أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 19 تموز 2012


سورية: تفجير ضخم يغتال حرّاس النظام وهيبته

دمشق، بيروت – «الحياة»، ا ف ب، رويترز، ا ب

تعرض النظام السوري امس لضربة موجعة، هي الاقوى منذ بدء الانتفاضة ضده في منتصف آذار (مارس) 2011، عندما استهدفت عملية تفجير مقر مكتب الامن القومي في حي الروضة في وسط دمشق، حيث كان يجتمع كبار المسؤولين الامنيين الذين يعتبرون الحراس الفعليين للنظام. وقتل نتيجة الانفجار وزير الدفاع العماد داود عبدالله راجحة ونائبه آصف شوكت صهر الرئيس بشار الاسد ووزير الدفاع السابق ورئيس خلية الازمة العماد حسن توركماني. وترددت معلومات متضاربة عن مقتل وزير الداخلية محمد ابراهيم الشعار. كما لم تؤكد المصادر الرسمية ما تردد عن مقتل العميد حافظ مخلوف، ابن خال الرئيس السوري والضابط في جهاز امن الدولة. واصيب كذلك رئيس مكتب الامن القومي اللواء هشام اختيار ونقل الى المستشفى.

وتضاربت المعلومات بين السلطات الرسمية والمعارضة حول اسباب الانفجار. ففيما ذكر مصدر امني ان فرداً من الحرس الشخصي للدائرة المقربة من الرئيس هو الذي قام بتفجير حزامه الناسف داخل قاعة الاجتماع في المبنى الذي يتمتع بحراسة امنية مشددة، اعلن «الجيش السوري الحر» تبني العملية في بيان، قال فيه «أن هذه العملية النوعية ضمن خطة بركان دمشق- زلزال سورية ما هي الا محطة البداية لسلسلة طويلة من العمليات النوعية والكبيرة على طريق إسقاط الاسد ونظامه بكل أركانه ورموزه». واوضح ان مجموعة تابعة له قامت منذ فترة بزرع عبوات ناسفة داخل المبنى بلغ وزنها 45 كلغ من مادة «تي ان تي» وقد تم تفجيرها عن بعد.

وفي شريط فيديو نشر على موقع «يوتيوب» قال ضابط في «الجيش الحر»: «انا الملازم اول احمد محمد طقطق احد القادة الميدانيين لكتائب الصحابة في دمشق وريفها اعلن باسم كتائب الصحابة تنفيذ عملية من قبل سرية المهام الخاصة التابعة لكتائب الصحابة». وكان طقطق يرتدي البزة العسكرية وبدا خلفه علم الاستقلال السوري الذي اصبح رمزا للانتفاضة ضد نظام الاسد، واوضح ان سريته «قامت بعملية امنية متقنة على مدى شهرين بمراقبة اشخاص خلية ما يسمى ادارة الازمة في سورية حيث قام احد ابطالنا في داخل المكان بعملية امنية متقنة فقام بقتلهم بطريقة معينة اتحفظ عن ذكرها الان».

وكان «الجيش الحر» اعطى اركان النظام السوري في 13 تموز (يوليو) الجاري «مهلة أقصاها نهاية الشهر للانشقاق الفوري والمعلن (…)، والا ستكونون تحت دائرة الاستهداف المباشر ويدرككم الموت حتى ولو كنتم في بروج محصنة». وجدد «الجيش الحر» في بيانه امس تذكير «أركان النظام من مدنيين وعسكريين» بـ «ضرورة الاسراع في الانشقاق والالتحاق بصفوف الشعب وثورته المجيدة».

وفي الوقت ذاته اعلنت جماعة «لواء الإسلام» المسؤولية عن التفجير وقالت في بيان نشرته على صفحتها على «فايسبوك» ان «كتيبة سيد الشهداء» هي التي استهدفت مكتب الامن القومي بعبوة ناسفة.

واصدر الرئيس السوري مرسوما بتعيين العماد فهد الجاسم الفريج وزيرا للدفاع ونائباً للقائد العام للقوات المسلحة خلفا لراجحة. ويشغل الاسد منصب قائد هذه القوات كما كان الفريج يشغل منصب نائب وزير الدفاع. وجاء في بيان اصدرته القيادة العامة للجيش السوري «ان تفجير دمشق الانتحاري يزيده اصرارا على مكافحة الارهاب». واضاف ان «رجال القوات المسلحة لن يزيدهم هذا العمل الارهابي الجبان الا اصرارا على تطهير الوطن من فلول العصابات الارهابية المسلحة والحفاظ على كرامة سورية وسيادة قرارها اوطني المستقل».

وقال رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا ان التفجير الانتحاري في دمشق سيعجل بنهاية الانتفاضة ضد النظام. واعتبر ان نهار امس كان نقطة تحول في تاريخ سورية وسيزيد الضغوط على النظام ويحقق نهاية سريعة جدا في غضون اسابيع او شهور.

وبدت شوارع دمشق خالية تماماً من السيارات بعد الانفجار فيما سيطرت على احيائها حالة من الحذر الشديد. وقال سكان ونشطاء ان طائرات هليكوبتر تابعة للجيش اطلقت نيران المدافع الرشاشة وصواريخ على عدة مناطق سكنية في العاصمة من بينها منطقة الميدان وضاحية كفربطنا ومخيم اليرموك الفلسطيني جنوب دمشق. كما وردت انباء عن قيام مدفعية الجيش السوري المتمركزة في جبل قاسيون المطل على دمشق بقصف حي المزة وضاحية المعضمية. وحاصرت قوات نظامية حي السيدة زينب. كما اطلقت الطائرات نيران المدافع الرشاشة على حي الحجر الاسود وضاحية الجبر المجاورة لساحة العباسيين في وسط دمشق.

وترددت معلومات امس عن جنود تخلوا عن مواقعهم تاركين اسلحتهم وراءهم في اماكن مختلفة من سورية، من بينها معرة النعمان ومدينة الباب في محافظة حلب. وقالت لجان التنسيق المحلية ان 95 شخصاً على الاقل قتلوا امس في المواجهات في مناطق مختلفة.

وتشهد دمشق منذ الاحد الماضي اشتباكات بين قوات النظام والمقاتلين المعارضين تتنقل بين احياء كفرسوسة وجوبر والميدان والتضامن والقدم والحجر الاسود ونهر عيشة والعسالي والقابون. وتشكل هذه الاحياء ما يشبه نصف الدائرة في جنوب وشرق وغرب العاصمة، فيما حي الميدان هو الاقرب الى الوسط.

نصرالله يعتبر راجحة وشوكت وتوركماني شهداء ورفاق سلاح للمقاومين

بيروت – “الحياة”

أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن مقتل وزير الدفاع السوري العماد داود راجحة ونائبه آصف شوكت ورئيس خلية الأزمة في سورية العماد حسن توركماني يخدم إسرائيل، وتقدم بالتعزية من القيادة السورية بوفاتهم، معتبراً أنهم القادة الشهداء الذين كانوا رفاق سلاح للمقاومين.

وشدد نصرالله على أن إيران أقوى اليوم من السابق، على رغم العقوبات والضغوط.

وكان نصرالله يتحدث في الذكرى السنوية السادسة للانتصار في حرب تموز (يوليو) 2006 عبر شاشة في مهرجان شعبي حاشد في الضاحية الجنوبية مساء أمس تقدمه ممثل للرؤساء الثلاثة وعدد من الشخصيات السياسية والحزبية، ورفعت فيه، إضافة الى رايات “حزب الله” والأعلام اللبنانية، صور للرئيس السوري بشار الأسد.

استهل نصرالله كلامه بالقول إن إسرائيل ما زالت تحت صدمة هزيمتها في حرب تموز مستشهداً بكلام عدد من كبار ضباط الاستخبارات والمنظرين الاستراتيجيين عن تلك الهزيمة.

عملية الوهم النوعي

وكشف عن نجاح المقاومة قبل حرب 2006 في نقل الصواريخ المتوسطة المدى من الأماكن التي عرف بها الإسرائيليون الذين توهموا عند الضربة الأولى التي نفذوها، أنها كانت خالية من منصات الصواريخ.

وتحدث عن المرحلة المقبلة، وقال: “الى جانب كل الضجيج في لبنان، هناك مقاومة وقيادة وكوادر يعملون على ملف الصراع مع العدو وحماية البلد، لا يشغلهم صراخ من هنا أو هناك. المقاومة تتابع الإسرائيلي في الليل والنهار، وتعلم أنه يتابع عملها ويحضر لضربة أولى، وأنا أقول له وزنك النوعي كان وهماً نوعياً ونحن نعرف ضربتك الأولى ونتوقعها. ونحن نعد الإسرائيليين بمفاجأة كبيرة في حال شنوا الحرب”. وزاد: “وكما صنعنا النصر العظيم في 2006، نحن قادرون أن نصنع النصر في أي حرب”.

وأضاف: “كان المفترض في حرب تموز تدمير الحلقة الأولى في المحور المقاوم والممانع في المنطقة الذي يضم إيران وسورية وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين فيما الأنظمة العربية أصبحت في المشروع الأميركي للتسوية. لو سحقت المقاومة في لبنان كانت الحرب ستستمر في اتجاه سورية لأنها دعمت المقاومة، والهدف إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد وتدمير سورية وإخضاعها للمشروع الأميركي – الإسرائيلي، لكن انتصار المقاومة في لبنان أسقط الحلقة الثانية من المؤامرة”.

وقال: “لو كان في لبنان تضامن سياسي وطني، وبعض الخناجر في أغلفتها وليس في ظهورنا، لأمكننا في الأيام الأخيرة تحقيق إنجازات، لكن كان هناك من يساعد إسرائيل على المستوى السياسي…”.

وتحدث عن الحلقة الثالثة وهي المقاومة في غزة.

واستشهد بكلام لرئيس الأركان الإسرائيلي السابق موشيه يعلون يقول فيه إن “حزب الله” ظاهرة متجذرة لا يمكن سحقه عسكرياً، وإنه لا حل لسلاح “حزب الله” إلا بعملية سياسية داخلية نتاج حراك داخلي في لبنان. والمطلوب الوصول باللبنانيين الى اعتبار “حزب الله” وسلاحه غير شرعيين. ورأى أن بعض اللبنانيين يقول ما يريده الإسرائيلي وربما من دون أن يدري.

وطمأن جمهوره بالقول: “إن حرباً كحرب تموز لم تستطع النيل من المقاومة، فلن ينال منها شتامون من هنا وهناك”.

وقال عن سورية إن “لدى الأميركي والإسرائيلي مشكلة اسمها سورية، وليست سورية عبدالحليم خدام، بل سورية بشار الأسد. وضعت سورية رؤية استراتيجية واضحة حولتها الى قوة عسكرية قادرة على تهديد إسرائيل، خصوصاً على المستوى الصاروخي وتطوير الصناعات العسكرية. ولذلك ازدادت نظرة إسرائيل قلقاً وخوفاً، لأن القوة الصاروخية السورية أصبحت حاسمة”.

وأضاف أن “سورية أكثر من جسر عبور بين إيران ولبنان. هي داعم أساسي للمقاومة”. وأكد أن “أهم الصواريخ التي نزلت على حيفا وما بعد حيفا كانت من الصناعة السورية. وأهم الأسلحة التي قاتلنا بها في حرب تموز كانت من سورية. وليس في لبنان فقط، بل في قطاع غزة، كانت الصواريخ تأتي من سورية. وكانت سورية تخاطر بمصالحها من أجل المقاومة في لبنان وغزة. هذه سورية بشار الأسد، سورية الشهداء القادة داود راجحة وآصف شوكت وحسن تركماني، والذين يبدون حرصاً على الشعب السوري (الآن) كانوا مع الغرب”.

وأضاف: “هناك في الأساس مشروع أميركي – إسرائيلي ولم يبق إلا الجيش السوري، ولذلك بدأوا العمل على تدميره بعد حرب تموز، واستغلوا مطالب محقة للشعب السوري يعترف بها الرئيس السوري، لتدمير سورية وجيشها وشعبها. وإسرائيل اليوم فرحة لأن هناك أعمدة في الجيش السوري تم قتلها لأن طموحها أن لا يكون لسورية جيش قوي”. وكرر القول إن الحل في سورية يكون بالحوار والمسارعة إليه. وتقدم من القيادة السورية والجيش والشعب السوري بالتعازي بـ “القادة الشهداء الذين كانوا رفاق سلاح للمقاومين”. وأعرب عن ثقته بقدرة الجيش السوري على الاستمرار وإسقاط كل آمال العدو.

ودعا الى التفكير في ما يجري في سورية ومن المستفيد منه.

وقال إن إيران مستهدفة دائماً بسبب مواقفها وأن همّ إسرائيل هو إيران ومعاقبتها والضغط عليها واغتيال علمائها. وكل ما تستطيع أميركا والغرب فعله فعلاه، ولكن إيران اليوم، أقوى مئة مرة مما كانت عليه قبل 30 عاماً. وإيران بلد كبير وغني. تبقى الحرب، أهلاً وسهلاً ومن خرج من العراق، ويفتش عن طالبان في أفغانستان، لا مشكلة في الحرب إذا أرادها.

ودعا نصرالله غزة الى “أن تنتبه لوضعها، ونقدر حراجة الموقف، وأقول لكم إذا عادت القضية الفلسطينية الى أحضان النظام العربي ضاعت فلسطين الى الأبد، هناك محور دفع ثمن الوقوف الى جانب فلسطين يتعرض لهجمات قاسية وأسوأها استخدام التحريض المذهبي”.

وعن لبنان قال: “هناك نقطة إجماع وطني على تقوية الجيش اللبناني وأكثر ما يوهن الجيش ويصيبه بالصميم اتهامه بالطائفية والمذهبية والتشكيك بوطنيته وحياديته في المسائل الوطنية مع انه اثبت حياديته ووطنيته وإنه يشكل ضمانة وطنية، ولكن ما يتعرض له من اتهام بالعمل لتلك الجهة أو غيرها هو أكثر ما يهدده”.

ودعا الى أن “لا نخاف من السفير الأميركي ولا الجنرال الأميركي، حينها يمكن إقامة جيش قوي، لن تعطي أميركا الجيش اللبناني سلاحاً قوياً كي لا يحارب إسرائيل، أعطوا الجيش سلاحاً ونحن نتعهد أننا لن نمد يدنا إليه، لكنهم لا يريدون للجيش أن يكون قوياً ولا إعطاءه سلاحاً، إيران قالت إنها سنعطي الجيش هبة للجيش أو تبيعه بسعر الكلفة، من هو القوي في لبنان الذي يستطيع اتخاذ قرار بقبول هبة من إيران؟ إذا بقيت إرادتنا تخاف من كونيللي وكلينتون من أين نأتي بجيش قوي؟”.

وتابع: “هناك توترات داخلية في لبنان ولها أسباب، ووسائل الإعلام لا تقصر، وأدعو الجميع، وبخاصة جمهور المقاومة، الى الصبر والتحمل، سمعتم الكثير من الشتائم فلا مشكلة، لا تستجيبوا لاستفزاز. وهناك من يريد جركم الى قتال وهناك من يستعجل الفوضى والفتنة في لبنان، اليوم في سورية لا يريدون إبقاء حجر على حجر وكذلك في لبنان وأدعو الى صبر شديد وانضباط شديد، هناك من يعمل على تفتيت مجتمعنا بصراعات حزبية وطائفية ومذهبية لأن هناك من يدفع المال “ليقوم” البلد، ونحن نلتزم سكوت الأقوياء والكل يعرف أننا لسنا ضعافاً أو جبناء ولكن نقدم المصلحة الوطنية خصوصاً في الموضوع الشيعي- السني”.

وتابع: “بعض الخطباء اظهروا لعبة وقالوا للناس ان الشيعة صنعوها وتقول اقتلوا السيدة عائشة، الصوت من هذه اللعبة لا يقول هذا، ثانيا من قال إن هذا من صنع الشيعة، ماذا يمنع ان تكون الشركات الغربية أو الإسرائيلية تصنع ألعاباً وتقول اقتلوا السيدة عائشة أو الإمام علي ونحن نصدق ذلك ونقتل بعضنا بعضا؟” ودعا الى ميثاق شرف “لأن الخطاب المذهبي فلتان، نريد ميثاق شرف يقول إذا قال شيعي أكان عالم دين أو مثقفاً أو كاتباً كلاماً مسيئاً لغير طائفة نحن كعلماء الشيعة نقف بوجهه ونسكته وكذلك إذا فعل السنّة يقف السنة بوجهه أو الدروز أو المسيحيون”.

وعن الخلافات ضمن الأكثرية قال نصرالله: “نؤكد احترامنا وتقديرنا وعلاقتنا مع شخص العماد ميشال عون وكل كوادر تياره وأفراده ونؤكد أن كل ما صُنع بيننا في الأعوام الصعبة الماضية لا يمكن أن يفكه خلاف على قضية”. وشدد على بقاء الحكومة الحالية حفاظاً على الاستقرار في لبنان.

انفجار دمشق: هزة كبرى في دائرة الأسد

رويترز

بعد اشتداد القتال في العاصمة السورية دمشق وبعد استماتة عائلة الرئيس بشار الأسد التي تحكم البلاد منذ أربعة عقود من أجل الصمود في وجه انتفاضة متنامية واجهت دائرته المقربة هزة قوية بانفجار أودى بحياة عناصر رئيسية فيها.

اذ قُتل وزير الدفاع العماد داود راجحة والعماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع وصهر الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء في تفجير استهدف مبنى الامن القومي في دمشق اثناء اجتماع عدد من الوزراء وقادة الاجهزة الامنية.

دائرة الأسد

وفي مركز دائرة الأسد يقف بشار الذي ورث الحكم عن والده في عام 2000 ويرى أنه يحارب مؤامرة حيكت ضده وضد سورية ويعتقد أصدقاؤه وأعداؤه على السواء أنه ينفصل عن الواقع بشكل متزايد.

ومن حول الاسد دائرة ضيقة من أفراد عائلته وعشيرته ومؤسسة أمنية معظم أفرادها من الاقلية العلوية التي ينتمي إليها.

في هذه الدائرة يتولى هشام بختيار رئيس مكتب الأمن القومي مسؤولية التنسيق الأمني وكان داود راجحة يتولى منصب وزير الدفاع وآصف شوكت زوج شقيقة الأسد منصب نائب رئيس أركان القوات المسلحة.

وقال التلفزيون السوري ان راجحة قتل الاربعاء في تفجير استهدف مبنى الامن القومي في دمشق اثناء اجتماع عدد من الوزراء والاجهزة الامنية. وذكر تلفزيون المنار أن شوكت قتل في الانفجار. كما ذكرت مصادر امنية أن بختيار يخضع لعملية جراحية اثر اصابته في نفس الانفجار.

وقال التلفزيون الرسمي السوري في خبر عاجل “التفجير الارهابي الانتحاري الذي استهدف مبنى الامن القومي بدمشق وقع في اثناء اجتماع وزراء وعدد من قادة الاجهزة المختصة.”

ومن شأن التفجير أن يحدث هزة قوية في دائرة الأسد المقربة التي تضم أيضا المستشار الأمني علي مملوك ورئيس المخابرات العسكرية عبد الفتاح قدسية إضافة إلى محمد ناصف خير بك وهو مسؤول مخضرم من عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار.

قال أيمن عبد النور الذي عمل مستشارا لبشار الاسد حتى عام 2007 وأصبح الان من الشخصيات المعارضة إنه يعتقد أنه حتى الأشخاص الذين يحبون الأسد يشعرون الان أنه لم يعد بمقدوره توفير الأمن وأنه عديم الفائدة ومنفصل عن الواقع.

وأضاف أن الأسد يرى نفسه نبيا مرسلا من الله لحكم سورية وإنه يستمع إلى متسلقين حوله يقولون له إنه هدية من السماء. وقال إن الأسد مقتنع بأنه على حق وبأن من يعارضه خائن. وذكر أن العديد من اصدقائه المقربين ومستشاريه نأوا بأنفسهم عنه أو نفوا أي صلات به.

وقال سياسي لبناني قريب من الدائرة الحاكمة في سورية إن الأسد يتولى قيادة وحدة عسكرية لإدارة الأزمات ويتخذ كل القرارات اليومية من انتشار وحدات الجيش إلى المهام الموكلة للأجهزة الأمنية بالاضافة إلى تعبئة الشبيحة الذين اتهموا بارتكاب سلسلة من المذابح خلال الشهرين المنصرمين.

ومن أبرز عناصر دائرة الأسد المقربة ماهر الأسد الشقيق الأصغر لبشار وثاني أقوى رجل في سورية والذي يقود القوات الرئيسية المؤيدة للنظام.

وقال السياسي اللبناني إن ماهر ضالع بشكل مباشر في المواجهة على الأرض ويتولى مسؤوليات عسكرية مباشرة.

ويقول محللون إن الدائرة المقربة بدأت تدرك أنها تواجه أزمة خطيرة. وقال السياسي اللبناني إن اللهجة المستخدمة أصبحت أكثر واقعية لان وضع النظام وصورته تضررت.

وأكد عبد النور أن لا يوجد اتجاه ذاتي في طريقة عمل وحدات الحكومة سواء فيما يتعلق بقصف أحياء المعارضة من قبل عربات ماهر المدرعة أو قتل الشبيحة لقرويين وقال إن كل الوحدات تعمل تحت قيادة بشار وكلها تربطها ببعض صلات قرابة.

ولكل منطقة في سورية قائد شبيحة خاص بها. ويقود شبيحة لهم صلات بالاسد العديد من المدن المركزية.

وقال بشار الأسد البالغ من العمر 46 عاما الشهر الماضي إن سورية في حالة حرب وأمر حكومته ببذل كل ما في وسعها لتحقيق النصر على المعارضين الذين يصفهم بالإرهابيين.

وقال الأسد وهو طبيب عيون سابق “عندما يقوم الجراح بقطع وتنظيف وبتر هل نتهمه بأن يديه ملطخة بالدماء أم نشكره لإنقاذ حياة المريض؟”

ويعتقد بعض المراقبين لدهاليز السياسة في سورية أن محاولة الاسد إحكام قبضته على قواته لن تحميه بالضرورة من الاطاحة به من الداخل إذا بدا أنه لا يمكن له الانتصار عسكريا.

وقال باتريك سيل الذي كتب سيرة لحافظ الأسد “الأسد رجل في الواجهة لمؤسسة أمنية كبيرة تضم 300 ألف جندي في الجيش النظامي. لديه زمرة صغيرة تزوده بالمعلومات.

وبعد 16 شهرا من اندلاع الانتفاضة في سورية وصل الصراع إلى كرسي الحكم في دمشق. وتتقاتل القوات الحكومية وقوات المعارضة بشراسة من يعرف ماذا سيحدث له إن هو خسر المعركة.

وعلى الرغم من تعذر التحقق مما يحدث على الأرض بسبب استبعاد وسائل الاعلام المستقلة إلى حد كبير من العمل في سورية يرى مراقبون ان الصراع تحول الان من انتفاضة في بلدات وقرى فقيرة إلى حرب أهلية وصلت إلى شوارع العاصمة.

وقال دبلوماسي غربي كبير “النظام السوري يغرق ببطء. لا أعرف الجدول الزمني لكن أصبح من الصعب على الدولة السيطرة على البلاد. الأمر أشبه بعربة إطفاء تذهب لاخماد حريق فتجد حريقا في مكان آخر.” وأضاف “الجيش منهك والحكومة تحت العقوبات وهناك تآكل للسلطة.”

وتقع مسؤولية الدفاع عن عائلة الاسد أساسا على الكتائب التي يقودها ماهر الأسد.

متى يسقط؟

ويقول سكان إن الإشارة الوحيدة على وجود الحكومة في المدن التي تقع على حدود العاصمة ومشارف دمشق هي الدبابات وناقلات الجند المدرعة التي تتمركز على الطرق الرئيسية. ولم يعد هناك أي وجود لشرطة المرور أو غيرها من الشرطة.

ولم يصدق السكان أنفسهم حين رأوا المعارضين يقفون في نقاط التفتيش ويغلقون شوارع ويشتبكون من القوات الحكومية في دمشق. وقال أحد السكان عبر الهاتف “قبل أيام قليلة كنا نقول إنه أمر مستحيل. هذا مؤشر خطير.”

وقال سوريون في اتصالات هاتفية إن القوات الحكومية تخشى دخول بعض مناطق المعارضين وتستخدم المدفعية وطائرات الهليكوبتر لقصف مواقع المعارضة.

ويقول مراقبون للوضع في دمشق إنه على الرغم من تراجع قوة السلطات السورية فإنهم يشكون في أن يتمكن المعارضون المزودون بأسلحة خفيفة من هزيمة جيش تدعمه دبابات روسية وناقلات جند مدرعة وطائرات حربية.

وقال سيل “اهتز ثبات الأسد ونظامه كثيرا لكن هناك شكوكا في إمكانية إطاحة المعارضين به للاسباب التالية: حماية روسيا وانقسام المعارضة والعزوف عن التدخل العسكري.” لكنه أضاف “لا يمكن لنظام البقاء للابد.. لا يمكنني أن أرى تسوية سلمية في الوقت الحالي. أرى جمودا داميا والمزيد من إطلاق النار والمزيد من القتل. تزداد عمليات الخطف والقتل وأخذ الرهائن والتطهير العرقي.”

وأضاف أن أجهزة الأمن التابعة للأسد لن تتخلى عنه إلا إذا شعرت أنه سيكون لها دور من بعده.

ورغم الفوضى والفشل الذي شاب جهود السلام الدولية حتى الان يقول دبلوماسيون غربيون إن تدخلا عسكريا على غرار ما حدث في ليبيا أمر غير مطروح بسبب التعقيدات السياسية والخوف من اندلاع صراع شامل في المنطقة.

ويقول العديد من المراقبين إنه في غياب التدخل العسكري الخارجي فإن الصراع قد يتطور إلى حرب أهلية شاملة تضعف عائلة الأسد أكثر وتدخل لاعبين جددا إلى الساحة وتفرض نقلا للسلطة تحت إشراف دولي.

وقال أيهم كامل من مجموعة اوراسيا “لم يفقد النظام السيطرة بالكامل. سننتقل إلى حرب أهلية.  وأضاف “سيصبح النظام أضعف تدريجيا… سيأتي التغيير بطريقتين.. إما بحدوث تغير في ميزان القوى في الصراع أو بحرب أهلية طويلة أو بتسوية يجري التفاوض عليها وخطة انتقال دولية ترعاها الولايات المتحدة وروسيا.”

وقال “حتى إذا ذهب بشار فإن هذا لا يعني أن أحدا سيتولى السلطة” في إشارة إلى سقوط سورية في فوضى طائفية.

وقال مواطن سوري “تغير السؤال الذي يطرحه سكان دمشق. لا يسألون إن كان النظام سيسقط بل يسألون متى سيسقط؟”

سورية: معارك قرب قصر الرئاسة واشتباكات في طريق المطار

دمشق، بيروت – رويترز، أ ف ب

قال ناشطون وشهود إن معارك بين القوات النظامية السورية ومعارضين جرت قرب قصر الرئاسة في دمشق وذلك بعد أن اندلع القتال في أحياء هامة بالعاصمة السورية لليوم الرابع على التوالي.

وقال ناشطون وسكان إن ثكنات عسكرية قرب قصر الشعب وهي مجمع ضخم على الطراز السوفياتي تشرف على العاصمة السورية من حي ضمر الغربي تعرضت لنيران قوات المعارضة نحو الساعة السابعة والنصف صباحاً (0430 بتوقيت غرينتش).

وقالت ياسمين وهي مهندسة ديكور في اتصال هاتفي من حي ضمر مع رويترز: «أستطيع أن أسمع نيران أسلحة صغيرة وانفجارات يعلو صوتها أكثر فأكثر من جهة الثكنة».

وأظهرت لقطات فيديو بثها ناشطون ما يبدو كنيران مشتعلة في الثكنات العسكرية ليلاً نتيجة لهجوم بقذائف المورتر لكن السكان الذين شاهدوا النيران قالوا إنهم لم يسمعوا تفجيرات يمكن أن تشير إلى أنها ناجمة عن هجوم.

وحي ضمر هو منطقة هادئة بها عدد من المنشآت التابعة لقصر الرئاسة وتقع الثكنات العسكرية على بعد مئات الأمتار فقط من القصر.

واندلع القتال أيضاً في أحياء جنوبية مثل العسالي والحجر الأسود وتضامن ويسكنها في الأغلب دمشقيون سنة ولاجئون فلسطينيون.

واستخدمت القوات الحكومية رشاشات ثقيلة ومدافع مضادة للطائرات ضد مقاتلي المعارضة الذين يتوغلون في الأحياء السكنية المسلحين في الأغلب بأسلحة صغيرة ومقذوفات صاروخية.

وحول مقاتلو المعارضة نيرانهم خلال الليل إلى منشأة كبيرة للدولة تحولت إلى مقر لقيادة ميليشيات الشبيحة الموالية للنظام ومعظمها ينتمي إلى جيوب علوية في التلال القريبة.

واتخذت دبابات الجيش والمدافع المضادة للطائرات مواقع لها في حي برزة الشمالي الذي لجأت إليه مئات الأسر من حي قابون المجاور.

وقال ناشط اسمه باسم بالهاتف من برزة: «المدافع المضادة للطائرات تطلق نيرانها على حي القابون من برزة. هناك الكثير من الأسر في الشوارع لا تعرف إلى أين تذهب. جاءت من القابون ومن مشارف برزة».

وفي حي الميدان بوسط العاصمة اتخذت الدبابات وعربات المشاة المقاتلة التي تعرف باسم (بي دي أم) مواقع لها في منطقة السوق الرئيسية ووردت تقارير عن وقوع قتال متفرق.

وقال أبو مازن وهو ناشط في المنطقة: «العربات المدرعة لم تستطع دخول الأزقة والشوارع القديمة في الميدان. منطقة الزاهرة والمنطقة القديمة قرب مسجد ماجد تحت سيطرة مقاتلي المعارضة».

وأطلق مقاتلو المعارضة على المعارك المتصاعدة في الأيام الأخيرة التي استهدفت حافلات الشبيحة ودوريات الاستخبارات التي لا تحمل أي شارات مميزة والعربات المدرعة في العاصمة السورية اسم معركة «تحرير دمشق» بعد بدء الانتفاضة منذ 17 شهراً.

وقال فواز تللو وهو نشط معارض بارز من إسطنبول إن توفير خطوط إمداد سيكون صعباً وإن مقاتلي المعارضة سيضطرون في وقت ما إلى الانسحاب التكتيكي مثلما فعلوا في مدن أخرى.

وقال تللو وهو من دمشق لرويترز إنه من الواضح أن العاصمة السورية انضمت إلى الانتفاضة وذكر أن قصف القوات الحكومية لأحياء سنية في المدينة مثل حي الميدان يكشف الطبيعة الطائفية للحملة التي تشنها قوات النظام.

من ناحيته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 60 عنصراً من القوات النظامية قتل في المعارك مع المقاتلين المعارضين في دمشق خلال اليومين الأخيرين، مشيراً إلى تعرض أحياء في العاصمة أمس إلى قصف بالمروحيات.

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن «ما بين 40 إلى 50 عنصراً من قوات الجيش والأمن قتلوا في اشتباكات الاثنين» في العاصمة السورية، بينما «قتل ما لا يقل عن عشرين من عناصرها الثلثاء».

في هذا الوقت، تستمر الاشتباكات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في بعض أحياء دمشق لا سيما القابون، بحسب ناشطين والمرصد. وأوضح رامي عبد الرحمن أن «القوات النظامية تستخدم المروحيات في قصف بساتين برزة والقابون… وتتصاعد أعمدة الدخان من بساتين برزة»، لافتاً إلى «حركة نزوح للأهالي من القابون».

وأشار مدير المرصد إلى أن قوات النخبة في الجيش السوري تشارك في الاشتباكات في محيط القابون وطريق المطار ومنطقة السيدة الزينب.

وتشهد دمشق منذ الأحد الماضي اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين تتنقل بين أحياء كفرسوسة وجوبر والميدان والتضامن والقدم والحجر الأسود ونهر عيشة والعسالي والقابون. وتشكل هذه الأحياء ما يشبه نصف الدائرة في جنوب وشرق وغرب العاصمة، فيما حي الميدان هو الأقرب إلى الوسط. ويصعب على فرانس برس التأكد من دقة المعلومات الميدانية.

مواقف دولية مبتباينة من تفجير مركز الأمن القومي في دمشق

بيروت – «الحياة الإلكترونية» – ا ف ب – رويترز – يو بي اي

قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الأربعاء إن الوضع في سورية “يخرج عن السيطرة” على ما يبدو وأبدى قلقه إزاء تزايد العنف وجدد الدعوات لزيادة الضغط العالمي على الرئيس السوري بشار الأسد لكي يتنحى.

واستطرد “هذا وضع يخرج بسرعة عن السيطرة” مضيفا أن المجتمع الدولي بحاجة إلى “ممارسة أقصى درجات الضغط على الأسد لكي يفعل الصواب ويتنحى ويسمح بانتقال سلمي” للسلطة.

روسيا

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان موسكو لن تسمح لمجلس الامن الدولي باصدار قرار يؤدي الى دعم الامم المتحدة “ثورة” في سورية مؤكدا ان المعارضة اعلنت عن معارك “حاسمة” في هذا البلد.

وصرح لافروف امام صحافيين على هامش لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان “بدلا من السعي لتهدئة المعارضة، يحث بعض الشركاء (على الساحة الدولية) على استمرار التصعيد”.

وقال في هذا الاطار ان “تبني مشروع القرار (الغربي) سيكون بمثابة تقديم دعم مباشر الى حركة ثورية. ومتى تعلق الامر بثورة فلا علاقة للامم المتحدة بالامر”.

واضاف لافروف “لا يمكن ان نقبل الفصل السابع والعقوبات” في اشارة الى فصول ميثاق الامم المتحدة التي بنى عليها الغربيون مشروع قرارهم الذي قدموه الاربعاء الى مجلس الامن والذي ينص على التهديد بعقوبات او حتى اللجوء الى القوة ضد نظام بشار الاسد.

فرنسا

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الهجوم الذي تعرض له مبنى الأمن القومي في دمشق اليوم الأربعاء يبرز الحاجة إلى التوصل لحل سياسي في سورية.

وأضاف قبل جلسة للمجلس الأعلى في البرلمان “هذا العمل له دلالة كبرى… هذا المستوى من العنف يعني أن من الضروري والملح التوصل لانتقال سياسي يسمح للشعب السوري بأن تكون له حكومة تعبر عن طموحاته.”

وتابع أن فرنسا ستواصل العمل في مجلس الأمن حتى يتحقق ذلك. ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن على قرار بشأن سورية في وقت لاحق اليوم.

بريطانيا

وأدان وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ التفجير الإنتحاري الذي استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق، وقال إنه يؤكد الحاجة الملحّة لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بموجب الفصل السابع حول سورية.

ودعا هيغ جميع الأطراف في سورية إلى “الإمتناع عن العنف”، كما حثّ مجلس الأمن الدولي على “تحمّل مسؤولياته”.

وقال “نحن على علم بالتقارير التي تحدثت عن مقتل وزير الدفاع السوري ونائبه وإصابة عدد آخر بجروح في تفجير إنتحاري واضح في دمشق”.

وأضاف وزير الخارجية البريطاني أن “هذا الحادث الذي ندينه، يؤكد الحاجة الماسة لإستصدار قرار بموجب الفصل السابع حول سورية في مجلس الأمن الدولي، لأن الوضع فيها يتدهور بشكل واضح”.

وقال هيغ إن “أعضاء المجلس يتحملون مسؤولية وضع ثقلهم وراء تنفيذ خطة المبعوث الدولي والعربي المشترك كوفي أنان لوضع حد للعنف في سورية”.

الأسد وحيداً

بعد تصفية أركانه

مقتل راجحة وشوكت وتوركماني وإصابة الشعار واختيار بجروح بالغة

تعيين الفريج وزيراً للدفاع وتناقض الروايات عن طبيعة تفجير مبنى الأمن القومي

في حدث هو الاكثر دراماتيكية في الازمة السورية المستمرة منذ 17 شهراً، تلقت الدائرة المقربة من الرئيس بشار الاسد أمس ضربة كبيرة قد تعجل في انهيار النظام وتشكل نقطة تحول في مسار الصراع، إذ قتل وزير الدفاع العماد داود عبدالله راجحة ونائبه العماد آصف شوكت ومعاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن توركماني وأصيب وزير الداخلية محمد ابرهيم الشعار ورئيس مكتب الامن القومي هشام اختيار بجروح بالغة في تفجير استهدف ما يعرف بخلية ادارة الازمة داخل مبنى الامن القومي في حي الروضة بوسط دمشق. وتبنى “الجيش السوري الحر” وجماعة “لواء الاسلام” العملية في بيانين منفصلين. وعين الاسد رئيس الاركان العماد فهد جاسم الفريج وزيراً للدفاع خلفاً لراجحة. (راجع العرب والعالم)

وأثار هذا التفجير تساؤلات عن مدى قدرة الحكومة السورية على إحكام سيطرتها على دمشق التي تشهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة منذ الأحد الماضي، وتالياً قدرة النظام على الامساك بالاجزاء الاخرى من البلاد في ظل تزايد قوة المعارضة التي نقلت المعركة الى قلب العاصمة، ومع استمرار حركة الانشقاقات داخل الجيش التي يتوقع ان تتزايد وتيرتها عقب التفجير.

وتتسع دائرة التوقعات بعد التفجير لتطاول الموقف الروسي الذي كان لا يزال متشبثاً بنظام الاسد في مواجهة الضغوط الغربية ويراهن على انه يمكن ان يخرج من أزمته الحالية. كما ان من شأن التفجير وتداعياته ان تجبر النظام على اعادة النظر في الاساليب التي يعتمدها منذ 17 شهراً للقضاء على حركة الاحتجاج.

ويمثل التفجير الأول الذي يستهدف مسؤولين بارزين في الحكومة السورية منذ بدء الاحتجاجات في 15 آذار 2011 تحولا جذريا في مسار الازمة. وتضم خلية الازمة الى راجحة وشوكت وتوركماني، قائد الفرقة الرابعة ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري، ورئيس المخابرات العامة علي مملوك، والمسؤول في المخابرات حافظ مخلوف ابن خالة الاسد، ورئيس فرع المخابرات العسكرية عبد الفتاح قدسية ومدير فرع الامن السياسي ديب زيتون.

وترددت تقارير عن ان الانفجار حصل مساء الثلثاء، لكن السلطات السورية تريثت في الاعلان عنه حتى امس ريثما تستوعب ما حدث وتجري التعيينات مكان المسؤولين المستهدفين.

وبرزت رواية جديدة عن الانفجار تنقض رواية الانتحاري، وتقول ان العملية كانت تفجيراً من بعد لحقيبة محشوة بالمتفجرات.

وكان التلفزيون السوري بث الخبر في شريط عاجل يقول “تفجير ارهابي انتحاري يستهدف مبنى الامن القومي في دمشق”، إلا انه سحب كلمة “انتحاري” عندما اورد الخبر مجدداً بعد اقل من ساعة.

وقال مصدر امني سوري ان “انتحاريا فجر حزامه الناسف داخل القاعة التي كان يجتمع فيها وزراء وقيادات امنية في مبنى الامن القومي”. واوضح ان الانتحاري هو مرافق احد المشاركين في الاجتماع. الا ان مصدرا امنيا آخر افاد  لاحقاً ان “احد المرافقين ادخل حقيبة مليئة بالمتفجرات الى قاعة الاجتماعات، ونجح المرافق في الخروج قبل التفجير الذي تم من بعد”.

ورأى “المجلس الوطني السوري”، ابرز جماعات المعارضة للنظام السوري، ان من شأن التفجير ان يعجل في عملية انهيار هذا النظام الى ما بين أشهر او اسابيع.

ويلتقي وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ في الدوحة الاحد للتشاور في الاوضاع السورية.

وقال ديبلوماسيون في مجلس الامن ان المجلس ارجأ بناء على طلب من المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان الى اليوم تصويتاً على مشروع قرار يدعمه الغرب يهدد السلطات السورية بفرض عقوبات. ولوحت موسكو باستخدام حق النقض “الفيتو” ضد المشروع.

وفي واشنطن، صرح الناطق باسم البيت الابيض طومي فيتور: “من الواضح ان نظام الاسد يفقد السيطرة على سوريا”، ورأى ضرورة حصول انتقال سياسي لتجنب “حرب طائفية واهلية طويلة ودموية”. وقال ان لا معلومات عن مكان الاسد.

وفي موسكو، اعلنت الرئاسة الروسية ان الرئيس فلاديمير بوتين  بحث مع الرئيس الاميركي باراك اوباما هاتفياً في النزاع الدائر في سوريا، من غير ان يتمكنا من تذليل الخلافات “المستمرة” بينهما على هذا الملف. وقالت انه “في المحصلة اظهرت المحادثة توافقا في النظرة التحليلية الى الوضع في سوريا وهدف التوصل الى حل. في الوقت عينه ان الخلافات مستمرة على الطريقة العملية للتوصل الى حل كهذا”.

وأضافت ان اوباما كان المبادر الى الاتصال بالرئيس الروسي وانه قام بهذه المبادرة “في اطار المفاوضات الجارية في مجلس الامن في شأن مشاريع القرارات” حول سوريا.

واكد البيت الابيض ان اوباما وبوتين متفقان على “انتقال سياسي” في سوريا، لكن الخلاف بينهما مستمر على طريقة تحقيق ذلك.

وزير الدفاع الجديد يتعهد بـ«بتر يد الإرهاب» بعد مقتل راجحة وشوكت وتركماني

دمشــق: تفجـيـر لاغتـيـال النـظـام

تلقت سوريا أمس، ضربة أمنية موجعة فقدت خلالها 3 على الأقل من كبار قيادييها العسكريين والأمنيين هم وزير الدفاع داوود راجحة ونائبه آصف شوكت ومعاون نائب الرئيس السوري العماد حسن تركماني، خلال هجوم على مكتب الأمن القومي. وشكّل هذا الهجوم الإرهابي نقطة تحول ميدانية وسياسية في الأحداث التي تشهدها سوريا منذ آذار 2011، مع انتقال رقعة المواجهات بشكل اكبر إلى قلب دمشق، والاستهداف المباشر لرموز أساسية في النظام، ما يثير تساؤلات وهواجس أقوى عن المسار الذي تتجه اليه سوريا والمنطقة.

وبينما ساد الصمت معظم العواصم العربية، ترددت أصداء الانفجار بعيدا.. في موسكو وواشنطن ونيويورك وباريس. أما دمشق التي تعرضت الى محاولة اغتيال واضحة لنظامها الأمني، واستطرادا العسكري والسياسي، فقد عمدت مباشرة إلى اتخاذ إجراءات التعيين لوزير دفاع جديد هو العماد فهد الفريج، متعهدة بمعاقبة «الإرهابيين» و«بتر كل يد يفكر صاحبها بالمساس بأمن الوطن سوريا». وكان لافتاً ظهور الفريج سريعاً على شاشة التلفزيون السوري، ليقرأ بيان القيادة العامة العسكرية، مؤكدا أن «الارهاب ستبتر يده»، وأنه «إذا كان هناك من يظن انه باستهداف بعض القادة، يستطيع لي ذراع سوريا، فإنه واهم».

التطورات الأمنية اللافتة التي شهدتها دمشق، على خلفية تجاذب غربي ـ روسي حول قرار دولي عن سوريا، دفعت باتجاه تأجيل التصويت في مجلس الأمن على مشروعي قرار روسي وغربي، بعدما كان مقرراً إجراؤه بالأمس. وذلك في ظل رفض موسكو السماح بقرار ضمن الفصل السابع كما يطلب الغربيون.

ووقع انفجار صباح أمس، في حي الروضة في دمشق، استهدف مكتب الأمن القومي، حيث كان عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين يعقدون اجتماعا لما سمته بعض المصادر بـ«خلية الأزمة». ولم تتضح تفاصيل الحادث، خاصة في ظل غموض عززته مصادر وشهود عيان في دمشق، أكدوا وصول سيارات الإسعاف إلى مكان الاجتماع قبل سماع أي انفجار.

وتبنى «الجيش السوري الحر» الهجوم، ونفى ما أعلنته مجموعة «لواء الإسلام» حول مسؤوليتها عن العملية. وأكد متحدث باسم «لواء الإسلام» أن العملية تمت على يد المجموعة، لكنه نفى أن تكون انتحارية، مشيرا إلى أن المجموعة تمكنت من زرع عبوات ناسفة داخل المبنى بعد تخطيط لمدة أشهر، فيما قالت صفحة «الجيش الحر» على «تويتر» إن التفجير تم عبر زرع عبوة ناسفة داخل براد للمياه.

وذكرت وكالة «سانا» السورية الرسمية أن «التفجير الإرهابي (الذي وقع) أثناء اجتماع وزراء وعدد من قادة الأجهزة المختصة، أدى إلى استشهاد العماد داوود

عبد الله راجحة نائب القــــائد العام للجـــيش والقوات المسلحة نائب رئيس مجلس الوزراء وزيـــر الدفاع والعماد آصف شوكت نــائب وزير الدفاع ووقـــوع إصابات في صفوف المجتمعين بعضها خطيرة».

وأكدت مصادر إعلامية، أن وزير الداخلية اللواء محمد الشعار قتل أيضا في الهجوم، ومعه العماد تركماني. لكن التلفزيون السوري نفى مقتل الشعار. كما قالت مصادر أمنية إن رئيس الاستخبارات هشام بختيار أصيب وخضع لجراحة.

وجاء في بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة بثه التلفزيون السوري ان التفجير «تصعيد اجرامي جديد تنفذه الأدوات المأجورة المرتهنة لمخططات خارجية».

وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما يقضي بتعيين العماد فهد جاسـم الفـــريج نائبـــاً للقائد العام للجيش والقــوات المسلحة ووزيراً للدفاع.

ونفى مصدر رسمي سوري لـ«السفير» أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد أدلى بأية تصريحات صحافية يتم تداولها راهناً على وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد أن الأسد في مكتبه في دمشق ويمارس نشاطه كالمعتاد، وذلك رداً على شائعات إعلامية قالت إنه غادر العاصمة السورية.

ومن المتوقع أن يجري تشييع كل من تركماني وراجحة اليوم، وسط إجراءات أمنية مشددة. ورجحت مصادر أن يكون الانفجار تم بعبوة صغيرة مزروعة في غرفة الاجتماع، وليس عبر انتحاري. وأكد المصدر أن كل من رئيس المكتب القومي هشام بختيار ووزير الداخلية محمد الشعار في وضع مستقر، نافياً أية علاقة لرجل الأمن العقيد حافظ مخلوف بالاجتماع.

وجاء في بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تلاه وزير الدفاع الجديد العماد الفريج بعد ساعات قليلة من التفجير، «ان القيادة الـــعامة للجيش تؤكد إصرارها على القـــضاء المبرم على عصابات القتل والإجرام وملاحقتــهم أينما فروا وإخراجهم من أوكــارهم العفنة وتطهير الوطن من شرورهم وإذا كان هناك من يظن انه باستهداف بعض القادة يستطيع لي ذراع ســـوريا فإنه واهم لان سوريا شعبا وجيــشا وقيادة هي اليوم اكثر تصميما على التصدي للارهاب بكل أشكاله وعــلى بتر كل يد يفكر صاحبها بالمساس بأمن الوطن سوريا».

وأضاف البيان أن «رجال القوات المسلحة لن يزيدهم هذا العمل الارهابي الجبان الا اصرارا على تطهير الوطن من فلول العصابات الارهابية المسلحة والحفاظ على كرامة سوريا وسيادة قرارها الوطني المستقل».

ردود فعل

وتوالت ردود الفعل الدولية على التفجير الذي أدانته روسيا مشيرة إلى أن «معركة حاسمة» تدور في دمشق، ومحذرة من دعم الغربيين «للحركة الثورية»، ومؤكدة أنه يتوجب على مجلس الامن ألا يـــتدخل في دعم طرف سوري ضد الآخر. كما أكدت روســـيا رفــضها لإصدار أي قرار عن مجلس الأمن يــدين سـوريا أو يضعها ضمن الفــصل السابع.

ومن جهتها، اعتـــبرت كل من فرنسا وبريطانيا أن تفجــير أمس يؤكد ضرورة إصدار قــرار دولي حول ســـوريا ضمن الفصل السابـــع لتســـريع «العمـــلية السياسية»، فيما أدانتا الهجـوم الذي وصفته باريس بـ«الإرهابي».

ورأى البيت الأبيض أن الرئيس السوري بشار الأسد «يفقد السيطرة». وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الأميركي تومي فيتور «من الواضح ان نظام الأسد يفقد السيطرة على سوريا»، مؤكدا ضرورة حدوث انتقال سياسي لتجنب «حرب طائفية وأهلية طويلة ودموية».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «الفرصة تضيق ونحتاج إلى التحرك بشكل موحد للمساعدة في تحقيق عملية الانتقال التي يستحقها الشعب السوري».

وبحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك اوباما في اتصال هاتفي في النزاع الدائر في سوريا، من دون ان يتمكنا من تذليل الخلافات «المستمرة» بينهما حول هذا الملف، كما نقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن الكرملين. وقالت الرئاسة الروسية في بيان أوردته الوكالة انه «في المحصلة أظهرت المحادثة توافقا في النظرة التحليلية للوضع في سوريا وهــدف التوصل الى حل. في الوقت نفسه فإن الخـلافات مسـتمرة حول الطريقة العملية للتوصل الى حـل كهذا».

وأعلن البيت الأبيض أن أوباما وبوتين اتفقا على ضرورة حصول عملية «انتقال سياسي» في سوريا على الرغم من استمرار التباين في مقاربة كل منهما لهذا الملف.

وذكر، في بيان، أن «الرئيسين لفتا إلى ارتفاع وتيرة العنف في سوريا، واتفقا على ضرورة دعم حصول عملية انتقال سياسي في أسرع وقت ممكن تحقق هدفنا المشترك بوقف العنف وتجنب مزيد من تدهور الأوضاع».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «لقد أعلنت حاليا عمليات بركان دمشق ومعـــركة العاصمة والمعركة الحاسمة، وعلى هــذه الخلفية يكون اتخاذ قرار من جانب واحد يمنع الحكومة من القيام بأعمال محددة، هو دعــم مباشر لحركة ثورية». وتســـاءل «إذا كانت هذه ثورة فما علاقة الأمم المتحــدة؟»، مضيفا قوله «سنرى، فالمحادثات مستـــمرة، ولكنـــنا لن نقبل استخدام الفصل السابع وفرض العقوبات».

أما الجامعة العربية فحذرت من توسع «دائرة العـنف والدمار» ودعت إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجيــة العرب في الدوحة الأحد المقبل لبحث الملف السوري.

ووصف الملك الأردني عبد الله الثاني، في مقابلة مع قناة «سي ان ان» الأميركية تبث اليوم، التفجير الذي اســـتهدف مبنى الأمن القــومي في دمشق «بالضربة القوية للنظام» السوري، معــتبراً أن «هذا يظهر بالتأكيد تصدعات في النظام، ولكن يجب ألا نتسرع في الاستنتاج».

وقال «لقد حاولنا جميعاً كمجتمع دولي التواصل مع النظام السوري لكي يتخذ خطوة الانتقال السياسي (للسلطة)، ولكننا لم نلمس أي تقدم في هذا الاتجاه على أرض الواقع. ولسوء الحظ هذا هو الحال الراهن، والمحصلة التي نشهدها منذ فترة هي استمرار تصاعد حدة العنف هناك».

مجلس الأمن

وقرر مجلس الأمن الدولي تأجيل التصويت على قرار أعدته دول غربية ويدعو الى فرض عقوبات على سوريا وذلك بناء على طلب تقــدم به مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي انان، حسب مبعوثين.

وقال ديبلوماسيون انه يتوقع التصويت على مسودة القرار اليوم فيما تجري الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن المزيد من المفاوضات حول الازمة السورية.

وقال السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال غرانت الذي ترأست بلاده صياغة قرار العقوبات بعد محادثات بين قوى كبرى «سنصوت على مسودة القرار صباح» اليوم الخميس.

وبــعث أنان برسالة الى القوى الكـــبرى في مجلس الامن يطلب منها تأجـــيل التصويت الذي كـــان مقررا أمس، قال فيها انه يشعر «انه لا يزال ممــكنا التوصل الى تســوية مع روسيا حول القرار».

وندد الوسيط الدولي كوفي أنان بإراقة الدماء في سوريا وقال انها تسلط الضوء على ضرورة إسراع القوى العالمية بتحرك حاسم لوقف العنف والتمهيد لانتقال سياسي.

وقال أنان في بيان أصدره المتحدث باسمه احمد فوزي في جنيف «يدين المبعوث الخاص المشترك إراقة الدماء والعنف بكل أشكاله ويعتقد أن العنف الذي حدث اليوم يبرز ضرورة تحرك مجلس الأمن بشكل حاسم».

إلى ذلك، قال البيت الأبيـــض إنه يراقب عن كثب مخزون الأسلحة الكيمـــيائية في سوريا و«هـــي لا تزال تحت سيطرة الحكــومة»، فيما كانت مصـــادر من «الجيش الحـــر» قد أشـــارت إلى أن الجــيش وزع على عناصره في دمشق ألف قناع مضــاد للغاز.

وقال نشطاء إن مدفعية الجيش السوري قصفت حي المزة في دمشق وضاحية المعضمية في تصعيد للهجمات على المناطق التي يعمل فيها مقاتلو المعارضة.

وشهدت أحياء عديدة من دمشق اشتباكات حادّة، من بينها حي القدم والقابون والميدان وكفرسوسة وغيرها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل مئة شخص في سوريا بأمس، منهم 16 في العاصمة.(تفاصيل ص 10ـ11)

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

«خرق» في دمشق: اغتيال في الصفّ الأول

الخرق الأمني الأكبر»، وصف يتطابق مع ما شهدته العاصمة السورية أمس، بعد التفجير الذي استهدف «خلية إدارة الأزمة»، وأودى بثلاثة من كبار القادة الأمنيين في البلاد، في عملية وصفها «الجيش الحر» بأنها «نوعية»، فيما بقيت تفاصيلها متضاربة

على الغلاف | عند الساعة الثانية عشرة ظهراً كان الخبر العاجل الأول: «تفجير انتحاري عند مبنى الأمن الوطني في دمشق». كان من الممكن للخبر أن يكون عادياً في إطار سلسلة التفجيرات التي شهدتها دمشق، ومختلف الأراضي السورية، منذ بداية الأزمة. غير أن التفاصيل التي تلت جعلت من الخبر حديث الساعة السابقة واللاحقة، بعدما تبين أن من سقطوا في الحادث لم يكونوا عابري طريق، بل أركان من النظام في داخل المبنى «أثناء اجتماع وزراء وعدد من قادة الأجهزة الأمنية المختصّة»، بحسب ما أفاد التلفزيون السوري.

«مقتل وزير الدفاع داوود عبد الله راجحة». هذا كان الإعلان الرسمي الأول، ليليه إعلان آخر عن مقتل نائب رئيس الأركان العامة في الجيش آصف شوكت، ثم معاون نائب رئيس الجمهورية، رئيس «خلية الأزمة»، العماد حسن توركماني، بعدما تم تأكيد إصابة وزير الداخلية محمد الشعار، ورئيس مجلس الأمن القومي هشام اختيار.

ومع تأكيد أخبار الاغتيال، بقيت رواية التفجير الانتحاري غير ثابتة، مع ظهور روايتين، إذ قال مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس» إن «انتحارياً فجّر حزامه الناسف داخل القاعة التي كان يجتمع فيها وزراء وقيادات أمنية في مبنى الامن القومي». وأوضح أن الانتحاري هو مرافق أحد المشاركين في الاجتماع. إلا أن مصدراً أمنياً آخر أفاد «فرانس برس»، في وقت لاحق، بأن «أحد المرافقين أدخل حقيبة مليئة بالمتفجرات إلى قاعة الاجتماعات، ونجح المرافق في الخروج قبل التفجير الذي تم عن بعد».

في المقابل، أعلنت جماعتان سوريتان مسؤوليتهما عن تفجير دمشق، وقالت جماعة «لواء الإسلام»، في بيان نشرته على صفحتها على فايسبوك، «نبشر أهل بلاد الشام وأهل العاصمة خاصة بأنه تم بحمد الله وتوفيقه ومدده استهداف مكتب الامن القومي، والذي يضم مكتب ما يسمى خلية إدارة الازمة في العاصمة دمشق بعبوة ناسفة من قبل كتيبة سيد الشهداء التابعة للواء الاسلام». وأضاف أن التفجير أدى إلى «قتل عدة أشخاص من أعمدة النظام ودعائمه الكبار».

وأكد متحدث باسم جماعة «لواء الإسلام» إعلان المسؤولية، لكنه نفى أن يكون هجوماً انتحارياً. وقال المتحدث الذي لم يذكر من اسمه سوى أبو عمار، «نعم نفذنا الهجوم لكن لم يكن هجوماً انتحارياً، تمكّن رجالنا من زرع عبوات ناسفة في المبنى من أجل الاجتماع، كنا نخطط لهذا منذ أكثر من شهر».

بدوره، أعلن المتحدث باسم «الجيش السوري الحر»، قاسم سعد الدين، مسؤولية «جيش المعارضة» عن الهجوم، مضيفاً أن «هذا هو البركان الذي كانوا تحدثوا عنه وأنه بدأ للتو».

من جهتها، أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان، أن «استهداف مبنى الأمن القومي بتفجير إرهابي هو تصعيد إجرامي جديد، تنفذه الأدوات المأجورة المرتهنة لمخططات خارجية». وأضاف البيان أن القيادة العامة للجيش «إذ تزف شهداءها الابطال، فإنها تؤكد إصرارها على القضاء المبرم على عصابات القتل والإجرام وملاحقتهم أينما فروا، وإخراجهم من أوكارهم العفنة وتطهير الوطن من شرورهم». وقالت القيادة، في بيانها، «إذا كان هناك من يظن أنه باستهداف بعض القادة يستطيع ليّ ذراع سوريا فإنه واهم، لأن سوريا شعباً وجيشاً وقيادةً هي اليوم أكثر تصميماً على التصدي للإرهاب بكل أشكاله، وعلى بتر كل يد يفكر صاحبها بالمساس بأمن الوطن».

وفور تأكيد مقتل راجحة، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسومين بتعيين العماد فهد الجاسم الفريج وزيراً للدفاع ونائباً للقائد العام للقوات المسلحة. وأكد العماد الفريج، في أول تصريح له، أن «رجال القوات السورية المسلحة لن يثنيهم العمل الإرهابي الجبان عن متابعة مهماتهم المقدسة في ملاحقة فلول العصابات الإرهابية المجرمة، وبتر كل يد تمتد بسوء إلى أمن الوطن والمواطنين».

وفي السياق، أكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي أن «التفجير الإرهابي يعبّر عن شعور أعداء سوريا بالعجز والإحباط تجاه قوة الجيش العربي السوري وتماسكه، بعدما فشل الإرهابيون وداعموهم في ضرب وحدة هذا الجيش المتماسك بعقيدته وعتاده وعدته»، مؤكداً أن «سوريا لن تدع القنوات التي أوغلت في الحرب الإعلامية ضد الشعب السوري تفلت من جريمة التحريض، وسيتم العمل على مقاضاتها».

على المقلب الآخر، كانت تصريحات أركان المعارضة تهلل للهجوم. وقال رئيس المجلس الوطني السوري، عبدالباسط سيدا، إن تفجير دمشق «سيعجّل بنهاية الانتفاضة ضد الأسد». وأضاف أن «هذه هي المرحلة الأخيرة، وأنّ النظام سيسقط قريباً جداً، وأنّ هذا اليوم يمثل نقطة تحول في تاريخ سوريا، سيحقق نهاية سريعة جداً في غضون أسابيع أو شهور». أما جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، فرأت «أن الدلالات الأمنية والسياسية لهذا الاختراق الأمني الكبير تؤكد أن النظام أصبح في خطورة الذئب الجريح»، فيما تناوب المعارضون على الظهور على شاشات التلفزة العربية والغربية لشرح العملية وتداعياتها.

أصداء التفجير ترددت خارجياً أيضاً وطغت على كافة المواقف الدولية، وأدى إلى تأجّيل التصويت في مجلس الأمن على مشروع القرار الغربي بشأن سوريا حتى اليوم، بعدما دعا مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان إلى إرجاء الاجتماع الذي كان مقرراً لاتخاذ قرار بشأن الوضع في سوريا، أمس.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أعلن أن بلاده لن تغيّر موقفها تجاه سوريا في مجلس الأمن بعد تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق، فيما اعتبر الناطق الرسمي باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش التفجير «إرهابياً»، وأعرب عن الأمل بمحاسبة مرتكبيه.

كذلك جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق أمس، موقف بلاده الرافض لتبنّي مجلس الأمن الدولي قراراً يعطي الضوء الأخضر لعملية عسكرية في سوريا، ودعا الدول الغربية إلى تهدئة المعارضة السورية بدلاً من تحريضها، مؤكداً أن روسيا لا تدافع عن النظام السوري. وأضاف لافروف، عن الوضع الميداني، «إنها معركة على العاصمة، هناك قتال حاسم يجري في سوريا»، فيما أقرّ الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، في اتصال هاتفي مساء أمس، بأن الوضع في سوريا يتّجه نحو التدهور. ونقلت وكالة «أنترفاكس» الروسية عن الناطق الإعلامي للكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله للصحافيين إنه «لا يزال هناك اختلاف في المقاربة المتعلقة بالإجراءات العملية لتحقيق هذه التسوية».

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في موسكو، قال بوتين إن «روسيا ترحب بتأييد تركيا لقرارات جنيف، ويعدّ ذلك أساساً جيداً لتنسيق المواقف في المستقبل». من جهته، قال أردوغان إنه على ثقة بأن من الممكن تحقيق النتيجة على أساس اتفاقات جنيف، معتبراً هذه الاتفاقات «خريطة طريق مهمة». وأضاف «نحن نعارض بشكل قاطع أي انتهاك لوحدة الأراضي السورية»، وأشار إلى أنّه «يجب أن تتحقق في سوريا إرادة الشعب وحده، ونرغب في أن يقرر مصير سوريا ما بعد الأسد الشعب السوري بالذات».

من جهته، صرّح وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني فيليب هاموند، أنّ «من الواضح أن ما يحدث في سوريا يمثل تصعيداً حقيقياً للقتال». وأضاف «لقد أعربنا عن ضرورة تنحّي الأسد وضرورة الانتقال السلمي، وضرورة تحقيق حلّ سلمي لذلك الوضع. وبسبب تجاهل المجتمع الدولي لتلك النداءات تدهور العنف هناك، وزاد عدد من فقدوا أرواحهم». وحذر بانيتا من أن الوضع في سوريا «يخرج عن السيطرة بشكل متسارع».

كذلك أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، أنّ «الفرصة تضيق» أمام التوصل إلى حل سلمي للصراع في سوريا، وأنه لا يعلم مكان الرئيس بشار الأسد بعد تفجير دمشق، بينما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الهجوم على المبنى الأمني في دمشق يظهر الحاجة إلى انتقال سياسي عاجل في سوريا. وأضاف، قبل جلسة استماع في مجلس الشيوخ الفرنسي، «نظراً إلى درجة العنف يصبح من الضروري والملح السعي إلى انتقال سياسي يمكن أن يتيح للشعب السوري أن تكون لديه حكومة تعبّر عن أعمق طموحاته». كذلك دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ التفجير، وقال إنه يثبت الحاجة إلى قرار تحت الفصل السابع من مجلس الأمن.

وشددت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل على ضرورة استصدار قرار عاجل حول سوريا عن مجلس الأمن الدولي، بعد الإعلان عن التفجير في دمشق. وقالت ميركل، في مؤتمر صحافي مع رئيسة وزراء تايلاند ينغلوك شيناواترا، «هذا يثبت أن تبنّي الأمم المتحدة قراراً جديداً ضرورة عاجلة».

من جهتها، أدانت الخارجية الإيرانية، أمس، «بشدّة» الاعتداء الذي استهدف مبنى الأمن القومي السوري في دمشق، مؤكدة أنها تقف إلى جانب الشعب السوري وبرنامج الإصلاح الذي يقوم به الرئيس السوري بشار الأسد. وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، لقناة «العالم»، «فشل الجهات التي ترسل السلاح وتدعم الجماعات المسلحة في سوريا في سلب الأمن والاستقرار من هذا البلد».

إلى ذلك، أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً طارئاً في العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد المقبل لبحث التطورات السورية.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

منشقون عن الجيش: النظام السوري يتداعى

وكالات

أنقرة:  قال منشقون عن الجيش وقادة لقوات المعارضة السورية مقرهم تركيا إن تفجيرا في دمشق أودى بحياة ثلاثة من كبار المسؤولين العسكريين سيعجل بنهاية حكم الرئيس بشار الاسد وتوقعوا المزيد من الانشقاقات والنزاعات المثيرة للانقسام داخل النظام، وفق لما نقلته وكالة رويترز عن المنشقين.

وقال العميد فايز عمرو وهو عضو بارز بالقيادة العامة العسكرية المشتركة التي تضم منشقين عن الجيش السوري ان الهجوم نقطة تحول في الانتفاضة ضد حكم الاسد التي بدأت قبل 16 شهرا.

وأبلغ عمرو رويترز “النظام ربما يلجأ الان الي أسلحة أكثر فتكا للانتقام لكن في نهاية الامر سيكون النظام هو الخاسر الاكبر. قوة النظام لم تعد مؤثرة عندما تواجه ارادة شعب في مواجهة جنود فقدوا الرغبة في القتال وعندما يعرف الجندي انه يقتل شعبه. النصر الان أقرب من أي وقت مضى.”

ارتفعت معنويات الجيش السوري الحر بعد اغتيال القادة العسكريين

وقتل كل من وزير الدفاع السوري وصهر الاسد في الهجوم وهو أكبر ضربة الى القيادة العليا التي يعتمد عليها الرئيس السوري. وقتل ايضا مسؤول عسكري بارز واصيب مسؤولون امنيون كبار.

وقال مصدر أمني ان منفذ الهجوم داخل مقر الامن القومي كان حارسا شخصيا مكلفا بحماية الدائرة الضيقة المحيطة بالاسد. وقال التلفزيون الحكومي انه مفجر انتحاري. واعلنت جماعات مناوئة للاسد المسؤولية عن الهجوم.

وقال أحمد زيدان وهو متحدث باسم المجلس الاعلى لقيادة الثورة -احدى جماعات المعارضة السورية- ان التفجير ضربة قوية للروح المعنوية للجيش الذي تقدر المعارضة أن 50 ألفا انشقوا عنه من بين 280 ألفا.

واضاف قائلا “انها البداية لسلسلة الانهيار .. النظام فقد السيطرة والان فان اولئك المحيطين ببشار الاسد والذين كان يعتمد عليهم رحلوا. اسس النظام اهتزت. الباقي الان هو بشار فقط.”

وقال زيدان ان عشرات من الجنود انشقوا عن الجيش في محافظة إدلب في الايام القليلة الماضية.

وقال عبد الله الشامي وهو احد قادة مقاتلي المعارضة وقاد هجمات في حلب ثاني أكبر مدينة في سوريا “هذا تحول نوعي سيزيد من انهيار الروح المعنوية لكل من يدعمون النظام.”

واضاف قائلا “اتوقع انهيارا سريعا للنظام… وهذا يعني اننا لن نكون في حاجة الي تدخل خارجي بعد ان بدأ النظام يتداعى بشكل أسرع كثيرا مما كنا نتصور.”

لكن مهيمن الطائي وهو ضابط كبير في جبهة ثوار سوريا -وهي جماعة تنسق بين الكتائب الرئيسية لمقاتلي المعارضة- قال ان ضعف التنظيم بين جماعات المعارضة المسلحة يعني ان الاسد ما زال بإمكانه كسب المزيد من الوقت.

واضاف قائلا “للاسف فاننا لو كنا أفضل تنظيما فان هذه الاحداث البالغة الاهمية كانت ستحقق إنهيارا فوريا لحكم الاسد.”

 من جهتها اكدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ان الانفجار الذي استهدف الاربعاء مبنى الامن القومي في دمشق وقتل فيه ثلاثة من كبار المسؤولين الامنيين في النظام السوري، هو “اختراق امني كبير” يجعل النظام في خطورة الذئب الجريح”.

وقالت الجماعة في بيان ان التفجير الذي أودى بحياة وزير الدفاع داوود عبد الله راجحة ونائبه آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس خلية ادارة الازمة في سوريا حسن توركماني، “هو النتيجة المباشرة لخيارات بشار الأسد وعصاباته القمعية”.

واضاف “ان الدلالات الامنية والسياسية لهذا الاختراق الأمني الكبير، تؤكد أن النظام اصبح في خطورة الذئب الجريح”.

وتابع ان هذا “يتطلب من كل العقلاء في الداخل والخارج المبادرة الاستباقية العاجلة لحماية شعبنا من المزيد من السياسات الحمقاء لبشار الأسد وعصاباته التي يمكن أن تقود الوطن الى ما لا تحمد عقباه”.

وحيا الاخوان المسلمون “الثوار وابطال الجيش الحر، ونشد على أيديهم. ونهيب بكل ابناء الوطن في جميع مواقعهم المبادرة الى الالتفاف حول أهداف هذه الثورة … لنختصر الطريق الى النصر ونحقن الكثير من الدماء”.

وتبنى “الجيش السوري الحر” المؤلف من جنود وعناصر امن منشقين ومقاتلين من المواطنين السوريين التفجير الذي وقع خلال اجتماع وزراء وقادة امنيين وتتضارب التقارير حول كيفية تنفيذه بين من يقول انه من تنفيذ انتحاري ومن يقول انه نتيجة تفجير حقيبة متفجرات عن بعد.

واصيب في الانفجار ايضا وزير الداخلية محمد ابراهيم الشعار ورئيس مكتب الامن القومي هشام الاختيار.

العاهل الاردني: تفجير دمشق “ضربة هائلة” لنظام الاسد

أ. ف. ب.

عمان: وصف العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني التفجير الذي استهدف الاربعاء مقر الامن القومي في دمشق واسفر عن مقتل ثلاثة من كبار المسؤولين الامنيين بانه “ضربة هائلة” لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

واعتبر الملك في مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية ان الاسد اصبح الان امام “الفرصة الاخيرة لتجنب حرب اهلية” في سوريا.

وقال ان “الامور باتت معقدة جدا جدا، الى حد انني اعتقد ان السيناريو الاسوأ بالنسبة الينا كلنا في المنطقة هو عندما نصبح امام حرب اهلية مفتوحة. عندما تقع في الهاوية ليس هناك من طريق للعودة”.

العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني

واجرت الشبكة الاميركية المقابلة مع العاهل الاردني بعيد مقتل ثلاثة مسؤولين عسكريين كبار في النظام السوري في تفجير استهدف مقر الامن القومي في العاصمة السورية دمشق.

واعتبر الملك عبد الله الثاني ان هذا الهجوم غير المسبوق وجه “ضربة هائلة” لنظام الاسد، لكنه شكك في امكان ان يؤدي الى انهيار هذا النظار فورا.

وقال “بالتأكيد هذا يظهر بعض التصدعات في النظام، ولكن مجددا لا اعتقد اننا يجب ان نقفز الى اي استنتاجات حول نهاية النظام في المستقبل القريب”، مشددا في الوقت نفسه على ان الوقت ينفد امام الحل السياسي للنزاع الدائر.

واضاف “اعتقد انه بينما نحن نواصل سعينا خلف حل سياسي فان الحقائق على الارض ربما تكون سبقتنا. لهذا اعتقد ان الوقت يمر”.

وحذر العاهل الاردني  من امكانية ان يغتنم تنظيم القاعدة الفوضى في سوريا للسيطرة على الترسانة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري.

وقال الملك خلال مقابلة مع قناة “سي ان ان” الاميركية ان “السيناريو الاسوأ” هو ان يضع التنظيم المتشدد يده على الاسلحة الكيميائية التي يخزنها نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

واوضح العاهل الاردني ان لديه “معلومات مفادها ان تنظيم القاعدة موجود في عدد من مناطق سوريا منذ فترة”.

واضاف “اذا، مجددا، ان احد اسوأ السيناريوهات هو انه وبينما نحن نسعى الى ايجاد حل سياسي (للنزاع السوري) فان هذه المخزونات من الاسلحة الكيميائية تقع في ايدي اعداء”.

وتعليقا على تصريحات العاهل الاردني حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية باتريك فينتريل من ان “الحكومة السورية مسؤولة عن امن مخزوناتها من الاسلحة الكيميائية واي مسؤول سوري يخل بهذه الواجبات سيحاسب عليها امام المجتمع الدولي”.

واضاف المتحدث مطمئنا “ليس هناك ما يؤشر الى ان هذه الذخائر ليست موجودة حاليا تحت سيطرة السلطات السورية”.

المرزوقي يدعو الاسد للتنحي حتى لا تكون نهايته مثل معمر القذافي

أ. ف. ب.

يتواصل حمام الدماء في سوريا، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 100 شخص قتلوا الأربعاء بينهم 16 في عمليات قصف واشتباكات في دمشق.

بيروت: دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي الأربعاء نظيره السوري بشار الأسد إلى التنحي عن الحكم حتى لا تكون نهايته مشابهة لنهاية الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وقال المرزوقي في مقابلة مع قناة “فرانس 24” الفرنسية “أطلب منه (بشار الأسد) مرة أخرى أن يرحم شعبه (…) ليحفظ حياته وحياة أقاربه ولا ينتهي مثل (معمر) القذافي (…)، الحل هو أن يقبل بالرحيل ويسلم السلطة لنائبه وأن ندخل في الحل اليمني، ليس هناك خيار آخر غير هذا الحل”.

وقتل معمر القذافي بعيد توقيفه في سرت (غرب ليبيا) في تشرين الاول/اكتوبر 2011 بعد حكم دام 42 عاما. وكان القذافي يواجه منذ شباط/فبراير ثورة انطلقت في شرق البلاد وتحولت الى نزاع مسلح.

وأضاف الرئيس التونسي أنه اقترح على الامين العام لجامعة الدول العربية تشكيل “وحدة أمن وسلام عربية” وإرسالها إلى سوريا لحفظ الامن هناك.

وفي سياق آخر أعلن المرزوقي معارضته دعوة حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس إلى اعتماد نظام برلماني صرف في البلاد.

ودعت حركة النهضة في ختام مؤتمرها العام التاسع الذي أقيم بتونس من 12 إلى 16 تموز/يوليو 2012 إلى اعتماد نظام برلماني صرف.

وقال عبد اللطيف المكي وزير الصحة ورئيس مؤتمر حركة النهضة إن الحركة ستتمسك بهذا الخيار إلى النهاية.

وأضاف المرزوقي “أعتبر ان النهضة لا تلزم إلا نفسها”.

وتابع “لا أحد قادر اليوم ان يفرض على التونسيين نظاما سياسيا واحدا إلا إذا كان يريد العودة إلى الدكتاتورية، واعتقد ان النهضة لا تريد هذا”.

وقال المرزوقي إنه “متمسك” بالنظام السياسي المزدوج الذي يضمن “توازنا بين رأسي السلطة التنفيذية” (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة) و”يحمي من عودة الاستبداد” و”لا يضع كل البيض في سلة واحدة”.

وأضاف “إن أردنا فعلا مواصلة نهج الوفاق الذي مشينا فيه فلا خيار غير هذا الحل: النظام المزدوج”.

قتل اكثر من 134 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء، بينهم 61 مدنيا على الاقل، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان اعمال العنف التي شهدت سوريا الاربعاء حصدت 134 قتيلا على الاقل هم 61 مدنيا، بينهم 19 امرأة وطفلا، و52 جنديا نظاميا و18 جنديا منشقا ومقاتلا معارضا.

واشار المرصد الى انه يضاف الى هذه الحصيلة المسؤولون الامنيون الثلاثة الكبار الذين سقطوا في تفجير استهدف مقر الامن القومي في دمشق، وهم العماد داوود راجحة وزير الدفاع والعماد آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الاسد ونائب وزير الدفاع، والعماد حسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية ورئيس خلية الازمة التي تم تشكيلها لمواجهة الانتفاضة في البلاد.

كما يضاف الى الحصيلة سبعة قتلى قضوا تحت التعذيب وسلمت جثثهم الى ذويهم الاربعاء او توفوا الاربعاء متأثرين بجروح اصيبوا بها سابقا.

كذلك يضاف الى حصيلة قتلى الاربعاء “عشرات الشهداء والجرحى الذين سقطوا اثر سقوط قذيفة مساء الاربعاء على تشييع في منطقة حجيرة في السيدة زينب” بريف دمشق، كما اورد المرصد في بيان منتصف ليل الاربعاء الخميس.

واوضح المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له في بيان فجر الخميس ان “مناطق عدة في دمشق وريفها تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية وتهز اصوات الانفجارات عدة احياء بمدينة دمشق وبشكل مركز حي المزة كما تسمع اصوات الانفجارات في مشروع دمر وضاحية قدسيا وبلدة معضمية الشام”.

وكانت حصيلة سابقة اوردها المرصد تحدثت عن سقوط 97 قتيلا في سوريا الاربعاء هم 46 مدنيا و43 عنصرا من قوات النظام وثمانية مقاتلين معارضين.

النظام السوري يستخدم الدبابات والطائرات لقمع الثورة

وقال الناشطون ان الطائرات الحوامة تطلق نيران رشاشاتها على مشارف احياء المزة وجوبر وكفرسوسة والتضامن.

ودارت مواجهات في شارع خالد بن الوليد المؤدي الى وسط العاصمة.

وقال ناشطون ان الدبابات حاصرت حي القابون وقصفته من جميع الجهات. واقام الجنود حواجز على مداخل الحي ومنعوا السيارات من الدخول اليه.

وشوهدت اعمدة من الدخان تتصاعد من عدة مواقع في العاصمة حيث كانت حركة السير اخف من المعتاد.

واعلن الجيش الحر الثلاثاء “بدء معركة تحرير دمشق” حيث دارت معارك عنيفة الثلاثاء مع استخدام الجيش المروحيات في العاصمة للمرة الاولى.

ومن جانبه، اكد الجيش السوري في بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة اثر تفجير مبنى الامن القومي ان “رجال القوات المسلحة لن يزيدهم هذا العمل الارهابي الجبان الا اصرارا على تطهير الوطن من فلول العصابات الارهابية المسلحة”، مضيفا “اذا كان هناك من يظن انه باستهداف بعض القادة يستطيع لي ذراع سوريا، فهو واهم”.

يأتي ذلك، فيما برزت رواية جديدة حول الانفجار الذي استهدف الاربعاء مبنى الامن القومي في وسط دمشق تنقض رواية الانتحاري، وتقول ان عملية التفجير الضخمة التي اودت بحياة ثلاثة من ابرز المسؤولين الامنيين في النظام السوري، هي نتيجة تفجير عن بعد لحقيبة محشوة بالمتفجرات.

وكان التلفزيون السوري اعلن النبأ في شريط اخباري عاجل يقول “تفجير ارهابي انتحاري يستهدف مبنى الامن القومي في دمشق”، الا انه سحب كلمة “انتحاري” عندما اورد الخبر مرة اخرى بعد اقل من ساعة.

وقال مصدر امني سوري لفرانس برس ان “انتحاريا فجر حزامه الناسف داخل القاعة التي كان يجتمع فيها وزراء وقيادات امنية في مبنى الامن القومي”. واوضح ان الانتحاري هو مرافق احد المشاركين في الاجتماع.

الا ان مصدرا امنيا آخر افاد فرانس برس في وقت لاحق ان “احد المرافقين ادخل حقيبة مليئة بالمتفجرات الى قاعة الاجتماعات، ونجح المرافق في الخروج قبل التفجير الذي تم عن بعد”.

وتبنى الجيش السوري الحر عملية التفجير.

والعماد حسن توركماني الذي قتل في تفجير انتحاري وقع الاربعاء في دمشق، كان يرأس خلية الازمة التي شكلها الرئيس بشار الاسد لقمع الاحتجاجات السلمية التي تطورت الى مواجهات مسلحة.

والعماد توركماني من مواليد حلب في 1935، وانتسب الى الكلية العسكرية في 1954، وتخرج برتبة ملازم في سلاح المدفعية في 1956. وتولى قيادة وحدة مؤللة خلال الحرب الاسرائيلية-العربية في تشرين الاول/اكتوبر 1973.

وفي 1978، رقي الى رتبة لواء، وعين في كانون الثاني/يناير 2002 رئيسا لهيئة الاركان خلفا لعلي اصلان.

وفي سوريا التي تتولى الاقلية العلوية السلطة الفعلية فيها، اصبح هذا الضابط السني في 2004 وزيرا للدفاع خلفا لسني آخر هو العماد مصطفى طلاس، رفيق درب الرئيس السابق حافظ الاسد. وفي حزيران/يونيو 2009 تقاعد وعين معاونا لرئيس الجمهورية.

وعينه الرئيس بشار الاسد الذي يثق به رئيسا لخلية الازمة لمواجهة الاحتجاجات الشعبية في البلاد.

ثمن الحرب: هل ينبئ ارتفاع أسعار السلاح بتصاعد النزاع السوري؟

يبحث الكثير من السوريين عن السلاح، رغم ارتفاع أسعاره، بعد تصاعد النزاع واتساع صفوف المعارضة المسلحة في الأشهر الماضية. ويقول نقيب منشق عن الجيش السوري إن سعر الكلاشنكوف يكلف 2000 دولار أو اكثر.

لندن: جلس أبو حامد النقيب السابق في الجيش السوري والقائد العسكري حاليًا في صفوف المعارضة المسلحة التي تقاتل لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، متربعًا داخل خيمة في مخيم لاجئين سوريين في تركيا مرددًا شكوى باتت مألوفة من المعارضة حين قال “نحتاج الى السلاح، نحتاج الى السلاح بكل انواعه”.

 ثم بدأ ابو حامد يتحدث عن الأسعار. فهو يقود كتيبة تعمل قرب حلب حيث قال إن الطلب على السلاح في دائرة نشاطه كبير لكن العرض ضئيل حتى انه دفع اكثر من 4 دولارات عن خرطوشة واحدة. واضاف ان الكلاشنكوف الواحدة تكلف 2000 دولار أو اكثر.

وتعتبر هذه الأسعار باهظة في تاريخ النزاعات وهي تشير الى قضايا متعددة تستحق التوقف عندها. واجرت صحيفة نيويورك تايمز استطلاعات قابلت فيها مقاتلين وقادة ميدانيين قرب الحدود التركية مع سوريا. وتبين الأسعار ان هناك طلبا كبير على اسلحة المشاة.

ويشير مثل هذا الطلب في سياق النزاع السوري الى ان الكثير من السوريين يبحثون عن السلاح بعد تصاعد النزاع في الأشهر الماضية واتساع صفوف المعارضة المسلحة. وتشير الخبرة التاريخية الى انهم سيجدون ضالتهم. فان من المستبعد ان يفوت تجار السوق الرمادية والسوق السوداء مثل هذه الفرصة ومن المنطقي ان نتوقع استيلاء مقاتلي المعارضة على اسلحة أكثر من قوات النظام وميليشياته المهزومة وبالتالي تسليح مزيد من الرجال.

واجمالا، وإذا صحت التوقعات المتعلقة باتجاه اسعار السلاح فان من المرجح ان يزداد السلاح المتاح بيد الأهالي إلا إذا حدثت مفاجأة مثل سقوط النظام واعتراف جيشه وانصاره بالهزيمة.

وتشير المعلومات التي جمعتها صحيفة نيويورك تايمز من استطلاعاتها ان سعر الذخيرة الذي تحدث عنه ابو حامد أعلى من الأسعار التي ذكرها نحو 12 قائدا ميدانيا ومقاتلون آخرون قالوا ان سعر الخرطوشة دولاران. ولكن معلومات ابو حامد الأخرى تتفق مع اقوال مقاتلين آخرين بينهم قادة من ادلب وحماة اجتمع العديد منهم يوم الجمعة الماضي في انطاكيا للتعبير عن احباطهم إزاء شح السلاح.

ويقول هؤلاء الرجال إن الكلاشنكوف تكلف الآن من 1000 إلى أكثر من 2000 دولار حسب حالتها، وقاذفة آر بي جي 7 أكثر من 2000 وكل قذيفة من قذائفها 500 دولار. ويكلف المدفع الرشاش من نوع بي كي واسلحة مثيلة 6000 الى 7000 دولار.

ولا تتوفر بندقية مشاة حديثة بأقل من 900 دولار ويكلف بعضها اضعاف ذلك. وبالتالي فان تسليح ثلاثة مقاتلين ببنادق ورامي مدفع رشاش وحامل قاذفة آر بي جي يمكن ان يكلف القائد العسكري أكثر من 10 آلاف دولار عدا الذخيرة.

وكانت هناك عناصر مثيرة للاهتمام في هذه الخلطة، تسببت في رفع الأسعار حتى الى مستوى أعلى. فان بندقية أم 16 الاميركية حاضرة في حرب سوريا الداخلية وهي تُستخدم بناظور في غالب الأحيان. وكانت اسعارها مرتفعة جدا، من 5000 الى 7000 دولار للبندقية الواحدة ذات الناظور.

ويشير اقتران الناظور بهذه البندقية الى ان سرعتها ومسار طلقتها وسمعة أم 16 بكونها أدق من الكلاشنكوف، الى انها تُستخدم بصورة محدودة كبنادق قنص. ولكن للسياق أهميته. وقال مقاتلون ان بندقية أم 16 ليست سلاحا رئيسيا.

واستهان القائد الميداني ابو حامد بقيمتها دون مواربة لا بسبب ادائها وانما لعدم توفر العتاد بامدادات يمكن الاعتماد عليها. وأوضح ابو حامد لصحيفة نيويورك تايمز قائلا “كانت لدينا بنادق أم 16 ولكن لم يكن لدينا إلا 100 طلقة لها فأصبحت عديمة الفائدة ونحن الآن نستخدمها عصا نتوكأ عليها”.

 ويبدو ان بنادق القنص من طراز دراغونوف أوسع تداولا. وقال مقاتلون انهم يحبونها لأسباب تتعلق بالامداد لا سيما وان الذخيرة متوافقة مع ذخيرة المدفع الرشاش من من نوع بي كي ولكن مقاتلين أكدوا صعوبة الحصول على هذه البنادق التي تتبدى في ما دفعوه لشرائها، من 1500 الى 5000 دولار للبندقية الواحدة. ولكن بعض المقاتلين لم يتعرفوا على هذه البنادق من اسمائها المستخدمة دوليا مثل أسي في دي أو دروغانوف ولم يميزوها إلا بعد ان شاهدوا تخطيطات للبندقية. وقال احد المقاتلين “آه، بريجنيف”.

وكان باحثون تابعوا في لبييا العام الماضي حركة المنحنى المتسارعة من شح السلاح الى فيضه بين قوى المعارضة. فابتداء من اواخر الشتاء حتى اوائل الصيف كان السلاح شحيحا حتى ان العديد من الليبيين كانوا يتوجهون الى الجبهة بلا سلاح مستعدين لأخذه من رفيق يسقط أو جندي يُقتل من جنود القذافي. وكانت الكلاشنكوف تكلف وقتذاك 2000 دولار أو اكثر، أي بقدر كلفتها على المقاتل السوري الآن.

ولكن بعد تغير ميزان القوى في النزاع من اجل السيطرة على ليبيا لصالح الثوار في الخريف الماضي كان كثير من المقاتلين يمتلكون اكثر من بندقية مع مدفع رشاش وقاذفة آر بي جي. وهبطت الأسعار هبوطا حادا حتى اصبحت الكلاشنكوف تباع مقابل أقل من 500 دولار. وأصبحت ليبيا ما بعد القذافي التي كانت طيلة أشهر “تتنفس اسلحة” سوقا سوداء تصدر السلاح بكل اصنافه، على حد تعبير صحيفة نيويورك تايمز.

وأخذ قائد ميداني من ادلب بعد اجتماع يوم الجمعة صحفيي نيويورك تايمز بسيارته الى منزل يتقاسمه مع قائد عسكري آخر من حماة ومجموعة متغيرة دائما من المقاتلين. وكان القائد العسكري الذي قدم نفسه باسم ابو حمزة رائدا في الجيش السوري وقال انه يريد مزيدا من السلاح ولكنه اعرب عن قلقه من أن ينتهي الوضع في نهاية المطاف الى الفوضى.

وشدد ابو حمزة على ضرورة “جمع هذا السلاح” فيما بعد. وأبدى ابو حمزة ثقة بآفاق الانتفاضة قائلا ان الأسد راحل بلا ادنى شك. وقال لصحيفة نيويورك تايمز “نحن نراقب ولا نريد ان تكون سوريا مثل افغانستان أو الصومال أو ليبيا.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز مع تقريرها شريط فيديو قائلة انه يصور معركة دارت على اطراف حماة. وتعرض بداية الشريط الدقائق الأخيرة لهجوم نفذه مقاتلون على مقر أمني في حمص. ويقدم الشريط المحرَّر بطريقة ابتدائية مشاهد متنوعة يقول منتج الشريط انها من اشتباك وقع في منطقة سلقيم. ولاحظت صحيفة نيويورك تايمز ان مثل هذه الأشرطة القصيرة تكفي لتكوين فكرة عما يُستهلك من عتاد حتى في المناوشات المحدودة.

وقال مقاتل للصحيفة إن مواطنين اخذوا يبيعون سياراتهم أو حتى بيوتهم لجمع المال ومساعدة المقاتلين. ولكنه لفت الى “ان بامكان المرء ان يبيع بيته وقد يكون ذلك كافيا لأن تخوض كتيبة ساعة أو ساعتين من القتال العنيف”.

«ضربة» تعصف برجال الأسد

واشنطن: هبة القدسي بيروت: كارولين عاكوم وليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

تلقى نظام الرئيس السوري بشار الاسد ضربة قاسية امس، اثر تفجير بمبنى الامن القومي، تبناه الجيش السوري الحر، ادت الى مقتل أعضاء في الدائرة المقربة من الرئيس الأسد، أبرزهم وزير الدفاع نائب القائد العام للجيش نائب رئيس مجلس الوزراء داود عبد الله راجحة، ونائب وزير الدفاع العماد آصف شوكت زوج شقيقة الرئيس الأسد، ورئيس خلية الأزمة معاون نائب الرئيس السوري حسن توركماني، بينما تضاربت الانباء حول مقتل كل من وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار ورئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار. ووصف معارضون سوريون الضربة بانها بداية النهاية للنظام، فيما تعهد الجيش الحر بمواصلة عملياته في دمشق خاصة. ودخلت معركة دمشق منعطفا حاسما بعد هذا التفجير الذي استهدف اجتماعا لخلية الأزمة السورية في مبنى الأمن القومي بمحلة الروضة وسط دمشق، وشهدت حالة من الفوضى والانفلات الامني، وقام الجيش بتنفيذ غارات بالطيران والمدفعية على عدد من احياء العاصمة، فيما اشار ناشطون الى وقوع انشقاقات متسارعة بين صفوفه في عدد من المواقع. وبينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن «انتحاريا فجّر حزامه الناسف داخل القاعة التي كان يجتمع فيها وزراء وقيادات أمنية في مبنى الأمن القومي، وتبنت قيادة «الجيش السوري الحر» في الداخل الانفجار. ومن جهتها، أكدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أن الانفجار هو «اختراق أمني كبير يجعل النظام في خطورة الذئب الجريح».

يأتي هذا في وقت أكد عدد من الدبلوماسيين الغربيين تأجيل التصويت في مجلس الأمن حول مشروع قرار قدمته الدول الغربية يطالب وضع الملف السوري تحت البند السابع الى جلسة تعقد اليوم. وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن التأجيل سيتيح الفرصة للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لمزيد من التشاور. في غضون ذلك، قال البيت الأبيض إنه لا يملك معلومات عن مكان وجود الرئيس السوري بشار الأسد، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني: «إن الولايات المتحدة تراقب الوضع في سوريا عن كثب، وتراقب المنشآت العسكرية السورية، وتعتقد أن المخزون السوري من الأسلحة الكيماوية لا يزال تحت السيطرة». ووجهت عدد من الدول الغربية اضافة الى ناشطين سوريين نداءات تطالب بحماية الاسلحة الكيميائية السورية، في وقت أكد فيه ناشطون ان السلطات السورية وزعت بعض الاجهزة الواقية على عناصر قوات الفرقة الرابعة التي يرأسها ماهر الاسد، الذي اشارت انباء الى اصابته في الحادث التفجيري ايضا.

ومن جهته، أعلن الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أن اجتماع اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية سيعقد بالدوحة يوم الأحد المقبل.

تفجير في مبنى الأمن القومي وسط دمشق يستهدف رؤوس النظام الأمنية… و«الجيش الحر» يتبنى العملية

مقتل راجحة وشوكت وتوركماني.. وتضارب حول وضع الشعار واختيار

بيروت: ليال أبو رحال

دخلت معركة دمشق منعطفا حاسما بعد التفجير الذي استهدف أمس اجتماعا لخلية الأزمة السورية في مبنى الأمن القومي في محلة الروضة وسط دمشق، وراح ضحيته كل من وزير الدفاع، نائب القائد العام للجيش السوري ونائب رئيس مجلس الوزراء، داود عبد الله راجحة، ونائب وزير الدفاع العماد آصف شوكت، زوج بشرى الأسد شقيقة الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس خلية الأزمة ومعاون نائب الرئيس السوري حسن توركماني، بينما أعلن عن إصابة كل من وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار ورئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار، بعدما ترددت أنباء عن مقتلهما.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «تفجيرا إرهابيا استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق أثناء اجتماع وزراء وعدد من قادة الأجهزة المختصة، ما أدى إلى استشهاد العماد داود عبد الله راجحة، والعماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع، والعماد حسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية متأثرا بجراحه التي أصيب بها، ووقوع إصابات في صفوف المجتمعين، بعضها خطيرة».

وبينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن «انتحاريا فجّر حزامه الناسف داخل القاعة التي كان يجتمع فيها وزراء وقيادات أمنية في مبنى الأمن القومي»، من دون تفاصيل إضافية. لكن قيادة «الجيش السوري الحر» في الداخل تبنت الانفجار، وقالت في بيان صادر عنها: «تزف القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ومكتب التنسيق والارتباط وكل المجالس العسكرية في المدن والمحافظات السورية لشعب سوريا العظيم نجاح العملية النوعية التي استهدفت مقر قيادة الأمن القومي في دمشق ومقتل الكثير من أركان العصابة الأسدية».

وأكدت قيادة «الجيش الحر» أن «هذه العملية النوعية ضمن خطة بركان دمشق – زلزال سوريا ما هي إلا محطة البداية لسلسلة طويلة من العمليات النوعية والكبيرة على طريق إسقاط الأسد ونظامه بكل أركانه ورموزه».

ويأتي هذا التطور الأمني المفصلي في سوريا غداة إعلان «الجيش السوري الحر» عن بدء تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق بعنوان «بركان دمشق – زلزال سوريا» للسيطرة على العاصمة تمهيدا لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبعد أيام على اتساع رقعة المواجهات العسكرية في دمشق ووقوع اشتباكات حادة بين الجيش السوري النظامي ومقاتلي «الجيش الحر».

وبينما لم تتضح كيفية تنفيذ الانفجار، قال المعارض السوري وعضو المجلس الوطني السوري كمال اللبواني لـ«الشرق الأوسط» إنه «كان ومجموعة من المعارضين السوريين على علم مسبق منذ يومين بعملية نوعية يجري الإعداد لها». وأكد أن «العملية هي من تخطيط وتنفيذ شباب الثورة في (الجيش الحر) سبق أن أدوا خدمتهم العسكرية الإلزامية في المركز الأمني حيث وقع الانفجار».

وشدد اللبواني على أن «الانفجار حصل من خلال التنسيق مع أشخاص يعملون داخل المبنى سهلوا عملية إدخال مواد متفجرة تزن نحو 45 كيلوغراما تدريجيا على أنها سكر وشاي وقهوة، وتم تصنيعها في عبوة يدوية تم تجهيزها منذ أسابيع وفجرت أمس عن بُعد»، مشيرا إلى «أننا نعرف جيدا من قرر وخطط ونفذ العملية، وهم من خيرة شباب الثورة».

وكانت وسائل الإعلام السورية الرسمية وأخرى مقربة منها على غرار قناة «المنار» اللبنانية، الناطقة باسم حزب الله، وقناة «العالم» الإيرانية الناطقة باللغة العربية، قد سارعت إلى الإعلان تباعا عن تفاصيل الانفجار وإعلان أسماء القتلى. وفي حين أورد التلفزيون السوري شريطا إخباريا كتب فيه «استشهاد العماد داود عبد الله راجحة وزير الدفاع جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف مبنى الأمن القومي»… و«استشهاد العماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع في تفجير مبنى الأمن القومي»، أشارت «المنار» نقلا عن مراسلها في سوريا إلى «إصابة خطيرة لوزير الداخلية محمد الشعار»، لافتة إلى أن «الانتحاري الذي نفذ تفجير مبنى الأمن القومي له علاقة بإحدى الشخصيات الأمنية السورية».

وبعد ساعات على وقوع الانفجار شددت القيادة العامة للقوات المسلحة في سوريا على أن «تفجير دمشق الانتحاري يزيدها إصرارا على مكافحة الإرهاب». وقالت في بيان صادر عنها أورده التلفزيون السوري الرسمي إن «من ظن أنه باستهداف بعض القادة يستطيع لَيّ ذراع سوريا فهو واهم، لأن سوريا، جيشا وقيادة وشعبا، اليوم أكثر تصميما على التصدي للإرهاب وبتر كل من يفكر بالمساس بأمنها».

وبادر الرئيس السوري بشار الأسد إلى إصدار مرسومين عيّن بموجبهما العماد فهد الجاسم الفريج وزيرا للدفاع خلفا لراجحة ونائبا للقائد العام للجيش السوري. وقال الفريج في خطاب نقله التلفزيون السوري إن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تزف إلى جماهير شعبنا وقواتنا المسلحة الباسلة وإلى جميع المناضلين والشرفاء في العالم نبأ استشهاد العماد راجحة.. والعماد شوكت.. اللذين قضيا إثر عمل إجرامي إرهابي استهدف اجتماعا دوريا لوزراء وقادة أجهزة مختصة في دمشق». وأوضح: «إننا إذ نحتسب من قضوا شهداء في سبيل عزة الوطن وكرامته نؤكد أن رجال قواتنا المسلحة لن يثنيهم ذلك العمل الإرهابي الجبان عن متابعة مهامهم المقدسة في ملاحقة فلول العصابات الإرهابية المجرمة وبتر كل يد تمتد بسوء إلى أمن الوطن والمواطنين».

من ناحيته، حمل وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في حديث للتلفزيون السوري مسؤولية ما حدث «لكل الدول التي أرسلت طلقة واحدة ودولارا واحدا إلى سوريا، وهي مسؤولة عن كل نقطة دم هدرت على الأرض السورية»، معتبرا أن «مسؤولية التفجير تقع على حكومات وأجهزة استخبارات عربية وغربية». وقال إن «ما يجب أن يفهمه الجميع أن هذه الحادثة ليست مجردة من الدلالات، فهم يستهدفون مجموعة من العناصر والمسؤولين الذين يعالجون المشكلات»، رابطا إياها باجتماع مجلس الأمن. وقال: «هناك شعور لدى الآخرين بالعجز والإحباط، وهم منذ أكثر من سنة يعملون على انشقاق الجيش السوري ولم يستطيعوا، وأدركوا أنه متماسك وقوي، وأدركوا أن الدولة قوية وما زالت قائمة».

«خلية الأزمة» السورية: تضم رؤوس النظام الأمنية

تأسست إثر اندلاع الثورة السورية

بيروت: يوسف دياب وليال أبو رحال

سلط التفجير الذي وقع أمس داخل مبنى الأمن القومي واستهدف اجتماع كبار قادة «خلية الأزمة» في سوريا، الضوء على هذه الخلية ودورها في رسم مسار الأحداث في سوريا والقرارات الأمنية التي كانت تتخذها منذ تأسيسها مع انطلاقة الثورة في سوريا.

مهام عدة أنيطت بالخلية في إطار قمع المظاهرات ومحاولة وأد الثورة وتقديم مقترحات الحلول إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وتضم هذه الخلية، التي تعد الرأس الأمني للنظام، كبار القادة والمسؤولين الأمنيين في سوريا ويترأسها اللواء هشام بختيار، الذي يحظى بثقة الرئيس الأسد. وتضم كلا من: وزير الداخلية اللواء محمد الشعار، ووزير الدفاع العماد داود راجحة، ومدير إدارة أمن الدولة اللواء علي مملوك، ورئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء عبد الفتاح قدسية، ورئيس شعبة المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن، ورئيس شعبة الأمن السياسي اللواء محمد ديب زيتون. وكان ينضم إليها عند اتخاذ القرارات المصيرية كل من نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء آصف شوكت، وقائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري ماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري)، واللواء محمد ناصيف والعميد حافظ مخلوف. ودأبت الخلية على عقد اجتماعاتها منذ اندلاع الثورة السورية في قصر الشعب، وغالبا ما كانت تحصل اجتماعاتها بحضور الرئيس الأسد. وقد برز اسم هذه الخلية بشكل بارز قبل أشهر، في 25 مايو (أيار) الفائت، مع إعلان كتائب الصحابة، التابعة للجيش السوري الحر، عن تنفيذ عملية اغتيال بواسطة السم لعدد من أعضاء هذه الخلية، أبرزهم تركماني وبختيار وشوكت وراجحة، إلا أن ظهور وزير الداخلية شكك في صحة هذه الرواية، علما بأنه لم يظهر الآخرون إعلاميا منذ ذلك التاريخ.

رئيس «تجمع الضباط الأحرار» في الجيش السوري الحر العميد حسام العواك أشار لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الخلية كانت تسمى قبل الثورة مكتب الأمن الوطني، وتتبع مباشرة لحزب البعث برئاسة اللواء هشام بختيار. وكشف عن جانب من القرارات التي اتخذتها هذه الخلية في إطار قمعها للثورة وترهيب المدنيين، ومنها إشاعة القلق والخوف والتهديد بإثارة الحرب الطائفية في سوريا، وإشاعة روح العدوان والهزيمة لدى المعارضة، وبث الشائعات عن المنافع المادية وتشكيل لوبي يساوم المعارضة ماليا لصالح النظام، وإنتاج أنواع من الدخان المسرطن والمواد المخدرة التي كانت توزع في المناطق الثائرة، وتعطيل إنتاج المصانع الخاصة والعامة وحرق المحاصيل الزراعية، رفع الروح المعنوية لدى كتائب الأسد.

وترفع الخلية اقتراحاتها إلى الرئيس الأسد «الذي يوافق عليها وتوضع موضع التنفيذ»، ووفق العواك، فإنه أكد أن «التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي أدى إلى مقتل راجحة وتركماني وشوكت، فيما أصيب بختيار ومخلوف بإصابات بليغة وهما في المشفى الشامي وتجهز طائرة لنقلهما إلى خارج سوريا».

وفي حين تم التداول إعلاميا بأن يكون النظام هو من دبر عملية مبنى الأمن القومي بعد اشتباهه بنية المجتمعين الانقلاب، مستندين في وجهة نظرهم إلى غياب باقي أعضاء خلية الأزمة عن الاجتماع، أكد قيادي معارض بارز لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع كان مخصصا لاتخاذ قرارات حول كيفية التعامل مع حملة «بركان دمشق»، وعادة ما يقتصر حضور اجتماعات مماثلة على الرأس الأمني للخلية الممثل بكل من راجحة وشوكت وبختيار والشعار وتركماني… وأكد أن دور «باقي رؤساء الأجهزة الأمنية من أعضاء الخلية يقتصر على تنفيذ القرارات والسياسات لا رسمها، وهو ما يفسر غيابهم». ويؤكد معارضون سوريون أن استهداف خلية الأزمة التابعة مباشرة للرئيس الأسد يعد بمثابة ضربة قاصمة لظهر النظام المتربع على عرش السلطة بحكم قبضته الأمنية.

فرح صامت وخوف من المجهول يخيمان على دمشق

بعد أكبر عملية اغتيال في تاريخ سوريا

لندن: «الشرق الأوسط»

خيم الصمت على وسط دمشق في ساعات الظهيرة من يوم أمس، ما عدا أصوات سيارات الإسعاف، وذلك لدى الإعلان رسميا عن تعرض مبنى الأمن القومي في حي الروضة لعملية تفجير، ومقتل عدد من قادة الأجهزة الأمنية والوزراء. ومع تواتر ورود الأنباء بدأت المحال في إغلاق أبوابها، بينما بدا الارتباك والوجوم على عناصر الأمن والشبيحة المنتشرين بكثافة في الشوارع، وهمدت حركتهم، خلال الساعات التي شهدت إعلان النبأ رسميا بالتتابع من دون أي صور لموقع العملية، حيث درجت عادة الإعلام الرسمي في تغطيته للتفجيرات التي تحصل في دمشق على أن يكون أول الواصلين إلى الموقع بعد الجهات الأمنية، إلا أن التلفزيون الرسمي وقناة «الدنيا» الموالية للنظام أوردا الخبر من دون أي صور، وبالتتابع وعلى مدى ثلاث ساعات، دخل خلالها وسط دمشق في حالة صدمة، وسط سماع دوي صافرات سيارات الإسعاف، قبل أن تعود الحركة القلقة لسيارات قوات الأمن وهي تجوب الشوارع في حالة جنونية مع اقتراب المساء.

وبث ناشطون فيديو يظهر طائرة مروحية تهبط في محيط قصر الشعب المتربع على أحد تلال الربوة في محيط مدينة دمشق. كما سمعت أصوات إطلاق نار ودوي تفجيرات في منطقة المهاجرين في محيط القصر الجمهوري. في حين أن بعض أصحاب المحالات الذين راحوا يغلقون محالهم تباعا لم يتمكنوا من إخفاء مشاعر الفرح، وبدت وجوههم ضاحكة لمقتل قادة الأجهزة «القمعية»، بحسب تعبير أحد الباعة الذي كان يوزع على زبائنه شوكولاته وعصيرا من دون ذكر المناسبة، مكتفيا بالقول إنها «إكرامية لوجه الله»، وهو يسترق النظر باتجاه عناصر الأمن الموجودين بالقرب منه، ثم همس في أذن زبونه «عقبى للبطة»، في إشارة إلى تمنيه سماع نبأ مقتل الرئيس بشار الأسد قريبا، حيث انتشرت شائعات عن تعرض الرئيس الأسد لمحاولة اغتيال في منطقة الروضة مساء الثلاثاء.

حالة من الفرح الصامت المشوب بالتوجس من المجهول والرهبة وسمت شوارع العاصمة في محيط مقر الأمن القومي الذي شهد واحدة من أكبر عمليات الاغتيال في تاريخ البلاد، وأعلن رسميا عن مقتل وزير الدفاع السوري العماد داود عبد الله راجحة ونائبه آصف شوكت. كما أشارت معلومات إلى إصابة ماهر الأسد والعميد حافظ مخلوف رئيس فرع التحقيق في المخابرات العامة.

إلا أن سكانا في حي الروضة حيث يقع المقر المستهدف لم يسمعوا صوت التفجير، ورجحوا أن يكون قد حصل داخل المبنى. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إنهم شاهدوا سيارة من نوع «أودي» عند الساعة الثانية عشرة والنصف تنقل من المبنى جريحين باتجاه مشفى الشامي، في حي المالكي الملاصق لحي الروضة، كما شاهدو سيارات إسعاف كثيرة تهرع إلى المنطقة. وفرض الحرس الجمهوري طوقا أمنيا على كامل حيي الروضة والمالكي اللذين تتركز فيهما بالإضافة إلى المكاتب الرئاسية والقصر الجمهوري، مكاتب ومنازل المسؤولين في الرئاسة والسفارات. وجرى نشر مكثف للجيش والأمن والشبيحة، مع قطع كل الطرق المؤدية إليها.

إلا أن الحدث الكبير الذي شهدته تلك المنطقة وقع ظهر يوم الأربعاء، وتناقل السوريون المناهضون للنظام أنباءه، وكأنها بشائر النصر واقتراب الفرج، وذلك لعدة ساعات، لتتحول لاحقا إلى حالة من الذعر مع بدء حالة الانفلات الأمني.

وخرجت مظاهرات حاشدة في الأحياء المناهضة للنظام، وهتف المتظاهرون «والله لنأخذ بالتار.. من ماهر ومن بشار». أما في حي القابون الذي يتوقف القصف عليه رغم الضربة العنيفة التي تلقاها النظام بمقتل عدد من قادته، ومع تقدم ساعات النهار، فقد بدأت الأنباء تتوارد منه ومن أحياء العسالي والقدم ومخيم اليرموك عن هجوم الشبيحة على تلك الأحياء بالسلاح الأبيض، وذبح من تطاله أيديهم من سكان تلك الأحياء. ووجه ناشطون نداءات استغاثة لنجدة تلك الأحياء من انتقام الشبيحة، وسط حالة من الانفلات الأمني وتصاعد تحذيرات من احتمال استخدام النظام للغازات السامة في أحياء القابون والعسالي والقدم والحجر الأسود والميدان. وقال سكان في الميدان إن قوات الجيش النظامي انسحبت من داخل الحي وحاصرته من الخارج، مما عزز المخاوف من استخدام النظام للغاز.

من جانبها، قالت السلطات السورية إن الجهات المختصة لاحقت «فلول الإرهابيين» في أحياء القابون والميدان ومخيم اليرموك. وأكد ناشطون حصول اشتباكات عنيفة في محيط مخيم اليرموك الفلسطيني بعد هجوم الشبيحة على المنازل في حارات الحجر والعروبة. وأكد شهود عيان نزوح أعداد كبيرة من حي القابون باتجاه حي التجارة والتجمع في الحدائق وهم في حالة يرثى لها، كما نزحت أعداد كبيرة من سكان الحجر الأسود باتجاه المناطق المجاورة ببيلا ويلدة وسبينة وكانت العائلات في وضع إنساني سيئ جدا.

في المناطق الأخرى من البلاد، أكد ناشطون حصول انشقاقات بين صفوف الجنود السوريين وفي القطع العسكرية المنتشرة على كامل الأراضي السورية، إلا أن ذلك لم يوقف القصف على حمص وريفها، بل ازدادت وتيرته في ساعات بعد الظهر، ردا على مشاعر الفرح التي عبر عنها السوريون في بعض المناطق المحاصرة. ففي القصير، خرجت النساء إلى الشوارع وزغردن فرحا بمقتل القادة الأمنيين والعسكريين، واعتبر الناشط أبو أحمد القصير هذه العملية بداية الانتصار، وقال «كنا نتمنى شنقهم في الساحات». وتبادل السوريون في الداخل والخارج رسائل التهنئة مستغلين اقتراب شهر رمضان «بتمنيات اقتراب موعد العيد». ومن تلك الرسائل «العيد هذه السنة سيأتي ببداية الشهر الفضيل». كما عبر المناهضون للنظام عن فرحتهم وشماتتهم عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وانصبت أسئلة الناشطين في الخارج عما إذا كان «آن أوان حزم حقائب العودة والمشاركة في العيد»، وتهنئة أمهات وذوي الشهداء الذين قضوا خلال عام ونصف عام من الاحتجاجات والثورة في وجه النظام.

من طرابلس إلى دمشق.. استراتيجيات الثوار لحسم المعركة

ضربة موجعة للأسد تذكر بتصميم الليبيين على إسقاط القذافي

القاهرة: محمد عبده حسنين

مع اقتراب ثوار سوريا من دخول العاصمة دمشق عبر زحفهم المتواصل إليها، لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وتوجيه قوات جيشها السوري الحر ضربات متلاحقة إلى القوات النظامية، يأمل السوريون، خصوصا سكان العاصمة، في أن ينجح الثوار في حسم المعركة سريعا دون سقوط المزيد من الضحايا، على غرار ما حدث في العاصمة الليبية طرابلس العام الماضي، حينما بسط الثوار قبضتهم على العاصمة، بعد حصار محكم لقوات العقيد الراحل معمر القذافي، أجبرها على الاستسلام دون مقاومة تذكر.

لكن بمقارنة سريعة لما قام به الثوار في ليبيا وما تشهده الآن العاصمة السورية دمشق يتضح استخدام الثوار على الجبهتين لاستراتيجيات وتكتيكات عسكرية مختلفة، فبينما اتبع ثوار ليبيا تكتيك الحصار الطويل لكتائب القذافي في ليبيا، معتمدين على الضربات المركزة والمتواصلة لصواريخ حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فاجأ الثوار السوريون الجميع بتوجيه ضربة قاصمة لكبار قادة نظام الرئيس الأسد، على أمل أن تعجل هذه الضربة بسقوطه وانهياره. فأمام القبضة الحديدية لنظام الأسد وقواته الأمنية في سوريا، لم تفلح مواجهات الثوار عبر أكثر من عام مضى في زعزعة نظام الأسد داخل العاصمة دمشق ذات التحصين الأمني القوي، بالشكل المؤثر، فكان الحل بتوجيه ضربة موجعة إلى النظام من أجل شل أركانه وكسب المعركة.

التطور النوعي لثوار سوريا ومواجهتهم كان في تدبير تفجير قوي ومؤثر، أشبه بعمليات الأجهزة الاستخباراتية العالمية. فبالأمس نجح الجيش السوري الحر في تدبير عملية تفجير عبر شخص ارتدى حزاما ناسفا فجّر نفسه داخل مبنى الأمن القومي المحاط بحراسة مشددة في حي الروضة في وسط العاصمة دمشق، قتل فيه عدد من قيادات الأسد. وأوضح بيان للجيش الحر أن «هذه العملية النوعية ضمن خطة بركان دمشق – زلزال سوريا ما هي إلا محطة البداية لسلسلة طويلة من العمليات النوعية والكبيرة على طريق إسقاط الأسد ونظامه بكل أركانه ورموزه».

وقد فتح التفجير الباب أمام اقتراب دخول الثوار دمشق، حيث قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن انشقاقات كثيرة وواسعة تتم في صفوف الجيش والأمن السوريين في عدة مناطق سورية بعد التفجير، كما تواصلت الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي بعدد من أحياء دمشق، وتجاوز عدد القتلى 100 قتيل، معظمهم في دمشق وريفها ودرعا.

في الجبهة المقابلة، كان المشهد النهائي لسقوط نظام القذافي، في 21 أغسطس (أب) 2011، مختلفا تماما، حين نجح ثوار ليبيا في دخول العاصمة طرابلس دون مقاومة، وإن كان الزحف إليها قد استغرق شهورا، مع محاصرة قوية ومواجهات بين القوات وعمليات كر وفر.

بدأت خطة دخول العاصمة الليبية طرابلس بالعملية التي أطلق عليها «فجر عروس البحر»، عندما كانت مقاتلات حلف الناتو تقصف بضراوة ثكنة باب العزيزية الحصين حيث مقر إقامة القذافي، فبدأ آلاف من الثوار المنضمين إلى جيش تحرير ليبيا الوطني في الزحف على بعد 25 كيلومترا غرب طرابلس.

وفي طريقهم إلى طرابلس للانضمام إلى ثورتها الشعبية المنتفضة ضد القذافي، سيطر الثوار على ثكنة تخص كتيبة خميس نجل القذافي، وهي وحدة تضم أفضل قوات الأمن التابعة للقذافي، وتمكن نحو 200 مقاتل من الوصول إلى طرابلس على متن زوارق قادمين من مصراتة لتعزيز المقاتلين الذين يخوضون معركة شرسة مع قوات القذافي داخل قاعدة معيتيقة الجوية في حي تاجوراء بالعاصمة.

وبد أن هناك تطورا عسكريا نوعيا كبيرا اكتسبه الثوار الليبيون خلال عام من مواجهة كتائب القذافي، حيث خطط الثوار لهجوم منسق سري لإنهاء حكم القذافي.. بدأ إطلاق النيران عبر طرابلس بعد لحظات من استخدام رجال الدين مكبرات الصوت في مآذن المساجد لدعوة الناس للخروج إلى الشوارع والتظاهر ضد القذافي، ونجح مئات من جيش تحرير ليبيا الوطني في التسلل إلى قلب طرابلس لينضموا إلى السكان المحليين في المناطق التي تم إعلانها كمناطق محررة.

لم تفلح النداءات العاجلة التي وجهها القذافي لأنصاره ومؤيديه في الخروج إلى أرض المعركة لمواجهة من وصفهم بأعوان الاستعمار الأجنبي في منع الثوار والسكان المحليين من التقدم باتجاه السيطرة شبه الكاملة على طرابلس، حيث وجه القذافي حينها كلمة إلى مناصريه قال فيها: «أنا معكم ببندقيتي إلى آخر قطرة دم»، وتساءل: «كيف تسمحون بهذا؟! يا للعار! يا للشماتة! أين المسيرات المليونية؟! فلتخرج النساء الآن، ومن يخَف يعطِ سلاحه لابنته أو لزَوجته».

الانشقاقات تتوسع وعناصر الجيش النظامي يهربون تاركين أسلحتهم على الحواجز

العقيد الأسعد: «نعد بالمزيد من العمليات وانهيار النظام بات قريبا»

بيروت: كارولين عاكوم

على وقع أخبار التفجير الذي استهدف خلية الأزمة في مبنى الأمن القومي في دمشق أمس، كانت المعلومات حول الانشقاقات في صفوف الجيش السوري من ذوي الرتب المختلفة تتوالى على مواقع المعارضة السورية، وهذا ما أكده أيضا قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد لـ«الشرق الأوسط» معتبرا «أن هذه العملية هي هزة أمنية للعصابة التي تحكم سوريا وللنظام الذي بات انهياره قريبا»، وواعدا الشعب السوري بالمزيد من العمليات التي ستكون بمستوى عال من الدقة والحرفية لاستهداف قادة النظام السوري وتكبيده المزيد من الخسائر. وأشار الأسعد إلى أنه وبعد وقوع انفجار دمشق بساعات قليلة قام الجيش الحر بمحاولة اقتحام قصر الشعب إلا أن العملية لم تنجح وقتل خلالها 7 عناصر منه، لكن المعنويات لا تزال مرتفعة والمسيرة لم تنته. وأكد الأسعد لـ«الشرق الأوسط» أن العملية التي استهدفت مبنى الأمن القومي حيث كانت تجتمع خلية الأزمة، تمت بالتنسيق بين كتائب عدة تابعة للجيش الحر وعلى رأسها «لواء الإسلام» و«كتائب الصحابة» وكان يخطط لها منذ فترة، فيما قام بتنفيذها مرافق وزير الداخلية الخاص محمد الشعار، بعدما تم زرع عبوات متفجرة داخل البناء بتخطيط وتشاور مسبق وتنسيق مع أشخاص موجودين داخله، لافتا إلى أنه لغاية الآن لم يتم معرفة عما إذا كان المنفذ قد فارق الحياة أو لا يزال حيا.

وفيما يتعلق بالانشقاقات التي شهدت تطورا ملحوظا يوم أمس، يقول الأسعد «على وقع الاحتفالات التي عمت المناطق السورية بعد شيوع خبر العملية كانت أخبار الانشقاقات تصل إلينا تباعا من مناطق سورية عدة، ومنها انشقاق قائد العمليات في ريف دمشق زكي لولة ورئيس قسم الزاهرة في حي التضامن، كما تأكدنا من وقوع اشتباكات داخل الفرقة الرابعة التي أصيب عناصرها بانهيار نفسي ومعنوي»، لافتا إلى أن المعدل اليومي للانشقاقات هو بين 10 و15 ضابطا ونحو 200 عسكري، في حين أن عدد الجيش الحر يقارب الـ100 ألف عنصر. وأضاف «نملك معلومات منذ أكثر من شهر أن ضباطا علويين في الفرقة الرابعة يلتزمون منازلهم ويرفضون تنفيذ الأوامر». وتوقع الأسعد أن تكون الانشقاقات في المرحلة القريبة المقبلة ليست فقط عسكرية إنما أيضا سياسية لأن بداية نهاية النظام قد بدأت، بحسب قوله.

وكانت مصادر في المعارضة السورية قد أشارت إلى فرار أكثر من 100 عسكري سوري من حواجز مختلفة في حمص، فيما أعلنت كتيبة أبو بكر في الجيش الحر انسحاب قوات النظام السوري من حي الميدان بدمشق ومن محيط معرة النعمان بإدلب تاركة أسلحتها ومعداتها، كما سجلت انشقاقات في إدلب على حواجز كفرتخاريم وحيش والخيمة وانشقاق 40 عنصرا من القوات الخاصة بمركز القابون، إضافة إلى انسحابات من اللواء الثالث المدرع في دمشق وترك عناصره الدبابات في الشارع. كذلك، ذكرت شبكة شام أن العقيد محمود البردان قائد قسم التضامن بدمشق أعلن انشقاقه مع عناصره. كما سجل انشقاقات كبيرة على حواجز مدن وبلدات ريف حماه، وتحديدا في كفرزيتا والطيبة والسقيلببية ومورك وكفرنبودة وفي المكننة الزراعية في مدينة السلمية إضافة إلى انشقاق عناصر مخفر عقيربيات.

من جهتها، قالت مصادر بالمجلس الوطني السوري المعارض، لوكالة «الأناضول» للأنباء إن المقدم طيار عبد المنعم فارس الحريري أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي السوري، ووصل إلى الأردن مع عائلته في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، مشيرة إلى أن عائلته نقلت إلى مخيم لإيواء اللاجئين المدنيين في مدينة الرمثا شمال البلاد، فيما نقل الحريري إلى أحد المعسكرات الخاصة بإيواء الجنود والضباط المنشقين في مدينة المفرق الشمالية.

ووفقا للمصادر فإنه بهذا الانشقاق يصل عدد كبار الطيارين السوريين الذين لجأوا إلى الأردن بعد انشقاقهم عن الجيش النظامي إلى 11 طيارا. ويحتضن الأردن 45 ضابطا و4 من العمداء والأركان السوريين، و20 من العقداء المنشقين بخلاف الطيارين، فيما يقدر عدد المنشقين الموجودين في سوريا بأكثر من 700 من الجنود وكبار الضباط.

وكانت مصادر بالمعارضة السورية قد قالت لـ«الأناضول» يوم أمس إن العقيد طيار زياد طلاس انشق عن الجيش النظامي السوري، وفر إلى الأردن برفقة عائلته، بينما نفت عمان رسميا علمها بهذه الواقعة، مؤكدة أنها تتحقق من تلك المعلومات. بحسب مصادر بالمعارضة السورية.

ويقول وزير بارز في الحكومة الأردنية لـ«الأناضول»: «نتعامل معهم وفقا للمعايير الدولية وبشكل إنساني، حالهم حال عشرات الآلاف من اللاجئين المدنيين الذين فروا إلى الأردن».

لكن الوزير، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لحساسية الموقف، أقر بوجود نوع من «التشدد» في آلية التعامل مع المنشقين الفارين للأردن «حرصا على حياتهم»، وقال «نخشى من أي محاولات اغتيال قد يتعرض لها المنشقون داخل الأردن».

المعارضة السورية: تفجير مبنى الأمن القومي حدث مفصلي وضع النظام على حافة الانهيار

نشار لـ«الشرق الأوسط»: السوريون حسموا موقفهم من دمشق وليسوا بحاجة لمجلس الأمن

بيروت: يوسف دياب

أجمعت مواقف المعارضة السورية على أن «ما حصل في دمشق (تفجير مبنى الأمن القومي وقتل قادة سياسيين وأمنيين) شكل منعطفا مهما في حياة الثورة السورية». وأكدت أن «تفجير حي الروضة هو حدث مفصلي وجه رسالة قوية إلى المجتمع الدولي والحكومة الروسية مفادها أن الشعب السوري لم يعد بحاجة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي». ورأت أن النظام في سوريا على شفير الانهيار، وأن (الرئيس السوري) بشار الأسد، سيلاقي المصير الذي لقيه معمر القذافي».

فقد اعتبر عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، سمير نشار، أن «ما حصل في دمشق هو أحد إفرازات الثورة السورية، التي أثبت فيها السوريون أنهم ذاهبون إلى إسقاط النظام، والإطاحة ببشار الأسد، وأنهم بدأوا يجنون ثمار التضحيات التي قدموها». وقال نشار في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن التفجير الذي حصل اليوم (أمس) في دمشق، وجه رسالة قوية جدا إلى المجتمع الدولي وإلى الحكومة الروسية، مفادها أن الشعب السوري لم يعد يحتاج لمواقف وقرارات لا من مجلس الأمن الدولي ولا من روسيا، وأن الشعب السوري حسم موقفه من دمشق». ورأى أن «مصرع قيادات كبيرة في النظام، ومنها آصف شوكت (صهر الرئيس بشار الأسد)، هو دليل على أن هذا النظام بدأ يتداعى، خصوصا مع انشقاق المئات من الضباط من رتب عليا والالتحاق بالجيش الحر». وأكد أن «سوريا باتت على أبواب مرحلة جديدة تتأسس لتكون وطنا لكل السوريين، وخصوصا العلويين والمسيحيين الذين عليهم أن لا يخشوا الثورة، لأنه سيكون لهم دورهم ومكانتهم كمواطنين سوريين متساوون في الحقوق والواجبات كغيرهم من أبناء الشعب السوري». وأضاف: «ما حصل هو قطع للأفعى والنظام بات بأيامه الأخيرة، ومصيره سيكون مشابها تماما لمصير (العقيد الليبي السابق) معمر القذافي». وتوجه نشار إلى الحكومة الروسية قائلا: «المعركة في سوريا على مشارف الحسم لمصلحة الثورة، والسوريون ليسوا بحاجة لا لقراراتكم ولا لقرارات مجلس الأمن الدولي».

أما الناطق باسم «الهيئة العامة للثورة السورية»، بسام جعارة، فرأى أن «النظام السوري تصدع وتفكك، ومن يريد إنقاذ نفسه سيسارع إلى القفز من قارب بشار الأسد قبل أن يغرق، لأن الوضع انتهى والنظام انهار فعليا». وأكد جعارة لـ«الشرق الأوسط» أن «أكثر من 70 في المائة من الجيش السوري خرج عن طاعة بشار الأسد، الذي لم يبق معه إلا قوة من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، وهو (الأسد) سينسحب إلى الساحل بين ساعة وأخرى ليحاول إقامة دويلة له، لكنه لن ينجح، لأنه إذا وصل هو فلن تستطيع قواته الوصول إلى الساحل السوري»، مشيرا إلى أن «معظم المدن السورية ستتحرر خلال ساعات أو أيام قليلة جدا، وستحصل انشقاقات عسكرية وسياسية واسعة في السلطة». وقال جعارة: «لا تتفاجأوا إذا سمعتم بين ساعة وأخرى بنبأ فرار (نائب الرئيس السوري) فاروق الشرع إلى الأردن، وربما نسمع بعملية انقلابية داخل النظام يرعاها الروس، وقد تفاجئ الجميع». وعما إذا كان الشعب السوري سيقبل التعامل مع من يقوم بالانقلاب الذي قد يكون صورة عن نظام الأسد، أجاب: «ربما تكون هناك محاولة لوقف نهر الدم في سوريا ونقل السلطة إلى الشعب السوري»، متوقعا أن «يلجأ الأسد إلى قصف دمشق بالصواريخ الثقيلة، لكن عندها سيتغير الوضع كله على الأرض».

إلى ذلك أكد ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا، عمر إدلبي، أن عملية تفجير مركز الأمن القومي بدمشق «من شأنها أن تزعزع أركان النظام». وقال: «نعتقد أن النظام وجهت له ضربة قاتلة من خلال هذا التفجير»، مشيرا إلى أن «حارسا شخصيا لأحد كبار المسؤولين هو من نفذ هذه العملية بحزام ناسف»، معتبرا أن «هذه العملية ربما تكون اختراقا أمنيا كبيرا للنظام». وختم بالقول: «هذا يوم مفصلي ومنعطف كبير في مسيرة هذا النظام».

وأعلن المتحدث باسم «المجلس الوطني السوري»، جورج صبرا، أن «الجيش السوري الحر هو من سيقلب موازين القوى»، مشددا على أن «معركة دمشق بدأت منذ ثلاثة أيام و(الجيش الحر) يقاتل في أحيائها»، مشيرا إلى أنه «لوحظ زيادة الانشقاقات في الأسبوع الأخير إلى أكثر من 60 ضابطا، 2 منهم برتبة لواء، ما يؤشر إلى بدء تفكك وضع النظام السوري»، وقال صبرا: «على السوريين أن يستعدوا لنهاية النظام، وهذه الأيام مصيرية».

خبيرة استراتيجية: عملية التفجير «انقلاب حاسم» في الأزمة السورية

خبير روسي: الأسد الهدف الرئيسي للعمليات المقبلة

لندن: «الشرق الأوسط»

قال خبير روسي في شؤون الشرق الأوسط، في تعليق له على أنباء مقتل عدد من كبار القيادات العسكرية والأمنية السورية في تفجير مبنى كبير للأمن في العاصمة السورية أمس، إنه يبدو أن «الرئيس الأسد سيكون الهدف المقبل» لأي عمليات مقبلة للمعارضة السورية.

وأضاف يفغيني ساتانوفسكي، رئيس معهد الشرق الأدنى، الذي وصف التفجير بأنه عمل موجه لقطع رأس القيادة العسكرية والأمنية السورية، أن «عملية اصطياد قد انطلقت لرأس الرئيس الأسد وحاشيته، وأن هناك فرصا لأن يصبح الرئيس مستهدفا في المرة المقبلة».

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن الخبير الروسي، أنه من المحتمل أن تكون عدة دول قد طلبت تنفيذ هذه العملية، وذلك بتوجيهها رسالة إلى الرئيس السوري تقول «إما بضرورة مغادرته الحكم برضاه أو الإذعان لذلك».

من جهتها، وصفت يلينا سوبونينا، رئيسة مركز آسيا والشرق الأدنى في معهد الدراسات الاستراتيجية عملية التفجير بأنه «انقلاب حاسم» في الأزمة السورية، إذ فقد بشار الأسد قاعدته القيادية الرئيسية التي كان يستند إليها. وأشارت إلى أن المعارضة كانت تروم دوما إلى تصفية هذه القيادات.

وأضافت الخبيرة الروسية، أن الحدث يمثل إشارة سيئة جدا للرئيس بشار الأسد بعدما اخترقت المعارضة أخطر صفوف قياداته. وتوقعت ألا يصمد النظام إلا لبعض الوقت، وربما لشهور معدودة، في حين يتوقع أن تزداد حدة الصدامات في الأيام المقبلة، وخصوصا مع اقتراب شهر رمضان الكريم والتئام المؤمنين وأفراد الجمهور في الجوامع.

نيويورك تايمز: واشنطن تبدأ في إعداد خطط لمواجهة تداعيات انهيار الحكم السوري

واشنطن- (د ب أ): مع تنامي الاقتناع بقرب انتهاء قبضة عائلة الأسد على السلطة على مدى 42 عاما في سورية، عكف مسئولو إدارة أوباما على إعداد خطط طارئة لمواجهة تداعيات انهيار الحكم السوري، حيث ركزوا بالذات على الأسلحة الكيمائية التي يعتقد أن سورية تمتلكها واحتمال أن يحاول الرئيس بشار الأسد استخدامها ضد قوات المعارضة والمدنيين.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها عن الوضع في سورية أن مسئولا بالادارة الامريكية قال إن مسئولين بوزارة الدفاع (البنتاغون) يجرون محادثات مع مسئولي الدفاع الاسرائيليين بشأن احتمالية تحرك إسرائيل لتدمير منشآت الاسلحة السورية، مضيفا أن الادارة لا تؤيد هجوما من هذا القبيل بسبب خطورة ما ينطوي عليه من منح الاسد فرصة حشد التأييد ضد التدخل الاسرائيلي.

وأضافت الصحيفة نقلا عن مسئول بالبيت الابيض إن توماس دونيلون مستشار أوباما للأمن القومي زار إسرائيل في مطلع الاسبوع الحالي حيث جرى بحث الازمة السورية مع المسئولين هناك.

وقال مسئولون دبلوماسيون وعسكريون أمريكيون إن انفجار دمشق الذي أودى بحياة عدد من المستشارين الاكثر قربا من الاسد يعد بمثابة نقطة تحول في الصراع الدائر في سورية.

فقد قال جاي كارني السكرتير الصحفي للبيت الابيض للصحفيين “الاسد صار قوة مستنفدة على صعيد التاريخ”. كما نقلت نيويورك تايمز عن وزير الدفاع ليون بانيتا قوله أمس الاربعاء أن الازمة في سورية ” تخرج الان عن نطاق السيطرة بشكل سريع”.

أما روبرت مالي بمجموعة الازمات الدولية فيرى أنه لابد أن تستشعر إدارة أوباما القلق أيضا من أن تجد ترسانة الاسد بما في ذلك الاسلحة الكيمائية طريقها إلى أيدي آخرين بما في ذلك أيدي القاعدة.

وقال مالي إن الولايات المتحدة “ربما تحقق بالفعل ما كانت تريده وهو سقوط النظام دون تدخلها عسكريا”.

اختفاء الأسد بعد تفجير أسفر عن مقتل صهره واستمرار المعارك

بيروت- (رويترز): أحاط الغموض بمكان الرئيس السوري بشار الأسد الخميس مع استمرار المعارك في قلب العاصمة دمشق بعد يوم من تفجير أسفر عن مقتل كبار قادة الأمن في البلاد.

ولم يظهر الرئيس السوري أو يلق بأي بيانات بعد تفجير وقع في وسط العاصمة أسفر عن مقتل صهره الذي يشغل منصب نائب وزير الدفاع ووزير الدفاع وضابط رفيع آخر مما جعل الجيش السوري يرد بضراوة بقصف مقاتلي المعارضة بالمدفعية.

لكن مصادر بالمعارضة ودبلوماسيا غربيا قالوا إن الأسد موجود في مدينة اللاذقية الساحلية وانه يدير من هناك عمليات الرد على اغتيال ثلاثة من كبار قادته.

ولم يتضح ما اذا كان الأسد قد توجه الى المدينة المطلة على البحر المتوسط قبل الهجوم ام بعده.

وفي صباح الخميس قال سكان إنه لم يحدث توقف في أعنف قتال تشهده العاصمة منذ اندلاع الانتفاضة قبل أكثر من 16 شهرا والذي دخل اليوم يومه الخامس.

واقترب القتال من القصر الرئاسي ومن مبنى الأمن القومي حيث نفذ مفجر هجومه وسط اجتماع أزمة لوزير الدفاع وكبار مسؤولي الأمن.

وقال سكان في حي الميدان وحي كفر سوسة إنهم سمعوا دوي تفجيرات ونيران مدفعية وتحليق طائرات هليكوبتر في الجو.

وقالوا إن نقاط التفتيش حول حي الميدان وحول المنطقة القديمة من دمشق أزيلت. ولم يتضح ما إذا كانت قوات الأمن غيرت تكتيكها لمنع مقاتلي المعارضة من استهداف الجنود أو أنها خطوة مؤقتة في خضم المعركة.

وقتل آصف شوكت صهر الأسد وهو من كبار القادة وأحد أعمدة نظامه في تفجير أمس إلى جانب وزير الدفاع داود راجحة.

وقتل أيضا حسن تركماني معاون نائب رئيس الجمهورية متأثرا بجروح اصيب بها في تفجير مبنى الامن القومي بدمشق كما أصيب رئيسا المخابرات والداخلية مما أضر بشدة بالجهاز الأمني الذي تعتمد عليه عائلة الأسد التي تحكم البلاد بقبضة حديدية منذ 40 عاما.

وقصف الجيش العاصمة من الجبال المحيطة مع هبوط ليل أمس. وأطلقت القوات الحكومية التي توعدت بالرد على الاغتيالات نيران الأسلحة الآلية على المدينة من طائرات هليكوبتر.

واحتشد مقاتلو المعارضة في عدد من الأحياء وهم مسلحون أساسا بأسلحة صغيرة وقذائف صاروخية.

وأظهرت لقطات فيديو نشرها نشطاء على الانترنت جثثا تكسوها الدماء في الشارع.

وقالت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر أمنية إن الأسد ما زال موجودا في العاصمة لكنها لم تذكر تفاصيل أخرى.

وقال مصدر أمني إن المفجر الذي شن هجومه داخل مقر الامن القومي هو حارس تابع للدائرة المقربة من الأسد. في حين أعلنت جماعتان مناهضتان للأسد مسؤوليتهما عن الهجوم.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون تفجير دمشق وأبدى قلقه البالغ ازاء استخدام الأسلحة الثقيلة.

وقال “الشعب السوري يعاني منذ وقت طويل جدا. يجب أن تتوقف إراقة الدماء الان.”

وأرجأ مجلس الامن التابع للأمم المتحدة اقتراعا على قرار بشأن سوريا من أمس إلى اليوم واتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الحليف الرئيسي للأسد لمحاولة إقناع موسكو بالتخلي عنه.

ويخشى زعماء الغرب من أن يؤدي الصراع إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة لسوريا وهي اسرائيل ولبنان وتركيا والعراق والأردن.

وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا “هذا وضع يخرج بسرعة عن السيطرة” وأضاف أن المجتمع الدولي بحاجة إلى “ممارسة أقصى درجات الضغط على الأسد لكي يفعل الصواب ويتنحى ويسمح بانتقال سلمي” للسلطة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن “المعركة الحاسمة” تدور حاليا في دمشق.

وقال اليوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي رعت حكومته قرار العقوبات الذي يجري مناقشته في مجلس الامن إن الوقت حان لرحيل الأسد لتجنب اندلاع حرب أهلية كاملة.

وقادة الجيش الذين قتلوا أو أصيبوا في تفجير أمس أعضاء في وحدة ادارة الأزمات التي تعتمد عليها حكومة الأسد للقضاء على الانتفاضة التي استلهمت انتفاضات مماثلة في تونس ومصر وليبيا.

وتولى قائد الأركان فهد جاسم الفريج سريعا وزارة الدفاع لتجنب أي انطباع بحدوث شلل في الأجهزة الرسمية.

وقال الفريج على التلفزيون الرسمي إن هذا العمل “الارهابي” لن يثني رجال القوات المسلحة عن مواصلة مهمتهم بملاحقة بقايا “العصابات الاجرامية الارهابية المسلحة”. وتوعد بقطع أي يد تحاول النيل من أمن الدولة أو مواطنيها.

وكان التفجير على ما يبدو جزءا من هجوم منسق في اليوم الرابع من معارك في العاصمة قال المعارضون إنها عملية “لتحرير دمشق” بعد اشتباكات على مدى شهور ذكر نشطون انها اسفرت عن مقتل اكثر من 17 الف شخص.

وصرح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بأن العنف ربما يكون قد استبعد انتقال السلطة عبر التفاوض.

وقال لشبكة سي.ان.ان التلفزيونية الامريكية في مقابلة “الحقيقة على أرض الواقع ربما تكون قد فاجأتنا.. بالتالي أعتقد أن الوقت يمر وقد… وصلنا إلى النقطة التي أصبح فيها الخيار السياسي متأخرا جدا.”

وشعر مقاتلو المعارضة بفرحة غامرة لنجاحهم في اختراق العاصمة. وقال عبد الله الشامي وهو قائد لمقاتلي المعارضة مقيم في تركيا “أتوقع انهيارا سريعا للنظام… وهذا يعني اننا لن نكون في حاجة الي تدخل خارجي بعد ان بدأ النظام يتداعى بشكل أسرع كثيرا مما كنا نتصور.”

لكن فواز تللو وهو نشط معارض بارز مقيم في اسطنبول قال إن الوضع سيكون صعبا في الحفاظ على خطوط الإمداد وربما يتعين على مقاتلي المعارضة الانسحاب التكتيكي في مرحلة ما كما فعلوا في مدن أخرى.

وأضاف ان من الواضح أن دمشق انضمت إلى “الثورة”.

أردوغان ينفي أي تورط لتركيا في هجوم دمشق

انقرة- (ا ف ب): اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للصحافيين أن تركيا ليست متورطة في الهجوم الذي شهدته العاصمة السورية دمشق الاربعاء وأدى إلى مقتل ثلاثة مسؤولين عسكريين كبار في النظام السوري.

وقال أردوغان بعد عودته من زيارة عمل قصيرة إلى موسكو بحث خلالها في الازمة السورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان “الانظمة التسلطية تستعين في هذه الحالات بالاسلوب الذي تجيده: التضليل (…) لا علاقة البتة لتركيا بهذا الهجوم”.

وتبنى مقاتلو المعارضة السورية الهجوم الذي هز الاربعاء مبنى الامن القومي وادى الى مقتل صهر الرئيس السوري العماد اصف شوكت ووزير الدفاع داوود راجحة وقائد خلية الازمة العماد حسن توركماني.

واضاف اردوغان “تركيا تعتبر الشعب السوري شقيقا، من غير الممكن اللجوء الى مثل هذه الاساليب”، داعيا الحكومة السورية الى التفكير مليا بالهجوم الذي استهدفها.

واشارت دمشق إلى ضلوع تركيا، البلد الجار لسوريا والتي تأوي على اراضيها متمردي الجيش السوري الحر، كما بلدان اخرى معارضة للنظام السوري مثل قطر والسعودية في هذا الهجوم، بحسب ما قال وزير الاعلام السوري.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية عن وزير الاعلام عمران الزعبي ان “مخابرات قطر والسعودية وتركيا وإسرائيل تتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجير الإرهابي”.

واشطن تؤكد ان الاسد يفقد السيطرة.. وتكهنات باصابته.. وتحذير من استخدام الاسلحة الكيماوية

‘بركان دمشق’ يضرب قلب النظام: مقتل وزير الدفاع وآصف شوكت وتوركماني

انباء عن تفجير مرافق بخيتان نفسه بالاجتماع.. والمدفعية تقصف العاصمة من جبل قاسيون

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر ـ ووكالات: أفاقت العاصمة السورية دمشق على أقوى ضربة وجهتها المعارضة السورية المسلحة للقيادة السورية عندما استهدفت قاعة الاجتماعات بمبنى الأمن القومي وسط دمشق بتفجير سقط فيه عدد من كبار القادة الأمنيين والعسكريين بين قتلى وجرحى قال البعض انه انتحاري، فيما قال آخرون انه نتيجة تفجير عن بعد لحقيبة محشوة بالمتفجرات، وتبعت التفجير حركة نزوح من احياء دمشقية واشتباكات عنيفة ادت لمقتل اكثر من مائة شخص بينهم 16 في دمشق، وقال ناشطون ان مدفعية سورية متمركزة في جبل قاسيون المطل على دمشق كانت تقصف امس حي المزة وضاحية المعضمية.

وقال النشطاء ان بطاريات المدفعية المتمركزة على جبل قاسيون المطل على دمشق بدأت قصف المنطقتين بصورة متقطعة حوالى الساعة السابعة والنصف مساء (16:30 بتوقيت غرينتش).

جاء ذلك في الوقت الذي قرر فيه مجلس الامن الدولي تأجيل التصويت على قرار أعدته دول غربية ويدعو الى فرض عقوبات على سورية الى الخميس وذلك بناء على طلب تقدم به مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي عنان.

وعلم انه قرابة الحادية عشرة قبيل ظهر أمس الأربعاء، وخلال اجتماع اعتيادي لأعضاء فريق إدارة الأزمة السورية الذي يضم 14 قيادياً أمنياً وعسكرياً وسياسياً يرأسهم العماد حسن تركماني، فجر انتحاري يحمل حزاماً ناسفاً نفسه داخل المبنى الذي يجري فيه الاجتماع، وحسب ما تردد في دمشق فإن الانتحاري هو أحد المرافقين للأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان.

على الفور وبعد وصولهم لمشفى الشامي القريب من مكان التفجير، توفي كل من العماد داوود راجحة وزير الدفاع ونائب القائد العام للجيش ونائب رئيس الوزراء، والعماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع، ولاحقاً توفي العماد حسن تركماني رئيس ما يسمى خلية الأزمة، وأصيب إصابات بالغة كل من وزير الداخلية اللواء محمد الشعار ورئيس مكتب الأمن القومي اللواء هشام اختيار ولم يُعرف مدى إصابة اللواء أمين شرابي نائب رئيس مكتب الأمن القومي.

وفي التفاصيل أيضاً وحسب روايات غير رسمية فإن عبوة ناسفة ادخلها أحد الحجّب الى قاعة الاجتماعات وفجرها بنفسه وبالمجتمعين.

وأصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بياناً الأربعاء اعتبرت فيه تفجير مبنى الأمن القومي بدمشق ‘تصعيدا اجرامياً جديداً تنفذه الأدوات المأجورة المرتهنة لمخططات خارجية’.

وأكدت القيادة في بيانها أن ‘الانفجار أدى إلى استشهاد العماد داوود عبد الله راجحة نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والعماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع وإلى إصابة عدد آخر من المجتمعين’.

وقالت القيادة في بيانها ‘إذا كان هناك من يظن أنه باستهداف بعض القادة يستطيع لي ذراع سورية فإنه واهم لأن سورية شعبا وجيشا وقيادة هي اليوم أكثر تصميما على التصدي للإرهاب بكل أشكاله وعلى بتر كل يد يفكر صاحبها بالمساس بأمن الوطن سورية’.

وختمت القيادة بيانها بالقول ‘إن رجال القوات المسلحة لن يزيدهم هذا العمل الإرهابي الجبان إلا إصرارا على تطهير الوطن من فلول العصابات الارهابية المسلحة والحفاظ على كرامة سورية وسيادة قرارها الوطني المستقل’.

وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد على الفور مرسوماً يقضي بتعيين العماد فهد جاسم الفريج وزيراً للدفاع خلفاً للعماد داوود راجحة.

وأُحيط مشفى الشامي في دمشق بعناصر الأمن، وسط توارد أنباء عن إصابة قادة أمنيين ضباط كبار في الجيش.

وسيطرت حالة واضحة من الارتباك على النظام السوري بعد وقوع الانفجار في مقر مكتب الامن الوطني، وانتشرت تكهنات وشائعات عديدة. وتناقلت الفضائيات تصريحات من ناشطين معارضين في اسطنبول وواشنطن وغيرهما،حذرت من استعداد النظام لاستخدام الاسلحة الكيماوية، وقال عقيد طبيب انه يوجد مخزنان للاسلحة الكيماوية في حمص وشرق عدرا يحويان ستمائة رأس كيماوي، محملة على صواريخ متوسطة المدى، وانها تتجه الى درعا ودمشق.

واكد ان المعلومات التي سمعها من مستشفى الشامي الذي نقل اليه المصابون من تفجير مكتب الامن الوطني قد لقوا حتفهم جميعا.

وقالت تكهنات ان الرئيس السوري بشار الاسد ربما يكون اصيب بشظية في قدمه او بطنه، بعد ان استهدفه هجوم مساء الثلاثاء، وزاد الغموض حول حقيقة وضع الاسد بعد ان تغيب عن الظهور امس بعد الهجوم، فيما قال البيت الابيض انه لا يملك معلومات حول مكان الاسد. واشارت تكهنات اخرى الى ان طائرة رئاسية غادرت دمشق بالامس الى مكان غير مؤكد قد يكون مدينة اللاذقية.

والمح خبراء استراتيجيون الى ان مقتل واصابة هذا العدد الكبير من القيادات الامنية ربما جاء ضمن صراع داخلي بين اركان النظام، استباقا لانقلاب ضد بشار.

وعلَّق وزير الإعلام السوري عمران الزعبي على حادث التفجير ‘الشهداء اليوم هم أشقاء الشهيد وزير الدفاع يوسف العظمة الذي استشهد في معركة ميسلون عندما حاولوا أخذ سورية من الخارج. واليوم هؤلاء الأبطال استشهدوا عندما حاول البعض أخذ سورية من الداخل من أجل الخارج’.

وأردف الزعبي: ‘لا شك أنَّ هناك مشاعر حزن وغضب جراء هذا التفجير (الإرهابي) المُدان الجبان لكن في نفس الوقت يجب أن نؤكد على حقائق: أولا جيشنا العربي السوري هو جيش بطل. وهذا الجيش البطل هو الذي يحمي الوطن’.

إلى ذلك تبنى ‘الجيش الحر’ عملية تفجير مبنى الأمن القومي التي أودت بحياة وزير الدفاع داوود راجحة والعماد حسن توركماني والعماد آصف شوكت وإصابة وزير الداخلية محمد نضال الشعار.

وقال العقيد مالك الكردي، نائب قائد ‘الجيش السوري الحر’ في اتصال مع قناة ‘الجديد’ اللبنانية، إن إحدى كتائب ‘الجيش السوري الحر’ نفّذت عملية تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق.

وأضاف الكردي أن الكتيبة التابعة لـ’الجيش السوري الحر’ التي نفّذت العملية، لم تحمل اسماً معيّناً، وذلك رداً على سؤال حول تبنّي مجموعة تطلق على نفسها اسم ‘لواء الإسلام’ عملية التفجير.

ولم يوضح الكردي ما إذا كان استهداف مبنى الأمن القومي في دمشق قد تم بواسطة عبوة ناسفة أو عبر تفجير إنتحاري.

ويأتي ذلك كله وسط موجة من الأنباء المتضاربة التي تتلقفها وسائل الإعلام حول طبيعة التفجير والجهة المنفذة له، حيث غصت صفحات ‘الجيش الحر’ على ‘فيسبوك’ بالعديد من السيناريوهات التي تتبنى بمعظمها العملية.

ومن جهته قال البيت الابيض الاربعاء ان الرئيس السوري بشار الاسد ‘يفقد السيطرة’ على البلاد، وفي اشارة الى ‘زيادة’ الانشقاقات و’زيادة قوة وتوحد المعارضة’ قال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي ان الحركة ضد الاسد تتزايد.

واضاف ان ‘الفرصة تضيق’ أمام التوصل إلى حل سلمي للصراع في سورية وانه لا يعلم مكان الرئيس بشار الأسد بعد التفجير، وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحافي ‘الفرصة تضيق ونحتاج إلى التحرك بشكل موحد للمساعدة في تحقيق عملية الانتقال التي يستحقها الشعب السوري

واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان التفجير الانتحاري يثبت الحاجة الى قرار دولي لانهاء الأزمة ‘تحت الفصل السابع’ الذي يجيز استخدام القوة.

وحذر هيغ من ان سورية تنزلق نحو مرحلة فوضى وانهيار ومن الضروري التوصل الى موقف حازم في مجلس الامن الدولي لتشكيل حكومة انتقالية.

وبدورها شددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل على ضرورة استصدار قرار عاجل عن مجلس الامن الدولي.

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء على هامش لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لمناقشة خلافاتهما حول الازمة السورية، ان ‘معارك حاسمة تجري في سورية. وتبني مشروع القرار (الغربي) سيكون بمثابة تقديم دعم مباشر لحركة ثورية. ومتى تعلق الامر بثورة فلا علاقة للامم المتحدة بالامر’.

واعلن وزيرا الدفاع الامريكي ليون بانيتا والبريطاني فيليب هاموند في مؤتمر صحافي في البنتاغون ان الوضع في سورية ‘يخرج عن السيطرة’.

ودان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ‘الارهاب’ وقال ‘نظرا الى درجة العنف يبدو ضروريا وماسا حصول انتقال سياسي يجيز للشعب السوري ان يكون لديه حكومة تعبر عن تطلعاته العميقة’.

من ناحية اخرى ناقش انتوني بلينكين مستشار الامن القومي لنائب الرئيس الامريكي جو بايدن الاربعاء مع القادة العراقيين الازمة السورية والمخاوف من امتدادها الى الدول المجاورة.

والتقى بلينكين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي، ومن المقرر ان يجري محادثات مع عدد من كبار المسؤولين السياسيين اثناء الزيارة التي يقوم بها الى بغداد وبعد ذلك الى مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق.

وعن لقاءاته مع القادة العراقيين صرح بلينكين للصحافيين في السفارة الامريكية ‘اعتقد اننا متفقون على انه كلما طال الوضع الراهن، كلما زادت احتمالات حدوث امور لا يود اي منا ان يراها تحدث’.

واضاف ‘على سبيل المثال، هناك خطر ان يتحول ما يحدث في سورية الى نزاع طائفي شامل يمتد الى الدول المجاورة من بينها العراق، وهذا ليس في مصلحة احد. وكلما استمر ذلك، كلما زادت احتمالات حدوث ذلك الخطر’.

الى ذلك وصل ضابطان برتبة عميد انشقا عن الجيش السوري ليل الثلاثاء الاربعاء الى تركيا، بحسب مسؤول في الخارجية التركية.

وفي الوقت نفسه قتل ستون عنصرا من القوات النظامية السورية في المعارك مع المقاتلين المعارضين في دمشق خلال اليومين الاخيرين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى تعرض احياء في العاصمة الاربعاء الى قصف بالمروحيات.

إختراقات عسكرية ومحاولة اغتيال رجل أعمال يؤوي لاجئين سوريين:

بعد تفجيرات دمشق .. الفريق القانوني في الحكومة الأردنية يستعد لإعلان حالة الطوارئ وينتظر الضوء الأخضر الملكي

عمان ‘القدس العربي’: فتحت التطورات الأمنية التي شهدتها دمشق أمس الباب على مصراعيه أمام سيناريوهات حكومية مستجدة تدرس إمكانية اعلان حالة الطوارىء في الأردن تفاعلا مع الأحداث المعقدة التي تشهدها سورية.

وعلمت ‘القدس العربي’ بأن الفريق القانوني التابع لمجلس الوزراء في الحكومة الأردنية بدأ فعلا باجراء مشاورات استثنائية تستعد تشريعيا لخطوة من طراز إعلان حالة الطوارىء. ويضم هذا الفريق وزير العدل ووزير الداخلية ووزير التشريعات في مجلس الوزراء.

وفيما يبدو بدأت اتصالات أزمة داخل مطبخ القرار الأردني تتضمن الاستعداد لسلسلة واسعة من الإجراءات الأمنية التي ستتخذ وفقا لقياسات الإيقاع السوري الجديد.

وأول الخطوات المتوقعة هي إعلان حالة الطوارىء لحماية البلاد من تداعيات الفوضى السورية ولحماية الحدود الأردنية بشكل خاص.

وتسارعت على مستوى الدولة الأردنية الاستشارات الرسمية التي تستعد لحالة طوارىء تطالب بها الآن حسب مصادر ‘القدس العربي’ نخبة من كبار المسؤولين والوزراء.

وقد تنتهي حالة الطوارىء في حال إعلانها بتجميد قوانين وتشريعات الحريات السياسية وتشديد القبضة الأمنية وتجميد المسار الانتخابي.

وكان عضو لجنة الحوار الوطني مبارك ابو يامين قد أبلغ ‘القدس العربي’ في وقت سابق بانه يتوقع إعلان حالة الطوارىء ووقف الجدل الديموغرافي والتشريعي تحسبا لاحتمالات الانفلات الأمني في سورية.

وترجح أوساط سياسية بان الفريق القانوني في الحكومة وضع فعليا اللمسات الأساسية المطلوبة لإعلان حالة طوارىء على أن يبقى المشهد الختامي متمثلا في صدور قرار من القصر الملكي يوافق على هذه الإجراءات الطارئة، ويمنحها الضوء الأخضر.

ولوحظ بان هذا النمط من الاستشارات القانونية قفز الى واجهة الأحداث بشكل مفاجىء أمس الأربعاء بعد حادث التفجير في دمشق.

واشتكى مواطنون أردنيون طوال الأسبوع الماضي من انفلات عسكري سوري على الحدود المشتركة تضمن اختراق الحدود عدة مرات عبر سلاح الجو السوري واطلاق قذائف افادت تقارير بان بعضها انفجر فعلا بالقرب من قرى أردنية.

وتعاملت السلطات الأردنية أمس بقلق بالغ مع محاولة الاغتيال التي تعرض لها رجل اعمال اردني يقدم رعايات كبيرة للاجئين السوريين شمالي البلاد.

وكانت تقارير محلية قد تحدثت أمس الأربعاء عن تفكيك عبوة ناسفة وضعها مجهولون تحت سيارة يملكها رجل الأعمال نضال البشابشة الذي أقام منذ اكثر من عام معسكرات حملت اسمه لإيواء اللاجئين السوريين حيث قام فريق أمني بتفكيك هذه العبوة وسط شكوك بان المخابرات السورية تقف وراء المسألة.

تجار اسلحة نصابون يستخدمون اموالا يرسلها داعمون غامضون للثورة المواجهات في دمشق تطور نوعي في اداء الجيش الحر.. هجوم شامل ام خبطة اعلامية

حان وقت التفكير في اليوم التالي للاسد والغرب مطالب بتأمين ترسانة السلاح الكيماوي وايران وروسيا جزء من المستقبل

لندن ـ ‘القدس العربي’: ينظر الى مجرد وصول المقاتلين الى دمشق ومواجهتهم الجيش السوري لايام على انه تطور نوعي في مسار المعركة الدائرة في سورية منذ اكثر من ستة عشر شهرا، فمن جهة تعبر عن جرأة للمقاتلين الذين ظلوا يشكون من قلة العتاد والدعم الخارجي، ومن جهة اخرى تطرح اسئلة على طبيعة النظام وقدرته على مواجهة الوضع، وقد انتقلت المعارك الى دمشق التي بقيت حتى الآن بعيدة عن مسار المواجهات والدمار في المدن السورية الثائرة وفي الارياف.

ترفض الحكومة السورية الاعتراف بوجود جماعات المقاتلين في قلب العاصمة ومن جهته يؤكد الجيش الحر ان المعركة لـ ‘تحرير دمشق’ قد بدأت وطلب من مقاتليه التوجه نحو العاصمة. لا يعرف ان كانت دعوة الجيش الحر محاولة لاستعراض القوة ام تعبيرا عن استراتيجية لضرب المدينة التي تمثل عمق النظام. وترى تقارير صحافية ان قدرة المقاتلين على اشغال الجيش لمدة تزيد عن الثلاثة ايام تظهر الى ان المقاتلين بدأوا يؤكدون وجودهم على الارض على الرغم من القدرات الكبيرة للجيش الحكومي.

وتنقل صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن محللين عسكريين يراقبون تطور قدرات الجيش الحر قولهم ان المقاتلين اظهروا قدرة على القيام بعمليات عدة في وقت واحد وكبدوا فيها الجيش الحكومي خسائر فادحة. ويقول المحللون ان شهر حزيران (يونيو) شهد 256 عملية اي بما يعادل 8.5 في اليوم، ومنذ ذلك الشهر فقد توسع مستوى التدفق العملياتي حسب جيفري وايت، المحلل السابق في كالة الاستخبارات العسكرية.

ويعتمد المحللون في تقييمهم لاداء الجيش الحر على احصائيات لجان المعارضة السورية ومنظمات حقوق الانسان، وبشكل حصري، وقال وايت ان الارقام تظهر ان الاداء القتالي تطور من مجرد مناوشات الى مواجهات ومعارك في بعض المناطق السورية. وتشير الصحيفة الى ما نقلته وكالة انباء ‘رويترز’ عن مصادر في المعارضة التي قالت ان مقاتليها اسقطوا مروحية في حي القابون وان تأكد هذا فسيطرح اسئلة عن مصدر قوة الجيش الحر وان كان قد حصل على شحنات اسلحة ثقيلة من السعودية وقطر ومن داعمين خارجيين آخرين. ويظهر المقاتلون انهم احسن عتادا الآن عما كانوا عليه قبل اسبوع، حيث يتوفر لديهم الرشاشات وقذائف صاروخية. وتشير احصائيات المعارضة ان اعداد الجنود الذين يقتلون في تزايد بمعدل 150 في اليوم. ويقول وايت ان الجيش الحر يظهر كفاءة عالية في تدمير الدبابات والعربات العسكرية، وقيادة الوحدات القتالية اكثر من اي وقت سابق. ومما يشير الى امكانية مواجهة حاسمة بين الجيش والمقاتلين في طور التشكل هو قرار الجيش السوري نقل وحدات عسكرية من منطقة الجولان لدمشق حسب تقارير لوكالة الصحافة الفرنسية، فيما قال المرصد السوري ان المقاتلين من الجيش الحر يتدفقون على العاصمة.

حرب استنزاف

ونقلت عن نائب الجيش الحر قوله ان استراتيجيتهم تقوم على استنزاف قدرة الجيش السوري واحتلال مبان عسكرية هامة في العاصمة. وكان نواف الفارس السفير الذي انشق عن النظام قد قال في تصريحات لـ’بي بي سي’ ان النظام قد يستخدم الاسلحة الكيماوية فهو مثل الذئب الجريح، وقال الكردي انه سمع عن تقارير تقول ان الجيش بدأ يوزع الاسلحة الكيماوية. وعلى الرغم من استعراض القوة وقدرات المعارضة في دمشق الا ان المراقبين ومسؤولين امريكيين يقولون ان الصراع لا يقترب من النهاية، فعلى الرغم من خسائر الجيش وتوسع دائرة المعركة الا ان الجيش كان قادرا على الحفاظ على تماسكه خاصة الوحدات الخاصة المكونة في الغالبية من ابناء الطائفة العلوية. وفي وجه انتقال المعركة لدمشق فسيواجه النظام معضلة كبيرة، حيث عبر سكان في العاصمة عن خشيتهم من انتشار الفوضى في العاصمة، فيما اعترف مسؤولون امريكيون عن تواصل الاحتجاج وتزايد حدته خاصة في دمشق.

مخاوف من الفوضى

ونقلت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ عن احد سكان دمشق، والذي قالت انه متعاطف مع الانتفاضة، قوله ان الوضع يبدو خطيرا. وقالت ان المعارضة منذ اشهر تتحدث عن نقل المعركة للعاصمة، عصب قوة النظام، مشيرة الى ان العنف ادى الى تشريد سكان احياء في العاصمة. ولكن الصحيفة قالت انه من الصعب تحديد فيما اذا كانت المواجهات تعبر عن تمرد شامل، ام انها عبارة عن انفجار غير منظم في الاحياء المضطربة.

وتضيف ان المواجهات العنيفة في العاصمة تلقي ظلالا من الشك على قدرة الاسد في الحفاظ على دعم طبقة التجار والاقلية المسيحية التي لا زالت تدعمه طوال الانتفاضة التي اندلعت العام الماضي. وتقول انه على الرغم من دعوة الجيش الحر لعملية شاملة لتحرير دمشق الا ان القتال تركز في الاحياء التي تعتبر مركزا لنشاطات المعارضة.

مواجهات محدودة

وقالت صحيفة ‘الغارديان’ ان شهود عيان تحدثوا اليها وصفوا المواجهات بالمكثفة لكنها محدودة في احياء معينة. وتضيف ان نبرة وتصريحات المعارضة تقترح تطورا كبيرا يحدث على ساحة المعركة حيث نقلت ما قاله ناشط ان ‘التاريخ يتكشف امام عيوننا’، مشيرة ان هذه التصريحات وغيرها قد يكون مبالغا فيها، وشكك محللون في هذه المزاعم لان الهجمات لا يبدو انها استهدفت مواقع عسكرية، وانها ليست الا مجرد خبطة اعلامية تهدف لتشجيع الجنود والمسؤولين على الانشقاق.

تمويل ونصب

تحدث الجميع عن هجوم دمشق كتطور نوعي في قدرات المعارضة وكاشارة على حصول المقاتلين على دعم عسكري من الخارج من الدول التي يرد اسمها كثيرا وهي السعودية وقطر ودول خليجية اخرى ومن ممولين سوريين في الخارج. ولكن دخل على الخط منتفعون وتجار السوق السوداء يستخدمون صلاتهم بالممولين ‘الطامحين للاثراء على حساب الثورة، فقد كتب انتوني لويد لـ ‘التايمز’ في تقرير له من جبل الاكراد الواقع في شمال غرب سورية وقرب الحدود مع تركيا، عن عمليات تمويل الجيش الحر او مقاتليه، حيث رافق مقاتلين من كتيبة ‘ثوار التحرير’ الذين يعتمدون في عملياتهم على تمويل شخصية مجهولة لهم، وبدونه لم يكونوا قادرين على مداهمة او الهجوم على القوات النظامية.

ونقل لويد عن الملازم احمد قائد الكتيبة الذي كان يعمل في وحدات المدفعية قبل ان ينضم للجيش الحر، قوله ان المقاتلين يعرفون من يقاتلون ‘لكننا لا نعرف بالضبط من نقاتل من اجله’. ويضيف التقرير ان الشخصية الغامضة عادة ما ترسل للكتيبة مئات الالاف من الليرات السورية يحملها ‘وسيط’ من تركيا. ويضيف احمد ان ‘الوسيط’ يصر على الابقاء على هوية الممول سرية. ويقول احمد ‘لا يمكننا التعرف على هويته، وفي الوقت الحالي لا توجد اية شروط على الدعم، لكننا نخشى اكتشاف يوم ما ان هناك شروطا’. ويقول التقرير ان مخاوف الملازم احمد تعكس مخاوف عدد من مقاتلي المعارضة في الداخل والدول الغربية، مشيرا الى ان تدفق السلاح وتوسع عمليات المعارضة التي وصلت لدمشق، واعلان منظمة الصليب الاحمر عن حالة الحرب الاهلية في سورية يثير المخاوف حول طبيعة من الذين يقفون وراء دعم المقاتلين، فبعيدا عن الواجب الاخلاقي لتسليح المعارضة الا ان السؤال هو من يقوم بتمويلها وماهي اجندتهم؟ ويقول التقرير ان الثورة السورية باهظة الثمن ماديا، فقد تعلم الملازم احمد في عدة اشهر كلفة تمويل العمليات، فهو يقود مجموعة من 70 مقاتلا يتحصنون في موقع في جنوب غرب الطريق السريع المؤدي الى مدينة اللاذقية، فقد كلفته عملية واحدة قام بها مع مجموعته قبل اسبوعين ضد الجيش النظامي وقتل فيها 14 منهم، 21 الف دولار امريكي.

وحتى يقوم بعملية اخرى فعليه الانتظار كي تصل الدفعة الثانية من الممول، وما عليه عمله الآن هو الدفاع عن موقع الكتيبة. وكان احمد قد شكل الكتيبة قبل 3 اشهر من مقاتلين تابعين للجيش الحر في قرى جبل الاكراد، حيث يقول ان المال والسلاح هما مشكلته الاساسية، فهو يحتاج 96 الف ليرة سورية كل شهر فقط من اجل اطعام الكتيبة. ويقول انه بعد انشاء الكتيبة بفترة اتصل به رجل اعمال سوري في تركيا وعرض ان يعمل كوسيط بينه وبين ممول مجهول ووافق على العرض لكن شقيقه لم يكن راضيا حيث قال ان رجل الاعمال شخص سيىء السمعة، ونصاب، حيث نصب على الكثير من الكتائب، فهو يعمل في السوق السوداء ويستخدم الكتائب لشراء اسلحة يتلاعب بأسعارها كي يملأ جيبه من صفقاتها.

ويقول احمد ان اول دفعة جاءت مع كمبيوتر واجهزة اتصال صينية وبنادق ـ اي كي – 17 تم تهريبها من ليبيا والعراق، ذلك ان المساعدات تأتي على شكل دفعات صغيرة وكبيرة ويقوم الوسيط باستخدامها لشراء الاسلحة لكن حساباته غير صحيحة. ويقول انه عرف لاحقا ان الرجل يقيم في انطاكية وانه حصل على الاموال والسلاح من طبيب اسنان سابق تحول الى تاجر اسلحة له علاقات قوية مع السعودية، وبعد ذلك انقطع اثره، ويتساءل ان كانت السعودية او متبرعون سلفيون او اخوان مسلمون يقومون بارسال المال للمقاتلين، لكن احمد يقول انه لا يعرف الجواب مشيرا الى انه يفضل لو تعامل مع رجل الاعمال مباشرة او عبر مسؤول في لجان الجيش الحر وعندها على الاقل نعرف مع من نتعامل، قائلا انه لا يملك خيارا في الوقت الحالي ‘نريد التخلص من الاسد ومن اجل هذا نريد المال والسلاح’.

مرحلة ما بعد الاسد

ومن هنا ترى صحيفة ‘التايمز’ في افتتاحيتها ان الربيع السوري تحول الى حرب اهلية لن يكون النظام قادراعلى الانتصار بها، ولهذا حان الوقت للتحضير للمرحلة القادمة، وتدعو في البداية علنا للامر، وتقول ان الثورة التي بدأت على شكل تظاهرات سلمية تطالب بالاصلاح والديمقراطية انتقلت الى صراع مسلح لان النظام فشل في الاستجابة لمطالبها والقيام باصلاحات واسعة ترضي المتظاهرين واختار عوضا عن ذلك الحديث عن الاصلاح والمواجهة بالبندقية في نفس الوقت. وقالت ان النظام اعتقد انه قادر على سحق المعارضة المنقسمة واسكاتها كما حدث في ايران لكنه فشل وانتشرت الثورة في كل انحاء سورية. وتشير الى الطريقة التي تطورت فيها الثورة من تظاهرات الى مظاهر مسلحة معزولة، ثم مواجهات في احياء وبعدها مدن بالكامل والآن يدافع النظام عن مركز قوته دمشق. ومع ان احدا لا يعرف متى سينهار النظام الا انها تتساءل ماذا سنفعل بسورية؟ والسؤال ليس كما في السابق لان السياق تغير الآن، فلم يعد هناك مجال لاقناع النظام على الموافقة على حل سلمي للازمة ـ ولكنه بات يدور الآن حول ما يجب علينا فعله بدولة جديدة ستخرج من ركام الفوضى والمرارة الناجمة عن المواجهة بين ابناء البلد الواحد. وترى ان خطة المبعوث الدولي كوفي عنان كانت في السابق تعاني من مشكلة بسبب رفض النظام تطبيق بنودها، لكن مشكلتها اليوم انها لا تأخذ بالاعتبار تغير الوضع على الارض. وترى اهمية تأمين الوضع في سورية ليس من اجل السوريين وحدهم بل من ‘اجلنا جميعا’، مشيرة الى ضرورة تأمين ترسانة الاسلحة الكيماوية التي يمكن ان تسرق في فوضى الحرب وتنقل الى دول او جماعات معادية تستخدمها. وتقول ان سورية ليست ليبيا، فهي في قلب منطقة ملتهبة جيرانها العراق وتركيا وطبعا اسرائيل التي تعيش حالة حرب معهم، كما انها دعمت حركات مثل حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله، ولا يعرف كيف سيتعامل معها النظام القادم. وتختم بالقول انه ان كانت للغرب مصالح مشروعة فيما يحدث في سورية فروسيا وايران لهما كذلك على الرغم من قرارهما دعم النظام، وهذا لا يعني استبعادهما من اي نقاش في المستقبل حول سوريةـ واهم شيء الان هو ان نفكر فيما سيحدث غدا.

قلق دولي من الاحداث في دمشق.. روسيا تعتبر ان ‘معركة حاسمة’ تجري في سورية وعنان يطلب تأجيل التصويت على قرار بفرض عقوبات دولية على سورية

لافروف يدعو الدول الغربية إلى تهدئة المعارضة السورية بدلاً من تحريضها

عواصم ـ وكالات: طلب كوفي عنان مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة الى سورية من مجلس الامن الدولي تأجيل التصويت المقرر الاربعاء على مسودة قرار غربي يدعو الى فرض عقوبات على سورية، بحسب ما افاد دبلوماسيون بريطانيون.

وصرح متحدث بريطاني على موقع تويتر ‘طلب عنان تأجيل التصويت على مسودة القرار بشان سورية المقرر الاربعاء. ونحن ندرس هذا الطلب مع غيرنا من الدول التي ترعى هذه المسودة’. وفي وقت لاحق اعلن تأجيل التصويت الى يوم الخميس.

جاء ذلك فيما قالت روسيا الأربعاء إن ‘معركة حاسمة’ تجري في سورية، وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن فرض مجلس الأمن عقوبات على سورية سيكون بمثابة دعم مباشر للمعارضة وقد يجر البلاد إلى حرب أهلية.

وأضاف للصحافيين في موسكو ‘تجري حرب حاسمة في سورية… سياسة تأييد المعارضة هي طريق مسدود. لن يرحل الأسد من تلقاء نفسه وشركاؤنا الغربيون لا يعرفون ما يفعلونه إزاء ذلك’.

وجدد لافروف دعوته إلى ‘بعض زملائنا’ الذين يملكون نفوذاً على المعارضة السورية ليعملوا على تهدئتها بدلاً من ‘تحريضها على مواصلة المعركة’.

وقال لافروف إن تبني قرار يفرض حظراً على الحكومة السورية فقط على خلفية تلك الأحداث، معناه ‘تقديم الدعم المباشر إلى حركة ثورية’.

واعتبر أن ‘الضغط على طرف واحد، يعني التورّط بنشوب حرب أهلية والتدخل في الشؤون الداخلية للدولة’، مؤكداً أن ‘وثيقة جنيف هي أساس مشروع القرار (الدولي) الذي أعددناه، لأنه يعكس بصدق الواقع الحالي، في حين أن مشروع القرار الغربي يحاول تحريف جميع هذه النتائج لمصلحة جانب واحد’.

وقال إن ما يجري حالياً في سورية هو نزاع داخلي بين الجماعات المسلحة والجيش السوري. وأضاف لافروف أن العلويين والمسيحيين يتمسكون بالأسد لأنهم يخافون على مصيرهم من ‘القاعدة’.

وقد أعلن وزير الخارجية الروسية امس أن روسيا إقترحت على المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي عنان أن يرتّب عقد إجتماع ثانٍ لمجموعة العمل حول سورية بمشاركة إيران والسعودية، وقد دعم عنان المقترح.

وقال للصحافيين إن روسيا دعت خلال المحادثات مع عنان في موسكو إلى عقد جولة جديدة من المباحثات بشأن سورية بمشاركة إيران والسعودية.

واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المبعوث الدولي كوفي عنان الثلاثاء، وأكد تأييده لمساعي عنان لحل الأزمة السورية بالطرق السياسية السلمية.

وقال لافروف ‘إقترحنا عليه أن يرتّب عقد إجتماع آخر لمجموعة العمل حول سورية على مستوى الخبراء ومسؤولي وزارات الخارجية، وقلنا إنه من الأفضل تصحيح خطأ نتج عن عدم توجيه الدعوة إلى إيران والسعودية لتشاركا في إجتماع مجموعة العمل بجنيف’.

وأضاف ‘لقد دعم عنان هذا المقترح، وقال إن هذا سيكون مفيداً وسوف يتحدث إلى أعضاء المجموعة الآخرين’.

ومن جهته قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الأربعاء إن الوضع في سورية ‘يخرج عن السيطرة’ على ما يبدو وحذر مع نظيره البريطاني فيليب هاموند النظام السوري من أنه سيكون مسؤولا عن تأمين الأسلحة الكيميائية لديه.

وقال بانيتا ‘هذا وضع يخرج بسرعة عن السيطرة’ وأضاف أن المجتمع الدولي بحاجة إلى ‘ممارسة أقصى درجات الضغط على الأسد لكي يفعل الصواب ويتنحى ويسمح بانتقال سلمي’ للسلطة.

وناقش بانيتا الوضع في سورية مع هاموند الذي قال في مؤتمر صحافي مع نظيره الامريكي إن الوضع ‘يتدهور وتتقلص باطراد امكانيات التنبؤ به’.

وقال مسؤولون غربيون وإسرائيليون إن نظام الأسد ينقل في هدوء على ما يبدو أسلحة كيميائية من مواقع تخزين لكن لم يتضح ما إذا كانت العملية مجرد اجراء أمني احترازي وسط الصراع الداخلي المتصاعد في البلاد.

وحذر بانيتا من أن سورية ستتحمل مسؤولية تأمين أي أسلحة كيميائية تمتلكها.

وقال ‘أوضحنا لهم كثيرا أن عليهم مسؤولية تأمين مواقعهم الكيميائية وأننا سنحملهم المسؤولية إذا حدث أي شيء في هذه المواقع’. وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل عن قرب مع حلفائها بشأن القضية.

وبدا أن هاموند يوجه إشارة مغلفة إلى روسيا والصين حين قال إن نظام الأسد ما زال قائما بسبب الدعم المستتر الذي يتلقاه من ‘قوى أخرى في العالم’.

وأضاف ‘لذا يجب أن تركز دبلوماسيتنا على حمل أصحاب النفوذ الأقوى لدى النظام على ضمان أن يتعامل بمسؤولية فيما يتعلق بالاسلحة الكيميائية’.

أمل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، الأربعاء، بأن يتحدث مجلس الأمن بصوت واحد للمساعدة في التوصل إلى حل للأزمة السورية، ويعرب عن قلقه لما يجري في سورية.

وأمل بان كي مون في تصريحات نقلتها إذاعة الأمم المتحدة، خلال الإجتماعات التي عقدها مع الرئيس الصيني هو جينتاو، ووزير الخارجية يانغ جيتشي في بيجينغ امس، في أن يواصل مجلس الأمن مناقشاته حول الأزمة السورية، وأن ‘يتوحد بشكل عاجل للإتفاق على طريقة موحدة للمساعدة على وقف إراقة الدماء، والسماح للسوريين ببدء حوار سياسي، يقود إلى عملية إنتقالية بقيادة سورية’.

وشدد على أهمية دور الصين في الحفاظ على السلم و الأمن الدوليين، فضلاً عن تعزيز التنمية المستدامة كما شكرها على مساهمتها في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.

وشددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء على ضرورة استصدار قرار عاجل حول سورية عن مجلس الامن الدولي بعد الاعلان عن تفجير انتحاري في دمشق.

وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مع رئيسة وزراء تايلاند ينغلوك شيناواترا ‘هذا يثبت ان تبني الامم المتحدة قرارا جديدا ضرورة عاجلة’. واتى تصريحها ردا على سؤال حول التفجير الانتحاري في دمشق الذي قتل فيه وزير الدفاع وصهر الرئيس السوري ومسؤول خلية الازمة بحسب التلفزيون الرسمي السوري وناشطون.

وافادت ميركل انها ‘قرأت معلومات’ حول الهجوم من دون تاكيد القتلى مباشرة في المؤتمر الصحافي في برلين.

وقالت ‘ادعو جميع الاطراف في مجلس الامن الدولي الى الاتفاق على قرار مشترك’.

كما ادان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء ‘الارهاب’ بعد تفجير دمشق الذي قتل فيه وزير الدفاع ونائبه صهر الرئيس السوري داعيا الى ‘ضرورة حصول انتقال سياسي’ في سورية.

وقال فابيوس امام اعضاء مجلس الشيوخ الفرنسيين ان ‘الحكومة الفرنسية ومن دون معرفة ظروف هذا الهجوم، لطالما ادانت الارهاب. ونظرا الى درجة العنف يبدو ضروريا وماسا حصول انتقال سياسي يجيز للشعب السوري ان يكون لديه حكومة تعبر عن تطلعاته العميقة’.

واضاف ‘لا نعرف بعد الظروف الدقيقة لوقوع الانفجار. انه عمل في غاية الاهمية ويدل على مستوى العنف الذي وصلت اليه دمشق حتى’.

كما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان العملية الانتحارية التي اسفرت عن مقتل عدد من كبار المسؤولين الامنيين السوريين الاربعاء تثبت الحاجة الى قرار دولي لانهاء الازمة.

ويصوت مجلس الامن الدولي لاحقا الاربعاء على قرار غربي يمدد مهمة المراقبين الدوليين في سورية ويدعو الى فرض عقوبات على دمشق في حال لم يسحب النظام الاسلحة الثقيلة من المدن لكن روسيا رفضته مسبقا.

وقال هيغ في بيان ‘نعلم عن تقارير بان وزير الدفاع السوري ونائبه قتلا واصيب عدد من المسؤولين في عملية انتحارية في دمشق’.

واوضح ‘هذا التفجير الذي ندينه يثبت الحاجة الملحة لاصدار قرار في مجلس الامن الدولي بشأن سورية تحت الفصل السابع’ الذي يجيز استخدام القوة.

بيريس يصف الأسد بأنه ‘قاتل’ ويقترح تشكيل قوة عربية تعمل باسم الأمم المتحدة لوقف العنف في سورية

القدس ـ يو بي آي: وصف الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس الرئيس السوري السوري بشار الأسد بأنه ‘قاتل’ واقترح تشكيل قوة من جامعة الدول العربية تعمل باسم الأمم المتحدة لوقف أعمال العنف في سورية.

وقال بيريس خلال مؤتمر صحافي عقده في ديوان الرئاسة في القدس، امس الأربعاء، وخصصه لمراسلي وسائل الإعلام العربية في إسرائيل، ‘سأقترح منح تفويض لجامعة الدول العربية لتشكل قوة عربية تعمل باسم الأمم المتحدة في سورية من أجل وقف سقوط الضحايا’.

ورأى الرئيس الإسرائيلي أن ‘هذا اقتراح جديد لحل مشكلة سورية عربيا بدعم من العالم، وأعتقد أن العالم العربي ناضج من أجل مد الجسور نحو سورية ريثما تجري انتخابات فيها’.

وأضاف أن ‘الدماء في سورية ما زالت تسيل وعندما أرى طفلا صغيرا قتله الديكتاتور فإني كإنسان لا أستطيع تخيل أو فهم هذا الأمر’.

وقال بيريس إن ‘الأسد قاتل’، وأنه في حال تنحيه عن الحكم وأصبحت سورية ‘حرة وهادئة فإننا سنكون سعداء بالتأكيد لإقامة علاقات مع الحكم الجديد’، لكنه شدد على أن ‘الهدف الآن هو إزالة الخطر’ المتمثل برأيه باستمرار وجود النظام السوري.

وامتدح بيريس ‘المتمردين في سورية الذين يضحون بأنفسهم من أجل الحرية’ كما امتدح جامعة الدول العربية التي ‘تندد بالنظام السوري يوميا’.

وأضاف أنه لا يجب أن تتدخل إسرائيل في ما يجري في سورية أو أية دولة عربية أخرى وأن وجهة إسرائيل يجب أن تكون نحو السلام.

وكرر بيريس، الذي يوصف في إسرائيل بأنه ‘المتفائل الأبدي’، تصريحات سابقة بأن ‘طريق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لم تصل إلى نهايتها’، مشددا على أن حل الصراع يجب أن يكون من خلال دولتين إسرائيلية وفلسطينية جنبا إلى جنب، وأن أغلبية دول المنطقة سترحب بهذا الحل ‘بغض النظر عن الخلافات والاختلافات’.

لكن بيريس أضاف أنه ‘لا يمكن تحقيق السلام مع الفلسطينيين من جانب واحد، فهناك مشاكل عويصة وهناك تناقضات أيضا، ولا يمكن تحقيق السلام من دون استئناف المفاوضات’.

وقال ‘نحن لسنا بعيدين عن استئناف المفاوضات، وأنا أكن الاحترام للقيادة الفلسطينية المنتخبة (ويقصد قيادة السلطة الفلسطينية) وأعتقد أن استئناف المفاوضات سيغير المناخ’ في المنطقة.

ورفض بشكل قاطع حل الدولة الواحدة للشعبين، الذي تطرحه جهات في اليسار واليمين في إسرائيل غضافة الى قياديين فلسطينيين، على ضوء وصول العملية السياسية بين الجانبين إلى طريق مسدود وتكثيف إسرائيل للاستيطان في ظل حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو.

وقال إن ‘حل الدولتين أفضل من أي حل آخر، والحكومة الحالية والسابقة (في إسرائيل) أيدت حل الدولتين، كما أن الفلسطينيين وافقوا على حل الدولتين ولم يطرحوا حلا آخر، وجميع دول العالم تؤيد هذا الحل’.

وأضاف أن ‘الحلول الأخرى لا يمكن أن تصمد، لأن حل الدولة الواحدة يؤدي إلى خلق قتال وليس حلا، فنحن أمّتان مختلفتان ولدينا تاريخا مختلفا وديانتينا مختلفتين.. ولذلك أرى أن حل الدولتين هو الحل الصحيح وعلينا استئناف المفاوضات ولن يكون هناك حل قبل ذلك، فهدف المفاوضات هو التوصل إلى سلام’.

وتطرق بيريس إلى الانتخابات في مصر التي أوصلت مرشح الإخوان المسلمين محمود مرسي إلى الرئاسة وقال ‘إننا نحترم نتائج الانتخابات وقد تمنيت لمرسي في برقية بعثتها له استمرار علاقات السلام بين دولتينا’.

وأضاف الرئيس الإسرائيلي ‘نحن مستعدون للحوار (مع مصر) بما يتجاوب مع مصالح الجانبين والسلام يمكن أن يستمر بيننا’. وأردف أن ‘مصر لديها مشاكلها وهي التي ستحلها، ومن جانبنا يمكننا أن نعرض السلام كطريقة إضافية لحل المشاكل، فالسلام يسمح بالإنفاق على القضايا الاجتماعية’.

وفيما يتعلق بالأردن قال بيريس إن حدوده مع إسرائيل هادئة وأن الدولتين تعملان من أجل مصلحة الطرفين وعلى تكون العلاقات هادئة وسلمية لكي تبقى الحدود هادئة وآمنة.

وتطرق بيريس إلى إيران قائلا إنه ‘لا نعتبر إيران عدوا لنا، لا الشعب الإيراني ولا الحضارة والتاريخ الإيرانيين، والواقع أنه في حقب تاريخية كانت هناك علاقات صادقة بين اليهود والفرس’، لكنه أضاف أنه ‘لا نريد أن نخضع لهيمنة إيرانية في المنطقة، ونحن ضد السياسة الإيرانية الحالية التي تقودها الرئاسة الإيرانية فهم يريدون بسط هيمنتهم وتوسيعها ويهددون بالقضاء على إسرائيل علما أن لا أحد يهددهم كما أنهم يمارسون الإرهاب’.

وتابع ‘أعتقد أن إيران حولت حزب الله من منظمة دينية إلى إرهابية، فحزب الله لا يصلي وإنما يطلق النار وهو لا يجمع الكتب الدينية وإنما الصواريخ ويهيمن على لبنان’.

وقال ‘أعتقد أن مشكلة حزب الله هي أن لديهم مرجعيتان هما إيران وسورية’.

وتابع أن ‘إيران تريد قنبلة نووية إلى جانب الرغبة في الهيمنة وتهديد إسرائيل وكل هذا يجعل إيران تشكل تهديدا للعالم ويجعل سماء الشرق الأوسط متلبدة بالغيوم’.

وعبر بيرس عن مفاجأته من الانتخابات في ليبيا التي جرت مؤخرا وفاز بها الليبراليون على الإسلاميين وقال إن ‘هذه المفاجأة تبعث على الأمل وإسرائيل تحترم هذه النتيجة’.

وتوقع بيرس أن الأنظمة الإسلامية التي صعدت إلى الحكم في دول عربية بعد ‘الربيع العربي’ لن تبقى في الحكم وإنما ستتغير في السنوات المقبلة ‘لأن التطور هو للعلم وليس للدين’.

واضاف ‘أعتقد أن الجيل الناشئ في الشرق الأوسط سيتبنى ما يمكن للتكنولوجيا والعلم أن يقدماه، ويجب فصل الدين عن الدولة، وهذا لا يعني أنه يوجد تناقض بينهما، فالعلم هو تأكيد على وجود الله ويضمن الحياة’.

رويترز: الأسد ينتقل إلى اللاذقية

                                            نقلت وكالة رويترز عن مصادر في المعارضة السورية ودبلوماسي غربي قولهم اليوم إن الرئيس السوري بشار الأسد انتقل إلى مدينة اللاذقية الساحلية، ليدير من هناك ما وصفته بـ”عمليات الرد” على مقتل أربعة من كبار القيادات الأمنية وأركان نظامه في الانفجار الذي طال مبنى الأمن القومي في دمشق أمس.

وأضافت هذه المصادر أن الأسد -الذي لم يظهر علنا منذ تفجير الأمس- يدير العملية العسكرية الحكومية، ولم يتضح ما إذا كان الأسد قد توجه إلى المدينة المطلة على البحر المتوسط قبل الهجوم أم بعده، يذكر أن مدينة القرداحة مسقط رأس الأسد تقع في محافظة اللاذقية.

ولقي عدد من كبار القادة السوريين مصرعهم أمس في تفجير استهدف اجتماعا لما يعرف بخلية إدارة الأزمة في مبنى الأمن القومي بالعاصمة دمشق.

وكان بيان للقيادة العامة للجيش السوري أعلن مقتل وزير الدفاع العماد داود راجحة ونائبه أصف شوكت، صهر الرئيس بشار الأسد.

كما قُتل في الهجوم أيضا وزير الداخلية السوري محمد الشعار ورئيس خلية الأزمة حسن التركماني، إلى جانب إصابة رئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار.

المصدر:رويترز

مواقف متباينة من التفجير ودعوة لتنحي الأسد

                                            توالت الردود الدولية على تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق الذي أودى بحياة أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين في سوريا، فبينما رأت دول في الهجوم مؤشرا على أن الوضع بدأ يخرج عن السيطرة، أدانت دول أخرى التفجير واعتبرته “عملا إرهابيا”.

 وأسفر الانفجار -الذي وقع في مقر الأمن القومي بحي الروضة في العاصمة السورية دمشق أثناء اجتماع لوزراء وقادة أمن- عن مقتل وزير الدفاع العماد داود راجحة، والعماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع وصهر الرئيس السوري، ووزير الداخلية اللواء محمد الشعار، ورئيس خلية الأزمة العماد حسن تركماني.

 دعوة للتنحي

وفي تعليقه على الحادث، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون اليوم الخميس الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، وأكد ضرورة أن يجري تغيير النظام في دمشق تفاديا لنشوب حرب أهلية صريحة.

وأضاف كاميرون للصحفيين في كابل “لدي رسالة واضحة جدا للرئيس الأسد، وهي أن الوقت قد حان ليرحل وأن الوقت قد حان لانتقال في هذا النظام، وإذا لم يحدث انتقال فإن من الواضح تماما أن حربا أهلية ستندلع”.

ووجه خطابه للرئيس الروسي فلاديمر بوتين قائلا “الرسالة للرئيس بوتين والرسالة لكل من في مجلس الأمن الدولي هي أنه حان الوقت ليقر مجلس الأمن رسائل واضحة وصارمة بشأن العقوبات، أعتقد بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة دون أي لبس في هذا”.

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون -في بيان وزعه المتحدث باسمه- إن أعمال العنف التي يرتكبها أي طرف غير مقبولة، وتشكل انتهاكاً لخطة النقاط الست التي تقدم بها المبعوث الخاص كوفي أنان.

وأضاف البيان أن الأمين العام يشعر بالقلق البالغ للتقارير الواردة عن استمرار استخدام الأسلحة الثقيلة من قبل قوات الأمن السورية -بما في ذلك في مدينة دمشق- ضد المدنيين، على الرغم من تأكيدات الحكومة المتكررة أنها ستسحب مثل هذه الأسلحة.

أما المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان فاعتبر أن التفجير يعزز الحاجة إلى اتخاذ إجراء “حاسم” من جانب مجلس الأمن الدولي، لكنه عبر عن إدانته القوية “للإرهاب من كل الأطراف”. كما أدان الهجوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “بشدة”.

إدانة

وقد أدانت فنزويلا التفجير وحثت القوى الأجنبية على عدم التدخل عسكريا، وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية في بيان “تعبر الحكومة عن أعمق تعازيها للشعب السوري الباسل، وخصوصا عائلات ضحايا هذه الجريمة الجديدة”.

كما استنكرت إيران التفجير، وقالت إن الدعم الخارجي “للأعمال الإرهابية لن ينجح في زعزعة استقرار سوريا”، ورأت أن “السبيل الوحيد لحل الأزمة الحالية في سوريا هو من خلال المحادثات”. وقال وزير خارجيتها علي أكبر صالحي إن ما وصفه باعتداء دمشق مؤشر على أن “الإرهاب يتمدد في سوريا”.

وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقبض على منفذي ما وصفه بالهجوم “الإرهابي” في دمشق ومعاقبتهم. ورأى وزير خارجيته سيرغي لافروف أن تصويت مجلس الأمن في مثل هذه الظروف على مشروع قرار يفرض عقوبات على الحكومة السورية يعد دعما مباشرا “للحركة الثورية”.

وفرنسياً، أدان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ما سماه “الإرهاب”، وقال إن ما جرى يؤكد ضرورة حصول انتقال سياسي في سوريا.

ضربة هائلة

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن الوضع في سوريا “يخرج عن السيطرة”، وأضاف أن المجتمع الدولي بحاجة إلى “ممارسة أقصى درجات الضغط على الأسد لكي يفعل الصواب ويتنحى ويسمح بانتقال سلمي للسلطة”.

ووصف ملك الأردن عبد الله الثاني الهجوم -في مقابلة مع شبكة سي أن أن الأميركية- بأنه “ضربة هائلة” لنظام الرئيس السوري، رغم تشكيكه في أنه سيؤدي إلى انهيار وشيك للنظام.

وأضاف أن الأسد أصبح الآن أمام “الفرصة الأخيرة لتجنب حرب أهلية” في سوريا. معتبرا أن “الأمور باتت معقدة جدا جدا، إلى حد أنني أعتقد أن السيناريو الأسوأ بالنسبة إلينا كلنا في المنطقة هو عندما نصبح أمام حرب أهلية مفتوحة. عندما تقع في الهاوية ليس هناك من طريق للعودة”.

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن التفجير يشكل “تطورا مؤثرا” في مسار الأحداث التي تشهدها سوريا، مؤكدا أن الجامعة تتابع باهتمام تلك التطورات.

وقال العربي -في بيان له- إن جامعة الدول العربية حذرت مرارا من أن العنف يولد دائما عنفا مضادا، ويؤدي إلى اتساع دائرة الدمار ويهدد بانزلاق سوريا إلى حرب أهلية.

ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحكومة السورية إلى “التفكير مليا في الهجوم الذي استهدفها”، ونفى بشدة أن يكون لبلاده أي ضلع فيه.

انشقاق عشرات الضباط والجنود

تصاعد القتال بدمشق بعد مقتل قادة بالنظام

                                            شهدت العاصمة السورية دمشق ومناطق أخرى بأنحاء البلاد تصاعدا في القتال، مع تصعيد النظام حملته العسكرية بعد مقتل أربعة من كبار قادته في تفجير استهدف اجتماعا لما يعرف بخلية إدارة الأزمة في دمشق أمس في أكبر ضربة للقيادة العليا للرئيس بشار الأسد خلال الثورة المندلعة ضده منذ 16 شهرا. وفيما تزايدت الانشقاقات العسكرية، قتل أكثر من 200 شخص بينهم 100 في مجزرة بحجيرة بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق، ودعا الناشطون إلى عصيان مدني.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن بعض أحياء دمشق شهدت الليلة الماضية وفجر اليوم قصفا غير مسبوق مع استمرار إطلاق الرصاص وسماع دوي الانفجارات.

وأشار نشطاء إلى أن مدفعية جيش النظام قصفت حي المزة في دمشق وضاحية المعضمية في تصعيد للهجمات على المناطق التي يعمل بها مقاتلو الجيش السوري الحر بعد تفجير قتل أربعة من كبار مسؤولي الجيش. وقال النشطاء إن بطاريات المدفعية المتمركزة على جبل قاسيون المطل على دمشق بدأت قصف المنطقتين بصورة متقطعة منذ الساعة السابعة مساء أمس.

وأوضح مجلس قيادة الثورة في دمشق أن القصف بالمروحيات والهاون استهدف أحياء جوبر وبرزة والمزة والميدان والقابون والتضامن وكفر سوسة والقدم والعسالي وقبر عاتكة ومخيم اليرموك ونهر عيشة والحجر الأسود وركن الدين وضاحية قدسيا.

التفجير قتل أربعة من كبار قادة النظام السوري

وكان عدد من كبار القادة السوريين قد قتلوا في تفجير استهدف مبنى الأمن القومي في العاصمة دمشق، فقد أعلن بيان للقيادة العامة للجيش السوري مقتل وزير الدفاع العماد داود راجحة في التفجير أثناء حضوره اجتماعا مع عدد من الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية في المبنى، وكذلك مقتل نائبه آصف شوكت صهر الرئيس الأسد. كما قتل وزير الداخلية السوري محمد الشعار ورئيس خلية الأزمة حسن التركماني في الهجوم، إلى جانب إصابة رئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار.

وقالت مصادر للجزيرة إن دوي انفجارات سمع في مقر الفرقة الرابعة في العاصمة السورية دمشق بعد فترة وجيزة من التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي.

وقال عضو مجلس قيادة الثورة محمد الشامي في اتصال مع الجزيرة إن الانفجارات وقعت داخل مبنى الفرقة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري, لكنه من الصعب تحديد مكانها بالضبط أو الطريقة التي نفذت بها.

قلب دمشق

وميدانيا تواصلت المعارك في أحياء بقلب دمشق بين الجيشين الحر والنظامي لليوم الرابع على التوالي وفق ما ذكره ناشطون، وقد صعد الجيش النظامي عملياته، فقصف بالطائرات والمدفعية حي الحجر الأسود في دمشق، وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش السوري الحر، كما تجدد قصف حي الميدان.

وأورد ناشطون أن مدفعية الجيش المتمركزة فوق جبل قاسيون قصفت حي المزة في العاصمة السورية، في حين أفاد ناشطون بأن الشبيحة اقتحموا حي الشاغور في دمشق وسط مخاوف من وقوع أعمال قتل.

من جهة أخرى أظهرت صور بثها ناشطون على مواقع للثورة السورية قتلى سقطوا اليوم ذبحا بالسكاكين في العاصمة دمشق. وأفاد ناشطون بأن من يوصفون بالشبيحة دخلوا إلى أحياء العسالي والقدم والحجر الأسود بدمشق، في حماية قوات النظام، واقتحموا منازل المدنيين وارتكبوا مجزرة بحقهم استخدموا فيها الأسلحة والسكاكين.

وقال ناشطون إن دمارا واسعا قد لحق بعدد من المباني السكنية والأسواق التجارية والمساجد جراء قصف الجيش النظامي على حي الميدان، وهو ما أدى إلى نزوح عدد كبير من الأهالي إلى المناطق المجاورة، وتضاربت الأنباء حول انسحاب جزئي من عناصر للجيش النظامي من الحي، في الوقت الذي عرض فيه التلفزيون السوري مشاهد وصفها بأنها اشتباكات بين الجيش النظامي مع “فلول من الإرهابيين”.

وفي موازاة ذلك، دعا مجلس قيادة الثورة بدمشق إلى “تفعيل العمل الثوري بكل أشكاله دون تلكؤ، وإلى تصعيد واستكمال الإضرابات والعصيان المدني في كل سوريا”، مهنئا “شعبنا بالقضاء على الدفعة الأولى من كبار المجرمين بحقه”.

من جهة أخرى، قال ناشطون إن الجيش الحر أسقط مروحيتين كانتا تقصفان حيي التضامن والحجر الأسود في دمشق.

مجزرة وقتلى

وفي هذه الأثناء، استمرت العمليات العسكرية للجيش النظامي السوري في أكثر من منطقة في سوريا، خاصة في حمص وريف حلب وريف دمشق ودير الزور، وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل أكثر من 200 شخص، نصفهم في مجزرة وقعت في حجيرة بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق إثر قصف مروحيات جنازة في المنطقة مساء أمس.

وقالت الهيئة إن أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى سقطوا في مجزرة جديدة نفذتها قوات النظام إثر استهداف مروحية موكب تشييع مساء أمس في منطقة حجيرة التابعة للسيدة زينب بريف دمشق. وقد وجه الأهالي والسكان نداءات استغاثة وسط استمرار القصف للمنطقة ونقص في الكوادر الطبية وانقطاع للاتصالات والكهرباء عن المنطقة.

من جانبها وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس سقوط 106 قتلى في دمشق وريفها، و19 في حلب، و18 في كل من حمص ودرعا، و16 في إدلب و11 في دير الزور وثمانية في حماة وثلاثة في السويداء وواحد في اللاذقية وآخر في الحسكة.

تزايد الانشقاقات

وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قد ذكرت أن انشقاقات عديدة وواسعة تتم في عدة مناطق سورية بعد إعلان مقتل القيادات العسكرية في الجيش النظامي, حيث أعلن انشقاق حواجز بأكملها بضباطها وجنودها وسلاحها في عدة مناطق من دمشق وريفها وحلب وحماة وإدلب.

وفي دمشق أعلن عن انشقاق العميد الركن زكي لوله نائب قائد عمليات المنطقة الجنوبية, إضافة إلى انشقاق عدد كبير من عناصر الجيش السوري من بينهم منشق برتبة عقيد في حي التضامن, كما تحدثوا عن انشقاق عسكريين بأسلحتهم في حي جوبر.

وقالت لجان التنسيق إن انشقاقات كبيرة وقعت في مدن وبلدات كفر زيتا والطيبة ومورك بحماة, إضافة إلى انشقاق ضخم في كفر روما وجبل الزاوية بإدلب, وقال الناشطون إن أكثر من 100 عسكري نظامي فروا من حواجز مختلفة في مدينة حمص.

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين باسل حفار إن الانشقاقات في صفوف الجيش النظامي السوري بلغت أعلى مستوياتها اليوم منذ بداية الثورة السورية بعد الإعلان عن مقتل عدد من قادة النظام السوري.

أوباما وبوتين يدعوان لانتقال سياسي بسوريا

                                            رغم استمرار خلافاتهما بشأنها

اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة حصول عملية “انتقال سياسي” بسوريا، في حين تأجل إلى اليوم الخميس التصويت على مشروع قرار دولي بشأن سوريا كان مقررا أن يصوت عليه أمس الأربعاء، بينما تواصلت الدعوات إلى رحيل فوري لنظام الرئيس بشار الأسد.

وأعلن البيت الأبيض في بيان أن أوباما وبوتين -رغم استمرار تباين مقاربتيهما بشأن الملف السوري- لاحظا في مكالمة هاتفية بينهما أمس “ارتفاع وتيرة العنف بسوريا واتفقا على ضرورة دعم حصول عملية انتقال سياسي في أسرع وقت ممكن تحقق هدفنا المشترك بوقف العنف وتجنب مزيد من تدهور الأوضاع”.

وأضاف البيان أن الرئيسين “أخذا علما بالتباينات الموجودة لدى حكومتينا بشأن سوريا ولكنهما اتفقا على أن تواصل فرقهما العمل من أجل إيجاد حل”.

وربطت الرئاسة الروسية في بيان أمس مكالمة بوتين وأوباما بموضوع “المفاوضات الجارية في مجلس الأمن الدولي حول مشاريع القرارات” حول سوريا.

تأجيل التصويت

وقرر مجلس الأمن الأربعاء تأجيل التصويت على مشروع قرار أعدته دول غربية ويدعو إلى فرض عقوبات على سوريا في ضوء الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

ويأتي التأجيل بناء على طلب تقدم به مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان في ضوء تهديدات روسية بإبطال مشروع القرار.

وقالت البعثة البريطانية في الأمم المتحدة إن تأجيل التصويت إلى اليوم يأتي “لضمان بذل كل الجهود كي يتحدث مجلس الأمن الدولي بصوت واحد ويتفق على ضغط منسق”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر من أن فرض مجلس الأمن عقوبات على سوريا سيكون بمثابة دعم مباشر للمعارضة، وقد يجر البلاد إلى حرب أهلية.

وأضاف للصحفيين في موسكو “إنها معركة على العاصمة..، هناك قتال حاسم، وتبني قرار على هذه الخلفية سيصل إلى حد التأييد المباشر للحركة الثورية..، إذا كنا نتحدث عن ثورة فلا مكان لمجلس الأمن في هذا”.

وأكد لافروف أن “الرئيس السوري لن يتخلى عن السلطة طواعية”، محذرا القوى الغربية من أن تأييدها للمعارضة لن يؤدي إلا إلى تصعيد إراقة الدماء في سوريا.

دعوات للرحيل

وفي هذه الأثناء دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي الأربعاء بشار الأسد إلى التنحي عن الحكم حتى لا تكون نهايته مشابهة لنهاية العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

وقال في مقابلة مع قناة “فرانس 24” الفرنسية “أطلب منه مرة أخرى أن يرحم شعبه، ليحفظ حياته وحياة أقاربه ولا ينتهي أمره مثل القذافي”، وأضاف “الحل هو أن يقبل بالرحيل ويسلم السلطة لنائبه وأن ندخل في الحل اليمني، ليس هناك خيار آخر غير هذا الحل”.

مسؤولية روسيا

ومن موسكو، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس السوري إلى التخلي عن السلطة بسبب آلاف القتلى الذين سقطوا في النزاع السوري. وقال -عقب لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- إن تركيا ضد أي تدخل خارجي في سوريا”، وشدد على مسؤولية مجلس الأمن وأعضائه الدائمين ومنهم روسيا.

وفي رد مقتضب جدا، قال بوتين إن روسيا ترحب “بدعم تركيا لقرارات جنيف” التي تم خلالها في 30 يونيو/حزيران التأكيد على ضرورة وجود مرحلة انتقالية في سوريا.

اجتماع بقطر

وفي غضون ذلك أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أمس الأربعاء أن وزراء الخارجية العرب المعنيين بالملف السوري سيعقدون اجتماعا طارئا بالعاصمة القطرية الدوحة الأحد المقبل لبحث التطورات السورية، في حين دعا الأمين العام للجامعة نبيل العربي إلى عملية انتقال سلمي للسلطة في سوريا بشكل فوري.

وقال العربي في تصريح صحفي أمس إن المخرج الآمن الوحيد من الأزمة يتمثل في التجاوب الفوري مع المطالب المشروعة للشعب السوري في الانتقال السلمي إلى نظام ديمقراطي سليم يحقق للشعب السوري الحرية والعزة والكرامة.

فلسطينيو سوريا ودورهم في الثورة

                                            مظاهرات مناهضة للنظام وقصف ونيران ودخول دبابات وسقوط شهداء وعمليات انشقاق واستقبال للنازحين، كل ذلك يحدث في مخيمات الفلسطينيين بدمشق كما هو شأن الأجزاء الملتهبة من العاصمة، حيث يتشارك الفلسطينيون والسوريون المعاناة ذاتها.

أسامة كنعان وعلاء النواصرة وعشرة شبان آخرون من المخيم قتلوا يوم أمس ليس في فلسطين وهم يواجهون المحتل كما كانوا يحلمون، وإنما في سوريا. فمنهم من قضى جراء القصف الذي استهدف المخيم ومنهم من أودى رصاص الأمن السوري بحياته.

وبالرغم من القصف فقد خرجت مظاهرة مناوئة للنظام في المخيم أمس ضمن سلسلة مظاهرات يومية امتدت على مدار الأسبوع الماضي كان أضخمها يوم السبت، عندما شيع عشرات الآلاف قتلى المخيم رافعين علم الثورة السورية، وشهدت الأسواق إضرابا عاما حدادا على من قتلوا.

ورغم الاكتظاظ السكاني في أحياء المخيم فإن الأبواب فتحت أمام النازحين المتدفقين من الأحياء المجاورة في دمشق، وأطلق الناشطون حملة لتغطية النقص الحاد في الأغذية والأدوية.

ولا يختلف حال الفلسطينيين في مخيم درعا عن مثيله بدمشق، فقد تعرض المخيم مؤخرا لقصف بقذائف الهاون أسفر عن وقوع العديد من القتلى والجرحى، مما اضطر السكان للنزوح إلى الأحياء المجاورة.

وقال أحد الناشطين هناك للجزيرة نت “إن الآلاف فروا من المخيم خلال 24 ساعة، ولم يكن تأمين إقامتهم واحتياجاتهم سهلا، لقد اضطررنا لفتح بيوت بعض المسافرين وكسر أقفالها لإيوائهم”.

وأضاف أن دعوات أطلقت من المكبرات في المساجد دعتهم للرجوع إلى المخيم بتعهد من محافظ المدينة بحمايتهم، إلا أن عودة القذائف للسقوط على المخيم كانت كفيلة بدفع السكان للنزوح ثانية.

أوضح الناشط أن سكان المخيم كانوا إلى جانب درعا منذ بداية الثورة، وأنهم ساهموا في تهريب الجرحى وإسعافهم ونجدة الأهالي بالمواد التموينية وقت الحصار.

مآل طبيعي

ولطالما كانت القضية الفلسطينية وموقف فلسطينيي سوريا من نظام الأسد مثار جدل على الساحة السورية منذ اندلاع الثورة، فبينما أيدته فصائل فلسطينية يقف مسلحوها مع النظام، تحدث ناشطون عن انشقاق أفراد من جيش التحرير بعتادهم وانضمامهم إلى الجيش الحر.

من جانب آخر، اعتبر الكاتب الفلسطيني سلامة كيلة انخراط مخيم اليرموك في الثورة مآلا طبيعيا وشبيها بما قامت به مخيمات الفلسطينيين في درعا والرمل الجنوبي وحمص.

وكان كيلة قد رفع شعار “من أجل تحرير فلسطين نريد إسقاط النظام”، وتم تسفيره إلى الأردن قسريا بعد اعتقاله وتعرضه للتعذيب من قبل الأمن السوري في مايو/أيار الماضي.

وقال -في تصريح للجزيرة نت- “إن مخيم اليرموك كان متخوفا من تحول الصراع إلى صراع فلسطيني/فلسطيني إذا شارك في الثورة، نتيجة وجود تنظيمات فلسطينية تعمل مع السلطة السورية وقد سلحت أفرادها مؤخرا”.

وأضاف أن بعض فصائل المقاومة مثل القيادة العامة والصاعقة وقفت بشكل حاسم مع النظام منذ اللحظة الأولى، وسعت فصائل أخرى للبقاء محايدة وتحييد المخيمات أيضا، لأنها تعرف أن سوريا ملاذها الأخير كوجود رسمي علني، وانساق بعض قادتها إلى قبول نظرية المؤامرة في تحليل سطحي ولا معنى له، بحسب وصف كيلة.

وأكد أن موقفه من الثورة السورية مبني على أساس أنه “مواطن عربي مهتم بوضع الطبقات الشعبية في كل البلدان العربية، ومعني بمواجهة كل الأنظمة التي تكيف وضع بلدانها لتحقيق السيطرة الإمبريالية”.

وقال “إن السلطة السورية فرضت اللبرلة ونهبت المجتمع طيلة السنوات الأخيرة، وأي تفكير في التحرر والتطور وتحرير فلسطين يرتبط بمواجهة هذه النظم، أنا مع مشروع تطور وتحرر ووحدة، لهذا لابد من التغيير”.

ويبقى التباين جليا في مواقف فلسطينيي سوريا وكذلك آراء السوريين أنفسهم حول الاتجاه الأصوب الذي سيكون لصالح فلسطين، وفقا لآمال الثورة ووعود النظام القديمة.

الفرقة الرابعة في الجيش السوري

توصف الفرقة الرابعة في الجيش السوري بأنها الثانية من حيث الأهمية بعد الحرس الجمهوري, وتكمن مهمتها الأساسية في حماية العاصمة دمشق, بيد أنها استُخدمت أيضا في مهمات هجومية منذ اندلاع الثورة السورية في 2011.

ويقود الفرقة -التي يقع مقرها الرئيسي في محيط حي المهاجرين بدمشق- العقيد الركن ماهر الأسد الشقيق الأصغر للرئيس بشار الأسد, وهو في الوقت نفسه قائد الحرس الجمهوري.

وتعطي قيادة ماهر الأسد -الذي يوصف بأنه الرجل الثاني في القيادة السورية- لهذه التشكيلة العسكرية أهمية مضاعفة.

ويعود تأسيس الفرقة الرابعة إلى عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد, وقد أسسها شقيقه رفعت الأسد الذي كان يقود “سرايا الدفاع” المسؤولة عن مجازر مدينة حماة عام 1982, ويُعتقد أن تلك السرايا أدمجت في الفرقة الرابعة، بعد إبعاد رفعت الأسد عام 1984 إلى المنفى.

وتعد الفرقة الرابعة من أفضل تشكيلات الجيش السوري تدريبا وتجهيزا، حيث إنها مجهزة بأحدث الآليات الثقيلة مثل دبابات “تي 72” الروسية, وتقول تقارير إنها تضم عشرين ألف فرد.

وتنتمي الغالبية الساحقة من ضباط وجنود الفرقة إلى الطائفة العلوية التي تنتمي إليها أيضا عائلة الأسد.

وقد استخدمت القيادة السورية هذه الفرقة -ضمن تشكيلات أخرى- لإخماد الاحتجاجات التي اندلعت منتصف مارس/آذار 2011, وكانت محافظات درعا وحمص وبانياس وإدلب وحماة مسارح لعمليات الفرقة، وفقا لتقارير.

واتهم ناشطون مؤيدون للاحتجاجات الفرقة بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المحتجين في تلك المحافظات وغيرها.

ووفقا لتقارير ميدانية, فقد شاركت دبابات الفرقة الرابعة في هجمات عنيفة على مدن سورية, خاصة منها مدينة حمص التي تعرضت أحياء فيها -مثل حي بابا عمرو- لتدمير واسع.

ووفقا لتقارير أيضا, فقد جرى نشر عدد من ضباط الفرقة العلويين في تشكيلات عسكرية أخرى يغلب فيها العنصر السّنّي لمنع الانشقاقات.

وأفادت أنباء بأن مقر الفرقة الرابعة الرئيسي تعرض في الثامن عشر من يوليو/تموز 2012 لتفجيرات، تلت مباشرة التفجير الذي وقع داخل مقر الأمن القومي بدمشق، وأسفر عن مقتل وزيريْ الدفاع والداخلية ومسؤولين عسكريين وأمنيين آخرين بارزين, بيد أن وزير الإعلام السوري نفى صحة تلك التفجيرات.

كما ترددت في الحين شائعات تفيد بأن قائد الفرقة ماهر الأسد قد يكون أصيب, أو أن شقيقه بشار قد يكون استبعده من قيادة العمليات.

مجزرة بقصف جنازة في ريف دمشق

                                            خلفت مائة قتيل وعشرات الجرحى

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى في مجزرة جديدة نفذتها قوات النظام إثر استهداف مروحية موكب تشييع مساء أمس في منطقة حجيرة التابعة للسيدة زينب بريف دمشق. وقد وجه الأهالي والسكان نداءات استغاثة وسط استمرار القصف للمنطقة ونقص في الكوادر الطبية وانقطاع للاتصالات والكهرباء عن المنطقة.

وبدأت فصول المجزرة -وفق محمد السعيد عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق- في تمام الساعة العاشرة من مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي أثناء تشييع حشود بلغ قوامها زهاء 3000 شخص من النازحين من الجولان جثمان قتيل سقط في وقت سابق وهو من أبناء الجولان ويدعى عبد الرحيم السمور.

وأوضح السعيد في اتصال مع الجزيرة أن مروحية تابعة للنظام قصفت حشود المشيعين قرب المقربة عند مفرق حجيرة السيدة زينب، مشيرا إلى سقوط صاروخ وسط الحشود ما أوقع ما يزيد عن 100 قتيل إضافة إلى أكثر من 150 جريحا إصابة 50 منهم خطيرة مما يرشح عدد القتلى للارتفاع.

محمد السعيد عضو مجلس الثورة في ريف دمشق

وأضاف أن أجساد القتلى تحولت إلى أشلاء، حيث جمعت الجثامين في عدة مساجد حوى مسجد واحد 55 جثة وضم آخر 25 جثة، وأكد تسليم جثث القتلى الذين تم التعرف عليهم لذويهم لدفنهم فورا وجارٍ التعرف على البقية.

من جانبها أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن العديد من الجرحى والأشلاء ما زالت في الشوارع، حيث تغص المشافي الميدانية بالجرحى وسط نقص حاد في الكادر والمواد الطبية، وتوجيه الأهالي نداءات استغاثة وسط انقطاع الاتصالات والكهرباء عن المنطقة.

في سياق متصل استمر القصف على المنطقة من قوات النظام، وأفادت الهيئة العامة للثورة بسقوط ستة قتلى والعديد من الجرحى جراء قصف وسقوط صاروخين على المنازل بشكل مباشر في حي البحدلية بالسيدة زينب فجر اليوم، وأشارت شبكة شام إلى أن الجرحى بالعشرات.

أميركا ضد أي هجوم إسرائيلي على سوريا

                                            رفضت الولايات المتحدة الأميركية إجراء إسرائيل لأي هجمات عسكرية ضد سوريا في الوقت الحالي. وذلك خلال محادثات أجراها عسكريون أميركيون مع نظرائهم الإسرائيليين حول مخزونات الأسلحة السورية وإمكانية شن إسرائيل هجوما عليها، وفق ما أفادت به صحيفة “نيويورك تايمز” أمس الأربعاء.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين قولهم إن البنتاغون لا يؤيد عملا عسكريا من شأنه مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على جمع الدعم في مواجهة التدخل الخارجي.

وقالت الصحيفة الأميركية إن توماس دونيلون مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما توجه إلى إسرائيل في نهاية الأسبوع لبحث الأزمة السورية.

ونشرت هذه المعلومات بعد التفجير الكبير الذي وقع الأربعاء في دمشق، وأدى إلى مقتل وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت ورئيس خلية الأزمة في سوريا حسن التركماني، إضافة إلى وزير الداخلية محمد الشعار، في انفجار استهدف مقر الأمن القومي بحي الروضة في العاصمة السورية دمشق أثناء اجتماع لوزراء وقادة أمن.

وتعتبر سوريا وإسرائيل في حالة حرب رسميا منذ عشرات السنين، لكن الحدود بينهما بقيت هادئة في معظم الوقت منذ عام 1973.

المعارضة: الأسد باللاذقية يدير الرد على تفجير دمشق

كاميرون يؤكد على أهمية تنحي الرئيس السوري تجنباً للحرب الأهلية

العربية.نت

قالت مصادر بالمعارضة ودبلوماسي غربي اليوم الخميس إن الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة اللاذقية الساحلية يدير عمليات الرد على اغتيال ثلاثة من كبار القيادات الأمنية وهم وزير الدفاع السوري داوود راجحة ونائب رئيس الأركان وصهر بشار الأسد اللواء آصف شوكت وحسن تركماني رئيس خلية الأزمة في سوريا وذلك في التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي وسط دمشق أمس الأربعاء والذي تزامن مع اجتماع لوزراء وقادة أمنيين في المبنى وفق ما ذكرته وكالة “رويترز”.

وأضافوا أن الأسد الذي لم يظهر علنا منذ التفجير الذي وقع أمس الأربعاء وأسفر عن مقتل صهره واثنين من العسكريين الكبار يدير العملية الحكومية ولم يتضح ما إذا كان الأسد قد توجه الى المدينة المطلة على البحر المتوسط قبل الهجوم أم بعده.

وقال معارض بارز طلب عدم نشر اسمه معلوماتنا ان الأسد في قصره باللاذقية وربما يكون هناك منذ أيام.

ويقع القصر الذي استخدمه الأسد من قبل لممارسة مهامه الرسمية في التلال قرب المدينة وهي الميناء الرئيسي لسوريا.

من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه يجب أن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد وأن يجري تغيير النظام في دمشق تفاديا لنشوب حرب أهلية

صريحة.

وقال كاميرون للصحافيين في كابول خلال زيارة أفغانستان لدي رسالة واضحة جدا للرئيس الأسد وهي أن الوقت قد حان ليرحل وأن الوقت قد حان لانتقال في هذا النظام إذا لم يحدث انتقال فإن من الواضح تماما أن حربا أهلية ستندلع.

وأضاف “الرسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرسالة لكل من في مجلس الأمن الدولي حان الوقت ليقر مجلس الأمن رسائل واضحة وصارمة بشأن العقوبات”.

بانيتا: الوضع في سوريا يخرج عن السيطرة بشكل متسارع

الأمين العام للأمم المتحدة يطالب بوقف إراقة الدماء بشكل فوري

العربية.نت

وصف وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الوضع في سوريا بأنه بات خارجا عن السيطرة بشكل متسارع”.

وأضاف: “من المهم جدا العمل مع الدول الأخرى التي تتشاطر هذا القلق بهدف ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط على الأسد لكي يتنحى ويتيح حصول انتقال سلمي”.

من جانبه عبر الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ بسبب استمرار استخدام قوات الأمن السورية لأسلحة ثقيلة في منطقة دمشق ضد المدنيين على الرغم من تأكيدات متكررة من الحكومة بأن مثل هذه الأسلحة سيجري سحبها.

وقال مون: “إن الشعب السوري يعاني منذ وقت طويل جدا يجب أن تتوقف إراقة الدماء الآن” وذلك في بيان للأمم المتحدة.

وحث مون الذي يقوم بزيارة الى الصين تستمر ثلاثة أيام أعضاء مجلس الأمن الدولي على اتخاذ إجراءات جماعية وفعالة في ضوء العنف المتصاعد في سوريا.

وعبر مون عن انزعاجه من تصاعد العنف في سوريا وقال إنه يدين بشدة التفجير الذي وقع في دمشق وأودى بحياة وزير الدفاع السوري وصهر الرئيس بشار الأسد.

بريطانيا: الموقف يتدهور بسرعة

فيما اعتبرت بريطانيا أن الموقف في سوريا يتدهور بسرعة بينما رأت باريس أن تمسك الأسد بالسلطة “غير مجد”.

من جانبه أدان الاتحاد الأوروبي التفجير ودعا في بيان مجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية إلى القيام بتحرك منسق لتطبيق خطة كوفي عنان للسلام.

بينما طالب المبعوث الدولي الى سوريا كوفي عنان مجلس الأمن بتحرك حاسم لوقف أعمال العنف في سوريا.

موسكو من جهتها أدانت التفجير مؤكدة أنها لن تسمح بتبني مشروع قرار في مجلس الأمن يساند “حركة ثورية” في هذا البلد .

عاهل الأردن: أمام بشار فرصة أخيرة لتجنب حرب أهلية

الإذاعة الإسرائيلية أكدت أن مصير الرئيس السوري بات معلقا بالفرقة الرابعة التي يرأسها أخوه ماهر

العربية.نت

أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في تصريح لشبكة “سي ان ان” الأمريكية أن بشار الأسد أصبح الآن أمام “الفرصة الأخيرة لتجنب حرب أهلية” في سوريا.

ووصف العاهل الأردني التفجير الذي استهدف مقر الأمن القومي في دمشق بأنه ضربة هائلة لنظام الرئيس السوري معربا عن خشيته من أن يسيطر تنظيم القاعدة على الترسانة الكيماوية السورية.

من جانبها أعلنت الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن معلومات للموساد أن مصير الرئيس السوري بات معلقا بالفرقة الرابعة التي يرأسها أخوه ماهر الأسد، معتبرة أنه إذا ما حدث فيها أي انشقاق سيسقط النظام على الفور.

من ناحية أخرى قال وزير الدفاع الأمريكي إن الوضع في سوريا يخرج عن السيطرة بشكل متسارع، ولهذا من المهم جدا العمل مع الدول الأخرى التي تشاطر هذا القلق بهدف ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط على الأسد لكي يتنحى ويتيح حصول انتقال سلمي.

الغموض مازال يكتنف عملية تفجير الأمن القومي بدمشق

العربية.نت

مازال الغموض يلف العملية التي استهدفت مبنى الأمن القومي وسط دمشق والذي تزامن مع اجتماع لوزراء وقادة أمنيين في المبنى وأدت إلى مقتل كل من وزير الدفاع السوري داوود راجحة ونائب رئيس الأركان وصهر بشار الأسد اللواء آصف شوكت وحسن تركماني رئيس خلية الأزمة في سوريا.

فيما أعلنت جماعتان مسؤوليتهما عن تفجير دمشق حيث قالت جماعة “لواء الإسلام” المعارضة في بيان نشرته على صفحتها على موقع “فيسبوك” إنه تم استهداف مكتب الأمن القومي والذي يضم مكتب ما يسمى “خلية إدارة الأزمة في العاصمة دمشق”.

وأعلن قاسم سعد الدين المتحدث باسم الجيش السوري الحر مسؤولية جماعته أيضاً عن الهجوم، مضيفاً أن “هذا هو البركان الذي كانوا تحدثوا عنه وأنه بدأ للتو”.

وينشر موقع “العريبة.نت” استفتاء حول الموضوع، ويطرح الاستفتاء ثلاثة خيارات بخصوص العملية التي قد تكون من تدبير المعارضة أو تصفية حسابات داخل النظام أو ضعف في الإجراءات الأمنية.

روسيا والصين تعرقلان قرارا بشأن سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

استخدمت كل من روسيا والصين الخميس حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يفرض عقوبات على النظام السوري، إذا لم يتوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة ضد مناهضيه.

وهذه ثالث مرة خلال تسعة أشهر تستخدم فيها روسيا والصين صلاحياتهما كدولتين دائمتي العضوية في مجلس الأمن الذي يضم 15 عضوا، لمنع صدور قرار يدين سوريا.

وقد صوتت 11 دولة لصالح مشروع القرار وامتنعت دولتان عن التصويت.

وقال المبعوث البريطاني في الأمم المتحدة مارك ليال غرانت الذي قادت بلاده صياغة مشروع القرار إن “بريطانيا تشعر بالامتعاض الشديد لتصويت روسيا والصين بالفيتو”.

ويدعو مشروع القرار الذي تدعمه الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والبرتغال، إلى فرض عقوبات غير عسكرية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال لم يسحب الأسد الأسلحة الثقيلة من المدن السورية خلال 10 أيام.

وكانت روسيا أكدت مسبقا أنها لن تقبل فرض عقوبات على سوريا.

أول ظهور لبشار الأسد بعد تفجير مقر الأمن القومي بدمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

عرض التلفزيون السوري الرسمي مساء الخميس صورا للرئيس بشار الأسد أثناء استقباله وزير الدفاع الجديد فهد جاسم الفريج، وهي الصور الأولى التي يظهر بها الأسد منذ تفجير مقر الأمن القومي في الروضة بالعاصمة دمشق الأربعاء، والذي أسفر عن مقتل 3 من أبرز مساعديه.

وكان  التلفزيون قال الخميس إن وزير الدفاع أدى اليمين أمام الأسد.

وكانت مصادر بالمعارضة ودبلوماسي غربي قالوا الخميس إن الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة اللاذقية الساحلية “يدير عمليات الرد على اغتيال ثلاثة من كبار القيادات الأمنية”.

وأضاف المصدران اللذان صرحا لوكالة “رويترز” دون ذكر اسميهما، أن الأسد الذي لم يظهر علنا منذ التفجير الذي وقع الأربعاء وأسفر عن مقتل صهره واثنين من العسكريين الكبار “يدير العملية الحكومية”.

ولم يتضح ما إذا كان الأسد توجه إلى المدينة المطلة على البحر المتوسط قبل الهجوم أم بعده.

وكان البيت الأبيض الأميركي قال الأربعاء إن الولايات المتحدة “لا تعرف شيئا” عن مكان الأسد، بحسب “رويترز” أيضا.

توقف بث قناة موالية للنظام السوري عن العربسات والنايلسات

روما (19 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أوقفت اليوم الخميس إدارة القمر الصناعي العربي (عربسات) والشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايلسات) بث قناة تلفزيون (الدنيا) السورية المقربة من السلطات والمفروض عليها عقوبات أوروبية، ولم تستبعد أوساط سورية رسمية أن تتخذ إدارة الأقمار خطوات مشابهة وأن توقف بث القنوات التلفزيونية السورية (الفضائية الرسمية والإخبارية الفضائية)، فيما لاقى هذا الإجراء ارتياحاً لدى المعارضة السورية

وتوقفت اليوم عن البث على هذين القمرين قناة تلفزيون (الدنيا) المملوك من رجال أعمال مقربين من النظام السوري، تنفيذاً لطلب مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية مطلع حزيران/يونيو الماضي من إدارة القمرين اتخاذ ما يلزم لوقف بث هذه القنوات

واعتبرت وزارة الإعلام السورية قطع بث قناة (الدنيا) “تمهيدا لإطلاق حملة أخبار وصور كاذبة على القنوات المغرضة”، وتابعت “نطمئن شعبنا أن حكومتنا وقواتنا المسلحة الباسلة حاضرة وأن ما تبثه وستبثه هذه القنوات لا صحة له إطلاقاً”

وتصف المعارضة السورية والمحتجين قناة الدنيا بأنها “قناة كاذبة” لأنها تتخذ موقفاً متشدداً مؤيداً للنظام السوري، وتتهمها بعض الأوساط بأنها تلعب “دوراً سلبياً جداً في التحريض على القتل في سورية”، فيما ترى السلطات السورية أنها “قناة وطنية” تدافع عن الدولة

ونشرت القناة الفضائية السورية الرسمية وشقيقتها الإخبارية السورية ترددات بديلة على الهوت بيرد والنايلسات للتمكن من مشاهدة القناة التي أوقف بثها على الأقمار العربية

روسيا والصين تنقضان قرارا جديدا في مجلس الامن يفرض عقوبات على سوريا

استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لاجهاض مشروع قرار كانت قد طرحته بريطانيا في مجلس الامن التابع للامم المتحدة ينص على فرض عقوبات جديدة على مسؤولين سوريين ومنع تصدير السلاح الى الحكومة السورية ما لم يكف الرئيس السوري بشار الاسد استخدام الاسلحة الثقيلة ويسحبها من المدن في غضون 10 ايام.

وهذه هي المرة الثالثة في الشهور التسعة الاخيرة يستخدم فيها البلدان حق النقض – باعتبارهما من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن – لاسقاط قرار حول سوريا.

وفي تصويت اليوم، صوت 11 بلدا لصالح القرار، وامتنع بلدان عن التصويت بينما عارضت القرار روسيا والصين.

وعقب التصويت، قال مارك ليال غرانت المندوب البريطاني لدى الامم المتحدة “إن المملكة المتحدة تشعر بالاشمئزاز ازاء استخدام روسيا والصين حق النقض.”

وفي تطور سابق، غادر الميجر جنرال روبرت مود فندقه في دمشق يوم الخميس متجها إلى جنيف بعد انتهاء مهمة بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة السلام في سوريا التي استغرقت 90 يوما على الرغم من استمرار المعارك بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة في أجزاء من العاصمة.

وينتهي تفويض المراقبين الجمعة، لكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيقرر في وقت لاحق الخميس إن كان سيمدد البعثة 45 يوما.

على صعيد آخر، اعلن التلفزيون السوري ان الفريق فهد جاسم الفريج أدى الخميس اليمين الدستورية امام الرئيس بشار الاسد وزيرا جديدا للدفاع خلفا لداود راجحة الذي قتل يوم امس الاربعاء.

ولم يعرض التلفزيون صورا لحفل اداء القسم.

تنازلات

وقال مود الذي قاد البعثة في مؤتمر صحفي بفندق داما روز “أرحل وأنا راض عن أنني -ومعي نحو 400 من النساء والرجال الشجعان- بذلنا قصارى جهدنا في ظل ظروف تنطوي على تحديات كبيرة”.

وأضاف “من أجل الشعب السوري نحتاج قيادة فعالة من مجلس الأمن ووحدة حقيقية حول خطة سياسية ترقى إلى تطلعات الشعب السوري وتقبلها الأطراف”.

ومضى يقول “لابد أن تكون الحكومة والمعارضة على استعداد لتقديم التنازلات اللازمة والجلوس على مائدة المفاوضات”، موضحا أنه ليس هناك أمل في حل الأزمة عبر القتال.

مجلس الأمن

ومن جهة أخرى قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان جي مون يوم الخميس، إن تصاعد العنف في سوريا يثير قلقه، مضيفا أنه يدين بشدة التفجير الذي وقع في دمشق يوم الأربعاء، والذي أسفر عن مقتل وزير الدفاع السوري وصهر الرئيس.

وجاءت كلمة الوداع التي ألقاها مود في الوقت الذي يتأهب فيه مجلس الأمن الدولي للاقتراع في وقت لاحق يوم الخميس على مشروع قرار مدعوم من الغرب يهدد السلطات السورية بفرض عقوبات ويهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ 16 شهرا.

ويقول دبلوماسيون إن روسيا وهي حليف رئيسي لسوريا رفضت المشاركة في مفاوضات حول القرار الذي سيمدد بعثة المراقبة في سوريا لمدة 45 يوما ويخضع خطة المبعوث الدولي كوفي عنان للسلام للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وعلق مراقبو الأمم المتحدة الذين لم يتمكنوا من وقف العنف دوريات المراقبة في يونيو/حزيران بعد تكرر الهجمات عليهم.

تواصل الاشتباكات

وكانت الاشتباكات قد تواصلت خلال الليلة البارحة في أنحاء مختلفة في سوريا بين قوات الحكومة السورية وقوات المعارضة، عقب مقتل ثلاثة من كبار المسؤولين الأمنيين في الحكومة الأربعاء في هجوم انتحاري.

وقالت الحكومة السورية والمعارضة إن عددا كبيرا قد قتلوا في تلك الاشتباكات، في أحد أكثر الأيام عنفا في الصراع في سوريا.

وقال نشطاء إن الحكومة استخدمت المدفعية وطائرات الهليكوبتر في أسوأ هجوم على جنازة في جنوب دمشق.

وكان آصف شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الأسد، وداوود راجحة وزير الدفاع، وحسن تركماني، رئيس خلية الأزمة قد لقوا حتفهم في التفجير الذي وقع في مبنى الأمن القومي أمس الأربعاء.

وقالت جماعات المعارضة إن المتفجرات زرعت قبل يوم واحد من الاجتماع الوزراء والقادة الأمنيين في مقر الأمن القومي في العاصمة. وتوقعت الجماعات المعارضة سرعة سقوط الحكومة.

وقد تعهد الجيس السوري بـ”التخلص من المجرمين وعصابات القتلة”.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره لندن- الخميس إن أكثر من 150 شخصا قتلوا في أنحاء سوريا الأربعاء، في أسوأ أيام الصراع في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة قبل 16 شهرا.

الهجوم على جنازة

ويقول جيم ميور، مراسل بي بي سي في بيروت إن أحد أشرطة الفيديو على الإنترنت والتي تتعلق بأحد الهجمات تظهر عاصفة من الهرج والمرج في أعقاب ما وصفه الناشطون بأنه هجوم طائرة هليكوبتر عسكرية على موكب جنازة في السيدة زينب، جنوب العاصمة. وقالوا إن 60 شخصا على الأقل قتلوا في تلك الحادثة.

وفي دمشق قالت وسائل الإعلام الحكومية إن قوات الأمن بدأت عمليات لها في مناطق مختلفة شهدت اشتباكات في الأيام الأخيرة، معظمها في الجنوب الغربي والشمال الشرقي وأفضت إلى مقتل كثير ممن وصفتهم بـ”الإرهابيين”.

وأفاد النشطاء بتحرك دبابات قادمة من الغرب في اتجاه العاصمة.

وقد تعهدت الحكومة في أعقاب تفجير الأربعاء باقتلاع من وصفتهم بـ”الإرهابيين المسلحين الذين تدعمهم قوى خارجية” من جذورهم بلا هوادة.

ولكن مراسلنا يقول إن المتمردين يواصلون هجومهم، وقد حذروا الإذاعة والتليفزيون بإخلاء العاملين فيهما قبل تعرضهما للهجوم.

BBC © 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى