أحداث الخميس، 08 أيلول 2011
عشرات الضحايا في عملية كبيرة للأمن في حمص
نيويورك – راغدة درغام؛ موسكو – رائد جبر؛ دمشق، القاهرة، باريس، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
شنت قوات الأمن السورية عملية كبيرة في مدينة حمص ومناطق اخرى، ما أدى إلى مقتل 20 شخصاً على الأقل وجرح عشرات آخرين، بينهم 17 في حمص. وذلك، بعد ساعات من إرجاء دمشق زيارة كانت مقررة أمس للأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي لعرض مبادرة لإنهاء الأزمة السورية، فيما فشلت فرنسا في إقناع روسيا بتأييد فرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد في مجلس الأمن.
وأعلن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان عشرات الضحايا سقطوا عندما أطلق رجال الأمن النار عليهم اثناء عمليات مداهمة شملت عدداً من المدن السورية. وقال إن قوات الامن قامت بعملية أمنية في حمص، وقامت أيضاً بعملية مداهمة لملاحقة مطلوبين في مدينة سرمين الواقعة في ريف ادلب، مشيرا الى سقوط عدد من المدنيين بين قتيل وجريح.
ديبلوماسياً، فشل وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في إقناع نظيره الروسي سيرغي لافروف بتأييد العقوبات ضد النظام السوري في مجلس الأمن بهدف «توجيه إشارة حازمة» إلى دمشق لوقف إراقة الدماء. وقال جوبيه خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع لافروف في موسكو أمس بعد محادثات، إن باريس تتفق مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أن «النظام السوري ارتكب جرائم ضد الإنسانية». وشدد على ضرورة «أن توجه لدمشق إشارة قوية بأن الاستمرار في هذه الممارسات ليس مقبولاً». وأعرب عن أمله في أن «تؤيد موسكو جهودنا في مجلس الأمن بصرف النظر عن التباين الراهن في وجهات النظر».
لكن لافروف تجاهل التعليق على هذا الطلب، مجدداً موقف بلاده الداعي إلى «منح الفرصة للحوار بين الأطراف السوريين». وحذر من أن «عدم قبول المعارضة بالحوار الذي دعت إليه السلطات يهدد بتطور الأوضاع وفقاً للسيناريو الليبي». وأوضح أن موسكو تعتبر أن المخرج الوحيد من الوضع الراهن هو اللجوء إلى طاولة الحوار، متهماً «أطرافاً في المعارضة بتعمد رفض فكرة الحوار لتصعيد الموقف أكثر، والمراهنة على تلقي دعم خارجي، كما حدث في ليبيا».
وفي القاهرة، أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي إرجاء زيارة الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي لسورية إلى السبت المقبل، بعدما طلبت دمشق إرجاءها، على خلفية استقبال العربي وفداً من المعارضة ونشر تفاصيل المبادرة العربية التي سينقلها إلى الأسد لحل الأزمة، بحسب مصادر.
وفي نيويورك، شددت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس على ضرورة إصدار مجلس الأمن قراراً بعقوبات ضد سورية لزيادة الضغط على نظام الأسد. ورجحت مصادر غربية التمهل في طرح مشروع القرار على التصويت لسببين رئيسيين، هما إعطاء الأولوية لمشروع قرار في الشأن الليبي وثانياً رفع مستوى المفاوضات على مشروع القرار السوري إلى مستوى الوزراء أثناء انعقاد الدورة الـ ٦٦ للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أسبوعين.
ورأت رايس أن على المجلس «إصدار قرار قوي في شأن سورية يتضمن عقوبات ذات معنى لزيادة الضغط على نظام الأسد». وأضافت أن المناقشات في مجلس الأمن مستمرة على أكثر من مستوى وكذلك بين عواصم الدول الأعضاء في المجلس، مشددة على أن الهدف هو «التوصل إلى قرار له معنى». وأشارت إلى أن بعض الدول في مجلس الأمن «تفضل العمل ببطء».
وقال مصدر غربي: «لا ننوي التوجه إلى التصويت بسرعة رغم ثقتنا بأن لدينا الأصوات التسعة اللازمة لتبني القرار ما لم تستعمل روسيا الفيتو ضده». وأضاف أن العمل جار مع مجموعة «ايبسا» التي تضم الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا لإقناعها بالتصويت لمشروع قرار وسطي تعمل الدول الغربية على إعداده لتجنب الفيتو الروسي.
وأشار إلى أن المفاوضات على قرار الإفراج عن الأصول الليبية المجمدة عقّدت الأمر. وقال: «نريد أن ننتهي من مشروع القرار الليبي قبل التحرك داخل مجلس الأمن بمشروع القرار السوري»، عازياً ذلك إلى أهمية موافقة روسيا والصين و «إيبسا» على مشروع القرار الليبي وضرورة «عدم تعكير الأجواء بمشروع القرار السوري في هذا المنعطف.
وعقد سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال اجتماعاً مع نظرائهم في «إيبسا» مساء الثلثاء في مقر البعثة البريطانية للمرة الثانية خلال 5 أيام. وقال ديبلوماسي من دول «ايبسا» طلب عدم كشف اسمه إن «مواقف الدول لا تزال ثابتة والاختلافات لا تزال قائمة لكن الانخراط في المفاوضات سيستمر».
لكن ديبلوماسياً صينياً أكد لـ «الحياة» أن بكين «متمسكة برفض العقوبات وهي تدعم مشروع القرار الذي اقترحته روسيا» الذي يدعو السلطات السورية الى تطبيق الإصلاحات التي أعلنتها ويدعو المعارضة الى الانخراط في الحوار. وأضاف أن ثمة «توافقاً على إصدار قرار عن مجلس الأمن يتناول الوضع في سورية، لكن الاختلاف لا يزال قائماً على الإجراءات التي سيتضمنها هذا القرار».
بانيتا: أيام الأسد في السلطة باتت معدودة
العربي السبت في دمشق ومجلس الجامعة الثلثاء
أفاد مسؤول في جامعة الدول العربية وديبلوماسيون عرب ان الامين العام للجامعة نبيل العربي سيزور سوريا السبت وان وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في القاهرة الاسبوع المقبل لنقل بواعث القلق من الحملة الدامية على الانتفاضة الشعبية في البلاد، التي استمرت امس وسقط فيها 23 قتيلاً بينهم 17 في حمص. وفشلت فرنسا في اقناع روسيا بالانضمام الى العقوبات الدولية على النظام السوري ورأى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن أيام الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة باتت “معدودة”.
وكان مصدر ديبلوماسي عربي أفاد أن دمشق رفضت استقبال الأمين العام بعدما التقى أعضاء في المعارضة السورية وبسبب اقتراح قطري سرب عن إمكان اتخاذ إجراء عربي حيال الحملة التي تشنها السلطات السورية على المحتجين في سوريا، على رغم عدم تبني الوثيقة. ونقل موقع “الأهرام” عن نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي، ان موعد الزيارة حدّد السبت المقبل بناءً على اتصال هاتفي بين الأمين العام للجامعة ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، كما أن الأمين العام استقبل امس مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة السفير يوسف أحمد وبحثا في الزيارة.
وكانت دمشق قالت اول من أمس إنها طلبت من العربي تأجيل الزيارة “لأسباب موضوعية أبلغها” من غير أن تورد تفاصيل.
ونشرت صحيفة “الشروق” المصرية ان قرار الحكومة السورية عدم استقبال العربي اتخذ على خلفية استقباله وفداً من المعارضة السورية في القاهرة الثلثاء.
وقال “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية” في بيان، انه “يرى في المبادرة العربية أساسا طيبا يمكن البناء عليه لمعالجة الأزمة الوطنية التي ترتبت على مواجهة النظام للانتفاضة الشعبية بالعنف”. وأكد انفتاحه على المبادرة “إذا توافرت ضمانات عربية ودولية كافية لتنفيذها”، مبدياً تحفظه عن “إجراء انتخابات رئاسية متعددة المرشح سنة 2014”. ورأى “أن النظام سيرفض المبادرة أو قد يقبل بصيغة مفرغة من مضمونها منها، ومن دون أي ضمانات للتنفيذ”.
وتتضمن المبادرة التي من المقرر ان يعرضها العربي على الرئيس السوري 13 بندا وتقترح “اجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح سنة 2014، موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس”.
الاجتماع الوزاري
وأفاد مسؤول في الجامعة ان اجتماعا وزاريا عربيا سيعقد في 13 ايلول. وأوضح مندوب دائم لدى الجامعة طلب عدم ذكر اسمه ان “الأوضاع في سوريا ستتصدر المناقشات في الاجتماع الوزاري المقبل بعد تأجيل زيارة الأمين العام للجامعة العربية لسوريا”. واستبعد تجميد عضوية سوريا في مؤسسات الجامعة خلال الاجتماع المقبل على غرار ما حدث مع ليبيا في شباط بعدما هاجمت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي المحتجين بالسلاح. وقال: “لا أحد يفكر حتى اليوم في تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية لأن جميع الدول العربية حريصة على الاستقرار في سوريا وكل ما طالب به وزراء الخارجية العرب في الاجتماع الأخير هو الاسراع في وتيرة الاصلاحات ووقف العنف”.
23 قتيلاً
في غضون ذلك، أعلن “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية”، الذي ينظم حركة الاحتجاجات غير المسبوقة على النظام السوري، ان “عدد القتلى بلغ في سوريا اليوم (امس) 23 شخصا بينهم 17 في حمص وشخص في حماة وشخصان في سرمين” بريف ادلب.
واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان “عدد القتلى مرشح للارتفاع نظراً الى اصابة العشرات بجروح خطرة”، ومع “استمرار اطلاق الرصاص بكثافة في احياء عدة من المدينة”.
واظهر شريط فيديو مؤثر بثته مواقع الكترونية عدة عناصر من الشبيحة (الموالية للنظام) ترتدي لباس الجيش وهي تطلق النار وتجهز على جريح ممدد على الارض. وقالت المواقع ان هذا الشريط صور الاثنين في حي الانشاءات بمدينة حمص.
وأوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” إن مجموعة مسلحة فجرت عبوة ناسفة فى بلدة النعيمة القريبة من درعا لدى مرور اوتوبيس تابع لقوات حفظ النظام وقوى الأمن مما أدى لإصابة 11 عنصرا وأربعة مدنيين بينهم أب وولداه. وأضافت أن التفجير تم بواسطة جهاز تحكم من بعد وكانت العبوة تحتوي على قطع معدنية ومسامير فولاذية وكرات معدنية من أجل قتل اكبر عدد ممكن من رجال الشرطة والمدنيين.
كذلك أطلقت مجموعة مسلحة قذيفة “آر بي جي” على المستشفى العسكري في حمص تزامنا مع إطلاق نار كثيف في اتجاه المستشفى. وأكدت أن مجموعات مسلحة تنتشر في عدد من أحياء حمص تعتدي على المدنيين وعلى قوات حفظ النظام وتهاجم الممتلكات العامة والخاصة.
الأردن
□ في عمان، رأى وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان الحوار هو “السبيل الوحيد الذي يضمن اعادة الاستقرار والامن” في سوريا، مشيراً الى ان بلاده تراقب “بعين القلق البالغ الاوضاع غير المستقرة” في هذا البلد.
بانيتا
□ في واشنطن، صرح بانيتا في مقابلة مع شبكة “بي بي أس” الأميركية للتلفزيون الثلثاء، بأن أيام الاسد في السلطة “معدودة” كما هو الحال مع الزعيم الليبي معمر القذافي. لكنه لاحظ ان الوضع في سوريا يختلف عن ليبيا التي برزت فيها “معارضة أكثر تنظيماً” ضد القذافي، في حين أن في سوريا “الى حد كبير حركة شعبية”. وأضاف ان تعامل واشنطن وحلفائها مع الانتفاضة السورية هو من خلال محاولة تعبئة الضغط الدولي وفرض العقوبات على الاسد… أي ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط لإرغامه على التنحي عن السلطة”. وشدد على انه “عندما تطلق النار على شعبك في الشوارع، عندها تخسر أي شرعية للبقاء في السلطة، واعتقد ان هذا ما يحدث الآن للاسد”.
وسئل هل من دور عسكري لحلف شمال الاطلسي في سوريا، فأجاب انه ليس ثمة اسلوب واحد يستخدم مع كل الانتفاضات العربية، بل يجب التعامل مع كل منها على حدة. واعتبر ان الحصيلة العامة للانتفاضات العربية كانت ايجابية، رغم وجود مخاطر، وان التغييرات في تونس ومصر وليبيا وسوريا “تبعث باشارة واضحة الى ايران بانها لا تفوز في المنطقة، كما تبعث باشارة واضحة الى القاعدة بان الايديولوجية الجهادية لا تفوز في المنطقة ايضا”. وذكر ان شعوب المنطقة هي التي يجب ان تقود عملية التغيير، وعلى العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والحلفاء وجامعة الدول العربية، ان يتعاونوا في ما بينهم لتوفير الدعم لهذه الحركات.
“النهار”، رويترز، وص ف، ي ب أ، أ ش أ
موسكو تتمسك برفض قرار من مجلس الأمن
باريس تواصل تصعيدها ضد سوريا: النظام ارتكب جرائم ضد الإنسانية
محمد بلوط
مخلصاً لنفسه منذ بداية إمساكه بالملف السوري، ولخط متشدد في التعاطي مع النظام في دمشق، لم يتردد وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه في اتهامه بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية».
التصريح الذي يندرج في خط بياني متصاعد لهجوم دبلوماسي يقوده الوزير الفرنسي ضد النظام السوري، منذ اندلاع الحراك الشعبي السوري قبل ستة أشهر، يرتدي أهمية إضافية لإطلاقه أمام نظيره الروسي سيرغي لافروف، وخلال الاجتماع السنوي لمجلس التعاون الأمني الروسي ـ الفرنسي في موسكو، الذي يضم وزراء خارجية ودفاع البلدين.
والحال أن الدبلوماسية الفرنسية لم توفر سلاحاً، ولا تصعيد اللهجة لتوصيف سلوك النظام السوري، في مواجهة روسيا التي تقف عائقاً أمام أي محاولة لإدانته في مجلس الأمن وتمرير مشروع قرار غربي بهذا الشأن، ينتظر رفع «الفيتو» الروسي المصلت، منذ حزيران الماضي.
وزير الخارجية الفرنسية، خلع قفازات الدبلوماسية الشهيرة، وأخرج «المدفعية الثقيلة» أمام التصلب الروسي، وقال «لقد لاحظنا أن النظام السوري، ارتكب جرائم ضد الإنسانية. إن الطريقة التي يقمع بها النظام السوري التظاهرات الشعبية، غير مقبولة، وغير متناسبة كلياً، وتفضي إلى إراقة مرفوضة للدماء، وعلى مجلس الأمن أن يوجه رسالة قوية إلى سوريا».
الوزير المخلص للخط الشيراكي القديم، في التعاطي مع سوريا، سمع من لافروف مواقف سبق له أن سمعها في لقاءات سابقة، تعتبر أن المواقف الغربية تشجع المعارضة السورية على الرهان على الشارع وحده. «إن الأولوية اليوم لا تزال إطلاق حوار، والتفاوض، ونعتقد أن تشجيع بعض قوى المعارضة على مقاطعة الحوار طريق خطر نحو تكرار السيناريو الليبي، وهو ما لا تريده لا فرنسا ولا روسيا»، كما قال لافروف.
وفي استدعاء السيناريو الليبي، أي استغلال حلف شمال الأطلسي وفرنسا وبريطانيا خصوصا لقرار دولي لحماية المدنيين، لتطوير تدخل عسكري واسع في ليبيا وإسقاط العقيد معمر القذافي بالقوة، باتت روسيا تمسك بورقة قوية في مواجهة المطالب الغربية لترفض أي نقاش في القضية السورية داخل مجلس الأمن، سواء لريبة معلنة في تكرار استغلال أي قرار دولي لعمل مماثل في سوريا، كما ترفض أي قرار يقتصر على الإدانة المباشرة لدمشق، ولا يتم فيها تبني البعض من وجهة نظر النظام السوري بأنه يتعرض لتمرد مسلح، ووجوب أن تشمل الإدانة عنف جميع الأطراف ووقفه، وتشجيع المعارضة على محاورة النظام، على أن يقوم هذا الأخير بإجراء إصلاحات سريعة.
ولا يبدو التصلب الروسي مرشحاً لأي تغيير في الأيام المقبلة. وكان مصدر دبلوماسي فرنسي قال إن جميع الاتصالات التي أجريت مع البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة قد أخفقت في زحزحة الروس عن موقفهم الرافض لأي مقاربة للملف السوري، من زاوية لا يشك الروس لحظة بأنها ستنزلق إلى سيناريو آخر على النمط الليبي. وقال إن الخيارات الوحيدة المتوفرة هي في تطوير العقوبات الاقتصادية والسياسية، والمراهنة على مفاعيلها لإحداث صدوع داخل مؤسسات النظام.
وتحتفظ الخارجية الفرنسية ببارقة أمل أن يبدي الروس ليونة في التعاطي مع الملف السوري. وينظر دبلوماسيون إلى تصويت روسيا وكتلة البرازيل وجنوب أفريقيا والهند والصين، على البيان الرئاسي الذي أدان النظام السوري، قبل أسابيع، بوصفه مؤشراً على إمكانية التوصل إلى تسوية جديدة مع موسكو، لا سيما إذا استمر الخيار الأمني السوري بإيقاع العشرات من الضحايا في صفوف المتظاهرين.
كما أن تقدم الروس هذه المرة بمشروع قرار مضاد إلى مجلس الأمن، يعد، رغم تواضع لهجته إزاء دمشق، من وجهة نظر دبلوماسية فرنسية، خطوة ايجابية، ونقلة نوعية في قبول الروس مناقشة الملف السوري في مجلس الأمن، وليس عبر بيان رئاسي فحسب. ويقوم رهان على تطوير الموقف الروسي من خلال التفاوض معهم على أساس مشروع القرار الذي تقدموا به إلى مجلس الأمن.
ولا تقتصر الرهانات الفرنسية على استصدار قرار من مجلس الأمن يحمل دمشق على التراجع عن الخيار الأمني. وتتجه أوراق قوة جديدة في الموقف الفرنسي، إلى التضافر في الأيام المقبلة، إذ يشكل دخول الجامعة العربية على خط المبادرات، رغم تعرجها، رافداً لتشديد الحصار الدبلوماسي على النظام السوري، ويذكر بالطريق التي قادت «الأطلسي» إلى التدخل في ليبيا، بتفويض عربي في مجلس الأمن. وخلال الساعات التي فصلت بين تأجيل زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وتحديد موعد جديد للزيارة، عبر بيان للخارجية الفرنسية عن الأسف لتأجيل زيارة «تحمل دليلاً إضافياً على انغلاق النظام السوري على نفسه، ورفضه أي حوار مع شعبه وشركائه العرب».
كما تحمل التطورات في صفوف المعارضة السورية نفسها إشارات تشجع على المضي قدماً في الهجوم على النظام السوري، بعد أن بدأت المعارضة السورية تخطو بهدوء نحو توحيد صفوفها، بين الداخل والخارج، ومأسسة حضورها لدى القوى الدولية، وتقديم وجوه لتمثيلها ومحاورتها، وتوضيح برنامجها السياسي. وتتقاطع الاستعدادات الفرنسية في إعلان جوبيه تطوير الاتصالات بالمعارضة السورية مع قرب الإعلان عن هيئة تمثيلية لكافة أجنحة المعارضة السورية.
كما أن الاتحاد الأوروبي يستعد لوجبة سابعة من العقوبات الاقتصادية، لتجفيف بعض موارد النظام السوري، تستهدف شركات وكيانات تجارية واقتصادية. فبعد حظر استيراد النفط، الذي يحمل 2,1 مليار دولار إلى صناديق الحكومة السورية، تجري مشاورات للتوافق على الطلب من شركات النفط الغربية، التي تدير بعض عمليات استخراج النفط السوري، بالتوقف عن العمل في سوريا، لعرقلة الإنتاج. ولا يبدو أن الشركات الغربية تستعجل الاستجابة حالياً لطلب من هذا النوع، وهو حال «شل» الهولندية، التي رفضت طلباً برلمانياً هولندياً بهذا الشأن، كما تنفي «توتال» أن تكون تلقت طلباً مماثلا من السلطات الفرنسية.
مقتل 34 شخصا مع تصاعد الأزمة في سورية
القاهرة- (د ب أ): قال نشطاء في لبنان إن حملة “القمع” التي تمارسها قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية تصاعدت مساء الأربعاء،حيث قتل نحو 34 شخصا، معظمهم من مدينة حمص المضطربة.
وقال ناشط طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية إن “قوات الأمن تقتل المصابين على أبواب المستشفيات في حمص”.
وأضاف إن “القوات السورية تستخدم الدبابات لقصف المناطق عبر حمص، والقناصة لقتل الناس والمروحيات لمطاردة المتظاهرين الفارين”.
ونشر نشطاء مقاطع مصورة على موقع (يوتيوب) تظهر قوات الأمن وهي تطلق الرصاص على متظاهرين مما تسبب في مقتل وإصابة بعضهم، وتظهر تلك المقاطع قناصة وهم يطلقون النار على شاب.
ولم يتسن التحقق من التقارير التي تحدثت عن حصيلة القتلى أو مقاطع الـ(يوتيوب) لأن حكومة دمشق تمنع الصحفيين العرب والأجانب من دخول البلاد.
وفي غضون ذلك، نشر التلفزيون السوري صورا لـ 13 جنديا مقتولين،غير أنه لم يوضح كيفية أو توقيت قتلهم.
وقال ناشطون سوريون في بيروت لـ(د.ب.أ) إنه تم قطع الاتصالات في حمص وبلدة حولا المجاورة.
وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه اتهم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”، داعيا المجتمع الدولي إلى الاتحاد ضد الرئيس السوري.
وقال جوبيه، خلال اجتماعه مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو: “لقد ارتكب النظام السوري جرائم ضد الإنسانية”.
ونقلت وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية عن الوزير الفرنسي قوله إن “الطريقة التي قمعت بها الاحتجاجات الشعبية (في سورية) غير مقبولة… يجب أن تكون هناك عقوبات دولية”.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يربو على 2200 مدني لقوا حتفهم منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية في منتصف آذار/ مارس الماضي للمطالبة بتنحي الأسد عن السلطة.
32 قتيلاً معظمهم في حمص والعربي إلـى دمشق السـبت
دمشق تبيع نفطها للصين وروسيا
لا تزال الجهود السياسية لحل الأزمة السورية قاصرة عن وقف دورة العنف اليومي، وسط حلحلة نسبية لأزمة تأجيل زيارة نبيل العربي لدمشق، من دون معرفة ما إذا كان سيطرح مبادرته التي كان من المفترض أن يقدمها إلى القيادة السورية أمس
بينما كانت بعض المدن السورية، أبرزها حمص، تشهد حملة أمنية كبيرة بلغت حصيلة خسائرها بالأرواح نحو 32 قتيلاً، قال عنها الإعلام الرسمي إنها مواجهة مع «عصابات إرهابية»، كانت أزمة زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي تشهد حلحلة تمثلت في تحديد موعد جديد للزيارة السبت المقبل، وهي التي رأى فيها ممثّلو المتظاهرين فرصة لإيجاد مخرج للأزمة الراهنة. في هذا الوقت، كان حكام دمشق يبحثون عن منافذ لمواجهة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليهم من قبل الغرب.
وغداة الاعلان عن تأجيل زيارة العربي التي كانت مقررة إلى دمشق، أمس، أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن الزيارة ستحصل يوم السبت المقبل. موعد تحدد بعدما جرى اتصال هاتفي بين العربي ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، إضافة إلى استقبال العربي مندوب سوريا الدائم لدى الجامعه العربية السفير يوسف أحمد. وقد تضاربت المعلومات بشأن سبب تأجيل الزيارة التي انتظر العربي أسبوعاً كاملاً للحصول على موعدها. وظلّ التبرير الرسمي للتأجيل غامضاً مع مصطلح «لأسباب موضوعية»، لذلك انقسمت الآراء بشأن التأجيل؛ من جهة، أوحت مصادر النظام السوري أن ذلك حصل إثر امتعاض دمشق من بنود المبادرة التي يحملها المسؤول العربي والمؤلفة من 13 بنداً، وتقترح، من ضمن ما تقترحه، «إجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة عام 2014». وممّا يوحي بوجود امتعاض رسمي سوري من مضمون المبادرة ومن تسريب بنودها إلى الإعلام، إعلان القيادي البعثي فايز عز الدين لوكالة «آكي» الإيطالية أن «الأصوات الصادرة عن الجامعة العربية تنطلق من رؤى الاستتباع للغرب وللحلف الأطلسي، لا من رؤى الثوابت العربية». وعن أسباب طلب سوريا إرجاء زيارة العربي، قال عز الدين إن دمشق «غير موافقة على موقف الجامعة العربية، لأنه يُظهر انحيازاً إلى المعارضة السورية من دون السؤال عن سبب الأزمة في الشارع». وكان المجلس الوزاري للجامعة العربية قد كلّف العربي، نهاية الشهر الماضي، بزيارة دمشق، لكي يعرض على الرئيس بشار الاسد مبادرة لتسوية الأزمة، من خلال تبنّي «إعلان مبادئ» يؤكد التزام السلطات بالانتقال الى نظام تعددي والتعجيل بالإصلاحات.
وفي الرواية الثانية، ما نقلته صحيفة «الشروق» المصرية عن أن السبب الفعلي لقرار السلطات السورية تأجيل استقبال العربي يكمن في استقباله وفداً من شباب المعارضة السورية في القاهرة أول من أمس، وإعلانه أمامهم رفضه لما يقوم به النظام ضد شعبه. وفي السياق، رأت «لجان التنسيق المحلية في سوريا» أن المبادرة العربية تتضمن «أساساً طيباً» لمعالجة الأزمة في سوريا. وفي إطار متصل، كشف دبلوماسيون عرب أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في القاهرة يوم الثلاثاء المقبل لمناقشة الوضع في سوريا ونتائج زيارة العربي لدمشق. واستبعد الدبلوماسيون تجميد عضوية سوريا في مؤسسات الجامعة خلال الاجتماع، على غرار ما حدث مع ليبيا في شباط الماضي. وأدلت باريس بدلوها في ما يتعلق بزيارة العربي، إذ أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن ثقتها بأن تأجيل السلطات السورية زيارة المسؤول العربي «دليل جديد على رفض النظام السوري لإجراء أي حوار مع شعبه ومع شركائه في جامعة الدول العربية». وأوضحت وزارة الخارجية، في بيان، أن باريس تجري محادثات على المستوى الأوروبي لفرض جولة سابعة من العقوبات على سوريا بهدف فرض قيود على من يدير القمع في سوريا وخفض الموارد التي تستخدم في العنف.
أما في الضغوط الغربية على سوريا، فقد جدد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، من موسكو التي يزورها، اتهام نظام الرئيس بشار الأسد بالضلوع في «جرائم ضد الإنسانية»، معرباً عن رغبته في موافقة روسيا على دعم قرار إدانة النظام السوري في مجلس الأمن. بدوره، شدّد نظيره الروسي سيرغي لافروف على أن «الأولوية السورية اليوم هي في بدء حوار ومفاوضات»، مشيراً إلى أن «تحريض البعض من قوى المعارضة على مقاطعة هذا الحوار أمر خطير يصبّ في تكرار السيناريو الليبي، الأمر الذي لا تريده روسيا ولا فرنسا».
في المقابل، كشف وزير المال السوري محمد الجليلاتي أن بلاده تخطط لبيع روسيا أو الصين النفط الذي لم يعد بمقدور العملاء الأوروبيين شراؤه بسبب حظر جديد فرضه الاتحاد الأوروبي على وارداتها النفطية، مطمئناً إلى أن دمشق «لن تتضرر جرّاء العقوبات الغربية ما دامت تلبّي حاجاتها من الطاقة». وقال الجليلاتي لوكالة «رويترز» في أبو ظبي إن «العقوبات لن تضرّ سوريا، وستظل واقفة على قدميها، ولا مشكلة ما دامت احتياجاتنا المحلية مكفولة».
ميدانياً، جاءت حصيلة قتلى يوم أمس مرتفعة مع تسجيل المعارضة مقتل 32 شخصاً على الأقل، إضافة إلى اعتقال العشرات في مناطق عدة. وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإنّ 22 شخصاً قُتلوا في حملة الجيش على محافظة حمص، فيما قتل اثنان آخران في محافظة إدلب برصاص الأمن السوري و6 في حماه، وسط قطع الاتصالات الأرضية عن كافة أحياء حمص. وسبق لـ«المرصد» أن أعلن اعتقال قياديين من المعارضة في دير الزور، ليل أول من أمس، أبرزهم محمود الجاسم وأحمد الجاسم وفياض الشيخ وجاسم الدبش وإمام وخطيب مسجد قباء في حي الجورة، الشيخ صالح الخيزران، الذين كانوا متوارين عن الأنظار في مدينة الحسكة.
على صعيد متصل، ذكرت وكالة «سانا» أنه جرى تشييع 13 عنصر أمن من مستشفيي تشرين وحمص العسكريين أمس، ممن قضوا «برصاص المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم واجبهم الوطني في حمص وريف دمشق وإدلب». وأوضحت «سانا» أن «المجموعات الإرهابية المسلحة» فجّرت عبوة ناسفة في بلدة النعيمة القريبة من درعا، أثناء مرور حافلة لقوات حفظ النظام وقوى الأمن، ما أدى إلى إصابة 11عنصراً وأربعة مدنيين، بينهم أب وطفلاه.
(الأخبار، سانا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
تزايد الإنشقاقات في صفوف الجيش السوري
إيلاف
دمشق: تزايدت في الأونة الأخيرة الإنشقاقات في صفوف الجيش السوري احتجاجاً على أعمال القمع التي يمارسها النظام ضد المتظاهرين. ويتحدث نشطاء وشهود عيان أيضا عن تزايد الانشقاقات في مدينة حمص خصوصاً والريف القريب منها.
وينشر النشطاء لقطات فيديو تظهر جنوداً يعلنون إنشقاقهم عن الجيش. وزادت التكهنات بشأن وحدة الجيش بعد أسبوع من سقوط القذافي حين طوقت قوة حكومية مدرعة بلدة قرب مدينة حمص في 29 أغسطس (آب) وأطلقت نيران أسلحة آلية بعد انشقاق عشرات الجنود بالمنطقة وفقا لما ذكره نشطاء ومقيمون.
وتنفي السلطات باستمرار حدوث أي إنشقاقات في صفوف الجيش. وبلغت حصيلة القتلى في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف اذار/مارس 2200 قتيلا وفق تقارير للامم المتحدة.
وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.
سوريا تبحث عن “زبائن” لنفطها بعد العقوبات
لميس فرحات
لممارسة ضغوط على سوريا والتنديد بالقمع الجاري الذي أسفر عن أكثر من 2200 قتيل منذ منتصف اذار/مارس كما تقول الأمم المتحدة، أعلنت المجموعة الدولية وخصوصاً الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات إقتصادية قاسية جداً على سوريا في الفترة الاخيرة.
بيروت: يدرس الإتحاد الأوروبي إمكانية فرض مزيد من العقوبات ضد سوريا قد تشمل حظر الاستثمارات النفطية واتخاذ اجراءات ضد شبكة تلفزيونية مقربة من الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال مصدر دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته “يوجد اتفاق سياسي مبدئي” بين دول الاتحاد الاوروبي على فرض حظر على الاستثمارات المتعلقة بقطاع النفط في اطار مجموعة سابعة من العقوبات ضد النظام السوري.
واوضحت المصادر ان المحادثات تجري لوضع اللمسات النهائية على التفاصيل، وربما توسيع الاجراءات لتشمل الشركات المرتبطة بقطاع الدفاع إضافة الى شبكة تلفزيونية وشركة اتصالات ومصنع. وذكر مصدر اخر ان “الخطة تقضي بفرض العقوبات تزامنا مع افتتاح جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة” في وقت لاحق من هذا الشهر.
وتناولت صحيفة الـ “فاينانشال تايمز” محاولات سوريا للبحث عن زبائن جدد لنفطها الخام بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على حكومة الأسد الاسبوع الماضي، رداً على الحملة الامنية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 2000 شخص في الاشهر الستة الماضية.
ونقلت الصحيفة عن وزير المالية السوري، محمد جليلاتي، قوله للصحافيين في أبوظبي إن “هذه الخطوة من جانب الاتحاد الأوروبي، الذي اشترى حتى الآن نحو 96 في المائة من صادرات سوريا من النفط الخام، لن تكون مشكلة”. واضاف: “نحن نبحث عن مستورد بديل، ويمكن أن نصدر النفط لأي دولة مثل روسيا أو الصين أو ماليزيا”.
واشارت الصحيفة إلى أن سوريا تصدّر نحو 150000 برميل من النفط الخام في اليوم، وهذه النسبة تعتبر قليلة نسبيا بالمقارنة مع غيرها من الدول المصدرة، لكن ناشطي حقوق الانسان يقولون ان الـ 16 مليون دولار التي تولدها هذه المبيعات يومياً تشكل شريان الحياة الاقتصادي للنظام الذي بات يعاني منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في آذار / مارس.
واضافت الصحيفة: “أبلغ ما لا يقل عن 20 شخصاً لقوا مصرعهم يوم الاربعاء مع استمرار الحملة الامنية في مركز الاحتجاج من مدينة حمص في وسط سوريا”. ونقلا الصحيفة عن كاترين هانتر، من كبار محللي الشرق الأوسط في مجال الطاقة، قولها إن “سوريا قد واجهت صعوبة وحال من الشلل في عملية بيع النفط”.
وأضافت هانتر ان “تكاليف النقل، مع احتمال حدوث تعطيلات وإشكالات تنفيذية، يشكل عامل إزعاج للمشترين في التعامل مع دولة تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ومن المرجح أن يردع ذلك المشترين من استيراد النفط من سوريا نظراً للحجم الصغير النسبيا من النفط المعروض للبيع”.
واعتبرت هانتر ان “على سوريا ان تقدم خصومات كبيرة مقابل ايجاد الزبائن لبيع نفطها الخام”، مشيرة إلى أن سوريا قد تضطر إلى إنهاء عقودها مع العملاء الحاليين قبل أن تتمكن من بيع نفطها في مكان آخر.
ووفقاً لأحكام عقوبات الإتحاد الأوروبي، تبقى هذه العقود قائمة حتى 15 تشرين الثاني، أي عندما يدخل فرض الحظر الشامل حيز النفاذ. وهذا قد يمنح سوريا الوقت للعثور على مشتر آخر لنفطها، ولو بأسعار منخفضة”.
ورجحت وحدة الاستخبارات الاقتصادية أن سوريا سوف تضطر إلى تقديم خصم يصل إلى 20 في المائة لجذب المشترين، الأمر الذي سيخفض من مستوى أرباحها لكن لن يؤثر على استقرارها النقدي في الأجل القريب.
ونقلت الـ “فاينانشال تايمز” عن “كريستوفر فيليبس” وهو محلل في وحدة الاستخبارات الاقتصادية، قوله: “اذا كان الناس يتوقعون أن عقوبات الاتحاد الأوروبي سيكون لها تأثير فوري، أعتقد أنهم سيصابون بخيبة امل”.
يوم من الإحتجاجات الدامية في سوريا والحصيلة أكثر من 30 قتيلاً
العربي يزور دمشق السبت والأوروبيّون يدرسون توسيع العقوبات
تفيد الأنباء الواردة من سوريا عن مقتل أكثر من 30 شخصًا الأربعاء في مدن عدة، بينهم 21 شخصًا في حمص، بنار رجال الأمن أثناء عمليات مداهمة. يأتي ذلك غداة الإعلان عن زيارة مرتقبة لنبيل العربي إلى دمشق السبت المقبل.
تظاهرات ضد النظام في سوريا
دمشق: أكد ناشط حقوقي ان 8 اشخاص توفوا فجر الخميس في حمص (وسط) متاثرين بجراح اصيبوا بها الاربعاء عندما اطلق عليهم رجال الامن النار مما يرفع حصيلة قتلى العمليات الامنية ليوم امس في سوريا الى 31 قتيلا.
وقال مدير المرصد السوري لوكالة فرانس برس “توفي فجر اليوم ثمانية اشخاص متاثرين بجراح اصيبوا بها امس عندما اطلق رجال الامن النار عليهم اثناء عمليات امنية في عدة احياء من مدينة حمص”.
واضاف مدير المرصد “يرتفع بذلك عدد قتلى يوم امس الذين قضوا اثناء عمليات المداهمة التي قامت بها قوات الامن الى 31 قتيلا بينهم 29 في حمص وشخصان في سرمين” الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب).
وياتي ذلك فيما تواصل القوات الامنية معززة بقوات عسكرية اليوم العمليات الامنية حيث اشار المرصد الى ان “قوات عسكرية وامنية تضم 7 اليات عسكرية مدرعة و10 سيارات امن رباعية الدفع اقتحمت قرية ابلين الواقعة في جبل الزاوية صباح الخميس بحثا عن مطلوبين للسلطات الامنية”.
واشار المرصد الى “سماع صوت اطلاق رصاص كثيف ترافق مع عملية الاقتحام بالاضافة الى صوت قصف الرشاشات الثقيلة”. من جانبها، اعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) مساء الاربعاء ان ثمانية من رجال الشرطة وقوات الامن قتلوا واصيب العشرات برصاص “مجموعات ارهابية مسلحة” في مدينة حمص.
كما اكدت الوكالة مقتل خمسة من عناصر “المجموعات الارهابية” الذين وصفتهم بانهم “من المسلحين المطلوبين بارتكاب جرائم قتل وسلب واختطاف، بالاضافة الى اعتقال عدد منهم”.
ويؤكد الناشطون ان حملة امنية مكثفة تستهدف حمص، التي دخلتها “20 شاحنة محملة بالجنود ودبابات”. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان سماع دوي “انفجار قذائف في احياء باب السباع وباب هود وباب تدمر، واطلاق النار من رشاشات ثقيلة في شارع الحمرا وباب عمرو وحي السباع”.
واضاف “ان سيارات اسعاف كثيرة تشاهد وهي تسير في شوارع المدينة”. وافاد المصدر كذلك عن مقتل شخصين في سرمين في محافظة ادلب، شمال غرب.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “قوات الامن قامت بعملية مداهمة لملاحقة مطلوبين في مدينة سرمين الواقعة في ريف ادلب شمال غرب سوريا، وقامت بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي، مما اسفر عن مقتل شخصين وجرح ثلاثة اخرين”.
كما ذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “قوات امنية وعسكرية اقتحمت بلدة النعيمة (50 كلم جنوب درعا) حيث اطلقت النيران بشكل كثيف، كما سمع اصوات انفجارات”. واشار الى “سقوط جرحى” من دون ان يتمكن من تحديد عددهم.
يأتي ذلك فيما رأى ناشطون معارضون الاربعاء في المبادرة العربية التي يفترض أن يقدمها الامين العام للجامعة نبيل العربي السبت للرئيس السوري بشار الاسد، “أساسًا طيبًا” لمعالجة الأزمة في سوريا.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ردًا على نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي ترفض بلاده حتى الآن إدانة سوريا، “اننا نلاحظ ان النظام السوري ضالع في ارتكاب جرائم ضد الانسانية” من خلال قمعه للحركات الاحتجاجية في البلاد.
وتابع جوبيه ان “القمع الذي يمارسه النظام مفرط، ويؤدي الى اراقة الدماء، وهو غير مقبول على الاطلاق. لذلك على مجلس الامن الدولي ان يوجه رسالة قوية” الى دمشق “حتى يتوقف هذا القمع الوحشي”.
اما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فتجاهل هذه النقطة بالكامل. وقال “الأولوية اليوم هي في بدء حوار، مفاوضات”. وتابع “نحن نرى ان تحريض البعض من قوى المعارضة على مقاطعة هذا الحوار أمر خطر يصبّ في تكرار السيناريو الليبي، الأمر الذي لا تريده روسيا ولا فرنسا”.
عربيًا، اعلن نائب الامين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي الاربعاء ان الامين العام للجامعة نبيل العربي “سيزور سوريا السبت المقبل”. وطلبت سوريا الثلاثاء من العربي تأجيل زيارته لدمشق “لأسباب موضوعية” بعدما انتظر أسبوعًا للحصول على الموافقة عليها.
وقبل تأجيل الزيارة، قال نبيل العربي للصحافيين الثلاثاء إنه كان سينقل “رسالة واضحة إلى النظام السوري حول الموقف تجاه ما يحدث في سوريا وضرورة وقف العنف وإجراء اصلاحات فورية”. ورأت لجان التنسيق المحلية في سوريا في المبادرة العربية “أساسًا طيبًا يمكن البناء عليه لمعالجة الأزمة الوطنية التي ترتبت على مواجهة النظام للانتفاضة الشعبية بالعنف”.
واكدت اللجان التي تقوم بتنسيق حركة الاحتجاجات غير المسبوقة منذ منتصف اذار/مارس، انفتاحها على المبادرة “اذا توافرت ضمانات عربية ودولية كافية لتنفيذها”، معربة عن تحفظها حول “إجراء انتخابات رئاسية متعددة المرشحين في العام 2014”.
واكد الناشطون “ان الشعب السوري، الذي دفع آلاف الضحايا والمعذبين، لن يقبل بمعالجات شكلية تبقي بشار الاسد واجهزة المخابرات وفرق الموت تتحكم بحياته”. وبلغت حصيلة القتلى في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف اذار/مارس 2200 قتيل وفق تقارير للامم المتحدة.
في عودة إلى الوضع الميداني، اظهر شريط فيديو مؤثر بثته مواقع الكترونية عدة عناصر من الشبيحة (الموالية للنظام) ترتدي لباس الجيش وهي تطلق النار وتجهز على جريح ممدد على الارض. واشارت المواقع الى ان هذا الشريط تم تصويره يوم الاثنين في حي الإنشاءات في مدينة حمص، ولم يتسنّ التأكد من صحة هذه المعلومات.
ويؤكد الناشطون استمرار حملات الاعتقال في الحسكة ودير الزور واللاذقية وبانياس. من جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “مجموعة ارهابية مسلحة قامت الاربعاء باختطاف أمين شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي (الحاكم) في مدينة الرستن (ريف حمص) عز الدين عبيد وامين السر في الشعبة عبد الرزاق الدالي”.
الاتحاد الاوروبي يدرس توسيع العقوبات
وذكرت مصادر دبلوماسية الاربعاء ان دول الاتحاد الاوروبي تدرس امكانية فرض مزيد من العقوبات ضد سوريا، قد تشمل حظر الاستثمارات النفطية، واتخاذ اجراءات ضد شبكة تلفزيونية مقرّبة من الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال مصدر دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته “يوجد اتفاق سياسي مبدئي” بين دول الاتحاد الاوروبي على فرض حظر على الاستثمارات المتعلقة بقطاع النفط في اطار مجموعة سابعة من العقوبات ضد النظام السوري.
واوضحت المصادر ان المحادثات تجري لوضع اللمسات النهائية على التفاصيل، وربما توسيع الاجراءات، لتشمل الشركات المرتبطة بقطاع الدفاع، إضافة الى شبكة تلفزيونية وشركة اتصالات ومصنع. واضاف احد المصادر انه “من المتوقع التوصل الى اتفاق هذا الاسبوع”.
وذكر مصدر آخر ان “الخطة تقضي بفرض العقوبات تزامنًا مع افتتاح جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة” في وقت لاحق من هذا الشهر. وقال وزير المال السوري محمد جليلاتي الاربعاء ان نسبة النمو تراجعت حوالى 1% بسبب موجة الاحتجاجات التي تعصف بسوريا، واقرّ بأن عقوبات الاتحاد الاوروبي ستؤثر في الاقتصاد.
ولممارسة ضغوط على سوريا والتنديد بالقمع الجاري الذي اسفر عن اكثر من 2200 قتيل منذ منتصف اذار/مارس، كما تقول الامم المتحدة، اعلنت المجموعة الدولية وخصوصًا الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية قاسية جدًا في الفترة الاخيرة.
باريس: النظام السوري ضالع في جرائم ضد الانسانية
اتهم وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاربعاء في موسكو النظام السوري بانه ضالع في ارتكاب “جرائم ضد الانسانية” من خلال قمعه للحركات الاحتجاجية في البلاد.
وصرح جوبيه في رد على نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي ترفض بلاده حتى الآن الانضمام الى ادانة مجلس الامن الدولي، “اننا نلاحظ ان النظام السوري ضالع في ارتكاب جرائم ضد الانسانية”. وتابع جوبيه “ان طريقة قمع (النظام السوري) للتظاهرات الشعبية غير مقبولة”.
واعرب وزير الخارجية الفرنسي عن رغبته في موافقة روسيا على دعم ادانة للنظام السوري في مجلس الامن، الامر الذي تعرقله موسكو منذ اشهر. وقال ان “القمع الذي يمارسه النظام مفرط، ويؤدي الى اراقة الدماء، وهو غير مقبول على الاطلاق. لذلك على مجلس الامن الدولي ان يوجّه رسالة قوية” الى دمشق.
اما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فتجاهل هذه النقطة بالكامل. وقال “الاولوية اليوم هي في بدء حوار، مفاوضات”. وتابع “نحن نرى ان تحريض البعض من قوى المعارضة على المقاطعة امر خطر يصبّ في تكرار السيناريو الليبي، الامر الذي لا تريده روسيا ولا فرنسا”. ويزور جوبيه موسكو برفقة وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه لاجراء الاجتماع السنوي لمجلس التعاون الفرنسي الروسي للشؤون الامنية.
عمّان: الحوار هو السبيل الوحيد الذي يضمن اعادة الاستقرار والامن
قال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الاربعاء ان الحوار هو “السبيل الوحيد الذي يضمن اعادة الاستقرار والامن” لسوريا، مؤكدًا ان بلاده تراقب “بعين القلق البالغ الاوضاع غير المستقرة” في هذا البلد.
ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن جودة الذي كان يتحدث امام لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب قوله “انها جار مهم للأردن، ودولة مهمة في محيطنا العربي، و(نحن) نرقب بعين القلق البالغ الأوضاع غير المستقرة في سوريا”.
واوضح جودة ان “الحوار هو السبيل الوحيد الذي يضمن إعادة الاستقرار والأمن وحماية الشعب السوري والمحافظة على سلامة سوريا وإبعاد ظلال أي تدخلات أجنبية في شؤونها”.
جوبيه يتهم النظام السوري بجرائم ضد الإنسانية وغول يطالب الأسد بسحب الجيش من المدن وانتخابات خلال شهرين
مجزرة في حمص وعشرات الدبابات إلى جسر الشغور
ارتكبت السلطات السورية أمس مجزرة جديدة في مدينة حمص ضد المحتجين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد من خلال سلسلة من عميات الاقتحام الدموية والقتل والاعتقال في يوم قياسي أمس سقط خلاله عشرات القتلى والجرحى، لم تسلم فيه منطقتا إدلب وجسر الشغور الى حيث وصلت أمس 60 دبابة وآلية عسكرية ثقيلة تنذر بعملية عسكرية واسعة في المنطقة القريبة من الحدود مع تركيا.
وطالب الرئيس التركي عبدالله غول الرئيس السوري أمس، بإطلاق جميع الأسرى السياسيين وسحب القوات العسكرية من جميع المدن السورية وإجراء انتخابات حرة في شهرين مثلاً بإشراف دولي.
ومن موسكو التي يزورها في محاولة لأخذ موافقة روسيا على دعم ادانة مجلس الأمن للنظام السوري بسبب الاستمرار في القمع الدامي للمتظاهرين، قال وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه أمس إن “النظام السوري ضالع في جرائم ضد الإنسانية”، فيما صرح مسؤول في جامعة الدول العربية وديبلوماسيون عرب بأن الامين العام للجامعة سيزور دمشق بعد غد بعد تأجيل النظام السوري زيارته التي كانت مزمعة أمس، وبأن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون الاسبوع المقبل لنقل بواعث القلق بشأن الحملة الدامية ضد الانتفاضة الشعبية ضد الحكم السوري.
ومن الدوحة أعرب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن اعتقاده أن “القتل (في سوريا) شبه يومي وأن الشعب لن يتراجع عن مطالبه”، معتبراً أن “السؤال (الآن) كيفية الخروج من هذا الانسداد الداخلي الحاصل في سوريا”.
وأفادت أنباء وفرها ناشطون ميدانيون أمس عن سقوط 34 قتيلاً وعشرات الجرحى في مختلف المدن السورية التي تقوم القوات السورية باقتحامها وسط أنباء عن انشقاقات وإعدامات ميدانية في قوات النظام.
وذكرت أنباء مؤكدة عن سقوط 21 قتيلاً في حمص وجرح العشرات في عمليات أمنية ترافقها تعزيزات عسكرية ثقيلة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال هاتفي مع “فرانس برس” ان “عدد القتلى ارتفع في حمص الى 21 قتيلا اليوم (أمس)، بالاضافة الى قتيلين في سرمين” في محافظة ادلب شمال غرب.
واضاف رئيس المرصد رامي عبدالرحمن “هناك اطلاق نار كثيف في حي باب السباع واحياء اخرى من حمص”، متوقعا ارتفاع الحصيلة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “قوات الامن قامت بعملية مداهمة لملاحقة مطلوبين في مدينة سرمين الواقعة في ريف ادلب شمال غرب سوريا وقامت بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي مما اسفر عن مقتل شخصين وجرح ثلاثة اخرين”.
وكانت لجان التنسيق المحلية التي تنظم حركة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام السوري تحدثت عن مقتل 20 شخصا 17 منهم في حمص وشخص في حماة (وسط) وشخصان في سرمين”.
وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.
وأظهر شريط فيديو مؤثر بثته عدة مواقع الكترونية عناصر من الشبيحة الموالين للنظام ترتدي لباس الجيش وهي تطلق النار وتجهز على جريح ممدد على الارض.
واشارت المواقع الى ان هذا الشريط تم تصويره الاثنين الماضي في حي الانشاءات في مدينة حمص، ولم يتسن التأكد من صحة هذه المعلومات.
ويؤكد الناشطون ان حملة امنية مكثفة تستهدف حمص التي دخلتها “20 شاحنة محملة بالجنود ودبابات” و”قطع الاتصالات الارضية عن كافة احيائها”. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان سماع دوي “انفجار قذائف في احياء باب السباع وباب هود وباب تدمر واطلاق النار من رشاشات ثقيلة في شارع الحمرا وبابا عمرو”. واضاف “ان سيارات اسعاف كثيرة تشاهد وهي تسير في شوارع المدينة”.
كما ذكر عبدالرحمن ان “قوات امنية وعسكرية اقتحمت بلدة النعيمة (50 كلم جنوب درعا) حيث اطلقت النيران بشكل كثيف كما سمع اصوات انفجارات”. واشار الى “سقوط جرحى” من دون ان يتمكن من تحديد عددهم.
كما اعلن المرصد “ان جهازا امنيا سوريا اعتقل في الحسكة يوم الثلاثاء نشطاء في الحراك الشعبي بمدينة دير الزور (شرق)” واورد اسماء “محمود الجاسم وأحمد الجاسم وفياض الشيخ والشيخ صالح وجاسم الدبش”.
واضاف ان “الأجهزة الأمنية في دير الزور نفذت مساء الثلاثاء حملة اعتقالات في احياء الجورة والموظفين والحويقة اسفرت عن اعتقال 53 شخصا”، كما نفذت الاجهزة الامنية حملة اعتقالات غرب البلاد “حيث اعتقلت 25 شخصا في حي قنينص في اللاذقية (غرب) و9 اشخاص من عدة احياء في بانياس” بحسب المرصد.
وذكرت أنباء ميدانية أن 60 دبابة وآلية عسكرية وصلت إلى باب الشغور في تخوف من عملية ميدانية كبيرة تجهز القوات العسكرية السورية للقيام بها.
هذه التطورات الميدانية الدامية جاءت بموازاة اعلان نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي امس ان الامين العام للجامعة نبيل العربي “سيزور سوريا السبت المقبل”. وقال للصحافيين انه “جرى اليوم (أمس) اتصال هاتفي” بين العربي “ووزير خارجية سوريا وليد المعلم كما استقبل الامين العام اليوم (أمس) السفير يوسف احمد مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية” و”تقرر ان تتم زيارة الامين العام الى سوريا السبت المقبل”.
وطلبت سوريا مساء الثلاثاء من العربي تأجيل زيارته التي كانت مقررة أمس وكان انتظر اسبوعا للحصول على الموافقة عليها، موضحة ان التأجيل جاء “لاسباب موضوعية ابلغ بها وسوف يتم تحديد موعد لاحق للزيارة”.
وكان المجلس الوزاري للجامعة العربية كلف العربي نهاية الشهر الماضي بزيارة دمشق لكي يعرض على الرئيس السوري مبادرة عربية لتسوية الازمة في سوريا قالت مصادر اعلامية انها بمثابة “اعلان مبادئ” يؤكد التزام السلطات السورية بالانتقال الى نظام حكم تعددي والتعجيل بالاصلاحات.
وقبل تأجيل الزيارة، قال العربي للصحافيين الثلاثاء انه سينقل “رسالة واضحة للنظام السوري حول الموقف تجاه ما يحدث في سوريا وضرورة وقف العنف واجراء اصلاحات فورية”.
وتتضمن المبادرة التي من المقرر ان يعرضها العربي على الرئيس السوري 13 بنداً وتقترح “اجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في العام 2014، موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس”.
ورأى ناشطون معارضون أمس في المبادرة العربية “اساساً طيباً” لمعالجة الازمة في سوريا.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا في بيان اصدرته وحصلت “فرانس برس” على نسخة منه انها “ترى في المبادرة العربية أساسا طيبا يمكن البناء عليه لمعالجة الأزمة الوطنية التي ترتبت على مواجهة النظام للانتفاضة الشعبية بالعنف”.
وأكد الناشطون “ان الشعب السوري الذي دفع آلاف الضحايا والمعذبين لن يقبل بمعالجات شكلية تبقي بشار الاسد واجهزة المخابرات وفرق الموت تتحكم بحياته”.
وذكرت مصادر ديبلوماسية أمس ان دول الاتحاد الاوروبي تدرس امكانية فرض مزيد من العقوبات ضد دمشق قد تشمل حظر الاستثمارات النفطية واتخاذ اجراءات ضد شبكة تلفزيونية مقربة من الرئيس السوري.
وقال مصدر ديبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته “يوجد اتفاق سياسي مبدئي” بين دول الاتحاد الاوروبي على فرض حظر على الاستثمارات المتعلقة بقطاع النفط في اطار مجموعة سابعة من العقوبات ضد النظام السوري.
وأوضحت المصادر ان المحادثات تجري لوضع اللمسات النهائية على التفاصيل وربما توسيع الاجراءات لتشمل الشركات المرتبطة بقطاع الدفاع إضافة الى شبكة تلفزيونية وشركة اتصالات ومصنع.
وأضاف احد المصادر انه “من المتوقع التوصل الى اتفاق هذا الاسبوع”.
وذكر مصدر اخر ان “الخطة تقضي بفرض العقوبات تزامنا مع افتتاح جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة” في وقت لاحق هذا الشهر.
وقال وزير المال السوري محمد جليلاتي أمس ان نسبة النمو تراجعت نحو 1 في المائة بسبب موجة الاحتجاجات التي تعصف بسوريا وأقر بأن عقوبات الاتحاد الاوروبي ستؤثر على الاقتصاد.
وفي موسكو، اتهم وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه امس النظام السوري بأنه ضالع في ارتكاب “جرائم ضد الانسانية” من خلال قمعه العنيف للحركات الاحتجاجية في البلاد.
وصرح جوبيه في رد على نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي ترفض بلاده حتى الآن الانضمام الى ادانة مجلس الامن الدولي “اننا نلاحظ ان النظام السوري ضالع في ارتكاب جرائم ضد الانسانية”. وتابع “ان طريقة قمع (النظام السوري) للتظاهرات الشعبية غير مقبولة”.
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي عن رغبته في موافقة روسيا على دعم ادانة للنظام السوري في مجلس الامن الامر الذي تعرقله موسكو منذ اشهر، وقال ان “القمع الذي يمارسه النظام مفرط ويؤدي الى اراقة الدماء وهذا غير مقبول على الاطلاق، لذلك على مجلس الامن الدولي ان يوجه رسالة قوية” الى دمشق.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فتجاهل هذه النقطة بالكامل، وقال “الاولوية اليوم هي في بدء حوار.. مفاوضات”. وتابع “نحن نرى ان تحريض البعض من قوى المعارضة على المقاطعة امر خطير يصب في تكرار السيناريو الليبي، الامر الذي لا تريده روسيا ولا فرنسا”.
(يو بي أي، أ ف ب،
رويترز، العربية)
40 قتيلا بسوريا والمظاهرات متواصلة
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أربعين شخصا قتلوا معظمهم سقطوا في مدينة حمص (وسط البلاد) وذلك جراء تدخل قوات الأمن السوري لاحتواء المظاهرات المتواصلة في عدة مناطق من البلاد للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، الذي قال إن ثمانية من قواته قتلوا وأصيب العشرات.
وقال الناشطون إن القوات السورية تدعمها الدبابات قتلت أكثر من عشرين مدنيا في مدينة حمص، وذلك في واحدة من أشرس الهجمات العسكرية لسحق الاحتجاجات التي اندلعت قبل ستة أشهر.
وأوضح شهود عيان أن هجوم القوات السورية تركز على الأحياء القديمة بالمدينة التي تشهد مظاهرات يومية تطالب برحيل الأسد، وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع إطلاق نار كثيف في حي باب السباع وأحياء أخرى من حمص، متوقعا ارتفاع حصيلة القتلى.
وذكر أحد السكان في حي باب السباع لوكالة رويترز أن مروحيات عسكرية حلقت فوق الحي بينما كان القناصة يطلقون الرصاص من فوق أسطح المباني بشكل عشوائي.
كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار بكثافة، خصوصا في أحياء باب هود والحمرا وباب دريب والخالدية والبياضة وبستان الديوان. كما أفاد ناشطون بأن قوات الأمن أطلقت النار على مسجد خالد بن الوليد في وسط المدينة.
ومن جهتها قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن ثمانية من رجال الشرطة وقوات الأمن قتلوا وأصيب العشرات برصاص من وصفتهم “بمجموعات إرهابية مسلحة” في مدينة حمص.
ووفق الهيئة العامة للثورة السورية، فقد قتل ستة أشخاص بينهم امرأة لدى اقتحام الجيش بلدة خطاب في ريف حماة.
وفي مدينة سرمين الواقعة بمحافظة إدلب قامت قوات الأمن بمداهمات وإطلاق الرصاص بشكل عشوائي، مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح ثلاثة آخرين.
كما قال ناشطون إن قوات الأمن اعتقلت الشيخ أيمن الراعي إمام مسجد الرحمن في اللاذقية.
وفي الرمل الجنوبي باللاذقية، قال ناشطون إن بعض مناطق الحي شهدت انتشاراً أمنياً، وإن قوات الأمن دهمت عدداً من المنازل.
مظاهرات ليلية
ورغم الحملة العسكرية، فقد شهدت مناطق عديدة مظاهرات مسائية، فقد تظاهر أهالي حي بابا عمرو بمدينة حمص، مطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس الأسد، وفق صور بثها ناشطون على الإنترنت.
وشهدت مدينة الكسوة بريف دمشق خروج مظاهرة مساء أمس تضامنا مع المدن المحاصرة حيث ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للرئيس الأسد وللنظام الحاكم، كما جاء في صور على الإنترنت.
كما بث ناشطون على الإنترنت صوراً قالوا إنها التقطت في مدينة الرستن بحمص، تظهر مواطنين سوريين يؤدون صلاة الجنازة على جثمان مجند قتله أعوان الأمن في مدينة جسر الشغور، حسب قول الناشطين.
حملة اعقتالات
وبموازاة ذلك استمرت الهجمة الأمنية على الناشطين عبر محاولات الاعتقال والتمشيط واعتقال رهائن من عائلات النشطاء ليسلموا أنفسهم، وواصلت قوات الأمن ملاحقة النائب العام لمدينة حماة عدنان بكور الذي بث شهادة مسجلة تحدث فيها عن المقابر الجماعية وتفاصيل الانتهاكات التي قامت بها قوات الأمن، وفق لجان التنسيق المحلية.
وفي كفر بطنا بريف دمشق، أجبرت قوات الأمن إدارة مستشفى الفاتح على إغلاق أقسام الإسعاف والعمليات، بعد أن كان يستقبل كل مصابي الاحتجاجات في عربين وكفر بطنا وسقبا ويهتم بهم، وقالت لجان التنسيق المحلية إن مدير المستشفى هرب خوفا من الملاحقة بعد وصول تهديدات إليه.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأمن السوري اعتقل النشطاء في الحراك الشعبي بمدينة دير الزور، محمود الجاسم وأحمد الجاسم وفياض الشيخ وجاسم الدبش والشيخ صالح الخيزران إمام وخطيب مسجد قباء في حي الجورة، الذين كانوا متوارين عن الأنظار في مدينة الحسكة.
وأضاف المرصد أن الأجهزة الأمنية نفّذت مساء أمس، حملة اعتقالات في أحياء الجورة والموظفين والحويقة أسفرت عن اعتقال 53 شخصا.
يذكر أن عدد القتلى في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة ضد النظام منتصف مارس/آذار الماضي بلغ 2200 قتيل وفق تقارير للأمم المتحدة. وتتهم السلطات “جماعات مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى، لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع المظاهرات.
البيانوني : «الإخوان» حسموا موقفهم بأن الأسد انتهى ولا تسوية معه
أكد المراقب العام السابق لحركة «الاخوان المسلمين» في سورية علي صدر الدين البيانوني أن التيار الإسلامي المعتدل له حضور في كل المحافظات السورية، مشيرا الى «تخوف النظام من حجم التظاهرات التي تشهدها مدينة حماة ما دفعه الى اقتحامها عبر الدبابات للمرة الثانية».
وإذ شدد البيانوني على أن الاعلان عن مجلس أعلى لقيادة الثورة «خطوة ايجابية» تدعم المجلس الوطني الانتقالي، اوضح أن الاخوان «سيكون لهم ممثلون في هذا المجلس لكن الاتفاق على الاسماء مازال في مرحلة المفاوضات»، مشيراً الى «أن حركة الاخوان حسمت موقفها بضرورة إسقاط النظام»، نافياً كل التسريبات التي تتحدث عن وجود تسوية بين الجماعة والقيادة السورية برعاية تركية، ومتمنياً أن يقنع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي خلال زيارته لدمشق (اليوم) الرئيس بشار الأسد «بأن لا مفر من عملية الانتقال الى النظام الديموقراطي».
«الراي» اتصلت بالمراقب العام السابق لحركة الاخوان المسلمين في سورية وأجرت معه الحوار الآتي:
• للمرة الثانية تقتحم الدبابات السورية مدينة حماة. لماذا يتكرر اقتحام المدينة بشكل دوري؟ وهل يعود ذلك الى الأحداث التي عاشتها المدينة العام 1982؟
– يبدو أن السلطات السورية تريد تأديب سكان المدينة الذين خرجوا بتظاهرات سلمية. ومن الواضح أن حماة التي تظاهر فيها أكثر من نصف مليون شخص تخيف النظام السوري ولذا يعمل على تأديبها. أما في ما يتعلق بأحداث 1982 فلا شك في أن التيار الاسلامي المعتدل له حضور في كل المحافظات السورية وليس في حماة فقط التي شهدت أكبر عملية قمعية في مرحلة حكم (الرئيس الراحل) حافظ الأسد.
• دعت إيران على لسان نائب وزير الخارجية حسن قشقاوي النظام السوري والمعارضة الى الحوار لتسوية الأزمة. هل يعني ذلك أن طهران أقرت بوجود أزمة حقيقية بعد أن كانت تحيل الأحداث التي شهدتها سورية منذ اواسط شهر مارس الماضي الى وجود مؤامرة خارجية؟
– هناك تحول في الموقف الايراني بسبب اصرار الشعب السوري على متابعة الثورة حتى سقوط النظام، ما دفع القيادة الايرانية الى تعديل حساباتها.
ومن المؤكد أن ايران أدركت أن مستقبل العلاقات السورية – الايرانية يكون مع الشعب.
• أعلنت تنسيقيات الثورة تشكيل مجلس أعلى لقيادة الثورة السورية؟ كيف تقرأ هذه الخطوة وهل تأتي بالتوازن مع التأسيس لمجلس وطني انتقالي؟
– هذه الخطوة مهمة جداً وسيكون لها أثر على مستوى لجان التنسيقيات في الثورة السورية، وهي خطوة تساعد على دعم المجلس الوطني الانتقالي الذي يهدف بالدرجة الأولى الى توحيد قوى المعارضة.
• بعد اعلان تأسيس مجلس وطني انتقالي، ما حجم حضور حركة الاخوان المسلمين في هذا المجلس؟
– الأسماء الواردة في البيان الأول في ما يتعلق بحضور حركة الاخوان المسلمين لم يتم الاعتماد عليها بشكل نهائي، وما زلنا في مرحلة المشاورات. وفي النهاية سيكون للاخوان ممثلون في المجلس الوطني الانتقالي.
• الدكتور برهان غليون يترأس المجلس الوطني الانتقالي.
هل يمكن أن يحدث أي تغيير في هذا الموقع؟
– في الواقع ما زلنا في مرحلة المفاوضات.
• الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي سيزور سورية اليوم. ماذا تتوقع من هذه الزيارة؟
– الموقف العربي ما زال متأخراً وهو دون المستوى المأمول، ونأمل في أن يقنع الأمين العام لجامعة الدول العربية الرئيس بشار الأسد بأن لا مفر من عملية الانتقال الى النظام الديموقراطي، كما نتمنى أن يقنع النظام بأن سورية لم تعد كما كانت قبل أكثر من ستة أشهر.
• أشارت مصادر غربية أن الرئيس الاسد يستعين برفاق والده من الجنرالات للقضاء على الحركة الاحتجاجية كما حدث في أحداث حماة العام 1982. هل لديكم معلومات حول هذا الموضوع؟
– ليست لديّ اي معلومات، لكن الأكيد أن الاسلوب القمعي الذي يعتمد عليه النظام هو الأسلوب نفسه الذي اتبعه في أحداث حماة، ولا أستغرب أن يكون ذلك بالتشاور مع الجنرالات الذين قادوا العملية العسكرية عام 1982.
• يرى البعض أن ثمة تسوية مستقبلية بين حركة الاخوان والنظام برعاية تركية باعتبار أن أنقرة تسعى الى تعميم الإسلام التركي في العالم العربي. ما ردكم على ذلك؟ وهل حسم الاخوان المسلمين موقفهم من سقوط النظام؟
– هذه التسريبات لا أساس لها، وفي السابق تحدث البعض عن دخول الاخوان في حكومة تتشكل من قيادات الجماعة والنظام، لكن هذا السيناريو سقط لأن الحركة حسمت موقفها من أن النظام قد انتهى، وكل كلام يقول ان الاخوان جزء من مرحلة على رأسها بشار الأسد عارٍ عن الصحة.
• هل كل قيادات المعارضة حسمت موقفها بضرورة إسقاط النظام خصوصاً أن هناك بعض المعارضين في الداخل لم يحددوا موقفهم بشكل واضح من هذه المسألة؟
– جميع قوى المعارضة في الداخل والخارج هي على اقتناع كامل بأن النظام لا يمكن له البقاء، وهناك اجماع بين كل القوى على ضرورة إسقاطه، اللهم إلاّ إذا وجدت بعض الشخصيات التي تدّعي انتماءها الى المعارضة في المرحلة الأخيرة.
القدس العربي/دب ا
عشرات القتلى ومظاهرات ليلية بسوريا
أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن 34 شخصا قتلوا في عمليات أمنية نفذتها قوات الجيش والأمن، بينهم أكثر من عشرين في حمص، بينما شهدت مناطق عديدة مظاهرات مسائية تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال الناشطون إن القوات السورية تدعمها الدبابات قتلت 22 مدنيا في حمص، في واحدة من أشرس الهجمات العسكرية لسحق الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي اندلعت قبل ستة أشهر.
وبحسب شهود عيان فإن الهجوم تركز على الأحياء القديمة بالمدينة التي تشهد مظاهرات يومية تطالب برحيل الأسد، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع إطلاق نار كثيف في حي باب السباع وأحياء أخرى من حمص، متوقعا ارتفاع حصيلة القتلى.
وذكر أحد السكان في حي السباع لوكالة رويترز أن “مروحيات عسكرية تحلق فوق رؤوسنا، والقناصة يطلقون الرصاص من فوق أسطح المباني على أي شيء، نيران الأسلحة الآلية تنهمر علينا مثل المطر”.
كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار بكثافة، خصوصا في أحياء باب هود والحمرا وباب دريب والخالدية والبياضة وبستان الديوان. كما أفاد ناشطون بأن قوات الأمن أطلقت النار على مسجد خالد بن الوليد في وسط المدينة.
وأفادت لجان التنسيق المحلية باقتحام مستشفى البر في حمص من قبل عناصر يرتدون الزي العسكري، وأنهم قاموا بخطف كل الجرحى ومرافقيهم وطاقم الإسعاف واقتادوهم في ناقلات الجنود العسكرية إلى جهة مجهولة، حيث قضى أحد الجرحى نحبه بعد أن أزيل عنه جهاز التنفس.
ومن جهتها قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن ثمانية من رجال الشرطة وقوات الأمن قتلوا وأصيب العشرات برصاص من وصفتهم “بمجموعات إرهابية مسلحة” في مدينة حمص.
قتلى بحماة
ووفق الهيئة العامة للثورة السورية، فقد قتل ستة أشخاص بينهم امرأة لدى اقتحام الجيش بلدة خطاب في ريف حماة.
وفي مدينة سرمين الواقعة بمحافظة إدلب قامت قوات الأمن بمداهمات وإطلاق الرصاص بشكل عشوائي، مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح ثلاثة آخرين.
كما قال ناشطون إن قوات الأمن اعتقلت الشيخ أيمن الراعي إمام مسجد الرحمن في اللاذقية.
وفي الرمل الجنوبي باللاذقية، قال ناشطون إن بعض مناطق الحي شهدت انتشاراً أمنياً، وإن قوات الأمن دهمت عدداً من المنازل.
استمرار المظاهرات
ورغم الحملة العسكرية، فقد شهدت مناطق عديدة مظاهرات مسائية، فقد تظاهر أهالي حي بابا عمرو بمدينة حمص، مطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس الأسد، وفق صور بثها ناشطون على الإنترنت.
وشهدت مدينة الكسوة بريف دمشق خروج مظاهرة مساء أمس تضامنا مع المدن المحاصرة حيث ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للرئيس الأسد وللنظام الحاكم، كما جاء في صور على الإنترنت.
كما بث ناشطون على الإنترنت صوراً قالوا إنها التقطت اليوم في مدينة الرستن بحمص، تظهر مواطنين سوريين يؤدون صلاة الميت على جثمان مجند قتله أعوان الأمن في مدينة جسر الشغور، حسب قول الناشطين.
وبموازاة ذلك استمرت الهجمة الأمنية ضد الناشطين عبر محاولات الاعتقال والتمشيط واعتقال رهائن من عائلات النشطاء ليسلموا أنفسهم، وواصلت قوات الأمن ملاحقة النائب العام لمدينة حماة عدنان بكور الذي بث شهادة مسجلة تحدث فيها عن المقابر الجماعية وتفاصيل الانتهاكات التي قامت بها قوات الأمن، وفق لجان التنسيق المحلية.
وفي كفر بطنا بريف دمشق، أجبرت قوات الأمن إدارة مستشفى الفاتح على إغلاق أقسام الإسعاف والعمليات، بعد أن كان يستقبل كل مصابي الاحتجاجات في عربين وكفر بطنا وسقبا ويهتم بهم، وقالت لجان التنسيق المحلية إن مدير المستشفى هرب خوفا من الملاحقة بعد وصول تهديدات إليه.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأمن السوري اعتقل النشطاء في الحراك الشعبي بمدينة دير الزور، محمود الجاسم وأحمد الجاسم وفياض الشيخ وجاسم الدبش والشيخ صالح الخيزران إمام وخطيب مسجد قباء في حي الجورة، الذين كانوا متوارين عن الأنظار في مدينة الحسكة.
وأضاف المرصد أن الأجهزة الأمنية نفّذت مساء أمس، حملة اعتقالات في أحياء الجورة والموظفين والحويقة أسفرت عن اعتقال 53 شخصا.
يذكر أن عدد القتلى في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة ضد النظام منتصف مارس/آذار الماضي بلغ 2200 قتيل وفق تقارير للأمم المتحدة. وتتهم السلطات “جماعات مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى، لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع المظاهرات.
العربي إلى دمشق السبت بمبادرة الجامعة
نجاد يدعو الأسد لوقف استخدام العنف
قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن على الرئيس السوري بشار الأسد وقف استخدام العنف في قمع الاحتجاجات في بلاده، قائلا إن الحل العسكري ليس هو الحل الصحيح. في حين اتهم وزير الخارجية الفرنسي النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، يأتي ذلك بينما أعلنت الجامعة العربية أن أمينها العام سيزور سوريا السبت المقبل، بعدما طلبت منه دمشق إرجاء زيارته.
وفي مقابلة أجراها مع التلفزيون البرتغالي أمس الأربعاء ونقلت مضمونها وكالتا أسوشيتد برس والألمانية، قال أحمدي نجاد إن الحرية والعدالة واحترام الآخر من حقوق كل الشعوب، وأن على جميع الحكومات الاعتراف بتلك الحقوق وتسوية أي مشكلة من خلال الحوار.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أنه بإمكان دول المنطقة مساعدة الحكومة والشعب في سوريا في التحاور لتسوية خلافاتهم والوصول للإصلاحات المطلوبة.
ومعروف أن إيران حليف قوي للنظام الحاكم في سوريا، واتهمت في وقت سابق الولايات المتحدة وإسرائيل بأنهما وراء الانتفاضة السورية المطالبة بالديمقراطية التي اندلعت قبل ستة أشهر، وقتل خلالها نحو 2200 شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة، لكن طهران غيرت قليلا نبرتها تجاه ما يحدث في سوريا، وطالبت السلطات بوقف استخدام العنف ضد المتظاهرين وانتهاج الحوار لحل الأزمة في البلاد.
تباين روسي فرنسي
في هذه الأثناء، اتهم وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وحث روسيا على الانضمام إلى الجهود الغربية الرامية إلى عزل نظام الأسد سياسيا واقتصاديا.
وقال جوبيه -في مؤتمر صحفي بموسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس- إنه يتمنى أن تدعم موسكو الحراك الغربي الجاري في مجلس الأمن الدولي لإدانة النظام السوري، وفرض عقوبات دولية عليه، وهو الحراك الذي يلقى مقاومة شديدة من روسيا والصين خاصة.
وكرر لافروف دعوات سابقة لحوار بين السلطة والمعارضة، قائلا إن تحريض بعض مكونات المعارضة على رفض الحوار يمكن أن يعيد السيناريو الليبي في سوريا. وأضاف أنه يتعين أيضا وقف “الاستفزازات المسلحة”، في إشارة إلى تبني موسكو رواية دمشق بوجود “عصابات مسلحة”.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال قد اقترحت مشروع قرار يدين قمع السلطات السورية للمحتجين، ويفرض عقوبات تشمل تجميد أرصدة للأسد وشخصيات أخرى في النظام، لكن روسيا عرضت مشروعا منافسا.
وقالت مصادر دبلوماسية أمس إن الاتحاد الأوروبي سيعلن على الأرجح هذا الأسبوع فرض حزمة جديدة من العقوبات على النظام السوري، تشمل حظرا على الاستثمار في قطاع النفط في سوريا، ومعاقبة شركات مرتبطة بالمؤسسة العسكرية السورية، فضلا عن معاقبة محطات تلفزيونية سورية.
زيارة العربي
في غضون ذلك، أعلنت الجامعة العربية أمس أن أمينها العام نبيل العربي سيزور سوريا السبت المقبل، بعدما كانت دمشق أرجأت زيارته التي يفترض أن ينقل خلالها مبادرة عربية لتسوية الأزمة السورية.
وكان مقررا أن يزور العربي دمشق اليوم بتكليف من وزراء الخارجية العرب، لكن سوريا قررت تأجيل الزيارة، وبررت قرارها بما سمتها “أسبابا موضوعية”، حسب ما قالت وكالة الأنباء السورية.
وفسرت مصادر دبلوماسية ذلك القرار بامتعاض دمشق من اجتماع العربي مع ناشطين من المعارضة السورية في القاهرة، ومن صدور بيان عن اجتماع وزراء الخارجية العرب نهاية الشهر الماضي متضمنا مبادرة للتسوية، عدّتها دمشق تدخلا في شؤونها.
وقال مساعد الأمين العام للجامعة العربية للشؤون السياسية أحمد بن حلي إن الموعد الجديد لزيارة نبيل العربي تقرر أثناء اتصال هاتفي بينه وبين وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والمندوب السوري لدى الجامعة.
ويفترض أن ينقل العربي إلى دمشق مبادرة من 13 بندا، تهدف إلى وضع حد لإراقة الدماء في سوريا.
ومن بين بنود المبادرة: تبني التعددية السياسية، وإجراء انتخابات حرة وشفافة في 2014، وهو العام الذي من المقرر أن تنتهي فيه ولاية بشار الأسد الرئاسية.
وكان وزراء الخارجية العرب طلبوا من الأمين العام -في ختام اجتماع طارئ لهم بالقاهرة في الثامن والعشرين من الشهر الماضي- القيام بمهمة عاجلة لدى دمشق، تشمل نقل مبادرة عربية لتسوية الأزمة.
وقال دبلوماسي عربي رفيع إن المبادرة تدعو لوقف العمليات العسكرية، وإطلاق المعتقلين، وبدء الإصلاح السياسي. وتحفظت دمشق على البيان الذي صدر عن الاجتماع الوزاري العربي الأخير، الذي دعا إلى “وقف إراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الأوان”.
الرئيس التركي يدعو الأسد لأخذ الدروس والعبر مما حدث بالمنطقة
أكد أن “الأنظمة الشمولية لم يعد لها وجود”
دبي – العربية
دعا الرئيس التركي، عبدالله غل، نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلى أخذ الدروس والعبر مما حدث في المنطقة العربية، وذلك في مقابلة خاصة بثتها “العربية” اليوم الخميس، وأجرتها جيزيل خوري. وأوضح أن بعض القادة العرب “لم يدركوا أن النظم الشمولية لم يعد لها موقع في عالمنا المتغير”.
رسالة الفرصة الأخيرة
وكشف غل عن ما أسماه رسالة “الفرصة الأخيرة” التي أرسلها مع وزير خارجيته أحمد داود أوغلو إلى الرئيس الأسد في دمشق الشهر الماضي.
وقال الرئيس التركي إنه طلب من الأسد “وقف إراقة الدماء، وسحب قوات الجيش والأمن من المدن، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وإجراء انتخابات حرة وشفافة وديمقراطية وتعددية”، نافيا أن تكون لأنقرة “أجندات خفية” في الأزمة السورية.
وأضاف: “إننا نسمع يوميا عن مقتل 20 أو30 شخصاً في سوريا، وقمع المتظاهرين بهذه الطريقة لم يعد مقبولا”.
وقال “من المهم أن يتشكل مجلس شعب يمثل الشعب السوري تمثيلا حقيقيا”، مشيرا إلى أن الإصلاحات التي أعلنها الأسد “محدودة ومتأخرة”.
وشدد على أن “أنقرة لاتتدخل في الشؤون الداخلية لدمشق، وأنها تقف على مسافة متساوية من كافة الأطراف، وأن الشعب السوري هو الذي يجب أن يختار من يحكمه”.
مؤتمرات المعارضة السورية
وقال إن “تركيا أفسحت المجال لعقد مؤتمرات للمعارضة السورية في تركيا وأنطاليا على غرار ما يحدث في أي دول حرة وديمقراطية مثل أمريكا وبريطانيا من إمكانية السماح بتنظيم تلك المؤتمرات، ولكننا لم نوعز للمعارضين بأن يعملوا هذا الأمر أو ذاك”.
وحول المواقف الأمريكية والأوروبية من الأحداث في سوريا، قال غول: “إن تركيا تحاول لعب دور في تسوية الأزمة السورية، والعمل على ترسيخ السلام في منطقتنا وبأيدينا، وتولي زمام الأمور لأن الأمريكيين والأوروبيين بعيدون عن أفكارنا وعاداتنا”.
وأوضح غل أن حدودا طويلة تربط بلاده مع سوريا، كما تمتد عبر الحدود جماعات من السكان ترتبط بأواصر القرابة، ولذا “كانت تركيا حريصة على أن تعمق أواصر الإخوة والصداقة مع الشعب السوري بكافة فئاته وطوائفه. وتحدثنا خلف الأبواب المغلقة بنفس الأفكار التي ذكرناها في العلن”.
أنقرة والربيع العربي
وحول الربيع العربي، قال غول “قبل أن تبدأ الأحداث في العالم العربي، تحدثت تركيا مرارا عن ضرورة قيام الأنظمة بزيادة وتيرة الإصلاح، وكان الخيار الثاني هي أن تقوم الشعوب بعملية التغيير، أما الخيار الثالث فهو التدخل الخارجي”.
وأعلن الرئيس أن تركيا تلعب دور الدولة الملهمة للشعوب العربية، فالمنطقة ليس بها دولة أكثر عصرية. وكون التغييرات حدثت في بلد أغلب سكانه من المسلمين، كان هذا محطا للأنظار”.
ونفى غل أن تكون بلاده قد لعبت دورا في دعم الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي، وقال: “كنا نتحدث مع القادة بصراحة ومع الشعوب أيضا فيما يتعلق بالمتغيرات التي تحدث في العالم المعاصر”.
حلف شمال الأطلسي وإسرائيل
وردا على سؤال حول موافقة أنقرة على نشر رادارات دفاعية تابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، قال غل: “إن تركيا دولة في الناتو منذ عام 1952، وهذا المشروع دفاعي للتعامل مع التهديدات الصاروخية، وليس موجها لأي دولة”.
وفي إشارة إلى الخلاف بين أنقرة وتل أبيب حول مقتل 9 أتراك على أيدي كوماندوز إسرائيليين لدى محاولتهم كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، قال غل “لقد قررنا رفع الأمر إلى محكمة العدل الدولية لاتخاذ قرار في مشروعية فرض الحصار البحري على غزة”، مؤكدا رفضه للتقرير الدولي الذي صدر حول الهجوم وإشارته إلى قانونية فرض الحصار المذكور.
ونفى أن تكون هناك أي إجراءات أو مضايقات شخصية حدثت في تركيا وإسرائيل أثناء سفر المواطنين في المطارات، وأكد أن “قرار تركيا بتجميد علاقاتها مع إسرائيل لا يتصل بالأفراد”.
34 قتيلاً بنيران الأمن السوري.. والجيش يشن حملة عسكرية واسعة على مدينة حمص
استمرار المظاهرات في عدة مدن
دبي – العربية.نت
سقط أربعة وثلاثون قتيلاً برصاص الأمن السوري خلال عمليات طالت عدداً من المدن والمناطق أمس الأربعاء.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في اتصال هاتفي مع فرانس برس أن “عدد القتلى ارتفع إلى 21 قتيلاً الأربعاء في حمص التي تشهد عملية أمنية واسعة، حيث قطعت الاتصالات الأرضية عن عدد كبير من أحيائها التي يسمع فيها إطلاق نار كثيف”.
من جانبها، أكدت وكالة الأنباء السورية سانا أن ثمانية من رجال الشرطة وقوات الأمن قتلوا وأصيب العشرات برصاص من وصفتهم “مجموعات إرهابية مسلحة” في مدينة حمص.
ويؤكد الناشطون أن حملة أمنية مكثفة تستهدف حمص التي دخلتها “20 شاحنة محملة بالجنود ودبابات”. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سماع دوي “انفجار قذائف في أحياء باب السباع وباب هود وباب تدمر وإطلاق النار من رشاشات ثقيلة في شارع الحمرا وبابا عمرو وحي السباع”.
وفي دير الزور تظاهر المئات في حي الموظفين لمناصرة حمص والمدن المحاصرة.
وفي ريف دمشق انطلقت تظاهرة من الجامع الشمالي في المدينة، كما شنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات في قرية المرقب ببانياس.
أما في حمص فتجددت التظاهرات في الملعب والوعر ودير بعلبة تضامنا مع الأحياء المحاصرة. في حين انطلق آلاف المتظاهرين في درعا يهتفون بإسقاط النظام، وفي حي المرجة بحلب نادت تظاهرة بإسقاط النظام والحرية للمعتقلين في حين أطلقت قوات الأمن النار لتفريق المتظاهرين.
وفي دمشق سُجل انتشار كثيف لقوات الأمن على دراجات نارية، وتكرر المشهد في حماة حيث شارك الآلاف في تظاهرة لنصرة للمناطق المحاصرة.
جاء ذلك تزامناً مع تعزيزات أمنية كبيرة للجيش السوري في كل من خان شيخون ومعرة النعمان بريف إدلب.
ناشطون سوريون: مقتل 21 على الاقل في اعنف حملة امنية في مدينة حمص
اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان قوات الامن السورية قتلت 23 شخصا على الاقل يوم الاربعاء في واحدة من اعنف الحملات الامنية والتي استهدفت مدينة حمص وسط سورية.
وصرح رئيس المرصد رامي عبد الرحمن بان “عدد القتلى ارتفع في حمص الى 21 قتيلا، بالاضافة الى قتيلين في سرمين” في محافظة ادلب، شمال غرب.
واضاف “هناك اطلاق نار كثيف في حي باب السباع واحياء اخرى من حمص” متوقعا ارتفاع الحصيلة.
وقال احد شهود العيان من باب السباع الذي كان من بين الاحياء التي استهدفتها قوات الامن ان طائرات هليكوبتر عسكرية تحلق فوق الحي والقناصة متمركزون على اسطح المباني ويطلقون النار على كل شيء يتحرك ورشاشات الدبابات تطلق الرصاص بغزارة كالمطر المنهمر”.
ويقول الناشطون ان السلطة قد كثفت جهودها خلال الاسابيع الاخيرة في مسعى لقمع الاحتجاجات وتشن عمليات مداهمة وغارات اكثر وتفذ عمليات اغتيال للنشطاء وتعتقل المزيد من المتظاهرين.
كما قتل شخص في مدينة حماة القريبة من حمص.
وشهدت حمص بعض أكبر الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
وأضاف الناشطون أن جنودا سورييين تدعمهم دبابات شوهدوا فجر الأربعاء وهم يدخلون إلى حمص.
وسقط معظم القتلى في الأحياء القديمة من المدينة كباب دريب وبستان الديوان وباب السباع.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن القوات الامن “استخدمت نيران أسلحتها والقنابل الصوتية لترويع السكان بالقرب من مقر الشرطة حول القلعة”.
وقطعت خطوط الهاتف والإنترنت عن بعض مناطق المدينة.
“جرائم ضد الإنسانية”
ومن جهة أخرى، اتهم وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه السلطات السورية “بارتكاب جرائم ضد الإنسانية”.
وكان جوبيه يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو.
وقال جوبيه إن سورية قد تواجه عقوبات إضافية إذا لم تغير سياستها، وأضاف أن “طريقة قمع النظام السوري للمظاهرات الشعبية غير مقبولة”.
وأعرب الوزير الفرنسي عن رغبته في موافقة روسيا على دعم ادانة للنظام السوري في مجلس الامن وهو الأمر الذي تعرقله موسكو منذ اشهر.
وقال إن “على مجلس الأمن الدولي أن يوجه رسالة قوية إلى دمشق حتى يتوقف هذا القمع الوحشي”.
أما وزير الخارجية الروسي فأكد أن الأولوية لإجراء المفاوضات، وتابع “نحن نرى ان تحريض البعض من قوى المعارضة على مقاطعة هذا الحوار امر خطير يصب في تكرار السيناريو الليبي، الأمر الذي لا تريده روسيا ولا فرنسا”.
وأوضح أن بلاده قدمت في مجلس الأمن “مشروع قرار يطالب جميع الاطراف بالكف عن استخدام العنف.
ويدعو هذا المشروع “المسؤولين السوريين الى الدفع قدما بالاصلاحات التي اقرت حتى الان، والمعارضة الى عدم خوض مواجهة مسلحة والى الا ترفض الدعوات الى الحوار”.
اتحاد أوروبي
وكان الاتحاد الأوروبي قد اتخذ قرارا بحظر استيراد النفط من سورية، وهو قرار انتقدته روسيا التي كانت تضغط باتجاه اجراء حوار سياسي.
في هذه الاثناء قالت الجامعة العربية إن أمينها العام نبيل العربي سيزور العاصمة السورية دمشق السبت.
وأضاف البيان الصادر عن الجامعة ان قرار زيارة العربي قد اتخذ خلال مكالمة هاتفية بينه وبين وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وكان من المقرر أن يزور العربي سورية الأربعاء لكن الحكومة السورية أجلت الزيارة في اللحظة الأخيرة “بسبب ظروف خارجة عن إرادتها” كما ورد في تعليل قرار التأجيل.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
بان كي مون يدعو المجتمع الدولي الى التصرف ازاء الوضع في سورية
دعا بان كي مون الامين العام للامم المتحدة المجتمع الدولي الى عدم الوقوف متفرجا على ما يجري في سورية بل العمل بصورة منسقة والقيام بعمل ما ازاء ما يجري فيها.
وفي اقوى تصريحات له منذ اندلاع المظاهرات المناهضة لحكم الرئيس السورية بشار الاسد قال بان خلال مؤتمر صحفي في نيوزلندا ان الاسد يرتكب جرائم بحق شعبه واضاف ان الوقت قد حان كي تقوم الدول الاعضاء في الامم المتحدة باتخاذ اجراءات “منسقة”.
ودعا بان كي مون الاسد الى القيام بخطوات سريعة وفورية وحاسمة قد ان يفوت الاوان واستدرك قائلا عمليا فات الاوان لان اي يوم اضافي يعني سقوط مزيد من القتلى.
واوضح ان اخر مرة تحدث فيها الى الرئيس الاسد كانت في 17 من اب/اغسطس الماضي واعرب له عن شعوره بالصدمة من استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين.
وفيما يتعلق بامكانية طلب الامم المتحدة التدخل العسكري في سورية قال الامين العام “ان الامين العام لا يحدد طبيعة الاجراءات التي يتوجب اتخاذها بل الدول الاعضاء في الامم المتحدة هي التي تحدد الاجراءات التي تتخذها الامم المتحدة”.
واعرب عن خيبة الامم المتحدة من فشل اعضاء مجلس الامن في الاتفاق على اتخاذ الاجراء المناسب مما يجري في سورية.
وفي وقت لاحق اعلن الناطق باسم الامين العام مارتن نسيركي ان بان كي مون لا يخطط للاتصال بالاسد مرة اخرى.
المبادرة العربية
ويصل الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الى العاصمة السورية دمشق الاربعاء حاملا المبادرة العربية والتي تنص على عدد من الخطوات المرحلية والمبادىء حسبما ذكرت صحيفة الحياة اللندنية.
ومن بين بنود المبادرة التزام السلطات السورية بالانتقال الى نظام حكم تعددي والتعجيل بالاصلاح و”الوقف الفوري لكل اعمال العنف ضد المدنيين وفصل الجيش عن الحياة السياسية والمدنية”.
كما تدعو المبادرة الى “تعويض المتضررين واطلاق سراح جميع المعتقلين” و “اجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في العام 2014، موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس”.
كما تطلب المبادرة من الرئيس السوري اصدار “اعلان مبادئ واضحة ومحددة يؤكد التزامه بالانتقال الى نظام حكم تعددي وان يستخدم صلاحياته الموسعة الحالية كي يعجل بعملية الاصلاح”، اضافة الى “بدء الاتصالات السياسية الجدية ما بين الرئيس وممثلي قوى المعارضة السورية على قاعدة الندية والتكافؤ والمساواة على أساس المصالح الوطنية العليا السورية في الانتقال الامن الى مرحلة جديدة وفق ثوابت الوحدة الوطنية: لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الاجنبي”.
وتشمل “تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية برئاسة رئيس حكومة يكون مقبولا من قوى المعارضة المنخرطة في الحوار” على ان تتولى هذه الحكومة اجراء “انتخابات نيابية شفافة وتعددية قبل نهاية العام” ويقوم رئيس الكتلة النيابية الاكثر عددا بعد ذلك “بتشكيل حكومة تمارس صلاحياتها كاملة بموجب القانون.
وتقضي المبادرة بان يقوم المجلس النيابي المنتخب بتشكيل جمعية تأسيسية لاعداد دستور ديموقراطي جديد للبلاد”.
يذكر ان السلطات السورية رفضت بيان الجامعة الذي صدر في اعقاب اجتماعها الاسبوع الماضي وقالت انها تعتبره كانه لم يصدر ورفضت استقبال العربي في البداية لكن تم الاعلان هذا الاسبوع عن موافقتها على استقباله رغم ان وسائل اعلامية نقلت ان مسؤولين سوريين قولهم ان دمشق تستقبل العربي بصفته كأمين عام للجامعة العربية ولا ترتبط بمبادرة او ورقة يحملها بشأن الوضع في سورية.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011