أحداث الجمعة 31 تشرين الأول 2014
غرفة عمليات في عين العرب لدحر «داعش»
لندن، نيويورك، واشنطن، القاهرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
شكل مقاتلو «البيشمركة» و «وحدات حماية الشعب» الكردية غرفة عمليات عسكرية مشتركة في عين العرب (كوباني) شمال سورية، لتنسيق الحملة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) الذي أمطر نقطة الحدود السورية- التركية بالقصف لمنع وصول طليعة «البيشمركة» الى المدينة أمس.
وشدد المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا في أول إحاطة له أمام مجلس الأمن على ضرورة «البدء بتحرك جديد من دون شروط مسبقة يرتكز على ثلاث أولويات: خفض العنف، وتحسين ظروف وصول المساعدات الإنسانية وزرع بذور عملية سياسية»، في وقت اعتبرت واشنطن أن الرئيس بشار الأسد «جاذب للتطرف».
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية إن مقاتلات التحالف الدولي- العربي ضربت وحدتين صغيرتين لـ «الدولة الإسلامية» قرب عين العرب ودمرت سبعة مواقع قتالية وخمسة مبان. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بدخول «نحو عشرة عناصر من قوات البيشمركة إلى المدينة عبر المعبر الحدودي التركي»، لافتاً الى تشكيل «غرفة عمليات بين وحدات الحماية والبيشمركة في عين العرب». ويتوقع ان يقدّم مسؤولو الغرفة معلومات وإحداثيات الى قوات التحالف لتركيز غاراتها على التنظيم في المدينة.
وبات مرتقباً دخول بقية عناصر «البيشمركة» خلال الساعات المقبلة، لكن «تنظيم داعش أمطر المنطقة الحدودية من عين العرب بالقصف بقذائف هاون والأسلحة الرشاشة الثقيلة» لعرقلة دخولهم، بحسب «المرصد».
وقال قائد «الجيش السوري الحر» نزار الخطيب ان حوالى 400 من مقاتليه يقاتلون الى جانب الأكراد، وزاد: «كنا مئتين نتحدر من المنطقة قبل ان تبدأ المعارك الأولى ضد الدولة الإسلامية، ونحن الآن حوالى 400 (…) وننتظر تعزيزات». وأحيت هذه التعزيزات الأمل بصمود عين العرب التي يسيطر «داعش» منذ اكثر من أسبوعين على نحو نصفها.
في واشنطن، أكد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي تونس بلينكن أن واشنطن تعمل مع السعودية وتركيا لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة، و «حققت تقدماً»، مشيراً إلى أن الأسد هو «مغناطيس (جاذب) التطرف» و»لا استقرار في ظل قيادته».
وفي القاهرة، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال لقائه رئيس «الائتلاف الوطني السوري» هادي البحرة امس «أهمية الحل السياسي للأزمة السورية الذي يحقق تطلعات الشعب السوري في بناء نظام ديموقراطي تعددي يعكس تنوعه السياسي والإثني والعرقي».
في نيويورك، شدد المبعوث الدولي دي ميستورا في أول إحاطة له أمام مجلس الأمن على ضرورة «البدء بتحرك جديد من دون شروط مسبقة يرتكز إلى ثلاث أولويات: خفض العنف، وتحسين ظروف وصول المساعدات الإنسانية وزرع بذور عملية سياسية». وشدد على «تجاوز الشروط المسبقة التي لم تؤد إلا الى تعميق الأزمة»، مشيراً الى أن بيان جنيف الأول «لا يزال نقطة ارتكاز أساسية». وحذر دي مستورا من أن عين العرب هي المحطة الأخيرة قبل حلب، لأن «داعش» سيحاول اقتحام حلب إن تمكن من السيطرة عليها.
وشدد على ضرورة مواجهة التنظيم، لكنه استدرك قائلاً إن «محاربة الإرهاب هي واحد من أضلع عدة لطريقة العمل لأن هزيمة داعش مرتبطة عضوياً بالتوصل الى حل سياسي متفاوض عليه للأزمة السورية». ونبّه إلى أن «بداية الحل السياسي يجب أن تكون من داخل سورية بحيث يتم البناء عليها من خلال دعم إقليمي ودولي» على أن «تكون من دون شروط مسبقة، وتشمل مشاركة واسعة، وبناء على اتصال بكل الطوائف في المجتمع السوري».
ولفت إلى أن «الحل في سورية يحتاج الى حوار إقليمي ودولي وآمل بأن نتمكن قريباً من أن نجمع الأطراف الأساسيين المؤثرين في آلية مناسبة للتوصل الى إجماع على كيفية إطلاق الحل السياسي».
السفير الروسي فيتالي تشوركين رحب بما وصفه بـ «مقاربة دي مستورا الجديدة». وقال انه «اقترح تشكيل مجموعة أصدقاء للأمين العام للأمم المتحدة بحيث تضم دولاً أساسية غابت عن مناقشات مونترو (في سويسرا بداية العام) كالسعودية وإيران، بحيث يكون أكثر تركيزاً على الدول المعنية». وأبدى استعداد روسيا لـ «البدء مجدداً بتفعيل آلية الاجتماعات الثلاثية بين الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة».
الى ذلك، قال «المرصد» ان «داعش» سيطر امس على كل حقل شاعر للغاز وسط البلاد بعدما استعادته قوات النظام قبل شهرين، بالتزامن مع تفجير التنظيم سيارة مفخخة في مطار «التيفور» وسط البلاد، علماً انه أهم مطار عسكري في سورية.
مجزرة لـ «داعش» في الموصل ضحاياها 600 سجين
بغداد – «الحياة»
تتكشف يوماً بعد يوم الفظائع التي ارتكبها تنظيم «داعش» في المناطق التي سيطر عليها في العراق. ويشير آخر المعلومات إلى أنه أعدم 600 سجين شيعي في الموصل، بعدما أكدت مصادر عراقية ودولية أنه أعدم أكثر من 50 شاباً من أبناء عشيرة البونمر السنّية، أول من أمس، واكتشفت مقبرة جماعية فيها أكثر من 150 جثة لأبناء العشيرة (للمزيد).
في غضون ذلك، علمت «الحياة» من مصدر عسكري أن الجيش العراقي مدعوماً بقوات «الحشد الشعبي»، استطاع استعادة المنطقة الصناعية في مدينة بيجي، وأحبط مخططاً لإغراق بغداد بمياه دجلة.
ونقلت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، روايات لناجين من مجزرة في الموصل، أفادوا بأن مسلحي «داعش» أجبروا 600 سجين شيعي في سجن بادوش، خارج المدينة، على الركوع عند حافة أحد الأودية وأطلقوا عليهم النار من بنادق آلية. وأوضحت أن السجناء الشيعة فُصلوا عن زملائهم السنّة وعن بعض المسيحيين الذين أُفرِج عنهم لاحقاً، كما قتل بعض السجناء الإيزيديين والأكراد. ونقلت عن أحد الناجين أنه أصيب برصاصة في يده وأغمي عليه لمدة خمس دقائق. وأضاف أن «سجيناً آخر أصيب في رأسه ووقع فوقه»، فاعتقدوا أنه قُتِل فتركوه. وزاد أن المسلحين «أضرموا النار في حافة الوادي، فامتد اللهب إلى الجثث الملقاة هناك، فمات عدد من الجرحى حرقاً». ونجا من المجزرة 30 أو 40 شخصاً، معظمهم تدحرج إلى الوادي أو شكلت أجساد القتلى درعاً وقته من الرصاص. ولم تنشر «هيومان رايتس» أسماءهم خوفاً على حياتهم.
على صعيد آخر، قال الفريق الركن عبد الأمير الشمري، خلال مؤتمر صحافي أمس إن قواته «تمكنت من إحباط مخطط لإغراق بغداد بمياه دجلة». وأوضح أن «عناصر داعش أزالوا سداً ترابياً، جنوب بحيرة الثرثار، فزاد منسوب المياه في النهر نحو مترين. وكان الهدف، إضافة الى العمل التخريبي، إطلاق المياه من سد سامراء باتجاه العاصمة خلال موسم الأمطار لإغراقها». وأضاف: «قواتنا من فوج الاستطلاع نفذت عملية التفاف، عبر أحد الأنهر شمال شرقي الفلوجة، ووفرت غطاء لفرق الهندسة التي عالجت الأمر، ونصبت جسرين في اتجاه ناحية الكرمة، وبسطت سيطرتها الكاملة على المنطقة الممتدة من بحيرة الثرثار، شمال الرمادي، حتى سامراء، ففُتِح الطريق العام بين المنطقتين، وأمنت طريق الإمداد لقواتنا التي تحاصر الإرهابيين في الفلوجة». وفي الأنبار، أعلن قائد العمليات الفريق رشيد فليح أمس أن «داعش أعدم 150 من أبناء عشيرة البونمر بعد خطفهم من منطقة تابعة لقضاء هيت».
«الأتوستراد التركي» يُنعش «داعش»… ومدن الحدود «مساكن المجاهدين»
داريوس الدرويش
< يثير اتّهام تركيا بدعم «داعش» وغيرها من المجموعات الجهاديّة، حساسيّة عالية لدى المسؤولين، لدرجة أنّ الردّ التركي يأتي حاسماً وفوريّاً في هذا السياق، حيث تطالب المتَّهِمين بتقديم الإثباتات والأدلّة حول هذا التورّط، وإلا فإنّهم «خونة» وفق تعبير أردوغان. ولكن، بوجود الكثير من المواد الصحافيّة حول هذه الاتّهامات، يبدو أنّ المطلوب هو أدلّة من النوع الاستخباري، والتي تتمهّل الدول الغربيّة في إظهارها للعلن، ربّما لتجنّب إحراج الـ «ناتو» من توجيه رسالة مفادها أنّه «لا يصح أن تنتهج تركيا تلك السياسة القذرة» وفق تعبير نائب رئيس البرلمان الألماني. تشير التقارير الصحافيّة الغربيّة إلى أعداد الجهاديّين الأجانب في سورية، وتركّز على الأعداد الكبيرة الآتية من الدول العربية. فالتقرير الذي نشرته «واشنطن بوست» حول أعداد الجهاديين، أظهر أنّ تونس تأتي في المقدّمة مع ما يقارب 3000 مجاهد، بينما تضع تركيا في تصنيف مقارب لأميركا وبعض الدول الأوروبيّة بواقع 400 مجاهد تقريباً. ولكن، هل يمكننا في هذا السياق تجاهل تقارير من صحف تركيّة مثل «ملييت» و «جمهوريّت» تتحدّث عن حوالى 3000 مجاهد تركي موزّعين ما بين «داعش» و «جبهة النصرة»؟ أو تجاهل تقارير من صحف أميركيّة أخرى تشير إلى أرقام تتراوح بين 1000 و3000 مجاهد؟ ومن خلال معلومات حصلت عليها «الحياة» من صحافيّين يعملون على مقربة من جبهات وحدات حماية الشعب التي تحارب في مدينتي كوباني وسري كانييه (رأس العين) السوريّتين ضدّ «داعش»، يتبيّن أنّ الوجود التركي بارز في هذه المعارك، فكثيرة هي المجموعات التي تعمل تحت إمرة قادة أتراك من «داعش»، كما أنّ «التنصّت على الاتصالات اللاسلكيّة الخاصّة بـ «داعش» أظهر أن هناك أتراكاً يقودون العمليّات العسكريّة لقوّاتها»، إضافة إلى وجود صور للكثير من الهويّات التركيّة التي تمّ الحصول عليها من أسرى أو قتلى «داعش»، ولكن لم يتسنَّ لنا التأكّد من صحّتها.
عمليّات التجنيد القيام بإلقاء نظرة سريعة على محتويات الصحف المعارضة في تركيا، يعطي لمحة للإجابة عن هذا السؤال. نشرت صحيفة «توداي زمان» التركيّة الصادرة باللغة الإنكليزيّة تحقيقاً حول النشاطات الدعائيّة لبعض المنظمات الإغاثيّة الإسلاميّة العاملة في تركيا، حيث تعتمد إحدى هذه المنظمات (منظمة HISADER) العلم الشبيه بعلم «داعش» شعاراً لها. يردّ مدير المنظمة حول هذا الربط بين شعارهم وعلم «داعش» على أنّ هذا هو الشعار الإسلامي المستخدم منذ أكثر من 1400 عام، وأن ليس لمنظّمته علاقة بـ «داعش»، ولكنّه يتجاهل تقارير أخرى وردت في صحف عدّة منها «حوريّت» حول غضب بعض الأهالي من هذه المنظّمة «ورمي محلّهم بالحجارة» إثر إرسال أولادهم إلى سورية والعراق للجهاد مع «داعش». يقول الصحافي التركي أفاضل فرات، والذي عمل مطوّلاً على مواضيع مشابهة، إنّ «المجموعات الداعمة الجهاد في تركيا موجودة منذ 40 عاماً، وتعمل بجديّة وتصميم ولا تظهر في العلن، فلا تستطيع رؤيته أفرادها أو تمييزهم في الحياة اليوميّة أو العاديّة. فقط يظهرون بفيديوات خاصّة على اليوتيوب أو بعض المواقع الخاصّة بهم»، ويضيف: «في اسطنبول وديار بكر وأضنة، وفي أكثر من 25 مدينة أخری يملکون مدارس غير رسمية، حيث يقومون بتلقين [المتطوعين] دروساً فی الجهاد والموت في سبيل الله والجنّة، ثلاث مرّات أسبوعيّاً في شكل مكثّف، ويرسلون سنوياً ما بين 50 إلی 100 شاب إلی المناطق «المستهدفة» کأفغانستان والشيشان وسورية». ولا تبدو عمليّات تجنيد الجهاديّين في تركيا «سريّة تماماً»، فيقول الصحافي فرات إنّ «تركيا لا تدعمهم مادياً وهم معروفون من قبل السلطات والاستخبارات التركيّة لكنّهم يغضّون النظر. تملك هذه المجموعات عشرات دور الطبع والنشر في تركيا، بخاصّة في اسطنبول وديار بكر وأضنة التي تعتبر أهم مراكز وجودهم، ويملكون عشرات المواقع الإلكترونيّة ويقومون بنشر الكثير من الفيديوات المفبركة». ويتابع: «رئيسهم أو کبيرهم لديه مكتب فی باجلار فی اسطنبول واسم مدرسته (حنظلة) ومكانه وعنوانه معروفان من جانب الاستخبارات التركيّة لكنّها تغضّ النظر، ومنذ فترة اعتُقِل لكنّها أفرجت عنه فوراً، وهو المكنّى بأبو حنظلة». وهذا ما تشير إليه تقارير صحافيّة عدّة حول إطلاق سراح (أبو حنظلة) وبعض رفاقه بعد اعتقالهم بفترة وجيزة، إذ إنّ اثنين منهم أطلق سراحهما «في انتظار المحاكمة». من جانب آخر، لا يبدو أنّ «بيوت الجهاديّين» أيضاً تعمل بسريّة، فأحد الصحافيّين الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، وكان قد عمل على تقارير عدّة حول الجهاديّين، قال إنّ «البيت يضم أكثر من 15 جهاديّاً سوريّاً وآخرين يأتون من أماكن مختلفة مثل ليبيا وأوروبا، يقضون هناك فترة موقّتة لينتقلوا بعدها إلى سورية. وتمّ إعداد تقارير صحافيّة حول هذه المنازل، ومنها تقرير أعدّه صحافي دنماركي جاء ليرافق جهاديين من الدنمارك». تنال الحدود السوريّة – التركيّة أيضاً قسطاً من التغطية الإعلاميّة لجهة تسهيل عبور عناصر «داعش»، ففي المعارك الأخيرة في كوباني أظهرت قناة IMC التركيّة أثناء بثّها المباشر من الحدود بين كوباني وتركيا عبور بعض المسلّحين الذين قالت إنّهم عناصر من «داعش»، ويظهر في الفيديو عبور هؤلاء المسلّحين خط سكّة الحديد الذي يفصل بين البلدين من جهة تركيا نحو كوباني، حيث حصل تبادل إطلاق نار بينهم وبين قوّات من الطرف السوري يُعتقد أنّها «وحدات حماية الشعب». ويصل الأمر، وفق مقابلة أجرتها صحيفة «آيدنلك» مع أحد مقاتلي «داعش» ممّن تلقّوا العلاج في أنقرة، إلى شكر تركيا على تسهيل عبور المجاهدين الأجانب إلى سورية والعراق، «فلولا التساهل التركي لما استطاعت الدولة الإسلاميّة في العراق والشام أن تكون في هذا الموقع» وفق تعبيره. ويسمّيها الصحافي التركي المخضرم قدري غورسيل «أوتوستراد الجهاديين» في إشارة إلى سهولة وسرعة عبور الحدود التركيّة بالنسبة للجهاديين. المعالجة في المستشفيات أثارت قصّة ممرّضة تركيّة في مدينة مرسين الرأي العام التركي حول معالجة العناصر الجهاديّة في المستشفيات التركيّة، فقد قدّمت هذه الممرضة عريضة إلى البرلمان التركي وإدارة الشرطة تقول فيها إنّ المستشفى الذي عملت فيه في مرسين قدّم المعالجة للكثرٍ من السوريّين، ولكنّها لاحظت في الآونة الأخيرة أن معظم القادمين إلى المستشفى هم من «داعش»، مضيفة «أنا وزملائي في المستشفى منزعجون بشدّة من حقيقة أنّنا نعالج أشخاصاً يقطعون الرؤوس»، وقالت إنّ مقاتلي «داعش» يتمّ تقديمهم إلى المستشفى بأسماء وهميّة، حيث تتحدّث في رسالتها للبرلمان عن «قيادي في داعش يدعى (محمد علي ر.) تم استقباله في المستشفى بتاريخ 7 آب (أغسطس) في الغرفة الرقم 323. كان الكثيرون من حرّاسه الشخصيّين يحيطون بالمبنى»، ولكن لم يتسنَّ لنا معرفة اسم المستشفى. قدّم أعضاء من حزب الشعب الجمهوري المعارض أيضاً صوراً للبرلمان التركي تظهر شخصاً يزعمون أنّه «أبو محمّد القيادي في داعش» يتلقّى العلاج في مستشفى في أنطاكيا. كما أنّ المعارك الأخيرة في كوباني حملت الكثير من الادّعاءات حول موضوع معالجة عناصر «داعش» في المستشفيات التركية، فقام ناشطون كرد عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنشر أسماء بعض المستشفيات «التي تقدّم المعالجة لجرحى داعش» وفق زعمهم، لم يتسنَّّ لنا التأكد من هذه المستشفيات بسبب التشديد الأمني عليها، إلا أنّ محاولات أخرى من صحافيين في تصوير مشاهد ضمن مستشفى في مدينة أورفا التركيّة قوبلت بالرفض الشديد من الإدارة، كان هذا الأمر مدعاة للشك، خصوصاً أنّه كانت هناك بعض الغرف التي تحظى بحراسة أمنيّة.
معايير مزدوجة السلطات التركيّة أيضاً لم تنفِ أخباراً هكذه، بل تقول إنّها لا يمكن أن تتخلّى عن واجبها الإنساني في معالجة الجرحى من أيّ جهة كانوا. ولكن، على رغم صحّة هذه المقولة نظريّاً إلا أنّها لا تفسّر السبب في ترك الجهاديّين يعودون إلى سورية بعد تلقّيهم العلاج في تركيا كما قالت الممرضة من مدينة مرسين في مقابلتها مع صحيفة «طرف» اليساريّة المعارضة، في الوقت الذي يتمّ فيه اعتقال أعضاء مدنيّين في «الإدارة الذاتيّة».
الحضور التركي في «داعش» تركيا حتماً ليست الدولة الوحيدة التي لديها مواطنون انضمّوا إلى الجهاديّين في شكل عام ومنهم «داعش»، ولكن يبدو أنّ هذا الوجود له ما يميّزه، يقول الصحافي ر.س. (فضّل عدم الكشف عن هويّته) إنّ «المقاتلين الأتراك كانوا بارعين في أسلحة القنص وكان التنظيم يستخدمهم في معارك سري كانييه – رأس العين». ويضيف «توجد تسجيلات تثبت أن منهم من يقود المعارك في ريف سري كانييه – رأس العين الآن». لكن هذا الحضور في قيادة العمليّات العسكريّة لـ داعش» لا ينعكس على العمليّات الانتحاريّة التي ينفّذها التنظيم، فبمراجعة قوائم للعمليّات الانتحاريّة التي نفّذها التنظيم في العراق من تاريخ 3 أيلول (سبتمبر) وحتى 14 تشرين الأول (أكتوبر) تبيّن أنّ من أصل 31 انتحارياً في العراق يوجد تركيّان فقط، بينما الباقون بمعظمهم من العرب. وخلت القائمة التي تشمل العمليّات الانتحاريّة في سورية (كوباني والحسكة) خلال شهر تشرين الأول عن أيّ من الأتراك، فمن أصل 9 انتحاريين استهدفوا المدينتين لم تحتوِ القائمة على أيّ اسم تركيّ واحد.
أبعاد أخرى يرى الصحافي أفاضل فرات أنّ «الحكومة ومنذ أربعين عاماً تغضّ النظر عنهم، فهي لا تساندهم ولا تعاديهم أي تقف على الحياد معهم، أحياناً يعتقلون أحد الأفراد منهم لأيّام عدّة ثم يفرجون عنه لاحقاً. أعتقد أن الاستخبارات التركيّة تريد وضعهم في قبضتها، خصوصاً أنهم لا يسيئون للوضع الأمني في تركيا، وهكذا تمتلك [الاستخبارات التركيّة] قوّة أو مجموعة قويّة في قبضتها». ويثير أعضاء من المعارضة في البرلمان مسألة حسّاسة أخرى، وهي موضوع بيع النفط «الداعشي» في تركيا، حيث ادّعى النائب عن حزب الشعب الجمهوري عن محافظة هاتاي (أنطاكيا) أنّ أنابيب النفط العائدة لـ «داعش» تمتدّ بين القرى في محافظات هاتاي وأورفا وكلس، وأنّ «ما قيمته 800 مليون دولار أميركي من النفط الذي حصل عليه «داعش» من المناطق التي احتلّها أخيراً يُباع في تركيا». وأدلى جون كيري وزير خارجيّة الولايات المتّحدة بتصريح مشابه أمام لجنة العلاقات الخارجيّة في الكونغرس الأميركي عن أنّ «داعش يموّل نفسه عبر بيع النفط بطرق غير شرعيّة في كلّ من تركيا ولبنان». جواب الحكومة التركيّة على لسان وزير طاقتها كان أنّ «حكومته تملك عقود نفط مع 13 دولة، ليس «داعش» واحدة منها»، ولكنّه لم يتطرّق إلى عمليّات البيع غير الشرعيّة التي تحصل على الأراضي التركيّة أو عبر عمليات معقدة من الوساطة المتعدّدة المرحلة، بحيث يصل النفط في نهاية الأمر إلى تركيا. مقاتلون من «داعش» (ا ف ب)
دي ميستورا يقترح “تجميد” النزاع… ودمشق تدرس الأمر
الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) – أ ف ب
قدم مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا لمجلس الأمن الدولي الخميس، “خطة تحرك” لهذا البلد تقضي “بتجميد” القتال في بعض المناطق للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. وأكد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن حكومته مستعدة “للنظر” في الاقتراح.
وصرح دي ميستورا للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي أنه ليست لديه خطة سلام، إنما “خطة تحرك” للتخفيف من معاناة السكان بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب في سورية.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إن مدينة حلب المقسمة قد تكون “مرشحة جيدة” لتجميد النزاع فيها، من دون مزيد من التفاصيل.
وأضاف أن “الأمر ينبغي أن يتعلق بتجميد النزاع في تلك المنطقة وإتاحة الفرصة لتحسين الوضع الإنساني وليشعر السكان بأنه لن يحدث نزاع من هذا النوع على الأقل هناك”.
وباتت حلب مقسمة منذ هجوم للمعارضة في صيف 2012 بين مناطق تسيطر عليها القوات النظامية في الغرب وأخرى تسيطر عليها المعارضة في الشرق.
ورأى مبعوث الأمم المتحدة أن “البداية المروعة” لهجوم الجهاديين ينبغي أن تكون فرصة “للتحرك قدماً” والبحث عن وسائل لوقف الحرب التي قتل فيها حتى الآن أكثر من 180 ألف شخص وأجبرت ملايين الأشخاص على النزوح من مناطقهم.
وقدم دي ميستورا اقتراحه لمجلس الأمن الدولي بعد زيارة إلى روسيا وإيران، وقبلها إلى دمشق الشهر الماضي.
ودي ميستورا الذي عين في تموز (يوليو) الماضي، هو الموفد الثالث الذي تختاره الأمم المتحدة للسعي إلى اتفاق سلام في سورية.
وأكد السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن حكومته مستعدة “للنظر” في اقتراح دي ميستورا لكنها تنتظر تفاصيل إضافية من اجتماع سيعقد الجمعة. وقال ديبلوماسيون إن الدول الأعضاء في المجلس منفتحة إلى حد ما على “الخطة” التي قد تكون خطوة أولى على طريق حوار وطني، لكنها تريد مزيداً من التفاصيل.
ورداً على سؤال عن إمكان استفادة النظام السوري من تهدئة معينة لتحقيق مزيد من التقدم على المعارضة، أكد دي ميستورا “علينا أن نبدأ من مكان ما”. لكنه اعترف بأن هذه المبادرة تشكل “نقطة في بحر” مساعي السلام في سورية. وأردف: “لكن نقاطاً عدة من الممكن أن تشكل بحيرة والبحيرة يمكن أن تصبح بحراً”.
وأشار إلى أن الأسد طلب منه خلال محادثاته معه في دمشق دعم عملية سياسية كطريقة واحدة للتعبير عن جديته في “مكافحة الإرهاب”.
وتابع: “لا يمكن العودة إلى الوضع الطبيعي بالاكتفاء بضرب داعش عسكرياً”. وأكد دي ميستورا “لكن، إذا شارك الجميع ومن دون استبعاد أحد، عندذاك أعتقد أننا نستطيع انتزاع الأرض والمياه التي تشكل البيئة الخصبة لهم”.
أردوغان: التحالف يركز على كوباني أكثر من اللازم
باريس – رويترز
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة إنه يعتقد أن التحالف الدولي ضد “الدولة الإسلامية” يركز أكثر من اللازم على مدينة كوباني السورية القريبة من الحدود التركية وينبغي أن يهتم بمناطق أخرى.
وأضاف في مؤتمر صحافي في باريس بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند: “لماذا كوباني دون مدن أخرى مثل إدلب أو حماة أو حمص، إضافة الى خضوع 40 في المئة من الاراضي العراقية لسيطرة داعش؟”.
وتابع: “لماذا لم يتحرك التحالف في مناطق أخرى؟”.
في سياق متصل، أعلنت القيادة المركزية الاميركية إن الجيش الاميركي واصل استهداف “الدولة الاسلامية” قرب بلدة كوباني السورية أمس الخميس واليوم الجمعة.
وقالت في بيان إن “الغارات الأربع التي وقعت قرب كوباني على مقربة من حدود تركيا أوقعت أضراراً بأربعة مواقع قتالية وأحد المباني التي يستخدمها التنظيم المتشدد|.
15 ألف أجنبي من 80 بلداً يقاتلون في سورية والعراق
لندن – أ ف ب
أفاد تقرير للأمم المتحدة نشرته صحيفة “غارديان” البريطانية اليوم الجمعة، بأن حوالى 15 ألف أجنبي من 80 بلداً توجهوا إلى سورية والعراق خلال السنوات الماضية للقتال في صفوف تنظيمات مثل “الدولة الإسلامية”.
ويعزو التقرير الذي نشرت الصحيفة مقتطفات منه هذا العدد المرتفع إلى تراجع تنظيم “القاعدة”، لكنه يقول إن “نواة” التيار المتطرف لا تزال ضعيفة.
وأضاف التقرير الذي أعدته لجنة مراقبة نشاط “القاعدة” في مجلس الأمن الدولي أنه “منذ 2010 بات عدد الجهاديين الأجانب في سورية والعراق يزيد بمرات عدة عن عدد المقاتلين الأجانب الذين تم إحصاؤهم بين 1990 و2010، وهم في ازدياد”.
وقال: “هناك أمثلة على مقاتلين إرهابيين أجانب جاؤوا من فرنسا وروسيا وبريطانيا” وفي الإجمال من 80 بلداً بعض منها “لم يعرف في السابق مشكلات على صلة بالقاعدة”.
ويؤكد التقرير أن “أنشطة التنظيمات الجهادية مثل داعش تتركز في شكل خاص في الدول التي تنشط فيها، حيث إن الهجمات الكبيرة ضد أهداف عبر الحدود أو أهداف دولية تبقى قليلة”.
ويركز التقرير على الخطر الذي يمثله هؤلاء المقاتلون لدى عودتهم إلى بلدهم الأصلي وهو تهديد دفع العكثير من البلدان مثل بريطانيا أو فرنسا إلى اتخاذ تدابير للكشف عنهم ومنعهم من التوجه إلى سورية والعراق.
وتشدّد اللجنة التابعة لمجلس الأمن الدولة كذلك وفق “غارديان”، على فعالية وسائل التجنيد “الموجهة للجميع” التي يلجأ إليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، مستفيداً من شبكات التواصل الاجتماعي في حين أن المنشورات العقائدية لـ “القاعدة” لم تعد تجذب المقاتلين.
دو ميستورا اقترح “خطة عمل” لسوريا “تجميد تدريجي للصراع” بدءاً من حلب
نيويورك – علي بردى
قدم المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا احاطة امام جلسة مغلقة لمجلس الامن عن جهوده لايجاد حل سياسي للأزمة السورية. وعلمت “النهار” من ديبلوماسي حضر الجلسة أن المبعوث الخاص تحدث عن “خطة عمل” لتخفيف حدة الصراع القائم عبر “خطوات متدرجة” على الأرض تسمح بـ”تجميد” الأوضاع في مناطق معينة لإتاحة تقديم المساعدات الإنسانية واجراء مصالحات على المستويات المحلية، وتوسيع هذه المناطق مع الوقت. ورأى أن “بيان جنيف” المؤرخ 30 حزيران 2012 “لا يزال صالحاً للغاية كإطار عمل”، داعياً الى “البدء بلا شروط مسبقة” على أساس “ثلاث أولويات: تخفيف العنف، ايصال المساعدات الإنسانية، وزرع بذور حل سياسي” في تكتيك “تنقيط الأمل”. وأكد أنه “لا يزال ثمة معتدلون في سوريا”.
وأفاد ديبلوماسي آخر أن دو ميستورا اقترح مقاربة شبيهة بخطة سلفه الممثل الخاص المشترك السابق للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي لمدينة حمص، والتي “كانت في نهاية المطاف لمصلحة نظام الرئيس بشار الأسد”. ونقل عنه تلميحه الى ضرورة انشاء “مجموعة اتصال” دولية لسوريا.
وبعيد الجلسة، صرّح دو ميستورا للصحافيين بأنه اقترح إقامة مناطق “تجميد تدريجي للصراع” لضمان القدرة على إطلاق قدر من العملية السياسية في تلك المناطق على المستوى المحلي ثم الوطني. واقترح البدء بتطبيق ذلك في حلب التي “تقع تحت ضغوط من الحكومة وتنظيم داعش ولما لها من أهمية رمزية كبيرة”.
ورحب المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري باقتراح دو ميستورا، مؤكداً أن “فكرة إقامة مناطق تجميد للصراع تعود بالدرجة الأولى في شكلها العام الى الحكومة السورية، ونحن نأمل في أن نجعل كل سوريا خالية من الصراع”.
دي ميستورا يقترح حلب لـ«تجميد» الاشتباك فيها
تدفق غير مسبوق لـ«الجهاديين» على سوريا
قدم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى مجلس الأمن الدولي، أمس، اقتراحاً بإقامة «مناطق مجمّدة» يتم فيها تعليق النزاع والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وهو أمر يشبه إلى حد كبير المصالحات التي تقوم بها السلطات السورية، فيما كشف المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن نية المبعوث تشكيل «مجموعة أصدقاء» الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية، لتضمّ إيران والسعودية.
وفي حين كشف مسؤولون أميركيون عن أن النزاع السوري اجتذب أكبر عدد من «الجهاديين الأجانب» من كل الصراعات السابقة، أقرّ وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل أن السلطات السورية قد تستفيد من الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» لكن السياسة الأميركية ما زالت تؤيد تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد.
واقترح دي ميستورا، بعد تقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي، إقامة ما سمّاه «مناطق مجمّدة» في سوريا، يتم فيها تعليق النزاع والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.
وقال «ليس لديّ خطة سلام، إنما لديّ خطة تحرك» لتخفيف معاناة السكان، معتبراً أن مدينة حلب قد تكون «مرشحة جيدة» لتجميد النزاع فيها. وأضاف «ينبغي أن يحصل شيء يؤدي إلى تجميد النزاع في تلك المنطقة، ويتيح الفرصة لتحسين الوضع الإنساني وللسكان لكي يشعروا بأنه، على الأقل هناك، لن يحدث مثل هذا النزاع».
وأشار إلى أن أعضاء مجلس الأمن عبروا عن قلقهم من أن «المناطق المجمّدة» قد تساعد طرفاً على الآخر في النزاع. وقال «يجب توقيف داعش، كيف؟ عبر معرفة ما إذا كان بإمكاننا تحقيق مناطق مجمّدة من أجل التأكد من أن بإمكاننا بناء عملية سياسية في تلك المناطق على المستوى المحلي أولاً وفي النهاية على مستوى الدولة. أعطوا أملاً على المستوى المحلي وتجنبوا مواصلة القتال، والذي يعطي دافعاً لداعش».
وشدد على أن بيان «جنيف 1»، الذي دعا إلى تأليف «هيئة حكم انتقالي» لا يزال صالحاً. وأشار إلى أنه يحضّر لجولة جديدة في المنطقة، تشمل دمشق.
من جهته، أكد المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن الحكومة السورية مستعدّة لـ«النظر» في اقتراح دي ميستورا، لكنها تنتظر تفاصيل إضافية من اجتماع سيعقد اليوم. لكنه أقر بأن هذه المبادرة تشكل «نقطة في بحر» مساعي السلام في سوريا.
إلى ذلك، أعلن تشوركين أن «موسكو مستعدة للعب دور نشط في تسوية الأزمة السورية بالتعاون مع دي ميستورا». وقال تشوركين إن «دي ميستورا أعلن نيته تشكيل مجموعة أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة حول الشأن السوري، لتكون إيران والسعودية من بين أعضائها».
ونقلت قناة «ان بي سي» الأميركية عن مسؤولين أميركيين وبريطانيين في مكافحة الإرهاب قولهم إن عدد المقاتلين الأجانب، والدول التي يأتون منها، والذين يتدفقون على سوريا غير مسبوق في تاريخ الصراعات.
وقال المستشار في مكتب مدير الاستخبارات الأميركية راندي بليك، خلال اجتماع لقادة الشرطة في العالم في فلوريدا، إن «نسبة السفر إلى سوريا أكبر مما رأيناه في أفغانستان قبل 11 أيلول. إنه أكبر من كل ما رأيناه في أفغانستان واليمن والصومال والعراق. إنه أكبر من كل ما رأيناه خلال الأعوام العشرة الأخيرة».
وأشار بليك إلى «ارتفاع عدد الغربيين الذين ذهبوا إلى سوريا بشكل كبير في الأسابيع الماضية». وتابع، في إشارة إلى شريط فيديو بث خلال الاجتماع، أن «الشريط يتحدث عن وجود حوالي 12 ألف مقاتل أجنبي في سوريا. نريد تحديث هذا العدد إلى حوالى 16 ألف مقاتل سافروا إلى سوريا من حوالى 80 دولة»، مشيراً إلى «وجود ألفي مقاتل غربي سافروا أو حاولوا السفر إلى سوريا، بينهم حوالى 500 من بريطانيا و700 من فرنسا و400 من ألمانيا وأكثر من 100 من أميركا».
وفي واشنطن، أقر هايغل بأن الأسد قد يستفيد من الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على مقاتلي «داعش» لكن السياسة الأميركية ما زالت تؤيد تنحيته.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن هايغل وجّه مذكرة إلى البيت الأبيض انتقد فيها الاستراتيجية الأميركية في سوريا، وطالب واشنطن بالكشف عن نياتها إزاء النظام السوري.
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع تقرير الصحيفة، موضحاً أن المذكرة أرسلت الأسبوع الماضي إلى مستشارة الرئيس للأمن القومي سوزان رايس.
عين العرب
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «دخل عشرة عناصر من قوات البشمركة الكردية إلى عين العرب، عبر المعبر الحدودي الواصل بينها وبين الأراضي التركية»، فيما هاجم «داعش» بالقذائف المعبر الحدودي لمنع قافلة «البشمركة، التي تتألف من حوالي 40 آلية وتنتظر في مدينة سوروتش التركية، من الدخول إلى المدينة.
وقال «رئيس» إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، في بيان، إن «إرسال المساعدات إلى الأخوات والإخوة في كوباني، في الوقت الذي تعرّضت فيه إلى الهجوم، واجب قومي لمنع سقوط المدينة بيد الإرهابيين». وأكد أنه «سيتم إرسال المزيد من القوات في أي لحظة إن اقتضت الظروف الميدانية ذلك، وطلب منا هذا، وفسح الطريق أمامه، من أجل حماية كوباني ودحر الإرهابيين في غرب كردستان».
وفي القاهرة، أعلن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة، بعد اجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري سامح شكري، أنه «لا يوجد حالياً» أي مبادرة مصرية رسمية لحل الأزمة السورية.
وذكرت وكالة «الأناضول» أن سلطات مطار القاهرة منعت عضو «الائتلاف» خالد الناصر من دخول مصر، وقامت بترحيله إلى تركيا تنفيذاً «لطلب إحدى الجهات الأمنية».
وفي ريف حمص، ذكر مصدر طبي لـ«السفير» أن نحو 40 جثة لعناصر من الجيش السوري والفصائل المؤازرة وصلت إلى مدينة حمص من حقل الشاعر للغاز الذي سيطر عليه «داعش».
وقال مصدر عسكري لـ«السفير» إن عناصر حماية الحقل انسحبوا عقب الهجوم إلى مطار «تي فور»، حيث تحصّنوا فيه، في حين يتم في الوقت الحالي الاستعداد لحملة عسكرية لاستعادة الحقل الاستراتيجي، للمرة الثانية، حيث كان الجيش السوري قد استعاد السيطرة عليه في تموز الماضي.
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
معركة الأكراد من أجل عين العرب توحّد شعباّ قسمته الدول
اصطف الآلاف وهم يتّشحون بالإعلام الكردية في شوارع أربيل لتشجيع قافلة عسكرية متّجهة إلى بلدة سورية حدودية لم يكن إسمها شائعاً من قبل، بيد انها الآن أصبحت محور حرب عالمية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش”.
كان رجال قوات “البشمركة” العراقية في طريقهم إلى مساندة إخوانهم الأكراد في الدفاع عن عين العرب (كوباني) السورية في معركة اكتسبت أهمية كبيرة في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة “لإضعاف وتدمير” التنظيم الإسلامي المتشدّد.
ولم يتّضح ما إذا كانت فرقة “البشمركة” الصغيرة هذه، والمسلّحة جيداً، ستكون قادرة على تغيير ميزان المعركة، لكن إرسال هذه القوات العراقية إلى ساحة المعركة هو إبراز لوحدة الجماعات الكردية، التي حرصت، في أحيان كثيرة، على إضعاف بعضها البعض.
تشكّلت هذه الجبهة المتّحدة بعدما ظهر الأكراد كأهم شريك يثق فيه الغرب وله فاعلية على الأرض في كل من العراق وسوريا.
لكن الحفاظ على هذه الوحدة قد يكون صعباً نظراً للتنافس على زعامة أكراد العالم الذين يزيد عددهم عن 30 مليوناً غالبيتهم مسلمون، لكنّهم يميلون إلى تحديد هويتهم على أساس العرق لا الدين.
وعمدت حكومات الدول الأربع التي يتوزّع فيها الأكراد، وهي العراق وسوريا وتركيا وإيران، إلى استغلال التناحرات الكردية الداخلية لإجهاض تطلّعهم إلى الاستقلال.
يقول أيوب شيخو (33 عاماً)، الذي فرّ من عين العرب الشهر الماضي ويعيش الآن في تجمّع للخيام نصبت مؤخراً في معسكر للاجئين في إقليم كردستان العراق: “كلنا نريد للشعب الكردي أن يتحد. إذا لم نتحد سيدوسنا الجميع”.
أما كبير الأمناء في مكتب رئيس كردستان العراق فؤاد حسين، فيرى أن “داعش” أسقطت الحدود، معتبراً أنها “نفس المنظمة الإرهابية التي تهاجم خانقين وجلولاء في الموصل وكركوك (العراقيتين) وأيضاً عين العرب (السورية) وهذا ولّد شعوراً بالتضامن بين الأكراد”.
^الهوية الوطنية
يبرز إرسال “البشمركة” العراقية إلى عين العرب السورية مستوىً من التعاون غير مسبوق تجلّى بين الجماعات الكردية متخطياً الحدود، بعدما اجتاح “داعش” ثلث أراضي العراق هذا الصيف، وأعلن قيام “الخلافة الإسلامية” في المناطق التي سيطر عليها هناك والمناطق التي سيطر عليها في سوريا، مسقطاّ الحدود.
وحين استهدف “داعش” كردستان العراق في آب الماضي، هبط مقاتلون من “حزب العمال الكردستاني” التركي من قواعدهم في الجبال الواقعة على الحدود التركية العراقية للمساعدة في صدّ الهجوم.
وفي نفس الوقت تقريباً، عبر مقاتلون من جماعة كردية سورية بزغ نجمها خلال الحرب الأهلية في سوريا، “وحدات حماية الشعب”، الحدود ودخلوا العراق لإنقاذ آلاف من الأقلية الأيزيدية من الموت على أيدي مقاتلي التنظيم الإسلامي المتشدد الذي اخترق دفاعات “البشمركة” العراقية. كما حارب أيضاً أكراد إيران إلى جانب قوات “البشمركة” العراقية داخل إقليم كردستان العراق.
ومن ناحيته، يرى المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية هنري باركي، الذي يدرس الآن في جامعة “ليهاي” الأميركية، ان “الأكراد الآن متّحدون أكثر من أي وقت وحتى لو تراجعوا بضع خطوات سيظل وضعهم أفضل مما كانوا عليه قبل ستة أشهر. خلاصة كل هذا هو تعزيز الهوية الوطنية الكردية”.
^ضغوط في الداخل
إذا قُدّر لعين العرب أن تسقط، يقول المسؤولون في كردستان العراق إنهم يخشون من سقوط متتابع لمنطقتين كرديتين أخريين في سوريا، وهو ما سيؤدي إلى موجة نزوح جديدة للاجئين إلى أراضي الإقليم العراقي شبه المستقل الذي يُجاهد بالفعل لاستضافة أكثر من مليون نازح شرّدهم العنف داخل العراق.
كما سيرفع سقوط المدينة من الروح المعنوية لمقاتلي “داعش” في العراق، حيث بدأت قوات “البشمركة” تكسب أرضاً في الشمال منذ أن بدأت الولايات المتّحدة تشنّ غارات جوية في آب الماضي. ورغم ذلك يتساءل البعض لماذا تحارب قوات “البشمركة” في الخارج، وهي لا تزال تعاني ضغوطاً في الداخل وعليها أن تستعيد كل هذه الأراضي التي فقدت السيطرة عليها.
لقد اتخذ قرار دعم عين العرب تحت ضغط شعبي شديد من أكراد العالم. وأحبط “حزب الاتحاد الديموقراطي” السوري- الجناح السياسي لوحدات “حماية الشعب” محاولات البرزاني المتكرّرة لمد نفوذه عبر الحدود إلى داخل الأراضي السورية. وبدت الأحزاب الكردية السورية الأخرى المنافسة لـ”حزب الاتحاد الديموقراطي”، والتي يدعمها البرزاني خارج السياق.
من جهتها، عقدت الحكومة الأميركية أول اجتماع معلن لها مع “حزب الاتحاد الديموقراطي” في تشرين الأول. وقالت “وحدات حماية الشعب” إنها تنسّق الغارات الجوية مع الجيش الأميركي خلال حملة عين العرب.
لكن العلاقات بين الأكراد العراقيين والسوريين حساسة. فبعدما تدرّب مئات الأكراد السوريين تحت رعاية البرزاني في شمال العراق رفض “الاتحاد الديموقراطي” السماح لهم بالعودة إلى سوريا، قائلاً إن جناحه العسكري، “حماية الشعب”، هو القوة المسلّحة المشروعة الوحيدة وفي المقابل، منع زعماء “الاتحاد الديموقراطي” من دخول كردستان العراق. وفي وقت سابق من العام حفرت حكومة الإقليم خندقاً بطول الحدود مع سوريا قائلة إنها تخشى تسلل مقاتلي “داعش”. لكن “الاتحاد الديموقراطي”، قال إن هذه محاولة واضحة لإحباط إدارته الناشئة التي لم يعترف بها أكراد العراق رسمياً إلا الشهر الحالي فقط.
لكن في مؤشر آخر مفاجئ على الوحدة، أبرم “الاتحاد الديموقراطي”، الذي يقول البعض إن علاقته بـ”حزب العمال الكردستاني” التركي تشوّه سمعته، اتفاقاً لاقتسام السلطة مع فصائل سورية أخرى، الأسبوع الماضي، في خطوة تهدف في جانب منها على الأقل إلى تحسين صورته في الخارج.
^القائد العام
مع مغادرة قوات “البشمركة” أراضي كردستان العراق في طريقها إلى تركيا للوصول إلى عين العرب السورية رفع الأكراد صور البرزاني ووالده الملا مصطفى البرزاني الزعيم الوطني الكردي. وسجد البعض في الطريق. وبقرار البرزاني إرسال قوات “البشمركة”، وهو أيضاً قائدها العام، إلى عين العرب، عزّز رئيس كردستان العراق صورته كزعيم وطني للأكراد وكمتحاور باسمهم مع الغرب.
وقال عضو رفيع المستوى في حزب كردي عراقي منافس إن هذه الخطوة ستزيد من شعبية البرزاني بعد انتكاسات تعرّض لها في ميدان المعارك هذا الصيف، وستصلح بعض الأضرار السياسية لما يُعتقد أنه اعتماد زائد من جانبه على تركيا التي خذلت الأكراد وقت الشدة.
وتركيا هي من أقرب حلفاء كردستان العراق السياسيين والاقتصاديين، لكن أنقرة تخشى من أن يحذو أكراد سوريا حذو أكراد العراق ويعلنون قيام دولة مستقلة في شمال سوريا وأن يشجع ذلك بدوره الأكراد الأتراك ويُخرّج عملية سلام متعثرة عن مسارها.
وأغضب عزوف أنقرة عن الانضمام إلى الحرب الدائرة ضد “داعش” عبر حدودها في سوريا، الأقلية الكردية التركية وعقد جهود تقديم الدعم لعين العرب وجعل المفاوضات الخاصة بالسماح لقوات “البشمركة” بالمرور عبر الأراضي التركية حسّاسة ومعقّدة.
وترى محلّلة شؤون العراق لدى مجموعة “الأزمات الدولية” ماريا فانتابي أن صلة الجماعات المتناحرة بقوى إقليمية مختلفة يشكّل خطراً على وحدة الأكراد.
وتقول: “أرى هذا مجرد تلاق مؤقت للمصالح لا اتحاداً دائماً. فإلى جانب الخلافات العقائدية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب البرزاني) وحزب الاتحاد الديموقراطي، فان العلاقات الإقليمية التي تربط الأول بتركيا والثاني بإيران تظل هي أكبر عقبة أمام تشكيل جبهة كردية موحّدة”.
(رويترز)
بركان الفرات: أكثر من 80 قتيلاً لداعش في عين العرب
حلب- الأناضول: قالت غرفة “عمليات بركان الفرات” التي تضم مقاتلين أكراد وآخرين في الجيش الحر الجمعة، إن أكثر من 80 عنصراً من تنظيم “داعش” قتلوا خلال 24 ساعة من الاشتباكات المستمرة منذ أسابيع بين الطرفين في مدينة عين العرب(كوباني) بمحافظة حلب شمالي سوريا.
وبحسب بيان لـ”بركان الفرات”، وصل مراسل (الأناضول) نسخة منه، أوضحت غرفة العمليات أن القوات المنضوية تحت لوائها استطاعت خلال 24 ساعة من الاشتباكات مع “داعش” قتل أكثر من 80 عنصراً من التنظيم، إضافة إلى تدمير خمس عربات عسكرية تابعة له.
وحددت الغرفة الفترة التي تغطيها الإحصائية التي قدمتها من مساء الأربعاء، وحتى مساء الخميس، لم تحدد ساعة معينة.
وتضم غرفة عمليات “بركان الفرات”، التي تم تشكيلها مؤخراً، وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) ووحدات حماية المرأة الكردية (YPJ)، ولواء ثوار الرقة وجبهة الأكراد وألوية فجر الحرية وشمس الشمال المنضوية جميعها تحت راية الجيش السوري الحر.
في سياق متصل، أكد “المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب”، ما ذكره بيان غرفة عمليات الفرات وذكر في بيان منفصل أصدره، اليوم الجمعة، أن المقاتلين المدافعين عن كوباني قتلوا 86 مقاتلاً من “داعش”، في حين اعترف بمقتل 16 من المقاتلين الأكراد ومن الجيش الحر الذين يتصدون لهجمات التنظيم.
ولفت المركز إلى أن “داعش” الذي يهاجم كوباني منذ 45 يوماً بغية السيطرة عليها، استقدم مقاتلين من عدد من المناطق التي يسيطر عليها مثل محافظة الرقة وبلدة تل أبيض بريفها وجرابلس ومنبج بريف حلب الشمالي بغية تعزيز ودعم مقاتليه المهاجمين للمدينة.
ولم يتسنّ التأكد مما ذكرته غرفة العمليات والمركز الإعلامي من مصدر مستقل، كما لا يتسنلا عادة الحصول على تعليق من “داعش” بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام.
وتقع عين العرب (كوباني)، التي يحاصرها “داعش” منذ أكثر من 5 أسابيع وسيطر على بعض المناطق فيها، في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي، على بعد 140 كيلو متراً شمال شرق مدينة حلب، وتسكنها في الأساس غالبية كردية، إلا أن عشرات الآلاف من النازحين، وصلوا إلى المنطقة في الأشهر الأخيرة من مناطق ريف حلب الشرقي، خصوصاً مناطق الرقة والسفيرة ومنبج وجرابلس بحلب.
ويشن تحالف دولي، بقيادة الولايات المتحدة، غارات جوية على مواقع لـ “داعش”، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا تركزت خلال الأيام الماضية على عين العرب، وأعلن التنظيم في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها “دولة الخلافة”، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.
التحالف يقصف داعش في كوباني قرب معبر مرشد بنار التركي
شانلي أورفة- الأناضول: قصفت قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في مدينة عين العرب (كوباني) السورية، بالقرب من المعبر الحدودي مع تركيا.
وفيما تواصل مجموعة من البيشمركة المزمع عبورها إلى كوباني، الانتظار بالقرب من معبر مرشد بنار الحدودي التركي، شوهد خروج ثلاثة عربات مدرعة من الموقع الذي تنتظر فيه المجموعة، واتجهت نحو المعبر.
وشهدت عين العرب حرب شوارع بين المجموعات الكردية وتنظيم داعش، لاسيما في شرق المدينة ووسطها، وتلاحظ سحب الدخان واللهب المتصاعد من المنطقة، والتي تُرى بوضوح من بلدة سوروج الحدودية في ولاية شانلي أورفة التركية.
وكان رتل من البيشمركة محمّلا بأسلحة ثقيلة، قد دخل تركيا أمس الأول عبر معبر “الخابور”، قادما من شمال العراق، وانتقل برا برفقة قوات الأمن، إلى بلدة “سوروج” الحدودية مع سوريا، استعدادا لعبور الحدود إلى عين العرب، حيث من المتوقع أن يلتقي الرتل مجموعة أخرى من البيشمركة، كانت قد وصلت تركيا بطائرة خاصة فجر الأربعاء، وتنتظر في سوروج ليعبرا معا إلى عين العرب.
وصول ألف أسرة هجّرها “داعش” إلى قضاء حديثة غربي العراق
الأنبار – الأناضول – قال مسؤول محلي عراقي، الجمعة، إن أكثر من ألف أسرة من سكان منطقة ازوية في قضاء هيت بمحافظة الأنبار(غرب) وصلوا إلى قضاء حديثة في المحافظة نفسها بعد أن تم تهجيرهم من قبل تنظيم “داعش”، لافتاً إلى أن 21 طفلاً قضوا عطشاً خلال رحلة النزوح بين المنطقتين.
وأوضح عبد الحكيم الجغيفي، قائممقام قضاء حديثة، أن ناحية بروانة التابعة لقضاء حديثة (160 كلم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار) استقبلت خلال 48 ساعة الماضية أكثر من ألف أسرة هجّرها داعش من منطقة “ازويه” في هيت.
وأشار إلى أن 21 جثة لأطفال وصلت إلى بروانة مع أهاليهم من الأسر النازحة بعد أن قضوا بسبب العطش خلال رحلة النزوح بين هيت وحديثة (المسافة بينهما نحو 70 كلم)، مشيراً إلى أن غالبية أعمار هؤلاء الأطفال تقل عن سنة.
ولفت إلى أنه تم إسكان الأسر النازحة بشكل مؤقت في مدارس ومبان ودوائر حكومية قيد الإنشاء، مطالباً الحكومة المركزية في بغداد بتقديم الدعم الإغاثي اللازم للأسر النازحة بشكل فوري وعاجل.
ولم يتسنّ التأكد مما ذكره المسؤول المحلي من مصدر مستقل، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق رسمي من “داعش”؛ جراء القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام.
وتخضع مدنية الفلوجة، وناحية الكرمة، وأحياء من مدينة الرمادي ومناطق أخرى بمحافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، منذ مطلع العام الجاري، لسيطرة “داعش”، ومسلحين موالين له من العشائر الرافضة لسياسة رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي التي يصفونها بـ”الطائفية”.
ويشن تحالف دولي، بقيادة الولايات المتحدة، غارات جوية على مواقع لـ “داعش”، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في حزيران(يونيو) الماضي قيام ما أسماها “دولة الخلافة”، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.
دمشق: سماح تركيا بعبور عناصر من البيشمركة الى عين العرب «انتهاك سافر للسيادة السورية»
عواصم ـ وكالات: قال الناطق الإعلامي باسم وزارة البيشمركة، في إقليم شمال العراق، عثمان ريشي، إن 10 عناصر من البيشمركة عبروا من قضاء سوروج التركي، إلى مدينة عين العرب (كوباني)، من أجل تحديد مناطق تمركز قوات البيشمركة.
وأوضح ريشي أن العناصر العشرة توجهوا قبل قرابة ساعة من سوروج إلى كوباني، وعقب اتمامهم المهمة في تحديد المواقع بعين العرب سيتوجه 150 من عناصر البيشمركة إلى الجانب السوري على شكل مجموعات.
وأشار الناطق إلى أن قوات البيشمركة ستتوجه إلى جبهة القتال في كوباني، بعد انتهاء عملية العبور إلى سوريا.
وكان رتل من البيشمركة المحمل بأسلحة ثقيلة، قد دخل تركيا صباح الاربعاء عبر معبر «الخابور»، قادما من شمال العراق، وانتقل برا برفقة قوات الأمن، إلى بلدة «سوروج» الحدودية مع سوريا، استعدادا لعبور الحدود إلى عين العرب، حيث من المتوقع أن يلتقي الرتل مجموعة أخرى من البيشمركة، كانت قد وصلت تركيا بطائرة خاصة فجر الاربعاء، وتنتظر في سوروج، ليعبرا معا إلى عين العرب.
من جانبها اعتبرت دمشق امس الخميس ان سماح تركيا بدخول «قوات اجنبية» عبر اراضيها الى عين العرب (كوباني بالكردية) السورية الحدودية يشكل «انتهاكا سافرا» للسيادة السورية.
وافاد بيان صادر عن وزارة الخارجية نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا) «مرة اخرى تؤكد تركيا حقيقة دورها التآمري ونواياها المبيتة وتدخلها السافر في الشأن السوري من خلال خرق الحدود السورية في منطقة عين العرب بالسماح لقوات اجنبية وعناصر ارهابية تقيم على اراضيها بدخول الاراضي السورية».
واعتبرت ان ذلك «يشكل انتهاكا سافرا للسيادة السورية».
ورأت الخارجية السورية ان تركيا «كشفت عن نواياها العدوانية ضد وحدة وسلامة اراضي الجمهورية العربية السورية بمحاولة استغلالها لصمود اهلنا في عين العرب لتمرير مخططاتها التوسعية من خلال ادخالها عناصر ارهابية تأتمر بأمرها وسعيها لأقامة منطقة عازلة على الاراضي السورية».
وجاء في البيان «لم يعد خافيا على احد حقيقة الارتباط القائم بين حكومة حزب العدالة والتنمية التركي والتنظيمات الارهابية وفي مقدمتها تنظيما (داعش) و(جبهة النصرة)».
وعبرت الخارجية عن ادانتها ورفضها «هذا السلوك المشين للحكومة التركية والاطراف المتواطئة معها المسؤولة بشكل اساسي عن الازمة في سورية واستمرار سفك الدم السوري من خلال دعم التنظيمات الارهابية».
عين العرب كشفت عن عمق الخلافات بين أنقرة وواشنطن… «داعش» والنظام السوري وطبيعة العدو المشترك
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: كشف جنرال في جيش النظام السوري للصحافي البريطاني روبرت فيسك من صحيفة «إندبندنت» البريطانية عن طبيعة الحرب التي يخوضها الجيش السوري ضد تنظيم الدولة الإسلامية ـ داعش والتي يرتكب فيها الطرفان مجازر وانتهاكات لحقوق الإنسان.
وأجرى المقابلة في واحدة من مراكز القيادة العسكرية في دمشق، حيث تحدث للمسؤول العسكري البارز، الذي شارك في حرب عام 1982 في لبنان، وشرح كيف تعاني الجيوش من هزائم وانتصارات، وما تعرض له جيش النظام أثناء الحرب الأهلية الحالية من نكسات.
والتقى فيسك مع الضابط في الوقت الذي تواردت فيه الأنباء عن دخول جبهة النصرة مركز مدينة إدلب وسيطرتها على مكتب محافظها، وبدأت عملية ذبح ضباط كبار في الجيش. الحادث الذي تحدث عنه فيسك في تقرير سابق. فالجنرال البارز الذي تحدث إليه ينظر للأحداث التاريخية نظرة حصيفة، ومن الواضح أنه لا يعارض الغارات الجوية الأمريكية ضد داعش مع أنه ليس متحمسا لها. ويقول «جيشنا لا يعرف متى وأين ستحدث هذه الغارات الجوية».
ويضيف «نشاهد المقاتلات على الرادار- ويمكننا مشاهدة كل شيء، لكن إن شاهدت نقاط التفتيش على الجبهة فإنك تراها بالصدفة، فنحن والأمريكيون لا نتشارك في المعلومات، ويقوم الأمريكيون بالهجمات وهذا أمر طبيعي.
وقرروا في الأمم المتحدة أنهم سيقومون بهذه العمليات، سوريا قالت «نعم»، نحن نقاتل داعش والجماعات الإرهابية الأخرى، ولكن الأمريكيين لم يطلبوا منا أبدا معلومات عن الأهداف التي يضربونها».
كلها متشابهة
ويرى الجنرال أن داعش وجبهة النصرة وبقية الجماعات الإسلامية لا تختلف عن بعضها البعض، ويرفض «الجيش السوري الحر»، الذي وصفه بأنه «فانتازيا أكثر منه حقيقة»، ويؤكد أن استراتيجية داعش وجبهة النصرة واحدة في أي مكان يقاتلهما الجيش السوري «إنها الخطة نفسها، والأوامر نفسها وتستخدمان الأساليب نفسها.
ويضيف العسكري أن الأولوية للجيش السوري هي معرفة أين يقاتل، ولا أزعم أن اليد العليا تكون للجيش السوري في المعارك كلها، فالحرب ليست من آجل تحقيق النصر فقط، وهناك دائما مهزومون ومنتصرون، هذه هي طبيعة الحرب».
ويضيف الجنرال «نعم، في بعض الأماكن خسر الجيش السوري وتعرض لنكسات، لا ننكر هذا، ونحن لا نتظاهر بأننا المنتصرون دائما، لكن انتصاراتنا هي أكثر من هزائمنا. فقبل ثلاثة أيام تمت السيطرة على بلدة مورك الإستراتيجية بين حلب وإدلب وأصبح الطريق بين حلب ودمشق آمنا بشكل كامل».
ويعلق الضابط على أحداث إدلب بالقول «حاولت النصرة اختراق المدينة، ولكننا أحبطنا محاولتهم». وهذا صحيح لكن الضابط لم يذكر ما حدث لرفاقه الذين ذبحتهم جبهة النصرة.
ماذا عن الرقة؟
وعندما سأل فيسك بطريقة عابرة عن الرقة، حيث سيطرت داعش وجبهة النصرة على آخر قاعدة عسكرية للنظام فيها هذا العام. وتم عرض مئات من الجنود السوريين أنصاف عراة قبل قتلهم، بل وعرض المقاتلون طائرتي ميغ اخذت من قاعدة الجيش. وانتشرت تقارير عن قيام الطيارين السوريين بتدريب مقاتلي داعش على استخدامها. علق الضابط قائلا «هذه دعاية رخيصة، وهاتان الطائرتان قديمتان ولا تصلحان للطيران، وكانتا أمام بوابة القاعدة منذ فترة، ولو كانتا صالحتين للطيران لكنا أخذناهما منذ وقت طويل، وهما طائرتان قديمتان من نوع ميغ-17 وبدون رادار أو أجهزة تحكم، ولم يكن بإمكاننا إصلاحهما ولن يستطيعوا هم أيضا.
وحتى الروس لم يقدروا على إعادة بنائهما. فنحن نعرف كل شيء يطير في الأجواء السورية، حتى المقاتلات الأمريكية، ولكن هاتين الطائرتين لا يمكن أبدا استخدامهما». وعندما علق الجنرال على الرقة ومصير أهلها والجنود الذين قتلوا كان الضابط غاضبا، حيث قال «داعش تنظيم رجعي، ويحاول العودة للماضي، القرون الوسطى، فهم يعدمون ويعذبون ويقولون إنهم يطبقون الشريعة. ويعلمون الأطفال كيف يقطعون الرؤوس».
ولم يقدم الجنرال رقما عن عدد الجنود السوريين، الذين قتلوا في الرقة «لا أستطيع إعطاء رقم محدد، وهناك عدد ما زال مجهول المكان، وأشرطة الفيديو يتم التلاعب فيها، ولا نصدق كلام داعش، لقد أسر عدد من الجنود ولكن لا نعرف عددهم الحقيقي».
ويواصل الجنرال «يخوض الجيش العربي السوري حربا مفتوحة مع الإرهابيين منذ أربعة أعوام، طبعا كانت هناك نكسات ونستهدفهم كل يوم، ونقتل المئات منهم، ولن أعطي سوريا لهؤلاء الحمقى. ونحن نقاتل حتى الموت ولكننا مع الحل السياسي، ونحن نرى أن لا حل في النهاية إلا الحل السياسي.
القضاء على الإرهابيين هو المهم، فكل الناس في العالم ضدهم، وكل من يحمل السلاح ضد الجنود السوريين او الحكومة السورية أو الناس المدنيين، يشترك في هذا الإرهاب.
وتقوم الولايات المتحدة ـ بالغارات- بسبب قتل الصحافيين، حيث كان قتلهما مبررا للتدخل في سوريا. ولكننا سنقضي على كل الإرهابيين على التراب السوري، وحسب رأيي فنحن نتعاون مع التحالف لأننا قلنا «نعم» عندما قاموا بمهاجمة داعش. وكان قرار الأمم المتحدة دليلا على تعاوننا».
أزمة عين العرب/كوباني
وعندما سأل فيسك الجنرال عن عين العرب/كوباني أجاب بنوع من السخرية، قائلا «علينا التفريق بين العسكري والسياسي، عين العرب هي مدينة سورية تعيش فيها غالبية كردية وقام داعش بشن هجوم عليهم لأنه يريد السيطرة عليها، ويبني قاعدة له هناك لأنها مدينة حدودية.
سياسيا هناك شيء مسرحي. فالأتراك يريدون إقامة منطقة عازلة ويحاولون الضغط على الأمريكيين كي يوافقوا على هذه المنطقة ـ فيما يحاول الأمريكيون دفع تركيا للدخول في حالة حرب. هذا هو «العنوان الرئيسي» ولكنهم يحاولون استخدام بعضهم البعض، أي الأمريكيين والأتراك، ومن يدفع الثمن هم سكان عين العرب».
وفي النهاية يسأل فيسك عن «الجيش السوري الحر» الذي تعمل الولايات المتحدة على تدريب عناصره، يجيب الجنرال ضاحكا «قد يكون هناك بعض المقاتلين في إدلب أو قرب درعا»، و»كان هناك بعض الجنود والضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري»، وأضاف «بعضهم طلب العودة مرة أخرى للجيش، وعاد آخرون وأرسلناهم لبيوتهم».
تحالف ينهار
ويقودنا حديث الجنرال السوري عن بلدة عين العرب/كوباني للتحدث عن طبيعة التحالف الأمريكي ـ التركي الذي تقول صحيفة «واشنطن بوست» إنه يتداعى.
تقول الصحيفة إن التحالف الذي يبلغ عمره 60 عاما يظهر إشارات على التفتت. وتقول كاتبة المقال ليز سلاي إن الإفتراق المستمر والعدائي النبرة بين تركيا والولايات المتحدة حول سوريا يهدد استمرار التحالف القديم مع أكبر دولة إسلامية من ناحية عدد السكان.
ووصلت الأزمة بين أنقرة وواشنطن لدرجة أن البعض بدأ يسأل إن كان هناك فعلا تحالف بينهما. ويشير المراقبون لملامح الأزمة عبر رفض تركيا السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية لضرب داعش، والخلاف حول إدارة المعركة في عين العرب/كوباني والتصريحات شديدة النبرة التي برزت من بعض المسؤولين الاتراك الكبار ضد السياسة الأمريكية. وتضيف الصحيفة قائلة إن طبيعة التهديد الذي تواجهه المنطقة أصبح محل خلاف بين أنقرة وواشنطن، وفيما إن كان داعش هو التهديد الأعظم للمنطقة أم لا، ويلقي كل طرف اللوم على الآخر ويحمله مسؤولية الفوضى في لغة مشبعة بالإتهامات والغمز والإهانة.
وتقول الكاتبة إن التحالف الذي تم عقده في أثناء الحرب الباردة واستمر حتى الآن يعتبر مهما للولايات المتحدة خاصة أن تركيا تقع على الخط الأمامي لجبهة القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبحدود تمتد على 780 ميلا مع كل من سوريا والعراق. فبدون تعاون تركي فأي محاولة أمريكية لجلب الإستقرار في المنطقة لن تنجح.
بلد مهم لنا
وتنقل الصحيفة عن فرانسيس ريكاردوني التي عملت سفيرة في أنقرة «إن لم تكن تركيا حليفة لنا، فعندها نحن وتركيا في ورطة»، مشيرة إلى أن تركيا تعتبر أهم حليف في المنطقة. وكان الخلاف قد تفاقم بعد قيام الولايات المتحدة بإنزال مواد عسكرية وطبية للمقاتلين في عين العرب/كوباني الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين ينتمون لحزب العمال الكردستاني ـ بي كي كي. ولم يخف الرئيس التركي طيب رجب أردوغان غضبه على الطريقة التي أمر فيها الرئيس أوباما بمساعدة المقاتلين الأكراد.
وكان أوباما قد اتصل بأردوغان وأخبره بالقرار بعد أقل من ساعة من حديث الرئيس التركي للصحافة من أنه لن يسمح بمساعدة كهذه. وفي جولة له على دول البلطيق أشبع الرئيس التركي الرئيس أوباما نقدا، وقال إن «الولايات المتحدة فعلت هذا على الرغم من الرفض التركي». وحاول المسؤولون الأمريكيون تطمين الأتراك أن المساعدة هي لمرة واحدة فقط، واتفق الطرفان على تنسيق حماية البلدة من خلال إرسال قوات بيشمركة كردية.
وتقول الصحيفة إن الخلاف حول عين العرب/كوباني كشف عن خلافات أخرى بعضها يتخمر منذ سنوات وآخر ظهر للعلن في الفترة الأخيرة بعد الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش.
ويقول المحلل في معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية بولنت علي رضا «تكشف الأزمة السورية عن الحقائق المخفية غير المريحة للعلاقات التي وضعناها جانبا»، مضيفا «كنا نرقص رقصة الكابوكي اليابانية التي كانت واشنطن وأنقرة تقول من خلالها نحن متفقون والحال يقول أمرا غير ذلك».
أزمات سابقة
ولكن التوتر بين البلدين ليس مسبوقا أو جديدا، ففي عام 1973 فرضت الولايات المتحدة حظر تصدير للسلاح على تركيا بعد اجتياحها الجزء الشمالي من جزيرة قبرص.
وفي عام 2003 عبرت واشنطن عن غضبها لرفض البرلمان التركي السماح للقوات الأمريكية غزو العراق عبر الأراضي التركية.
ولكن الخلاف هذا تم تجاوزه بعد عقد من الإنجازات التي حققتها تركيا في ظل أردوغان، حيث يقول محللون إن البلد ازدهر لكن الحكم بدأ يميل نحو الشمولية. لكن تركيا كانت واضحة في عام 2003 كما الآن أنها لا تريد أن تكون منصة إطلاق للهجوم على بلد مسلم في الشرق الأوسط.
فقد كان أردوغان واضحا في موقفه من داعش وأنه لا يعتبره تهديدا أخطر من تهديد النظام السوري أو «بي كي كي». ويقول علي رضا «هناك شكوك حول ما إذا كانت الولايات المتحدة وتركيا متفقتان على نفس الأولويات أو تشتركان بالأهداف نفسها»، وحتى عندما يتم الحديث عن «العدو، لا يوجد عدو مشترك».
ولا يعني هذا بأي حال أن تركيا متعاطفة مع داعش، فهي وليست الولايات المتحدة من ستعيش مع دولة متطرفة على حدودها، لكن تركيا لا تخفي غضبها من قصر نظر السياسة الأمريكية التي تتعامى عن الخطر الحقيقي ومصدر الفوضى وهو النظام السوري لبشار الأسد. فبقاء الأخير في منصبه يعني استمرارا للحرب الأهلية.
وبحسب مسؤول تركي فوجود 1.5 مليون لاجىء سوري يضع أعباء على تركيا – مالية واجتماعية وستزيد حالة لم يتم حل النزاع في سوريا. ويشير المسؤول «هم خلف الاطلسي، أما نحن فجيران سوريا، ونعرف أن بقاء الأسد في الحكم يعني استمرار المشكلة لعقود». وفي الوقت الذي أكد فيه المسؤولون الأمريكيون أن النظام السوري لن يكون جزءا من أية تسوية، إلا أن مسؤولا قال إن الكلام شيء والفعل شيء آخر.
ودعا مسؤول آخر الولايات المتحدة للتفكير بطريقة أوسع وتشكيل استراتيجية شاملة وطويلة الأمد حتى تحل مشاكل المنطقة. وفي الوقت الذي يعترف فيه المسؤولون الأمريكيون بأنهم أحيانا لا يراعون وضع حلفائهم في المنطقة، ولكنهم يقولون إن تركيا بدأت تتعاون واتخذت عددا من الخطوات للحد من تدفق الجهاديين عبر أراضيها.
وبحسب مسؤول بارز «لقد رأينا في الفترة الأخيرة عددا من الخطوات ويتعاونون أكثر في هذه القضايا».
ورغم كل هذا الخلاف، تقول الصحيفة إن الأزمة في تركيا قربت من تركيا والولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، فلم يتحدث أوباما مع أردوغان منذ بداية العام الحالي إلا عندما التقيا في ويلز أثناء قمة الدول الثماني حيث تحدثا حول تشكيل التحالف ضد داعش. وأعلن جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأمريكي عن خطط لزيارة أنقرة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
ولكن من الصعب تجنب الحديث عن وجود مسارين مختلفين لكل من واشنطن وأنقرة. ومن هنا فـ»مسارات متوازية في العادة لا تلتقي» حسب غوهان باشيك من جامعة إيبك في أنقرة.
شخصية مسيحية معارضة في الساحل تطالب المعارضة السورية بمشروع وطني جامع
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» طالبت إحدى الشخصيات المسيحية المعارضة في داخل مدينة اللاذقية، المعارضة السورية وفي الساحل خصوصا بأن تحمل مشروعا وطنيا جامعا لكل السوريين، مبينة أن المعارضة حتى الآن فاشلة سياسيا.
وقالت هذه الشخصية التي فضلت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية»، إنه مخطئ من يظن أن النظام يعتمد على أبناء طائفته فيما يحدث بسورية، فمعظم سكان حلب الذين نزحوا باتجاه مدينة اللاذقية هم من المؤيدين له وشكلوا عامل استمرار له.
وأضاف أن العلويين في الساحل أنهكوا اقتصاديا واستنزفوا بشريا كما بقية أبناء سوريا، والنظام السوري استطاع الحفاظ على هيكله وبنيانه حتى الآن بفضل رأس المال الذي استقطبه إليه، استفاد بشكل كبير من وجود تنظيم الدولة «داعش» في سوريا بإجبار أصحاب الموقف الرمادي على الإنضمام إليه.
وتابع « في سوريا إما ان تكون معارضا او تكون مؤيدا، ولكن حتى الآن المعارضة السياسية في سوريا غير ناضجة وغير مؤهلة لتكون جاهزة لقيادة بلدنا سوريا»، مشيرا إلى أن النظام يتآكل يوما بعد يوم لكن بشكل بطيئ جدا، والفقير يزداد فقرا والغني يزداد في الغنى، كما أن مدينة اللاذقية تحولت وبكل بساطة الى مدينة البؤساء والتعساء، لكن النظام لم ولن يفكر في أحوالها وكل مايهمه أنها في قبضته الأمنية».
واستدرك المعارض قائلا «كل المؤشرات تدل على ان النظام مازال يملك زمام المبادرة ولا احد يستطيع ان ينكر ذلك، لكن المكان الذي سيدخله جنوده سيتحول إلى مكان تعيس وبائس، وأنا لا أدافع عن الطائفة العلوية لكن في اللاذقية المؤيدين ليسوا فقط من الطائفة بل النازحون من كل مكان في سوريا الذين جاؤوا ليدفعوا ضريبة الأمان والإستقرار، وهي حب القائد الأسد».
وأشار إلى أن الغرب لن يقدم شيء للمعارضة السورية، في حين ان الروس والإيرانيين مازالوا العامل المهم والرقم الصعب في ثبات النظام السوري»، مناشدا العقلاء ممن خرجوا ضد النظام، أن يعملوا على توحيد الصفوف ضد «داعش» والنظام فكلاهما ديكتاتور، ويوغل في القتل من أبناء سوريا، وكلاهما يعتمد على غير السوريين في حربه على أرض بلدنا. وقال إن: «الطريق الى الحرية طويل وشاق وصعب ومخضب بالدماء، ويجب ان تتوحد كافة الفصائل التي تحمل أفكار الشعب السوري سواء إسلامية او غير إسلامية».
وخاطب العقلاء بقوله «هناك من ينتظركم وهناك من قدم لكم أولاده فلا تخذلوهم، دم الشهداء أمانة في رقبتكم، وحسب الدين الإسلامي فإن دماء الشهداء ستحاسب من باعها و من خذلها، ولا تنسوا أن المعتقلين هم الشعلة الأولى على درب الحرية، ماذا ستقولون لهم اذا واجهتموهم؟، وماذا سيكون ردكم على تقصيركم؟، فاعملوا على توحيد صفوفكم، والمسيحيون ليسوا مع الأسد بل مع أبناء وطنهم، وهم أيضا يعملون لأجل الحرية كما بقية أفراد الشعب السوري، فكونوا قبلة الحرية ولا تكونوا ورقة بيد الغرب يستعملكم لأجنداته كما يشاء، اعملوا لأجل سوريا موحدة حرة قوية بأبنائها».
واختتم بقوله «النظام يجبر الشباب على الإنضمام للجيش ليدافعوا عن مملكة الأسد المزعومة، فإذا حررتم شبرا من سوريا لا تعاملوا الجنود إن أسرتموهم على انهم أعداء لكم بل اخوة، فهذا الجندي اقتيد للجيش قسرا و ليس بإرادته».
سوريا: حملة «جنائية» واسعة على مزوري جوازات السفر تُفضي للقبض على «الحوت»
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي» : علمت «القدس العربي» أن الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية السورية تنفذ حملات دهم وملاحقة لشبكات متخصصة في إصدار جوازات سفر مزورة تباع لسوريين مطلوبين للسلطات الأمنية بتهم مختلفة منها قضايا «إرهاب».
ووفق مصادر مطلعة فإن ضباط وعناصر من جهاز الأمن الجنائي متفرغون حالياً بشكل تام لتقصي تلك الشبكات حتى ضمن مناطق يسيطر عليها مسلحون بالجيش الحر.
المصادر قالت لـ «القدس العربي» أن وحدات من فرع الأمن الجنائي بدمشق نفذت عملية دهم لمنزل أحد أبرز مزوري جوازات السفر ويرأس شبكة واسعة تعمل في هذا المجال، وأن مسرح العملية كان عمق مخيم التضامن بريف دمشق والذي يعيش على تسوية سياسية.
وأن المقر الذي تمت مداهمته يقع في منطقة ينتشر فيها مسلحون من الجيش الحر دون أن يعترضوا العملية التي نفذها عناصر الأمن الجنائي بالتنسيق مع مكتب الأمن الوطني الذي يرأسه اللواء علي مملوك وانتهت بإلقاء القبض على الشخص المطلوب والذي رفضت المصادر الكشف عن اسمه لكنها وصفته بالصيد الثمين وبأنه أخطر مزوري جوازات السفر السورية ويلقّب بـ «الحوت» ويتحرك بين بلدات يلدا وببيلا ومخيم فلسطين والتضامن.
ووفق ذات المصادر فإن «الحوت» سبق له أن زوّد عشرات المسلحين وزعماء جماعات مسلحة بجوازات سفر مزورة خرجوا من خلالها نحو الأراضي التركية.
وتنشط عصابات متخصصة في استصدار جوازات سفر سورية مزورة بعد تعذر حصول آلاف المطلوبين من قبل السلطات السورية على جوازات سفر نظامية وفي ظل عدم وفاء ائتلاف المعارضة السورية بوعوده في إعطائهم جوازات سفر أو تجديد جوازاتهم على خلفية تراجع جميع العواصم الإقليمية والدولية عن قبول أية جوازات سفر لا تصدر عن الحكومة في دمشق.
قيادي في جبهة ثوار سوريا: «جبهة النصرة» تجر البلاد لحرب طائفية وعرقية ستستمر لعقود طويلة
حازم داكل
ريف ادلب ـ «القدس العربي» قال قائد ألوية وكتائب «شهداء إدلب» التابع لـ»جبهة ثوار سوريا» مهند عيسى إن: «جبهة النصرة» بدأت تنتهج مخطط القضاء على الثورة السورية وجيشها الحر عبر إفراغ الجبهات جميعها والإبقاء على أربعة أطراف متنازعة فقط وهي جبهة الأكراد و»القاعدة» والنظام بالإضافة الى «داعش»، لتدخل البلاد في حرب طائفية وعرقية ستستمر لعقود طويلة.
وأضاف عيسى لـ«القدس العربي»، إن: «سبب الإقتتال الأخير في جبل الزاوية بين «جبهة النصرة» و»جبهة ثوار سوريا»، يعود إلى أن عناصر تابعة لجبهة ثوار سوريا متهمون بالسرقة والسطو المسلح، ومساعدة «داعش» بإدخال سيارات مفخخة الى جبل الزاوية وتفجيرها، ولدينا إثباتات بتورطهم بتفجير سيارة مفخخة في بلدة أحسم». وبين «تم دعوة هؤلاء الى المحكمة الشرعية للنظر بتلك الإتهامات، لكنهم لجأوا الى «جبهة النصرة» وطلبوا حمايتهم، لكن «جبهة ثوار سورية» اقتحمت قرية البارة للقبض عليهم وعندها فوجئت لتصدي النصرة لنا بسببهم»، مشيرا إلى أن جبهة النصرة اقتحمت معرة النعمان واستولت على مقراتنا وسلاحنا فيها بعد دعوتنا لهم لمحكمة شرعية تفصل بيننا.
كما أوضح القائد أن الجيش الحر بأكمله الآن بمواجهة «جبهة النصرة» من حركة «حزم» وكتائب «الزنكي» وألوية «الأنصار»، وقد بدأت فعلاً الحشود لمواجهة ذلك التنظيم الارهابي، منوها إلى ان هذه المعركة هي بين السوريين الثائرين على النظام وبين تنظيم «القاعدة».
وكان تنظيم القاعدة في بلاد الشام «جبهة النصرة» مدعومة بعناصر من جند الأقصى قد تمكنوا سابقا من السيطرة على سبع قرى وبلدات في جبل الزاوية بمحافظة إدلب، كما سيطرت «جبهة النصرة» اليوم على مدينة معرة النعمان بعد اقتحامها لمقرات «جبهة ثوار سوريا» التي يقودها جمال معروف في شمال سوريا.
وقال الناشط الاعلامي قيس ابو النصر لـ«القدس العربي»: إن «جبهة النصرة» اقتحمت مقر «لواء شهداء المعرة» و»لواء أحرار المعرة» واستولت على مقراتهم وسلاحهم بحجة انتمائهم لـ»جبهة ثوار سوريا»، مؤكدا أن جبهة النصرة اعتقلت عدداً كبيراً من عناصر الألوية، بالإضافة الى بعض النشطاء الإعلاميين منهم جودت ملص.
وأضاف أن عناصر من كتائب جند الأقصى المقرب من تنظيم القاعدة ساعدت «جبهة النصرة» في اقتحام المدينة، منوهاً إلى أن «جبهة النصرة» لم يكن لديها سوى مقر صغير في المدينة يضم بضع عناصر.
وكان «المرصد السوري» قال في بيان نشره على موقعها الالكتروني، إن اشتباكات وقعت صباح أمس في جبل الزاوية بريف إدلب بين عناصر من «جبهة النصرة» و»كتائب جند الأقصى» من جهة و»جبهة ثوار سوريا» التي يقودها جمال معروف من جهة أخرى.
وقال البيان إن «جبهة النصرة» استطاعت السيطرة على قرى وبلدات «بليون، وكنصفرة، وابلين، وابديتا، وبلشون، وشنان، ومغارة»، وترافق ذلك مع قصف متبادل بقذائف الهاون بين الطرفين، مشيرا إلى أن الاشتباكات الدائرة أسفرت عن مقتل عدد من مقاتلي الطرفين.
منظمة «مدد» في الجنوب السوري تعتمد مبادئ الحياد وعدم التبعية لأي تيار سياسي أو ديني
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي» برزت في القنيطرة وغوطة دمشق الغربية مؤخرا منظمة «مدد»، وهي إحدى المنظمات التي تهتم بالأطفال والأمراض النفسية التي يصابون بها جراء الحرب التي تعيشها كافة المدن السورية كخطوة نحو مجتمع مدني بعيدا عن أي اتجاهات سياسية.
وقال المدير والمسؤول العام لمؤسسات «مدد» الدكتور أبو زياد مدد إن: «منظمة مدد كندية الترخيص، وتعمل بشكل ميداني في سوريا، وهي مكونة من مؤسسات المجتمع المدني وتعمل في مجال الإغاثة الإنسانية، والطبية، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والخدمات المجتمعية، وخدمات التعليم، والدعم النفسي، وبناء القدرات البشرية للسوريين أينما وجدوا وضمن الإمكانات المتاحة».
وأضاف إن «المنظمة تعتمد في عملها قواعد سلوك العمل الإغاثي المتبعة من قبل منظمات الصليب والهلال الأحمر الدولي، وكافة المعايير والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ومعايير العمل الإنساني».
وأشار أبو زياد إلى إن مؤسسة مدد للتعليم والطفولة هي مستقلة، وتعنى بتقديم خدمات التعليم البديل للطلاب المنقطعين عنه من المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية، إضافة لتقديم الدعم النفسي للأطفال المتضررين من آثار الحرب على أرض محافظة القنيطرة.
بدوره، يقول الناشط الحقوقي أبو علي الهودجي العامل في منظمة «مدد» إننا: «نقوم بتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية للأسر التي نزحت إلى محافظة القنيطرة منذ بدء موجات النزوح من المناطق التي تشهد عنفاً إلى أماكن أكثر أمناً للمدنيين».
وأضاف «المنظمة تعنى أيضا بتحسين شروط حياة النازحين، وتنمية مقدراتهم من خلال مشاريع تنموية مختلفة، وتعتمد المنظمة مبادئ الحياد وعدم التبعية لأي تيار سياسي أو ديني أو مناطقي كأساس لعملها، وتعتمد درجات عالية ومدروسة من التقييم والتوزيع والتوثيق». وتعتبر منظمة «مدد» الأولى من نوعها في جنوب سوريا وتحديداً منطقة القنيطرة وغوطة دمشّق الغربية وحصدت شعبية وتأييدا كبيرا بسبب المشاريع العديدة التي رعتها، والتي لامست حاجيات المجتمع في تلك المنطقة.
وتعتبر منظمة «مدد» كمنظمة سورية مرخصة في دولة كندا تعرف باسم «مدد»، وشعارها «مدد ومنعمرك يابلد»، كما تعتبر من كبرى المؤسسات السورية التي تخدم مصالح المجتمع السوري التعليمي في جنوب سوريا، وتحديداً قطاعي القنيطرة وغوطة دمشّق.
وعملت المؤسسة على إنشاء مدارس تعليمية ودورات تقوية منها اللغات «الفرنسية ـ الإنكليزية» لطلاب الحلقات الأولى والثانية والثالثة التعليمية من السوريين وبالإضافة لعامة الناس.
سورية: 14 مجزرة في الغوطة الشرقية خلال الشهرين الماضيين
اسطنبول ــ ألكسندر أيوب
وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” ارتكاب قوات النظام السوري خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول ما لا يقل عن 14 مجزرة في الغوطة الشرقية لدمشق، راح ضحيتها 274 مدنياً، من بينهم 71 طفلاً و40 امرأة، أي قرابة 41 في المئة من الضحايا المدنيين هم نساء وأطفال، و59 في المئة هم رجال.
وأشارت الشبكة في تقريرها إلى أن النظام صعّد من ارتكابه للمجازر بشكل فظيع خلال الشهرين الماضيين، وهذا دليل قوي على تعمد استهداف المدنيين.
وتعليقاً على تقرير الشبكة أدان المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري، سالم المسلط، هذه المجازر مؤكداً أن النظام السوري يستغل انشغال المنطقة بالحرب ضد إرهاب تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، للتصعيد من مجازره بحق المدنيين من أبناء الشعب السوري، منتهكاً جميع القوانين والأعراف الدولية.
وحذّر المسلط، التحالف الدولي من مغبة التغاضي عن تلك المجازر المستمرة، معتبراً أن ذلك لن يخدم النظام فقط، وإنما سينصبّ بشكل أو بآخر لصالح تنظيم “داعش” من جهة التوسع في الجغرافية السورية التي يسيطر عليها وصولاً إلى زيادة عدد المتطوعين فيه. وأشار إلى أن الشعب السوري بدأ يفقد ثقته بنوايا التحالف خصوصاً مع تباطؤ المجتمع الدولي في تسليح الجيش الحر، وتنفيذ القرارات الدولية التي تنص على ذلك.
وتتعرض الغوطة الشرقية في ريف دمشق لحصار النظام السوري منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2012، والذي أثر بشكل كارثي في حياة الأهالي هناك على مختلف الصعد.
جمال معروف لـ “الجولاني”: لم تأتوا إلّا لنصرة الأسد
دمشق ــ هيا خيطو
اتهم قائد “جبهة ثوار سورية”، جمال معروف، في فيديو نُشر على موقع “يوتيوب” أمس الخميس، “جبهة النصرة” بأنّها “لم تأت إلا لنصرة الأسد”، داعياً إياها للذهاب ومقاتلة النظام على جبهات حماة وحلب، وناعتاً أميرها أبو محمد الجولاني، بـ “الداعشي”.
وظهر معروف في الفيديو، يحمل سلاحه ويتجوّل مع مقاتلين آخرين في منطقة قال إنّها جبل الزاوية، مخاطباً أمير “جبهة النصرة”، الجولاني بأنّه “خرج للقتال في سبيل إيران، وغايات شخصية أخرى”، ومتسائلاً عن السبب الذي دفع “النصرة” لمقاتلة فصيله في جبل الزاوية، بينما حلب ومورك ووادي الضيف تسقط في يد النظام.
وشبّه “الجولاني” بـ “البغدادي” و”الداعشي”، في إشارة منه إلى ممارسات “جبهة النصرة” التي تماثل ممارسات تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما وصف “النصرة”، بـ “جبهة النكسة والانفصال”، وأنهى حديثه بالقول: “جبل الزاوية لا يوجد فيه جيش للنظام، جبل الزاوية يوجد فيه أبطال”.
جاء ذلك عقب الاشتباكات التي اندلعت بين “النصرة” و”ثوّار سورية” في محيط بلدة البارّة بجبل الزاوية يوم الثلاثاء الماضي، على خلفية نزاعات سابقة بينهما، استهدفت خلالها “ثوار سورية” البلدة بأكثر من 100 قذيفة هاون، في حين ردّت “النصرة” باقتحامها لمقرات الأولى في مدينة معرّة النعمان.
وكانت فصائل معارضة في ريف إدلب، قد توصّلت أمس الخميس إلى اتفاق ينصّ على قيامها بإرسال قوات صُلح، للفصل بين المتخاصمين في جبل الزاوية وخارجه ابتداءً من صباح اليوم الجمعة، داعية “الفصائل المتنازعة إلى تسهيل عمل هذه القوة وعدم التعرض لها تحت أي ظرف كان”.
ووقّع على الاتفاق 15 فصيلاً، أبرزهم: “حركة حزم”، و”فيلق الشام”، و”حركة أحرار الشام الإسلامية”، و”جيش الإسلام”، و”فرسان الحق”، و”صقور الشام”.
تنسيق فرنسي تركي..وتخبط أميركي.. والنظام يضاعف قصفه للمدنيين
نفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي، جمعه مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الاتهامات لبلاده بدعم تنظيم الدولة الإسلامية، ووصفها بأنها اتهامات باطلة. وكان أردوغان، قد وصل الجمعة، إلى العاصمة الفرنسية باريس، على رأس وفد تركي كبير. وقال أردوغان إنه يعتقد بأن التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية، يركز أكثر من اللازم على مدينة كوباني السورية. وأضاف “لماذا كوباني دون مدن أخرى مثل إدلب أو حماة أو حمص… وبينما تخضع 40 في المئة من الأراضي العراقية لسيطرة الدولة الإسلامية؟” وتابع قائلا “لماذا لم يتحرك التحالف في مناطق أخرى؟”. وقال هولاند في المؤتمر: “خصمان لنا في سوريا هما الأسد وداعش”.
بدوره، قال المجلس الوطني السوري، بأن طائرات النظام السوري أقدمت على قصف خيم النازحين السوريين في مخيم عابدين بريف إدلب، “فقتلت ستين وأصابت أكثر من مئة وتسعين من المدنيين، من نساء وأطفال وشيوخ”. واعتبر المجلس ان هذا العمل “استهتار صارخ بكل القيم الإنسانية، وتجرؤ على كل قواعد القانون والاتفاقيات والأعراف الدولية”. وعبّر المجلس عن استغرابه لتنفيذ “هذه الجريمة”، في ظل وجود التحالف الدولي، وقال في بيان له: “لقد بات واضحاً من انهماك التحالف الدولي في مواجهة إرهاب دون آخر، أنه يسمح للنظام بقتل وتشريد وقهر ملايين السوريين دون أن يخشى أي نتائج سوى عبارات الشجب”. وأكد المجلس “إن ترك السوريين فريسة لأبشع أنواع الاستباحة من النظام وحلفائه من المنظمات الإرهابية، بينما يتلهى العالم بحرب داعش، هو المكافأة التي يحصل عليها النظام الذي هيأ الظروف لتوجد داعش لهذا الغرض بالذات، ويبقى للسوريين من العالم الشجب الكلامي ووضع الخطوط الحمراء التي انتهكها النظام ولا يزال ينتهكها كل يوم”. وتسائل البيان: “لماذا لا تحمي هذه الطائرات أطفال سوريا؟ وما الذي يجعل طائرات النظام تحلق مطمئنة بجانب طائرات التحالف، وتذهب بكل أمان لتقتل النساء والأطفال ثم تعود سالمة إلى قواعدها؟”.
في السياق نفسه، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن الطيران الحربي السوري نفذ ما يقارب 800 غارة شنتها الطائرات المروحية والحربية على مدى 10 أيام. وتمكن المرصد من توثيق مصرع 221 مدنياً، بيهم 69 طفلاً، و47 امرأة و105 رجال، بالإضافة إلى 500 جريح. وبلغ عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية 415 غارة، منذ ليل الأحد حتى ليل الخميس، استهدفت مناطق في دير الزور، وحمص، ودمشق، وريف دمشق، واللاذقية، والقنيطرة، وحماة، وحلب، وإدلب، ودرعا. وألقت الطائرات المروحية التابعة لقوات النظام السوري، 354 برميلاً متفجراً خلال الفترة ذاتها على محافظات سورية.
من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، الحاجة إلى “الأمانة” في المناقشات داخل الحكومة، مع امتناعه عن التعقيب على مذكرة داخلية كتبها بشأن السياسة تجاه سوريا، وصفتها مصادر على دراية بمحتوياتها بأنها انتقادية. والمذكرة التي بعث بها هيغل إلى مستشارة الأمن القومي للبيت الأبيض سوزان رايس، حذّر فيها من أن سياسة الرئيس باراك أوباما في خطر، بسبب فشلها في توضيح نواياها، تجاه الرئيس السوري بشار الاسد.
وفي مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع الخميس، قال هيغل “نحن مدينون للرئيس ومدينون لمجلس الأمن القومي، بأن نقدم أفضل أفكارنا في هذا الشأن”. وأضاف قائلاً دون أن يذكر مجالات الاختلاف “يجب أن يكون ذلك بأمانة، وبشكل مباشر”. وأشار هيغل إلى أن مستقبل الحكم في سوريا يحتاج إلى أن يكون في صميم التحركات الأميركية، التي تركز الآن على ضربات جوية ضد أهداف الدولة الإسلامية، وخطط لتدريب قوات المعارضة السورية. وقال هيغل “القتال يمكن أن يستمر لسنوات وسنوات (لكن) ما هو الهدف؟ من مصلحتنا ألا يكون الشرق الأوسط غير مستقر”. وأكد الحاجة إلى التصدي للتهديدات الحالية، مع التركيز على “بعض الاستراتيجيات والأهداف طويلة الأجل”. وأوضح أن الرئيس السوري قد يستفيد من الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على مقاتلي الدولة الإسلامية، لكن السياسة الأميركية ما زالت تؤيد تنحيته.
من جهتها، نددت دمشق الخميس، بموقف أنقرة لسماحها للمقاتلين الأجانب و”الإرهابيين”، بدخول الأراضي السورية، في ما عدته انتهاكاً لسيادتها. ووصفت وزارة الخارجية السورية التحرك بأنه “سلوك مشين”. ورفضت تركيا هذه التصريحات، وقال مسؤول كبير في الحكومة التركية إن “النظام السوري لا يتمتع بأي شرعية. إن مثل هذه التصريحات من نظام فقد شرعيته مثيرة للدهشة”.
وكانت الأمم المتحدة، قد قالت الخميس، إن الأزمة الإنسانية في سوريا تزداد سوءاً وسط “استخفاف شديد”، من جميع أطراف النزاع في سوريا. وجاءت هذه التصريحات على لسان مساعدة الأمين العام ونائبة منسقة الإغاثة العاجلة لدى الأمم المتحدة كيونج وا كانج، وذلك خلال إفادتها الشهرية أمام مجلس الأمن بشأن مدى الالتزام بمطالب الأمم المتحدة، لتأمين وصول أكبر للمساعدات عبر سوريا. وقالت كانج إن “المعاناة الإنسانية في سوريا تزداد سوءاً. إن أعداد القتلى والجرحى في السنوات الأربع تقريباً من النزاع مروعة”. وأضافت “إن العقاب الجماعي الذي يلحق بالمدنيين مرعب، وكذلك الاستخفاف الشديد من قبل أطراف النزاع بشعب سوريا وأمانه وكرامته وبمستقبل البلاد”. وقالت كانج “في الشهر الماضي هرب نحو 200 ألف شخص من التقدم الوحشي للدولة الإسلامية في العراق والشام وسعوا للجوء إلى تركيا”.
وقالت كانج “الدولة الإسلامية وباقي أطراف النزاع في سوريا، يقتلون ويجرحون الناس، ويدمرون المنازل والقرى والبلدات والمدن ويفلتون من العقاب”. وأضافت “كثفت المجموعات المسلحة المعارضة هجماتها، في الوقت الذي استمرت فيه الغارات الجوية للقوات الحكومية خصوصاً بالبراميل. وأمس استهدفت براميل متفجرة مخيماً صغيراً للنازحين في إدلب ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص بينهم نساء وأطفال”. وقالت كانج إن الامم المتحدة تبذل كل ما بوسعها لإيصال المساعدات إلى الأشخاص الأكثر تضرراً من الحرب لكن هذا الأمر يزداد صعوبة باستمرار. ونبهت كانج إلى أن الأمم المتحدة لم يعد لديها ما يكفي من التمويل، إذ أن الدول المانحة تبرعت بنحو 39 في المئة فقط من المبلغ المطلوب لجهود الإغاثة في سوريا، وهو 2.3 مليارات دولار، ما سيؤدي إلى تخفيض المساعدات الغذائية لملايين السوريين. ومضت بالقول “نحن لا نزال غير قادرين على إيصال كميات كافية من المساعدات إلى سكان المناطق التي تعد الأصعب في الوصول إليها. إن العقبات البيروقراطية الحكومية، لا تزال تؤخر أو ترفض إيصال المساعدة.. هناك نحو 241 ألف شخص لا يزالون محاصرين معظمهم من قبل القوات الحكومية”.
ومن جانبه، تحدّث وسيط الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي مستورا، إلى مجلس الأمن عقب جولته التي استمرت 40 يوما في المنطقة. واقترح “خطة عمل” لتنفيذ بعض “مناطق لتجميد الموقف بصورة متزايدة”، أي ما يعني وقفاً لإطلاق النار، على مستوى محلي، حيث يمكن أن تبدأ العملية السياسية على مستوى محلي. “والفكرة تكمن في جعل الفتيل المروع الذي تستخدمه داعش في (إشعال) المنطقة، وفي سوريا ليكون فتيلاً للمضي قدماً في إطار ما قد يكون بعض الخطوات على الأرض، لمن يوافقون على وجوب وقف الإرهاب الذي تمثله داعش”.
داعش يجنّد صبيًا لتنفيذ تفجيرات في النمسا
وعده بمكافأة قدرها 25 الف دولار
ألقت الشرطة النمساوية القبض على صبي تركي في الرابعة عشرة، بعدما اكتشفت أن داعش جنده لتنفيذ تفجيرات في مرافق نمساوية مكتظة، مقابل 25 ألف دولار.
لندن: عرض تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) 25 ألف دولار على صبي في الرابعة عشرة من العمر لتنفيذ تفجيرات في فيينا، وفق مصادر نمساوية، فيما تردد أن شابين آخرين جندهما داعش ما زالا طليقين.
ومن بين الأماكن التي اعترف الصبي بالتخطيط لزرع عبوات ناسفة فيها محطة فيستبانهوف في فيينا، التي يستخدمها 40 الف مسافر يوميًا وهي من أكثر المحطات ازدحامًا في النمسا.
تركي مهاجر
امتنعت السلطات النمساوية عن كشف اسم الصبي الذي ألقت القبض عليه قبل أن ينفذ التفجيرات، لكن وسائل اعلام محلية قالت انه ابن عائلة تركية هاجرت إلى النمسا منذ ثماني سنوات، واسمه مرتكان جي. وقد أُلقي القبض عليه الثلاثاء، لكن تفاصيل القضية لم تُكشف إلى الآن.
كما امتنع المسؤولون النمساويون عن التعليق على تقارير ذكرت أن داعش جند الفتى على الانترنت، ووعده بـ 25 الف دولار مقابل تنفيذ التفجيرات. لكن متحدثًا باسم الادعاء العام النمساوي قال إن الصبي (14 عامًا) كان يدخل إلى مواقع جهادية مختلفة.
ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن ميخائيل اويناوز، المتحدث باسم مكتب الادعاء العام في سانت بوتلين حيث تعيش عائلة الفتى، قوله إن الصبي اعترف بالتخطيط لزرع سلسلة من العبوات في مناطق مزدحمة حول فيينا.
كتاب تزكية
قالت مصادر إن الفتى، على الرغم من صغر سنه، استطلع المناطق المستهدفة، وكأنه محترف. ولا يُعتقد أنه تمكن من تصنيع أي عبوات وقت إلقاء القبض عليه، لكنه اجرى بحثًا واسعًا على مواقع الانترنت لكي يتعلم تصنيع العبوات، وطرح اسئلة محددة عن شراء مواد معينة.
واشارت السلطات النمساوية إلى “عبوات ناسفة غير تقليدية”، وقالت وسائل اعلام محلية إنه كان يخطط لتصنيع قنابل عنقودية مماثلة لتلك التي استُخدمت في تفجيرات ماراثون بوسطن في الولايات المتحدة، في العام 2013.
وبحسب المعلومات التي جمعتها السلطات حتى الآن، فإن الفتى كان يخطط لتنفيذ هجوم انتحاري، فيما افادت تقارير بأنه كان يريد السفر إلى سوريا للقتال في صفوف داعش هناك، وقرر أن تنفيذ تفجيرات ناجحة سيكون تذكرته للسفر إلى سوريا وكتاب تزكية لقبوله في داعش.
ذئب منفرد
وقالت صحيفة كرونين تسايتونغ النمساوية إن داعش جند الفتى على الانترنت واعدا بمكافأته بـ”موقع خاص”، مقابل تنفيذ الهجمات، ومكافأة مالية قدرها 25 الف دولار لتغطية التكاليف.
واضافت الصحيفة أن شابين آخرين جُندا بالطريقة نفسها لتنفيذ هجمات مماثلة، لكنهما ما زالا طليقين.
من جهة أخرى نقلت صحف محلية أخرى عن محققين أن مرتكان جي “ذئب منفرد”، وهو التعبير المستخدم اليوم للدلالة على إرهابي يعمل لوحده.
وكان الفتى يعيش مع والديه في مدينة سانت بولتن القريبة من فيينا. وكُشفت خططه بعد أن اتصل معلمون في مدرسته بالشرطة، معربين عن قلقهم من لغة التهديد التي يستخدمها. إثر ذلك، بدأت المخابرات النمساوية تراقب نشاطه على الانترنت، ما أدى إلى القبض عليه.
اشتباكات وتبادل حملات على الانترنت بين جبهة النصرة وكتائب سورية معارضة
أ. ف. ب.
بيروت: وقعت الجمعة اشتباكات بين جبهة النصرة وتنظيم جبهة ثوار سوريا، احدى اكبر القوى المقاتلة في المعارضة السورية، في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب)، في وقت تبادل الطرفان الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت.
وياتي ذلك بعد ايام على جولة من المعارك الدامية بين الطرفين في المنطقة ذاتها تمكنت خلالها جبهة النصرة من انتزاع السيطرة على سبع قرى وبلدات في جبل الزاوية (شرق ادلب) من مقاتلي جبهة ثوار سوريا.
ولم يعرف السبب الرئيسي لهذه المواجهات.
وجاء في بريد الكتروني للمرصد السوري لحقوق الانسان “تجددت الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي جبهة ثوار سوريا في محيط بلدة دير سنبل، المعقل الرئيسي لجبهة ثوار سوريا” في محافظة ادلب، مشيرا الى وقوع “خسائر بشرية في صفوف الطرفين”.
وكانت معارك بين الطرفين وقعت في 26 تشرين الاول/اكتوبر، واستمرت يومين.
وافاد المرصد وناشطون انه تم التوصل ليلة الخميس الجمعة الى اتفاق على نشر “قوة صلح” مؤلفة من 15 فصيلاً مقاتلا بينها فصائل اسلامية بينهما في جبل الزاوية. الا ان الاشتباكات سبقت انتشار القوة.
ووقع الخميس اشتباك آخر بين “جبهة النصرة” و”حركة حزم”، احد فصائل المعارضة، في بلدة خان السبل في ريف ادلب اسفر عن مقتل ثلاثة مقاتلين.
ويعرف مقاتلو “حركة حزم” و”جبهة ثوار سوريا” بتأييدهم لسوريا علمانية وديموقراطية وانتقادهم للكتائب الاسلامية. في المقابل، افاد المرصد عن مشاركة مقاتلين من كتيبة “جند الاقصى” الاسلامية الى جانب “جبهة النصرة” ضد “جبهة ثوار سوريا”.
ونشر ناشطون على موقع “يوتيوب” الجمعة شريط فيديو قالوا انه لقائد “جبهة ثوار سوريا” جمال معروف في جبل الزاوية، وهو يسير بين مقاتلين آخرين ويهاجم جبهة النصرة وزعيمها ابو محمد الجولاني.
ومما قاله معروف في الشريط “من هنا من قلب جبل الزاوية، اقول يا جولاني، (…) اتحداك ان تظهر على حقيقتك، اتحداك يا خارجي”، نسبة الى الخوارج.
واضاف “يا من شوهتم الاسلام وشوهتم الدين لماذا تقاتلوننا؟ اذهبوا وقاتلوا النظام”.
واشار معروف الى ان جبل الزاوية “تحرر” في 2011 حتى قبل نشأة جبهة النصرة.
واضاف، متوجها الى الجولاني، “ما انت الا مثل البغدادي يا داعشي، يا نذل”، في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية.
وتابع “جبل الزاوية حرر كل القرى من عصابات بشار الاسد ومن عصابات البغدادي، وان شاء الله سنحرره من عصابات جبهة الكسرة، جبهة النكسة”، متهما الجبهة بنصرة نظام الرئيس بشار الاسد.
في المقابل، اتهم حساب جبهة النصرة الرسمي على موقع “تويتر” جمال معروف بالفساد “والانحراف عن طريق الثورة”، مشيرا الى ان الجبهة كان لها “دور بارز في تحرير جبل الزاوية”.
وكانت كل هذه الفصائل تقاتل جنبا الى جنب في بداية النزاع العسكري ضد النظام. وكان ريف ادلب المنطقة الاولى التي تمكن مقاتلو المعارضة من اخراج قوات النظام منها في الاشهر الاولى للحرب.
وحصلت جولة اولى من المعارك بين جبهة النصرة ومقاتلي عدد من الكتائب في تموز/يوليو، لكنها ما لبثت ان هدأت.
تنظيم الدولة يهاجم مطارا بحمص واشتباكات بدمشق
أفاد مراسل الجزيرة بسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء من مطار عسكري بريف حمص الشرقي وسط سوريا, بينما قتل 45 معتقلا تحت التعذيب, في حين دارت اشتباكات عنيفة في محيط مدينتي دمشق وحلب.
وقال المراسل جلال أبو سليمان إن تنظيم الدولة حقق خلال أيام تقدما كبيرا في ريف حمص الشرقي حيث استولى على حقل شاعر للغاز, ودمر أكثر من عشرين حاجزا للقوات النظامية, مما أدى إلى مقتل عشرات الجنود السوريين بالإضافة إلى عدد غير معروف من عناصر التنظيم.
وأضاف نقلا عن مصدر في تنظيم الدولة أن مقاتلي التنظيم سيطروا أيضا على أجزاء من مطار “التيفور” العسكري بريف حمص الشرقي بعد تفجير سيارة ملغمة عند بوابته الرئيسية, واستولوا على أكثر من 15 دبابة وآليات ثقيلة أخرى أثناء المعارك بريف حمص الشرقي.
وبصورة متزامنة, سيطر التنظيم على طريق “التياس” الواصل بين مدينة تدمر ومطار التيفور العسكري وفقا للمصدر نفسه. وكثف تنظيم الدولة الإسلامية عملياته بريف حمص الشرقي بينما يسعى منذ أسابيع لبسط سيطرته على مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب شمالي سوريا.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن المعارك لا تزال مستمرة في مطار التيفور العسكري. وقال إن التنظيم يقصف بالمدافع أجزاء المطار التي لا تزال تحت سيطرة القوات النظامية السورية, موضحا أن القتال في مختلف جبهات ريف حمص الشرقي خفت اليوم نسبيا بسبب غزارة الأمطار.
وفي ريف حمص الشرقي أيضا, سلمت القوات النظامية جثامين 45 رجلا وشابا من سكان بلدة “القريتين” كانوا محتجزين لديها. ونقل مراسل الجزيرة عن ناشطين أن هؤلاء المعتقلين جرى إعدامهم في مكان اعتقالهم.
وأكدت شبكة شام والمرصد السوري لحقوق الإنسان وفاة نحو أربعين شخصا تحت التعذيب, ولم يوضحا ما إذا كان الضحايا توفوا دفعة واحدة أم في أوقات متباعدة. ميدانيا, قتل وجرح ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص بينهم أطفال في غارات على مدينة الرستن بحمص وفقا لناشطين.
وفي دمشق, تعرض حي جوبر الخاضع لسيطرة المعارضة اليوم لقصف بثمانية صواريخ أرض-أرض بالتزامن مع غارات جوية. وتحدث ناشطون عن اشبتاكات عنيفة تدور في الحي الذي يقع شرقي دمشق, وتحاول القوات النظامية منذ نحو شهرين استعادته.
وفي حلب, اشتبكت فصائل سورية اليوم مع القوات النظامية المدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني على محاور شمال غربي السجن المركزي, وفي جبهة حندرات شمالي المدينة. من جهته, قال المرصد السوري وناشطون إن اشتباكات وقعت الليلة الماضية على أطراف حي الراشدين غربي حلب, وكذلك في حي العامرية.
وفي إدلب القريبة من حلب, تجدد القتال اليوم بين جبهة النصرة وتنظيم “جند الأقصى” من جهة وجبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف من جهة أخرى. وقال ناشطون إن الاشتباكات تجددت رغم وساطات تقوم بها فصائل مقاتلة بالمنطقة.
تنظيم الدولة يتعثر وغرفة عمليات كردية بعين العرب
كثف تنظيم الدولة الإسلامية قصفه معبر مرشد بينار الحدودي في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، لكنه لم يحرز تقدما في أحدث هجوم له. من جهتها، تعتزم قوات البشمركة الكردية العراقية التي دخلت المدينة إنشاء غرفة عمليات مشتركة لإسناد المقاتلين الأكراد السوريين.
وقال مراسل الجزيرة أحمد العساف إن هدوءا ساد في مدينة عين العرب صباح اليوم الجمعة، مشيرا إلى تحليق طائرات التحالف الطائرات التي قصفت موقعا مفترضا لتنظيم الدولة في محيط المركز الثقافي جنوب شرقي المدينة (150 كيلومترا شمال شرقي حلب).
وأضاف المراسل أن مقاتلي التنظيم شنوا مساء أمس هجوما شمال شرقي المدينة باتجاه معبر مرشد بينار الحدودي الذي يقع شمالي المدينة، لكنهم لم يحرزوا تقدما، مما أبقى الخارطة العسكرية على حالها.
وفي الهجوم الجديد، فجر مقاتل من تنظيم الدولة سيارة ملغمة عند مقر لـوحدات حماية الشعب الكردية بالقرب من الفرن الآلي (شمالي المدينة).
وكان مراسل الجزيرة رأفت الرفاعي قد أفاد من داخل عين العرب بأن هدوءا حذرا سيطر على جبهات القتال في المدينة وسط تحليق مكثف لطائرات التحالف الدولي التي شنت غارات عدما حاول تنظيم الدولة اختراق الجهة الشرقية من المدينة مستخدما سيارة ملغمة.
وتيرة أخف
وأفاد مراسل الجزيرة أحمد العساف بأن وتيرة قصف تنظيم الدولة المدفعي لمحيط معبر مرشد بينار انخفضت في الأيام العشرة الماضية بسبب غارات التحالف الدولي.
واستهدف التنظيم مساء أمس حي الجمرك (شمالي المدينة) بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة الثقيلة.
ورغم هذا القصف، تمكنت طلائع قوات البشمركة التي أُرسلت من إقليم كردستان العراق من دخول المدينة بمساندة طيران التحالف الدولي.
ووفقا لمراسل الجزيرة، فإن وحدات البشمركة ستنشئ غرفة عمليات مشتركة مع الفصائل الكردية والمجموعات التابعة للجيش السوري الحر في عين العرب.
خلاف واضح بين البنتاغون والبيت الأبيض حول سوريا
لندن – العربية نت
تسرب الخلاف بين الإدارة الأميركية ووزارة الدفاع “البنتاغون” بشأن ما يجري في سوريا، وبدا واضحاً أن العسكريين في واشنطن لا يتفقون مع البيت الأبيض حيال ما يجري في سوريا، وخاصة عدم وجود أية نوايا أو خطط حتى الآن لدى إدارة أوباما لإسقاط النظام السوري أو شنّ هجمات ضد قواته على غرار تلك التي يتعرض لها تنظيم “داعش”.
وانتقد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل بشدة السياسة الأميركية في سوريا، وقال في مذكرة رسمية إن على الولايات المتحدة أن توضح موقفها ونواياها تجاه النظام السوري الذي يقوده بشار الأسد.
وبعث هيغل بمذكرته إلى مستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي سوزان رايس الأسبوع الماضي، بحسب ما كشف مسؤول عسكري لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وبحسب المذكرة فإن “السياسة تجاه سوريا تواجه خطر الانهيار”، بسبب التضارب في المواقف الأميركية تجاه نظام الأسد.
وتركز إدارة أوباما حالياً جهودها على هزيمة تنظيم “داعش” في العراق والشام، وتصف الغارات التي يشنها التحالف على التنظيم بأنها الطريقة الوحيدة لوقف خطوط إمدادات التنظيم.
وتخطط واشنطن لتسليح وتدريب مجموعة من خمسة آلاف مقاتل من السوريين المعتدلين، لكنها تلتزم الصمت في الوقت ذاته حيال الهجمات التي يشنها نظام الأسد على المجموعات المسلحة المعتدلة في سوريا.
ويصب بعض الأعضاء في الكونغرس الأميركي، إلى جانب محللين ومتقاعدين عسكريين ونشطاء في المعارضة السورية سيلاً من الانتقادات لسياسات الرئيس باراك أوباما تجاه سوريا، متهمين الإدارة الأميركية بأنها تدعم نظام الأسد من خلال الضربات الجوية التي تستهدف تنظيم “داعش” وحده دون النظام، مع عدم وجود أي مؤشرات على أي استهداف للنظام وقواته.
ووصف الباحث في الشؤون الدولية أنتوني كوردسمان، والذي يقدم النصح والمشورة للبنتاغون بين الحين والآخر، وصف السياسة الأميركية في سوريا بأنها تمثل “فوضى استراتيجية”، في مؤشر على ضبابية الموقف الأميركي وعدم وضوحه.
نيويورك تايمز: أوباما قد يقيل كيري وهاغل
دبي – قناة العربية
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد يقيل وزير خارجيته جون كيري، ووزير دفاعه تشاك هاغل، بعد انتهاء الانتخابات النصفية.
وبحسب الصحيفة، فإن كيري بات يغرد خارج السرب البيضاوي، ويتخذ خطا هجوميا خلال النقاشات الداخلية، فيما لا يتحدث هاغل كثيرا في السياسة، وتخلى عن إدارة المرحلة لصالح رئيس هيئة أركانه.
توالي الأزمات العالمية، وترنح إدارة أوباما في التعامل معها، عوامل تتجه بسيد البيت الأبيض إلى إجراء جراحة قيصرية في طاقمه الوزاري.
تقرير لنيويورك تايمز أشار إلى أن أوباما قد يتجه لإقالة بعض وزرائه، وعلى رأسهم وزير خارجيته جون كيري، ووزير دفاعه تشاك هاغل.
منبع هذا التوجه بحسب ما نقلت الصحيفة عن أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس، هو الخشية من فقدان الديمقراطيين السيطرة على مجلس الشيوخ، وذلك بسبب ترنح إدارة أوباما وعدد من وزرائه في التعامل مع قضايا دولية ملحة.
زعماء ديمقراطيون تحفظوا على أداء الرئيس وطاقمه، واتهموا الإدارة بالفشل في ملفات تتراوح بين الأزمة الأوكرانية إلى التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق، وانتشار فيروس إيبولا، وزعزعة العلاقات مع إسرائيل.
وبحسب أعضاء الكونغرس، فإن وزير الخارجة جون كيري يتبنى خطا هجوميا خلال النقاشات الداخلية، إضافة إلى ظهوره كالمنفصل عن الإدارة خلال تصريحاته العلنية. أما وزير الدفاع تشاك هاغل، فإنه لا يتحدث الكثير في السياسة، وتخلى إلى حد كبير عن إدارة هذه المرحلة الاستراتيجية لصالح رئيس هيئة أركانه مارتن دمبسي.
وبحسب مصادر في البيت الأبيض، فإن تعيين رون كلاين لإدارة أزمة وباء إيبولا، والجنرال جون الن منسقا للحرب على التطرف، يخدم هذا التوجه، كما أن أوباما أضحى مؤخرا يميل أكثر من أي وقت مضى إلى دائرة صغيرة من مساعديه في البيت الأبيض.
وترجح مصادر أميركية أن يقوم أوباما بالعملية القيصرية بعد انتهاء الانتخابات النصفية المقررة في الرابع من الشهر القادم، وضخ دماء جديدة لمواجهة الأزمات الدولية المتلاحقة.
أردوغان: لماذا التركيز على كوباني دون كل سوريا؟
باريس – رويترز
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة، إنه يعتقد أن التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية يركز أكثر من اللازم على مدينة كوباني السورية القريبة من الحدود التركية، وينبغي أن يهتم بمناطق أخرى.
وأضاف في مؤتمر صحافي في باريس بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند “لماذا كوباني دون مدن أخرى مثل إدلب أو حماة أو حمص. وبينما تخضع 40 في المئة من الأراضي العراقية لسيطرة الدولة الإسلامية؟”.
وتابع قائلا “لماذا لم يتحرك التحالف في مناطق أخرى؟”.
المقاتلون الأجانب يتجهون لسوريا رغم الغارات
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن مسؤولون أميركيون الجمعة أن المقاتلين الأجانب يواصلون التوجه إلى سوريا بمعدل 1000 شخص في الشهر، وهو رقم قياسي رغم الغارات التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة.
وقال مسؤول في الإستخبارات لوكالة فرانس برس إن عدد الأجانب الذين يغادرون إلى سوريا للقتال إلى جانب مجموعات مسلحة يتجاوز عدد الذين يتوجهون إلى اليمن وأفغانستان والصومال.
وتقدر وكالات الإستخبارات الأميركية المكلفة مكافحة الإرهاب عددهم بحوالي 16 ألفاً، بينهم قسم كبير ضمن تنظيم الدولة، الذي سيطر على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا.
وقال المصدر نفسه، رافضا الكشف عن اسمه: “الاتجاه هو نحو الارتفاع”، موضحاً أن عمليات القصف اليومية التي تقوم بها القوات الأميركية وحلفاؤها ضد الجهاديين في سوريا والعراق، لا تردع الأجانب من الذهاب إلى هناك من أجل القتال.
وبحسب المصدر فإن غالبية المقاتلين الأجانب يأتون من الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا، والقسم الأكبر من تونس.
وهناك حوالي ألفي مقاتل أتوا من أوروبا وحوالي 100 من أميركا، بينهم 10 يقاتلون إلى جانب تنظيم الدولة.
وكان مدير الإستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر أكد في مطلع الأسبوع أن مخاوف السلطات الأميركية هي أن يدبر هؤلاء الجهاديون هجمات عند عودتهم إلى البلاد.
وقال كلابر، خلال منتدى، إن هؤلاء يتلقون في سوريا “تدريباً على تقنيات خطيرة وقد أصبحوا متطرفين”.
يشار إلى أن الفوضى السائدة في سوريا منذ 3 أعوام ونصف العام، جعلت من السهل دخول كثيرين عبر الحدود.
وخلافا لتنظيم القاعدة، فإن عناصر تنظيم الدولة تمرسوا في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية من أجل تجنيد متطوعين للقتال كما تقول وكالات الإستخبارات الأميركية.
أنباء عن مصرع 21 من “شرطة داعش” والتنظيم يفجر “مفخختين” في كوباني وحمص
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– استمر القتال في مدينة كوباني، شمال سوريا، حيث يتصارع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ومقاتلون من الأكراد سكان المدينة، ومن قوات البيشمرغة الكردية العراقية التي وصل عناصر منها إلى المدينة عن طريق تركيا، ومقاتلين من الجيش السوري الحر جاءوا للمشاركة في مواجهة “داعش”.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه تلقى “معلومات عن مصرع ما لا يقل عن 21 عنصرا، من عناصر الحسبة” وهي الشرطة الدينية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، نتيجة الغارات التي تشنها “طائرات التحالف العربي – الدولي على ميحط عين العرب، كوباني” بحسب المرصد.
وأشار المرصد على موقعه الخميس، إلى تفجير سيارة مفخخة بالقرب من مسجد الحاج رشاد في كوباني، دون أن يذكر معلومات عن حجم الخسائر، مشيرا إلى تجدد الاشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، وإلى غارات طائرات التحالف على تجمع للتنظيم.
وذكر المرصد بأن مقاتل من “داعش” نفذ عملية انتحارية بعربة مفخخة بالقرب بوابة مطار التيفور العسكري بريف حمص، دون أن يحصل على تفاصل عن حدم الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام السوري، وذكر بأن اشتباكات اندلعت بين مقاتلي “داعش” وقوات النظام والمسلحين الموالين له في حقل الشاعر للغاز بريف حمص.
أردوغان وهولاند من باريس: خصمان لنا في سوريا يجب محاربتهما معاً.. “داعش” والأسد
أردوغان وهولاند من باريس: خصمان لنا في سوريا يجب محاربتهما معاً.. “داعش” والأسد
باريس، فرنسا (CNN)- جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انتقاده للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، قائلاً إن التحالف الذي يحارب تنظيم “داعش” وحده في سوريا، يجب عليه أيضاً أن يحارب نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في باريس الجمعة: “مع الأسف، بقينا لوحدنا.. هناك تنظيم إرهابي، ولكن هناك الأسد ونظامه، اللذان يمارسان إرهاب الدولة أيضاً”، وهو نفس الأمر الذي أكد عليه الرئيس الفرنسي خلال المؤتمر الصحفي.
وتابع الرئيس التركي قائلاً: “نمتلك حدوداً بطول 295 كيلومتراً، عرضة للمشاكل الإقليمية، ولا يوجد أي فرق بين تركيا وفرنسا في وجهات نظرهما حول سوريا والعراق، فأفكارنا متقاربة بخصوص ذلك، وأحياناً تتداخل”، بحسب ما أوردت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء.
كما جدد أردوغان دعوته إلى إقامة “منطقة حظر جوي” في شمال سوريا، وكذلك إقامة “منطقة آمنة”، في إطار الحرب على “تنظيم داعش الإرهابي”، الذي قال إنه “يحتل 40 في المائة من الأراضي العراقية، ويستمر في التحرك لاحتلال أراضي سوريا.”
وشدد على ضرورة “تدريب وتجهيز” ما أسماها “المعارضة المعتدلة”، في إشارة إلى “الجيش السوري الحر”، الذي يقود المعارك ضد القوات الموالية لنظام الأسد، وقال في هذا الصدد: “طالما أن قوات التحالف لا تقدم على هذه الخطوة، فإن موقف تركيا مختلف.”
وبالنسبة للوضع في مدينة “عين العرب – كوباني” السورية، ذات الغالبية الكردية، فقد أبدى الرئيس التركي استغرابه من “تركيز” التحالف الدولي على تلك المدينة دون غيرها من المناطق، مثل “إدلب”، و”حماه”، و”حمص” في سوريا، أو المناطق التي يحتلها التنظيم في العراق.
وعن اتهام وسائل إعلام غربية أنقرة بدعم داعش، وصف أردوغان تلك الاتهامات بأنها تشكل “ظلماً وإجحافاً وإهانة” لتركيا، لافتاً إلى أن بلاده تستضيف نحو مليون و600 ألف شخص هربوا من هجمات “التنظيم الإرهابي”، أنفقت عليهم ما بين أربعة وخمسة مليارات دولار.
769 غارة لطيران النظام السوري في 10 أيام والضحايا 221 مدنيا بينهم 69 طفلاً
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– نفذ الطيران الحربي السوري ما يقارب 800 غارة شنتها الطائرات المروحية والحربية على مدى 10 أيام بسحب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وتمكن المرصد من توثيق مصرع 221 مدنيا، بيهم 69 طفلاً، و 47 امرأة و 105 رجال بحسب ما ذكر المرصد على موقعه على شبكة الانترنت.
وبلغ عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية 415 غارة، منذ ليل الأحد حتى ليل الخميس، استهدفت عدة مناطق في دير الزور، وحمص، ودمشق، وريف دمشق، واللاذقية، والقنيطرة، وحماة، وحلب، وإدلب، ودرعا، بحسب المرصد.
وأشار إلى أن الطائرات المروحة التابعة لقوات النظام السوري، ألقت 354 برميلا متفجرا خلال الفترة ذاتها على عدة مناطق في المحافظات السورية. وأن عدد الغارات ارتفع خلال هذه الفترة إلى 769 غارة، للمروحيات والطائرات المقاتلة. وأن هناك 500 جرح سقطوا بالإضافة إلى القتلى الـ 221.
المجلس الوطني السوري : التحالف “يتلهى” بداعش وطائرات النظام تحلق بجانب طائراته وتقصف النازحين
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قال المجلس الوطني السوري، بأن طائرات النظام السوري أقدمت على قصف خيم النازحين السوريين في مخيم عابدين بريف إدلب، “فقتلت ستين وأصابت أكثر من مئة وتسعين من المدنيين، من نساء وأطفال وشيوخ،” بحسب ما ورد في بيان للمجلس تلقت CNN بالعربية نسخة منه.
واعتبر المجلس هذا العمل “استهتار صارخ بكل القيم الإنسانية، وتجرؤ على كل قواعد القانون والاتفاقيات والأعراف الدولية” وعبر المجلس عن استغرابه لتنفيذ “هذه الجريمة” في ظل وجود التحالف الدولي، وجاء في البيان ” لقد بات واضحاً من انهماك التحالف الدولي في مواجهة إرهاب دون آخر، أنه يسمح للنظام بقتل وتشريد وقهر ملايين السوريين دون أن يخشى أي نتائج سوى عبارات الشجب . ”
وقال المجلس في بيانه ” إن ترك السوريين فريسة لأبشع أنواع الاستباحة من النظام وحلفائه من المنظمات الإرهابية، بينما يتلهى العالم بحرب داعش، هو المكافأة التي يحصل عليها النظام الذي هيأ الظروف لتوجد داعش لهذا الغرض بالذات، ويبقى للسوريين من العالم الشجب الكلامي ووضع الخطوط الحمراء التي انتهكها النظام ولا يزال ينتهكها كل يوم.”
وذكّر البيان “بأن الاستنكار لم ينقذ حياة طفل سوري واحد منذ بدأ ذبح السوريين المنظم قبل أربع سنوات، وهو لن ينقذ أي سوري في المستقبل. ” وأشار إلى أن السوريين “يتساءلون بمرارة وألم وهم يرون طائرات المتحالفين التي تقطع سماء سورية من أقصاها إلى أقصاها مرات في اليوم الواحد: لماذا لا تحمي هذه الطائرات أطفال سورية ؟ وما الذي يجعل طائرات النظام تحلق مطمئنة بجانب طائرات التحالف، وتذهب بكل أمان لتقتل النساء والأطفال ثم تعود سالمة إلى قواعدها ؟”
البشمركة لم تدخل سورية بعد وتركيا تمنعهم من رفع أعلام
روما (31 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر كردية سورية إن قوات البشمركة العراقية لم تصل بعد إلى مدينة عين العرب (كوباني) السورية حتى يوم الجمعة، وأشارت إلى أن تركيا تراقب بشدة عشرات من مقاتلين البشمركة على بعد كيلومترات عن الحدود السورية ومنعتهم من رفع أي علم له علاقة بالأكراد
وقالت المصادر من منطقة عين العرب (كوباني) لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “نحو مائة من مقاتلي البشمركة الكردية العراقية ينتظرون في سوروتش التركية ويخضعون لرقابة عسكرية تركية صارمة”، وقد “اشترطت عليهم القوات التركية عدم رفع أي علم له علاقة بالأكراد كما اشترطت عليهم عدم ارتداء ألبسة كردية تقليدية والالتزام باللباس العسكري الموحد”، حسب قولها
وانتقد أكراد سوريون تجمعات ترحيبية قام بها أكراد في الأراضي التركية في استقبال قوات البشمركة، وأعربت المصادر الكردية عن قناعتها بأن هذه المظاهر الاحتفالية لا قيمة لها، وليست مؤشراً على أن الدعم العسكري من البشمركة سيكون كبيراً، مشيرة إلى أن بين مائة ومائة وخمسين مقاتلاً كردياً عراقياً من البشمركة انتقلوا مئات الكيلومترات في الأراضي التركية للوصول إلى عين العرب (كوباني) التي يحاصرها مقاتلو تنظيم (الدولة الإسلامية)، فيما كان من الممكن نقلهم جواً ليصلوا خلال ساعات بدلاً من رحلة برية استغرقت أياماً
وقالت المصادر إن “لديها تأكيدات بأن هذه الدفعة من مقاتلي البشمركة قد تدخل سورية لكنها من المرجح أن تكون الدفعة الأخيرة”، مشيرة إلى أن “مائة وخمسين مقاتلاً كردياً إضافياً لن يغير ميزان القوى وسيكون له بعد معنوي أكثر من كونه ذا تأثير عسكري حقيقي على الأرض”، على حد تعبيرها
ضربات جوية تستهدف كوباني وقوات البشمركة تستعد للدخول
من حميرة باموق ورحيم سلمان
سروج (تركيا)/بغداد (رويترز) – قصفت غارات جوية تقودها الولايات المتحدة مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في بلدة كوباني السورية الحدودية يوم الجمعة في مسعى فيما يبدو لتمهيد الطريق لدخول قوات البشمركة الكردية العراقية المسلحة بأسلحة ثقيلة الى البلدة من تركيا المجاورة.
ويحاصر المتشددون السنة كوباني التي تقع على الحدود مع تركيا منذ أكثر من 40 يوما وهي الان محور حرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر على مساحات كبيرة من العراق وسوريا واعلن الخلافة في المناطق التي استولى عليها في الدولتين.
وذبح مقاتلو التنظيم او طردوا شيعة ومسيحيين ومن يخالفهم تفسيرهم المتشدد للاسلام. وأعدموا 220 عراقيا على الاقل أبدوا مقاومة لاجتياحهم مناطق الى الغرب من العاصمة العراقية بغداد هذا الاسبوع.
واصبح حصار كوباني المعروفة أيضا باسم عين العرب اختبارا لقدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على التصدي لتقدم الدولة الإسلامية لكن الغارات الجوية المستمرة منذ اسابيع لم تفلح حتى الان في كسر الحصار الذي يفرضه مقاتلو التنظيم المتشدد.
ويمثل وصول قوات البشمركة الكردية العراقية المرة الاولى التي تسمح فيها تركيا لقوات برية من خارج سوريا بدخول البلدة الحدودية لدعم اكراد سوريا الذين يدافعون عنها منذ بضعة اسابيع.
ويأمل المدافعون عن كوباني الذين يفوقهم مقاتلو الدولة الاسلامية تسليحا في وصول قوات البشمركة القادمة من كردستان العراق ومعها اسلحة هم في أمس الحاجة اليها منها المدافع وشاحنات صغيرة عليها اسلحة آلية حتى يتمكنوا من قلب ميزان القوة في المعركة.
ودخلت قوة متقدمة مكونة من عشرة أفراد من البشمركة كوباني لفترة قصيرة من الوقت يوم الخميس لتضع استراتيجية مشتركة مع وحدات حماية الشعب وهي الجماعة المسلحة الكردية الرئيسية التي تدافع عن المدينة.
وتسارعت يوم الجمعة حركة دخول وخروج العربات المدرعة من مخزن سابق لمعالجة القطن قرب بلدة سروج الحدودية التركية حيث تستعد فرقة أكبر من قوات البشمركة قوامها نحو 150 فردا للانتشار.
وخرجت دبابات جاءت مع القافلة من المجمع في حراسة قوات امن تركية للتزود بالوقود من محطة محلية.
* مذبحة
وفي العراق حققت القوات الحكومية والكردية مكاسب ضد الدولة الاسلامية في الشمال خلال الاسابيع الأخيرة بيد ان الغارات الجوية الأمريكية اخفقت في وقف تقدم المتشددين في محافظة الانبار وهي منطقة واسعة في غرب العراق.
وبدا ان اعدام اكثر من 220 من رجال القبائل هذا الاسبوع ممن قاوموا تقدم الدولة الاسلامية في وادي الفرات أسوأ عمليات قتل جماعي للسنة على ايدي جماعة سنية دأبت في السابق على قتل الشيعة وغير المسلمين.
وكان قد عثر على 220 جثة لرجال من عشيرة البونمر -كان تنظيم الدولة الاسلامية قد اسرهم قبل ذلك بأيام- في مقبرتين جماعيتين خلال الايام القليلة الماضية. وكانوا قد قتلوا باطلاق النار عليهم من مسافة قريبة.
وأيد كثير من العراقيين السنة تنظيم الدولة الاسلامية خلال تقدمه في البلاد إذ ينظرون الى هؤلاء المقاتلين كحماة لهم في مواجهة الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد.
وتأمل واشنطن باحتمال اقناع العشائر بان تبدل ولاءها لتساعد حكومة بغداد في محاربة المتشددين مثلما حدث في الانبار خلال حملة عام 2006 الى 2007 وهي اشرس فترة من الاحتلال الأمريكي للعراق. لكن حتى الآن فان العشائر التي تقاوم الدولة الاسلامية تواجه عمليات انتقامية فيما تشكو من ضآلة الدعم من حكومة بغداد.
ودعا المرجع الشيعي العراقي البارز آية الله علي السيستاني الحكومة اليوم الى المسارعة لمساعدة العشائر السنية التي تقاتل جماعة الدولة الإسلامية بعد أعدام ما لا يقل عن 220 من رجال العشائر.
وقال السيستاني (84 عاما) في خطاب تلاه مساعد له في مدينة كربلاء عقب صلاة الجمعة إن على الحكومة العراقية تقديم دعم سريع لأبناء هذه العشيرة وغيرها من العشائر التي تقاتل “الارهابيين”. واضاف أن هذا من شأنه أن يتيح الفرصة للعشائر الأخرى للانضمام للمقاتلين الذين يواجهون الدولة الاسلامية.
وقال الشيخ نعيم الكعود احد زعماء عشيرة البونمر لرويترز إنه يخشى اعتقال المزيد من ابناء القبيلة وقتلهم من مسافة قريبة ووضعهم في مقابر جماعية. وقال إن قبيلته كانت قد ناشدت الحكومة مساعدتها في الايام التي سبقت قيام الدولة الاسلامية بالاستيلاء على القرية في هجوم.
وقال لرويترز في مقابلة إنه اخطر الحكومة قبل الهجوم بيوم ان الدولة الاسلامية تستهدف العشيرة وانه تحدث الى قائد القوات الجوية ومع قادة آخرين مشيرا الى انه اعطى لهم احداثيات المواقع التي يوجدون بها لكن لم يعره احد التفاتا.
ووصول قوات اكراد العراق عبر تركيا للمساعدة في حماية كوباني في سوريا تطور سياسي مهم في صراع اشاع العنف في المنطقة.
* أكراد تركيا غاضبون
واستوعبت تركيا خلال الاسابيع الاخيرة نحو 200 الف لاجيء من منطقة كوباني لكن عدم مشاركتها في العمل على حماية البلدة الحدودية أغضب افراد الاقلية الكردية في البلاد ما ادى الى اندلاع احتجاجات في اكتوبر تشرين الاول قتل فيها نحو 40 شخصا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان -الذي يحجم عن تأييد التحالف لكنه سمح بمرور البشمركة من شمال العراق عبر بلاده- إن الولايات المتحدة وحلفاءها يركزون على كوباني فقط وان عليهم ان يوجهوا اهتمامهم الى اماكن اخرى.
واضاف في مؤتمر صحفي في باريس عقب محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند “لماذا كوباني بالذات وليس ادلب او حماة او حمص… فيما تسيطر الدولة الاسلامية على 40 في المئة من اراضي العراق؟” واضاف ان عملية السلام مع الاكراد ستستمر رغم احداث الشغب.
وقال الجيش الامريكي إنه يواصل استهداف الدولة الاسلامية قرب بلدة كوباني السورية يومي الخميس والجمعة. وقال في بيان إن الغارات الاربع التي وقعت قرب كوباني على مقربة من حدود تركيا أوقعت أضرارا بأربعة مواقع قتالية وأحد المباني التي يستخدمها التنظيم المتشدد.
وقال انور مسلم وهو أكبر مسؤول اداري في كوباني “على مدى الخمسة عشر يوما الماضية ظلت الدولة الاسلامية تشن هجمات محاولة السيطرة على البوابة الحدودية وشمل ذلك تفجير سيارات. لكننا نقاوم.”
وقال لرويترز خلال اتصال هاتفي “بينما تمر قافلة البشمركة ستحلق الطائرات الامريكية في الجو كما ستطير طائرات من التحالف…فوق كوباني لدعم المعركة ضد الدولة الاسلامية.”
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا يوم الجمعة إن المعلومات الاولية تشير الى مقتل 21 من مقاتلي الدولة الاسلامية في ضربات جوية للتحالف حول كوباني من بينهم جهادي من الدنمرك.
وقال صحفي من البلدة انه وقعت عدة غارات خلال الليل ورصد مراسل لرويترز ضربة جوية يوم الجمعة الى الشرق من كوباني.
ودخل نحو 200 مقاتل من الجيش السوري الحر -الذي يضم عشرات الجماعات المسلحة التي تقاتل الدولة الاسلامية والرئيس السوري بشار الاسد على حد سواء- كوباني من تركيا للمشاركة في الدفاع عن البلدة.
وتساند تركيا -التي تريد ان تتضمن استراتيجية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا الاطاحة بالاسد- المعارضة السورية وهي سياسة قال اولوند إن بلاده توافق عليها.
وقال “ندرك بوجود عدوين في سوريا. هذا هو السبب الذي يدفعنا… لمساندة الجيش السوري الحر وهو الامر الذي بحثناه لاننا على يقين ان النصر ينتظر الجيش السوري الحر وحده على الارض”.
وقال جوش ارنست المتحدث باسم البيت الابيض إن الاستراتيجية الامريكية ضد الدولة الاسلامية تؤتي ثمارها نافيا ان واشنطن تركز على اضعاف مقاتلي الدولة الاسلامية على حساب هدفها الموازي لذلك الا وهو الاطاحة بالاسد.
واعترف وزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل امس بان الاسد ربما يكون قد استفاد من الهجمات الامريكية على مقاتلي الدولة الاسلامية في بلاده رغم قوله ان السياسة الامريكية لاتزال تؤيد تنحية الاسد من السلطة.
ولاقت قافلة قوات البشمركة استقبال الابطال وهي تعبر هذا الاسبوع جنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية في طريقها الى كوباني قادمة من قاعدتها في كردستان العراق.
ولم يتضح ما اذا كانت فرقة البشمركة الصغيرة هذه والمسلحة جيدا ستكون قادرة على تغيير دفة المعركة لكن ارسال هذه القوات العراقية الى ساحة القتال ابراز لوحدة الجماعات الكردية التي حرصت في احيان كثيرة على اضعاف بعضها بعضا.
وردت سوريا على وصول قوات البشمركة العراقية بالتنديد بتركيا لانها سمحت لمقاتلين اجانب و”ارهابيين” بدخول سوريا ما يمثل انتهاكا لسيادتها. واستهجنت وزارة الخارجية السورية هذه الخطوة. ورفضت تركيا -التي اوضحت انها لن ترسل قواتها الى سوريا- هذه التصريحات.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
البيت الابيض يدافع عن الاستراتيجية الأمريكية تجاه سوريا والأسد
واشنطن (رويترز) – سعى البيت الابيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى تقديم موقف موحد بشأن سوريا يوم الجمعة بعد تقارير عن مذكرة من وزير الدفاع تشاك هاجل انتقد فيها الاستراتيجية الامريكية ووصفها بأنها غامضة تجاه الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست ان الاستراتيجية الامريكية ضد الدولة الاسلامية في سوريا والعراق تسير بنجاح. ونفى ان تكون واشنطن تركز على اضعاف المتشددين الاسلاميين على حساب هدفها الآخر وهو إزاحة الاسد من السلطة.
وأضاف ايرنست في مقابلة مع قناة تلفزيون سي.إن.إن. الاخبارية “سياستنا تجاه الاسد واضحة بالفعل .. نعتقد انه لا يملك شرعية ليقود.”
ووجهت انتقادات الى الرئيس باراك اوباما داخل الولايات المتحدة وفي الخارج بأنه أخفق في التعامل مع هجمات قوات الاسد على المعارضة السورية التي ستحتاج اليها واشنطن في نهاية المطاف في المنطقة. وتقول ادارة اوباما انها تريد تنحية الاسد لكنها تأمل في ارجاء هذا الهدف للتركيز على مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.
وظهرت تقارير يوم الخميس بشأن مذكرة من صفحتين ارسلها وزير الدفاع الى مستشارة الامن القومي سوزان رايس يحذر فيها من ان سياسة اوباما ازاء سوريا معرضة للخطر لعدم توضيح النوايا الامريكية تجاه الاسد.
واحجم هاجل عن الحديث بشأن المذكرة يوم الخميس. لكن عندما سئل بشأن الاستراتيجية الخاصة بسوريا في مؤتمر صحفي في البنتاجون اقر بأن الاسد ربما يستفيد من الهجمات الامريكية على مقاتلي الدولة الاسلامية في بلاده وأكد ان هناك حاجة الى التوصل الى حل دبلوماسي سياسي لاشاعة الاستقرار في سوريا.
وهون المتحدث باسم البنتاجون الاميرال جون كيربي يوم الجمعة من شأن أي خلاف مع البيت الابيض وقال ان المسؤولين الامريكيين يراجعون باستمرار الخيارات تجاه سوريا.
وقال كيربي “مثل اي استراتيجية انت تريد ان تجري تقييما باستمرار وان تراجعها وان تتحدث بشأنها وتتأكد عند تنفيذها ان ذلك يتم بالطريقة الصحيحة. وأعتقد ان هذا هو ما تحدث الوزير بشانه أمس.”
وعندما سئل ان كانت استراتيجية الولايات المتحدة ساعدت الاسد قال ايرنست ان أهم هدف للامن القومي الامريكي هو ضمان ألا يكون للدولة الاسلامية ملاذ آمن في سوريا.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)