلى التوقف عن العمل».

وارتفعت اسعار نقليات الأجرة في دمشق بمقدار الضعف، ما سبب عزوف عديد من سكان العاصمة عن ركوب سيارات الأجرة أو حافلات النقل العام، وفضلوا التنقل مشياً على الأقدام أو على الدرجات الهوائية.

وأطلق قبل فترة ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» صفحة ساخرة تتهكم على الازدحام الناتج من حواجز قوات النظام التي تخنق المدينة وتدعو المواطنين إلى استعمال الدراجة الهوائية للتنقل، فهي أسرع وأقل كلفة.

لم تقتصر الأزمة الإنسانية في مدينة دمشق على وقود السيارات بل تقطعت السبل بمئات طلاب الجامعات والموظفين الذين لم يسـتطـيعوا الـخروج أو الدخول الى العاصـمة، وبات واضحاً أن الوضع سيتفاقم إن لم يفتح الطريق قريباً، فهناك أزمة وقود الـتدفئة على أبواب الشتاء، اضافة الى صعوبات كبيرة قادمة في تأمين مادة الخبز لسكان العاصمة وهو فعلاً ما بدأ يـظهر في بعض المناطق وما دفع العديد من سكان دمشق لتخزين الحاجات الأساسية من طحين وأغذية ولم تهدئ مخاوف الدمشقيين تصريحات شركة المحروقات ولجنة المخابز الاحتياطية بأن البنزين متوافر والأزمة ستنتهي قريباً جداً.

لا غنى للنظام عن استعمال طريق دمشق – بيروت لتأمين احتياجات المدينة من المواد الأساسية عبر لبنان، وبخاصة أن الطريق البديل (حمص- تدمر – الضمير – دمشق) طويل جداً وغير آمن، وهو ما سيفاقم الأزمة الإقتصادية، والتي ستنعكس مباشرة على سكان العاصمة بارتفاع اسعار المواد الغذائية والوقود وانقطاع التيار الكهربائي، كمشهد مكرر لما حصل في حلب بعد قطع طريق حلب خناصر والذي اعاد النظام السيطرة عليه بعد معارك عنيفة.

هل سيوثر قطع الطريق الدولي على إمداد القوى العسكرية وما هو ثمنه؟

قوة النظام العسكرية تتمثل بقطع كبيرة كالفرقتين الرابعة والعاشرة وغيرهما وألوية الحرس الجمهوري وكلها في داخل العاصمة أو على أطرافها ولا حاجة لها لعبور الطريق الدولي كما أنها لا تحتاج لإمداد بالذخيرة أو الوقود من خارج العاصمة وريفها، أما قوات النظام في المدن الأخرى كحلب وحمص وحماة فبأمكانها التزود بالمقاتلين والعتاد من الساحل ومن المخازن الباقية للنظام في المنطقة الوسطى، وكذلك الأمر بالنسبة للجيش الحر والفصائل الإسلامية التي تتحصن في جبال القلمون والغوطة الشرقية والتي هي بالأساس لا تستفيد من الطريق الدولي ولا تستخدمه لنقل قواتها او امدادها اللوجستي.

يخفف ناشطون معارضون من التهويل بقطع الطريق الدولي فيؤكد بعضهم أنه عاجلاً أم أجلاً سيتوصل الطرفان لاتفاق غير معلن بين الحر والنظام في حال لم تحسم معركة القلمون إما بفتح الطريق الدولي امام حركة المرور والنقل مقابل فتح معابر لادخال المساعدات إلى الغوطة الشرقية، أو أن يتولى النظام شراء الطريق الدولي مقابل مبالغ مالية تسمح له باستخدامه، وهو ما حدث في عديد من المناطق بحسب ناشطين حيث دفع النظام أتاوات كبيرة لكتائب مقابل فتح طرقات بعضها للاستخدام المدني وبعضها لقواته العسكرية في جنوب العاصمة وكذلك في حلب.

بعد عام تقريباً من الركود العسكري بين الجيشين الحر والنظامي كانت معه خريطة توزع القوى على الأرض شبه ساكنة يأتي مؤتمر جنيف2، ليحرك كل القوى العسكرية على الأرض لتحقيق مكاسب قبل التفاوض.

طريق حلب خناصر بات اليوم بيد النظام وكذلك بلدات جنوب دمشق، ولن تكون معركة فتح «الجيش الحر» طريق الغوطة الشرقية من جهة مطار دمشق الدولي، أو قطع أهم اوتوستراد في سورية أخر المعارك. سيكون أمام السوريين معارك وأيام صعبة في كل الجبهات والمواقع وستتغير الخريطة السورية بين اللونين الاخضر والأحمر مراراً وتكراراً وكل طرف سيفضي ما في جعبته في «أمهات المعارك» حتى موعد جنيف 2 وربما بعده.

4 قتلى و26 جريحاً بقذائف هاون أمام الجامع الأموي في دمشق

دمشق – أ ف ب

قتل 4 أشخاص وجرح 26 آخرون، إثر سقوط قذائف هاون أمام الجامع الأموي في دمشق القديمة، وفق ما ذكر التلفزيون السوري.

وأفاد التلفزيون في شريط إخباري عاجل، بأن قذائف هاون أطلقها إرهابيون أمام الجامع الأموي في دمشق أسفرت عن سقوط 4 قتلى و26 جريحاً.

ومنذ أسابيع، تصاعدت وتيرة إطلاق قذائف الهاون على العاصمة.

وتتهم السلطات السورية “إرهابيين” بتنفيذ هذه الاعتداءات، معتبرة ذلك “مؤشراً إلى الإفلاس الذي يعاني منه الإرهابيون بعد الانتصارات التي حققها الجيش ميدانياً”.

بي بي سي: تدمير الكيماوي السوري سيتم على متن سفينة اميركية

لندن – يو بي أي

كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عن أن خطة يجري وضعها لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية في البحر، باستخدام سفينة تابعة للبحرية الأميركية.

ونقل البرنامج الإخباري في المحطة التلفزيونية الثانية التابعة لـ (بي بي سي) عن مصادر صناعية أن الخطة ستضع محطة تدمير محمولة على متن السفينة الاميركية (كيب راي) تستخدم الماء الخفيف لتمييع المواد الكيماوية إلى مستويات أكثر أماناً، بعد أن حددت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية 31 كانون الأول/ديسمبر المقبل موعداً نهائياً لإزالة المواد السامة من سورية.

وقال إن هذا التحرك جاء بعد احجام الكثير من الدول عن تولي هذه المهمة، واصرار ألبانيا ودول آخرى أُشيع بأنها ستكون وجهة الأسلحة الكيماوية السورية على استقبالها، رغم اتفاق المجتمع الدولي على أن التخلص منها كان واحداً من المشاكل الأمنية الأكثر إلحاحاً في العالم.

واضاف أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ترى أن العملية التي ستجري على متن السفينة الاميركية (كيب راي)، والتي أُطلق عليها اسم (التحلل)، ستنتج ما قُدّر بـ 7.7 مليون ليتر من النفايات السائلة وسيتم وضعها في 4 آلاف حاوية.

واشار البرنامج الاخباري إلى أن أي دولة لم تُظهر استعداداها أيضاً لمرافقة المواد الكيماوية إلى خارج سورية أو الحفاظ على أمنها، مما سيجعل الجيش السوري يتولى تنفيذ هذه المهمة بعد قيامه بتجميعها في مناطق محمية.

وقال إن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقوم حالياً بنقل مواد التعبئة والتغليف إلى سورية عن طريق لبنان، ويُعتقد أن الجيش السوري سيقوم في غضون أسابيع قليلة ببدء مرحلة نقل المواد الكيماوية على متن أكثر من 200 حاوية إلى ميناء على البحر الأبيض المتوسط.

واضاف البرنامج أن هناك نقاطاً لا تزال غير واضحة بشأن تدمير الأسلحة الكيماوية السورية في البحر مع قيام منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والبحرية الاميركية بتطوير خطتهما في هذا المجال، بما في ذلك احتمال قيام السفينة الاميركية (كيب راي) بالإبحار إلى اللاذقية أو طرطوس في سورية لنقل حاويات المواد الكيماوية خارج المياه الأقليمية السورية دون أن ترفع العلم الاميركي، ومضاعفات تعرضها لهجمات من قبل الجماعات المتمردة أو قيامها بالاستيلاء على بعض الشحنات قبل تحميلها.

تحديات تسبق تشكيل وفد المعارضة… وفورد يدعو الى التخلي عن الشروط المسبقة

لندن – إبراهيم حميدي

أحد البنود التي تضمنها التفاهم الاميركي – الروسي ان تتكفل موسكو باقناع النظام السوري بحضور مؤتمر «جنيف2» على ان تعمل واشنطن على جبهة المعارضة وان يشكل «الائتلاف الوطني السوري» وفد المعارضة بما يراعي القوى الرئيسية ويقود الوفد في العملية التفاوضية، غير ان اجتماعات السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد مع كل من «الائتلاف» و «المجلس الوطني السوري» في إسطنبول والوفدين الاميركي والروسي مع معارضين آخرين في جنيف اظهرت انها لن تكون عملية سهلة وستمر بتحديات تنظيمية وسياسية.

وبمجرد إعلان الأممم المتحدة 22 كانون الثاني (يناير) المقبل موعداً لـ «جنيف 2»، انتقل فورد من جنيف الى إسطنبول. وبحسب المعلومات المتوافرة لـ «الحياة» ان لقاءيه المنفصلين مع قيادة «المجلس الوطني» برئاسة جورج صبرا والهيئة السياسية لـ «الائتلاف» شهدا مناقشات صريحة، ذلك انه ابلغ «المجلس الوطني» ان الذهاب الى المؤتمر الدولي سيتم من دون شروط مسبقة وبامكان كل طرف، الحكومة والمعارضة، ان يعبر عن موقفه داخل المفاوضات سواء ما يتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الاسد او صلاحيات الحكومة الانتقالية والجدول الزمني للمفاوضات والاجندة. وأشار الى عدم وجود اي خيار امام المعارضة سوى الحل السياسي والذهاب الى «جنيف 2»، طالباً تأييد قرار «الائتلاف» المشاركة فيه.

وكان «المجلس الوطني» لوح بالانسحاب من «الائتلاف» في حال قرر المشاركة في «جنيف 2»، لكن اجتماع الهيئة العامة الاخير لـ «الائتلاف» وافق على المشاركة ضمن معايير محددة تسبقها خطوات لبناء الثقة تتضمن رفع الحصار عن مناطق وأطلاق سراح معتقلين.

وقالت مصادر اخرى لـ «الحياة» إن لقاء فورد مع الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» شهد مناقشات صريحة ايضاً، حيث جدد السفير الاميركي في اللقاء ان واشنطن لن تقوم بأي شيء يضر بالمعارضة، مقابل تأكيد احد الحاضرين بضرورة ترجمة الأقوال الى افعال. وعندما اشار احدهم الى ان النظام لن يقدم اي تنازلات في هذه الظروف العسكرية والأسس التي سيعقد وفقها المؤتمر، تطرق فورد الى قناعته وقناعة الجانب الروسي ان الحكومة السورية لم تكن مرتاحة في قرار المشاركة. كما أشار الى ان المعارضة تحقق تقدماً في ريفي دمشق وحلب في شمال البلاد، متعهداً تقديم مزيد من المساعدات الانسانية والعسكرية.

ووفق المصادر التي حضرت الاجتماع، فإن فورد تحدث في هذا اللقاء عن تغير في الموقف الروسي ازاء الموقف من يحق له المشاركة في الحكومة الانتقالية والنظام السياسي الجديد. وفي هذا المجال، جددت موسكو دعوتها الى رئيس «الائتلاف» احمد الجربا، حيث تجري اتصالات لترتيب موعد الزيارة وجدولها. كما سأل الحاضرون عن أثار الاتفاق النووي بين ايران والغرب على الموضوع السوري.

وأشارت المصادر الى ان المعارضة تبلغت بضرورة الاستعداد للمشاركة في «جنيف 2» سواء ما يتعلق بالموقف السياسي او تركيبة الوفد الذي سيضم 15 شخصاً من مجموعتين، تضم الأولى رئيس الوفد وثمانية آخرين، اضافة الى تسعة من الخبراء الفنيين الذين سيكونون خارج قاعة المفاوضات. وتوقعت المصادر ان تتصاعد التحالفات من الآن الى حين انعقاد اجتماع الهيئة العامة وتسليم قائمة الوفد المعارضة الى المبعوث الدولي – العربي في 27 الشهر المقبل. وظهر قبول بضرورة ضم ممثلي عن الكتائب المسلحة الرئيسية بما فيه «الجبهة الاسلامية» التي تشكلت الاسبوع الماضي، من اكبر ست فصائل مسلحة بينها «لواء التوحيد» و «احرار الشام» و «صقور الشام» و «جيش الاسلام»، اضافة الى كتائب غير منضوية في هذا التحالف.

ومن المقرر ان تجتمع الامانة العامة لـ «المجلس الوطني» يومي 13 و14 الشهر المقبل قبل الاجتماع المقرر للهيئة العامة. وأوضحت المصادر ان «المجلس الوطني» بصدد ان يطلب تعديل المادة في ميثاق «الائتلاف» التي تتضمن رفض الحوار مع النظام، الامر الذي يتطلب موافقة ثلثي الاعضاء البالغ عددهم 118 عضواً. وفي حال اقر تعديل المادة، فإن قرار الموافقة على المشاركة في «جنيف 2» يتطلب النصف زائداً واحداً.

وفي هذا السياق، قالت المصادر ان بعض قادة المعارضة «استغرب» اعلان الجربا الموافقة على المشاركة في المؤتمر قبل صدور قرار نهائي في الهيئة العامة، في حين قالت مصادر اخرى انه اعتمد على القرار الاخير للهيئة. ويراهن «المجلس الوطني» على تصويت نحو 47 ضد قرار المشاركة، علماً ان عدد اعضائه الرسميين يبلغ 22 عضواً، مقابل «ثقة» اعضاء في الهيئة السياسية بأن الموافقة «مضمونة، كما حصل في القرار الأخير خصوصاً بعد توسيع «الائتلاف» ودخول كتلة علمانية واجهت نفوذ كتلة «الاخوان المسلمين»، ذلك ان عشرة اعضاء من الهيئة السياسية البالغ عدد اعضائها 19 وافقوا على المشاركة مع انهم من المجلس الوطني» الذي يشكل «الاخوان المسلمون» كتلته الرئيسية. لكن قياديين في الاخير، يراهنون على تحالفات يشكلونها الآن ضد المشاركة سواء داخل اعضاء الهيئة او ممثلي الحراك الشعبي وقيادة «الجيش الحر» في «الائتلاف»، حيث يقدر ان نحو 60 عضواً باتوا ضد المشاركة في الظروف الراهنة. كما ظهر امر آخر يتعلق بأن الهيئة الرئاسية لـ «الائتلاف» تنتهي ولايتها في السابع من كانون الثاني المقبل، ما يتطلب اجراء انتخابات جديدة قبل منتصف الشهر ذاته وموعد المؤتمر الدولي.

اما التحدي الآخر، فيتعلق بتشكيل وفد المعارضة، ذلك ان «الائتلاف» تبلغ ان الدعوة ستوجه اليه كي يشكل وفداً يراعي القوى الاخرى في المعارضة للمشاركة في «جنيف 2». واقترحت الجامعة العربية استضافة مؤتمر للمعارضة لتوحيد موقفها ورؤيتها وتشكيل وفد مشترك. ويميل «الائتلاف» الى خيار عقد المؤتمر في القاهرة تحت مظلة الجامعة العربية، مع احتمال عقد لقاء تمهيدي في العاصمة الروسية. وقال منذر خدام القيادي في «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» (معارضة الداخل) ان لقاء مع «الائتلاف» سيعقد قريباً لمناقشة هذه الامور، لافتاً الى انها شكلت وفدها، وضم المنسق العام حسن عبدالعظيم رئيساً وعضوية هيثم مناع ورجاء الناصر(أعتقل في دمشق الاسبوع الماضي) وعبدالعزيز الخير (في حال خروجه من المعتقل) وخدام، وصالح مسلم (في حال لم يذهب الأكراد كوفد مستقل) وجمال ملا محمود وعارف دليلة والشيخ رياض درار وعبدالمجيد منجونة. وأمل خدام ان «يتم الاتفاق على وفد مشترك من جميع فصائل المعارضة يدعى وفد المعارضة الوطنية السورية».

الى ذلك، قال مسلم رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي»، الذي التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قبل يومين، انه «تبين من اللقاءات التي جرت حتى الآن بأن بعض القوى الإقليمية والدولية بينها تركيا وأميركا ترفض التطرق الى القضية في المؤتمر» الدولي. وقال ان «لا حل للازمة السورية ولا ديموقراطية ولا سلم من دون حل القضية حلاً عادلاً واعتبار الهيئة الكردية العليا الممثل الشرعية لإرادة الشعب الكردي». وكان منافسه «المجلس الوطني الكردي» بزعامة عبدالحكيم بشار وقع اتفاقاً مع «الائتلاف» تضمن ادخال ثمانية اعضاء اكراد الى الهيئة العامة، واحتمال مشاركة بعضهم في الوفد المفاوض.

روس لـ«الحياة»: لا صفقة كبرى مع إيران وأميركا لن تبيع حلفاءها

واشنطن – جويس كرم

اعتبر دنيس روس، المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما حول إيران والشرق الأوسط، أن الاتفاق المرحلي الذي أبرمته في جنيف إيران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، «ليس اختراقاً أساسياً ولا استسلاماً»، بل آلية «توقف الساعة النووية الإيرانية ستة أشهر» للتفاوض على اتفاق شامل.

وقال لـ «الحياة» إن الاتفاق الشامل «هو حول (الملف) النووي»، وليس «صفقة كبرى» كما رُوِّج عام 2003. ورأى أن الفشل في إبرام الاتفاق الشامل سيعيد الخيار العسكري، مشيراً إلى أن أوباما لن يتحوّل من سياسة المنع إلى الاحتواء.

روس المقرّب من الإدارة الأميركية، على رغم مغادرته منصبه في البيت الأبيض نهاية العام 2011، أكد أن اتفاق جنيف «ليس اختراقاً ولا استسلاماً ويشتري الوقت» في الأشهر الستة المقبلة. ولفت من مكتبه في «مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، إلى أن «تدابير الشفافية في الاتفاق المرحلي هي أقوى من أي وقت، إذ هناك كشف يومي للمواقع الأساسية، وللمرة الأولى لدينا تسهيلات لدخول أماكن إنتاج أجهزة الطرد المركزي والمحركات». وأضاف: «ما سنتمكّن من فعله هو وقف الساعة النووية لإيران أو إبطاؤها في شكل جدي، ريثما نرى هل هناك إمكان لحصد اتفاق أكبر».

واعتبر أن «النظام الأكبر للعقوبات ما زال في موقعه الآن، وإذا تحايل الإيرانيون في تطبيق الاتفاق الأولي، يجازفون بمسألة أي تنازلات عن العقوبات لاحقاً». ورأى أن «الهدف الآن هو تجميد البرنامج لمعرفة هل الاتفاق الشامل ممكن، وإذا كان ممكناً سنكون في موقع مختلف، إذ سيعني ذلك حداً كاملاً للبرنامج (النووي) الإيراني. أما إذا لم يكن ممكناً، سيكون علينا إعادة درس خيارات أخرى، بينها استخدام القوة، أو هل نغيّر هدفنا من منع إيران من امتلاك سلاح نووي إلى احتواء إيران نووية، وأعتقد بأن هذه الإدارة لن تفعل ذلك». روس أشار لـ «الحياة» إلى أن فشل المفاوضات سيتيح «القول إننا منحنا الديبلوماسية كل ما أمكن ولم تنجح، وبالتالي علينا درس خيارات أخرى».

ونبّه إلى أن «الصفقة لا تعطي إيران حق تخصيب اليورانيوم، بل تلمّح ضمناً إلى قبول عملي بذلك، وثمة فرق بين الأمرين». ودعا إلى أن «ينطبق» الاتفاق الشامل لاحقاً «مع قرارات الأمم المتحدة التي دعت إلى تجميد التخصيب، وتعتقد الإدارة بأنها تحتفظ بورقة الضغط الآن، ولم نتنازل عن قرارات الأمم المتحدة».

مخاوف مشروعة

وأقرّ روس بوجود مخاوف مشروعة من الاتفاق ولجهة تصدّع العقوبات، مستدركاً أن «العقوبات الأساسية ما زالت مفروضة وستُطبّق بحزم وبالتعاون مع حلفائنا وكونها ورقة ضغط أساسية في نجاح أي مفاوضات».

وقال إن الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف «قد يكونان مع اتفاق شامل، ولكن لا يمكنهما تسليمه الآن، وأرادا من الاتفاق تعزيز موقعيهما لإبرام اتفاق شامل لاحقاً». أما بالنسبة إلى إدارة أوباما، «فإذا لم نجمّد البرنامج (النووي) الآن، لا يمكننا التوصل إلى نقطة الاتفاق الشامل لاحقاً». وزاد: «لا أعرف ما هي فرص الاتفاق الشامل، وحتى الإدارة تمتحن هذه الفرضية من دون أن تعرف بالضرورة فرص تحقيقها».

ولفت إلى أن «طريقة صوغ الاتفاق المرحلي تعطي انطباعاً بإمكان تجديده ستة أشهر أخرى، بناءً على موافقة الطرفين، وأعتقد بأن هناك حاجة إلى مفاوضات تدوم سنة، للنجاح في إبرام أي اتفاق شامل».

وتطرّق روس إلى المخاوف في المنطقة وأزمة الثقة بين واشنطن وحلفائها في شأن الملف الإيراني، قائلاً: «بالنسبة إلى أوباما الخيار العسيكي وارد، لكن كثيرين في المنطقة لا يدركون ذلك، وبسبب ما حصل مع سورية». وشدد غلى أن «إيران ملف مختلف بالكامل عن سورية»، وزاد: «أوباما كان دوماً متردداً في استخدام أي شيء أبعد من الضغط الاقتصادي والسياسي، للتأثير في الوضع في سورية. هذا كان واضحاً منذ البداية… ولم يحددها بوصفها مصلحة حيوية للولايات المتحدة، فيما حدّد إيران واعتبر أن امتلاكها سلاحاً نووياً يشكّل تهديداً للولايات المتحدة وأمنها القومي». وأضاف: «أعتقد بأن الخوف من انزلاق في سورية، هو جزء من حسابات أوباما حول إيران».

ورداً على سؤال عن مخاوف من أن تتيح واشنطن لطهران الهيمنة على المنطقة، أو أن تتخلى عن حلفائها، ذكّر روس بأن هذه المخاوف كانت موجودة منذ وقت طويل وقبل الاتفاق المرحلي وقبل الأزمة السورية، معتبراً أنها «وليدة مخاوف من دور إيران في العراق واليمن والبحرين ولبنان وسورية، ولذلك تعمل واشنطن على بناء هيكلية أمنية وعسكرية واقتصادية مع حلفائها للتعامل مع هذا الأمر، على المستويين الثنائي والإقليمي، وهذا لم يتغيّر، بل كثّفنا تعاوننا في الأمن البحري والأمور الدفاعية، تحديداً لهذا السبب… وواشنطن لن تبيع حلفاءها أو تبرم صفقة على حسابهم». وأضاف: «ما تحاول واشنطن قوله إنها لن تغيّر موقفها من سلوك إيران، بل تبحث عن تسوية في الملف النووي… وثمة انطباع بأننا سنعود إلى أيام الشاه، لكن هذا ليس ممكناً إلا إذا قبِلت إيران تغيير سلوكها رأساً على عقب في المنطقة».

وشدد على أن «المفاوضات هي حول الملف النووي، وليست صفقة كبرى كما رُوّج عام 2003، عندما كان الحديث عن «حزب الله» و(حركة) «حماس»… الآن نبحث في (الملف) النووي».

الجيش السوري النظامي يتقدم في القلمون وقذائف على السفارة الروسية بدمشق

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

أحكم الجيش السوري النظامي أمس سيطرته على مدينة دير عطية في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية بعدما كان مقاتلو المعارضة قد استولوا عليها الاسبوع الماضي. وقتل رجل واصيب تسعة آخرون بجروح، في قصف بقذائف الهاون لمحيط السفارة الروسية في دمشق. ونددت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي في بيان بالقصف، قائلة ان الولايات المتحدة تواصل التأكيد ان المسؤولين عن الفظائع من كل الاطراف يجب ان يحاسبوا.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 11 شخصا قتلوا في غارات على حلب وريفها. وفي ريف دمشق قال المرصد ان اشتباكات عنيفة “تدور بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وألوية وكتائب الحبيب المصطفى وكتائب مقاتلة من طرف، والقوات النظامية مدعمة بحزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات سورية وأجنبية وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، في منطقة المرج في الغوطة الشرقية”. وادت هذه الاشتباكات امس الى مقتل 11 مقاتلا من الكتائب وثلاثة من “حزب الله”. ص11

ويتوجه رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي اليوم الى ايران، ابرز حليف للنظام السوري، لاجراء محادثات في شأن الازمة السورية. وأوضحت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء “ارنا” ان الحلقي “سيجري محادثات مع مسؤولين ايرانيين كبار في شأن الازمة السورية والتطورات” في هذا البلد. وكانت ايران دعت الاربعاء مع تركيا التي تدعم المعارضة السورية، الى وقف للنار قبل عقد مؤتمر جنيف – 2 للسلام في سوريا المقرر في 22 كانون الثاني 2014.

موسكو

وفي موسكو، رحبت وزارة الخارجية الروسية بنية دمشق إرسال وفد إلى مؤتمر جنيف – 2 من دون شروط مسبقة. وقالت في بيان لها إن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف عقد لقاء مع السفير السوري في موسكو رياض حداد واطلعه على نتائج الجولة الأخيرة من المشاورات الثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة في شأن سوريا، والتي أجريت في 25 تشرين الثاني في جنيف.

وأضاف أن الجانب الروسي رحب بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية السورية الاربعاء والذي أكد عزم القيادة السورية على إرسال وفد الى جنيف – 2 من دون شروط مسبقة.

كما بحث بوغدانوف مع السفير الاماراتي عمر سيف غباش في الأزمة السورية والعلاقات الثنائية بين البلدين.

الجيش السوري نحو قطع «الشريان الأخير» للإمداد من لبنان

من الغوطة والقلمون .. إلى قاعات جنيف

خليل حرب

لم يكن ارتباط المشهد الميداني بالمسار السياسي بمثل هذا الوضوح في الأزمة السورية. ومعركة القلمون الدائرة حاليا، لم تكتسب أهميتها في الإعلام وحده، وإنما بسبب دلالاتها السياسية، كما العسكرية، عشية مؤتمر جنيف الدولي المرتقب للحل السوري في كانون الثاني العام 2014.

وكأن ميادين الاشتباكات المرشحة لتزايد نيرانها، بما في ذلك على سفوح جبال لبنان الشرقية، دخلت في سباق واضح، مع موعد الأسبوع الأخير من كانون الثاني المقبل. ولا يستخلص هذا الارتباط من تقدم الجيش السوري في مناطق القلمون، وبالأمس تحديدا في دير عطية والنبك، وحده، وإنما من هجوم الفجر «الانتحاري» الواسع المضاد الذي شنه مسلحو المعارضة مع بداية الأسبوع الحالي في الغوطة الشرقية، في تعبير واضح عن رغبة سعودية سياسية بإعادة الإمساك بأوراق الوضع الميداني المتساقطة، مع تأزم المشهد الإقليمي أمام المملكة، سوريا وإيرانيا.

وإذا صحت الأنباء الواردة من القلمون بأن غالبية مدينة النبك باتت في قبضة الجيش السوري، بعد استعادة مدينة دير عطية وفق اعترافات المعارضة، فان معركة يبرود قد تصبح الوجهة المقبلة للمعارك، خصوصا مع تحولها إلى تجمع للمسلحين، ما قد يؤدي في حال استرجعها النظام، إلى إغلاق الحدود مع لبنان، وتحديدا مع المقلب الآخر للجبال، في منطقة عرسال.

ونظرا إلى أهمية المعركة في القلمون التي يمكن تحديد تاريخ انطلاقتها قبل أسبوعين بالتمام، قال مصدر مطلع على التفاصيل الميدانية في سوريا، لـ«السفير»، إن جهدا كبيرا يبذل لوقف الاندفاعة العسكرية للجيش ما يعكس وجود إدراك لدى الفصائل المسلحة وأطرافها الخارجية الداعمة لها، للمعنى الاستراتيجي لما تبقى من معركتي القلمون وحمص (الرستن وتلبيسة).

وأوضح المصدر ان محاولة تخريب الاندفاعة العسكرية للجيش تمثلت في 4 امور: اولا، توقيت الهجوم المفاجئ لمسلحي المعارضة من داخل الغوطة الشرقية، وثانيا الهجوم الالتفافي للمسلحين قبل أسبوع باتجاه دير عطية التي كانت بمنأى عن الحرب حتى الآن، ومحاولة تحريك جبهة الجولان، في القنيطرة تحديدا لما تمثله من ارتباط جغرافي بمنطقة درعا الجنوبية مع الحدود الأردنية تحت مسمى عملية «فجر التوحيد»، ورابعا، تسعير المعارضة للمعارك في ريف حماه ومحاولة الاندفاع باتجاه ريف السلمية بهدف قطع خط الإمداد الذي فتح قبل نحو شهر بين حماه وحلب بعد ما سمي بمعركة السفيرة.

واذا كانت معركة العتيبة التي استردها الجيش في ريف العاصمة دمشق قبل نحو عام، قطعت خط الاتصال اللوجستي بين الجنوب السوري المحاذي للأردن وبين الغوطة الشرقية واحياء دمشق الجنوبية، قد ساهمت في حنق تدريجي لفصائل المسلحين في تلك المنطقة، فان هجوم فجر الجمعة «الانتحاري» لنحو ألفي مسلح، يبدو متسقا مع فكرة محاولة استعادة المبادرة ميدانيا من أيدي الجيش في الغوطة الشرقية، بكل ما يعنيه ذلك من محاولة لإحراج النظام في دمشق واضعافه، عشية مؤتمر الحل الدولي.

لكن مصادر ميدانية تؤكد ان الجيش السوري، والوحدات التابعة لـ«حزب الله» والكتائب العراقية، تمكنت بعد معارك دموية من امتصاص الهجوم المضاد للمعارضة واستيعاب موجتي الاندفاعة الأولى والثانية للمسلحين، وإحباط محاولة وصولهم إلى العتيبة مجددا، ما يعني إجهاض الهدف الاستراتيجي لمعركة الغوطة الجديدة، وإبقاء معركة القلمون الدائرة، في صدارة التطورات العسكرية المرشحة للاشتعال في الأيام المقبلة.

وإذا كان تشكيل «الجبهة الإسلامية» مؤخرا ايذانا بمحاولة توحيد القوى السلفية الممولة سعوديا، فان الهجمات المضادة التي تبادر إليها تبتغي منع تكرار مفاعيل مشابهة لما أحدثته معارك بابا عمرو والقصير في ما يمكن تسميته في المعركة الوسطى في حمص، في جبال القلمون هذه المرة، واحتمالات المواجهات القاصمة فيها، كما يقول المصدر المطلع.

ومن شأن نجاح النظام في حسم سريع لمعركة القلمون لصالحه، وهو احتمال يعتبره خبراء صعبا بالنظر إلى الطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة الوعرة والشاسعة، ان يقلب بشكل قوي المشهد العسكري العام في الأزمة السورية المستمرة منذ اقل من ثلاثة اعوام بقليل.

لكن تزامن معركة القلمون مع التحولات الإقليمية الكبرى التي تجسدت في التسوية الكيميائية السورية ثم التفاهم النووي الإيراني وصولا إلى تحديد موعد مؤتمر جنيف الثاني في كانون الثاني المقبل، يمنح ارتباطا إضافيا للمشهدين السياسي والعسكري.

وإذا كانت موازين القوى على الأرض، هي التي تساهم أساسا في طرح المعادلات السياسية، فان التدقيق بين المشهدين يؤكد ملاحظات ليست عابرة: معركة القصير ساهمت، من بين عوامل كثيرة أخرى، بقوة في بدء إخراج اللاعب القطري من ساحة الرهان العسكري، مثلما فعلت معركتا السفيرة وخناصر، بضرب النفوذ التركي في ريف حلب، فهل تطيح معركة القلمون أبرز معاقل نفوذ الامير بندر؟.

في خلاصة مشهد الدومينو القلموني، أن قارة استعيدت قبل أسبوع ثم تبعتها دير عطية بالأمس، ثم توغل الجيش السوري بشكل واسع في النبك، ما يفتح الطريق أمام معركتي يبرود ورنكوس ومزارعها. وإذا تمكن الجيش من استكمال هذه السلسلة، فان معركة القلمون تكون في خاتمتها، ويكون بحسب المصدر المطلع، «الشريان الأخير» مع لبنان عبر عرسال، قد جرى قطعه.

الى ذلك، أعلنت القيادة العامة للجيش السوري، في بيان، «استمرارا للعمليات الناجحة تمكنت وحدات من قواتنا المسلحة هذا اليوم (أمس) من دحر المجموعات الإرهابية التي تسللت إلى مدينة دير عطية وتحصنت في بعض المباني والمؤسسات الحكومية، ومارست أعمال التخريب والقتل بحق المدنيين الآمنين، وقد أسفرت هذه العملية عن القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين من جنسيات مختلفة»، فيما نقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن «القوات السورية أحبطت عملية تسلل من عرسال اللبنانية إلى القلمون، وأوقعت أفرادها بين قتلى وجرحى».

وأنكر أنصار المسلحين والناطقون الإعلاميون باسمهم ما حصل في النبك معتبرين أنها محض إشاعات لا أكثر. وحمل آخرون تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مسؤولية ما حصل، بانسحابه المفاجئ من خطوط الجبهات الأساسية.

وقال المتحدث باسم «شبكة شام» الإخبارية المعارضة عمر الحريري إن «ما تم تحريره في آخر معركة بدير عطية هو المنطقة السكنية فيها والتجمعات الصغيرة لقوات النظام في المدينة، من المخفر والمتحف، وتركت الثكنة الضخمة لقوات النظام الموجودة على تلة على حالها وأيضا ثكنة المستشفى بالمدينة لم تحرر ما سهل لقوات النظام إعادة السيطرة على المدينة بعد حشد قطعه القريبة منها».

البقاع: صعوبات تعليم 22 ألف تلميذ سوري

سامر الحسيني

من خيمة في أرض ترابية في سهل المرج، نقلت الطفلة إيمان مقعدها الدراسي الى “مدرسة المعونة الدائمة” في كامد اللوز، بعدما وجدت من يحتضنها ماليا ويؤمن لها استمرارية التعلم بشكل يحمل الحد الأدنى من المقومات التربوية المطلوبة.

تعليم النازحين السوريين في البقاع دونه عقبات وعراقيل تعترض هذه الانطلاقة وان كان في شقها الرسمي أو الخاص. فالأخير ينتظر من يموّله من الجهات الدولية المانحة أكثر، في المقابل، فإن التعليم الرسمي يصطدم بتعثر انطلاقة الدراسة في المدارس الرسمية العشر التي أعلنت عنها وزارة التربية “مدارس لتعليم النازحين السوريين في البقاع في إطار دوام بعد الظهر”، إذ تقتصر هذه الانطلاقة على خمس مدارس، وتنتظر المدارس الخمس الاخرى تلامذتها السوريين الذي يرفضون نقل مقاعدهم الدراسية من المدارس النهارية جانب التلامذة اللبنانيين، الى المدارس التي تعتمد دوام بعد الظهر.

في الأرقام الرسمية المدوّنة في منطقة البقاع التربوية وصل عدد التلامذة السوريين الذين تسجلوا في المدارس الرسمية لهذا العام الدراسي 2013-2014 أكثر من 14 ألف تلميذ سوري يضاف اليهم ثمانية آلاف تلميذ سوري مسجلين من السنة الماضية، وأعادوا التسجيل هذه السنة، وبذلك يكون عدد التلامذة السوريين لهذا العام قد وصل الى 22 الف طالب أي بزيادة قياسية تتجاوز 85 في المئة عن العام الماضي.

في المدارس الرسمية اكتظاظ بالتلامذة السوريين الذين يتوزعون على كل المراحل التعليمية، وهذا ينطبق على المدارس النهارية حيث اندمج المئات من التلامذة السوريين في المدارس الرسمية النهارية والباقي من المفترض أن يوزع على عشر مدارس رسمية، اختيرت في البقاع، لتكون مدارس في إطار دوام بعد الظهر، كمرحلة أولى ويليها تسمية مدارس اخرى كمرحلة ثانية بهدف استيعاب تدفق التلامذة النازحين السوريين.

لا يقتصر عدد التلامذة السوريين على أرقام السجلات الرسمية لوزارة التربية، بل يتجاوز العدد الواقعي للتلامذة السوريين في منطقة البقاع حدود الرقم الـ80 ألف تلميذ في منطقة باتت تؤوي أكثر من مليون نازح سوري بينهم من هو مسجل في قوائم “مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”، وآخر يحجم عن التسجيل لاعتبارات عدة.

في المقابل، فإن المدارس الخاصة لتعليم النازحين السوريين تلقى رواجا متصاعدا، مقابل توافر بعض المانحين لكلفة هذا التعليم. ويسجل في البقاع تهافت عدد من الهيئات الإغاثية الدولية والعربية على تعليم النازحين السوريين وتأمين كامل احتياجاتهم التربوية من الأقساط المدرسية الى الحقائب والكتب والقرطاسية، وتتقدم هذه الهيئات “مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية” و”كاريتاس” و”اليونيسيف”.

على الرغم من مرور شهرين على انطلاق العام الدراسي، فإن الكثير من أبواب المدارس الرسمية والخاصة في آن معا لا تزال تفتح ابوابها في هذا الوقت لاستيعاب التدفق المتزايد من التلامذة السوريين.

يسجل في البقاع مدارس خاصة منها التي تستفيد من الجهات المانحة التي تموّل تعليم التلامذة السوريين، فيما هناك مدارس خاصة أنشئت لمصلحة التلامذة السوريين وتستوفي منهم رسوماً مالية تتراوح ما بين 250 دولارا الى 600 دولار أميركي، عدا مدارس افتتحت بتمويل خاص وتنتظر من يمول كلفة تعليم التلامذة السوريين بداخلها على مثال “مدرسة أجيال المستقبل” التي أنشأتها “جمعية حماية واستثمار الأدمغة العربية” في تعنايل التي تستوعب حاليا حوالي 400 تلميذ قد يكون مصيرهم مهدداً، وبالعودة الى الخيم من دون إكمال العام الدراسي إذا لم يتوافر المانح المالي.

الجربا: لن ندخل جنيف إلا لتسلم السلطة وفق المعايير التي وضعتها الثورة

إسطنبول- الأناضول: شدد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، على أن الائتلاف “لن يدخل جنيف إلا لتسلم السلطة، وفق المعايير التي وضعتها الثورة، وحملتها للعالم، والتي تعبر عن روح الثورة”، نافيا الطروحات التي قالت بأن الائتلاف يذهب لجنيف لأنه في موقف ضعيف.

جاء ذلك في كلمة للجربا أمام مؤتمر رابطة أهل حوران الذي انعقد الجمعة في إسطنبول، وتلاها ناصر الحريري، حيث أكد الجربا في الكلمة التزامه بمتطلبات الثورة، مضيفا أن “المعركة مستمرة في مواجهة النظام الكيمياوي ومن خلفه من أسماهم نظام الملالي، ما لم يتلزم النظام بمتطلبات الثورة”.

وقال الجربا في كلمته أيضا “نقسم بالله العظيم، ونعاهد الشهداء، لن نستكين حتى تحرير سوريا من الباب إلى المحراب، ونرى الجناة محاكمين علنا، ومحاسبتهم في المعتقلات التي شهدت تعذيب أطفال درعا”، لافتا إلى أنه “حتى يومنا هذا يخرج في كل جمعة متظاهرون في سوريا، لكن العالم لا يسمع ويرى ذلك، ولكن من حوران بدأت الثورة، وسنقص للأجيال حكاية ابتداء الثورة منها”.

وأعلن الجربا أن الائتلاف قرر التبرع للرابطة، من أجل تقديم خدماتها، بمبلغ نصف مليون دولار، في وقت أعرب فيه “بأن يسفر المؤتمر عن نتائج إيجابية، تستجيب لتطلعات الشعب”.

الحكومة المؤقتة تهدف لبناء الإنسان

من ناحيته قال الدكتور أحمد طعمة، رئيس الحكومة السورية المؤقتة المعارضة، بأن الهدف الأساسي في الحكومة، هو بناء الإنسان الحر، الذي يعيش في دولة مدنية ديمقراطية تعددية، تتيح الفرصة لكل شخص بطرح آرائه في جميع المؤسسات”.

وأكد طعمة في كلمته، على أن الحكومة “تركز على نقطتين، أولها ترسيخ فكرة أن الحكومة خادمة للشعب لا خادمة لنفسها، لتحسين وضع الناس لا وضعها، وصولا إلى الفكرة الثانية وهي بأننا نريد للحكومة أن تعمل باخلاص وصواب، وعندما يترافقان لابد للعمل إلا أن ينجح، ونسعى ونبذل جهدنا للعمل على هذا”.

تركيا تخشى من تقسيم المنطقة

من ناحيته قال والي شؤون السوريين في تركيا، فيسل يلماز، بأن الحكومة التركية “تعمل على مبدأ أنها لا نرتاح طالما جيرانها غير مترتاحين، ففي سوريا هناك مطالب مشروعة للشعب، والعالم أجمع بات يعرف الوضع الحالي الذي آلت إليه الأمور، وكل ما يمس السوريين يشعر به الأتراك”.

وشدد دالماز في كلمته “على رفض تقسيم سوريا، والذي سيؤدي الى عدم الاستقرار في المنطقة، ودخولها في صراع، حيث تدعو تركيا إلى الوحدة والاستقرار، ولا يمكن لها إلا الدعوة إلى التآخي، لأن هذه هي رسالتها في مواجهة التهديدات التي تستهدف المنطقة برمتها”.

من جهة أخرى لفت دالماز إلى أن “تركيا قامت بما يتوجب عليها حكومة وشعبا، وربما تركيا لا تصل إلى مناطق في حمص وحماة وغيرها، إلا أنها تعلم ما يجري في تلك المناطق”، متسائلا “كيف لنا أن نكون مرتاحين في تركيا، وهناك من وصل لوضع اضطر فيها لأكل لحوم الكلاب والقطط”، منتقدا المجتمع الدولي الذي لا يلقي لهذا الوضع المأساوي بالا، في وقت تمنى فيه أن يسفر المؤتمر عن حلول ناجعة لأهل حوران.

من ناحيته أكد رئيس منظمة الإغاثة الدولي IHH بولنت يلدرم، أنهم في المنظمة “عاصروا حروبا كثيرة في مختلف أنحاء العالم، ولكن ما يحدث في سوريا لم يشهد له مثيل من قبل، حيث عمليات القتل من جهة، وعمليات تلميع صورة القتلة من جهة، وللأسف فإن هناك سعي لطرح القضية على أنها مجموعة إرهابيين يسعون لافتعال حرب أهلية، وهو أمر خطير”.

وأضاف يلدرم، “أن المنظمة تمكنت من الوصول إلى كل مكان في سوريا”، في وقت دعى فيه إلى التوحد في العمل الجماعي، والتواضع، والعمل المشترك لتحرير سوريا وبنائها”، محذرا المعارضة بالقول “إن لم تفعلوا ذلك فستتحملون هذه المسؤولية”.

وافتتح اليوم مؤتمر للداعمين أقامته رابطة أهل حوران في مدينة إسطنبول، حضره كبار رموز المعارضة من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، المجلس الوطني السوري من بينهم عضو الائتلاف ورئيسه السابق معاذ الخطيب، ورئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، ووالي شؤون اللاجئين السوريين في تركيا فيسل دالماز، فضلا عن رئيس المجلس الوطني جورج صبرا، ورئيس منظمة الإغاثة الدولي IHH بولنت يلدرم، وعدد كبير من الضيوف الذين أعلنوا عن تبرعات ومنح كبيرة لدعم الرابطة ومشاريعها.

وافتتح المؤتمر د. محمد راشد الحريري رئيس رابطة أهل حوران، الذي قال في كلمته “اذكر واحث كل من يتردد بالعطاء بأن يزيح هذا التردد، وان ينطلق للعطاء، لأن الإنسان المتحضر هو من يفرح بالعطاء، مثلما يفرح غيره بالفضل والنوال”.

وقال أديب غازي الأمين العام للرابطة “إن الرابطة ولدت لبناء الإنسان، وجمع الكلمة، وللم الشمل، وتوحيد الصف، وترتيب العمل للتخلص من العشوائية والارتجالية، مؤكدا أن الجرح كبير، وبأن أهل حوران يتطلعون من أجل المنح وتقديم الدعم”.

ورابطة أهل حوران تجمع إغاثي يهدف إلى تقديم المساعدات لأهل حوران، وتهدف إلى نقل المساعدات من رجال الأعمال إلى الداخل، وفي الوقت الذي تقدم فيه منحا دراسية للطلاب المتفوقين ومن عانوا من صعوبات في إكمال تعليمهم، فضلا عن الصعوبات التي يجدها المواطنون في الحصول على المساعدات الطبية.

محاولات جديدة لقوات النظام لاستكمال السيطرة على منطقة القلمون الاستراتيجية

بيروت- (ا ف ب): تتعرض مدينة النبك الواقعة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق لقصف متواصل من قوات النظام التي تحاول السيطرة عليها لاستكمال امساكها بالمنطقة المحاذية لطريق حمص دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة، مشيرا إلى معارك عنيفة تترافق مع القصف.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تدور معارك عنيفة على محور النبك التي كانت دخلتها قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني الخميس″، مشيرا إلى أن مقاتلي المعارضة “افشلوا خلال الساعات الماضية محاولة تقدم لهذه القوات”.

واضاف ان قوات النظام “قررت على ما يبدو اعتماد القوة التدميرية لدخول النبك، وهو امر تجنبته في مدينة دير عطية التي احكمت سيطرتها عليها الخميس، كون هذه الاخيرة موالية بغالبيتها للنظام، ولا يزال معظم سكانها موجودين فيها”.

واشار عبد الرحمن إلى أن القصف والمعارك شهدت تراجعا مساء امس لتستعر مجددا ليلا، وان النبك محاصرة عمليا منذ سقوط مدينة قارة المجاورة في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وقال “لم يدخل الى النبك منذ ذلك اليوم أي مواد غذائية أو ادوية”.

وتقع قارة ودير عطية والنبك على خط واحد على الطريق السريع بين حمص ودمشق.

وكان مصدر أمني سوري ذكر الخميس لوكالة فرانس برس ان “الهدف التالي بعد السيطرة على النبك سيكون بلدة يبرود وبعض القرى المجاورة”.

وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لانها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة يزودون منها معاقلهم في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لهم في حمص بالسلاح والرجال. كما انها اساسية للنظام، لانها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة. في حلب (شمال)، ارتفع الى عشرة نصفهم من الاطفال، عدد القتلى الذين سقطوا امس الخميس في غارة نفذها الجيش السوري على مدينة حلب في شمال البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني الجمعة “ارتفع الى عشرة بينهم خمسة اطفال وثلاث سيدات احداهن حامل عدد الشهداء الذين قضوا اثر القصف من طائرة مروحية عصر امس الخميس على منطقة قاضي عسكر بمدينة حلب”.

وكان المرصد وناشطون افادوا امس عن اطلاق طائرات مروحية براميل متفجرة فوق حي قاضي عسكر المتاخم لحي القاطرجي في جنوب شرق حلب، في منطقة مزدحمة بالمارة، ما تسبب بدمار وقتلى وحالة هلع بين السكان.

كما اصيب في الغارة اكثر من عشرين شخصا.

وذكر مركز حلب الاعلامي الذي يشرف عليه ناشطون اعلاميون معارضون ان “مبنى سكنيا انهار بشكل كامل وتهدمت أجزاء من الأبنية المجاورة لدوار قاضي عسكر، كما تحطم العديد من السيارات التي كانت في الشارع″.

بي بي سي: خطة لتدمير أسلحة سوريا الكيميائية في البحر على متن سفينة أمريكية

لندن- (يو بي اي): كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الجمعة، عن أن خطة يجري وضعها لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية في البحر، باستخدام سفينة تابعة للبحرية الأمريكية.

ونقل البرنامج الإخباري في المحطة التلفزيونية الثانية التابعة لـ (بي بي سي) عن مصادر صناعية أن الخطة ستضع محطة تدمير محمولة على متن السفينة الأمريكية (كيب راي) تستخدم الماء الخفيف لتمييع المواد الكيميائية إلى مستويات أكثر أماناً، بعد أن حددت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية 31 كانون الأول/ ديسمبر المقبل موعداً نهائياً لإزالة المواد السامة من سوريا.

وقال إن هذا التحرك جاء بعد احجام الكثير من الدول عن تولي هذه المهمة، واصرار ألبانيا ودول آخرى أُشيع بأنها ستكون وجهة الأسلحة الكيميائية السورية على استقبالها، رغم اتفاق المجتمع الدولي على أن التخلص منها كان واحداً من المشاكل الأمنية الأكثر إلحاحاً في العالم.

واضاف أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ترى أن العملية التي ستجري على متن السفينة الامريكية (كيب راي)، والتي أُطلق عليها اسم (التحلل)، ستنتج ما قُدّر بـ 7.7 مليون ليتر من النفايات السائلة وسيتم وضعها في أربعة آلاف حاوية.

واشار البرنامج الاخباري إلى أن أي دولة لم تُظهر استعداداها أيضاً لمرافقة المواد الكيميائية إلى خارج سوريا أو الحفاظ على أمنها، مما سيجعل الجيش السوري يتولى تنفيذ هذه المهمة بعد قيامه بتجميعها في مناطق محمية.

وقال إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقوم حالياً بنقل مواد التعبئة والتغليف إلى سوريا عن طريق لبنان، ويُعتقد أن الجيش السوري سيقوم في غضون أسابيع قليلة ببدء مرحلة نقل المواد الكيميائية على متن أكثر من 200 حاوية إلى ميناء على البحر الأبيض المتوسط.

واضاف البرنامج أن هناك نقاطاً لا تزال غير واضحة بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية السورية في البحر مع قيام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والبحرية الامريكية بتطوير خطتهما في هذا المجال، بما في ذلك احتمال قيام السفينة الامريكية (كيب راي) بالإبحار إلى اللاذقية أو طرطوس في سوريا لنقل حاويات المواد الكيميائية خارج المياه الأقليمية السورية دون أن ترفع العلم الامريكي، ومضاعفات تعرضها لهجمات من قبل الجماعات المتمردة أو قيامها بالاستيلاء على بعض الشحنات قبل تحميلها.

حزب الله يعلن مقتل ابن شقيق وزير له خلال قتاله بسورية وعن عملية ‘استشهادية’ ضد ‘التكفيريين

عشرات القتلى اثر سقوط صاروخ سكود بالرقة… واسقاط مروحية للنظام

عواصم ـ وكالات: دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة على جبهتين رئيسيتين بالقرب من دمشق، فيما اسفر سقوط صاروخ على مدينة الرقة (شمال) عن مقتل عشرات المدنيين بينهم سيدتان.

ولقي 35 شخصًا مصرعهم وأصيب مئة آخرون بجروح، جراء سقوط صاروخ سكود على منطقة سكنية في مدينة الرقة، شمال سورية.

وفي تصريح أدلى به إلى مراسل ‘الأناضول’، أوضح المسؤول الإعلامي للهيئة العامة للثورة السورية في الرقة، علي الخطيب، أن الصاروخ سقط على شارع 23 شباط في مدينة الرقة، وتسبب في دمار عشرات المنازل، واحتراق عدد كبير من السيارات في المنطقة.

وأفاد الخطيب أن الأهالي يحاولون انتشال القتلى والجرحى من تحت الأنقاض، فيما تقوم سيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى المستشفيات، موضحًا أن حفرة عمقها خمسة أمتار وقطرها ثمانية أمتار تشكلت في مكان سقوط الصاروخ.

وقال مقاتلون سوريون إنهم اسقطوا الخميس طائرة مروحية في محيط مطار الضمير العسكري بريف دمشق، فيما دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية السورية في القلمون والغوطة الشرقية.

وذكرت وكالة أنباء ‘مسار برس′ التابعة للمعارضة نقلا عن بيان صحافي، أن مقاتلين معارضين ‘شنوا هجوما على مطار الضمير بعدد من الصواريخ محلية الصنع ما أسفر عن إعطاب مروحية أخرى على أرض المطار’.

وأوضح البيان أن مقاتلين معارضين في منطقة المرج فجروا أحد الأبنية كان موالون للقوات النظامية من لواء أبو الفضل العباس يتحصنون بداخله ‘ما أوقع 13 قتيلا منهم’.

وأضاف أن المعارك تواصلت بين الطرفين على طريق مطار دمشق الدولي بالقرب من عقربا وتزامن ذلك مع اشتباكات في محيط بيت سحم وببيلا.

في سياق متصل، أشار البيان إلى أن معارك أخرى دارت في القلمون بالقرب من النبك ودير عطية أسفرت عن مقتل ستة عناصر من القوات النظامية، كما قتل عدد آخر منهم جراء اشتباكات جنوب غرب مدينة قارة.

الى ذلك أعلن حزب الله اللبناني، امس الخميس،’مقتل ابن شقيق وزير الزراعة حسين الحاج حسن، أحد ممثلي الحزب في حكومة تصريف الأعمال، فيما أُفيد ولأول مرة عبر مواقع الكترونية موالية للحزب عن عملية ‘استشهادية’ هي الأولى له في سورية تمت في منطقة ‘الغوطة’، بريف دمشق.

وأورد موقع ‘جنوب لبنان’ الإخباري’عبر شبكة الانترنت، والذي يبث أخبار حزب الله، نعياً رسمياً باسم ‘المقاومة الإسلامية في حزب الله’ زفت فيه ‘فارساً جديداً من فرسانها الأبطال الشهيد الزينبي،’علي رضا فؤاد الحاج حسن،’إبن أخ الوزير حسين الحاج حسن،’الذي قضى أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس′.

وكان الموقع ذاته’أشار،’مساء الاربعاء، إلى أن علي رضا (20 عاماً) من بعلبك شرقي لبنان، قضى مع مقاتلين اثنين من حزب الله في الاشتباكات الدائرة في سورية أثناء ‘قيامهم بواجبهم الجهادي’.

وأعلنت صفحة ‘صقور الضاحية’ التي تبث أخبار الحزب على موقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’ مساءً أيضاً، عن ‘أول عملية استشهادية للحزب في سورية’،”وأوردت الخبر مرفقاً بصورة ‘للاستشهادي’.

وجاء في نص الخبر ‘خلال معارك الغوطة تمت محاصرة مجموعة من حزب الله داخل أحد المباني من عناصر القاعدة (جبهة النصرة وداعش) فوضع الاستشهادي صلاح يوسف حزاماً’ناسفاً، وتسلل بين صفوف التكفيريين مفجراً نفسه،’موقعاً عشرات القتلى والجرحى،’فاتحاً ثغرة سمحت لمجموعته بالخروج من المبنى المحاصر والمبادرة بالهجوم واستكمال المهمة’.

وكانت الصفحة أشارت إلى العملية ‘الاستشهادية’ قبل يومين،’مؤكدة صحة الخبر،’وقالت إنّها تنتظر ‘إذناً شرعياً لنشر صورة الشهيد’، في وقت لم يصدر فيه أي تأكيد أو نفي من حزب الله حول العملية حتى الساعة 10.39 تغ من امس الخميس.’

وتبث الصفحة المذكورة مؤخراً وبشكل يومي أسماء قتلى للحزب قضوا في سورية.

وكان المرصد السوري’لحقوق الإنسان (الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة، تتخذ من لندن مقراً لها) وثّق الشهر الماضي مقتل 187 عنصراً من حزب الله منذ اندلاع الأحداث في سورية قبل عامين ونصف العام، لكن هذا العدد ارتفع مؤخراً مع اشتداد حدة المعارك في عدد من المناطق السورية، ويتعذر التحقق من العدد الرسمي لقتلى الحزب.

وأكّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مطلع الشهر الحالي أن مقاتليه باقون في سورية ما دامت الأسباب قائمة، لمحاربة ما أسماها ‘الهجمة التكفيرية’ والدفاع عن سورية.

من جهة أخرى، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المرتبط بتنظيم القاعدة، أعدم قائدا سابقا وستة عناصر من كتيبة غرباء الشام.

وأوضحت الشبكة أن عملية الإعدام نُفذت في القائد السابق حسن جزرة وستة من عناصر الكتيبة في منطقة الأتارب، مشيرةً إلى أن الهيئة الشرعية في ‘داعش’ أصدرت حكم الإعدام على جزرة وزملائه الشهر الماضي، بعد أن اعتقلته مع العشرات من عناصر ‘غرباء الشام’، في منطقة الصاخور بحلب.

وأظهر مشهد، نُشر على الإنترنت، عملية الإعدام ‘بإطلاق الرصاص بعد قراءة بيان بالجرائم، التي ارتكبها ‘جزرة’ وزملاؤه، حسب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.’

واحكم الجيش السوري النظامي الخميس سيطرته على مدينة دير عطية في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية بعد ان كان مقاتلو المعارضة قد استولوا عليها الاسبوع الماضي، بحسب مصدر رسمي.

وقتل رجل واصيب تسعة آخرون بجروح، بعد ظهر امس، في قصف بالهاون على محيط السفارة الروسية في دمشق، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الروسية.

بينما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 11 شخصا في غارات على حلب وريفها.

وكان مقاتلو المعارضة السورية تمكنوا الجمعة الماضية من السيطرة بشكل شبه كامل على دير عطية، بينما كانت قوات النظام حققت قبل ذلك تقدما كبيرا على الارض في المنطقة وسيطرت على مدينة قارة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر.

وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات المعارضة المسلحة على جبهات اخرى في القلمون لا سيما في محيط مدينة النبك التي تسعى قوات النظام الى السيطرة عليها.

وعلى جبهة اخرى في ريف دمشق، ‘تدور اشتباكات عنيفة’، بحسب المرصد، ‘بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وألوية وكتائب الحبيب المصطفى وكتائب مقاتلة من طرف، والقوات النظامية مدعمة بحزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات سورية وأجنبية وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، في منطقة المرج في الغوطة الشرقية’.

وادت هذه الاشتباكات الخميس الى مقتل 11 مقاتلا من الكتائب وثلاثة من حزب الله، بحسب المرصد الذي اشار الى اشتباكات عند اطراف مدينة دوما.

واعلنت وزارة الخارجية الروسية من موسكو ان مواطنا سوريا قتل واصيب تسعة اخرون بجروح جراء قذيفتي هاون اطلقتا على السفارة الروسية.

وقالت ان ‘المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة’ اطلقت القذيفتين، وسقطت احداهما ‘في حرم السفارة واخرى على مقربة منها’.

لا معلومات حول مصير منزل جنبلاط في دمشق

بيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: نفى أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر علمه بمصادرة السلطات السورية منزلاً أثرياً للنائب وليد جنبلاط في العاصمة السورية، لكنه لم يستبعد في اتصال مع ‘القدس العربي’ لجوء السلطات السورية الى مثل هذه الخطوة.

كذلك نفى مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس لـ’القدس العربي’ تبلّغ الحزب بمثل هذه الخطوة من دون أن يستبعد الاقدام عليها.

وكانت انباء صحافية تحدثت عن مصادرة السلطات السورية منزلا أثريا في العاصمة دمشق يعود لرئيس ‘جبهة النضال الوطني’ في لبنان وليد جنبلاط.

خدام: جنيف نكبة وروسيا وأمريكا ستبقيان الأسد

لندن ـ ‘القدس العربي’: وجه نائب الرئيس السوري السابق، عبدالحليم خدام، رسالة إلى المعارضة السورية، دعاها فيها إلى مقاطعة مؤتمر ‘جنيف 2′، قائلا إن مشاركتها ستولّد ‘إفرازات خطيرة’، واتهم روسيا وأمريكا بالتواطؤ لإبقاء نظام الرئيس بشار الأسد، وحذر من أن التنظيمات المسلحة والجيش الحر ‘لن يسمحا بنكبة سورية بعد نكبة فلسطين’.

وقال خدام، الذي انشق عن النظام نهاية عام 2005، ‘اتفقت الدولتان العظميان الولايات المتحدة وروسيا على عقد مؤتمر في جنيف لإيجاد حل تفاوضي للأزمة الدامية في سورية…’.

في سورية عناصر للإبادة.. حرب لا أحد منتصر فيها.. والأطفال يدفعون ثمنها وبشكل باهظ

إبراهيم درويش

لندن- ‘القدس العربي’ وصف قائد مجموعة في ‘قوات الدفاع الوطني’ التي شكلتها القوات السورية لمساعدتها في المهام القتالية اليومية وحماية الأحياء المزاج العام والمعارك التي تدور مع مقاتلي الجيش الحر في حي التضامن حيث يتحصن هو ومقاتليه في البنايات المدمرة ويطلق النار وجنوده من أسلحتهم الخفيفة وينتظرون تحرك المقاتلين في الطرف الآخر، ولكن ماذا ينتظرون؟ يقول تشارلس غلاس، الكاتب الأمريكي في مقاله له نشرته مجلة نيويورك لمراجعة الكتب، وبالتأكيد ليس نصراً عسكرياً لأن أحداَ منهما لا ينتصر، ولم يحقق أحد منهما هذا خلال الثلاثة أعوام الماضية، وبدلاً من ذلك تسود الحياة في حي التضامن وبقية سورية حالة من حرب الإستنزاف بدون معركة حاسمة تنهي الحرب وللأبد. ويقول الكاتب في مقالته ‘إبادة سورية’ إن معارك الشوارع في سورية بدأت تشبه الحرب الأهلية اللبنانية، حيث واجهت الأطراف المتحاربة الواقفة على الخط الأخضر مدة 15 عاماً.

وكان غلاس في زيارة لسورية حيث رافق بعض قوات الجيش الشعبي واطلع على عملهم.

ويقول إن البيت الذي جلسوا فيه بحي التضامن كان قبل عام بيد مقاتلي المعارضة قبل أن تتمكن قوات الحكومة من السيطرة على معظم المنطقة، مع أن اجزاء من الحي لا تزال بيد المقاتلين ولا يتوقع قائد المجموعة القيام بعملية لإعادة السيطرة عليه في القريب العاجل، فهناك كما يقول جبهات أهم من التضامن مثل جوبر والقابون وبرزة، فهذه المناطق في شمال دمشق تربطها مع المدن الأخرى في حمص وحلب وحماة وميناء اللاذقية وطرطوس.

ولا تبعد مواقع المقاتلين سوى مدى قذيفة هاون عن الأحياء المسيحية في دمشق. وتصل القذائف الى حي باب توما، والقصاع والباب الشرقي، وفي القصاع أرته الروائية السورية كوليت خوري ما تجمعه يومياً من بقايا الرصاص الذي يصيب غرفة دراستها، وقالت له ‘سنموت ولكن سنبقى’، ويظل الدمار الذي تحدثه قذائف مقاتلي المعارضة قليلة مقارنة مع القصف المكثف الذي يقوم به الجيش السوري على الأحياء التي يسيطر عليها المقاتلون. وينقل عن قائد المجموعة في التضامن أن الحي منذ العام الماضي تحت السيطرة عندما قامت قوات الحكومة بإعادة السيطرة على عدد من المحاور التي كانت تحت سيطرة المقاتلين او تحت القصف المستمر، حيث أصبحت أكثر أمنا وفي بعض المناطق عادت الحياة لعادتها حيث يخرج البعض للمقاهي والمطاعم.

اعتقال زوجة قائد

وفي الوقت الذي حققت فيه الحكومة تقدماً في العاصمة فقد حقق المقاتلون تقدماً في الشمال ذلك أن خطوط الإمدادات مفتوحة لهم من تركيا، حيث سمحت لهم بالحفاظ على المناطق التي دخلوها في حلب او حاصروها، وقاموا بحملات عسكرية في مناطق العلويين في اللاذقية.

ويشير الكاتب هنا إلى ان سكان حي التضامن قد تعودوا وتكيفت حياتهم مع أصوات البنادق الأتوماتيكية وقذائف الهاون، فقبل ساعات من لقائه القائد العسكري انفجرت سيارة مفخخة أمام مدخل مكتب القائد، حيث أحدثت اضراراً على مدخل البناية، لكن الحياة عادت لطبيعتها بعد ساعات من الإنفجار.

ويقول الكاتب إن أهل التضامن يأخذون ابناءهم للمدارس ويذهبون لمحلات الحلاقة والمخابز والجزارة، فيما يجلس الرجال الكبار في العمر أمام البيوت او المحلات وهم يلعبون لعبة الطاولة ويتبادلون الأحاديث.

ونقل عن صديق درزي قوله إنه يحب المنطقة لأنها مختلطة وآمنة. ولكن التضامن ليست خالية من نقاط التفتيش والإختطاف وتبادل الرهائن حيث يتفاوض الأعداء فيما بينهم على إطلاق سراحهم.

ويقول القائد العسكري إنه احتاج لاعتقال زوجة قائد المجموعة كي يضغط عليه لتسليم جثة مقاتل شاب اسمه ريبال، كان في السنة الثالثة في جامعة دمشق.

وقد تمت مبادلة جثة المقاتل إلى جانب الحكومة بثمانية من مقاتلي المعارضة الأسرى.

وبحسب الكاتب فقد تم اعتقال زوجة نظيره في الجيش الحر والذي كان يتفاوض معه، حيث كانت خارج مناطق المقاتلين، ويقول إنه عاملها بشكل جيد، واتصل مع زوجها القيادي في الجيش الحر وبادلها مع سبع نساء اختطفن من مخيم اليرموك القريب.

ويضيف أن العملية أدت لصداقة بينهما حيث أرسل مع زوجة القيادي في الحر هدية من الأدوية. ورد القيادي في الحر بهدية عبارة عن مسدس عربون صداقة. ويقوم بين الفترة والأخرى بإرسال خبز وسجائر له وهي أشياء عزيزة في ظل الحصار الذي يفرضه الجيش على مناطق المقاتلين.

سليم إدريس

ويقول هذا القائد إن التحاور مع الجيش الحر مطلوب، خاصة أنه يمثل العناصر العلمانية، وعندما سأل غلاس إن كانت هناك امكانية يتحد فيها الجيش مع الجيش الحر لمواجهة المتطرفين من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). ورد قائلا ‘اتوقع هذا’، ويضيف قائلا ‘انظر لهذا التناقض كان سليم إدريس، قائد الجيش الحر استاذنا في الكلية العسكرية في حلب.

وتحدث القائد عن ادريس باحترام وحرارة مشيراً إلى كتابين مهمين ألفهما إدريس في مجال الالكترونيات.

ويشير غلاس إلى أن إدريس لم يستطع التوصل لأرضية مشتركة للعمل مع الإسلاميين، بل وصلت العلاقة لحد المواجهة عند الحدود التركية، واتهم إدريس الفصائل الإسلامية بأنها لا تريد العمل ضمن إطار موحد، ولأن اهدافها مختلفة فقياداتها يريدون الرئاسة والقيادة فقط.

واتهم الجماعات المتشددة بانها تلعب لعبة النظام حيث أشار إلى ان تصرفات هذه الجماعات من قتل الأطفال واستهداف الأقليات هي نفسها الرسالة التي يريد النظام إيصالها للعالم.

مجازر في اللاذقية

وتحدث غلاس عن الهجوم الذي قام به مقاتلوا (داعش) على قرى علوية في ريف اللاذقية بداية آب (أغسطس)، وقتل العديد من أبنائها واختطفوا أكثر من 200 من بينهم نساء وأطفال.

وكتب غلاس مشيراً إلى المقال الذي كتبه كينث روث، مدير منظمة ‘هيومان رايتس ووتش’ التي وثقت الجرائم في اللاذقية، وتحدث روث عن جرائم الحكومة والقصف العشوائي للمدنيين واستخدام القنابل العنقودية والصواريخ وغيرها من الأسلحة المتقدمة والبنادق والسكاكين لذبح 248 في البيضا وبانياس في أيار (مايو) الماضي.

كما وثقت منظمته أيضا انتهاكات ومجازر الجماعات المتطرفة ضد المدنيين في اللاذقية حيث جمعت المنظمة أسماء 190 شخصاً من بينهم 57 إمرأة و 18 طفلاً و 14 من كبار السن.

وتقترح الأدلة أنهم قتلوا في اليوم الأول من العملية في 4 آب (أغسطس)، وقد يكون العدد أكبر من هذا خاصة ان عدداً من أبناء القرى لا يزالون في عداد المفقودين.

وفي الوقت الذي أبعد الجيش الحر نفسه عن هذه المجازر والممارسات وأكد أنه يمثل كل السوريين بطوائفهم وأعراقهم إلا أنه واصل تعاونه مع بعض الجماعات الإسلامية والجهادية في عمليات أخرى ضد قوات الحكومة.

ويقول غلاس إن عمليات خطف وقتل أبناء الطوائف والأقليات تثير خوف العلويين والمسيحيين، لكنها لا تمثل تهديداً على النظام، بل على العكس فهذه الممارسات تجبر الأقليات للبحث عن حماية الحكومة لها وبدون أن تؤدي لإنهاء الحرب.

مهجرون ومرضى

وقد أشار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في آخر تقرير له أنه ‘لا حل عسكرياً للصراع′ مع أن المجلس شجب كل الفصائل بمن فيها الحكومة.

وفي الوقت الذي فشل فيه طرفا النزاع في تحقيق انتصار عسكري على الطرف الأخر لم تكن الدبلوماسية أحسن حالاً. فالوساطة التي قادها أولاً كوفي عنان وثانياً المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي لم تؤد إلى كسر الجمود.

ففي الوقت الذي كان يلاحق الدبلوماسيون فيه فكرة التفاوض قتل أكثر من 150 ألف سوري، وشرد أكثر من مليونين إلى الدول المجاورة لسورية، فيما يعيش خمسة ملايين في أوضاع مزرية داخل البلاد، وموزعون على أقاربهم في المناطق الآمنة، المدارس، البنايات العامة او المتنزهات العامة، ومن بين 25 مليون نسمة يعيشون في سورية تحولت نسبة الثلث منهم إلى لاجئين داخليين.

وينقل غلاس عن مدير مكتب منظمة الطفولة العالمية التابعة للأمم المتحدة ‘يونيسيف’ في سورية، يوسف عبدالجليل إن ‘الأطفال هم من يدفعون الثمن الباهظ لهذه الحرب’، وهناك أربعة ملايين طفل يتأثرون بشكل مباشر بها يعيشون في داخل سورية، منهم مليونين هم في عداد النازحين الداخليين، ومليون طفل يعيشون على خطوط القتال، ومليون في مخيمات اللجوء’.

وقد ادى التصعيد في الحرب إلى تحويل بلد كان يطعم نفسه إلى بلد ينتظر المساعدات الخارجية، فيما شلت قطاعات التعليم والصحة التي كانت تعتبر الأحسن في معايير المنطقة. وتنتشر فيه اليوم أمراض اختفت في الماضي مثل شلل الأطفال والجدري والحصبة الألمانية وبحسب ما كتبته آن سبارو، الأستاذة في مجال علم الصحة العامة بمستشفى ماونت سيناي (جبل سيناء)،حيث تحدثت عن لقاءات لها مع أطباء وممرضين وعمال صحة في المخيمات السورية بتركيا ولبنان والذين قالوا أن النظام استهدف العيادات والأطباء والممرضين وسيارات الإسعاف، وقد تم تدمير الكثير من العيادات فيما وضع الجيش يده على خمس مستشفيات عامة، ولم يعد هناك أي مستشفى عامل في مناطق يسيطر على المقاتلون في إدلب ودير الزور.

كما قالت إن عدد سيارات الإسعاف العاملة في البلاد لا يتعدى عددها سوى الأربعين، وفر أكثر من 16 الف طبيب من بلادهم، وقتل 36 عامل إغاثة طبي منذ بداية الحرب، ويمنع الجيش فرق الإنقاذ الطبية من الدخول للمناطق التي تشهد معارك ليس لمعالجة الجرحى من المقاتلين فقط بل الأطفال.

وتقول إن استراتيجية بشار الأسد لمواجهة المقاتلين لا تستهدف المقاتلين فقط بل وإنها تستهدف بشكل مقصود المدنيين والمنشآت الطبية لحرمان المدنيين من المساعدة الطبية. ويرى الكاتب هنا أن الحرب وصلت لحظة لم يعد فيها أي طرف ينظر للآخر باعتباره إنسانا علاوة على كونه مواطناً يعيش في نفس البلد.

تطور درامي

ويرى أن دخول السلاح الكيميائي الذي لم يستخدمه النظام فقط يشكل تطوراً درامياً يرغب فيه كل طرف بإبادة الآخر. ومثل ذلك ما تقوم به الجماعات الجهادية من تطهير عرقي للعلويين في قراهم شمال- شرق البلاد، وما تقوم به الحكومة من تدمير وسحق للقرى السنية وتجويع الأحياء السنية حول دمشق والبلدة القديمة في حمص و’من ينجو من الموت والقصف يعاني من المجاعات والأمراض والعيش في حر وبرد سورية’. ويرى أن حادث الغوطة في 21 آب (أغسطس) أعطى أملاً بأن الحل قد اقترب.

فقد ضغط الروس على الرئيس الأسد كي يتخلى عن السلاح الكيميائي، مما خلق فرصة أمام حل دبلوماسي وإحياء جنيف-2 الذي اتفق الروس والأمريكيين على عقده في أيار (مايو) الماضي.

وفي الوقت الذي وافق الأسد بضغط من الروس على المشاركة فيه بدون شروط. في الوقت نفسه كانت واشنطن بطيئة في إقناع المعارضة أو حتى من يدعمونها بالسلاح والمال مثل السعودية وتركيا وقطر.

تمثيل واضح

وفي ضوء حادثة الغوطة، فقد اقنعت أمريكا بعضا من الجماعات المعارضة للمشاركة في جنيف.

ونقل الكاتب عن الدبلوماسي المغربي الذي كان عضواً وفد الأمم المتحدة والجامعة العربية، مختار لاماني قوله إنه بدون توصل لحل سياسي ‘فلن أستغرب حدوث إبادة’، ويعني بهذا أن عناصر الإبادة موجودة في سورية، ولا يهم إن كان يعني الحكومة او المعارضة او القتل الجماعي. ويشير الكاتب إلى تجربة لاماني في سورية واتصالاته مع كافة الأطراف.

وبعيداً عن هذا يرى الكاتب أن عدد الفصائل المقاتلة التي تصل لألف ويتبعها أكثر من 10 آلاف مقاتل. ولكنه يرى أنه حتى ينجح مؤتمر جنيف يجب أن تحظى المعارضة بتمثيل واضح، من المكونات الميدانية واللاعنفية. ويشير إلى مؤتمر الطائف الذي جمع المتقاتلين اللبنانيين عام 1989 وأجبرهم على توقيع اتفاق ‘لاغالب ولا مغلوب’، ولم يكن المؤتمر ليعقد لولا ارادة القوى الدولية، وقرر المؤتمر ضرورة تسليم الفصائل اسلحتها حيث وافقت كلها باستثناء حزب الله، ومع أن أيا من الفصائل لم يرض عن نتائجه إلا أن الحرب انتهت.

وعندما سأل غلاس دبلوماسيا غربيا عن التحضيرات لجنيف-2 كانت اجابته ‘فوضى’، ويعبر لاماني عن مخاوفه من جنيف حيث قال ‘من الأحسن عدم انعقاده بدلا من أن يكون لديك مؤتمرا فاشلا’. ويرى لاماني أن سورية أصبحت أسوأ من العراق التي عمل فيها ممثلا للجامعة العربية بين 2000-2007 حيث تحولت سورية إلى حرب بالوكالة، ونسيت فيها المطالب الأساسية للانتفاضة التي اندلعت عام 2011.

ولم يعد هناك مقاتلون برؤية علمانية فبحسب عامل في الصليب الأحمر ‘اذا كان هناك علمانيون فإنني لم أقابلهم’.

وفي الوقت الذي يتدخل فيه أطراف من الخارج إلى جانب كل فريق وترحيب كل فريق بالتدخل إلا أنهم يختلفون حول مداه وطبيعته. فهناك من يرى تدخلا سافراً ينهي حكم الأسد واخرون يدعون لاجبار الطرفين للتفاوض في جنيف والاتفاق على حكومة انتقالية. لان حل الجيش وانهيار مؤسسات الدولة كما حدث في العراق يعني نهاية الدولة. ويظل مصير الأسد عقبة كأداء امام الحل.

فالمعارضة تطالب برحيله، فيما يرى مؤيدوه أنه مهم في أي عملية انتقالية. ويخشى آخرون فوز بشار إن قرر الترشح للانتخابات بعد نهاية ولايته عام 2014. ويخشون أيضا أن الأسد المنتصر سيحاكي والده بعد حماة عام 1982 حيث سيغلب كما قال باتريك سيل، كاتب سيرة حافظ الأسد، الانتقام والحقد الذي هدر ‘بالموت للاخوان المسلمين المجرمين’.

ووجد الكاتب في أحاديثه مع سوريين في دمشق الشهر الماضي شكاً في أمكانية عقد جنيف، حيث قال أحدهم انه لن ينعقد وأن الاسد سيقاتل حتى نهاية كل سوري، وأن احدا لا يسيطر على البلاد،لا النظام او المعارضة. فيما قال رجل أعمال آخر أن المؤتمر مجرد كلام فارغ ولا توجد ارادة لوقف أي من الطرفين.

ويقول خالد خليفة، الروائي الذي يعيش في دمشق ‘كل الانتلجنسيا غادرت سورية ولهذا نريد جنيف’.

ومع ذلك هناك حدود لما يمكن أن يقدمه جنيف-2 ـ كبداية حياة سياسية جديدة في سورية حسب لؤي حسين.

روحاني في اتصال مع الأسد: نأمل أن تنتصر سورية على الإرهاب

طهران ـ د ب ا: ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية ‘إرنا’ امس الخميس أن الرئيسين، الإيراني حسن روحاني والسوري بشار الأسد بحثا في اتصال هاتفي مساء أمس التطورات التي تشهدها سورية والأمن الإقليمي.

وأشار روحاني في الاتصال إلي ضرورة أن ‘يسود الأمن والسلام منطقة الشرق الأوسط’، وأكد أن ‘لا حل عسكريا وعودة الأمن والاستقرار إلي سورية من أهم أهداف الجمهورية الإسلامية، لأن إيران تعتبر الإرهاب والتطرف لا يشكلان تهديدا لسورية فقط، بل للمنطقة برمتها’.

وأعرب روحاني عن أمله في أن ‘تنتصر سورية علي الإرهاب والتطرف لتتوفر الأرضية لعودة اللاجئين إلي بلادهم’.

وقال إن إيران ‘تبذل كل ما بوسعها لتقديم المساعدات للشعب السوري علي الصعيدين السياسي والانساني’.

من جانبه، قدم الأسد تعازيه لإيران في ضحايا التفجير الذي وقع أمام سفارتها في بيروت، وهنأها في الوقت نفسه على ‘النجاح الذي تحقق في البرنامج النووي’.

4 أجيال في غرفة الجدة السورية: خديجة تروي معاناة اللجوء في لبنان

بيروت ـ من بولا أسطيح: لم تكن الحاجة التسعينية خديجة السيد، التي برزت السنة الماضية كـ’نجمة’ لحملة إغاثية تركية، تتوقع أن يمضي عام جديد وهي لاجئة في منطقة عرسال شرق لبنان، حيث تعيش في غرفة صغيرة باتت تضم 4 أجيال من عائلتها بعد ولادة ابن حفيدها، وليد ذي الأشهر الثلاث.

قبل عام تقريبا، التقى فريق عمل ‘الأناضول’ الحاجة خديجة في إحدى جولاته في بلدة عرسال الحدودية (شرق لبنان) واستمع الى معاناتها التي ترجمت بصورة معبرة تم اختيارها لتكون الصورة الرسمية لحملة ‘حل الشتاء… رغيف خبز وغطاء للسوريين’ التركية المتخصصة بإغاثة اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن.

اليوم وبعد مرور عام جديد على اللجوء، لا تزال الحاجة التسعينية في الغرفة نفسها التي لا يتعدى طولها الأمتار الـ5 وعرضها 4 أمتار. الغرفة، التي تتوسط مجمّعا صغيرا للاجئين السوريين أشرفت على بنائه إحدى الجمعيات الخيرية، يفترشها 15 شخصا معظمهم من الأطفال الذي انضم اليهم قبل 3 أشهر ‘وليد’، ابن خالد حفيد خديجة.

المساحة الضيقة للغرفة والتي ضاقت أكثر فأكثر مع ارتفاع عدد قاطنيها، باتت تشكل عبئا جديدا على الحاجة التسعينية التي تقضي نهارها إما جالسة على إحدى الفرش في الداخل أو على كرسي صغير في الشمس بالخارج.

وما تطمح إليه بعدما وصلها خبر دمار منزلها الواقع في منطقة النهرية غربي القصير في حمص (وسط سورية)، هو السفر الى السعودية للمكوث عند اثنين من بناتها اللتين تعيشان هناك.

وقالت الحاجة لوكالة الأناضول: ‘هربنا من سورية تحت القصف وإذا بنا هنا في عرسال حيث المساعدات قليلة جدا.. هناك من يأكل ومن لا يأكل .. من يمرض ومن يموت من البرد والصقيع′.

الحاجة، التي لا يسعفها عمرها كثيرا للتعبير والكلام والتي فقدت معظم أسنانها، تطلب من الله فقط أن يمنحها الصحة لتتمكن من النهوض والجلوس، أما العودة الى سورية، فرغبة بات بعيدة المنال بعدما علمت بدمار منزلها وأرزاقها.

ويتولى أحد أولادها الثمانية، أحمد السيد (68 عاما)، الحديث عن الوالدة العجوز الذي فاق مؤخرا عدد أحفادها المتواجدين ما بين لبنان والسعودية الـ25. وقال السيد لوكالة الأناضول: ‘نحن نعيش بظروف صعبة جدا في لبنان والحاجة مريضة بحاجة للدواء الذي لا نملك ثمنه’.

وينهش الهم السيد كما الآلاف من اللاجئين السوريين في عرسال مع مطلع فصل الشتاء الذي يضرب المنطقة بشكل قاس مع موجات من الصقيع والثلوج، ويضيف ‘أمنيتنا العودة إلى بلادنا إذ أننا نعيش هنا من قلة الموت.. لا مازوت للتدفئة ولا مساعدات تكفينا’.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في عرسال 50 ألفا مع تدفق عدد كبير منهم مع احتداد المعارك في منطقة القلمون في ريف دمشق القريبة من الحدود اللبنانية، وباتوا يشكلون أكثر من عدد سكان عرسال البالغين 40 ألفا. و تخطى العدد الاجمالي للاجئين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة في لبنان عتبة 826 ألفا.

أما أحفاد الحاجة خديجة، فلا يذهبون الى المدرسة كالمئات سواهم لعدم توفر المقاعد الدراسية الكافية في منطقة عرسال التي تحوي 9 مدارس، اثنتان منها مقفلتان، في إحداهما تقطن عائلات سورية نازحة.

هم يجالسون جدتهم التي تروي لهم قصص حمص القديمة أو يجولون في أراضي عرسال القاحلة بحثا عن إطار سيارة قديم يلهون فيه.

وقد تحول موعد وصول شاحنة النفايات إلى مجمعهم موعد يومي للتسلية، إذ يتجمهر عشرات الأطفال حولها بانتظار دورهم لرمي كيس إلى داخلها.

يُذكر أن منظمات مدنية تركية أطلقت العام الماضي حملة إغاثة واسعة لجمع تبرعات لإيصال مساعدات إلى داخل سورية واللاجئين خارجها، وتقوم منظمات تركية أخرى هذا العام بتنظيم حملات مماثلة مع حلول فصل الشتاء، لعلها تساعد في تخفيف معاناة الحاجة خديجة وآلاف السوريين الذين لا يزالون يتدفقون الى لبنان على وقع المعارك الجارية في المقلب الآخر من الحدود.(الاناضول)

سليم ادريس: لن أجلس إلى جانب رفعت الأسد

بهية مارديني

 ايلاف

رفض اللواء سليم إدريس الجلوس إلى جانب رفعت الأسد إذا تم بالفعل عقد مؤتمر جنيف 2، والذي قال إن الظروف غير مهيئة أساساً لانعقاده، واتهم إدريس نظام الأسد بتضليل المجتمع الدولي بالذهاب إلى جنيف.

أكد اللواء سليم ادريس، رئيس قيادة الأركان للجيش السوري الحر، على ثبات مواقفه من مؤتمر جنيف 2 ، وقال لـ”ايلاف” الأمر ” يتعلق بمئات المدنيين الذين يقتلهم النظام كل يوم، فيما يتم الحديث عن حل سياسي غامض المعالم “.

وأضاف: “لن نخذل السوريين فهم يتوقعون منّا ما عهدناهم عليه ولابد من رحيل المجرم “، في اشارة منه الى الرئيس السوري بشار الاسد.

 وقال ادريس: “لا يمكن المشاركة في جنيف 2 إن لم تكن هناك ضمانات ، ولن نذهب إن لم يكن هناك عرض واضح “.

وأشار ادريس الى أنه لن يشارك ايضًا “اذا كانوا سيجلسوننا مع رفعت الأسد في صف واحد يسمونه المعارضة”.

فيما اعتبر ادريس في حديث تلفزيوني “أن الظروف ليست مهيئة لعقد مؤتمر جنيف 2، وأن النظام الذي تعوّد على الكذب لفترة زادت عن أربعين عامًا، يحاول تضليل المجتمع الدولي بالذهاب إلى جنيف لإحلال السلام في سوريا”.

تحقيق أهداف الثورة

وشدد ادريس على “أن الجيش الحر مع أي حل سلمي يحقق أهداف ثورة الشعب في سوريا، وهي الخلاص من القتلة والنظام المجرم الفاسد في دمشق، ليس فقط الاسد ، و إنما كل المجرمين والقتلة الذين يحيطون به” .

 وقال لتلفزيون الآن “إن ما نريده في مؤتمر جنيف هو أن يتنازل هذا المجرم عن السلطة، وأن يقدم إلى محكمة دولية مع قادة أجهزته الأمنية وقادة الجيش الذين دمروا البلاد، وأعطوا أوامر بقتل أهلنا وتدمير بلادنا، وأن تكون هناك سلطة انتقالية تسيطر عليها معارضة الداخل”.

وأضاف ادريس دون ذلك أنه” لا مصلحة للشعب السوري في الذهاب إلى جنيف، لأنه مضيعة للوقت وكذب على اللحى، ونحن لن نسمح (لوزير خارجية روسيا سيرجي) لافروف أن يحدد من هي المعارضة السورية”.

 وأفاد: “هم يريدون أن يذهب وفد من المعارضة، يجلس إلى جوار المجرم رفعت الأسد وقدري جميل ، وهؤلاء هم صنيعة نظام الأسد المجرم ، وهؤلاء لا يمثلون المعارضة، بل يريدون تشويه المعارضة ويريدون كسب الوقت والتضليل”.

وكرر قائلاً: ” بهذه المعطيات الموجودة حاليًا، لا مصلحة لأحد الذهاب إلى جنيف”.

 النظام لن يسقط إلا بالقوة

وأكد إدريس “أن هذا النظام لن يسقط إلا بالقوة وبضربات المقاتلين، أما الاعتماد على جنيف، فهذا وهم وسراب وفقاعات صابون”.

وحول تصوره للمرحلة الانتقالية، قال يجب “أن تكون هناك هيئة انتقالية يتم الاتفاق عليها، تدير شؤون البلاد لفترة انتقالية ، قد تكون حكومة تكنوقراط أو أي شكل من الأشكال يتفق عليه ، تدير أمور البلاد ريثما يتم إعداد دستور، والتحضير لانتخابات حرة، والشعب السوري يختار نوع الحكم الذي يريد، ونحن ما يقرره الشعب في سوريا سنضعه تاجاً على رؤوسنا”.

 ولفت ادريس الى وجوب أن تحمل هذه الهيئة كل “الصلاحيات بما فيها الأمنية والعسكرية، وكل ما يتعلق بأجهزة الأمن والجيش “.

ورفض ادريس أن يكون للأسد الذي تسلق إلى السلطة في غفلة من الزمن، “أي دور لا في قيادة الأجهزة الأمنية والعسكرية “.

 ونفى ادريس أن يكون التطرف قد طغى في سوريا ، لكنه اعتبر أن “هناك ضخاً إعلامياً شديداً وهائلاً جدًا ، وخاصة من وسائل الإعلام الغربية ” معتبرًا ” أن نظام الإجرام في دمشق قد ضخ أكثر من 200 مليون دولار قبل موضوع الضربات الأميركية ، واشترى وكالات أنباء ومؤسسات إعلامية كاملة تشوه الحقيقة أمام الرأي العام في الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية ، لتظهر الثورة السورية على أنها كلها متطرفة، كي يلتقي ذلك مع مقولة المجرم الأسد أن “الشعب يريدني ويحبني ، وأنا أقاتل ارهابيين واقاتل جبهة النصرة وأقاتل داعش وأقاتل القاعدة “”.

أطفال مغاربة حطب في النار السورية

أيمن بن التهامي

ايلاف

صارت عمليات تجنيد الأطفال المغاربة للقتال في سوريا أمرًا واقعًا، يؤرق أجهزة الأمن، وينقسم حوله رجال الدين.

يمن بن التهامي من الرباط: لم تعد عمليات تجنيد الأطفال للقتال في سوريا مجرد قصص، بل أضحت أمرًا واقعًا وقف عليه المغاربة بعد أن شاهدوا صورة الطفل المغربي أسامة الشعرة (13 سنة)، الذي يحمل بندقية، تغزو مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي الوقت الذي كانوا يبحثون فيه عن إجابات عن الأسئلة التي تزاحمت في عقولهم، حول من يقف وراء الزج بهذا الطفل في جحيم حرب لا ترحم، كشفت تقارير عن نقل أب، قبل أيام، خمسة من أطفاله من طنجة إلى سوريا للقتال ضد قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

من الاحتجاج إلى حمل السلاح

استبدل الطفل أسامة الشعرة، الذي كان يشارك في طنجة مع والده في مسيرات حركة “20 فبراير” الشبابية المطالبة بإصلاحات حقيقية في المغرب، مكبر الصوت واللافتات ببندقية كلاشنيكوف ولباس عسكري، بعد أن دخل إلى سوريا مع والده عبر تركيا.

وفجرت صورته، التي كتب تحتها “المجاهد المغربي أسامة الصغير أحد جنود الدولة الإسلامية”، جدلًا واسعًا في المغرب، إذ تصاعدت الأصوات الباحثة عن الجهة التي تعمد إلى إقحام الأطفال في صراع قاسٍ تحت يافطة “نصرة الإخوة”.

وقال علي الشعباني، أستاذ علم الاجتماع في كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بسلا: “أسامة ابن رجل سلفي اختار أن يسافر بابنه إلى سوريا لينضم إلى الحركة السلفية هناك، حيث يدور صراع لا يرحم حول السلطة”، مشيرًا إلى أن تجنيد الأطفال ليس وليد اليوم، إذ هذه العمليات موجودة في غواتيمالا وفي تيندوف وفي أميركا اللاتينية.

وأضاف الشعباني لـ”إيلاف”: “الشعرة يقتدي بوالده، وهذا خطير، فالطفل مكانه المدرسة وليس ساحات المعارك، والتغرير بهذه الفئات العمرية تعتمده العصابات والحركات والجهات التي تجد في الأطفال وسيلة سهلة للاستغلال، وهذا يجانب العقل والمنطق”.

التجنيد يقسم رجال الدين

تقسم مسألة التجنيد للقتال في سوريا ضد الأسد رجال الدين في المغرب. ففيما تؤيد فئة هذه الفكرة، تعارضها أخرى بشدة، بينما تختار ثالثة السكوت تجنبًا للدخول في تدافع فكري قد يتطور إلى مواجهات كلامية لا طائل وراءها.

محمد الفزازي، داعية وأحد أبرز رموز ما اصطلح عليه أمنيًا وإعلاميًا بالسلفية الجهادية في المغرب، وأحد الذين يرفضون فكرة تجنيد الشباب للقتال في سوريا، قال لـ”إيلاف”: “الشام ليست بحاجة لا إلى أطفال ولا حتى رجال من المغرب، فالشام بحاجة إلى رجالها وأهلها، وأهل مكة أدرى بشعابها”.

وأضاف الفزازي: “تجنيد المتعاطفين دينيًا من أقطار شتى من أجل محاربة إيران وحزب الله والعراق وسوريا على أرض شام تقديم للمحرقة ليس لا، وهذا من دون شك خطأ فادح”.

أنس الحلوي، أحد أبرز النشطاء السلفيين المغاربة، كان له رأي مخالف، إذ اعتبر، في تصريح لـ”إيلاف”، توجه الأطفال إلى سوريا بأنه “ليس تجنيداً، لكون أن الأبناء عندما يسافرون مع آبائهم الذين يكونون مسؤولين على سفرهم، ولا يمكن القول بأنه جرى تجنيدهم”.

وأضاف أنس الحلوي، المدافع عن قضايا المعتقلين الإسلاميين، “أنا لا أعتبر هذا تجنيداً، بل سفر بواسطة الآباء، وكلمة تجنيد نقولها عندما تكون جماعات معينة تقوم بتجنيد الأطفال”.

وبخصوص رأيه في استقطاب الشباب وإرسالهم إلى سوريا، قدم الناشط السلفي إجابة غير مباشرة مفادها “وما المانع في ذلك؟”.

وأضاف “القانون الجنائي المغربي لا يجرم السفر إلى سوريا، أو أفغانستان، أو العراق. والمغرب بلد الحق والقانون، إذن من المفروض أن هؤلاء الناس عند عودتهم تتم متابعتهم وفقًا للقانون، فإذا أقدم على خرقه تجري متابعته، وإذا لم يرتكب أي جريمة لا يجب متابعته. فمسألة التجنيد يجب التعامل معها وفق القانون الجنائي المغربي”.

لا مسؤولية

ما زالت مسألة طرق التجنيد وكيفية تسفير المرشحين إلى سوريا ومدهم بالأموال تؤرق الأجهزة الأمنية، التي حاولت اقتفاء أثر عدد من المرشحين المفترضين، غير أنها تتفاجأ في كل مرة بتغيير الأسلوب، قبل أن تحول جماعات التجنيد بوصلتها نحو الأطفال.

وفي هذا الإطار، أكد سعيد لكحل، الباحث والكاتب المتخصص في الجماعات الإسلامية، أن سبب تجنيد الأطفال يرجع إلى سهولة استقطابهم وشحنهم بعقائد الغلو والتطرف وتحريضهم على الجهاد، وإلى ضعف مناعتهم الفكرية، التي تجعلهم أهدافًا سهلة لهذه التنظيمات”.

وتطرق إلى معطى آخر يتمثل في أن الأطفال ليست لهم مسؤوليات أسرية تشغلهم عن الجهاد أو تعيق سفرهم إلى مناطق التوتر، إلى جانب أنهم لا يقدرون خطورة أفعالهم، “وقد أثبتت الوقائع في دول أخرى مثل تونس أن الأطفال باتوا الفئة العمرية الأكثر استهدافًا، سواء بالاستقطاب أو بالاختطاف من أمام أبواب المؤسسات التعليمية، لتسليمهم إلى شبكات تهجيرهم إلى سوريا مقابل أربعة آلاف دولار لكل طفل”.

إمارة الشمال

أما بخصوص مدن الشمال، التي باتت مجالًا ينشط فيه المتطرفون، يوضح لكحل لـ”إيلاف” أن عوامل عديدة ساهمت في انتشار التطرف في هذه المدن، ومنها أن الشيوخ رواد التطرف تمركزوا أول الأمر في مدن الشمال واعتلوا منابر المساجد الرسمية حتى قبل أحداث 16 أيار (مايو) 2003 الإرهابية، وعلى رأسهم الفزازي.

اضاف: “كانت مدن الشمال وجهة مفضلة لكثير من العناصر الإرهابية القادمة من الشرق العربي أو من أوروبا، مثل بيير أنطوان الذي استقر في طنجة وتزوج هناك وكوّن شبكة إرهابية تولى إمرتها، وسار على نهجه مغاربة آخرون كانوا يعيشون في بلجيكا وسويسرا، وعادوا إلى المغرب بمشروع إرهابي، واستقروا في مدن الشمال”.

يشار إلى أن أكثر من 600 مقاتل مغربي لقوا مصرعهم في المعارك الدائرة في سوريا، بينما تمكن المئات منهم من الالتحاق بمعسكرات الجيش الحر.

النظام يستعيد السيطرة على دير عطية بالقلمون.. ومجزرة في الرقة بعد سقوط صاروخ «سكود»

إصابة قائد عمليات دير الزور.. والمعارضة تسعى لحصار العاصمة بإغلاق طريق حمص ـ دمشق

بيروت: نذير رضا

أعلنت دمشق، أمس، استعادة السيطرة على بلدة دير عطية الاستراتيجية في منطقة القلمون بريف دمشق، بعد أسبوع من سيطرة المعارضة على البلدة ذات الأغلبية المسيحية، بينما حققت القوات الحكومية تقدما في منطقة النبك المحاذية لها. وبموازاة ذلك، طالب الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية المجتمع الدولي بالتدخل لردع النظام عن استخدام الأسلحة الباليستية، غداة وقوع مجزرة في منطقة الرقة، نتيجة سقوط صاروخ من نوع «سكود» في سوق الهال القديم، أسفر عن سقوط 35 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر عسكري سوري، تأكيده أن القوات النظامية أحكمت السيطرة على دير عطية. وقال مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية: «إن الجيش تمكن بعد ملاحقة ومتابعة الإرهابيين إلى الأماكن التي تحصنوا فيها في البلدة، من تنظيفها صباح أمس وقتل عددا كبيرا منهم»، مشيرا إلى أن «عملية السيطرة استغرقت نحو أربعة أيام».

وسيطرت المعارضة السورية على دير عطية، بعد انسحاب قواتها من بلدة قارة التي تبعد عنها نحو أربعة كيلومترات. وكان ناشطون أفادوا بأن جيش الإسلام، وهو أكبر فصيل معارض يقاتل في المنطقة «انسحب قبل ثلاثة أيام من البلدة»، لكن المتحدث باسم جيش الإسلام محمد علوش، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي الجيش الذي يتضمن نحو 60 فصيلا عسكريا معارضا «كانوا حتى ظهر اليوم (أمس) يقاتلون في المنطقة»، مشيرا إلى أن «من يشيع هذا الكلام، هو من انسحب من المنطقة».

وأوضح علوش أن المعارضة لم تسيطر بالكامل على دير عطية، بل «كانت تتحصن في مداخلها، حيث طردت الجيش النظامي منها»، مشيرا إلى أن «أوتوستراد حمص – دمشق الدولي المحاذي لدير عطية والنبك لا يزال مقطوعا، حيث نفرض حصارا على العاصمة التي تحتاج اليوم إلى المحروقات، وقد بلغ سعر صفيحة البنزين فيها 7 آلاف ليرة سورية».

وأكد علوش أن «اشتباكات واسعة النطاق اندلعت أمس في منطقة القلمون، بمحاذاة الأوتوستراد الدولي». ويعد هذا الطريق الذي يربط العاصمة بوسط سوريا ومنها إلى معقله في الساحل، حيويا لناحية تزويد دمشق بالمواد الحيوية والمشتقات النفطية، فضلا عن كونه ممرا رئيسا للإمدادات العسكرية للجيش النظامي.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام والكتيبة الخضراء وجبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة من جهة، والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، على طريق دمشق – حمص الدولي من جهة مدينة النبك، مشيرا إلى «تقدم القوات النظامية في محيط مدينة النبك من جهة الطريق الدولي».

وذكرت قناة «العالم» الإيرانية، أن النبك «شهدت أمس أعنف الاشتباكات»، مشيرة إلى أن الجبهة «شهدت تقدما كبيرا للقوات النظامية في النبك من عدة محاور، في حين فر مسلحو المعارضة باتجاه جبال القلمون».

وتتبع القوات النظامية استراتيجية السيطرة على بلدات القلمون، تدريجيا، حيث تنتقل من شمال المنطقة المتاخمة لحمص، جنوبا باتجاه دمشق، بدءا من قارة، ثم دير عطية والنبك، وهي بلدات واقعة على طرفي أوتوستراد حمص – دمشق الدولي، قبل انتقالها إلى يبرود التي تحتضن أكبر عدد من اللاجئين الفارين من القتال في قارة والنبك. وتعمل القوات النظامية على محاصرة البلدات منعا لانتقال مقاتلي المعارضة إلى جرود واسعة في معلولا (شرق الأوتوستراد)، وهي بلدة مسيحية كانت المعارضة سيطرت عليها قبل شهرين، وخرجت منها باتفاق.

وفي حين تتواصل المعارك العسكرية بين الجيشين النظامي والحر في الغوطة الشرقية، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن «مواطنا سوريا قتل وأصيب تسعة آخرون بجروح، بعضهم من جهاز أمن السفارة، جراء قذيفة هاون أطلقت على السفارة الروسية في العاصمة السورية دمشق».

وفي بيان، قالت الخارجية الروسية إن السوري قتل «إثر إطلاق قذيفة هاون من المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة على الحي الذي تقع فيه سفارة روسيا في سوريا، انفجرت قذيفة في حرم السفارة وأخرى على مقربة منها»، مؤكدة أنه «لم يصب أي روسي في الهجوم»، في حين «تعرض مبنى السفارة لأضرار مادية طفيفة».

في غضون ذلك، أفاد ناشطون في مدينة دير الزور بإصابة العميد عصام زهر الدين، قائد العمليات العسكرية في الجيش السوري النظامي في المدينة. وقال ناشطون إن الإصابة جاءت نتيجة اشتباكات عنيفة اندلعت في حي الرشيدية في المدينة، موضحين أن «جبهة النصرة» هي من استهدفت زهر الدين، ونقل إثر ذلك إلى دمشق حالا. وزهر الدين الذي قاد عدة عمليات عسكرية في ريف دمشق وفي حمص جرى تعيينه قائدا لعمليات دير الزور منذ أكثر من شهر، وذلك بعد مقتل اللواء جامع جامع الذي تولى قيادة عمليات دير الزور منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.

وفي الرقة، اتهم الائتلاف السوري المعارض القوات النظامية بارتكاب «مجزرة مروعة بحق عشرات المدنيين، بعد أن أطلقت صاروخا باليستيا من نوع سكود أصاب سوق الهال القديمة في المدينة، وأدى أثره التدميري لاستشهاد 35 شخصا وإصابة 200 آخرين، وإحداث دمار كبير في البنى التحتية». وانتقد الائتلاف «استمرار نظام الأسد بارتكاب المجازر بحق المدنيين الآمنين، مستخدما الصواريخ الباليستية وكل الأسلحة ذات القوة التدميرية العالية والأثر العشوائي، دونما أي ردع من المجتمع الدولي ودول العالم الحر»، داعيا «المجتمع الدولي إلى أن يردع هذا النظام المجرم ويسعى بشكل عملي وجدي لإنهاء حقبة الظلم والطغيان التي يمثل (الرئيس السوري) بشار الأسد أحد رموزها فقط».

وكان ناشطون أفادوا بعد منتصف ليل الأربعاء/ الخميس عن سقوط صاروخ سكود في مدينة الرقة، قالوا إنه أطلق من موقع «اللواء 155» التابع للنظام السوري في جبال القلمون، وذلك بعد دقائق على تحذيرهم من سقوطه إثر رصدهم إطلاقه من القلمون. وبث المركز الإعلامي في القلمون التحذير عن إطلاق صاروخ سكود، الذي سقط في الأحياء المدنية في شارع 23 في الرقة.

وكتب عبد القادر ليلا، وهو أحد ناشطي الرقة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن «الانفجار الذي أحدثه صاروخ سكود لم تشهد له لا الرقة ولا سوريا مثيلا، هناك كتلة بناء تساوي ألف متر أصبحت ركاما.. قطع الزجاج تناثرت إلى مسافة كيلومتر.. والفرن السياحي انهار على من فيه من عمال يعدون عجين الصباح، هناك حاجة ملحة للتبرع بالدم.. وحاجة ماسة للأطباء».

يذكر أن القوات النظامية كانت استهدفت الرقة بعدة صواريخ سكود سابقا، كما شهدت المدينة سقوط صاروخ أرض – أرض أول من أمس أدى لسقوط عدد من الجرحى.

المقداد يكرر رفض النظام تنحي الأسد.. والائتلاف يؤكد التزامه المشاركة في «جنيف 2»

الغضبان: موقفنا ليس تراجعا بل تأكيد على الثوابت وننتظر مضمون الدعوة

بيروت: كارولين عاكوم

اتهم نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، المعارضة «برفض الديمقراطية والخوف مما يريده الشعب»، مؤكدا أن «القرار بشأن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة هو وضع كل ما يتفق عليه للاستفتاء أمام الشعب». ورد الائتلاف السوري المعارض على ما سبق للنظام أن أعلنه لجهة رفض أي طرح لاستبعاد الأسد، عادا «هذه المواقف تكشف النقاب عن نواياه الحقيقية في مواصلته ادعاء التعاون مع المجتمع الدولي واستخدامه غطاء يخفي به حربه واعتداءاته المستمرة على الشعب السوري»، مؤكدا في الوقت عينه «التزامه المشاركة في المؤتمر المزمع عقده في 22 يناير (كانون الثاني) 2014».

ورفض نجيب الغضبان، ممثل الائتلاف المعارض في الولايات المتحدة الأميركية، وضع موقف الائتلاف الأخير لجهة التزامه المشاركة في «جنيف 2»، رغم إصرار النظام على عدم تنحي الأسد، في خانة «التراجع». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «موقفنا ليس تراجعا إنما تأكيد على الثوابت التي سبق أن التزم بها، وأهمها تطبيق مقررات (جنيف 1) بتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات وألا يكون للأسد أي دور في المرحلة الانتقالية».

ورأى الغضبان أن «الفجوة بين المعارضة والنظام قد تؤدي إلى عرقلة نتائج المؤتمر الدولي المزمع عقده في 22 يناير المقبل»، مضيفا: «إذا كانت روسيا وإيران حريصتين على إنجاحه فعليهما ممارسة الضغوط على النظام للقبول بتنفيذ المقررات وليس فتح مفاوضات مفتوحة من دون أطر محددة، وهذا من شأنه أن يتضح في رسالة الدعوة التي سيقدمها المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي والتي أصبحت شبه جاهزة، ومن المفترض، بحسب المعلومات التي حصلنا عليها، أن تتضمن مقررات (جنيف 1). مع الأخذ بعين الاعتبار ما صدر عن (مؤتمر أصدقاء سوريا) في لندن، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».

وفي حين أشار الغضبان إلى أن الكلام عن «دور للأسد» في المرحلة الانتقالية، لاقى تفسيرات مختلفة بين الأطراف الدولية خاصة أنها لم تتحدث بشكل واضح عن «التنحي»، أوضح أن «الروس والأميركيين لم يرفضا في لقاء جمعهما قبل نحو شهرين مع الأخضر الإبراهيمي، أن تكون الصلاحيات الأمنية والعسكرية، التي تشكل أهم مكتسبات المنصب الرئاسي في سوريا، بيد الحكومة الانتقالية»، عادا أنهما «إذا تراجعا عن هذا الموقف، فهذا يعني وضع العراقيل أمام عقد المؤتمر».

وعما إذا كان سحب الصلاحيات من الرئيس وحصرها في الحكومة الانتقالية، مع بقاء الأسد في السلطة، قد يكون حلا توافقيا، رأى الغضبان أنه «من المبكر الكلام في التفاصيل في الوقت الحالي»، مستدركا بالقول: «الأسد ارتكب جرائم إنسانية وتحول إلى مجرم بنظر المجتمع الدولي، الأمر الذي يعقد الوضع السوري بحيث يصبح من غير المقبول بالنسبة إلى الشعب السوري استمراره في السلطة».

وكان وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، قد قال في مقابلة مع شبكة التلفزة الأميركية «CNN» في العاصمة السورية دمشق أمس: «أظن أن المعارضة تعيش قي عصر مختلف، فهؤلاء الناس قادمون من العصور الوسطى. فهم ضد الديمقراطية والانتخابات. كما أنهم ضد سلامة أراضينا ووحدة الشعب السوري».

وأضاف: «نحن جاهزون للتحدث عن أي موضوع. ولكن، لا يمكننا خلق فراغ في سوريا قد يؤدي إلى تفكك البلاد وانتشار الفوضى فيها. وقرارنا هو وضع كل ما نتفق عليه للاستفتاء أمام الشعب السوري، لأن الشعب السوري هو صاحب القرار النهائي للعملية برمتها»، متهما المعارضة بالعزلة والخوف من الناس وقرارهم.

وردا على سؤال حول إمكانية بحث تنحي الأسد خلال مؤتمر «جنيف 2»، أجاب المقداد: «ولا يمكن للقبطان أن يتخلى عن السفينة عندما تبحر في أعماق البحر».

ورأى المقداد ضرورة مناقشة مطالب المعارضة السورية حول إطلاق السجناء السياسيين والسماح بدخول مساعدات إنسانية للمناطق المحاصرة، في سياق روح حفظ القانون والنظام في البلد.

ولاقت مواقف المقداد معطوفة على مواقف الخارجية السورية أول من أمس لناحية أن الأسد لن يذهب إلى جنيف من «أجل تسليم السلطة لأحد»، ردا من الائتلاف الذي عد «نظام الأسد لا يزال يتجاهل المطالب الشعبية بإنهاء حكمه القائم على الظلم والاستبداد ويرفض مبدأي الديمقراطية وسيادة القانون، بل إنه يدعي أنه ضحية مؤامرة مستمرا برفضه لإدراك الهدف الحقيقي لمؤتمر جنيف الذي يكمن في الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى نظام ديمقراطي». وأكد الائتلاف التزامه «بالمشاركة في أي عملية سياسية من شأنها تحقيق طموحات الشعب السوري إلى الحرية والديمقراطية والمشاركة في مؤتمر (جنيف 2)، ملتزما قرار مجلس الأمن رقم 2118، وبيان مجموعة (لندن 11) في 22 أكتوبر، وقرار الجامعة العربية في 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، وإعلان الأمين العام للأمم المتحدة حول الهدف من عقد مؤتمر جنيف».

وقال إنه «لا بد من تذكير المجتمع الدولي بأن النظام شجع على دخول الإرهاب الذي يدعي محاربته، بل هو من أتى به إلى الأراضي السورية وسهل له نشاطه الإرهابي، كما حاول إثارة الفتنة الطائفية بأفعاله الإجرامية وباستقدامه للميليشيات الطائفية من دول العالم كافة»، عادا «النظام ما زال يحاصر المدن والقرى بهدف تجويع السكان المدنيين، مستهدفا الفئات الأكثر ضعفا من نساء وأطفال، كما يستمر في احتجاز الناشطين السياسيين من دون محاكمة».

وشدد على أنه «من الضروري لنجاح مؤتمر جنيف أن يجري السماح بشكل فوري لمنظمات الإغاثة الإنسانية، كالهلال الأحمر والصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الدولية الإغاثية، بالدخول دونما قيود إلى المناطق المحاصرة كافة لإيصال المواد الغذائية والطبية والإغاثية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة، بدءا بالنساء والأطفال».

الأردن يطالب المجتمع الدولي بدعمه لرعاية اللاجئين السوريين خلال الشتاء

غوتيرس التقى الملك عبد الله الثاني.. والنسور وطالب بحماية الفارين

عمان: محمد الدعمة

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني «حرص بلاده على تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية، رغم محدودية مواردها، للاجئين السوريين الذين وصل عددهم إلى ما يقارب 600 ألف لاجئ على أراضيها»، داعيا «المجتمع الدولي والمنظمات التابعة للأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتهم لتمكين الأردن من الاستمرار في تقديم الخدمات للاجئين وزيادة الدعم للمملكة الأردنية مع حلول فصل الشتاء، خصوصا في مناطق الشمال».

وجدد الملك عبد الله الثاني خلال لقائه أمس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس، التأكيد على «ضرورة إيجاد حل سياسي شامل يوقف العنف وإراقة الدماء، ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا، ويجنب المنطقة تداعياتها الخطيرة»، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.

بدوره، ثمن غوتيرس «جهود الأردن في تقديم الخدمات الإغاثية الإنسانية للاجئين السوريين»، داعيا «المنظمات والهيئات الدولية إلى التعاون والتنسيق في ما بينها، لتكثيف الجهود في تقديم الدعم للأردن لتمكينه من مواصلة دوره الحيوي».

وأعرب عن تقديره لحكمة العاهل الأردني في التعامل مع القضايا الإقليمية، والمساهمة في جهود إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة، لافتا إلى أن الأردن يلعب دورا محوريا في التعامل مع قضايا المنطقة، والتوصل إلى حلول للتحديات التي تواجهها.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، خلال لقائه مفوض اللاجئين، أن «بلاده لا تعيق دخول من يسعى للجوء الإنساني لكنها معنية باتخاذ احتياطاتها الأمنية»، لافتا إلى أن «سياسة الأردن في استقبال اللاجئين السوريين لغايات إنسانية ثابتة ولم تتغير وهو ملتزم بالمواثيق الدولية ذات العلاقة». وأكد أن «من يسعى للجوء الإنساني لا نعيق دخولهم»، عادا في الوقت ذاته أن الأردن «معني باتخاذ الاحتياطات الأمنية». وأشار إلى أن «تغطية تكلفة احتياجاتهم الإنسانية والتنموية نحو 1.9 مليار دولار، على الرغم من قلة موارده وتواضع إمكاناته الاقتصادية، فضلا عن الكلفة الاجتماعية والأمنية».

وكان غوتيرس قد دعا إلى «توفير الحماية اللازمة للاجئين السوريين، الفارين من بلدهم جراء الحرب الدائرة فيها»، معربا عن تفهمه لـ«حاجة البلدان المضيفة لهم للحفاظ على أمنها». وقال، خلال لقاء صحافي أمس بعمان، إن «اللاجئين السوريين يحتاجون للمزيد من الحماية أثناء عبورهم الحدود باتجاه بلدان الجوار»، معربا عن أسفه «إزاء استمرار الحرب السورية، مما يؤدي إلى فرار أكثر من ثلاثة ملايين منهم، فضلا عن نزوح أكثر من ستة ملايين منهم في الداخل السوري».

وأوضح غوتيرس أن «هناك حاجة فعلية لضمان دخول اللاجئين السوريين إلى أراضي البلدان المستقبلة لهم، ومن بينها الأردن، باعتباره السبيل الوحيدة لنجاتهم، وفي الوقت نفسه هم في حاجة ماسة للحماية، وخاصة أن أعدادا كبيرة منهم ما زالت تحاول مغادرة سوريا». وشدد على «ضرورة توفر آلية لضمان الحماية للحالات التي تحتاج لها من اللاجئين السوريين، خاصة الأطفال وكبار السن»، مشددا على موقف المفوضية لناحية أن الفئات التي تحتاج للحماية لا ينبغي إرجاعها إلى سوريا.

وقال غوتيرس إنه «على المجتمع الدولي أن يتفهم أنه من دون دعم البلدان المستضيفة للاجئين السوريين فإنه لن يضمن استمرارها في القيام بهذه المهمة الإنسانية، باستقبال مئات الآلاف من هؤلاء اللاجئين»، لافتا إلى أن المفوضية «أنفقت خلال العام الجاري نحو 850 مليون دولار، لتوفير الحماية والدعم للاجئين السوريين في كافة بلدان المنطقة». وأكد الحاجة لـ«دعم هذه البلدان، ليس فقط على المستوى الإنساني، وإنما على مستوى البنيات التحتية، من تعليم وصحة ومياه، لما يشكله اللاجئون السوريون من ضغط كبير عليها».

يذكر أنه وفق إحصاءات مفوضية اللاجئين، وصل عدد اللاجئين السوريين المسجلين في بلدان المنطقة إلى مليونين و64 ألف لاجئ.

داعش” تعدم قائد فصيل إسلامي معتدل و6 من عناصره

                                             (رويترز)

أظهرت لقطات فيديو صورها هاو مقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) المرتبطة بتنظيم “القاعدة” يعدمون قائد فصيل منافس من فصائل المعارضة السورية وستة من رجاله وهو ما يأتي في إطار مسعاهم للحد من دور الجماعات الأخرى.

وبث “المرصد السوري لحقوق الإنسان” لقطات الفيديو على الانترنت أول من أمس وظهر فيها مسلحون يرتدون ملابس سوداء يقفون تحت راية لـ”داعش”. وقال المرصد إن اللقطات صورت في مدينة الأتارب الشمالية بمحافظة إدلب.

ويظهر في اللقطات رجل ملثم يعرف سبعة رجال راكعين على ركبهم بأنهم من أعضاء “كتائب غرباء الشام”، وهي جماعة إسلامية معتدلة كانت من بين أول الجماعات التي حاربت الأسد. وكان من بين الرجال الراكعين في الفيديو فيما يبدو حسن جزرة قائد المجموعة. وقال الملثم إن حسن جزرة هو الأكثر فسادا وأكبر لص. وكان يتحدث في مكبر للصوت أمام حشد من الرجال استخدم بعضهم الهواتف المحمولة لتصوير الإعدام.

وقال الملثم قارئا من ورقة إن رجال جزرة اتهموا أيضا بالخطف وحوكموا أمام محكمة شرعية تديرها دولة الاسلام في العراق والشام.

وبعد ذلك قتل الرجال بإطلاق النار على رؤوسهم.

ولم يتبق من كتائب غرباء الشام سوى وحدة جزرة التي تضم زهاء مئة مقاتل بعد أن كانت الجماعة تضم نحو ألفي مقاتل.

وذكر المرصد أن “داعش” اعتقلت جزرة ورجاله قبل شهر.

ريف دمشق يواجه النظام والبرد والجوع

ثمانية عشر يوماً على بدء معركة القلمون، يحاول النظام فيها كسر العمود الفقري للجغرافيا السورية، تلك الجغرافيا التي غيرت الحرب فيها بعض ملامحها الطبيعية والكثير من ملامحها البشرية والإنسانية.

لا فرق بين منطقة وأخرى في القلمون، فالحرب شرعت جبهاتها على كافة القرى والبلدات، التي يستمر القصف البعيد باستهدافها منذ يوم الخميس الماضي بشكل متواصل، لكن في الأيام الأخيرة حتى البرد والجوع تحالفا مع النظام ما زاد الأوضاع الإنسانية سوءًا.

وسط كل هذا يحاول النشطاء في القلمون لملمة بعض أوجاع الناس وجراحاتهم محاولين تأمين بعض المواد الغذائية للسكان وبشكل خاص الأدوية والخبز وحليب الأطفال إلا أن حملتهم التي أعلنوا عنها الإثنين الماضي، كان الهدف منها شراء الحطب حتى يؤمنوا للسكان ما يمكن استخدامه للتدفئة أمام برد القلمون.

إغلاق طريق دمشق حمص استمر لليوم التاسع على التوالي وسط سيطرة متبادلة على بعض المواقع بين قوات النظام و”الجيش الحر” الذي أعلن منذ يومين عن تدمير رتل عسكري لجيش النظام. أمام هذا منع النظام الثلاثاء دخول شاحنات تحمل مواد غذائية وطحين ومحروقات لتشغيل أفران الخبز إلى القلمون.

في النبك استمر القصف براجمات الصواريخ والمدفعية على المدينة أمس، وكانت مئذنة جامع سنان باشا أصيبت أول من أمس بقذيفة.

ورغم اغلاق المدارس في النبك أصر بعض المدرسين على قهر إرادة الحرب بفتح حصة درسيّة في قبو أحد المباني.

وكانت النبك يوم الثلاثاء قد تعرضت لعدة غارات جوية استهدفت الحي الغربي والشرقي وطريق السقي، مخلفة اضراراً بالغة والعديد من الشهداء في المدينة. كذلك تم استهداف الاحياء الجنوبية، حي النسيم وحارة الفوقا.

وفي الزبداني استمر القصف العشوائي على المدينة من حاجز بلودان ما أدى لسقوط ضحايا. وكانت المحلات التجارية والمنازل في شارع العامرة قد دمرت بشكل كامل نتيجة القصف الذي طاولها من الحواجز المحيطة بالمدينة، كما نالت دير عطية حصتها من القصف البعيد، فيما أعلن النظام أنه سيطر عليها أمس. ولم تسلم بلدة تلفيتا من القصف العنيف الذي كان تعرضت له من مدفعية صيدنايا.

أمام هذه المراوحة للمعارك في القلمون تصاعدت الأحداث في دمشق وريفها بعد تقدم قوات “الجيش الحر” في محاولة لفك الحصار عن المعضمية وداريا معلنه بداية معركة التحرير للمنطقتين، وذلك في أعقاب تقدمها في الأيام القليلة الماضية واستعادتها السيطرة على أكثر من منطقة في المعركة التي أطلق عليها “معركة كسر الحصار عن الغوطة”، بحسب ما ذكرت تنسيقيات الثورة في دمشق وريفها.

وفي المليحة أدى القصف براجمات الصواريخ إلى سقوط عدد من الضحايا.

وفي جرمانا استمر سقوط قذائف الهاون العشوائي، حيث سقطت اثنتي عشرة قذيفة هاون في مناطق على شارع الباسل وساحة الرئيس والتلاليح وساحة البلدية والجمعيات، وسط توقعات بأن تكون الهدف المقبل للثوار.

وشهدت بيت سحم قصفاً عنيفاً على مباني المدنيين من قبل قوات النظام المتمركزة في أبنية في حي السيدة زينب. وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين “الجيش الحر” وقوات النظام على محوري الأندلس وطريق المطار.

وشهدت بلدة يلدا في ريف دمشق غارات جوية لطيران الميغ ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين.

وفي محافظة درعا نفذت قوات النظام قصفاً مدفعياً عنيفاً استهدف منازل المنديين في نوى ما أدى إلى سقوط عدد من الاشخاص، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة على الجبهة الشرقية في المدينة، سيطر خلالها “الجيش الحر” على عربة “بي أم بي” وتدمير دبابتين.

كذلك شهدت بلدة بصر الحرير قصفاً مدفعياً عنيفاً من قبل قوات النظام المتمركزة في اللواء 12

كما قامت قوات النظام المتمركزة في اللواء 82 بقصف قرية الشيخ مسكين بالمدافع الثقيلة.

أما في القنيطرة فقد أدت الاشتباكات إلى مقتل عدد من عناصر قوات النظام، وتمكن “الجيش الحر” من السيطرة على سرية المرقاب وقرية غدير البستان بشكل كامل.

سالم ناصيف

الجربا يدعو إيران إلى سحب “حزب الله” و”الحرس الثوري” من سوريا

                                            أكد مشاركة الائتلاف في “جنيف 2” وشدد على رفض أي دور لبشار الأسد

 (رويترز)

دعا رئيس “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة في سوريا” أحمد الجربا إيران إلى سحب عناصر “حزب الله” و”الحرس الثوري” من سوريا إذا أرادت حضور مؤتمر “جنيف 2″، وفيما أكد ان الائتلاف سيحضر المؤتمر المقرر عقده في 22 كانون الثاني المقبل، إذا إنشئت ممرات للمساعدات الانسانية وإطلق سراح المعتقلين السياسيين، أصر على انه لا يمكن لبشار الاسد ان يلعب اي دور في المستقبل في سوريا.

ومتحدثا اثناء زيارة الى القاهرة قال الجربا “نحن الآن مستعدون للذهاب الي جنيف” مضيفا ان المعارضة تعتبر محادثات جنيف خطوة نحو انتقال للقيادة و”تحول ديمقراطي حقيقي في سوريا”. واضاف، في اشارة الى الاسد: “من غير الوارد أن الفرد المسؤول عن تدمير البلد يمكن ان يكون مسؤولا عن بناء البلد”.

وقال “ايران مسؤولة عن القتل في سوريا وتشارك فيه بطريقة واضحة جدا. انها قتلت آلاف السوريين بواسطة حرسها الثوري ومرتزقة من حزب الله الذي يعتبر جماعة ارهابية (…) إذا كانت ايران جادة بشان حل الازمة السورية فيتعين عليها أولا ان تسحب حرسها الثوري ومرتزقة حزب الله اللبناني”.

وايران وروسيا هما الداعمان الرئيسيان للاسد في الصراع المستمر منذ اكثر من عامين والذي قتل فيه أكثر من 100 ألف شخص وتسبب في تشريد ملايين اخرين.

وتقول طهران انها ستحضر “جنيف 2” إذا تلقت دعوة. ودعت أول من أمس إلى وقف لاطلاق النار قبل المؤتمر.

ويقول ديبلوماسيون غربيون ان ايران تزود سوريا بمساعدات بمليارات الدولارات وعدد غير معروف من المستشارين العسكريين.

وإعترف “حزب الله” صراحة بأن مقاتليه يقاتلون الي جانب قوات الاسد، لكن طهران تنفي ان قواتها تشارك بشكل مباشر في القتال في سوريا.

وقال الجربا “ايران مشاركة في قتل الشعب السوري. إذا كانت تريد ان تحضر (محادثات جنيف) فإنها ملزمة بأن تسحب قواتها وقوات حزب الله والقوات العراقية المتحالفة معها”.

ويرفض اللواء سليم إدريس ريس هيئة أركان “الجيش السوري الحر” المشاركة في “جنيف 2”. وقال انه لن يكون هناك وقف لاطلاق النار اثناء المؤتمر.

ثوار سوريا: سقوط جرمانا نصف الطريق لسقوط دمشق

جرمانا، ريف دمشق – أربع نقاط تماس تَرسُم حول مدينة جرمانا نصف قوس من الجهة الشرقية، التي تربطها مع مدينتي بيت سحم والمليحة، جارتَيْها في الغوطة الشرقية. وهي النقاط المتوقّع أن تشهد معارك قاسية بحال قرر مقاتلو المعارضة السورية اقتحام جرمانا، بعدما أعلنوا عن نيّتهم بذلك.

النقاط الأربع، وهي حاجز شارع الباسل على طريق المطار مقابل بيت سحم، وحاجز الجسر على طريق المطار، ومنطقة إدارة الدفاع الجوي المحاذية للمليحة، وحاجز النور المتوزع في منطقة المنتزهات، تشكّل الحزام الساخن الذي لم تتوقف هجمات الجيش السوري الحر عليه منذ بداية شهر تموز2013، ولا تخلو ليالي المدينة من أصوات الاشتباكات العنيفة التي تشهدها هذه المناطق بشكل شبه يومي. وفي حين لا يتم الإعلان عن ضحايا هذه الاشتباكات من جانب المهاجمين في فصائل الجيش الحر، تشهد المدينة تشييع بعض ضحايا اللجان الشعبية التي تتولى مهمة تأمين هذه الحواجز بمساعدة وحدات من قوات النظام وبإشراف من عناصر المخابرات العسكرية وحزب الله المتواجدين عليها.

في الوقت الذي تضع فيه فصائل الجيش الحر في الغوطة الشرقية على رأس أولوياتها تحرير حاجز تاميكو الذائع الصيت، من يد جنود النظام، ليصبح الطريق إلى جرمانا مفتوحاً عبر سلسلة حواجز النور وإدارة الدفاع الجوي، بدأ الهجوم على معامل تاميكو التي تعتبر نقطة التمركز الأضخم للنظام في مناطق الغوطة في 19/10/2013 في ما سمّي بمعركة أصحاب اليمين، التي شارك فيها كل من جيش الإسلام وشباب الهدى وأحرار الشام وجبهة النصرة وكتيبة عبدالله بن سلام من ألوية الحبيب المصطفى. وهي المعركة التي أخرجت تاميكو من سيطرة النظام وفتحت الطريق في اليوم التالي لاندلاع الاشتباكات على سلسلة حواجز النور التي تتوزع بين الأبنية السكنية والمنتزهات على الأطراف الشرقية للمدينة من ناحية المليحة، الأمر الذي استدعى من النظام حشد مزيد من قواته في هذه المنطقة، وتنفيذ هجمات جوية على تاميكو من دون أن تسفر عن أي نتائج فعلية.

 كما نفذ الجيش الحر، بالتزامن مع معركة أصحاب اليمين، هجوماً من ناحية حاجز شارع الباسل المطلّ على طريق مطار دمشق الدولي لوضع المدينة بين فكّي كماشة، ولتشتيت الجهد العسكري لقوات النظام وتقليص قدرته أمام الخرق الرئيسي من جهة الدفاع الجوي والنور.

بعد سيطرة الجيش الحر على معامل تاميكو أصبح الطريق مفتوحاً إلى مدينة جرمانا عبر منفذين، هما إدارة الدفاع الجوي التي يتمركز فيها ويدير عملياتها حزب الله، والآخر هو حواجز النور التي تتوزع على سبع نقاط محصنة مختلطة بين جيش النظام ولجان شعبية وبإدارة ضباط من حزب الله .

 وفي تطور لاحق لعمليات النظام انتشر جنود لواء الإمام المجتبى، وهو لواء جديد تشكل من المتطوعين العراقيين، على طول طريق المطار في 20/11/2013، وباشر هذا اللواء بالاستيلاء على المزارع على جانبي طريق المطار حتى الجسر الرابع بعد حملة النظام الواسعة على مناطق جنوب دمشق التي بدأها في 10/10/2013. وفي معرض اللغط الإعلامي الذي أثاره تقدّم قوات النظام في هذه المناطق تحدّث الناطق الإعلامي باسم جيش الإسلام، النقيب إسلام علوش، عن أهمية مدينة جرمانا في الوصل بين مناطق الغوطة الشرقية الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر وبين مناطق جنوب دمشق، وأكد في حديثه لتلفزيون “أورينت” أنه لا بد من دخول جرمانا لتسهيل عمليات دعم الفصائل في جنوب دمشق.

 لكن في إشارة لا تخلو من مغزى قال علوش: “إن سقوط جرمانا بيد الجيش الحر هو نصف الطريق لإسقاط النظام في دمشق”، ومن هنا يمكن أن نقرأ الكلام الذي صدر عن القائد العسكري للجبهة الإسلامية زهران علوش في اتصال أجرته معه قناة “شامنا” الفضائية الناطقة باسم جيش الإسلام، حيث قال: “لن أبشر بالكلام، لكن سترون خلال الأيام الأربعة القادمة إن شاء الله ما يثلج الصدور ويقر العيون”، وهو كلامٌ فسّره بعض المراقبين بأنه يفتح الاحتمال لبدء هجوم جديد لدخول جرمانا بعد التقدم الواضح في عمليات تحرير قرى الغوطة الشرقية وفك الحصار الذي استمر لعام كامل.

 في اليومين الأخيرين شهد محور طريق المطار اشتباكات عديدة، كان أعنفها ما جرى يوم الأربعاء بمحاذاة مدينة بيت سحم، في ما يُعتقد بأنه استكمال لعمليات النظام في السيطرة على امتداد جنوب دمشق باتجاه طريق المطار. ترافق ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي كثيف انطلاقاً من مواقع النظام على حدود مدينة جرمانا. وحسب ناشطين في جرمانا فإن “اشتباكات عنيفة تدور على محور بيت سحم، وتسمع أصوات رشاشات عربات الشيلكا والرشاشات المتوسطة، كما شوهدت قنابل مضيئة في سماء المنطقة اقترب بعضها من سماء حي البلدية في جرمانا”.

 ولا تزال مدينة جرمانا، التي تضم حوالى نصف مليون شخص غالبيتهم من الدروز والمسيحيين، تحت وطأة قلقين، أولهما هاجس اقتحام الجيش الحر للمدينة وما يمكن أن ينجم عن ذلك من تحويلها إلى مدينة مدمرة، إذا لم يكن بيد الجيش الحر فبيد النظام، وثانيهما وابل القذائف الذي لم يتوقف منذ بداية العام. والمخاوف بين سكانها تتصاعد من حملة نزوح جديدة تعصف بأحد أكبر أماكن تواجد النازحين في محيط مدينة دمشق.

خطة لبدء تدمير الأسلحة الكيماوية السورية في البحر

بيروت ـ نقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن مصادر مطلعة لم تكشف هويتها، أنه يجري وضع خطة لتدمير بعضاً من أسلحة سوريا الكيماوية في البحر، مشيرة إلى أن الحديث يدور حول استخدام سفينة (إم. في. كيب راي) التابعة للبحرية الأميركية.

وبحسب هذه المصادر، فإن وحدة التدمير التي ستوضع على السفينة الأميركية، ستستخدم المياه لتخفيف تركّز العناصر الكيماوية الداخلة في تركيب الأسلحة إلى مستويات آمنة، بحيث يمكن التخلص منها تماماً على اليابسة.

ويشار إلى أن لدى منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية مهلة حتى الحادي والثلاثين من الشهر المقبل لإزالة المواد السامة من الترسانة الكيماوية السورية. وتقول المنظمة إن العملية التي ستجري على متن السفينة الأميركية، سينتج عنها مواد، سوف توضع في 4 آلاف عبوة.

وكانت دول عدة قد رفضت استقبال الأسلحة الكيماوية السورية لتدميرها على أراضيها.

هجوم موسع للنظام بالقلمون وتقدم للثوار بحماة

                                            قال ناشطون إن القوات النظامية السورية كثفت قصفها على منطقة القلمون المحاذية للبنان للسيطرة على مزيد من البلدات، بعدما استعادت أمس مدينة دير عطية. وفي الوقت نفسه تعرضت حواجز ومواقع للقوات النظامية في حماة والرقة للقصف، مما أدى إلى مقتل وجرح جنود.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مدينة النبك تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية التي تسعى لاجتياحها.

وأضاف أن معارك عنيفة تدور في محيط المدينة القريبة من دير عطية, مشيرا إلى أن فصائل المعارضة أفشلت تقدم القوات النظامية المدعومة من مقاتلي حزب الله اللبناني.

وكانت القوات النظامية استعادت أمس مدينة دير عطية بعد قتال استمر أياما. وقالت شبكة شام إن جنودا سوريين ومقاتلين من حزب الله أعدموا 35 شخصا في المدينة بينهم أربع نساء وطفلة واحدة, مشيرة إلى أن بعض الجثث وجدت في البساتين.

أما مرصد حقوق الإنسان فقال إن القوات السورية تتوخى القوة التدميرية في النبك, بينما تجنبت ذلك في دير عطية لأن سكانها موالون للنظام حسب تعبيره.

وتسعى القوات النظامية لإحكام قبضتها على النبك التي تقع في خط واحد مع مدينتي دير عطية وقارة على الطريق بين دمشق وحمص, على أن تتجه لاحقا إلى يبرود بهدف غلق كل الممرات المؤدية إلى لبنان من جهة جبال القلمون الواقعة شمال العاصمة السورية.

اشتباكات

وفي ريف دمشق أيضا, نشبت الليلة الماضية وصباح اليوم اشتباكات في أطراف حي جوبر شرق دمشق والقابون جنوبها، وفقا لشبكة شام ولجان التنسيق المحلية.

كما تستمر الاشتباكات في منطقة المرج بالغوطة الشرقية حيث تسعى فصائل معارضة منذ أكثر من أسبوع إلى فك الحصار عن المنطقة المغلقة تماما منذ شهور طويلة.

من جهته, قال المركز الإعلامي السوري إن أطراف داريا بالريف الدمشقي تشهد مناوشات وعمليات قنص متبادلة بين الثوار والقوات النظامية, بينما حدث اشتباك في محيط حاجز النور بالمليحة حسب شبكة شام.

وفي ريف حماة الشرقي, سيطر الجيش الحر على حاجز معسكر أم خزيم وفقا لمركز حماة الإعلامي, بينما قال المرصد السوري إن ستة من حركة أحرار الشام قتلوا في هجوم على حاجز الغربال بين بلدتي صوران ومورك بحماة أيضا.

وفي الرقة, قصف الثوار مقر اللواء 93  قرب بلدة عين عيسى، مما تسبب في مقتل وجرح عدد من الجنود الذين كانوا فيه حسب المرصد.

وتجدد القتال بمناطق في درعا بينها عثمان وبصر الحرير التي تشن فيها فصائل معارضة هجوما على كتيبة التسليح هناك. وقال المرصد إن عنصرا من الجيش الحر قتل في اشتباك قرب حاجز الشامي في أريحا بإدلب.

قصف يومي

ميدانيا أيضا, قصفت مروحيات سورية اليوم أحياء حلب الشرقية بعد ساعات من مقتل عشرة أشخاص -جلهم أطفال ونساء- وإصابة عشرات آخرين في غارة على حي قاضي عسكر.

وقال المرصد السوري إن عددا من السكان أصيبوا الليلة الماضية في قصف منفصل بالرشاشات على حيي الصاخور وطريق الباب, وعلى بلدة حريتان.

كما سقط الليلة الماضية صاروخ سكود آخر داخل مدينة الرقة متسببا في إصابات, وذلك بعد ساعات من سقوط صاروخ آخر أودى بحياة ما لا يقل عن ثمانية مدنيين, في حين تحدث ناشطون عن قتلى في غارات على مدينة الطبقة التابعة للرقة.

وفي إدلب, ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على بلدات معرة النعمان والبارة وكفرنبل بإدلب, في حين قتل رجل وزوجته في قصف على صوارن بحماة حسب المرصد وشبكة شام. واستهدف قصف مدفعي اليوم أيضا مناطق في حمص، بينها الدار الكبيرة.

وتجددت اليوم الغارات والقصف بالمدافع على أحياء دمشق الجنوبية ومنها القابون, كما تجدد القصف على عدد من بلدات الغوطة ومنها داريا والمعضمية.

حسب أرقام الأمم المتحدةعدد اللاجئين السوريين فاق ثلاثة ملايين

قالت الأمم المتحدة أمس الخميس إن عدد السوريين الذين فروا من بلدهم قد تجاوز ثلاثة ملايين شخص، وطالبت بدعم “شامل” لمساعدة الدول المستضيفة على التعامل مع التدفق المتزايد للاجئين.

وقال المفوض السامي الأممي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إن المنظمة سجلت أكثر من ثلاثة ملايين لاجئي سوري في أنحاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الآلاف ممن فروا من سوريا ولم يتم تسجيلهم.

وقال غوتيريس من العاصمة الأردنية عمان محذرا المجتمع الدولي “بدون المزيد من الدعم الشامل، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسلم بأن تلك الدول ستكون قادرة على الاستمرار باستقبال وقبول مئات الآلاف أو الملايين من اللاجئين السوريين”، وأكد أن الوقت قد حان “ليدرك المجتمع الدولي بشكل واضح أن الدعم الذي يقدم إلى دول المنطقة يجب أن يزداد بشكل كبير ولا بد أن يكون كثيفا بالفعل”.

وكانت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تعتمد على التبرعات قد تلقت 850 مليون دولار من المجتمع الدولي لتقديم المساعدة إلى اللاجئين السوريين في المنطقة. ويحتاج الأردن وحده إلى 1.8 مليار دولار هذا العام لمساعدة 600 ألف لاجئ يستضيفهم حاليا.

وترددت أنباء عن أن الدول المستضيفة بدأت تقييد دخول نحو سبعة آلاف سوري يفرون من بلادهم يوميا.

طلب تسهيلات

وقد التقى غوتيريس عاهل الأردن والمسؤولين الأردنيين وبحث معهم وضع اللاجئين السوريين في المملكة، ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أنه دعا عمّان إلى “تسهيل دخول المسنين والأطفال والأسر” الذين يهربون من سوريا.

من جهة أخرى، أكدت منظمة العفو الدولية ومنظمات دولية أخرى أنه رغم تأكيد السلطات الأردنية أن حدودها تبقى مفتوحة أمام اللاجئين السوريين، فإن معلومات تفيد بأن عشرات السوريين منعوا من الدخول.

ويستقبل الأردن حاليا نحو نصف مليون لاجئ سوري بينهم نحو مائة ألف في مخيم الزعتري على مقربة من الحدود السورية.

وفي لبنان، أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية أن 17390 سوريًّا دخلوا بلدة عرسال الحدودية في البقاع شرقي لبنان إثر المعارك التي تشهدها منطقة جبل القلمون السورية.

وقالت الوزارة في بيان لها صدر مساء أمس الخميس، إنها باشرت خطة استجابة طارئة في عرسال، حيث تم تسجيل 3478 عائلة سورية جديدة -أي نحو 17390 شخصا- منذ 14 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي وحتى 25 منه، إثر الاضطرابات في القلمون.

وأضاف البيان أنه بين يومي 22 و27 من الشهر الجاري، دخل 81 شخصا إضافيا إلى منطقة شبعا القريبة من الحدود اللبنانية الجنوبية مع سوريا، ليبلغ عددهم هناك قرابة 1035 شخصاً.

يذكر أن الأزمة السورية بدأت في مارس/آذار 2011 بمظاهرات سلمية تطالب بالديمقراطية والإصلاح، إلا أنها تطورت إلى حرب مدمرة بعدما استخدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد القوة في قمع المظاهرات. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من مائة ألف شخص قتلوا في هذا الصراع.

الحلقي بإيران لبحث الأزمة السورية

                                            قال التلفزيون السوري إن رئيس الوزراء وائل الحلقي وصل إلى طهران اليوم الجمعة ليبحث مع المسؤولين الإيرانيين الأزمة السورية والتطورات. ويأتي ذلك بعد دعوة مشتركة أطلقتها إيران وتركيا لوقف إطلاق النار، في حين رهنت جامعة الدول العربية عضوية سوريا بنتائج جنيف2 للسلام.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إن الحلقي سيجري محادثات مع مسؤولين إيرانيين كبار بشأن الأزمة السورية والتطورات في هذا البلد.

وسبق زيارة الحلقي إلى طهران اتصال هاتفي جرى الأربعاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الإيراني حسن روحاني، بحثا خلاله التطورات التي تشهدها سوريا والأمن الإقليمي.

وقالت وكالة إرنا في وقت سابق إن روحاني أشار في الاتصال إلى ضرورة “أن يسود الأمن والسلام منطقة الشرق الأوسط”.

وأكد أن “لا حل عسكريا، وأن عودة الأمن والاستقرار إلى سوريا من أهم أهداف الجمهورية الإسلامية، لأن إيران تعتبر الإرهاب والتطرف لا يشكلان تهديدا لسوريا فقط، بل للمنطقة برمتها”.

وتزامن ذلك أيضا مع دعوة تركيا وإيران المشتركة يوم الأربعاء إلى وقف إطلاق النار قبل عقد مؤتمر جنيف2 المقرر في 22 يناير/كانون الثاني المقبل، والذي لم تحدد لائحة المشاركين فيه بعد.

يشار إلى أن الحكومة السورية والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أكدا المشاركة في المؤتمر، ولكنهما طرحا رؤى متباينة تماما لما يمكن أن يفضي إليه المؤتمر. فبينما أعلن الائتلاف أن الهدف من المؤتمر هو تشكيل حكومة انتقالية، أصرت الحكومة السورية على أنها لن تذهب إلى المؤتمر لتسليم السلطة.

مواقف عربية

وعلى صعيد آخر، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن إنهاء تجميد عضوية سوريا في الجامعة مرهون بنتائج مؤتمر جنيف2.

وجدد الأمين العام الخميس دعم الجامعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، باعتباره جهة تمثل السوريين، نافيا أن تكون هيئة التنسيق الوطنية ممثلا شرعيا للشعب السوري.

وحمّل العربي الحكومة السورية مسؤولية وقوع الأزمة في البلاد، وأشار إلى أن الجامعة العربية تؤيد الحل السياسي في سوريا، وأعرب عن استعدادها لعقد اجتماع لكل الفرقاء في النزاع السوري.

وفي السياق، قال وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست أول أمس إن محادثات جنيف2 يجب أن تضع إطارا زمنيا لتشكيل حكومة انتقالية بسوريا لها كل السلطات التنفيذية بما يتفق مع البيان الصادر عن جنيف1 في الثلاثين من يناير/كانون الثاني 2012.

قوات الأسد وميليشيات حزب الله ترتكب مجزرة بالقلمون

شبكة “شام” أفادت بإعدام عشرات المدنيين في بساتين المدينة

دبي – بطرس موسى

أفادت شبكة “شام” بأن قوات النظام مدعومة بمليشيات حزب الله اللبناني ارتكبت مجزرة في دير عطية بالقلمون في ريف دمشق، حيث أعدمت العشرات عند اقتحام المنطقة.

وقالت الشبكة إن العشرات من المدنيين أعدموا على يد قوات النظام ومليشيات حزب الله في بساتين المدينة.

وتحدثت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” عن سقوط 93 قتيلاً بنيران قوات النظام أمس الخميس، هذا فيما قصفت قوات الأسد مجدداً الرقة بصاروخ سكود.

وفيما شهدت قارة ودير عطية بالريف الدمشقي اشتباكات عنيفة وتراجعاً من جيش النظام قابله تقدم ملحوظ على جبهة حماة، حيث تمكن الجيش الحر من السيطرة على قرية أم خزيم بريف حماة وفرض سيطرته على حاجز الغربال بين مدينتي صوران ومورك بالريف الشرقي للمدينة.

أما في حلب فتواصل القصف العشوائي بالبراميل المتفجرة، وطال تجمعا للمدنيين عند دوار قاضي عسكر ليحول أجساد نحو 15 شخصاً إلى أشلاء فضلاً عن إصابة العشرات.

رد الجيش الحر في حلب جاء قوياً ومباشراً باستهداف تجمعات لقوات النظام في أحياء الليرمون والأكاديمية العسكرية إضافة الى استهداف مطار “النيرب” العسكري.

يأتي هذا وسط اشتباكات عنيفة، سيطر خلالها الجيش الحر على شارع سوف الفروج الذي كانت تتمركز فيه قوات النظام إضافة الى استهداف الأبنية التي كانت مركزاً لقناصة قوات الأسد في الأشرفية.

وفي درعا يخوض الجيش الحر معركة نوى الكبرى كما أطلق عليها، تظهر هذه الصور التي بثها ناشطون عملية استهداف مباشرة لأحد الأبنية التي تتحصن بها قوات النظام، وأوقعت إصابات مباشرة في صفوفهم.

هذا ويستعد الجيش الحر لاقتحام كتيبة التسليح بمدينة بصر الحرير كما أفاد ناشطون.

وفي القنيطرة وتحديداً في تل الحبابية، دك الجيش الحر معاقل قوات الأسد بالصواريخ ودمر عدداً من الآليات العسكرية.

أما حمص المحاصرة فلم تكن بعيدة عن تلك التطورات، حيث أفادت شبكة شام بأن الاشتباكات ما زالت مستمرة في أحيائها القديمة.

الأسد يمدد فترة العفو للفارين من الخدمة العسكرية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أصدر الرئيس السوري، بشار الأسد، مرسوما يقضي بتمديد المهلة الممنوحة للاستفادة من العفو العام لمرتكبي جرائم قانون خدمة العلم والفرار الداخلي حتى نهاية العام الجاري.

وبحسب المرسوم التشريعي رقم 71 للعام 2013، الذي أصدره الأسد، الخميس، تبدأ مهلة الثلاثين يوما الإضافية والمنصوص عليها في المادتين 2 و3 والفقرة “ج” من المادة 4 من المرسوم التشريعي رقم 70، من 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية أن: “عددا من الفارين من أماكن خدمتهم في قوى الأمن الداخلي سلموا أنفسهم في ريف دمشق مستفيدين من مرسوم العفو رقم 70 لعام 2013 القاضي بإعطاء فرصة للعسكريين بالعودة إلى حضن الوطن.”

وطبقا للمصدر: “سلم 39 عنصرا من الفارين من أماكن خدمتهم في قوى الأمن الداخلي الخميس أنفسهم للجهات المختصة في اللاذقية من أجل تسوية أوضاعهم بموجب مرسوم العفو رقم 70 لعام 2013.”

الناطق باسم الائتلاف السوري: تفاهم أمريكي روسي لتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة

روما (29 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد قيادي في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية على وجود “تفاهم مكتوب” بين الولايات المتحدة وروسيا يقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة خلال مؤتمر جنيف2، وأشار إلى أن الائتلاف طالب كمقدمة للمؤتمر أن يقوم النظام السوري بإطلاق سراح خمسة آلاف امرأة وطفل معتقلين لديه

وقال عضو الهيئة السياسية والناطق باسم الائتلاف، لؤي صافي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد حدد الائتلاف عدة خطوات يعتبرها ضرورية للوصول إلى جنيف، وفي مقدمتها رفع الحصار عن المدن والقرى المحاصرة، وتوفير الغذاء والدواء للسكان، كذلك طالب بالإفراج عن معتقلين سياسيين وفي مقدمتهم خمسة آلاف امرأة وطفل محتجزين” لدى سلطات دمشق

ووصف صافي رفع الحصار وإطلاق سراح المعتقلين بـ”الشرطين الأساسيتين ليس فقط لأن تحقيقهما هو جزء من بيان جنيف، وبالتالي هما ليستا شرطين إضافيين، بل لأن نجاح المجتمع الدولي سيؤكد قدرته على ممارسة الضغوط على النظام لاحقاً لتحقيق متطلبات بيان جنيف”

وكان الائتلاف قد أعلن الخميس أنه سيحضر مؤتمر جنيف2 مشترطاً بألا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية، ودعا إلى فك الحصار عن بعض المناطق المحاصرة من أجل إدخال الإغاثة وإطلاق سراح معتقلين

وأعرب الناطق باسم الائتلاف عن قناعته “بعدم قدرة النظام السوري على التملص من تطبيق كامل بنود إعلان جنيف الذي دعا إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة”، وقلل من أهمية تصريحات الخارجية السورية التي رفضت أي طرح لاستبعاد الأسد من العملية الانتقالية، وقال “بالنسبة لالتزام سورية ببيان جنيف فهذا لا خلاف حوله، فروسيا وقعت على تفاهمات مع الولايات المتحدة التزمت فيها بتشكيل هيئة حكم انتقالية بكامل الصلاحيات، وبالتالي فلن يستطيع النظام التملص من التزامات بيان جنيف إلا بخرق التفاهم الروسي الأمريكي”، حسب تقديره

المفوضية الأوروبية: أموال إضافية لبلغاريا لإدارة مشكلة تدفق اللاجئين السوريين

بروكسل (29 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تواجه العديد من الدول الأوروبية، ومنها بلغاريا، مشكلة التعاطي مع تدفق اللاجئين على أراضيها، خاصة من السوريين، ما دفعها إلى مطالبة بروكسل بمزيد من الدعم المالي والمعنوي

وبعد عدة أشهر من النداءات والمطالبات، قررت المفوضية الأوروبية تخصيص مبلغ يصل إلى 5.6 مليون يورو لبلغاريا من أجل مساعدة السلطات هناك على إستيعاب اللاجئين السوريين

وأشارت المفوضية في بيان لها بهذا الشأن، إلى أن المبلغ المخصص يتم تحويله من الصندوق الأوروبي لدعم اللاجئين، حيث “ستسخدم الأموال في تقديم مساعدات للسلطات لتحسين شروط استيعاب اللاجئين والتعامل مع ملفاتهم وتقديم العون الإنساني والطبي لهم”، وفق البيان

إلى ذلك، تشير مصادر المفوضية إلى أن هناك العديد من بلدان التكتل الموحد، مثل إيطاليا و مالطا، تنتظر بدورها مساعدة، تقنية ومالية بالأخص، من أجل التعامل مع مشكلة اللاجئين والمهاجرين

وفي سياق متصل، عبر المتحدث باسم المفوضة الأوروبية المكلفة الشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم، عن تمسك الجهاز التنفيذي الأوروبي بالعمل من أجل مساعدة الدول الأعضاء في التكتل الموحد على تحسين مستواها في مجال التعامل مع ملفات الهجرة غير الشرعية واللجوء.

وأضاف ميكيليه تشركونه، أن هناك الكثير من العمل يجري على كافة المستويات من أجل التصدي لعمليات تهريب المهاجرين غير الشرعيين، خاصة عن طريق البحر الأبيض المتوسط، وما يسببه الأمر من مآس إنسانية

وأعلن تشركونه أن مجموعة العمل الأوروبية التي شكلت مؤخراً على خلفية مأساة لامبيدوزا (غرق أكثر من 350 مهاجر غير شرعيي مطلع الشهر الماضي)، ستقدم تقريرها الأول خلال الأسبوع القادم

وأوضح المتحدث أن الهدف من التقرير هو زيادة وتحسين مستوى التنسيق بين الدول الأعضاء في مجالات التعامل مع تدفق المهاجرين وإدارة ملفات طالبي اللجوء

وتجنب تشركونه التعليق على التصريحات المتضاربة بين إيطاليا ومالطا حول إتهامات بالتقصير وعدم التنسيق بشأن إغاثة مهاجرين غير شرعيين في عرض البحر. وقال “إن المفوضية ليست بصدد تحديد من هو المسؤول، بل نسعى لتعزيز التنسيق والعمل لمنع وقوع مآسي إنسانية جديدة وكذلك للحفاظ على أرواح الناس”، وفق كلامه

وأشار المتحدث أن المفوضية تقدمت بمساهمة فاعلة وعملية لمعالجة المشكلة، عبر نظام تبادل المعلومات (يورسير)، والذي يدخل حيز التنفيذ الشهر القادم. وتابع قائلاً “هذا النظام الذي يضمن تبادل المعلومات ووصولها بنفس الوقت وبنفس الدقة إلى كافة الدول المعنية للمساعدة على إنقاذ مهاجرين، خاصة في عرض البحر، يعتبر رداً واضحاً على الإشكاليات المتعلقة بتنسيق المهام”، على حد تعبيره

لافروف: شروط الغرب أخرت انعقاد جنيف2

روما (25 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

عزا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأخر التوافق على موعد لعقد مؤتمر جنيف2 الخاص بالحل التفاوضي للأزمة السورية إلى إصرار الغرب على التقدم بشروط مسبقة من بينها خروج الرئيس بشار الاسد عن الساحة السياسية في سورية

ورأى لافروف، خلال المنتدى الإعلامي الإيطالي الروسي بمقر الخارجية الإيطالية في العاصمة روما، أن مؤتمر جنيف2 الذي سيلتئم في النصف الثاني من كانون الثاني/يناير من العام القادم “كان من الممكن تحديد مواعيده في أوقات سابقة بكثير لولا الشروط التي تقدم بها الغرب ومن بينها رحيل الاسد” عن المشهد السياسي

ووصف لافروف الشروط التي وضعها الغربيون لإنعقاد المؤتمر بأنها “لا تنجم عن قلق عن (مصير) شعب بقدر ما هي أنانية سياسية”، على حد وصفه

ولقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت سابق الاثنين أن مؤتمر جنيف حول سورية سيعقد يوم الأربعاء الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير القادم لـ”تجتمع الحكومة والمعارضة على مائدة التفاوض للمرة الأولى منذ بدء الصراع” هناك

أطفال سوريا اللاجئون “يجبرون على ترك الدراسة والعمل

قال تقرير للأمم المتحدة إن الاطفال السوريين اللاجئين يدفعون ثمنا باهظا للحرب الدائرة في بلادهم إذ يجبرون على ترك دراستهم والعمل لساعات طويلة بأجور زهيدة.

وذكرت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية أن نحو 300 الف طفل من الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن قد لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس حتى نهاية 2013.

وأشار التقرير إلى أن نصف اللاجئين السوريين البالغ عددهم نحو 2.2 مليون شخص من الأطفال الذين يبدأ بعضهم العمل من سن السابعة ويواجهون أخطارا جسيمة يوميا حتى مع وجودهم خارج مناطق الصراع.

وأضاف أن هذه المخاطر تتضمن تهديدا لحالة الأطفال الجسدية والنفسية.

وقال انتونيو غويتريس رئيس المفوضية في مقدمة التقرير “إن لم نتحرك سريعا فسيكون هذا الجيل الجديد من الأبرياء من الضحايا الدائمين للحرب المروعة في سوريا”.

“دون دولة”

وتأتي الدراسة الأخيرة كمحاولة لابراز الثمن الفادح الذي يتكبده الأطفال السوريون ثمنا للحرب الطاحنة الدائرة في بلادهم منذ ثلاثة اعوام داخل البلاد وخارجها.

وجاء ذلك عقب اعلان منظمة أبحاث مقرها لندن أن عدد ضحايا الحرب الأهلية في سوريا من الاطفال بلغ 11 ألف طفل.

وأجرت المفوضية سلسلة من المقابلات مع أطفال سوريين وأسرهم من بين الذين يعيشون في الأردن ولبنان في الفترة بين يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين أول عام 2013.

وقام الباحثون بمقابلة 81 طفلا كما أجروا مناقشات لمجموعات تتكون من 121 طفلا ثم مناقشة أوضاعهم مع العاملين بمنظمات المجتمع المدني وهيئات الامم المتحدة في هذه المناطق.

وقدرت المفوضية عدد الأسر التي تعيش دون أب بنحو 70 ألف أسرة إضافة إلى نحو 3700 طفل يعيشون دون كلا الأبوين.

وأشارت أحدث الأرقام إلى أن من بين 1.1 مليون لاجيء من صغار السن هناك قرابة 385.007 شخص يعيشون في لبنان و 249.304 يعيشون في تركيا و 291.238 في الأردن.

كما أفاد التقرير بأن ثمة مؤشرات بأن عددا كبيرا من حديثي الولادة “بلا دولة جنسية” إذ فشلت الدول المستضيفة للاجئين في تسجيل معظم المواليد الجدد.

المزيد من بي بي سي

BBC © 2013

منظمة: أكثر من 20 شركة مهتمة بتدمير الأسلحة الكيماوية السورية

أمستردام (رويترز) – قالت مصادر في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لرويترز يوم الجمعة إن أكثر من 20 شركة أبدت اهتمامها بتدمير مخزون الأسلحة الكيماوية السورية.

وتبحث المنظمة العالمية عن شركات تجارية لتدمير المواد السامة الخاصة بترسانة الأسلحة الكيماوية السورية وتسعى إلى إيجاد ميناء على البحر المتوسط يمكن فيه معالجة السموم الخطرة في البحر بعد أن تراجعت ألبانيا فجأة عن عرضها استضافة عملية تدمير الأسلحة.

وطلبت المنظمة قبل أسبوع من الشركات المهتمة بذلك إعلان رغبتها في تدمير نحو 800 طن من المواد الكيماوية و7.7 مليون لتر من النفايات السائلة. وتنقضي مهلة الإعلان يوم الجمعة.

ولم تكشف المصادر عن الشركات المعنية لكن بيمو بيكاري المدير التنفيذي في ايكوكيم المملوكة للدولة في فنلندا قال إن شركته أبدت اهتمامها بذلك.

وقال لرويترز “أبدينا اهتمامنا بتقديم عطاءات بشأن بعض الكيماويات في القائمة… التي تشبه كثيرا ما نتعامل معه بشكل معتاد.”

وكلفت المنظمة التي مقرها لاهاي بمهمة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية بموجب اتفاق جنب سوريا ضربة عسكرية أمريكية. وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فازت بجائزة نوبل للسلام الشهر الماضي.

من أنتوني دويتش

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

الجيش السوري يستعيد السيطرة على بلدة بمنطقة القلمون

بيروت (رويترز) – أعلن الجيش السوري استعادة السيطرة على بلدة مسيحية على الطريق السريع الرئيسي شمالي العاصمة دمشق مستعيدا موقفه الهجومي في المنطقة الاستراتيجية القريبة من الحدود مع لبنان.

وتقدمت قوات الرئيس السوري بشار الأسد في الشهور القليلة الماضية وتحاول تأمين الطريق السريع الذي يربط دمشق بالمعقل الساحلي للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد لكنها تعرضت لانتكاسة الاسبوع الماضي عندما تغلب عليها مقاتلون مرتبطون بالقاعدة وسيطروا على بلدة دير عطية.

وتقع البلدة في منطقة القلمون الجبلية التي تشرف على الطريق السريع القريب من الحدود مع لبنان وهي منطقة أصبحت ساحة القتال الرئيسية مع محاولة الأسد ومعارضيه تحقيق نصر استراتيجي قبل مؤتمر سلام بشأن سوريا مقرر في يناير كانون الثاني.

وأفاد بيان الجيش السوري بأن وحدات تابعة للجيش تمكنت من هزيمة جماعات “إرهابية” تسللت إلى دير عطية وإن العملية قضت على العديد من “الارهابيين” من جنسيات مختلفة. وتستخدم الحكومة السورية لفظ “الإرهابيين” للاشارة إلى مقاتلي المعارضة.

وذكر البيان أن الجنود يطاردون المسلحين في مناطق قريبة في محاولة لتأمين الطريق السريع.

وتضررت الحملة العسكرية للأسد في القلمون الأسبوع الماضي بعد هجومين انتحاريين نفذتهما جماعات مرتبطة بالقاعدة على مواقع للجيش في بلدة النبق القريبة.

واستغل مقاتلو المعارضة الاسلاميون الارتباك بين جنود الاسد وشنوا هجمات منسقة وطردوا القوات من النبق ودير عطية. ولم ينضم سكان البلدتين إلى الانتفاضة السورية.

وجلب الجيش السوري تعزيزات وشن هجوما مضادا قبل ثلاثة أيام واستعاد السيطرة على دير عطية يوم الخميس كما يحارب مقاتلي المعارضة في النبق يوم الجمعة.

وأسفر الصراع في سوريا عن مقتل أكثر من مئة ألف شخص ودمر البنية التحتية للبلاد وشرد الملايين. ومزق الصراع أيضا المجتمع السوري وجعل الاغلبية السنية في مواجهة مع الاقلية العلوية التي ينتمي إليها الاسد.

ويدعم الكثير من أبناء الاقليات في سوريا ومن بينهم المسيحيون الأسد حرصا على سلامتهم وخوفا من تولي إسلاميين متشددين السلطة.

وامتد العنف إلى دول مجاورة وأجج العداوة بين السنة والشيعة وجلب آلاف المقاتلين من شتى أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه للمحاربة مع أحد طرفي الصراع.

وتؤيد قوى سنية من بينها دول خليجية عربية وتركيا مقاتلي المعارضة بينما تدعم إيران الأسد. وقالت وسائل اعلام سورية رسمية إن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي سافر إلى طهران يوم الجمعة لعقد محادثات مع المسؤولين الإيرانيين.

وكان تقدم مفاجئ لمقاتلي المعارضة في الايام القليلة الماضية على الجبهة الجنوبية قد أدى إلى طرد القوات الحكومية ومقاتلي حركة حزب الله اللبنانية من العديد من القرى التي سيطروا عليها خلال الشهور القليلة الماضية.

وقال نشطاء إن اشتباكا عنيفا وقع على مشارف بلدة عتيبة التي كان مقاتلو المعارضة يستخدمونها لنقل امدادات الاسلحة من دمشق إلى ان سيطر الجيش عليها في ابريل نيسان.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري يوم الجمعة أن الجيش أحبط “محاولة إرهابية للتسلل من الأردن” وقال إن مقاتلي المعارضة يحاولون تعزيز صفوفهم في المعركة حول دمشق الواقعة على بعد 110 كيلومترات عن الحدود مع الأردن.

وتكبد الجانبان خسائر كبيرة في القتال حيث أفادت مصادر أمنية في لبنان بأن 25 على الاقل من مقاتلي حزب الله قتلوا في الغوطة الشرقية خلال الاسبوع الماضي. وكان من بين القتلى أحد أقارب وزير في الحكومة اللبنانية الانتقالية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 230 شخصا قتلوا في سوريا أمس الخميس بينهم 162 مقاتلا من الجانبين. وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن كثيرين منهم قتلوا في معارك حول الغوطة والقلمون.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري)

من مريم قرعوني

مقتل خمسة سوريين بعد غرق قاربهم قبالة ساحل تركيا

اسطنبول (رويترز) – قالت قيادة حرس السواحل التركية إن خمسة سوريين قتلوا وأنقذ تسعة آخرون بعد غرق قاربهم قبالة ساحل تركيا أثناء محاولة الوصول إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.

وكان القارب يحمل 14 سوريا يعتقد أنهم كانوا يحاولون الفرار من الحرب الاهلية في وطنهم وغرق في الساعات الاولى من صباح يوم الجمعة على مسافة تسعة كيلومترات من إقليم باليكسير بغرب تركيا.

وقال متحدث باسم قيادة خفر السواحل التركية إن رضيعا لم يتعد الشهرين من العمر قتل وأضاف أنه لا توجد حالات حرجة بين المصابين الذين يتلقون العلاج بالمستشفى.

ولجأ نحو 700 ألف سوري إلى تركيا فرارا من الحرب ويعيش أكثر من 400 ألف منهم خارج مخيمات اللاجئين.

وتمتد الحدود التركية السورية مسافة 900 كيلومتر. وأنقرة منتقد شرس للرئيس السوري بشار الأسد ومؤيد قوي لمقاتلي المعارضة الذين يقاتلون بهدف الاطاحة به.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يصبح مليونا سوري آخرون من اللاجئين العام المقبل وأن يشرد 2.25 مليون سوري داخل سوريا.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري)

اربعة قتلى و26 جريحا في سقوط قذائف هاون امام الجامع الاموي في دمشق

دمشق (ا ف ب)

قتل اربعة اشخاص وجرح 26 اخرون الجمعة اثر سقوط قذائف هاون امام الجامع الاموي في دمشق القديمة (وسط)، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري.

وافاد التلفزيون في شريط اخباري عاجل ان “قذائف هاون اطلقها ارهابيون امام الجامع الاموي بدمشق اسفرت عن سقوط 4 شهداء و26 جريحا”.

ومنذ اسابيع، تصاعدت وتيرة اطلاق قذائف الهاون على العاصمة.

وتتهم السلطات السورية “ارهابيين” بتنفيذ هذه الاعتداءات، معتبرة ذلك “مؤشرا للافلاس الذي يعاني منه الارهابيون بعد الانتصارات التي حققها الجيش ميدانيا”.

ويترافق ذلك مع تصعيد في العمليات العسكرية في المناطق القريبة من دمشق حيث تحرز القوات النظامية تقدما ملحوظا وخصوصا في منطقة القلمون الاستراتيجية المتاخمة للحدود اللبنانية.

وكانت دمشق وجهت رسالة الى الامم المتحدة حول استهداف العاصمة بالقذائف واتهمت مقاتلي المعارضة بالقيام بها “لقتل السوريين الابرياء واستهدافهم بشكل ممنهج خصوصا في مدينة دمشق التي لم تستطع تلك المجموعات الوصول اليها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى