أحداث الخميس، 09 أيار 2013
الآمال تتجدد بالحل السياسي… وأوباما يصر على استبعاد الأسد
واشنطن – جويس كرم؛ عمان – تامر الصمادي
لندن، بروكسل، اسطنبول، موسكو، نيويورك – «الحياة»، رويترز، ا ف ب – اعادت المحادثات التي اجراها وزير الخارجية الاميركي جون كيري، في موسكو، مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف احياء الامل بامكان التوصل الى حل سياسي للازمة السورية. اذ وافقت موسكو على السعي الى ترتيب مؤتمر بنهاية هذا الشهر بين مسؤولين في النظام السوري والمعارضة بدعم اقليمي ودولي، بهدف ازالة الغموض الذي ساد بعد صدور «بيان جنيف» في نهاية حزيران (يونيو) الماضي، لجهة نقل صلاحيات الرئيس بشار الاسد الى حكومة انتقالية، كما ارجأ التفاهم الاميركي – الروسي نية استقالة المبعوث الدولي- العربي الاخضر الابراهيمي، الذي سارع الى الترحيب بنتائج المحادثات. واعتبر ان «المعلومات الاولى تدعو الى التفاؤل منذ وقت طويل جدا».
وفيما تمسك «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بان تكون نقطة البداية للحل السياسي هي رحيل الاسد، بدا ان هذه العقبة ستواجه اي مسعى مقبل للتسوية، في ظل الموقف الاميركي الواضح. اذ أعاد الرئيس باراك أوباما التأكيد أن الولايات المتحدة تعمل على «ضمان خروج بشار الأسد وبدء عملية انتقالية»، واكد في تصريحات ليل اول من امس خلال استقباله نظيره الكوري الجنوبي بارك غوين هاي ان واشنطن تسعى الى دعم المعارضة «والعمل نحو سورية من دون بشار الأسد”. وأضاف «أن هناك التزاما أخلاقيا وأيضا مصلحة قومية (أميركية) في انهاء القتل في سورية وضمان وجود سورية مستقرة تمثل كل الشعب السوري ولا تخلق الفوضى لجيرانها». وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» أن «موقف الولايات المتحدة لم يتغير لجهة فقدان الأسد شرعيته وضرورة تنحيه».
الى ذلك، اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون انه سيتوجه الجمعة الى سوتشي (في روسيا) لبحث الملف السوري مع بوتين. وقال امام مجلس العموم البريطاني: «هناك حاجة ملحة لبدء مفاوضات بكل معنى الكلمة لفرض انتقال سياسي (في سورية) ووضع حد لهذا النزاع». وتابع: «هناك معلومات متزايدة، محدودة لكنها مقنعة، تدل على ان النظام استخدم وما يزال يستخدم اسلحة كيمياوية بما في ذلك غاز السارين».
واعرب الاتحاد الاوروبي عن «الارتياح البالغ» للاعلان الروسي – الاميركي. لكن لوحظ بدء مساع بريطانية لاتخاذ قرار من وزراء الخارجية الاوروبيين في اجتماعهم نهاية الشهر الجاري برفع الحظر عن تصدير السلاح للمعارضة لدعم «المعتدلين» في صفوفها.
وفي حوار مع «الحياة»، قال رئيس الحكومة الأردنية عبد الله النسور إن الوضع السوري «تعقد كثيراً، خصوصاً بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق»، وذكر ان المساعي بخصوص عدم تدويل الصراع السوري «خرجت عن النطاق»، مؤكداً أن بلاده باتت تخشى تدخلاً عسكرياً ضد سورية، وإمكان تقسيمها إلى دويلات مذهبية متصارعة.
واتهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة مع صحيفة «حرييت» التركية أمس الرئيس السوري بأنه انتقل إلى «الخطة باء» في محاربة مقاتلي المعارضة وهي «التطهير العرقي» في بعض المناطق في سورية. وقال انه شرح ذلك لوزير الخارجية الاميركي في مكالمة هاتفية من ان «مجزرة بانياس مرحلة جديدة في الهجمات التي يشنها نظام (سورية) وما يقلقنا في مجزرة بانياس هو الانتقال إلى استراتيجية التطهير العرقي في منطقة محددة عندما يفقد السيطرة على كامل البلاد».
ويتوقع ان يترك التفاهم الروسي – الاميركي آثاره على مؤتمرات المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري في الايام المقبلة، بين مؤيد لحل سياسي ومتمسك بـ»تنحي» الاسد. ورحب «الائتلاف» في بيان بـ»كل الجهود الدولية التي تدعو إلى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في دولة ديموقراطية على أن يبدأ برحيل بشار الأسد وأركان نظامه». وكان «الائتلاف» ذكّر في بيان منفصل بموقفه من ان «اي حل سلمي مقبول يقتضي جلاء بشار الاسد والقيادات الأمنية عن البلاد، وأن أي مقترح آخر يشركهم في سورية المستقبل مرفوض على المستوى السياسي والشعبي». وأعرب العقيد قاسم سعد الدين عن «الأسف» لأنه لا يرى مجالاً للحل السياسي، قائلاً «إن المجلس العسكري المعارض لن يجلس مع النظام للحوار، وإنه بصراحة لا يعتقد أن قرارات الأسد هي بين يدي روسيا حقا، وقال إن الرئيس السوري ينظر الآن إلى إيران فقط».
في المقابل، اكد رئيس «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» في المهجر هثيم مناع ضرورة ان يكون هناك «جنيف – 2» على ثلاثة مستويات: المحلي، بحضور أطراف المعارضة، إضافة إلى ممثلين من السلطة. والاقليمي بحضور مصر والسعودية وإيران في المؤتمر الدولي. اما النقطة الثالثة فتتعلق بـ «إزالة نقاط غموض بيان جنيف» بالنسبة الى امرين: تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة. ونقل الصلاحيات من رئيس الجمهورية إلى حكومة الوحدة الوطنية للإعداد للمرحلة الانتقالية.
ويتوقع معارضون ان انعقاد المؤتمر، المتوقع في جنيف في بداية الشهر المقبل، سيتبع باصدار قرار دولي بموجب الفصل السادس.
ميدانيا، شنت قوات المعارضة «هجوماً مضاداً» استعادت فيه بعض المناطق في بلدة خربة غزالة في ريف درعا في جنوب سورية، وقرب حدود الاردن، بعدما سيطرت عليها القوات النظامية مساء الثلثاء.
وعلى صعيد الجنود الدوليين الاربعة الذين تم احتجازهم اول من امس في منطقة عمل هذه القوات في الجولان، قالت ناطقة باسم هذه القوات ان الامم المتحدة تعمل لضمان اطلاق سراحهم. واضافت ان البعثة لديها مؤشرات على ان المحتجزين سالمون.
وفي دمشق، استهدف مقاتلو المعارضة رتلاً من السيارات العسكرية التابعة لـ «لواء أبو الفضل العباس» الموالي للنظام في بلدة الحجيرة قرب السيدة زينت جنوب دمشق. واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى «وجود أنباء عن مقتل عدد من قياديي اللواء وإصابة آخرين».
جبهة النصرة في سورية: قائدنا لم يصب وهو بخير
بيروت – ا ف ب
نفت “جبهة النصرة” على لسان احد قيادييها ان “يكون زعيم الجبهة ابو محمد الجولاني اصيب بجروح في قصف في ريف دمشق”، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان امس الاربعاء.
وقال الغريب المهاجر قحطاني، على حسابه على موقع تويتر “الاخوة الكرام، ننوه ان ما نشرته بعض القنوات على اصابة الشيخ الجولاني بدمشق، غير صحيح، والشيخ بخير والحمد لله”.
واضاف “وان اصيب القادة وقتل القادة، فالجهاد ماض الى يوم القيامة، لكننا ننبه ان خبر اصابة الشيخ الجولاني غير صحيح”.
وكان “المرصد السوري” افاد ان “الجولاني اصيب في رجله”، من دون ان يكون بامكانه تقديم المزيد من التفاصيل.
كيري: الاسد لا يمكن ان يشارك في حكومة انتقالية
روما – ا ف ب
صرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان “الرئيس السوري بشار الاسد لا يمكن ان يشارك في حكومة انتقالية سورية”.
وقال كيري قبل محادثات مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان “كل الاطراف تعمل لتشكيل حكومة انتقالية بالتفاهم بين الطرفين وهذا يعني برأينا ان الرئيس الاسد لن يكون مشاركاً في هذه الحكومة الانتقالية”.
المعارضة تتمسَّك برحيل الأسد شرطاً للحوار
وواشنطن لا تراه جزءاً من مستقبل سوريا
واشنطن – هشام ملحم / نيويورك – علي بردى / العواصم الأخرى – الوكالات
أوباما ونتنياهو بحثا في الأمن الاقليمي خلال اتصال هاتفي
إصابة القائد العام لـ”جبهة النصرة” في ريف دمشق وانسحاب “اندوف” من موقع
اشترطت المعارضة السورية الاربعاء رحيل الرئيس بشار الاسد لأي حل سياسي للنزاع المستمر في سوريا منذ 26 شهرا، في رفض غير مباشر لدعوة موسكو وواشنطن الى حوار بين الطرفين المتقاتلين يضع حدا لهذا النزاع على اساس اتفاق جنيف. وفيما أبلغت موسكو الحكومة السورية نتائج المحادثات التي اجراها وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع المسؤولين الروس الثلثاء، ابدى الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي تفاؤله بالاتفاق الروسي – الاميركي الذي يدعو الى جمع النظام والمعارضة الى طاولة الحوار.
وقال “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في بيان انه “يرحب بكل الجهود الدولية التي تدعو الى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في دولة ديموقراطية على ان يبدأ برحيل بشار الأسد وأركان نظامه”. واعتبر “ان النظام الاسدي أسقط جميع المبادرات التي تم تقديمها لحل الأزمة، واستمر في وضع العصي في عجلات أي اتفاق أو لجنة أو فريق عربي أو أممي خلال ما يزيد على سنتين”.
وقال الابرهيمي ان الاتفاق الروسي – الاميركي يشكل “المعلومات الاولى التي تدعو الى التفاؤل منذ وقت طويل جدا”، موضحا ان “التصريحات التي صدرت في موسكو تشكل خطوة اولى الى الامام مهمة جدا لكنها ليست سوى خطوة اولى”.
وغداة ما بدا انه تراجع اميركي عن المطالبة برحيل الاسد، صرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بأن واشنطن ترى ان مستقبل سوريا يجب ان يكون من دون الاسد.
واعلنت الادارة الاميركية عن تقديم مساعدات انسانية اضافية تخفف معاناة اللاجئين السوريين بقيمة مئة مليون دولار، وزعت على المنظمات الدولية بما فيها 32 مليون دولار لمنظمات اغاثة اللاجئين الذين نزحوا الى لبنان. وسوف تنفق المساعدات في لبنان على تحسين الخدمات المحلية، والتدريب المهني وتعليم اللاجئين وتمويل مشاريع زراعية وتوفير فرص عمل للشباب، الى المعونات الغذائية والمالية. وتشمل المعونات توسيع قدرة المدارس الرسمية في لبنان على استيعاب اللاجئين وتدريب الاساتذة لاستيعاب نحو 30 الف طالب سوري.
وللمرة الاولى منذ اغارة مقاتلات اسرائيلية على أهداف قرب دمشق، قال البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بحثا في قضايا الامن الاقليمي وسلام الشرق الاوسط في اتصال هاتفي. وأضاف ان الزعيمين اتفقا على مواصلة التعاون الوثيق في عدد من القضايا الامنية.
ومع وصول كيري الى روما للقاء مسؤولين ايطاليين واسرائيليين واردنيين كبار في اطار مساعيه لمحاولة انهاء النزاع، اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من لندن انه سيتوجه غداً الى سوتشي في روسيا ليبحث في الملف السوري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدما أجرى مشاورات هاتفية مع كيري.
وفي كلمة أمام مجلس العموم، قال كاميرون: “هناك كم متنام من المعلومات المقنعة وإن تكن محدودة تظهر ان الحكومة السورية استخدمت وتواصل استخدام اسلحة كيميائية مثل غاز السارين. ومساحة الشك في ذلك آخذة في التضاؤل”.
وفي بروكسيل، أبدى الاتحاد الاوروبي ارتياحه “لدعوة روسيا والولايات المتحدة الى مؤتمر من اجل السلام في سوريا”، مشيرا الى انه “كرر مرارا ان حل النزاع يكمن في تسوية سياسية شاملة”.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن بيان لوزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية المبعوث الشخصي للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، التقى السفير السوري لدى موسكو رياض حداد، وأبلغه نتائج محادثات لافروف وكيري، في شأن تسوية الأزمة السورية.
وفي اسطنبول، اتهم وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في مقابلة مع صحيفة “حريت” التركية الاسد بانه انتقل الى “الخطة باء” في محاربة مقاتلي المعارضة هي “التطهير العرقي” في بعض المناطق في سوريا. وقال ان “الخطة باء استراتيجية تقوم على فتح منطقة وممر لطائفة ما من خلال مواجهات طائفية”. وأضاف ان هذا الممر سيربط المناطق ذات الغالبية العلوية في غرب سوريا بحمص على طريق دمشق على طول الحدود اللبنانية. “انها لعبة خطيرة جدا. من شأن ذلك اشاعة الفوضى في لبنان وقد يوجد رغبة في الانتقام لدى السنة”.
وفي نيويورك كشف ديبلوماسي غربي رفيع أن الأجواء الايجابية الناتجة من اجتماعات كيري في موسكو أنعشت الآمال في تسوية سياسية للأزمة السورية من طريق مؤتمر دولي يشارك فيه الأطراف المتحاربون ويسعى الى توافق على تطبيق بيان جنيف على مراحل. وقال الديبلوماسي الذي كان يتحدث الى عدد محدود من الصحافيين شرط عدم ذكر اسمه، أن أجواء اجتماعات كيري مع بوتين ولافروف “ربما شجعت على بقاء” الابرهيمي الذي عبر في نهاية الشهر الماضي عن نيته الإستقالة من مهمة الوساطة الموكولة اليه. ولفت الى أن “أي اجتماع دولي على غرار الذي أدى الى بيان جنيف في 30 حزيران 2012، ينبغي أن يجيب عن سؤالين: كيف يمكن الوصول من حيث نحن الآن الى تطبيق بيان جنيف الذي ينص على تأليف هيئة حكومية انتقالية؟” وأضاف أن ذلك يستوجب وقفاً للنار وأعمال العنف ودفع الطرفين الى ارسال ممثلين لهما. وأضاف أن “السؤال الثاني: متى يتنحى الرئيس بشار الأسد؟”، ملاحظا أن “الجميع متفقون على رحيله، ولكن هل يحصل ذلك في بداية العملية أم منتصفها أم نهايتها. لا اتفاق على ذلك بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن”، علماً أن “لدى الابرهيمي فكرة لتسوية هذه المشكلة”.
الوضع الميداني
وبعد انقطاع أكثر من 24 ساعة، عادت خدمة الانترنت الى العمل بعد ظهر الاربعاء في سوريا. كما عادت الاتصالات الهاتفية بين المناطق وبين سوريا والخارج. وعزت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” الانقطاع الى “عطل في الكابل الضوئي” تم اصلاحه، بينما أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له وناشطون ان سبب انقطاع الانترنت والاتصالات عمليات عسكرية تقوم بها القوات النظامية ولا تريد تسرب معلومات عنها.
واعلن المرصد ان القائد العام لـ”جبهة النصرة في بلاد الشام” ابو محمد الجولاني أصيب بجروح خلال قصف نفذه الجيش السوري في ريف دمشق الجنوبي.
وتحدث ناشط في ريف دمشق الجنوبي للمرصد عن “اصابة عدد من عناصر الجبهة بجروح من جراء القصف الذي استهدفهم”. واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الجولاني اصيب في رجله من غير ان يكون في امكانه الادلاء بتفاصيل.
وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في بلدة خربة غزالة المحاذية لطريق دمشق – درعا بعد اقتحام قوات النظام هذه البلدة.
وصرح الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي بأن المنظمة سحبت مراقبين من موقع جملة في هضبة الجولان بالمنطقة العازلة بين سوريا واسرائيل حيث احتجز مقاتلون سوريون معارضون اربعة جنود فيليبينيين يعملون في اطار قوة الامم المتحدة لفك الاشتباك “اندوف” في هضبة الجولان السورية المحتلة. وقال: “في ضوء تطور الوضع على المستوى الامني، تم سحب قوات حفظ السلام من هذا الموقع”.
اختبار حمص
رند صباغ
تستمر معركة حمص بين طرفٍ يعيش حربه الباردة من خلال الحصار داخل أحياء المدينة القديمة دون التواني عن القصف المدفعي والذي طال الأربعاء كل من أحياء القرابيص وجورة الشياح، وطرفٍ آخر يزرح تحت وزر معركة الكر والفر في المدن والأرياف المحيطة وبالأخص في القصير، حيث تدور أشد المعارك الميدانية بالإضافة إلى القصف.
في هذا الوقت تشير الأنباء الواردة من حمص وبالتحديد من أرياف القصير بحسب الناشطين إلى وقوع مجزرةٍ عرف حتى اللحظة أن عدد ضحاياها وصل 32 اسماً تم توثيقها فيما يوجد عدد كبير من المفقودين، إلا أن انقطاع الاتصالات في سوريا منذ ليل الثلاثاء وحتى مساء الأربعاء حيث عادت إلى عددٍ من المدن والمحافظات، أدى إلى شحٍ في مصادر الأنباء والوصول إلى معلوماتٍ دقيقة.
يقول حسن أبو الزين الناطق الإعلامي باسم الحراك الشعبي في حمص في حديثٍ ل”المدن” أن “عدداً من المدنيين كانوا يحاولون الفرار من القصف الذي يستهدف المدينة متجهين نحو الريف، وهناك أتت قوات النظام لتطلق عليهم النار”، مشيراً إلى أنهم قاموا بعدها “بأخذ الجثث”، ويكمل “معظم الذين استشهدوا اليوم هم من النساء والأطفال، حيث تم استهدافهم أثناء محاولتهم النزوح واختطاف جثامينهم بالإضافة إلى اختطاف افراد العديد من العائلات الأخرى وهم أحياء”.
ويشير أبو الزين إلى أن أصابع الاتهام تشير إلى تورط عناصر من “حزب الله” اللبناني بالعملية حيث يقول “إن المنطقة التي تمت فيها المجزرة، واختفت فيها الأسر يتواجد فيها حزب الله بكثرة، لذلك نتوقع أنه من المتورطين في العملية”، فيما تشهد الحولة والمناطق المجاورة لها قصفاً عنيفاً من قوات النظام. ويضيف أبو الزين “أتى القصف من المدفعية الثقيلة المتمركزة في محيط المدينة، وتحديداً من حاجزي قرمص ومؤسسة المياه، وقد استهدف القصف الأحياء السكنية مؤدياً الى دمار عدد من منازل الأهالي”، متابعاً: “استهدف القصف كذلك وبشكل مكثف بلدة عقرب في سهل الحولة”.
في هذا الوقت أصدر اللواء سليم إدريس بياناً باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر– هيئة الأركان يطالب فيه “الثوار وعناصر قوات الجيش الحر- كتائبه وألويته التوجه إلى ساحات المعارك في المناطق: الوسطى (القصير وريف حمص) والمنطقة الساحلية، ودمشق وريفها”، مؤكداً على ضرورة “العمل تحت قيادة قادة جبهات القتال وقادة غرف العمليات”. ويضيف إدريس في بيانه أن “المعارك التي تدور في هذه المناطق معارك طاحنة يشن من خلالها شبيحة النظام حملات قوية مدعومة بعناصر إيرانية ومن حزب الله اللبناني وعناصر عراقية يقوم من خلالها النظام على العمل على إفراغ المنطقة الوسطى والساحلية من أبنائها عبر مجازر إبادة جماعية”.
تأتي التطورات الأخيرة في ظل أنباءٍ عن اشتراط العديد من “الأصدقاء” الذين “ينوون” دعم المعارضة المسلحة “التخلي عن حمص” بشكلٍ من الأشكال وهو ما يفتح الأبواب للتساؤل على ماهية التواطؤات الدولية وخلفياتها لما تشكله حمص من خلال موقعها الجغرافي من خط وصلٍ بين العاصمة والمناطق الجنوبية وبين الشريط الساحلي الذي يحاول النظام الحفاظ عليه بكل الطرق الممكنة إضافةً إلى كون الطرف الغربي من المحافظة يشكل جزءاً مهماً من الخط الحدودي الواصل مع لبنان وبالأخص مناطق نفوذ حزب الله، ولعل ما يؤكد أنباء التواطؤ الدولي هو واقع ما تعانيه كتائب وألوية المعارضة هناك من شحٍ في الذخيرة وفقرٍ في الدعم بالمقارنة مع نظيراتها في المدن والمناطق الأخرى، وقد مر قرابة العام على حصار الأحياء الأربعة عشرة في المدينة القديمة منها، والتي تحتوي على عددٍ من مقاتلي المعارضة بالإضافة إلى مدنيين وناشطين يعانون من كافة أشكال الحرمان بدءاً من المواد الغذائية والخدمات الطبية.
تقدم الجيش يغيّر الحسابات السياسية .. وإصابة زعيم «النصرة»
المعارضة السورية تتبلّغ الاستعداد للتسوية
محمد بلوط
لم ينتظر الأميركيون ولا الروس كثيراً بعيد الإعلان رسمياً عن اتفاق حول سوريا يدعو المعارضة والنظام إلى طاولة للتفاوض قبل نهاية أيار الحالي. ومع انتهاء المؤتمر الصحافي المشترك للوزيرين الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، كان الديبلوماسيون في فريقي الوزيرين يبدأون جولة هاتفية على المعارضين المقربين من البلدين لإعلامهم بأن صفحة جديدة من العلاقات الروسية – الأميركية قد فتحت وأن على المعارضة السورية أن تتعامل معها بإيجابية.
في هذا الوقت، استطاعت القوات السورية إحراز المزيد من الإنجازات في مواجهة المسلحين، حيث ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «أصيب القائد العام لجبهة النصرة في بلاد الشام أبو محمد الجولاني في قدمه، كما أصيب عدد من عناصر الجبهة خلال قصف الجيش السوري على مناطق في ريف دمشق الجنوبي». ويأتي ذلك في الوقت الذي واصلت فيه القوات السورية تقدّمها في حوران منتزعة السيطرة على غالبية بلدة خربة غزالة في سهل حوران على الطريق السريع بين دمشق ودرعا.
وقام ديبلوماسيون أميركيون بإبلاغ قادة «الائتلاف الوطني السوري» و«المجلس الوطني» وشخصيات معارضة في اسطنبول وباريس أن الاتفاق الروسي الأميركي سيكون فرصتهم الأخيرة لإعادة الاستقرار إلى سوريا، وانه ليس من مصلحتهم مقاومة الاتفاق، وان عليهم الصعود إلى القطار الذي انطلق من موسكو قبل فوات الأوان.
وعلل معارضون سوريون رفضهم للاتفاق بأنه ينطوي على غموض كبير بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد وعدم حسم مسألة خروجه من السلطة قبل مباشرة المفاوضات على المرحلة الانتقالية، وأنه سيكون على المعارضة أن تقوم بتوحيد السوريين خلال العملية السياسية بوجه الأسد ما يعني بوضوح أن الأميركيين ابلغوا المعارضين السوريين أن الرئيس السوري سيكون حاضراً في قصر الشعب خلال العملية الانتقالية، والمفاوضات عليها. ولم يكن مفاجئاً أن يرفض «الائتلاف» الاتفاق الروسي – الأميركي، لدعوته المعارضين إلى التعايش عامين مقبلين مع الأسد في دمشق، هذا إذا ما قيّض للعملية السياسية أن تنطلق.
ورداً على انتقادات المعارضة لواشنطن، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني لتكرار أن مستقبل سوريا لا يتضمّن الأسد، معتبراً انه يعود للمعارضة والشعب السوري تقرير الشخصيات التي ستشارك في «المرحلة الانتقالية».
ورحّب مصدر سوري رسمي بالاتفاق الأميركي الروسي. ونقلت صحيفة «الوطن» عن المصدر تفاؤله بما توصل إليه لافروف وكيري، مشيراً إلى أن دمشق بانتظار تفاصيل إضافية. وتوقع أن تنسجم مواقف الدول مع الموقف الروسي «المستند للقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل في شؤون الدول».
وقال مصدر معارض إن الروس والأميركيين لم يطلبوا من المعارضة تشكيل وفد موحد، لكن مشاورات بدأت مع الشخصيات التي تقبل بالتفاوض مع النظام، والتي ستنطلق بعد انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا قبل نهاية الشهر الحالي. وأسقط التوافق الأميركي – الروسي آلياً الاعتراف الدولي بـ«الائتلاف ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري، وكشف عن هشاشة قرارات الأمم المتحدة والجامعة العربية بهذا الشأن، إذ أن المشاورات بشأن تشكيل المفاوضين المعارضين تجاوز في الساعات الأخيرة، ما عكف عليه «أصـــــدقاء سوريا» من فرنسيـــين وبريطانيين ومعهم الجامعة العربية وتركيا وقطر والسعودية أشهراً لتثبيته وتحريم التفاوض مع النظام، ثم حصر تشكيل أي وفد بـ«الائتلاف» وهو ما لن يحصل.
وقال قطب سوري معارض إن الروس والأميركيين عرضوا على وجوه سورية معارضة حضور المؤتمر الدولي في مرحلة أولى، كأفراد، قبل البحث بتمثيل أي كتل معارضة في مرحلة ثانية، على أن يتنوع التشكيل والتمثيل ولا يقتصر على فئة دون أخرى، إذا ما وافقت على المشاركة في العملية السياسية بالشروط الأميركية.
وتقدّم الأميركيون والروس، في أول مقاربة ما بعد اتفاق موسكو، من المعارضين الدائرين في فلكهم بطلب ورقة تعدّها بعض الشخصيات المدعوة إلى المؤتمر الدولي على أن تتضمن أفكارا تطبيقية وتطويرية لبيان جنيف لدراستها خلال المؤتمر.
كما يعكف الروس والأميركيون على إعداد ورقة مشتركة لتقديمها إلى المعارضين السوريين وممثلين عن النظام السوري، تشكل تصوراً جديداً ستكون عليه «جنيف» المقبلة، وتستوحي «جنيف الأولى» وما نصت عليه من تأليف هيئة تنفيذية كاملة الصلاحيات، مختلطة من المعارضة والنظام، تدير المرحلة الانتقالية.
وقال ديبلوماسي روسي لمعارضين في باريس إنه من الممكن الحصول على نتائج جيدة إذا ما استطاع الأميركيون الحد من قدرة قطر وتركيا التخريبية، وأكدوا التزامهم بتنفيذ الاتفاق. وتتجه الأنظار إلى جنيف لعقد المؤتمر الدولي المنتظر، وهو ما لا يستجيب لطلب وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الذي سيعرض خلال زيارته موسكو اليوم أن تستقبل عمان المؤتمر الموعود. ويستند الاتفاق الروسي – الأميركي إلى ملفات إقليمية أخرى يجري بحث تنظيمها في وقت واحد.
وأعاد بيان صدر عن «الائتلاف» رفضه الاتفاق إلى اشتراطه المعروف برحيل الأسد وأركان نظامه قبل الدخول في أي مفاوضات، فيما كان كيري يعلن بوضوح أن تنحية الأسد لم تعد شرطاً موضوعاً على أجندة المؤتمر وان «القرار متروك للسوريين بهذا الشأن».
وتواجه الجامعة العربية، التي رحبت بالاتفاق الروسي الأميركي، وفرنسا وتركيا وقطر بشكل خاص، وكل القوى التي لعبت على هامش الخلاف الروسي – الأميركي في قراءة «بيان جنيف»، واجب التعامل مع قراءة موحدة في موسكو وواشنطن للبيان، لن تتيح المزيد من الرهان على التسليح وكسب الوقت. فـ«جنيف» الروسية – الأميركية أصبحت تعني، فيما يتعلق بالرئيس السوري، بقاءه في السلطة، ولم يعد مطلوباً خروجه في أول العملية السياسية ولا خلالها وإنما بعد انتخابات رئاسية منتصف العام المقبل.
ويترك الاتفاق الروسي – الأميركي المعارضة السورية أمام مراجعات صعبة جداً. فليس من المؤكد بعد اليوم أن يجد اشتراط تنحية الأسد وأركان نظامه، قبل الشروع بالتفاوض، تأييداً من قبل رعاة المعارضة الإقليميين والدوليين. كما أن الرهان على طاقة التخريب القطري للاتفاق ستكون قيد الاختبار، ومحرجة للدوحة، بعد أن تأكد أن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم يتجه إلى طهران الأربعاء المقبل بطلب منه لفتح قناة حوار جديدة مع الإيرانيين حول سوريا.
كما بدأ السعوديون بإبداء مرونة في الملف السوري وإسداء النصح للمعارضة بالاستعداد لتقديم تنازلات في مفاوضات مقبلة، كما ابلغ قادتهم الامير بندر بن سلطان الأسبوع الماضي في الرياض، بعد أن أصبحت الأولويات وقف انتشار الجماعات السلفية «الجهادية» واحتواء هيمنة الإخوان المسلمين على المعارضة، بالإضافة إلى اخذ العلم بميزان القوى الجديد على الأرض الذي يفرضه تقدم الجيش السوري على جبهات عديدة واستعادته المبادرة في مناطق استراتيجية مختلفة.
وكان بليغاً أن يضم وفد كيري إلى موسكو مسؤولين من الأمن القومي الأميركي والاستخبارات وكل الفريق الديبلوماسي المعني بالملف السوري وعلى رأسهم روبرت فورد وعلى جميع المستويات. ويعني ذلك أن الفريق الأميركي نفسه الذي أوحى بتشكيل الهياكل الحالية للمعارضة، سيكون مكلفاً بإعادة تنظيمها للمرحلة التفاوضية المقبلة.
ورحّب المبـــــعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيــــمي بالاتفـــــاق الروسي – الأميركي. وقال، في بـــــيان، «إنها أول معـــــلومات تدعو إلى التــــفاؤل منذ وقت طويل جداً»، مؤكداً أن «التصريحــــات التي صدرت في موسكو تشـــكل خطـــوة أولى إلى الأمام مهمة جدا، لكنها ليست سوى خطــوة أولى».
ويبدو الاتفاق على الملف السوري حلقة من سلسلة ملفات يجري البحث فيها بشكل متزامن، منها الملف النووي الإيراني. فخلال الأسبوع المقبل تنطلق المباحثات بين وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون وكبير مفاوضي الملف النووي الإيراني سعيد جليلي في اسطنبول. وكان ديبلوماسيون ألمان قد لعبوا دوراً كبيراً في إعادة الأوروبيين والإيرانيين إلى طاولة المفاوضات بعد تقدّم طفيف في المآتا الشهر الماضي من دون التوصل إلى تحديد مواعيد جديدة.
وبغض النظر عن تفاصيل الأجندة الإيرانية – الأوروبية واحتمالات التوصل إلى اختراق في قضية العقوبات أم لا فقد بات مؤكداً أن الاختراق هذا تحقق بفضل وساطة ألمانية، كما تحقق اختراق آخر تولاه الألمان، الذين وضعوا بفضل اتصالات أجراها مسؤول ألماني رفيع المستوى في دمشق الحروف الأولى للاتفاق الذي توصل إليه كيري ولافروف في موسكو: الاستقرار للنظام السوري، وتعديلات في مشاركة المعارضة يجري التفاوض عليها، واحتواء الجهاديين الأوروبيين في المشرق، وأكثرهم ألمان وبلجيكيون، قبل عودتهم إلى أوروبا.
مؤتمر دولي حول سوريا نهاية الشهر.. والمعارضة ترفض أي تسوية لا تنص على تنحي الأسد
الروس والأميركيون يتفقون على إعادة إحياء «بيان جنيف»
بيروت: كارولين عاكوم واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»
اتفقت روسيا والولايات المتحدة أول من أمس على حث نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة السورية على إيجاد حل سياسي للنزاع المستمر منذ أكثر من سنتين وذلك من خلال تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا نهاية الشهر الجاري، في تطور قد يثني مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي عن عزمه تقديم استقالته نهاية مايو (أيار) الجاري.
وصدر الإعلان عن المؤتمر، الذي ستكون توصيات بيان جنيف الصادرة في 30 يونيو (حزيران) العام الماضي أرضية له، عقب محادثات ماراثونية استغرقت أكثر من 5 ساعات أجراها وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، في موسكو التقى خلالها والوفد المرافق له بالرئيس فلاديمير بوتين أولا، ومن ثم بوزير خارجيته سيرغي لافروف.
ولاقى الاتفاق الأميركي الروسي حول إعادة إحياء «بيان جنيف» تساؤلات من قبل المعارضة السورية التي تؤكّد أنّه لن يكون لهذا الإعلان أي نتائج أو خطوات عملية على الأرض، رافضة في الوقت عينه المشاركة أو القبول بأي حل سياسي لا ينص على تنحي الرئيس الأسد.
وعبّر أحمد رمضان، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني والائتلاف المعارض لقوى الثورة، عن موقف المعارضة معتبرا أنّ الإعلان الأميركي الروسي عن مؤتمر دولي حول سوريا، لا يشّكل أي خطوة جدية لإيقاف القتل اليومي في كل المناطق، وهو «هروب إلى الأمام» يمنح النظام فرصة إضافية كي يكسب الوقت ويرتكب المزيد من المجازر، كما لا يزال الطرفان، أي الروسي والأميركي، متمسكين بمواقفهما، وبالتالي الإعلان عن هذا المؤتمر لن ينتج عنه أي خطوات عملية على الأرض. وقال رمضان لـ«الشرق الأوسط»: «نستغرب أن الجانبين لم يتطرقا إلى المذابح التي يرتكبها النظام في سوريا، ولا سيما ما حصل أخيرا في بانياس، وتحركا باتجاه الحوار مع النظام، في وقت كان الأولى بهم التطرق إلى البند الأوّل من مؤتمر جنيف الذي ينص على وقف القتل قبل أن توجه إليه دعوة ليكون شريكا في سوريا مقبلة».
من جانبه، أصدر مكتب الإبراهيمي أمس بيانا تعليقا على التوافق الروسي – الأميركي بـ«أنها أول معلومات تدعو إلى التفاؤل منذ وقت طويل جدا»، مؤكدا أن «التصريحات التي صدرت في موسكو تشكل خطوة أولى إلى الأمام، تحمل الأمل بشأن ذلك البلد التعيس (سوريا)، لكنها ليست سوى خطوة أولى ومن المهم أن يحدث تعبئة في المنطقة بأكملها من أجل دعم هذه العملية»، مضيفا أن «كل المعطيات تدعو للاعتقاد بأن التوافق الذي تم سيحصل على دعم الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي».
من جانبه، صرح مايكل مان، المتحدث باسم مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، أن الاتحاد «مرتاح جدا» للاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة حول سوريا. وأضاف الناطق أن أوروبا «كررت مرارا أن حل النزاع يكمن في تسوية سياسية شاملة» مبديا في الوقت ذاته استعداد الاتحاد الأوروبي «بأي شكل ويأمل في أن يشكل المؤتمر بداية عملية السلام».
وكشف رمضان عن اجتماع جمع كيري مع رئيس الائتلاف الوطني بالإنابة جورج صبرا قبل ساعات قليلة من لقاء الأخير بنظيره الروسي، وكانت رسالة صبرا فيه واضحة وهي أنّه «إذا انتخب الأميركيون سفاحا لرئاسة البيت الأبيض، عندها يوافق الشعب السوري على استمرار الأسد في الحكم».
وكان لافروف وكيري قد أكدا في مؤتمر عقد فجر الأمس أن الجانبين اتفقا على تشجيع «الحكومة السورية ومجموعات المعارضة على إيجاد حل سياسي» للنزاع. وأكد وزيرا الخارجية أنهما يأملان في الدعوة إلى مؤتمر دولي في نهاية مايو الجاري للبناء على اتفاق جنيف الذي أقرته القوى الكبرى العام الماضي. وقال كيري إن الاتفاق، الذي يتضمن 6 نقاط وأنجزه مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة السابق كوفي أنان: «يحب أن يكون خارطة الطريق التي يستطيع الشعب السوري من خلالها إيجاد طريقه إلى سوريا الجديدة ويمكن أن يتوقف بها حمام الدم والقتل والمجازر»، محذرا أن البديل هو مزيد من العنف والاقتراب أكثر من هاوية الفوضى أو حتى السقوط فيها.
وعن إمكانية مشاركة المعارضة في هذا المؤتمر وعما إذا تم التواصل مع الائتلاف المعارض والمجلس الوطني، أكّد رئيس المجلس الوطني السابق الدكتور عبد الباسط سيدا، أنّ المعارضة، منفتحة على أي سياسي لإخراج سوريا من أزمتها، لكنه لفت، في ذات الوقت، إلى ضرورة أن يكون بند تنحي الأسد شرطا أساسيا في هذا الحل. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة الواجب العمل عليها هي الآلية وكيفية التنفيذ التي يجب مناقشتها للوصول إلى مرحلة التنفيذ ولسوريا ديمقراطية، وبالتالي لا بدّ أن تكون هناك خارطة طريق واضحة المعالم تؤكد أنّه لا وجود لبشار الأسد وزمرته في العملية السياسية القادمة».
بدوره، قال سمير النشار عضو الائتلاف الوطني إنه قبل اتخاذ أي قرار تحتاج المعارضة لمعرفة ماذا سيكون دور الأسد لأن هذه النقطة تركت غامضة بشكل متعمد فيما يبدو محاولة لجر المعارضة للدخول في محادثات قبل اتخاذ قرار بشأن هذه النقطة. لافتا إلى أنّ المعارضة لم تتخذ موقفا رسميا بعد لكنه يعتقد أنها سترى أنه من المستحيل إجراء محادثات مع حكومة يبقى الأسد على رأسها.
ولم يكن رأي المعارضة العسكرية مختلفا عن المعارضة السياسية، إذ قال لؤي المقداد، الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، لـ«الشرق الأوسط»: «لم نعد نعرف ما هو الموقف الأميركي الحقيقي الذي يتغيّر وفق تغيّر المناخات، وهذا يعكس عدم استقرار في رأي الإدارة الأميركية، التي تعلن حينا ضرورة تسليح المعارضة وتدعو في يوم آخر إلى مؤتمر دولي، متجاوزة بذلك دماء السوريين» مضيفا: «ننتظر توضيح هذا الموقف في الأيام القليلة المقبلة، مع تأكيدنا على رفض أي حل سياسي لا يضمن انتقال السلطة إلى الشعب وتنحي الأسد».
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت أمس، أنها أبلغت سوريا بنتائج محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري الأخيرة، بشأن تسوية الأزمة السورية. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بيان للوزارة، أن «نائب وزير خارجية روسيا والمبعوث الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، التقى أمس سفير سوريا لدى موسكو رياض حداد، وأبلغه نتائج محادثات لافروف وكيري، بشأن تسوية الأزمة السورية».
يشار إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيتوجه غدا إلى سوتشي، جنوب روسيا، ليبحث ملف سوريا مع الرئيس بوتين. وقال كاميرون أمام مجلس العموم في لندن أمس «هناك حاجة ملحة لبدء مفاوضات بكل معنى الكلمة لفرض انتقال سياسي ووضع حد لهذا النزاع».
واصدر البيت الابيض مساء امس بيانا قال فيه ان مستقبل سوريا لا يمكن أن يساهم في صنعه الاسد. واضاف جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان بلاده تنظر الى مستقبل سوريا على اعتبارها مرحلة لما بعد الاسد، لكنه اكد في الوقت ذاته ان اختيار عناصر من نظام الاسد لتكون ضمن الحكومة الانتقالية عائد الى المعارضة السورية.
أوغلو يتهم الأسد بـ«إقامة ممر آمن للنصيريين بين حمص ولبنان»
معارض سوري: يصعب أن تعيش ضمن محيط وحدود معادية لها
احمد داود اوغلو
بيروت: «الشرق الأوسط»
شن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو هجوما غير مسبوق على نظام الرئيس بشار الأسد، متهما إياه بالضغط على زر الخطة «ب» القاضية بتطهير الساحل من الطائفة السنية، وتأمين «ممر آمن للنصيريين (العلويين) بين قلب مدينة حمص ولبنان».
ويتجنب القاموس السياسي توصيف العلويين بمسمى «النصيريين»، نسبة إلى محمد بن نصير النميري أحد نواب الإمام المهدي في فترة الغيبة الصغرى، لكنها هي التسمية التي نجدها في كل الكتب التي تحدثت عنهم قبل القرن العشرين. ويفضل أبناء الطائفة إطلاق كلمة «علويين» عليهم، وهي التسمية التي اعتمدت في سوريا على أبناء الساحل منذ عهد الاحتلال الفرنسي لسوريا بعد الحرب العالمية الأولى.
ويرى أوغلو أن الأسد تدرج في تعامله مع الثورة عبر 5 مراحل، ابتدأت باستخدام القناصة لقتل المدنيين الأبرياء والمتظاهرين السلميين، ثم بالهجوم بالدبابات والمدافع على المدن، مثل حماه وحمص. أما المرحلة الثالثة، وفقا للوزير التركي، فتمثلت في استخدام الأسد للطائرات والقصف الجوي لدك المدن المنتفضة ضد نظامه، إلا أن ذلك لم يمكنه من إعادة السيطرة على المناطق التي سقطت في أيدي المعارضة السورية، مما دفعه لاستخدام صواريخ سكود في المدن والبلدات السورية المحررة.
وأضاف وزير خارجية تركيا، وصاحب مؤلف «العمق الاستراتيجي: موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية»، في لقاء صحافي مع صحيفة «حريات» التركية، أنه أبلغ نظيره الأميركي جون كيري، بأن «المجازر الأخيرة التي ارتكبها الأسد في مدينة بانياس، والتي أسفرت عن مقتل 62 شخصا سنيا، تعتبر مؤشرا خطيرا ومرحلة جديدة في الأزمة السورية».
وأكد وزير الخارجية التركي أن «النظام الأسد عندما أدرك عجزه عن إعادة السيطرة على المناطق التي باتت تحت سيطرة المعارضة انتقل إلى المرحلة الخامسة، وهي إعلان إنشاء إقليم مذهبي، وسعى إلى ارتكاب إبادة جماعية على أساس إثني من أجل تطهير مناطق بعينها، بغية إقامة كيان منفصل على أساس طائفي، أي دولة نصيرية»، على حد قوله، منوها إلى أن المؤشرات الآن تدل دلالة واضحة على أن الأسد انتقل إلى تنفيذ الخطة (ب).
ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة «باريس الجنوب» الدكتور خطار أبو دياب لـ«الشرق الأوسط» أن «تصرفات النظام السوري منذ بداية الأحداث وصولا إلى ما جرى في بانياس من مجازر مروعة تبين أن هناك تركيزا من قبل الجيش النظامي على الاحتفاظ بمدينة حمص ومنطقة القصير لربط العاصمة بالساحل أو تأمين الطريق بينهما»، مشيرا إلى «وجود أفكار يتم تداولها بأن النظام وبسبب فقدانه القدرة على السيطرة على البلاد يمكنه أن يلجأ إلى خيار إقامة (كونتون) طائفي».
ويوضح أبو دياب «أن هناك مسافة بين الأفكار والتطبيق، لقد طرحت هذه الأفكار في العراق سابقا ولم يتحقق منها شيء، مسألة من نوع إقامة دولة علوية يحتاج إلى (سايكس بيكو) جديد أي ترتيب بين منتصرين وهذا ما لم نلحظه في مقررات لقاء كيري لافروف الأخير»، ويرجح أبو دياب أن «يستمر الوضع المتفجر في سوريا نحو التدهور والاهتراء مدة طويلة»، مؤكدا أن «جميع الدول المجاورة لسوريا مثل تركيا والأردن ولبنان والعراق لا مصلحة لها بوجود أي دولة طائفية لأن ذلك سيعني إعادة تركيب الإقليم على قواعد أقلوية وإثنية، الأمر الذي سيؤدي مستقبلا إلى انتقال عدوى التفتيت إلى هذه الدول»، ويشدد أبو دياب على أن «الشعب السوري نفسه لن يسمح بمرور هكذا سيناريوهات وهو غير جاهز أساسا لذلك».
ويصف نظام الأسد صناع القرار الحاليين في تركيا بـ«العثمانيين الجدد» في محاولة لإيقاظ النعرات بين العلويين والأتراك. ووفقا لـ«قانون الملل العثماني» الصادر عام 1571. كان على علوي سوريا دفع ضرائب إضافية نظرا لعدم صيامه رمضان أو أدائه الصلوات اليومية الخمس، بحسب ما نقله القس البريطاني صموئيل لويند، صاحب أول مرجع غربي عن الطائفة العلوية.
وبحسب عضو المجلس الوطني المعارض عماد الدين الرشيد، فإن مشروع الدولة العلوية قد ينجز لكنه لن يستمر طويلا لأن «العلويين سيجدون أنفسهم وجها لوجه أمام بشار الأسد ما سيدفعهم للانفكاك عنه وسيسقط هذا الكيان المصطنع». ويؤكد الرشيد لـ«الشرق الأوسط» أن «فكرة إنشاء كيان علوي هي آخر خيارات النظام بعد أن هزمه الثوار وتمكنوا من السيطرة على مساحات واسعة من سوريا»، مشيرا إلى «وجود حاضنة شعبية قد تؤيد خيار الكونتون وتتمثل بالطائفة العلوية التي وضعها النظام في مصير واحد معه كما عمل على رفع منسوب القلق والخوف عند العلويين عبر خطابه الإعلامي ليضم فك ارتباطهم ببقية السوريين». ويؤكد الرشيد أن «مشروع إقامة دولة علوية سيفشل من الناحية الجغرافية، إذ إنه يصعب أن تعيش وتحيا دولة ضمن محيط وحدود معادية لها».
ولا يعتبر مشروع الدولة العلوية جديدا في سوريا، فقد سبق أن أعلن عن دولة علوية على الساحل السوري في فترة الاستعمار الفرنسي للبلاد (1920 – 1946)، إذ تلقى الجنرال هنري غورو، المندوب السامي للانتداب الفرنسي على لبنان وسوريا، برقية في نهاية عام 1919 من 73 شخصا من أعيان العلويين، طلبوا منه «تكوين دولة علوية تحت حماية مطلقة بعيدا عن الحكم السني في حلب ودمشق». وأعلن عن إنشاء دولة اللاذقية في 1 يوليو (تموز) 1922. ترافق ذلك وقرار ينهي السيطرة السنية على المحاكم الناظرة في القضايا العلوية التي بات يحكم فيها وفقا للفقه العلوي.
وفي الآونة الأخيرة تم تداول نص الوثيقة التي طالب زعماء الطائفة العلوية باستقلالهم عن سوريا، إذ رد وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس في 31 أغسطس (آب) 2012 على اتهامات مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري بأن فرنسا تسعى لاستعمار بلاده من جديد، بالقول: إنه «بما أنكم تحدثتم عن فترة احتلال فرنسا لسوريا فمن واجبي أن أذكركم أن جد رئيسكم الأسد قد طالب فرنسا بعدم الرحيل عن سوريا ومنحها الاستقلال بموجب وثيقة رسمية وقع عليها ومحفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية وإن أحببت أعطيكم نسخة عنها»، في إشارة إلى وثيقة أخرى رفعت إلى رئيس الحكومة الفرنسية ليون بلوم (1936 – 1937)، ومحفوظة تحت الرقم 3547 تاريخ 15 يونيو (حزيران) 1936 في سجلات وزارة الخارجية الفرنسية، وفي سجلات الحزب الاشتراكي الفرنسي.
أهم بنود بيان جنيف
لندن: «الشرق الأوسط»
أفضى لقاء مجموعة العمل الخاصة بسوريا في مدينة جنيف السويسرية في 30 يونيو (حزيران) 2012 إلى بيان ختامي يؤكد على التزام الدول المجتمعة على سيادة واستقلال سوريا، والتعهد بالمحافظة على وحدة البلاد الوطنية وحمايتها من التقسيم، وسعيا لهذه الأهداف أوصى المجتمعون بما يلي:
أولا: دعوة جميع الأطراف لوقف العنف بكل أشكاله، وعدم انتظار مبادرة الطرف الآخر لإعلان وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى:
* إطلاق سراح جميع المعتقلين بشكل تعسفي.
* ضمان حرية التنقل في جميع أنحاء البلاد للصحافيين، ومنح تأشيرات الدخول لهم دون تمييز.
* احترام حرية تكوين الجمعيات والحق في التظاهر السلمي.
ثانيا: التوافق على الخطوط والمبادئ التي ستحكم المرحلة الانتقالية، وتشمل:
* أن تعبر المرحلة الانتقالية عن تطلعات السوريين، دون استثناء أي مكون.
* وضع جدول زمني للمرحلة الانتقالية.
* توافق الخطوط العملية للمرحلة الانتقالية مع المعايير الدولية وحقوق الإنسان ومبدأ استقلالية السلطة القضائية.
ثالثا: الموافقة على الخطوات التي سيأخذها المجتمعون لدعم الجهود الدولية لإنجاح المرحلة الانتقالية، ومنها:
* تشكيل حكومة انتقالية، من المعارضة والموالية وجهات أخرى، تمتلك كامل الصلاحيات التنفيذية وتحظى بـ«قبول متبادل».
* ترك تحديد مستقبل سوريا للسوريين، من خلال مشاركة جميع مكونات الطيف السوري في عملية حوار وطني.
* القيام بمراجعة الدستور، تخضع نتائجها لموافقة الشعب، وإجراء إصلاحات قانونية.
* بعد الانتهاء من المراجعة الدستورية، يجب الإعداد لإجراء انتخابات حرة ومفتوحة أمام جميع الأحزاب.
وبالإضافة إلى العناوين الثلاثة السابقة، شدد البيان على ضرورة أن تحظى النساء بتمثيل كامل في كل جوانب العملية الانتقالية، وعلى دعوة المعارضة السورية لتدعيم تماسكها، والدعوة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا، وتأمين استمرارية المرفق العام أو ترميمه، ويشمل الجيش والأجهزة الأمنية، وتخصيص إمكانات مادية هامة لإعادة إعمار سوريا.
وفي حينه، أقر مهندس البيان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان أن ترك الأمر للسوريين، يقرروا مصيرهم، ليس سهلا، مضيفا أنها «ليست المرة الأولى التي يتقاتل فيها أناس ثم يجلسون للتفاوض». لكن توصيات جنيف ظلت حبيسة الأدراج بسبب تجاهلها لموقع الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.
«الحر» يسيطر على خربة غزالة وانقطاع الإنترنت دخل يومه الثاني
المعارضة تتهم النظام وحزب الله بارتكاب مجزرة في القصير وخطف الجثث
بيروت: نذير رضا
أعلن الجيش السوري الحر أمس، سيطرته على بلدة خربة غزالة في درعا، وانسحاب القوات النظامية منها، عقب معركة حاسمة بدأت ليل أول من أمس، بموازاة تحذير المعارضة من ارتكاب القوات النظامية مجزرة في مدينة القصير التي تحاول اقتحامها، بعد الإعلان عن مجزرة ارتكبت بحق 30 مدنيا كانوا يحاولون النزوح من المدينة.
وأعلن الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة السورية البراء هاشم، أن القوات النظامية «ارتكبت مجزرة على حاجز أقامته من الجهة الغربية لمدينة القصير في ريف حمص، ذهب ضحيتها 30 شخصا من المدنيين الذين كانوا يحاولون الخروج من المدينة، بعد اشتداد المعركة عليها»، مشيرا إلى أنه «تم إعدامهم ميدانيا بعد خروجهم من المدينة». ولفت إلى أن جثث هؤلاء المدنيين، وأغلبهم من النساء والأطفال «اختطفتها القوات النظامية». كما قال، إن أهالي القصير أفادوا باختطاف عائلات أخرى، لم يعرف عدد أفرادها.
وتقاطعت المعلومات مع ما ذكرته لجان التنسيق المحلية التي أفادت بوقوع مجزرة ارتكبتها قوات حزب الله اللبناني راح ضحيتها ثلاثون قتيلا معظمهم من الأطفال والنساء بعد أن قامت قوات الحزب بقتلهم أثناء نزوحهم من المدينة. وأشارت إلى اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيشين النظامي والحر على كل أطراف المدينة.
واشتدت المعركة أمس في ريف القصير، بعدما أطلقت القوات النظامية معركة السيطرة عليها، عقب بسط سيطرتها على أرياف المنطقة بأكملها. وقال ناشط من القصير لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات النظامية «بدأت معركة القصير فجر أمس (الأول)، فيما يقاتل المسلحون المعارضون في المدينة بشراسة، في محاولة لصد الهجوم عليها». ولفت الناشط إلى نزوح عدد كبير من السكان باتجاه المناطق الأكثر أمنا غرب المدينة.
بدوره، قال البراء هاشم لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات النظامية أطلقت حملة اقتحام المدينة بقصف تمهيدي، أسفر في اليوم الأول عن مقتل عشرين شخصا، فضلا عن تدمير مستشفى ميداني داخل المدينة. وحذر من ارتكاب مجازر جديدة من قبل القوات النظامية خلال اقتحام المدينة. وأشار إلى أن الجيش الحر «يقاوم محاولة اقتحام القصير، ويقاتل على أطرافها». في هذا الوقت، أعلن الحر سيطرته على خربة غزالة في درعا فجر أمس، بعدما انسحبت قواته منها ليل أول من أمس خلال معارك مع القوات النظامية. وأكد ناشطون انتشار الجيش الحر في البلدة، عقب سيطرته عليها. وبهذه العملية، يحتفظ الجيش الحر بسيطرته على أوتوستراد دمشق – درعا في منطقة خربة غزالة الاستراتيجية، ما يقطع طرق الإمداد عن الجيش النظامي الذي حاول في العملية أمس استعادته سيطرته على المنطقة.
وقالت مصادر الجيش الحر في درعا لـ«الشرق الأوسط»، إن الانسحاب من المعركة، جاء بسبب نقص السلاح والذخيرة، فانسحب المقاتلون منها تكتيكيا، قبل أن تصل تعزيزات للجيش الحر من مناطق أخرى في درعا، وتساند المقاتلين.
وأكدت المصادر أن الجيش الحر «استعاد سيطرته على خربة غزالة بعد قتال دام أربع ساعات فقط، حيث اشتدت فور وصول التعزيزات والذخيرة»، مشيرة إلى أن السيطرة على كامل أحياء البلدة «تمت فجرا».
وذكر ناشطون أمس أن القوات النظامية انسحبت من بلدة خربة غزالة ذات الموقع الاستراتيجي. وجاء ذلك بعدما توجه مقاتلو ألوية وكتائب حوران إلى خربة غزالة للقتال ضد القوات الحكومية وهو ما ساهم بقلب قوى المعركة لمصلحة المعارضة المسلحة. كما أفاد ناشطون بقصف مدفعي تعرضت له منطقتي النعيمة والمسمية في درعا.
وتزامنت تلك التطورات مع إعلان الجيش السوري الحر إسقاط طائرة حربية قرب مدينة تل رفعت كانت تستهدف مطار منغ العسكري في ريف حلب. وتحاول قوات المعارضة السيطرة على المطار منذ أيام قرب مطار منغ الذي يشهد محيطه اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر. كما أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط صاورخ «سكود» على بلدة منغ بالقرب من تل رفعت.
إلى ذلك، تواصل أمس احتجاز 4 جنود من أفراد الوحدة الفلبينية في القوة الدولية لحفظ السلام العاملة في مرتفعات الجولان. وكان لواء شهداء اليرموك المعارض أعلن أن العناصر الأمميين الأربعة في حمايته، وقال الناطق باسم اللواء في تسجيل «إنهم يؤمنون هذه العناصر خوفا من استهدافهم من قوات النظام».
وفي ظل العمليات الحربية، سجل خلال اليومين الماضيين انقطاع شبكة الإنترنت ومعظم الاتصالات الهاتفية في سوريا. لكن شركة «تويتر» أعلنت عن تفعيل خدمة تتيح للسوريين التغريد على «تويتر» برسائل صوتية دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت وبالاعتماد على الهواتف الأرضية أو الجوالة. وكانت شركة «أمبريلا سيكيوريتي لابس» الأميركية التي تراقب الحركة العالمية على شبكة الإنترنت ومؤسسة «غوغل» أعلنتا أمس أن سوريا تواجه منذ بعد ظهر الثلاثاء انقطاعا في الإنترنت.
البحث عن المجد ولقمة العيش يدفع شباب سوريا إلى «جبهة النصرة»
بعد أن بات السفر إلى لندن مستحيلا.. يحلم يوسف بالالتحاق بصفوف المتطرفين
حلب: هانا لوسيندا سميث
بدأت صداقتنا منذ اليوم الذي التقينا فيه، كان ذلك في فبراير (شباط) وكنت قد وصلت إلى حلب ذلك اليوم، وافدة جديدة إلى الحرب السورية. صدمتني فداحة الفوضى والإحساس بالخطر الجسيم الذي يلف المدينة مثل مزيج من الدخان والضباب. سألت نفسي، لماذا اخترت القدوم إلى هنا من بين كل الحروب في العالم؟ لقد ارتكبت خطأ بالحضور، وتساءلت إن كان بمقدوري العودة من حيث أتيت دون أن أتسبب في إيذاء الأشخاص الذين أحضروني إلى هنا.
لكن في تلك اللحظة دخل يوسف إلى الغرفة التي كنت أنتظر فيها انتابني حينها شعور بأن الأوضاع ستكون على ما يرام. كان وجهه يشع بالدفء والبسمة التي لا تفارقه، ممتزجة بحيوية الشباب والذي يجعل من المستحيل على أي شخص ألا يحبه. في ذلك المساء شربنا المشروبات الغازية وضحكنا بهسترية ورقصنا على أنغام الموسيقى الصاخبة ودوي طلقات المدافع تهدر من بعيد. بعد أن تركت حلب استمر تواصلنا وعند عودتي إلى المدينة بعد شهرين أردت أن أزوره أولا. كانت ابتسامته اللامعة لا تزال تعلو وجهه واستقبلني بنفس العناق الدافئ الذي أتذكره.
لكن أمرا ما تغير في يوسف هذه المرة. وبينما كنا نقود السيارة في شوارع حلب للعثور على مكان لشراء الكباب قال لي إنه تقدم للانضمام إلى جبهة النصرة، الجبهة المتطرفة التي أعلنت تحالفها مع تنظيم «القاعدة» قبل بضعة أسابيع. قال لي بابتسامة مشيرا بعلامة النصر: «القاعدة جيدة. أتمنى أن يقبلوني وأن أقوم في يوم ما بتفجير انتحاري في المنطقة التي يسيطر عليها النظام».
خلال مرورنا في الشوارع التي دمرها قصف النظام السوري روى لي أسباب رغبته في الالتحاق بكتائب النصرة. أولها الراتب الشهري الذي يصل إلى 11.000 ليرة سورية، أجر تافه بالنسبة لانتحاري محتمل، ولكنه يكفي لإغراء شاب في الثامنة عشرة من العمر عالق بين البطالة والفقر، وتعطل عن الدراسة. حكى لي إنه يحلم بالسفر إلى لندن، قائلا: «أود أن أسافر خارج سوريا لأحقق ذاتي. ولكن كيف يمكن أن أفعل ذلك من دون المال وجواز السفر؟ ربما أتمكن من الحضور إلى لندن والنوم على الأرض في منزلك. إن لندن هي مدينة عظيمة». رديت عليه قائلة إن الانتحاريين نفذوا عمليات تفجير في لندن قبل ثماني سنوات، قتلت العشرات من الأبرياء. لماذا يريد أن يفعل الشيء نفسه في سوريا؟ يوسف لوح يديه، بذهول «كلا، كلا إن من قاموا بعمليات التفجير في لندن ليسوا من تنظيم القاعدة. وأنا لا أريد القيام بهذا. سأفجر قنبلة في حاجز تفتيش تابع للنظام. إذا فعلت ذلك في سوق وقتلت أناسا عاديين فسوف يبدأ الجميع في كراهية القاعدة وسيطردونهم من سوريا».
وعندما سألته عن آراء أصدقائه بقراره، أخبرني أن عائلته كانت تعيش في منطقة مسيحية من المدينة لا تزال خاضعة لسيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وعندما قتل عمه وجده بسبب تأييدهما للمعارضة فر مع والديه إلى المنطقة التي يسيطر عليها الثوار من المدينة. لكن أصدقاءه وبقية عائلته لا يزالون في حيه القديم ولا يزالون يدعمون الحكومة. وأضاف: «ما زلت أتواصل معهم بين الحين والآخر، فآباؤهم يعملون ضمن قوات النظام، ولذا فهم يدعمونه أيضا. وقد أخبرت أحد زملائي أنني أستطيع مساعدة والده على الهروب لأني لا أريد أن أضطر إلى قتله يوما ما، لكنه رفض. عندما أقتلهم سيكون ذلك انتقام لما جرى لعمي وجدي».
بعد ذلك أخبرني يوسف أنه لا يثق في كتائب المعارضة الأكثر علمانية، وقال: «غالبيتهم من المجرمين، لكن عناصر جبهة النصرة يقاتلون بحماسة، وأصلحوا كثيرا من الأشياء في حلب. وأنا على يقين من أنهم قادرون على تحسين الأوضاع بشكل أفضل هنا».
وبينما أتفحصه في قميصه من ماركة «غوتشي» الإيطالية وسرواله الجينز وقصة شعره الحديثة، وجدت صعوبة في تخيله في لباس المتطرف. سألته: هل ستطلق لحيتك؟ قال لي «أتعلمين، أنا على يقين من أنهم لن يقبلونني. فأنا متحرر للغاية، لكن قد يعتقدون أنني ذو فائدة بالنسبة لهم، لأنني ما زال بإمكاني الدخول إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام لذا يمكنني نقل الأسلحة لهم هناك».
وصف يوسف عملية تقديم للالتحاق بـ«جبهة النصرة» تبدو أقرب إلى التقديم للعمل بشركة دولية. فقام يوسف عبر صديق لبناني بتسجيل اسمه في قائمة المتطوعين، وينتظر دوره لإجراء مقابلة مع أحد قادة جبهة النصرة. وفي الوقت الراهن تقوم الجماعة بتفتيش صفحته على موقع «فيس بوك»، وقال لي: «إنهم لا يقبلون أي متطوع، ينبغي أن تكون ملتزما دينيا». وقد أعطتهم الصورة التي تجمعنا سويا في حلب سببا للقلق. وشرح أن نتيجة لذلك «أخبروني أنني لست مستعدا بعد. يجب أن أنسى الماضي وأتوقف عن الاختلاط بالنساء».
بعد أن تناولنا الطعام وتبادلنا تحية الوداع وقبلته على وجنتيه، تساءلت هل سأتمكن من فعل ذلك مرة أخرى إذا التقيته. آمل ألا تجعله حماسته وشبابه وتعطشه للانتقام، الجندي المثالي الذي تبحث عنه جبهة النصرة. والأهم مما آمل هو أن تنتهي هذه الحرب سريعا حتى تعود حلب مرة أخرى إلى الحياة ويشعر الناس بالأمل في المستقبل من جديد. وحتى يحدث هذا لن يكون لدى جبهة النصرة غضاضة في قبول أمثال يوسف من الشباب الذين يشعرون بأنهم لا ملجأ لهم.
واشنطن متوجسة من الدفاع الجوي السوري رغم الغارات الإسرائيلية
واشنطن- (رويترز): اخترقت صواريخ إسرائيلية نظام الدفاع الجوي السوري في الأيام القليلة الماضية لكن هذا الهجوم لم يطمئن كثيرا المخططين العسكريين الأمريكيين الذين يفكرون في مخاطر أي تدخل ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
ونظرا لأن بعض الخيارات العسكرية المحتملة لدى الولايات المتحدة في سوريا تتضمن توجيه ضربات جوية تشعر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بالقلق إزاء قدرة الأسد على إسقاط طائرات معادية بصواريخ أرض-جو وبخاصة خلال حملة متواصلة.
ويقاوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الضغوط الرامية لزيادة انخراط الولايات المتحدة في الحرب الدائرة في سوريا ولم يتخذ حتى خطوات محدودة مثل تسليح مقاتلي المعارضة.
وإذا قررت الولايات المتحدة أن تصبح أكثر انخراطا في سوريا ربما ردا على استخدام دمشق أسلحة كيماوية وإذا رغبت في شن حملة جوية موسعة هناك فمن المرجح أن تحتاج أولا نزع الدرع الجوية السورية وهي روسية الصنع.
ورغم أن فاعلية القوات الجوية السورية المتقادمة غير واضحة يعتقد أغلب الخبراء أن نظام الصواريخ الذي قامت سوريا بتحديثه بصورة كبيرة بعد الهجوم الاسرائيلي عام 2007 على موقع يعتقد أنه موقع نووي ما زال أكثر قدرة من أي نظام واجهته الولايات المتحدة منذ قصفت القوات الصربية عام 1999.
وقال مسؤول أمريكي رفيع “هذه الأحداث التي وقعت مؤخرا لم تغير تقييمنا لمدى تقدم نظام الدفاع الجوي السوري”.
ويقال إن الولايات المتحدة لديها في واقع الأمر القوة التي تمكنها من محو النظام الجوي السوري.
فسوريا تفتقر لوسائل الدفاع اللازمة لحمايتها من أسلحة امريكية يصعب التصدي لها مثل قاذفات ستيلث بي-2 أو السفن أو الصواريخ الموجهة التي تطلقها السفن والغواصات. لكن مثل هذا الهجوم سيتطلب قوة ضخمة تضم صواريخ موجهة وطائرات يمكن أن تنطلق من حاملات طائرات أو من قواعد في دول مجاورة.
وكانت الطائرات الاسرائيلية قد تمكنت من تجنب وسائل الدفاع السورية مرتين في الأيام القليلة الماضية لكن عنصر المفاجأة كان قويا جدا لدرجة قال الخبراء إنه كان يصعب معها صدها. وقال مسؤولون أمريكيون في الأسبوع الماضي إن الاسرائيليين لم يدخلوا المجال الجوي السوري في هجوم يوم الجمعة بل أطلقوا صواريخ عبر لبنان.
وستكون الطائرات الأمريكية أكثر عرضة للخطر بكثير إذا حاولت فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا أو حماية “مناطق آمنة” على الأرض وهي خطوات ستتطلب ولا شك عمليات فوق البلاد لفترات طويلة.
وقال مسؤول أمريكي آخر “هناك فارق كبير بين توجيه ضربة وفرض منطقة حظر طيران”.
وتقول وزارة الدفاع الأمريكية إن سوريا تملك دفاعات جوية تزيد خمس مرات عن الدفاعات الجوية في ليبيا حيث ساعدت الولايات المتحدة على فرض منطقة لحظر الطيران عام 2011. كما أنها أكثر تقدما بكثير.
وفي ليبيا لم تقع خسائر بشرية في صفوف القوات الغربية. لكن المخاطر أعلى في سوريا ومن غير الواضح إن كان المواطنون الأمريكيون الذين أنهكتهم حربا أفغانستان والعراق سيتقبلون سقوط قتلى جدد.
قبل بدء الحرب في سوريا قال محللون غربيون إن لدى الأسد حوالي 25 لواء دفاع جوي ونحو 150 قاذفة صواريخ أرض-جو.
وأشار المسؤول الأمريكي الأول إلى أن سوريا عززت دفاعها الجوي في السنوات القليلة الماضية. لكن مدى تأثير الصراع الذي تشهده البلاد على دفاعها الجوي غير واضح.
والكثير من الصواريخ السورية المضادة للطائرات يمكن نقلها على منصات متحركة مما يعني ان قوات الأسد ربما تقرر أن تضعها قرب مدارس أو مبان سكنية على أمل أن تتجنب القوات الامريكية استهدافها حفاظا على أرواح المدنيين.
وأظهر إسقاط طائرة استطلاع تركية وهي تقترب من الساحل السوري في العام الماضي مدى سرعة رد فعل الدفاع السوري. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهم خيارات ربما تجعل مثل هذه الخطوة أكثر أمنا.
ويقول مخطط عسكري غربي إن إسقاط نظام الدفاع السوري سيتطلب هجمات مكثفة بصواريخ موجهة ثم ضربات جوية. ويرى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية للأبحاث أن مثل هذا الهجوم سيتطلب قوة حاملتي طائرات أمريكيتين على الأقل كما يمكن نشر طائرات للولايات المتحدة وحلفائها في قواعد برية بدول مجاورة مثل تركيا والأردن وقبرص.
لكن من غير المرجح أن يمضي أوباما في أي عملية وحده بل سيلجأ إلى حلفاء مثل بريطانيا وفرنسا إذا وجدت الولايات المتحدة نفسها مضطرة لاتخاذ إجراء مباشر في الصراع السوري حتى رغم عزوفها الشديد عن التورط العسكري هناك.
ويعتقد أن سوريا لا تملك أي دفاعات قوية تمنع الصواريخ الأمريكية الموجهة من بلوغ أهدافها أو رصد أو اعتراض القاذفات بي-2 التي يمكن إطلاقها لإلحاق أضرار بالمطارات السورية.
ونظرا لعدد القتلى الكبير في سوريا جراء المدفعية ربما يتطلب الأمر أيضا ضرب مدفعية القوات الحكومية إذا كان المراد حقا حماية أي مناطق آمنة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على الأرض.
وقال الجنرال مارتن دمبسي قائد الأركان المشتركة بالقوات الأمريكية أمام مجلس الشيوخ الشهر الماضي “المنطقة الآمنة لن تكون آمنة إلا إذا ضمنا أمانها… وعلينا السيطرة على الأرض على مسافة ما حولها حتى يتسنى لنا هذا”.
ولن تكون الطائرات بلا طيار من طراز بريديتور وريبر وجلوبال هوك -التي أصبحت واشنطن تعتمد عليها في أفغانستان- ذات فائدة تذكر إلا بعد تحييد الدفاع الجوي السوري إذ أن هذه الطائرات ليست مصممة للدفاع عن نفسها من أي هجوم.
الأسد يعتزم تحويل سوريا إلى دولة مقاومة على غرار حزب الله
بيروت- (ا ف ب): أعلن الرئيس السوري بشار الأسد انه يريد “فتح باب المقاومة” في بلاده وتحويل “سوريا كلها” إلى “دولة مقاومة” على غرار حزب الله، بحسب ما نقلت صحيفة (الاخبار) اللبنانية عن شخصيات زارته في دمشق.
ونقلت الصحيفة القريبة من دمشق عن “زوار دمشق” الذين لم تحددهم قول الرئيس السوري إن سوريا كانت “قادرة بسهولة على أن ترضي شعبها وتنفس احتقانه واحتقان حلفائها وتشفي غليلها بإطلاق بضعة صواريخ على إسرائيل، ردا على الغارة الإسرائيلية على دمشق” في نهاية الاسبوع الماضي.
واضاف ان بلاده “تدرك أن الإسرائيلي لا يريد حربا، وأنه في حال قيامها برد من هذا النوع، ستعتبر ضربة في مقابل ضربة”، مشيرا الى ان “الوضع الدولي لا يسمح بحرب لا تريدها أصلا اسرائيل ولا أميركا”.
وقال الاسد، بحسب الزوار “بذلك نكون قد انتقمنا تكتيكياً. أما نحن، فنريد انتقاما استراتيجيا”.
واوضح أن هذا “الانتقام الاستراتيجي” سيكون “عبر فتح باب المقاومة، وتحويل سوريا كلها إلى بلد مقاوم”.
وقال الزوار إن الأسد اعرب عن “ثقة عالية جدا وارتياح وشكر كبيرين لحزب الله على عقلانيته ووفائه وثباته، لذلك قررنا أن نعطيه كل شيء”.
وتابع “بدأنا نشعر للمرة الأولى أننا واياه نعيش وحدة حال، وانه ليس فقط حليفا ورديفا نساعده على مقاومته. وعليه، قررنا انه لا بد ان نتقدم اليه ونتحول الى دولة مقاومة تشبه حزب الله من أجل سوريا والأجيال المقبلة”.
وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اقر الاسبوع الماضي بان مقاتليه يقاتلون الى جانب النظام في سوريا، مؤكدا ان “لسوريا اصدقاء حقيقيون في العالم لن يسمحوا بسقوطها” بايدي الاميركيين والاسرائيليين، على حد قوله.
ومنذ بدء النزاع السوري، نشرت صحيفة “الاخبار” التي تملك صلات جيدة على خط حلفاء دمشق، مرات عدة كلاما للاسد نقلته عن زوار لبنانيين يلتقيهم الرئيس السوري.
وشن الطيران الاسرائيلي الجمعة والأحد الماضيين غارات على مواقع عسكرية في دمشق وقربها، قال مسؤول اسرائيلي انها استهدفت صواريخ ايرانية معدة لحزب الله، في حين قالت دمشق انها مراكز تابعة للقوات المسلحة.
الغارديان: مقاتلو الجيش السوري الحر ينشقون ويلتحقون بجبهة النصرة
لندن- (يو بي اي): كشفت صحيفة (الغارديان) الخميس، أن مقاتلي الجماعة الرئيسية في المعارضة السورية المسلحة، الجيش السوري الحر، ينشقون عنه، ويلتحقون بـ”جبهة النصرة” باعتبارها أفضل تمويلاً وتجهيزاً.
وقالت الصحيفة، إنها جمعت أدلة عن تنامي قوة جبهة النصرة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، من قادة الجيش الحر في مناطق مختلفة من سوريا، مما يعكس حجم المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأخرى التي تتجه لتسليح المتمردين المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد.
واضافت أن قادة الجيش السوري الحر اعترفوا بأنهم “فقدوا وحدات كاملة مؤخراً انشقت والتحقت بجبهة النصرة، فيما فقد قادة آخرون ربع قوتهم أو أكثر”.
ونسبت الصحيفة إلى (أبو أحمد)، قائد كتيبة تابعة للجيش الحر في بلدة دير حافر، بريف حلب، والذي كان يعمل مدرساً من قبل، قوله “إن المقاتلين يشعرون بالفخر للانضمام إلى جبهة النصرة لأنها تعني القوة والنفوذ، ولأن مقاتليها نادراً ما يعانون من نقص في الذخيرة والمقاتلين ولا يتركون هدفهم إلا بعد تحريره، ويتنافسون على تنفيذ العمليات الاستشهادية”.
واشارت إلى أن أبو أحمد، وغيره من القادة في هذا الجيش، “اعترفوا بأن مقاتلين في وحداتهم انشقوا وانضموا إلى جبهة النصرة في محافظات حلب وحماة وادلب ودير الزور وريف دمشق”.
ونقلت عن “علاء الباشا”، قائد لواء (السيدة عائشة) قوله إنه “حذّر رئيس أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، من هذه المسألة الشهر الماضي، وابلغه بأن 3000 مقاتل انضموا إلى جبهة النصرة في الأشهر القليلة الماضية لعدم توفر الأسلحة والذخيرة”.
واضاف الباشا أن مقاتلي الجيش السوري الحر في ريف بانياس “هددوا بالإنسحاب منه لعدم امتلاكهم القوة النارية لوقف مجزرة البيضا”.
وقالت الغارديان إن لواء (أحرار الشمال) في “الجيش السوري الحر”، انضم إلى “جبهة النصرة” بشكل جماعي، في حين فقد (لواء سفيان الثوري) في ادلب، 65 مقاتلاً انضموا إلى الجماعة نفسها قبل بضعة أشهر لعدم وجود أسلحة، وقدّرت مصادر أخرى بأن “الجيش السوري الحر” فقد ربع مقاتليه في الأشهر الأخيرة.
واضافت أن “أبو حسن” قائد لواء (أسود التوحيد) التابع “للجيش السوري الحر”، كشف بأن مقاتلين تابعين لـ”جبهة النصرة، يخدمون في وحدات الجيش السوري الحر بهدف التعرف على المجندين المحتملين”، فيما اعترف “أبو اسلام” من (لواء التوحيد) في حلب، بأن مقاتلي “الجيش الحر يلتحقون بجبهة النصرة بسبب عقيدتها الاسلامية وتمويلها الجيد وامتلاكها أسلحة متطورة”.
واشارت الصحيفة إلى أن “جبهة النصرة”، التي أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة “المنظمات الارهابية”، تكسب الدعم في مدينة ديرالزور، وفقاً لـ(أبو حذيفة) الذي انشق عن “الجيش السوري الحر” وانضم إلى الجماعة المسلحة.
ونسبت إلى (أبو حذيفة) قوله إن “جبهة النصرة تقوم بحماية الناس ومساعدتهم مالياً، وتسيطر على معظم آبار النفط في المدينة، وتملك وسائل اعلام مؤثرة”.
وقالت الصحيفة إن الحكومات الغربية على علم بانتشار نفوذ “جبهة النصرة” داخل سوريا، وتخضع للمراقبة من قبل أجهزة استخباراتها لكنها غير واثقة من مدى نفوذها.
وزير الخارجية الأردني: اللاجئون السوريون قد يشكلون 40 بالمئة من سكان المملكة في 2014
روما- (ا ف ب): صرح وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في روما الخميس ان عدد اللاجئين السوريين في الأردن يمكن ان يشكل 40 بالمئة من سكان المملكة منتصف العام المقبل.
وقال جودة في بداية لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في العاصمة الايطالية “حاليا يشكل اللاجئون السوريون 10 بالمئة من سكاننا لكن بالوتيرة الحالية سيرتفع الرقم الى ما بين 20 و25 بالمئة في نهاية العام وحوالى 40 بالمئة بحلول منتصف 2014″.
واضاف “ليس هناك أي بلد يستطيع مواجهة هذا العدد الذي ذكرته من اللاجئين”، معبرا عن شكر الأردن للمساعدة من قبل الأسرة الدولية.
ومن جانبه، أكد كيري أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يشارك في حكومة انتقالية سورية.
وقال كيري قبل محادثات مع نظيره الأردني إن كل الاطراف تعمل “لتشكيل حكومة انتقالية بالتفاهم بين الطرفين وهذا يعني برأينا ان الرئيس الاسد لن يكون مشاركا في هذه الحكومة الانتقالية”.
وكشف كيري رسميا عن مساعدة أمريكية انسانية اضافية بقيمة مئة مليون دولار للاجئين السوريين، يخصص نصفها لمساعدة الأردن على استضافة اللاجئين منذ اندلاع النزاع قبل 26 شهرا.
إسرائيل حذرت أمريكا بشأن صفقة روسية لبيع أنظمة صواريخ أرض ـ جو إلى سوريا
واشنطن- (يو بي اي): كشف مسؤولون أمريكيون ان إسرائيل حذرت الولايات المتحدة بشأن صفقة روسية كبيرة لبيع أنظمة صواريخ أرض ـ جو إلى سوريا، في ما يعزز قدرة النظام السوري على صد التدخل في ما يجري ببلاده.
ونقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية عن المسؤولين قولهم انهم يحللون المعلومات التي أعطتها إسرائيل إلى أمريكا بشأن بيع روسيا بطاريات صواريخ (إس 300) إلى سوريا، لكنهم لم يذكروا إن كان تسليم هذه الأسلحة إلى الجانب السوري وشيكاً.
ورفض مسؤولون روس التعليق على هذه المعلومات، في حين قالت السفارة الروسية في واشنطن انها لا تعلق على بيع أو نقل أسلحة بين روسيا ودول أخرى.
وذكر المسؤولون الأمريكيون ان الحكومة السورية تسعى لشراء بطاريات صواريخ “إس 300″، القادرة على اعتراض طائرات فيها طيارون وصواريخ موجهة، منذ عهد الرئيس جورج بوش الإبن لكن دول غربية حثت حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عدم المضي في بيع هذه الأسلحة إلى سوريا.
وأضاف مسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون انه في حال حصلت سوريا على هذه الأنظمة ونشرتها، فهذا أمر سيزيد من تعقيد أي تدخل دولي في سوريا.
وذكرت الصحيفة ان المعلومات الإسرائيلية التي تلقتها أمريكا في الأيام الأخيرة تشير إلى أن سوريا تدفع بموجب اتفاق موقع في العام 2010 لشراء 4 بطاريات صواريخ بقيمة 900 مليون دولار.
وذكر المسؤولون ان الدفعات تتم عبر البنك الروسي للتنمية الخارجية الذي يعرف بـ(VEB)، مشيرين إلى الصفقة بين روسيا وسوريا تشمل 6 منصات إطلاق و144 صاروخاً يبلغ مدى كل منها 200 كيلومتر.
وأكدوا انه من المتوقع أن تتم الشحنة الأولى خلال الأشهر الـ3 المقبلة، وتنتهي مع حلول نهاية العام الحالي.
وأشاروا إلى ان المعلومات الإسرائيلية تشير أيضاً إلى عزم روسيا إرسال فريقين لتدريب الجيش السوري على استعمال هذه الأنظمة الصاروخية.
اصابة القائد العام لجبهة النصرة في ريف دمشق
دمشق- (ا ف ب): اصيب قائد جبهة النصرة الاسلامية التي تتقدم المعارضة المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الاربعاء بجروح في ريف دمشق، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان اصيب أبو محمد الجولاني القائد العام لجبهة النصرة في بلاد الشام التي بايعت القاعدة، الاربعاء بجروح خلال القصف الذي نفذه الجيش السوري على مناطق في ريف دمشق الجنوبي.
وابلغ احد النشطاء في ريف دمشق الجنوبي المرصد السوري لحقوق الانسان ايضا عن “اصابة عدد من عناصر الجبهة بجروح جراء القصف الذي استهدفهم”.
واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن ردا على اسئلة وكالة فرانس برس، ان الجولاني اصيب في رجله دون ان يكون بامكانه على الفور تقديم المزيد من التفاصيل.
وجبهة النصرة التي تعتبرها الولايات المتحدة “منظمة ارهابية” لعلاقتها بالقاعدة، عرفت في البداية بعمليات انتحارية في سوريا قبل ان تصبح قوة ذات باس تقاتل الى جانب باقي المتمردين على النظام.
وتتكون المجموعة من مقاتلين سوريين واجانب وتسعى لاقامة حكم اسلامي في سوريا وهو ما يرفضه الجيش الحر اهم مكونات المعارضة السورية.
وكان قائد جبهة النصرة اعلن في نيسان/ ابريل مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري مؤكدا في الان ذاته عدم اندماج تنظيمه مع تنظيم القاعدة في العراق المعروف بـ(دولة العراق الاسلامية) رغم اعترافه بانه تلقى منه الدعم البشري والمالي.
وبتأكيده مبايعته للظواهري سمح هذا التنظيم للنظام السوري بالتاكيد على انه يواجه “ارهابيين” يسعون لاقامة دولة اسلامية.
ولم يعترف النظام السوري ابدا بحركة الاحتجاج الشعبي السلمية التي انطلقت في آذار/ مارس 2011 للمطالبة باصلاحات ديمقراطية وقمعها بشدة. وتحول الاحتجاج الى تمرد مسلح دفع البلاد الى حرب اهلية.
وبحسب الامم المتحدة سقط في اكثر من عامين ما يفوق 70 الف قتيل في سوريا ونزح 4,25 ملايين آخرين واضطر اكثر من 1,4 مليون سوري لمغادرة البلاد اساسا الى دول الجوار.
واشنطن تقدم 100 مليون دولار اضافية للمعارضة السورية وتصر على مطالبتها برحيل الأسد
واشنطن- (د ب أ)- (ا ف ب): اعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الاربعاء ان الولايات المتحدة سوف تمنح 100 مليون دولار اضافية في صورة مساعدات انسانية للمعارضة السورية، فيما أكدت أنها تواصل المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد لبدء عملية انتقال سياسية في سوريا.
وقال المتحدث باسم الخارجية باتريك فينتريل في مؤتمر صحفي ان هذه المنحة ترفح اجمالي قيمة المساعدات الانسانية المقدمة من الولايات المتحة إلى المعارضة السورية الى 510ملايين دولار.
واضاف “اننا رفعنا بالتأكيد حجم مساعداتنا للمعارضة.. ياتي هذا في اطار زيادة مساعداتنا الانسانية التي تبلغ عدة ملايين من الدولارات”.
وتأتي المساعدات الاضافية للمعارضة السورية تمشيا مع خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الرامية الى زيادة المساعدات وتوجيه رسالة واضحة للرئيس السوري بشار الاسد مفادها “انه في حاجة الى اعادة تقييم حساباته”.
وخلال زيارة كيري لموسكو الاسبوع الحالي، تعهدت الولايات المتحدة وروسيا بعقد مؤتمر دولي في وقت لاحق من الشهر الجاري بهدف انهاء الحرب الاهلية الدائرة في سورية والتي دخلت الان عامها الثالث.
ولم يقدم فينتريل اي تفاصيل اخرى عن المؤتمر ولكنه قال انه سوف يهدف إلى “التغلب على العراقيل ودفع هذه الاطراف الى طاولة المفاوضات”.
واضاف ان المفاوضين سوف “يؤكدون على ضرورة حدوث الانتقال السياسي وانه الطريقة الاكيدة لانهاء العنف”.
كما أكدت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تواصل المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد لبدء عملية انتقال سياسية في سوريا التي تشهد نزاعا مسلحا، غداة اتفاق امريكي روسيا على الحل السياسي في سوريا.
وقال المتحدث باسم الخارجية “سياستنا لم تتغير. الأسد يجب أن يرحل وكلما حصل ذلك بسرعة كان افضل. يتوجب على النظام والمعارضة وبالقبول المتبادل، ان يجلسوا ويعملوا لتشكيل سلطة انتقالية”.
واشترطت المعارضة السورية الاربعاء رحيل الرئيس بشار الأسد كمقدمة لأي حل سياسي للنزاع المستمر في سوريا منذ 26 شهرا، وذلك في رفض غير مباشر لدعوة روسيا والولايات المتحدة الى حوار بين الطرفين المتقاتلين يضع حدا للنزاع.
واعلن وزيرا الخارجية الروسي والامريكي سيرغي لافروف وجون كيري في موسكو الثلاثاء ان البلدين اتفقا على حث النظام السوري ومعارضيه على ايجاد حل سياسي للنزاع على اساس اتفاق جنيف.
وينص اتفاق جنيف الذي توصلت اليه مجموعة العمل حول سوريا (الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن وتركيا والجامعة العربية) في حزيران/ يونيو 2012، على تشكيل حكومة انتقالية ب”صلاحيات تنفيذية كاملة” تسمي “محاورا فعليا” للعمل على تنفيذ الخطة الانتقالية، على ان تضم الحكومة اعضاء في الحكومة الحالية وآخرين من المعارضة”، من دون التطرق الى مسالة تنحي الاسد.
وقال فنتريل “سنعمل نحن والروس بجد لجعل الطرفين يجلسان الى طاولة (المفاوضات) ووضع هذه الخطة موضع التنفيذ”.
ودعت روسيا مرارا إلى تبني مجلس الأمن الدولي اتفاق جنيف.
وبعد ان كانت واشنطن تتمسك برحيل الاسد، قال كيري في موسكو الثلاثاء ان المعارضة والنظام وحدهما يمكنهما تحديد شكل الحكومة الانتقالية لاجراء انتخابات ديموقراطية.
واضاف “من المستحيل بالنسبة لي شخصيا تفهم كيف يمكن لسوريا ان تحكم في المستقبل من الرجل الذي ارتكب الاشياء التي نراها الآن”، الا انه اشار الى ان هذا القرار يتخذه السوريون.
وقال لافروف ان موسكو لا تعتبر رحيل الاسد شرطا للحل، لكنها لا تشجعه على البقاء.
رد الاسد على الهجمات لن يكون مباشرا.. والاحتمال الأكبر ضرب أهداف اسرائيلية في الخارج
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ يعكس النقاش حول دور حزب الله وتورطه في سوررية المخاوف من أثر الحرب الدائرة في الجارة سورية منذ أكثر من عامين على لبنان.
ويشير الى ان حزب الله يخوض الآن حربا غير تلك التي يدرب مقاتليه عليها، وهي مواجهة اسرائيل المصممة على ان لا يصل له اي سلاح متقدم من ايران مثلما اظهرت غارات الجمعة والاحد على سورية. فحزب الله بات متهما الان من انه بدلا من ان يحرس الحدود الجنوبية للبنان مع اسرائيل يرسل مقاتليه لحماية مقام السيدة زينب المعظم عند الشيعة، قرب العاصمة دمشق. وفي الشمال لا يكتفي المقاتلون التابعون له بالحراسة او القتال الى جانب القوات الحكومية بل وقيادة المعارك ضد المقاتلين السنة، خاصة في القصير ونواحيها. كما وعمق الحزب انخراطه بالحرب بمساعدة الحكومة على تدريب قوات الدفاع الشعبي، التي نقلت صحيفة بريطانية الاسبوع الماضي، عن احد قادتها ان الجيش سيدمج بعض وحداتها في الجيش النظامي. وينبع دور حزب الله انه يتعامل مع الحرب في سورية كحرب حياة او موت. فالاطاحة ببشار الاسد يعني اضعافا للحزب وهذا ما يفهم من كلام السيد حسن نصر الله الامين العام للحزب، الذي اكد انه لن يسمح بانهيار نظام دمشق، في اشارة الى ان حرب الاسد هي حرب حزب الله.
تحديات داخلية وخارجية
وتأتي المعركة على سورية في ظل تحديات داخلية وخارجية يواجهها الحزب، ففي لبنان يكثر الحديث عن إندلاع العنف الطائفي داخل لبنان ذي التركيبة الدينية والسكانية المعقدة. وفي الخارج تعاني حليفته وراعيته ايران من مشاكل اقتصادية ومن آثار العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وهناك تحد آخر ينبع من تفكير دول الاتحاد الاوروبي الانضمام الى امريكا وتصنيف حزب الله كجماعة إرهابية. وبعيدا عن هذه التحديات فالهجمات الأخيرة التي قالت اسرائيل انها استهدفت شحنات اسلحة كانت في طريقها او مخزنة في مخازن قرب دمشق تعتبر من اكبر التحديات التي تفرض على الحزب، ذلك ان اسرائيل تستفيد الان من الفوضى في سورية وتتصرف بطريقة من لا يخاف العقاب حيث تحاول مواجهة حزب الله فيها. وكما وضعت الغارات الاخيرة ‘محور الممانعة’، الرئيس الاسد، ايران وحزب الله، امام تحد للرد عليها او عدم الرد، فإن حسن نصر الله يجد نفسه امام معضلة سياسية اكبر، فهو وان استخدم الهجمات للتأكيد على انها جزء من المؤامرة الامريكية الاسرائيلية على سورية الا ان عدم رده عليها سيؤثر على مصداقيته. فاسرائيل عندما قامت بالغارات كانت تعرف انه لا النظام او حزب الله في مزاج من يريد فتح جبهة جديدة. على الرغم من تهديدات الاسد وقوله ان سورية قادرة على الرد على اسرائيل.
ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن محمود حداد، الاستاذ في جامعة البلمند اللبنانية ان الحزب وقادته ‘يتحدثون ويتحدثون، لكنهم كما تقول في امريكا لا يسيرون المسيرة’ أي ينفذون. خسارة الحزب السياسية لا تعني انه يخسر عسكريا حتى لو استمرت اسرائيل في استهداف ما تقول انه قوافل شحن عسكرية، فمنذ حرب تموز (يوليو) 2006 استطاع الحزب تسليح نفسه واضافة اسلحة متقدمة لترسانته، حيث تزعم اسرائيل انه يملك 60 الف صاروخ وهي كافية لردع اي هجوم اسرائيلي على لبنان. ولكن تورط حزب الله واسرائيل وبشكل عميق في سورية قد يؤدي الى ارتكاب اخطاء تفضي الى مواجهة عسكرية. وفي الوقت الذي يمكن للحزب تجاوز اي ضربة عليه الا ان الثمن على لبنان سيكون باهظا، فبحسب عقيد متقاعد نقلت عنه الصحيفة قوله ‘ماذا سيهمني لو دمروا تل ابيب وخسروا بيروت؟’. ومع ذلك فالحزب قد يتعرض لضغوط من ابنائه للرد على اسرائيل لانهم لم يتدربوا كي يوجهوا بنادقهم على السوريين وعندما تضربهم اسرائيل على الخد الايمن يديرون لها الايسر.
من الوساطة الى التورط
وقد بدأت قصة الحزب مع سورية في بداية الثورة التوسط لايجاد حل سلمي لها، ومع تواصلها نفى اية علاقة عسكرية بها في الوقت الذي التزم فيه الصمت حول الممارسات الوحشية للنظام. ثم قللت قيادة الحزب من اهمية التقارير التي تحدثت عن دور لمقاتليه في الحرب، كل هذا على الرغم من الجنازات التي كانت تعقد للمقاتلين الذين قتلوا اثناء المواجهات في سورية، ومقتل قيادي كبير قرب حمص.
وفي الوقت الحالي اصبحت مشاركة حزب الله في الحرب علنية حيث يؤكد عليها وانه يقوم بالدفاع عن اللبنانيين في سورية، ولم يعد الحزب والحالة هذه، يتذرع بذريعة وجود مقاتلين افراد، فالجنازات التي كانت تعقد في السر اصبحت مناسبات علنية، وتحظى بتغطيات تلفازية. وبحسب عضو في ائتلاف حزب الله وهو الثامن من اذار زار دمشق الشهر الماضي مع وفد لبناني كبير حيث تحدث الرئيس الاسد في اللقاء عن القتال في محافظة حمص كأولوية من اجل حماية الطريق الذي يربط العاصمة بالساحل.
ثمن الدعم
وكل هذا يكلف حسن نصر الله وحزبه ثمنا سياسيا، فقد خسر الكثير من سمعته في العالم العربي بسبب موقفه هذا والان يواجه انتقادات من داخل لبنان لعدم قدرته على الدفاع عن البلاد وهو اكبر قوة عسكرية فيها. وتقول ‘نيويورك تايمز′ ان النجاحات التي يحققها الحزب على الساحة القتالية في سورية ادت الى ردود افعال طائفية، حيث اظهرت افلام فيديو على الانترنت سوريين وهم يحرقون اماكن العبادة الشيعية ويوجهون السباب لهم. وفي الوقت نفسه هدد الجيش الحر بنقل المعركة لداخل لبنان، حيث قام مقاتلوه بقصف مواقع في الهرمل مما ادى الى مقتل ولد ورجل. ولا تزال المعركة تدور في سورية وبمشاركة لبنانيين لكنها لم تنتقل الى لبنان على الرغم من المواجهات والحروب الكلامية فيها. ويعتقد مقرب من حزب الله ان المعركة في سورية هي بمثابة تحضير للمعركة القادمة والاكبر مع اسرائيل.
رد غير مباشر
وفي الحديث عن طبيعة الرد على الغارات يرى معلقون ان الحزب قد لا يفتح جبهة مباشرة مع اسرائيل ويقوم عوضا عن ذلك باستهداف المصالح الإسرائيلية في الخارج كعادته في اختيار الأهداف. ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن مسؤولين امريكيين وفي المنطقة قولهم ان حزب الله قد يُفعِل خلاياه في الخارج ويطلب منها ضرب مصالح اسرائيلية. وقال المسؤولون الذين امتنعوا عن ذكر اسمائهم، انهم واثقون من ان رد حزب الله لن يكون مباشرا لان الحزب لا يريد فتح مواجهة جبهة مع اسرائيل. وقالت الصحيفة ان حزب الله العدو الالد لاسرائيل لديه شبكة واسعة من الناشطين حول العالم ويتمتع بحماية ورعاية ايرانية، واتهم ناشطوه بتدبير هجمات في الخارج كان آخرها هجوم استهداف حافلة سياح اسرائيلية في بلدة برغاس البلغارية. وبحسب ماثيو ليفيت الخبير في حزب الله ‘ أتوقع حربا سرية، الهجوم على اهداف سهلة- سياح واستهداف مسؤولين اسرائيليين حاليين وسابقين’، مضيفا ان هذه الهجمات تحدث في الوقت الحالي وستحدث في المستقبل. هذا بالنسبة لحزب الله اما الاسد فيرى الخبراء ان خياراته اقل، مع انه قال ان بلاده قادرة على الرد، مؤكدا ان الهجمات الاسرائيلية ‘ تورط الاحتلال الإسرائيلي والدول الإقليمية والغربية الداعمة له في الأحداث الجارية بسورية’. واشارت ‘واشنطن بوست’ هنا الى التصريحات في الإعلام الرسمي او شبه الرسمي، الذي تحدث عن فتح الجبهات للمنظمات الفلسطينية المدعومة من دمشق، وما اوردته قناة ‘الإخبارية’ من الإعداد لهجمات صاروخية ويرى مسؤولون امريكيون ان الاسد المنهك جيشه لا يملك خيارات عملية للرد. ومن هنا فعدم رده سيكون اهانة له على الرغم من استفادته من الهجمات حيث ‘عكرت صورة الحرب’ حسب ديفيد شينكر، المستشار السابق للبنتاغون، من ناحية ربط اسرائيل بالمعسكرالمضاد للاسد. ويضيف شينكر ان الهجمات محرجة في الوقت نفسه لان ‘الدولة عاجزة عن فعل شيء’ للرد عليها. وفي حالة ايران التي زار وزير خارجيتها علي اكبر صالحي، دمشق فهي وان شجبت الهجمات وطالبت الامم المتحدة باجوبة، الا ان مسؤولين امريكيين يقولون ان طهران راغبة في تجنب اي مواجهة مباشرة في الوقت الذي تدير فيه مفاوضات حول ملفها النووي. وقد تقوم بالضغط على حليفها حزب الله بضبط النفس وعدم الرد، مفضلة الحفاظ على ترسانة الصواريخ التي يملكها الحزب كضمان للمستقبل، حالة تعرضها لهجمات اما من اسرائيل او امريكا. ونقلت عن كيلفورد كوبتشان، المسؤول السابق في الخارجية الامريكية، قوله ‘كانت ايران حذرة بعدم تعرضها للضرب من الولايات المتحدة، وتتعامل مع حزب الله كورقة مهمة في حالة قررت اسرائيل والولايات المتحدة استهداف منشآتها النووية’.
اضعاف سورية
وكتب شيموس ميلين في ‘الغارديان’ معلقا على الوضع السوري في ضوء الهجمات الاسرائيلية حيث قال ان الهجمات غير قانونية وجاءت بدون داع او استفزاز، حيث ادت الى مقتل اكثر من مئة شخص. وعلى الرغم من ذلك لقيت تأييدا من امريكا وبريطانيا. وتساءل عن كيفية رد هذه الدول ان كانت سورية او ايران هما المهاجمتان او حتى واحدة من الدول التي تقوم بدعم وتسليح المعارضة، حيث سنكتشف ان هذه المواقف لا علاقة لها بالقانون الدولي، المساواة او الحق قي الدفاع عن النفس. واشار الكاتب الى ان اسرائيل قامت بتوجيه الضربات عبر الاجواء اللبنانية لسورية، وقالت انها موجهة لقوافل او مخازن اسلحة ولا تهدف للتدخل في الحرب الاهلية السورية، اي ان المقصود منها هي حزب الله، وايران ولحماية اسرائيل من اي هجوم مستقبلي عليها من حزب الله. ولكن لم يكن هذا ما بدا على الارض وكيفية تعامل المقاتلين معه، حيث كانت صرخات ‘الله اكبر’ تطلق في الهواء ولم يكن المقاتلون يعرفون من قام بها. ويرى ميلين ان ضرب اسرائيل مواقع للجيش السوري فانها تتدخل مباشرة في الحرب الاهلية هناك. واضاف ميلين ان الغارات جاءت بعد اعلان حسن نصر الله الاسبوع الماضي عن دعمه للنظام السوري المدعوم من ايران وروسيا والصين. ومن هنا يرى الكاتب ان دور سورية كمنطقة تأثير ايرانية واسعة في المنطقة هو الذي يدفع بالحرب في سورية الى حرب اقليمية واسعة. فبعد ان راهنت اسرائيل على الخيارات السورية وما سيحدث بعد الاسد فانها بدأت تتعامل مع الخط الاسلامي والجهادي الذي يمكن ان يسيطر على سورية كخطر اقل من بقاء محور ‘سورية- ايران- حزب الله’ كما بدا في تصريحات المسؤول في وزارة الدفاع عاموس غيلاد. وقد تزامنت هذه التصريحات مع تصريحات المسؤولين الاسرائيليين حول امكانية اقامة منطقة عازلة داخل سورية. واعلان اوباما عن ‘خطه الاحمر’ الذي حذر سورية من تجاوزه فيما يتعلق باستخدام السلاح الكيماوي. ويشير الكاتب الى تصريحات كارلا ديل بونتي، المحققة الاممية حول امكانية استخدام اطراف في المعارضة السلاح الكيماوي هذا وكيف قللت الولايات المتحدة من اهميته. فمع ان التدخل الاجنبي يخدم المعارضة الا ان فكرة التدخل حاضرة في الازمة منذ بدايتها حيث يتلقى كل طرف دعما من جهات خارجية.
وقد زاد الدعم والنقل الجوي للسلاح للمعارضة وباشراف من سي اي ايه في الاشهر القليلة الماضية. ويتلقى المقاتلون التدريب من ضباط بريطانيين وامريكيين، فيما زادت الولايات المتحدة من قيمة المساعدات حيث وصلت الان الى 250، ورفع الاتحاد الاوروبي حظر تصدير النفط السوري من المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون.
التعذيب في أقبية الأسد… سوري يروي معاناته في سجون النظام
عبدالاله مجيد
قصص التعذيب في أقبية النظام السوري ليست جديدة، لكن محنة محمد شلش الذي ينتمي إلى الطائفة السنية تسلط ضوء على الشروخ الطائفية التي أحدثتها الحرب الأهلية في المجتمع السوري.
لندن: حين رأى محمد شلش وجه طفلته لأول مرة بعد عام في أحد السجون العسكرية للنظام السوري قال إن رعب تلك الأشهر تبدد في لحظة واحدة. ولكن آثار التعذيب الذي تعرض له ما زالت محفورة في جسمه.
يعيش شلش الآن مع عائلته في مأوى مكتظ باللاجئين السوريين في بلدة ريهانلي الحدودية التركية. وروى شلش البالغ من العمر 31 عاما كيف عُذب في مستشفى عسكري حيث أُرسل لاجراء جراحة في الجمجمة بعد أن أُصيبت بكسر اثناء تعرضه للضرب على يد أحد الشبيحة.
شروخ طائفية
وقال شلش لصحيفة التايمز “كان هناك العديد من المصابين مثلي، وكان ستة أو سبعة يموتون كل يوم. وكل يوم كنتُ أفكر ان الدور سيأتي علي للموت”. وفي حين ان قصص التعذيب في اقبية النظام السوري ليست جديدة فان محنة شلش تسلط ضوء على الشروخ الطائفية التي أحدثتها الحرب الأهلية في المجتمع السوري.
ويقول شلش وآخرون من بلدة كفر نبودة قرب حماة إن النظام يشن حملة لتهجير السنة الذين يعيشون قرب مناطق علوية. وتابع شلش الذي أكد أن بلدته مهجورة الآن قائلا إن النظام السوري يحاول تدمير قرى هناك لإيجاد منطقة عازلة بينهم وبين السنة.
وكانت تقارير تحدثت خلال الأيام الماضية عن وقوع مجازر في بانياس والبيضا حيث اتهم سوريون هاربون من سكان المنطقة قوات الأسد بتنفيذ عمليات تطهير طائفي. وكانت محنة شلشل بدأت العام الماضي عندما اعتقله شبيحة علويون مع نحو 70 آخرين بصورة عشوائية.
وقال شلش “ضربوني على رأسي بقضيب معدني وكانوا يمزحون اثناء ضربي. كانوا يقولون “انتَ جارنا ونريد ان نقتلك”! وبعد اصابته بكسر في الجمجمة نُقل الى سجن تابع لاستخبارات القوة الجوية حيث بقي دون علاج طيلة اسبوع.
تعذيب في المستشفى
وحين شارف على الموت نُقل الى مستشفى عسكري حيث أُزيل جزء من جمجمته في عملية جراحية. وفي المستشفى تعرض ومرضى آخرون الى التعذيب على ايدي موظفين بينهم ممرضون. وقال شلش لصحيفة التايمز انه عرف من لهجتهم انهم علويون “وكانوا يقولون لنا اننا ارهابيون”.
وكشف شلش عن ندبة دائرية كبيرة على ردفه قال انها ناجمة عن وضع جمرة من نارجيلة على جسمه في ذلك المكان والضغط عليها. وأضاف أن الآثار الموجودة على ساقيه سببها صدمات كهربائية. ونُقل شلش لاحقا الى سجن محلي في حماة حيث ابلغ نزيل أُفرج عنه عائلته بمكان وجوده.
رشوة
وهناك رأى طفلته لأول مرة قائلا “حين رأيتُ ابنتي نسيتُ كل ما حدث لي”. وحين تمكن اقاربه من جمع الرشوة المطلوبة للافراج عنه كانت عائلته نزحت الى تركيا. والتحق بها الآن وهو ينتظر اجراء جراحة له في مستشفى تركي لإخراج شظايا عظمية من رأسه. وما زال شلش يعاني من الدوار واوجاع في الرأس وفقدان الذاكرة.
ويتذكر شلشل أن كثيرين في بلدته كان لديهم اصدقاء علويون قبل الانتفاضة ولكنه استبعد ان يتمكن افراد الطائفتين من العودة الى التعايش كالسابق.
وعاد شلش قبل ايام الى بلدته في سوريا مع قريب ليجد منزله القديم دمره القصف. وفي احد حقول مزرعته عثر على جثث سبعة اشخاص من عائلة واحدة يبدو انهم قُتلوا عندما سقطت قذيفة قرب الخيمة التي كانوا يحتمون فيها. وقال شلش “لم نكن نعرفهم. دفنا الجثث وغادرنا المكان”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/810834.html
نشطاء سوريون يتهمون حزب الله بارتكاب مجزرة في القصير
وكالات
اتهم نشطاء سوريون حزب الله بارتكاب مجزرة في بلدة القصير مؤكدين مقتل 30 شخصًا كانوا يحاولون الفرار من البلدة المحاصرة عندما قامت عناصر من الحزب باطلاق النار عليهم وملاحقة الفارين. واعترف حزب الله أن عناصره تشارك إلى جانب القوات السورية في القصير.
دبي: اتهمت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” عناصر حزب الله بارتكاب مجزرة في بلدة القصير في محافظة حمص راح ضحيتها 30 شخصاً، ضمن 76 قتيلاً سقطوا برصاص القوات النظامية. وذكرت اللجان أن عناصر حزب الله هاجمت سيارات المدنيين الفارين من العنف.
وقال الناشط هادي عبدالله إن الضحايا كانوا يفرون على متن أربع سيارات عندما بادرتهم عناصر من حزب الله بإطلاق النار، وقامت بملاحقة الفارين والإجهاز عليهم. وتزايد القصف المدفعي والجوي على البلدة، التي تحاصرها القوات الموالية للنظام وعناصر الحزب اللبناني منذ 20 يوماً. ولجان التنسيق المحلية هي هيئة سورية معارضة توثق الأحداث بالداخل.
يذكر أنّ الامين العام للحزب حسن نصرالله أكد أنّ لسوريا أصدقاء في المنطقة والعالم “لن يسمحوا لها بأن تسقط” بيد الأميركيين والإسرائيليين، ملمحًا للمرة الاولى إلى احتمال تدخل هؤلاء الحلفاء في القتال إلى جانب النظام في حال تطورت الامور الميدانية. واكد نصرالله أن عناصر من حزبه تشارك في القتال إلى جانب القوات السورية في منطقة القصير وبلدة السيدة زينب التي تضم مقامًا دينيًا مهمًا للشيعة قرب دمشق.
سيناريو كارثي
وسقوط النظام السوري يشكل سيناريو كارثيًا بالنسبة لحزب الله الذي يعتمد على سوريا كداعم اقليمي رئيسي وممر للاسلحة. وهذا الأمر نفسه ينطبق على إيران، أبرز حلفاء دمشق الاقليميين. وازاء حجم التحديات التي يفرزها النزاع، لم يعد اللاعبون الاقليميون يجدون حرجًا في الاقرار بتورطهم في الازمة التي اودت باكثر من 70 الف قتيل.
وتقول الخبيرة في شؤون حزب الله امل سعد-غريب لوكالة الأنباء الفرنسية إن “حزب الله أقر بأنه ينشط في القصير” في محافظة حمص السورية الحدودية مع لبنان. وتضيف أن “الإيرانيين سبق أن تحدثوا عن وجود خبراء منهم في سوريا، وفي الامس سمعنا موقفًا يبدي استعداداً لتدريب الجيش السوري”.
وتتابع أن “مشاركة هؤلاء اللاعبين باتت اكثر علنية (…) واعتقد ايضًا أنها باتت اكبر من ذي قبل”. ويحذر الخبراء من أن التورط المفتوح لكل هؤلاء الاطراف يهدد بتحويل الازمة إلى نزاع اقليمي خطر.
حزب: أكملنا تعزيزاتنا العسكرية
إلى ذلك، أكد حزب الله مساء الأربعاء على أنه أكمل تعزيز قدراته العسكرية رغم ما تحاوله إسرائيل من ضرب أهداف له داخل الأراضي السورية لاعتراض الأسلحة التي في طريقها إلى لبنان.
ونقل تقرير نشر على الموقع الرسمي لحزب الله، على لسان نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب نبيل قاووق قوله لإسرائيل: “موتوا بغيظكم فبعد كل المتغيّرات بسوريا المقاومة أكملت مسار تعزيز قدراتها العسكرية كماً ونوعاً وهي حاضرة اليوم لتصنع لـ”إسرائيل” النكبة الكبرى والهزيمة التي ما بعدها هزيمة”.
وتعليقاً على الغارات الاسرائيلية الاخيرة على سوريا، أشار قاووق إلى أن اسرائيل تقصف مواقع القدرة والقوة في سوريا لأنها تخيفها وتقلقها، ولا تقصف مواقع عسكرية للمسلحين فيها لأن هؤلاء يريحونها ويخدمونها.
وشهدت الايام الاخيرة دخولًا اسرائيليًا مباشرًا على خط الازمة السورية بعدما حاذرت الدولة العبرية في اعلان موقف صريح، لكنها حذرت مرارًا من نقل اسلحة سورية إلى حزب الله، أو وقوعها في أيدي عناصر اسلامية تقاتل إلى جانب مسلحي المعارضة.
وقصف الطيران الحربي الاسرائيلي فجر الجمعة والاحد مواقع عسكرية قرب دمشق، فيما قال مسؤولون اسرائيليون إنها هجمات استهدفت صواريخ إيرانية مرسلة إلى حزب الله.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/810845.html
مساعٍ دولية مستمرة لإيقاف النزيف السوري: الأسد يجب أن يرحل
وكالات
تتواصل المساعي الدولية لحل النزاع المستمر في سوريا، ففيما قدمت بريطانيا اقتراحات لتعديل الحظر الأوروبي على المعارضة أكدت الخارجية الأميركية أن سياسة واشنطن لم تتغيّر مشددة على وجوب رحيل الأسد. وأعلن أمس عن إصابة قائد جبهة النصرة الاسلامية بريف دمشق.
دمشق: اشترطت المعارضة السورية مجددًا رحيل الأسد كمقدمة لأي حل سياسي للنزاع المستمر في سوريا منذ 26 شهرًا، وذلك في رفض غير مباشر لدعوة روسيا والولايات المتحدة إلى حوار بين الطرفين المتقاتلين يضع حدًا للنزاع على أساس اتفاق جنيف.
في الاثناء لم تتوقف المساعي الدولية للتوصل إلى ايقاف نزيف الدم لكن المعارضة السورية وجّهت ضربة للاتفاق الروسي الاميركي الذي أعلن الثلاثاء خلال زيارة وزير الخارجية الاميركي إلى موسكو، حيث اتفق الجانبان على حث النظام والمعارضة على التوصل إلى “حل سياسي” دون أن يعلنا شيئًا بخصوص مصير الرئيس السوري.
وقال الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة السورية في بيان إنه “يرحب بكل الجهود الدولية التي تدعو إلى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في دولة ديمقراطية على أن يبدأ برحيل بشار الأسد واركان نظامه”.
ولم يصدر رد فعل من النظام السوري الذي يؤكد أن مصير الرئيس الأسد سيتقرر في انتخابات 2014، حتى الآن، عن الاتفاق الروسي الاميركي الذي اشاد به الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الاخضر الابراهيمي والاتحاد الاوروبي.
جنيف 2
وكان وزيرا خارجيتي روسيا سيرغي لافروف واميركا جون كيري أعلنا في موسكو الثلاثاء أن البلدين اتفقا على حث النظام السوري ومعارضيه على ايجاد حل سياسي للنزاع على اساس اتفاق جنيف.
وينص اتفاق جنيف الذي توصلت اليه مجموعة العمل حول سوريا (الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن وتركيا والجامعة العربية) في حزيران/يونيو 2012، على تشكيل حكومة انتقالية بـ”صلاحيات تنفيذية كاملة” تسمي “محاورًا فعليًا” للعمل على تنفيذ الخطة الانتقالية، على أن تضم الحكومة اعضاء في الحكومة الحالية وآخرين من المعارضة”، من دون التطرق إلى مسألة تنحي الأسد.
ودعت روسيا مرارًا إلى تبني مجلس الامن الدولي اتفاق جنيف. وبعد ان كانت واشنطن تتمسك برحيل الأسد، قال كيري في موسكو الثلاثاء إن المعارضة والنظام وحدهما يمكنهما تحديد شكل الحكومة الانتقالية لاجراء انتخابات ديموقراطية.
وأضاف “من المستحيل بالنسبة لي شخصيًا تفهم كيف يمكن لسوريا أن تحكم في المستقبل من الرجل الذي ارتكب الاشياء التي نراها الآن”، الا أنه اشار إلى أن هذا القرار يتخذه السوريون. وحذر من أن “البديل هو مزيد من العنف واقتراب سوريا اكثر من الهاوية أو حتى السقوط في الهاوية والفوضى”. وقال لافروف وكيري إنهما يأملان في الدعوة إلى مؤتمر دولي في نهاية ايار (مايو) للبناء على اتفاق جنيف.
الأسد يجب أن يرحل
لكن باتريك فنتريل، مساعد المتحدثة باسم الخارجية الاميركية اكد الاربعاء أن “سياستنا لم تتغيّر. الأسد يجب أن يرحل وكلما حصل ذلك بسرعة كان افضل. يتوجب على النظام والمعارضة وبالقبول المتبادل، أن يجلسوا ويعملوا على تشكيل سلطة انتقالية”. وقال فنتريل: “سنعمل نحن والروس بجد لجعل الطرفين يجلسان إلى طاولة (المفاوضات) ووضع هذه الخطة موضع التنفيذ”.
وفيما وصل كيري الاربعاء إلى روما للقاء مسؤولين إيطاليين وإسرائيليين وأردنيين كبار في اطار مساعيه لمحاولة انهاء هذا النزاع، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من لندن أنه سيتوجه الجمعة إلى سوتشي في روسيا ليبحث ملف سوريا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أن اجرى اليوم مشاورات هاتفية مع كيري.
وقال كاميرون “هناك حاجة ملحة لبدء مفاوضات بكل معنى الكلمة لفرض انتقال سياسي ووضع حد لهذا النزاع”. وأعلنت الخارجية الاميركية عن مساعدة جديدة للاجئين السوريين بقيمة مئة مليون دولار ما يرفع اجمالي المساعدة الاميركية إلى 510 ملايين دولار.
اقتراح لتعديل الحظر
وقدمت الحكومة البريطانية عددًا من الاقتراحات إلى الإتحاد الأوروبي حول كيفية تعديل حظر السلاح المفروض على جماعة المعارضة الرئيسية في سوريا، وهي الائتلاف الوطني السوري.
تقول بريطانيا، في ورقة طرحت للنقاش ووزعت بين اعضاء الاتحاد الاوروبي في بروكسل، إن رفع الحظر أو تعديله من شأنه دعم القوات ذات التوجهات المعتدلة في المعارضة السورية، والضغط على الحكومة السورية بهدف الدخول في مفاوضات من اجل التوصل إلى حل سياسي.
ومن المقرر أن ينتهي موعد الحظر الاوروبي مع نهاية الشهر الحالي. وتقول بريطانيا إن الاتحاد الاوروبي بحاجة إلى مزيد من المرونة حتى يتمكن من التعامل مع التصعيد المتواصل للصراع في سوريا.
إصابة قائد النصرة
ميدانيًا، أصيب قائد جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة التي تتقدم المعارضة المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الاربعاء بجروح في ريف دمشق، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان أصيب ابو محمد الجولاني القائد العام لجبهة النصرة في بلاد الشام التي بايعت القاعدة، الاربعاء بجروح خلال القصف الذي نفذه الجيش السوري على مناطق في ريف دمشق الجنوبي.
وأبلغ احد النشطاء في ريف دمشق الجنوبي المرصد السوري لحقوق الانسان ايضاً عن “اصابة عدد من عناصر الجبهة بجروح جراء القصف الذي استهدفهم”. وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الجولاني اصيب في رجله دون ان يكون بإمكانه على الفور تقديم المزيد من التفاصيل.
وجبهة النصرة التي تعتبرها الولايات المتحدة “منظمة ارهابية” لعلاقتها بالقاعدة، عرفت في البداية بعمليات انتحارية في سوريا قبل أن تصبح قوة تقاتل إلى جانب باقي المتمردين على النظام. وتتكون المجموعة من مقاتلين سوريين واجانب وتسعى الى اقامة حكم اسلامي في سوريا، وهو ما يرفضه الجيش الحر اهم مكونات المعارضة السورية.
وكان قائد جبهة النصرة أعلن في نيسان (ابريل) مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري مؤكداً في الآن ذاته عدم اندماج تنظيمه مع تنظيم القاعدة في العراق المعروف بـ “دولة العراق الاسلامية” رغم اعترافه بأنه تلقى منه الدعم البشري والمالي.
وبتأكيده مبايعته للظواهري سمح هذا التنظيم للنظام السوري بالتأكيد على أنه يواجه “ارهابيين” يسعون الى اقامة دولة اسلامية. ولم يعترف النظام السوري ابدًا بحركة الاحتجاج الشعبي السلمية التي انطلقت في آذار (مارس) 2011 للمطالبة باصلاحات ديمقراطية وقمعها بشدة. وتحول الاحتجاج إلى تمرد مسلح دفع البلاد إلى حرب اهلية.
وبحسب الامم المتحدة سقط في اكثر من عامين ما يفوق 70 الف قتيل في سوريا ونزح 4,25 ملايين آخرين، واضطر اكثر من 1,4 مليون سوري لمغادرة البلاد اساسًا إلى دول الجوار.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/810795.html
كيري: الحكومة الانتقالية لن تضم الأسد
جدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري التأكيد على أن بلاده ما زالت تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون جزءا من حكومة انتقالية في البلاد، في وقت يستعد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون لعقد اجتماع الاثنين لبحث الصراع في سوريا.
وقال كيري للصحفيين على هامش لقاء في روما مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن كل الأطراف المعنية بالأزمة تعمل لتشكيل حكومة انتقالية بالتفاهم بين طرفي النزاع، لافتا إلى أن ذلك يعني برأي بلاده ان الرئيس الأسد لن يكون مشاركا في هذه الحكومة.
وأضاف أن الاستعدادات لعقد مؤتمر دولي لمحاولة إيجاد حل للأزمة مستمرة، بعدما وافق على أن يعمل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بهذا الهدف.
وأشار إلى أنه تحدث إلى وزراء خارجية معظم الدول المعنية ووجد ردا إيجابيا جدا ورغبة قوية في التحرك باتجاه هذا المؤتمر لمحاولة إيجاد حل سياسي، أو على الأقل استنفاد كل الإمكانيات للوصول إلى ذلك، ولفت إلى أن السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد التقى لهذا الغرض المعارضة السورية.
وأضاف كيري أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أشرك في القضية أيضا، ورجح أن يعقد المؤتمر بحلول نهاية الشهر الجاري، وربما في جنيف.
وكشف الوزير الأميركي رسميا عن مساعدة أميركية إنسانية إضافية بقيمة مائة مليون دولار للاجئين السوريين، يخصص نصفها لمساعدة الأردن على استضافة اللاجئين.
تحركات دبلوماسية
تصريحات كيري تأتي بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض أن أوباما سيلتقي كاميرون الاثنين لبحث الصراع في سوريا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان إنه إضافة للوضع في سوريا، سيبحث أوباما وكاميرون أيضا مكافحة ما يسمى الإرهاب، والبنود الرئيسية في قمة مجموعة الثماني المقبلة المقرر انعقادها الشهر المقبل في إيرلندا الشمالية.
ويستبق كاميرون زيارته لواشنطن بزيارة أخرى الجمعة إلى سوتشي في روسيا ليبحث ملف سوريا مع الرئيس فلاديمير بوتين، بعد أن أجرى أمس مشاورات هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي.
وقال كاميرون إن هناك حاجة ملحة لبدء مفاوضات بكل معنى الكلمة لفرض انتقال سياسي ووضع حد لهذا النزاع.
وفي نيويورك، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإعلان واشنطن وموسكو الثلاثاء الاتفاق على العمل معاً للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراع في سوريا، وعلى عقد مؤتمر دولي بشأن هذا الملف قبل نهاية الشهر الحالي.
وأصدر المتحدث باسم بان بياناً قال فيه إن الأمين العام للمنظمة الدولية والموفد الأممي والعربي المشترك الأخضر الإبراهيمي أكدا منذ البداية قناعتهما بأن الحل السياسي التفاوضي هو الطريق الوحيد لإنهاء تلك الأزمة الطويلة.
وقف الصراع
وفي برازيليا، اتفقت رئيسة البرازيل ديلما روسيف والرئيس المصري محمد مرسي على ضرورة وقف الصراع الدائر في سوريا.
وعبرت روسيف خلال مؤتمر صحفي مع مرسي عن تأييد بلادها لوقف العنف في سوريا، وقالت إن بلادها تدعم وقفا فوريا وفعالا لإطلاق النار، وتدعم أيضا بدء عملية سياسية من قبل السوريين بتأييد من المجتمع الدولي.
من جهته تحدث مرسي عن الحاجة للوصول إلى حل دائم للصراع في سوريا.
قصف بسوريا والقوة الأممية تخلي الجولان
أفاد ناشطون بأن الجيش النظامي قصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين فجر اليوم بصاروخين من نوع غراد، كما تواصلت المعارك العنيفة على عدة جبهات، في وقت سحبت فيه الأمم المتحدة ما تبقى من قواتها على خط فك الاشتباك مع الجولان المحتل.
وأوضح المركز الإعلامي السوري أن قوات النظام قصفت المخيم بقذائف الهاون، مما أدى إلى اندلاع حرائق وانفجارات كبيرة في المخيم الذي يشهد اشتباكات متقطعة بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة.
من جهتها تحدثت شبكة شام عن تجديد الجيش النظامي القصف بقذائف الهاون والمدفعية على حي برزة في دمشق.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن مدنا وبلدات تعرضت لقصف الجيش النظامي من بينها خان الشيخ والمليحة وزملكا، في حين أفادت الهيئة العامة للثورة بأن نحو عشرين شخصا قتلوا وجرح أكثر من خمسين آخرين جراء سقوط قذائف على مدرسة للاجئين اتُخذت ملجأً للأطفال والنساء في منطقة دير قانون بوادي بردى.
وتحدث ناشطون في حمص عن مقتل نحو ثلاثين شخصا أمس على يد القوات النظامية في مدينة القصير.
وأكد ناشطون في حماة أن قوات النظام تشن حملة عسكرية على حي مشاع وادي الجوز في المدينة، وبثوا صورا تظهر هدم قوات النظام عددا من المنازل بالجرافات، فضلا عن حرق مباني سكنية وقصف أخرى بالمدفعية، مما أدى إلى نزوح عشرات العائلات. ويقطن نحو عشرين ألف نسمة في حي المشاع.
معارك حلب
وفي تطورات ميدانية أخرى، استعاد جيش النظام السوري عدة مواقع جنوب حلب بعد أن دفع بتعزيزات الى المنطقة، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر.
ونقل مراسل الجزيرة عن قادة ميدانيين في الجيش الحر أن قوات النظام غيّرت تكتيكاتها القتالية على جبهة حلب.
وأفاد المراسل أن قوات النظام زادت من تعزيزاتها العسكرية مدعومة بمقاتلين إيرانيين وجدت جثث بعضهم، بحسب رواية الجيش الحر.
وبحسب موفد الجزيرة نت في حلب، فإن القوات النظامية لم تتمكن بعد من السيطرة على الطريق الدولي الذي يربط بين منشآت عسكرية إستراتيجية تقع إلى الغرب ويحاصرها الجيش السوري الحر منذ عدة أشهر.
ولا يفصل بين طرفي القتال حاليا غير هذه الطريق الدولية التي تمثل هدفا مهما للجيش النظامي الذي شن منذ يوم الثلاثاء هجوما مدرعا مدعما بأكثر من أربعين دبابة وبغطاء جوي متواصل.
جبهات أخرى
وفي إدلب، تحدثت شبكة شام عن بدء الجيش الحر تحرير معسكرات قوات النظام في معمل القرميد ومعسكر الشبيبة لفتح طريق لتحرير المدينة بمشاركة عدد كبير من الكتائب والألوية، وقالت إن طيران القوات النظامية قصف مناطق الاشتباكات.
كما تحدثت الشبكة عن قيام القوات النظامية بقصف مدن وبلدات سرمين والنيرب وقميناس وبنش ومعرة مصرين ومجدليا وسراقب بريف المحافظة.
وفي دير الزور، استهدف الجيش النظامي حيي الحميدية والشيخ ياسين بالقذائف والصواريخ. ووفقا لناشطين فإن القوات النظامية نفذت قصفا عنيفا براجمات الصواريخ على مدينة موحسن بريف المدينة، بالتزامن مع قصف صاروخي عنيف على حي الشيخ ياسين فيها.
وفي ريف درعا أفادت شبكة شام أن مدينة الشيخ مسكين تعرضت لقصف بالدبابات والمدرعات، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى جراء استهداف أحد مخابر المدينة بالقصف.
يذكر أن قوات المعارضة السورية استعادت في وقت سابق السيطرة على بلدة خربة غزالة الإستراتيجية، في ريف درعا، بعد أن استردها الجيش النظامي لساعات.
القوة الأممية
في غضون ذلك، قالت مصادر في الجيش الحر لمراسل الجزيرة إن الأمم المتحدة سحبت أمس ما تبقى من قواتها على خط فك الاشتباك مع الجولان المحتل، حيث احتجز مقاتلون معارضون أربعة من جنودها الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن سحب قوات حفظ السلام من هذا الموقع جاء في ضوء تطور الوضع على المستوى الأمني، مشيرا إلى أن الجنود يعملون في أجواء خطرة للغاية وغير طبيعية.
وتبنت مجموعة من المعارضة السورية المسلحة، تدعى “كتيبة شهداء اليرموك”، احتجاز المراقبين الدوليين الأربعة، مشيرة في بيان نشرته على صفحتها على “فيسبوك” أنها قامت بذلك لحمايتهم.
وشهدت مناطق في وادي اليرموك وأخرى في ريف القنيطرة في الجولان الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى مقتل 18 مقاتلا معارضا في القنيطرة، وخسائر في صفوف القوات النظامية.
قائد أركان الجيش السوري الحر للجزيرة:
نظام الأسد يستخدم مقاتلين إيرانيين وعراقيين
قال قائد هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس إن مقاتلين عراقيين وإيرانيين وعناصر من حزب الله اللبناني يقاتلون في سوريا إلى جانب القوات الموالية للنظام، مؤكدا أن الجيش الحر بإمكانه إسقاط النظام في أربعين يوما لو توفرت له الذخيرة.
وأضاف إدريس في حديث لبرنامج بلا حدود اليوم الأربعاء على شاشة الجزيرة أن مقاتلي الحرس الثوري الإيراني ظهروا بشكل علني في عدة مناطق بأحياء العاصمة دمشق، وأن مقاتلين عراقيين يستخدمهم نظام بشار الأسد. وكشف أن الجيش الحر لديه جثث لقتلى من حزب الله ومن جنسيات أخرى عراقية وإيرانية تقاتل في صفوف قوات الأسد.
وقال إن للجيش الحر غرفة عمليات مركزية داخل سوريا تدير المعارك وتتولى التنسيق بين مختلف الجبهات، وأنه ينشئ غرف عمليات للمعارك أيضا حسب الحاجة.
وأشار إلى أن أدوات الحسم العسكري الآن بالنسبة للجيش الحر تتمثل فقط في الأسلحة النوعية والذخيرة، متهما النظام بالاستيلاء على الجيش بكل إمكانياته وتسخيره لقمع السوريين.
وأضاف أنه إذا توافرت الأسلحة والذخائر فالجيش الحر قادر على إسقاط النظام في أقل من أربعين يوما، “فالنظام يعاني وآيل إلى السقوط في كثير من المواقع”.
واعتبر إدريس أن الثوار في سوريا أصبحوا “قاب قوسين أو أدنى” من السيطرة على ما تبقى تحت سيطرة قوات النظام في الجبهة الشرقية.
وقال إن مقاتلي الجيش الحر يعملون في ظروف صعبة للغاية، مشيرا إلى المعارك القوية والطاحنة في حلب، والاشتباكات التي تدور في حمص مع مقاتلي حزب الله اللبناني بالقصير، بينما يتقدم في الجبهة الجنوبية التي تضم درعا والسويداء والقنيطرة وريف دمشق.
ودعا إدريس المجتمع الدولي وكل أصدقاء الشعب السوري إلى “مد يد المساعدة لنتمكن من الدفاع عن أهلنا في مواجهة المجازر التي يرتكبها جيش النظام وأعوانه من إيران وحزب الله”.
كما دعا الضباط والعسكريين من السنة وغيرهم الذين ما زالوا يقاتلون ضد الثوار، إلى ترك الجيش السوري الذي قال إنه “خان أمانة الوطن”، معتبرا أن وجودهم فيه لم يعد له أي مبرر.
وحول موقف الدول الغربية وأفكار الحل السلمي للأزمة السورية، قال إدريس إن الثوار لا يقبلون حلولا مع هذا النظام “المجرم”، واشترط أن يستقيل الأسد ويغادر السلطة والتفاوض مع الصف الثاني أو الثالث “ممن لم تتلوث أياديهم بدماء الشعب السوري”.
ونفى إدريس ما يتردد من شائعات حول وجود صراعات داخل صفوف الثوار، مؤكدا أن الهدف منها تخفيض الروح المعنوية لديهم، وشدد على أن الكتائب الثورية لها هدف واحد مشترك هو إسقاط النظام، و”لا تنظر بطمع إلى أي منصب سياسي أو عسكري في المستقبل”.
مؤتمر سوريا الدولي.. تشكيك وترقب
أحمد السباعي-الجزيرة نت
ترحيب عابر للقارات والحدود أثارته الدعوة الروسية الأميركية لعقد مؤتمر دولي يجمع المعارضة والنظام السوري تحت سقف واحد للبحث عن حل سياسي لأزمة تجاوز عمرها عامين، وخلفت عشرات آلاف القتلى ومثلهم جرحى ومعتقلين وملايين النازحين. وبينما اشترطت المعارضة رحيل الرئيس بشار الأسد للقبول بالتفاوض، لم ينبس النظام ببنت شفة حيال الدعوة.
وسارعت أوروبا للتعبير عن رضاها التام وتأييدها للاتفاق الأميركي الروسي، وكذا فعلت الجامعة العربية. أما المبعوث الدولي والعربي المشترك لسوريا، والذي من المتوقع أن يستقيل قريبا، اعتبر الاتفاق “خطوة أولى هامة جدا”.
أما المعنيان مباشرة بالموضوع، المعارضة والنظام، فكررت الأولى موقفها المبدئي الرافض للتفاوض مع النظام، واكتفى الأخير عبر وكالة الأنباء الرسمية باعتبار المفاوضات “حيوية للتوصل إلى تسوية”.
ولكن اللافت كان ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز عن توجه السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد -الذي كان يرافق وزير الخارجية جون كيري في زيارته لموسكو- إلى إسطنبول للقاء الائتلاف الوطني المعارض “لإقناعهم بجدوى التفاوض مع ممثلين عن النظام”، ما يعني -بحسب الصحيفة- “أن هناك مؤشرات على أن الطرفين لا يرفضان الفكرة”.
وتستدرك الصحيفة أن هذه المؤشرات ليست كافية لإعلان أن الطرفين مستعدان للمحادثات، ولكن “دعم روسيا لحكومة انتقالية اقترحها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لا يشارك فيها الأسد” زاد الآمال الأميركية بإمكانية التوصل لحل. ولم تُوضح الصحيفة المرموقة إن كان المقصود استبعاد الأسد كشخص أو النظام.
تنحي الأسد
هذا الحراك الدولي والتوافق غير المتوقع على خط واشنطن موسكو، لم يضعه هيثم سباهي عضو النادي الاجتماعي السوري في لندن (مؤيد للنظام) في خانة انتصار الموقف الروسي وتراجع الموقف الأميركي، بل اعتبره اتفاقا بعد التطورات الأخيرة على الأرض و”خروج حقيقة ما يجري في سوريا إلى العلن”. وأضاف أن واشنطن تأكدت أن لا حل في سوريا دون روسيا “اللاعب الأساسي والمحوري في السياسية العالمية”.
ووصف تكرار مطلب “المعارضات” بتنحي الأسد بأنه “مجرد سقف عال للمفاوضات”، وأضاف أنه إذا كانت تريد حلا سياسيا للأزمة فعليها الجلوس على الطاولة والحديث عن مطالب واقعية يمكن تحقيقها والعمل على إنجاح عملية سياسية “تمثل انتصارا لجميع السوريين”.
وأوضح أن هناك دولا “تؤثر وتدعم وتمول المعارضة” وتستطيع الضغط عليها ودفعها باتجاه التفاوض أو الرفض. ودعا المعارضة للرجوع “للعقل والصواب والبحث عن حل سياسي”.
أما بالنسبة للأسد، فيعود تقرير مستقبله السياسي إلى العملية السياسية الديمقراطية والانتخابات. والواضح أن هناك “تأييدا كبيرا جدا له في الشارع السوري”، وإذا كانت “المعارضات” لديها القاعدة الشعبية للفوز بالانتخابات التشريعية والرئاسية، فالنظام لن يمانع في تسليمها الحكم.
اشتراط بيان المعارضة رحيل الأسد قبل أي حوار، وصفه عضو الائتلاف الوطني المعارض سمير نشار بالموقف المبدئي، وأضاف أن المعارضة لن تدخل في أي حوار يضم ممثلين عن النظام إلا بعد رحيل الأسد ونظامه عن السلطة، وأشار إلى نقاط استفهام كثيرة عن اتفاق كيري ولافروف تحتاج إلى قراءة متأنية واستفسارات عن أهداف المؤتمر وجدول أعماله وموقع الأسد من العملية السياسية وهل سيكون تنحيه على جدول الأعمال.
وأوضح أن مسألة إغفال موقع الأسد من العملية السياسية في مؤتمر جنيف كانت مثار خلاف بين واشنطن وموسكو، وهذا التفسير المتناقض والمزدوج لهذه النقطة عرقل مهمة الإبراهيمي التي لم تحقق أي تقدم يُذكر. ويتساءل النشار، هل حل هذا التناقض في وجهتي النظر الروسية والأميركية؟ هل قدم أحد تنازلا للآخر في هذا الموضوع؟
وعبر عن خشيته من أن تكون واشنطن قدمت تنازلات لموسكو لعقد مثل هذا المؤتمر وتغاضت عن مطلب تنحي الأسد، وهو المطلب الرئيس للثورة السورية.
تفاؤل وتشاؤم
الخبير في الأزمات الدولية في معهد بروكينغز إبراهيم شرقية عد طرح المؤتمر تقدما ملحوظا للموقف الروسي، ولكن ليس تراجعا في الموقف الأميركي، “لأن الأخير لم يكن متقدما من الأزمة السورية في يوم من الأيام”، مشددا على أن حل الأزمة السورية في موسكو.
ورغم الحديث عن أن التقدم في الميدان سيحدد هوية الرابح في السياسة، يرى أن هناك فرصة كبيرة لعقد هذا المؤتمر. ورغم تحفظ المعارضة تجد نفسها مضطرة للبحث عن بديلين لا ثالث لهما إن كانت سترفض هذا المؤتمر، الأول إحراز تقدم عسكري وتغيير موازين القوى على الأرض، وهذا صعب جدا على الجانبين، وهذا “الجمود الميداني” أوقعهما في مأزق وأفق مسدود لا سبيل للخروج منه إلا بحل سياسي.
أما البديل الآخر فيتمثل بدعم ملحوظ والتزام دولي بتسليح المعارضة، وهذا غير موجود حتى الآن، مما يعني أن على المعارضة القبول بالمؤتمر الدولي.
وخلص إلى أن هذا المؤتمر هو “طوق نجاة” لجميع اللاعبين على الساحة السورية وللنظام أيضا، ولكنه صدمة للمعارضة التي كانت تأمل في أن تحرز تقدما عسكريا وسياسيا لإسقاط الأسد ونظامه، وشبّه هذا المؤتمر بأنه خطوة على طريق حلّ شاملٍ كما حصل في اتفاقية دايتون للسلام في البوسنة والهرسك، الذي أنهى صراعا مسلحا بمفاوضات وحوار شارك فيه المتحاربون.
تفاؤل شرقية بعقد المؤتمر قابله تشاؤم من المحللة السياسية الروسية إيلينا سوبونينا التي اعتبرت أن فكرة المؤتمر عامة وتنفيذها سيكون صعبا جدا في ظل الظروف الحالية.
وأشارت إلى أن الأمر الجيد هو “هذا التقارب الروسي الأميركي” الذي دونه عقبات كثيرة بينها معايير هذا المؤتمر وهوية المشاركين الدوليين الإقليميين فيه، وخصوصا في موضوع إصرار روسي ورفض أميركي لإشراك طهران في المؤتمر الذي قد يعيد الأمور إلى المربع الأول.
واعتبرت أن هدف المؤتمر وقف سفك الدماء لا فرض منتصر “في هذه الحرب”.
فرنسا تدعو إلى اعتبار جبهة النصرة السورية منظمة إرهابية
“الحر” يستهدف إدارة تسليح قوات النظام بقلب دمشق واشتباكات في معضمية الشام
دبي – قناة العربية –
دعا وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الخميس 9 مايو/أيار، الى “زيادة الدعم” للمعارضة السورية المعتدلة واعتبار جبهة النصرة الإسلامية الجهادية “منظمة إرهابية بالمعنى (الذي حددته) الأمم المتحدة”.
وقال فابيوس في حديث تنشره صحيفة “لوموند” الفرنسية، الجمعة، “سنزيد دعمنا للمعارضة المعتدلة، الائتلاف الوطني السوري الذي يجب أن يتوسع ويتوحد ويضمن بوضوح لكل طائفة احترام حقوقها في حال تغيير النظام. ولكي لا يكون هناك أي لبس نقترح تصنيف جبهة النصرة المعارضة لنظام بشار الأسد، ولكنها متفرعة عن القاعدة كمنظمة ارهابية”.
وإلى ذلك، أفاد المركز الإعلامي السوري أن أهالي قرية الرفيد في الجولان، المحاذية للحدود مع إسرائيل نزحوا إلى منطقة السياج الفاصل بين إسرائيل وسوريا، وذلك خوفاً من ارتكاب النظام مجزرة في القرية بعد وصول تعزيزات عسكرية ضخمة.
هذا.. ويواصل الجيش الحر الضغط على قوات النظام السوري في العاصمة دمشق، حيث قام باستهداف إدارة التسليح في باب شرقي وعدة مقرات أمنية لقوات النظام بقذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع, حسب ما أفادت به شبكة شام الإخبارية, فيما تستمر قوات النظام بدك المدن بالمدفعية الثقيلة والطيران.
وفي ريف دمشق دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في معضمية الشام، حيث تصدى مقاتلو الجيش الحر لمحاولة اقتحام من الجهة الشمالية, واستخدمت قوات النظام الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة في قصف المنطقة.
وقال المركز الإعلامي السوري إن الجيش الحر سيطر على حاجز “الفاخوخ” على طريق حلبون في القلمون بريف دمشق، كما سيطر على حاجز الفاخور بوادي بردى بعد اشتباكات استمرت أياماً.
وفي المليحة بريف دمشق قام الجيش الحر بقصف قوات النظام بقذائف الهاون. كما قصف الرحبة 411 التابعة لإدارة المركبات في حرستا التي أصابها دمار كبير جراء القصف العنيف من جانب قوات النظام.
وشوهد سلاح البراميل المتفجرة، الذي يستخدمه النظام عادة، في كفر زيتا في حماة، حيث ألقت مروحيات براميل متفجرة فوق أحياء سكنية.
بريطانيا تبدأ تسليح المعارضة السورية الشهر المقبل
سفور لـ”العربية نت”: لا اتصالات حتى الآن لإرسال السلاح من خلال الائتلاف
لندن – محمد عايش –
كشفت وثيقة بريطانية مسرّبة أن لدى حكومة ديفيد كاميرون خطةً لتسليح المعارضة السورية اعتباراً من بدايات الشهر المقبل، حيث تتضمن الخطة إعفاءً كاملاً للائتلاف الوطني السوري المعارض من الحظر الأوروبي على التسليح، إلا أن ممثل الائتلاف في لندن نفى في تصريحات خاصة لـ”العربية نت” علمه بهذه الوثيقة أو بتفاصيلها، كما نفى أن تكون لندن قد أجرت أي اتصالات مع الائتلاف لتسليح المقاتلين على الأرض من خلاله.
وبحسب الوثيقة التي نشرت تفاصيلها جريدة “ديلي تلغراف” البريطانية فإن ثمة خيارين بموجبهما سيتاح لبريطانيا وفرنسا البدء بتسليح مقاتلي المعارضة السورية اعتباراً من بدايات شهر حزيران/يونيو.
وقالت الوثيقة السرية المسرّبة إن “الموقف في سوريا يتدهور بصورة حادة.. ومع استخدام الأسلحة الكيماوية وتنامي التطرف فإن الصراع في سوريا دخل في مرحلة أكثر خطورة”.
وتابعت: “علينا أن نضع في اعتبارنا كل الخيارات بما في ذلك القدرة على إعطاء المزيد من المساعدة للمعارضة السورية المعتدلة، هذا من شأنه أيضاً أن يحمي المدنيين وأن يحافظ على حياتهم، كما يجب أن نكون متأكدين من أن لدينا القدرة على الرد بمرونة في حال اتسع الصراع، وشمل التوسع هجمات كيماوية”.
دعم بريطانيا للمعارضة السورية
وتقول “ديلي تلغراف” إن المقترح البريطاني سيتم نقاشه من قبل وزراء الخارجية الأوروبيين في اجتماعهم ببروكسل يوم 27 من شهر أيار/مايو الحالي.
ويؤكد دبلوماسيون بريطانيون أنه بينما تدعم المملكة المتحدة بقوة رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية فإن لندن لم تتخذ حتى هذه اللحظة قراراً بتسليح المقاتلين السوريين.
وقال ممثل الائتلاف الوطني السوري في بريطانيا وليد سفور لـ”العربية نت” إنه “لم يطلع على الوثيقة السرية التي يدور الحديث عنها، ولم يعلم بتفاصيلها، لكن الموقف البريطاني – بحسب سفور – هو الأكثر تأييداً في الاتحاد الأوروبي لرفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية”.
وأكد سفور أن الحكومة البريطانية أبلغت الائتلاف بأنها حاولت رفع الحظر عن تسليح المعارضة إلا أنها لم تتمكن في الاجتماع السابق لقادة الاتحاد الأوروبي، لكنها ستواصل جهودها في هذا الإطار خلال الاجتماعات المقبلة للاتحاد، بما في ذلك اجتماع وزراء الخارجية المقرر أن ينعقد أواخر الشهر الحالي.
وبحسب سفور فإن الحديث عن تخصيص الائتلاف الوطني بالتسليح دون غيره، كما جاء في الوثيقة التي نشرتها “ديلي تلغراف”، أو أن يتم تسليح المقاتلين من خلاله، ليس وارداً ولم يتم الحديث بشأنه بين الائتلاف والحكومة البريطانية.
ولا يستبعد سفور أن تتخذ بريطانيا قراراً بمفردها يقضي بتسليح المعارضة السورية في حال أصرّ الاتحاد الأوروبي على موقفه الرافض لرفع الحظر عن تسليح المقاتلين.
يُشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أكد في أكثر من مناسبة أن نظام بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية بالفعل ضد المدنيين، وهو الأمر الذي رفع من وتيرة القلق في أوساط المجتمع الدولي.
سوريا ترحب بالتقارب الأمريكي الروسي لحل الأزمة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قالت وزارة الخارجية السورية في بيان لها الخميس إن دمشق ترحب بالتقارب الأمريكي الروسي الذي برز خلال محادثات وزيري الخارجية الأمريكي والروسي في موسكو، انطلاقا من “قناعتها بثبات الموقف الروسي” وخاصة “عدم التدخل بالشؤون الداخلية” وفق تعبيرها.
وأضافت الخارجية السورية إن الموقف الروسي “يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي ولاسيما مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية ومبدأ عدم التهديد بالقوة أو استعمالها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة،” في إشارة إلى رفض دمشق للشروط المسبقة حول المستقبل السياسي للرئيس بشار الأسد.
وأضاف بيان الوزارة أن سوريا “تؤكد أن مصداقية الموقف الأميركي في تبني الحل السياسي للأزمة في سوريا يكمن في سعيها الجاد لدى حلفائها لوقف العنف والإرهاب وتجفيف مصادره تمهيدا لانطلاق الحوار السياسي” مشيرا في الوقت نفسه إلى أن سوريا “خطت خطوات باتجاه تنفيذ البرنامج السياسي” الذي طرحه الأسد من أجل الإعداد لعقد “مؤتمر الحوار الوطني الشامل في دمشق.”
وكان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، ومعه نظيره الأمريكي، جون كيري، قد أعلنا عن اتفاق لعقد مؤتمر دولي حول سوريا “في أسرع وقت ممكن” قبل نهاية مايو/ أيار الجاري، في الوقت الذي حثا فيه كلاً من الحكومة السورية وجماعات المعارضة على “إيجاد حل سلمي” للأزمة الطاحنة في الدولة العربية.
وتجاوب المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، مع البيان الأمريكي – الروسي، قائلا إن توافق موسكو وواشنطن على التوصل إلى حل للأزمة السورية “خطوة أولى مهمة جداً.”
بريطانيا:”الكيماوي” يبرر تسليح معارضة سوريا
أشرف سعد- لندن – سكاي نيوز عربية
بدأت بريطانيا مسعى جديدا لرفع حظر الأسلحة الأوروبي عن المقاتلين السوريين قائلة إن ذلك سيدعم المعارضة المعتدلة، ويضمن للاتحاد الأوروبي إمكانية التعامل بمرونة مع أي هجوم بالأسلحة الكيماوية.
وقالت بريطانيا، الخميس، إنها تعتقد أن من “المرجح بشدة” أن تكون الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية، لكنها ذكرت أنه “ليس لديها أدلة حتى الآن” على أن مقاتلي المعارضة استخدموا هذا النوع من الأسلحة.
ومازال الاتحاد الأوروبي منقسما بشدة حيال تخفيف حظر الأسلحة لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية، ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات حتى وقت قريب من الأول من شهر يونيو، وهو موعد انقضاء أجل عقوبات الاتحاد الأوروبي الحالية على سوريا.
وسيجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد لبحث الموضوع في 27 مايو.
وتقاوم العديد من دول الاتحاد الجهود الفرنسية والبريطانية لرفع الحظر خشية أن يؤدي هذا إلى تصعيد الصراع السوري المستمر منذ عامين.
وثيقة بريطانية
وفي وثيقة وزعت على دول الاتحاد لمناقشة بنودها، وضعت بريطانيا خيارين لتعديل العقوبات الحالية بحيث تسمح بتزويد الائتلاف الوطني السوري المعارض بالأسلحة.
ويقضي الخيار الأول وفقا للوثيقة التي جاءت في 4 صفحات بإعفاء الائتلاف تماما من حظر الأسلحة الأوروبي، بينما يقضي الخيار الثاني بإزالة مصطلح “غير الفتاكة” من نص العقوبات، وهو ما يمهد الطريق أمام إرسال أسلحة.
ويأتي تجدد النقاش في الاتحاد الأوروبي بعد أيام من تصريح لوزير الدفاع الأميركي تشاك هغل قال فيه إن الولايات المتحدة تعيد النظر في معارضتها لتسليح مقاتلي المعارضة.
وقال دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد الذي يضم 27 دولة يبحث عن سبل أخرى لإعطاء دفعة اقتصادية للمعارضة السورية بعد أن وافقت الحكومات الأوروبية الشهر الماضي على السماح بشراء النفط من المعارضة.
وإحدى الأفكار التي تجري مناقشتها هي تعديل العقوبات المفروضة على المصارف لتخفيف القيود على المعاملات المالية مع المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وقالت الوثيقة إن الوضع في سوريا “يتدهور بشكل حاد” وإن الاتحاد الأوروبي في حاجة إلى زيادة الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد لدفعه للتفاوض.
وأضافت أن تخفيف حظر الأسلحة الأوروبي سيقوي المعارضة المعتدلة. وقالت “نحتاج إلى منع اعتماد المعارضة السورية المعتدلة على جماعات مسلحة يدعمها إسلاميون.”
وقال واضعو الوثيقة “سيضمن ذلك لنا قطعا أن نتعامل بمرونة مع أي تصعيد كبير للصراع مثل هجمات بالأسلحة الكيماوية.”
وقصد من الوثيقة البريطانية أن تكون أساسا للنقاش في مجموعة عمل في الاتحاد الأوروبي بدأت بالفعل مباحثات بشأن ما إذا كان الاتحاد سيدخل تعديلات على العقوبات وكيف سيفعل ذلك.
ويستبعد معظم الدبلوماسيين حدوث اتفاق قبل اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد أواخر مايو رغم أن زعماء الاتحاد الأوروبي قد يناقشون القضية أيضا في اجتماعهم يوم 22 مايو.
دول تتحفظ
ويقول دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إنه بالرغم من الأفكار الجديدة التي اقترحتها بريطانيا، إلا أن عددا من الدول الأعضاء من بينها النمسا وإسبانيا والسويد لديها تحفظات قوية على رفع حظر الأسلحة على مقاتلي المعارضة.
وتقول النمسا، وهي من أشد المعترضين إن رفع الحظر سيجبرها على سحب قواتها من قوة حفظ السلام المنتشرة على مرتفعات الجولان لأن هذه الخطوة ستثير الشكوك في حياد الاتحاد الأوروبي.
وقال الدبلوماسيون إن برلين تعد منفتحة للتوصل إلى حل وسط رغم تحذيرها من أن الأسلحة قد تصل الى أيدي المتشددين.
وتتعاون ألمانيا مع بريطانيا في كيفية تغيير العقوبات المالية ومساعدة المعارضة المسلحة والضغط على الأسد.
وحذرت روسيا، وهي مصدر رئيسي لتزويد الحكومة السورية بالأسلحة، الاتحاد الأوروبي من رفع حظر الأسلحة على مقاتلي المعارضة.
وسعت بريطانيا للتعامل مع المخاوف بشأن انتقال الأسلحة قائلة إنه لن يتم تقديم أي أسلحة إلا للائتلاف الوطني السوري الذي رفض الشهر الماضي كل صور “الإرهاب” وتعهد بعدم وقوع الأسلحة في “الأيدي الخطأ”.
وأضافت أنه ستكون هناك لفرض رقابة صارمة بشأن كيفية استخدام أي معدات إذا أدخل الاتحاد الأوروبي تعديلات على الحظر.
لقاء أوباما وكاميرون
من جهة أخرى أفاد مراسلنا أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيتوجه الجمعة إلى سوتشي في روسيا لبحث الملف السوري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.
كما سيلتقي كاميرون، الاثنين، الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، حيث سيتصدر الملف السوري أيضا المباحثات بين الرجلين.
الناطق باسم الجيش السوري الحر: أي اتفاق لا يضمن رحيل النظام لن يُكتب له النجاح
روما (9 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد الناطق باسم الجيش السوري الحر أن أي اتفاق لا يضمن رحيل النظام السوري لن يُكتب له النجاح، وشدد على أن العقبة الأهم أمام نجاح المبادرة الأمريكية ـ الروسية هو النظام السوري
وحول مبادرة كيري ـ لافروف التي تقضي بعقد مؤتمر نهاية الشهر الجاري، قال المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر، لؤي المقداد لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن أي مبادرة لا تعتمد على تحقيق الحد الأدنى الذي ضحى من أجله عشرات آلاف السوريين بأرواحهم وهو رحيل هذا النظام لن يُكتب لها النجاح، وبنفس الوقت يمكن أن تنجح إذا استطاعت الجهود الدبلوماسية إزاحة هذا النظام لكن بالسرعة القصوى حفاظاً على ما يمكن الحفاظ عليه من أرواح الناس ومن النسيج الاجتماعي في سورية”
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف قد أعلنا الثلاثاء من موسكو عن خطة خاصة بمؤتمر للسلام حول سورية، ربما في نهاية الشهر الجاري، على أن يشارك به ممثلون عن النظام والمعارضة لإقناعهما بتطبيق كامل لإعلان جنيف بشان تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة
وحول الصعوبات التي يمكن أن تواجه مشروع الحل المتفق عليه في موسكو بين الولايات المتحدة وروسيا، قال المقداد “ببساطة نظام بشار الأسد… فهذا النظام أوغل في الدم والقتل للمرحلة التي توضح أنه لا يفكر بأي حل إلا إحراق سورية للنهاية، والروس ساعدوه وأعطوه الغطاء اللازم ليقوم بكل ما قام به” حسب تعبيره
واستبعد الناطق باسم الجيش الحر أن يوافق النظام السوري على التخلي عن قيادة الجيش وأجهزة الأمن خلال المرحلة الانتقالية، وقال “إن طبيعة هذا النظام تجعل من المستحيل عليه أن يتخلى عن أي موقع من المواقع الأمنية والعسكرية لمعرفته بحقيقة مشاعر الشعب تجاهه، ولأنه وعصابته تورط في الدم لمرحلة أنهم أصبحوا شركاء كاملين في الحاضر والمصير”، على حد وصفه
وقال “شخصياً، لا أعتقد أن الروس جادين بإيجاد حل في سورية يلبي متطلبات الشعب السوري بمستقبل دون بشار الأسد”
وحول مصير الجيش السوري الحر في المرحلة الانتقالية، قال المقداد “سيتحوّل الجيش السوري الحر إلى مؤسسة وطنية بإشراف أول وزارة دفاع في مرحلة ما بعد بشار الأسد، وسيجري جمع السلاح وتنظيم الصفوف، وسيعود من يرغب من الثوار لممارسة حياته السابقة قبل الثورة، فالطالب لجامعته والمزارع لحقله والمقاتل والضابط سيلتحق بصفوف الجيش الوطني الجديد، هذا هو الشعب السوري المسالم الذي ما انتفض على هذا النظام إلا ليعيش بحرية وديمقراطية
هيئة التنسيق السورية: التفاهم الروسي الأمريكي يتطلب قرارا امميا ملزما
روما (9 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اعتبر الناطق باسم هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة أن التفاهم الروسي الامريكي الاخير خلال زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري لموسكو “هو الأكثر جدّية”، وكشف عن أن المسؤولين الروس أخبروا الهيئة أن النظام قد شكل وفده للمفاوضات من خمسة مدنيين وأربعة عسكريين
وقال منذر خدام، الناطق باسم الهيئة ومدير مكتبها الإعلامي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “من الواضح أن ما أعلن عن لقاء وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره الروسي هو الأكثر جدية، وكان الروس قد أعلمونا في زيارتنا السابقة إلى موسكو بأن التفاهم الروسي ـ الأمريكي حول قراءة مشتركة لبيان جنيف قارب على الاكتمال، وطلبوا منا تشكيل وفدنا استعداداً للمفاوضات القادمة، وأخبرونا أن النظام قد شكل وفده للمفاوضات من خمسة مدنيين وأربعة عسكريين”
وقال “إن فرص نجاح عقد المؤتمر الدولي حول سورية الذي كانت قد طالبت به الهيئة منذ مؤتمر الإنقاذ الذي عقد في دمشق العام الماضي تبدو اليوم أكبر، خصوصاً في ظل احتمالات خروج الأزمة عن النطاق السوري وتحولها إلى حرب إقليمية، إضافة إلى تنامي القوى الجهادية ذات الطابع الإرهابي في سورية، وهذا يقلق كثيراً أمريكا” وفق تقديره
وحول العقبات التي يمكن أن تواجه المبادرة الأمريكية ـ الروسية قال خدام “لا شك بأن ثمة عقبات كثيرة سوف تعترض نجاح هذا المؤتمر، منها ما يتعلق بالنظام مثل قبوله بأن تتمتع الحكومة الانتقالية بصلاحيات كاملة، وقبوله أيضاً بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية، إضافة إلى محاولاته لإفراغ المحادثات من أي مضمون جدي خلال الفترة القادمة عله يُحسّن من مواقعه على الأرض”
وأضاف “أما من جهة المعارضة فهناك عقبات كثيرة أيضاً، أهمها أنها لا تتكلم بصوت واحد، وهي غير موحدة، وبعضها فاقد للإرادة السياسية المستقلة، ومنها من سوف يصر على تنحي الرئيس كشرط مسبق، بل ومحاسبته وطاقمه على الجرائم التي ارتُكبت في سورية، وحل الأجهزة الأمنية، إضافة إلى الخلافات المحتملة على المشاركة في الحكومة الانتقالية وحصة كل منها من الحقائب الوزارية” حسب تقديره
وعن مدى جدّية روسيا في تبنيها مضمون هذا المؤتمر، قال “فيما يخص الموقف الروسي، فهو حقيقة كان جاداً منذ البداية وكان أميناً لاتفاق جنيف، وهو لم يتغير منذ البداية، على عكس مواقف الآخرين التي كانت تتغير”، على حد وصفه
ونوه خدام بأنه “لا يمكن بالطبع لأي اتفاق أن يتحقق بدون أن يسبقه قرار مُلزم من مجلس الأمن يتعلق بوقف العنف في سورية ومن جميع الأطراف، وتحت رقابة دولية، ربما قوات فصل مسلحة كافية، إضافة إلى الإفراج عن المعتقلين وتأمين الإغاثة لمحتاجيها، والسماح بحرية الإعلام، وإصدار عفو عن جميع المطلوبين للسلطة السورية، وفصل حزب البعث عن جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها” حسب رأيه
وحول حديث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن ضرورة توحّد المعارضة لتمثيلها في الحكومة الانتقالية قال خدام “نحن في الهيئة دعونا مراراً إلى توحيد المعارضة، وأبلغنا الروس عندما طلبوا منا تشكيل وفدنا للمفاوضات، بأننا نفضل وفداً مشتركاً للمعارضة ككل، وخيارات الهيئة واضحة وقد قدمت رؤية للحل السياسي التفاوضي متماسكة ومتينة وسوف ندافع عنها في أية عملية تفاوضية، وأخيراً نأمل أن تنتصر العقلانية السياسية وأن تكون الأزمة في سورية قد وضعت على طريق الحل الذي لن يكون بدون الانتقال إلى نظام ديمقراطي حقيقي” وفق تأكيده
الفاينانشل تايمز: الحرب السورية تصبح إقليمية
المساعي الدبلوماسية فشلت في التوصل إلى حل
قابلت صحيفة التايمز في مخيم اللاجئين السوريين، محمد شلح وهو يلتقي ابنته الرضيعة لأول مرة بعدما قضى عاما في سجن عسكري سوري.
يروي شلح في حديثه مع التايمز تعرضه للتعذيب في السجن العسكري وفي المستشفى، قبل أن يدفع أهله رشوة لإطلاق سراحه.
معاناة محمد شلح بدأت عندما احتجزته مليشيات علوية رفقة 70 أخرين، لأنهم من السنة. وقال إنه تعرض للضرب على الرأس، وترك في السجن دون علاج مدة أسبوع ثم نقل إلى مستشفى عسكري، حيث تعرض للضرب والتعذيب على يد مستخدمي المستشفى.
وبعد الإفراج عنه التحق شلح بعائلته التي كانت عبرت الحدود إلى تركيا، وهي في مخيم اللاجئين.
وقد عاد شلح إلى قريته في سوريا فوجد بيته دمره القصف، ووجد جثثا لم يتعرف عليها فدفنها مع ابن عمه وعادا أدراجهما إلى مخيم اللاجئين في تركيا.
جبهة النصرة تتعزز
أما صحيفة الغارديان فنشرت تقريرا تقول فيه إن جبهة النصرة، التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، تبسط سيطرتها على المعارضة المسلحة في سوريا.
وتحدثت الغارديان في تقريرها إلى قادة ميدانيين في الجيش السوري الحر أكدوا أنهم يرون بأعينهم مقاتليهم يلتحقون بصفوف جبهة النصرة، التي باتت تسيطر على مناطق واسعة من سوريا.
ويلخص القادة العسكريون الذين تحدثت إليهم الصحيفة أسباب انتقال المقاتلين من المعارضة المسلحة إلى جبهة النصرة في أن التنظيم يملك أسلحة متطورة، ويتميز بتنظيم عسكري متميز وانضباط مشهود.
في حين لا يملك الجيش السوري الحر إلا القليل من الأسلحة البسيطة، ويعاني نقصا في الذخيرة.
كما أن العقيدة هي أيضا عامل في جلب المقاتلين، حيث إن جبهة النصرة تعطي صبغة دينية بحتة لعملها العسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وترى الغارديان أن صعود جبهة النصرة، التي تصنفها واشنطن ضمن التنظيمات “الإرهابية”، جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتردد في تسليح المعارضة السورية.
فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن موافقة الحكومة السورية على التفاوض مع المعارضة يجعل تسليحها غير ضروري.
وهو ما يجعل الحكومتين البريطانية والفرنسية في حرج لأنهما حريصتان على تسليح المعارضة المعتدلة، التي يقصد بها الجيش السوري الحر.
الحرب السورية تصبح إقليمية
صحيفة الفاينانشل تايمز خصصت مقالها للأزمة السورية أيضا. وتحدثت فيه عن المساعي الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لوقف القتال.
وتعتقد الصحيفة أن هذه المساعي لم تعد ذات فائدة، حيث أن سوريا وقعت في دوامة من العنف يستعصي توقيفها.
وتقول إن التقارير تفيد بأن قوات بشار الأسد تستخدم الأسلحة الكيميائية والتطهير العرقي الطائفي في مواجهتها للمعارضة المسلحة التي بدأت انتفاضة شعبية.
فالحرب السورية تتجه لتكون إقليمية، حسب رأي الصحيفة.
ولعل اعتراف زعيم حزب الله، حسن نصر الله، الأسبوع الماضي بأن مقاتليه يدافعون عن نظام بشار الأسد دليل إضافي على هذا التوجه.
وتضيف الصحيفة أن ما يجعل بشار الأسد يمعن في القتل هو معرفته بأن طروحاته بمحاربة الجهاديين والوهابيين والصهاينة لم تعد تقنع أحدا، وأنه أمام قضية وجود.
BBC © 2013
جامعة الدول العربية ترحب بالجهود الامريكية الروسية لحل الازمة السورية
القاهرة (رويترز) – رحب الامين العام لجامعة الدول العربية يوم الخميس بالجهود الجديدة التي تبذلها روسيا والولايات المتحدة للتفاوض لانهاء الحرب الاهلية في سوريا ودعا الحكومة السورية والمعارضة الى الاشتراك في هذه الجهود.
وقال نبيل العربي الأمين العام في بيان اصدرته الجامعة العربية يوم الخميس “أن هذا التفاهم الروسي – الأمريكي بالعمل معا وبصورة مباشرة يشكل تطورا هاما وايجابيا لدفع الجهود الاقليمية والدولية لرعاية تنفيذ ما جاء فى البيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل الدولية فى جنيف فى 30 يونيو الماضى والذى حدد الاطار والأسس للحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية.”
ووافقت موسكو وواشنطن هذا الاسبوع على بذل الجهود لدفع حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ومعارضيه الى طاولة التفاوض لكن لم يتضح بعد ما اذا كان الطرفان سيقبلان بذلك.
وأعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري في موسكو يوم الثلاثاء ان روسيا وافقت على ان تعمل على انعقاد مؤتمر خلال الاسابيع القليلة القادمة بهدف انهاء الصراع الذي دخل الان عامه الثالث.
وحث العربي حكومة الاسد والائتلاف السوري المعارض وكل الاطراف السورية على انتهاز الفرصة للاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية.
وأضاف الأمين العام “ان جامعة الدول العربية التى شاركت فى صياغة بيان جنيف لطالما عبرت عن دعمها لخطوات الحل السياسى التى أقرها هذا البيان ودعت الى تفعيله لوقف نزيف الدماء والبدء بمرحلة انتقالية عبر الاتفاق على تشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة وهو ما أكدت عليه تكرارا قرارات مجلس جامعة الدول العربية وآخرها قرار قمة الدوحة الذى أكد على أولوية الحل السياسى للأزمة السورية وعبر عن دعمه للجهود الرامية لانجاز هذا الحل.”
ورفضت معظم شخصيات المعارضة الحوار ما لم يتم استبعاد الاسد ودائرته المصغرة من هذه الحكومة.
ورحب الائتلاف السوري المعارض الذي يدعمه الغرب يوم الاربعاء بالتحرك الروسي الامريكي لكنه قال ان الامال المعلقة على قيام دولة ديمقراطية تقتضي تنحي الاسد عن السلطة.
وقال في بيان ان نظام الاسد رفض كل المبادرات التي طرحت لانهاء الازمة واستمر في وضع العراقيل أمام اي اتفاق او لجنة او فريق عربي او دولي طوال العامين الماضيين.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)