أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 26 تموز 2012


المعارضة تخوض «معركة حاسمة» في حلب وتعتبرها «بنغازي سورية»

دمشق، بيروت، انقرة، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب

دفع النظام السوري امس آلاف الجنود للمشاركة في الدفاع عن مدينة حلب بعد تشديد «الجيش السوري الحر» حملته فيها واعلانه السيطرة على كثير من احيائها. وسحب النظام معظم قواته من منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب، قرب الحدود التركية، ودفعها الى المعركة. وتواصل القوات النظامية منذ 48 ساعة ارسال تعزيزات في اتجاه المدينة من مناطق عدة.

وفي اليوم السادس لبدء المعارك في المدينة السورية الثانية اعلن «الجيش الحر» ان هذه ستكون «المعركة الحاسمة» وأنه سيحول حلب الى «بنغازي سورية»، للانطلاق منها لـ «تحرير» باقي المناطق، كما فعل ثوار ليبيا.

وفي انقرة، كشفت مصادر مطلعة لـ «الحياة» ان الادارة الاميركية اتخذت قبل اسبوعين قراراً بتصعيد ضغوطها على الرئيس بشار الاسد «لأن بقاءه في السلطة ينذر بقيام صومال جديد في بلد يمتلك ترسانة من الاسلحة الصاروخية والكيماوية وتؤثر التطورات فيه على استقرار جيرانه». واضافت ان واشنطن ابلغت موقفها هذا الى دول في المنطقة، وشددت على ضرورة السعي الى توحيد وحدات «الجيش الحر» الذي ستوفر واشنطن له اجهزة اتصالات ومعلومات فيما ستسرع دول اخرى عملية تسليحه. وقالت «ان مرحلة انتظار انان انتهت، وبدأت مرحلة اخرى خصوصاً بعد الموقف الروسي الاخير في مجلس الامن».

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من استخدام القوات السورية أسلحة كيماوية، مشيراً الى اطلاعه على «تقارير حول تغيير مواقع الأسلحة الكيماوية في سورية وازدياد الهواجس حول إمكان استخدامها». ونقل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى الشرق الأوسط روبرت سيري عن بان أن «المسؤولية الكاملة عن تأمين سلامة المخزون الكيماوي وأمنه في سورية تقع على عاتق الحكومة السورية، وهو لا يجب أن يستخدم تحت أي ظرف». وأشار «بقلق بالغ الى أن سورية ليست طرفاً في اتفاق الأسلحة الكيماوية».

من جهة اخرى قال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان الاردن اتخذ احتياطات تحسبا لاستخدام النظام السوري اسلحة كيماوية. ورداً على هذا الاحتمال، قال ان الاردن لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول لكنه اتخذ احتياطاته لحماية سلامة البلاد وامنها الوطني. واضاف ان الحديث عن استخدام سورية لاسلحة كيماوية ما زال مجرد فرضية حتى الان وليس حقيقة واقعة.

وقالت مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة إن «المجموعة العربية تعد مشروع قرار الى الجمعية العامة يحمل الحكومة السورية مسؤولية مخزونها من السلاح الكيماوي ويحذر من استخدامه».

وقال السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله النعيمي لـ «الحياة»: «إننا ملزمون بترجمة ما صدر عن المجلس الوزاري العربي ونعمل على صوغ مشروع القرار ليحظى بأكبر تأييد ممكن في الأمم المتحدة». وأضاف: «ثمة استنكار دولي للمجازر والعنف المستمر ضد الشعب السوري والعالم مستعد للمساهمة في تحمل مسؤولياته لإنهاء الأزمة في أقرب وقت».

وعما إذا كانت مهمة أنان قد انتهت عملياً، قال النعيمي إن «مهمة أنان ينبغي أن تتطور وفق تطور الأحداث المتلاحقة في سورية التي تؤكد ضرورة التركيز على البحث في عملية الانتقال السياسي للسلطة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق الدولة الديموقراطية التعددية».

وأكد النعيمي ضرورة «دعم الشعب السوري بكل الوسائل التي تمكنه من الدفاع عن نفسه وحماية أرواحه وتحقيق أهدافه وتطلعاته في الحرية والرخاء والتقدم إسوة بجميع شعوب المنطقة».

ورجح النعيمي أن يطرح مشروع القرار في الجمعية العامة الأسبوع المقبل «بعد انتهاء التشاور في المجموعة العربية وعرضه على باقي المجموعات فيها».

وقالت مصادر ديبلوماسية عربية أن مشروع القرار «لن يطرح تجديد التفويض لأنان بل سيعطيه مهمة محددة تتعلق بتسهيل التوصل الى صيغة من صيغ الانتقال السياسي تؤدي الى سورية تعددية ديموقراطية تلبية لتطلعات الشعب السوري». وأشارت الى أن الأمم المتحدة «سحبت نصف مراقبيها في سورية، ما يؤشر الى مصير البعثة بعد انقضاء مهلة الـ٣٠ يوماً التي أقرها مجلس الأمن في قراره الأخير ٢٠٥٩».

وعلمت «الحياة» أن ليبيا اقترحت إضافة فقرة «تطالب بتجميد عضوية سورية في الأمم المتحدة لكنها لم تلق موافقة المجموعة العربية».

وفي اول رد تركي على ما تردد عن سيطرة «حزب العمال الكردستاني» على المناطق ذات الاكثرية الكردية في شمال سورية، قال مكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في بيان ان «التطورات الاخيرة في سورية وانشطة المنظمة الارهابية الانفصالية في بلادنا وفي الدول المجاورة تم تناولها خلال اجتماع» برئاسة اردوغان. وذكرت وكالة انباء الاناضول ان رئيس اركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزيل ووزير الخارجية احمد داود اوغلو ووزير الداخلية ادريس نعيم شاهين ووزير الدفاع عصمت يلماز ورئيس الاستخبارات حقان فيدان شاركوا في الاجتماع الذي استمر اكثر من ساعتين وتمت فيه مناقشة «الاجراءات الاضافية الواجب اتخاذها على كل الصعد في ما يتصل بامننا القومي»، من دون توضيح هذه الاجراءات.

واتخذت الحكومة التركية امس اجراء امنياً بمنع دخول مواطنيها الى سورية عبر المعابر الثلاثة التي سيطرت عليها المعارضون السوريون الاسبوع الماضي. وقال وزير الجمارك والتجارة حياتي يازجي ان الامن على هذه المعابر غير متوافر في الجهة المقابلة. وتقع المعابر الثلاثة قبالة معابر جرابلس وباب الهوى والسلامة عند الحدود السورية.

وشكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح في سيطرة «الجيش السوري الحر» على هذه المعابر. وقال ان المسلحين الذين سيطروا عليها «ربما يكونون جماعات ذات صلة مباشرة بتنظيم القاعدة». واضاف أن الدول الغربية يجب ألا تتسرع وتحتفل بمكاسب معارضي الرئيس الاسد على الأرض. لأنه «اذا كانت مثل هذه العمليات مدعومة من شركائنا فيجب ان نتلقى اجابة على السؤال بشأن موقفهم من سورية وما الذي يحاولون تحقيقه في هذا البلد.»

والى جانب المعركة الدائرة للسيطرة على حلب، اطلقت القوات النظامية السورية امس وابلا من نيران المدفعية والصواريخ على مدينة التل بريف دمشق في محاولة للسيطرة عليها، ما أجبر مئات الأسر على الفرار من المنطقة. وقال ناشطون ان الكتيبة الآلية 216، ومقرها قرب مدينة التل، بدأت تقصف المدينة التي يسكنها نحو 100 ألف نسمة في وقت مبكر من الصباح. وقال احدهم ان «طائرات الهليكوبتر الحربية تحلق الان فوق المدينة. الناس أفاقوا على صوت التفجيرات وهم يفرون. انقطعت الكهرباء والاتصالات الهاتفية».

وتقع مدينة التل على بعد ثمانية كيلومترات إلى الشمال من دمشق وسقطت في أيدي مقاتلي المعارضة الاسبوع الماضي مع أحياء في العاصمة وعلى مشارفها بعد التفجير الذي ادى الى مقتل أربعة من كبار المسؤولين الامنيين. كما تحدثت مصادر المعارضة عن اطلاق نيران طائرات الهليكوبتر والرشاشات على حي الحجر الاسود الواقع عند المشارف الجنوبية لدمشق. ويعتبر هذا الحي ملاذا لمقاتلي المعارضة الذين يتسللون الى دمشق من الضواحي.

واوقعت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا حتى مساء امس 87 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان هم 43 مدنيا و32 عنصرا من قوات النظام و12 مقاتلا معارضا. وقال المرصد ان اشتباكات عنيفة دارت بعد الظهر في حي العسالي جنوب دمشق، في وقت تعرض حي الحجر الاسود لقصف عنيف استخدمت فيه المروحيات. وروى احد سكان حي القابون في شمال شرقي العاصمة الذي استعادت قوات النظام السيطرة عليه قبل ايام بعد معارك عنيفة ان الجرافات جرفت صباحا محالاً تجارية عدة كانت احترقت او دمرت في القصف.

لافروف: موقف واشنطن حيال سورية رهيب… ويعطي مبرراً للإرهاب

موسكو – أ ف ب، رويترز

اتهم سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة بتبرير الإرهاب ضد الحكومة السورية وانتقد العقوبات الأحادية المفروضة عليها.

وقال لافروف في إفادة صحافية مع نظيره القبرصي ايراتو كوزاكو ماركوليس أمس: «عندما نتحدث عن العقوبات بما في ذلك الحزمة السابعة عشر من العقوبات ضد سورية والتي أقرت قبل عدة أيام فقط (نقول) إننا ضد العقوبات الأحادية من حيث المبدأ. نحن مع المناقشات الجماعية لأي قضية. وللأسف فعندما بدأ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى فرض عقوبات أحادية ضد سورية لم يطلبوا منا المشورة على الإطلاق». وأضاف الوزير الروسي: «لقد اختير طريق أحادي ونحن نعتقد أنه يتناقض مع المبدأ الجماعي للعمل ويتناقض مع قرارات مجلس الأمن في شأن سورية ويتناقض في شكل مباشر مع الاتفاقات التي توصلت لها ما تعرف بمجموعة العمل في جنيف يوم 30 حزيران (يونيو)».

وانتقد لافروف الدول الغربية التي قال إنها لم تندد بالهجمات التي أودت بحياة أعضاء كبار في الدائرة القريبة من الرئيس السوري بشار الأسد، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف مقر الأمن القومي في قلب دمشق.

وأشار لافروف إلى تصريحات للناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند توضح أن مثل هذه الهجمات ليست مفاجأة بالنظر إلى ما تقوم به الحكومة السورية من أعمال.

وأضاف: «فيكتوريا نولاند تحدثت عن الموضوع. قالت إنه في الوقت الذي يتصرف نظام الأسد بهذه الطريقة وفي الوقت الذي لا يستطيع فيه مجلس الأمن إقرار أي شيء تريده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فليس من المفاجأة أن تحدث هجمات من هذا القبيل في دمشق أو في سورية ككل وليس من المفاجأة أن تلجأ المعارضة لمثل هذه الأفعال». وتابع لافروف: «انه موقف رهيب… إنني أعجز عن إيجاد الكلمات للتعبير عن موقفنا في هذا الشأن. تبرير مباشر للإرهاب… كيف ينبغي لنا أن نفهم هذا؟».

كما انتقد الوزير الروسي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس، مؤكداً أنها صرحت بعد اعتداء دمشق أنه على مجلس الأمن الدولي التصويت على قرار يفرض عقوبات على سورية، وهو القرار الذي استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضده.

وقال لافروف: «هذا يعني أنه نحن (الولايات المتحدة) سنواصل دعم مثل هذه الأعمال الإرهابية طالما أن مجلس الأمن الدولي لا يفعل ما نريد».

وشكك لافروف في المزاعم التي تقول إن الجيش السوري الحر هو من سيطر على المعابر الحدودية من أيدي القوات الحكومية. وقال لافروف: «وفقاً لبعض المعلومات لم يكن الجيش السوري الحر هو من استولى على نقاط التفتيش تلك… مهما كان ما يعتقده البعض في شأن هذا… وإنما هي جماعات ذات صلة مباشرة بالقاعدة».

وقال لافروف: «نتحقق من ذلك جيداً»، وأشار إلى أن الدول الغربية يجب ألا تتسرع وتحتفل بمكاسب معارضي الرئيس السوري بشار الأسد على الأرض.

وأضاف: «إذا كانت مثل هذه العمليات… استيلاء إرهابيين على أراض… مدعومة من شركائنا فيجب أن نتلقى إجابة على السؤال في شأن موقفهم من سورية وما الذي يحاولون تحقيقه في هذا البلد».

وكانت الخارجية الروسية قد قالت أمس إن العقوبات الجديدة التي أقرها الاتحاد الأوروبي بحق سورية وتنص على تعزيز إجراءات حظر الأسلحة التي تنقلها السفن والطائرات ستأتي بنتائج عكسية، معتبرة أنها تشكل «حصاراً».

وأبدت الخارجية استياءها من إجراءات تطالب دول الاتحاد الأوروبي بتفتيش الشحنات البحرية والجوية المتجهة إلى سورية من دولة ثالثة إذا اشتبهت في أنها تحتوي على أسلحة.

وتابعت في بيان: «روسيا لا تعترف (بعقوبات الأمم المتحدة) وترى أنها ستأتي بنتائج عكسية ولن تستطيع التوصل لحل في سورية»، مضيفة أنها تتعارض مع نص وروح خطة السلام التي وضعها الوسيط الدولي كوفي أنان.

من ناحيته، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قدم «ضمانات أكيدة» لروسيا بأن الأسلحة الكيماوية مخزنة في أمان تام.

وقال غاتيلوف في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية ايتار تاس: «تلقينا ضمانات أكيدة من دمشق بأن أمن هذه الترسانات (الكيماوية) مؤمنة في شكل كامل».

إلا أن المسؤول الروسي حذر دمشق من خطر وقوع هذه الأسلحة «بأيدي المعارضة المسلحة».

من جهة أخرى، دعا غاتيلوف مجدداً الدول التي وقعت بروتوكول جنيف في 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات إلى «احترام التزاماتها».

أعضاء مجلس الأمن الدولي يتلاومون بشأن تفاقم العنف في سورية

الأمم المتحدة -رويترز – تبادل اعضاء مجلس الأمن الدولي الاتهام بالمسؤولية عن تزايد العنف في سورية وتعهدت الدول الغربية بالعمل على وضع نهاية للصراع خارج إطار المنظمة الدولية في حين حذرت روسيا من أن سلوك هذا السبيل ستكون له على الارجح “عواقب وخيمة”.

وعرقلت روسيا والصين بشكل متكرر محاولات لمجلس الامن تساندها الدول الغربية لزيادة الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد لوضع حد للعنف.

وقال سفير ألمانيا في الامم المتحدة بيتر فيتيج في مناقشة في مجلس الأمن بشأن الشرق الاوسط “سيدفع الشعب السوري ثمن هذا الفشل.”

ومع الانقسام بين الأعضاء الخمسة الدائمين الذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن روسيا والصين في ناحية والولايات المتحدة فرنسا وبريطانيا في الناحية الأخرى وصل المجلس المؤلف من 15 عضوا إلى طريق مسدود وقالت واشنطن إنها ستبحث عن سبل للتصدي للأزمة في سورية خارج إطار المنظمة الدولية.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في مناقشات المجلس بشأن الشرق الاوسط “تتبع واشنطن وعدد من العواصم الأخرى مثل هذه السياسة منذ بداية الأزمة السورية وأدى هذا الى تفاقمها الى حد بعيد.”واضاف ان واشنطن “ستتحمل المسؤولية عن العواقب الوخيمة التي يرجح أن تؤدي إليها مثل هذه الخطوات.”

وقالت الولايات المتحدة انها ستلجأ الى بدائل مثل مجموعة “أصدقاء سورية” في البحث عن سبل للضغط على الأسد بعد فشل مجلس الأمن في الاتفاق على معاقبة سورية على انتهاكها لخطة السلام التي توصل اليها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.

تل أبيب تهدد سورية برد «شديد» في حال نقل أسلحة كيماوية إلى «حزب الله»

القدس المحتلة، الناصرة – «الحياة»، أ ف ب

حذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من أن إسرائيل سترد «فوراً» و «بأشد طريقة ممكنة» في حال نقل أسلحة كيماوية سورية إلى «حزب الله» اللبناني، فيما تزايد الطلب على الأقنعة الواقية من الغاز في إسرائيل.

وأكد ليبرمان للإذاعة العامة أن عملية نقل أسلحة كيماوية سورية إلى «حزب الله» ستشكل «سبباً للحرب» موضحاً أن ذلك «خط أحمر ينبغي عدم تخطيه، إنها الرسالة التي نقلناها إلى الأوروبيين والأميركيين والأمم المتحدة وروسيا».

وكان قائد أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز أعلن الثلثاء أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «يسيطر على مخزونه من الأسلحة».

وقال غانتز أمام اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست أن «السوريين يشددون حالياً الإجراءات الأمنية لحماية أسلحتهم. واستناداً إلى معلوماتنا فإن الأسلحة لم تنتقل بعد إلى أياد خطرة لكن ذلك لا يعني أن هذا لن يحدث. إنهم يستطيعون استخدامها ضد مدنيين أو نقلها إلى حزب الله».

وكان وزير الدفاع إيهود باراك أعلن الأحد أن «إسرائيـل لا يمكن أن توافق على نقل أسلحة متطورة من سورية إلى لبنان»، محذراً من رد إسرائيلي عسكري على سيناريو كهذا.

واعترف النظام السوري الاثنين للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيماوية هدد باستخدامها في حال تعرض البلاد لهجوم عسكري غربي مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يمكن أن يستخدمها ضد شعبه ما أثار على الفور تحذيرات دولية.

في غضون ذلك، شهدت فروع البريد المختلفة في أنحاء إسرائيل المكلفة توزيع الأقنعة الواقية من الغازات حركة نشطة في الأيام الأخيرة مع توافد آلاف الإسرائيليين يومياً إليها للتزود بالأقنعة.

ونشرت «الجبهة الداخلية» في الجيش إعلانات كبيرة تدعو المواطنين الذين لم يتزودوا بعد بالأقنعة فعل ذلك. وأفادت صحيفة «معاريف» أمس بأن عدد الذين توجهوا منذ الأحد الماضي إلى مراكز توزيع الأقنعة ارتفع بنسبة 70 في المئة قياساً بالأيام العادية.

وكانت الجبهة الداخلية دعت مطلع العام الماضي الإسرائيليين إلى التزود بالأقنعة الواقية إلا أن نحو نصف سكان الدولة العبرية لم يتجاوب وما زال بلا أقنعة.

من جهة أخرى، قلل ليبرمان من أهمية رفض الاتحاد الأوروبي الثلثاء طلباً إسرائيلياً بإدراج «حزب الله» على القائمة السوداء. وقال ليبرمان إن «هذا القرار من قبل 27 بلداً يتطلب إجماعاً لا يمكن أن يتحقق بيوم واحد، في لقاء أول. لكننا حصلنا على دعم كبير» بين الأوروبيين.

وأجرى ليبرمان سلسلة من المحادثات مع نظرائه الأوروبيين خلال زيارة إلى بروكسيل.

واشنطن تتكيف مع عسكرة الأزمة وتتخلى عن فكرة «الهبوط الآمن»

واشنطن – جويس كرم

منذ عملية اغتيال عدد من القيادات الأمنية في النظام السوري الأسبوع الماضي ثم الفيتو الروسي – الصيني في مجلس الأمن الدولي، بدأت الولايات المتحدة تتكيف بشكل أكبر مع العسكرة المتسارعة للأزمة في سورية. وتحاول واشنطن زيادة تأثيرها على معارضة الداخل وعلى الساحة الدولية بعيداً عن مجلس الأمن لهندسة مخارج للأزمة وتفادي «الخط الأحمر» بفقدان السيطرة على الأسلحة الكيماوية.

وتقول المحللة في معهد الشرق الأوسط رندا سليم لـ «الحياة» أن فكرة «الهبوط الآمن» للأزمة السورية والتي تحدث عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في آذار (مارس) الفائت «لم تعد موجودة اليوم» وأن واشنطن بدأت تتكيف للتعامل مع حقائق جديدة على الأرض، تنطلق من ازدياد قوة المعارضة المسلحة وقدرتها على «الاستحواذ على مساحة أكبر من الأراضي» كما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

كما يعزز هذا التوجه فشل الجهود الديبلوماسية في مجلس الأمن الدولي أمام الفيتو الروسي – الصيني، وتأكيد سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة سوزان رايس أن واشنطن ستعمل خارج المجلس للدفع بحل للازمة. وما زال التدخل العسكري مستبعداً في واشنطن لأسباب ترتبط بالتعقيدات الكبيرة على الأرض، وغياب التوافق الدولي، واقتراب الانتخابات الأميركية، وعدم وجود تهديد مباشر للأمن القومي الأميركي باستنثاء الأسلحة الكيماوية التي يملكها النظام.

وفي اعتماد هذه الاستراتيجية ترى سليم أن واشنطن ستركز على التواصل مع معارضة الداخل، سواء كانت من الثوار أو المجالس التنسيقية. اذ ومع استمرار الانقسامات بين أركان المعارضة وعدم قدرة المجلس الوطني السوري من امساك زمام القيادة على النحو الذي أمسكه المجلس الانتقالي في ليبيا، تحاول واشنطن استيعاب وزيادة تأثيرها في أوساط معارضة الداخل ومع المنشقين والذين سيكون لهم دور في المرحلة الانتقالية. وفيما ترى الادارة في المجلس الوطني «ممثلا شرعياً» للشعب السوري، لم تمنحه لقب «الممثل الشرعي» وانتظرت طوال فترة ما يقارب التسعة أشهر على تأسيسه وقيامه بخطوات لتوحيد رؤية المعارضة أو وضع خطة انتقالية وزيادة شعبيته في الداخل.

أما لناحية المعارضة العسكرية لنظام الأسد، فتعتبر سليم أن سورية هي أمام مرحلة «كر وفر» في المعارك بين الجانبين. فلا النظام لديه القدرة على طرد الجيش الحر بالكامل وبسط سيطرته على كامل الأراضي، ولا الثوار لديهم القدرة على الامساك لفترة طويلة بمكاسب جغرافية كبيرة.

ومن هنا تتوقع الخبيرة الاميركية مرحلة شد حبال بين الجانبين، واستخدام النظام ما تبقى له من «قوته النارية» مقابل ازدياد قوة المعارضة بسبب الانشقاقات واستعداداً للحسم. وترى سليم أن واشنطن ليس لديها تأثير كبير على المعارضة المسلحة لسببين: الأول غياب حضورها القوي داخل سورية، والثاني بسبب سعيها لتفادي «تجربة طالبان» في أفغانستان حين سلحت مجاهدين لمحاربة السوفيات، ما أدى لاحقاً الى صعود الحركة وسيطرتها على البلاد وصولاً لاحتضانها تنظيم القاعدة واعتداءات ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١.

وتقول سليم إن واشنطن ستمتنع عن تسليح المعارضة لهذه الأسباب، وأنها ستبقى على مسافة من هذا الأمر. وتوضح الخبيرة بأن الخط الأحمر الوحيد لواشنطن في سورية اليوم هو مسألة السلاح الكيماوي، والذي سيبحثه وزير الدفاع ليون بانيتا مع الجانب الاسرائيلي نهاية الأسبوع، وعدا عن هذا العامل فإن سياسة الادارة هي «رد فعل وليس التحرك».

رمضان السوريين في الأردن غربة و «رائحة» حزن ودمار

عمان – تامر الصمادي

على «قارعة الأمل»، تروي المواطنة السورية نورة (30 سنة) التي لجأت إلى الأردن مطلع الشهر الماضي، ألم الفراق عن مدينتها درعا وقضاء شهر رمضان لأول مرة بعيدة من الأهل والأحبة.

وتقول بصوت حزين تخنقه العبرات: «جاء رمضان هذا العام كسابقه، ممزوجاً برائحة الدم والحزن والدمار». وتضيف: «في رمضان الماضي كنت وعائلتي نعيش تحت وابل قصف القذائف في درعا البلد، كنا نصوم الشهر الكريم داعين الله أن يفرج الكرب».

وتمضي نورة في رواية حكايتها قائلة إن ثلاثة من أفراد عائلتها قضوا الشهر الماضي في أحداث العنف المتواصلة منذ عام ونيف، ما دفعها مرغمة إلى اللجوء ووالدتها المسنة إلى مدينة الرمثا الحدودية شمال المملكة.

تقضي نورة يومها داخل سكن موقت أقامته السلطات الأردنية، وتحصل يومياً على وجبتي الإفطار والسحور، عبر معونات توفرها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في عمان وبعض الجمعيات الخيرية.

ولا تختلف قصة فاطمة (22 سنة) القادمة من مدينة حماة كثيراً عن قصة مواطنتها التي تقاسمها تلك الغرفة الصغيرة من السكن، قائلة بصوت متهدّج: «المذابح المنتشرة في طول البلاد وعرضها شرّدت السوريين بين مختلف البلدان». وتتابع باكية: «توزعت عائلتي بين الأردن وتركيا ولبنان، ولأول مرة نقضي رمضان مشردين».

وتروي فاطمة فصول رحلتها المحفوفة بالأخطار مع مئات اللاجئين، فالمرور عبر حقول الألغام الحدودية، ما هو إلاّ فصل من فصول الحكاية التي بدأت تتجرّع عذاباتها قبل بضعة أشهر. وتقول: «لم أتوقع يوماً أن أقضي رمضان لاجئة أنتظر صدقة الآخرين (…)، لم أتوقع أن أجد عائلتي مشردة بين دول الجوار في شهر الصوم الفضيل الذي طالما جمّعنا إلى موائد الإفطار».

ويقول أحمد (45 سنة): «سورية تموت في رمضان، أوغلوا في الدماء ولم يحترموا حرمة الشهر الكريم». ويحكي أحمد ما أسماها «قصص الموت البطيء التي يعيشها المحاصرون في حمص خلال رمضان». ويقول: «لا ماء ولا كهرباء ولا دواء. يحرقون المخابز والمحال التجارية، والناس لا يجدون ما يفطرون عليه. تم إغلاق الكثير من المساجد، فيما حُوّل بعضها الآخر إلى ثكنات عسكرية».

ويختتم قائلاً: «أتمنى أن يحل عيد الفطر وقد تحررت الأرض وعدنا سالمين إلى بلادنا».

وبدأ عشرات الآلاف من السوريين في الأردن يوم الجمعة الماضي صيام شهر رمضان، بينما يقضي آلاف منهم رمضان في الأردن للعام الثاني. وتقول الحكومة الأردنية إن شهر رمضان وسط الأجواء الحارة التي يأتي بها يزيد من حجم المسؤولية الإنسانية تجاه اللاجئين السوريين.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال سميح المعايطة، إن الأردن «يقوم بالجهد المناط به من منطق واجبه تجاه اللاجئين، لكننا نتخوف من تدفق أعداد أكبر من المعتاد يومياً مما قد يفاقم الأمور».

أما زايد حماد رئيس جمعية «الكتاب والسنة» المكلفة من قبل الحكومة الأردنية برعاية السوريين، فيقول إن جمعيته تقوم بكفالة تسعة آلاف عائلة سورية يبلغ عدد أفرادها نحو خمسين ألفاً. ويضيف: «في شهر الصوم يدفع الناس أموال الزكاة والصدقات والتبرعات، ما يخفف من العبء على الجهات الأردنية المختلفة تجاه اللاجئين». ويتابع: «في أول يوم من رمضان تسلمنا 25 ألف مروحة وألف براد للمياه وألف ثلاجة من جهات دولية، كما حصلنا على آلاف الطرود الغذائية لإفطارات السوريين في الأردن».

ويلفت إلى أن جمعيته تقيّد يومياً في سجلاتها زهاء مئة لاجئ سوري جديد، وأنها تقدم وجبات يومية لآلاف اللاجئين السوريين. وتشير آخر إحصائية حكومية في الأردن إلى وجود أكثر من 140 ألف لاجئ سوري حتى نهاية الشهر الماضي، لكن قائمين على العمل الإغاثي يتحدثون عن أرقام أكبر تصل إلى 200 ألف لاجئ.

هاجس «دولة كردية» في شمال سورية يثير قلق تركيا

إسطنبول – رويترز، ا ف ب

بحث المسؤولون الاتراك أمس أنشطة حزب العمال الكردستاني في سورية والذي قالت الصحافة التركية انه «يسيطر على الكثير من المناطق في شمال هذا البلد» الذي يشهد نزاعاً دامياً.

وقال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بيان إن «التطورات الاخيرة في سورية وأنشطة المنظمة الارهابية الانفصالية في بلادنا وفي الدول المجاورة تم تناولها خلال الاجتماع» برئاسة اردوغان.

وذكرت وكالة أنباء الاناضول ان رئيس اركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزيل ووزير الخارجية احمد داود اوغلو ووزير الداخلية ادريس نعيم شاهين ووزير الدفاع عصمت يلماز ورئيس الاستخبارات حقان فيدان شاركوا في الاجتماع الذي استمر اكثر من ساعتين.

وأضاف البيان: «تمت مناقشة الإجراءات الاضافية الواجب اتخاذها على كل الصعد في ما يتصل بأمننا القومي»، من دون توضيح هذه الإجراءات.

وظهرت مخاوف في تركيا من تنامي نفوذ جماعة كردية في شمال سورية ذات صلة بالأكراد الانفصاليين الذين يقاتلون أنقرة وهو ما تخشى تركيا أن يزيد من تعقيد جهودها لحل مشكلتها الكردية العسيرة.

وأفلتت المناطق الكردية في سورية بدرجة كبيرة من أسوأ أعمال العنف خلال الانتفاضة المندلعة ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ أكثر من 16 شهراً ويرى السوريون الأكراد فرصة لاغتنام حريات يتمتع بها أقرانهم الأكراد العراقيون في منطقة كردستان العراق شبه المستقلة في شمال البلاد.

واستقطبت صور الأعلام الكردية وهي ترفرف على مبان ويلوح بها أكراد في شمال سورية تغطية إعلامية واسعة في تركيا ودفعت المعلقين السياسيين إلى التفكير في ما يمكن أن يحدث إذا اقتطع أكراد سورية لأنفسهم دولة مستقلة في شمال البلاد.

وقالت شخصيات كردية معارضة إن قوات الحكومة انسحبت من مناطق في محافظتي الحسكة وحلب وتركت السيطرة فيها لحزب الاتحاد الديموقراطي ذي الصلة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض منذ 28 عاماً صراعاً انفصالياً في تركيا أودى بحياة أكثر من 40 ألفاً.

وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض بعد أن التقى مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الاثنين إنه في بعض المناطق سلم النظام السوري السلطة لحزب الاتحاد الديموقراطي ثم انسحب.

ووردت تقارير بأن بلدات عامودا وديرك وكوباني وعفرين السورية أصبحت تحت سيطرة حزب الاتحاد الديموقراطي. ولم يتسن التحقق من التقارير نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على وسائل الإعلام.

وتأكيد حزب الاتحاد الديموقراطي -الذي ينفي أي صلة بحزب العمال الكردستاني- سيطرته على هذه البلدات فجر نزاعاً وأحياناً اشتباكات مسلحة مع الجماعة السياسية الكردية الرئيسية الأخرى وهي المجلس الوطني الكردي وفصائل أخرى من المعارضة السورية.

واتهمت شخصيات سورية معارضة حزب الاتحاد الديموقراطي بالقيام بدور داعم للنظام وقمع التظاهرات في المناطق الكردية واغتيال ناشطين معارضين للرئيس السوري كان أبرزهم مشعل تمو الزعيم الكردي البارز الذي قتل العام الماضي وهو ينظم تحالفاً سياسياً مناهضاً للنظام السوري.

واستضاف الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والد بشار زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان لسنوات قبل أن تهدد تركيا عام 1998 بغزو البلاد مما اضطره إلى إرساله للخارج وبعدها اعتقله رجال الاستخبارات التركية وأعادوه إلى تركيا.

ومع تحسن العلاقات التركية السورية تعاون الرئيس السوري مع أنقرة ولاحق عناصر حزب العمال الكردستاني في سورية لكن هذه العلاقات تدهورت العام الماضي بعد أن لجأ الأسد إلى القوة العسكرية لقمع الانتفاضة الشعبية.

ولم يتحدث المسؤولون الأتراك علناً عن مخاوفهم من نفوذ حزب الاتحاد الديموقراطي. وقال مسؤول في الخارجية التركية إن داود أوغلو حذر المجلس الوطني السوري من مخاطر الصراع الطائفي أو الحرب الأهلية.

وأكد سيدا رئيس المجلس الوطني وهو كردي على الوحدة الوطنية في سورية حيث يصل عدد الأكراد إلى نحو مليون من بين 21 مليون مواطن.

وقال سيدا إن المجلس أعطى أوامر بعدم رفع أي أعلام بخلاف أعلام استقلال سورية، وأضاف أن الأكراد جزء من النسيج الوطني السوري.

                      حلب “المعركة الحاسمة” بين النظام والمعارضة

موسكو: التهديد بالأسلحة الكيميائية غير مقبول

    واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات

  واشنطن لا تستغرب أن يدافع الشعب السوري عن نفسه وترفض انتقادات روسية

 بان كي – مون يناشد القوى العالمية وقف المجزرة في سوريا

لليوم السادس استمرت الاشتباكات العنيفة في احياء مدينة حلب بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية ويستقدم الطرفان تعزيزات لخوض ما وصف بانه “المعركة الحاسمة” في المدينة التي تنظر اليها المعارضة على انها يمكن ان تكون بمثابة بنغازي سورية. وفيما تحدثت تقارير عن استخدام القوات النظامية الموالية للرئيس بشار الاسد الدبابات والمروحيات وحتى المقاتلات في قصف مقاتلي المعارضة، لم تستغرب واشنطن ان يدافع الشعب السوري عن نفسه. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون المجتمع الدولي الى التحرك من اجل وقف “المجزرة” في سوريا. واعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 87 شخصا قتلوا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. وفي انتقاد روسي للحكومة السورية اعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان تهديد السلطات السورية باستخدام الاسلحة الكيميائية في حال تعرضها لعدوان خارجي “غير مقبول”. أما اسرائيل فهددت بـ”رد فوري وشديد” في حال نقل هذه الاسلحة من سوريا الى “حزب الله” اللبناني. وتحدث الاردن عن اتخاذه اجراءات تحسباً لهجوم كيميائي. وقالت المعارضة السورية إن السفير السوري لدى الإمارات العربية المتحدة عبد اللطيف الدباغ انشق هو وزوجته سفيرة سوريا لدى قبرص لمياء الحريري وتوجها إلى قطر.

واشنطن

وواصل المسؤولون الاميركيون تنديداتهم القوية باستخدام النظام السوري القوة العسكرية وقصفه حلب، وجددوا دعواتهم الى عملية انتقالية تؤدي الى قيام “حكومة جديدة تساعد في اعادة بناء البلاد وتساهم في تفادي النزاع الطائفي” على حد قول وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.

ووصف الناطق باسم البيت الابيض جاي كاري الهجوم على حلب بالطائرات والدبابات بأنه يمثل “أدنى درجات الانحطاط” التي وصل اليها نظام الاسد. وقال في ايجاز صحفي على متن الطائرة الرئاسية ان واشنطن رأت تقارير “ذات صدقية” تؤكد استخدام النظام القوات العسكرية بما فيها الطائرات الحربية ذات الاجنحة الثابتة “لارتكاب عنف شنيع” في حق المدنيين في المدينة. واعتبر انشقاق السفيرين السوريين لدى قبرص ودولة الامارات العربية “مؤشرا اضافيا لكون الحلقة المحيطة بالاسد “تهرب من الحكومة بسبب الاعمال المشينة التي ارتكبها الاسد”.

   واتهمت كلينتون الاسد “بمواصلة حربه على الشعب السوري” وقالت في كلمة ألقتها امام مجموعات من الناشطين الاجانب في الولايات المتحدة بينهم سوريون معارضون، ان بناء سوريا الجديدة وتفادي الاقتتال الطائفي “يشكلان تحديين بالغي الصعوبة”

  وردت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند على الاتهامات السورية بان واشنطن تبرر الارهاب في سوريا لانها لم تندد بقوة بتفجير مبنى الامن القومي في دمشق الاسبوع الماضي، بأن حكومتها اوضحت منذ البداية انها ترفض العنف باي شكل داخل سوريا، وتندد الارهاب. وبعدما اشارت الى ان حكومتها نددت بالتفجير، اضافت “أود ان اشير الى انهم (ضحايا التفجير) ليسوا مدنيين، فهؤلاء الذين خسروا حياتهم هم منظمو حملة الاسد العسكرية”. وحملت الاسد مسؤولية استمرار العنف في سوريا، متسائلة: “من هو الذي يستخدم الطائرات ذات الاجنحة الثابتة ضد شعبه؟ وكذلك المروحيات والمدفعية والزوارق الخ؟… وخلصت الى أنه يجب ألا يستغرب احد “عندما يدافع الشعب عن نفسه الان”.

وصرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض طومي فيتور بأن “مستشار الأمن القومي طوم دونيلون أجرى محادثات بناءة ومفصلة” مع المسؤولين الصينيين، وفي مقدمهم الرئيس هو جين تاو ونائبه شي جينبينغ. وأوضح ان دونيلون “شدد على المسؤولية التي يتقاسمها البلدان (الولايات المتحدة والصين) في التعامل مع ملفات صعبة مثل كوريا الشمالية وايران وسوريا والأمن الاقليمي في آسيا، الى اعادة التوازن للاقتصاد العالمي”.

موسكو

وفي نيويورك، أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين خلال نقاش في مجلس الأمن ان روسيا “تنوي مواصلة العمل من أجل قرارات تستند الى تفاهمات والدفع في اتجاه حوار بين الأطراف السوريين”. وقال: “لتحقيق ذلك، نحن مستعدون لتوفير منصة في موسكو للمعارضة والحكومة بغية اجراء اتصالات من أجل توحيد المعارضة تمهيداً لمفاوضات مع الحكومة” السورية.

وانتقد تشوركين الولايات المتحدة “التي تحدثت عن نيتها الالتفاف على مجلس الأمن”. وأضاف: “حسناً، لكنكم ستتحملون مسؤولية تداعيات هذه الأعمال والتي قد تكون كارثية”.

ومعلوم انه سبق لروسيا ان قدمت اقتراحاً في أيار الماضي لاستضافة محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة، ولكن من دون التوصل الى نتيجة.

ورأى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي استقبل السفير السوري لدى موسكو رياض حداد أن تهديد سوريا باستخدام السلاح الكيميائي “غير مقبول”.

مشروع سعودي

وكشف المندوب السعودي الدائم لدى الامم المتحدة عبد الله المعلمي ان بلاده تعد مشروع قرار دولياً جديداً لعرضه على الجمعية العمومية للامم المتحدة يتناول تهديد الحكومة السورية باستخدام اسلحتها الكيميائية. وقال ان مشروع القرار سيرسل خلال الايام المقبلة، معرباً عن امله في التصويت عليه “مطلع الاسبوع المقبل على الارجح”.

وسئل هل يتناول مشروع القرار تهديد الحكومة السورية باستخدام ترسانتها من الاسلحة الكيميائية في حال تعرضها لهجوم اجنبي، فأجاب المعلمي ان المشروع “سيأتي على ذكر كل المسائل المهمة في الوضع السوري”.

واوضح ديبلوماسيون في الامم المتحدة ان مشروع القرار قد يدعو الدول الـ193 الاعضاء في المنظمة الدولية الى تطبيق العقوبات الدولية نفسها التي فرضتها جامعة الدول العربية على سوريا. كما قد يطالب القرار بتأمين وصول المساعدات الانسانية الى المناطق المتضررة بالنزاع في سوريا.

وقال ديبلوماسي في الامم المتحدة ان “الدول العربية ضاقت ذرعا بنقص التحرك الدولي حيال سوريا، وخصوصا حيال الفيتو الروسي والصيني”.

بان كي – مون

* في ساراييفو، دعا  بان كي- مون القوى العالمية الى توحيد صفوفها على وجه السرعة لوضع حد لسفك الدماء في سوريا، معيدا الى الاذهان قعود الامم المتحدة عن التحرك عام 1995 وقت كانت ترتكب المجزرة في بلدة سريبرينيتسا البوسنية.

وقال امام برلمان البوسنة في ختام جولة استمرت اسبوعا على دول يوغوسلافيا السابقة، انه يوجه نداء الى العالم. وذكر أنه في سريبرينيتسا “لم تنهض الامم المتحدة بمسؤوليتها. وفشل المجتمع الدولي في منع الابادة الجماعية التي تكشفت. وقتل كثير من الرجال والصبية في سريبرينيتسا بلا ضرورة وبوحشية…  لذلك فمن هنا، من قلب البوسنة والهرسك التي تتعافى من جراحها أوجه نداء الى العالم: لا تتأخروا. تجمعوا. تحركوا. تحركوا الان لوقف المجزرة في سوريا”.

موسكو تتهم واشنطن بتبرير الإرهاب في سوريا وتندّد بالعقوبات الأوروبية

لكنها تحذّر دمشق من استخدام الأسلحة الكيميائية

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بموقف الولايات المتحدة من المعارضة السورية معتبرا اياه “تبريرا للارهاب”، واخذ على واشنطن عدم استنكارها الهجوم الذي اودى بحياة اربعة مسؤولين امنيين كبار في دمشق في 18 تموز. بينما اكدت موسكو انها ابلغت الحكومة السورية بوضوح أن التهديد باستخدام الأسلحة الكيميائية غير مقبول موجهة بذلك أشد انتقاد للتحذير الذي أطلقه مسؤول سوري قبل يومين.

تناول لافروف في مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية القبرصية ايراتو كوزاكو – ماركوليس التي تزور موسكو، انفجار دمشق الذي استهدف مقر الامن القومي السوري وما اعقبه من موقف اميركي وصفه بانه “موقف رهيب”. وقال: “انني اعجز عن ايجاد الكلمات للتعبير عن موقفنا في هذا الشأن. تبرير مباشر للارهاب”.

وانتقد خصوصا مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة سوزان رايس، التي صرحت عقب اعتداء دمشق بان على مجلس الامن التصويت على قرار يفرض عقوبات على سوريا، وهو القرار الذي استخدمت موسكو حق النقض “الفيتو” ضده. ورأى أن “هذا يعني اننا نحن (الولايات المتحدة) سنواصل دعم مثل هذه الاعمال الارهابية ما لم يفعل مجلس الامن ما نريد”.

 وكان ثلاثة من المسؤولين الامنيين السوريين الكبار قتلوا وتوفي رابع في وقت لاحق، في الانفجار الذي دوى خلال اجتماع لهم في مبنى مكتب الامن القومي في دمشق.

 ولم تندد وزارة الخارجية الاميركية صراحة بالهجوم. وقال الناطق باسمها باتريك فنتريل ان “الولايات المتحدة لا تريد اراقة مزيد من الدماء في سوريا، لكن هؤلاء الرجال كانوا المهندسين الرئيسيين لعدوان نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد على الشعب السوري… ان نظام الاسد هو الذي اشاع هذه الفوضى بقتله شعبه”.

وكرر لافروف موقف موسكو القائل بأن رحيل الاسد يجب الا يكون شرطا مسبقا لحوار سياسي لانهاء الصراع المستمر منذ شهرا وان السوريين وحدهم يقررون مستقبل بلادهم.

 وافاد أن موسكو لم تتلق أي اقتراح لمناقشة مبادرة جديدة قدمتها جامعة الدول العربية قبل أيام في شأن مصير الرئيس السوري في حال موافقته على التنحي، مشيرا إلى أن موسكو تنتظر من الجامعة ايضاحات للتناقضات الكثيرة التي تتضمنها المبادرة. واوضح ان “الخطة التي اقترحتها جامعة الدول العربية تحتوي على تناقضات كثيرة، ونريد أن نفهم ما هو المقصود. وقرأنا أن ممثلين عن الجامعة العربية يريدون زيارة بعض العواصم ليشرحوا مواقفهم ولم يصلنا أي طلب أو اقتراح في هذا الشأن بطريقة مباشرة”. وأضاف: “سننتظر”. وشدد على أنه “في ما يخص أي خطة تقترحها جامعة الدول العربية، يجب أن يقرها السوريون انفسهم في إطار الموقف المتفق عليه (مؤتمر مجموعة العمل حول سوريا) في جنيف”.

“القاعدة” والمعابر

على صعيد آخر، اعلن لافروف ان موسكو تحقق في معلومات مفادها أن تنظيم “القاعدة” هو من سيطر على بعض المعابر السورية على الحدود مع تركيا والعراق الأسبوع الماضي، وليس “الجيش السوري الحر”. وقال:”وفقا لبعض المعلومات لم يكن الجيش السوري الحر هو من استولى على نقاط التفتيش تلك، كأئنا ما كان يعتقده البعض في شأن هذا، وإنما هي جماعات ذات صلة مباشرة بالقاعدة… نتحقق من ذلك جيدا”. وحذر من انه على الدول الغربية ألا تتسرع وتحتفل بمكاسب معارضي الرئيس السوري على الأرض، و”اذا كانت مثل هذه العمليات، استيلاء ارهابيين على اراض، مدعومة من شركائنا فيجب ان نتلقى جوابا عن السؤال عن موقفهم من سوريا وما الذي يحاولون تحقيقه في هذا البلد”.

الأسد ليس “دمية”

في غضون ذلك، لاحظ مندوب روسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين ان الرئيس السوري ليس “دمية روسية” تنتظر اتصالا هاتفيا من موسكو لتتسلم تعليمات. وقال ان الأسد جزء من منظومة السلطة السورية التي تحتاج إلى إصلاح كي تلبي تطلعات الشعب السوري بأكمله، ولكن بطريقة لا تسيء إلى الشريحة التي يمثلها، وأن الاحتمال الأكبر اذا قرر الرئيس السوري التنازل عن السلطة أن يحل محله تيار من محيطه الأكثر تشددا.

وتساءل: “ماذا سيحدث في حال تنحيه؟ من سيظهر على المشهد اذا قرر التنازل عن السلطة غدا؟ هل يكونون من محيطه الأكثر تشددا؟ أعتقد أن هذا هو الاحتمال الأقرب في هذه الظروف”.

واسف لأن تحميل الولايات المتحدة روسيا مسؤولية ما يجري في سوريا أساء إلى العلاقات بين البلدين، مذكرا بان روسيا كانت تصدر الأسلحة إلى سوريا بموجب عقود مبرمة منذ سنوات وهي أسلحة لا يمكن تقنيا وعمليا استخدامها ضد المتظاهرين.

العقوبات الاوروبية

كذلك نددت وزارة الخارجية الروسية بالعقوبات الجديدة التي اقرها الاتحاد الاوروبي على سوريا والتي تنص على تعزيز اجراءات حظر الاسلحة التي تنقلها السفن والطائرات، قائلة انها تشكل “حصارا جويا وبحريا”. واكدت في بيان معارضتها للعقوبات الاحادية الجانب التي رأت انها “غير مثمرة”. وقالت ان مثل هذه العقوبات “لا تساهم في اعادة الوضع الطبيعي في سوريا ولا تتفق نصا وروحا وخطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان”.

الاسلحة الكيميائية

وافادت الوزارة ان موسكو ابلغت الحكومة السورية بوضوح أن التهديد باستخدام الأسلحة الكيميائية غير مقبول، موجهة بذلك أشد انتقاد للتحذير الذي أطلقه مسؤول سوري قبل يومين.

وقالت إن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف عقد اجتماعا مع سفير سوريا في موسكو رياض حداد وعرض خلاله “بشكل بالغ الوضوح موقف روسيا من حيث عدم قبول أي تهديدات باستخدام أسلحة كيميائية”.

 وقال غاتيلوف في مقابلة مع وكالة “ايتار – تاس” الروسية الرسمية: “تلقينا ضمانات اكيدة من دمشق ان امن هذه الترسانات (الكيميائية) مؤمنة تماما”. الا انه حذر دمشق من خطر وقوع هذه الاسلحة “في ايدي المعارضة المسلحة”. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي اقر الاثنين بامتلاك بلاده أسلحة كيميائية وقال إنها لن تستخدمها في مواجهة المعارضين المسلحين ولكن يمكن أن تستخدمها ضد عدوان خارجي.

تصدير الأسلحة

الى ذلك صرح مصدر في المجمع الصناعي العسكري الروسي، بان موسكو لم تتخلَّ عن تصدير الأسلحة إلى سوريا، وأنها ليست معنية بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي .

50 معارضاً سورياً يعدّون في برلين دستوراً لمرحلة ما بعد نظام الأسد

    و ص ف، أ ش أ

عكف مجموعة من 50 معارضاً سورياً في برلين على اعداد دستور جديد لسوريا استعدادا لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الاسد، استنادا الى مؤسسة “علوم وسياسة” التي تقدم اليهم المساعدة.

وأوضحت المؤسسة ان هذه المجموعة تضم ضباطا سابقين وخبراء اقتصاديين وقانونيين وممثلين لمختلف المكونات الدينية في سوريا. واضافت ان هذا المشروع اطلقه المعهد الاميركي للسلام، على ان يعلن المعارضون نتيجة عملهم مطلع آب.

وصرّح مدير المؤسسة فولكر بيرتس لصحيفة “سودويتش تسايتونغ ” ان ما يقوم به المعارضون قد يستخدم اساساً للتشاور في حال حصول انتقال سياسي في سوريا. وقال ان “المجلس الوطني السوري” المعارض ومجموعات سورية اخرى معارضة هي التي اختارت اعضاء مجموعة العمل هذه. واضاف: “اردنا اعطاء فرصة للمعارضة لايجاد فضاء لتبادل الآراء من دون مراقبة او ضغط”.

ويناقش المعارضون خصوصا اصلاح الجيش السوري والقضاء وقوى الامن، الى النهوض بالاقتصاد والتعايش بين مختلف الديانات.

وتشهد سوريا منذ آذار 2011 حركة احتجاج مناهضة لنظام الاسد تحولت نزاعاً دامياً بين القوات السورية النظامية ومنشقين عنها واسفرت استنادا الى “المرصد السوري لحقوق الانسان” عن مقتل اكثر من 19 الف شخص غالبيتهم  من المدنيين.

سوريا والسباق مع الزمن

    هشام ملحم

منذ بدء الانتفاضة الشعبية على النظام السوري، كان متوقعا اذا لم تحسم المواجهة بسرعة حدوث ثلاثة تطورات مقلقة: ازدياد حدة العنف، واتساع الاستقطابات والمواجهات الطائفية، وعبور النزاع الى الدول المجاورة.

بعد سنة ونصف سنة تقريبا هذا ما حدث على الارض. ومنذ البداية، حذّر السوريون الوطنيون وانصارهم من ان تردد الدول المجاورة والعالم في دعم المعارضة، التي كانت في البداية سلمية وواجهها النظام بالحديد والنار والتعجيل في عملية انتقالية سياسية الى مرحلة ما بعد نظام الاسد، سيعني زج سوريا في نزاع طويل، مع ما يحمله ذلك من تفكيك للنسيج الاجتماعي، وتأجيج للنيران الطائفية، وتوريط الدول المجاورة الضعيفة، وتحديدا لبنان في النزاع.

  اليوم نجد نظام الاسد يستخدم المروحيات لقصف دمشق، أقدم واحدى أعرق مدن العالم ويستخدم الطائرات الحربية في قصف حلب، وهي من أهم المدن في تاريخ العرب، بعدما استخدم ميليشيا “الشبيحة” في ترويع الابرياء وقتلهم في عملية “تطهير مذهبي” واضح لبعض المناطق القريبة من المنطقة التقليدية التي تسكنها الاقلية العلوية، (وهناك الان تقارير تتحدث عن قيام عناصر في المعارضة المسلحة باعمال انتقامية طائفية)، كما انتقل النزاع العسكري الى شمال لبنان، وفرض على تركيا والدول العربية المجاورة لسوريا مشكلة انسانية ملحة تتمثل في نزوح عشرات الآلاف من اللاجئين.

  النظام السوري لعب الورقة الطائفية لتعبئة الطائفة العلوية وتخويف المسيحيين والاقليات الاخرى من البديل المجهول والبعبع الاسلامي (خصوصا ان مأساة المسيحيين في العراق لا تزال ماثلة في الاذهان) وفي المقابل نرى زيادة مقلقة في النبرة الدينية لخطاب بعض القوى المعارضة، والاخطر من ذلك الدور الكارثي للمتطرفين والجهاديين السنّة والقاعدة، والذي يجب أن يتصدى له كل سوري يؤمن بمستقبل أفضل.

أنصار الاسد من “يساريين” وقوميين يدّعون اليوم ان دور “القاعدة” في النزاع يؤكد ادعاءات النظام منذ البداية ان الانتفاضة السورية هي من صنع عناصر جهادية وارهابية. طبعا هؤلاء ينسون ان السواد الاعظم من السوريين الذين انتفضوا سلميا على النظام ليسوا اسلاميين، وان الطيف الاكبر في المعارضة يريد دولة مدنية. ان نظام الاسد بممارساته الطائفية هو المسؤول الاول عن استغلال الجهاديين للنزاع وعن اطالته. هناك ايضا مسؤولية اخلاقية للدول المعنية بالنزاع ومنها الولايات المتحدة، التي ترددت كثيرا في دعم المعارضة عمليا للتعجيل في سقوط الاسد قبل استفحال النزاع الطائفي. الوزيرة كلينتون أدركت متأخرة ان استمرار النزاع سيؤدي الى “انتقام طائفي”، لكن ذلك لا يلغي المسؤولية الاخلاقية لواشنطن و”المجتمع الدولي” عن الوضع المأسوي في سوريا.

أنقرة أقفلت حدودها مع سوريا أمام التجارة

وتناقش تزايد نشاط “حزب العمال الكردستاني”

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

أقفلت تركيا حدودها مع سوريا امام حركة التجارة، فيما رأس رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اجتماعاً امنياً موسعاً للبحث في مستجدات الوضع السوري.

وصرّح وزير الجمارك التركي حياتي يازجي في مؤتمر صحافي بأنقرة: “علّقت العمليات عند المعابر الجمركية التابعة لنا موقتاً”، لكنه أشار الى أن المعابر لم تقفل تماما. ولم يوضح إلى متى ستتوقف حركة التجارة.   وقال: “لحماية مواطنينا من المخاطر المحتملة التي سيواجهونها في سوريا… كان من الضروري منعهم من عبور الحدود سواء كركاب او للتجارة”.

وجاء في بيان للوزارة أنه لم يعد في وسع الأتراك عبور الحدود وسيسمح بالعبور للسوريين فقط إما فراراً من العنف وإما لانجاز أعمال خاصة بهم. وأضافت أن قوات “غير خاضعة لسيطرة” دمرت منشآت في الجانب السوري من الحدود ونهبت شاحنات مما جعل المنطقة من دون سلطة أو نظام.

وكان اللاجئون القادمون من سوريا الذين يفرون من بلادهم بالآلاف إلى تركيا يعبرون الحدود حتى الآن بشكل أساسي من مسارات تستخدم في التهريب. وهناك حاليا اكثر من 43 الف لاجئ سوري في تركيا. وصرحت الناطقة باسم المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين سيبيلا ويلكس، بأن انقرة أكدت للمفوضية أن الحدود ستظل مفتوحة أمام تدفق اللاجئين. وقالت: “تلقينا تأكيدات أنها ستظل مفتوحة.. الحدود مقفلة أمام كل الحركة التجارية من الناحيتين. هذا هو ما علمناه من الحكومة التركية”. وأضافت أن نحو 300 سوري عبروا الحدود  ليل الثلثاء إلى تركيا وبعضهم يستخدم نقاط عبور غير رسمية.

ومن شأن الخطوة التركية اقفال المعابر الحدودية الثلاث الوحيدة التي ظلت مفتوحة في جيلفيغوزو وأونجوبينار وكاركامش. وقال وزير الطاقة التركي تانير يلديز إن تركيا ستواصل مد سوريا بالكهرباء لأنها تحتاج إليها أكثر من أي وقت مضى.

اجتماع أمني

في غضون ذلك، افاد مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بيان ان “التطورات الاخيرة في سوريا ونشاطات المنظمة الارهابية الانفصالية في بلادنا وفي الدول المجاورة طرحت خلال الاجتماع” الامني برئاسة اردوغان. وأوردت وكالة “الاناضول” التركية شبه الرسمية ان رئيس الاركان التركي الجنرال نجدت اوزيل ووزير الخارجية احمد داود اوغلو ووزير الداخلية ادريس نعيم شاهين ووزير الدفاع عصمت يلماظ ورئيس الاستخبارات حقان فيدان شاركوا في الاجتماع الذي استمر اكثر من ساعتين. وجاء في البيان “نوقشت الاجراءات الاضافية الواجب اتخاذها على كل الصعد في ما يتصل بأمننا القومي”. وتحدثت مقالات عدة نشرتها الصحف التركية في الايام الاخيرة عن مناطق بات يسيطر عليها “حزب العمال الكردستاني” او ذراعه السورية “حزب الاتحاد الديموقراطي” في شمال سوريا. واتهمت النظام السوري بانه سلم تلك المناطق الى المتمردين الاكراد لتسهيل تحركهم داخل تركيا وتعزيز التطلعات الانفصالية لاكراد هذا البلد.

وبثت شبكة “ان تي في” التركية للتلفزيون ان القوات التركية تمكنت من قتل 15 انفصالياً في اشتباكات عنيفة مع أفراد “حزب العمال الكردستاني”، فيما أصيب نقيب وجندي بجروح بالغة ونقلا الى المستشفى العسكري في مدينة هكاري على متن طائرة مروحية.

البيت الابيض: استخدام النظام السوري للطوافات القتالية في حلب يظهر “مدى انحطاطه

اعتبر البيت الابيض ان استخدام النظام السوري للطوافات القتالية يظهر “مدى انحطاطه”، منددا بالهجوم المستمر على مدينة حلب السورية.

وقال المتحدث الرئاسي الاميركي جاي كارني “هناك هجوم على حلب في سوريا. تقول المعلومات ان حكومة (الرئيس بشار) الاسد تستخدم مروحيات وطائرات ودبابات لشن هجمات بغيضة على السوريين وعلى مدنيين عزل. اننا ندين ذلك”.

واضاف المتحدث امام الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية “اير فورس وان” التي كانت تقل الرئيس باراك اوباما من سياتل الى نيو اورلينز ان “هذا يشكل مؤشرا جديدا الى مدى انحطاط الاسد وحكومته”.

(ا ف ب)

تركيا و”مشكلة شمال سوريا” الكردية: إجراءات إضافية لحماية الأمن القومي

محمد نور الدين

تضغط التطورات المستجدة في سوريا على تركيا في ما يخص أكثر من عنوان. لكن المتغيرات التي تشهدها منطقة شمال سوريا، حيث غالبيةٌ كردية، هي الأكثر حساسية، إذ بدأ يظهر ما بات يعرف بمشكلة شمال سوريا، على غرار ما كان يعرف بمشكلة شمال العراق.

وإذا كانت مشكلة شمال العراق انتهت إلى فدرالية كردية، فإن الأتراك يخشون فعلا تطور الأوضاع في سوريا، بحيث لا يقتصر الأمر على نيل الأكراد حكما ذاتيا في سوريا في المرحلة المقبلة، أو حتى انفصالا، بل يمتد إلى احتمال تحول شمال سوريا إلى جزء من كردستان الكبرى بعد أن يلتحق بكردستان العراق، في انتظار إلحاق جنوب شرق تركيا ومن بعدها كردستان إيران.

وخوفا من هذا الموضوع، سارع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان الى ترؤس اجتماع امني تم خلاله بحث أنشطة حزب العمال الكردستاني في سوريا. وذكر مكتب اردوغان، في بيان، ان “التطورات الأخيرة في سوريا وأنشطة المنظمة الإرهابية الانفصالية في بلادنا وفي الدول المجاورة تم تناولها خلال الاجتماع”. وأضاف “تمت مناقشة الإجراءات الإضافية الواجب اتخاذها على كل الصعد في ما يتصل بأمننا القومي”، من دون توضيح هذه الإجراءات.

وذكرت وكالة “الاناضول” ان رئيس أركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزيل ووزراء الخارجية احمد داود اوغلو والداخلية ادريس نعيم شاهين والدفاع عصمت يلماز ورئيس الاستخبارات حاقان فيدان شاركوا في الاجتماع الذي استمر اكثر من ساعتين.

وظهر أن الورقة الكردية يتم استخدامها على نطاق واسع، من كل الأطراف. فعناصر حزب العمال الكردستاني الذين يجدون غض نظر من الجانب السوري هم في موقع المسيطر على المدن والمناطق التي لا وجود للجيش السوري فيها، بل رفع الحزب أعلامه وأعلام “حزب الوحدة” الكردي التابع له في سوريا على تلال مقابلة للحدود التركية، الأمر الذي استدعى من وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو توجيه طلب إلى الجيش السوري كي يعمل على إنزال هذه الأعلام.

وإذ يرى الأتراك في هذه الخطوة استفزازا سوريا لهم، فإنهم يمارسون لعبة خطرة ذات حدين. فبمواجهة الحضور القوي لحزب العمال الكردستاني يعمل الأتراك على جبهة إقليم كردستان العراق، خصوصا أن أنقرة واربيل توصلتا إلى اتفاق تعاون وتنسيق بينهما لمواجهة حكومة نوري المالكي. وأولى ثمار هذا الحلف هو استيراد تركيا النفط الخام من شمال العراق مباشرة من دون موافقة بغداد، ما اعتبرته حكومة المالكي انتهاكا للقوانين والسيادة العراقية. فإذا كان “رئيس” إقليم كردستان مسعود البرزاني يخالف القانون العراقي فهو في النهاية طرف داخلي، لكن أن تنتهكه الحكومة التركية فهذه مسألة تخص سيادة الدول، وتخالف الأصول الدولية.

وجاءت الأنباء عن تدفق مقاتلي البشمركة إلى شمال سوريا لتحرير بعض المناطق من يد حزب العمال الكردستاني لتضيف بعدا آخر على العلاقات بين أنقرة وأربيل. وعلى ما يبدو لا تعارض تركيا هذا التحرك من جانب البرزاني، إذ انه يبقى الأقرب اليها، بينما حزب العمال الكردستاني والنظام السوري عدوان لها.

لكن المباركة التركية هذه تدخل في إطار التخبط الذي توجد فيه السياسة الخارجية التركية. فهي من جهة تعترف بإقليم كردستان على انه كيان مستقل، بينما تعارض منح أكرادها أية حقوق، ولو لغوية، أو بالحد الأدنى، فكيف بمطلب الحكم الذاتي أو الاستقلال عن المركز أنقرة. وهي تعترف بإقليم كردستان بينما تعارض أي تقسيم لسوريا، خشية من دولة كردية وأخرى علوية وثالثة سنية، وما إلى ذلك.

وإذا كانت الحسابات التركية هي أن القضاء على الخطر الأكبر، أي حزب العمال الكردستاني والنظام السوري، له أولوية، فإن الخطر على المدى البعيد على تركيا هو في أن تصبح المنطقة الكردية من سوريا جزءا من كردستان الكبرى، تضم في مرحلة أولى شمال العراق وشمال سوريا، وفي مرحلة ثانية ضم جنوب شرق تركيا إليها.

وفي الواقع فإن مثل هذا الخيار قائم جدا في حال اتجه الوضع في سوريا إلى فوضى شاملة وتقسيم. وهنا تبدو تركيا في مواجهة أخطار إضافية، وهو أن التقسيم سيجر إلى دولة علوية قد يكون المسيحيون في سوريا جزءا منها. وهاتان الدولتان الكردية والعلوية ستقعان على معظم الحدود التركية – السورية الحالية، بحيث تجد أنقرة نفسها أمام ثلاث دول إلى جنوبها: كردية وعلوية وربما سنّية ذات ممر ضيق إلى تركيا. وإذا ما لفتنا الى ان الدولة العلوية ستكون محاذية للواء الاسكندرون التركي ذي الغالبية العربية والعلوية، وان الدولة الكردية ستكون بمحاذاة المناطق الكردية في تركيا، لرأينا مدى التداعيات التي سيسببها انفلات الأوضاع في سوريا على تركيا تحديدا.

وتركيا ستكون حينها أو ربما قبلها أمام مخاطرة القيام بمغامرة عسكرية تهدف إلى وضع المنطقة الكردية في سوريا تحت سيطرتها لمنع ضمها إلى كردستان العراق، كما محاولة منع إقامة دولة علوية في الساحل السوري الممتد إلى الاسكندرون.

وهذا الخيار ليس بالطبع بالسهولة التي قد يعتقدها بعض الأتراك. ولهذا السبب خرج سميح ايديز امس في صحيفة “ميللييت” قائلا ان المشكلة في سوريا بالنسبة لتركيا لم تبدأ بعد، بل المشكلة هي في مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد.

ويحمّل ايديز، الكاتب العلماني، السياسات السنّية لحكومة رجب طيب اردوغان مسؤولية ما وصلت اليه هذه السياسة، من ارتباك عندما لم ير في سوريا سوى رئيس علماني وعلوي متشدد يقتل السنّة، بينما كانت أخطار نشوء الدويلة الكردية والعلوية، أو تغير المشهد العام في سوريا والمنطقة خارج النظر.

وسيكون من نافل الأمور القول ان السياسات التركية، التي سعت الى تغيير النظام في سوريا بالقوة عبر “الجيش السوري” الحر” واحتضانه وتمويله وتدريبه وفتح الحدود أمامه، كما تأسيس أنقرة المجلس الوطني السوري، هي سياسات مسؤولة عن الأخطار التي تحيق بتركيا، والتي تعد بصورة قاتمة لا تخدم سوى مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي عنوانه الأساسي: الفتنة المذهبية، وتقسيم المنطقة الإسلامية إلى كيانات صغيرة عشائرية وعرقية ومذهبية، تشكل تركيا واحدة من الساحات النموذجية لتطبيق مثل هذا المشروع في وقت لاحق، وإن رأى قادة حزب العدالة والتنمية خلاف ذلك.

محمد نور الدين

تمدد السيطرة الكردية على مناطق الشمال السوري… لماذا؟

محمد بلوط

هل عملية استيلاء الأكراد في الشمال السوري على المدن موجهة ضد النظام السوري أم تركيا؟

الأرجح أن رفع الأعلام الكردية على بعض مدن الشمال، لا يستهدف النظام السوري وحده، وربما يجد الأكراد في أعلامهم التي رفعوها على بعض المقرات الحكومية رسالة موجهة إلى المقلب التركي من الحدود أكثر مما يتوجه إلى دمشق. فكوباني والقامشلي وعفرين والمالكية ـ ديريك وغيرها من المدن، التي تقيم فيها اكثريات كردية، تعد منذ عام تقريبا، مدنا “ساقطة عسكريا” بيد حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي منذ عام.

ويقوم حزب الاتحاد الديموقراطي، القوة الرئيسة في المنطقة، بإدارتها عبر مجلس شعبي وطني لغربي كردستان، ومئات لجان الحماية الشعبية وبنية تمثل نواة إدارة ذاتية حقيقية. وقام الأكراد بإبعاد الوحدات الأمنية السورية، من دون قتال يذكر، فيما استمرت الإدارات السورية الرسمية تعمل كالعادة في المنطقة. ولم تعترض العملية الكردية مقاومة كبيرة من النظام السوري، الذي يفضل تحييد الأكراد على توسيع جبهات القتال. كما أن الأكراد عملوا منذ عام على حماية ريف حلب الشمالي الشرقي من أي اختراق “للجيش الحر” عبر إقفال الطريق الرئيسي إليها في عفرين، والتي يسيطر عليها كليا.

ويقول مسؤول كردي بارز إن الجيش السوري لا يحشد قوات كبيرة في المنطقة، التي أخلى معظم مدنها، للتفرغ للقتال على جبهات أخرى. ويبقي الجيش السوري على قوات مهمة في الحسكة، ووحدة أمنية تتمركز في مطار القامشلي لمنع هبوط طائرات أو إمدادات في أي عملية تستهدف إقامة منطقة آمنة، على مقربة من الحدود مع تركيا. كما ينشر الجيش السوري وحدات كبيرة لحماية حقول النفط الأساسية في “رميلات” و”جبسة”. وما تبقى لا يعد سوى مخافر معزولة لا يمكن الدفاع عنها.

وتجري مفاوضات مع القوة المتمركزة في مطار القامشلي، لإخراجها من دون قتال. إلا أن طرق الانسحاب نحو وحدات الجيش في الجزيرة أو دمشق لا تبدو آمنة من الكمائن، وتعقد المفاوضات. ويقوم الأكراد بالتفاوض في كل قرية أو بلدة أو مدينة مع الوحدات النظامية القليلة، لإقناعها بالانسحاب من دون إراقة دماء. ويقول قطب سوري معارض إن “الاتحاد الديموقراطي” لا يسعى إلى عمل انفصالي في المنطقة لكنه يقوم بتعزيز حضور المعارضة السورية، سواء في مواجهة تركيا، التي تراهن على الجيش الحر والأخوان المسلمين لاختراق المنطقة. ويشكل الديموقراطي احد أعمدة هيئة التنسيق الوطنية المعارضة”.

ويقول قطب كردي سوري معارض، في باريس، إن حزب الاتحاد الديموقراطي، الذي رفع إعلامه فوق كوباني، يستبق في الواقع خطة تركية جديدة لاختراق كردستان الغربية في الشمال السوري، وإقامة منطقة آمنة فيها بعد أن خلت كليا من القوات السورية، ودفع اللاجئين السوريين نحوها. ويضيف إن رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا التقى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، واطلع منه على الخطة التركية.

وقام الأكراد بالسيطرة على بعض المعابر الحدودية باتجاه العراق. ودخلت قوة كردية معبر تل كوجك ـ ربيعة، فيما لجأت الوحدة المكلفة حمايته إلى عشيرة شمر العربية التي تنتشر على طرفي الحدود العراقية ـ السورية. واقفل الأتراك من جهتهم معبر القامشلي ـ نصيبين، فيما سيطر “الاتحاد الديموقراطي” على المعابر الأخرى في درباسية ورأس العين وتل ابيض.

ولاحظ المعارض السوري تضافر مجموعة من الخطوات التركية دفعت بالأكراد إلى تطويق أي احتمال بتدخل تركي في المنطقة التي يسيطرون عليها. ورأى أن الأتراك مهدوا لإغلاق المعابر الحدودية، أمس الأول، بنشر ألوية جديدة على الجانب الآخر من الحدود ومنصات صواريخ للدفاع الجوي، وأرسلوا 9 آلاف عنصر من الدرك لحفظ النظام، في منطقة تتطلب وجودا قتاليا أكثر منه أمنيا. وترافق الانتشار التركي مع مواجهة في مخيم “كيليس” للاجئين السوريين في تركيا، حيث قتل احدهم، لحثهم على العودة من حيث آتوا.

ولتحقيق المنطقة الآمنة تركيا، ينتظر الأكراد السوريون أن يقوم الأتراك بدفع اللاجئين من مخيماتهم في لواء الأسكندرون نحو الخاصرات الرخوة المسيحية والعربية والتركمانية، على تخوم التجمعات السكانية الكردية الكبرى في الشمال. وفي منطقة كوباني، التي ينتشر فيها 400 ألف كردي، تقوم جيوب عربية لا وجود عسكريا فيها لحزب الاتحاد الديموقراطي، ويخشى الأكراد استخدامها لإقامة منطقة آمنة، حيث انها لم تشهد أي مواجهات ولم تتضرر البنى التحتية فيها، وتصلح لتجميع قوات مسلحة تستخدمها لجذب المزيد من منشقي الجيش السوري وتتحول إلى قاعدة انطلاق لعمليات عسكرية بحماية منطقة الحظر الجوي التي يشرف عليها الجيش التركي.

وكانت منطقة القبور البيض (تربة سبي) قد شهدت اشتباكات بين الجيش السوري ومجموعات مسلحة تنتمي إلى وحدات من الأخوان المسلمين السوريين، لكن الأكراد قاموا بتطويق المنطقة منعا لانتقال القتال إلى مناطق أخرى.

ويعتقد الأكراد أن الأتراك في سعيهم إلى إقامة منطقة آمنة في قلب كردستان الغربية يعملون على تقطيعها، ومنع الأكراد من اقامة مؤسساتهم، خصوصا أن حزب الاتحاد الديموقراطي، وهو القوة الرئيسة المسلحة، يعد الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وان خمسة آلاف سوري من مقاتليه سقطوا في العمليات التي يشنها “الكردستاني” ضد القوات التركية منذ الثمانينيات، انطلاقا من سوريا أو العراق.

ورأى الأكراد انه كان لا بد من التحرك لتأمين مناطق انتشارهم خشية وقوعهم بين فكي كماشة: القوات التركية في الشمال وخطة إجلاء اللاجئين، والعشائر العربية في الشرق والجنوب. وتوالي شمر بشكل واسع الأكراد في الشمال، فيما تقف العقيدات، اكبر عشائر المنطقة، إلى جانب “الجيش السوري الحر” في دير الزور وحول حلب. ونجح الأخوان المسلمون بتجنيد عدد كبير من عشيرة الشرابية في صفوفهم.

وللمرة الأولى منذ عام، وعلى ضوء المستجد التركي، استجاب الاتحاد الديموقراطي لطلب “رئيس” اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني إعادة تنظيم المنطقة التي يسيطر عليها وتقاسم الإدارة التي أقامها مع الأحزاب الكردية الأخرى. وينطلق “الديموقراطي” من أنه من دون توحيد الأحزاب الكردية سيكون من الصعب عليه وحده التصدي لخطة تركيا زرع منطقة عازلة في قلب مناطقه. وكان البرزاني اقصى “الديموقراطي” من مؤتمر عقده قبل أشهر في اربيل، اقتصر على الأحزاب الكردية الأخرى. وشجع الأحزاب الكردية على إقامة مجلس وطني منافس، وتسليح قوات تابعة لها في المنطقة، من دون أن تنجح المحاولة.

ومنذ أسبوعين رعى البرزاني في أربيل اجتماعا للأحزاب الكردية السورية بأبجمعها. وحضر رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم محمد ورئيس المجلس الشعبي لكردستان الغربية عبد السلام احمد وزعماء 16 حزبا كرديا تكتلوا في المجلس الوطني الكردي. ونص اتفاق من سبع نقاط، رعاه البرزاني، على تقاسم الإدارة الكردية في سوريا مناصفة، بين حزب الاتحاد الديموقراطي وبقية أحزاب المجلس الوطني الكردي. كما نص الاتفاق على وقف الحملات الإعلامية وإلغاء المظاهر المسلحة، ولجنة أمنية لحل الإشكالات. ولكن إعادة إجراء انتخابات الإدارة والمجالس في الشمال السوري، كما نص الاتفاق، دونه الانقسامات بين أحزاب المجلس الوطني الكردي، التي لم تتفق على تسمية ممثليها في هيئة تشرف على تنفيذ الاتفاق.

ويجهد البرزاني لتوحيد أكراد الشمال السوري، في إستراتيجية تهدف إلى إخراج كردستان العراق من عزلتها وحصارها، بين العراق العربي وتركيا. ومن الواضح أن أي كيان كردي سيكون محدود السيادة سياسيا، وغير قابل للحياة اقتصاديا إذا ما اضطر للارتهان للبوابة التركية والعراقية تجاريا. ويقول معارض سوري كردي بارز إن كردستان الغربية في شمال سوريا تمثل امتداد حيويا لكردستان العراق، لقربها من الواجهة الساحلية السورية، المرشحة لتشكيل بوابة تصدير النفط الكردي وتنشيط التجارة الخارجية من دون المرور بتركيا.

عن سوريا والعراق.. والحرب الأهلية المكرّرة: «القاعدة» تحلم بدولة إسلامية تجمع البلدين

سوريا والعراق: وجهان لعملة واحدة. من هذه الفرضية انطلق المحلّل الأميركي توماس فريدمان لتوصيف الوضع في سوريا، وبالأحرى ما سيكون عليه في المرحلة المقبلة، وذلك لأن «الفرص ضئيلة جداً للانتقال على خطى الديموقراطية بأسرع ما يمكن، تصبح سوريا نسخة ثانية من العراق.. وهي حكماً ليست مثل ليبيا».

ومن هذه النظرية ذاتها، انبثق تقرير آخر في «نيويورك تايمز» لرود نورلاد أكد فيه، نقلاً عن السلطات العراقية، صحة فرضية وجود «القاعدة» على الأراضي السورية، حيث «تتشابه أسماء الكثير من الإرهابيين المطلوبين في العراق مع آخرين باتوا مطلوبين في سوريا».

من هنا، يتوقع فريدمان أن يستمر الصراع المسلح في سوريا لفترة طويلة لأن الأخيرة لا يمكنها، كما يعتقد، الخروج من هذا الصراع من دون تدخل خارجي يحاكي ما حصل في العراق، ولكن «كما يبدو فإن التدخل في المرحلة الحالية مستحيل».

ويضيف فريدمان إنه نتيجة لـ«وجود تعدد طائفي مع دكتاتورية من قبل أقلية حاكمة بيد من حديد في ظل أيديولوجية البعث في البلدين»، يصبح درس العراق مهماً في الحالة السورية. وهذا الدرس يعني أنه لا يمكن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من دون خوض حرب أهلية، «حرب الجميع ضد الجميع».

في المقابل، فإن البديل للتدخل الخارجي هو أن يقوم المعارضون داخل سوريا بذلك بأنفسهم، «وبما أن سوريا مجتمع منقسم فإن ذلك لن يكون سهلاً» إلا إذا حدثت مفاجأة. ويتحدث فريدمان عن «المفاجأة» التي يراها ممكنة، وهي أن تتحد قوى المعارضة في كيان سياسي واحد، ربما بمساعدة الاستخبارات الأميركية والتركية والسعودية على الأرض، ويتفق هذا الكيان مع العلويين المعتدلين والمسيحيين ليقيموا معاً نظاماً جديداً يحمي حقوق الأكثرية والأقلية. ويختتم فريدمان بتكرار قوله إنه من دون تدخل خارجي قوي أو مانديلا سوري، فإن نيران الصراع ستظل مشتعلة لفترة طويلة.

أما تقرير نورلاند عن تنظيم «القاعدة» فيشير إلى أن المجموعات الإسلامية المتطرفة تحقق نجاحات محدودة في سوريا، لكنها متزايدة، لافتاً إلى ما لعبته هذه المجموعات من تغيير في طبيعة الصراع الدائر عبر إدخال التفجيرات الانتحارية فيه، والتي استخدمت كثيراً في العراق.

ويشير نورلاند إلى أن التسجيلات المصورة للمقاتلين تظهر أن سوريا أصبحت مركز جذب للمتطرفين السنة، كاشفاً أن معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا تحوّل بسرعة مركزاً لتجمع الجهاديين.

يوضح التقرير أن زيادة عدد الجهاديين تسارعت كثيراً في سوريا خلال الأيام الأخيرة على طول الحدود السورية ـ الطويلة مع العراق. ويلفت إلى أن «القاعدة» حاولت علناً في بيان صوتي حديث الربط بين «تمردها» في العراق و«الثورة» السورية، واصفة كليهما بأنه صراع طائفي يضم السنة مقابل الشيعة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين قولهم إن «المتطرفين الناشطين في سوريا هم في الغالب من المتشدّدين أنفسهم الذين ينفذون هجمات في العراق». وقال القيادي في «ائتلاف دولة القانون» عزت الشهبندر «نحن متأكدون بنسبة 100 في المئة من خلال التنسيق الأمني مع السلطات السورية أن أسماء المطلوبين لدينا هي ذاتها أسماء المطلوبين لدى سوريا، على الأخص خلال الأشهر الثلاثة الماضية».

كما نقل التقرير عن عنصر في «القاعدة»، يدعى «أبو طه» وهو مقيم في الحويجة بالقرب من كركوك، قوله إن» أملهم الكبير الآن هو إقامة دولة إسلامية عراقية ـ سورية لكل المسلمين، وبعد ذلك إعلان حربنا ضد إيران وإسرائيل وتحرير فلسطين».

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه النداءات تكررت من قبل «جبهة النصرة من أهل الشام»، التي يعتبرها المحللون الجماعة الأكبر المرتبطة بـ«القاعدة»، والتي تنشط في سوريا وإلى جانبها كتائب «عبد الله عزام» وكتائب «شهداء البراء بن مالك».

من جهتها، سلّطت كل من «الغارديان» و«الديلي تلغراف» الضوء على دراسة لـ«المعهد الملكي للخدمات الموحدة» في بريطانيا فأشارت إلى إمكانية حشد أكثر من 300 ألف جندي للتدخل في سوريا في حال انهيار نظام الأسد. والسبب هو أن سقوط النظام، إن حدث، فسيؤدي إلى تفجير للنزاع داخل سوريا وخارج حدودها، علماً بأن منع امتداد النزاع إلى دول الجوار ووقوع اجتياحات عبر الحدود يعدّان مهمة أشدّ إلحاحاً.

وفي ضوء التدهور السريع باتجاه الحرب بالوكالة بين إيران والسعودية على الأراضي السورية، بحسب الصحيفتين، وفي ظلّ ما شهده الأسبوع الماضي من استهداف لشخصيات سورية، يصبح من الصعب الاستمرار في التعامل مع سوريا عن بُعد. وقد كتب القائد العسكري السابق في أفغانستان ريتشارد كيمب، وهو أحد المشاركين في إعداد الدراسة، إن مسألة التدخل العسكري «قضية حية». وأضاف كيمب إن «مسؤولية المخططين العسكريين هي إعداد خيارات للتدخل في سوريا»، موضحاً أن «التحضير سيمضي اليوم في عواصم غربية عدة وعلى الأرض في سوريا وتركيا. ولكن ستكون لديهم تحفظات شديدة بشأن العواقب وثمن التدخل، فضلا عن التداعيات الجيوسياسية».

وذهبت دراسة المعهد الملكي إلى أن «نحو 75 ألف جندي سيكونون مطلوبين لحماية أسلحة النظام السوري الكيميائية لضمان عدم وقوعها بأيدي إرهابيين». في وقت كتب رئيس قسم العلوم العسكرية في المعهد مايكل كودنر إن «نقطة الانطلاق في حسابات التدخل الواسع هي 300 ألف جندي على الأقل».

(«السفير»)

ماذا يجري في المناطق الكردية السورية قرب الحدود التركية؟

موسكو تتهم واشنطن بتبرير «إرهاب» المعارضة وتحذر من حصار سوريا

شن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، هجوما على واشنطن، معتبرا أن محاولة استغلالها لتفجير مقر الأمن القومي في دمشق الأسبوع الماضي ودعم المعارضة «تبرير للإرهاب»، فيما كرر وزير الخارجية السوري وليد المعلم التزام السلطات السورية بتنفيذ خطة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان، واستمرار تعاونها مع بعثة المراقبين الدوليين.

وأعلن مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو، وإلى جانبه رئيس بعثة المراقبين الجديد بابكر غاي في دمشق، أن نصف المراقبين غادروا البلاد. وزار العميد السوري المنشق مناف طلاس، السعودية لأداء العمرة، بحسب رئيس مكتب قناة «العربية» في الرياض خالد المطرفي.

وتضغط التطورات المستجدة في سوريا على تركيا في ما يخص أكثر من عنوان. لكن المتغيرات التي تشهدها منطقة شمال سوريا، حيث غالبيةٌ كردية، هي الأكثر حساسية، إذ بدأ يظهر ما بات يعرف بمشكلة شمال سوريا. وأجبر هذا الأمر رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان على ترؤس اجتماع أمني تم خلاله بحث أنشطة حزب العمال الكردستاني في سوريا.

كما ظهر أن تسليم القوات السورية أمن المناطق الكردية في الشمال السوري أمر موجه إلى المقلب التركي. ويقول قطب كردي سوري معارض،

في باريس، إن حزب الاتحاد الديموقراطي، القوة الرئيسة في المنطقة، يستبق خطة تركية جديدة لاختراق كردستان الغربية في الشمال السوري، وإقامة منطقة آمنة فيها بعد أن خلت كليا من القوات السورية، ودفع اللاجئين السوريين نحوها، كما أنها تصلح لتجميع قوات مسلحة تستخدمها لجذب المزيد من منشقي الجيش السوري وتتحول إلى قاعدة انطلاق لعمليات عسكرية بحماية منطقة الحظر الجوي التي يشرف عليها الجيش التركي. (تفاصيل صفحة 10)

وانتقد لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيرته القبرصية اراتو كوزاكو ماركوليس في موسكو، مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، موضحا أنها قالت بعد تفجير مقر الأمن القومي في دمشق ان على مجلس الأمن الدولي التصويت على قرار يفرض عقوبات على سوريا، وهو القرار الذي استخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) ضده.

وقال «هذا يعني انه نحن (الولايات المتحدة) سنواصل دعم مثل هذه الأعمال الإرهابية، ما دام مجلس الأمن لا يفعل ما نريد». وأضاف انه «موقف رهيب. إنني أعجز عن إيجاد الكلمات للتعبير عن موقفنا في هذا الشأن. تبرير مباشر للإرهاب».

وأعلن لافروف أن موسكو لم تتلق أي مقترح لمناقشة مبادرة جديدة قدمتها الجامعة العربية قبل أيام بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد في حال موافقته على التنحي. وقال إن «الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية تحتوي على تناقضات كثيرة، ونريد أن نفهم ما هو المقصود. وقرأنا أن ممثلين عن الجامعة يريدون زيارة بعض العواصم ليشرحوا مواقفهم. ولم يصلنا أي طلب أو اقتراح في هذا الشأن بطريقة مباشرة». وشدد على أنه «في ما يخص أي خطة تقترحها جامعة الدول العربية، يجب أن يقرها السوريون فقط بأنفسهم في إطار الموقف المتفق عليه (مؤتمر مجموعة العمل حول سوريا) في جنيف».

وأعلن لافروف ان موسكو تحقق في معلومات تشير إلى أن تنظيم القاعدة هو من سيطر على بعض المعابر السورية على الحدود مع تركيا والعراق الأسبوع الماضي، وليس «الجيش السوري الحر».

وأعلن لافروف أن «روسيا لا تزال تعتبر أنه من الضروري تنفيذ خطة انان»، مضيفا «يجب بذل كل ما هو ضروري من الجهود لتنفيذ خطة أنان وقرارات جنيف الصادرة عن فريق العمل. وإننا نصر على التنفيذ الدقيق لتلك الاتفاقات».

وفي نيويورك، اعلن المندوب الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان بلاده مستعدة لتنظيم اتصالات في موسكو بين النظام السوري والمعارضة بهدف تسهيل اجراء «حوار بين الاطراف السوريين».

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، ان العقوبات الجديدة التي اقرها الاتحاد الأوروبي على سوريا وتنص على تعزيز إجراءات حظر الأسلحة التي تنقلها السفن والطائرات، «تعتبر في نهاية الأمر حصارا جويا وبحريا».

ونقلت وكالة «إيتارتاس» عن نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف قوله إن موسكو حصلت على «تأكيدات قوية» من دمشق بأن ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية «مؤمنة تماما». الا ان المسؤول الروسي حذر دمشق من خطر وقوع هذه الأسلحة «بأيدي المعارضة المسلحة».

المعلم

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن المعلم بحث، مع لادسو وغاي، «الأوضاع في سوريا منذ بداية تنفيذ خطة انان وحتى تاريخه، وكيفية تذليل العقبات التي ما زالت تواجه تنفيذ هذه الخطة وبشكل خاص مع تصاعد الإرهاب الذي تشهده بعض المناطق السورية».

وأشار المعلم إلى «أهمية التزام مسؤولي الأمم المتحدة بالموضوعية والدقة في تناول الأوضاع في سوريا، وتحميل المجموعات الإرهابية المسلحة مسؤولية إعاقة الجهود التي تبذل لوقف العنف في سوريا»، مؤكدا «التزام سوريا بخطة انان واستمرار تعاونها الكامل مع بعثة المراقبين الدوليين».

وذكر المعلم لادسو «بأهمية دعم المجتمع الدولي لأنان وذلك بالحصول على تعاون من الدول الإقليمية المؤثرة على المجموعات الإرهابية»، مضيفا إن «تلك الدول تحرض وتمول وتؤوي المجموعات الإرهابية المسلحة وتشجعها على رفض العمل السياسي وعدم إلقاء السلاح». وقال إن «سوريا اليوم في حالة دفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، وفي الوقت ذاته فإن أبواب سوريا مفتوحة لكل من يريد الحوار والحل السياسي».

وقال لادسو، في دمشق، «طلب من نحو نصف المراقبين العسكريين المغادرة إلى بلادهم». وأضاف ان «تقليص البعثة في الوقت الحالي يعني تخفيضا في العدد وفي مواقع فرق المراقبين المنتشرة في المحافظات». وتابع «سنعمل بقدر إمكاناتنا»، مشيرا الى وجوب «ان نأخذ بالحسبان الوضع الامني المعقد جدا في العديد من الأماكن». وأضاف «سنحاول ان نساهم في حل سياسي يمكنه ان يخفف المعاناة».

وقال غاي، من جهته، «سيكون هناك في هذا النفق بصيص ضوء يتيح لنا وقف العنف والحد منه. لدينا 30 يوما. واليوم يتبقى 27. سنغتنم كل فرصة سانحة لتخفيف معاناة السكان».

وأكد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي، خلال لقائه مساعد وزير الإدارة المحلية في سوريا عمر غلاونجي في طهران، «تمسك إيران بموقفها الشفاف والمبدئي في دعم مسيرة الإصلاحات للرئيس السوري بشار الأسد لتحقيق مطالب الشعب السوري المشروعة والسلمية، ورفض أي تدخل في الشأن الداخلي السوري».

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، في البوسنة، المجتمع الدولي للتحرك من اجل وقف «المجزرة». ورأى ان المعلومات التي تصل من سوريا تؤكد ان البلد ينزلق «الى الحرب الاهلية بوتيرة متسارعة».

ميدانيات

وتستمر لليوم السادس على التوالي الاشتباكات العنيفة في أحياء مدينة حلب بين المسلحين والقوات النظامية، ويستقدم الطرفان تعزيزات إلى المدينة، لخوض ما وصفته مصادر متطابقة بأنه «المعركة الحاسمة».

وتتركز الاشتباكات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ونشطاء، في حيي بستان القصر وصلاح الدين، بينما تشهد أحياء الصاخور وطريق الباب والشعار وقاضي عسكر وصلاح الدين قصفا مصدره القوات النظامية التي تستخدم الطوافات. وقال مراسل صحيفة سورية في المدينة ان «مئات المتمردين القادمين من كل شمال سوريا يتدفقون الى حلب»، حيث ستدور على ما يبدو «المعركة الحاسمة»، مشيرا الى ان «المتمردين يسيطرون على حوالى 10 احياء في أطراف حلب».

وذكر التلفزيون السوري أن القوات الحكومية تفرض الأمن والاستقرار في حلب والمنطقة المحيطة بها، موضحا ان «الارهابيين يتكبدون خسائر فادحة، وأن مجموعات منهم يتركون السلاح ويسلمون أنفسهم، بينما آخرون يفرون صوب الحدود التركية». وقال مصدر أمني سوري ان المعركة الاكثر اهمية في حلب تهدف الى استعادة قوات النظام الأحياء الواقعة بين المدينة والمطار والتي «وقعت في أيدي الإرهابيين».

واعتبر البيت الأبيض ان استخدام النظام السوري للطوافات القتالية يظهر «مدى انحطاطه». وقال المتحدث باسمه جاي كارني «هناك هجوم على حلب في سوريا. تقول المعلومات ان حكومة (الرئيس بشار) الأسد تستخدم طوافات وطائرات ودبابات لشن هجمات بغيضة على السوريين وعلى مدنيين عزل. إننا ندين ذلك».

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيانات، مقتل 87 شخصا في حلب ودمشق وحمص. وقال «وقعت اشتباكات استمرت ساعات في حي العسالي جنوب دمشق بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، في وقت تعرض حي الحجر الأسود لقصف عنيف استخدمت فيه الطوافات».

(«السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز)

البيت الأبيض: أيام النظام السوري معدودة

واشنطن- (ا ف ب): اعلن البيت الابيض الاربعاء أن أيام نظام الرئيس السوري بشار الاسد باتت “معدودة”، معلقا على انشقاق القائمة بأعمال السفارة السورية في قبرص والسفير السوري في الامارات.

وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما للصحافيين معلقا على سلسلة الانشقاقات التي شهدها النظام السوري واخرها انشقاق لمياء الحريري وعبد اللطيف الدباغ “ان كبار المسؤولين من دائرة الاسد المقربة يخرجون عن الحكومة بسبب الاعمال الكريهة التي يقوم بها الاسد ضد شعبه”.

واضاف متحدثا في الطائرة الرئاسية التي كانت تقل أوباما الى نيو اورلينز بولاية لويزيانا الجنوبية ان انشقاق السفيرين الجديدين بعد انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس قبلهما يؤكد أن “ايام الاسد معدودة”.

كما قال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية لفرانس برس إن انشقاق السفيرين يشير إلى أن “النظام .. ينهار ويفقد السيطرة على السلطة”.

وكانت قناتا الجزيرة والعربية اعلنتا الثلاثاء انشقاق لمياء الحريري عن النظام السوري فيما اكدت العربية انها وصلت الى قطر، كما اعلنت الجزيرة الاربعاء انشقاق زوجها عبد اللطيف الدباغ. واكد مصدر قريب من السلطات السورية الاربعاء انشقاق لمياء الحريري رافضا تاكيد انشقاق الدباغ.

وفي 11 تموز/ يوليو اعلن السفير السوري في العراق نواف الفارس انشقاقه عن النظام، ولجأ الى قطر. وكان اول دبلوماسي بهذا المستوى يعلن انشقاقه منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار/ مارس 2011.

وقبل ذلك انشق العميد مناف طلاس القريب من عائلة الأسد عن الجيش السوري في بداية تموز/ يوليو، ودعا بعد ذلك في بيان عبر قناة (العربية) السوريين الى التوحد من أجل “خدمة سوريا ما بعد الاسد”.

ومن جهة اخرى اعتبر المتحدث باسم البيت الابيض ان استخدام دمشق المروحيات لقصف المقاتلين المعارضين انما هو دليل على “قسوة” النظام.

وقال كارني معلقا على المواجهات في سوريا “ان هجوما يجري في حلب وحكومة الاسد تستخدم بحسب معلوماتنا مروحيات وطائرات ودبابات لارتكاب اعمال عنف كريهة ضد السوريين والمدنيين العزل” مضيفا “اننا ندين ذلك”.

وتجري اشتباكات عنيفة منذ الجمعة في مدينة حلب بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية ويستقدم الطرفان تعزيزات الى المدينة، لخوض ما وصف بانه “المعركة الحاسمة”.

وكانت حلب، ثاني مدن سوريا والرئة الاقتصادية لهذا البلد، ظلت لاشهر طويلة في منأى عن حركة الاحتجاجات الى ان تصاعدت فيها التظاهرات ضد النظام قبل حوالى ثلاثة اشهر ثم اندلعت فيها المعارك الاسبوع الماضي مترافقة مع اعلان الجيش السوري الحر بدء “معركة تحرير حلب”.

اما في دمشق، فقد استعادت قوات النظام خلال الايام الماضية السيطرة على معظم احياء العاصمة مستخدمة المروحيات والرشاشات الثقيلة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، باستثناء جيوب واجزاء من احياء لا يزال يقاوم فيها المقاتلون المعارضون.

أعضاء مجلس الأمن الدولي يتلاومون بشأن تفاقم العنف في سوريا

الأمم المتحدة- (رويترز): تبادل اعضاء مجلس الأمن الدولي الاربعاء الاتهام بالمسؤولية عن تزايد العنف في سوريا وتعهدت الدول الغربية بالعمل على وضع نهاية للصراع خارج إطار المنظمة الدولية في حين حذرت روسيا من أن سلوك هذا السبيل ستكون له على الارجح “عواقب وخيمة”.

وعرقلت روسيا والصين بشكل متكرر محاولات لمجلس الامن تساندها الدول الغربية لزيادة الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد لوضع حد للعنف.

وقال سفير ألمانيا في الامم المتحدة بيتر فيتيج في مناقشة في مجلس الأمن بشأن الشرق الاوسط يوم الاربعاء “سيدفع الشعب السوري ثمن هذا الفشل”.

ومع الانقسام بين الأعضاء الخمسة الدائمين الذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن روسيا والصين في ناحية والولايات المتحدة فرنسا وبريطانيا في الناحية الأخرى وصل المجلس المؤلف من 15 عضوا إلى طريق مسدود وقالت واشنطن إنها ستبحث عن سبل للتصدي للأزمة في سوريا خارج إطار المنظمة الدولية.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في مناقشات المجلس بشأن الشرق الاوسط “تتبع واشنطن وعدد من العواصم الأخرى مثل هذه السياسة منذ بداية الأزمة السورية وأدى هذا الى تفاقمها الى حد بعيد”.

واضاف ان واشنطن “ستتحمل المسؤولية عن العواقب الوخيمة التي يرجح أن تؤدي إليها مثل هذه الخطوات”.

وقال تشوركين “إن وضعا يقال فيه للمعارضة – وجزء كبير منها لا يريد ان يسمع كلمة حوار – إنها ستلقى مزيدا من المساعدة سيؤدي الى تصعيد المواجهة ويساهم فيه”.

وقالت الولايات المتحدة انها ستلجأ الى بدائل مثل مجموعة “أصدقاء سوريا” في البحث عن سبل للضغط على الأسد بعد فشل مجلس الأمن في الاتفاق على معاقبة سوريا على انتهاكها لخطة السلام التي توصل اليها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان.

وقال جيفري ديلورنتس نائب السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة يوم الأربعاء “لما كان مجلس الامن قد فشل في النهوض بمسؤولياته فستواصل الولايات المتجدة العمل مع (أصدقاء سوريا)”.

واضاف إن واشنطن ستعمل على زيادة الضغوط على الحكومة السورية وتدعم المعارضة السورية وتنظم المعونة وتساعد في الإعداد لانتقال ديمقراطي تقوده سوريا.

وكانت روسيا والصين اعترضت يوم الخميس الماضي بحق النقض (الفيتو) على قرار يهدد السلطات السورية بعقوبات اذا لم تكف عن استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن لأن روسيا قالت إن هذا التهديد من جانب مجلس الأمن منحاز.

وقال مارك ليال جرانت سفير بريطانيا في الأمم المتحدة في مناقشة مجلس الأمن “إنهم مستعدون لحرمان المجلس من القدرة على التأثير على الوضع وتغييره إلى الأحسن”.

واضاف قوله “العواقب واضحة: مزيد من العنف وسفك الدماء ووضع متدهور يتسع نطاقه الآن متجاوزا الحدود.” وهي إشارة إلى دخول قوات سورية إلى لبنان ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار آرو للمجلس “إن العجز الذي قيد حركة المجلس بسبب استخدام روسيا والصين لحق النقض الفيتو لا يترك المجلس بدون بديل”.

واضاف قوله “سنواصل مساندتنا للشعب السوري وإرساء انتقال ديمقراطي”. وقال ان فرنسا ستواصل مساندة المعارضة في سوريا.

وزير خارجية إيطاليا: هناك مسعى لتجنيب الأسد نفس مصير القذافي

روما- (يو بي اي): قال وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي الأربعاء أن هناك مسعى لتجنيب الرئيس السوري بشار الأسد نفس مصير العقيد الراحل معمر القذافي.

ونقلت وكالة (آكي) الإيطالية عن تيرسي قوله للصحافيين بعد جلسة إحاطة أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حول التطورات الأخيرة في سوريا إن “هناك سعياً للحؤول دون أن يواجه الأسد نفس مصير القذافي”.

وأشار رئيس الدبلوماسية الإيطالية إلى “الضمانات التي أعطيت للمرة الأولى بخروج آمن للأسد، خلال القمة العربية الأخيرة” التي عقدت في 22 من الشهر الجاري في العاصمة القطرية الدوحة.

وفي نفس السياق، استبعد تيرسي “احتمال أن تجلس المعارضة السورية على طاولة المفاوضات مع الأسد” لكنه لم يستبعد “إجراء مفاوضات مع عضو في النظام والأقلية العلوية، ممن لم تتلطخ أياديهم بالدماء”.

وقال تيرسي إن إيطاليا تواصل دعم خطة السلام ويجب أن تفعل ذلك على الأقل في الثلاثين يوماً المقبلة وهي مدة تمديد بعثة المراقبين الدوليين”، مشيراً إلى أن إيطاليا لديها خمسة مراقبين في البعثة.

وأعرب عن خيبة أمله الكبيرة لأن الخطة التي قدمها أنان “لم تنجح في إنهاء العنف”.

وسبق أن قال وزير الخارجية الإيطالي في مجلس الشيوخ الاربعاء إن بلاده تشعر بقلق كبير من أن يستخدم النظام السوري ترسانته من الأسلحة الكيميائية، معلناً عن تقديم هبة لإدخال 2500 طفل سوري في المدارس اللبنانية.

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت الثلاثاء إن الأوان لم يفت بالنسبة لنظام الرئيس بشار الأسد كي يبدأ التخطيط لعملية انتقالية لإيجاد سبيل لوضع نهاية للعنف من خلال بدء المناقشات الجادة التي لم تحدث حتى اليوم.

دمشق تؤكد ان اسلحتها الكيميائية في أمان.. الاردن يحتاط.. واسرائيل توزع اقنعة الغاز

دول غربية وتركيا والأردن يخططون لتدخل عسكري بسورية

‘معركة حاسمة’ في حلب.. وروسيا تلمح لوجود القاعدة على الحدود السورية التركية

بيروت ـ دمشق ـ عمان ـ لندن ـ وكالات: اتجهت الى مدينة حلب في شمال سورية تعزيزات عسكرية مرسلة الى القوات النظامية، واعداد من المقاتلين لينضموا الى المعارضين الذين يخوضون مواجهات عنيفة مع النظاميين منذ ستة ايام، من اجل خوض ما وصفتها مصادر متطابقة الاربعاء بـ’المعركة الحاسمة’، جاء ذلك بينما كشف تقرير أصدره المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية (روسي) في لندن، الأربعاء، أن التخطيط لتدخل عسكري محتمل في سورية يجري تنفيذه حالياً في عواصم غربية وتركيا والأردن.

وقال التقرير إن هذا التحرك ‘تم بدافع المخاوف من احتمال وقوع الأسلحة الكيماوية السورية في الأيدي الخطأ، ومنع الحرب الأهلية المتفاقمة في سورية من الانتقال إلى دول الجوار’.

لكن التقرير استبعد احتمال القيام بغزو على نطاق كامل، مرجحاً ‘عملاً محدوداً لحماية المدنيين أو من أجل تأمين وتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية، يمكن أن يشمل أيضاً تسليح جماعات المعارضة السورية أو تجميع تحالف دولي من أجل العمل العسكري’.

واشار إلى أن مشكلة احتواء الأزمة في سورية ومنعها من توسيع دائرة العنف وتفتيت الدول المجاورة واثارة حتى الغزوات عبر الحدود ‘هي الآن أكثر إلحاحاً من تخفيف حدة العنف داخل سورية، بعد أن صارت مهيأة للتنافس بالوكالة’.

واقترح التقرير المعهد الملكي بأن ايران وروسيا ‘قد تكونان مستعدتين لمحاولة القيام بتحرك داخلي محكم من خلال العمل على استبدال الرئيس بشار الأسد بشخصية سنية مفضَلة’.

جاء ذلك في الوقت الذي صرح فيه نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الاربعاء ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد قدم ‘ضمانات اكيدة’ لروسيا بان الاسلحة الكيميائية مخزنة في امان تام.

وقال غاتيلوف في مقابلة مع وكالة الانباء الروسية ايتار تاس ‘تلقينا ضمانات اكيدة من دمشق بأن امن هذه الترسانات (الكيميائية) مؤمن بشكل كامل’.

الا ان المسؤول الروسي حذر دمشق من خطر وقوع هذه الاسلحة ‘بأيدي المعارضة المسلحة’.

ومن جهته قال وزير الخارجية الاردني الاربعاء ان الاردن اتخذ احتياطات تحسبا لاستخدام اسلحة كيماوية في سورية مما يعكس القلق في المنطقة بشأن تهديد سورية باستخدام مثل هذه الاسلحة ضد قوات اجنبية.

وعندما سئل عن استعدادات الاردن في حالة حدوث هذا السيناريو في سورية قال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان الاردن لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول لكنه اتخذ احتياطاته لحماية سلامة البلاد وامنها الوطني.

وفي اسرائيل زاد الاقبال على شراء اقنعة الغاز، ويتوجه الاسرائيليون القلقون من التطورات في سورية الى مراكز توزيع الاقنعة الواقية من الغاز خصوصا بعد ان اعرب مسؤولون اسرائيليون عن قلقهم على مصير الاسلحة الكيميائية في سورية في حال سقوط نظام بشار الاسد.

واعرب المسؤولون الاسرائيليون في الايام الاخيرة عن قلقهم على مصير مخزونات الاسلحة الكيميائية والبيولوجية في سورية في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

الى ذلك قالت روسيا امس الأربعاء ان المسلحين الذين سيطروا على معابر على الحدود السورية مع تركيا ربما يكونون حلفاء لتنظيم القاعدة.

وشكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في المزاعم التي تقول ان الجيش السوري الحر المعارض هو من سيطر على المعابر الحدودية من ايدي القوات الحكومية.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره القبرصي ‘وفقا لبعض المعلومات لم يكن الجيش السوري الحر هو من استولى على نقاط التفتيش تلك .. مهما كان ما يعتقده البعض بشأن هذا.. وإنما هي جماعات ذات صلة مباشرة بالقاعدة’.

وميدانيا قال مراسل صحيفة سورية في مدينة حلب ان ‘مئات المتمردين القادمين من كل شمال سورية يتدفقون الى حلب في ما يبدو انه تحول الى المعركة الحاسمة’.

واشار الى ان ‘المتمردين يسيطرون على حوالى عشرة احياء في اطراف حلب’، وان ‘اصوات القصف والرشقات الرشاشة تتردد في كل انحاء المدينة’.

واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان ‘الثوار يعززون مواقعهم بالتأكيد، وسبق لهم ان اعلنوا ان معركة حلب هي معركة حسم وتحرير’، مضيفا ‘هي كذلك معركة مصيرية بالنسبة الى النظام’.

ورأى ان ‘حلب بالنسبة الى الثوار هي عاصمة الشمال وتمثل بنغازي (ليبيا) سورية، خصوصا ان معظم المناطق شمال مدينة حلب باتت خارجة عن سيطرة النظام’.

وكان الجيش السوري الحر اعلن الاحد بدء معركة ‘تحرير حلب’. وقال قائد المجلس العسكري للجيش الحر في محافظة حلب العقيد عبد الجبار محمد العكيدي ان الاوامر اعطيت الى ‘كل عناصر الجيش الحر بالزحف في اتجاه حلب الشهباء من كل الاتجاهات بهدف تحريرها ورفع علم الاستقلال فيها’.

واوقعت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية 87 قتيلا، بحسب المرصد. والقتلى هم 43 مدنيا و32 عنصرا من قوات النظام و12 مقاتلا معارضا.

ومن جهته دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء المجتمع الدولي للتحرك من اجل وقف ‘المجزرة’، وذلك في خطاب امام البرلمان في البوسنة احد بلدان البلقان الذي شهد ابادة في سريبرينتسا في 1955. وقال بان ‘اوجه نداء من قلب البوسنة والهرسك الى العالم اجمع: لا تتأخروا، اتحدوا، تحركوا. تحركوا الان لوقف المجزرة في سورية’.

مصادر: خال الأسد يبحث عن منفى له في الخارج

اسطنبول ـ د ب ا: قالت مصادر مطلعة في مدينة اسطنبول التركية الأربعاء لوكالة الأنباء الألمانية إن محمد مخلوف خال الرئيس السوري بشار الأسد وأبناءه أجروا اتصالات مع دول أجنبية سعيا للعثور على ملاذ لحمايتهم في حالة سقوط نظام الأسد.

وأضافت هذه المصادر أن هذا الفرع من عائلة الأسد أجرى اتصالات حول هذا الشأن في كل من العاصمة الروسية موسكو والعاصمة الفرنسية باريس.

يذكر أن رامي ابن محمد مخلوف أصبح خلال السنوات الماضية من حكم بشار واحدا من أغنى رجال الأعمال في سورية.

وكانت دول غربية فرضت عقوبات على عائلة مخلوف بسبب العلاقات المالية المتشابكة التي تربط هذه العائلة بالنظام.

مراقبون: الشخصية الأدهى تقود الأجهزة الأمنية السورية والأكثر صلابة للاستخبارات العسكرية

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ فرَغ الرئيس السوري بشار الاسد من إعادة ‘هندسة’ مواقع قياداته الأمنية، وكان قبلها قد فرغ ‘أوتوماتيكياً’ من ملء الشواغر في وزارة الدفاع وقيادة الجيش على مستوى نواب وزير الدفاع ونواب رئيس هيئة الأركان.

الأسد وحسب مراقبين اختار الشخصية الأدهى أمنياً لقيادة كافة الأجهزة الأمنية عندما اختار اللواء علي مملوك ليكون رئيساً جديداً لمكتب الأمن القومي، هذا المكتب تصب عنده كل المعلومات الأمنية الاستراتيجية القادمة من جميع الأجهزة الأمنية (المخابرات العامة، الاستخبارات العسكرية، المخابرات الجوية، الأمن السياسي، وفرع الأمن الداخلي)، ومنه تخرج الخطوط العريضة للسياسة الأمنية السورية، كل شارة وواردة تمر عبر أروقة مكتب الأمن القومي.

من جهة أخرى كان لافتاً بقاء اللواء جميل حسن مدير إدارة المخابرات الجوية في موقعه دون أن تشمله التنقلات الأمنية التي حصلت مؤخراً بعد تفجير مكتب الأمن القومي.

الأسد استقدم واحداً من المقربين منه ومن والده الراحل حافظ الأسد وهو اللواء رفيق شحادة ليسلمه قياة القوة الأمنية الأكثر تعداداً وقوة، وهي شعبة الاستخبارات العسكرية، رفيق شحادة كان الحارس الشخصي الأبرز لحافظ الأسد، ثم أصبح بعد ذلك ‘ضابط أمن’ قوات الحرس الجمهوري، وانتقل بعدها للمؤسسة الأمنية ليرأس فرع مدينة دمشق في شعبة الأمن السياسي، وبعدها نُقل إلى شعبة الاستخبارات العسكرية ليتسلم أحد أقوى فروعها وهو فرع شؤون الضباط الفرع 293، وهو يملك خبرة أمنية وميدانية واسعة، يتحدث عارفوه عن صلابته الشديدة.

أما الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عبد الفتاح قدسية فقد تم نقله ليكون نائباً للواء علي مملوك في مكتب الأمن القومي وبالتالي سيجتمع في هذا المكتب عقلان من أدهى العقول الأمنية في سورية.

في ذات السياق، لا تبدو قيادة شعبة الأمن السياسي واسعة على اللواء المخضرم رستم غزالة، الذي خَبِر العمل الأمني في لبنان إبان الوجود السوري هناك ثم خبره أكثر عندما ترأس فرع المنطقة التابع للاستخبارات العسكرية، مبنى هذا الفرع كان قد شهد هجوماً تفجيرياً عبر سيارة مفخخة منذ عدة أشهر.

على الطرف العسكري علمت ‘القدس العربي’ أن ستة من كبار ألوية الجيش السوري تمت ترقيتهم مطلع هذا الشهر إلى رتبة ‘عماد’ قبل وقوع تفجير مبنى الأمن القومي، وبالتالي كان عملاً أتوماتيكياً ملئ الفراغات العسكرية، إذ جرى اختيار بعضهم ليكملوا ما ينقص على مستوى وجود نائبين لوزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج وثلاثة نواب لرئيس هيئة الأركان العماد علي أيوب.

ضربة اسرائيلية شديدة ستروع حزب الله

صحف عبرية

ما قاله أمس رئيس الاركان بني غانتس في لجنة الخارجية والامن جاء أولا وقبل كل شيء كي يوضح للجنة وللجمهور فكل ضابط كبير يعرف بأن اللجنة بكامل اعضائها هي مثابة مؤتمر صحفي المعضلة التي تقف أمامها اسرائيل في هذه اللحظة في سوريا. يمكنها ان تنتظر اللحظة التي يحاول فيها حزب الله أو محفل من الجهاد العالمي السيطرة على السلاح الكيماوي السوري (وهذا ليس بسيطا إذ انه من اجل الوصول الى قدرة عملياتية يجب ان يُربط معا عدد من العناصر، التي أغلب الظن محفوظ كل منها على انفراد)، وعندها تستطيع الضرب الموضعي للقافلة السائرة نحو البقاع اللبناني أو الحدود العراقية. هذا احباط مركز، مبرر وناجع، ولكنه يلقي بالثقل على منظومة الاستخبارات، التي يتعين عليها ان تقول كيف ومتى يحصل هذا.

من جهة اخرى، فان ضربة مسبقة لكل عناصر المنظومة الكيماوية السورية، مخازن ووسائل اطلاق، من شأنها ان تشعل نارا أكبر بكثير. كما أنها ستحتاج ايضا الى ضربة لمنظومات سورية اخرى من اجل السماح بحرية العمل وقد تؤثر ايضا على الصراع السوري الداخلي. كما ان لها آثار دولية شديدة: فالكثير جدا من الدول، وعلى رأسها فرنسا وروسيا، مشاركة في محاولة احلال نظام جديد في سوريا. وهي ستستقبل بتفهم عملية مبررة من اسرائيل لمنع حصول جهة متطرفة على اسلحة الدمار الشامل، ولكنها ستكون أقل تسامحا مع هجوم واسع. كل هذا شرحه أمس غانتس وحصل على عنوان رئيس مضلل بعض الشيء بموجبه يحذر من هجوم يكون معناه الحرب.

ولكن خلف هذه الامور تختبيء أمور أهم. فلا يوجد انسان معقول مستعد لأن يقبل بنقل سلاح كيماوي الى حزب الله، وليس فقط سلاح كيماوي فقد سبق لاسرائيل ان حذرت في الماضي من مغبة نقل منظومات مضادة للطائرات متطورة الى لبنان. أذرع الاستخبارات، وليس فقط الاسرائيلية، تستثمر في الاسابيع الاخيرة جهودا هائلة في متابعة اسلحة الدمار الشامل لدى نظام الاسد المنهار. وكما قال أمس غانتس وعاموس جلعاد، في هذه اللحظة لا يوجد أي مؤشر في ان الرئيس الاسد أفلت السيطرة على هذا السلاح.

بالمقابل، بدأت تهب خلف الكواليس عندنا رياح تقول ان هذا هو الوقت لترتيب بعض الامور. فاسرائيل لم تُسوي بعد حسابها مع حزب الله على العملية في بورغاس، بالضبط انطلاقا من تلك الارادة في عدم اشعال النار في الوضع الحالي القابل للاشتعال. وثمة من يقول ان ضربة شديدة ستردع حزب الله من ان يتجرأ على عمل شيء غير مقبول في سوريا، تُذكرة ماذا سيكون مصيره اذا ما رد على هجوم اسرائيلي في ايران وتشق الطريق لتنفيذ هذا الهجوم مع خوف أقل على مصير الجبهة الاسرائيلية الداخلية. وتُذكر هذه الامور ببعض الامور التي قيلت في عهد حرب لبنان الثانية: في حينه ايضا كان هناك من أوصى بهذه المناسبة بضرب سوريا وترتيب بعض الامور معها ايضا. قبل اسبوع من الحرب، وبعد اسبوعين من اختطاف جلعاد شليط، وصل رجل واحد الى رئيس الوزراء اولمرت مع اقتراح أصيل: تصفية خالد مشعل في دمشق. وعندما قال اولمرت ان السوريين سيُعربدون، قال الرجل: ‘فليُعربدوا. لثلاثة ايام ستكون هنا فوضى، وأنت يمكنك ان تستغلها كي تُرتب هنا الامور: فتضرب سوريا وحزب الله، وبعد ثلاثة ايام العالم سيفزع وسيطلب منا وقف النار’. والرجل ذو الفكرة الأصيلة يُسمى افيغدور ليبرمان، اليوم وزير الخارجية.

لقد جاءت اقوال غانتس لتُذكر من يرغب في ذلك، مثل ليبرمان قبل اختطاف ريغف وغولدفاسر وبعده، لترتيب الشرق الاوسط مع اف16، بأن المحاولات الاسرائيلية الماضية لخلق نظام جديد بالقوة بشكل عام انتهت على نحو سيء. وهي تُذكر القيادات بأن معركة في الشمال، تتضمن بالضرورة نارا واسعة على الجبهة الاسرائيلية الداخلية، ستزيد المصاعب أكثر فأكثر على فكرة الهجوم على ايران. الجيش الاسرائيلي، وأكثر منه الجبهة الداخلية، سيجد صعوبة في الصمود أمام هاتين المهمتين في نفس الوقت أو في ترتيب قصير.

هذه ايام معقدة جدا في أمن اسرائيل. لكل خطوة آثار، والخيار ليس بين الخير والشر بل بين البدائل التي كل واحد منها يحمل خطرا غير قليل، وواحد على الأقل، السلاح غير التقليدي بيد منظمة ارهابية، غير مقبول بأي حال. ليس مثلما في المرة الاولى، فان رئيس الاركان بالذات هو الذي تصدى لمهمة تذكير كل من يسارع الى القوة بأن مثل هذه الامور أكثر تعقيدا بكثير في الواقع.

عوفر شيلح

معاريف – 25/7/2012

الاسد وحزب الله لن يهاجما اسرائيل

صحف عبرية

مع بداية موسم الصيف يمتلىء متجر التهديدات بكل شيء شهي. فقد سخّن الشتاء لنا التهديد النووي الايراني، ولكن الآن عليه ان يتنافس مع السلاح الكيماوي لدى بشار الاسد، مع امكانية فتح جبهة في هضبة الجولان، مع 40 50 ألف صاروخ موجودة لدى حزب الله، وأمام كل هذه الوفرة يشحب تهديد الارهاب من سيناء.

وكما هو متوقع، فان فرضية عمل الجيش الاسرائيلي هي ان كل هذه الشرور ستتحقق. بالمقابل، فرضية عمل الجمهور يجب ان تكون هي ان الجيش الاسرائيلي لن يتمكن من التصدي لها جميعها، وانه ليس لتعبير ‘الجيش الاسرائيلي مستعد لكل سيناريو’ غطاء. عاموس هرئيل أفاد هذا الاسبوع (‘هآرتس’، 23/7)، بأنه ستكون حاجة الى سنتين على الأقل على فرض ان تتوفر الميزانية لانتاج ما يكفي من الكمامات لكل مواطني اسرائيل. يبدو ان دروس حرب الخليج الاولى، حين أفاد زئيف شيف الراحل بأن عشرات آلاف كمامات الغاز التي وزعت على المواطنين لم تكن سليمة، قد استوعبت. ومع ذلك، وعلى نهج الدروس، فانها تُنسى بعد الامتحان.

حسنا، الكمامات هي موضوع صغير. فقد يكون الجيش الاسرائيلي يتمنى ان يطلق حزب الله الكاتيوشا الاولى، كي يوقع عليه ‘ضربة واحدة والى الأبد’، ولكنه سبق ان أراد عمل ذلك في حرب لبنان الثانية وفشل. وبعد تلك الحرب إياها ايضا قالوا لنا ان ‘الدروس استوعبت’، الى ان قرأنا تقرير مراقب الدولة عن الحريق في الكرمل. يمكن التقدير بأن تقرير الرقابة على الدفاع الذاتي ضد الحرب الكيماوية عالق في أحد الجوارير.

على هذه الخلفية المثيرة للقشعريرة من المجدي الآن فحص التهديد حديث العهد: السلاح الكيماوي أو غيره سينتقل الى حزب الله، وهو الذي سيستخدمه ضد اسرائيل. الفرضية المعتادة التي تقبع خلف هذا السيناريو هي ان كل شيء ممكن في الشرق الاوسط، فهو مليء بالمجانين. منذ اشهر طويلة والاسد يعيش في ازمة وفي قلق من التحطم، منذ اشهر طويلة يشرح لنا كبار المحللين في الجيش بأن الحاكم السوري سيتطلع الى فتح جبهة جديدة مع اسرائيل، كي يصرف الانتباه عما يجري في بلاده. واذا كان كذلك، فلماذا لم ينقل الاسد حتى الآن السلاح الكيماوي الى حزب الله؟ لماذا حتى الآن لم يطلق حزب الله النار ولا حتى صاروخ واحد؟ لماذا لم يحصل هذا؟ أولم تمر هذه الفكرة العبقرية في رأس الاسد؟.

الجواب هو ان ليس كل شيء ممكنا في الشرق الاوسط، وحتى للحرب في سبيل بقاء النظام يوجد منطق خاص به. فتح جبهة جديدة مع اسرائيل معناه اعطاء هدية غالية جدا للثوار. اسرائيل، التي ستتعرض لشجب علني على رد فعلها التلقائي، لا بد ستحظى رويدا رويدا بغمزات التأييد من معظم دول العالم وستُدمر مراكز قوى الاسد في صالح الثوار. هكذا على الأقل يمكن لنا ان نُقدر كيف يفكر الاسد. والنتيجة ستكون ضياع جيشه وضياع حكمه. لا. من الأفضل مواصلة محاولة تصفية قوات الثوار قدر الامكان وعدم السماح بسيناريو ليبيا. ولكن حقا، كيف يمكن الاعتماد على اعتبارات الاسد الاستراتيجية؟.

وماذا بالنسبة لاعتبارات حسن نصر الله؟ هل المنظمة التي لم تعد واثقة بمستقبل الاسد، بمعنى، بمستقبل خطوط توريد السلاح والذخيرة لها، ستسارع الى مهاجمة اسرائيل وهي تعرف بأنها ستُدمر جزءا كبيرا من مخزونات صواريخها؟ لعله من الأفضل لها ان تواصل الحفاظ على التهديد دون ان تنفذه؟ وهل ايران، التي لم تعد واثقة بأن الاسد سيبقى على حاله، سترغب في ان يُدمر معقلها في لبنان أم أنها ستأمر نصر الله بالحفاظ على قدرة ردعه وعلى قدرته على التهديد بالذات على حكومة لبنان كذخر استراتيجي للمستقبل؟ ولكن منذ متى نولي نحن منطقا لنصر الله أو عقلانية لايران؟.

لو كانت فرضية العمل تسمح بالاعتماد على تفكير حكومة اسرائيل، وأكثر من ذلك على ‘استعداد الجيش الاسرائيلي لكل سيناريو’، لكان بوسعنا ان نسمح لأنفسنا بترف اطلاق صرخات القلق. ولكن عندما لا تكون لدينا حتى كمامات للجميع، عندما لا يمنع الجدار على الحدود المصرية الرصاص وعندما يجري في الشمال احتفال موسيقي، يجدر ان نفحص ايضا منطق التهديدات والهدوء بعض الشيء. فدوما سيبقى لنا التهديد الايراني. فهو على الأقل يضمن لنا بأن أقل من 500 شخص سيُقتل اذا ما هاجمنا ايران. هذا رهان آمن.

تسفي برئيل

هآرتس – 25/7/2012

في دير الزور مقاتلون يتشاجرون على السلاح.. ومنشقون يريدون القيادة والبقية تقاتل بدون عتاد

في ادلب سلفيون ومقاتلون من تركمنستان واسلاميون يحظون بنصيب الاسد من التمويل الخارجي

لندن ـ ‘القدس العربي’: ينظر الى استخدام الجيش السوري للطائرات في قصف مدينة حلب على انه رسالة لما سيحدث لاحقا، فطالما هدد النظام بأنه لم يستخدم الا جزءا من قوته الضاربة.

وسيفتح اعتماده على الطائرات الحديث عن توفير معابر آمنة للمقاتلين واللاجئين السوريين ومناطق حظر جوي. كل هذا في ضوء حديث وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون من ان المقاتلين اصبحوا الآن في وضع قادرين فيه على اقامة مناطقهم التي ستكون منطلق عملياتهم ضد النظام.

ويرى في هذا السياق العقيد ريتشارد كيمب، القائد البريطاني السابق في افغانستان ان تواصل الحرب الدموية في سورية سيدفع الدول الغربية للتدخل ومنع انتشارها الى الدول الجارة من سورية. واضاف انه في اي حال ‘سقط الاسد ام بقي في السلطة فخيار التدخل سيظل مفتوحا’، مضيفا ان التدخل الخارجي مستمر منذ اشهر حيث تقوم روسيا بتزويد النظام بالسلاح.

وفي نفس الوقت تقوم كل من قطر والسعودية وبتسهيلات من امريكا وتركيا بدعم قوات المعارضة، مضيفا ان الدعم السري لها كان سببا في التقدم الذي حققه المقاتلون في الاسابيع الماضية. وقال ان القادة الغربيين وان لم تكن لديهم شهية للتدخل لكن التاريخ ‘علمنا اننا لا نختار الحرب التي نقاتل بها بل الحرب هي التي تختارنا’. ويضيف ان تحفظات ستطرح حول ثمن التدخل واثاره على المنطقة وعلى غياب المعارضة المتماسكة التي ستحل محل الاسد. ولعل الخوف من طبيعة وهوية المعارضة المسلحة هو ما يقف عقبة امام تسليحهم او التعاون معهم، فتسليحهم يدخل فيه الخوف من عامل القاعدة وتواجدها في سورية.

القاعدة ناشطة

ومن هنا قالت ‘نيويورك تايمز’ ان لقطات الفيديو التي توضع على ‘يوتيوب’ وتصور مقاتلين ملثمين من الجيش الحر وخلفهم اعلام القاعدة وهم يتحدثون عن تنظيم خلايا انتحارية تقدم دليلا على ان القاعدة تؤثر في المقاومة ضد نظام بشار الاسد، وانها مع الجماعات الاسلامية الاخرى تعمل جاهدة لاختطاف الانتفاضة السورية. وتقول انه في الوقت الذي تنفي فيه فصائل المقاومة اي وجود للقاعدة الا ان الادلة تظهر ان التنظيم قد ساعد على تغيير طبيعة النزاع حيث ادخل السلاح الذي طوره في العراق وهو العمليات الانتحارية. واضافت ان اشارات عن وجود الجهاديين قد تتزايد في الايام الاخيرة بسبب التقارب بين تنظيم العراق وجماعات سورية، حيث اصدرت قاعدة العراق بيانا صورت فيه العنف في البلدين من زاوية طائفية، سنة ـ شيعة. ونقلت عن مسؤول عراقي قوله ان القاعدة التي تعمل في العراق هي نفسها التي تعمل في سورية، مشيرا انه تبين من التنسيق الامني مع سورية ان الاسماء المطلوبة في العراق هي نفسها التي توجد لدى الامن السوري. ونقلت عن ناشط في القاعدة من بلدة الحويجة واسمه ابو طه ان القاعدة لديها خبرة في قتال الامريكيين وخبرة اكبر في الثورة السورية الآن.

واضاف ان هدف القاعدة اعلان دولة اسلامية في العراق وسورية وشن حرب على ايران واسرائيل لتحرير فلسطين. ومنذ الانتفاضة طفت على السطح كتائب موالية للقاعدة مثل جبهة النصرة وكتيبة البراء بن مالك وكتيبة عبدالله عزام. وبحسب احصائيات معهد دراسات الحرب فان 35 تفجيرا لسيارات منها 10 انتحارية، اربعة اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها. فتفجير مكاتب الامن في ادلب او تفجير 27 نيسان (ابريل) الذي قتل فيه 11 شخصا اعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عنه، كما اعلنت الجبهة عن مسؤوليتها عن الهجوم على قناة ‘الاخبارية’ في 30 حزيران (يونيو). وكان مدير وكالة الامن القومي، جيمس كلابر قد اخبر الكونغرس في شباط (فبراير) الماضي ان التفجيرات التي اصابت مراكز امنية حكومية تحمل بصمات القاعدة حيث نسب هذا الى وصول تنظيم قاعدة العراق الى سورية. ونقلت عن دانيال بيمان من جامعة جورج تاون والخبير في شؤون مكافحة الارهاب قوله ان القاعدة تحاول العمل والنشاط في سورية كما فعلت في مالي والصومال وقبل ذلك في اليمن والشيشان، وقال انها فعلت هذا في كل النزاعات العالمية ولديها القدرة على تنظيم عملها والتعلم من تجاربها كما في العراق. ونقلت عن جوزيف هوليدي من معهد دراسات الحرب قوله ان ظهور الخلايا المرتبطة بالقاعدة والعاملة ضد النظام يمثل خطرا على المصالح الامريكية وتحديا لمن يطالبون بتسليح المعارضة.

اين سي اي ايه؟

ومما يزيد في غموض الصورة ومن يجب ان يكون حليفا هو عدم وجود سي اي ايه على الارض واعادت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ الحديث عن دور سي اي ايه في سورية، بعد ان اشارت يوم الثلاثاء صحيفة ‘واشنطن بوست’ من ان غياب العملاء على الارض عامل في تقييد خيارات الرئيس باراك اوباما. وقالت ان الاستخبارات الامريكية ليس لديها الا تواجد قليل ان لم يكن معدوما في بلد تقاتل من اجل الاطاحة بالنظام فيه مما يحدد من خيارات وتأثير الادارة. ونقلت عن مسؤولين امريكيين سابقين ان الادارة ليست لديها معلومات واضحة عن القوى التي تقاتل بشار الاسد على الرغم من انها تراقب ترسانة الاسلحة الكيماوية للنظام اما من خلال التنصت او الصور الفضائية او المعلومات التي يوفرها عملاء الاستخبارات الحليفة لها في تركيا ودول الجوار، كما ولدى واشنطن معرفة بطريقة عمل النظام. وعلى الرغم من اقامة واشنطن اتصالات مع المعارضة السورية في المنفى، الا ان معظم المحللين يعتقدون ان الحكومة التي ستدير البلاد في مرحلة ما بعد الاسد ستكون في غالبيتها من قيادات الداخل. ومن هنا تشعر الحكومة الامريكية بقلق من وجود جماعات تتعاطف او مرتبطة بالقاعدة. ويقدرالنائب مايك روجرز، رئيس لجنة الاستخبارت في الكونغرس ان من بين 300 جماعة، ربعها متأثر بالقاعدة تقريبا. وتقول ان ما يعيق فهم امريكا طبيعة عمل الجماعات هذه هي ان عملاء سي اي ايه تجنبوا الدخول الى سورية او السفر الى محاور الحرب وذلك بعد اغلاق السفارة الامريكية في دمشق في شباط (فبراير) الماضي ولاسباب امنية. واثر الاغلاق على عمليات جمع المعلومات وحرم المخابرات من قاعدة عمل مما ادى الى رحيلهم من سورية. ويقول ضابط سابق في سي اي ايه ان غياب الاستخبارات عن الساحة السورية حرم الادارة من فرصة مهمة للتعرف على هوية المعارضة المنقسمة على نفسها.

واضاف ان وكالة الاستخبارات كان يجب ان تؤكد حضورها على الارض وبكيس مليء بالمال لدعم المعارضة. ولكن مسؤولين في الادارة قالوا انهم يعرفون اليوم الكثير عن المعارضة اكثر مما كان عليه الوضع من قبل، وهذا يعود للاتصالات الدبلوماسية ووسائل اخرى. ويقول روجرز ان الادارة لا خيار امامها سوى التحرك خوفا من تأثير القاعدة وخوفا من وقوع الترسانة الكيماوية في الايدي الخطأ في حالة انهيار النظام. وهناك اعتراف ان الادارة لن تكون قادرة على عمل شيء قبل ان تضع عملاءها على الارض داخل سورية بالصورة وهي تقوم ببحث الموضوع حسب الصحيفة. وحتى وقت قريب تجنبت الادارة لقاء الجماعات المقاتلة حيث تركت الامر لتركيا وقطر والسعودية ولم يلتق ضباط الاستخبارات معها الا منذ اسابيع في تركيا قريبا من الحدود مع سورية.

فصائل تخزن السلاح واخرى لا تجده

وعلى الرغم من التقدم الذي احرزته المعارضة في الاسابيع القليلة الماضية الا انها لا تزال مفككة وتعاني من غياب في القيادة والتنسيق، ففي تقرير خاص لصحيفة ‘الغارديان’ كتبه غيث عبد الاحد من مدينة دير الزور عن دائرة العنف التي وجد فيها النظام السوري والمعارضة المسلحة نفسيهما فيها. ويقول ان المعركة في دير الزور مستمرة حيث يحاول الجيش السوري استعادتها من يد المقاتلين، وعندما ينجحون بدحرهم يقوم الجيش بقصف المدينة بالمدفعية. ويقول ان دير الزور كانت حتى وقت قريب وقبل ان تبدأ شحنات الاسلحة المتطورة بالوصول عبر تركيا، المعبر الرئيسي لتهريب الاسلحة والذخائر عبر الحدود مع العراق ونقلها للمقاتلين في كل انحاء سورية. ويقول ان معظم ريف دير الزور وبعض المعابر في يد المقاتلين الآن، ونقل عن جندي منشق عن الجيش السوري قوله ‘نسيطر على نسبة 90 بالمئة من المنطقة’، ولكنها لم تحرر بعد نظرا لوجود قواعد عسكرية للجيش ولا يستطيع المقاتلون الوصول اليها بعد شهر من المعارك الشرسة وهروب المدنيين واعطاب 86 دبابة في دير الزور. ولكن الجيش النظامي وعلى الرغم من وصول المعارك الى مدينة دمشق استطاع احتلال معبرين للمدينة ووضع عليهما الدبابات، مما ادى لحصار المقاتلين، حيث عانى الكثير منهم ارهاقا من قلة المواد الغذائية، فلم تكن هناك الا وجبة واحدة وكان عليهم السفر لمدة اربع ساعات مجتازين خطوط الجيش لاحضار الطعام. ويقول ان المقاتلين وضعهم احسن من المدنيين الذين وصل بهم الحال للتسول منهم، وقال ان سيدة جاءت وطلبت من المقاتلين طعاما لاولادها الاربعة. ويصف حال الجيش بالرث بقوله ان جنوده قادرون على شن حرب استنزاف مع الجيش النظامي، لكن غياب القيادة والتنظيم جعلهم غير قادرين حتى الآن على التخطيط لهجمات قوية. وقال ان قوات المعارضة موزعة في دير الزور على 20 فرقة، وتضم هذه الفرق مقاتلين سلفيين وعلمانيين، ابناء المدينة وابناء قبائل، مدنيين وجنودا منشقين. وهم في حالة من الشجار الدائمة حيث يتهمون بعضهم البعض باخفاء الاسلحة. ويقول ان بعض الوحدات فقدت 70 بالمئة من رجالها، بسبب الانشقاق والقتل، كما ان الذخائر المتوفرة لديهم قليلة لدرجة ان بعضهم يذهب الى القتال وفي جعبته مشط واحد من الذخيرة، فيما يملك البعض الاخر اسلحة جديدة من الار بي جي والتي وصلت من تركيا. وفي القرى هناك اسلحة وجنود اكثر لكن القادة يفضلون حماية قراهم على ارسال جنودهم للدفاع عن المدينة. ويمثل المدنيون ممن لم يحملوا السلاح من قبل القوة الرئيسية حيث يحاولون التعلم من الجنود والضباط الذين انشقوا عن الجيش. ونقل عن واحد من قادة الوحدات قوله ان بعض الوحدات يجلس جنودها يأكلون ويشربون فيما يقاتل الاخرون، ويضيف انه يخسر كل يوم واحدا من مقاتليه في ساحة المعركة. وانتقد احد الضباط الذي لم يمض على انشقاقه الا اياما ويريد تولي القيادة قائلا ‘لا يزالون يحملون معهم عقلية بشار ولم ينشقوا الا عندما ايقنوا اننا نربح’. وينقل التقرير صورة عن احباط خالد الذي فقد منطقته وحذر من انهم سيخسرون دير الزور كلها بسبب اخفاء قادة الفصائل الاسلحة وكنزها.

مصانع العبوات

ومثل ‘الغارديان’ ارسل مراسل صحيفة ‘اندبندنت’ كيم سينغوبتا تقريرا من ادلب وتحديدا من بلدة القرقانية، حيث قابل مقاتلين قالوا ان زرع العبوات الناسفة وتصنيعها سيؤدي الى حرف مسار الحرب لصالحهم. والمهم ايضا ان هذه الاسلحة صنعت في منطقة كانت حتى وقت قريب تحت سيطرة الجيش وميليشيات النظام من الشبيحة. وتحدث مع واحد من خبراء تصنيع القنابل البدائية الذي قال ان بعض خبرائها تعلموا صناعتها في دورات عسكرية اما هو فقد تعلم صنعها من ‘غوغل’، مشيرا الى سهولة تجميعها باستخدام نترات الاسمدة والمسامير وغطاء قابل للانفجار. ويضيف انهم كانوا يصنعونها في تركيا ثم تهرب الى الداخل اما الآن فقد اصبحوا خبراء يعتمدون على انفسهم. ويشير التقرير الى مشكلة توزيع الدعم المالي حيث يقول بعض المقاتلين ان الاسلاميين يحصلون على حصة الاسد من الاموال التي ترسلها السعودية وقطر، وتساءل قائد عن الدعم المالي من المجلس الوطني السوري الذي يحصل على دعم من كل انحاء العالم واين يذهب المال؟ وقال انه يعرف اصحابا له يتظاهرون بالتدين كي يحصلوا على السلاح، ويقومون باطلاق لحاهم وبعضهم يرتدي لباسا لا يزيد طوله عن الكعب، واشار ان المعركة القادمة بعد سقوط النظام ستكون مع السلفيين. وقال انه وجماعته يريدون سورية الجديدة للجميع سنة وعلويين ومسيحيين اما السلفيون فيريدون طرد الاخرين. وقابل سينغوبتا سلفيين في بلدة قورقانيا حيث قال ان اثنين منهم جاءا من تركمنستان. ورفض قائد المجموعة الحديث عن مهامهم واكتفوا بالقول انهم جاءوا للقتال من اجل سورية و’نحن جاهزون للتضحية بأرواحنا، من اين نحصل على المال هذا شأننا، ولكننا لم نسرقه كما يفعل بشار’. واضاف ‘رأينا امريكا وما تفعله ولكننا الآن نركز على هزيمة النظام، وقال ان جماعته مستعدة للعمل مع الاخرين مع ان كل طرف له رأيه حول مستقبل سورية، ‘لكن الناس هنا مسلمون ويريدون الشريعة’ ويعلق الصحافي ان ما يريده اهالي المنطقة اكثر من الشريعة هو السلام.

الأسد يُعيد ترتيب البيت الأمني للنــظام

لم تقلّل الضربة الموجعة التي تلقاها الرئيس بشّار الأسد باغتيال أربعة من ضبّاطه الكبار، من أهمية سلسلة التعيينات الأمنية، وتأكيد هذه التعيينات تماسك النظام. اقترن هذا التأكيد بعنف مفرط استخدمه في مواجهة المعارضة المسلحة

نقولا ناصيف

أثارت تعيينات الأجهزة الأمنية الرئيسية في سوريا، الثلثاء، كمّاً من التكهّنات أحاطت بتوقيتها وبالضبّاط الذين شملتهم، وطرحت أكثر من تساؤل عن المغازي التي توخّاها الرئيس بشّار الأسد، وأخصّها إبراز قبضته على النظام الأمني المتماسك برمته والضبّاط الكبار الأوفياء للنظام. عَنَى ذلك، أيضاً، أن الأسد أدار ظهره كلياً للخارج، وشنّ حملة عسكرية غير مسبوقة باستخدام العنف المفرط ضد معارضيه المسلحين.

لم تكن التعيينات الأمنية بعيدة تماماً عن تداعيات الإغتيال الجماعي الذي قتل في 18 تموز أربعة من الضبّاط الكبار في مبنى مكتب الأمن القومي، إلا أنها لم تملأ في الواقع شغوراً لم يقع. عندما ترأس الاجتماع الأول لحكومة رياض حجاب، أبلغ الأسد الوزراء نيته إجراء تعيينات في الأجهزة الأمنية. لكنه سارع في الساعات التالية لانفجار الأربعاء إلى تعيين وزير جديد للدفاع هو العماد فهد الفريج خلفاً للوزير داود راجحة، ورئيس جديد للأركان هو العماد علي عبدالله أيوب في 22 تموز، وبقيت ثلاثة مناصب شغرت بمقتل شاغليها هم نائب وزير الدفاع العماد آصف شوكت ومعاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن تركماني ورئيس مكتب الأمن القومي اللواء هشام اختيار. المنصبان الأولان رمزيان، والثالث مرشح للإلغاء مع إبصار مجلس الأمن الوطني النور الثلثاء مع أول تعيين فيه لرئيسه اللواء علي المملوك، الموثوق به من الرئيس. إلى آصف شوكت، يُعدّ المملوك أحد أبرز عقول استراتيجيا الأمن السياسي في سوريا، إذا كان لا بد من التذكير أيضاً بدور مماثل للواء بهجت سليمان الذي يشغل الآن منصب سفير سوريا في الأردن.

خامس الضبّاط الكبار الراقد بين الحياة والموت هو وزير الداخلية اللواء محمد الشعار الذي أصيب في الإنفجار إصابة بليغة، تمنعه من الآن فصاعداً من استعادة دوره ومهماته بعدما بُترت بعض أطرافه. إلا أن الرئيس السوري لن يُسمّي خلفاً له في الوقت الحاضر على رأس وزارة يديرها أربعة من الضبّاط الكبار هم معاونو الوزير. ورغم الدوافع المباشرة لاستعجال إصدار التعيينات، وبعضها اقترن بالنتائج الأمنية والسياسية لتفجير مكتب الأمن القومي أكثر منها ملئاً للشغور، إلا أن الخطأ في التقييم الأمني عزّز حظوظ تفجير 18 تموز.

باستثناء شوكت الذي أحجم عن تناوله، أصيب أعضاء «خلية إدارة الأزمة» بأعراض تسمّم بعدما دُسّ السمّ في طعامهم في أيار الماضي. ثم أتت ردود فعل فضائيات عربية على هذا الحادث بعدما بشّرت بوفاتهم سلفاً قبل التيقّن ممّا أصابهم، وأشاعت معارضة الخارج هذا الخبر، كي يُرسل ذلك كله إشارات صريحة إلى أن فريق الخلية في دائرة الإستهداف المباشر في مكان اجتماعهم، وقد أمكن الوصول إليه في المرة الأولى.

لم يُفضِ التقييم الأمني إلى إجراءات إضافية استثنائية وكافية للحؤول دون تفجير لم يكتفِ بزعزعة هيبة النظام الأمني وصورته فحسب، ومن ثم إرباك خيارات الأسد لسدّ ثغر مقتل هؤلاء، بل منح المعارضة المسلحة معنويات عالية أولى مؤشراتها التي سبقت التفجير، إعلانها قبل أيام منه أنها على أهبة مهاجمة دمشق و«تحريرها » من قبضة النظام.

لم يقتصر الخطأ في التقييم الأمني لدى «خلية إدارة الأزمة» على هذا الإستهداف. بعض المطلعين على مقاربة الضبّاط للإضطرابات جعلت هؤلاء يتوقعون ـ بكثير من المغالاة والثقة المفرطة بالنفس ـ انتهاءها. لم تكن هذه، في المقابل، وجهة نظر المملوك واللواء عبد الفتاح قدسية، الأكثر تماساً بجهازيهما مع الأرض، حينما عبّرا عن قلقهما من تنامي قوة المعارضة.

استحدث مجلس الأمن الوطني قبل نحو سنتين وصدرت مراسيمه، وتأخر تعيينه. ومن دون أن يكون بديلاً من مكتب الأمن القومي، فإن الأخير بات غير ذي جدوى في ضوء الفصل الذي أحدثه الدستور الجديد بين الدولة وحزب البعث، ونقل المؤسسات الرسمية التي أخضعها له دستور 1973، ولا سيما منه المادة الثامنة، إلى الدولة. ارتبط مكتب الأمن القومي بالحزب حصراً، وترأسه قبل اختيار الأمين العام القطري المساعد للحزب سعيد بخيتان، ثم خلفه اختيار بصفته عضو القيادة القطرية. لا صلة مباشرة تجمعه بالأجهزة الأمنية الأخرى التي يرأسها الرئيس. بعض دوافع تأجيل إلغائه تأخير انتخابات القيادة القطرية للحزب.

في مكتب الأمن القومي، وداخل حزب البعث، تأسست «خلية إدارة الأزمة» عند اندلاع الإضطرابات، وكان بخيتان رئيسها الأول، ثم خلفه تركماني. لم تكن الخلية معنية بالقرار الأمني والعملاني، فكانت تنكبّ على مواكبة الأحداث ومراقبتها واستكشاف حاجات الناس وإجراء جولات في المحافظات، وترفع رأيها واقتراحاتها إلى الرئيس. ولم يكن بين أعضائها سوى أمني واحد هو آصف شوكت، في منصب غير مرتبط مباشرة بالأجهزة الأمنية بصفته نائباً لوزير الدفاع. بذلك افتقرت «خلية إدارة الأزمة» إلى مهمة الإستخبارات.

عندما قُتل ضبّاطها الأربعة، كان في ظنّ منفّذي الإغتيال حضور قادة الأجهزة الأمنية الآخرين الذين لا يشاركون، أساساً، في اجتماعات الخلية. وتبعاً لأدوارهم ومسؤولياتهم، يشكّل قادة الأجهزة الأمنية، وأخصّهم المملوك وقدسية واللواء ديب زيتون واللواء جميل حسن، إلى العميد ماهر الأسد وصهره شوكت (وهما من خارج الأجهزة)، خلية أخرى هي الحلقة الأضيق المحيطة بالرئيس. فإذا بمعظم هؤلاء يتصدّرون التعيينات الجديدة بصفتهم الركائز الصلبة للنظام الأمني.

على طرف نقيض من «خلية إدارة الأزمة»، ومن مكتب الأمن القومي، نشأ مجلس الأمن الوطني كي يتولى تحديد الاستراتيجيات الأمنية وسياساتها والتنسيق بين أجهزة الإستخبارات جميعها والإستعانة بالخبراء وإجراء الدراسات الأمنية، والبحث في تطوير الأجهزة وإمكان دمج بعضها ببعض والإشراف عليها. لا يُوحّد المجلس بين الأجهزة هذه، ولا يُحيل المملوك رئيسها، بيد أنه يجعلها خزّان خيارات السياسات والمعلومات الممهّدة للقرار الذي يتخذه الرئيس بعد مروره بمصفاة غالباً ما شكا من افتقار التنسيق بين الأجهزة إليها.

في جانب من الأخطاء، وبعضها الفادح الذي رافق دور الأجهزة في الإضطرابات، سوء التنسيق في ما بينها وتعامل كل منها مع المواجهات الأمنية على نحو مستقل. للمجلس بذلك دور مزدوج، استراتيجي وتنفيذي، وله إنشاء كليات أمنية، ولا يبتعد عن مواصفات مجلس الأمن القومي الأميركي، ولا في بعض صلاحياته عن مجلسين مماثلين في فرنسا وتركيا. رُفّع المملوك إلى رتبة وزير على رأس مجلس أعضاؤه ألوية كبار في الجيش، وعلاقته مباشرة برئيس الجمهورية.

كان كذلك على رأس مديرية إدارة المخابرات العامة (أمن الدولة)، الوحيدة بين سائر أجهزة الإستخبارات المرتبطة بالرئيس مباشرة، بينما توزّعت الأخرى على مرجعيات دونه: المخابرات العسكرية وشعبة الأمن العسكري والمخابرات الجوّية تابعة لرئاسة الأركان، والأمن السياسي تابع لوزير الداخلية. لا تحجب المرجعية الهرمية للأجهزة الأمنية هذه حقيقة أن الرئيس هو رأس القرار فيها. الأمر الذي أبرَزه دستور 2012 بعد دستور 1973. كلاهما أبقيا على المادة نفسها، الأول في مادته 105 والثاني في مادته 103: رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة، ويُصدر جميع القرارات والأوامر اللازمة لممارسة هذه السلطة. وله حقّ التفويض في بعض هذه السلطات.

منذ أحدث مجلس الأمن الوطني رُشّح له أحد اثنين هما شوكت أو المملوك، لكن اندلاع الإضطرابات أخّر تطبيق المراسيم المتصلة به. عُيّن الآن المملوك على رأسه، وقدسية نائباً له ـ وكلاهما قدما من الجهازين الأخطر والأكثر أهمية في مراتب السلطة في النظام هما إدارة المخابرات العامة والمخابرات العسكرية ـ في انتظار ملء الملاك.

مجالس قبلية او منتخبة تدير المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في سوريا

أ. ف. ب.

بنش (سوريا): اختار سوريون في المناطق التي افلتت من سيطرة النظام قيادات عسكرية وسياسية وشكلوا مجالس قبلية او ثورية في سبيل اقامة هيئات خاصة بهم تشرف على شؤون الدفاع والشؤون اليومية ولكن ايضا معالجة نقص المواد الاساسية.

 وبلدة بنش التي تقع على بعد عشرة كيلومترات شرق مدينة ادلب (شمال غرب) اصبحت “حرة” منذ تسعة اشهر. ومثل اماكن عدة في سوريا فان سكانها ال 45 الفا يعانون نقصا في الغذاء والماء والكهرباء والبنزين والادوية.

ومنذ 16 شهرا ومع استمرار القمع الدامي، تحولت الاحتجاجات السلمية ضد النظام السوري الى احتجاجات مسلحة مدمرة للبلاد ومخربة لاقتصادها.

بيد انه “ما من مجاعة فالجميع يتكافل”، بحسب ما قال ناشط غير مقاتل قدم نفسه على انه ابو عبيد (43 عاما).

 وعموما ليس للنساء دور في ادارة الشان العام. وتولى الرجال انتخاب “مجلس ثوري من مئة عضو” بحسب ما اوضح وسيم (25 عاما) وهو طالب سابق وينشر صحيفة نصف شهرية تركز على الاحداث المحلية.

ولاحظ مراسلون لوكالة فرانس برس زاروا طوال اسبوع محافظات حلب (شمال) وادلب (شمال غرب) وحماه (وسط) وجود هيئات مماثلة في مدن متوسطة الحجم. وعموما فان المجلس يراسه قائد عسكري وقائد سياسي.

وفي احد شوارع كرناز (22 الف نسمة) قرب حماة كان القائد العسكري تيسير شعبان وزميله المدني عبد الرزاق الحمدو يتشاوران بشان مشاكل اليوم.

ويقول شعبان لزميله “وضعت حراسي في كل مكان لتفادي مجزرة على غرار ما حدث في ترسيمه” البلدة الصغيرة المجاورة التي تقول منظمة غير حكومية ان غارة حكومية طالتها في 12 تموز/يوليو اوقعت فيها اكثر من 150 قتيلا.

 ويقول الحمدو الطبيب الذي بدا على وجهه التعب “حين طردنا النظام تولينا الامور وهي تسير بشكل جيد عموما”. واضاف “لكن ينقصنا المال والادوية. كيف سنعالج جرحانا؟”.

 وتراقب القوات الحكومية المستشفيات لمنع الجرحى من المتمردين من تلقي العلاج فيها والقبض عليهم اذا ما دخلوها. وهو ما جعل المعارضين المسلحين يقيمون مستشفيات ميدانية في منازل بمعدات بسيطة.

يسعى السوريون إلى التحرر سريعا من نظام الأسد

كما ان الخبز اصبح نادرا. واتخذت اجراءات مشددة بشانه . وقال ابو ناصر وهو يتذمر “لكل اسرة الحق في حصة محسوبة بحسب عدد افرادها”.

والمشكلة ذاتها بالنسبة الى الماء الصالح للشرب التي تتضاعف الحاجة اليها في حر الصيف السوري. ويضيف ابو ناصر “نخزن الماء في صهاريج قديمة لان النظام يقطعه لعدة ايام احيانا ويجب دائما غلي المياه”.

اما التيار الكهربائي فهو يقطع كل ثلاث ساعات بحسب السكان.

وفي جبل شحشبو حيث تطل القرى في قمم المرتفعات الجرداء الصغيرة على مدينة حماة، اقام السكان مجلسا ثوريا لا يهتم الا بالجانب العسكري.

ويدير الجانب المدني مجلس قبلي. وفي بداية الاسبوع اجتمع ثلاثون شيخا بعباءاتهم البيضاء والرمادية لبحث انقطاع الكهرباء وشؤون المدارس ومعاقبة المجرمين وتقسيط توزيع الخبز.

وقال شيخ طلب عدم كشف هويته لاسباب امنية ان ممثلي اهم القبائل بالمنطقة حضروا الاجتماع.

واستمر النقاش الى ساعة متاخرة من الليل حيث تم تدخين مئات السجائر وترشف عدة لترات من الشاي الساخن. في الاثناء وفي كل نصف ساعة تقريبا كانت تقع قذيفة على الجبال تطلقها بشكل عشوائي على ما يبدو القوات الحكومية.

روايات عن هروب مسيحيين من سوريا خوفاً من الثوار المتشددين

أشرف أبو جلالة

منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد وحتى اليوم، ترك آلاف السوريين منازلهم هربا من اعمال العنف والقتل، وتوجهت أعداد كبيرة الى مناطق لبنانية مختلفة منها وادي البقاع الذي تحول الى منطقة جذب للمسيحيين.

القاهرة: بدأ يفر الآلاف من السوريين إلى دولة الجوار، لبنان، لعدة أسباب ليست كلها متعلقة بمخاوف من نظام الأسد، وذلك في الوقت الذي يعاني فيه المسيحيون الذين يشكلون أقلية في البلاد، من وطأة الهجمات التي يشنها الثوار. ونوهت في هذا الصدد مجلة دير شبيغل الألمانية إلى أن وادي البقاع ( الواقع في شرق لبنان ) بدأ يتحول إلى منطقة جذب للأسر المسيحية التي لا تزال مذعورة رغم عثورها على ملجأ مؤقت.

واستهلت المجلة حديثها بلفتها لقصة تلك الأسرة السورية المسيحية التي كانت تقيم في مدينة القصير بسوريا، قبل أن تتعرض لأهوال على يد المقاتلين في صفوف الثوار السوريين، وتنتقل بعدها للإقامة في إحدى المدن الواقعة بشمال شرق لبنان.

ووصفت سيدات تلك الأسرة ما الذي أصاب أزواجهن وأشقائهن وأبناء عمومتهن في مدينتهم التي كانوا يقيمون بها في سوريا، وأوضحن أنهم قتلوا على يد الثوار السوريين، وأنهم قتلوا لكونهم مسيحيين، ولا يجب أن يكون لهم مكان في سوريا الجديدة، وفقاً لوجهة نظر مقاتلي الحرية الإسلاميين المتشددين. وتابعت دير شبيغل بقولها إن مئات الآلاف من السوريين لاذوا بالفرار وهجروا منازلهم بحثاً من جانبهم عن ملاذ آمن بالخارج، وذلك منذ بدء الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد الاستبدادي.

وأشارت تقديرات خاصة بالأمم المتحدة إلى أن مليون شخص تركوا منازلهم للفرار من أعمال العنف، وهم الآن مشردون في أماكن متفرقة داخل البلاد. وأن الأغلبية ربما لاذت بالفرار هرباً من الجرائم الوحشية التي ترتكبها ضدهم قوات نظام بشار الأسد.

لكن المجلة أماطت النقاب في نفس الوقت عن تورط الثوار أيضاً في تجاوزات، وأن بعض الفصائل بداخل خليط من الجماعات المتباينة التي تشكل جميعها الجيش السوري الحر قد تطرفت بصورة سريعة للغاية خلال الأشهر القليلة الماضية. في الوقت الذي تأثر فيه قليلون بالجهاديين الأجانب، الذين سافروا لسوريا لكي ينصحوهم.

ومضت المجلة الألمانية تشير إلى أن المقاتلين المتعاونين مع الجيش السوري الحر باتوا يحظون حالياً باليد الطولي فى القصير، وأنهم جعلوا تلك المدينة التي كان يسكنها 40 ألف نسمة مكاناً لم تعد تشعر فيه أقلية البلاد المسيحية بالارتياح والأمان.

وقالت ليلى وهي الأم الحاكمة للأسرة السورية المسيحية التي سبق الحديث عنها في بداية تقرير المجلة :” لطالما كان هناك مسيحيين دائماً في القصير – وكان هناك حوالي 10 آلاف قبل بدء الحرب. ورغم حقيقة أن كثيرين من أزواجنا كانوا يعملون في الحكومة، إلا أننا كنا مازلنا على علاقة جيدة بالثوار خلال الأشهر الأولى للانتفاضة. وقد ترك الثوار المسيحيين وشأنهم، بينما كان يحاول المسيحيون الإبقاء على حياديتهم في صراع القوى المتصاعد. لكن الوضع تدهور الصيف الماضي”.

وأضافت ريم:” لم نكن نتحدث لخوفنا الشديد. وقد وصل السلفيون إلى القصير الصيف الماضي، وأثاروا الثوار المحليون ضدنا. وبعدها بفترة قصيرة بدأت حملة صريحة ضد المسيحيين في القصير. وبدؤوا يقولون في خطب الجمعة إن مهمة طردنا تعتبر مهمة مقدسة. ولطالما تم اتهامنا بالعمل لصالح النظام. وكان يتعين على المسيحيين أن يدفعوا رشاوى للجهاديين مراراً وتكراراً لكي يتجنبوا التعرض للقتل”. وعاودت ليلى لتقول: “يتعرض أي شخص يؤمن بهذا الصليب للمعاناة”.

ثم مضت المجلة تشير إلى المعلومات والروايات التي تتحدث بالفعل عن وجود للجهاديين الأجانب في أعمال القتال التي تشهدها منطقة القصير، والتي تم نسب بعضها لخبير المتفجرات اللبناني، عبد الغني جوهر، الذي كان يدرب الثوار على طريقة تصنيع القنابل، والذي قتل نفسه عن طريق الخطأ، وقد أكدت السلطات اللبنانية حقيقة خبر وفاته في سوريا، بينما كان أبرز الرجال المطلوبين في لبنان حتى وفاته.

وأعقبت المجلة بلفتها إلى أن القرار الذي اتخذته تلك الأسرة، وهي أسرة لقبها خوري، بالفرار من سوريا العام الماضي يعزو جزئياً إلى التهديدات التي كانوا يتلقونها مع مسيحيين آخرين في المدينة بصورة شبه يومية. وقال أحد أفراد تلك الأسرة دون أن يكشف عن هويته:”كانت تسقط القنابل في وسط الحي الذي كنا نقيم فيه. ولم يكن بمقدورنا القول من يطلقها – الثوار أو الجيش. وقد غادرت الأسرة المكان أخيراً خلال وقف لأعمال القصف في أحد أيام فصل الشتاء شديد البرودة. ورتبنا حينها سيارة وتوجهنا إلى لبنان في رحلة استغرقت 45 دقيقة فقط”.

وتحدثت بعدها ريم عن واقعة مقتل زوجها على يد الثوار في التاسع من شباط (فبراير) الماضي، بعد أن حاول أن يعود للقصير كي يجلب لهم الطعام، وذلك بمجرد توقيفه في إحدى نقاط التفتيش التابعة لهم ومعرفتهم أنه مسيحي الديانة، حيث تخلصوا منه وقاموا بعد مرور أربع أو خمس ساعات بإلقاء جثته أمام منزل والديه.

وعاودت ليلى لتقول:”لقد أطلقوا النار أيضاً على أحد أبناء شقيقي، وهو صيدلي، داخل شقته فقط لأنه كان يدعم النظام”. وختمت دير شبيغل بتأكيدها أن النازحين المسيحيين السوريين الذين فروا إلى لبنان باتوا يعيشون بهدوء الآن لابتعادهم عن عنف القتال والاستهداف، لكن تخوفهم الأكبر هو ذلك القائم من العائلات اللاجئة للرجال الذي يقاتلون في صفوف الجيش السوري الحر، وقال شهود عيان إن الجانبين يتصادمان في بعض الأحيان، وأن هناك قدراً كبيراً من التوتر بينهما، وأن هناك محاولات مستمرة من جانب بعض الأطراف للفصل بينهما في منفاهم.

                      الأمن السوري يواصل «تطهير» أحياء دمشق.. ومواجهات في حلب ودرعا والحسكة

«الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: إدلب باتت شبه محررة.. ومواجهات العاصمة خففت الضغط على باقي المحافظات

بيروت: ليال أبو رحال

ارتفعت حدة الاشتباكات بين قوات الأمن السورية وعناصر الجيش السوري الحر في عدد من المناطق السورية، وتحديدا في دمشق ودرعا وحلب في ظل حركة نزوح واسعة وانقطاع الخدمات الرئيسية، بينما تخطت حصيلة القتلى الأولية مساء أمس 100 قتيل، 25 منهم على الأقل في دمشق وريفها، معظمهم في القابون.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا أمس بالعثور على جثث قتلى سقطوا في مجزرة حي القابون، التي وقعت أول من أمس، بعد حصار خانق للحي استمر خمسة أيام على التوالي، مشيرة إلى أن المجزرة وقعت بعد اعتقال قرابة 150 مدنيا احتموا في أحد الملاجئ، واقتيادهم إلى مقر للشرطة العسكرية وتهديدهم بالقتل. وذكرت أن جثث عدد منهم وجدت في حي تشرين، حيث «تمت تصفية البعض ميدانيا، وقضى البعض الآخر بسبب القصف». وذكرت أن قوات الأمن هدمت منشآت في منطقة الكراجات، التي تعتبر الشريان الاقتصادي لحي القابون في إطار سياسة النظام المستمرة بالعقوبات الجماعية على مختلف الصعد.

وكانت القوات النظامية، وفي إطار عملياتها العسكرية لاستعادة سيطرتها على معظم أحياء العاصمة دمشق، قد اقتحمت حيي القدم والعسالي، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية في حي التضامن. وفي جوبر، نفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات عشوائية في ظل انتشار القناصة على المباني وقيامهم بسرقة المحلات والبيوت وتكسير السيارات، بعد اقتحام الحي بأعداد كبيرة من جيش النظام وانتشارهم في كثير من الأماكن، وفق لجان التنسيق المحلية، حيث أفادت بتعرض الحي لقصف بالطائرات الحربية.

وفي ريف دمشق، شهدت مدينة الزبداني حركة نزوح متواصلة مع استمرار تعرضها لقصف عنيف استهدف منازل المدنيين. وفي كفربطنا، نفذت قوات الأمن انتشارا كثيفا. كما قصفت قوات الأمن مدينتي الضمير والتل، مما أدى إلى حركة نزوح للأهالي، وطال قصف عنيف بالطيران المروحي مدينة السبينة. وقالت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام السوري يستميت في معركة دمشق، وقد سحب عناصر الفرقة الرابعة من الجولان إلى دمشق»، معتبرة أن «الأحداث الأخيرة في دمشق ساهمت في تخفيف الضغط العسكري عن بقية المحافظات السورية».

وأكدت المصادر عينها أن «محافظة إدلب باتت شبه محررة بعدما سحب النظام السوري قواته وعناصر الشبيحة من جبل الزاوية، حيث خاضت معارك شرسة»، مذكرة بأن هذه المنطقة تعد معقل الجيش الحر، ومنها انطلقت الرصاصة الأولى ضد النظام. وكانت مدينة حلب قد شهدت اشتباكات عنيفة، أمس، بين الجيش الحر والقوات النظامية، لا سيما في أحياء الشعار والصاخور وطريق الباب، وحلق الطيران الحربي «ميغ 21» فوق أحياء المدينة، وفق لجان التنسيق المحلية، التي أشارت كذلك إلى قصف بالطيران المروحي وإطلاق نار على أحياء السكري وبستان القصر.

وفي درعا، مهد الثورة السورية، قال ناشطون إن اشتباكات وقعت بين الجيشين الحر والنظامي في منطقتي تسيل وكفر شمس وبلدة تل شهاب، فيما تعرضت محجة لقصف عنيف، وسط موجة نزوح كبيرة نحو الأردن. وفي مدينة داعل، سقط عدد كبير من الجرحى جراء القصف العنيف بالطيران الحربي بالتزامن مع حركة نزوح واسعة. واستهدف القصف كلا من المزيريب ومعربة.

وقال يزيد، الناشط السوري في مدينة طفس، لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من 20 قذيفة هاون استهدفت طفس يوم أمس، فيما عرضت داعل والحراك ومعظم مناطق درعا لقصف مدفعي عنيف بات يتكرر يوميا بشكل روتيني»، مشيرا إلى «حركة نزوح قوية من المحافظة باتجاه الأردن، في ظل وضع إنساني صعب للغاية». وذكر أن «المازوت والبنزين مقطوعان بشكل كامل عن درعا منذ أكثر من أسبوع، مما أدى بالتالي إلى نقص كبير في مادة الخبز، باعتبار أن الأفران تعمل بمعظمها على المازوت». وأشار إلى «عدم توفر الماء في المنازل وانقطاع الكهرباء بمعدل 8 ساعات يوميا».

وفي اللاذقية، شهدت قرى جبل الأكراد قصفا عنيفا بأنواع جديدة من الصواريخ والقذائف، وفق ما أكده الناشط عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط»، مما أدى إلى تهديم عدد من المنازل بشكل كامل. كما دارت اشتباكات في مصيف سلمى بين الجيشين الحر والنظامي، وقصفت المدينة من القرى القريبة الموالية للنظام، لافتا إلى خروج مظاهرات بشكل يومي في المنطقة بعد صلاة التراويح.

وفي حمص، تجدد القصف المدفعي على أحياء جورة الشياح والقصور، فيما ذكر ناشطون أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا إثر إطلاق القوات النظامية النار على المعتقلين في سجن حمص المركزي، بعد 5 أيام على بدء عصيانهم داخل السجن. كما أدى قصف على مدينة القصير إلى سقوط عدد من الجرحى. ولقي 7 مدنيين على الأقل حتفهم خلال اقتحام قوات الأمن النظامية لبلدة الظاهرية في الحسكة.

الثوار والنظام بسوريا في مصيدة الدمار

علامات المآزق بدأت في الظهور بعد فشل المعارضين في تحقيق تقدم ضد الموالين

دير الزور: غيث عبد الأحد*

عند غروب الشمس، نزل ثمانية من الثوار السوريين المسلحين إلى أحد الشوارع في محافظة دير الزور وهم يتحركون بحذر شديد وسط حطام الزجاج وقطع الإسمنت المتناثرة، ويخفضون رؤوسهم ويحنون ظهورهم تحت وطأة المدافع والصواريخ التي كانوا يحملونها.

وساروا في طريقهم المليء بالحفر التي أحدثتها انفجارات القنابل والمدافع، وسط المباني التي تشوهها آثار التدمير نتيجة القذف المتواصل، والشقق والمحلات التي أخرجت أثاثها المحترق إلى الطريق الذي يعج بالأغطية والأرائك والثلاجات المحترقة.

وفي مكان قريب، كانت أصوات مدافع الهاون والقذائف لا تتوقف. وتوقف الرجال أمام مبنى منهار يكسو السخام ما تبقى من جدرانه، وسط رائحة الجثث المتعفنة، وقال قائدهم «لقد فقدنا ثلاثة رجال هنا منذ يومين»، وأشار إلى ثلاثة برك من الدماء المجمدة، وأضاف «إنهم يرقدون هنا بجانب بعضهم بعضا». وأمسك أحد الثوار بنعل أسود محترق، في حين أمسك آخر ببقايا ثوب متفحم وقال «هذا ثوب أبو قتادة، وهذه هي رائحة أحد شهدائنا». وبعد ذلك، قام الرجل بوضع الثوب المحترق في حقيبته.

وانطلق الرجال الثمانية مندفعين عبر ساحة محترقة أصبح يطلق عليها في الآونة الأخيرة اسم «ساحة الحرية» في وسط مدينة دير الزور في شرق البلاد، وساروا خلال الممرات المتعرجة التي كانت يوما ما مكتظة بالمحلات التجارية التي تبيع الذهب والتوابل والسلع الكهربائية، لكنها تحولت الآن إلى أماكن مهجورة تسكنها الكلاب المذعورة من القصف المتواصل. ويبدو أن المعركة في دير الزور قد دخلت دائرة مفرغة لا نهاية لها، فكل يوم تحاول القوات الموالية للأسد والدبابات استعادة المدينة من الثوار الذين يردونهم على أعقابهم، ثم يقوم الجيش بعمليات انتقامية من خلال قذف المدينة بقذائف الهاون والصواريخ.

وفي صباح كل يوم تنهال القذائف على المدينة ولا تتوقف إلا عند منتصف الليل، من دون هدف محدد، ومن الممكن أن تسقط القذائف على أي مكان بالمدينة. وقسم الرجال أنفسهم إلى ثلاث مجموعات، حيث تسلق قناص أحد المباني الشاهقة، في حين أحاط الباقون بنقطة تفتيش تسيطر عليها القوات الحكومية. وأطلق الثوار قذيفة «آر بي جي» محدثة صوتا هائلا وسحابة ضخمة من الغبار ومخلفة وراءها قطعا من الزجاج والمعادن ومواد البناء. وبعد ذلك، خيم الصمت على المكان، ولم ترد القوات الحكومية على هذا الهجوم.

وانطق أحد الثوار يركض في منتصف الشارع ويطلق وابلا من الرصاص، وردت القوات الموالية للنظام بإطلاق نار من مدفع رشاش ثقيل، وتناثر الشرر من المباني والشارع حول هذا الثائر. وبعد ذلك، هرب الثوار إلى زقاق ضيق، وأمرهم قائدهم قوي البنية بالتوجه إلى الجانب الآخر من الشارع وفتح النيران بكثافة على الجنود الموالين للنظام والذين كانوا على مسافة بعيدة، كغطاء حتى يتمكن الرجال من السير إلى الجانب الآخر من الطريق، ثم هرعوا إلى سوق للخضار بين الأكشاك الصلبة المملوءة بأكوام من البطاطا الفاسدة والبصل، حيث تختلط رائحة الخضراوات النتنة والحيوانات النافقة برائحة البارود الذي يملأ المكان. وعندما أرخى الليل سدوله انسحب الثوار، وانضم إليهم القناص في زقاق ضيق مظلم، وكانت الابتسامة تعلو وجهه بعدما نجحوا في قتل خمسة جنود، على حد قوله. ومال أحد الثوار على حائط مجاور وبدأ يتقيأ.

وحتى الآونة الأخيرة، عندما بدأت الأسلحة المتقدمة تتدفق من تركيا، كانت مدينة دير الزور هي الممر الرئيسي للأسلحة والذخيرة القادمة للثوار عبر الحدود من العراق، أما الآن فأصبح الثوار يسيطرون على السواد الأعظم من الريف المقفر، بما في ذلك النقطة الحدودية الرئيسية. وقال أبو عمر، وهو لواء منشق عن الجيش السوري ذو لحية كثيفة وقائد واحد من المجلسين العسكريين اللذين يقودان المواجهات «إننا نسيطر على 90 في المائة من المحافظة. والسؤال الآن هو: هل تم تحرير هذه المحافظة؟ والإجابة بالطبع لا. لدينا رجال أكثر، لكنهم يملكون القواعد ولا يمكننا إلقاء القبض عليهم من دون ذخيرة».

ووفقا لما يعلن عنه الثوار، فإن المعارك الطاحنة والقذف بالمدفعية في محافظة دير الزور على مدار شهر قد خلفت وراءها المئات من القتلى من المدنيين والثوار والجنود الموالين للنظام، فضلا عن تدمير 86 دبابة وعربة مصفحة. وحتى بعد امتداد الحرب الأهلية إلى العاصمة السورية دمشق، استمرت القوات الأمنية التابعة للنظام في قذف هذه المحافظة الحدودية. وقد نجحت القوات الحكومية الأسبوع الماضي في السيطرة على اثنين من مفارق الطرق الرئيسية في المدينة، ونقلت إليهما الدبابات، وأقامت مناطق خاصة بالقناصة. وفي المقابل، بلغ التعب مبلغه من العديد من الثوار الذين يتم تقديم الطعام إليهم مرة واحدة في اليوم، كما قلت الذخيرة إلى حد كبير.

وربما يكون الجنود أوفر حظا من المدنيين، لأنهم يحصلون على طعام مهرب قادم مع الذخيرة المهربة، أما المدنيون فأصبحوا يتسولون المواد الغذائية من المقاتلين. وفي يوم من أيام الإقامة التي استمرت لمدة أسبوع، اقتربت منا سيدة وقالت «إننا بحاجة إلى الطعام. لدي أربعة أطفال وليس لدي طعام لهم». ورد أحد الثوار وهو منهك القوى «سوف أرسل لك بعض الطعام في وقت لاحق». وقالت السيدة وهي تنصرف «لقد طلبت ذلك من ثلاث وحدات في السابق ولم أحصل على أي شيء». ويمكن لهذا الجيش المنهك أن يخوض حرب استنزاف ضد الحكومة، ولكن عدم وجود قيادة أو هيكل قيادي يجعله غير قادر على تنظيم هجمات مركزة على القواعد التابعة للنظام.

يذكر أن قوات المعارضة في محافظة دير الزور تم تقسيمها إلى 20 كتيبة، تضم في صفوفها مقاتلين علمانيين وسلفيين وسكان المدينة ورجال قبائل ومدنيين وجنودا منشقين. ويتشاحن المقاتلون مع بعضهم بعضا من وقت لآخر، ويتهمون بعضهم بعضا بادخار الأسلحة. وقد فقدت بعض الوحدات نحو 70 في المائة من رجالها بسبب الإصابات أو الهروب من الخدمة، علاوة على أن الذخيرة تكون قليلة للغاية في بعض الحالات للدرجة التي تجعل بعض الجنود يذهبون إلى المعارك ومعهم خزنة ذخيرة واحدة.

ومع ذلك، يمتلك آخرون كمية كبيرة من قذائف الـ«آر بي جي» الجديدة، ورشاشات نمساوية الصنع وقنابل يدوية، وهي جزء من شحنة يقول المقاتلون إنهم قاموا بشرائها من أموال جهات مانحة سورية وتم تسليمها لهم من قبل المخابرات العسكرية التركية عبر الحدود. ويوجد كثير من العدة والعتاد في القرية، لكن القادة يفضلون بقاءها لحماية القرى بدلا من إرسال الرجال والذخيرة للقتال في المدينة.

وفي غضون ذلك، ينظر المدنيون، الذي يشكلون السواد الأعظم من المقاتلين والذي يتحملون العبء الأكبر من القتال على مدار الـ16 شهرا الماضية، إلى الضباط المنشقين عن الجيش السوري في الآونة الأخيرة بعين الشك والريبة. وفي صباح اليوم الذي التقت فيه صحيفة «الغارديان» بخليل البورداني، وهو مدرس سابق لمادة اللغة الإنجليزية، ويقود حاليا إحدى الكتائب الرئيسية في المدينة إن مجموعة من الدبابات والرجال الموالين للأسد حاولوا اختراق القطاع الذي تسيطر عليه كتيبته في جنوب المدينة. وتقدم مائة من الثوار لمساعدة الوحدة الصغيرة لخليل، لكن عندما بدأت القوات الحكومية فتح نيران مدافع الهاون وقذائف الدبابات تقهقر نصف الرجال، ولم يتمكن من الوصول إلى جبهة القتال سوى 15 رجلا فقط ووقفوا خلف زاوية لمدة ساعة منتظرين تلقي الأوامر، قبل أن ينسحبوا في نهاية المطاف.

وقال خليل «تكتفي بعض الكتائب بالجلوس وتناول الطعام والمشروبات في الوقت الذي تقاتل فيه كتائب أخرى. كان لدي 50 رجلا في ذلك القطاع، ولم يتبق معي سوى 23 رجلا بعدما استشهد عدد كبير من رجالي. إنني أقاتل منذ 30 يوما وكنت أفقد بعض رجالي كل يوم».

وأشار خليل إلى لواء قوي البنية يجلس أمامه وكان قد انشق عن الجيش السوري قبل أسبوع، وقال «هذا الضابط انضم إلينا الآن ويريد أن يصبح هو القائد. إنهم لا يزالون يفكرون بعقلية بشار نفسها، وقد انشقوا فقط بعدما أدركوا أننا نحن المنتصرون».

وبعدما فشل في الحصول على عدد أكبر من الرجال لوحدته، انصرف خليل لكي ينضم لرجاله، وتبعه مقاتل شاب وقصير. وعندما اقتربا من جبهة القتال، وقفا خلف إحدى الزوايا لكي يستكشفا الطريق. وكانت هناك دبابة تطلق النيران كل خمس دقائق، ولذا انتظرا حتى تتوقف الدبابة عن القصف – تبع ذلك صوت انفجار مدو – ثم ركض خليل عبر الشارع وهو يحمل بندقيته الكلاشنيكوف. وبعد ذلك، انطلق وابل من نيران المدافع الرشاشة، مما أثار الأتربة والغبار في منتصف الطريق.

وعبر الرجلان شارعين آخرين وسط دوي الرصاص من حولهما حتى انضما لبقية الرجال، وهم نحو 12 رجلا كانوا يحتمون من دبابة تابعة للنظام. وتحرك الثوار من خلال الحفر بين الجدران وهم يطلقون النار على الجنود الموالين للنظام، بينما كانت الدبابة – غير القادرة على المناورة في الطريق الضيق – تطلق القذيفة تلو الأخرى بلا هدف على ما يبدو، وكانت طلقاتها في بعض الأحيان قريبة من الثوار للدرجة التي تسقط عليهم أجزاء من الزجاج والجص.

وفي منتصف الطريق وأمام تلك الدبابة كانت هناك حطام الشاحنة الصغيرة التي كانت تحاول إخلاء اثنين من الجنود التابعين لخليل عندما تعرضت للقصف. وكانت هناك جثة لأحد الرجال ملقاة في منتصف الطريق ونصف رأسه غير موجود، وقد تورمت الجثة بسبب تعرضها للشمس. وكان هناك جثة أخرى متفحمة وبلا قدمين لا تزال في الشاحنة.

وزحف خليل على بطنه في منتصف الطريق في محاولة للوصول إلى تلك الجثث، لكن الشاحنة كانت قريبة للغاية من الدبابة، ولذا عاد خليل مرة أخرى، وتوجهنا إلى أحد المنازل على حافة الطريق. وفي باحة المنزل، وقف أحد المقاتلين على كرسي وبدأ يلتقط العنب من الكرمة، وقال «لو فقدنا السيطرة على تلك المنطقة، فسوف نفقد دير الزور كلها، وعندئذ ما هي الفائدة التي ستعود علينا من الأسلحة المكدسة في الريف؟».

وعلى الجانب الآخر من الطريق، تسلل خمسة من رجال خليل خلف مجموعة من الجنود الموالين للنظام وفتحوا النار عليهم. وتراجع الجنود إلى أحد المنازل وهم يحملون اثنين من المصابين. وقام الرجال الخمسة بمحاصرة المنزل لكنهم لم يتمكنوا من الاقتراب بسبب النيران التي يطلقها القناصة التابعون للنظام.

وبدأت الدبابة تطلق نيرانها من آن لآخر في محاولة لحماية الجنود المحاصرين، لكنها لم تتحرك خوفا من الألغام التي زرعها خليل وجنوده على الطريق. وانتظر الثوار حتى جاء الليل ثم قاموا بمحاصرة المنزل وأشعلوا النار فيه والجنود بداخله.

* باتفاق خاص مع صحيفة «الغارديان»

بشّار وأسماء صورة “أسطورية

تحطمها مشاهد القتل الدموية

                                            لم يكن الرئيس السوري بشار الأسد يفكر يوماً أن صوراً مفزعة لقتل الأطفال في تسجيلات بالهواتف المحمولة هي آخر ذكرياته، بعد أن تبين أنه استثمر في دفع مبالغ لخبراء علاقات عامة لتصوير صعوده إلى عالم السياسة في صورة الحاكم الشاب الذي سيغير البلاد إلى الأفضل بعد سنوات حكم والده الطويلة.

وقبل أن يبدأ بشار أيامه الدامية في قتل المحتجين الأبرياء بسنوات كان يعمل على خلق صورة جديدة لبلده وحكمه، ليصل إلى العالم، بقصة سوريا جديدة يحكمها شاب إصلاحي سيغير البلد الذي أورثه إياه والده الديكتاتور.

وبالاستعانة بخدمات واحدة من أكبر شركات العلاقات العامة في نيويورك، بدا لبشار الأسد أن خطته لخلق صورة إيجابية تسير في طريقها الصحيح. وتنتقد هذه الشركة اليوم في تصريحات خاصة لموقع “العربية نت” الإنكليزي عميلها السابق، حيث تقول إنه لم يتبع نصيحتها بالاستماع لشعبه، وإن “النظام اختار إنقاذ نفسه على إنقاذ البلاد”.

وقد استطاعت هذه الشركة التي تحمل اسم “براون لويد جيمس” وتعرف اختصاراً بـ”بي إل جي” أن تظهر أسماء الأسد وكأنها أميرة من قصص الأساطير، ووضعتها على غلاف مجلة “فوغ” العالمية، وسمتها على غلاف العدد “وردة في وسط الصحراء”.

لكن قصة “وردة الصحراء” اختفت تماماً منذ أن بدأ زوجها بقتل المتظاهرين السلميين، وسارعت مجلة “فوغ” إلى إزالة المقابلة مع “سيدة النظام السوري الأولى” من موقعها على الإنترنت، وإن كان لا يزال بالإمكان العثور عليها في ثنايا الشبكة العالمية.

وبحسب ما أظهرت تقارير استندت إلى رسائل سابقة، فإن شهرزاد الجعفري، ابنة المبعوث السوري الدائم إلى الأمم المتحدة، أو “شيري جافري” كما تسمي نفسها بالإنكليزية، كانت تعمل موظفة متدربة لدى شركة “براون جيمس لويد”، في التوقيت نفسه الذي كانت الشركة تقدم خدماتها للنظام السوري، ولعبت دوراً مهماً في إظهار (أسماء) على غلاف مجلة “فوغ” العالمية.

وبعد أشهر قليلة من بدء عملها التدريبي أرسلت شركة “براون جيمس لويد” شهرزاد الجعفري إلى دمشق في كانون الأول 2010، لتتابع مراسلة “فوغ” جوان جولييت باك.

وكان مايك هولتزمان المسؤول عن شهرزاد، وهو الذي أجرى المقابلة الشخصية معها، وقبلها للعمل بالشركة في صيف سابق، تبعها مباشرة إلى العاصمة السورية.

وفي 13 كانون الأول 2010، أرسل هولتزمان إلى شهرزاد رسالة يؤكد عليها أن تهتم بصحافية “فوغ”، وشدد على أن يكون كل شيء تراه إيجابياً تماماً، وقال لها: “تذكري أن جوان ليس عندها أي انطباعات عن سوريا، فلا تثيري أي قضايا جدلية في البلد، مثل الاتهامات والإشاعات، كوني مباشرة وواثقة 100%”.

شركة “براون لويد جيمس” تعرضت لانتقادات حادة بسبب عملها لصالح النظام السوري، لكن هولتزمان دافع عن موقفه في حديث لمجلة “فورين بوليسي” بأنه “في وقت عملهما كانت الولايات المتحدة نفسها تأمل أن يكون لها علاقات جيدة مع سوريا”.

وأكدت الشركة أن العقد مع النظام السوري انتهى بنهاية 2010، أي قبل الاحتجاجات السلمية التي قُمعت بأشهر.

ومع ذلك أثبتت وثائق نشرتها “ويكيليكس” قبل أيام أن “براون جيمس لويد” أرسلت مذكرة إلى الحكومة السورية في أيار 2011، مقدمة النصيحة لاتخاذ خطة إعلامية أفضل لتحسين صورة النظام، في الوقت الذي تزايد فيه السخط على النظام بسبب العنف ضد المظاهرات.

ووفقاً لوثيقة أخرى نشرها موقع “US Foreign Agents Registration Act” أظهرت أن مكتب أسماء الأسد دفع 5000 دولار شهرياً لشركة “براون لويد جيمس”، رغم أن الشركة زعمت أن علاقتها مع النظام انتهت منذ نهاية 2010.

ونشرت الوثيقة بالكامل مع مجموعة كبيرة من الوثائق التي نشرتها “ويكيليكس” في تموز، حتى أن منظمة Expatriates Organization” “The Syrian وهي مؤسسة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة تناصر الشعب السوري في سعيه للديموقراطية، أصدرت بياناً شجبت فيه تعاون شركة “براون لويد جيمس” مع النظام.

وعندها خرج هولتزمان مدافعاً مرة أخرى عن موقفه، في مقابلة مع مدونة “the cable” وقال إن عملهم الرسمي كان في الوقت الذي حاولت الحكومة السورية أن تصلح الأوضاع في البلاد، وأن المذكرة التي أرسلت في أيار كانت آخر محاولة من الشركة للمساعدة في الخروج من المأزق.

يُذكر أن هولتزمان، والذي عمل من قبل مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، كان له عملاء من الشرق الأوسط قبل سوريا.

وفي سيرته العملية التي أزيلت لاحقاً من على موقع الشركة، يذكر هولتزمان أنه عمل مع قطر ووصل معها إلى استضافة كأس العالم 2022، كما عمل قبل ذلك مع إياد علاوي، أول رئيس وزراء عراقي بعد الاحتلال الأميركي.

وشملت قائمة المستفيدين من خدمات “براون لويد جيمس” نظام القذافي، وحركة “مجاهدي خلق” الإيرانية، وهي مصنفة كحركة إرهابية من قبل الحكومة الأميركية.

وعلاقة “براون لويد جيمس” مع السوريين كانت الأسوأ سمعة، وهي التي أظهرتها للمرة الأولى وثائق “العربية” المسربة، والتي نشرتها بالتزامن مع “الغارديان” في أيار 2012.

وتضمنت الرسائل محادثات متبادلة بين شهرزاد وهولتزمان، ساعدت بعدها النظام السوري في الحصول على المقابلة مع باربرا والترز، والتي بدورها ساعدت شهرزاد للحصول على مقعد في أحد أهم كليات العلاقات العامة في الولايات المتحدة الأميركية.

وبعد ذلك بأسابيع، أرسل هولتزمان إلى شهرزاد الجعفري متمنياً أن يكون في دمشق لمساعدة الحكومة السورية على تحسين صورتها.

وكان هناك بالفعل قبل عام واحد فقط، حيث أظهرت خريطة جلوس المقاعد في حفل أوبرا دار الأسد، أن هولتزمان كان يجلس قريباً من أسماء الأسد في الحفل، ولم يكن يفصلهما سوى كرسي واحد، بحسب رسالة في بريد شهرزاد.

وهذه القصص التي تسربت عن عمل شركة “براون لويد جيمس” قد تؤثر على إمكانية انضمام مستفيدين جدد إلى قائمتها، ففي أيلول 2011، قررت منظمة عملت معهم وهي معنية بحقوق الإنسان، أن تنسحب بعد ظهور قصة عملها مع القذافي.

وحين طلبت “العربية” من “براون لويد جيمس” التعليق على اختيارهم العمل مع نظام الأسد، أجابت الشركة في بيان مكتوب يقول نصه: “من المهم أن يضع قراؤكم دورنا في سوريا في السياق الصحيح، نحن لا نمثل أي مصالح سورية حالياً. نحن لم نطأ قدماً في سوريا منذ عام 2011، وكانت آخر توصياتنا هي محاولة لم تُطلب منا لتجنب سفك المزيد من الدماء في البلاد. إن عملنا المحدود في سوريا، والذي بدأ بمشروع مدعوم أميركياً للإتيان بالأطفال ذوي الإعاقات وتعليمهم، انتهى قبل عام. نحن نقف إلى جانب عملنا في سوريا، الذي تم في مرحلة من السلام والتفاؤل بكون سوريا شريكاً بناء في المجتمع الدولي. نحن حزينون للغاية للعنف المفجع الذي يحدث اليوم. لقد تبرعنا بمفكرتنا التي تعود لأكثر من عام كمحاولة أخيرة لأن نقول للنظام إن عليه أن يستمع لشعبه. ولو تم الانتباه لما في المذكرة، لكانت سوريا مكاناً مختلفاً للغاية اليوم. لقد اختار النظام أن ينقذ نفسه بدلاً من البلاد، نحن نقف تماماً إلى جانب مذكرتنا وعملنا”.

ولعل من المفارقات اللافتة أن القسم الخاص لمجال “إدارة السمعة” على موقع الشركة يشرح هذا المجال من العلاقات العامة بالقول: “تحدث في العالم متغيرات سريعة، قد تغير صورتك بشكل سريع، لكن السمعة الإيجابية، والاستراتيجية التأمينية الصحيحة تنفعك حين تتوجه الأمور إلى الأسوأ”.

ولعل “براون لويد جيمس” ستحتاج الآن إلى بعض من الوصفات العلاجية ذاتها التي تمنحها لعملائها.

(العربية. نت)

بان كي مون يستعيد مذابح البوسنة وواشنطن ترى نظاماً منحطاً وتؤكد انشقاق سفيرين

معركة فاصلة في حلب

                                            نقل بشار الأسد معركته الرئيسية مع الشعب السوري إلى مدينة حلب شمال البلاد، في محاولة لتحييد دمشق وكسر الثورة وإنقاذ ماء وجه قوات النظام السوري، الذي تلقى ضربة كبيرة في انفجاز مركز الأمن القومي في العاصمة السورية حيث فقد الرئيس السوري أركان حكمه.

دولياً، اعتبر البيت الأبيض أمس أن استخدام الطائرات القتالية والدبابات في مهاجمة حلب يظهر “مدى انحطاط” نظام دمشق، مؤكداً انشقاق سفيري سوريا إلى دولتي الإمارات وقبرص.

ومن سراييفو طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القوى العالمية “بالتحرك الآن لوقف المذبحة في سوريا”، محذراً من تكرار تقاعس المجتمع الدولي إزاء مجازر البوسنة.

ميدانياً، استمرت لليوم السادس على التوالي أمس الاشتباكات العنيفة في أحياء مدينة حلب بين مقاتلين معارضين وقوات النظام التي تستقدم قواتها المدرعة من الحدود التركية تحت غطاء من الطائرات القتالية والمروحيات التي تقوم بقصف مدينة حلب، لخوض ما وصف بأنه “المعركة الفاصلة”.

ولا تزال الجبهات مشتعلة في مدينة حلب الرئة الاقتصادية لسوريا التي ظلت لأشهر طويلة في منأى عن حركة الاحتجاجات الى أن تصاعدت فيها حركة التظاهرات ضد النظام قبل نحو ثلاثة أشهر، ثم اندلعت فيها المعارك الأسبوع الماضي مترافقة مع إعلان الجيش السوري الحر بدء “معركة تحرير حلب”.

وتتركز الاشتباكات بحسب ناشطين في حيي بستان القصر وصلاح الدين، بينما تشهد أحياء الصاخور وطريق الباب والشعار وقاضي عسكر وصلاح الدين قصفاً مصدره قوات النظام التي تستخدم الطائرات العسكرية والمروحيات. وسجلت حركة نزوح كثيفة للأهالي.

وقال مراسل صحيفة سورية في المدينة إن “مئات المتمردين القادمين من كل شمال سوريا يتدفقون الى حلب”، حيث ستدور على ما يبدو “المعركة الحاسمة”، مشيراً الى أن “المتمردين يسيطرون على نحو عشرة أحياء في أطراف حلب”.

وقال سكان إن الطائرات النفاثة حلقت فوق المدينة وأعقب ذلك أصوات عالية. وأظهرت لقطات فيديو وضعها ناشطون على الانترنت طائرة حربية تطلق نيران مدافعها.

وشنت قوات الأسد ضربات جوية بطائرات مقاتلة نفاثة على مدن أخرى خلال الانتفاضة، لكنها تميل للاعتماد على طائرات الهليكوبتر في توجيه ضربات جوية لمناطق في المدن.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن “الثوار يعززون مواقعهم بالتأكيد، فيما قوات النظام “تواصل منذ 48 ساعة إرسال تعزيزات في اتجاه المدينة من مناطق عدة”.

وذكر مصدر أمني سوري أن المعركة الأكثر أهمية في حلب تهدف الى استعادة قوات النظام الأحياء الواقعة بين المدينة والمطار (جنوب شرق حلب) والتي “وقعت في أيدي الإرهابيين”.

وفي دمشق وقعت أمس اشتباكات استمرت ساعات في حي العسالي في جنوب العاصمة بين مقاتلين معارضين وقوات النظام، في وقت تعرض حي الحجر الأسود (جنوب) لقصف عنيف استخدمت فيه المروحيات طوال اليوم، بحسب المرصد وناشطين. وأفادت لجان التنسيق المحلية مساء عن سقوط قذائف هاون على حي التضامن (جنوب). (التفاصيل ص 16)

وسقط أمس 86 شهيداً برصاص كتائب الأسد معظمهم في حلب وحمص ودير الزور حسب شبكة شام الإخبارية.

واعتبر البيت الأبيض أمس أن استخدام النظام السوري المروحيات القتالية يظهر “مدى انحطاطه”، مندداً بالهجوم المستمر على مدينة حلب في شمال سوريا.

وقال المتحدث الرئاسي الأميركي جاي كارني “هناك هجوم على حلب في سوريا. تقول المعلومات إن حكومة الأسد تستخدم مروحيات وطائرات ودبابات لشن هجمات بغيضة على السوريين وعلى مدنيين عزل. إننا ندين ذلك”.

وأضاف المتحدث أمام الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية “اير فورس وان” التي كانت تقل الرئيس الأميركي باراك أوباما من سياتل (واشنطن، شمال غرب) الى نيو أورلينز (لويزيانا، جنوب) أن “هذا يشكل مؤشراً جديداً الى مدى انحطاط الأسد وحكومته”.

وأعلن البيت الأبيض أمس أن أحد مستشاري الرئيس الأميركي أجرى في بداية الأسبوع محادثات “بناءة” مع مسؤولين صينين كبار في بكين، تناولت خصوصاً سوريا.

كذلك أعلن البيت الأبيض أمس أن سفيرين سوريين جديدين، في قبرص ودولة الإمارات العربية المتحدة، انشقا واعتبر أن الأمر يتعلق بإشارة جديدة مفادها أن أيام نظام الأسد أصبحت “معدودة”.

وقال كارني “يمكننا أن نؤكد انشقاق السفيرين السوريين، في دولة الامارات العربية المتحدة وفي قبرص”.

وأكد أمس مصدر قريب من السلطات السورية خبر انشقاق القائمة بأعمال السفارة السورية في قبرص لمياء الحريري عن النظام السوري، رافضاً تأكيد انشقاق زوجها السفير السوري في الإمارات العربية عبداللطيف الدباغ الذي أعلنته قناة “الجزيرة” التلفزيونية الفضائية التي قالت إن الملحق الأمني في سفارة سوريا في سلطنة عمان محمد تحسين الفقير انشق هو كذلك.

وقال المتحدث باسم المجلس الوطني السوري أمس، إن السفير السوري لدى الإمارات العربية المتحدة انشق هو وزوجته سفيرة سوريا لدى قبرص وتوجها إلى قطر.

وقال محمد سرميني المتحدث باسم المجلس الوطني السوري في إشارة إلى سفير سوريا لدى الإمارات إن السفير الدباغ موجود الآن في قطر. وأضاف سرميني أن الدباغ متزوج من لمياء الحريري سفيرة سوريا لدى قبرص التي انشقت وتوجهت أيضاً إلى قطر بالتنسيق مع زوجها.

اشارة الى ان الحريري من درعا وهي ابنة اخت نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.

ومن سراييفو دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القوى العالمية أمس الى توحيد صفوفها على وجه السرعة لوضع نهاية لسفك الدماء في سوريا معيداً الى الأذهان تقاعس الأمم المتحدة عن التحرك في عام 1995 في الوقت الذي كانت ترتكب فيه المذبحة في بلدة سربرنيتشا البوسنية.

وقال بان أمام برلمان البوسنة في ختام جولة استمرت أسبوعاً في دول يوغوسلافيا السابقة إنه يوجه نداء الى العالم. وأضاف أنه في سربرنيتشا “لم تنهض الأمم المتحدة بمسؤولياتها. وفشل المجتمع الدولي في منع الإبادة الجماعية التي تكشفت. وقتل كثير من الرجال والصبية في سربرنيتشا بوحشية، ولذلك من هنا: لا تتأخروا. تجمعوا. تحركوا. تحركوا الآن لوقف المذبحة في سوريا”.

وقال بان “الأمم المتحدة تقوم بكل ما تستطيع” في سوريا. وأضاف “لكن التحرك – التحرك المؤثر – يحتاج الى الجهد المنسق للمجتمع الدولي. من دون الوحدة سيكون هناك مزيد من سفك الدماء. من دون الوحدة سيموت مزيد من الأبرياء”.

وأعلن السفير السعودي لدى الأمم المتحدة أمس، أن بلاده تعد مشروع قرار دولياً جديداً لعرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة يتناول تهديدات الحكومة السورية باستخدام أسلحتها الكيميائية.

وقال السفير السعودي عبدالله المعلمي للصحافيين إن مشروع القرار سيرسل خلال الأيام المقبلة، معرباً عن أمله في التصويت عليه “مطلع الأسبوع المقبل على الأرجح”.

وفي ظل استمرار تصاعد وتيرة العنف، غادر نصف أعضاء بعثة المراقبة الدولية دمشق بسبب عجزهم عن القيام بمهام مراقبة وقف إطلاق نار لم يدخل بتاتاً حيز التنفيذ منذ إعلانه في نيسان.

وأعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات السلام هيرفيه لادسو الموجود في دمشق أن تخفيض عدد أفراد بعثة المراقبة يعني تقليصاً في المهام الموكلة إليها.

ووصل الى دمشق القائد الجديد لبعثة المراقبين الجنرال باباكار غاي الذي عبر عن أمله أن “تتغلب الحكمة، وأن يظهر الضوء في آخر النفق”.

وفي موسكو، دانت وزارة الخارجية العقوبات الأخيرة التي أقرها الاتحاد الأوروبي على سوريا وتنص على تعزيز إجراءات حظر الأسلحة التي تنقلها السفن والطائرات، معتبرة أنها تشكل “حصاراً”.

كما دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف الولايات المتحدة من المعارضة السورية معتبراً أنه “تبرير للإرهاب”، متهماً واشنطن بعدم إدانة الاعتداء الذي أودى بحياة أربعة مسؤولين أمنيين في دمشق في 18 تموز.

وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس إن روسيا أبلغت الحكومة السورية بوضوح أن التهديد باستخدام الأسلحة الكيميائية غير مقبول، بعد أن حذرت دمشق من أنها قد تستخدمها إذا واجهت تدخلاً أجنبياً.

وقالت الوزارة إن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف عقد اجتماعاً مع سفير سوريا في موسكو عرض خلاله “بشكل شديد الوضوح موقف روسيا بشأن عدم قبول أي تهديدات باستخدام أسلحة كيميائية”.

وبعد أيام من سيطرة مقاتلين معارضين على بعض المعابر الحدودية مع تركيا، أغلقت تركيا معابرها مع سوريا اعتباراً من أمس “لأسباب امنية”، بحسب ما أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية.

إلا أن المسؤول أوضح أن القرار لن يؤثر على دخول اللاجئين السوريين.

ووصل أول من أمس ضابطان سوريان برتبة لواء الى تركيا بعد انشقاقهما عن الجيش السوري، ليرتفع الى 27 عدد الضباط السوريين المنشقين في تركيا.

وفي برلين، تعكف مجموعة من خمسين معارضاً سورياً على إعداد دستور جديد لسوريا استعداداً لمرحلة ما بعد نظام الأسد، وفق ما أعلنت أمس مؤسسة علوم وسياسة التي تقدم إليهم المساعدة.

وتضم المجموعة ضباطاً سابقين وخبراء اقتصاديين وقانونيين وممثلين لمختلف المكونات الدينية في سوريا.

وقال وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي أمس إن هناك مسعى لتجنيب الرئيس السوري مصير العقيد الراحل معمر القذافي.

ونقلت وكالة “آكي” الإيطالية عن تيرسي قوله للصحافيين بعد جلسة إحاطة أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حول التطورات الأخيرة في سوريا إن “هناك سعياً للحؤول دون أن يواجه الأسد نفس مصير القذافي”.

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، “المستقبل”)

تحليل- جبال العلويين ملاذ محدود للاسد

بيروت (رويترز) – منذ قرن بدأت الاقلية العلوية رحلة طويلة من الفقر في المناطق الريفية في الجبال المطلة على شرق البحر المتوسط الى مقعد السلطة السورية في دمشق.

والان ومع مواجهة الرئيس بشار الاسد تهديد ثورة مسلحة فان تلك الجبال يمكن ان تقدم ملاذا أخيرا لطائفته العلوية اذا اجتاح المعارضون السنّة العاصمة.

وقد انتقل مئات الالاف من العلويين بالفعل الى أمان نسبي في محافظة طرطوس وهي المحافظة الجنوبية من محافظتين ساحليتين تسكنهما أغلبية علوية وتقع فيهما سلسلة الجبال التي تمتد من الشمال الى الجنوب بالقرب من البحر.

وأدى انتقال العلويين الى ظهور تكهنات بأن الاسد نفسه ودائرته الضيقة ربما يعودون مرة اخرى الى الحصن الجبلي للاجداد اذا شعروا بأن السلطة تفلت من بين ايديهم.

مرفأ طرطوس

واشتدت هذه التكهنات عندما قالت مصادر معارضة ان الاسد انتقل الى مدينة اللاذقية الساحلية الاسبوع الماضي بعد الهجوم المذهل بقنبلة الذي قتل أربعة من كبار مسؤوليه.

ولم تتأكد هذه التقارير وقالت اسرائيل في وقت لاحق ان الاسد الذي شن هجوما مضادا ضد مقاتلي المعارضة في دمشق ما زال في العاصمة مع عائلته.

لكن كثيرين يشكون في انها ما تزال خيار الاسد كملاذ أخير.

وقال شاشانك جوشي من المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية في لندن “لن يكون مثيرا للدهشة اذا كانت هناك بعض خطط الطواريء – منزل آمن وتحصين قصر الرئاسة في اللاذقية ونقل مدفعية الى الجبال.”

ولم يصدر عن الاسد أي مؤشر على انه قد يبحث مثل هذا الاجراء وسيكون أي تلميح علني بأنه يبحث الانسحاب من العاصمة اعترافا واضحا بالهزيمة في حرب هو مصمم فيما يبدو على كسبها بأي ثمن.

وقال جوشي “لم نشاهد أي تحريك لمدفعية ثقيلة كبيرة أو وحدات مدرعة كبيرة (الى المناطق العلوية).”

وتابع “رغم انه سيكون خيارا معقولا فانهم مازالوا يشعرون ان بامكانهم الدفاع عن دمشق قاعدة الحكم في المدى القصير على الاقل.”

وفي المدى البعيد من الصعب ان ترى الاسد يستعيد السلطة كاملة على البلاد. قواته فقدت السيطرة على عدة مواقع حدودية وانشق عدة الاف من الجنود ووصل التمرد الى المدينتين الرئيسيتين في سوريا.

وبينما مازال الموالون الاساسيون من قواته المسلحة يتمتعون بمميزات كاسحة في قوة النيران فانهم غير قادرين على مواجهة كل المعارضين في ذات الوقت رغم انهم متناثرون واسلحتهم خفيفة وتنسيقهم ضعيف لكن عددهم يتزايد.

وقال دبلوماسي غربي في بيروت “يجب ان تكون يائسا تماما لكي تغادر دمشق لكن السيناريو الكامل لتقهقر الى المعاقل (احتمال) قوى.”

وتابع “توجد تقارير عن تسليح ايراني لجبال العلويين” مضيفا ان سحق المعارضين بشراسة في مدينة حمص التي تقع على مسافة 80 كيلومترا الى الشرق من طرطوس ربما كانت جزءا من خطة للدفاع عن المنطقة العلوية.

والجبال التي تطوق الحافة الشرقية للبحر المتوسط قدمت تاريخيا ملاذا لاقليات اخرى في الشام. والى الجنوب كانت ملاذا للاقليات المارونية والدرزية في لبنان.

ومنذ نحو 100 عام شيدت القوى الاستعمارية الفرنسية التي اقتطعت أجزاء من الامبراطورية العثمانية سابقا دولة للعلويين هناك لكنها لم تستمر طويلا مما ادى الى تلميحات بأن الاسد ربما يفكر ويحاول تكرار التجربة.

وقال اندرو تابلر الخبير في الشؤون السورية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الادني “السبب في انني أهتم بذلك هو انني لا اتوقع ان يسقط نظام الاسد مثل الزعماء في القاهرة أو تونس أو يجري تغييره مثلما حدث في اليمن” في اشارة الى حكام عرب شموليين اطيح بهم في انتفاضات الربيع العربي.

وقال تابلر “سيتقلص. ربما اولا نحو دمشق ثم ربما الى الساحل.”

وأضاف “وما يتبقى ربما لن يكون دولة- ربما يكون مجرد منطقة نظام”.

وتابع “كثير من الطوائف في الشام ستفعل ما يتعين عليها عمله من أجل البقاء – وخاصة الطوائف التي لديها مخزونات من الاسلحة الكيماوية.”

وحتى اذا اراد فان قلة يعتقدون ان الاسد المهزوم سيكون قادرا على اقتطاع دولة لها مقومات البقاء في الاراضي العلوية التي هي ايضا موطن لكثير من السنة.

ومن الناحية الاقتصادية لن يكتب لها الاستمرار اذا كانت – كما هو مرجح – تحت حصار القوى السنية التي تسيطر على بقية البلاد. فليس لديها صناعة ولا تحتوي على أي من احتياطيات النفط المتواضعة في سوريا التي تقع في الشرق ولن يكون لها حليف يذكر في الخارج.

وستكون القوى الاقليمية التي تتصارع هي نفسها مع الاقليات التي لديها كارهة لاقرار قيام كيان انفصالي.

وقال جوشي “تركيا ستعارض بشدة اقامة دولة علوية. انها قلقة بشأن شكاوى العلويين على اراضيها.”

وروسيا التي لديها منشأة صيانة بحرية في ميناء طرطوس دعمت الاسد حتى الان لكنها سترى ان أي شراكة مع العلويين تمثل عبئا أكثر منه شيئا نافعا اذا لم تعد لهم السيطرة على دمشق. وايران وحزب الله اللبناني سيعيدان التفكير في علاقتهما بالعلويين.

وتساءل انتوني سكينر الخبير بمؤسسة ميبلكروفت لاستشارات المخاطر السياسية قائلا “ما هو الدافع الذي سيكون لدى الروس والايرانيين وحزب الله لدعم ما سيكون في تلك المرحلة حركة مقاومة علوية تركز على البقاء والهجمات الانتقامية؟”.

المعارضون السنة الذين شنوا حملة دامية للاطاحة بالاسد لن يسمحوا لجلادهم بتعزيز قوته في قطاع صغير من البلاد.

 مظاهرات ليلية وتعزيزات للحسم بحلب

                                            استقدم الجيشان النظامي والحر تعزيزات إلى مدينة حلب في محاولة لحسم المعركة التي تجري فيها منذ نحو أسبوع. وفي الوقت نفسه ضربت القوات السورية أمس جوا وبرا أحياء في دمشق ومناطق أخرى ثائرة في ريفها وفي حمص وإدلب ودير الزور وغيرها مما أوقع 146 قتيلا وفقا لناشطين ومنظمات حقوقية سورية. ووسط القصف والاقتحامات تظاهر الليلة الماضية آلاف السوريين في مناطق متفرقة من سوريا.

وقال مراسل صحفي سوري إن الجيش الحر استقدم مئات المقاتلين من ريف حلب ومناطق أخرى في شمال سوريا إلى المدينة التي نشب فيها القتال الجمعة الماضي.

وأضاف المراسل أن الثوار لا يزالون يسيطرون على نحو عشرة أحياء في المدينة التي توصف بأنها العاصمة الاقتصادية لسوريا.

محاولات للحسم

وكان الجيش الحر أعلن في وقت سابق أنه بات يسيطر على 50% من أحياء حلب, خاصة منها الأحياء الشرقية. ويأتي قدوم مئات من المقاتلين إلى المدينة استجابة لدعوة إلى النفير العام صدرت قبل يومين عن قيادة الجيش الحر في المدينة.

في المقابل, أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن الجيش السوري النظامي يستقدم منذ يومين قوات وآليات إلى حلب عبر الطريق الدولي الذي يصل المدينة بدمشق.

وأكد عبد الرحمن تعرض التعزيزات النظامية لهجومين من المقاتلين المناوئين لنظام الرئيس بشار الأسد الذين أسموا المعركة الدائرة في حلب معركة الفرقان. وأضاف أن سقوط حلب بيد الجيش الحر يعني نهاية نظام الأسد.

وأكد مراسل الجزيرة في حلب محمد زياد أن الجيش الحر دمر أربع دبابات كانت بين 25 دبابة استقدمها الجيش النظامي إلى المدينة. وأضاف أن تعزيزات نظامية وصلت إلى ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة لمنع الثوار من التقدم نحوها.

وأكد المراسل استخدام طائرات الـ”ميغ” الروسية والمروحيات الهجومية في القصف الذي استهدف أحياء يتمركز فيها الجيش الحر مثل صلاح الدين حيث قتل 12 شخصا من بين أكثر من 20 قتلوا أمس في المدينة برمتها.

وفي وقت سابق, أكد ناشطون أن القوات النظامية بصدد سحب آلاف الجنود من مرتفعات إستراتيجية في جبل الزاوية بريف إدلب إلى حلب. ويقول خبراء عسكريون إن الجيش السوري الذي يتحمل ما يفوق طاقته ينسحب من مناطق معينة ليركز على حلب ودمشق، وهما مركزان مهمان للحكومة، تاركا مناطق نائية في أيدي مقاتلي المعارضة.

دمشق ومحافظات أخرى

وكما في حلب, واصل الجيش السوري أمس قصف أحياء في دمشق لا يزال يلقى فيها مقاومة من الجيش الحر. وبعد استعادته تقريبا أحياء كالقابون والمزة وبرزة, قصف الجيش السوري أحياء بينها العسالي والقدم والحجر الأسود مستخدما المروحيات الهجومية.

وتعرضت هذه الأحياء وكذلك حي جوبر لعمليات اقتحام في محاولة لإخراج مقاتلي الجيش الحر منها. وتحدث ناشطون عن اكتشاف 14 جثة في حي تشرين لأشخاص اعتقلتهم القوات النظامية قبل أيام في حي القابون ثم أعدمتهم.

وتزامن قصف أحياء في دمشق مع قصف بقذائف الدبابات والهاون لبلدات في ريفها بينها الزبداني ومسرابا ومضايا وحرستا والمعضمية. وأحصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 27 قتيلا في دمشق وريفها أمس جراء القصف.

واستهدف القصف أمس محافظات أخرى مما تسبب في مقتل وجرح العشرات، فقد قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب ثمانون في قصف استهدف بلدتي كفر رومة وحاس بمحافظة إدلب التي قتل فيها أمس في الجملة 14 شخصا، وفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وأحصت الشبكة 23 قتيلا في حمص وريفها حيث استمر القصف على أحياء المدينة مثل جورة الشياح والخالدية, وعلى البلدات القريبة منها خاصة الرستن وتلبيسة والقصير وتلكلخ وقلعة الحصن. وأكدت الشبكة أيضا مقتل 13 في دير الزور التي تعرضت مجددا للقصف, وتجددت فيها الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر.

وقتل أيضا 12 شخصا في محافظة الحسكة التي سيطر الجيش الحر على أجزاء من ريفها, ومثلهم في درعا المدينة وبلدة الحراك التابعة لها, وعشرة في حماة بينهم سبعة في بلدة قلعة المضيق, واثنان في الرقة, وواحد في اللاذقية وفقا للشبكة وناشطين.

وبينما أحصت الشبكة في المجموع 142 قتيلا بينهم 12 طفلا وتسع سيدات, أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 146 شخصا بينهم 36 جنديا نظاميا لقوا حتفهم في هجمات لمقاتلي الجيش الحر بمحافظات حلب وحمص ودمشق.

مظاهرات ليلية

ووسط القصف والاقتحامات, تظاهر الليلة الماضية آلاف السوريين في مناطق متفرقة من سوريا بما في ذلك العاصمة دمشق.

وبث ناشطون صورا لمظاهرات في أحياء الشاغور وجوبر والسويقة بدمشق، وحرستا وزملكا وحمورية في ريفها. كما خرجت مظاهرة في كفرنبل والهبيط في إدلب, وحي القصور في درعا، وكذلك في الرقة, والميادين في دير الزور.

وردد المتظاهرون هتافات مناصرة للمناطق المنكوبة في سوريا، وطالبوا بالحرية وإسقاط نظام الأسد، ودعم الجيش الحر.

المجلس الوطني يجتمع بالدوحة اليوم

أزمة سوريا أمام الجمعية العامة

                                            تتقدم المجموعة العربية في الأمم المتحدة بمشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع في سوريا. يأتي ذلك فيما تعقد الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري اليوم الخميس أحد أهم اجتماعاتها في العاصمة القطرية الدوحة.

فقد أعلن مندوب المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي أن المجموعة العربية ستتقدم بمشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع في سوريا.

ويتناول مشروع القرار تطورات الأوضاع في سوريا, بما في ذلك تهديدات الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية. كما يتضمن وفقا لتصريحات المندوب السعودي جميع القضايا المهمة المتعلقة بالوضع في سوريا، بما في ذلك الأوضاع الإنسانية والإغاثية.

وسيعرض مشروع القرار للتصويت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال أيام. وأوضح دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن مشروع القرار يدعو جميع أعضاء المنظمة الدولية إلى تطبيق ذات العقوبات الدولية التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا.

اجتماع الدوحة

من جهة أخرى، تعقد الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري اليوم الخميس أحد أهم اجتماعاتها بالدوحة لبحث جملة من القضايا والتطورات المتعلقة بالأوضاع في سوريا.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا إن “الاجتماع سيبحث هيكلة المجلس الوطني، وذلك في سبيل تفعيل المجلس ووضع القواعد والآليات التي من شأنها فتح الباب أمام مشاركة أوسع من قبل مختلف فصائل المعارضة السورية إلى جانب منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية السورية”. وأضاف أن “التطورات السياسية والميدانية المتلاحقة تلزمنا بوضع نقاط أخرى هامة على جدول الأعمال وهي ستبحث مجتمعة”.

وأوضح أن هناك طلبات بالانضمام للمجلس “وتواصلنا مع هذه القوى التي تريد الانضمام قبل وبعد مؤتمر القاهرة، وما زلنا مستمرين في هذا الاتجاه”.

وقال سيدا إن الاجتماع سيتطرق للأوضاع المستجدة مثل ما بعد الفيتو المزدوج في مجلس الأمن والنتائج التي تمخض عنها الاجتماع الوزاري في الدوحة وجملة قرارات سيتم تناولها ووضع تصور حولها، إلى جانب التطورات على الأرض في حلب ودمشق.

وبشأن الحكومة الانتقالية، قال سيدا إن الوقت قد حان لمثل هذا الموضوع، “لكن سيتم بحثه بعمق من قبل المجلس الوطني السوري، كما لا بد أن يناقش مع مختلف فصائل المعارضة السورية والقوى الميدانية خاصة على الأرض، وأن نتمكن من تشكيل حكومة مؤقتة قوية قادرة على القيام بالمهام المطلوبة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا”. وأضاف سيدا “هناك تواصل وهناك  مشروع لاتصالات أوسع سيتم بحثها على ضوء قرارات اجتماع اليوم في الدوحة”.

روسيا تنتقد

ودوليا، وجهت روسيا انتقادات وصفت بأنها الأشد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد, وحذرته من استخدام الأسلحة الكيماوية, وطالبت بالالتزام ببروتوكول جنيف للعام 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من وسائل الحرب البكتريولوجية أثناء الحروب.

ومع ذلك نقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن مسؤول روسي قوله إن موسكو حصلت على “تأكيدات قوية” من دمشق بأن ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية “مؤمنة تماما”. وأضاف المسؤول الروسي “تلقينا تأكيدات قوية من دمشق بأن هذه الترسانة مؤمنة تماما”.

  على صعيد آخر, قالت روسيا إن المسلحين الذين سيطروا على معابر على الحدود السورية مع تركيا “ربما يكونون حلفاء لتنظيم القاعدة”. وشكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في سيطرة الجيش الحر المعارض على المعابر الحدودية من أيدي القوات الحكومية.

 وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره القبرصي إن الدول الغربية يجب ألا تتسرع وتحتفل بمكاسب معارضي الرئيس السوري بشار الأسد على الأرض. وأضاف “إذا كانت مثل هذه العمليات استيلاء إرهابيين على أراض مدعومة من شركائنا فيجب أن نتلقى إجابة للسؤال بشأن موقفهم من سوريا وما الذي يحاولون تحقيقه في هذا البلد”.

 يشار إلى أن روسيا اتهمت الدول الغربية أكثر من مرة بتشجيع معارضي الأسد, وقالت إن عليها أن تزيد الضغط على المعارضة لوقف العنف في سوريا.

 جاءت تصريحات لافروف بشأن المعابر الحدودية بعد اتهامه للولايات المتحدة الأربعاء بمحاولة تبرير ما أسماه الإرهاب ضد الحكومة السورية.

 وكانت روسيا واجهت انتقادات غربية حادة لاستخدامها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد ثلاثة قرارات تهدف لزيادة الضغط على الأسد.

 طلب لبناني

وفي تطور آخر, طلبت الحكومة اللبنانية من سوريا تجنب دخول الأراضي اللبنانية أو قصفها, وذلك بعد مقتل عدة مدنيين لبنانيين من بينهم نساء وأطفال أثناء عمليات للقوات السورية.

 من ناحية أخرى, دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف “المجزرة” في سوريا. وقال بان في خطاب أمام البرلمان في البوسنة إن الأمم المتحدة لم تكن على قدر مسؤولياتها خلال الحرب في البوسنة بين العامين 1992 و1995 التي تخللتها مجزرة سريبرينتسا، وشدد على أن المجتمع الدولي يتعرض لاختبار في سوريا. وأضاف أنه “المجتمع الدولي نفسه الذي أخفق في منع المجزرة في البوسنة”.

 من جهتها وفي وقت سابق دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة السورية إلى النظر في مرحلة ما بعد نظام الأسد، لكنها أردفت بأنه لم يفت الأوان بعد أمام الأسد لبدء التخطيط لعملية انتقال سياسي في سوريا ووقف العنف.

بعد انشقاقات جديدة في النظام السوري

رحبت الولايات المتحدة بانشقاق سفراء ودبلوماسيين جدد عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد. واعتبرت واشنطن توالي الانشقاقات إشارة جديدة مفادها أن أيام نظام بشار الأسد أصبحت “معدودة”.

وتأتي هذه التعليقات الأميركية بعدما أعلن سفير سوريا في الإمارات عبد اللطيف الدباغ انشقاقه عن النظام، وذلك بعد يوم من إعلان زوجته السفيرة السورية في قبرص لمياء الحريري انشقاقها.

فقد قال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما على متن الطائرة الرئاسية “يمكننا أن نؤكد انشقاق السفيرين السوريين، في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي قبرص”.

وأضاف في الطائرة التي أقلت الرئيس الأميركي إلى نيو أورلينز (لويزيانا، جنوب) أن “الأمر يتعلق بإشارة جديدة برأينا مفادها أن مسؤولين كبارا من الدائرة المقربة من الأسد ينشقون عن الحكومة بسبب الأعمال المقيتة التي يقوم بها الأسد ضد شعبه”.

واعتبر المتحدث أيضا أن هذه الانشقاقات تؤكد أن “أيام الأسد أصبحت معدودة”.

توالي الانشقاقات

جاء ذلك فيما تتوالى الانشقاقات العسكرية والدبلوماسية في البعثات الخارجية للنظام السوري, وآخرها انشقاق الملحق الأمني في السفارة السورية لدى سلطنة عمان محمد تحسين الفقير أمس.

في هذه الأثناء، قالت مصادر مطلعة في مدينة إسطنبول إن محمد مخلوف خال الرئيس السوري بشار الأسد وأبناءه أجروا اتصالات مع دول أجنبية سعيا للعثور على ملاذ في حال سقوط النظام.

وأضافت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية أن مخلوف وأبناءه أجروا اتصالات حول هذا الشأن بكل من العاصمة الروسية موسكو والعاصمة الفرنسية باريس.

يذكر أن رامي ابن محمد مخلوف أصبح في السنوات الماضية واحدا من أغنى رجال الأعمال في سوريا. وكانت دول غربية قد فرضت عقوبات على عائلة مخلوف بسبب العلاقات المالية المتشابكة التي تربطها بالنظام.

انشقاق سفيرين

وكان سفير سوريا في الإمارات عبد اللطيف الدباغ قد أعلن أمس انشقاقه عن النظام، بعد يوم من إعلان زوجته السفيرة السورية في قبرص لمياء الحريري انشقاقها. وأكد متحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض محمد سرميني انشقاق الدباغ ووصوله إلى قطر.

كما أقر مصدر قريب من السلطات السورية بانشقاق لمياء عن النظام السوري، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

ولمياء الحريري من محافظة درعا مهد الثورة المستمرة منذ 16 شهرا.

ويرتفع بهذا عدد السفراء المنشقين عن النظام إلى ثلاثة، انضموا إلى صفوف المعارضة السورية، بعد إعلان السفير السوري في العراق نواف الفارس يوم 11 يوليو/تموز الجاري انشقاقه عن النظام، وهو أول دبلوماسي بهذا المستوى يعلن انشقاقه منذ بدء الثورة في سوريا منتصف مارس/آذار 2011.

 الجزيرة تدخل معاقل الجيش الحر بإدلب

                                            تمكن فريق الجزيرة من الوصول إلى أحد معاقل الجيش السوري الحر في الريف الغربي لمحافظة إدلب, حيث ما زال النظام يحافظ على وجود قوي بسبب الموقع الإستراتيجي للمنطقة. ويؤكد الثوار أن تصميمهم على إسقاط النظام يجعلهم قادرين على تجاوز قسوة الحياة في هذه المناطق الجبلية الوعرة.

فعبر طرق جبلية وعرة، عبر مراسل الجزيرة عامر لافي الحدود التركية السورية. ومع تهاوي المعابر بين البلدين، اضطر فريق الجزيرة للمشي ساعات طويلة للوصول إلى أحد معاقل الجيش السوري الحر في الريف الغربي لمحافظة إدلب.

ويعتمد الجيش الحر على الكر والفر، حيث ما زال النظام يحافظ على وجود قوي بسبب الموقع الإستراتيجي للمنطقة، فهي أقرب الطرق إلى الساحل السوري أو الملجأ الأخير للنظام كما يصفونه.

وقال الملازم أول المنشق عن الجيش النظامي محمد تيسير يونسو إنهم يعتمدون على حرب العصابات ونصب الكمائن للقوات النظامية.

ويتمركز في أحراش المنطقة العشرات من مقاتلي الجيش الحر منذ أشهر طويلة بعيدا عن الأهل والديار. ورغم أنهم لا يمتلكون كثيرا من العدة والعتاد فإن لكل واحد منهم سببا يجعله مصمما على إسقاط النظام.

فسليمان -وهو أحد أفراد الجيش الحر- قال إن الجنود النظاميين كانوا يركلونهم قائلين لهم “إن بشار الأسد هو ربك ويجب عليك عبادته”.

أما الشرطي المنشق عن وحدة المهام الخاصة أسامة عبد القادر فيروي للجزيرة قصصا مرعبة عن وسائل التعذيب التي مورست بحق المعتقلين، حتى أنه لا يخرج أحد من التعذيب إلا بعاهة مستديمة.

وطالعت الجزيرة كيف يعد أفراد الجيش الحر طعامهم في عملية يشترك فيها عرفان طالب الحقوق مع المهندس والحرفي والجندي المنشق لإعداد طعام الإفطار. يقول عرفان إنه كمقاتل فرضت عليه حياة من نوع جديد، ولا بد له من التأقلم معها وإعداد ما يسد رمقه ورمق زملائه.

فهؤلاء عسكريون ومدنيون فرضت عليهم حياة الجبال والأحراش ولكل منهم حكايته الخاصة، لكنهم جميعا اختاروا طريق الثورة لإسقاط النظام.

 علي مملوك.. يد الأسد الحديدية

يعد اللواء علي مملوك -الذي عين مديرا لمكتب الأمن القومي في سوريا- من بين الشخصيات التي تحظى بثقة الرئيس بشار الأسد، بحكم عمله الطويل في جهاز الاستخبارات. وجاء تعيينه أمس الثلاثاء ضمن سلسلة تعيينات أمنية أجراها الأسد وشملت الأمن السياسي وأمن الدولة والمخابرات العامة.

وذكر مصدر أمني سوري لوكالة الأنباء الفرنسية أن “اللواء علي مملوك الذي كان مديرا لأمن الدولة أصبح رئيسا لمكتب الأمن القومي برتبة وزير، وهو يشرف على كل الأجهزة الأمنية، ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية”. وأضاف أنه سيقدم التقارير إلى بشار الأسد مباشرة.

وبحسب نفس المصدر، يتبع  مكتب الأمن القومي بموجب الدستور الجديد لرئيس الجمهورية وللدولة، وليس لحزب البعث مثلما كان في السابق، وذلك بعد إلغاء أحادية قيادة الحزب في الدستور الجديد الذي أقر في فبراير/شباط الماضي.

ويحل اللواء علي مملوك المولود عام 1946 محل هشام اختيار الذي قتل متأثرا بجروح أصيب بها في تفجير دمشق الذي استهدف في 18 يوليو/تموز الجاري مقر مكتب الأمن القومي بدمشق، وأودى أيضا بحياة وزير الدفاع  داود راجحة ونائبه آصف شوكت ورئيس خلية إدارة الأزمة حسن تركماني.

ينحدر اللواء علي مملوك من العاصمة السورية دمشق، وهو من مؤسسي جهاز المخابرات الجوية، شغل منصب مدير أمن الدولة منذ 2005، أبرز الأجهزة الأمنية والوحيد التابع مباشرة للرئاسة. وقبل ذلك كان المسؤول الثاني في جهاز الاستخبارات الجوية.

عمل خلال توليه منصب مدير أمن الدولة في مجال مكافحة ما يسمى الإرهاب، وتفيد برقية دبلوماسية كشفها موقع ويكيليكس على شبكة الإنترنت أن اللواء السوري التقى في 2010  دبلوماسيين أميركيين وناقش معهم الجهود الرامية إلى تكثيف التعاون مع واشنطن في مجال مكافحة “الإرهاب”.

يعرف اللواء علي مملوك بأنه من أدوات النظام القمعية قبل وبعد الاحتجاجات الشعبية في مارس/آذار الماضي، وهو ما أشارت إليه برقية لوكيليكس مؤرخة في 2007، حيث تحدثت عن “قمعه للمجتمع المدني السوري والمعارضة الداخلية”.

قمع السوريين

وبعد اندلاع الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الأسد العام الماضي، اتهمت المعارضة اللواء علي مملوك بقمع المتظاهرين، وبرز اسمه ضمن خلية الأزمة التي تأسست بعد الاحتجاجات وهدفها متابعة الوضع في البلاد واتخاذ قرارات أمنية يومية، ورفعها إلى الرئاسة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن اللواء مملوك متورط في القمع، لكنه يطرح نفسه شخصية منفتحة على الحوار مع معارضي الداخل الذين التقى عددا منهم بعد خروجهم من السجن “لحضهم على نبذ العنف ودعم الإصلاحات التي يقوم بها نظام الرئيس الأسد”.

وقد اتهم مواطنون سوريون خلال الاحتجاجات المتواصلة اللواء علي مملوك بتعذيبهم. كما اتُهمت الأجهزة الأمنية السورية بجميع فروعها باعتقال عشرات الآلاف من المحتجين وتعذيبهم بوسائل مختلفة، بل ارتكاب ما قد يَرقى إلى جرائم ضد الإنسانية، حسب منظمة العفو الدولية.

وفي أبريل/نيسان الماضي، فرضت الإدارة الأميركية على اللواء مملوك عقوبات وحملته مسؤولية التجاوزات في مجال حقوق الإنسان، ومنها استخدام العنف ضد المدنيين، وهو ما فعله الاتحاد الأوروبي أيضا في مايو/أيار الماضي، حيث أدرج اسمه ضمن قائمته للعقوبات لدوره في قمع المظاهرات التي تشهدها سوريا.

كما أدرج اسم هذا المسؤول ضمن الشخصيات والمسؤولين السوريين الذين شملتهم قائمة الحظر وتجميد الأرصدة التي أصدرتها لجنة التنسيق العربية الخاصة بالأزمة في سوريا في أعقاب اجتماعها في العاصمة القطرية الدوحة في ديسمبر/أيلول الماضي.

واللواء مملوك متزوج من امرأة تنحدر من مدينة حمص (وسط).

اشتباكات حلب تتواصل لليوم السابع

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تستمر الاشتباكات الخميس في بعض أحياء مدينة حلب في شمالي سوريا بين قوات الجيش الحر المعارض والقوات النظامية، بينما أفيد صباحا عن تجدد الاشتباكات في حي مخيم اليرموك في دمشق، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وكانت أعمال العنف أوقعت الأربعاء في مناطق مختلفة من سوريا 143 قتيلا هم 75 مدنيا و41 عنصرا من قوات النظام و27 مقاتلا معارضا.

وقال المرصد في بيان صباح الخميس إن “اشتباكات وقعت في حي المحافظة في مدينة حلب، فيما سقطت قذائف على حيي المشهد والشيخ بكر أسفرت عن مقتل طفلة وإصابة 7 أشخاص بجروح”.

وكان القصف تركز مساء الأربعاء على حي صلاح الدين، فيما وقعت اشتباكات في حي طريق الباب.

وذكر المرصد أن مواطنا قتل مساء داخل منزله في مدينة حلب برصاص الأمن.

ونقل عن ناشطين أنه تم العثور على أدوية داخل المنزل، مضيفا أن “الأمن أعتبر أنه ينظم مشفى ميدانيا”.

ورغم التوتر الأمني واستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة من الطرفين إلى المدينة، خرجت مساء “تظاهرات حاشدة في أحياء الفرقان والأشرفية وحلب الجديدة تنادي بإسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الأسد”، حسب المرصد.

وقتل 15 مواطنا بينهم امرأة وطفل جراء القصف على حلب الأربعاء، حسب المرصد الذي أشار أيضا إلى مقتل ثلاثة مقاتلين معارضين في اشتباكات قرب مخفر الكلاسة في المدينة “الذي سيطر عليه الثوار وأحرقوه”.

كما تعرضت مدن وبلدات الباب والابزمو وحيان وبيانون في ريف حلب إلى قصف مدفعي مصدره القوات النظامية، حسب المرصد.

وفي دمشق التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها بشكل شبه كامل، تسجل اشتباكات متقطعة في جيوب وحارات لجأ إليها المقاتلون المعارضون.

وذكرت لجان التنسيق المحلية صباح اليوم أن “اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وجيش النظام في حي مخيم اليرموك”.

وأكد المرصد سماع “أصوات انفجارات في شارع 30 في المخيم يعتقد أنه تفجير عبوات ناسفة بآليات للقوات النظامية”.

وقال أحد سكان المخيم لوكالة “فرانس برس” إن “الاشتباكات اندلعت الساعة السابعة صباحا بعد ليلة هادئة”، مشيرا إلى استخدام “قذائف ار بي جي والرشاشات الثقيلة فيها”.

من جهة ثانية، أفاد المرصد بالعثور على 14 جثة مجهولة الهوية في حي القابون الذي دخلت إليه القوات السورية أخيرا.

مناف طلاس ابن عائلة متجذرة في المؤسسة العسكرية

بدءاً من والده العماد أول مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري الأسبق وصولاً إلى أبناء عمومته

العربية.نت

يتحدر العميد مناف طلاس الذي شكل انشقاقه صفعة قوية للنظام السوري، من عائلة لها باع طويل في المؤسسة العسكرية السورية، بدءا من والده العماد أول مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري الأسبق وصولاً إلى أبناء عمومته الذين انشقوا عن نظام الأسد.

فانشقاق طلاس شكل صفعة قوية في وجه النظام السوري بصفته رجلا يحمل رتبة عسكرية عليا وهو ابن وزير الدفاع الأسبق.

تتحدر عائلته من مدينة الرستن في حمص، ويعتبر ما جرى في حمص أدى لتوتر علاقة مناف طلاس مع بشار الأسد بعد أن طالبه بإيقاف الحملة العسكرية عليها وهي التي سقط فيها مئات القتلى.

العميد مناف طلاس، قائد اللواء مائة وخمسة في الحرس الجمهوري، وهو المولود الثاني من حيث الذكور للعماد أول مصطفى عبدالقادر طلاس الذي شغل منصب وزير الدفاع في سوريا منذ العام 1972 في عهد الأسد الأب حتى العام 2004 في أول ثلاث سنوات من حكم بشار الذي ورث السلطة في سوريا.

عزل بشار الأسد الأب طلاس عام 2004، أي قبل عام من اغتيال صديقه رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، ضمن مجموعة ما كان يطلق عليهم بالحرس القديم.

منذ اندلاع الاحتجاجات التزم طلاس الأب الصمت بعد أن سافر في رحلة اعتيادية إلى باريس لإجراء فحوصات طبية منذ خمسة أشهر، ما اعتبره مقربون منه موقفاً لا يتماشى مع السياسة الأمنية في بلاده.

أعلن فراس الأخ الكبر للعميد المنشق مناف، مؤخراً تأييده للتوصل إلى تسوية مقابل تنحي الأسد، وأعلن في الوقت ذاته عن الدعم الإنساني والإغاثي الذي يقدمه لكتيبة الفاروق في الجيش الحر التي يقودها ابن عمته عبد الرزاق طلاس.

أما عبد الرزاق طلاس الذي يعتبر من الثوار اللامعين وأوائل الضباط المنشقين عن النظام السوري، فقد كشف مؤخرا أن العميد مناف طلاس زوده ومجموعة من الجيش الحر بالعتاد والسلاح اللازم للوقوف في وجه الحملة العسكرية على الرستن .

الى جانب عبد الرزاق هناك ابن عمه الذي يحمل نفس الاسم مناف طلاس والذي قضى برصاص جيش النظام مطلع هذا العام ودفن في دمشق.

ويقول المقربون من العميد المنشق مناف طلاس إنه قرر الخروج من سوريا قبل شهرين، إلا أنه اضطر للبقاء حتى تأمين خروج أفراد عائلته خشية انتقام النظام منهم بعد انشقاقه.

“سوء المعاملة” يغضب اللاجئين السوريين في تركيا

مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق شجارات على توزيع الطعام

العربية.نت

تتصاعد المشاعر في مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا حيث تمتزج حرارة الجو مع صيام شهر رمضان والظروف المعيشية القاسية وما يقول اللاجئون إنها معاملة سيئة من جانب السلطات التركية.

وقالت أم عمر غاضبة وهي تجلس مع أطفالها الأربعة بعد أن اختنقوا بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات شرطة مكافحة الشغب التركية لتفريق شجارات على توزيع الطعام في مخيم كيليس يوم الأحد: “انفطرت قلوبنا. لماذا يفعلون هذا معنا؟” وقالت وهي تشكو من عدم كفاية وجبة الإفطار “نحن صائمون”.

واندلعت الشجارات في مخيمات أخرى هذا أسبوع بين اللاجئين وكذلك بينهم وبين قوات الأمن التركية وهو ما يسلط الضوء على واحد من التحديات العديدة التي تواجهها تركيا نتيجة للصراع المستعر في سوريا المجاورة منذ 16 شهرا.

وكانت تركيا قد قررت إغلاق معابرها الحدودية مع سوريا اعتباراً من يوم أمس الأربعاء “لأسباب أمنية”، وذلك بعدما سيطر مقاتلون معارضون سوريون الأسبوع الماضي على بعض هذه المعابر من الجانب السوري.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية لـ”فرانس برس”، طالباً عدم ذكر اسمه: “اتخذنا هذا الإجراء لأسباب أمنية من أجل مواطنينا”، مضيفاً أن إعادة فتح المعابر تتوقف على “التطورات الميدانية”.

وقد تتفاقم هذه التحديات وربما تجبر تركيا على تغيير سياستها التي تتضمن حاليا خليطا من السماح باستقبال اللاجئين وإيواء المنشقين على الجيش السوري وتعزيز الوحدة بين المعارضة السورية المنقسمة والسماح بهدوء بمرور التمويل الأجنبي والسلاح للمعارضة المسلحة التي تسعى الى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

وتقول تركيا إن 70 ألف سوري عبروا الحدود لكن 26 ألفا منهم عادوا مما يجعل عدد اللاجئين السوريين في تركيا 46 ألفا يعيشون في ثمانية مخيمات تصطف فيها الخيام وفي كيليس التي يقيم فيها 12 ألفا في صفوف من المنازل الجاهزة وراء جدار معدني مرتفع تعلوه الأسلاك الشائكة.

وتستطيع تركيا حتى الآن التعامل مع هذه الأعداد من اللاجئين على الرغم من المشكلات التي تقع بين الحين والآخر لكن تصاعد موجة مفاجئة من القتال هذا الأسبوع في مدينة حلب الشمالية على بعد 50 كيلومترا فقط من الحدود مع تركيا يشير الى مخاطر نزوح موجة ضخمة من اللاجئين.

وانتقل سكان وجدوا أنفسهم وسط المعارك في حلب العاصمة التجارية الضخمة لسوريا إلى مناطق أكثر أمنا في المدينة التي يقطنها نحو أربعة ملايين نسمة بدلا من التوجه الى تركيا.

وقد أشارت تركيا أكثر من مرة الى أنها قد تعمل لمنع أي موجة ضخمة من اللاجئين لكنها لم تعلن عن الإجراءات التي قد تتخذها ماعدا السعي للحصول على موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو على أقل تأييد حلفائها في حلف شمال الأطلسي في شكل من أشكال التدخل.

وشددت تركيا من إجراءاتها العسكرية على الحدود بعد أن أسقطت سوريا طائرة حربية تركية في ظروف متنازع عليها الشهر الماضي لكنها لم ترد على هذا الحادث بشكل مباشر.

مناف طلاس لا يرى سوريا بالأسد ويرفض الاجتثاث

قال إنه جاء للسعودية ليرى إمكانية مساعدتها في وضع خريطة طريق للبلاد

العربية.نت

أكد العميد المنشق مناف طلاس أنه كان مختلفا مع النظام حول طريقة معالجة الأزمة منذ البداية، مضيفاً أنه لم يتردد لكنه نأى بنفسه لفترة زمنية. ولفت إلى أنه لا يرى الحل في سوريا مع بشار الأسد.

ولفت إلى أن عملية خروجه من سوريا كانت معقدة وأخذت الكثير من الوقت واشتركت فيها مجموعة من الأطراف، لكنه لم يصرح عن طريقة الخروج حماية لمن ساعدوه.

ثم استطرد قائلاً: “أصبحت هناك أخطاء كثيرة في طريقة معالجة الأزمة، ولم يكن لي رأي وقرار في هذا، لذلك فقد فضلت الخروج، ولم أحاول أن أكون طرفا في البداية من أجل أن أكون طرفا وفاقيا”.

كما لفت في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، إلى أنه سيتواصل مع كل شريف يريد بناء سوريا، سواء كان المجلس الوطني، أو الجيش الحر، أو إن كان في الداخل، أو الشرفاء وإن كانوا في داخل النظام. وأوضح: “ليس هناك أحد معفي من عدم التواصل، وهناك أشخاص كثر في النظام أياديهم لم تلطخ بالدماء، ولم يشاوروا، وهؤلاء لا يجب اجتثاثهم، بل يجب أن نحافظ على المؤسسات الوطنية في سوريا ونحافظ على الدولة، ويكون التعامل فقط مع الأشخاص الذين أساءوا في إدارة الأزمة، أما الآخرون من المواطنين السوريين الشرفاء فلا يمكن اجتثاثهم من المجتمع السوري”.

وردا على سؤال عما إذا كان ذلك من دون بشار الأسد أجاب “لا أرى سوريا ببشار الأسد”. وحول زيارته الحالية إلى السعودية قال: “أنا سعيد بوجودي في المملكة العربية السعودية، وسعيد لتمكني من أداء العمرة. فالسعودية دولة صديقة لسوريا، ومن الأخطاء الاستراتيجية للنظام أنه فقد هذه العلاقة مع السعودية، ولذلك جئت إلى السعودية للسلام على إخواننا السعوديين، ولنرى ما هي إمكانية مساعدتهم لنا في وضع خارطة الطريق” لسوريا.

وقال إنه يستغل هذه الفرصة ليشكر “خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على إتاحة هذه الفرصة لي لزيارة السعودية، وعلى كل ما يقدمه من وقفات ومساعدات للشعب السوري”.

الناطق باسم هيئة التنسيق السورية: الاسلحة الكيماوية رسالة للخارج ولكنها ليست في أمان تام

روما (25 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى رئيس المكتب الإعلامي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة أن طرح ملف الأسلحة الكيماوية السورية الآن فيه “بعض المبالغة”، لكنه أعرب عن قناعته بأن الأسلحة الكيماوية في سورية “ليست في أمان تام” في ظل الفوضى التي تشهدها البلاد

وقال الناطق باسم هيئة التنسيق المعارضة منذر خدام لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ليس سراً أن سورية تمتلك مخزوناً ليس صغيراً من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وهذا ما تعرفه إسرائيل والولايات المتحدة وغيرها من الدول، الحديث اليوم عن وجود هذه الأسلحة ومخاطر استخدامها أو انتقالها إلى طرف ثالث أعتقد فيه بعض المبالغة” حسب تقديره

ويخشى المراقبون أن يستخدم النظام السوري أسلحة كيماوية لقمع الثورة في حال تعرّض وجوده للتهديد، فيما حذّرت الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل بشدة من مجرد التفكير باستخدام هذه الأسلحة، ودعت النظام السوري للالتزام بصرامة بالقوانين الدولية

وأضاف المعارض السوري “هذا لا يعني أبداً في ظل الفوضى المتزايدة أن هذه الأسلحة في أمان تام”، وتابع “اللافت هو تصريحات بعض قادة المجلس الوطني السوري المعارض المطالبة بتشكيل فريق دولي لتدمير هذه الأسلحة، هذا يعني ببساطة نوع من الاستثمار السياسي لها تجاه الدول الغربية وإسرائيل لكسب مزيد من الدعم” وفق قوله

وكانت الحكومة السورية قد اعترفت وبطريقة لا سابق لها بأنها تمتلك مخزوناً من الأسلحة الكيماوية، لكنها أكّدت على أنها في مخازن آمنة ولن يجري استخدامها إلا في مواجهة تدخّل خارجي

وحول تلويح النظام السوري باحتمال استخدام الأسلحة الكيماوية في حالة التدخل الأجنبي، قال خدام “بالنسبة للنظام وكما صرح رئيسه إنه يمكن أن يتسبب بزلزال في المنطقة في إشارة إلى نقل الصراع إلى دول الجوار، بل والتلويح باستخدام هذا السلاح، النظام أيضاً يريد أن يستثمر ذلك سياسياً في تسوية ربما يجري التحضير لها، إن التلميحات السورية هي رسالة إلى الخارج”، على حد تعبيره

وتحدثت تقارير غير مؤكدة عن أن السلطات السورية كانت تستعد لاستخدام (غاز السارين) ضد مقاتلي المعارضة لكن الروس منعوها، كما تحدثت تقارير أخرى عن احتمال نقل المخزون الكيماوي السوري إلى حزب الله اللبناني حليف النظام السوري، كما ناقشت إسرائيل علانية القيام بتحرك عسكري لمنع وصول الأسلحة الكيماوية أو الصواريخ السورية إلى لبنان

وفي هذا الصدد، قال المعارض السوري “في حال تعرُّض النظام لتدخل عسكري خارجي فجميع الاحتمالات واردة، بما في ذلك تزويد حزب الله وغيره بهذه الأسلحة، ولكن لا أعتقد أن الأمور سوف تصل إلى هذا الحد” حسب رأيه

وكانت الولايات المتحدة قد قالت إن الأسد سيرتكب “خطأ مأساوياً” باستخدام أسلحته الكيماوية، وأكّدت على أنها تراقب عن كثب مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية وتجري مشاورات مع جيران وأصدقاء سورية لإبراز مخاوفهم المشتركة بهذا الشأن

مطران حلب: الوضع يزداد صعوبة بالنسبة للمسحيين

الفاتيكان (26 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال رئيس أساقفة حلب للكلدان المطران أنطوان أودو إن “أوضاع المسيحيين في البلاد تزداد صعوبة على نحو مستمر” وفق تعبيره

وفي تصريحات لجمعية عون الكنيسة المتألمة اللفاتيكانية، أشار المطران أودو إلى أن “المسيحيين يشعرون بخوف وقلق كبيرين من ناحية إحتمال تكرار المأساة التي حدثت في مدينة حمص”، حيث “تعرضت الأحياء المسيحية في الربيع الماضي إلى هجمات، مما تسبب بهجرة جماعية لسكانها الذين تتجاوز أعدادهم المائة وعشرين ألف نسمة” حسب قوله

وخلص الأسقف الكلداني إلى القول “إن ما حدث في حمص إذا ما تكرر في مدن أخرى سيكون الأمر كارثيا” على حد تعبيره

هذا ومن المقرر أن يبدأ اليوم إجتماع الأساقفة السوريين الكاثوليك في مقر أبرشية الروم الملكيين في مدينة حلب، الذي كان قد حدد موعده مسبقا، ونظرا للظرف الحالي الذي تمر به البلاد، وعزم الأساقفة على بحث القضايا الملحة في ظل الأزمة الراهنة ومن وجهة نظر مسيحية، فقد دعي الإجتماع بـ”قمة الأزمة”، ومن المتوقع ان يطلق الأساقفة في إطاره “نداء لأجل وقف اطلاق النار والسلام” على حد ذكر النائب الأسقفي في المدينة

حزب كردي سوري ينفي تسلّمه مدن من النظام ويؤكد عزمه على إسقاطه

روما (25 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى حزب كردي سوري أن يكون النظام قد سلّمه مدناً في شمال شرق سورية وأكّد على أنه حررها وبدأ بإدارتها ذاتياً، ونفى أن يكون لديه نزعة انفصالية أو أن يكون جزءاً من حزب العمال الكردستاني، كما شدد على أنه جزء من الثورة السورية وهدفه إسقاط النظام وإقامة الدولة الديمقراطية ضمن الجغرافيا السورية

وكانت وسائل إعلام وبعض أطراف المعارضة السورية اتهمت الحزب بأنه تسلّم مناطق ومدن في شمال شرق سورية من النظام السوري ليقوم بحمايتها بالنيابة عن السلطات السورية، وأقام حماية خاصة لها، وقالت إن لديه نزعة انفاصلية

وقال حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري “لقد كنا ومنذ البداية الثورة جزأ لا يتجزأ من الثورة السورية، شاركنا فيها بهويتنا ورؤيتنا الخاصة، ولم نتردد لحظة واحدة من أن ننزل إلى الساحات لنصرخ مع جميع السوريين: الشعب يريد إسقاط النظام، بكل وضوح، ولكننا رفضنا ولا زلنا أن نكون أداة بأيدي أية قوة إقليمية أو دولية، وكان واضحاً ذلك من خلال مشاركتنا العملية في الثورة أو في المؤتمرات التي عقدتها أطراف المعارضة السورية، وآخرها اللقاءات التي انعقدت في القاهرة، والتي أكدت فيها جميع فصائل المعارضة على إسقاط النظام”

وكان المجلس الوطني السوري قد اتهم حزب الاتحاد الديمقراطي القريب من حزب العمال الكردستاني وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي (يكيتي) بأنهما يعملان مع النظام السوري في بعض مناطق الوجود الكردي في شمال سورية، فيما يؤكد السكان في تلك المناطق بأن حزب الاتحاد أنزل العلم السوري ورفع أعلام الأحزاب الكردية، كما كان قد أقام حواجز مسلحة على الطرقات في عدد من المناطق الكردية

وأشار الحزب إلى تعرضه “لحملة إعلامية ظالمة”، قويت “بعد التوقيع على اتفاقية هولير بين مجلس شعب غربي كردستان والمجلس الوطني الكردي”، وازدادت ضراوة “بعد طرد أجهزة الأمن والاستخبارات من العديد من المدن الكردية، والتي جاءت بالتزامن مع توسيع رقعة المنطقة التي تخرج من تحت سيطرة النظام”، والبدء بـ “ترسيخ نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية من خلال إدارة المؤسسات الخدمية التي كانت تسيطر عليها أجهزة النظام في المناطق الكردية” في إشارة إلى المناطق الشمالية الشرقية من سورية.

وأضاف الحزب “هذا الأمر أثار غضب وحنق بعض الأطراف الإقليمية وخاصة تركيا”، ونوّه بأن تركيا أشاعت بأن السلطات السورية قامت بتسليم هذه المدن إلى حزب العمال الكردستاني، ووصفت هذا الاتهام بأنه “تجنٍّ فاضح”، فيما الحقيقية أن “الجماهير الكردية المدعومة بالأحزاب والقوى الشبابية قد أبعدت قوات النظام وسلطاته عن تلك المؤسسات وبدأت بإدارة مناطقها بنفسها”، حسبما جاء في بيان

ونفى الحزب أي وجود لحزب العمال الكردستاني في سورية، لا تنظيمي ولا عسكري، كما نفى أن يكون الحزب فرعاً لحزب العمال الكردستاني، وشدد على أنه حزب كردي سوري، وذكّر بأن النظام السوري قتل عدد من أعضائه ومناصريه.

وجدد الحزب إعلانه بأنه “جزأ لا يتجزأ من ثورة الشعب السوري الساعية إلى بناء سورية ديمقراطية حرة لكل أبناءها، تكون رائدة في الإقرار الدستوري بهوية الشعب الكردي ضمن إطار الوطن السوري المشترك”.

وكانت القوات العسكرية والأمنية السورية قد انسحبت بشكل مفاجئ من مدن (عين العرب ـ كوباني) و(عفرين) في محافظة حلب، و(عامودا) و(المالكية ـ ديريك) في محافظة الحسكة، وقال المراقبون إن السلطات سلمت إدارتها لأحزاب كردية مع الإعلان دخول أكثر من ستمائة من العناصر الكردية المسلحة التي قيل إنها انشقت عن الجيش السوري ولجأت إلى كردستان العراق

سوريا: المعارضة تشكك في القدرة على الاستمرار في حلب والسعودية تعد مشروع قرار للجمعية العامة

الحكومة السورية ترسل وحدات عسكرية من الحدود التركية الى حلب

عبر أحد أعضاء المعارضة السورية -التي تحتل قواتها كما يظهر مناطق كبيرة من مدينة حلب، وهي المدينة الثانية في سوريا- عن شكوكه في تمكن قوات المعارضة من الاستمرار في السيطرة على تلك المناطق لوقت طويل.

وأضاف طلال الميهني -وهو عضو مؤسس في تيار “بناء الدولة السورية”، وعلى اتصال بالناس في حلب- في حديث لبي بي سي إن قوات المعارضة تفتقر إلى التأييد الاستراتيجي والأسلحة.

وقال الميهني إنها -كما يُحتمل- قد تواجه هجمات من جيش الحكومة السورية المسلح تسليحا جيدا والذي يتحرك في اتجاه المدينة.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية في سوريا إن الجيش جابه المتمردين في حي الصاخور في حلب، وقتل عددا كبيرا منهم.

وأضافت أن قوات الحكومة صدت هجوما على مركز للشرطة في منطقة أخري من حلب.

ويقول مراسل لبي بي سي في المنطقة إن الانطباع هو أن معركة السيطرة على حلب لم تبدأ بجدية بعد.

مخيم اليرموك

وقد اشتد القتال خلال الليل وحتى صباح الخميس في عدد من الأحياء في حلب، وقال نشطاء بأن اشتباكات وقعت في مخيم اليرموك للفلسطينيين في جنوب العاصمة دمشق.

وقال سكان في مخيم اليرموك لـ بي بي سي إنّ عمليات قصف وتقدم للقوات الحكومية تجري من منطقة شارع الثلاثين وحارة النَور في مخيم اليرموك الفلسطيني التي تطل على الحجر الأسود التي تشهد اشتباكات ضارية بين القوات الحكومية وقوى المعارضة المسلحة.

وقال سكان إنّ الجيش السوري يحتشد على الأوتوستراد المؤدي إلى الحجر الأسود جنوب المخيم، باتجاه ما يبدو عملية عسكرية واسعة تطال مناطق الحجر الأسود والقدم وعسّالي.

وتُسمع منذ فجر اليوم أصوات الانفجارات وإطلاقات الرصاص في مخيم اليرموك، الأمر الذي دفع بالسكان إلى عدم الخروج من منازلهم.

كذلك شوهدت مدرعات في منطقة الدحاديل القريبة من كفرسوسة المجاورة لمنطقة القدم وعسّالي في دمشق.

وقال خالد عبد المجيد، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وأنور رجا، مسؤول الإعلام في الجبهة الشعبية القيادة العامة لـ بي بي سي، إنّه ليس للفلسطينيين أي علاقة بما يجري ولايوجد أي اشتباكات بين الفلسطينيين في مخيم اليرموك والجيش السوري، وإنّ ما يتم هو عمليات عسكرية للقوات الحكومية ضد معارضيها في مناطق مجاورة للمخيم.

دمشق

وقالت المعارضة إنّ قصفاً منذ فجر اليوم يطال منطقتي الهامة وقدسيا. كما استمر القصف والاشتباكات في بلدة التل مع استمرار النزوح لليوم الثاني على التوالي. بينما استمرت الاشتباكات في منطقتي القدم وعسّالي جنوب دمشق ومنطقة بيادر نادر.

أما في صحنايا، فقالت المعارضة إنّ تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية تجري في مؤشر على البدء في عملية عسكرية في تلك المنطقة.

حلب وريفها

وتستمر المعارك في أحياء الصاخور والسكري وبستان القصر بكافة صنوف الأسلحة وسط نزوح كثيف.

وقالت المعارضة إنّها هاجمت مقراً للمخابرات الجوية والأمن الجنائي ومخفر الكلاسة في حلب وأعلنت المعارضة صباح اليوم عن مقتل 9 مدنيين على يد القوات الحكومية في حي الزهراء في حلب.

وكانت آخر التقارير الواردة من ثاني كبرى المدن السورية حلب قد افادت بان كلا من الحكومة والمعارضة تعزز من قواتها العسكرية ربما لخوض معركة حاسمة في المدينة التي ظلت لفترة طويلة بعيدة عن الصراع الدائر في البلاد منذ نحو عام ونصف.

قال ناشطون سوريون معارضون إن حكومة دمشق تقوم بنقل الآلاف من جنودها من معسكراتهم على الحدود مع تركيا الى مدينة حلب الشمالية للمشاركة في القتال العنيف الدائر فيها ضد مسلحي المعارضة.

وقال المرصد السوير لحقوق الانسان ان قوات المعارضة بدورها تعزز من تواجدها في المدينة.

وذكر صحفي فرنسي داخل مدينة حلب السورية بي بي سي بأن مقاتلي الجيش السوري الحر باتوا يسيطرون على حوالي نصف المدينة.

واستمر القصف على الخالدية وجورة الشياح والقرابيص داخل حمص. وقالت المعارضة إنّ قصفاً بالطيران يطال مدينة الرستن.

ويطال القصف منذ الفجر منطقة السفيرة والمحيمدة في دير الزور. كما تجري اشتباكات قرب مقر الأمن العسكري في المدينة.

وقال مراسلنا في دمشق عساف عبود إن مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسوس يغادر دمشق الخميس في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام، أجرى خلالها محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد.

ويلتقي لادسوس قبيل مغادرته قيادات وشخصيات من المعارضة السورية.

وكشف لادسوس في تصريحات له أنّ الأمم المتحدة خفضت عدد مراقبيها وقلصت أعداد مراكزها في المحافظات.

وقال الجنرال باباغار جاي، القائد الجديد لبعثة المراقبين، إنّه يأمل أن يكون هنالك ضوء في نهاية النفق لتخفيف حدة العنف في سورية.

وبحث لادسوس مع المعلم، حسب بيان رسمي سوري، الأوضاع في سورية وتذليل العقبات التي تواجه تنفيذ خطة كوفي عنان مع تصاعد العنف في البلاد.

ونقل البيان أنّ المعلم أكد على أهمية التزام مسؤولي الأمم المتحدة بالموضوعية والدقة في تناول الوضع السوري، محملاً المجموعات التي وصفها بالإرهابية المسلحة، مسؤولية إعاقة الجهود لوقف العنف، مشدداً على أنّ سورية اليوم في حالة دفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، لكن أبوابها ستبقى مفتوحة للحوار السياسي.

مشروع قرار

في غضون ذلك، اعلن السفير السعودي لدى الامم المتحدة ان بلاده تعد مشروع قرار دولي جديد لعرضه على الجمعية العامة للامم المتحدة يتناول تهديدات الحكومة السورية باستخدام اسلحتها الكيميائية.

واوضح المعلمي ان مشروع القرار “سيأتي على ذكر كل المسائل المهمة في الوضع السوري”.

وأضاف المعلمي في تصريحات للصحفيين من نيويورك أنه يأمل أن يتم التصويت على مشروع القرار في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.

واوضح دبلوماسيون في الامم المتحدة ان القرار قد يدعو الدول الـ193 الاعضاء في المنظمة الدولية الى تطبيق العقوبات الدولية نفسها التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا.

كما قد يطالب القرار بتأمين وصول المساعدات الانسانية الى المناطق المتضررة بالنزاع في سوريا، بحسب الدبلوماسيين الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم.

تركيا

وفي خطوة عدت عقوبة اقتصادية تركية على حكومة دمشق أعلن وزير التجارة والجمارك التركي حياتي يازجي عن إغلاق جميع المنافذ بين تركيا وسوريا اعتبارا من اليوم الأربعاء ٢٥ يوليو تموز.

ولا يشمل قرار إغلاق المعابر او البوابات التركية عبور اللاجئين السوريين إلى تركيا، ولكنها ستكون مغلقة امام المواطنين الاتراك، اما المنع الاساسي فسيكون للشاحنات سواء التركية ام السورية التي تنقل بضائع من والى سوريا، ولا يشمل المنع أيضاً شاحنات الترانزيت التي تأتي من دولة ثالثة.

وتشترك تركيا مع سوريا في حدود تبلغ ٩٠٠ كيلو متر، وبينهما ١٣ بوابة او معبر، جميعها كانت مغلقة منذ أشهر طويلة، ماعدا معابر جلوا غوزو في هاطاي وكاركامش في غازي عنتاب واونجو بينار في كليس.

وينتظر ان يعقد الوزير يازجي مؤتمرا صحفيا اليوم يشرح فيه مزيدا من تفاصيل إغلاق المعابر التركية المطلة على سوريا، وكذلك تفاصيل عقوبات جديدة على النظام السوري.

ويترأس اليوم رئيس الوزراء طيب اردوغان اجتماعا امنيا يبحث المسالة السورية ومشكلة الإرهاب ، ويشارك في الاجتماع نائب رئيس الوزراء بشير اطالاي ووزير الدفاع والداخلية وقائد أركان الجيش ورئيس الاستخبارات وبعض قادة الجيش الاخرين.

ومع توقع تزايد اعداد اللاجئين في الايام المقبلة قررت الحكومة التركية اقامة ثلاثة مخيمات جديدة في قهرمان ماراش وغازي عنتاب ونيزيب.

وفي موسكو، قالت الحكومة الروسية الاربعاء إن العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الاوروبي على سوريا “ضارة وستأتي بنتائج عكسية”، مضيفة انها لن تعترف باجراءات تعتبرها محاولة لفرض حصار على سوريا.

وعبرت وزارة الخارجية الروسية عن خيبة املها من الاجراءات الاوروبية الجديدة التي تفرض على الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تفتيش الطائرات والسفن المتجهة الى سوريا من دول ثالثة اذا اشتبهت بوجود اسلحة على متنها.

وجاء في تصريح اصدرته الخارجية الروسية “ان روسيا لا تعترف بالعقوبات الاوروبية، وتعتبرها ضارة وذات نتائج عكسية ولا تسهم في حل الازمة الدائرة في سوريا.”

واضافت الوزارة ان العقوبات معارضة لنص وروح خطة السلام التي طرحها المبعوث الدولي كوفي عنان.

وفي وقت لاحق، وصفت الحكومة الروسية المسلحين الذين سيطروا على عدد من المعابر الحدودية مع تركيا بأنهم من حلفاء “تنظيم القاعدة.”

وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف عن شكوكه حول الادعاءات القائلة إن عناصر من الجيش السوري الحر هي التي سيطرت على المعابر.

وقال الوزير الروسي “اذا كان شركاؤنا (الغربيون) يدعمون سيطرة ارهابيين على مواقع داخل سوريا، فنحن نطالبهم بايضاحات حول مواقفهم الحقيقي وما الذي يريدون تحقيقه في سوريا.”

BBC © 2012

سوريا: الأزمة الإنسانية تتفاقم يوما بعد يوم

مارك دويل

بي بي سي

يقول مسؤولو الأمم المتحدة والصليب الأحمر إن هناك زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية داخل سوريا وفي مناطقها الحدودية.

وتقوم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ببناء معسكر جديد للاجئين السوريين بالأردن، وسيكون هذا المعسكر جاهزا في غضون أيام قليلة.

وتقول منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إن هناك مليون ونصف من النازحين داخل سوريا.

ويقول عمال الإغاثة بالمنظمة إن السوريين غير مستعدين من الناحية النفسية لمثل هذا الموقف، وقال أحدهم: “السوريون لم يواجهوا شيئا كهذا في حياتهم من قبل منذ عقود.”

وإذا تمكن المعسكر الجديد في الأردن من استيعاب 110 آلاف شخص كما هو متوقع، سيزال هناك ما بين 200 ألف إلى 250 ألف لاجئ سوري في الدول المجاورة، وتحديدا في تركيا ولبنان والعراق.

وقال أحد المسؤولين بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والذي عمل لعدة سنوات في سوريا ويقيم حاليا في فيينا معلقا على عدد اللاجئين السوريين: “هذه الأرقام كبيرة بالفعل.”

“العيش في المدارس”

وأضاف المسؤول: “لكن ما وراء هذه الأرقام من حقائق يجعلها صادمة بشكل كبير، حيث أن السوريين لم يعتادوا شيئا كهذا منذ أجيال، فهم لا يريدون أن يتركوا وطنهم وهم ليسوا على استعداد بالمرة لمثل هذا الأمر من الناحية النفسية.”

ويتفق مع هذا الرأي خالد عرقسوسي، وهو مسؤول العمليات بمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وهي منظمة الإغاثة الرئيسية العاملة في سوريا.

وقال عرقسوسي: ” يضطر بعض المشردين في دمشق الآن أن يعيشوا في المدارس.”

وهناك زيادة حادة في عدد الأشخاص الذين يعيشون في مثل هذه الظروف المعيشية المؤقتة خلال هذا الأسبوع، حيث تبين أن هناك ما بين 8 آلاف و 10 آلاف مواطن من سكان العاصمة يبحثون الآن عن مساعدة لإيجاد مأوى آمن.

وأضاف عرقسوسي: “لكن هؤلاء مواطنون في مناطق حضرية وهم معتادون على الحياة في المدن الكبيرة، فهم لم يعتادوا على أن يصنعوا الطعام معا على سبيل المثال. كما أن بعض هؤلاء الأشخاص عاشوا لسنوات في شقق سكنية لا يعرفون جيرانهم، والآن عليهم أن يعيدوا النظر في كل شيء.”

وتظهر الأرقام الواردة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ارتفاعا في عدد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من سوريا.

وتتوزع أرقام النازحين السوريين على النحو التالي:

الأردن: هناك 35 ألف شخص مسجل رسميا لدى الأمم المتحدة، ولكن الحكومة الأردنية تقول للأمم المتحدة إن هناك في الواقع ما بين 90 ألف و 150 ألف سوري موجودون في الأردن، ولكنهم لم يسجلوا أنفسهم بعد لدى الأمم المتحدة.

لبنان: هناك 30 ألف لاجئ سوري مسجل رسميا لدى الأمم المتحدة، وقد وصل إلى لبنان 18 الف سوري يومي 18 و19 يوليو/تموز فقط، لكنهم لم يسجلوا أسماءهم بعد لدى الأمم المتحدة.

تركيا: المعسكرات هنا تديرها الحكومة التركية وليس الأمم المتحدة، وتقول أنقرة إن هناك 42 ألف شخص سوري في هذه المعسكرات.

العراق: هناك ما بين 7 آلاف و500 إلى 10 آلاف لاجئ سوري، وأغلبهم في المناطق الكردية.

وبينما تبدو الحياة في معسكرات اللاجئين قاسية وغير متوقعة، يبدو حجم المعاناة داخل سوريا أكثر قسوة.

وقال عرقسوسي: ” لدينا تقديرات بأن هناك مليون ونصف مليون نازح في جميع أنحاء سوريا، ولكننا تمكنا من مساعدة نحو 950 ألف شخص فقط منهم بتوفير بعض المواد الغذائية والأدوية.”

وقال عرقسوسي إنه يعتقد أن هناك نحو 10 في المئة من اجمالي سكان سوريا، أو نحو 2.5 مليون شخص، تأثروا مباشرة بهذا الصراع، ويشمل ذلك الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم أو العائلات التي تستضيف النازحين في بيوتهم أو شققهم السكنية.

وكانت هناك مناشدات دولية لتقديم مساعدات نقدية من أجل مساعدة النازحين داخل وخارج سوريا، وهذه المناشدات ليست لها علاقة بالمساعدات المباشرة كتلك التي تقدمها الحكومة التركية للاجئين في المعسكرات التي تديرها.

كانت المناشدة الأولى من قبل وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الخيرية غير الحكومية العاملة في مجال اغاثة اللاجئين خارج سوريا، حيث طالبت هذه المنظمات بمبلغ 193 مليون دولار أمريكي وقد حصلت منه على 25 في المئة تقريبا حتى الآن.

وكانت المناشدة الثانية من أجل النازحين داخل سوريا طالبت بمبلغ 180 مليون دولار، وقد حققت ما يقرب من ربع هذا المبلغ المستهدف إلى الآن.

وقال عرقسوسي: “نحن نحث جميع الدول التي تتحدث كثيرا عن اهتمامها بسوريا أن تقدم لنا أموالها بدلا من كلامها الكثير.”

وقال أيضا إنه يناشد جميع الأطراف في هذا النزاع أن يحترموا حياد المتطوعين الذين يعملون معه في المنظمة، وأشار إلى أن خمسة أفراد من العاملين معه قتلوا حتى الآن، وكان من بينهم أحد الأشخاص الجالسين بجواره في سيارة كان يقودها، حيث أطلق مجهولون النار عليه وقتلوه.

وقال: “أناشد الجميع، يمكنك أن تتأكد من أوراق هويتي بأية لغة تريدها، لكن من فضلك لا تستخدم لغة السلاح ضد متطوعين عُزل، فليس هناك داع لإطلاق النار علينا.”

BBC © 2012

أعضاء مجلس الأمن الدولي يتلاومون بشأن تفاقم العنف في سوريا

الأمم المتحدة (رويترز) – تبادل اعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الاربعاء الاتهام بالمسؤولية عن تزايد العنف في سوريا وتعهدت الدول الغربية بالعمل على وضع نهاية للصراع خارج إطار المنظمة الدولية في حين حذرت روسيا من أن سلوك هذا السبيل ستكون له على الارجح “عواقب وخيمة”.

وعرقلت روسيا والصين بشكل متكرر محاولات لمجلس الامن تساندها الدول الغربية لزيادة الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد لوضع حد للعنف.

وقال سفير ألمانيا في الامم المتحدة بيتر فيتيج في مناقشة في مجلس الأمن بشأن الشرق الاوسط يوم الاربعاء “سيدفع الشعب السوري ثمن هذا الفشل.”

ومع الانقسام بين الأعضاء الخمسة الدائمين الذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن روسيا والصين في ناحية والولايات المتحدة فرنسا وبريطانيا في الناحية الأخرى وصل المجلس المؤلف من 15 عضوا إلى طريق مسدود وقالت واشنطن إنها ستبحث عن سبل للتصدي للأزمة في سوريا خارج إطار المنظمة الدولية.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في مناقشات المجلس بشأن الشرق الاوسط “تتبع واشنطن وعدد من العواصم الأخرى مثل هذه السياسة منذ بداية الأزمة السورية وأدى هذا الى تفاقمها الى حد بعيد.”

واضاف ان واشنطن “ستتحمل المسؤولية عن العواقب الوخيمة التي يرجح أن تؤدي إليها مثل هذه الخطوات.”

وقال تشوركين “إن وضعا يقال فيه للمعارضة – وجزء كبير منها لا يريد ان يسمع كلمة حوار – إنها ستلقى مزيدا من المساعدة سيؤدي الى تصعيد المواجهة ويساهم فيه.”

وقالت الولايات المتحدة انها ستلجأ الى بدائل مثل مجموعة “أصدقاء سوريا” في البحث عن سبل للضغط على الأسد بعد فشل مجلس الأمن في الاتفاق على معاقبة سوريا على انتهاكها لخطة السلام التي توصل اليها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان.

وقال جيفري ديلورنتس نائب السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة يوم الأربعاء “لما كان مجلس الامن قد فشل في النهوض بمسؤولياته فستواصل الولايات المتجدة العمل مع (أصدقاء سوريا).”

واضاف إن واشنطن ستعمل على زيادة الضغوط على الحكومة السورية وتدعم المعارضة السورية وتنظم المعونة وتساعد في الإعداد لانتقال ديمقراطي تقوده سوريا.

وكانت روسيا والصين اعترضت يوم الخميس الماضي بحق النقض (الفيتو) على قرار يهدد السلطات السورية بعقوبات اذا لم تكف عن استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن لأن روسيا قالت إن هذا التهديد من جانب مجلس الأمن منحاز.

وقال مارك ليال جرانت سفير بريطانيا في الأمم المتحدة في مناقشة مجلس الأمن “إنهم مستعدون لحرمان المجلس من القدرة على التأثير على الوضع وتغييره إلى الأحسن.”

واضاف قوله “العواقب واضحة: مزيد من العنف وسفك الدماء ووضع متدهور يتسع نطاقه الآن متجاوزا الحدود.” وهي إشارة إلى دخول قوات سورية إلى لبنان ومرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار آرو للمجلس “إن العجز الذي قيد حركة المجلس بسبب استخدام روسيا والصين لحق النقض الفيتو لا يترك المجلس بدون بديل.”

واضاف قوله “سنواصل مساندتنا للشعب السوري وإرساء انتقال ديمقراطي.” وقال ان فرنسا ستواصل مساندة المعارضة في سوريا.

(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية)

من ميشيل نيكولز

روسيا: المقاتلون على الحدود السورية التركية قد يكونون حلفاء للقاعدة

موسكو (رويترز) – قالت روسيا يوم الأربعاء ان المُسلحين الذين سيطروا على معابر على الحدود السورية مع تركيا ربما يكونون حلفاء لتنظيم القاعدة.

وشكك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في المزاعم التي تقول ان الجيش السوري الحر المعارض هو من سيطر على المعابر الحدودية من أيدي القوات الحكومية.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره القبرصي “وفقا لبعض المعلومات لم يكن الجيش السوري الحر هو من استولى على نقاط التفتيش تلك .. مهما كان ما يعتقده البعض بشأن هذا .. وإنما هي جماعات ذات صلة مباشرة بالقاعدة.”

وقال لافروف “نتحقق من ذلك جيدا” وأشار إلى أن الدول الغربية يجب ألا تتسرع وتحتفل بمكاسب معارضي الرئيس السوري بشار الاسد على الأرض.

واضاف “اذا كانت مثل هذه العمليات .. استيلاء ارهابيين على أراض .. مدعومة من شركائنا فيجب ان نتلقى اجابة على السؤال بشأن موقفهم من سوريا وما الذي يحاولون تحقيقه في هذا البلد.”

واتهمت موسكو الدول الغربية اكثر من مرة بتشجيع معارضي الاسد وقالت ان عليها ان تزيد الضغط على المعارضة لوقف العنف في سوريا محذرة من ان بعض من يقاتلون القوات الحكومية مسلحون متطرفون.

جاءت تصريحات لافروف بشأن المعابر الحدودية بعد اتهامه للولايات المتحدة يوم الاربعاء بمحاولة تبرير الإرهاب ضد الحكومة السورية.

وواجهت روسيا انتقادات غربية حادة لاستخدامها حق النقض في مجلس الامن الدولي ضد ثلاثة قرارات تهدف لزيادة الضغط على الاسد لوقف العنف المستمر منذ نحو 16 شهرا.

(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى