أحداث الخميس، 19 نيسان، 2012
اطلاق نار في حضور المراقبين بريف دمشق
كلينتون تحذّر الأسد من إهدار “الفرصة الاخيرة”
ضابط من الشرطة الخاصة لمكافحة المخدرات والتهريب قرب سفينة يشتبه في انها تنقل اسلحة إلى سوريا راسية في ميناء اسكندرون التركي أمس.
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ
صورة وزعت على الانترنت للرئيس السوري بشار الاسد وزوجته أسماء بين مؤيدين في ملعب الفيحاء بدمشق حيث شاركا في تجهيز صناديق طعام لنازحين من أحياء في مدينة حمص.
صورة وزعت على الانترنت للرئيس السوري بشار الاسد وزوجته أسماء بين مؤيدين في ملعب الفيحاء بدمشق حيث شاركا في تجهيز صناديق طعام لنازحين من أحياء في مدينة حمص.
بعد أسبوع من دخول وقف النار حيز التنفيذ في سوريا، سُجلت سلسلة جديدة من أعمال العنف الدامية في ظل وجود وفد المراقبين الدوليين، الذي اعلن ان مهمته تحتاج الى “وقت وبناء ثقة”. واوقعت اعمال العنف المتفرقة 14 قتيلاً هم سبعة عسكريين وسبعة مدنيين بينهم طفلة، وذلك خلال عمليات اطلاق نار وقصف مصدرها قوات النظام، وتفجيرات استهدفت القوات السورية. وزادت هذه الخروقات المستمرة قلق المجتمع الدولي. وعشية اللقاء الذي سيجمع اليوم في باريس 14 وزيراً للخارجية بينهم الاميركية هيلاري كلينتون، قالت واشنطن ان الرئيس السوري بشار الاسد غير صادق وهددت باجراءات جديدة ضده اذا أهدر ما وصفته بـ”الفرصة الاخيرة”.
ومع اتجاه الغرب الى ممارسة مزيد من الضغوط والبحث عن الخطوات التالية في حال فشل خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية المسلحة بانها تسعى الى اثارة اعمال عنف لإحباط الخطة السلمية التي وضعها كوفي أنان. واكد ان مجلس الامن وحده المرجعية التي لها الحق في تقويم مهمة المراقبين. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي اجرى محادثات في بيجينغ، ان بلاده ترحب بمشاركة “دول محايدة” في بعثة المراقبين، واقترح استعانة المراقبين بمروحيات سورية. وقال ان التزام الحكومة السورية وقف العمليات العسكرية “لا يلغي أبدا حق الدفاع عن النفس والرد بصورة مناسبة على الهجمات التي تشنها المجموعات المسلحة على البنية التحتية والمدنيين والممتلكات العامة والخاصة”.
المراقبون
وصرح رئيس وفد المراقبين الدوليين الى سوريا العقيد أحمد حميش، بأن “مهمتنا تقضي باقامة ارتباط مع الحكومة السورية والقوى الامنية السورية ومع الاطراف الآخرين كذلك. وللقيام بها، نحتاج الى وقت والى بناء الثقة مع كل الاطراف من اجل انجاز المهمة”.
وشهد المراقبون حادث اطلاق نار خلال زيارتهم بلدة عربين في ريف دمشق، مما اثار ذعراً بين متظاهرين في المكان، على ما أظهر شريط فيديو بثه ناشطون في موقع “يوتيوب” الالكتروني.
واشنطن
ورأت كلينتون خلال اجتماع وزاري لحلف شمال الاطلسي في بروكسيل ان سوريا تقف “عند منعطف حرج” بين التقدم نحو السلام أو تعميق النزاع، مؤكدة ان استمرار العنف مع انتشار المراقبين الدوليين “امر مقلق جدا”. وحذرت الاسد من مزيد من الاجراءات ضده اذا أهدر “الفرصة الاخيرة”، في اشارة الى خطة أنان.
وانتقد الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني “عدم صدق” حكومة الاسد، لاستمرارها في قصف المعارضين على رغم اتفاق وقف النار. وحذر من “الخطوات التالية” من المجتمع الدولي ما لم تتوقف الهجمات.
وفي نيويورك، قال ديبلوماسيون في مقر الامم المتحدة ان الشروط لم تتوافر بعد لتمكين طليعة المراقبين التابعين للامم المتحدة الذين وصلوا الى سوريا الاحد من القيام بعملهم في مراقبة وقف النار.
وقالت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة سوزان رايس التي ترأس بلادها مجلس الامن لهذا الشهر: “نعتقد ان اي بعثة للامم المتحدة في سوريا او في اي مكان اخر، يجب ان تكون قادرة على العمل باستقلالية وان تتمتع بحرية حركة وحرية في اجراء اتصالات”.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان 14 وزير خارجية سيصلون اليوم الى باريس للمشاركة في اجتماع دولي يتناول الوضع في سوريا بدعوة من وزير الخارجية الان جوبيه. وأوضح جوبيه ان “العراقيل التي تضعها دمشق امام انتشار بعثة مراقبي الامم المتحدة واستمرار القمع من النظام السوري في تناقض مع التزاماته، تستدعي رداً قوياً من المجتمع الدولي”.
أنقرة
وفي أنقرة، أفاد مصدر ديبلوماسي تركي ان السلطات التركية اعترضت سفينة شحن ترفع علم انتيغوا وبرمودا يشتبه في انها تنقل أسلحة الى سوريا وستتولى تفتيشها في وقت لاحق في خليج اسكندرون.
ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاسد الى اعادة الدبابات الى ثكنها لإثبات انه يطبق تماما خطة انان وقال في مؤتمر صحافي بثه تلفزيون “ان تي في” الاخباري الخاص: “اذا لم تعد الدبابات الى ثكنها، لا نستطيع ان نقول ان خطة السلام المؤلفة من ست نقاط تطبق”. واضاف انه ينقل معلومات من “السوريين الذين لا يزالون يفرون من وجه العنف” الى الدول المجاورة، مشيرا الى ان عمليات القتل لا تزال مستمرة خارج العاصمة دمشق. ولاحظ انه “على رغم ان الدبابات تنسحب من شوارع واحياء معينة، الا انها تدخل مناطق ريفية” ولا تعود الى ثكنها.
“هيئة التنسيق السورية”
وفي موسكو، وصف نائب رئيس رئيس “هيئة التنسيق الوطنية السورية” المعارضة هيثم مناع في مقابلة مع قناة “الميادين” الفضائية خلال بثها التجريبي، المحادثات التي أجراها وفد منها في موسكو في شأن الازمة السورية بـأنها كانت “ايجابية جدا “، وقال ان العنف طارئ على بلاده. واضاف: “نعتقد أن هذه الخطة (خطة أنان) لها حظ أن تعيش ليس كما يقول البعض واحد في المئة او ثلاثة في المئة او خمسة في المئة ولكن بالتأكيد هذا يتطلب جهدا كبيرا”. “
اتفاق على 90% من بروتوكول المراقبين.. وواشنطن ترى «فرصة أخيرة»
خطة أنان: دمشق تنال تأييداً صينياً
المراقبون خلال جولتهم في عربين قرب دمشق أمس (رويترز)
جددت دمشق، أمس، عبر البوابة الصينية، التعبير عن التزامها بخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان وتعاونها مع وفد المراقبين الدوليين للإشراف على وقف العنف، عبر تأكيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارته بكين، أن بلاده «ستحترم وتطبق» ما ورد في الخطة. وبينما أكد المعلم أن بعثة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار لن تحتاج لأكثر من 250 مراقبا، ألمح إلى رفض السلطات السورية لاقتراح بالاستعانة بطائرات وطوافات من الاتحاد الأوروبي لمساعدة البعثة في عملها، موضحا أن سوريا مستعدة لوضع سلاحها الجوي تحت تصرف البعثة إذا اقتضت الضرورة ذلك.
وفيما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية المسلحة بأنها تسعى إلى إثارة أعمال عنف لإفشال الخطة السلمية التي وضعها انان، واصلت واشنطن لهجتها التصعيدية ضد دمشق، معتبرة أن «سوريا تمر بنقطة تحول، فإما ننجح في تنفيذ خطة أنان بمساعدة المراقبين، وإما يضيع الأسد فرصته الأخيرة قبل أن يصبح من الضروري النظر في إجراءات إضافية».
وفي الوقت الذي بدت فيه التهدئة صامدة عموما، على الرغم من الخروقات، التي أدت إلى سقوط 14 قتيلا من المدنيين والقوات الأمنية، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن الحكومة وفريق المراقبين «اتفقا على 90 في المئة من بنود البروتوكول» الذي ينظم عمل البعثة، التي أكد رئيس وفدها الطليعي العقيد المغربي أحمد حميش أن إتمام مهمتهم يحتاج إلى وقت وبناء الثقة مع جميع الأطراف في البلاد.
وسيبعث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة إلى مجلس الأمن يشرح فيها ما آلت إليه حتى الآن مهمة بعثة المراقبين، ما سيفتح الطريق أمام المجلس لتمرير قرار آخر لإرسال عدد أكبر من المراقبين إلى سوريا. ومن المقرر أن يقدم مساعد انان، جان ماري غيهينو إحاطة عن الوضع في سوريا أمام مجلس الأمن اليوم، في حين يخاطب المبعوث الدولي، الذي التقى رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في الدوحة، المجلس قبل نهاية الأسبوع.
وقال دبلوماسيون في مقر الأمم المتحدة إن الشروط لم تتوفر بعد لتمكين طليعة المراقبين من القيام بعملهم. وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان
رايس، التي ترأس بلادها مجلس الأمن لهذا الشهر، «نعتقد أن أي بعثة للأمم المتحدة في سوريا أو في أي مكان آخر، يجب ان تكون قادرة على العمل باستقلالية وان تتمتع بحرية حركة وحرية في إجراء اتصالات».
وتنعقد «المجموعة الرائدة من أصدقاء سوريا» في باريس اليوم لمنع انحراف العملية السياسية والمهمة في سوريا. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن وزراء خارجية 14 بلدا من أوروبا وتركيا والولايات المتحدة، وسبعة بلدان عربية هي قطر والسعودية والأردن والمغرب ومصر ودولة الإمارات وتونس سيشاركون في الاجتماع. (تفاصيل صفحة 13)
إلى ذلك، بث التلفزيون السوري شريط فيديو للرئيس بشار الأسد وعقيلته أسماء يشاركان متطوعين، في إستاد الفيحاء في دمشق، في تعبئة مساعدات، لإرسالها إلى المتضررين من الأحداث في حمص.
ودعا الأسد، خلال ترؤسه اجتماع المجلس الأعلى للإدارة المحلية في دمشق، إلى «اعتماد مبدأ الشفافية في العمل عبر نشر خطط الإدارة المحلية ومعرفة مخططات البلدية من قبل الناس عبر الانترنت أو بوسائل التواصل الأخرى ونشر الموازنة الخاصة بها بما يغلق المجال أمام أي فساد ويسهم في مشاركة المواطن عبر إبداء رأيه ومقترحاته في هذه المشاريع والإعلان عن المهل الزمنية لإنهاء المشاريع المقترحة. وأكد أن «حل المشاكل لا بد أن ينطلق من الأولويات التي تكون على أساس حاجات الناس الأكثر إلحاحا»، داعيا إلى «زيادة الاهتمام بالريف وعدم إهماله لحساب المدينة، وكذلك إجراء توازن بين المناطق المتعددة في المدينة الواحدة والعدالة في توزيع الخدمات».
المعلم في بكين
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي في مقر السفارة السورية في بكين بعد اجتماعه مع نظيره الصيني يانغ جيتشي، إن «وجهات نظرنا كانت متقاربة للغاية في هذه الأمور». وأضاف «عبر الجانبان أثناء الاجتماع عن دعمهما لمهمة انان وخطته ذات النقاط الست، وأكدا تأييدهما لإرسال بعثة المراقبين الأممية إلى سوريا لمراقبة وقف العنف. كما أكدا أن بعثة المراقبين يجب أن تعمل في إطار السيادة السورية والتنسيق مع الحكومة لتستطيع أن تمارس عملها بمهنية، ورحبا بمشاركة مراقبين من الدول التي لها موقف محايد من الأزمة السورية، مثل روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا».
وحول جهود الحكومة السورية لإنجاح مهمة أنان، قال المعلم «التزمنا بوقف إطلاق النار، وأفرجنا عن عدد من المعتقلين، وأوصلنا مساعدات إنسانية إلى المناطق المنكوبة وسنواصل العمل مع المبعوث الدولي لإنجاح مهمته».
وأكد المعلم أن «الحكومة ستواصل الالتزام ونأمل ذلك أيضا من جميع الأطراف، لكن هذا الالتزام لا يلغي أبدا حق الدفاع عن النفس والرد بصورة مناسبة على الهجمات على البنية التحتية والمدنيين والممتلكات العامة والخاصة».
وحول ما ذكره بان كي مون من أن عدد 250 مراقبا ليس كافيا وانه اقترح على الاتحاد الأوروبي تقديم طائرات وطوافات لمساعدة البعثة، قال المعلم «نعتقد أن 250 عدد معقول. لا نعلم لماذا يريدون استخدام سلاح الطيران، ومع ذلك إذا كانت هناك حاجة لمثل ذلك، فان سوريا مستعدة لوضع سلاحها الجوي تحت تصرف البعثة.
وذكرت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، إن يانغ جيتشي ابلغ المعلم موقف بكين الثابت وجهودها المبذولة الرامية إلى حل المسألة السورية.
المراقبون
وفي دمشق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، لوكالة «فرانس برس»، إن «المحادثات التي جرت بين الحكومة وبعثة المراقبين في دمشق كانت بناءة»، مضيفا «إننا على وشك الانتهاء من مناقشة المواضيع المتعلقة بوضع البروتوكول»، و«تم الاتفاق على نحو 90 في المئة من بنوده». وأشار إلى انه من المقرر استئناف المباحثات التي قام بها الطرفان اليوم.
وقال رئيس فريق المراقبين الطليعي العقيد احمد حميش إن عدد المراقبين ارتفع إلى سبعة. وأضاف إن «شاء الله اليوم (أمس) أو غدا (اليوم)، سيرتفع أكثر، كي نصل إلى 30 قريبا». وتابع إن «مهمتنا تقضي بإقامة ارتباط مع الحكومة السورية والقوى الأمنية السورية ومع الأطراف الأخرى كذلك. وللقيام بها، نحتاج إلى الوقت والى بناء الثقة مع كل الأطراف من اجل انجاز المهمة».
ورفض تحديد مهلة للانتهاء من مهمته، قائلا «الوقت ليس له حد»، مشيرا إلى أن هدف مهمته هو «الإعداد للمهمة المقبلة إذا اقرها مجلس الأمن». وأوضح أن فريقه «يقوم بجولاته في كل سوريا، ونحاول إن شاء الله أن نتم مهمتنا». وأضاف «إننا نحاول أن نفعل أفضل ما بوسعنا لإتمام مهمتنا المحددة في قرار مجلس الأمن 2042».
وعن المعلومات التي تحدثت عن تعرض تظاهرة لإطلاق نار من قوات النظام خلال وجود المراقبين في بلدة عربين في ريف دمشق، نفى حميش حدوث إطلاق نار على السيارتين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «قتل 14 شخصا، هم سبعة مدنيين في ريف دمشق وحمص وريفها ودرعا وادلب، فيما قتل سبعة عناصر من قوات النظام بانفجار عبوة في آلية عسكرية كانت تقلهم في مدينة ادلب». وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة فجرت عبوة بقوات حفظ النظام على طريق المصطومة في ادلب، ما أدى إلى استشهاد ستة عناصر، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، وإصابة 11. وقتل عنصر برصاص مجموعة إرهابية مسلحة في دوما في ريف دمشق».
لافروف
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني في موسكو، إن «الذين يريدون أن تفشل خطة انان كثر، وذلك لكي يطالبوا باللجوء إلى حلول أخرى، وقبل أي شيء إلى القوة». وأضاف ان «القوى الرئيسية في المعارضة السورية، بما فيها المجلس الوطني السوري، لم توافق رسميا حتى الآن على خطة انان».
وأورد «شهادات ظهرت في وسائل الإعلام الغربية والتركية مفادها ان المعارضة المسلحة تحاول تنظيم أعمال استفزازية لكي تستأنف أعمال العنف والحصول على ذريعة لوأد خطة انان».
واشنطن
واعتبر البيت الأبيض أن أعمال العنف الجديدة التي سجلت في سوريا تكشف «عدم صدق» النظام بشأن الالتزام بخطة انان. وقال المتحدث باسمه جاي كارني «سنعمل مع حلفائنا وشركائنا بشأن الخطوات التالية، لكننا نواصل حث السوريين على السماح للشعب السوري بالتحرر من أعمال العنف التي ترتكبها الحكومة وكذلك بحرية تقرير مصيره بنفسه».
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في بروكسل، «من المقلق للغاية، أن تطلق مدافع نظام الأسد نيرانها مرة أخرى على حمص وادلب وغيرهما من المواقع». وأضافت «نحن في نقطة تحول حرجة، إما ننجح في تنفيذ خطة انان بمساعدة المراقبين، وإما يضيع الأسد فرصته الأخيرة قبل أن يصبح من الضروري النظر في إجراءات إضافية ».
ورفضت كلينتون الرد على سؤال حول ما إذا كان مقبولا أن تسلح دول أخرى المعارضة، في إشارة إلى السعودية وقطر. وأشارت الى ان الولايات المتحدة «لا تقدم أسلحة قاتلة» للمعارضة، ولكنها ترسل لها معدات اتصالات وغيرها من المساعدات التي لا تستخدم في القتل.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، في مؤتمر صحافي في أنقرة، «إذا لم تعد الدبابات إلى ثكناتها، لا نستطيع ان نقول ان خطة السلام المؤلفة من ست نقاط تطبق». وأضاف انه ينقل معلومات من «السوريين الذين لا زالوا يفرون من وجه العنف» إلى الدول المجاورة، مؤكدا ان «عمليات القتل لا تزال مستمرة خارج دمشق». وأشار الى انه «رغم ان الدبابات تنسحب من شوارع واحياء معينة، الا انها تدخل مناطق ريفية» ولا تعود الى ثكناتها.
(«السفير»، سانا،
ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
اجتماع وزاري عاجل في باريس: محاولة للضغط على روسيا
محمد بلوط
رسمياً تنعقد «المجموعة الرائدة من أصدقاء سوريا» في باريس اليوم لمنع انحراف العملية السياسية والمهمة في سوريا. القول لوزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، في معرض شرح الأسباب الداعية إلى استدعاء وزراء خارجية 14 بلداً من أوروبا وتركيا والولايات المتحدة، وسبعة بلدان عربية هي قطر والسعودية والأردن والمغرب ومصر ودولة الإمارات وتونس.
ولا جدال أن الاجتماع قد استدعي على عجل. فخلال لقاء قبل يومين مع احد المسؤولين الفرنسيين المباشرين عن الملف السوري استبعد أي لقاء من هذا النوع في الأيام المقبلة، مبرراً ذلك بضرورة انتظار تبلور الأوضاع على الأرض في ســوريا، واتجاهات تطبيق النظام السوري لخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان. واعتبر أن انشغال فرنسا بالانتخابات الرئاسية قد لا يكون مناسباً للدعوة إلى مؤتمر «لأصدقاء سوريا» في باريس.
وصحيح أن مقاييس الاجتماع الوزاري اليوم لا ترقى إلى متطلبات المؤتمر الواسع، إلا أن ذلك يبقى مفاجئاً على اعتبار أنه لم تكن هناك أي مؤشرات في الخارجية الفرنسية تدعو إلى الإسراع في عقد مثل هذا اللقاء، ومنها طبعاً ضرورة منح أنان المزيد من الوقت لوضع تقريره الأول، ومن ثم مناقشته، واتخاذ المواقف المطلوبة.
ووضع جوبيه الدعوة في سياق «استمرار النظام السوري باللجوء إلى القمع، وعرقلة انتشار المراقبين الدوليين، ما يستدعي رداً قوياً من الأسرة الدولية». وهي كلها أسباب لا تستدعي الالتزام بأي روزنامة محددة لعقد أي اجتماع.
وعلى الأرض يبدو للدبلوماسيين الفرنسيين انه من الممكن عقد مثل هذا الاجتـماع، خصوصـاً أن وزيرة خارجية أميركا والدول الأوروبية يتواجدون في بروكسل، في اجتـماع لوزراء خارجية حلف شــمال الأطلسي. والأرجح أن الدعوة وجهت خلال اجتماع لجنة العقوبات الدولية ضد سوريا، في باريس أمس الأول، لتمديد أثرها والاستفادة من مفاعيلها لإظهار استمرار التعبئة في صفوف «أصدقاء سوريا».
وقال دبلوماسي عربي، في باريس، لقد فوجئنا نحن المعنيين بالملف باجتماع اليوم. ورأى أن الهدف من الاجتماع ليس التوصل إلى أي قرارات جديدة إنما انعقاد الاجتماع بحد ذاته للتعبير عن المخاوف بأن خطة انان تقترب من الغرق في تفاصيل مطالب النظام السوري المتزايدة.
ويسود شعور لدى الغربيين أن روسيا قد صادرت المبادرة السياسية في سوريا، وأنها باتت تقود شطراً كبيراً من العملية، بعد أن نجحت في فرض خطة أنان على النظام السوري. ويظهر مرة أخرى أن الإجماع على مبادرة أنان في مجلس الأمن لا يزال هشاً، لأنه حصل لأسباب متضاربة وأهداف متباعدة: الأوروبيون وأمــيركا كانوا يسعون إلى ضــم الروس بأي ثمن إلى مبادرة للتدخل في سوريا، وتدويل الأزمة، وهذا ما حصلوا عليه. أما الروس، فحصلوا على حق إدارة الأزمة في سوريا، وتنفيذ خطة انان، باعتبارهم الطرف، والراعي الدولي الوحيد المقبول من جانب النظام السوري.
لذا فإن ساعة اجتماع في باريس يليها عشاء للوزراء لا يمكن أن تهدد سيطرة الروس على خطة أنان، ولكنها تكفي للاتفاق على توجيه رسالة من خارج مجلس الأمن للروس، بأن وكالتهم عن سوريا، يجب أن تقترن بإنجازات فعلية في خطة أنان.
سوريا والامم المتحدة توقعان اتفاقا بدمشق حول عمل المراقبين
دمشق- جنيف- (رويترز): قالت وزارة الخارجية السورية انها وقعت اتفاقا أوليا مع الامم المتحدة الخميس على شروط مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية السورية “تم التوقيع اليوم في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين على التفاهم الاولى الذي ينظم آلية عمل المراقبين التابعين للامم المتحدة في سوريا”.
واضاف البيان “ان هذا الاتفاق الاولي يأتي في سياق الجهود السورية الرامية لانجاح خطة (مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية) كوفي عنان ويهدف الى تسهيل مهمة المراقبين ضمن اطار السيادة السورية والتزامات الاطراف المعنية بانجاح هذه المهمة وذلك بضوء المراعاة التامة للقانون الدولي الناظم لعمل هذا النوع من البعثات الدولية.”
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لتلفزيون رويترز “انجاح خطة عنان. هذه هي القراءة للبرتوكول الاجرائي.”
وقال بيان من عنان ان حكومة سوريا اتفقت مع الأمم المتحدة على أسس “بروتوكول” لنشر مزيد من المراقبين.
وقال احمد فوزي المتحدث باسم عنان في البيان “هذا الاتفاق يشكل الخطوط العريضة لمهمة المراقبين أثناء قيامهم بالمهام المنوطة بهم في سوريا وكذلك المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتق الحكومة السورية”.
وأضاف ان فريق عنان يجري مناقشات مماثلة مع ممثلي المعارضة بشأن مهام ومسؤوليات جماعات المعارضة المسلحة.
وقال دبلوماسيون في مجلس الامن ان تقرير بان والإفادة التي سيتلقونها من جان ماري جيهينو نائب عنان في اجتماعهم اليوم الخميس ستكون حاسمة في تحديد ما اذا كانت الظروف مناسبة لنشر بعثة مراقبة اكبر للأمم المتحدة في سوريا.
وقال دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون في المجلس إن عدم التزام سوريا بتعهداتها بوقف العنف قد يجعل من الصعب عليهم دعم قرار جديد لازم لنشر بعثة مراقبين أكبر.
وتدعو خطة عنان للسلام الى أن توقف القوات الحكومية وقوات المعارضة القتال وتطالب بسحب الأسلحة الثقيلة من البلدات وعودة الجيش الى ثكناته والسماح بوصول المساعدات الانسانية وبدء حوار بين الحكومة والمعارضة بهدف إنجاز “عملية الانتقال السياسي” في البلاد.
وفي رسالة وجهها إلى مجلس الأمن قال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ان سوريا لم تلتزم بخطة السلام التي تدعمها المنظمة الدولية التزاما كاملا ولم تبعث بعد “بإشارة واضحة” بشأن التزامها بإنهاء أعمال العنف المستمرة منذ اكثر من عام.
واقترح بان زيادة حجم بعثة المراقبة الدولية لتضم 300 فرد للإشراف عن وقف هش لإطلاق النار بدأ منذ أسبوع بين قوات الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة به. وحذر من أن القتال لم ينته بعد.
وقال بان لمجلس الأمن في تقييم أولي لالتزام سوريا بقرار وافق عليه مجلس الأمن يوم السبت “الحكومة السورية لم تقم بعد بالتنفيذ الكامل لالتزاماتها الأولية فيما يتصل بأعمال قواتها وتحركاتها أو إعادتها إلى ثكناتها.”
وأضاف أن بعثة المراقبة “سيتم نشرها تدريجيا على مدار أسابيع في نحو عشرة مواقع متفرقة بسوريا”. وقال إن العدد الذي اقترحته الأمم المتحدة من قبل والبالغ 250 مراقبا غير كاف في بلد يضم 23 مليون نسمة وتقول المنظمة الدولية ان ما لا يقل عن تسعة الاف شخص قتلوا فيه خلال الثلاثة عشر شهرا الماضية.
لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال الاربعاء إن وجود 250 فردا في قوة المراقبة الدولية بسوريا أمر معقول. كما رفض فكرة أن الأمر يتطلب نشر طائرت للامم المتحدة.
المراقبون لن يدخلوا المطارات العسكرية وسيتم نقلهم بطائرات قديمة
تركيا تعترض سفينة يشتبه بأنها تنقل اسلحة لسورية
البيت الابيض ينتقد ‘عدم صدق’ الاسد
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: بيروت ـ موسكو ـ وكالات: افاد مصدر دبلوماسي ان تركيا اعترضت سفينة شحن ترفع علم انتيغوا وبربودا يشتبه بانها تنقل اسلحة الى سورية وقامت السلطات التركية بتفتيشها الاربعاء في خليج اسكندرون (جنوب)، فيما سجلت سلسلة جديدة من اعمال العنف الدامية في سورية الاربعاء رغم مرور ستة ايام على وقف اطلاق النار، وفي ظل وجود وفد المراقبين الدوليين الذي اعلن ان مهمته تحتاج الى ‘وقت وبناء ثقة’.
وحصدت اعمال العنف المتفرقة 22 قتيلا بينهم طفلة، وذلك في عمليات اطلاق نار وقصف مصدرها قوات النظام، وتفجيرات استهدفت قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مصدر دبلوماسي رفض كشف هويته ‘تلقينا معلومات مفادها ان سفينة شحن تنقل حمولة اسلحة وذخائر الى سورية’.
واوضح المصدر ان السفينة ‘اتلانتيك كروزر’ تملكها شركة المانية.
وكانت تركيا قطعت علاقاتها مع النظام السوري على خلفية قمعه الدامي للحركة الاحتجاجية المناهضة له منذ اكثر من عام، وفرضت عقوبات على سورية المجاورة لها تشمل خصوصا مراقبة اي عمليات نقل للسلاح الى هذا البلد برا وبحرا وجوا. ومن جانبها ذكرت الشركة المالكة للسفينة ‘بوكشتيغل’ أنه لا توجد لديها أي معلومات حول وجود شحنة أسلحة على متن السفينة المتجهة إلى سورية.
وأجرت ألمانيا تحقيقا هذا الأسبوع في تقارير أفادت بأن سفينة تحمل الاسم نفسه مملوكة لشركة ألمانية للاشتباه في أنها تحمل أسلحة إيرانية لسورية في انتهاك لحظر الأسلحة. ولم يتضح ما إذا كانت التقارير المنشورة الأربعاء تشير إلى السفينة نفسها.
وذكرت مجلة ‘دير شبيغل’ الإخبارية الألمانية أنه تم تحميل السفينة في جيبوتي وأنها حولت اتجاهها إلى الاسكندرونة في تركيا يوم الجمعة عندما أصبحت عرضة لاكتشاف أمر شحنتها.
وأضافت أن السفينة توقفت على بعد نحو 80 كيلومترا جنوب غربي ميناء طرطوس السوري الذي كان وجهتها الأصلية.
وقالت شركة دبليو بوكشتيغل إن سلعا شحنت على السفينة في مومباي بالهند لنقلها إلى سورية وتركيا والجبل الاسود. وأضافت أن جزءا من الشحنة أفرغ في جيبوتي ولم تنقل أي سلع الى السفينة هناك.
وفحص أفراد الطاقم الجزء العلوي من الشحنة الذي تسنى لهم فتحه فلم يجدوا سوى كابلات على بكرات وأنابيب. وقالت الحكومة الألمانية إنه ما زالت هناك أسئلة بلا إجابة بشأن شحنة السفينة.
وتثير الخروقات المستمرة لوقف النار قلق المجتمع الدولي، فقد انتقد البيت الابيض الاربعاء ‘عدم صدق’ حكومة الرئيس السوري بشار الاسد لاستمرارها في قصف المعارضين برغم اتفاق لوقف اطلاق النار، وحذر من ‘الخطوات التالية’ من جانب المجتمع الدولي ما لم تتوقف الهجمات.
ورأت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان سورية تقف ‘عند منعطف حرج’ بين التقدم نحو السلام او تعميق النزاع، مؤكدة ان استمرار العنف مع انتشار المراقبين الدوليين ‘امر مقلق للغاية’.
وذكر دبلوماسيون في مقر الامم المتحدة في نيويورك الاربعاء ان الشروط لم تتوفر بعد لتمكين طليعة المراقبين التابعين للامم المتحدة الذين وصلوا الى سورية الاحد من القيام بعملهم في مراقبة وقف اطلاق النار.
وبث ناشطون مقاطع عدة مصورة للتظاهرة في عربين يظهر احدها سيارة بيضاء رباعية الدفع تحمل شارة الامم المتحدة وقد تجمع حولها وفي الشارع الذي توقفت فيه مئات الاشخاص وهم يهتفون ‘الشعب يريد تسليح الجيش الحر’.
ويشاهد رئيس الفريق الدولي احمد حميش متجها الى السيارة سيرا، بينما الناس يحيطون به ويحاولون اعتراضه ويتحدثون اليه، من دون ان يرد عليهم.
وعلق بعضهم على السيارة لافتة كتب عليها ‘السفاح مستمر بالقتل المراقبون مستمرون بالمراقبة والشعب مستمر بثورته’.
وفيما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم استعداد بلاده لنقل المراقبين الدوليين داخل سورية عبر سلاح الجو طفت للسطح أسئلة تتعلق بهذه الجزئية التقنية الحساسة بالنسبة لدمشق والسلطات السورية، حول مدى إمكانية تطبيقها فعلاً على الأرض لا سيما وأن الحوامات السورية ستنقل في المحصلة شخصيات عسكرية بعضهم من دول تناصب النظام السوري أشد العداء قد يؤدي نقلهم بسلاح الجوي السوري إلى اطلاعهم على معطيات قد تكون من الأسرار العسكرية لسورية.
خبراء عسكريون في دمشق قالوا لـ ‘القدس العربي’ ان لا مشكلة حقيقية في هذا الأمر على مستوى الجانب اللوجستي والمعلوماتي ولا يشكل نقل المراقبين في حال تم فعلاً باستخدام سلاح الجو السوري أي خطورة تطال أسراراً عسكرية سورية وإن كان الذين سيجري نقلهم مراقبين عسكريين.
لافروف يدعو الى ضمان نجاح خطة انان في سوريا
أ. ف. ب.
باريس: اعرب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الذي دعا الخميس الى باريس 15 من نظرائه لعقد اجتماع حول سوريا، عن الاسف لان روسيا ما زالت “مستمرة” في عزلتها بشان الملف السوري.
وصرح جوبيه لصحافيين “دعوت شخصيا السيد (سيرغي) لافروف وآسف ان تستمر روسيا في نظرة تعزلها اكثر فاكثر ليس عن العالم العربي فحسب بل عن المجتمع الدولي بالنهاية”.
وينتظر وصول حوالى خمسة عشر وزير خارجية غربيا وعربيا بينهم الاميركية هيلاري كلينتون الى باريس اليوم للمشاركة في اجتماع بهدف تشديد الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد في وقت لم يتم فيه احترام وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان/ابريل الجاري.
ودعيت روسيا والصين الى هذا الاجتماع لكنهما اعتذرتا عن الحضور كما اعلنت وزارة الخارجية الخميس. ومن المفترض ان يبحث هذا الاجتماع المسائل الانسانية المطروحة في سوريا وكذلك استمرار انتشار المراقبين الدوليين الذين يبلغ عددهم حاليا الثلاثين.
وقال جوبيه امام جمعية الصحافة الاجنبية “هل يمكننا مواصلة نشر قوة مراقبين على الارض تكون فعالة وعديدة –يجب ما لا يقل عن 300 الى 400 مراقب لتغطية البلاد– وتكون مجهزة بشكل جيد وقوية تملك الوسائل للتنقل على الارض؟”. واضاف “الهدف الثاني، ان لم يكن ذلك ممكنا في مدة معينة، ما هي التدابير الاخرى، والمبادرات، الواجب اتخاذها لوقف المجزرة”.
لافروف يدعو الى “بذل كل ما من شانه” ان يضمن نجاح خطة انان في سوريا
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس المجتمع الدولي الى “بذل كل ما من شانه” ان يضمن نجاح خطة الممثل الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الى سوريا. وصرح لافروف عقب لقاء مع نظرائه الـ28 من الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي في بروكسل “اليوم شجعت زملائي على التخلي عن الجدل الذي يتوقع فشل خطة انان”.
واضاف الوزير الذي اجرى خصوصا مباحثات مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون المتواجدة في بروكسل “قبل التفكير في المستقبل، يتعين علينا ان نبذل كل ما من شانه ان يضمن نجاح تلك الخطة”.
واعتبر لافروف ان روسيا تقوم بما يترتب عليها “بنزاهة”. وقال “اننا نلتقي كل اعضاء المعارضة لكننا لا نتمتع بالنفوذ الذي يتمتع بها اعضاء اخرون في مجلس الامن الدولي او الدول المجاورة عليهم”، داعيا تلك البلدان الى “استخدام هذا النفوذ”.
ودعا الوزير الروسي مجددا “القادة السوريين”، “المسؤولون الرئيسيون عن الوضع في سوريا”، الى “ضمان حقوق الانسان وامن مواطنيهم وسيادة البلاد”. واضاف “لكن الازمة لا يمكن ان تحل اذا لم تطلب الاطراف الخارجية الامر نفسه من كافة الفرقاء: اي وقف اطلاق النار والسماح للمراقبين بتقييم الوضع وتفضيل الحوار”.
وسيشارك عدة وزراء موجودون في بروكسل بمن فيهم كلينتون عصر الخميس في اجتماع حول سوريا يعقد في باريس وتغيب عنه كل من موسكو وبكين. واعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان الهدف من هذا الاجتماع الجديد “لا يتعلق البتة بالبحث عن ارضية للتوصل الى حوار سوري داخلي، بل بالعكس الى تعميق التناقضات بين المعارضة ودمشق”.
———
عودة 1500 لاجئ سوري في تركيا بعد إعلان وقف اطلاق النار
أ. ف. ب.
أنقرة: أفادت مصادر رسمية الخميس عن عودة نحو 1500 لاجئ سوري كانوا في تركيا الى بلادهم بعد اعلان وقف اطلاق النار في سوريا الاسبوع الماضي. واوضحت مديرية الاوضاع الطارئة التي تنشر تلك المعطيات بانتظام ان عدد السوريين اللاجئين في تركيا بلغ 23558 شخصا مقابل 25 الفا الاسبوع الماضي.
وتؤوي تركيا هؤلاء السوريين في مخيمات متوزعة على ثلاث محافظات جنوبية واعربت عن قلقها قبل اعلان وقف اطلاق النار من تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين على اراضيها داعية المجتمع الدولي الى مساعدتها.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حينها “لقد انفقنا حتى الان 150 مليون دولار” متساءلا “ماذا سنفعل اذا بلغ عدد اللاجئين مئة الف؟” وارسلت المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة بعدها 1500 خيمة واغطية الى تركيا.
——–
توقيع اتفاق أولي حول آلية عمل المراقبين الدوليين في سوريا
أ. ف. ب.
دمشق: بدأ مجلس الامن الدولي الخميس دراسة التوصيات التي قدمها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لتوسيع مهمة مراقبي المنظمة الدولية المكلفين السهر على وقف اطلاق النار في سوريا. ويفترض ان يقدم جان ماري غيهينو مساعدة ممثل الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، خلال هذا الاجتماع توضيحات لسفراء الدول الخمس عشرة الاعضاء في المجلس.
وبحسب دبلوماسيين، فانه قد يتم اعتماد قرار جديد يسمح بتوسيع البعثة في بداية الاسبوع. ووقعت دمشق مع وفد من الامم المتحدة اليوم الخميس اتفاقا اوليا حول آلية عمل المراقبين الدوليين لوقف اطلاق النار في سوريا، يفترض ان يقر على شكل بروتوكول بين الجانبين في مرحلة لاحقة في مجلس الامن الدولي، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية السورية.
وجاء في بيان للخارجية “تم التوقيع رسميا اليوم في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين على التفاهم الاولي الذي ينظم آلية عمل المراقبين”. ووقع عن الجانب السوري نائب وزير الخارجية فيصل المقداد وعن الامم المتحدة رئيس الوفد الفني الجنرال غوها ابهيجيت من ادارة عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة.
واضاف بيان الخارجية “ياتي هذا الاتفاق في سياق الجهود السورية الرامية الى انجاح خطة المبعوث الدولي كوفي انان بهدف تسهيل مهمة المراقبين ضمن اطار السيادة السورية والتزامات الاطراف المعنية”.
كما اشار الى ان في الاتفاق ايضا “مراعاة تامة لمعايير القانون الدولي الناظمة لعمل هذا النوع من البعثات الدولية”. واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي لوكالة فرانس برس ان “الاتفاق الاولي يتضمن جوهر البروتوكول الذي يجب ان يصدر عن الامم المتحدة بعد ان يصادق عليه مجلس الامن”.
وقام فريق المراقبين الدوليين الخميس بزيارة الى مدينة درعا في جنوب سوريا التي كان زارها اول من امس، وذلك غداة زيارة الى منطقتين في ريف دمشق، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وقالت الوكالة “زار فريق من المراقبين الدوليين مدينة درعا مرة ثانية”، من دون اعطاء تفاصيل. وكان فريق المراقبين زار الثلاثاء درعا، مهد الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ ثلاثة عشر شهرا، والتقى المحافظ وتجول في ارجاء المدينة.
وكان رئيس وفد المراقبين العقيد احمد حميش رفض صباحا لدى مغادرته الفندق الذي يقيم فيه في دمشق اعطاء تفاصيل عن برنامجه، وقال “اننا لا نفصح عن خطتنا لاسباب امنية”. وحول ما اذا كان ينوي متابعة جولته الميدانية، قال “نحن مستمرون بالتعاون”.
وردا على سؤال يتعلق بالمباحثات حول البروتوكول الذي ينظم عمل بعثة المراقبين في سوريا، اجاب حميش “نحن مراقبون عسكريون، لذلك نحن لا نتناول الامور الدبلوماسية على الاطلاق، مهمتنا القيام بالعمليات”. واشارت الوكالة الى ان الوفد “كان زار امس منطقتي زملكا وعربين (ريف دمشق) واستمع الى عدد من المواطنين فيهما”.
وافاد ناشطون الاربعاء ان قوات النظام اطلقت النار على تظاهرة حاشدة لاقت وفد المراقبين في عربين. ونشروا على شبكة الانترنت اشرطة عدة مصورة عن الحشود يسمع فيها صوت اطلاق رصاص قبل ان يعم الذعر بين الناس ويتفرقوا بسرعة.
ورفض حميش الاربعاء التعليق على الحادث، وقال “تقريرنا سنقدمه الى الامم المتحدة وهو سري ولا نقدم اي تقرير للصحافة”. ويعقد مجلس الامن الدولي الخميس اجتماعا لمناقشة توصية الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالسماح بنشر بعثة تضم 300 مراقب لوقف اطلاق النار في سوريا “لفترة اولى من ثلاثة اشهر”.
ويشهد وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 12 نيسان/ابريل بموجب خطة المبعوث الدولي العربي الخاص الى سوريا كوفي انان خروقات متكررة تسببت بمقتل عشرات الاشخاص، كان آخرها ثلاثون قتيلا الاربعاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
هذا فيما أوصى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الامن الدولي بالسماح بنشر بعثة تضم 300 مراقب لوقف اطلاق النار في سوريا “لفترة اولى من ثلاثة اشهر”. وقال بان في رسالة الى المجلس انه يرى ان ثمة “فرصة للتقدم” في سوريا مع انه “من الواضح” ان وقف اطلاق النار “غير كامل”.
واوضح بان في الرسالة التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها “ارغب في اقتراح بعثة مراقبة من الامم المتحدة في سورية لفترة اولية من ثلاثة اشهر”. واضاف “اوصي المجلس بان يجيز هذه البعثة”، موضحا انه سيقرر نشر هذه البعثة تدريجيا تبعا “لتعزز” وقف اطلاق النار.
وهذه “المهمة الموسعة” تشمل “نشر عدد من المراقبين العسكريين التابعين للامم المتحدة يصل الى 300”. وسيتم نشر هؤلاء “تدريجيا على مدى اسابيع في حوالى عشرة مواقع في جميع انحاء سوريا” لمراقبة وقف القتال وتطبيق خطة كوفي انان.
وسيرافقهم مستشارون سياسيون وفي مجال حقوق الانسان لكنهم لن يشاركوا في تسليم مساعدة انسانية. وفي رسالته الطويلة الى مجلس الامن الذي يفترض ان يصوت على قرار جديد للسماح بالمهمة الكاملة، عبر بان عن “قلقه الشديد من خطورة الوضع” في سوريا.
لكنه قال انه “ومن دون التقليل من اهمية التحديات المقبلة، هناك فرصة للتقدم علينا ان ندعمها لنتقدم”. واعترف بانه “من الواضح ان وقف العنف المسلح بكل اشكاله ليس كاملا” ودمشق “لم تنفذ حتى الآن كل التزاماتها”. الا انه اشار الى ان “مستوى العنف تراجع بشكل واضح منذ 12 نيسان/ابريل (تاريخ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ) وحصيلة الضحايا تراجعت نتيجة لذلك”.
واكد بان كي مون من جديد انه “من الاساسي” ان تحترم الحكومة السورية وعودها بسحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن المتمردة وتسهل عمل مهمة المراقبين بمنحهم حرية كاملة في التحرك والاتصال بموجب القرار 2042 الذي تبناه مجلس الامن السبت الماضي.
ويفترض ان يناقش المجلس تقرير الامين العام للمنظمة الدولية صباح الخميس بينما يتوقع دبلوماسيون ان يتم تبني قرار يجيز نشر 300 مراقب مطلع الاسبوع المقبل.
وكتب بان كي مون في رسالته ان بعثة كهذه للمراقبة تنشر بسرعة وبتفويض واضح ووسائل مناسبة “ستساهم الى حد كبير في فرض احترام تعهدات كل الاطراف بوقف العنق المسلح بكل اشكاله ودعم تطبيق خطة النقاط الست” التي تقدم بها كوفي انان.
واضاف ان هذه البعثة “ستكون ضرورية للمحافظة على السلام ومن اجل عملية سياسية حقيقية في البلاد”. واكد بان انه سيسعى الى ان يبرم مع الحكومة السورية “اتفاقا يتعلق بوضع” البعثة في الايام الثلاثين التي تلي تبني القرار الذي يجيز نشرها.
————-
تنتقد روسيا “المعزولة” قبيل المحادثات حول سوريا
أ. ف. ب.
باريس: يعقد وزراء خارجية حوالى 15 بلدا اجتماعا في باريس الخميس للتعبير عن موقف حازم حيال النظام السوري في لقاء تغيب عنه موسكو وبكين رغم المجازفة بتعميق الشرخ الدولي بشأن هذا الملف.
وقد حذرت فرنسا روسيا من ان رفضها المشاركة في هذا الاجتماع سيزيد من عزلتها. وصرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه للصحافيين “يؤسفني ان تستمر روسيا في التقيد برؤية تعزلها اكثر فاكثر ليس عن العالم العربي فحسب بل عن المجتمع الدولي”.وينتظر وصول حوالى خمسة عشر وزير خارجية غربيا وعربيا بينهم الاميركية هيلاري كلينتون الى باريس اليوم للمشاركة في اجتماع بهدف تشديد الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد في وقت لم يتم فيه احترام وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان/ابريل الجاري.
ودعيت روسيا والصين الى هذا الاجتماع لكنهما اعتذرتا عن الحضور كما اعلنت وزارة الخارجية الخميس. وقال جوبيه “دعوت شخصيا السيد (سيرغي) لافروف”. ومع معارضة روسيا لاصدار اي قرار من مجلس الامن الدولي يدين سوريا، فان مجموعة الدول التي اطلقت على نفسها اسم “اصدقاء سوريا” ستدرس الخيارات الاخرى.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس ان هذه الخيارات قد تشمل اقامة ممرات انسانية داخل سوريا من اجل تقديم المساعدات للمدن التي تشهد تمردا. الا ان لافروف قال ان موسكو “تقوم بدورها بكل صدق” لانهاء العنف، وان على المجتمع الدولي ان يتوقف عن توقع فشل خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
وقال “لقد دعوت زملائي اليوم الى التخلي عن الخطاب المليء بالتكهنات الشخصية بان خطة كوفي انان مصيرها الفشل”. وتابع “قبل التفكير في ما يمكن ان نفعله في المستقبل، علينا ان نفعل ما بوسعنا من اجل انجاح خطة السلام هذه”.
وقال جوبيه ان اجتماع باريس سيناقش زيادة عدد المراقبين الدوليين المنتشرين في سوريا للاشراف على وقف اطلاق النار، الذي تعهد الاسد باحترامه بموجب خطة انان. واشار جوبيه الى ان “النظام لم يف بتعهداته. ووقف اطلاق النار لا يحترم”.
وقال جوبيه امام جمعية الصحافة الاجنبية “هل يمكننا مواصلة نشر قوة مراقبين على الارض تكون فعالة وعديدة –يجب ما لا يقل عن 300 الى 400 مراقب لتغطية البلاد– وتكون مجهزة بشكل جيد وقوية تملك الوسائل للتنقل على الارض؟”.
واضاف “الهدف الثاني، ان لم يكن ذلك ممكنا في مدة معينة، ما هي التدابير الاخرى، والمبادرات، الواجب اتخاذها لوقف المجزرة”. كما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ارسال مزيد من المراقبين الى سوريا للاشراف على وقف اطلاق النار الهش، وقال ان “فرصة احراز تقدم ربما لا تزال قائمة، وعلينا ان نبني عليها”.
وقال الامين العام انه يرغب في نشر 300 مراقب غير مسلح للقيام بمهمة مدتها ثلاثة اشهر، واضاف انه “من المهم للغاية” ان يلتزم نظام الاسد بالخطة المتفق عليها مع انان. وسيتم نشر 300 مراقب خلال الاسابيع المقبلة في عشر مناطق مختلفة من سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار الذي بدأ سريانه في 12 نيسان/ابريل، وتطبيق خطة انان.
ومن المقرر ان يشارك وزراء من المانيا وتركيا والاردن والمغرب وقطر والسعودية وغيرها من الدول محادثات باريس التي قال جوبيه انه ستبعث “برسالة دعم لخطة انان”. وقالت روسيا ان هذا الاجتماع لا يختلف كثيرا عن الاجتماعين السابقين ل”اصدقاء سوريا” والتي لم تحضرهما موسكو لانهما اشتملتا على دعوة لتنحي الاسد.
وصرحت وزارة الخارجية الروسية ان اجتماع باريس “منحاز” لانه لا يضم ممثلين عن النظام السوري. وكانت روسيا والصين اثارتا انتقادات عالمية مطلع هذا العام لتصويتهما بالنقض على مشروعي قرار يدينان الاسد.