أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 22 آب 2013

مذبحة الغوطتين

واشنطن- جويس كرم؛ نيويورك – «الحياة»

لندن، دمشق، الرياض، باريس، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – عادت سورية أمس إلى صدارة الاهتمام الدولي والإقليمي بعد مذبحة في الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق، بعدما اتهمت المعارضة قوات نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام السلاح الكيماوي في قصف غير مسبوق استخدمت فيه صواريخ أرض – أرض أدت إلى مقتل أكثر من 1360 شخصاً وإصابة نحو ستة آلاف، معظمهم من الأطفال.

وأثارت «مذبحة الغوطتين» ردود فعل دولية وعربية مستنكرة، تُوجت بعقد اجتماع لمجلس الأمن وسط مطالب بتوجه الفريق الدولي للتحقيق باستخدام «الكيماوي» فوراً إلى مكان المجازر، بعد انفراد موسكو بموقفها، معتبرة ذلك «استفزازاً مدبرا». وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن صدمته للتقارير عن الهجوم، وقال في بيان إن رئيس فريق مفتشي الأسلحة الكيماوية الموجود في دمشق البروفسور السويدي آكي سيلستروم، يتباحث مع الحكومة السورية بشأن هذه التقارير واحتمال توجه فريقه إلى المناطق التي تعرضت للهجوم.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في بيان: «آن لمجلس الأمن أن يضطلع بمسؤولياته وأن يتجاوز الخلافات بين أعضائه، ويستعيد ثقة المجتمع الدولي به، وذلك بعقد اجتماع فوري للخروج بقرار واضح ورادع يضع حداً لهذه المأساة الإنسانية». وأضاف: «نطالب كذلك وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين يعقدون اجتماعاً طارئاً في بروكسيل بأن تشكل هذه الفاجعة الإنسانية المحور الأساسي في مباحثاتهم».

وفي القاهرة، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مفتشي الأمم المتحدة إلى التحقيق على الفور في الهجوم، فيما قالت وزارة الخارجية التركية إنه إذا تبين استخدام النظام «الكيماوي» فلن يكون هناك «مفر أمام المجتمع الدولي من اتخاذ الموقف اللازم وتقديم الرد المناسب على الهمجية والجريمة ضد الإنسانية».

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق «فوري وواف» في الهجوم الكيماوي، في حين قال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية فينسان فلورياني: «لا بد من محاسبة مرتكبي تلك الأفعال التي لا تغتفر». واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريح من بروكسيل، أنه إذا تأكدت المعلومات المتعلقة فسيكون ذلك «عملاً وحشياً غير مسبوق». وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على أن بلاده ستحاول محاسبة من استخدم الأسلحة الكيماوية أو أمر باستخدامها. وودعا البيت الأبيض أمس الى “تحقيق دولي عاجل في الاتهامات” والتقارير التي تناولت «مقتل مئات المدنيين في القصف ومن ضمنه استخدتم السلاح الكيماوي». ودعت واشنطن النظام «اذا لم يكن لديه ما يخفيه» الى السماح للفريق الدولي «بشكل كامل الاطلاع على مكان الاعتداء»

وأصدر نائب الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنيست بيانا أكد فيه أن «الولايات المتحدة قلقة للغاية حول التقارير عن مقتل المئات من المدنيين السوريين في اعتداء على يد قوات الحكومة السورية، وضمن ذلك استخدام السلاح الكيماوي قرب دمشق» أمس.

وأضاف أن واشنطن «تعمل وبشكل عاجل على جمع مزيد من المعلومات».

وقال البيت الأبيض أن الولايات المتحدة «تدين أي استخدام للسلاح الكيماوي» وتدعو الى محاسبة الفاعلين، وأشار الى أن واشنطن «تدعو رسميا الأمم المتحدة الى التحقيق في هذه الاتهامات…والفريق الدولي للمنظمة في سورية مستعد للقيام بهذا الأمر». واعتبر أن مصداقية هذا التحقيق تتطلب “اعطاء الفريق حرية الوصول الى شهود عيان ومتضررين وجمع أدلة من دون تدخل أو تلاعب من قبل الحكومة السورية». وأضاف البيان أنه «اذا لم يكن لدى الحكومة السورية أي شييء لاخفائه واذا كانت ملتزمة تحقيق ذات مصداقية وغير منحاز فعليها تسهيل عمل فريق الأمم المتحدة وافساح المجال بالكامل له الى موقع الاعتداء».

ولم يأت البيان على ذكر «الخط الأحمر» الذي وضعه الرئيس الأميركي باراك أوباما في شأن استخدام السلاح الكيماوي، وكان أعلن عنه تحديداً في ٢٠ آب (أغسطس) العام الماضي. ولاحظ مراقبون أن المجازر جاءت بعد أيام على وصول فريق الأمم المتحدة إلى دمشق وبعد حملة إعلامية يشنها الإعلام الحكومي السوري منذ أيام عن «تجاوزات» مقاتلي «الجيش الحر» في منطقة اللاذقية.

وكانت المعارضة السورية أعلنت أن أكثر من 1360 شخصاً، معظمهم من الأطفال، قُتلوا في مجازر ارتكبتها قوات الأسد بقصف مناطق سكنية في الغوطتين بصواريخ وقذائف مزودة غازات كيماوية سامة. وأكد شهود عيان أن قوات النظام بدأت حملة قصف «غير مسبوقة» ليل الثلثاء – الأربعاء من مطار المزة العسكري وجبل قاسيون على الغوطة الشرقية.

ودعا «الائتلاف» مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد فوراً لـ «إدانة جرائم النظام الجماعية بحق المدنيين من أبناء الشعب السوري وإصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بحماية الأمن والسلم الدوليين». وطالب في بيان بـ «تأمين حماية دولية للسوريين وفرض منطقة حظر جوي وفتح ممرات آمنة لوصول الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة». وقال رئيس «المجلس الوطني السوري» جورج صبرة في مؤتمر صحافي دعا إليه «الائتلاف» في إسطنبول، إن «ما يجري يطلق رصاصة الرحمة على كل الجهود السياسية السلمية ويجعل الحديث عنها نوعاً من العبث».

واعتبر قائد «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس إن المجزرة «جاءت رداً على بطولات الجيش الحر في الغوطة وصموده أمام محاولات قوات الأسد وحزب الله اقتحام بلداتها على رغم كثافة النيران»، مؤكداً أن «النظام استخدم الكيماوي عبر صواريخ أرض-أرض أطلقها من مطار المزة العسكري».

من جهتها، نفت قيادة الجيش النظامي استخدام «الكيماوي»، لكنها أكدت في بيان نشرته «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) «على استكمال مهماتها الوطنية في مواجهة الإرهاب أينما كان على تراب الجمهورية».

وفي نيويورك تكثفت ردود الأفعال في الأمم المتحدة على التقارير عن استخدام الأسلحة كيماوية وكان ملفتاً تولي الولايات المتحدة، بدلاً من الاعتماد على حلفائها، قيادة التحرك في مجلس الأمن الى جانب بريطانيا وفرنسا ولوكسمبورغ وأستراليا وكوريا الجنوبية والدعوة الى جلسة طارئة لمجلس الأمن كانت مقررة بعد ظهر أمس بتوقيت نيويورك.

وترافق الإعداد لجلسة المجلس مع توجيه رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمبادرة من بريطانيا ودعم من مجموعة من الدول بينها أعضاء في مجلس الأمن والمملكة العربية السعودية تطالبه «بتحرك من الأمين العام وأن يوجه لجنة التحقيق الدولية الموجودة في سورية لتشمل تحقيقاتها الجرائم الأخيرة» في الغوطة، وفق ما أكد لـ»الحياة» السفير السعودي عبدالله المعلمي.

وجاء في طلب الدول الست لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن «رأينا تقارير مروعة جداً عن وقوع قتلى بأعداد كبيرة بمن فيهم أطفال جراء هجمات شملت استخدام أسلحة كيماوية في مناطق تسيطرة عليها المعارضة قرب دمشق، ونظراً لفداحة التقارير فإن بعثات فرنسا ولوكسمبورع وبريطانيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية (وانضمت أستراليا لاحقاً) تطلب اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن اليوم للاستماع الى إحاطة من الأمانة العامة للأمم المتحدة وللنظر في الوضع». وتوقع ديبلوماسيون أن يناقش مجلس الأمن إصدار موقف على شكل بيان صحافي.

وأوضح المعلمي أن الأمين العام «لا بد أن يطلب من لجنة التحقيق في استخدام أسلحة كيماوية التوجه الى المواقع التي تعرضت لهجمات بأسلحة كيماوية» في الغوطة «ولا بد أن تتمكن اللجنة من الوصول الى المواقع دون إعاقات والتدقيق في المواقع من دون أي عرقلة أو إخفاء لأي جزء من الحقائق».

ورداً على مقولة عدم عقلانية قيام النظام السوري بهذا العمل أثناء وجود لجنة التحقيق الدولية في سورية قال المعلمي «إن كانت ساحة النظام السوري خالية من هذا الدم فليسمح النظام لفريق الأمم المتحدة بالوصول الى أي موقع وإجراء التحقيق اللازم وكشف النتائج التي يتوصل إليها».

وأضاف إن المملكة ترحب بالطلب الذي تقدمت به الدول الأعضاء في مجلس الأمن الى جلسة مشاورات استجابة لدعوة الأمير سعود الفيصل «ونعتبر أن هذه الخطوة إيجابية وتعبر عن اهتمام المجتمع الدولي بهذا الموضوع وتقديره للموقف الذي عبر عنه سمو وزير الخارجية».

اوغلو: تم تجاوز الخط الاحمر في سورية

برلين – ا ف ب

طالب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في برلين الاسرة الدولية بالتدخل في سورية، معتبرا ان “الخط الاحمر تم تجاوزه منذ فترة طويلة”.

وقال داود اوغلو بعد لقاء مع نظيره الالماني غيدو فسترفيلي “نطالب الاسرة الدولية بالتدخل ما ان يكون ذلك ممكنا في هذا الوضع حيث تم تجاوز الخط الاحمر منذ فترة طويلة”. واضاف ان “خطوطاً حمر كثيرة تم تجاوزها”، بينما اتهمت المعارضة السورية امس نظام بشار الاسد بقتل 1300 شخص في هجوم كيميائي بالقرب من دمشق.

المانيا تطلب السماح لخبراء الأمم المتحدة بالوصول الى موقع هجوم كيماوي مزعوم بسورية

برلين – رويترز

طالب وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله بأن تسمح سورية لخبراء الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة بالتحقيق في مزاعم بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية في هجوم على المدنيين.

وقال فسترفيله في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي “يساورنا قلق شديد إزاء تقارير باستخدام الغاز السام قرب دمشق. هذه التقارير خطيرة جدا واذا تأكدت فستكون شائنة.”

وأضاف “ندعو الى إتاحة هذا التوضيح بسرعة وبأن يتاح لخبراء الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة الموجودين حاليا في البلاد بالوصول (الى الموقع) على الفور للتحقق من صحة هذه الاتهامات.”

الأسلحة الكيماوية السورية ترسانة غامضة

بيروت – أ ف ب

الأسلحة الكيميائية السورية التي تعود إلى عقود عدة من أكبر ترسانات الشرق الأوسط لكنها ما زالت موضع تكهنات، إذ إن المعلومات المعلنة عنها غير متوافرة.

واقر النظام السوري للمرة الأولى في 23 تموز (يوليو) 2012 بأنه يملك أسلحة كيماوية لكنه أكد أنه لم يستعملها أبداً ضد شعبه مهدداً باستخدامها إذا حصل تدخل عسكري غربي. ويتبادل النظام والمعارضة المسلحة التهم باستعمال أسلحة كيماوية في النزاع الدائر منذ أكثر من سنتين في سورية، إحدى الدول القليلة التي لم توقع معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، وليست بالتالي عضواً في المنظمة المكلفة بمراقبة تطبيق تلك المعاهدة.

وبدأ تنفيذ البرنامج السوري خلال سبعينات القرن الماضي بمساعدة مصر ثم الاتحاد السوفياتي سابقاً، كذلك ساهمت فيه أيضاً روسيا خلال التسعينات، ثم إيران اعتباراً من 2005، وفق ما أفادت منظمة «نوكليار ثريت اينيشياتيف» المستقلة التي تحصي المعطيات «المفتوحة» حول أسلحة الدمار الشامل.

واعتبرت محللة في برنامج الحد من الانتشار ونزع الأسلحة في «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» أنه «أكبر برنامج أسلحة كيماوية في الشرق الأوسط، أنشئ بهدف مجابهة البرنامج النووي الإسرائيلي».

وأكدت أن الكثير من المعلومات جمعت حول هذا البرنامج بعد انشقاق بعض الضباط، لكنها «بعيدة كل البعد عن أن تكون كاملة».

وأكد خبير في «مركز الدراسات حول الحد من انتشار الأسلحة» في «معهد مونتيري» الأميركي أن الاحتياطي السوري يضاهي «مئات الأطنان» من العناصر الكيماوية المختلفة، بينما اعتبر أخصائي فرنسي في مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية أن «مجموعة مختلف العناصر الكيماوية قوية».

وأضاف في تموز (يوليو) 2012، أن السوريين «نجحوا في التحكم في توليف الأجسام الفوسفورية، إنه آخر جيل والأكثر نجاعة والأكثر سمية في الأسلحة الكيماوية، وفي هذه العائلة نجد: غاز سارين و «في. أكس.» وعناصر اقدم من ذلك بكثير، مثل غاز الخردل».

وقصف الطيران الإسرائيلي في الثلاثين من كانون الثاني (يناير) موقع صواريخ أرض-جو قرب دمشق ومجمعاً عسكرياً مجاوراً يشتبه في أنه يحتوي على مواد كيماوية. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الغارة قد تكون ألحقت أضراراً بأكبر مركز أبحاث سوري حول الأسلحة البيولوجية والكيماوية.

استنكار دولي لـ”مذبحة الغوطتين”.. واتهامات متبادلة بين النظام والمعارضة

بيروت، القاهرة، أنقرة، ستوكهولم، لندن – “الحياة”، يو بي أي، ا ف ب، رويترز،

توالت ردود الفعل العربية والدولية على “مذبحة الغوطتين” الغربية والشرقية للعاصمة دمشق، بعد تبادل الاتهامات بين النظام السوري والمعارضة. اذ اتهمت المعارضة السورية نظام الأسد باستخدام “الكيماوي”، مدعوماً بالصمت الدولي. موضحة ان “من يقتلنا ويقتل اطفالنا ليس النظام وحده. التردد الاميركي يقتلنا، صمت اصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حرا يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا”.

في وقت نفى الجيش السوري ان يكون استخدم اسلحة كيماوية في قصف مناطق في ريف دمشق كما تقول المعارضة، معتبراً ان هذه “الادعاءات الباطلة جملة وتفصيلاً” تندرج في اطار “الحرب الاعلامية” على سورية .

وأثارت المجزرة استنكاراً دولياً، اذ أعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن “صدمته” من التقارير حول الاستخدام المزعوم للسلاح الكيماوي، مشيراً إلى أن “رئيس فريق التحقيق المتواجد في سورية يبحث الامر مع الحكومة”.

وعبّر “البيت الابيض” عن القلق من التقارير عن استخدام القوات السورية اسلحة كيماوية في هجوم على مدنيين، ودعا الى “تحقيق من الامم المتحدة في الحادثة”.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو انه “واضح من لقطات تلفزيونية أن اسلحة كيماوية استخدمت في سورية”.

في وقت أمل أمل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن “يستيقظ” داعمو الرئيس السوري بشار الاسد و”يدركوا طبيعته الاجرامية والهمجية”.

واعتبرت روسيا، ابرز حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد ان “الادعاءات باستخدام السلطات السورية اسلحة كيماوية في ريف دمشق تمثل عملاً استفزازياً مخططاً له مسبقاً”.

وطالبت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي، للبحث في المجزرة.

وقال مسؤول أميركي إنه “لا يوجود تأكيد رسمي حول حصول هجوم كيماوي جديد في سورية”.

ونظم معارضون سوريون تظاهرة أمام مكتب رئاسة الحكومة البريطانية، للاحتجاج على “استخدام السلاح الكيماوي”.

وقالت “الامم المتحدة” إن “آكي سيلستروم، رئيس الفريق الدولي لمحققي الاسلحة الكيماوية يجري محادثات مع الحكومة السورية في شأن احدث هجوم مزعوم بالغاز اليوم الأربعاء ويتابع الوضع باهتمام”.

ودعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا مجلس الأمن للانعقاد بشكل فوري لتحمّل مسؤوليته حيال استخدام القوات الحكومية السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مطالباً فريق الأمم المتحدة الموجود في دمشق بالتوجه إلى المكان.

وشدّد على أن النظام السوري “هو المسؤول عن المجزرة المروعة في الغوطة الشرقية، وأن ما اقترفه هو ترجمة لما ورد في خطاب الأسد الأخير حول تعهّده بالقيام بكل الأساليب للقضاء على ما سماه ‘التكفيريين'”، مضيفاً أنه لا يستهدف سوى المدنيين والأطفال والنساء.

وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم ان الرئيس فرنسوا هولاند “سيدعو الامم المتحدة الى التوجة لمكان هجوم” يشتبه ان الجيش السوري استعمل خلاله غاز الاعصاب ضد مقاتلي المعارضة بضواحي دمشق.

وصرحت المتحدثة للصحافيين ان خلال مجلس الوزراء “اعرب رئيس الجمهورية عن نيته في دعوة الامم المتحدة الى التوجه الى مكان الهجوم” مؤكدة ان “بطبيعة الحال يجب التحقق من تلك المعلومات وتاكيدها”.

مجزرة الفجر الكيميائي في دمشق تصدم العالم 1300 قتيل وجلسة عاجلة لمجلس الأمن

واشنطن – هشام ملحم – نيويورك – علي بردى

بعد يومين فقط من بدء خبراء الامم المتحدة التحقيق في ما اذا كانت اسلحة كيميائية قد استخدمت في الحرب السورية، استفاق السوريون على انباء مجزرة مروعة في بلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، قالت المعارضة السورية ان القوات النظامية قصفتها فجراً بصواريخ مزودة رؤوساً كيميائية مما اسفر عن مقتل اكثر من 1300 شخص بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء والمسنين، الأمر الذي سبّب صدمة على مستوى العالم. وهذه اعلى حصيلة

لضحايا في يوم واحد منذ بدء الازمة السورية في 15 آذار 2011. وعقد مجلس الامن جلسة مشاورات عاجلة غير رسمية بناء على طلب من المملكة العربية السعودية، فيما طالبت واشنطن ولندن وباريس، دمشق بالسماح لخبراء الامم المتحدة الموجودين في العاصمة السورية بالتحقيق في الهجوم. لكن النظام السوري نفى استخدام اي سلاح كيميائي، فيما قالت روسيا ان الصاروخ المحمل بمواد كيميائية اطلق من مواقع مسلحي المعارضة ورأت في الهجوم “عملاً استفزازياً مدبراً سابقاً” بالتزامن مع بدء مهمة خبراء الامم المتحدة.

وعلمت “النهار” من ديبلوماسيين في نيويورك ان ممثلي البعثات الديبلوماسية لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واللوكسمبور وأوستراليا وكوريا الشمالية وجهوا رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون طالبوا فيها بأن تتولى مهمة تقصي الحقائق عن الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا برئاسة آكي سالستروم، والتي باشرت مهمتها في دمشق، فتح تحقيق فوري في ما يمكن أن يكون أكثر الحوادث دموية في الحرب السورية المستمرة بلا هوادة منذ نحو 30 شهراً.

وسعت دول الى اصدار بيان من مجلس الأمن خلال الجلسة الطارئة التي استمرت ساعات حتى مساء أمس بتوقيت نيويورك (فجراً بتوقيت بيروت). واستمع أعضاء المجلس الى احاطة من نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان ألياسون عن ملابسات ما حصل وفقاً للمعلومات الأولية المتوافرة. ولم يتضح فوراً ما إذا كانت موسكو ستسمح بإصدار البيان الذي يحتاج الى كل الأصوات الـ15 في مجلس الأمن. وأفاد ديبلوماسي شارك في الجلسة أن ألياسون أبلغ مجلس الأمن أن السلطات السورية رفضت التعجيل في ذهاب فريق التحقيق الى الأماكن التي قيل إنها استهدفت بأسلحة كيميائية.

وهو كان يتحدث بعيد اصدار الأمين العام للأمم المتحدة بياناً عبر فيه عن “صدمته” من التقارير عن استخدام الأسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق، مؤكداً أن “أي استخدام للأسلحة الكيميائية من أي طرف تحت أي ظرف من الظروف من شأنه أن ينتهك القانون الإنساني الدولي”. وإذ ذكر بأن سالستروم وأفراد فريقه موجودون في سوريا للتحقيق في ثلاثة ادعاءات عن استخدام الأسلحة المحرمة، شدد على أن الاتفاق مع دمشق ينص على أن الطرفين سيناقشان أيضاً، بشكل مواز، الادعاءات الأخرى والمواقع ذات الصلة بها. وقال إن “سالستروم يجري مناقشات مع الحكومة السورية في شأن جميع المسائل المتصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية”، بما في ذلك في الغوطتين الشرقية والغربية.

الموقف الأميركي

وفي واشنطن، أبدت الادارة الأميركية “قلقها العميق” من التقارير التي تحدثت عن مقتل المئات من المدنيين السوريين في هجمات شنتها القوات الحكومية في منطقة الغوطة، بما في ذلك استخدام الاسلحة الكيميائية، وطالبت بالسماح لفريق الأمم المتحدة بمعاينة المنطقة التي تعرضت للهجمات الكيماوية لجمع الادلة الحسية.

ومع ان بيان البيت الأبيض استنكر عموماً باستخدام أي طرف الاسلحة الكيميائية، فانه لم يندد بالحكومة السورية ولم يتهمها مباشرة باستخدام الاسلحة الكيميائية في الغوطة، واكتفى بان واشنطن تعمل بشكل ملح لجمع المعلومات الاضافية. وأوضح ان الولايات المتحد طلبت رسميا من الامم المتحدة التحقيق في الاتهامات الجديدة “واذا لم يكن لدى الحكومة السورية شيء تخفيه واذا كانت ملتزمة فعلاً تحقيقاً مستقلاً وغير منحاز لاستخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا، فعليها تسهيل عمل فريق التحقيق فورا ودون أي عوائق”.

وعلى رغم ان استخدام الاسلحة الكيميائية قرب دمشق، اذا تأكد، سيكون خرقاً اضافيا ونافرا لـ”الخط الاحمر” الذي رسمه الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل سنة تقريبا للرئيس بشار الاسد، الا انه لا يبدو ان واشنطن تعتزم تغيير موقفها الرافض للتدخل عسكرياً في النزاع السوري، لا بل ان رئيس هيئة الاركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أكد مجدداً معارضته لمثل هذا التدخل، وشكك في نيات القوى المعارضة السورية، إذ قال في رسالة الى النائب الديموقراطي اليوت اينغل: “اعتقد ان الطرف الذي نختار الوقوف الى جانبه يجب ان يكون مستعدا لتعزيز مصالحه ومصالحنا عندما يتغير ميزان القوى لمصلحته. اليوم هذا الطرف غير مستعد لذلك”.

ورأى ان “الازمة في سوريا مأسوية ومعقدة. ولها جذور عميقة لدى الفئات المختلفة ونزاعاتها العنيفة على السلطة، وهي نزاعات سوف تستمر حتى بعد انتهاء حكم الاسد. وعلينا تقويم فاعلية الخيارات العسكرية المحدودة في هذا السياق”.

الموقف الروسي

 في موسكو صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش: “أطلق صباح اليوم 21 آب على الضواحي الشرقية لدمشق من مواقع المسلحين صاروخ يدوي الصنع مماثل للصاروخ الذي استخدمه الارهابيون في 19 آذار بخان العسل، يحتوي على مواد كيميائية سامة لم تحدد بعد”. وقال إن “ما يسترعي الانتباه، أن وسائل الاعلام الاقليمية المنحازة بدأت فورا، وكأنها تلقت أمرا، بهجوم اعلامي شرس، وحملت الحكومة السورية كامل المسؤولية. ويبدو انه ليس من قبيل المصادفة، كما يبدو أن ادعاءات قد ظهرت في وقت سابق، بما في ذلك في الأيام الأخيرة، نقلت عن مصادر معارضة، عن استخدام السلطات السورية الأسلحة الكيميائية، لكنها لم تتأكد في ما بعد. وإن كل ذلك لا يمكن إلا أن يبعث على التفكير في أننا نرى عملا استفزازيا آخر، مخطط له سابقاً”.

وتحدث عن “دلالة اخرى تؤكد هذه الفرضية وهي توقيت ظهور هذه الأنباء، حيث تزامن ذلك مع مباشرة فريق خبراء الأمم المتحدة عمله للتحقيق في المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي”. وأضاف أن موسكو ترى أنه من المهم “إجراء تحقيق موضوعي ومحترف في ما حدث… نحن ندعو مجدداً كل من يستطيعون التأثير على المتطرفين المسلحين، إلى بذل قصارى الجهود من أجل وضع حد للاستفزازات باستخدام مواد كيميائية سامة”. وأشار إلى أن الحملة الإعلامية تهدف إلى إحباط عقد مؤتمر جنيف – 2 حول تسوية الأزمة السورية. وقال إن “كل ذلك يشبه محاولات لايجاد ذريعة لمطالبة مجلس الأمن بالوقوف إلى جانب خصوم النظام، أياً كان الثمن، ولاحظ القضاء على فرص عقد مؤتمر جنيف الذي من المقرر أن يعقد اجتماع يوم 28 آب الجاري للخبراء الروس والاميركيين للتحضير له”.

اسرائيل

 في تل ابيب، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون خلال لقاء مع صحافيين إن “الحرب الأهلية مستمرة في سوريا، وسقط نحو 100 ألف قتيل، والنظام يستخدم سلاحا كيميائيا، وهذه ليست المرة الأولى”. وأضاف أن الصراع في سوريا هو “صراع حياة وموت، بين نظام يمثل الطائفة العلوية ومعارضة غير متبلورة، ونحن لا نرى نهايته، وحتى لو سقط الأسد فان هذا لن ينهي هذه المواجهة”.

وعرض للواقع الأمني عند الحدود في هضبة الجولان السورية المحتلة، قائلاً إن جهات في المعارضة تسيطر على 80% من المناطق الحدودية في سوريا “وغالبيتها ليست مرتبطة بجبهة النصرة” في إشارة إلى التنظيم المرتبط بـ”القاعدة”.

مجلس الأمن يطالب بتحقيق في مجزرة الهجوم «الكيميائي»

الحرب في سوريا وعليها تحرق الغوطتين

صدم المشهد السوري، أمس، الملايين حول العالم… كل هذه الجثث الملقاة أمامنا، وبينها الكثير من الاطفال، غزت القلوب وأثارت مشاعر تراوحت بين الصدمة من هول الجريمة، وبين الخوف من الاتهامات التي أكدت ارتكاب هجوم كيميائي في منطقة الغوطة في ريف دمشق.

ولم يخفف الجدل بشأن الحجم الحقيقي لعدد الضحايا الذين تراوحت التقديرات حولهم من 1300 نزولاً الى نحو 130 ضحية، لا من هول الصدمة ولا الخوف، مما تعنيه الجريمة، سواء على الصعيد الإنساني او على الصعيد السياسي.

وبينما كانت تتوارد أنباء المجزرة الأخرى التي ارتكبت في منطقة ريف اللاذقية والتي اتهمت المعارضة المسلحة بارتكابها ويُعتقد أن 200 شخص راحوا ضحيتها، طغت الصور الواردة من منطقة الغوطة على المشهد السوري، بعد الاتهامات التي وجهتها المعارضة للنظام السوري بتنفيذ هجوم كيميائي، لم تعرف طبيعته المحددة ولا كيفية تنفيذه، بينما تعالت الأصوات الداعية الى تدخل دولي عاجل، فيما سارعت دمشق الى تكذيب الاتهام بتأكيد انه يندرج في اطار الحرب الاعلامية المضللة التي تمارس ضدها.

وفي حين كانت مشاهد الضحايا الممددة على الارض تهز كل من يشاهدها، كان الاستغلال السياسي للمجزرة ـــ وهي ليست الاولى خلال الحرب في سوريا وعليها ــ يتعاظم، فيما كان من اللافت للنظر أن الولايات المتحدة وفرنسا وهما تدينان المجزرة تجنبتا اتهام النظام السوري بارتكابها على الرغم من انهما حمّلتاه مسؤولية تسهيل التحقيق الدولي في الهجوم.

كما كان من اللافت وقوع «الهجوم الكيميائي» في الوقت الذي يتواجد فيه فريق التحقيق الكيميائي التابع للأمم المتحدة في دمشق التي وصلها قبل ثلاثة ايام، حيث كان يتواجد في فندق لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن منطقة الغوطة. وتجدر الاشارة ايضاً الى ان منطقة الغوطة الشرقية والغربية تشهد اشتباكات مسلحة بين المعارضة والجيش السوري منذ شهور ويتنازع الطرفان السيطرة عليها، فيما تصـــــاعدت حدة الاشتباكات بينهــــما فيها خلال الايام الماضية، حيث يعتقد ان الجيش حقق تقدماً ميدانياً كبيراً فيها.

وعقد مجلس الأمن الدولي مشاورات مغلقة حول اتهام المعارضة للقوات السورية بشن هجوم «كيميائي» على الغوطتين. وعقدت الجلسة بناء على طلب مشترك وجهته خمس من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس هي فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ولوكسمبورغ وكوريا الجنوبية.

وطالب مجلس الأمن بــ «كشف حقيقة» ما حصل في ريف دمشق.

وقالت مندوبة الأرجنتين لدى الأمم المتحدة ماريا كريستينا بارسيفال، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للمجلس لشهر آب الحالي، إن «أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم إزاء الادعاءات، وإحساس عام بضرورة الوضوح في ما حدث. ينبغي كشف حقيقة ما حصل ومتابعة الوضع عن كثب». وأضافت ان «أعضاء المجلس اتفقوا على أن أي استخدام للسلاح الكيميائي من قبل أي طرف وتحت أي ظرف يمثل انتهاكاً للقانون الدولي».

وكرر أعضاء المجلس «دعوتهم إلى ضرورة وقف إطلاق النار والصراع الدائر في سوريا حالياً، ورحبوا بتصميم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على إجراء تحقيق معمق ومحايد في ادعاءات وقوع استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا».

وأعرب نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون، في تصريح بعد الجلسة المغلقة، عن أمله في أن «تتمكن بعثة التحقيق الدولية من الحصول على موافقة السلطة السورية للدخول إلى الغوطة، وذلك من أجل التحقيق والتأكد من مزاعم وقوع هجوم كيميائي هناك» وقال «لقد رأينا التداعيات الإقليمية لهذا الصراع الذي ينبغي أن يتوقف، كما أن هناك تداعيات إنسانية هائلة له، لكن اليوم نحن نتحدث عن إمكانية استخدام أسلحة كيميائية».

وفي موازاة اجتماع المجلس، سلمت باريس ولندن وواشنطن وبرلين الأمانة العامة للأمم المتحدة طلباً رسمياً بالتحقيق في هذه الاتهامات. وقال ديبلوماسيون إن هذا الطلب المشترك يتحدث عن «معلومات ذات صدقية عن استخدام أسلحة كيميائية»، مشددة على وجوب «السماح في شكل عاجل» للمحققين الدوليين الموجودين في سوريا «بالوصول إلى كل المواقع» المشتبه فيها.

وأعلنت الأمم المتحدة أن فريقها الخاص بالتحقيق بالأسلحة الكيميائية يتشاور مع السلطات السورية في شأن المعلومات عن وقوع هجوم دامٍ استخدم فيه «سلاح كيميائي» في ريف دمشق.

وقال أكي سيلستروم، العالم السويدي الذي يقود فريق التحقيق الدولي، إن التقارير يجب أن تفحص، لكن هذا يستلزم طلباً من دولة عضو في الأمم المتحدة. ونقلت وكالة الأنباء السويدية عنه قوله إنه لم ير سوى لقطات تلفزيونية وإن ضخامة عدد القتلى «يثير الريبة». وأضاف، في اتصال هاتفي من دمشق، «يبدو أن هذا شيء يجب النظر فيه… سيتوقف الأمر على أن تذهب أي دولة عضو بالأمم المتحدة إلى مجلس الأمن وتقول إننا يجب أن ننظر في هذه الواقعة. نحن في الموقع».

وفي التفاصيل، فقد انطلقت التقارير عن وقوع مجزرة ذهب ضحيتها مئات الأشخاص في الغوطة منذ فجر أمس، بعد ساعات من شنّ القوات السورية «أعنف هجوم» على المنطقة بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وسارع «الائتلاف الوطني السوري» إلى اتهام القوات السورية «بارتكاب مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من 1300 قتيل نتيجة استخدام السلاح الكيميائي». وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» ظهر فيها أطفال يتم إسعافهم عبر وضع أقنعة أوكسجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة، بينما بدا أطفال آخرون في حالة إغماء من دون آثار دماء على أجسادهم، ويعمل مسعفون أو أطباء على رش الماء عليهم بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم، بالاضافة الى عدد كبير من الاشرطة التي تتكدّس فيها الجثث.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست إن المسؤولين الأميركيين لم يتمكنوا بعد من التأكد بصورة مستقلة من التقارير عن استخدام مثل هذه الأسلحة من قبل القوات السورية، موضحاً أن واشنطن تتشاور مع شركائها في مجلس الأمن بشأن الموضوع.

وقال «لتكون عمليات الأمم المتحدة ذات صدقية، ينبغي السماح فوراً للفريق بمقابلة الشهود والأشخاص المتضررين وتمكينه من معاينة الموقع وجمع المؤشرات من دون تدخل أو تلاعب من جانب الحكومة السورية». واعتبر أنه «إذا لم يكن للحكومة السورية شيء لتخفيه وإذا كانت ترغب فعلاً في تحقيق محايد وموثوق به حول اللجوء إلى أسلحة كيميائية في سوريا، فستسهل وصول الأمم المتحدة فوراً ومن دون عوائق إلى موقع» الهجوم المفترض.

وطالبت فرنسا وبريطانيا والسعودية والسويد وجامعة الدول العربية و«الائتلاف» لجنة التحقيق بالتوجه إلى مكان وقوع المجزرة. وفي المقابل شككت موسكو في المعلومات التي تتهم السلطات السورية باستخدام السلاح الكيميائي، واعتبرت هذه الاتهامات «عملاً استفزازياً مخططاً له مسبقاً». وأضافت وزارة الخارجية الروسية «أطلق على الضواحي الشرقية لدمشق من مواقع المسلحين صاروخ يدوي الصنع مماثل للصاروخ الذي استخدمه الإرهابيون في 19 آذار (الماضي) في خان العسل، يحتوي على مواد كيميائية سامة لم يتم تحديدها بعد».

وتضاربت التقارير حول عدد القتلى، ففي حين أعلن معارضون في دمشق مقتل حوالى 500 شخص، أعلن «المرصد»، في بيان، أنه «تم توثيق استشهاد 136 مواطناً، بينهم نساء وأطفال ومقاتلون سقطوا نتيجة القصف العنيف من قبل القوات النظامية لمناطق في معضمية الشام بالغوطة الغربية ومدن وبلدات الغوطة الشرقية».

اما القيادي في «الائتلاف» جورج صبرا، فقد اعلن في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول، «مقتل 1300 شخص في هجوم بأسلحة كيميائية». وقال «من يقتلنا ويقتل أطفالنا ليس النظام وحده. التردد الأميركي يقتلنا، صمت أصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حراً يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا». وأكد أن «ما يجري يطلق رصاصة الرحمة على كل الجهود السياسية السلمية ويجعل الحديث عنها نوعاً من العبث» في إشارة إلى مؤتمر «جنيف 2».

ونفى الجيش السوري أن يكون استخدم سلاحاً كيميائياً، معتبراً أن التقارير حول هذا الموضوع تندرج في إطار «الحملة الإعلامية القذرة ضد سوريا وتهدف إلى التغطية على هزائم الإرهابيين». (تفاصيل صفحة 12-11)

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

المعلم: أعداء سوريا يحضرون جبهة الأردن

اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، أن المصلحة الإسرائيلية باتت واضحة في ما تشهده سوريا والمنطقة من أحداث، محذرا من ان «أعداء سوريا يحضرون جبهة الأردن لتكون بديلا عن تركيا».

ورأى المعلم، خلال عرض سياسي أمام إعلاميين والكادر الديبلوماسي في دمشق، أن «الانقسام في لبنان ما زال قائما بين تيار يقدم السلاح والدعم للمجموعات الإرهابية وتيار آخر لم يتردد بدعم موقف الدولة السورية بكل جرأة».

وقال المعلم إن «المصلحة الإسرائيلية باتت واضحة في ما تشهده سوريا والمنطقة من أحداث، الأمر الذي تدلل عليه تصريحات مسؤوليها بأنهم لن يسمحوا لمحور المقاومة بالانتصار، ولذلك فإن إسرائيل تشعر بالسعادة لما تشاهده من تصاعد للإرهاب في المنطقة وتدمير البنى التحتية واستنزاف الاقتصادات والجيوش العربية، وخاصة في سوريا والعراق ومصر، وهي منتشية بما ترى من خراب يعم المنطقة».

وأشار إلى أن «هناك ترابطا واضحا في ما تشهده المنطقة العربية من أحداث، لجهة وضوح شكل الصراع وهوية القوى المتصارعة وتوزعها بين قوى شعبية وطنية وقومية تقدمية تعمل بقرار وطني مستقل وأخرى متطرفة إرهابية تتحرك بدفع ودعم من قوى إقليمية ودولية، على رأسها السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل».

وحذر من أن «محور أعداء سوريا يراهن على الحل العسكري، ويضع الخطط البديلة إذ تم تحضير جبهة الأردن لاستهداف سوريا في حال تراجعت تركيا، كما أن النظام السعودي يرفض الحل السياسي ويعمل على تأجيج الوضع ويعرقل عقد مؤتمر جنيف وهو في ذلك يتماهى مع الموقف الأميركي الذي يتنصل من تفاهماته مع الجانب الروسي ويتهرب من الذهاب إلى جنيف». وحذر «من استمرار تسهيل عبور الإرهابيين والتعامل معهم من قبل بعض الدول، لأن كل من يتساهل مع الجماعات التكفيرية الإرهابية ستنقلب عليه وهذه تجربة التاريخ».

ورأى المعلم أن «ما يجري في مصر عامل مهم في التطورات السورية من خلال خروج المصريين ضد حركة الإخوان المسلمين واعتبارها حركة إرهابية»، مشيرا إلى أن «هذا الأمر شاهد إضافي على صوابية رؤية سوريا وموقفها من هذه الحركة».

(«سانا»)

باريس تريد رد فعل باستخدام القوة ان ثبت وقوع هجوم كيميائي في سوريا

باريس- (ا ف ب): أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس أن فرنسا تريد “رد فعل باستخدام القوة” في حال ثبت وقوع هجوم بالسلاح الكيميائي في سوريا، مستبعدا بشكل قاطع إرسال قوات على الارض.

وقال فابيوس متحدثا لمحطة (بي اف ام تي في) واذاعة مونت كارلو انه “في حال ثبت (استخدام اسلحة كيميائية) فان موقف فرنسا يقضي بوجوب ان يكون هناك رد فعل” مشيرا الى ان “رد الفعل يمكن ان يتخذ شكل رد فعل باستخدام القوة”.

وتابع “هناك احتمالات للرد” رافضا اضافة أي توضيحات.

وكان فابيوس تحدث في 4 حزيران/ يونيو عن امكانية الرد “بطريقة مسلحة” بعدما اتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد باستخدام غاز السارين لمرة واحدة على الاقل مؤكدا ان “كل الخيارات مطروحة”.

لكنه قال الخميس انه “غير وارد” ارسال قوات على الارض مضيفا ان “هذا مستحيل”.

واتهمت المعارضة السورية الاربعاء النظام بقتل 1300 شخص في هجوم بالاسلحة الكيميائية وقع في ريف دمشق غير ان النظام نفى ذلك فيما تحدث حليفه الروسي عن “عمل استفزازي”.

وقال فابيوس انه اذا ما “ثبت” وقوع هذا الهجوم “اعتبر ان ذلك لا يمكن ان يبقى بدون رد فعل من الذين يؤمنون في الشرعية الدولية”.

وتابع “اذا لم يكن بوسع مجلس الامن الدولي اتخاذ قرار، عندها يتحتم اتخاذ القرارات بشكل اخر. كيف؟ لن أذهب ابعد من ذلك” رافضا اعطاء توضيحات اضافية.

واكتفى مجلس الامن الدولي خلال اجتماع طارئ مساء الاربعاء بابداء عزمه على “كشف الحقيقة” حول هذا الهجوم بدون اصدار اعلان رسمي بسبب معارضة روسيا والصين بحسب ما اوضح دبلوماسيون.

وتعرقل روسيا والصين منذ سنتين اي مبادرة تتضمن ادانة لحليفهما السوري.

وقال فابيوس “على الروس ان يتحملوا مسؤولياتهم. اننا في مرحلة ينبغي فيها ان نعتبر ان اعضاء مجلس الامن منسجمون مع انفسهم. قال الجميع انه لا يمكن استخدام اسلحة كيميائية. والجميع وقع الاتفاق الدولي الذي يحظر استخدامها بما في ذلك الروس″.

طهران ترفض الاتهامات ضد النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية

طهران- (ا ف ب): رفضت ايران الخميس الاتهامات الموجهة ضد دمشق باستخدام اسلحة كيميائية معتبرة انه في حال تاكدت الشبهات فان مقاتلي المعارضة هم الذين يتحملون مسؤولية مثل هذا الهجوم، بحسب ما اوردت وكالة ايرنا الرسمية.

وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي أحمد داود اوغلو انه “اذا صحت المعلومات حول استخدام اسلحة كيميائية (في سوريا)، فان مستخدميها هم بالتأكيد المجموعات الارهابية والتكفيرية التي اثبتت انها لا تتراجع عن ارتكاب اي جريمة”.

وحول اتهامات  بعض وسائل الاعلام الغربية للحكومة السورية باستخدام مثل هذه الاسلحة، قال ظريف “في الوقت الذي يتواجد فيه مفتشو الامم المتحدة في دمشق وفي الوقت الذي تلحق الحكومة السورية هزائم بالارهابيين فكيف يمكن ان تلجأ هذه الحكومة الي مثل هذا الاجراء”.

واكد الوزير الايراني ان هذا العمل الاجرامي قد ارتكبته المجموعات “الارهابية” لان مصالحها تكمن في تصعيد الازمة السورية وتدويلها، مشيرا إلى إدانة الحكومة السورية للحادث.

من جانبه اعرب وزير الخارجية التركي عن قلقه من استخدام اسلحة كيميائية في سورية مطالبا بايضاح صحته أو عدم صحته وكذلك ابعاد هذه القضية ومواصلة الاتصالات والمشاورات بين طهران وانقرة للحيلولة دون اتساع رقعة الأزمة في سورية.

وكانت لجان التنسيق المحلية في سورية قد اعلنت أن حصيلة القتلى الذين سقطوا جراء “هجوم كيميائي” على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق ارتفعت إلى أكثر من 1300 شخصا.

غارات جوية على مناطق الهجوم الكيماوي في ريف دمشق

بيروت- (ا ف ب): نفذت قوات النظام السوري غارات جوية على مناطق عدة في دمشق وريفها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينها قرى ومدن قالت المعارضة انها شهدت الاربعاء هجوما كيميائيا ذهب ضحيته مئات الاشخاص.

وتأتي هذه الغارات في اطار عملية عسكرية واسعة تقوم بها قوات النظام منذ يوم الأربعاء في المنطقة.

وقال المرصد في بريد الكتروني “جدد الطيران الحربي قصفه على مناطق في مدينة زملكا والغوطة الشرقية وعربين (شرق العاصمة) مع استمرار القصف من القوات النظامية على المنطقة”.

واشار في رسالة لاحقة إلى أن “الطيران الحربي نفذ ايضا ثلاث غارات خلال خمس دقائق على مناطق في مدينة معضمية الشام” وغارات اخرى على داريا وخان الشيخ إلى جنوب غرب العاصمة.

وترافقت الغارات مع قصف على هذه المناطق التي عاشت الأربعاء حالة من الهلع نتيجة “الهجوم الكيميائي” وتعرضت لحملة قصف “لا سابق لها” بحسب المرصد.

واشار المرصد الى اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط زملكا. كما نفذ الطيران السوري غارة الخميس على حي القابون في شمال شرق دمشق.

وقال ناشط يقدم نفسه باسم ابو جهاد من شرق العاصمة في اتصال مع وكالة فرانس برس عبر سكايب ان التصعيد الذي حصل خلال الساعات الماضية مرتبط بمحاولة لقوات النظام لاستعادة السيطرة على معاقل للمعارضة المسلحة قريبة من دمشق.

واشار الى ان الجيش نفذ هجمات عدة في منطقة الغوطة الأربعاء، مضيفا انه تمكن من دخول عربين وحرستا وجوبر وزملكا وعين ترما شرق العاصمة.

واوضح ان قوات النظام “لم تستعد السيطرة على هذه المناطق، الا انها استعادت بعض النقاط الاستراتيجية”، مشيرا الى ان “الثوار بدأوا هجوما مضادا”.

ويسيطر مقاتلو المعارضة على مدن عدة وقرى في منطقة الغوطة الشرقية وعلى شريط جنوب غرب دمشق منذ اكثر من عام.

وذكرت المعارضة السورية ان 1300 شخص قتلوا في “الهجوم الكيميائي” الذي نفذته قوات النظام امس، فيما نفت دمشق بقوة حصوله.

في المقابل، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد القتلى الذين تمكن من توثيقهم الاربعاء في ريف دمشق يصل الى 170، وهم 109 بينهم ثلاثون امرأة و14 طفلا شرق دمشق، و61 في معضمية الشام بينهم احد عشر طفلا واربع نساء.

مجلس الأمن يطلب كشف الحقيقة حول الاتهامات باستخدام الكيميائي في ريف دمشق

نيويورك- (ا ف ب): اعلنت رئيسة مجلس الامن الدولي الاربعاء ان اعضاء المجلس يريدون “كشف الحقيقة” حول اتهام النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية في ريف دمشق و”يرحبون بعزم” الامم المتحدة على التحقيق في هذا الامر.

وكان مكتب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قال انه “صدم” بالتقارير وان خبراء الامم المتحدة للتحقيق في ادعاءات سابقة عن استخدام اسلحة كيميائية يجرون مناقشات مع دمشق.

وقالت سفيرة الارجنتين ماريا كريستينا بيرسيفال اثر جلسة مشاورات مغلقة للمجلس “ينبغي كشف حقيقة ما حصل ومتابعة الوضع من كثب”، مضيفة ان “اعضاء المجلس يرحبون بعزم الامين العام (بان كي مون) على اجراء تحقيق معمق ومحايد”.

واضافت ان اعضاء مجلس الامن الذين استمعوا الى تقرير لنائب الامين العام يان الياسون “رحبوا بتصميم الامين العام على اجراء تحقيق غير منحاز وسريع″.

واوضحت بيرسيفال ان الدول الاعضاء اعربت عن “قلقها العميق حيال مزاعم” المعارضة السورية التي اتهمت قوات النظام السوري بشن هجوم كيميائي ادى الى سقوط مئات القتلى.

واضافت ان الدول الاعضاء في مجلس الامن وجهوا ايضا “دعوة ملحة لوقف اطلاق النار” في سوريا وشددوا على ضرورة “تقديم مساعدة فورية للضحايا”.

وقال اكبر تحالف للمعارضة السورية ان 1300 شخص قتلوا في هجوم كيميائي الاربعاء على مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف دمشق.

ووزع الناشطون تسجيلات فيديو لا يمكن التحقق من صحتها على الفور يظهر فيها ممرضون يعالجون اطفالا في حالة اختناق ومستشفيات مكتظة.

وقالت بيرسيفال ان “كل اعضاء المجلس متفقون على ان اي استخدام للاسلحة الكيميائية من قبل اي طرف في اي ظروف هو انتهاك للقانون الدولي”، مشددة على ضرورة تقديم “مساعدة انسانية عاجلة الى الضحايا”.

ولم يصدر المجلس أي بيان رسمي في نهاية الاجتماع.

وقال دبلوماسيون ان روسيا والصين اللتين تسعيان لحماية نظام بشار الاسد منذ بدء الازمة السورية، اعترضتا على تبني بيان رسمي.

وعلى غرار ما جرى بالنسبة للازمة المصرية الاسبوع الماضي، اكتفى المجلس باعلان “معلومات للصحافة”. وقال دبلوماسي ان “هذه المعلومات تمثل نقاط التفاهم بين الدول ال15 الاعضاء” في المجلس.

وعقد اجتماع الاربعاء بطلب من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ولوكسمبورغ وكوريا الجنوبية.

وطلب عدد من الدول الاعضاء في مجلس الامن بينها فرنسا والولايات المتحدة ان يتوجه الخبراء الدوليون بسرعة الى المكان.

وطلبت واشنطن ان تؤمن سوريا على الفور الوصول الى الموقع بينما وصفت روسيا ما اعلنته المعارضة بانه “تحريض”.

من جهته، اعلن الياسون ان الامم المتحدة “تأمل ان تسمح الحكومة السورية للخبراء بالوصول الى الموقع (..) في اقرب وقت ممكن”.

واضاف “حتى الان الوضع الامني لا يسمح بالوصول” وطالب ب”وقف لاطلاق النار في تلك المنطقة خصوصا وبشكل عام في سوريا”.

وذكر دبلوماسي ان هذا يعني انه على رئيس فريق الامم المتحدة اكي سيلستروم التفاوض مع السلطات السورية للوصول الى الموقع.

وصرح الياسون “حتى لو لم يكن هناك تأكيد” في الوقت الراهن عن استعمال اسحلة كيميائية في ضاحية دمشق، فان القصف الذي حصل في تلك المنطقة يمثل “تصعيدا خطيرا”.

وقال بيان للامم المتحدة ان الفريق “يتابع بدقة الوضع في سوريا ويبقى ملتزما عملية التحقيق التي كلف بها من قبل الامين العام”.

وعلى خط مواز لاجتماع مجلس الامن، وجه عدد من الدول ومن بينها فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا رسالة الى بان كي مون طلبت منه رسميا اجراء تحقيق حول هذه الاتهامات.

وتطرقت هذه الرسالة المشتركة الى “معلومات تتمتع بصدقية حول استعمال اسحلة كيميائية”.

وقال دبلوماسي ان الدول الموقعة “طالبت بفتح تحقيق عاجل حول هذه الاتهامات” مشيرة إلى أن خبراء الامم المتحدة المتواجدين حاليا في سوريا يتوجب عليهم “الوصول بسرعة الى كل المواقع″ المشبوهة.

واضاف الدبلوماسي مساء الاربعاء ان هذه الرسالة وقعت من قبل “حوالى 35 بلدا”.

وندد مندوب منظمة هيومن رايتس ووتش لدى الامم المتحدة فيليب بولوبيون “باختيار روسيا والصين مرة جديدة حماية حكومة تقتل شعبها”.

دمبسي: أي تدخل عسكري أمريكي في سوريا لن يكون لمصلحة الولايات المتحدة

واشنطن- (ا ف ب): اعلن قائد الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن دمبسي في رسالة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها الاربعاء، أن أي تدخل عسكري أمريكي في سوريا لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة لان مقاتلي المعارضة السورية لا يدعمون المصالح الامريكية.

وفي رسالة الكترونية وجهها الاثنين إلى النائب الديموقراطي اليوت انغل، شدد الجنرال دمبسي في مجال معارضته أي تدخل عسكري في سوريا ولو حتى محدودا، على تشتت المعارضة السورية وعلى ثقل المجموعات المسلحة المتطرفة داخل هذه المعارضة.

واضاف “اعتبر ان المعسكر الذي نختار دعمه يجب ان يكون مستعدا لتعزيز مصالحه ومصالحنا عندما تميل الدفة لمصلحته. الوضح حاليا ليس كذلك”.

وتابع “بامكاننا ان ندمر الطيران السوري” المسؤول عن العديد من عمليات قصف المدنيين، لكنه تدارك “لن يكون الامر حاسما على صعيد عسكري بل سيدخلنا حتما في النزاع″ مضيفا انه في حال “تمكنت القوة الاميركية من تغيير التوازن العسكري (في سوريا) فهي لن تكون قادرة على حل المشاكل الاتنية والدينية والقبلية التاريخية التي تغذي النزاع″.

واشار إلى أن الاضطرابات في سوريا “ذات جذور عميقة”. وقال ايضا انه “نزاع طويل الامد بين فصائل متعددة والصراع العنيف لتولي الحكم سيستمر بعد نهاية حكم الاسد”.

واعتبر دمبسي الذي زار اسرائيل والاردن الاسبوع الماضي أن أي تدخل عسكري امريكي سيكون له ايضا “تداعيات ستضعف من أمن حلفائنا وشركائنا”.

اجتماع طارئ لمجلس الامن.. والامم المتحدة تطالب النظام بالسماح لها ببدء التحقيق

مجزرة مروعة بالاسلحة الكيماوية في ريف دمشق

بيروت ـ دمشق ـ عواصم ـ وكالات: عايش الشعب السوري فجر امس ابشع المجازر التي شهدتها البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات منذ اكثر من عامين حيث وقعت مجزرة في ريف دمشق الاربعاء اكدت المعارضة السورية ان عدد ضحاياها يفوق 1300 قتيل، بينما قال المرصد ان عددهم بالمئات، وذلك نتيجة قصف من قوات النظام السوري استخدمت فيه اسلحة كيميائية بحسب ناشطين، الامر الذي نفته دمشق.

واعلن مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بوي الاربعاء ان رئيس فريق مفتشي المنظمة الدولية اكي سيلستروم ‘يتشاور’ مع السلطات السورية في شأن المعلومات عن وقوع هجوم دام استخدم فيه سلاح كيميائي في سورية.

واضاف المتحدث ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعرب عن ‘صدمته’ لهذه التقارير و’كرر عزمه على اجراء تحقيق معمق حول الحوادث المفترضة التي تبلغها من دول اعضاء’ في المنظمة الدولية.

كما اعربت الولايات المتحدة الاربعاء عن ‘قلقها الشديد’ ازاء المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي قرب دمشق، وطالبت بتمكين الامم المتحدة من ‘الدخول فورا’ الى هذه المنطقة للقاء الشهود ومعاينة الضحايا.

ودعت المعارضة السورية وجامعة الدول العربية ودول غربية لجنة التحقيق الدولية حول الاسلحة الكيميائية الموجودة في سورية منذ اربعة ايام، الى التوجه الى مكان المجزرة للتحقيق.

واعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية على حسابه الرسمي على موقع ‘تويتر’ للتواصل الاجتماعي ان ‘اكثر من 1300 قتيل هي الحصيلة المؤكدة للهجوم الكيميائي الدموي في سورية’.

جاء ذلك فيما قال متحدث باسم البيت الابيض الاربعاء ان الولايات المتحدة ستتشاور مع شركائها في مجلس الامن الدولي بشأن التقارير عن استخدام اسلحة كيماوية في سورية، واعتبرت روسيا من جانبها ان الادعاءات بقيام قوات النظام السوري بهجوم كيميائي ‘عمل استفزازي’.

وقال المتحدث جوش ايرنست للصحافيين ان المسؤولين الامريكيين لم يتمكنوا بعد من التأكد بصورة مستقلة من التقارير عن استخدام مثل هذه الاسلحة في سورية من قبل القوات الحكومية.

وعبر البيت الابيض في بيان سابق عن القلق من التقارير ودعا الامم المتحدة الى اجراء تحقيق عاجل. وعقد مجلس الامن اجتماعا طارئا في الساعة 19.00 امس، بناء على طلب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لمناقشة هذا الموضوع، في حين اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن ‘صدمته’ ازاء المعلومات حول استخدام محتمل للسلاح الكيميائي في سورية.

ومن جهته اتهم القيادي في الائتلاف جورج صبرا المجتمع الدولي بانه شريك النظام في قتل السوريين.

وقال ‘من يقتلنا ويقتل اطفالنا ليس النظام وحده. التردد الامريكي يقتلنا، صمت اصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حرا يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا’.

واعتبر ان ‘النظام السوري يسخر من الامم المتحدة والقوى العظمى والدول الكبرى عندما يضرب اطراف دمشق بالسلاح الكيميائي اثناء حضور لجنة التحقيق الدولية، وهي على بعد خطوات من الضحايا والمناطق المنكوبة. فأين هو المجتمع الدولي واين هيبته وكرامته واي عالم نعيش فيه ليس فيه رادع للمجرمين والقتلة؟’.

واكد ان ‘ما يجري يطلق رصاصة الرحمة على كل هذه الجهود السياسية السلمية ويجعل الحديث عنها نوعا من العبث’، مشيرا في ذلك الى السعي الى عقد مؤتمر دولي لايجاد حل سلمي للأزمة السورية اطلق عليه اسم جنيف-2.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان ‘اكثر من مئة شخص قتلوا في قصف جوي وصاروخي لا سابق له’ مستمر منذ الفجر على مناطق عديدة في ريف دمشق، مشيرا الى ان ‘عدد القتلى مرشح للارتفاع′.

واعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه يشعر ‘بقلق شديد اثر التقارير التي تشير الى سقوط مئات القتلى وبينهم اطفال في عمليات قصف وهجوم بالاسلحة الكيميائية استهدف مناطق للمعارضين بالقرب من دمشق’، مضيفا ان حكومته ‘ستثير هذا الحادث امام مجلس الامن الدولي’.

ودعا الحكومة السورية الى ‘السماح فورا لفريق الامم المتحدة الذي يحقق حاليا في ادعاءات سابقة باستخدام اسلحة كيميائية بالتوجه الى منطقة’ الهجوم.

وكان رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا طالب باجتماع فوري لمجلس الامن الدولي بعد ‘المجزرة المروعة’.

كما طالب الجربا والمرصد السوري لحقوق الانسان والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية السويدي كارل بيلد فريق المفتشين الدوليين بالتوجه فورا الى الغوطة الشرقية والتحقيق في ملابسات ما حصل.

وابدى العربي ‘استغرابه لوقوع هذه الجريمة النكراء اثناء وجود فريق المفتشين الدوليين التابع للامم المتحدة في دمشق’.

ولم يصدر بعد اي تعليق على ما حصل عن لجنة التحقيق التي تتخذ من احد فنادق دمشق مقرا لها منذ وصولها الى سورية قبل اربعة ايام. ولم يعرف شيء عن انشطتها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه لا يملك معلومات مؤكدة حول استخدام الاسلحة الكيميائية، الا انه ذكر ان ‘هناك قوة نارية ضخمة تستخدم في القصف’، وان هناك محاولات من قوات النظام لاقتحام معضمية الشام الواقعة جنوب غرب العاصمة حيث افاد عن اشتباكات بين قوات النظام والمجموعات المقاتلة المعارضة.

وقد طال القصف بلدات ومدنا عدة جنوب شرق وجنوب غرب العاصمة.

وتحدث الاعلام الرسمي السوري من جهته عن عمليات عسكرية عادية في ريف دمشق ضد ‘ارهابيين’.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية ‘سانا’ عن مصدر اعلامي ان ‘لا صحة اطلاقا للانباء حول استخدام سلاح كيميائي في الغوطة. وما تبثه القنوات (…) الشريكة في سفك الدم السوري ودعم الارهاب عار عن الصحة وهو محاولة لحرف لجنة التحقيق الخاصة بالسلاح الكيميائي عن انجاز مهامها’.

وقال مصدر امني سوري ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ‘كل يوم، هناك معارك، والامر ليس جديدا. هناك عمليات في كل المناطق، ومطاردة المجموعات المسلحة مستمرة’.

في المقابل، قالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ‘حوالى الساعة الثالثة من صباح يوم الأربعاء (00.00 ت غ) قامت قوات النظام بقصف مناطق واسعة من الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية’، وقصف معضمية الشام في الغوطة الغربية بصواريخ كيميائية ايضا.

واضافت ‘توجهت مئات الحالات إلى المشافي الميدانية المختلفة في بلدات الغوطة الشرقية وحتى الكادر الطبي المسعف تأثر بالغازات السامة نتيجة عدم وجود أقنعة واقية واستشهد الكثير من المصابين نتيجة عدم وجود العلاجات المناسبة والكم الهائل للمصابين’.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن ‘استخدام وحشي للغازات السامة من قبل النظام المجرم على بلدات في الغوطة الشرقية فجر اليوم (امس)’.

واضافت ان ‘النظام وجه باجرام لا يوصف اسلحته الكيماوية ضد العائلات في تلك المناطق ليختنق الأطفال في أسرتهم ولتغص المشافي الميدانية بمئات الاصابات في ظل نقص حاد باللوازم الطبية الكافية لاسعافهم وخاصة مادة الاتروبين’.

وبث ناشطون اشرطة فيديو عدة على موقع ‘يوتيوب’ الالكتروني يظهر في احدها اطفال يتم اسعافهم عبر وضع اقنعة اكسجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة، بينما اطفال آخرون في شريط آخر يبدون مغمى عليهم من دون آثار دماء على اجسادهم، ويعمل مسعفون او اطباء على رش الماء عليهم بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم.

وتبدو في احد الاشرطة عشرات الجثث بعضها لاطفال مغطاة جزئيا باغطية بيضاء ممددة على ارض غرفة. في حين يصرخ المصور ‘ابادة مدينة معضمية الشام بالسلاح الكيميائي’. ووسط حالة واضحة من الهلع، يسأل المصور احدهم ‘اهلي؟ ابي وامي؟ اين هم؟’.

مصادرة 10 صواريخ من شاحنة دخلت الاراضي اللبنانية من سورية

بيروت ـ يو بي آي: صادرت قوى الامن اللبنانية الاربعاء 10 صواريخ كانت في شاحنة قرب الحدود اللبنانية- السورية في وادي البقاع شرق لبنان .

وقال مصدر امني إن الشاحنة المحملة بالصواريخ من نوع غراد كانت في منطقة رأس بعلبك القريبة من حدود لبنان مع سورية حيث ثكثر عمليات تهريب الاسلحة من والى سورية. وتم توقيف سائق الشاحنة وهو لبناني من منطقة شمال لبنان.

سورية المنقسمة خطر على اسرائيل

صحف عبرية

أحدثت الحرب الأهلية في سورية انقساما في الدولة، لأنه لا أحد من الطرفين يستطيع ان يهزم الآخر. ويتمتع الطرفان بمساعدات عسكرية سخية، من ايران وروسيا لنظام الاسد، ومن قطر والعربية السعودية وتركيا للمعارضة. السلاح اذا متوفر وأنهار الدم تؤجج الكراهية التي لن تخبو.

ومع عدم وجود حسم ستُقسم الارض، ورغم عدم وجود حدود جغرافية حادة فان التقسيم أخذ يتشكل أمام أعيننا. إن الساحل ومدن الساحل ومدينتي حمص والقصير وريفها الجنوبي حتى دمشق وما حولها هذه دولة العلويين التي يسيطر عليها نظام الاسد بفضل من طهران وموسكو. أما وادي الفرات الذي يشق سورية بصورة شبه منحرفة من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي من حدود تركيا الى حدود العراق، فهو دولة الاسلام التي تسيطر عليها منظمات توائم للقاعدة والاخوان المسلمين.

القاعدة يُؤيدها السعوديون والقطريون، أما الآخرون فتُؤيدهم تركيا. ولا توجد قوة خارجية مهمة تؤيد المعارضة العلمانية، ولهذا سيتغلب الاسلاميون، كما كانت الحال في مصر في المكان الذي ستكف فيه سيطرة الاسد.

تكسب ايران من الوضع الجديد فقد أنقذت حكم حليفها الاسد، وتستطيع ان تستمر في أن تنشئ على ساحل البحر المتوسط وشمال اسرائيل قاعدة صلبة مشحونة بالصواريخ والسلاح الكيميائي. أما الخسارة فانها تخسر الاتصال المكاني، الذي كان حتى ذلك الحين من طهران مرورا ببغداد الى دمشق.

ومقابل ذلك تكسب المعارضة ومؤيدوها الاقليميون من التقسيم الجديد لسورية، فالانجاز المجيد لسيادة اسلامية على جزء من مساحة سورية سينشأ فيه كما يبدو حكم الشريعة الاسلامية. وتكسب القلة الكردية في الشمال الشرقي للدولة هي ايضا من التقسيم، فهي تنشئ في ظل الحرب جيبا ثالثا، كرديا، سيتحدد مستقبله بين حكومة أربيل في شمال العراق وبين أنقرة. والى جانبهم يكسبون في روسيا ايضا لأنها تستمر في الابقاء على قاعدتها البحرية في البحر المتوسط.

إن تقسيم سورية لا يُحسن وضع اسرائيل الاستراتيجي، اذا استثنينا الانقطاع الجغرافي بين العراق ودمشق، الذي هو ايضا غير كامل. إن قوة سورية وحزب الله الصاروخية ما تزال على حالها وهي تهديد ثقيل لاسرائيل. وما زال لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله سيطرة عملية، يُستخدم ارض استعباد متقدمة للعدوان على اسرائيل، وستظل الموانئ السورية تُستخدم مسار إمداد من ايران لسورية وحزب الله. والى ذلك ورغم سيطرة الاسد على منطقة دمشق فانه يبقى للمنظمات السلفية وصول مباشر الى جزء كبير من حدود هضبة الجولان. وهكذا لا يتلاشى خطر تسرب التأثير الاسلامي الى الاردن في الوضع الجديد، بل ربما يقوى.

ولهذا فان سورية المنقسمة تُعرض اسرائيل لتحدٍ مضاعف، وهو أن حكم الاسد أصبح أكثر تعلقا بايران، في وقت ما زالت فيه القوة الصاروخية المتنوعة تهدد الجبهة الاسرائيلية الداخلية. والى ذلك حصلت جهات القاعدة على وصول مباشر الى أهداف في اسرائيل، وفي ضوء ازدياد قوة المنظمة في العراق تحاذي اسرائيل الآن كيانا سنيا جديدا متطرفا جدا وذا قدرة عملياتية.

صحيح أن التهديد القديم للفرق المدرعة السورية في الجولان لم يعد قائما الآن، لكن الواقع الجديد لسورية المنقسمة بين ايران والقاعدة، ليس أكثر إراحة. فيجب على من يخطط لبناء القوة أو لتقليصها ان يكون متيقظا لهذا.

افرايم سنيه

يديعوت 21/8/2013

ردود فعل دولية منددة بالمجزرة ومطالبة بتحقيق ‘فوري ومعمق

عواصم ـ وكالات: توالت ردود الفعل الدولية على انباء المجزرة التي شهدتها منطقة الغوطة في ريف دمشق وراح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى حيث قال مسؤول أمريكي إنه لا يوجود تأكيد رسمي حول حصول هجوم كيمائي جديد في سورية، على خلفية تقارير للمعارضة عن مقتل المئات باستخدام هذا السلاح بريف دمشق.

وقال المسؤول الأمريكي الذي رفض الكشف عن اسمه، لشبكة ‘سي ان ان’ الأمريكية، الأربعاء، إنه ما من تأكيد رسمي على استخدام السلاح الكيمائي مؤخراً في سورية، ولكنه شدّد على أنه بحال اتضاح صحة هذه التقارير، فإن ذلك سيوفر ‘دليلاً إضافياً على الفظائع الوحشية لنظام يائس ولرجل يائس′. مشيراً في هذه العبارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

الاتحاد الاوروبي اي

استخدام للاسلحة الكيميائية

غير مقبول على الاطلاق

ودعا متحدث باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون الاربعاء الى اجراء تحقيق ‘فوري ومعمق’ في الشبهات حول استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية في احدى ضواحي دمشق.

وقال المتحدث في بيان ‘اطلعنا بقلق كبير على المعلومات المتعلقة بالاستخدام المحتمل لاسلحة كيميائية من قبل النظام السوري. يجب ان يجرى تحقيق فوري ومعمق حول هذه الاتهامات’.

واضاف ان ‘الاتحاد الاوروبي يعيد التأكيد ان اي استخدام للاسلحة الكيميائية من قبل اي طرف في سورية، سيكون غير مقبول على الاطلاق’.

ونفى الجيش السوري نفيا قاطعا استخدام اسلحة كيميائية الاربعاء في احدى ضواحي دمشق، كما تتهمه بذلك المعارضة التي تتحدث عن مئات القتلى.

وقال الاتحاد الاوروبي ان من الضروري ان تتوافر لمهمة خبراء الامم المتحدة الموجودة في سورية من اجل اجراء تحقيق حول الاسلحة الكيميائية ‘امكانية الوصول الشامل ومن دون عقبات الى جميع المواقع على الاراضي السورية’.

ورأى وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الموجود في بروكسل للمشاركة في اجتماع لوزراء الخارجية حول مصر، ان هذه الاتهامات ‘الخطيرة جدا’ يجب ان تتأكد او تدحض ‘في اقرب وقت ممكن’. وقال ‘نطالب بأن تتوافر لخبراء الاسلحة الكيميائية الموجودين في سورية امكانية التحقق منها على الفور’.

تركيا تراقب الوضع ‘بقلق بالغ’

من جهتها دعت تركيا مفتشي الامم المتحدة الى التحقيق في تقارير مقتل المئات في هجوم بالغاز وقصف لقوات الرئيس السوري بشار الاسد وقالت انها تراقب الوضع ‘بقلق بالغ’.

وقالت وزارة الخارجية في بيان ‘يجب القاء الضوء على الفور على هذه المزاعم وعلى بعثة الأمم المتحدة التي تشكلت للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سورية التحقيق فيها والاعلان عما تتوصل إليه.’

وأضافت ‘اذا تبين ان هذه البيانات صحيحة فلن يكون هناك مفر امام المجتمع الدولي من اتخاذ الموقف اللازم وتقديم الرد المناسب على الهجمية والجريمة ضد الانسانية.’

وكانت انقرة في وقت من الاوقات حليفة للاسد لكنها الان من اشد منتقديه وتشعر منذ فترة طويلة بالقلق بشأن الاستخدام المحتمل للاسلحة الكيماوية ضد شعبه.

وبدأت تركيا تكثف من فحصوها للمصابين الذين يصلون من سورية للعلاج في وقت سابق هذا العام لتحديد ما اذا كانوا ضحايا لهجوم بأسلحة كيماوية لكن لم تصدر تفاصيل علنية عن نتائج هذه الاختبارات.

ومن باريس أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم، الأربعاء، أن الرئيس فرنسوا هولاند يعتزم الطلب من الأمم المتحدة التوجّه إلى موقع يشتبه أن الجيش السوري استخدم فيه السلاح الكيميائي في ريف دمشق.

وقالت بلقاسم في تصريح صحافي، إن الرئيس هولاند ‘أعرب عن عزمه الطلب من الأمم المتحدة التوجه إلى مواقع الهجوم’. وتابعت ‘يتعيّن التحقق من هذه المعلومات وتأكيدها’.

كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء انه اذا ما تأكدت المعلومات المتعلقة باستخدام النظام السوري اسلحة كيميائية في احدى ضواحي دمشق، فسيكون ذلك ‘عملا وحشيا غير مسبوق’.

وقال فابيوس لدى وصوله الى بروكسل للمشاركة في اجتماع استثنائي حول مصر لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، انه اذا ما ثبت استخدام الاسلحة الكيميائية في هذا اليوم، ‘فلن يكون ذلك مجزرة فقط، بل عملا وحشيا غير مسبوق ايضا’.

واضاف فابيوس لأن ‘ذلك سيشمل عددا كبيرا جدا من الاشخاص والنساء والاطفال، وتحديدا في وقت تزور الامم المتحدة’ سورية، مشيرا الى ان اتهامات المعارضة ‘لم تتأكد بعد’.

وكان الرئيس فرنسوا هولاند طلب في وقت سابق من يوم الاربعاء ان تجري بعثة خبراء الامم المتحدة الموجودة في سورية تحقيقا حول شبهات في استخدام اسلحة كيميائية. واعرب فابيوس عن امله في ان تتمكن هذه البعثة من اجراء تحقيق ‘فوري’ في المكان الذي وقع فيه الهجوم.

واوضح فابيوس انه سيجري في المساء اتصالا هاتفيا برئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا.

ومن لندن اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاربعاء ان بريطانيا ستحيل ما اعلنته المعارضة السورية عن مقتل 650 شخصا في هجوم كيميائي قرب دمشق الى مجلس الامن الدولي.

وقال هيغ ‘اشعر بقلق شديد اثر التقارير التي تشير الى سقوط مئات القتلى وبينهم اطفال في عمليات قصف وهجوم بالاسلحة الكيميائية استهدف مناطق للمعارضين بالقرب من دمشق’.

واضاف ان ‘المملكة المتحدة ستثير هذا الحادث امام مجلس الامن الدولي’.

وقال هيغ ‘ادعو الحكومة السورية الى السماح فورا لفريق الامم المتحدة الذي يحقق حاليا في ادعاءات سابقة باستخدام اسلحة كيميائية بالتوجه الى منطقة’الهجوم.

واوضح ان ‘هذه الادعاءات غير مؤكدة ونسعى الى الحصول بشكل عاجل على المزيد من المعلومات التي ان تاكدت صحتها فانها ستشكل تصعيدا مروعا في استخدام الاسلحة الكيميائية في سورية’.

واضاف ‘على الذين امروا باستخدام الاسلحة الكيميائية والذين يستخدمونها ان لا يشكوا لحظة في اننا سنفعل كل شيء لكي يحاسبوا جميعا على ذلك’.

واعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية ان 650 شخصا قتلوا في ‘هجوم كيميائي’ نفذته قوات النظام الاربعاء في ريف دمشق. الا ان السلطات السورية نفت استخدام اسلحة كيميائية في هذا القصف.

السويد تطالب بتمكين المفتشين الدوليين من التحقيق

ومن جهته دعا وزير الخارجية السويدي كارل بيلد الاربعاء سورية الى السماح ‘بصورة عاجلة’ لمحققي الامم المتحدة من معرفة ما اذا كان النظام استخدم اسلحة كيميائية.

وكتب بيلد على تويتر ‘يجب السماح لمحققي الامم المتحدة من الوصول الى المكان الذي تعرض لهجمات محتملة بالاسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق’.

اعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية مقتل المئات في ‘هجوم كيميائي’ نفذته قوات النظام اليوم الاربعاء في ريف دمشق. كما افادت الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية عن سقوط المئات نتيجة قصف بالغازات السامة والاسلحة الكيميائية.

كما قال رئيس الفريق الدولي للتفتيش عن الأسلحة الكيماوية اليوم الأربعاء إنه يجب التحقيق في أنباء وقوع هجوم بغاز الأعصاب في سورية.

ونقلت وكالة الأنباء السويدية عن العالم السويدي أكي سيلستروم إنه لم ير سوى لقطات تلفزيونية وإن ضخامة عدد القتلى المذكور يثير الريبة.

وقال للوكالة في اتصال تليفوني من دمشق ‘يبدو أن هذا شيء يجب النظر فيه… سيتوقف الأمر على أن تذهب أي دولة عضو بالأمم المتحدة إلى مجلس الأمن وتقول إننا يجب أن ننظر في هذه الواقعة. نحن في الموقع′.

كما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية دعا الأربعاء مفتشي الأمم المتحدة إلى التحقيق على الفور في تقارير بهجوم بأسلحة كيماوية قرب العاصمة السورية دمشق والذي قال نشطاء إنه أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل.

وقالت الوكالة ‘استغرب الأمين العام في بيان له اليوم (الأربعاء) وقوع هذه الجريمة النكراء أثناء وجود فريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة في دمشق والمكلف بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية.

‘وطالب فريق المفتشين بالتوجه فورا إلى الغوطة الشرقية للاطلاع على حقيقة الأوضاع والتحقيق حول ملابسات وقوع هذه الجريمة التي تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الانساني’.

كما طالبت السعودية مجلس الامن الدولي بعقد اجتماع فوري الاربعاء حول سورية للخروج بقرار ‘واضح رادع يضع يضع حدا للمأساة الانسانية’ في هذا البلد.

وقال وزير الخارجية الامير سعود الفيصل ردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول الهجمات قرب دمشق ‘لقد آن لمجلس الامن الدولي أن يضطلع بمسؤولياته وان يتجاوز الخلافات بين اعضائه، ويستعيد ثقة المجتمع الدولي به، وذلك بعقد اجتماع فوري للخروج بقرار واضح ورادع يضع حدا لهذه المأساة الانسانية’.

واضاف ‘نطالب كذلك وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذين يعقدون اجتماعاً طارئا في بروكسل بأن تشكل هذه الفاجعة الانسانية المحور الاساسي في مباحثاتهم’.

ويعقد وزراء الخارجية في الاتحاد الاوروبي اجتماع ازمة حول مصر في ظل التاكيد على ادانه العنف لكن وسط تصميم على ابقاء قنوات الحوار مفتوحة مع القاهرة.

يذكر ان مجلس الامن الدولي فشل في اتحاذ قرارات حول النزاع في سورية بسبب الفيتو الذي تمارسه روسيا والصين.

وصرح الفيصل ‘اننا والعالم فجعنا بمشاهدة هذه المجزرة الانسانية البشعة والمروعة لعدد من المدن السورية وباستخدام السلاح الكيماوي المحرم دولياً وما نجم عنها من مئات الضحايا من المدنيين الابرياء معظمهم من النساء والاطفال وبدم بارد على مرأى ومسمع الضمير العالمي’.

وختم قائلا ان السعودية ‘سبق وان حذرت مرارا وتكرارا المجتمع الدولي من حجم المآسي والمجازر الشنيعة التي يرتكبها نظام سورية ضد شعبه وأبناء جلدته، وتحذر من أن استمرار التخاذل من شأنه ان يؤدي إلى المزيد من هذه المآسي’.

غاز السارين: بلا لون إلا لون المجزرة وبلا رائحة إلا رائحة الموت

ساره الشمالي

غاز السارين فتك اليوم بألف سوري، وترك أكثر من ثلاثة آلاف بين الموت والحياة، فالإصابة سهلة لكن العلاج منه قد لا يتوافر سريعًا، ما يؤدي إلى الموت السريع.

بيروت: أكثر من ألف قتيل وثلاثة آلاف مصاب حصيلة سقوط صواريخ محملة رؤوسًا كيميائية، تحتوي غاز السارين، على مدن وبلدات في ريف دمشق، في الغوطتين الشرقية والغربية. هذا العدد مرشح للارتفاع في كل لحظة، لأن المستشفيات والمستوصفات الميدانية التي استحدثها الثوار السوريون لا تستطيع تحمل هذا العدد الكبير من المصابين بغاز الأعصاب في آن واحد.

ما هو سارين؟

غاز السارين هو غاز بلا لون وبلا رائحة، ويعتبر من غازات الأعصاب شديدة السمية. فهو يشبه في تركيبته مبيدات الحشرات، بحسب ما يفيد به المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

والتعرض لهذا الغاز يؤدي إلى تكون غشاوة في البصر، وصعوبة في التنفس، واختلاج في العضلات، والتعرق، والتقيؤ، والإسهال، والغيبوبة، وتوقف الرئتين، فالموت. وهذه هي الأعراض التي شاهدها العالم منذ الصباح على أشرطة فيديو بثها الناشطون السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتظهر الأعراض بعد ثوان معدودة من التعرض للغاز حين يكون في صورة بخار، وبين دقائق معدودة إلى 18 ساعة بعد التعرض له حين يكون في صورة سائلة. والتعرض لغاز السارين الفتاك بطرق عدة، إستنشاقًا إلى الرئتين أو ترشحًا عبر الجلد. وبما أن السارين يمتزج بالماء بسهولة، يمكن أيضا استخدامه لتسميم المياه.

تدابير سريعة

الشفاء من التعرض لغاز السارين ممكن بالعلاج، شريطة الاسراع في استخدام المضادات الحيوية لتكون فعالة. وينصح العلماء بتجنب التعرض للغاز، بمغادرة المنطقة المسمومة، والانتقال إلى مكان أعلى لأن سارين أثقل من الهواء، وبالتالي يستقر في المناطق الخفيضة.

وإذا تم ابتلاع غاز السارين، يجب عدم تحريض القيء أو إعطاء سوائل للشرب، بل تلقي العناية الطبية على الفور. وإذا أعتقد الناس أنهم تعرضوا للغاز، عليهم خلع ملابسهم، وغسل كامل الجسم بسرعة بالماء والصابون، وغسل العينين بالماء لمدة 10 إلى 15 دقيقة إذا كانت العيون تحرق، أو إذا كانت الرؤية غير واضحة اثر التعرض للمواد الكيميائية، وطلب الرعاية الطبية في أسرع وقت ممكن.

والأطباء يصرون على التخلص الفوري من الملابس، وقص الملابس التي تلبس عن طريق فتحة الرأس، ووضعها في كيسين بلاستيكيين متتاليين، وإبقائها بعيدًا عن متناول اليد، حتى تتسلمها السلطات المختصة.

سلاح حربي

يعود أول استخدام هذا الغاز في الحروب إلى أيام ألمانيا النازية، التي خططت لإنتاجه على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الثانية، من دون أن تكمل.

وفي الحرب الباردة، أنتجت دول معسكري وارسو والناتو غاز السارين بهدف استخدامه في الحروب، إلا أن التقارير الأولى حول لجوء الجيوش إليه بشكل كثيف في حرب نظامية فتعود إلى الحرب بين العراق وإيران، إذ تشير إلى أن الجيش العراقي استخدم هذا الغاز في عملية عسكرية نفذها في العام 1988 ضد مدينة حلبجة الكردية، وأدى ذلك إلى مقتل الآلاف. وتم ذلك تحت إشراف علي الكيماوي، أحد أركان نظام صدام حسين.

وفي العام 1994، أطلقت جماعة أوم شينريكو الدينية اليابانية كميات من هذا الغاز في مترو الأنفاق في العاصمة طوكيو، فقتل 13 شخصًا، وذلك بعد عام واحد من توقيع 162 دولة معاهدة الحد من انتشار الأسلحة الكيميائية، أشرفت عليها الأمم المتحدة، تحظر إنتاج وتخزين واستخدام غاز سارين.

كميات ضئيلة

تقول مصادر في أجهزة المخابرات الغربية إن سوريا تملك مخزونًا كبيرًا من هذا الغاز، إلى جانب أسلحة كيميائية أخرى. ولم تنف دمشق هذا الاتهام يومًا، بل اكتفت بالتأكيد أنها لن تستخدم هذه الأسلحة، إن وجدت، ضد شعبها، وفقًا لبيانات متكررة من وزارة الخارجية السورية.

ويقول خبراء في هذا المجال إن النظام السوري قد يستخدم نسبا ضئيلة من هذا الغاز الفتاك، لوقف تقدم المعارضة حيث تتقدم، ولإجبارها على التراجع متى وجد نفسه مرتبكًا. كما أن استخدام قنابل صغيرة تحتوي على هذا الغاز لا يترك آثارًا كبيرة يمكن أن تستخدم دليلًا على الاستخدام، كما حدث في خان العسل، وفي بعض مناطق حمص، التي توجه فيها سوريا وروسيا أصابع الاتهام إلى المعارضة. ويعد ما حصل فجر اليوم الأربعاء أكبر استخدام لغاز سارين في سوريا.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831387.html

مجزرة ريف دمشق أثلجت صدور شبيحة الأسد

يبدو أن مجزرة الغوطة في ريف دمشق التي روعت مشاهدها العالم تركت تأثيرًا مختلفًا لدى مؤيدي الرئيس السوري. فبعد ساعات على وقوعها احتفل مناصرو الأسد بالغناء وتوزيع الحلوى وحتى بالشماتة على مواقع التواصل الاجتماعي.

بيروت: بعد ساعات من مجزرة الغوطة في ريف دمشق، والتي أودت بحياة أكثر من 1300 شخص، احتفل مناصرون للرئيس السوري في حديقة جامعة دمشق فيما جالت سيارات لعناصر من الشبيحة في منطقة البرامكة على وقع الأغاني المؤيدة للأسد.

وفيما وزع موالون للأسد الحلويات في عدة مناطق في دمشق كان مناصروه على صفحات المواقع الاجتماعية يحتفلون على طريقتهم. فكتبت صفحة “شبكة حرستا” “وأخيراً الكيماوي السوري انطلق، أبو حافظ ما عهدناك إلا الحامي الأول والحكيم لسوريا، سربنا نحو القمة” وعلق البعض”هذه المجزرة تمثلني”.

طهران ترفض اتهام الأسد

سياسيًا، رفضت إيران الخميس الاتهامات الموجهة ضد دمشق باستخدام اسلحة كيميائية معتبرة أنه في حال تأكدت الشبهات فإن مقاتلي المعارضة هم الذين يتحملون مسؤولية مثل هذا الهجوم، بحسب ما اوردت وكالة ايرنا الرسمية.

وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي احمد داود اوغلو إنه “اذا صحت المعلومات حول استخدام اسلحة كيميائية (في سوريا)، فإن مستخدميها هم بالتأكيد المجموعات الارهابية والتكفيرية التي اثبتت أنها لا تتراجع عن ارتكاب أي جريمة”.

وتساءل ظريف “كيف يمكن للحكومة السورية ارتكاب مثل هذا العمل في حين أن مفتشي الامم المتحدة موجودون في دمشق وأن دمشق تصد الارهابيين؟”. واتهم مجموعات المعارضة المسلحة السورية مؤكداً أن “من مصلحة المجموعات الارهابية تصعيد الازمة وتدويلها”.

واوضح من جهة اخرى أن إيران “على اتصال مع الحكومة السورية لدرس مختلف اوجه هذه المسألة”. كما ذكر بأن طهران “تندد بشدة بأي استخدام للاسلحة الكيميائية”.

واتهمت المعارضة السورية النظام بارتكاب مجزرة الاربعاء في ريف دمشق راح ضحيتها اكثر من 1300 قتيل نتيجة استخدام السلاح الكيميائي لكن روسيا حليفة نظام دمشق اعتبرت ذلك “عملاً استفزازياً مخططاً له مسبقاً”.

وأعلنت رئيسة مجلس الامن الدولي الاربعاء أن اعضاء المجلس يريدون “كشف الحقيقة” حول اتهام النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية و”يرحبون بعزم” الامم المتحدة على التحقيق في هذا الامر.

وأكدت السلطات السورية أن “الادعاءات كاذبة وعارية تمامًا من الصحة جملة وتفصيلاً”، وأن هدفها محاولة “صرف لجنة التحقيق الدولية عن انجاز مهمتها ومحاولة للتشويش على ما سيصدر عنها”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831524.html

هكذا يُحاسب القانون الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق

ريما زهار

أثار الهجوم الكيميائي على غوطة دمشق استنكارًا عالميًا كبيرًا، واعتبر البعض أن نيرون ليس سوى مجرم صغير امام من يتحكّم بمصير سوريا، فكيف يحاسب القانون الدولي ذلك؟.

 بيروت: يؤكد خبير القانون الدولي منيف حمدان في حديثه لـ”إيلاف” أن استعمال هذا النوع من الاسلحة الكيميائية كما هو استعمال اسلحة الدمار الشامل، محرّم في كل قوانين العالم، بما فيها القانون الدولي، وحتى تتم ملاحقة المسؤولين، يجب القيام باجراءات لا بد منها، كأن يوافق مجلس الامن الدولي على احالتها الى المحكمة الجنائية الدولية، هناك محكمة جنائية دولية تهتم بكل هذا النوع من استعمال السلاح الى الإبادة الجماعية، الى التطهير العرقي، الى كل تلك الجرائم التي يندى لها الجبين. لم نستطع جميعًا، يضيف حمدان، ونحن نشاهد الصور أن نصدق أن عاقلاً ما يستطيع أن يستعمل هذا السلاح، وهو يعرف مسبقًا هذا النوع من النتائج التي وجدتُ أن اكثر الحيوانات ضراوة، من الضبع الى الاسد والنمر الى الغول، تبقى متقدمة جدًا اخلاقيًا على الذي سمح لنفسه أن يستعمل هذا النوع من السلاح، لم يخطر في بال أحد أن عاقلاً يعطي امرًا باستعمال هذا السلاح، لقد فقدنا انسانيتنا كثيرًا، واصبحنا نقف عاجزين امام هول الجرائم التي تحصل.

ويضيف حمدان” هل يخطر على بالنا اليوم أن هناك مجموعة تنسف الكنائس على رؤوس المصلين، وكذلك الجوامع، أي جنس من البشر اصبحنا، أن ما حصل في ريف دمشق وعلى مساحة الوطن العربي ككل يقزز النفس ويجعلنا في حالة ثورة، ونتمنى على كل دول العالم أن تستنفر كل قواها لتضع حدًا لهذا النوع من الجرائم.

ولدى سؤاله عن الحالات السابقة التي جرت فيها ابادات جماعية أو استعمال للكيميائي، يعود حمدان الى ما جرى في العراق على ايام الرئيس الاسبق صدام حسين، حيث كان ذلك سببًا في قصفه بالكيميائي مناطق كردية ما أدى الى نتائج مخيفة جدًا، والامر شكّل نقطة سوداء في سجل النظام العراق آنذاك، وتكاتفت الاخطاء فوق بعضها وتراكمت الى أن حصل الغزو على العراق في العام 2003.

القوات الدولية

ويلفت حمدان الى أن القوات الدولية لا تستطيع من تلقاء نفسها التحرك باتجاه سوريا، بل يجب أن يصدر قرار من مجلس الامن، ويضيف حمدان :” يؤلمني أن مجلس الامن يوم امس انعقد بسرعة تامة، وكنا نأمل أن ثمة قرارًا ايجابيًا سوف يصدر، لكن لسوء الحظ، اصطدم القرار بالفيتو الروسي والصيني وتعطّل الامر.

ويؤكد حمدان أنه كان على الامم المتحدة أن تتخذ قرارًا باحالة هذه الدعوة على المحكمة الجنائية الدولية أو أن تتخذ قرارًا غير ذلك الذي اتخذ، لأن هناك بعض الحجج المقبولة قانونيًا، بمعنى أنه كيف نستطيع أن نتخذ قرارًا ما طالما أننا لم نعرف بعد من استعمل هذه الاسلحة الكيميائية، من منطلق قانوني صرف يمكن أن نفهم هذا الموقف، ولكن نتمنى أن يتم التحقيق بصورة قصوى، حتى نعرف من هو المسؤول لتتم محاكمته وفقًا لأحكام القانون الدولي.

ويؤكد حمدان “اذا كان المسؤول رئيس دولة يتخذ القرار باحالته الى المحكمة الجنائية الدولية، واذا كانت مجموعات كذلك يتخذ القرار بشأنها، وتُكّلف ساعتئذ الاجهزة الامنية التابعة للامم المتحدة بإجراءات خاصة، كتحريك القوى الدولية لتضع حدًا لهذا الامر، ومعرفة كل الاشخاص الذين امروا أو شاركوا، واحالتهم بالتالي على المحكمة الجنائية”.

ويشير حمدان الى أن آثار تلك المجزرة لن تُمحى بسهولة من أذهان الناس، ويقول:”يحفظ لنا التاريخ أن نيرون حرق روما، حتى يشعل سيجارة أو ينظم بيتًا من الشعر، القانون الانساني يمنع ذلك، ولكن لعنة التاريخ لا تزال قائمة عليه حتى الآن، ولكن اتطلع الى سيرة نيرون المشينة جدًا، واذا اردت أن اقارنها بما يحصل اليوم نراه مجرمًا صغيرًا امام المجرمين الذين يتحكمون بمصير مناطقنا في هذه الايام.”

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831520.html

واشنطن ترفض الحديث بعد اليوم عن “خط أحمر” للنظام السوري

أ. ف. ب.

طالبت الولايات المتحدة بأن “يسمح فورًا” للامم المتحدة بالوصول الى موقع قالت المعارضة السورية إنه شهد هجومًا كيميائيًا شنّه النظام، ورفضت الحديث بعد اليوم عن “خط أحمر” تجاوزته دمشق.

واشنطن: جاء اتهام النظام السوري بارتكاب مجزرة بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق ونشر صور لجثث أطفال قضوا فيها بعد عام تمامًا من تحذير الرئيس الأميركي باراك أوباما نظام بشار الاسد من أن لجوءَه الى مخزونه من السلاح الكيميائي سيشكل “خطاً أحمر”.

خطوط حمراء!

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي الاربعاء: “لا أتحدث عن خطوط حمراء. لم أناقش أو أتحدث عن خطوط حمراء، لا أحدد خطوطاً حمراء ولا نتحدث عن خطوط حمراء اليوم”.

وفي وقت سابق، اكد مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست أن “الولايات المتحدة تدين بقوة أي لجوء الى الاسلحة الكيميائية”، وأنه ينبغي “محاسبة” من يقوم بذلك، لكنه اوضح أنه لا يستطيع تأكيد حصول هذا الهجوم الذي قالت المعارضة إنه خلّف 1300 قتيل في ريف دمشق.

واذ امل بأن تجري الامم المتحدة تحقيقاً “عاجلاً” في هذا الشأن، ذكر ارنست بأن فريقًا متخصصاً من المنظمة الدولية موجود حاليًا في سوريا، داعيًا دمشق الى السماح له “فوراً بمقابلة الشهود والاشخاص المتضررين”.

هل تكشف الحقيقة؟

واعلنت رئيسة مجلس الامن الدولي الاربعاء أن اعضاء المجلس يريدون “كشف الحقيقة” حول اتهام النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق و”يرحبون بعزم” الامم المتحدة على التحقيق في هذا الامر.

وقالت سفيرة الارجنتين ماريا كريستينا بيرسيفال إثر جلسة مشاورات للمجلس: “ينبغي كشف حقيقة ما حصل ومتابعة الوضع من كثب”، مضيفة أن “اعضاء المجلس يرحبون بعزم الامين العام (بان كي مون) على اجراء تحقيق معمق ومحايد”.

وتحدثت بيرسيفال التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن في آب (أغسطس) عن مضمون المشاورات، ولكن مجلس الامن لم يتبنَّ أي بيان رسمي حول الملف. واكدت السفيرة الارجنتينية أن أي استعمال للاسلحة الكيميائية سيكون “انتهاكاً للقوانين الدولية”.

الهجوم الأكثر عنفًا

واثار الهجوم الذي يبدو أنه من بين الاكثر عنفًا في النزاع السوري رغم عدم امكان التحقق من حصيلته، موجة ادانة دولية. لكن نظام الاسد نفى في شكل قاطع أن يكون استخدم اسلحة كيميائية، فيما تحدثت روسيا، حليفته، عن “استفزاز” محتمل تمارسه المعارضة.

وفي 20 آب (أغسطس) 2012، كان أوباما حذر من أن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا سيشكل “خطًا أحمر” بالنسبة الى الولايات المتحدة وستكون له “تداعيات كبيرة”.

ولاحظ ستيوارت باتريك الخبير في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن أنه اذا تأكد حصول هجوم كبير بأسلحة كيميائية، فسيشكل ذلك “أسوأ فظاعة حربية وسيؤدي الى تسخيف التحذير من خط أحمر”.

خياران

من جهته، قال النائب الديموقراطي اليوت انغل “امام الولايات المتحدة خياران: البقاء على الحياد فيما يذبح النظام (السوري) شعبه، أو ترجيح كفة الميزان ضد ديكتاتور وحشي عبر تقليص قدرته على مهاجمة المدنيين”. واضاف “اذا اردنا الحفاظ على ما تبقى من صدقيتنا في المنطقة، علينا التحرك من دون تأخير”.

وحضت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحية لها ادارة أوباما على أن تعمل على التأكد بنفسها من موضوع استخدام اسلحة كيميائية، مضيفة أنه في حال تم ذلك “فعلى أوباما أن يفي بوعده بعدم السماح بجرائم مماثلة عبر اعطاء الامر برد مباشر للولايات المتحدة على القوات العسكرية السورية”.

ولكن في رسالة وجهها هذا الاسبوع الى انغل، اوضح رئيس اركان الجيوش الأميركية مارتن دمبسي أن تدخلاً عسكرياً في سوريا لن يفضي الى وضع يصب في مصلحة الولايات المتحدة، وخصوصاً أن مقاتلي المعارضة السورية لا يدعمون مصالح واشنطن على قوله.

وبعد اسابيع من التردد، أقر البيت الابيض في 13 حزيران (يونيو) الفائت بأن نظام الاسد استخدم اسلحة كيميائية ما يعني تجاوزه “الخط الاحمر”.

وقررت واشنطن عندها تقديم “دعم عسكري” لمقاتلي المعارضة السورية من دون أن تحدد ماهيته. وكان أوباما رفض طويلاً ارسال قوات على الارض فيما شدد فريقه على صعوبة فرض منطقة حظر جوي في مواجهة نزاع خلف اكثر من مئة الف قتيل في عامين ونصف عام.

ولاحظ ارنست أن الولايات المتحدة “زادت بانتظام مساعدتها للمعارضة” في الاشهر الاخيرة، لكنه اقر بأن “هذا الامر لم يؤدِ الى النتيجة التي نتوخاها”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831507.html

معارضون سوريون يطالبون بتحرك عاجل وممرات إنسانية

بهية مارديني

طالب ناشطون سوريون الدول العربية بالتحرك لإصدار قرار في مجلس الأمن الدولي بوضع النظام السوري تحت الفصل السابع، بعد اتهامه بارتكاب مجزرة مستخدمًا الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق.

لندن: ناشد الأمين العام لتيار التغيير الوطني عمار القربي الدول العربية التحرك العاجل لإصدار قرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع ضد النظام السوري. وتمنى في تصريح لـ”إيلاف”على “الدول العربية، الذين ناصروا الثورة السورية باكرًا، ووقفوا إلى جانب الشعب السوري في ثورته من أجل الحرية والعزة والكرامة، أن يقفوا إلى جانبه اليوم، وألا تمضي هذه المجزرة مثل بقية المجازر التي ارتكبها النظام السوري بدم بارد”.

كما ناشد المؤسسات والهيئات الدولية إغاثة عاجلة لريف دمشق المنكوب، الذي شدد على “أنه تنقصه المستشفيات، ويعاني نقصًا حادًا في الكوادر والمواد الطبية التي تعالج المصابين بغاز سارين”.

وحمّل قربي المجتمع الدولي مسؤولية المجازر الجماعية، التي يرتكبها النظام. وقال “لم يكن من الممكن أن تتم لو وقف العالم ضدها في إجراءات حاسمة، ولو لم يتخاذل المجتمع الدولي في نصرة الشعب السوري”. وأكد على تجاوز النظام كل الخطوط الحمراء متحديًا الإنسانية والمجتمع الدولي، لافتًا إلى “أن الصمت الدولي هو من شجّع النظام على ارتكاب جرائمه، التي تنال المدنيين العزل”.

الفصل السابع

وطالب مجلس الأمن بقرار واضح تحت الفصل السابع، ونادى المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته في ما يحدث من مجازر يومية يرتكبها النظام أمام أعين الجميع وتحت أنظار لجنة التحقيق الأممية حول الأسلحة الكيميائية.

وكان تيار التغيير الوطني المعارض أكد، في بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، أن بشار الأسد حوّل حرب الإبادة في مناطق هائلة العدد إلى تطهير عرقي، يتحمل مسؤوليته المجتمع الدولي قاطبة، وأنه في سياق ازدرائه للعالم أجمع يرتكب مجازر جماعية أمام أعين الجميع بغطاء دبلوماسي وتكنولوجي روسي ودعم إيراني ومرتزقة من مختلف دول الشر ووسط تخاذل وصمت عالميين ممن يسمون أنفسهم أصدقاء سوريا، بحيث يعتبر تيار التغيير “أن هذه الجرائم ما كانت لتتم لو اتخذ المجتمع الدولي إجراءاته الحازمة والرادعة عند حدوث أول مجزرة في سوريا، الأمر الذي اعتبره النظام تشجيعًا له على استمرار القتل”.

وتساءل تيار التغيير الوطني “كيف يصمت الموفد العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمام هذه الفظائع التي تُرتكب على مدار الساعة في كل أنحاء سوريا؟!، وهل باتت عملية إنقاذ جنيف 2 الفاشل مسبقًا أهم من إنقاذ أرواح السوريين العزل؟ وهل يمكنه أن يستمر في مهمة بلا روح ولا أمل، بينما غطت دماء السوريين الأبرياء كل التراب السوري؟!”.

وأضاف: “لقد باتت كل محاولة سياسية للتعاطي مع الكارثة السورية بمنزلة سلاح في أيدي سفاح البلاد، يوفر له ما يرغب من مساحة زمنية لاستكمال حرب الإبادة والتطهير الطائفي، وتدمير البلاد بكل الوسائل الممكنة”.

وطالب تيار التغيير الوطني الدول العربية والمجتمع الدولي بالعمل الفوري وعلى مختلف الأصعدة، من أجل حماية من تبقى “من أهلنا في سوريا”، التي باتت أطلالًا جراء الحملة الوحشية البربرية التي تشنها قوات سفاح سوريا بشار الأسد على مختلف المدن.

“سفاح” سوريا

وناشد تيار التغيير السعودية وقطر والإمارات وتركيا، اتخاذ أي إجراءات كانت، وبالصيغة التي تراها مناسبة للتعاطي مع الحدث. وقال إن “سفاح سوريا لن يتوقف عن مواصلة أعمال القتل والذبح والتدمير والتعذيب والإخفاء والاعتقال والتشريد ضد الشعب السوري الأبي، حتى آخر مدى”.

ونقل البيان استغاثات وأنّات السوريين، الذين يتعرّضون لحرب إبادة حقيقية، للبدء بتحرك سريع لإنقاذهم من هذه الحرب، رغم أن الشعب السوري يعرف بأن العالم تركه لمصيره، بصرف النظر عن “نوايا الطيبين” ومساعداتهم المتواضعة له، وتواريهم وراء مجلس أمن منكوب.

من جانبه، طالب المنبر الديمقراطي لجنة التحقيق الخاصة بالأسلحة الكيميائية التوجه فورًا إلى ريف دمشق للوقوف على ما ارتكبه النظام السوري من مجازر، كما نادى بفتح ممرات إنسانية لدخول المواد الإغاثية والطبية، محمّلًا كل من يقف مع ووراء النظام مسؤولية هذه المجازر البشعة بحق المدنيين.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831464.html

باريس تريد استخدام القوة في حال ثبت استخدام الكيميائي في سوريا

لوانا خوري

توالت ردود الفعل المستنكرة لاستخدام النظام السوري غاز الأعصاب في قصف مدن وقرى في ريف دمشق، فيما طالب مجلس الأمن بكشف الحقيقة حول الهجوم الكيميائي.

بيروت، الوكالات: أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس ان فرنسا تريد “رد فعل باستخدام القوة” في حال ثبت وقوع هجوم بالسلاح الكيميائي في سوريا، مستبعدًا إرسال قوات على الارض.

وقال فابيوس متحدثا لمحطة بي اف ام تي في انه “في حال ثبت (استخدام اسلحة كيميائية) فان موقف فرنسا يقضي بوجوب ان يكون هناك رد فعل” مشيرا الى وجوب ابداء “رد فعل باستخدام القوة” معتبرا في الوقت نفسه “من المستحيل” ارسال عسكريين على الارض.

وتابع “هناك احتمالات للرد” رافضا اضافة اي توضيحات. وكان فابيوس تحدث في 4 حزيران (يونيو) عن امكانية الرد “بطريقة مسلحة” بعدما اتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد باستخدام غاز السارين لمرة واحدة على الاقل مؤكدا ان “كل الخيارات مطروحة”.

لكنه قال الخميس انه “غير وارد” ارسال قوات على الارض مضيفا ان “هذا مستحيل”. واتهمت المعارضة السورية الاربعاء النظام بقتل 1300 شخص في هجوم بالاسلحة الكيميائية وقع في ريف دمشق غير ان النظام نفى ذلك فيما تحدث حليفه الروسي عن “عمل استفزازي”.

وقال فابيوس انه اذا ما “ثبت” وقوع هذا الهجوم “اعتبر ان ذلك لا يمكن ان يبقى بدون رد فعل من الذين يؤمنون في الشرعية الدولية”. وتابع “اذا لم يكن بوسع مجلس الامن الدولي اتخاذ قرار، عندها يتحتم اتخاذ القرارات بشكل اخر. كيف؟ لن أذهب ابعد من ذلك” رافضا اعطاء توضيحات اضافية.

واكتفى مجلس الامن الدولي خلال اجتماع طارئ مساء الاربعاء بابداء عزمه على “كشف الحقيقة” حول هذا الهجوم بدون اصدار اعلان رسمي بسبب معارضة روسيا والصين بحسب ما اوضح دبلوماسيون. وتعرقل روسيا والصين منذ سنتين اي مبادرة تتضمن ادانة لحليفهما السوري.

وقال فابيوس “على الروس ان يتحملوا مسؤولياتهم. اننا في مرحلة ينبغي فيها ان نعتبر ان اعضاء مجلس الامن منسجمون مع انفسهم. قال الجميع انه لا يمكن استخدام اسلحة كيميائية. والجميع وقع الاتفاق الدولي الذي يحظر استخدامها بما في ذلك الروس”.

وفي موازاة اجتماع المجلس، سلمت باريس ولندن وواشنطن وبرلين الامانة العامة للامم المتحدة طلبًا رسميًا بالتحقيق في هذه الاتهامات. وقال دبلوماسيون إن هذا الطلب المشترك يتحدث عن “معلومات ذات صدقية عن استخدام اسلحة كيميائية”.

وطلبت الدول الاربع “تحقيقًا عاجلاً حول هذه الاتهامات”، مشددة على وجوب “السماح في شكل عاجل” للمحققين الدوليين الموجودين في سوريا “بالوصول الى كل المواقع” المشتبه بها. ولدى دخوله قاعة مجلس الامن، قال السفير الباكستاني مسعود خان إن بلاده “تدعم تحقيقاً (مماثلاً)”، رافضاً التكهن حول امكان اتخاذ المجلس موقفاً رسمياً اثر المشاورات. واضاف: “سنرى، سنجري مشاورات معمقة”.

وكان مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بوي أعلن  أن رئيس فريق مفتشي المنظمة الدولية اكي سيلستروم “يتشاور” مع السلطات السورية في شأن المعلومات عن وقوع هجوم دامٍ استخدم فيه سلاح كيميائي في سوريا. واضاف المتحدث أن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعرب عن “صدمته” لهذه المزاعم، و”كرر عزمه على اجراء تحقيق معمق حول الحوادث المفترضة التي تبلغها من دول اعضاء” في المنظمة الدولية. (التفاصيل)

واعتبرت كندا الاربعاء أن الهجوم بالاسلحة الكيميائية في سوريا بشكل واسع النطاق أمر “غير مقبول”، وحضت نظام بشار الاسد على التعاون مع محققي الامم المتحدة. (التفاصيل)

تصعيد يقلق العالم

واتهم وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الاربعاء النظام السوري بأنه استخدم مجددًا اسلحة كيميائية في هجوم في ريف دمشق. (التفاصيل)

اجرى وزيرا الدفاع الاميركي والاسرائيلي تشاك هيغل وموشي يعالون مشاورات هاتفية الاربعاء حول الوضع في مصر وسوريا وخصوصاً المعلومات عن هجوم بالاسلحة الكيميائية نددت به المعارضة السورية، بحسب ما اعلن البنتاغون. (التفاصيل)

وعبّر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاربعاء عن امله في أن “يستيقظ” داعمو نظام الرئيس السوري بشار الاسد و”أن يدركوا طبيعته الاجرامية والهمجية” بعد المعلومات عن هجوم بأسلحة كيميائية اسفر عن مقتل مئات الاشخاص في ريف دمشق.(التفاصيل)

واعلن قائد الجيوش الاميركية الجنرال مارتن دمبسي في رسالة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها الاربعاء، أن أي تدخل عسكري اميركي في سوريا لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة لأن مقاتلي المعارضة السورية لا يدعمون المصالح الاميركية. (التفاصيل)

كما أعربت الولايات المتحدة الاربعاء عن “قلقها الشديد” ازاء المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي قرب دمشق، وطالبت بتمكين الامم المتحدة من “الدخول فورًا” الى هذه المنطقة للقاء الشهود ومعاينة الضحايا. واضاف مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست في تصريح صحافي “نطلب رسميًا من الامم المتحدة القيام بتحقيق عاجل”.

من جانبها، عبّرت بريطانيا عن قلقها البالغ إزاء الأنباء عن الهجوم بأسلحة كيميائية على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، مؤكدة أنها سترفع التقارير بوقوع هجوم بأسلحة كيميائية في سوريا إلى مجلس الأمن.

كما حثت الحكومة السورية على السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول فورًا إلى مكان وقوع الهجوم الكيميائي، وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه قلق جدًا إزاء التقارير التي وصلته، “وإذا تأكد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، سيكون ذلك تصعيدًا صادمًا”.

من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم الاربعاء أن الرئيس فرنسوا هولاند “سيدعو الامم المتحدة الى التوجه لمكان هجوم يشتبه أن الجيش السوري استعمل خلاله غاز الاعصاب ضد مقاتلي المعارضة في ضواحي دمشق”.

وصرحت المتحدثة للصحافيين أن خلال مجلس الوزراء “اعرب رئيس الجمهورية عن نيته في دعوة الامم المتحدة الى التوجه الى مكان الهجوم”، مؤكدة أنه “بطبيعة الحال يجب التحقق من تلك المعلومات وتأكيدها”.

السعودية لعقد اجتماع فوري لمجلس الأمن

وطالبت السعودية مجلس الامن الدولي بعقد اجتماع فوري اليوم الاربعاء حول سوريا للخروج بقرار “واضح رادع يضع حدًا للمأساة الانسانية” في هذا البلد.

وقال وزير الخارجية الامير سعود الفيصل ردًا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول الهجمات قرب دمشق “لقد آن لمجلس الامن الدولي أن يضطلع بمسؤولياته وأن يتجاوز الخلافات بين اعضائه، ويستعيد ثقة المجتمع الدولي به، وذلك بعقد اجتماع فوري للخروج بقرار واضح ورادع يضع حدًا لهذه المأساة الانسانية”.

وأضاف “نطالب كذلك وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي الذين يعقدون اجتماعًا طارئًا في بروكسل بأن تشكل هذه الفاجعة الانسانية المحور الاساسي في مباحثاتهم”.

الكويت تستنكر “استخدام السلاح الكيميائي”

من جانبها، استنكرت الكويت ما قالت إنه استخدام للسلاح الكيميائي ضد المدنيين السوريين من قبل النظام في ريف دمشق، ودعت مجلس الامن الى تحمل مسؤوليته ازاء هذه “الجريمة”. وأدانت الكويت “لجوء النظام في سوريا الى استخدام السلاح الكيميائي والغازات السامة ضد شعبه”، بحسب بيان للخارجية الكويتية نشرته وكالة الانباء الرسمية.

واعربت الخارجية “عن بالغ الالم والحزن لسقوط المئات من الارواح البريئة في سوريا قضت نحبها جراء لجوء النظام الى استخدام السلاح الكيميائي”. وطالبت الكويت ايضاً الامين العام للامم المتحدة والفريق الاممي الموجود في سوريا “بالتفتيش عن المعلومات المتداولة بشأن قيام النظام في سوريا باستخدام الغازات السامة وبضرورة التحقق من هذه المسألة المستنكرة”.

كما دعت الكويت مجلس الامن الى “تحمل مسؤولياته التاريخية تجاه هذه الجريمة”.

يثير الريبة

وكذلك طالبت السويد بتمكين المفتشين الدوليين من التحقيق في استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا، ودعا وزير الخارجية السويدي كارل بيلد النظام السوري إلى السماح بصورة عاجلة لمحققي الامم المتحدة معرفة ما إذا كان النظام استخدم اسلحة كيميائية. وغرد بيلد على موقع تويتر قائلًا: “يجب السماح لمحققي الامم المتحدة بالوصول الى المكان الذي تعرض لهجمات محتملة بالاسلحة الكيميائية في ريف دمشق”.

وفي السياق نفسه، نقلت وكالة الأنباء السويدية عن العالم السويدي أكي سيلستروم، رئيس فريق تحري استخدام الأسلحة الكيميائية، التابع للأمم المتحدة، قوله إنه لم يرَ سوى لقطات تلفزيونية وإن ضخامة عدد القتلى المذكور تثير الريبة.

وقال من دمشق: “يبدو أن هذا شيء يجب النظر فيه، وسيتوقف الأمر على أن تذهب أي دولة عضو في الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن وتقول يجب أن ننظر في هذه الواقعة. فنحن في الموقع”.

ودعت تركيا الأمم المتحدة الى التحقيق بالمزاعم التي تؤكدها المعارضة السورية عن هجوم كبير بغاز سارين في ريف العاصمة السورية. ونشرت صحيفة زمان التركية بيانًا للخارجية التركية قال إن تركيا تتابع بقلق عميق التقارير الآتية من دمشق، “وينبغي توضيح هذه المزاعم فورًا”.

وطالبت أنقرة فريق الأمم المتحدة في دمشق التحقيق بهذه المزاعم فورًا، وأكدت أنها تعتبر أنه لأمر محتوم أن يظهر المجتمع الدولي موقفًا ضروريًا، ويرد على الوحشية غير المقبولة، وعلى الجرائم المقترفة ضد الإنسانية.

الائتلاف السوري المعارض

من جانبه، اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع الدولي بالمشاركة مع النظام في قتل الشعب السوري بسبب صمته وعجزه، مشيرًا الى مقتل اكثر من 1300 شخص في “الهجوم الكيميائي” الذي نفذته قوات النظام الاربعاء على ريف دمشق. (التفاصيل)

مشاهد الرعب

واستفاقت سوريا اليوم على أكثر المجازر هولًا ورعبًا وخرقًا لكل المواثيق الدولية، ولكل الخطوط الحمراء التي وضعتها دول العالم. استفاقت الغوطتان الشرقية والغربية بريف دمشق على مجزرة بلاد دم، ارتكبت بدم بارد، ذهب ضحيتها أكثر من ألف قتيل، بينهم نحو 400 طفل، وأكثر من 3000 مصاب، بعدما تولت منصات صواريخ النظام المنصوبة في قاسيون ضرب عين ترما وزملكا والمعضمية وعربين وسقبا وحمورية وكفربطنا بصواريخ أرض أرض محملة بغاز الأعصاب من نوع سارين.

وقال ناشطون سوريون إن أعداد القتلى مرشحة للتصاعد، بسبب النقص الحاد في الكوادر والمواد الطبية التي تعالج المصابين بغاز سارين. وقد نشر الناشطون مشاهد فيديو مخيفة لعائلات قضت بكاملها، ولمصابين تظهر عليهم ارتعاشات الاصابة بالغاز. وقد حصل هذا بعد يومين من وصول فريق المفتشين التابع للأمم المتحدة إلى دمشق، من أجل التحقيق في استخدام النظام للسلاح الكيميائي في حربه على المعارضة المسلحة.

وبقي هذا الفريق في مقره، من دون الخروج إلى المناطق المنكوبة لمعاينة الوضع المزري فيها، إذ نقل ناشطون عن مصادر قولها إن الفريق لم يتلقَ إذنًا من النظام السوري بالخروج إلى موقع المجزرة المروعة. وقال لؤي المقداد، المنسق السياسي والاعلامي للجيش الحر، إن لجنة التحقيق لا تستطيع الوصول إلى أي منطقة في سوريا من دون موافقة النظام السوري.

الجيش السوري ينفي

ونفى الجيش السوري أن يكون استخدم أسلحة كيميائية معتبرًا أن هذه “الادعاءات الباطلة جملة وتفصيلاً” تندرج في اطار “الحرب الاعلامية” على سوريا، وتهدف الى التغطية على “هزائم العصابات المسلحة” على الارض.

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” إن ما قيل عن قصف مناطق ريف دمشق بالاسلحة الكيميائية “ادعاءات باطلة جملة وتفصيلاً وعارية تمامًا من الصحة وتندرج في اطار الحرب الاعلامية القذرة التي تقودها بعض الدول ضد سوريا”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/831367.html

نظام الأسد يمنع محقّقي الأمم المتحدة من تفقّد “مجزرة الكيماوي

العدد الكبير من الضحايا في المجزرة سببه انتشار الغازات في الأماكن السكانية بكثافة

  إثر المجزرة البشعة التي ارتكبها نظام بشار الأسد عبر الأسلحة الكيماوية في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بحسب ما كشف ناشطو المعارضة السورية، أوضح النقيب علاء الباشا، مدير مكتب توثيق ملف الكيماوي في سوريا، لموقع “NOW” أنّ “المجزرة حصلت الساعة الثانية وخمساً وعشرين دقيقة فجر الأربعاء في الغوطة الشرقية، وراح ضحيتها عدد كبير تعدّى المئات، تم توثيق أسماء أربعمئة وسبعين شخصاً تقريباً، والباقي يتم التدقيق بأسمائهم”.

وأضاف الباشا: “التقرير الطبي الذي خرجنا به من النقاط الطبّية جميعها، حسب الأعراض والمعطيات، أكد أن سبب وفاة الضحايا هو استنشاق غاز السارين وانتشاره، ولم نتأكد بعد من سبب انتشار الغاز إذا  كان حصل من صواريخ أو عبوات تحمل صمّامات مخصصة للغازات، لأن المنطقة بالكامل شهدت قصفاً بشتى أنواع القذائف، كالقصف بالهاون من نقطة “البانوراما” أو صواريخ “غراد” من راجمات الفرقة الرابعة”.

وأكد الباشا أن “العدد الكبير من الضحايا في المجزرة سبّبه انتشار الغازات في الأماكن السكانية بكثافة، وثانياً عشوائية الإسعاف كون المسعفين ليس لديهم بزات واقية، وثالثاً النقص الكبير في المواد المضادة الإسعافية مثل الايتروبين والسيرومات الملحية والايدرو كورتيزون”.

وقال الباشا: “نظام الأسد سيدّعي أن ما حصل هو مجازر ارتكبتها “العصابات الإرهابية”، فإذا كان “الجيش الحر” هو من قام بذلك، فهل هو “الجيش الحر” من تم تهريب مواد كيماوية له من العراق عبر نظام المالكي وخُبِّئت في سراديب مطار المزة؟ هل الإرهابيون – كما يقول النظام – يملكون ورش صناعة الكيماوي من السيانيد وامتزاج الفوسفور الابيض في القلمون؟ هل من المعقول ان يكون اللواء 107 في جبلة هو مستودع نخبّئ فيه هذا السلاح؟ فلننتهِ من هذه المهزلة والأحجية التي يتشاطر النظام بها، ولنتكلم على الملأ بأن ليس هناك اي إرادة دولية، أوروبية كانت أو عربية، لإسقاط نظام بشار الأسد. كل المعطيات لدينا، وأصبح الجميع يعلم بها، لا توجد لا خطوط حمراء ولا ألوان قوس قزح حتى”.

وحول دور لجنة المحققين الدوليين، قال الباشا: “في ساعات الصباح الأولى تواصلتُ مع احد الاشخاص العاملين مع اللجنة الاممية وشرحتُ له الوضع بالكامل في الغوطة الشرقية، فطلب تقريراً رسمياً وصوراً للمجزرة، فزوّدناه بالفيديوهات والتقرير الكامل، وقلت له نحن ننتظركم في اي نقطة تريدونها ومستعدون لتأمينكم وإعادتكم سالمين، لكنه قال لي إن النظام السوري لم يعطهم تصريحاً بالمغادرة إنما سنجتمع وندرس التقارير لنضغط على النظام ليوقف القصف ويفك الحصار عن المنطقة المنكوبة. إذاً اللجنة اعترفت ان في العاصمة دمشق منطقة منكوبة، وهنا نسأل أنفسنا: بعثة أممية مدعومة من الدول التي تسمّي نفسها عظمى، لا تستطيع الخروج من الفندق، فكيف للنظام الوحشي المراوغ ان يعطي اي دليل على جرائمه؟!!”.

وتابع الباشا: “عندما كانوا (محققو الأمم المتحدة) خارج البلاد، طلبوا عيّنات وتقارير وتمّ تزويدهم بكل ما يريدونه، الآن هم على بعد امتار من مكان المجزرة ويتحدثون بأنهم ينتظرون تصاريح الخروج. إذا كانوا لا يريدون الذهاب فليطلّوا فقط من نوافذ غرفهم ليروا الدخان ورائحة الموت التي تملأ سوريا بكاملها وليس دمشق فقط. لقد تعرّضنا من قِبل النظام لعمليات اغتيال وملاحقة أمنية شديدة لأننا نعمل على توثيق ملف الكيماوي، وكل هذا لنقدّم للأمم المتحدة ما يشاؤون من معلومات لإدانة النظام، وعندما حانت الفرصة تبرّأوا وباتوا يتحججون بأنهم ينتظرون إذن القائد المجرم ملك ملوك اسرائيل”.

من جهته، الناشط الإعلامي في ريف دمشق محمد صلاح الدين قال لـ”NOW” إن “السلاح المستخدم هو غاز السارين، وذلك كون حالات الضحايا كانت اختناقاً وضيقاً بحدقة العين، وغثياناً وسيلان أنف”، موضحاً أن هناك “6500 اصابة، منها 1500 شهداء”.

وذكر صلاح الدين أن “الغاز المستعمل ينتشر على علو متوسط لمدة نصف ساعة”، واصفاً الوضع بـ”الكارثي”، فـ”الجثث مكدّسة بالمشافي الميدانية، ولا يمكن دفنها بسبب القصف، وهناك نقص كبير في الأدوية والاطباء، والنقاط الطبية استنفدت كل طاقاتها، وهناك كوادر طبية استشهدت اثناء الاسعاف”.

إيران تشكك في استخدام الأسد للكيماوي وفرنسا تلوح بالقوة

فابيوس: يجب أن يرد المجتمع الدولي بقوة لكن إرسال قوات على الأرض غير مطروح

باريس – رويترز

رفضت إيران الخميس الاتهامات الموجهة ضد دمشق باستخدام أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية، بريف دمشق معتبرة أنه في حال تأكدت الشبهات فإن مقاتلي المعارضة هم الذين يتحملون مسؤولية مثل هذا الهجوم، بحسب ما أوردت وكالة إيرنا الرسمية.

وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن الحكومة السورية لا يمكن أن تكون مسؤولة عن هجوم محتمل بأسلحة كيماوية على ضواحي دمشق لأن قوات الرئيس بشار الأسد لها اليد الطولى في القتال.

ونقل تلفزيون برس تي في الإيراني عن ظريف قوله لنظيره التركي أحمد داود أوغلو في محادثة هاتفية “إذا صح استخدام أسلحة كيماوية فمن المؤكد أنه نفذته جماعات إرهابية، لأنه ثبت في المعارك أنهم لا يتورعون عن ارتكاب أي جريمة.”

فرنسا تلوح باستخدام القوة

من جانبها قالت فرنسا اليوم الخميس إنه سيكون على المجتمع الدولي أن يرد بقوة إذا ثبت أن قوات الحكومة السورية شنت هجوماً كيماوياً على المدنيين.

وقال وزير الخارجية لوران فابيوس لشبكة “بي.إف.إم” التلفزيونية الفرنسية: “يجب أن يرد المجتمع الدولي بالقوة في سوريا لكن إرسال قوات على الأرض غير مطروح”.

وأضاف أنه إذا كان مجلس الأمن الدولي لا يستطيع اتخاذ قرار فإنه يجب اتخاذ قرار “بطرق أخرى”.

وقال فابيوس إنه “في حال ثبت استخدام أسلحة كيميائية فإن موقف فرنسا يقضي بوجوب أن يكون هناك رد فعل، مشيراً الى وجوب إبداء “رد فعل باستخدام القوة”، معتبراً في الوقت نفسه من المستحيل إرسال عسكريين على الأرض.

ووقعت مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 1000 قتيل في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث استخدمت قوات النظام السوري الغازات السامة تحت أعين المراقبين الدوليين خلال وجودهم في سوريا للتحقيق في استخدام الكيماوي.

وطالبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أمس الأربعاء، بأن يُسمح للأمم المتحدة بالوصول إلى موقع قالت المعارضة السورية إنه شهد هجوماً كيماوياً شنّه النظام.

شهادات ناجين من مجزرة الكيماوي بزملكا: هكذا قتلنا الأسد

ركض بشكل جنوني.. أب يحمل ابنه وأم تصرخ باسم طفلتها التي ضاعت بين الناس

دمشق- جفرا بهاء

ما من ناجين في زملكا، ومن بقي هناك مصابون ويمكن وضعهم في خانة “مشاريع موتى” وليس ناجين، حتى إن تنسيقية زملكا كتبت: “نعتذر عن أي صورة من زملكا.. لم يبقَ أحد من الكادر الإعلامي يقوم بالتصوير جميعهم بين مصاب وشهيد”.

“فراس.ع” واحد من الكادر الإعلامي في زملكا ذو 23 عاماً، أصيب هو الآخر، وفقد في المجزرة أخواله وزوجاتهم وأولادهم، ويقول فراس: “سقط أول صاروخ في منطقة تسمى المزرعة، وضجت البلدة كلها بعبارة واحدة “كيماوي.. كيماوي”، وركضت الناس بشكل جنوني، أب يحمل ابنه، وآخر أمسك بيد اثنين أو ثلاثة من أولاده، وأم تصرخ باسم طفلتها التي ضاعت ما بين الناس، ولكن معظم أولئك لم ينجُ من الموت، سقطوا بأغلبيتهم بعد بضع خطوات من منازلهم، حتى المسعفون ورغم أنهم وضعوا كمامات فإنها لم تنفعهم كثيراً وأصيب الكثيرون منهم، وشباب التنسيقية والكادر الإعلامي أصيب بالكامل، منهم من ودع الحياة وهو يحاول إسعاف مصاب، ومنهم من سقط مصاباً بانتظار من يسعفه”.

يتابع فراس: “العديد من العائلات ماتت وهي نائمة، وربما كانت محظوظة تلك العائلات، لأنها لم ترَ الأهوال التي رآها الآخرون، ولم تتعثر بالجثث في شوارع زملكا، وإنما تابعت نومها دون أن يستيقظ أحد أفرادها ليجد نفسه وحيداً بلا عائلة في هذا العالم”.

1000 والرقم في ازدياد

كتبت تنسيقية زملكا أن عدد من قتل في المجزرة في زملكا وحدها وصل إلى1000 إنسان، والرقم مرشح للزيادة، إذ لم يتم إلى الآن إحصاء حقيقي لعدد الموتى، وأعلنت أنه ما من أكفان كافية للموت الذي اجتاح مدينتهم، والذي وصل من صواريخ الأسد.

يقول مراد وهو أحد المسعفين وأحد المصابين والفاقد للكثير من أقاربه: “في الساعة الثانية والنصف من بعد منتصف الليل سمعنا أصواتا غريبة كانت لإطلاق صواريخ، وسمعنا على اللاسلكيات نداءات تقول نحن نختنق”، ويتابع مراد: “انطلقت بسيارتي وخلال ربع ساعة قمت بإجلاء أكثر من 25 عائلة خارج مدينة زملكا، ولكن الغازات التي استهدفت منطقة سكانية ومكتظة بالسكان عبر أكثر من 8 صواريخ كيميائية جعلت من الهروب أمراً شبه مستحيل، فأخرجنا عدداً من الناس وعند عودتي إلى المدينة بدت لي وكأنها مدينة أشباح، الطرقات ممتلئة بالمصابين، وبدأت السيارات تتوافد من مناطق الغوطة بعد النداءات بالمساجد”.

ويقول مراد: “لكثافة الغاز وقلة عددنا كمسعفين فإن جميع من قام بالإسعاف أصيب”.

ويبدو مراد كمن يتحدث من عالم آخر، وهو يصف ما رآه وشاهده وعاينه: “قمنا بإخراج عائلات كاملة من البيوت كانت قد فارقت الحياة عائلات بأكملها لم يبقَ منها أي إنسان”.

وبحسب مراد فإن في زملكا الآن أكثر من1000 قتيل، ويؤكد أن جميع سكان زملكا مصابون، وأنه وبحسب آخر إحصائية فإن عدد سكان زملكا المتواجدين فيها 12000 نسمة من أصل 175000، وبعد المجزرة السوداء أصبح الـ 12000 مصابين أو موتى.

وجدت نفسي بلا ثياب

أحمد واحد من المصابين والناجين من الموت يقول: “فقدت الوعي، وعندما استيقظت وجدت نفسي في مشفى ميداني، ويقومون برش المياه عليّ، وقد جردوني من الملابس بسبب إصابتها بالمواد الكيميائية وإعطائي الأتروبين”.

ويقول الدكتور حسام من الكادر الطبي في الغوطة: “حجم الصدمة كان كبيراً، حتى إن الأشخاص المدربين والأطباء أصيبوا بصدمة ولم يستطيعوا أن يتمالكوا أنفسهم ليتصرفوا بطريقة صحيحة”.

ويتابع الدكتور حسام: “أكثر من6 أطباء وعدد كبير من المسعفين الذين كانوا على تماس مباشر مع الضحايا أصيبوا، ما أدى لحالات وفاة كثيرة بينهم”.

مجلس الأمن لم يطالب صراحة بتحقيق دولي بمجزرة الكيماوي

35 دولة تطالب بتحقيق دولي عاجل ومحايد بشأن مجزرة غوطة دمشق

الأمم المتحدة – رويترز، فرانس برس

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة الأربعاء، لبحث التطورات في سوريا بعد اتهام المعارضة للنظام بارتكاب مجزرة في ريف دمشق استخدم فيها السلاح الكيماوي، وفق ما أفاد دبلوماسيون في الأمم المتحدة.

وعقد الاجتماع بناء على طلب مشترك وجهته خمس من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس هي فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ولوكسمبورغ وكوريا الجنوبية.

وقال مراسل “العربية” إن أعضاء مجلس الأمن متفقون على ضرورة التأكد مما حدث في غوطة دمشق، لكنه لم يصل إلى حد المطالبة بأن يقوم محققون للأمم المتحدة موجودون حاليا في سوريا بالتحقيق في الأمر.

كما أن الأمم المتحدة أكدت على حاجة إنهاء العنف وإراقة الدماء في سوريا، مضيفة “نحن على اتصال مع الحكومة السورية لإجراء التحقيق”.

وطالبت الأمم المتحدة من سوريا السماح للمفتشين الدوليين بالوصول إلى غوطة دمشق، حيث وصل محققون من الأمم المتحدة متخصصون في الأسلحة الكيماوية إلى دمشق قبل ثلاثة أيام للنظر في مزاعم سابقة بوقوع مثل هذه الهجمات.

ودعت بعض دول الغرب والمنطقة إلى إرسال هؤلاء المفتشين الى موقع الهجوم الجديد الذي سيكون إذا تأكد واحداً من أكثر الحوادث دموية في الحرب الأهلية المندلعة في سوريا منذ أكثر من عامين.

من جانبه أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة أن رئيس الفريق الدولي لمحققي الأسلحة الكيماوية يجري محادثات مع الحكومة السورية بشأن أحداث الهجوم بالغاز.

وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مذهول من التقارير عن الهجوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا.

وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة طالباً عدم نشر اسمه إن بريطانيا وفرنسا سترسلان خطاباً الى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون في وقت لاحق اليوم الأربعاء تطلبان فيه رسمياً أن تحقق الأمم المتحدة في مزاعم وقوع هجوم بالغاز في سوريا.

شبيحة الأسد يغنون احتفالاً بمجزرة الكيماوي بشوارع دمشق

تم تركيب مكبرات الصوت في منطقة البرامكة ووزعت الحلوى في مناطقهم

دمشق – جفرا بهاء

علت أصوات الغناء والتصفيق في حديقة جامعة دمشق بعد ساعات من مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق التي أودت بحياة أكثر من 1300 سوري معظمهم من الأطفال.

وإن كان السوريون اعتادوا ما لا يمكن أن تقبله إنسانية الإنسان من تصرفات ومجازر من الشبيحة، فإن مكبرات الصوت التي تم تركيبها على جسر الرئيس في منطقة البرامكة بقلب العاصمة دمشق، والاحتفالات بين صفوف الشبيحة جعلت السوري فريسة الحقد والخوف.

خلت منطقة البرامكة وجسر الرئيس إلا من شبيحة النظام والأسد، وارتفعت أسلحتهم في أيديهم الخارجة من السيارات التي جابت شوارع دمشق، وإن كانت مكبرات الصوت في منطقة البرامكة أسمعت سكان المنطقة، فإن سيارات الشبيحة أكملت الواجب وجالت في عاصمة الأمويين لتسمع كل من بقي حياً في المدينة الأغاني المؤيدة لبشار الأسد.

وبحسب “م.ع” الشاب ذو العشرين عاماً فإن غصة المجزرة وصور الأطفال التي انتشرت في الإعلام العالمي والعربي، ظهرت تلك الغصة وكأنها قزم أمام شعور الإهانة والحقد من منظر سيارات الشبيحة التي جالت المدينة.

ويقول “س.ه”: “تمنيت لو أنني تحولت لقنبلة لأتفجر في سياراتهم، لم أصدق أذني وبدأت بالصراخ حتى بح صوتي، حاولت أن أغطي على أصوات فرحتهم بموتنا، ولكن صوتهم كان عالياً وغطى على صوت نحيبي”.

“مزة 86” توزع الحلويات ابتهاجاً

وزع الشبيحة والموالون الحلويات في منطقة المزة 86، المعروفة بأنها تجمع بين جدران بيوتها أكبر عدد من الشبيحة، وترافق توزيع الحلويات مع صوت زغاريد وهتافات شماتة بكل من قتل في مجزرة غوطة دمشق في الصباح.

ولعل توزيع الحلويات ابتهاجاً بنصر يشعرون به مع قتل 1300 سوري، يذكّر السوريون بتوزيعها عند سيطرة حزب الله وجيش الأسد على القصير وارتكاب مجازر لا مجزرة واحدة.

صفحات تشبيحية تشمت بالضحايا

يرى “أحمد” أن السوريين اليوم اثنان، ولن يأتي يوم يجمعهم في صفة واحدة، فصفحات المؤيدين تتلذذ بدماء القتلى فكتبت صفحة “شهداء الوطن”: “أكثر من 500 قتيل في الغوطة الشرقية، لم يحصوا قتلى المعضمية.. اللي محيي الجيش”.

وعبرت صفحة “شبكة حرستا” المعروفة بالتشبيح : “وأخيراً الكيماوي السوري انطلق، أبو حافظ ما عهدناك إلا الحامي الأول والحكيم لسوريا، سربنا نحو القمة”.

واستخدمت تلك الصفحات الكثير من الألفاظ التي توصف ضحايا المجزرة بصفات من الصعب كتابتها، وغلب على تلك الكلمات البذاءة والتحقير.

وعلق “ط”: “هالمجزرة تمثلني……..”.

تبدو رسالة النظام ومؤيدوه وشبيحته واضحة لمحبيه قبل معارضيه, للخارج قبل الداخل: “سنحول سوريا كلها إلى زملكا وجوبر وعين ترما، وسنكون المطر الأسود لسوريا.. نحن من سيرسل لعنة الخراب على الجميع لنهاجم كل طهاراتكم.

وإن كانت مدارس ومستقبل سوريا لن يرى وجوه أولئك الأطفال التي غزت صورهم الإعلام، وبكاهم السوريون جميعاً، فإن قتلهم والتشفي بموتهم يحوّل المعادلة إلى المعادلة المستحيلة الفهم والحل.

فرنسا تلوح بالقوة إذا ثبت “كيماوي سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت فرنسا الخميس إنه سيكون على المجتمع الدولي أن يرد بالقوة اذا ثبت أن قوات الحكومة السورية شنت هجوما كيماويا على المدنيين.

وقال وزير الخارجية لوران فابيوس لشبكة (بي.إف.إم) التلفزيونية الفرنسية “يجب أن يرد المجتمع الدولي بالقوة في سوريا”، مستبعدا إرسال قوات برية.

وأضاف أنه اذا كان مجلس الأمن الدولي لا يستطيع اتخاذ قرارفإنه يجب اتخاذ قرار “بطرق أخرى”.

وفي وقت سابق وبعدما اتفق أعضاء مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، على وجوب “كشف الحقيقة” بشأن التقارير التي اتهمت فيها المعارضة السورية القوات الحكومية بقتل مئات الأشخاص في بلدات بريف دمشق بهجوم بأسلحة كيماوية، قال نشطاء إن المناطق ذاتها تعرضت الخميس للقصف من قبل القوات الحكومية السورية.

وأوضح نشطاء في المعارضة السورية أن الجيش السوري قصف مناطق في ضواحي دمشق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة مواصلة الضغط على المنطقة المحاصرة بعد يوم على اتهام المعارضة للجيش الحكومي بإطلاق غازات فتاكة في هجوم بأسلحة كيماوية قتل مئات الأشخاص.

وأضافوا قولهم إن قذائف صاروخية وأخرى من مدافع الهاون أصابت جوبر وزملكا، شرقي دمشق، وهما من بين الضواحي الشرقية للعاصمة التي تعرضت لهجوم بأسلحة كيماوية قتل فيه ما بين 500 و1300 شخص الأربعاء.

وقال النشطاء إن حي القابون، القريب من العاصمة شمالاً، ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، إلى الجنوب، تعرضا لقصف أيضاً.

مجلس الأمن يسعى لـ”حقيقة كيماوي سوريا”

وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي اتفقوا، مساء الأربعاء، بعد جلسة طارئة على وجوب “كشف الحقيقة” حول التقارير التي اتهمت فيها المعارضة السورية القوات الحكومية بقتل مئات الأشخاص في بلدات بريف دمشق بهجوم بأسلحة كيماوية، مؤيدا اعتزام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإجراء تحقيق بذلك.

وقالت سفيرة الأرجنتين ماريا كريستينا بيرسيفال بعد جلسة المشاورات “ينبغي كشف حقيقة ما حصل ومتابعة الوضع من كثب”، مضيفة أن “أعضاء المجلس يرحبون بعزم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على إجراء تحقيق معمق ومحايد.”

وقال دبلوماسيون إن روسيا والصين اللتين تدعمان نظام بشار الأسد، اعترضتا على تبني بيان رسمي، واكتفى المجلس بمعلومات للصحفيين تمثل نقاط التفاهم بين الدول الأعضاء في المجلس.

وطالب عدد من أعضاء مجلس الأمن ومن بينهم فرنسا وبريطانيا بأن يذهب الخبراء الدوليون المتواجدون في دمشق سريعا إلى المكان. ولكن روسيا رأت إمكانية أن تكون الحادثة “تحريضا” قامت به المعارضة السورية.

دمشق تنفي اتهامات المعارضة

وكان الائتلاف السوري المعارض، قال إن نحو 1300 شخص قتلوا، وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف آخرين، معظمهم من الأطفال، فيما قال إنه قصف للجيش السوري على الغوطة الشرقية والغربية صباح الأربعاء بصواريخ تحمل غازات سامة.

إلا أن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، نفى الهجوم واعتبر تلك التهم “زائفة”، وأكد أن الهدف من هذه الأنباء، هو التغطية على ما اعتبره، انتصارات ساحقة للجيش السوري، في ريف دمشق.

مطالبات بالتحقيق

وطالبت الولايات المتحدة بأن “يسمح فورا” للأمم المتحدة بالوصول إلى الموقع الذي شهد الهجوم المفترض، ورفضت الحديث بعد اليوم عن الخط الأحمر الذي حددته لدمشق.

وقال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، في بيان “أشعر بقلق بالغ إزاء التقارير بمقتل المئات من الأشخاص وبينهم أطفال في غارات جوية وهجوم بأسلحة كيماوية على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة قرب دمشق”.

ومن جهته دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى تحقيق فوري من جانب الأمم المتحدة، وقال إنه واضح من لقطات تلفزيونية أن أسلحة كيماوية استخدمت في سوريا في هجوم قرب دمشق.

وطالبت الجامعة العربية فريق المفتشين الدوليين بالتوجه “فورا” إلى الغوطة الشرقية في سوريا للتحقيق في ملابسات “الجريمة” التي رأت أنه يتوجب تقديم مرتكبيها للعدالة “الجنائية الدولية”.

كما عبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” في بيان مختصر عن “القلق العميق” بشأن ادعاءات استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا.

طهران ترفض اتهام دمشق باستخدام الكيماوي

من جهة ثانية، رفضت إيران الخميس الاتهامات الموجهة لحكومة دمشق باستخدام أسلحة كيماوية، ووجهت بدورها اتهامات لمقاتلي المعارضة بالمسؤولية عن مثل هذا الهجوم، في حال تأكدت الشبهات، حسبما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”.

وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، إنه “إذا صحت معلومات استخدام أسلحة كيماوية (في سوريا)، فإن مستخدميها هم بالتأكيد المجموعات الإرهابية والتكفيرية التي أثبتت أنها لا تتوانى عن ارتكاب أي جريمة”.

وتساءل ظريف “كيف يمكن للحكومة السورية ارتكاب مثل هذا العمل في حين أن مفتشي الأمم المتحدة موجودون في دمشق وأن دمشق تصد الارهابيين؟”

واتهم مجموعات المعارضة المسلحة السورية مؤكداً أن “من مصلحة المجموعات الإرهابية تصعيد الأزمة وتدويلها”.

وأوضح أن إيران “على اتصال مع الحكومة السورية لدرس مختلف أوجه هذه المسألة”، مذكراً بأن طهران “تندد بشدة بأي استخدام للأسلحة الكيماوية”.

الإبرهيمي لا يحضر اجتماع لاهاي لسوريا / كردستان العراق تكرّر التلويح بالتحرك

نيويورك – علي بردى

أفاد ناشطون سوريون ان الاشتباكات استمرت امس بين مقاتلين أكراد وآخرين اسلاميين جهاديين في مناطق قريبة من مدينة راس العين في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا. وقالت وكالات اغاثة ان اللاجئين السوريين لا يزالون يتدفقون عبر الحدود الى كردستان العراق حيث قررت حكومة الاقليم السماح بدخول ثلاثة آلاف منهم يوميا ومع استمرار هذا التدفق للاجئين، قال مستشار لرئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني إن هذا النزوح يزيد احتمال تحرك الاقليم لحماية الاكراد في الجانب الآخر من الحدود. ص10

وفي نيويورك أفاد الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي أنه لن يشارك في الاجتماع الذي سيعقده الأسبوع المقبل مبعوثون أميركيون وروس في لاهاي.

وخلافاً لما أعلنه مسؤول روسي عبر وكالة “ايتار – تاس” الروسية الرسمية عن مشاركة الابرهيمي في الإجتماع، أفاد الممثل الدولي العربي أنه “يرحب بالمناقشات الثنائية في شأن الازمة السورية والتي ستعقد بين مبعوثين أميركيين وروس في لاهاي قريباً”، مضيفاً أنه “لن يشارك في هذا الإجتماع”. بيد أنه أكد أنه على “اتصال مستمر مع كل من السلطات الأميركية والروسية”.

واضاف ان “اجتماعا آخر لاجراء تحضيرات اضافية لمؤتمر جنيف – 2 يمكن ان تعقد في المستقبل القريب، لكن موعده ومكانه لم يحددا بعد”.

وردا على سؤال لـ”النهار”، برر الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي عدم مشاركة الابرهيمي بأن “الاجتماع ثنائي بين الروس والاميركيين على هامش مؤتمر دولي اوسع سيعقد في قصر السلام في لاهاي”. ورفض ان يوضح ما اذا كان الابرهيمي دعي الى الاجتماع ام انه لم يدع.

وفي احاطة شهرية امام اعضاء مجلس الامن، ابلغ الامين العام المساعد للمنظمة الدولية للشؤون السياسية اوسكار فيرنانديز – تارانكو اعضاء مجلس الامن ان “التحضيرات التقنية باتت جاهزة تقريبا” لعقد مؤتمر جنيف – 2 في محاولة لايجاد تسوية سياسية للحرب السورية.

                      غليون لـ “قدس برس”: الموقف الدولي من مجازر “غوطة دمشق” متخاذل

باريس ـ خدمة قدس برس

انتقد القيادي في ائتلاف المعارضة السورية الدكتور برهان غليون الموقف الدولي من مجزرة غوطة دمشق ومجمل الثورة السورية، ووصفه بأنه “فضيحة حقيقية”، ورأى أنه بمثابة “بطاقة بيضاء تبيح للرئيس بشار الأسد الاستمرار في مجازره بحق الشعب السوري”.

واستغرب غليون في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” اليوم الخميس (22|8) ضعف الموقف الدولي تجاه مجزرة غوطة دمشق أمس الأربعاء (21|8)، وقال: “موقف مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي من مجزرة غوطة دمشق أمس الاربعاء (21|8) ومجمل مسار الثورة السورية دون المستوى المطلوب، بل إن موقف مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي من المجزرة الأخرى هو فضيحة حقيقية، لأنه يعطي عمليا بطاقة بيضاء لبشار الأسد بأن يستفرد بالشعب السوري ويستمر في مجازره، ويسمح له باستخدام سلاح كيمياوي اعتبره الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطا أحمر، لكن الآن يبدو أن عمى ألوان قد أصاب الأمريكيين والأوروبيين تجاه ضحايا الأمس”.

وفي تفسيره لأسباب ضعف الموقف الأمريكي والأوروبي من المجازر التي يرتكبها النظام بحق شعبه، قال غليون: “نحن هنا أمام احتمالين: الأول وجود اتفاق أمريكي روسي لتكليف الأخير بالملف السوري وإعطاء روسيا حرية العمل في هذا الملف والتخلي الدولي نهائيا عن الشعب السوري، أما الاحتمال الثاني، هو أن وجود حسابات دولية لم تتضح معالمها بعد، وإعداد سيناريو على أساس منع المعارضة من الانتصار وإعداد تسويات سياسية من وراء ظهرها ومن وراء ظهر الشعب السوري”.

وعما إذا كان هذا الموقف الدولي، الذي وصفه بـ “الفضيحة” وبأنه “دون المستوى” مدعاة لنفض الشعب السوري يده من الرهان على المجتمع الدولي، قال برهان غليون: “هذا الموقف لن يدفع الشعب السوري لليأس من العمل السياسي لتحريك القانون الدولي والضمير العالمي لوقف المذابح التي يقترفها النظام بحق الشعب السوري، لن نتخلى عن حقنا في الحماية الدولية وسنستمر في المطالبة بموقف دولي مناصر لحق الشعب السوري في الحرية والكرامة”.

وأضاف: “نحن نعرف أن هذه الدول تبحث عن مصالحها، وأنها تخشى على مصالحها من حرية الشعب السوري، وهي التي رعت بشار الأسد للدفاع عن مصالحها ولا تريد التخلي عنه دفاعا عن تلك المصالح، لكننا نعرف أن ما يجري على الأرض هو جرائم ضد الإنسانية لا يمكن أن نيأس ولن ننفض يدنا من الرهان على الضمير العالمي والدولي لانقاذ شعبنا”، على حد تعبيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى