أحداث الخميس، 11 نيسان 2013
لندن وباريس تسعيان إلى «اختراق» في تسليح المعارضة
لندن، بيروت، نيويورك – «الحياة»، رويترز – أ ف ب
تسعى بريطانيا وفرنسا إلى تحقيق اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني في لندن اليوم «اختراقاً» في دعم المعارضة السورية التي طالب ممثلوها خلال لقائهم بعض الوزراء أمس بتمكين الشعب السوري من «وسائل الدفاع عن نفسه»، في حين دعت الولايات المتحدة إلى صدور «إعلان قوي» في شأن سورية.
وفي حين قالت مصادر إن لندن وباريس تسعيان إلى دعم عسكري للمعارضة وإلى إحداث «اختراق» في هذا المجال بما يؤدي إلى «تغيير ميزان القوة على الأرض»، قال مسؤول اميركي إن واشنطن «تفكر بما يمكن القيام به لإنهاء الوضع المأسوي» في سورية، مشيراً إلى ضرورة التوصل إلى «تشكيل حكومة انتقالية تعكس تطلعات الشعب».
وتداول وزراء خارجية الدول الثماني خلال عشاء عمل أمس في الملف السوري، وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن اجتماع اليوم في لندن يفترض أن يختتم بـ «إعلان قوي» حول سورية، علماً أن موسكو تتحفظ عن دعم المعارضة، فيما تبدي برلين حذراً إزاء تسليح أوروبا للمعارضة.
وتأكد أمس انعقاد «مؤتمر أصدقاء سورية» في إسطنبول في 20 الشهر الجاري. ويسبق هذا الاجتماع القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما وفلاديمير بوتين على هامش قمة الثماني في إرلندا في حزيران (يونيو) المقبل.
وكان وفد «الائتلاف» الذي ضم الأمين العام مصطفى الصباغ ونائبة الرئيس سهير الأتاسي ورئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا، أجرى أمس محادثات مع عدد من وزراء خارجية مجموعة الثماني، بينهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وقال مسؤول أميركي: «لا يمر يوم من دون أن تفكر فيه الولايات المتحدة في ما يمكن القيام به لإنهاء الوضع المأسوي» في سورية. وأضاف أن الولايات المتحدة تريد «التوصل إلى تشكيل حكومة انتقالية تعكس التطلعات الشرعية للشعب» السوري.
وكان كيري رد أول من أمس على سؤال حول احتمال تقديم مساعدات عسكرية أميركية إلى المعارضة بالقول إن «البيت الأبيض هو من يدلي بمثل هذه التصريحات»، مؤكداً تفضيله المسار الديبلوماسي في سورية، في حين أعلن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ أنه بحث الثلثاء مسألة تسليح المعارضة مع ممثلين لها.
في غضون ذلك، واصل النظام غاراته الجوية وقصفه على أطراف دمشق وبعض قرى الغوطة الشرقية مع حصول «اشتباكات عنيفة» بين مقاتلي المعارضة والجيش النظامي الذي أرسل تعزيزات بهدف «فك الحصار»عن موقعين له في شمال غربي سورية، وحاول اقتحام مدينة الصنمين على الطريق بين العاصمة ودرعا في جنوب البلاد، ما أسفر عن سقوط أكثر من 12 قتيلاً بين المدنيين، إضافة إلى 35 قتيلاً من الطرفين لدى دفع «الجيش الحر» قواته للسيطرة على نقطة استراتيجية في مدينة حلب في الشمال تمهيداً لتحرير معتقلي أكبر سجن فيها.
وتعرضت مناطق في حي الحجر الأسود لقصف من قبل القوات النظامية، في وقت سقطت قذائف عدة على دوما. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة دارت أمس في مدينة حرستا من جهة مساكن الشرطة وسط قصف على المدينة وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية». ووردت أنباء عن إصابة طائرة مروحية في مدينة يبرود في ريف دمشق.
وقال المرصد إن 35 شخصاً على الأقل اليوم قتلوا في اقتحام مقاتلي المعارضة مستشفى الكندي الذي يقع على هضبة إستراتيجية في حلب في شمال البلاد، وتتمركز فيه القوات النظامية وذلك بعد اشتباكات دائرة منذ يومين، ذلك أن المعارضة تسعى إلى السيطرة على المنطقة وتحرير السجناء في سجن حلب المركزي» القريب منه، علماً أن قوات النظام استعادت السيطرة عليه من «الجيش الحر» نهاية العام الماضي.
كذلك استهدف مقاتلو المعارضة حاجز الغربال العسكري في ريف حماة الجنوبي بسيارة مفخخة، ما أدى إلى خسائر في صفوف القوات النظامية. وقالت مصادر كردية إن قوات النظام حاولت أمس اقتحام حي الشيخ مقصود الشرقي من جهة جامع الحسن وطلعة العوارض، فتصدى لها مقاتلون أكراد ومن «الجيش الحر». وتعرضت الأشرفية ذات الغالبية الكردية إلى قصف براجمات الصواريخ. وأوضحت المصادر الكردية أن مواجهات حصلت بين الجيش النظامي ومقاتلي «الحر» والأكراد.
إلى ذلك، قال مسؤول تركي إن بلاده ستنشئ مخيمين جديدين على حدودها الجنوبية الشرقية مع سورية لاستضافة العدد المتزايد من اللاجئين من جماعات الأقليات السورية خصوصاً من المسيحيين والأكراد، في حين افتتح الأردن أمس مخيماً جديداً أيضاً في منطقة مريجب الفهود على بعد نحو 85 كلم شمال شرقي العاصمة الأردنية عمان للغرض نفسه.
على صعيد آخر، يصل الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي الى نيويورك الأسبوع المقبل استعداداً لتقديم إحاطة الى مجلس الأمن في 18 الشهر الحالي، ومن المنتظر أن يجري لقاءات مع سفراء في مجلس الأمن قبل اجتماع المجلس، حسب ديبلوماسيين قالوا إيضاً إن الإبراهيمي كان المبادر الى طلب عقد الجلسة «رغم أنه أكد قبل أسابيع إنه لن يأتي الى نيويورك إلا إن كان لديه جديد ليقوله».
ويبحث سفراء الدول العربية في الأمم المتحدة اليوم «التعديلات الأخيرة» على مشروع القرار الذي أعدته قطر في الجمعية العامة بالتشاور مع دول عربية وغربية والذي «يدعم قرارات جامعة الدول العربية» الخاصة بسورية، في إشارة الى قمة الدوحة التي اعترفت بالمعارضة السورية ممثلاً للشعب السوري.
وقال ديبلوماسي غربي رفيع إن «مشروع القرار يمكن أن يؤدي الى فتح معركة تمثيل سورية في الأمم المتحدة باعتباره يرحب بقرارت جامعة الدول العربية». وبحثت مجموعة الدول التي تعرف باسم «الدول ذات التفكير المتشابه»، وبينها قطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتركيا، مشروع القرار في لقاءات عدة شارك فيها مكتب الائتلاف السوري المعارضة في نيويورك الذي يرأسه نجيب الغضبان.
وأشار الى أن الغضبان «يمكن أن يحضر جلسة التصويت على مشروع القرار في الجمعية العامة بصفة ضيف في حال دعي من إحدى الدول الأعضاء» مشيراً الى أن «قرار دعوته يعود الى الدول العربية باعتبارها قائدة التحرك في شأن مشروع القرار». وأضاف أن «الدول العربية تعول على أن يكون القرار بعد صدوره محطة إضافية للضغط على النظام السوري مما قد يؤدي الى فتح معركة تمثيل سورية في الأمم المتحدة».
وأكدت مصادر رفيعة أن «بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا قدمت معلومات الى الأمم المتحدة حول أربع حالات استخدام للسلاح الكيماوي من جانب الحكومة السورية». وأضافت أن الأمانة العامة للأمم المتحدة «توصلت الى اقتناع بأن لديها أدلة كافية لمطالبة السلطات السورية بأن يشمل التحقيق في إمكانية استخدام السلاح الكيماوي حادثة مشتبه بها في حمص، إضافة الى خان العسل في حلب».
وحسب ديبلوماسيين فقد وصلت الاتصالات بين الأمم المتحدة والحكومة السورية الى مأزق فعلي «سيتطلب تدخلاً روسياً مباشراً للتوصل الى تسوية في شأنه».
الائتلاف السوري المعارض: لقاءاتنا في لندن ايجابية
بريطانيا – يو بي أي
أكد ممثل “الائتلاف الوطني المعارض” في لندن، وليد سفور، أن “وفد الائتلاف غادر العاصمة لندن، اليوم الخميس، بعد أن أجرى محادثات وصفها بـ”البنّاءة” على هامش اجتماعات وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى”.
وقال سفور إن “وفد الائتلاف المعارض التقى وزير الخارجية البريطانية، وليام هيغ، في جو إيجابي جداً عكس خلاله الأخير موقف حكومة بلاده المؤيد لمطالب الثورة السورية في أحداث التغيير، وطرح استفسارات كثيرة بشأن ما يتردد في الشارع السوري حيال وحدة المعارضة، وانتشار الفئات المتطرفة، وقدرة الحكومة المؤقتة على بسط سيطرتها على الأوضاع في المناطق المحررة من سورية”.
وأضاف أن “الائتلاف المعارض لديه تصور واضح من الناحية التقنية بشأن تلك الاستفسارات، وفريق تكنوقراط من أصحاب الكفاءات والخبرات طمأن وزير الخارجية البريطاني هيغ بشأن تلك المسائل”.
وأشار إلى أن “وفد الائتلاف السوري المعارض “عقد أيضاً اجتماعاً مع وفد ضم 35 دبلوماسياً عربياً وأجنبياً يعملون في لندن، وأجاب بشكل صريح وواضح على جميع استفسارتهم بشأن الأوضاع في سورية، قوبل بارتياح كبير من قبل هؤلاء الدبلوماسيين”.
وقال سفور إن وفد الائتلاف “التقى أيضاً وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ووزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، وجرى الحوار خلال اللقاءين بشكل صريح وواضح وضع خلالهما وفد الائتلاف جميع التصورات على طاولة النقاش، وعلى رأسها تسليح المعارضة السورية”.
وأضاف أن وفد الائتلاف السوري المعارض “لم يطالب خلال اللقاءات التي عقدها في لندن بالتدخل العسكري، بل بتزويد المعارضة بالأسلحة للدفاع عن شعبنا وتسريع عملية إسقاط النظام، وكان الاتجاه إيجابياً ولمس أن بريطانيا، تحديداً، تعمل على تشجيع الأطراف الأخرى لرفع الحظر المفروض على الأسلحة من قبل الاتحاد الأوروبي”.
وحول عدم مشاركة الرئيس المستقيل للائتلاف السوري المعارض، أحمد معاذ الخطيب، في الوفد، قال سفّور إن “الخطيب كان مدعواً، وكذلك العميد سليم إدريس، رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر، لكنهما لم يتمكنا من المجيء إلى لندن لأسباب تقنية، غير أن العميد إدريس سيزور لندن خلال الفترة القصيرة المقبلة لإجراء محادثات مع القادة العسكريين البريطانيين”
صحيفة سورية: مبايعة “النصرة” لتنظيم القاعدة اثبات ان لا وجود للثورة
دمشق – ا ف ب
رأت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات ان “مبايعة جبهة النصرة في سورية لتنظيم القاعدة تثبت ان لا وجود لاي ثورة سلمية وان سورية تخوض منذ سنتين حرباً ضد الارهاب”.
وكتبت الوطن “انها القاعدة وليست ثورة سلمية قامت بصدور عارية، كفاكم كذباً ودجلاً وخداعاً”.
واضافت “هو مشروع مدعوم ماليا وعسكرياً وسياسياً من قبل مستعربين وغربيين وكل ما يملكونه من امكانيات واعلام”.
وتابعت “بعد اكثر من عامين على الصراع على سورية بدأت الحقائق تتكشف شيئاً فشيئاً وهذه المرة باعترافات مباشرة من تنظيم القاعدة في العراق ومن الداخل السوري، وليس من على منابر الاعلام الوطني الذي اتهم في كل مرة ذكر فيها كلمة ارهاب بأنه كاذب ويروج لروايات النظام”.
وتابعت الوطن “اليوم نسأل من كان يقبل عناصر جبهة النصرة ويدعي انهم جزء لا يتجزأ من ما يسميه الثورة السورية”، متسائلة “هل ثورتكم يرعاها أيمن الظواهري؟ أم يوسف القرضاوي (رجل الدين القطري المعروف)؟ أم الدول التي كانت حتى اندلاع الحرب في سورية تدعي مكافحة الارهاب وتبين انها شريكة معه؟”، في اشارة الى الدول الغربية والخليجية الداعمة للمعارضة السورية.
واكدت الوطن ان سورية “تخوض منذ عامين حرباً حقيقية على ارهابكم وعلى من تقبلون وتدافعون عنه أمام المحافل الدولية وتزودونه بالمال والرجال والعتاد”، مشددة على ان هذه الحرب “لن ينتصر فيها الا الشعب السوري الذي يرفض ارهابكم وتطرفكم واموالكم، ويداً بيد مع جيشه سيقضي على آخر ارهابي دنس أرض سورية الطاهرة”.
مقتل 4 جنود إثر إسقاط مروحية تنقل إمدادات غذائية إلى جيش النظام
بيروت – أ ف ب
قتل 4 من جنود قوات النظام حين أسقط مقاتلون معارضون في إدلب مروحية عسكرية تنقل مواد تموينية إلى معسكري الحامدية ووادي الضيف المحاصرين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد في بيان عن “مقتل 4 عناصر من القوات النظامية بينهم طيار ومساعده كانوا في طائرة مروحية تم إسقاطها شمال مدينة معرة النعمان، بينما كانت تقوم بنقل إمدادات غذائية إلى معسكري وادي الضيف والحامدية المحاصرين من الكتائب المقاتلة منذ أشهر عدة”.
وأوضح المرصد أن “المروحيات تسقط عادة المواد التموينية من الجو بالمظلات او من دون مظلات فوق المعسكرين، وقد تم إطلاق النار على المروحية من مواقع على الأرض لمسلحي المعارضة”.
وبث المرصد على حسابه على موقع “يوتيوب” شريط فيديو يظهر فيه عدد كبير من الاشخاص وقد تجمعوا حول جثث جنود في حقل. ويقول مصور الفيديو “ها هو الطيار الخائن. ها هو الطيار الثاني”.
كما ظهرت في الصور بقايا طائرة مشتعلة، وأرغفة خبز على الأرض في كل مكان، ومظلات ممزقة.
واستولى مقاتلو المعارضة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في تشرين الأول/أكتوبر، ما قطع الطريق على الإمدادات إلى المعسكرين الواقعين قرب المدينة.
المرصد السوري: 57 قتيلاً في هجوم لقوات النظام في درعا
بيروت – أ ف ب
قتل 57 شخصاًَ بين مدنيين ومقاتلين وجنود في عملية اقتحام نفذتها قوات النظام السوري في بلدتين في جنوب البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن “57 شخصاً قتلوا بينهم 6 دون سن ال18 عاماً، و7 نساء، في عملية اقتحام للقوات النظامية إلى بلدتي الصنمين وغباغب في محافظة درعا”.
“هيومن رايتس ووتش”: ضحايا غارات الجيش السوري مدنيون وليسوا مقاتلين
نيويورك – يو بي آي
اتهمت منظمة “هيومن رايتس وتش”، القوات الحكومية السورية بشنّ هجمات جوية متعمدة استهدفت مدنيين.
وذكرت المنظمة الدولية في تقرير أصدرته، أمس الأربعاء، أن “القوات الجوية السورية شنت غارات جوية عدة بشكل عشوائي ومتعمد في بعض الأحيان، ضد المدنيين”.
وأضافت أإن “هذه الغارات تعد انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، ويعد من يرتكبون هذه الانتهاكات بنية إجرامية مسؤولين عن جرائم حرب”.
وأشارت إلى أن “الغارات الجوية التي وثقتها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 152 مدنياً، وطبقاً لشبكة محلية من النشطاء السوريين، قتلت الغارات الجوية منذ تموز/يوليو 2012 أكثر من 4300 مدني في مختلف أنحاء سورية”.
وقال الباحث في شؤون الطوارئ في “هيومن رايتس ووتش” أولى سولفانغ، الذي زار المواقع وقابل العديد من الضحايا والشهود، إنه “في قرية إثر قرية، نجد المدنيين في رعب من قوات بلدهم الجوية، قتلت هذه الغارات الجوية غير القانونية وأصابت العديد من المدنيين، ومهدت طريق الدمار والخوف والتهجير”.
وأكدت المنظمة أنه “من خلال تحقيقات في مواقع الغارات ومقابلات، جمعت معلومات تشير إلى أن القوات الحكومية تعمدت استهداف 4 مخابز كان المدنيون يقفون فيها في طوابير ينتظرون الخبز، وقد شهدت هذه المخابز ال4، 8 غارات، كما أصيبت مخابز أخرى بالقصف المدفعي”.
وأشارت إلى أنه “يظهر بقوة من الغارات الجوية المتكررة على مستشفيين في مناطق زارتها هيومن رايتس ووتش، أن الحكومة قد تعمدت أيضاً استهداف هذه المنشآت”.
وبالإضافة إلى الغارات على المخابز والمستشفيات، خلصت المنظمة في 44 حالة أخرى إلى أن “الغارات الجوية كانت غير قانونية بموجب قوانين الحرب”، وأضافت إن “القوات السورية استخدمت أساليب ووسائل للحرب مثل القنابل غير الموجهة، التي تم إسقاطها من مروحيات تحلق على ارتفاعات عالية، لا يمكنها في ظل الظروف التي استخدمت فيها أن تميّز بين المدنيين والمقاتلين، وبالتالي هي عشوائية”.
ولفتت إلى أنه “لم تقع إصابات أو خسائر في صفوف مقاتلي المعارضة بل الخسائر الضخمة لغالبية هذه الغارات اقتصرت على المدنيين”.
وجددت اتهامها الحكومة السورية بـ”استخدام القنابل العنقودية وأسلحة محرقة يجب على الأقل أن تُحظر في المناطق المأهولة بالسكان”.
كما أشارت المنظمة إلى أن “الجيش السوري الحُر وغيره من الجماعات المسلحة السورية المعارضة لم يتخذوا جميع الاحتياطات المستطاعة، لتفادي نشر القوات والمرافق والمقرات بالقرب من المناطق السكنية الكثيفة، غير أن الطرف المُهاجِم لا يُعفى من الالتزام بأن يأخذ في الاعتبار الخطر اللاحق بالمدنيين جراء الهجوم على مناطق وضع فيها الطرف المُدافع أهدافاً عسكرية داخل مناطق مأهولة بالسكان أو بالقرب منها”.
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أنها “تمكنت من زيارة المواقع التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سورية فقط، لأن الحكومة منعتها من دخول سائر المناطق”.
ولم تعلق الحكومة السورية على التقرير.
“جبهة النصرة” بايعت الظواهري والمعارضة طلبت من كيري سلاحاً
رواية عن أدلّة على استخدام الأسلحة الكيميائية في حمص
نيويورك – علي بردى
العواصم – الوكالات
بايعت “جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة، التي تقاتل النظام السوري، زعيم تنظيم “القاعدة” ايمن الظواهري ونأت بنفسها عن فرع “القاعدة” العراقي الذي كان اعلن الثلثاء تبنيه الجبهة (راجع العرب والعالم). وفيما المتشددون يحتلون واجهة الحدث السوري، كان قادة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” يجتمعون في لندن مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري على هامش اجتماع لوزراء الخارجية للدول الصناعية الثماني الكبرى في العاصمة البريطانية ويطلبون منه امداد الائتلاف بالسلاح، لكن لا يبدو ان هذا الطلب لقي استجابة لدى الوزير الاميركي الذي التقى ايضاً نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي صرّح بأنه تم الاتفاق على العمل من اجل اقناع المعارضة السورية بتأليف وفد لاجراء مفاوضات مع النظام.
واستناداً الى مسؤول اميركي بارز في وزارة الخارجية، طلب قادة المعارضة السورية من كيري ومن وزراء الخارجية لعدد من الدول الغربية امداد المعارضة خصوصاً بالسلاح. واوضح ان الوزير الاميركي ابلغهم ان الولايات المتحدة تنظر في خيارات مختلفة لمساعدة الثوار، لكنه لم يقطع اي وعود من حيث اي نوع من المساعدة المستقبلية، كما طلب من المعارضة تنظيم نفسها اكثر، واعلن انه سيشارك في مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” المقرر عقده في مدينة اسطنبول التركية في 20 نيسان الجاري.
وضم وفد المعارضة السورية الذي التقى كيري رئيس الحكومة الموقتة للائتلاف غسان هيتو ونائبي رئيس الائتلاف سهير الاتاسي وجورج صبرا والامين العام نجيب الغضبان وممثلي الائتلاف لدى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
ثم التقى كيري لافروف وبحث معه في الازمة السورية. وقال المسؤول في وزارة الخارجية الاميركية إن موسكو لم تعط اي مؤشر لتليين موقفها في ما يتعلق بسوريا، وان كيري جدد تفضيل الولايات المتحدة ايجاد حل سياسي يتضمن رحيل الرئيس السوري بشار الاسد، واتفق على مواصلة النقاش مع لافروف ووزراء الخارجية الآخرين لمجموعة الثماني خلال اجتماع مسائي للمجموعة.
وفي وقت سابق صرح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية : “لا نزال نبحث في مروحة واسعة من الخيارات، سنواصل مساعدة المعارضة عبر العمل معها لمناقشة ما تحتاج اليه وما نحن مستعدون لتقديمه”. واضاف: “نحتاج على الدوام الى هذا النوع من التشاور، ولهذا السبب نعود الى اسطنبول”.
وتوقع مسؤول كبير في الادارة الاميركية ان يختتم الاجتماع في لندن بـ”بيان قوي” المضمون، لكنه أقر بأن نص البيان كان موضع “مناقشات حادة” نتيجة الاعتراض الروسي.
وعقد مسؤولون كبار من البيت الابيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع اجتماعاً رفيع المستوى الجمعة تركز على الوضع في سوريا.
والتقى وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ وفد “الائتلاف الوطني السوري” وناقش مع أعضائه الأزمة في سوريا وتعامل المملكة المتحدة معه.
الأسلحة الكيميائية
وفي نيويورك أكد ديبلوماسيون غربيون أن لدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون “أدلة موثوقاً بها” على استخدام الأسلحة الكيميائية في منطقة الطيبة بحمص توجب عليه النظر فيها، الى الادعاءات الأخرى عن استخدام هذه الأسلحة في منطقة خان العسل بحلب.
وكشف ديبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه أن الأمين العام تسلم هذه “الأدلة الموثوق بها” على استخدام الأسلحة الكيميائية في الطيبة، مشيراً الى “وجود أدلة كافية” لاجراء تحقيقات في كل من حمص وحلب. وأضاف أنه إذا لم تسمح السلطات السورية بدخول مهمة تقصي الحقائق في شأن الادعاءات عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، فإن “التحقيق يمكن أن يستمر خارج سوريا”، موضحاً أن “هناك شهوداً في المخيمات وغيرها”، كما أن “هناك أدلة مادية على أن أشخاص تسمموا، وهؤلاء موجودون خارج سوريا”. ورفض الخوض في التفاصيل.
الى ذلك، يجتمع غداً في نيويورك عدد من المندوبين الدائمين العرب والأوروبيين لدى الأمم المتحدة للبحث في الصيغة المقترحة لمشروع قرار عن الوضع في سوريا سعياً الى التصويت عليه قبل نهاية الشهر الجاري، على أن يعقد مجلس الأمن في 18 نيسان الجاري جلستين، الأولى مغلقة يستمع فيها الى احاطة جديدة من الممثل الخاص المشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي، والثانية علنية يشارك فيها عدد من المسؤولين الدوليين المعنيين بالشؤون الإنسانية.
وأفاد ديبلوماسي أن الابرهيمي “هو من طلب تقديم هذه الإحاطة”. وتوقع أحدهم أن يثير الابرهيمي “اشكالية لكونه ممثلاً خاصاً مشتركاً” للأمم المتحدة التي لا تزال تعترف بالنظام في دمشق من جهة، وجامعة الدول العربية التي تعترف بـ”الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة” السورية ممثلاً وحيداً للشعب السوري من جهة أخرى. ولاحظ أن “تفويض الابرهيمي ينبثق من قرار اتخذته الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وتغيير هذا التفويض يحتاج الى قرار جديد”.
الجولاني: استخلصنا من تجربتنا العراقية ما يسرّ المؤمنين في الشام
«النصرة» تبايع الظواهري وتتنصّل من البغدادي
بايعت «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة في سوريا، أمس، زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، لكنها تنصّلت في الوقت ذاته من إعلان تنظيم «دولة العراق الاسلامية»، وهو الفرع العراقي لـ«القاعدة»، دمجهما تحت راية واحدة، من دون نفيها بالكامل.
وفي حين أن البعض قد يعتبر أن تنصّل زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني من الدمج مع «دولة العراق الإسلامية»، محاولة للتخفيف من حدة المخاوف التي تثيرها مثل هذه الخطوة، فإن المبايعة التي أعلنها الجولاني للظواهري من شأنها في المقابل تأكيد النزعة المتطرفة لـ«النصرة» ورؤيتها الخاصة للشريعة وتطبيقها على السوريين.
وأعلن الجولاني، في شريط صوتي بث على مواقع إسلامية على الانترنت، أنه لم يستشر في موضوع الدمج مع «دولة العراق الاسلامية»، وأن مجموعته ستواصل استخدام «جبهة النصرة» كاسم لها.
ويبدو أن رسالة الجولاني محاولة من الجبهة للتأكيد للسوريين أن «النصرة» ستواصل تكريس جهدها لقتال القوات السورية وإسقاط النظام.
وقال الجولاني، في الشريط الصوتي، «أيّها المسلمون في كل مكان. قيادات الحركات الجهادية. قيادات الفصائل المسلحة. أهل الشام أبناء جبهة النصرة. لقد دار حديث منسوب إلى الشيخ أبي بكر البغدادي حفظه الله. وذكر في الخطاب المنسوب لأبي بكر البغدادي تبعية جبهة النصرة لدولة العراق الإسلامية، ثم أعلن فيه إلغاء اسم دولة العراق الإسلامية وجبهة النصرة واستبدالهما باسم واحد الدولة الإسلامية في العراق والشام. لذا نحيط الناس علماً أن قيادات الجبهة ومجلس شورتها والعبد الفقير، المسؤول العام لجبهة النصرة، لم يكونوا على علم بهذا الإعلان سوى ما سمعوه من وسائل الإعلام. فإن كان الخطاب المنسوب حقيقة، فإننا لم نستشر ولم نستأمر».
لكن الجولاني أضاف «إني لأستجيب الى دعوة البغدادي بالارتقاء من الادنى الى الاعلى، وأقول هذه بيعة من جبهة النصرة ومسؤولها العام نجددها لشيخ الجهاد أيمن الظواهري. فإننا نبايعه على السمع والطاعة في الهجرة والجهاد».
ويبدو أن الإسلاميين المتشددين في سوريا، قد استفادوا من أخطاء «دولة العراق الإسلامية»، حيث تحاول «جبهة النصرة» كسب الأهالي إلى صفها عبر تقديم الإعانات الإنسانية، وتوفير الأمن في بعض المناطق التي يسيطرون عليها، ومنع السرقات وهو ما أشارت إليه صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها أمس من الرقة.
وما يؤكد هذا الأمر قول الجولاني «نطمئن أهلنا في الشام إن ما رأيتموه من الجبهة من ذودها عن دينكم وأعراضكم ودمائكم وحسن خلقها معكم ومع الجماعات المقاتلة ستبقى كما عهدتموها، وإن إعلان البيعة (للظواهري) لن يغير شيئاً في سياستها». وأضاف «استخلصنا من تجربتنا هناك (العراق) ما سر قلوب المؤمنين بأرض الشام تحت راية جبهة النصرة».
وحاول الجولاني طمأنة المجموعات المسلحة الأخرى في سوريا إلى انه لن يتم تهميشها. وقال «قضية الإعلان (عن الدمج) لم تكن محل اهتمام في ظل وجود الجوهر. ثم أن دولة الإسلام في الشام تبنى بسواعد الجميع، من دون إقصاء أي طرف أساس ممن شاركنا الجهاد والقتال من الفصائل المجاهدة والشيوخ المعتبرين من أهل السنة وإخواننا المهاجرين. كما أن قضية تأجيل إعلان الارتباط لم يكن لرقة في الدين أو لخَوْر أصاب رجال الجبهة وإنما حكمة مستندة على أصول شرعية وتاريخ طويل وبذل جهد في فهم السياسة الشرعية التي تلائم واقع الشام، والتي اتفق عليها أهل الحل والعقد في بلاد الشام من قيادات الجبهة وطلبة علمها ثم قيادات الفــــصائل الأخــــــرى وطلــــبة علمهم، ثم من يناصرنا من المشايخ الأفاضل وأهل الرأي والمشــــورة خارج البلاد».
الى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «إعلان تنظيم القاعدة في العراق تبنيه لجبهة النصرة يضع مصداقية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول المستقلة أمام اختبار حقيقي، عليها خلاله الاختيار بين الانحياز للإرهاب ممثلاً بالقاعدة التي تضرب سوريا أو الاعتراف بحق الشعب السوري وحكومته بمكافحة الإرهاب انسجاماً مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن».
ورأت وزارة الخارجية الأميركية أن هذا الإعلان «يؤكد ما كنا نعلم به منذ وقت طويل: إن جبهة النصرة هي الفرع السوري لتنظيم القاعدة في العراق».
ويقول محللون إن تحالف «النصرة» مع «القاعدة» يمكن أن يقوّض الرصيد الذي تتمتع به لدى سوريين. وقال المتخصص في الشؤون السورية في «انترناشونال كرايزيس غروب» بيتر هارلينغ «لقد حصدت دعماًَ لا يُستهان به، إذ يمكنها أن تدّعي تحقيق نتائج وخصوصا أنها تجنبت عزل نفسها عن محيطها المباشر»، أي عن المدنيين. وأضاف إن «إعلان المبايعة للقاعدة سيرتد عليها، لأنها تنضم إلى كيان غريب عن الثقافة السورية ويعتبر أنه فشل في أماكن أخرى».
ويكتب هارون زيلين، في «معهد واشنطن»، أن تأخر البغدادي في الإعلان عن الدمج يعود إلى سببين: المخاوف الأمنية، والرغبة في أن يتعرف السوريون على جبهة النصرة وفق شروطهم هم، من دون أن تحول بينهم التأويلات الإعلامية الخاطئة في وقت مبكر، بسبب السمعة السيئة الناجمة عن الارتباط بتنظيم القاعدة».
ويضيف «قد يؤدي الإعلان عن الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى نتائج عكسية على المدى المتوسط إلى الطويل. وفي حين نالت مساعدات جبهة النصرة في أعمال الإدارة المحلية تقدير المدنيين، إلا أن المزيد من الناس أصبحوا يظهرون علامات الامتعاض والاستياء بسبب فرضها التصرفات الإسلامية الصارمة. فقد انتقد السكان في عدد من المدن الجبهة بسبب حظرها الكحول، وإجبارها النساء على ارتداء النقاب، وجلدها الرجال الذين يسيرون مع النساء في الشوارع. وعقب إعلان البغدادي، قد يكون هؤلاء الناس أكثر ميلاً للنظر إلى هذه التدابير على أنها فرض خارجي للإمبريالية الجهادية».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
التقاء أميركي ـ روسي: وفد معارض لمحاورة دمشق
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، انه اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري، في لندن، على العمل لحمل المعارضة السورية من أجل تشكيل وفد لإجراء مفاوضات مع الوفد الحكومي السوري. وفيما أظهر لقاء لندن ان موسكو تتمسك بموقفها من الازمة السورية، تريد واشنطن حلاً سياسياً يتضمن خروج الرئيس بشار الاسد من السلطة.
وأعلنت واشنطن أن مجموعة «أصدقاء سوريا» ستعقد اجتماعا في اسطنبول في 20 نيسان الحالي، وذلك بعد اجتماع بين كيري وقادة في «الائتلاف الوطني السوري» في لندن، طالبوا مجدداً بتسليح المعارضة، وهو ما يبدو ان واشنطن لم تظهر حماسة له.
في هذا الوقت، بايعت «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة في سوريا زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، لكنها نأت بنفسها عن إعلان «دولة العراق الإسلامية» اندماجهما. وقال زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، في تسجيل صوتي، «هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري، فإننا نبايعه على السمع والطاعة». (تفاصيل صفحة 11)
وقال لافروف، بعد لقائه كيري لأكثر من ساعة على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني في لندن، إن «وزير الخارجية الأميركي أكد أنه سيسعى عند الاتصال مع المعارضة (السورية) إلى نفس ما نسعى نحن إليه خلال الاتصالات مع المعارضة، وبالتحديد، تشكيل وفد لإجراء مفاوضات مع الوفد الحكومي» السوري، معتبراً أن «استمرار الوضع الحالي، حين تعتمد الأطراف على الحرب حتى النصر، غير مقبول».
وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، في لندن، أن مجموعة «أصدقاء سوريا» التي تضم بلداناً عربية وغربية معارضة للسلطات السورية، ستجتمع في 20 نيسان في اسطنبول في حضور وزير الخارجية الأميركي.
والتقى كيري ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «رئيس الحكومة المؤقتة» غسان هيتو ونائبي رئيس «الائتلاف الوطني السوري» جورج صبرا وسهير الاتاسي ونجيب الغضبان ومصطفى الصباغ، الذين طلبوا منه، بحسب مسؤول في الخارجية الأميركية، تزويد المعارضة بالأسلحة، لكن الوزير الأميركي «لم يعد بشيء»، مضيفا «ما زلنا ندرس عدداً من الخيارات. سنواصل تقديم المساعدات للمعارضة، ونعمل معهم لمعرفة ما هي احتياجاتهم، وما يمكن تقديمه».
(«روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش أ)
لجان التنسيق المحلية ترفض دعوة الظواهري لإقامة دولة اسلامية في سوريا
بيروت- (ا ف ب): رفضت لجان التنسيق المحلية في سوريا “جملة وتفصيلا” الخميس دعوة زعيم تنظيم القاعدة إلى اقامة “دولة اسلامية في سوريا”، مؤكدة ان “هدف الثورة تحقيق الدولة المدنية”.
وقالت اللجان في بيان ان “لجان التنسيق ترفض ما ورد على لسان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ودعوته الى اقامة دولة اسلامية في سوريا. واذ تستنكر اللجان هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية السورية، فانها تؤكد مجددا ان السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبل بلدهم”.
وقالت لجان التنسيق ان “الثورة السورية انطلقت من اجل تحقيق الحرية والعدالة والدولة المدنية الديموقراطية التعددية، وان حلمنا المنشود كسوريين بعد اسقاط النظام الفاشي هو ارساء نظام قائم على الحريات العامة والمساواة الحقوقية والسياسية بين السوريين”.
ودعا الظواهري في السابع من نيسان/ ابريل السوريين الذين يقاتلون نظام الرئيس بشار الاسد الى اقامة دولة اسلامية على ارضهم.
وبعد يومين، قال زعيم تنظيم القاعدة في العراق في شريط مسجل على شبكة الانترنت، ان جبهة النصرة هي “امتداد لدولة العراق الاسلامية وجزء منها”، معلنا جمع تنظيمه مع (جبهة النصرة) في تنظيم واحد باسم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
ودفع هذا الاعلان الجيش السوري الحر إلى التمايز عن جبهة النصرة، مؤكدا انها مجموعة موجودة “بحكم الامر الواقع” على الارض وتقاتل النظام لكن “لا تنسيق بينها وبين الجيش الحر”.
واذا كانت النصرة نأت بنفسها الاربعاء عن فرع القاعدة العراقي، لكنها اعلنت مبايعتها لايمن الظواهري ونات بنفسها عن فرع القاعدة العراقي.
وقال المسؤول العام لجبهة النصرة ابو محمد الجولاني في تسجيل صوتي بثته مواقع الكترونية جهادية “هذه بيعة من ابناء جبهة النصرة ومسؤولها العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ ايمن الظواهري (…) فاننا نبايعه على السمع والطاعة”.
ولم تأت لجان التنسيق على ذكر النصرة.
وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية احمد معاذ الخطيب اكد بدوره على صفحته على موقع “فيسبوك” رفضه لفكر القاعدة.
وقال قبل مبايعة الجولاني للقاعدة، في ما بدا ردا واضحا على الظواهري والبغدادي، “فكر القاعدة لا يناسبنا وعلى الثوار في سورية اتخاذ قرار واضح بهذا الأمر”.
واضاف “هناك جهة ما اصدرت قرارا من دون مشاورة احد في داخل سورية، هناك من يريد فرض نفسه حتى على جبهة النصرة”.
وزراء مجموعة الثماني متفقون بشأن كوريا الشمالية ومنقسمون بشأن سورية
لندن- (د ب أ): أعلن وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أن وزراء خارجية مجموعة الدول الثمانية (جي 8) الصناعية الكبرى موحدون في إدانتهم لكوريا الشمالية، وذلك في اليوم الثاني والأخير من اجتماعهم في لندن الخميس.
وقال فيسترفيله للصحفيين قبل اجتماعه بنظرائه من بريطانيا وفرنسا وايطاليا والولايات المتحدة واليابان وروسيا وكندا: “تعتقد كل دول مجموعة الثماني أنه يجب ان ينتهي تصعيد هذه اللهجة العسكرية (من كوريا الشمالية). هذا أمر غير مقبول بأي حال”.
وكانت بيونغ يانغ وجهت تهديدات لكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة ويبدو انها تستعد لتجربة عدة صواريخ ، ومن المحتمل أن يتم ذلك في آن واحد .
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن كوريا الشمالية عند مفترق طرق، وقد تتحول إلى “دولة محطمة ومعزولة” إن لم تنخرط في مفاوضات.
وقال فيسترفيله إن وزراء مجموعة الثماني مازالوا منقسمين إزاء الازمة السورية.
وتعد روسيا الحليف الوحيد لسورية في مجموعة الثماني وعرقلت باستمرار توقيع عقوبات أكثر صرامة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مجلس الأمن الدولي . ولا توجد أي مؤشرات على انها غيرت موقفها.
ويذكر أن بريطانيا وفرنسا طالبتا بإلغاء حظر توريد الأسلحة لسورية على مستوى الاتحاد الأوروبي، بهدف تسليح المعارضة السورية. وتقول لندن وباريس إن هذا التحرك سوف يؤدي إلى نهاية أسرع لحرب دامية أودت بحياة 70 ألف شخص على الأقل ، بحسب الأمم المتحدة.
ولكن ألمانيا واخرين عارضوا بقوة هذا الإجراء، خوفا من ان تصل الأسلحة إلى أيدي المتطرفين الإسلاميين.
وقال فيسترفيله: فكرة ان عددا قليلا من الاشخاص سيلقى حتفه في حال توريد المزيد من الأسلحة إلى سورية ليست مؤكدة بالمرة، مضيفا “لا أتوقع حدوث طفرة أو اتفاق كامل خلال قمة مجموعة الثماني – بصراحة هذا ليس منتظرا”.
وكان فيسترفيله وهيغ بين الوزراء الذين التقوا أعضاء من المعارضة السورية من بينهم رئيس الوزراء المؤقت غسان هيتو، على هامش اجتماع لندن الأربعاء.
وقال هيغ بعد ذلك إن المحادثات كانت “مثمرة للغاية ” ورحب بـ”التقدم المهم الذي أحرزه بالفعل الائتلاف السوري في تشكيل حكومة مؤقتة فعالة وممثلة لكل أطياف المعارضة”.
وقال نائبا رئيس الائتلاف جورج صبرا وسهير الاتاسي إن المساعدات من بريطانيا تحدث فرقا حقيقيا على الأرض وأكد الاثنان على التزامهما بمكافحة التطرف وتأييد القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.
57 قتيلا في هجوم للقوات النظامية على بلدتين في درعا ومقتل طيار ومساعده إثر إسقاط مروحية بحلب
بيروت- القاهرة- (ا ف ب)- (د ب أ): قتل 57 شخصا بين مدنيين ومقاتلين وجنود في عملية اقتحام نفذتها قوات النظام السوري في بلدتين في جنوب البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “57 شخصا قتلوا بينهم ستة دون سن الـ18 عاما وسبع نساء، في عملية اقتحام للقوات النظامية نفذتها الاربعاء في بلدتي الصنمين وغباغب في محافظة درعا”.
واوضح ان القتلى الاخرين هم تسعة جنود نظاميين و16 مقاتلا معارضا.
وقال عبد الرحمن ان العملية بدأت ب”انشقاق عشرة عساكر ليل الثلاثاء من مركز عسكري قريب والاشتباه بفرارهم الى الصنمين وغباغب، ما دفع القوات النظامية الى اقتحام البلدتين الاربعاء”.
وتخللت الاقتحام اشتباكات عنيفة. واشار المرصد إلى أن القتلى سقطوا في “اطلاق رصاص وقصف واعدام ميداني واشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة”.
كما اسفر القصف عن تهدم واحراق اكثر من ثلاثين منزلا.
ورأى المرصد ان العملية تشكل “مجزرة جديدة” يرتكبها النظام “في ظل صمت المجتمع الدولي”.
وقتل 179 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في مختلف انحاء سوريا.
ومن جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن أربعة من أفراد القوات النظامية، بينهم طيار ومساعده، قتلوا في مدينة “معرة النعمان” في محافظة إدلب شمالي سورية.
وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الخميس، إن مقتل العناصر الأربعة من القوات النظامية جاء “اثر اسقاط مروحية شمال مدينة معرة النعمان تنقل امدادات غذائية الى معسكري وادي الضيف والحامدية المحاصرين من قبل الكتائب المقاتلة منذ عدة اشهر”.
وفي سياق متصل، بث ناشطون سوريون الخميس صورا لما قالوا إنه إسقاط مروحية عسكرية تابعة لقوات النظام السوري من قبل عناصر الجيش السوري الحر بالقرب من إدلب.
وذكر ناشطون أنه تم إسقاط الطائرة في (معرة النعمان) بريف محافظة إدلب، مشيرين إلى مقتل افراد طاقمها، فيما عرض الناشطون صورا لجثث قالوا إنها تعود لافراد الطاقم.
مسؤول روسي: تجارة المخدرات الأفغانية تموّل 20 ألف مقاتل في سوريا
موسكو- (يو بي اي): قال رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية لمكافحة المخدرات، فيكتور إيفانوف الخميس، إن تجارة المخدرات الأفغانية تموّل حوالي 20 ألف مقاتل في سوريا.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن إيفانوف، قوله “يمكن أن تضمن مجموعات إجرامية دولية تدفق عدد هائل من المجرمين والمرتزقة من بعض الدول إلى أي ركن في العالم، وذلك عن طريق تمويلها من خلال أرباح بيع الهرويين”.
وتابع في حديث مع ممثلين عن الجامعة العسكرية القومية الباكستانية أنه “على سبيل المثال فإن 15 إلى 20 ألف مرتزق يرابطون في سوريا”.
كما اعتبر المجموعات الإجرامية الدولية المنظمة أشد خطراً من طالبان على أفغانستان.
وتتهم الحكومة السورية مقاتلين أجانب من المرتزقة بالمشاركة في الصراع بسوريا.
ويذكر أن روسيا كانت حذرت أكثر من مرّة من مخاطر تهريب المخدرات من باكستان.
‘النصرة’ تبايع الظواهري وتتحفظ على اعلان دولة العراق الاسلامية
الائتلاف السوري يطالب وواشنطن ‘لا تعد’ بالتسليح ومرصد حقوقي يتهم قوات من المعارضة بتعذيب مدنيين
دمشق ـ بيروت ـ لندن ـ وكالات: بايعت ‘جبهة النصرة’ الاسلامية المتطرفة التي تقاتل النظام السوري، زعيم تنظيم ‘القاعدة’ ايمن الظواهري ونأت بنفسها عن فرع القاعدة العراقي، في حين اعلن عن تنظيم اجتماع اصدقاء سورية في 20 نيسان (ابريل) باسطنبول.
في غضون ذلك، التقى وزيرا الخارجية الامريكي جون كيري والبريطاني وليام هيغ ستة من قياديي المعارضة السورية في لندن، قبل اجتماع الخميس للدول الصناعية الثماني الكبرى، التي يهيمن على جدول اعماله النزاع السوري والدعم الغربي للمعارضة.
وقال المسؤول العام لجبهة النصرة ابو محمد الجولاني في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية ‘هذه بيعة من ابناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ ايمن الظواهري (…) فاننا نبايعه على السمع والطاعة’.
وشدد الجولاني على ان الجبهة لم تستشر في اعلان ‘دولة العراق الاسلامية’ تبنيها وتوحيد رايتهما تحت اسم ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’.
وقال ‘دار حديث حول خطاب منسوب للشيخ ابي بكر البغدادي (زعيم دولة العراق الاسلامية) وذكر في الخطاب المنسوب للشيخ تبعية الجبهة لدولة العراق الاسلامية، ثم اعلن فيه الغاء اسم دولة العراق وجبهة النصرة، واستبدالهما باسم واحد’.
واضاف ‘نحيط الناس علما ان قيادات الجبهة ومجلس شورتها (…) لم يكونوا على علم بهذا الاعلان سوى ما سمعوه من وسائل الاعلام’، مؤكدا ‘اننا لم نستشر ولم نستأمر’.
وكان البغدادي قال الثلاثاء في رسالة صوتية ان جبهة النصرة هي ‘امتداد لدولة العراق الاسلامية وجزء منها’، معلنا ‘جمعهما تحت اسم واحد هو الدولة الاسلامية في العراق والشام’، مؤكدا ان هدفها اعلان دولة اسلامية في سورية.
وبدا الجولاني متحفظا على هذا الاعلان والطريقة التي تم بها، ملمحا الى انه لم يكن ضروريا وقد يؤثر على العلاقة بين الجبهة وسائر الكتائب المقاتلة في سورية.
وكان لؤي مقداد، المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر، الذي يشكل مظلة لغالبية المقاتلين المعارضين، اكد لفرانس برس الثلاثاء ان لا قرار لقيادة هذا الجيش بالتنسيق مع الجبهة، وان السوريين هم الذين سيحددون شكل الدولة في صناديق الاقتراع، في حين تدعو النصرة لقيام دولة اسلامية. ورداً على إعلان التنظيم في العراق إن جبهة النصرة في سورية امتداد له، قال الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب الأربعاء إن فكر تنظيم ‘القاعدة’ لا يناسب الائتلاف.
من جهة اخرى اعلن مندوب عن وزارة الخارجية الامريكية الاربعاء ان مجموعة ‘اصدقاء سورية’ التي تضم بلدانا عربية وغربية معارضة لنظام الرئيس بشار الاسد، ستجتمع في 20 نيسان (ابريل) في اسطنبول بحضور وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
وصدر هذا الاعلان في لندن بعد لقاء بين كيري ومندوبين عن المعارضة السورية على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الثماني.
وترفض واشنطن حتى الان تزويد المعارضة السورية بالاسلحة، خشية ان يسقط السلاح في ايدي المتطرفين، لكنها تقدم لها مساعدات غير قتالية كبيرة، الا ان مسؤولا كبيرا في الادارة الامريكية افاد بان الولايات المتحدة تفكر في سبل دعم المعارضة السورية، وصرح المسؤول للصحافيين طالبا عدم كشف هويته ‘لا يمر يوم دون ان تفكر فيه الولايات المتحدة في ما يمكن القيام به لانهاء الوضع المأساوي’ في سورية.
واضاف ان الولايات المتحدة تريد ‘التوصل الى تشكيل حكومة انتقالية تعكس التطلعات الشرعية للشعب’ السوري.
وجدد رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو ونائبا رئيس الائتلاف الوطني السوري جورج صبرا وسهير الاتاسي الاربعاء طلب المعارضة السورية تزويدها بالاسلحة خلال لقائهما كيري.
ولكن كيري ‘لم يعد بشيء’، وفق ما صرح مسؤول في الخارجية الامريكية.
وقال المسؤول ‘ما زلنا ندرس عددا من الخيارات. سنواصل تقديم المساعدات للمعارضة، ونعمل معهم لمعرفة ما هي احتياجاتهم، وما يمكن تقديمه’.
وركزت مباحثات الاربعاء على سبل تغيير حسابات الاسد بشأن نتائج النزاع الذي دخال عامه الثالث وخلف سبعين الف قتيل وفق الامم المتحدة.
واضاف المسؤول الامريكي ‘علينا مواصلة الحوار ولهذا سنعود الى اسطنبول’.
وقال ان غداء العمل مع ستة من مسؤولي المعارضة على مائدة وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اتاح اجراء ‘مباحثات جيدة ومهمة’.
وقال ان الجميع اكدوا على ‘اهمية العمل معا، واهمية ان يحسنوا تنظيم انفسهم، الامر الذي قالوا انهم بصدد القيام به’.
ميدانيا، سيطر مقاتلون من ‘وحدات حماية الشعب الكردي’ على حي الناصرة في مدينة الحسكة (شمال) بعد اشتباكات عنيفة دارت مع مسلحين موالين للنظام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
في محافظة درعا (جنوب) حيث حقق مقاتلو المعارضة تقدما في الفترة الاخيرة، افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في بلدية الصنمين ترافقت مع قصف. وادت اعمال العنف في البلدة الى مقتل 12 شخصا على الاقل الاربعاء.
في غضون ذلك، شن الطيران الحربي غارات على مناطق عدة في سورية، بينها محافظة حلب (شمال)، ومحيط دمشق، وحمص (وسط).
الى ذلك اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان المؤيد للمعارضة كتيبة من قوات المعارضة الثلاثاء بتعذيب مدنيين وابتزازهم في مدينة حلب بشمال سورية.
وأصبح التعذيب والخطف والاعدام من دون محاكمة من المظاهر اليومية للانتفاضة السورية التي تحولت الى حرب اهلية.
لكن المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين في انحاء سورية، قال إنه شعر بأنه مضطر لأن يخص بالذكر كتيبة شهداء بدر التابعة لكتائب أحرار سورية بعد أن جمع عددا كبيرا من روايات شهود العيان التي تشير إلى عمليات اعتقال وتعذيب متكررة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد في مقابلة عبر الهاتف ‘مثل هذه الأحداث تزداد انتشارا على الجانبين للأسف. كثير من هؤلاء مدنيون وليسوا مقاتلين. وقائع مثل هذه تحط من قدر الثورة التي بدأها الشعب.’
وبعث عبد الرحمن صورا بالبريد الالكتروني لرجل قال ان الجماعة عذبته. وكان جلد ساقي الرجل ممزقا في عدة مواضع وملأت آثار الجلد ظهره.
مقاتلو الجيش الحر يتحدثون عن مواجهة لا مفر منها واندماج النصرة مع القاعدة يحرج الدول الداعية لتسليح المعارضة
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’:ماذا يعني اعلان القاعدة عن سيطرتها على اكبر فصيل مقاتل في سورية اقليميا ودوليا؟ وهل سيغير هذا الاعلان من تفكير الدول خاصة الداعية لتسليح لمعارضة السورية، والدفع بتقديم اسلحة ودعم لما اصبحت الدول تطلق عليه المعارضة المعتدلة؟
وبالضرورة فاعلان تنظيم القاعدة في العراق عن اندماج جبهة النصرة معه لن يؤدي الا الى احراج الدول الغربية التي طالما قللت من العامل الاسلامي واهميته في الانتفاضة السورية التي تقاتل نظام بشار الاسد. فبريطانيا التي عقد وزير خارجيتها اجتماعا مع رئيس الحكومة الانتقالية غسان هيتو، وعددا من افراد المعارضة السورية تدفع بشدة لرفع الحظر عن تصدير السلاح لسورية من اجل تأمين وصوله الى المعارضة، ودول العربية وتركيا عززت من جهودها في نقل وشراء الاسلحة للمعارضة التي تركت اثرا واضحا على الساحة العسكرية خاصة في الجنوب، حيث يجري الحديث الان عن اقامة منطقة عازلة.
وكما في الشمال فالعناصر الاسلامية حاضرة في الجنوب، حيث اشارت تقارير لحضورها الكبير في الجولان بشكل اثار قلق الولايات المتحدة التي ارسلت مقاتلين دربتهم سي اي ايه للعمل كحاجز بين الجهاديين واسرائيل.
التمدد الجغرافي
وينبع اهمية اعلان القاعدة في العراق عن الاندماج انه جاء بعد ايام من دعوة زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري اتباعه لاقامة الدولة الاسلامية في سورية، ومن اثاره البارزة انه سيوسع من الحزام الجغرافي للقاعدة في العراق الى سورية ويمنح ما يعرف بالمثلث السني عمقا استراتيجيا، فالمنطقة من الحسكة والرقة ودير الزور والتي تعرف بمنطقة الجزيرة لوقوعها بين نهري الفرات ودجلة، تمثل الامتداد الطبيعي لمحافظتي نينوى والانبار العراقية من ناحية العلاقة بين العشائر العراقية والسورية، اضافة الى غنى المنطقة بالمصادر الطبيعية- القمح والقطن- ونظرا لوجود حقول النفط السورية فيها واحتياطات الغاز الطبيعي. كما ان تصريحات ابو بكر البغدادي تؤكد ان جبهة النصرة التي وضعتها الادارة الامريكية على قائمة الجماعات الداعمة الارهابية في كانون الاول (ديسمبر) 2012 ما هي الا امتداد للقاعدة، وما لم يلفت الانتباه اليه هو ان زعيم الجبهة ابو محمد الجولاني اعلن في تسجيل صوتي له عندما اعلن عن الجبهة في كانون الثاني (يناير) 2012 انه جاء لسورية من ‘احدى الساحات الجهادية’ مما يشير الى انه كان في العراق.
كما ان معظم المقاتلين في صفوف الجبهة من السوريين قاتلوا في العراق اثناء الاحتلال الامريكي، ونفس الامر ينسحب على المقاتلين الاجانب في صفوفها. واشار تقرير لصحيفة ‘الغارديان’ ان لقاءاتها مع مقاتلي الجبهة اظهرت انهم يتشاركون مع القاعدة في العراق اهدافها في اقامة الدولة الاسلامية، الا انهم لا يوافقون على اساليبها الوحشية التي مارستها هناك خاصة الذبح.
وسيعزز الاندماج مناطق الشرق التي تسيطر عليها النصرة وهي القريبة من العراق وكذلك سيحمي وجودها في شمال سورية، حيث تنشط في العمل الانساني والاجتماعي وحظيت بثقة المواطنين لتوفيرها الامن لهم، خاصة انها تعلمت من دروس العراق التي انقلب عليها السكان وانشأوا في عام 2007 ما عرف بالصحوات.
والتوجه نحو بناء المؤسسات الاسلامية واضح في مدينة الرقة التي سيطرت عليها الشهر الماضي بالتنسيق مع جماعة احرار الشام السلفية، في الوقت الذي كان فيه الجيش الحر غائبا. فقد اعلنت عن انشاء المحاكم الشرعية واتخذت خطوات لمنع التدخين. وعلى الرغم من تقبل السكان لها ولدورها في تأمين الطعام والامن الا ان امامها معركة طويلة لتأكيد صوتها في المجتمع السوري. ولا يعرف ان كان هذا الاعلان سيؤثر عليها سلبا ويقوي الجماعات المعارضة الاخرى على حسابها.
وفي الوقت الذي لن يقلق الاعلان بال النظام السوري في دمشق لان الاعلان سيؤكد وجهة نظره من انه يقاتل جماعات ‘ارهابية’ الا ان العراق هي الدولة التي ستعبر عن مخاوفها لانه يعطي دولة العراق الاسلامية شريان حياة لها.
قلق عراقي
وتواجه الحكومة العراقية حراكا سنيا وتراجعا في الامن بسبب استمرار التفجيرات والعمليات التي تنسب الى القاعدة في العراق. واشار تقرير في صحيفة ‘اندبندنت’ الى توسع درجة التنسيق بين الطرفين من خلال الهجوم المنسق على قافلة عسكرية عراقية كانت تؤمن نقل جنود سوريين فروا من مناطق الشرق الى داخل العراق حيث شن مسلحون هجوما قتلوا فيه 48 جنديا سوريا وعددا من المرافقين العراقيين لهم وذلك الشهر الماضي. ونقل عن مسؤول امني عراقي قوله ان القاعدة في العراق وجبهة النصرة تشترك في ثلاثة معسكرات على الحدود بين البلدين توفر التدريب والدعم اللوجيستي، الامني والاسلحة. واشار كاتب التقرير باتريك كوكبيرن الى ان دولا عربية اضافة الى فرنسا وبريطانيا وتركيا حاولت دعم وتسويق الجماعات المعتدلة كطريقة للتأثير على الجهاديين. وعلى الرغم من اعتدالها الا انها لا تحظى بدعم السوريين في المناطق التي تسيطر عليها حيث ينظر اليها كجماعات من قطاع الطرق غير قادرة على توفير الامن.
المواجهة قادمة
وعلى الرغم من الانجاز الاستراتيجي للمعارضة حيث لم يبق للنظام في المنطقة الا عدد من القواعد العسكرية المنتشرة هنا وهناك التي من المتوقع خروجها عن سيطرته في اية لحظة الا ان المعركة قادمة ليس مع النظام ولكن بين الفصائل المنتصرة. وتقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ انه في الوقت الذي يواصل فيه النظام تمسكه بالسلطة فالجماعات المنتصرة تتصادم حول الايديولوجيا، وشكل سورية القادم، والمصادر الطبيعية المتركزة في المناطق البعيدة والمهملة من الدولة.
ونقلت الصحيفة عن ابو منصور احد قادة كتيبة الفاروق قوله ‘ان المواجهة لا مفر عنها’، خاصة ان صدامات مسلحة حدثت بين افراد الكتيبية وجبهة النصرة في تل ابيض، واضاف ابو منصور ان المواجهة ان ‘لم تحدث اليوم فستحصل غدا’.
واشارت الصحيفة الى مقتل سعودي وتونسي عندما حاولت القبائل منع جبهة النصرة من الدخول الى بلدة المسرب في دير الزور. وفي بلدة الشدادي اطلق مقاتلو جبهة النصرة النار مرتين على المتظاهرين الذين احتجوا على دخولهم البلدة. ويقول ناشطون من الجيش الحر ان اختيار جبهة النصرة للمنطقة لم يكن وليد الصدفة فهم الآن يسيطرون على 90 بالمئة من آبار النفط في البلاد، اضافة لمخازن الحبوب والقطن. ويقول نواف البشير شيخ قبيلة في المنطقة ان الجماعة تخطط لبيع المخزون الزراعي والنفط للحصول على المال.
وقال البشير وهو من المعارضين المعروفين للنظام السوري ان ‘كل الاقتصاد السوري الآن بأيديهم، انهم اقوياء ويمكنك مشاهدة اعلامهم السوداء وهي ترفرف اينما ذهبت’. وقالت الصحيفة ان هناك شائعات تتحدث عن عشائر تأمل بتنظيم ‘صحوات’ سورية على غرار العراقية لمواجهة تأثير جبهة النصرة.
ومع ان الكثيرين يعترفون بالازمة الا انهم لا يريدون القتال، حيث نقلت عن متحدث باسم جبهة الجزيرة والفرات، حامد عطاالله ‘الكل يعرف ماذا حدث في العراق ونريد تجنبه’. وقال ان جبهة النصرة وان لا تقاتل من اجل الديمقراطية التي قامت الثورة لتحقيقها الا ان جبهته لا تريد التصادم معهم.
واضاف التقرير ان الرقة وان سيطرت عليها جماعة احرار الشام الا ان جبهة النصرة التي جاءت متأخرة لعبت دورا كبيرا في تأمين البنية التحتية والمؤسسات ومنعت من نهبها وهي الاعمال التي كانت تثير حنق السكان على مقاتلي الجيش الحر. ونقلت عن احد قادة لواء امناء الرقة التابع لاحرار الشام انه يقاتل من اجل ديمقراطية على الطريقة الماليزية والتركية وعدم فرض الولايات المتحدة الحظر الجوي على النظام ادى الى صعود جبهة النصرة مشيرا الى انه في حالة طال امد الحرب فانه سينضم اليها. ونفس الامر ينطبق على السكان الذين دعموا النظام حتى وقت قريب وكانوا اخر من انضم للثورة وطردوا المحافظ الا انهم الان يحولون ولاءهم للجبهة. ونقلت عن احد التجار الاثرياء قوله ‘كنا خائفين من جبهة النصرة لان الاعلام صورهم بالارهابيين لكنهم اناس طيبون’، ويقدم التاجر دعما للجبهة حيث يقول انا رجل كبير على القتال ولكنه يريد ان يكون جزءا منهم من اجل الحقيقة والمساواة.
كيري سيدعم
وعلى صعيد الموقف الامريكي سيطرح اعلان القاعدة تحديات على استراتيجية الرئيس باراك اوباما في سورية، فجون كيري، وزير الخارجية اعلن قبل مغادرته اسرائيل يوم الثلاثاء عن دعم جديد للمعارضة التي التقاها يوم امس في لندن. واكد كيري في تصريحاته على ان واشنطن وان فضلت الحل الدبلوماسي على اي حل اخر، الا انه لا يمكن الوصول اليه ‘ان لم يعبر الاسد عن استعداده لنقل السلطة’ وعليه فلم ‘يبق امامنا الا خيار جعله يفكر بطريقة مختلفة عما ينتظره في المستقبل’. ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ عن مسؤول امريكي قوله ان تصريحات كيري تعبر عن توجه في داخل الادارة لزيادة ما اسمته دعم المعارضة السورية بالمعدات شبه القتالية او غير الفتاكة.
اسلحة ومقاتلون من ليبيا
وجاءت تصريحات كيري في الوقت الذي حذرت فيه لجنة في الامم المتحدة من انتشار السلاح الليبي الذي نهب من مخازن الاسلحة التابعة للنظام السابق ووصوله لدول منها سورية،، حيث قالت اللجنة ان الكميات التي نقلها مقاتلو الطوارق كانت وراء النزاع في شمال مالي والذي ادى الى تدخل القوات الفرنسية في كانون الثاني (يناير) الماضي لاخراج القاعدة منها. وقالت اللجنة ان اهم طريقين للسلاح الليبي هما مصر ومنطقة الساحل الافريقي، فيما تأتي كل من تشاد وسورية في المرتبة الثالثة.
وقالت اللجنة انها تلقت تقريرا سريا عن بيع 300 نظام دفاع جوي متحرك لتشاد حيث تم نقلها الى العاصمة انجامينا. وقالت اللجنة ان الاسلحة يتم نقلها الى شرق المتوسط بالبحر والبر. وحذرت اللجنة من مخاطر تدفق السلاح الليبي على امن مصر الداخلي لان الاسلحة تبقى في منطقة سيناء حيث تستخدمها الجماعات المتطرفة ضد الحكومة، مع ان اللجنة قالت ان معظم الاسلحة تذهب الى غزة التي تسيطر عليه حركة حماس.
وبالنسبة لسورية فهي في المرتبة الثالثة حيث اصبحت المكان المفضل للمقاتلين الليبيين والاسلحة الليبية. وقالت اللجنة ان عملية نقل الاسلحة يتم ترتيبها بالتعاون مع جماعات وافراد في سورية وليبيا ولاعبين اخرين في الدول المحيطة بسورية. وقال التقرير ان الدول التي وصل اليها السلاح الليبي يبلغ عددها 12 دولة والاسلحة التي هربت تتراوح من الخفيفة للثقيلة، وتشمل على ذخائر وقذائف وانظمة دفاع وجاء في التقرير ان ليبيا اصبحت ومنذ 12 شهرا اصبحت المصدر الاكثر جذبا للحصول على السلاح في المنطقة. وقد زار اعضاء اللجنة الخمسة 15 دولة وقاموا بـ 28 زيارة لافريقيا واوروبا والشرق الاوسط. وقدم التقرير الذي جاء في 94 صفحة وصفا مفصلا لحالات من عمليات تهريب الاسلحة التي اعتبرت خرقا لحظر نقل الاسلحة. وقالت اللجنة انها درست حالات نقل اسلحة من قطر والامارات اثناء الثورة الليبية.
جماعة خارجة
من جهة اخرى نقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ عن رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، اتهامه لجماعة خارجة عن القانون القيام بممارسات في حلب حيث قال ان هذه الكتيبة قامت بعمليات اعتقال تعسفية، وابتزاز السكان ماليا خاصة الاشخاص في الفئة العمرية ما بين 18-20 عاما. ودعا رامي عبدالرحمن مدير المرصد هذه الفرقة بالتوقف عن هذه الاعمال لانها لا تمثل قيم الثورة، مضيفا انهم يمثلون الوجه الاخر للنظام القمعي الديكتاتوري واجهزته الامنية.
وقابلت الصحيفة عبدالرحمن الذي فر من سورية قبل 13 عاما ويعمل من بيته في مدينة كوفنتري البريطانية، ويعتمد على نفسه مستخدما ارخص انواع الخدمة الانترنتية.
ويذكر عبد الرحمن ان عدد القتلى في الازمة السورية بحوالي 62.550 الف اي اقل من ارقام الامم المتحدة 70 الفا، لكنه قال الشهر الماضي انه كان الاكثر دموية حيث قتل فيه اكثر من 6005 شخص.
ويعلق قائلا ان ارقامه ‘واقعية’ مع ان احدا لا يمكنه تقديرها بدقة لكن العدد الحقيقي قد يكون ضعف ما هو موثق. ويعتمد في معلوماته من جهة النظام على معارف من ايام شبابه يعيشون في قرى علوية صغيرة، كما يعتمد على اطباء محليين. وعلى الرغم من انتقاد البعض لعدم وضع قائمته على الانترنت الا ان المنظمات الحقوقية تتعامل مع ارقامه واحصاءاته بصدقية ومنها امنستي انترناشونال.
مجزرة جديدة يرتكبها النظام السوري إثر انشقاق عسكري
وكالات
ارتكبت القوات السورية مجزرة جديدة في جنوب سوريا على إثر انشقاق عشرة جنود والاشتباه بفرارهم إلى الصنمين وغباغب ما دفع القوات النظامية الى اقتحام البلدتين، الذي أسفر عن سقوط 57 قتيلًا بينهم ستة دون سن الـ18 عامًا وسبع نساء.
بيروت: قتل 57 شخصًا بين مدنيين ومقاتلين وجنود في عملية اقتحام نفذتها قوات النظام السوري في بلدتين في جنوب البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الخميس. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “57 شخصًا قتلوا بينهم ستة دون سن الـ18 عامًا وسبع نساء، في عملية اقتحام للقوات النظامية نفذتها أمس الاربعاء في بلدتي الصنمين وغباغب في محافظة درعا”.
وأوضح أنّ القتلى الآخرين هم تسعة جنود نظاميين و16 مقاتلاً معارضًا. وقال عبد الرحمن إن العملية بدأت بـ “انشقاق عشرة عساكر ليل الثلاثاء من مركز عسكري قريب والاشتباه بفرارهم إلى الصنمين وغباغب، ما دفع القوات النظامية الى اقتحام البلدتين الاربعاء”.
وتخللت الاقتحام اشتباكات عنيفة. وأشار المرصد إلى أنّ القتلى سقطوا في “إطلاق رصاص وقصف وإعدام ميداني واشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة”. كما أسفر القصف عن تهدم وإحراق اكثر من ثلاثين منزلًا.
ورأى المرصد أن العملية تشكل “مجزرة جديدة” يرتكبها النظام “في ظل صمت المجتمع الدولي”. وقتل 179 شخصًا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء، بحسب المرصد السوري الذي يقول إنه يعتمد للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في مختلف انحاء سوريا.
وأمس الأربعاء قتل 154 شخصًا في مختلف المناطق السورية على أيدي الجيش السوري بحسب التقارير الصادرة عن لجان التنسيق السورية المعارضة.
ودوّنت اللجان في تقرير نشر على صفحتها بموقع فايسبوك، قصف النظام لـ347 نقطة بمختلف المدن والبلدات السورية، حيث قصفت طائرات 17 نقطة، وقصفت مناطق السفيرة، الشحيل، بنش، الميادين، والحميدية بصواريخ أرض أرض، وبالبراميل المتفجرة قصفت نقطتين، وبالقنابل العنقودية قصفت العبادة، وبقذائف الهاون قصفت 115 نقطة، اما قصف بالمدفعية فقد سجل في 123 نقطة، و القصف الصاروخي سجل في 82 نقطة.
وعلى الصعيد الآخر أشارت اللجان إلى حدوث اشتباكات بين الجيش الحر والجيش السوري في 123 نقطة على امتداد الأراضي السورية، تم من خلالها اسقاط طائرة مروحية وإعطاب أخرى بعد قتل ثلاثة جنود على متنها، بالإضافة إلى استهداف عدد من مناطق تجمع الميليشيات الموالية للنظام أو ما يعرف بـ “الشبيحة”.
المعارضة تُسقط مروحية تموين وتقتل 4 عسكريين
قتل اربعة من جنود قوات النظام الخميس عندما أسقط مقاتلون معارضون في ادلب مروحية عسكرية تنقل مواد تموينية الى معسكري الحامدية ووادي الضيف المحاصرين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان “قتل اربعة عناصر من القوات النظامية بينهم طيار ومساعده كانوا في طائرة مروحية تم اسقاطها شمال مدينة معرة النعمان بينما كانت تقوم بنقل امدادات غذائية الى معسكري وادي الضيف والحامدية المحاصرين من الكتائب المقاتلة منذ اشهر عدة”.
واوضح المرصد أن المروحيات تسقط عادة المواد التموينية من الجو بالمظلات أو من دون مظلات فوق المعسكرين. وقد تم اطلاق النار على المروحية من مواقع على الارض لمسلحي المعارضة.
وبث المرصد على حسابه على موقع “يوتيوب” شريط فيديو يظهر فيه عدد كبير من الاشخاص وقد تجمعوا حول جثث جنود في حقل. ويقول مصور الفيديو “ها هو الطيار الخائن. ها هو الطيار الثاني”.
كما ظهرت في الصور بقايا طائرة مشتعلة، وارغفة خبز على الارض في كل مكان، ومظلات ممزقة.
واستولى مقاتلو المعارضة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في تشرين الاول/اكتوبر، ما قطع الطريق على الامدادات الى المعسكرين الواقعين قرب المدينة.
وفيما يحاول مقاتلو المعارضة منذ اشهر السيطرة على المعسكرين، يسعى الجيش السوري الى استعادة معرة النعمان التي يشهد محيطها باستمرار اشتباكات عنيفة.
لجان التنسيق ترفض دعوة الظواهري لـ”دولة اسلامية”
رفضت لجان التنسيق المحلية في سوريا “جملة وتفصيلا” الخميس دعوة زعيم تنظيم القاعدة الى اقامة “دولة اسلامية في سوريا”، مؤكدة ان “هدف الثورة تحقيق الدولة المدنية”.
وقالت اللجان في بيان ان “لجان التنسيق ترفض ما ورد على لسان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ودعوته الى اقامة دولة اسلامية في سوريا. واذ تستنكر اللجان هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية السورية، فانها تؤكد مجددا ان السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبل بلدهم”.
وقالت لجان التنسيق ان “الثورة السورية انطلقت من اجل تحقيق الحرية والعدالة والدولة المدنية الديموقراطية التعددية، وان حلمنا المنشود كسوريين بعد اسقاط النظام الفاشي هو ارساء نظام قائم على الحريات العامة والمساواة الحقوقية والسياسية بين السوريين”.
ودعا الظواهري في السابع من نيسان/ابريل السوريين الذين يقاتلون نظام الرئيس بشار الاسد الى اقامة دولة اسلامية على ارضهم.
وبعد يومين، قال زعيم تنظيم القاعدة في العراق في شريط مسجل على شبكة الانترنت، ان جبهة النصرة هي “امتداد لدولة العراق الاسلامية وجزء منها”، معلنا جمع تنظيمه مع “جبهة النصرة” في تنظيم واحد باسم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
ودفع هذا الاعلان الجيش السوري الحر الى التمايز عن جبهة النصرة، مؤكدا انها مجموعة موجودة “بحكم الامر الواقع” على الارض وتقاتل النظام لكن “لا تنسيق بينها وبين الجيش الحر”.
واذا كانت النصرة نأت بنفسها الاربعاء عن فرع القاعدة العراقي، لكنها اعلنت مبايعتها لايمن الظواهري ونات بنفسها عن فرع القاعدة العراقي.
وقال المسؤول العام لجبهة النصرة ابو محمد الجولاني في تسجيل صوتي بثته مواقع الكترونية جهادية “هذه بيعة من ابناء جبهة النصرة ومسؤولها العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ ايمن الظواهري (…) فاننا نبايعه على السمع والطاعة”.
ولم تأت لجان التنسيق على ذكر النصرة.
وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية احمد معاذ الخطيب اكد بدوره على صفحته على موقع “فيسبوك” رفضه لفكر القاعدة.
وقال قبل مبايعة الجولاني للقاعدة، في ما بدا ردا واضحا على الظواهري والبغدادي، “فكر القاعدة لا يناسبنا وعلى الثوار في سورية اتخاذ قرار واضح بهذا الأمر”.
واضاف “هناك جهة ما اصدرت قرارا من دون مشاورة احد في داخل سورية، هناك من يريد فرض نفسه حتى على جبهة النصرة”.
صحيفة سورية: مبايعة النصرة للقاعدة تثبت أن لا وجود للثورة
رأت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر الخميس أن مبايعة جبهة النصرة في سوريا لتنظيم القاعدة تثبت أن لا وجود لأي “ثورة سلمية” وأن سوريا تخوض منذ سنتين “حربًا ضد الارهاب”.
وكتبت الوطن: “إنها القاعدة وليست ثورة سلمية قامت بصدور عارية، كفاكم كذبًا ودجلاً وخداعًا”.
واضافت “هو مشروع مدعوم ماليًا وعسكريًا وسياسيًا من قبل مستعربين وغربيين وكل ما يملكونه من امكانيات واعلام”.
وتابعت “بعد اكثر من عامين على الصراع على سوريا بدأت الحقائق تتكشف شيئًا فشيئًا وهذه المرة باعترافات مباشرة من تنظيم القاعدة في العراق ومن الداخل السوري وليس من على منابر الاعلام الوطني الذي اتهم في كل مرة ذكر فيها كلمة ارهاب بأنه كاذب ويروج لروايات النظام”.
وتابعت الوطن “اليوم نسأل من كان يقبل عناصر جبهة النصرة ويدعي أنهم جزء لا يتجزأ من ما يسميه الثورة السورية”، متسائلة “هل ثورتكم يرعاها أيمن الظواهري؟ أم يوسف القرضاوي (رجل الدين القطري المعروف)؟ أم الدول التي كانت حتى اندلاع الحرب في سوريا تدعي مكافحة الارهاب وتبين أنها شريكة معه؟”، في اشارة الى الدول الغربية والخليجية الداعمة للمعارضة السورية.
واكدت الوطن أن سوريا “تخوض منذ عامين حرباً حقيقية على ارهابكم وعلى من تقبلون وتدافعون عنه أمام المحافل الدولية وتزودونه بالمال والرجال والعتاد”، مشددة على أن هذه الحرب “لن ينتصر فيها الا الشعب السوري الذي يرفض ارهابكم وتطرفكم واموالكم، ويدًا بيد مع جيشه سيقضي على آخر ارهابي دنس أرض سوريا الطاهرة”.
واعلنت جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة التي تقاتل ضد النظام السوري الاربعاء مبايعتها زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، متنصلة في الوقت نفسه من اعلان دولة العراق الاسلامية الاندماج معها تحت راية واحدة.
وجاء ذلك غداة اعلان ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم القاعدة العراقي تبني الجبهة واداء دور اساسي في اختيار زعيمها وتوحيد رايتهما تحت اسم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
ويرفض النظام منذ بداية الانتفاضة المناهضة له في منتصف آذار/مارس مقولة “الثورة”، مؤكدًا أنه يتعرض لـ”مؤامرة” ضده مدعومة وممولة من الخارج ينفذها “ارهابيون اسلاميون”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/805001.html
“الموت القادم من السماء” يُوثّق جرائم نظام الأسد وطائراته
وكالات
اتهمت منظمة حقوقية دولية سلاح الجو السوري بقصف المخابز والمستشفيات، وقالت إن القوات السورية تشن هجمات متعمدة ضد المدنيين. ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى وقف هذه الغارات ضد المدنيين، والتي وصفتها بجرائم ضد الانسانية.
نيويورك: أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أنّ “الغارات التي أمرت بشنها الحكومة السورية، والتي قتلت مدنيين بشكل عشوائي ومن دون تمييز، تندرج على ما يبدو في (استراتيجية) هجمات متعددة ومنهجية ضد المدنيين، والتي نعتبرها جرائم ضد الانسانية”.
وأضافت هذه المنظمة ومقرها نيويورك في تقرير تحت عنوان “الموت القادم من السماء” أن “الاشخاص الذين يرتكبون بشكل متعمد انتهاكات جدية لقوانين الحرب هم مذنبون بارتكاب جرائم حرب”.
واستنادًا الى تحقيق ميداني في مناطق يسيطر عليها المتمردون في ثلاث محافظات سورية، تحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش عن قصف لأربعة مخابز ومستشفيين، وكذلك اهداف مدنية أخرى. وقالت المنظمة إن مستشفى الشفاء في مدينة ادلب تعرض لأربع هجمات.
وأفادت منظمة هيومان رايتس واتش بأنها وثقت 59 من تلك “الوقائع المروعة”، التي أودت بحياة آلاف المدنيين في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، خلال زيارات لـ 52 موقعًا شمالي غرب سوريا.
وقال الباحث في قسم الحالات الطارئة بالمنظمة اولي سولفانغ: “من قرية الى قرية وجدنا شعبًا مرعوبًا من سلاحه الجوي”. واضاف: “هذه الغارات غير الشرعية التي تقتل وتجرح الكثير من المدنيين، تهدف الى التدمير وزرع الرعب وتهجير السكان”.
وأكدت المنظمة نقلاً عن شبكة ناشطين أن “الغارات الجوية قتلت اكثر من 4300 مدني في كل سوريا منذ تموز (يوليو) 2012” تاريخ بدء هجمات الطيران. وتحدثت المنظمة ايضًا عن استعمال ذخيرة ذات قدرة تدميرية كبيرة تدمر احيانًا عدة منازل في هجوم واحد.
ويقول التقرير إن معظم الهجمات حدثت في تلك المناطق، التي تكون وقعت تحت سيطرة المعارضة منذ فترة، دون أن يكون هناك قتال على الأرض. وكشفت المنظمة أنه في عشرات الحالات “كان الدمار الذي يلحق بمواقع وأعضاء المعارضة المسلحة لا يقارن بكم الدمار والقتل بين المدنيين”.
وقال منشقون عن النظام السوري في شهاداتهم لهيومان رايتس واتش إن قادة الجيش كانوا يعطون أوامر بقصف مناطق عمرانية دون اتخاذ أي اجراءات لحماية المدنيين بها. و فسروا ذلك بأنه “لزرع الخوف في قلوب المدنيين الذين يعيشون في مناطق خارج سيطرة النظام و حرمان المعارضة من الدعم الذي قد تكون حصلت عليه.
ولم يخلُ التقرير من انتقاد المعارضة المسلحة حيث قال إنها تتمركز في كثير من الاحيان في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، وهو ما يرفع عدد الضحايا بين المدنيين. لكن المنظمة الدولية ذكرت أن ذلك “لا يعفي” القوات الحكومية السورية مسؤوليتها الكاملة عن أرواح ضحاياها من المدنيين.
وقال مواطن من أعزاز في الشمال، لمنظمة هيومن رايس ووتش إن ما لا يقل عن 12 شخصًا من عائلته قتلوا في غارة واحدة على منزلهم في 15 آب (أغسطس) الماضي. وأوضح هذا الرجل الذي قال إن اسمه احمد “دفنت 12 شخصًا من عائلتي بينهم والدي وامي واختي وشقيقة زوجتي. وليد اخي تمزقت جثته ولم أعرفه على الفور. دفنا اطفال أخي ايضًا. كان اصغرهم بعمر 40 يومًا”.
وقالت المنظمة ايضا إن احد الاسلحة الذي استعمل في الهجوم على اعزام كان قنبلة انشطارية التي “يصل شعاعها الى 155 مترًا”. واشارت الى أن الجيش السوري لجأ ايضًا الى انواع أخرى من الاسلحة مثل قنابل عنقودية وصاروخ بالستية وقنابل حارقة. ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش الاسرة الدولية الى المساعدة على وضع حد لاعمال العنف التي تحصل في سوريا.
وجاء في تقرير المنظمة “نظرًا الى الادلة التي تم الحصول عليها، تدعو منظمة هيومن رايتس ووتش جميع الحكومات والمؤسسات الى وقف بيع وتزويد الاسلحة والذخائر ومعدات الى سوريا حتى توقف الحكومة ارتكاب مثل هذه الجرائم”.
وانتقد التقرير روسيا والصين لاستخدامهما حق “الفيتو” ضد أي تحرك للأمم المتحدة ضد دمشق. أكد اوي سولفانغ أن هذا الامر لا يجوز أن “يحول دون توسيع الحكومات جهودها للضغط على الحكومة السورية كي توقف هذه الانتهاكات”.
وفي الفترة بين أكتوبر (تشرين الاول) 2011 و يوليو (تموز) 2012، استخدمت الدولتان الحليفتان لنظام الرئيس بشار الاسد حق الفيتو ضد ثلاثة قرارات عرض مجلس الامن اتخاذها ضد النظام السوري.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/804953.html
وفد المعارضة السورية في لندن يعلن التزامه بفرض القانون وهزيمة المتطرفين
بعد إعلان «النصرة» الولاء لـ«القاعدة»
بيروت: نذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»
أرخى التسجيل الصوتي للفاتح أبي محمد الجولاني، الذي أعلن فيه تبعية «جبهة النصرة» لتنظيم «القاعدة» بظلاله على اجتماعات وزراء خارجية «مجموعة الدول الثمان» التي انطلقت في لندن الليلة الماضية، بحضور وفد من المعارضة السورية برئاسة رئيس الحكومة المؤقتة المكلف غسان هيتو، ونائب رئيس الائتلاف الوطني سهير الأتاسي، وعضو الائتلاف ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا، والغياب الملحوظ لرئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب.
وكان من المفترض أن يناقش الوفد السوري أربعة ملفات، أبرزها الحكومة المؤقتة وأبرز الملفات الملقاة على عاتقها، وتوفير الدعم المالي لضمان عملها بفاعلية في المناطق المحررة من سوريا، وتوفير السلاح لـ«الأطراف المعتدلة» في الجيش الحر، بالإضافة إلى موقف المعارضة «السياسية» من جبهة النصرة، لكن التسجيلات الصوتية لأيمن الظواهري.
فبعد يوم واحد من إعلان أبو بكر البغدادي، زعيم «العراق الإسلامية» أن جماعته و«النصرة» ستعملان تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أكد الجولاني في تسجيل صوتي أيضا أن تنظيمه هو الأخ الشقيق لـ«العراق الإسلامية»، نافيا في الوقت نفسه أن تكون جبهة النصرة بصدد التوحد مع أي فصيل آخر.
لكن الجولاني استجاب لدعوة البغدادي في «الترقي مما هو أدنى لما هو أسمى»، فجدد مبايعته للظواهري، وقال: «إننا نبايعه على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والهجرة والجهاد، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن نرى كفرا بواحا لنا فيه من الله برهان».
ووضعت بيعة «النصرة» لـ«القاعدة» المعارضة السورية في موقف محرج، إذ لطالما اعتبرت المعارضة «جبهة النصرة» رديفا لها في مساعيها لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ودافعت عنها في المحافل الدولية باعتبارها «مكونا سوريا لا يحمل أجندات خارجية».
للخروج من هذا المأزق، شككت بعض أوساط المعارضة بصحة التسجيل، وقال عضو المجلس الوطني والائتلاف السوري هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» إنه «ليس عندنا ما يؤكد صحة هذا التسجيل»، مشيرا إلى «أننا سنتابع التحقق منه».
وأوضح أن التشكيك «ينطلق من كونه الأول الذي يصدر عن جبهة النصرة في شأن علاقتها بتنظيم القاعدة، ويتضمن تناقضا». وتساءل: «كيف يمكن لتنظيم يعلن السمع والطاعة لزعيمه، ويرفض في الوقت نفسه طلبا يتعلق بتوحيد الراية مع العراق؟».
وبالإضافة إلى إعلان البيعة، أقر الجولاني بتلقي تنظيمه المساعدات المالية واللوجيستية من «العراق الإسلامية» منذ الأيام الأولى للثورة السورية، ومقرا في الوقت ذاته بوجوده في العراق منذ الغزو الأميركي له عام 2003 بالقول: «بعدما كشفت بعض الأوراق نؤكد أننا واكبنا جهاد العراق مذ مبدؤه إلى حين عودتنا بعد الثورة السورية. ومع ما حصل لنا من انقطاع قدري، إلا أننا قد اطلعنا على أغلب تفاصيل الأحداث الجسام التي مرت على مسيرة الجهاد في العراق، واستخلصنا من تجربتنا هناك ما سر قلوب المؤمنين بأرض الشام تحت راية جبهة النصرة».
وينسحب أمر الإرباك على الجناح العسكري للثورة، خصوصا مع محاولات تجنب الصدام بين القوى المعتدلة المنضوية تحت «الجيش الحر» والقوى الأصولية المنضوية تحت الرايات الجهادية.
وفي هذا الصدد، ترى مصادر بارزة في الجيش الحر أن تصوير «جبهة النصرة» وكأنها تحتكر القتال ضد نظام الأسد هو «تضخيم إعلامي مبالغ فيه».
وتضيف المصادر ذاتها لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي «النصرة» في سوريا لا يتجاوزن 5 في المائة من مجمل المقاتلين المعارضين ضد النظام، ويتركزون في الشمال السوري في محافظات حلب والرقة ودير الزور والحسكة.
وأوضحت المصادر أن مقاتلي النصرة في حلب مثلا «لا يتخطى عددهم الألف مقاتل، فيما تضم جبهة تحرير سوريا في حلب وحدها نحو 5 آلاف مقاتل»، فضلا عن مقاتلين آخرين ينتمون للمجلس العسكري في المدينة وريفها، وجبهة شهداء سوريا، وكتائب وجبهات مقاتلة أخرى.
ولا تنفي المصادر فعالية مقاتلي جبهة النصرة في الرقة وريف حلب في القتال ضد النظام، مؤكدة أن قادة الجبهة في سوريا «لم يعلنوا حتى الساعة عن رؤية سياسية، حاصرين عملهم وتحركهم في إطار العمل العسكري الميداني». وأضاف: «المقاتلون الإسلاميون الذين يقاتلون في صفوف النصرة معظمهم سوريون، رغم أنها تضم عددا من المهاجرين، وهم جهاديون غير سوريين، التحقوا بصفوفها بغرض القتال ضد النظام».
لكن الإرباك في صفوف الثورة السورية، سواء السياسية منها والعسكرية، لا ينسحب على الخبراء والمحليين ومراكز الأبحاث التي تعنى بالجماعات الإسلامية، إذ سبق أن أصدر مركز كويليام لمكافحة الإرهاب في مطلع هذا العام دراسة ربط فيها بين «النصرة» و«العراق الإسلامية». ووفقا لرئيس المركز نعمان بن عثمان فإن إرهاصات إعلان الدولة كانت واضحة منذ أشهر، إذ بعد مواكبة التطورات السياسية في سوريا، تم رفض تأسيس أي نوع من الحكم يستند إلى مبدأ الديمقراطية؛ لأنه سيكون «جزءا من المؤامرة الغربية لخطف الثورة السورية».
ووفقا لهذا التحليل فإن حكومات المنطقة سيتوجب عليها إعادة تقييم سياساتها وقراراتها بشكل عاجل فيما يخص الدعم والإسناد، في ظل إنكار الجماعات الإسلامية في سوريا لمبدأ الديمقراطية ورفضها للمدنية أساسا لقيام الدول.
وفي سؤال لـ «الشرق الأوسط» حيال دعم المعارضة بالسلاح في ضوء إعلان «جبهة النصرة» تبنيها لخط «القاعدة»، أشار متحدث باسم الخارجية البريطانية إلى أن «المملكة المتحدة وفرنسا ما زالتا تدفعان باتجاه رفع الحظر المفروض على توريد السلاح إلى سوريا»، مضيفا أن هذا لا يعني تسليح المعارضة بشكل فوري، لكن يعني مزيدا من الحرية في التعامل مع تدهور الأوضاع على الأرض.
أما في ما يخص «جبهة النصرة» فقد أشار المصدر ذاته إلى «بريطانيا قلقة من اكتساب القوى المتطرفة لموطئ قدم في سوريا، وهذا ما يعزز أهمية دعم القوى المعتدلة.
وعن الخطيب وعدم دعوته لحضور الاجتماعات، أكدت المصادر أهمية التواصل مع الخطيب، نافية في الوقت ذاته عدم دعوته.
وكان صبرا والأتاسي قد أكدا بعد لقائهما بوزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ على هامش اجتماع لندن على ضرورة دعم حكومة هيتو بالقول: «تحدثنا عن السبل الأنجع التي ستمكن الحكومة من التغلب على المتطرفين وفرض قوانيين تتناسب والقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.
جبهة النصرة تعزز من وجودها في «الجزيرة» السورية
سكانها بين نهري الفرات ودجلة يتوقعون حربا بين فصائل الثوار
الرقة: ليز سلاي *
في الوقت الذي بدأت الحكومة السورية تفقد فيه سيطرتها على هذه المنطقة النائية من شمال شرقي البلاد، أعرب الكثير من السوريين عن مخاوفهم من وقوع حرب بين المقاتلين المعتدلين، الذين حملوا السلاح أولا ضد الحكومة، والإسلاميين المتشددين الإسلاميين، الذين برزوا على الساحة في وقت لاحق لمساعدة الثوار بقوتهم وعتادهم.
وعزز الاستيلاء على الرقة، أول مركز لمحافظة تسيطر عليها قوات المعارضة، في مارس (آذار) الماضي من مكاسب مجموعات متنوعة ذات توجهات إسلامية في أغلبها، في محافظات الشمال الشرقي الثلاث وهي إضافة إلى الرقة دير الزور والحسكة. ولا تزال القوات الموالية للرئيس الأسد تسيطر على عدد من القواعد الصغيرة المتناثرة التي يمكن طردها منها في أي وقت.
ويتمحور التوتر بين مجموعات المقاتلين حول قضايا أهمها الآيديولوجية، وشكل سوريا ما بعد الأسد، وإدارة الموارد الحيوية المتركزة في هذا الجانب من البلاد.
وتوقع أبو منصور، قائد في لواء الفاروق التابع لقوات الجيش السوري الحر، الذي واجه رجاله بعض متطرفي جبهة النصرة في بلدة تل أبياد الحدودية، تحول التوتر الحالي إلى عنف، بالقول: «سيقع القتال لا محالة، إن لم يكن اليوم، فسوف يكون غدا». وتأتي جبهة النصرة، التي صنفتها الولايات المتحدة كجماعة إرهابية بسبب الشكوك في علاقتها بالقاعدة، بين الكثير من المجموعات التي تحقق تقدما في المنطقة، لكنها تبرز كأكثرها إثارة للخلاف وامتلاكا للقوة. فقد أعلنت دولة العراق الإسلامية التي تنتمي إلى القاعدة عن اندماجها رسميا مع جبهة النصرة تحت اسم «الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام».
وتشكل محافظات الرقة ودير الزور والحسكة ما كان يعرف قديما باسم «منطقة الجزيرة»، لموقعها بين نهري دجلة والفرات – حيث تكمن غالبية الثروات الاقتصادية لسوريا، بما في ذلك حقول النفط واحتياطيات الغاز والقسم الأكبر من الزراعة، وبالأخص القطن والقمح.
وتمتد «الجزيرة» إلى محافظات نينوى والأنبار غرب العراق، حيث تضرب الجماعات المرتبطة بالقاعدة بجذورها في هذه المنطقة. وتنتشر الروابط القبلية والعائلية عبر الحدود، وتتردد هناك أصداء تعقيدات الصراع الذي احتدم في العراق في العقد الماضي، عندما تحول الكثير من رجال القبائل السنية الذين حاربوا في البداية ضد القوات الأميركية ولاءاتهم وقاتلوا ضد القاعدة.
ويقول نواف البشير، وهو شيخ عشيرة وأحد قادة الثوار الأكثر اعتدالا، إن اختيار جبهة النصرة لتركيز جهودها في هذه المنطقة لم يأت من قبيل الصدفة، مضيفا أن الجبهة سيطرت على ما يقرب من 90 في المائة من آبار النفط في سوريا، وصوامع الحبوب ومخازن القطن، وشرعت في بيع المخزون لجمع الأموال.
وتدور شائعات حول رغبة القبائل في تشكيل قوات صحوة، على غرار الميليشيات التي تشكلت في العراق والتي أشرفت عليها الولايات المتحدة للقضاء على القاعدة في العراق. لكن السواد الأعظم من السوريين يقولون إنهم لا يريدون القتال حتى مع اعترافهم بتزايد الشقاق بين الفصائل، فيقول حميد العطالله، المتحدة باسم جبهة الجزيرة والفرات، تحالف شكلته كتائب الثوار لمواجهة نفوذ الأصوليين: «الكل يعلم ما حدث في العراق، ونحن نود تجنب ذلك».
وأضاف المتحدث: «انطلقت الثورة السورية للمطالبة بالديمقراطية، وجبهة النصرة لا تقاتل من أجل الديمقراطية، لكنهم سوريون ونحن لا نريد أي صدام معهم».
أما في مدينة الرقة الزراعية، الواقعة على ضفاف نهر الفرات، فسبب نجاح جبهة النصرة كان واضحا، وكذلك التحديات التي تواجه الجماعة، إذ قادت جماعة «أحرار الشام» السورية القتال هنا، وما لبثت جبهة النصرة أن انضمت إليها في وقت لاحق. لكنهم لعبوا دورا كبيرا في تأمين البنية التحتية للمدينة والشركات والمتاجر من النهب، وفي منع الخارجين عن القانون وهو ما أثار الاستياء تجاه الجيش السوري الحر في مناطق أخرى.
ويدير لواء أمناء الرقة، التابع لحركة أحرار الشام، مركز قيادة مشترك مع جهة النصرة في ملعب المدينة الرياضي. ويصف قائد اللواء، أبو طايف، وهو رجل أعمال من ضاحية ريفية، أنه شخص معتدل، معبرا عن رغبته في أن تصبح سوريا بلدا ديمقراطيا على غرار ماليزيا وتركيا. لكنه دافع بشدة عن دور جبهة النصرة في الثورة، قائلا، إنه «إذا كانت أسهم المتطرفين في ازدياد فذلك لأن أميركا لم تقدم لنا شيئا، وإذا ما استمرت الثورة فترة أطول وأحجم العالم عن مساعدتنا فسوف انضم إلى جبهة النصرة».
يشار إلى أن الرقة لم يلحق بها الكثير من الدمار على غرار أجزاء أخرى من البلاد، بحكم تاريخها القصير مع المعارضة، لكن السكان، الذين يعترفون بدعمهم لحكومة الأسد حتى وقت قريب بدلوا ولاءاتهم بسلاسة إلى جبهة النصرة. يقول ميزا حسين، 37 عاما، وهو تاجر يبع ملابس الزفاف ويتبرع بالمال لأحد فصائل الجبهة: «كنا خائفين للغاية من جبهة النصرة لأن الإعلام الرسمي كان يقول إنهم إرهابيون، لكن ذلك ليس صحيحا، إنهم أشخاص طيبون. أنا لا أقوى على القتال لكني أود أن أكون جزءا منهم لأني أريد المساواة والحق». وأضاف أحد الجالسين معه بصوت خافت: «نحن نريد تجنب العنف».
لكن جهود جبهة النصرة لمنع السجائر لحرمتها لم تفلح، كما لم تؤت جهودهم في إجبار النساء على ارتداء الحجاب بثمارها، حتى في المناطق المعروفة بعاداتها المحافظة. ويقول وائل فؤاد، 27 عاما، يبيع المستلزمات الزراعية: «كما ترى نحن أحرار، وها نحن ندخن».
تقول حنين مطر، 28 عاما، معلمة مرت بجانبنا دون غطاء للرأس وقالت، إنها شاركت في المظاهرات ضد الأسد: «لا أحد يجبرنا على القيام بشيء معين، ولن يجبرونا، فقد حاربنا من أجل الحرية».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
صراع بين «القضاء المدني» و«الهيئات الشرعية» على تسيير شؤون المناطق المحررة
معارضون سوريون يتهمون الجماعات المتشددة باستغلال الفراغ الأمني ويطالبون بالإسراع بتشكيل الحكومة
بيروت: «الشرق الأوسط»
تعيش المناطق المحررة في سوريا أوضاعا أمنية واقتصادية صعبة يعاني فيها السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والمحروقات في ظل ضعف تمويل المجالس المحلية الموكلة إليها مهمة إدارة هذه المناطق. وبينما تتعهد المعارضة السورية بإدارة المناطق المحررة بطريقة مختلفة بعد تشكيل الحكومة المؤقتة، تشتد المنافسة بين الهيئات الشرعية الإسلامية المتشددة والمجالس القضائية المدنية لفرض سلطة القضاء والفصل في قضايا الناس.
ويشير حمزة حبوش، أحد القادة الميدانيين في لواء «درع هنانو» المتواجد في إدلب إلى وجود تنسيق بين المجالس المحلية المنتخبة وفقا لقواعد الكفاءة، والمجالس الثورية المؤلفة من كتائب «الجيش الحر»، ويقول حبوش لـ«الشرق الأوسط» إن مناطق الشمال تعاني من نقص في المواد الغذائية ومواد المحروقات، مؤكدا أن «معظم الأفران قد توقفت عن العمل». ويوضح أن «المجالس المحلية تقوم بتنظيم شؤون الناس ولكن نتيجة الدعم المالي القليل من قبل الائتلاف فإن عملها لم يحصد نتائج جيدة». وينفي حبوش أن «يكون هناك قوى إسلامية تحكم محافظة إدلب»، مشيرا إلى أن «الجهات التي تدير الأمور هي خليط من قضاة ومشايخ ومحامين وحقوقيين».
وبحسب القاضي المنشق أنور مجني، عضو «مجلس القضاة الأحرار» فإن الصراع بين المجلس المكون من مجموعة من القضاة المنشقين والقوى الإسلامية على تحديد السلطة القضائية التي ستفصل بين الناس ما يزال مستمرا. ويؤكد المجني لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس يسعى إلى إقناع المشايخ عبر الكثير من المناقشات والحوارات بعدم التدخل بشؤون القضاء الذي يجب أن يستمد أحكامه من القانون السوري بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية. وعن وجود قوى أمنية تعمل على تطبيق القوانين، قال: «نسعى عبر مشروع العدالة الانتقالية إلى تشكيل قوى أمن داخلي من المنشقين عن النظام، تعمل بمعزل عن الكتائب المسلحة، مهمتها الرئيسية تطبيق القوانين. ويعترف المجني أن مهمتهم كمجلس قضاء «صعبة جدا بوجود تشكيلات إسلامية متشددة ترفض رمي السلاح والخضوع إلى القوانين المدنية».
في المقابل، يؤكد عضو المجلس الوطني عماد الدين رشيد لـ«الشرق الأوسط» أن «تجربة المجالس المحلية التي تم انتخاب أحدها في حلب لتمثيل معظم مناطق المحافظة، تجربة يمكن البناء عليها إذا تم دعمها من الائتلاف الوطني لقوى الثورة». وبخصوص الشؤون القضائية، يشير الرشيد إلى أن «مجالس القضاء الموحدة التي تدير شؤون المواطنين في حلب وإدلب وبعض مناطق ريف اللاذقية تعمل بشكل مقبول».
وتضم هذه المجالس هيئات شرعية تتبع لجبهة النصرة الإسلامية إضافة إلى محامين وقضاة. ويشدد الرشيد على أنها «تعمل تبعا لمبدأ العدالة التصالحية بحيث تقوم بحل النزاعات بين الناس وليس إصدار أحكام ضدهم». ويقول: «لا بد من الإسراع في تشكيل الحكومة الانتقالية لنعمل على تجسير الفجوة التي تفصل بين المجالس والجهات وبين مكونات المعارضة».
وفي هذا السياق، كشف عضو الائتلاف والمجلس الوطني، عبد الأحد إسطيفو لـ«الشرق الأوسط»، أن فترة «تشكيل الحكومة المؤقتة ستطول بسبب المشاورات الدائرة بين مختلف الأطياف»، مؤكدا «عزم المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقال إلى الداخل السوري وتحديدا إلى مناطق الشمال ليتابع شؤون الناس عن كثب». وعن سوء التنسيق بين الائتلاف المعارض والمجالس المحلية، قال: «هذه المجالس ممثلة سياسيا عبر 14 عضوا، يشكلون مكونا رئيسا من الائتلاف لكن اثنين منهم فقط من الداخل فيما البقية يعيشون في الخارج، الأمر الذي يجعل التنسيق ضعيفا جدا».
ويشير إسطيفو إلى «تدهور الأوضاع المعيشية للناس في المناطق المحررة إضافة إلى الفراغ الأمني الكبير الذي تستغله الجماعات المتشددة لتحكم قبضتها، لا سيما في مدينة الرقة شرق سوريا».
وكانت «الشرق الأوسط» قد أشارت في تقرير من مراسلتها المتجولة هنا لوسيد سميث إلى دور المحاكم الشرعية في البت في الخلافات بين الناس في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وتتوزع المناطق التي تمكنت كتائب «الجيش الحر» من تحريرها على محافظات عدة، أبرزها في الشمال حيث تسيطر على كامل محافظة إدلب باستثناء 3 مواقع أمنية وموقع عسكري ما يزال النظام يشغلها إضافة إلى مركز المدينة. وتمتد المناطق المحررة إلى حلب التي خرجت معظم مناطق ريفها عن سيطرة النظام بينما يحتفظ بأقل من 30% من المدينة. وفي الجنوب يحكم «الجيش الحر» سيطرته على مناطق شاسعة من مدينة درعا إضافة إلى تواجده الكثيف في القنيطرة. كما تعتبر مناطق ريف اللاذقية الممتدة من جبل التركمان على الحدود التركية وصولا إلى جبل الأكراد الموصول جغرافيا مع جسر الشغور في محافظة إدلب تحت سلطة المعارضة. بالإضافة إلى دير الزور الواقعة شرق سوريا حيث خرجت قوات النظام من جميع مناطقها باستثناء المطار، وذلك بعد إعلان المعارضة تحرير مدينة الرقة القريبة من الحدود العراقية.
معارك عنيفة في محيط داريا.. وأنباء عن تصفيات داخل «الجيش الحر»
مواجهات بين الأكراد والعرب في الحسكة
بيروت: «الشرق الأوسط»
قالت مصادر المعارضة السورية، أمس، إن اشتباكات عنيفة وقعت في أطراف العاصمة دمشق. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن 28 من مقاتلي «الجيش الحر» و13 جنديا نظاميا قتلوا في اشتباكات عنيفة بمحاور بريف دمشق، لا سيما في داريا وحرستا.
يأتي ذلك بعد فترة على قيام النظام السوري حشد قواته في محيط داريا تمهيدا لاقتحامها. وأفاد ناشطون معارضون بأن القوات النظامية أرسلت سيارات إسعاف إلى داريا لنقل قتلاها وجرحاها الذين سقطوا عند أطراف المدينة. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن القوات النظامية تقوم بتفجير المنازل المحيطة بمطار المزة العسكري من جهة داريا كي لا يستخدمها الثوار.
إثر ذلك، كثف الطيران الحربي السوري غاراته على قواعد «الجيش الحر» الخلفية في الغوطتين الشرقية والغربية لحملهم على التراجع بعيدا عن دمشق. وقالت لجان التنسيق، إن اشتباكات وقعت في منطقة العبادة بريف دمشق، كما جرت معارك في السبينة، حيث قتل عنصر من «الجيش الحر»، وفقا للمصدر نفسه. بدوره، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن مواجهات وقعت في جنوب دمشق في بلدة ببيلا.
وفي محافظة الحسكة وقعت مصادمات عنيفة بين مقاتلين أكراد يتبعون لعناصر الحماية الشعبية وبين عناصر من عشيرة البومعيش العربية التي تقاتل مع «الجيش الحر»، وقال أحد الناشطين في المدينة في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» إن «الصدمات وقعت في حي الناصرة بعد دخول قوات الحماية الشعبية إلى الحي فاعترضتهم عناصر من عشيرة البومعيش مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة خلفت أكثر من 14 قتيلا معظمهم من العرب». ولفت الناشط إلى أن «أعيانا ووجهاء من المدينة تدخلوا لإيقاف الصدمات، حيث تم تشكيل مجلس يمثل عشيرة البومعيش للتفاوض مع المقاتلين الكرد». يأتي ذلك بالتزامن مع أنباء تؤكد وقوع تصفيات داخل قيادات «الجيش الحر» راح ضحيتها قائد كتيبة «القعقاع»، علي مطر، الملقب «أبو صدام». وقتل أبو صدام في عملية استهدفت موكبه، في منطقة الميادين، شرق سوريا، التي تخضع تماما لسيطرة «الجيش الحر»، واعتبر المجلس العسكري الثوري في منطقة الميادين، أن حادثة مقتل مطر ما زالت غامضة. وأضاف أن هناك معلومات غير مؤكدة، حول خلافات عائلية أودت بحياته، وأن ابن عم مطر هو من قتله. ونفى المجلس تورط «الجيش الحر» بتصفية قائد كتيبة القعقاع، واعتبر أن النظام السوري هو من يروج لتلك الإشاعات. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن العملية تأتي في سياق الصراع الدائر بين كتائب «الجيش الحر». وأشارت المصادر إلى أن «هذه التصفيات تحصل نتيجة الصراع على المغانم إضافة إلى صراعات خفية على القيادة». وكانت مدينة الميادين قد شهدت قبل فترة عملية اغتيال مماثلة استهدفت قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، مما أدى إلى بتر ساقه بعد معالجته في أحد المستشفيات التركية.
إلى ذلك، أعلن الجيش السوري الحر البدء بمعركة تحرير «ريف حماه الشرقي». وأكدت كتائب «الفاروق»، في بيان سيطرتها «على قرية سوحا بريف حماه الشرقي»، بعد تدمير الحواجز العسكرية الموجودة فيها. وكانت الكتائب قد سيطرت قبل ذلك على قرية عقيربات القريبة من سوحا. وقال أبو غازي الحموي، عضو تنسيقية حماه للثورة السورية لـ«الشرق الأوسط» إن هذه العملية تأتي بعد تعسر تقدم «الثوار» في الجهتين الغربية والشمالية بسبب التداخل الطائفي ووجود الكثير من الثكنات العسكرية. وأشار الحموي إلى أن مناطق الريف الشرقي هي على تماس مع قرى الرقة التي تعتبر بحكم المحررة، مما يساعد «الثوار» في معركتهم ضد القوات النظامية.
وأكد «امتلاك (الجيش الحر) في ريف حماه صواريخ (غراد) يستخدمها في قصف مواقع الجيش النظامي»، كما لفت إلى أن «الهدف من معركة تحرير ريف حماه الشرقي هو التخفيف عن محافظة حماه نفسها التي تشهد اعتقالات يومية». ويمتد ريف حماه الشرقي من قرية الذرة وصولا إلى القرى الواقعة قرب مدينة الرقة. وتتولى قيادة العمليات العسكرية في هذه المناطق كتائب «الفاروق» و«أحفاد الرسول» وألوية مختلفة تتبع للمجلس العسكري في مدينة حماه.
الثماني تبحث أزمة سوريا ورفض لدعوة الظواهري
قال وزير خارجية ألمانيا غيدو فسترفيله إن مجموعة الثماني ستناقش في اجتماعها المقرر اليوم الخميس في العاصمة البريطانية لندن، الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من عامين، في حين رفض ناشطون سوريون ما وصفوه بالتدخل السافر لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في شؤون بلادهم الداخلية.
وجدد فسترفيله رفض بلاده تقديم السلاح للثوار في سوريا، مكررا مخاوف بلاده من وصول الأسلحة لأيدي من وصفهم بالإرهابيين.
ويأتي اجتماع مجموعة الثماني اليوم، بعد يوم من اجتماع وزراء خارجية هذه الدول في لندن مع ممثلين عن المعارضة السورية، والاتفاق على عقد مؤتمر “أصدقاء سوريا” المقبل في العشرين من الشهر الجاري بمدينة إسطنبول بتركيا.
وأعاد الوفد السوري خلال لقائه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ والأميركي جون كيري مطالبه بتزويد المعارضة بالأسلحة للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وحسب سهير الأتاسي -نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة- فإن المعارضة بحثت السبل التي تمكّن حكومة غسان هيتو المؤقتة من العمل بأكبر قدر من الفاعلية مع المملكة المتحدة والمجتمع الدولي، وأكدت التزام المعارضة بمكافحة التطرف والتمسك بالقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.
وقال مسؤول أميركي إن كيري “لم يعد بشيء” مؤكدا أن بلاده ما زالت “تدرس عددا من الخيارات”، ولكنها ستواصل تقديم المساعدات للمعارضة، حسب تعبيره.
وأضاف المسؤول “علينا مواصلة الحوار، ولهذا سنعود إلى إسطنبول”، مشيرا إلى أن غداء العمل مع ستة من مسؤولي المعارضة على مائدة هيغ أتاح إجراء “مباحثات جيدة ومهمة”، وكان كيري قد أكد قبل يومين تفضيله للمسار الدبلوماسي.
يشار إلى أن واشنطن ترفض في الوقت الحاضر إمداد المعارضة بالسلاح بدعوى الخشية من أن تصل الترسانة إلى أيدي من تصفهم بالمتطرفين، ولكنها تقدم مساعدات غير قتالية كبيرة.
وكانت المملكة المتحدة قد دعت وفد المعارضة برئاسة هيتو لحضور جلسات من اجتماعات وزراء خارجية دول مجموعة الثماني في لندن التي تبحث بين أمور أخرى الأزمة السورية.
رفض للظواهري
وفي تطور آخر أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا رفضها لما أسمته التدخل السافر لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بسوريا، ودعوته لإقامة دولة إسلامية بهذه البلاد، غير أن اللجان لم تعلق على إعلان جبهة النصرة -التي تقاتل النظام السوري- ولاءها للظواهري.
ووصفت اللجان بيان الظواهري الذي وجه به دعوته، بأنه تدخل سافر بالشأن السوري الداخلي، مؤكدة في الوقت ذاته أن الشعب السوري وحده، هو الذي يقرر مستقبل بلاده.
الحر يسقط طائرة بإدلب ومعارك بحلب
قال ناشطون إن الجيش الحر أسقط مروحية في ريف إدلب الشرقي، كما كثف مقاتلو المعارضة عملياتهم العسكرية بمحافظة حلب ضمن ما يسمونها معركة فك الأسرى، وذلك بعد يوم دام شهد مقتل أكثر من 132 مدنيا بينهم نحو 60 في مجزرة بدرعا.
وأفادت شبكة شام بأن قوات المعارضة المسلحة استهدفت معاقل قوات الأمن والشبيحة في قرية الحندرات بريف حلب. كما تجددت الاشتباكات بين قوات الجيش الحر وعناصر النظام في بلدة السفيرة بريف حلب. في حين قال ناشطون إن قوات النظام قصفت صباح اليوم بالطيران الحربي حي صلاح الدين بحلب.
وفيما يتعلق بتطورات أمس، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 132 شخصا قتلوا الأربعاء بنيران قوات النظام، معظمهم في محافظة درعا ومدينة دمشق وريفها.
وتحولت مدينة الصنمين قرب درعا أمس إلى مسرح لأبشع المجازر التي ارتكبها النظام، حيث شهدت مقتل أكثر من 60 مدنيا، أغلبهم قتلوا بإعدامات ميدانية، بينهم الطبيب الوحيد بالمدينة، كما أصيب العشرات بجروح بعد اقتحام المدينة بالدبابات والمدرعات.
وقال المركز الإعلامي السوري إن قوات النظام نفذت حملة حرق ونهب للمنازل والمحال التجارية في المدينة.
وقصفت قوات النظام مدن وبلدات إزرع والشيخ مسكين وغباغب وبصرى الشام في ريف درعا.
وكان المرصد السوري قد تحدث عن تعزيزات من القوات النظامية توجهت إلى درعا التي سيطر الجيش الحر على أجزاء منها، بما في ذلك منطقة قريبة من الحدود مع الأردن وقسم من الطريق الدولي بين درعا ودمشق.
قتال بدمشق
كما عمدت قوات النظام أمس إلى تفجير عدد من المباني المحيطة بمطار المزة العسكري في دمشق من جهة داريا لكي لا يستخدمها الثوار، حيث تواصلت الاشتباكات في حييْ جوبر وسيدي مقداد، وفقا لما أفادت به لجان التنسيق للثورة السورية.
وحسب ناشطين فإن قتالا شرسا اندلع أمس الأربعاء في محيط دمشق، وزادت ضراوة المعارك في محيط دمشق مع محاولة الجيش الحر التغلغل وسط العاصمة من حي جوبر المتاخم لساحة العباسيين.
وكثف الطيران الحربي السوري غاراته على قواعد الثوار الخلفية في الغوطتين الشرقية والغربية لحملهم على التراجع بعيدا عن دمشق.
وخارج العاصمة دمشق وريفها تواصل القتال كذلك في محيط مستشفى الكندي بحلب الذي تحاصره عدة ألوية، وأسفر أحدث الاشتباكات عن مقتل 25 جنديا نظاميا، حسب ما نقل المرصد في موقعه على الإنترنت.
كما شهد حي الرصافة بدير الزور اشتباكا بين الطرفين أسفر عن مقتل أحد الثوار، في وقت قتل آخر باشتباكات في تلبيسة بريف حمص.
كما أشار المرصد إلى اشتباكات على ما يسمى طريق الموت قرب بلدة حيش بإدلب حيث تحاول القوات النظامية فك الحصار عن معسكريْ وادي الضيف والحامدية.
وفي حمص، تعرضت بلدات الرستن وتلبيسة وآبل والبويضة الشرقية لغارات جوية رافقها قصف بالراجمات والمدافع وفقا لناشطين. وتجدد القصف كذلك على بلدات في ريف درعا بينها اللجاة وغباغب وتسيل، في حين تعرضت مدينة الصنمين لاقتحام جزئي.
وفي دير الزور، قالت شبكة شام إن صاروخ أرض أرض سقط الأربعاء على حي الشيخ ياسين الذي يتعرض وأحياء أخرى لقصف يومي بالتزامن مع اشتباكات. ووفقا للشبكة نفسها، أصيب مدنيون في قصف على حي السكري بحلب.
“ووتش” تدين الغارات على المدنيين بسوريا
وصفتها بأنها جرائم ضد الإنسانية
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الطيران السوري بقصف المخابز والمستشفيات وأهداف مدنية أخرى. ودعت المنظمة غير الحكومية إلى وقف هذه الغارات ضد المدنيين التي وصفتها بأنها جرائم ضد الإنسانية.
وأكدت أن “الغارات التي أمرت بشنها الحكومة والتي قتلت مدنيين بشكل عشوائي وبدون تمييز، تندرج على ما يبدو في إستراتيجية هجمات متعددة ومنهجية ضد المدنيين، ونعتبرها جرائم ضد الإنسانية”.
وأضافت المنظمة -التي مقرها بنيويورك، في تقرير تحت عنوان “الموت القادم من السماء”- أن “الأشخاص التي يرتكبون بشكل متعمد انتهاكات جدية لقوانين الحرب هم مذنبون بارتكاب جرائم حرب”.
واستنادا إلى تحقيق ميداني في مناطق يسيطر عليها الثوار في ثلاث محافظات سورية، تحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش عن قصف لأربعة مخابز ومستشفيين وكذلك أهداف مدنية أخرى. وقالت المنظمة إن مستشفى الشفاء في مدينة إدلب تعرض لأربع هجمات.
وقال الباحث في قسم الحالات الطارئة بالمنظمة أولي سولفانغ “من قرية إلى قرية وجدنا شعبا مرعوبا من سلاحه الجوي”. وأضاف قائلا “هذه الغارات غير الشرعية التي تقتل وتجرح الكثير من المدنيين، تهدف إلى التدمير وزرع الرعب وتهجير السكان”.
أسلحة مدمرة
وأكدت المنظمة -نقلا عن شبكة ناشطين- أن “الغارات الجوية قتلت أكثر من 4300 مدني في كل سوريا منذ يوليو/تموز 2012” تاريخ بدء هجمات الطيران. وتحدثت المنظمة أيضا عن استعمال ذخيرة ذات قدرة تدميرية كبيرة تدمر أحيانا عدة منازل في هجوم واحد.
وقال مواطن من إعزاز في الشمال لمنظمة هيومن رايس ووتش إن ما لا يقل عن 12 شخصا من عائلته قتلوا في غارة واحدة على منزلهم في 15 أغسطس/آب الماضي. وأوضح الرجل “دفنت 12 شخصا من عائلتي، بينهم والدي وأمي وأختي وشقيقة زوجتي..، وليد أخي تمزقت جثته ولم أعرفه على الفور..، دفنا أطفال أخي أيضا.. كان أصغرهم بعمر 40 يوما”.
وقالت المنظمة أيضا إن أحد الأسلحة الذي استعمل في الهجوم على إعزاز كان قنبلة انشطارية “يصل شعاعها إلى 155 مترا”. وأشارت إلى أن الجيش النظامي السوري لجأ أيضا إلى أنواع أخرى من الأسلحة مثل قنابل عنقودية وصواريخ بالستية وقنابل حارقة.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش الأسرة الدولية إلى المساعدة في وضع حد لأعمال العنف التي تحصل في سوريا. وجاء في تقرير المنظمة “نظرا إلى الأدلة التي تم الحصول عليها، تدعو منظمة هيومن رايتس ووتش جميع الحكومات والمؤسسات إلى وقف بيع وتزويد الأسلحة والذخائر والمعدات لسوريا، حتى توقف الحكومة ارتكاب مثل هذه الجرائم”.
وبعد أن أقر بأن الفيتو الروسي والصيني عرقلا حتى الآن أي عمل دولي في سوريا، أكد أولي سولفانغ أن هذا الأمر “لا يجوز أن يحول دون توسيع الحكومات جهودها للضغط على الحكومة السورية كي توقف هذه الانتهاكات”.
المصدر:الفرنسية
التحقيق بكيمياوي سوريا بطريق مسدود
قال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن المحادثات بين المنظمة وحكومة بشار الأسد بشأن إجراء تحقيق محتمل بمزاعم في استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا وصلت إلى طريق مسدود.
وأضافوا أن المنظمة الدولية وسوريا تبادلتا رسائل خلال الأسابيع الماضية، لكنهما لا يزالان بعيدين عن التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية سير التحقيق.
بدورهم قال دبلوماسيون بالأمم المتحدة -طلبوا عدم نشر أسمائهم- إن خطابات متبادلة سابقة بين سفير سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري وأنجيلا كين مسؤولة نزع السلاح في المنظمة الدولية أبرزت شروطا أخرى تضعها حكومة الأسد لإجراء عملية التفتيش.
وأضاف الدبلوماسيون لوكالة رويترز أن الجعفري أصر على تعيين مراقب لمرافقة فريق التفتيش ويريد الحصول على نسخة من أي عينة تؤخذ لفحصها لمعرفة ما إذا كان بها آثار أي مواد كيمياوية.
شروط
وطلبت سوريا من الأمم المتحدة أن يقتصر التحقيق على ما تقول إنه هجوم كيمياوي للمعارضة المسلحة قرب مدينة حلب الشهر الماضي.
وهناك ثلاث هجمات مزعومة بأسلحة كيمياوية وهي الهجوم قرب حلب وهجوم آخر قرب دمشق وكلاهما حدث في مارس/آذار إلى جانب هجوم وقع في حمص في ديسمبر/كانون الأول.
وحتى الآن فإن حكومة الأسد ترفض السماح لمفتشين بالذهاب إلى أي مكان عدا حلب في حين تصر الأمم المتحدة على أن يذهب فريق المفتشين إلى حلب وحمص كليهما.
وكتبت فرنسا وبريطانيا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الشهر الماضي تقولان إنه ينبغي للبعثة أن تحقق في الحالات الثلاث جميعها.
وجددت وزارة الخارجية السورية ذلك الموقف في بيان صحفي يوم الاثنين قائلة إن طلب الأمم المتحدة الذهاب إلى أي مكان في سوريا ربما تكون استخدمت فيه أسلحة كيمياوية لا يتقيد بالطلب الأصلي للحكومة السورية.
وفي خطاب من وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى بان كي مون بتاريخ 6 أبريل/نيسان حصلت رويترز على نسخة منه قالت حكومة الأسد إن على المفتشين أن يتوجهوا أولا إلى حلب وإذا اتضح حيادهم فإن من الممكن بحث إمكانية زيارتهم حمص.
عرض المعلم توفير طائرات سورية يكتب عليها شعار الأمم المتحدة لضمان سلامة فريق التفتيش في ظل الوضع الأمني الراهن.
وجاء في الخطاب أنه بعد أن تنهي البعثة عملها وتؤكد نزاهتها وحيادها ومصداقية عملها بعيدا عن التسييس ربما يكون من الممكن النظر في المزاعم المتعلقة بحمص.
كما شكا المعلم من تسرب خطابات سابقة جرى تبادلها بين سوريا والأمم المتحدة إلى وكالة رويترز قائلا إن هذا يترك انطباعا بالافتقار إلى الجدية من جانب أمانة الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتعاون بنية سليمة.
من جهتها قالت الأمم المتحدة إنها تدرس خطابا أرسلته سوريا مؤخرا، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان ذلك الخطاب هو خطاب المعلم أو أنه خطاب جديد.
من جانبها قالت وفود غربية إن الرد السوري الذي ورد في السادس من أبريل/نيسان غير مقبول، وإن فريق الأسلحة الكيمياوية لا بد أن يحصل على تأكيدات الآن على إمكانية زيارته لكل من حلب وحمص.
وبعد اجتماع بان في لاهاي مع رئيس منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيمياوية التي تقدم العلماء والمعدات اللازمة لفرق التفتيش قال الأمين العام للأمم المتحدة إن فريقا استكشافيا موجود في قبرص ومستعد للتوجه إلى سوريا خلال 24 ساعة.
تأكيدات
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن بريطانيا وفرنسا والأميركيين أعطوا معلومات للأمين العام عن استخدام محتمل لأسلحة كيمياوية في حلب وحمص. وقال دبلوماسي بارز إن بان “يقر بأنه توجد أدلة كافية للتحقيق في كل من حمص وحلب”.
وتقول أجهزة مخابرات غربية إنه يعتقد أن سوريا بها أحد أكبر المخزونات المتبقية في العالم من الأسلحة الكيمياوية.
وتبادلت المعارضة المسلحة وحكومة الأسد الاتهام بالمسؤولية عن الهجمات الثلاث جميعها. وألقت المعارضة بالمسؤولية على قوات الأسد في هجوم حلب وتريد أيضا أن يحقق فريق الأمم المتحدة في هجمات كيمياوية أخرى مزعومة لقوات الحكومة.
مفاجأة الجولاني تخرج خلافات النصرة للعلن
محمد النجار-عمان
شكلت الرسالة الصوتية لأمير جبهة النصرة لأهل الشام الفاتح أبو محمد الجولاني -التي أعلن فيها أمس الأربعاء “طاعة” الجبهة لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري”- مفاجأة أحدثت إرباكا في صفوف الجبهة في سوريا وتنظيمات السلفية الجهادية الداعمة لها بالمال والسلاح والرجال.
وجاءت الرسالة ردا من الجولاني على رسالة “أمير دولة العراق الإسلامية” أبو بكر البغدادي والذي أعلن الثلاثاء إلغاء اسم جبهة النصرة واسم دولة العراق الإسلامية والإعلان عن قيام “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وأخرجت الرسالتان خلافات القاعدة وتنظيماتها للعلن، كما أنهما أعلنتا “قبل الأوان” -بحسب قيادي سلفي جهادي بارز- تماهي جبهة النصرة وولائها لتنظيم القاعدة الدولي على الرغم من أنها باتت مصنفة من قبل الإدارة الأميركية وبالتالي حلفائها في كل العالم منظمة “إرهابية”.
ويذهب خبراء في شؤون القاعدة وتنظيماتها إلى أن الجولاني تبرأ بطريقة بدت غاية في الدبلوماسية من عباءة تنظيم القاعدة في العراق، وتحدث بوضوح عن استخلاص الجبهة من تجربتها في العراق الدروس التي قال إنها “سرت قلوب المؤمنين بأرض الشام تحت راية جبهة النصرة”.
وفي انسحابه الهادئ من عباءة تنظيم القاعدة في العراق وبالتالي تجربته التي أثارت خلافات علنية في أوساط القاعدة ومنظري التيار السلفي الجهادي على مدى العقد الماضي، تطرق الجولاني للشراكة مع بقية العاملين في الثورة السورية في تشكيل مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد.
وجاء في رسالة الجولاني “فقضية الإعلان لم تكن محل اهتمام في ظل وجود الجوهر، ثم إن دولة الإسلام في الشام تبنى بسواعد الجميع دون إقصاء أي طرف أساسي ممن شاركنا الجهاد والقتال في الشام من الفصائل المجاهدة والشيوخ المعتبرين من أهل السنة وإخواننا المهاجرين فضلا عن إقصاء قيادات جبهة النصرة وشورتها”.
المضمون والتوقيت
وتعليقا على ذلك تحدثت مصادر مقربة من جبهة النصرة في سوريا وأخرى في قيادة التيار السلفي الجهادي الأردن أحد الداعمين الرئيسيين للجبهة للجزيرة نت عن عدم وجود خلاف على مضمون رسالة الجولاني، لكنها اعتبرت توقيتها غير مناسب.
ولم تخف المصادر التي تحدثت من داخل سوريا عن أن رسالة الجولاني شكلت مفاجأة لقطاعات كثيرة من جبهة النصرة العاملة على طول الأراضي السوري وعرضها.
بل إن ذات المصادر توقعت أن يطفو مزيد من خلافات الجبهة بعد الرسالتين على السطح قريبا، ولم تستبعد بعضها أن تصل حد “الانشقاقات” إن لم يتم استدراك آثارهما بسرعة.
ومن جهته اعتبر قيادي بارز في التيار السلفي الجهادي بالأردن في حديث للجزيرة نت أن مضمون رسالة الجولاني “لا خلاف عليه والجميع يعرف أن الجبهة فرع لتنظيم القاعدة”.
وأضاف القيادي، الذي طلب عدم كشف هويته “كان هناك عدم رضى عن توقيت الرسالة إلا أنه لا خلاف على مضمونها في أن الغاية من وجود الجبهة ليس فقط دعم الشعب السوري المظلوم وإنما إعادة سلطان الله في الأرض وتحكيم شرع الله ونشر المنهج”.
ولم يخف القيادي الجهادي وجود رأي يقول إن نظام بشار الأسد قد يكون استفاد من توقيت نشر الرسالة.
وزاد “هناك من الإخوة من يرى أن توقيت الرسالة يعطي مسوغا للنظام للبقاء ثابتا، وهناك من سيستفيد منها وخاصة في الغرب وبعض الأنظمة العربية للترويج بأنه سيتم استبدال نظام ظالم بتنظيم إرهابي”.
غير أنه يرى أن الرسالة لم تغير من الواقع شيئا “فأميركا وضعت الجبهة على قائمة الارهاب”، و”أولوية النصرة اليوم مع بقية العاملين على أرض الشام إزالة نظام الطاغية وهذا هو الواقع قبل وبعد الرسالة”.
وشرح أكثر بالقول السياسة الشرعية عند الإخوة في جبهة النصرة لا يستقونها من المفاهيم المادية والعلمانية، وإنما لهم سياسة شرعية مستقاة من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة”.
رفض الدمج
ويؤكد أيضا الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة الأردنية وبمعهد كارنيغي للسلام والمتخصص بالجماعات الإسلامية محمد أبو رمان أن رد الجولاني على البغدادي مثل “مفاجأة وصدمة”.
وقال للجزيرة نت “كان متوقعا من الجولاني إعلانه عدم قبول الدمج وهذا سيعزز حضور الجبهة في سوريا خاصة أنها تلافت أخطاء القاعدة في العراق حتى الآن، ومن مصلحة النصرة رفض الوحدة مع القاعدة في العراق وهو ما سيضعف رواية النظام السوري ويقلل من تجاذب النصرة مع بقية الأطراف في سوريا ويجنبها الدرس السابق الذي شهدته في العراق”.
وزاد “لكن إعلان الجولاني الولاء للظواهري خلط الأوراق وأعطى للنظام السوري ورقة تقويه في وقت يواجه فيه عزلة دولية وعربية، وربما يؤثر بشكل سلبي أكثر على الاندفاع العربي والدولي على إزالة النظام السوري”.
غير أن مراقبين يتحدثون عن أن رسالتي الجولاني والبغدادي وظهور خلافات النصرة على العلن لن يؤثر على موقف مختلف الأطراف من الثورة السورية.
فالنظام -وفق هؤلاء- مستمر بحله العسكري، كما أن الثوار حسموا أمرهم في المواجهة حتى إسقاطه، فيما وصل القطاع الأكبر من السوريين لخيار اللاعودة حتى إسقاط النظام، فيما الأطراف الدولية حسمت موقفها من رفض التدخل عسكريا أو تسليح المعارضة، والأهم أن الرسالتين لن تزيدا لا في معسكر المؤيدين للثورة ولا الداعمين للنظام.
فرنسا تنتظر “ضمانات” لتسليح المعارضة السورية
الخارجية أكدت أن باريس متخوّفة من تكرار سيناريو ليبيا وانتقال السلاح لمالي
دبي – قناة العربية –
أكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في مقابلة مع “العربية الحدث”، أن بلاده لم تتراجع عن تسليح المعارضة السورية، إلا أنها تنتظر المزيد الضمانات حتى لا تقع هذه الأسلحة في الأيدي الخاطئة.
ولفت إلى أن المفاوضات مع حلفاء فرنسا الأوروبيين مستمرة، مذكّراً بأن وزير الخارجية لوران فابيوس قال سابقاً إن رفع الحظر على السلاح إلى سوريا لن يتم إلا إذا حصلت فرنسا على ضمانات.
أما السبب وراء هذا التريُّث فأعاده لاليو إلى عدم رغبة باريس في أن يتكرر ما حصل بليبيا، حيث ذهبت الأسلحة إلى مالي واستعملت ضدها.
يأتي هذا بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة عزمها على دعم المعارضة السورية بما سمَّته “أسلحة غير فتاكة”، في حين يطالب الثوار والائتلاف السوري بدعم المعارضة جدياً بالأسلحة والعتاد وليس بمجرد المواقف.
وفيما تراوح السياسة الأميركية من الأزمة السورية مكانها، أبدى رئيسُ هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، مخاوف من أن يستمر النزاع لعقودٍ طويلة.
كما قال وزير خارجية بلاده إن أميركا تفضل الوصول الى حل دبلوماسي عندما يتعلق الأمر بانتقال شرعي للمسؤولية في الحكم الى كيان مستقل.
في حين، أكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ ضرورة التوصل إلى حلّ سياسي ودبلوماسي ينهي الأزمة السورية، واصفاً الوضع في سوريا بأكبر كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين.
كما دعا هيغ إلى تحرك دولي فاعل لمعالجة الأزمة السورية، مؤكداً أن بلاده وفرنسا متفقتان على ضرورة التحرك لإنهاء العنف في سوريا رغم قلة الخيارات المتاحة، وفق تعبيره.
قائد “التوحيد” بالجيش الحر يرفض اعتبار “النصرة” إرهابية
دبي – قناة العربية –
أعرب عبدالقادر صالح، قائد لواء التوحيد في الجيش السوري الحر، عن رفضه التام لخطوة إدراج “جبهة النصرة” في قائمة الإرهاب الأميركية، مؤكداً أن الجبهة لم تمارس أي أعمال إرهابية.
وقال صالح في مقابلة مع الزميل حسن معوض ضمن برنامج “نقطة نظام” الذي تبثه قناة “العربية” يوم الجمعة: “رفضت وأرفض إدراج جبهة النصرة في قائمة الإرهاب الأميركية لأننا لم نرَ من الجبهة أي إرهاب”.
وأضاف أن كل الإرهاب الذي مارسه بشار الأسد ضد المدنيين العزَّل مثل قصف المساجد وقتل النساء والأطفال “لم يُدَن حتى الآن”، على حد قوله. وأكد أن بعض عناصر “جبهة النصرة” جاءوا من الخارج متعاطفين مع الشعب السوري فليس من العدل تصنيفهم كإرهابيين.
وقال صالح إن المناطق المحررة في الشمال تديرها هيئة شرعية لا تضم “جبهة النصرة” فحسب بل كثيراً من الفصائل وكتائب الثوار الأخرى، واستذكر تشكيل المجلس المحلي لمحافظة حلب الذي يدير الشؤون الخدمية والاجتماعية، مؤكداً أن الجميع يقرُّون بالإدارة المدنية والسياسية لهذا المجلس.
وفي حين أوضح صالح أن السواد الأعظم من سكان شمال سوريا هم من السُّنة إلا أنه أكد احترام حقوق الأقليات ومراعاة مشاعرهم، وقال إن أبناء الأقليات سيعيشون في ظل سوريا المستقبل حياة أفضل بكثير من تلك التي يعيشونها في ظل النظام الحالي.
وقال القيادي في الثورة السورية: “نحن نسعى لقيام دولة عدل إسلامية منتخبة تُحترم فيها كل الحقوق وتراعى فيها حقوق الأقليات، لكننا لن نفرض كيفية هيكلة شكل هذه الدولة لأن هذا منوط بالشعب السوري”.
وقال إن “السلاح الذي بيدنا سيصبح بيد الدولة بعد سقوط نظام الأسد”. وأضاف أن السلاح الذي بأيديهم هو غنائم من النظام وأنهم يشترون أيضاً بعض الأسلحة من السوق السوداء، ونفى أن يكونوا استلموا أي أسلحة حتى الآن من جهات عربية أو أجنبية.
واختتم صالح بقوله: “نحن لا نقاتل الآن بشار ونظامه لأنه انتهى، بل نقاتل إيران وحزب الله الذين تتوافر أدلة كثيرة على وجودهم خاصة في حمص والقصير”. وتساءل: “ألم يصرِّح أحد رجال الدين الإيرانيين بأنهم سيرسلون 50 ألف مقاتل لدعم النظام في سوريا؟”.
عدد قتلى سوريا “يصدم” مجموعة الثماني
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعرب وزراء خارجية مجموعة الثماني الذين اجتمعوا الخميس في لندن عن “صدمتهم” لعدد القتلى في سوريا والذين قدرت أعدادهم الأمم المتحدة بسبعين ألفا، داعين كل الدول إلى زيادة مساعدتها للشعب السوري.
وقال الوزراء في بيانهم الختامي إنهم “مصدومون لمقتل أكثر من سبعين ألف شخص في النزاع (السوري) فضلا عن وجود أكثر من مليون لاجىء سوري”.
ودعوا “كل الدول” إلى أن تتجاوب قدر الإمكان مع طلبات مساعدة سوريا من جانب الأمم المتحدة.
وكانت مصادر مقربة من الاجتماع أشارت إلى احتمال مطالبة لندن وباريس خلال اللقاء بزيادة الدعم العسكري للمعارضة السورية بينما تسعى الولايات المتحدة لدفع المعارضة نحو تشكيل حكومة مؤقتة.
وجددت المعارضة السورية طلبها أن تقوم الولايات المتحدة بتزويدها بالسلاح، وذلك خلال اجتماع لها مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لندن.
وأثار موضوع تسليح المعارضة انقساما أوروبيا خلال اجتماعات وزراء خارجية مجموعة الثماني، وسط مطالب برفع الحظر الأوروبي على إمداد المعارضة السورية بالسلاح.
وكان وزير الخارجية الأميركية جون كيري ناقش الأربعاء قادة المعارضة السورية سبل تكثيف المساعدات غير المميتة لمقاتلي المعارضة، وتضغط بريطانيا وفرنسا على الاتحاد الأوروبي لرفع أو تعديل حظر السلاح على سوريا بحيث يمكن إرسال أسلحة لمقاتلي المعارضة.
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في وقت سابق هذا الأسبوع إنه لم تتخذ أي قرارات بشأن ما إذا كانت بريطانيا ستنتظر حتى انتهاء الحظر في موعده المقرر في الأول من يونيو، ما يمهد الطريق أمام تسليح مقاتلي المعارضة.
وأوضح هيغ أن الموقف في سوريا مستمر في التدهور، وأنه ستكون هناك “حجة قوية” لتعديل أو رفع الحظر.
وأكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله على موقف ألمانيا الرافض لتسليح مقاتلي المعارضة السوريين، معتبرا أن هناك خطورة في وصول الأسلحة إلى أطراف غير مرغوب بها.
وقال فيسترفيلله: “أشعر بالقلق من أن تقع بعد ذلك الأسلحة التي يتم إرسالها إلى سوريا في أيدي الجهاديين والإرهابيين”، مضيفا أن الأسلحة يمكن أن تستخدم ضد دول أخرى مثل إسرائيل.
عشرات القتلى بدرعا
ميدانيا، قتل 75 شخصا بين مدنيين ومعارضين مسلحين وجنود، الأربعاء، في عملية اقتحام نفذتها قوات الجيش السوري في بلدتين في محافظة درعا جنوب البلاد، حسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
ومن بين القتلى 6 أطفال دون سن الثامنة عشر، و7 نساء في بلدتي الصنمين وغباغب في محافظة درعا، ووفقا للجان التنسيق المحلية فإن أغلب القتلى تم التعرف عليهم فيما بقي بعضهم مجهول الهوية.
وفي العاصمة دمشق، تعرض حي القابون لقصف قتل خلاله شخص واحد، كما تجدد القصف على مخيم اليرموك بينما شهد حي المزة إطلاق نيران كثيف وقامت قوات الأمن باقتحام عدد من منازل المنطقة.
وأعلن الجيش الحر سيطرته على حاجز بلدة الحولة في ريف حمص، في وقت استمر القصف على الريف المحيط بالمدنية وخاصة على بلدة القريتين.
إلى ذلك، تستمر المعارك والاشتباكات في محافظة دير الزور شرقي البلاد في ما قالت كتائب معارضة مقاتلة إنه معركة “لتحرير مطار ديرالزور”.
أما في محافظة إدلب، أسقط الجيش الحر مروحية تابعة للقوات الحكومية شمال معرة النعمان، وقالت مصادر للمعارضة إن طاقم الطائرة، وعددهم 4، قتلوا نتيجة انفجار الطائرة بعد ارتطامها بالأرض.
دمشق تطالب بإدارج النصرة على “لائحة القاعدة”
طالبت دمشق، الخميس، مجلس الأمن الدولي بإدراج “جبهة النصرة” على لائحة التنظيمات المرتبطة بالقاعدة.
ووجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين متطابقتين لرئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة قالت فيهما إنه “بتاريخ 7 أبريل بثت المواقع الإلكترونية المرتبطة بتنظيم القاعدة شريطا صوتيا مسجلا لزعيم التنظيم أيمن الظواهري دعا فيه المسلحين في سورية إلى أن تكون ثمرة جهادهم دولة إسلامية مجاهدة تكون لبنة في عودة الخلافة الراشدة”، حسب الوكالة السورية للانباء سانا.
وأضافت سانا أن دعوة الظواهري لقيت استجابة سريعة من زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبوبكر البغدادي الذي صرح أن جبهة النصرة هي امتداد لدولة العراق الإسلامية وجزء منها ليصدر لاحقا تسجيل صوتي لزعيم جبهة النصرة في سوريا أبومحمد الجولاني يبايع فيه أيمن الظواهري.
وقالت وزارة الخارجية إن سوريا “تتطلع إلى اتخاذ إجراء سريع للاستجابة لطلبها وإلى قيام مجلس الأمن بدوره المنوط به في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين من خلال الضغط على الدول الداعمة للإرهاب في سوريا للتوقف عن هذه الممارسات غير القانونية”.
الحر يتهم “ووتش” بتبني أجندات سياسية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اتهم المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر، لؤي المقداد، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، الكثير من المنظمات الدولية الحقوقية بتبني أجندات سياسية وذلك في أول رد فعل من قبل المعارضة السورية على تقرير هيومن رايتس ووتش الذي اتهم طيران الجيش السوري بقتل آلاف المدنيين.
وقال المقداد، الخميس، إن المنظمات الغربية تحاول ألا تحرج دولها فيما تصدره من تقارير من خلال إصدار تقارير لا تعكس بدقة ما يحدث على أرض الواقع.
من جانبها، الناطقة باسم منظمة هيومن رايتس ووتش تمارا الرفاعي أبدت استغرابها من اتهام المقداد مؤكدة أن “المنظمات الدولية غير متبطة بأي حكومة، وهيومن رايتس ووتش لا ترتبط بأي جهة، ونحن نعتمد على التبرعات من الأفراد والمؤسسات”.
وعن التأخر في إصدار التقرير مدة عامين كاملين لتوثيق انتهاكات طيران الجيش السوري قالت الرفاعي “أصدرنا العديد من التقارير التي وثقت الانتهاكات لطرفي النزاع في سوريا، وعند العمل على توثيق استخدام بعض الأساليب بشكل ممنهج حربيا فهذا يحتاج للوقت لاستبان ذلك”.
وتحدثت الناطقة باسم هيومن رايتس ووتش عن ضرورة النظر إلى النزاع في سوريا كحالة كاملة من خلال النظر إلى طرفي الصراع، ففي حين يقصف الجيش السوري والطيران المناطق المدنية بطريقة عشوائية فإن مقاتلي المعارضة المسلحين يتواجدون في تمناطق مدنية أيضا.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الأميركية للدفاع عن حقوق الإنسان، اتهمت الطيران السوري بقصف المخابز والمستشفيات وأهداف مدنية أخرى ودعت إلى وقف هذه الغارات ضد المدنيين والتي وصفتها بجرائم ضد الإنسانية.
وأكدت المنظمة غير الحكومية أن “الغارات التي أمرت بشنها الحكومة، التي قتلت مدنيين بشكل عشوائي وبدون تمييز، تندرج على ما يبدو في استراتيجية هجمات متعددة ومنهجية ضد المدنيين والتي تعتبر جرائم ضد الإنسانية”.
وأضافت هذه المنظمة، ومقرها نيويورك، في تقرير تحت عنوان “الموت القادم من السماء” أن “الأشخاص، التي يرتكبون بشكل متعمد انتهاكات جدية لقوانين الحرب هم مذنبون بارتكاب جرائم حرب”.
واستنادا إلى تحقيق ميداني في مناطق يسيطر عليها المتمردون في ثلاث محافظات سورية، تحدثت المنظمة عن قصف لأربعة مخابز ومستشفيين وكذلك أهداف مدنية أخرى.
وقال الباحث في قسم الحالات الطارئة بالمنظمة، أولي سولفانغ إن “من قرية إلى قرية وجدنا شعبا مرعوبا من سلاحه الجوي”، مضيف أن “هذه الغارات غير الشرعية، التي تقتل وتجرح الكثير من المدنيين، تهدف إلى التدمير وزرع الرعب وتهجير السكان”.
وأكدت المنظمة نقلا عن شبكة ناشطين أن الغارات الجوية قتلت أكثر من 4300 مدني في كل سوريا منذ يوليو 2012، تاريخ بدء هجمات الطيران.
وتحدثت المنظمة أيضا عن استعمال ذخيرة ذات قدرة تدميرية كبيرة تدمر أحيانا عدة منازل في هجوم واحد.
قصف أعزاز
وقال مواطن من أعزاز في الشمال، للمنظمة إن ما لا يقل عن 12 شخصا من عائلته قتلوا في غارة واحدة على منزلهم في 15 أغسطس الماضي.
من جانبها، ذكرت المنظمة أن أحد الأسلحة الذي استعمل في الهجوم على أعزاز كان قنبلة انشطارية التي “يصل شعاعها إلى 155 مترا”.
وأشارت إلى أن الجيش السوري لجأ أيضا إلى أنواع أخرى من الأسلحة مثل قنابل عنقودية وصاروخ بالستية وقنابل حارقة.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش الأسرة الدولية إلى المساعدة على وضع حد لأعمال العنف التي تحصل في سوريا.
وجاء في تقرير المنظمة “نظرا إلى الأدلة التي تم الحصول عليها، تدعو منظمة هيومن رايتس ووتش جميع الحكومات والمؤسسات إلى وقف بيع وتزويد الأسلحة والذخائر ومعدات إلى سوريا حتى توقف الحكومة ارتكاب مثل هذه الجرائم”.
تعطّل العديد من المواقع الإلكترونية الحكومية السورية
روما (11 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تعطّلت غالبية المواقع الإلكترونية الحكومية السورية منذ صباح الخميس، كما تعطّلت خدمة البريد الإلكتروني عن جميع المشتركين فيها، يما يعتقد أنه هجوم من قراصنة إنترنت دون أن يتبناه أحد إلى الآن
ومنذ ساعات الصباح الأولى تعطّل موقع الجمعية المعلوماتية السورية، وموقع وكالة الأنباء الرسمية (سانا) كما تعطّلت مواقع حكومية أساسية كموقع وزارة الخارجية ووزارة الإعلام والداخلية والتعليم العالي، بالإضافة إلى العديد من مواقع المؤسسات السورية الأخرى
وبشكل تلقائي تعرّضت خدمة البريد الإلكتروني لمزود الخدمة (إس سي إس) لشلل كامل، ولا يستطيع السوريون المشتركون بهذا المُخدّم استقبال أو إرسال أي رسائل بريد إلكترونية
ولم يصدر أي تصريح رسمي من السلطات السورية في دمشق حول هذا اختفاء هذه المواقع الإلكترونية، لكن خبراء في مجال الاتصالات رجحوا أن هناك هجوماً يحجب ويعطّل العديد من المواقع الإلكترونية الحكومية في البلاد
وكانت مواقع إلكترونية حكومية من بينها موقع حزب البعث ومجلس النواب ووزارات قد تعرّضت قبل أيام لهجوم من قراصنة أدى إلى تعطلها عن العمل، واتهمت وسائل الإعلام المقربة من السلطات قراصنة (أنونيموس) بالوقوف وراء الهجوم، وذلك بالتزامن مع تعرّض إسرائيل لهجوم إلكتروني شنه قراصنة على آلاف المواقع في الدولة العبرية
سوريا وكوريا الشمالية تتصدران جدول أعمال قمة مجموعة الثماني
تتصدر الأوضاع في سوريا والأزمة في شبه الجزيرة الكورية جدول أعمال قمة دول الثماني الذي يعقد في لندن.
والتقى وزراء دول مجموعة الدول الثمانية الكبرى بشخصيات بارزة في الائتلاف الوطني السوري المعارض على هامش الاجتماعات التي تستمر على مدى يومين.
ويقول مراسل بي بي سي إن الأزمة السورية أظهرت انقساما بين أعضاء مجموعة الثمانية، على عكس موضوع كوريا الشمالية، حيث يرى معظمهم أنه لا مجال لاقناع روسيا بالموافقة على تطبيق عقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد.
وحث قادة الائتلاف، الذي يمثل المظلة التي تشمل معظم جهات المعارضة السورية، الدول الكبرى على تقديم المزيد من المساعدات الانسانية لبلادهم.
وقال مسؤول أمريكي أن وزير الخارجية جون كيري شدد خلال لقاء مع نظيره البريطاني على أهمية ان تكون عناصر المعارضة اكثر تنظيما.
وذكر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بلاده تعهدت بايجاد حل سياسي للأزمة السورية.
و قال “لقد ناقشنا سبل تقديم بريطانيا لمزيد من العون لحماية الأرواح في سوريا، كما ناقشنا كيف يمكت ايصال تلك المساعدات بالشكل الامثل”.
وأفادت تقارير بأن اليابان تتطلع إلى بيان تضامني قوي من القمة.
وقال المراسل الدبلوماسي لبي بي سي جيمس روبنس إن تهديدات بيونغ يانغ النووية اضافة إلى اختبارها الصاروخي المرتقب أصبحا يمثلا استفزازا خطيرا للمجتمع الدولي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اجتماع مع نظيره الأمريكي “لا مجال للخلاف بين بلدينا حول خطر التهديدات الكورية الشمالية”
و رفعت كوريا الجنوبية درجة الخطر من كوريا الشمالية الى “تهديد مدمر” وسط مؤشرات على ان بيونغيانغ تحضر لاختبار صاروخ متوسط المدى.
هيومان رايتس واتش تتهم الحكومة السورية بـ”تعمد استهداف” المدنيين
قال تقرير لمنظمة حقوقية دولية إن القوات السورية تشن هجمات “متعمدة” و “عشوائية” ضد المدنيين.
وأفادت منظمة هيومان رايتس واتش بأنها وثقت 59 من تلك “الوقائع المروعة”، التي أودت بحياة آلاف المدنيين في انتهاك صارخ للقوانين الدولية، خلال زيارات لـ 52 موقعا شمالي غرب سوريا.
ولم يتسن لبي بي سي الحصول على رد من الحكومة السورية على ما جاء في التقرير.
وانتقد التقرير روسيا والصين لاستخدامهما حق “الفيتو” ضد اي تحرك للأمم المتحدة ضد دمشق.
وفي الفترة بين أكتوبر/تشرين الاول 2011 و يوليو/تموز 2012، استخدمت الدولتان الحليفتان لنظام الرئيس بشار الاسد حق الفيتو ضد ثلاثة قرارات عرض مجلس الامن اتخاذها ضد النظام السوري.
وأضاف تقرير المنظمة الدولية أن الحاجة أصبحت ماسة لاجراءات تتخذها الامم المتحدة في سوريا، مثل العقوبات التي تستهدف قطاعات بعينها وفرض حظر تصدير الاسلحة اضافة الى احالة القضية السورية إلى محكمة العدل الدولية.
واتهمت المنظمة الحكومة السورية بأنها تقف وراء مقتل ما لا يقل عن 70.000 شخص منذ بداية الازمة بحسب قولها.
معاقل المعارضة
و اضافت هيومان رايتس واتش في تقريرها، الذي صدر تحت عنوان “الموت من السماء”، منذ نهاية يوليو/تموز 2012 بدأت القوات الجوية السورية في شن هجمات جوية منتظمة، باستخدام طائرات وحوامات عسكرية، ضد “مدن وبلدات وأحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة”.
وزار عاملون بالمنظمة مواقع تسيطر عليها المعارضة في محافظات حلب وادلب واللاذقية شمالي غرب البلاد في الفترة بين أغسطس/ آب وديسمبر/ كانون الاول.
وتمت كتابة التقرير بناء على شهادات من ضحايا الهجمات وشهود عيان اضافة إلى شهادات اربعة من الضباط المنشقين عن نظام الاسد وتوثيق هجمات تمت على هذه المناطق اثناء وجود أعضاء من المنظمة بها.
ويقول التقرير إن معظم الهجمات حدثت في تلك المناطق، التي تكون وقعت تحت سيطرة المعارضة منذ فترة، دون أن يكون هناك قتال على الأرض.
ومع ذلك، على حسب التقرير، فقد وجد فريق البحث “أدلة قوية” على “استهداف عمدي” للقوات الحكومية لمخابز وطوابير من المدنيين كانوا ينتظرون شراء الخبز اضافة الى استهداف مستشفيات.
وأضاف التقرير أن الهجمات تمت باستخدام الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة في بعض الأحيان والقنابل غير الموجهة والذخائر المتفجرة والقنابل الحارقة “التي تتسبب في رفع عدد ضحايا الانفجار على نطاق واسع” في أحيان أخرى.
وكشفت المنظمة أنه في عشرات الحالات “كان الدمار الذي يلحق بمواقع وأعضاء المعارضة المسلحة لا يقارن بكم الدمار والقتل بين المدنيين”.
وقال منشقون عن النظام السوري في شهاداتهم لهيومان رايتس واتش إن قادة الجيش كانوا يعطون أوامر بقصف مناطق عمرانية دون اتخاذ أي اجراءات لحماية المدنيين بها.
و فسروا ذلك بأنه “لزرع الخوف في قلوب المدنيين الذين يعيشون في مناطق خارج سيطرة النظام و خرمان المعارضة من الدعم الذي قد تكون حصلت عليه.
كما وثق التقرير لاستخدام النظام السوري للأسلحة العنقودية المحظورة دوليا.
ولم يخل التقرير من انتقاد المعارضة المسلحة حيث قال إنها تتمركز في كثير من الاحيان في مناطق ذات كثافة سكانية عالية وهو مايرفع عدد الضحايا بين المدنيين.
لكن المنظمة الدولية ذكرت إن ذلك “لا يعفي” القوات الحكومية السورية مسؤوليتها الكاملة عن أوراح ضحاياها من المدنيين.
الصراع في سوريا: مقتل 57 شخصا في معارك في درعا بين قوات الحكومة والمنشقين عنها
نشبت معارك عنيفة بين قوات الجيش السوري والمنشقين عنه في محافظة درعا جنوب سوريا، أدت إلى وقوع عدد من القتلى وإصابة آخرين بجراح.
وقتل في المعارك – بحسب ما ذكره نشطاء المعارضة – ما لايقل عن 57 شخصا، من بينهم ستة أطفال وعدد من المقاتلين من الجانبين.
وقال النشطاء إن الجيش شن هجوما عقب يوم واحد فقط من انشقاق عدد من أفراد القوات الحكومية إلى صف المعارضة في درعا.
طريق نحو دمشق
وتعد تلك المنطقة – حيث بدأت الانتفاضة على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد قبل عامين – هدفا استراتيجيا رئيسيا لمقاتلي المعارضة من أجل تأمين طريق لهم إلى العاصمة دمشق.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات المدنيين، ومن بينهم أطفال قتلوا الأربعاء من جراء القصف، وعمليات الإعدام خارج ساحات القضاء، بعد أن دخلت القوات السورية بلدة الصنمين في درعا.
ولم يرد تعليق من جانب مسؤولين سوريين على هذه التقارير.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد إن عشرات المنازل دمرت في القصف، أو خلال الحرائق.
وكانت منظمة حقوق الإنسان، هيومان رايتس ووتش، قد اتهمت في وقت سابق الحكومة السورية بشن هجمات جوية على المدنيين دون تمييز، وأحيانا عن عمد.
BBC © 2013
تعثر محادثات الامم المتحدة مع سوريا حول تحقيق بشأن اسلحة كيماوية
الامم المتحدة (رويترز) – قال دبلوماسيون بالامم المتحدة ان مناقشات بين المنظمة الدولية وحكومة الرئيس السوري بشار الاسد حول تحقيق محتمل بشان استخدام مزعوم لاسلحة كيماوية في سوريا وصلت إلي طريق مسدود.
واضاف الدبلوماسيون يوم الأربعاء -الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم- ان سوريا والامم المتحدة تبادلتا الرسائل على مدى اسابيع لكن الجانبين بعيدان عن اتفاق على كيفية إجراء التحقيق.
وطلبت سوريا من الامم المتحدة أن يقتصر التحقيق على ما تقول انه هجوم كيماوي للمعارضة المسلحة قرب مدينة حلب الشهر الماضي. وألقت المعارضة بالمسؤولية على قوات الاسد في ذلك الهجوم وتريد ايضا ان يحقق فريق الامم المتحدة في هجمات كيماوية اخرى مزعومة لقوات الحكومة.
وهناك ثلاث هجمات مزعومة باسلحة كيماوية وهي الهجوم قرب حلب وهجوم اخر قرب دمشق -وكلاهما حدث في مارس اذار- وهجوم في حمص في ديسمبر كانون الاول. وتبادلت المعارضة المسلحة وحكومة الاسد الاتهام بالمسؤولية عن الهجمات الثلاث جميعها.
وحتى الان فإن السوريين يرفضون السماح لمفتشين بالذهاب الي أي مكان عدا حلب في حين تصر الامم المتحدة على ان يذهب فرق المفتشين الي حلب وحمص كليهما. وكتبت فرنسا وبريطانيا الي الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الشهر الماضي تقولان انه ينبغي للبعثة ان تحقق في الحالات الثلاث جميعها.
وجددت وزارة الخارجية السورية ذلك الموقف في بيان صحفي يوم الاثنين قائلة ان طلب الامم المتحدة الذهاب الي اي مكان في سوريا ربما تكون استخدمت فيه اسلحة كيماوية لا يتقيد بالطلب الاصلي للحكومة السورية.
وفي خطاب من وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى بان بتاريخ 6 ابريل نيسان وحصلت رويترز على نسخة منه قالت حكومة الأسد إن على المفتشين أن يتوجهوا أولا إلى حلب وإذا اتضح حيادهم فإن من الممكن بحث إمكانية زيارتهم إلى حمص.
وجاء في الخطاب أنه بعد ان تنهي البعثة عملها وتؤكد نزاهتها وحيادها ومصداقية عملها بعيدا عن التسييس ربما يكون من الممكن النظر في المزاعم المتعلقة بحمص.
كما شكا المعلم من تسرب خطابات سابقة جرى تبادلها بين سوريا والأمم المتحدة إلى رويترز قائلا إن هذا يترك انطباعا بالافتقار إلى الجدية من جانب أمانة الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتعاون بنية سليمة.
وقالت الأمم المتحدة إنها تدرس خطابا أرسلته سوريا مؤخرا لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان ذلك الخطاب هو خطاب المعلم أو أنه خطاب أحدث.
وعرض المعلم توفير طائرات سورية يكتب عليها شعار الأمم المتحدة لضمان سلامة فريق التفتيش في ظل الوضع الأمني الراهن.
وقالت وفود غربية إن الرد السوري الذي ورد في السادس من ابريل نيسان غير مقبول وإن فريق الأسلحة الكيماوية لابد أن يحصل على تأكيدات الآن على إمكانية زيارته لكل من حلب وحمص.
وبعد اجتماع بان في لاهاي مع رئيس منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية التي تقدم العلماء والمعدات اللازمة لفرق التفتيش قال الأمين العام للأمم المتحدة إن فريقا استكشافيا موجود في قبرص ومستعد للتوجه إلى سوريا خلال 24 ساعة.
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة ان بريطانيا وفرنسا والامريكيين أعطوا معلومات للأمين العام عن استخدام محتمل لاسلحة كيماوية في حلب وحمص.
وقال دبلوماسي بارز إن بان “يقر بأنه توجد أدلة كافية للتحقيق في كل من حمص وحلب.”
وأضاف الدبلوماسي “يجب ألا يتوجهوا للتحقيق في واقعة واحدة إذا قال لهم السوريون إنهم لا يمكنهم التحقيق في الواقعة الثانية.”
وقال الدبلوماسيون ان الامم المتحدة لديها خياران -إذا رفضت سوريا ان تقدم وعدا بأن فريق المفتشين يمكنه زيارة حمص- يبدأ بأن يرفع بان تقريرا الي الدول الاعضاء بالامم المتحدة بأن السوريين لا يتعاونون.
وقال الدبلوماسي البارز “أو يمكن مواصلة التحقيق لكن خارج سوريا.. بمعني استجواب شهود في المخيمات … فربما تكون هناك أدلة مادية على أن هناك من تعرضوا للتسمم (ويتواجدون الان) خارج سوريا.”
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة طلبوا عدم نشر أسمائهم إن خطابات متبادلة سابقة بين سفير سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري وانجيلا كين مسؤولة نزع السلاح في المنظمة الدولية أبرزت شروطا أخرى تضعها حكومة الأسد لإجراء عملية التفتيش.
وأضاف الدبلوماسيون لرويترز أن الجعفري أصر على تعيين مراقب لمرافقة فريق التفتيش ويريد الحصول على نسخة من أي عينة تؤخذ لفحصها لمعرفة ما إذا كان بها آثار أي مواد كيماوية.
وسيكون هناك 15 عضوا على الأقل في فريق التفتيش خاصة من الدول الاسكندنافية أو أمريكا اللاتينية أو آسيا. ولن يكون أي منهم من احدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتقول أجهزة مخابرات غربية إنه يعتقد أن سوريا بها أحد أكبر المخزونات المتبقية في العالم من أسلحة كيماوية غير معلنة.
وإذا مضى التحقيق قدما فسوف يحاول فقط تحديد ما إذا كانت هناك أي أسلحة كيماوية استخدمت وليس الجهة التي استخدمتها وستكون المرة الأولى خلال الصراع السوري المستمر منذ عامين.
وتقدر الأمم المتحدة أن الصراع في سوريا أسفر عن سقوط اكثر من 70 ألف قتيل.
(اعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)
هكذا انتحر السوري محمد كاتبي امام عائلته في بعلبك!
بعلبك – “النهار”
لم يجد النازح السوري محمد غياث عبد الغني عربي كاتبي امامه من سبيل للهروب والتخلص من معاناة المرض وعدم قدرته على تأمين لقمة العيش لاولاده، ولو ارغفة خبز مكسرة، سوى اطلاق رصاصة في رأسه علها تنقله الى “حياة” افضل من الكابوس الذي كان يعيشه.
الضحية عمره 62 عاما ويعاني السرطان والسكري “وتوابعهما” ، حضر الى لبنان قبل نحو عام وقطن واسرته المؤلفة من اربع فتيات في شبه غرفة على مقربة من شركة الكهرباء في حي الشراونة في بعلبك.
كل الذين يطبّلون في الاعلام عن دعم النازحين السوريين لم يوفروا الدواء لكاتبي والمرض كان يلتهم جسده النحيل وهو يموت ببطء لأنه لم يستطع تأمين الطعام لبناته وزوجته وتوفير الدواء.
ليوقف كاتبي هذا الشريط من المعاناة احضر مسدسا من نوع “لان” 7 ميلليمترا وصوّبه نحو رأسه المتعب لتستقر رصاصة في جبينه.
انتحر وسط افراد اسرته الذين استفاقوا على وقع هذه الفاجعة، وحضر الطبيب الشرعي وكشف على الجثة وجرى نقلها الى المستشفى الحكومي في بعلبك.
لم يقو كاتبي على العيش خارج هواء سوريا ولم يصدق وعود الجمعيات ومنظمات الاغاثة التي اخذت على عاتقها الالتفات الى جموع النازحين في لبنان، لذلك قرر الاستعانة برصاصة لتنقله الى “حيث لا وجع ولا تنهد”.