أحداث الخميس، 28 تموز 2011
ريف دمشق: قتلى بينهم طفلان… ومئات المعتقلين
باريس – رندة تقي الدين؛ دمشق، عمان، لندن -»الحياة»، أ ف ب ، أ ب
قال ناشطون وحقوقيون إن بلدة كناكر في ريف دمشق عاشت امس يوما داميا، مع شن حملة مداهمات واعتقالات داخلها منذ فجر امس ادت إلى مقتل ما لا يقل عن 11 مدنيا، بينهما طفلان احدهما في السابعة من العمر والاخر في الحادية عشر. وتواصلت العمليات الامنية في باقي مدن ريف دمشق، وبينها الزبداني وبرزة والحجر الأسود والسيدة زينب والكسوة وحرستا حيث انتشرت قوات الأمن والجيش في الشوارع واعتقلت المئات وهدمت جدران منازل وقطعت الكهرباء والمياة والانترنت.
وفيما أقر مجلس الوزراء السوري مشروع قانون الانتخابات الذي وصفه معارضون بانه «للاستهلاك الاعلامي»، قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعرب خلال محادثات امس مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني عن اعتقاده «انه لم يعد هناك اي امل من نظام سورية»، فيما أيد العاهل الاردني إجراء النظام السوري «حوارا حقيقيا»، موضحا انه «لا يرى له بديلا حاليا».
ميدانيا، قال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي إن الأمن نفذ عمليات مداهمة قتل خلالها 11 شخصاً واعتقل أكثر من 250 في كناكر، موضحا ان «عملية المداهمة جرت كردٍّ انتقامي لأنها (كناكر) أدت دوراً بتزويد مدينة درعا بالمؤن».
وأفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» انه تم إغلاق المدينة تماما، موضحا ان عدد الجرحى تجاوز المئة، وان «بعض الاصابات خطيرة جدا ومساجد البلدة تتحول إلى مستشفيات ميدانية».
من جانبه اوضح المرصد السوري إن «قوات الأمن والجيش التي كانت في محيط الكسوة اتجهت فجراً نحو كناكر وقامت بدهم المدينة مع إطلاق نار كثيف». وأضاف أن «أهالي كناكر قاوموا الدبابات بالحجارة وإحراق الإطارات والتكبير». وأشار إلى «وجود سبع دبابات على الجهة الغربية من البلدة وسبع أخرى عند مدخل البلدة وأربع دبابات من الجهة الشرقية دخلت البلدة». وأكد أن «أربع دبابات تراجعت حتى مدخل البلدة الشرقي تحت وابل الحجارة الذي انهمر عليها من الثوار الذين أعادوا وضع الحواجز».
وتحدث «اتحاد التنسيقيات» عن ممارسات «عقاب جماعي» في كناكر وباقي مدن ريف دمشق، قائلا إن قوات امن قامت بهدم جدران منازل كتب عليها عبارات مناهضة للنظام في برزة، وان الاعتقالات في برزة وحدها اكثر من 200 شخص. فيما أكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي «اعتقال نحو 300 شخص مساء أمس وأول من أمس في مدينة السيدة زينب والمئات في مدينة الحجر الأسود» في ريف دمشق.
اما في الزبداني فقال ناشطون ان الامن قام بعملية دهم واسعة للمدينة، وتمت سرقة البطاريات الخاصة بمحركات المياه حتى لا يتمكن الفلاحون من سقاية أراضيهم، كما تم اعتقال ما لا يقل عن 170 شخصا.
وأفاد المرصد السوري عن «توجه الكثير من سيارات الأمن والجيش من الصبورة (ريف دمشق) نحو الزبداني». وقال: «كانت هناك سيارات أمن وجيش تسير في الشوارع ترافقت مع حملة اعتقالات للناس من الشوارع والحواجز ومصادرة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة مع ازدياد ملحوظ في عدد الحواجز الأمنية المنتشرة في المدينة».
في موازاة ذلك، وصف ناشطون درعا بأنها في «حالة غليان». وأفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» بأن المدينة «تشهد انتشاراً أمنياً كثيفاً في الأسواق الرئيسة وخصوصاً في ساحة الحرية (السرايا)». وذكر أن هذا الانتشار الأمني يأتي بعد دعوات أطلقها أهالي درعا لإضراب عام تضامناً مع حمص والمدن المحاصرة وعلى خلفية التظاهرات الليلية في كل أحياء مدينة درعا.
وفي حمص، تحدث الاتحاد عن حملة مداهمات واعتقالات في حي عشيرة في المدينة صباح أمس، قائلاً إن «المنطقة مغلقة عسكرياً وأمنياً من الصباح الباكر يمنع الدخول إليها أو الخروج منها». كما أعلن ان ثمة اضرابا عاما للمعتقلين في سجن الحسكة، واعتصامات للمحامين والاطباء في حماة وحلب.
إلى ذلك، أقر مجلس الوزراء السوري مساء اول امس، مشروع قانون الانتخابات العامة بعد اقراره مشروع قانون الاحزاب، وذلك تمهيداً لاجراء انتخابات برلمانية وإدارة محلية في الاشهر المقبلة. وتضمن مشروع قانون الانتخابات تعديلات على القانون السابق، بينها تشكيل لجنة عليا قضائية تشرف عليها بدلاً من السلطة التنفيذية، إضافة الى ضبط عملية الإنفاق المالي وإتاحة وسائل الإعلام أمام جميع المرشحين. كما سمح مشروع القانون للذين مُنحوا الجنسية بموجب المرسوم الرئاسي الخاص بأجانب الحسكة (الأكراد) «الانتخاب والترشح لعضوية» مجالس الادارة المحلية. ويُتوقع أن يصدر مشروعا قانون الانتخابات والاحزاب بمرسوم تشريعي ومجلس الشعب (البرلمان) الذي يعود الى الانعقاد بداية الاسبوع المقبل، استعداداً لإجراء الانتخابات في الاشهر المقبلة.
وقللت شخصيات من المعارضة من شأن القانون الجديد قائلة إنه «شكلي وللإستهلاك الاعلامي» وذلك بعد يومين من انتقادات مماثلة لقانون الاحزاب.
وفي باريس، أعرب الرئيس الفرنسي وضيفه عاهل الاردن عن «مشاعر الصدمة لعدد الضحايا واستمرار القمع واستمرار القمع في سورية وعجز النظام عن احترام التعهدات التي قطعها»، وذلك خلال غداء عمل في باريس امس، بحسب ما اعلنت الرئاسة الفرنسية.
وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة على مجريات اللقاء ان ساركوزي اكد لضيفه «انه لم يعد هناك اي امل من نظام سورية الذي لا يمكن ان يستمر». وأفادت المصادر بان العاهل الاردني ابلغ الرئيس الفرنسي انه نصح الرئيس السوري باقامة «حوار حقيقي» في البلد.
وتحدثت المصادر عن اختلافات في الرأي بين باريس وعمان حول استمرارية النظام السوري. ففي حين رأى العاهل الاردني ان الجيش السوري وتكوينات اجتماعية متمسكة بالنظام و»انه ليس هناك بديل حاليا للاسد»، متمنيا ان تسفر الافكار التركية عن نتائج ايجابية، أعرب ساركوزي عن مخاوفه من حدوث «عمليات امنية» في لبنان نتيجة ما يحدث على الساحة السورية.
مؤتمر «تكنولوجي» للمعارضة وموسكو تدعوها لمحاورة النظام
دمشق: مسيرة الإصلاح ماضية بثبات
أشاد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بدعم الجالية السورية في الاغتراب لبلدها و«التي تشكل ركيزة أساسية في عملية الإصلاح»، فيما اعتبر معاون نائب الرئيس العماد حسن توركماني أن «القوى المتغطرسة في العالم حرضت الجماعات الإرهابية المسلحة على زعزعة الأمن بسبب مواقف سوريا الرافضة للهيمنة على المنطقة»، مؤكدا أن «مسيرة الإصلاح التي تشهدها سوريا ماضية بخطى ثابتة وراسخة لتلائم المتغيرات المحلية والدولية على كل الأصعدة».
وفي حين بدأ 200 معارض اجتماعا في اسطنبول «لتأسيس سوريا الجديدة»، أعلنت روسيا أن دبلوماسيين في سفارتها في دمشق التقوا معارضين وطالبوهم بالدخول في حوار مع السلطة وقبول المبادرات الديموقراطية التي تقدم بها النظام.
وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار القربي «قتل 11 شخصا على الأقل، بينهم طفل في السابعة من العمر، برصاص رجال الأمن أثناء عمليات مداهمة في مدينة كناكر (50 كلم جنوب غرب دمشق)، بينما استمرت الحملات الأمنية في عدد من مدن ريف دمشق، تم اعتقال مئات فيها». وأكد أن «العملية الأمنية التي تمت في كناكر (25 ألف نسمة) تقدمها تركس (جرافة) ترافقه دبابات من الجيش واستهدفت
الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و40 عاما».
من جهته، أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان لائحة بأسماء ثمانية قتلى في البلدة نفسها. وذكرت «سانا» أن «قوات حفظ النظام تعقبت مجموعات إرهابية مسلحة قامت بترويع المواطنين الآمنين في منطقة كناكر بريف دمشق، وأسفرت المواجهة عن مقتل أربعة من عناصر تلك المجموعات المسلحة وجرح اثنين. ووصفت العملية التي نفذتها قوات حفظ النظام بالنوعية والناجحة».
وكان المرصد نقل عن «تنسيقية تجمع أحرار دمشق وريفها للتغيير السلمي» أن «شابا من مدينة حرستا قتل أمس (أول من أمس) على احد الحواجز في المدينة ثم تم نقله الى مستشفى حرستا العسكري». وأشار الى ان «حملة امنية بدأت في حي برزة حيث انتشرت قوات من الامن والجيش في كافة شوارع الحي».
وقال ناشط حقوقي ان «مئات المحامين قاموا بالاعتصام داخل منتدى النقابة في قصر العدل في حلب». وأضاف ان «المحامين اعتصموا للمطالبة باستقلالية النقابة والتأكيد على حرمة الدم السوري وهم يهتفون: النقابة حرة حرة والشبيحة تطلع برة». وأشار الى ان «أمين فرع النقابة قرر اغلاق المنتدى لاجل غير مسمى داعيا المحامين الى فض الاعتصام».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد التقى وفدا من الجالية السورية في السعودية و«دار الحديث حول الأحداث التي تشهدها سوريا ودور كل فرد، سواء داخل البلد أو في المغترب، في دعم مسيرة الإصلاح وتوضيح حقيقة ما يجري ونقل هذه الحقيقة إلى الخارج».
وأعرب الأسد عن «تقديره الكبير للجالية السورية في المغترب، التي سارعت إلى دعم بلدها بشتى الوسائل، والتي تشكل ركيزة أساسية في عملية الإصلاح».
وفي حلب، قال العماد توركماني، خلال لقاء مع سوريين في مدرسة غرناطة بحي الزبدية، إن «استهداف سوريا من قبل القوى المتغطرسة في العالم كان بسبب مواقفها الصامدة بوجه المخططات الرامية إلى فرض الهيمنة على المنطقة، ما حدا بهذه القوى إلى تأليب الجماعات الإرهابية المسلحة والتحريض من اجل زعزعة الأمن والاستقرار في هذا البلد».
وأوضح توركماني أن «الشعب السوري استطاع بوعيه أن يدرك حقيقة المؤامرة وأهدافها المتمثلة بمحاولة المس بالوحدة الوطنية داخل الأسرة السورية المتماسكة، عبر عملية غسل عقول بعض الأشخاص الذين لهم مصلحة في إحداث الفوضى والتخريب».
وأضاف توركماني إن «مسيرة الإصلاح التي تشهدها سوريا ماضية بخطى ثابتة وراسخة لتلائم المتغيرات المحلية والدولية على كل الأصعدة»، لافتا إلى «العديد من المراسيم والتشريعات التي صدرت والتي تعد للإصدار، كقوانين الأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية والإعلام»، معتبرا أن «هذه المسيرة تعبر عن المصداقية والثقة المتبادلة بين الشعب وقائده الرئيس بشار الأسد وعن برنامج حقيقي وفق جدول زمني واضح، لتعود سوريا قوية أبية كما عهدها أبناؤها في كل المحن والأزمات».
وذكرت «سانا» أن «مداخلات الفعاليات الشعبية والأهلية في اللقاء تركزت على ضرورة الالتزام بالنهج الإصلاحي في سوريا والعمل على معالجة القضايا التنموية والخدمية في المحافظة».
وقال وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد، خلال لقائه علماء الدين وأئمة وخطباء مساجد في محافظتي دمشق وريفها في جامع العثمان في دمشق، إن «العلماء والأئمة والخطباء كان لهم دور كبير في العمل على وأد المؤامرة التي تتعرض لها سوريا وتوعية المواطنين بأبعادها».
وأكد أن «الإصلاحات في سوريا بدأت في شتى ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بخطى سريعة، لا متسارعة، ولا يستطيع أحد أن ينكرها، وأن الأحداث التي تشهدها البلاد تأتي ضمن محاولات استهداف سوريا ونهجها الوطني والقومي»، مشيرا إلى أن «علماء سوريا أكدوا حرمة التظاهر».
من جانبه، حذر الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي «من الحركات الهدامة التي تهدف لاجتثاث الإسلام قبل أي شيء آخر، وهي الآن تفعل أي شيء بغية الوصول إلى أهدافها المشبوهة، ولو عبر القتل واستباحة الحرمات وتخريب البلاد، وبعد أن فشلت المؤامرة لجأ المخربون إلى محاولات الغدر والقتل والتجييش والتحريض».
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن «دبلوماسيين في السفارة الروسية في دمشق يعقدون لقاءات بممثلي المعارضة السورية ويطلعونهم على الموقف الروسي من الوضع في سوريا». وأضاف أن «الموقف الروسي يلقى تفهما لدى المعارضين السوريين خلال معظم اللقاءات»، موضحا أن «روسيا تدعو دائما المعارضة السورية إلى الدخول في الحوار مع السلطات وقبول المبادرات الديموقراطية التي تقدم بها النظام السوري».
وفي باريس، نقل المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو عن الوزير آلان جوبيه أنه عبر للأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «عن انشغال فرنسا بتدهور الأوضاع في سوريا، وخاصة في ضوء ارتفاع عدد ضحايا أعمال القمع وعدم التزام النظام في دمشق بتنفيذ الالتزامات التي سبق أن أعلن عنها».
معارضة في اسطنبول
وفي اسطنبول، بدأ حوالى 200 معارض، جاءوا من سوريا وأيضا من الولايات المتحدة وأوروبا أو السعودية، اجتماعا لأربعة أيام لتنسيق الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام في دمشق و«تأسيس سوريا الجديدة».
وقد جاءت بناه غدبيان، وهي طالبة في السابعة عشرة من العمر وابنة منفيين سوريين في الولايات المتحدة، من أركنسو إلى فندق عند أطراف اسطنبول للمشاركة في هذا اللقاء الأول لشبكة الناشطين السوريين. وقالت «نحن هنا لنتدرب ونحضر أنفسنا لما سيجري بعد الثورة، لكي يكون لدينا نوع من البنية والعملية الانتقالية». وأضافت «ننسق بشكل يضمن انضمام الأقليات والنساء والمجموعات المهمشة حتى الآن، لنبدأ حركتنا بمشاركة الجميع وعدم تكرار أخطاء الماضي».
وستدعى بناه لاختيار حقل عملها، بين السياسة والإعلام والمساعدة الإنسانية واللوجستية أو حقوق الإنسان، وللمشاركة في ورش التدريب لجعل تحركها أكثر فاعلية مع تدريبات على العلاقات مع وسائل الإعلام أو أيضا على وسائل الإعلام عن انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال معاز السباعي، احد المنظمين، «ستكون لدينا أيضا ورش عمل حول تكنولوجيات الهواتف الذكية ومختلف أنواع الهواتف المتصلة بالأقمار الاصطناعية، ما يمكن استخدامه في نزاع مثل هذا. كما سنبحث سبل الاتصال بأمان مع الأشخاص في سوريا».
وافتتح المنتدى بنقاشات حول دور المجتمع المدني ومفهوم العلمانية ومكانة الأحزاب السياسية التقليدية في «الثورة السورية». ودعا احد «قادة الاحتجاجات» عماد الدين رشيد الشبان إلى «بناء مجتمع مدني يتخطى الانقسامات الأيديولوجية والعشائرية والدينية، ويكون شفافا ومستقلا».
وقال المتحدث باسم «تنسيقية الثورة في درعا» جمال الوادي «في سوريا نريد إنشاء لجان تمثيلية في كل مدينة تترأسها جميعها لجنة وطنية. نريد الاستفادة من التدريبات المقترحة لتحديد سبل بلوغ هدفنا».
(سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش أ)
حزب البعث الحاكم في سوريا يعقد مؤتمرا قبل نهاية العامل الحالي
دمشق- (يو بي اي): أعلن الأمين القطري المساعد لحزب البعث الحاكم في سوريا محمد سعيد بخيتان عن الإعداد لعقد مؤتمر قطري للحزب قبل نهاية العام على أبعد تقدير لبحث إستراتيجية الحزب ورؤاه حيال متطلبات المرحلة الحالية.
ونقلت صحيفة (البعث) الناطقة باسم الحزب الخميس عن بخيتان قوله في لقاء حزبي في دمشق الأربعاء أن “المؤتمر سيكون تاريخياً في حياة الحزب كونه سيسبق الانتخابات التشريعية التي نرى أنها لحظة مفصلية قادمة في حياة سورية، وسيخوضها الحزب لتأكيد دوره النضالي ومتابعة عمله في تحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات للشعب”، لافتاً إلى أن “العديد من الملفات التي سيناقشها المؤتمر أصبحت جاهزة”.
وأضاف بخيتان أن “مجلس الشعب سيكون مدعواً للانعقاد خلال الأيام القادمة، وبحكم القانون، لمناقشة جملة من القرارات والقوانين التي تدعم مسيرة الإصلاح، ومن بينها خصوصاً قانون الانتخابات العامة، ومن ثم يصدر الرئيس (بشار) الأسد مرسوماً جمهورياً بحل المجلس والدعوة لانتخابات تشريعية قبل نهاية العام”.
وقال بخيتان إن “إقرار قانون جديد للأحزاب ورغبة الكثيرين ممن يودون تأسيس أحزاب في فسح المجال أمامهم للمشاركة في الانتخابات المقبلة، هما من الأسباب التي دعت لانعقاد مجلس الشعب مجدداً، وإرجاء الانتخابات إلى موعد لاحق سيكون قبل نهاية العام، وهذا دليل إضافي على رؤية الحزب لأهمية مشاركة الجميع في البناء الوطني ومتطلبات المرحلة القادمة”.
ووصف بخيتان الانتخابات التشريعية المقبلة بأنها ستكون”مهمة ومفصلية لجهة تعويل الحزب على صناديق الاقتراع لتأكيد مصداقيته التي نالها من ثقة الجماهير به ودفاعه المستميت عن مبادئها وقضاياها الوطنية والقومية”.
ويشار إلى أن سوريا تشهد منذ مارس/ آذار الماضي تظاهرات تطالب بالاصلاح وباسقاط النظام ،تقول منظمات حقوقية انه سقط فيها اكثر من 1500 قتيل من المحتجين وقوات الأمن، فيما تتهم السلطات السورية مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج باطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.
ناشطون ينددون بالصمت العربي تجاه ‘الاعتداءات’ على شعبهم
دبابات سورية تهاجم بلدة كناكر وتقتل 11
عمان ـ نيقوسيا ـ القاهرة ـ وكالات: قال نشطاء في مجال حقوق الإنسان إن جنودا سوريين وقوات أمن مدعومة بدبابات قتلوا 11 مدنيا الأربعاء عندما داهموا بلدة كناكر قرب دمشق.
وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا ان أربع دبابات وجرافة دخلت بلدة كناكر الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة السورية في حين طوقت 14 دبابة أخرى البلدة.
وتابع أن السكان ألقوا حجارة وأشعلوا النيران في اطارات في محاولة للحيلولة دون تقدم الدبابات، بينما كان آخرون يكبرون من فوق أسطح المباني.
ونقلت المنظمة السورية لحقوق الإنسان التي يرأسها المعارض عمار القربي عن شهود قولهم إن ضباطا من المخابرات العسكرية ألقوا أيضا القبض على 300 شخص في البلدة وأخذوهم في 11 حافلة صغيرة.
وأوضح النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن اقتحام البلدة بدأ في الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي.
وذكر النشطاء أن قوات الأمن والشبيحة يواصلون إطلاق الرصاص الحي على أهالي بلدة كناكر في ريف دمشق وسط اعتقالات عشوائية واقتحام للبيوت، مؤكدين أن الجرحى بالمئات ومحاصرون في جامع العمري بوسط البلده وأن بينهم حالات خطيرة ويتعذر إسعافهم.
وفي حي برزة بدمشق انتشر أكثر من 700 عنصر من الفرقة الرابعة بعتادهم الكامل وطوقوا المنطقة وسط اعتقالات بشكل عشوائي، وقال نشطاء إن عدد المعتقلين تجاوز المئتين منذ فجر امس وسط إطلاق نار متقطع وهدم لجدران المنازل التي كتبت عليها عبارات ضد النظام.
وأضاف النشطاء أن درعا تشهد انتشارا أمنيا كثيفا في الأسواق الرئيسية، بعد دعوات أطلقها ثوار درعا لإضراب عام تضامنا مع حمص و المدن المحاصرة وعلى خلفية التظاهرات الليلية في كل أحياء المدينة.
وفي القاهرة، نظم عشرات السوريين احتجاجا أمام مقر الجامعة العربية، مطالبين إياها بتبني موقف واضح إزاء الاضطرابات الجارية في بلادهم.
وأدان المحتجون في بيان ما وصفوه بالصمت العربي وما يجري في سورية، على حد تعبيرهم.
وفي اسطنبول بدأ حوالى مئتي ناشط سوري جاءوا من سورية وايضا من الولايات المتحدة واوروبا والسعودية الاربعاء اجتماعا لاربعة ايام لتنسيق الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام في دمشق و’تأسيس سورية الجديدة’.
وقد جاءت بناه غدبيان وهي طالبة في السابعة عشرة من العمر وابنة منفيين سوريين في الولايات المتحدة، من اركنسو مسقط رأسها الى فندق عند اطراف اسطنبول للمشاركة في هذا اللقاء الاول لشبكة الناشطين السوريين.
وقالت هذه الفتاة ‘نحن هنا لنتدرب ونحضر انفسنا لما سيجري بعد الثورة، لكي يكون لدينا نوع من البنية والعملية الانتقالية’، مؤكدة انها سبق واسهمت في نضال رفاقها في سورية من خلال بث شريطي فيديو على الانترنت يدعوان الى الاحتجاج.
واضافت ‘ننسق بشكل يضمن انضمام الاقليات والنساء والمجموعات المهمشة حتى الآن (…) لنبدأ حركتنا بمشاركة الجميع وعدم تكرار اخطاء الماضي’.
وتابعت ‘لا اريد ان اكون جزءا من التخويف والترهيب الذي يفرضه النظام على مواطنيه’، مؤكدة ‘ان هدفي هو العودة الى سورية حرة والعيش فيها’.
إتهم واشنطن بالسعي إلى تغيير النظام الحاكم في دمشق
الظواهري يثني على المحتجين السوريين ويعرض مساعدتهم
أ. ف. ب.
أعرب الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة ايمن الظواهري، في تسجيل، عن تأييده ودعمه المعارضين والمحتجين السوريين، وقال إن واشنطن تسعى الى تغيير النظام الحاكم في سوريا، وإن “المجاهدين يعلمون المعتدي والخائن دروسًا، ويقفون ضد القمع”، وان اتباعه يمكن ان ينضموا الى السوريين في احتجاجاتهم الاسد.
واشنطن: أشاد زعيم القاعدة الجديد أيمن الظواهري بالمتظاهرين في سوريا، وذلك في شريط فيديو بثّ الاربعاء، وأكد فيه ان الولايات المتحدة تسعى الى تغيير النظام في دمشق.
وبعدما وصف المتظاهرين المناهضين للحكومة السورية بـ”المجاهدين”، اشاد ايمن الظواهري الذي خلف اسامة بن لادن على رأس القاعدة بعد مقتل الاخير، بجهود “هؤلاء المجاهدين لإعطاء درس للمعتدي والمغتصب والخائن والكافر”، حسب ما اعلن موقع سايت الذي يراقب المواقع الاسلامية.
واعرب الظواهري ايضًا عن أسفه لكونه غير قادر مع مقاتلين آخرين من القاعدة على الانضمام الى السوريين الذين يتظاهرون ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال الظواهري في هذا الشريط “الله يعلم أني واخواني كنا سنكون بينكم ومعكم والدفاع عنكم بأرواحنا وحمايتكم بصدورنا لو لم تكن الحرب التي نحارب من خلالها الصليبيين الجدد، تستعر (…)”.
كما اكد الظواهري ان “واشنطن تسعى حاليًا الى استبدال الاسد، الذي سعى جاهدًا إلى حماية حدود الكيان الصهيوني، بنظام جديد لإجهاض ثورتكم والجهاد ويكون تابعًا لأميركا ويرعى مصالح اسرائيل (…)”.
وتقدر بعض التقارير ان عدد قتلى الاحتجاجات في سوريا بلغ نحو 1486 قتيلاً، الى جانب نحو 12 ألف معتقل لدى السلطات.
على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن والجيش السوريين قتلت الأربعاء 11 مدنيًا، خلال اقتحامها بلدة كناكر في جنوب غرب العاصمة دمشق.
وأضاف المرصد، ومقره بريطانيا، أن 4 دبابات وجرافة دخلت البلدة التي تبعد 30 كيلومترا عن دمشق، فيما حاصرتها 14 دبابة أخرى.
وذكر أن السكان قاموا برشق الحجارة وإشعال النيران في إطارات السيارات في محاولة لوقف تقدم هذه القوات هاتفين من أعلى المنازل “الله أكبر”.
ونقلت المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان، التي يرأسها عمر القرابي، عن شهود عيان قولهم إن الاستخبارات العسكرية اعتقلت 300 شخصًا في البلدة، واصطحبتهم معها في 11 حافلة صغيرة. وكان المرصد قد أعلن الثلاثاء أن السلطات السورية أرسلت تعزيزات عسكرية وأمنية الى منطقتين تابعتين لدمشق، وذلك في نطاق عملية أمنية تقوم بها في العاصمة اسفرت عن اعتقال العشرات.
وقال رامي عبدالرحمن قوله إن الحكومة بعثت بمئات من الجنود ورجال الامن الى منطقة الزبداني وضاحية المعضمية في ريف دمشق يوم الثلاثاء. ولم يرد تعليق مباشر من السلطات السورية.
بدورهم، شارك مئات المحامين الاربعاء بالاعتصام في القصر العدلي في حلب (شمال) للتاكيد على حرمة الدم السوري والمطالبة باستقلالية نقابة المحامين. وذكر ناشط حقوقي من حلب فضل عدم الكشف عن اسمه ان “مئات المحامين قاموا بالاعتصام داخل منتدى النقابة في قصر العدل في حلب”.
واضاف الناشط ان “المحامين اعتصموا للمطالبة باستقلالية النقابة والتاكيد على حرمة الدم السوري هاتفين النقابة حرة حرة والشبيحة تطلع برة”.
واشار الناشط الى ان “امين فرع النقابة قرر اغلاق المنتدى لاجل غير مسمى، داعيًا المحامين الى فضّ الاعتصام”.
وكانت السلطات السورية قد أطلقت حملة امنية مشددة هدفها قمع حركة الاحتجاج التي مضى على اندلاعها اربعة شهور. ويتوقع ناشطون ان تتصاعد الاحتجاجات خلال شهر رمضان الذي يحل خلال الاسبوع المقبل.
تظاهرات ليلية في دمشق وريفها واستمرار الحملة الأمنية
دمشق: افاد ناشط حقوقي الخميس ان عدة تظاهرات ليلة جرت مساء امس في بعض احياء دمشق وفي قطنا (ريف دمشق) تزامنت مع حملات مداهمة واعتقالات طالت اكثر من مئة شخص.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان “تظاهر أحرار قطنا يوم امس بعد صلاة العشاء للخروج نصرة لكناكر التي ناصرتهم ايام حصارهم لكن سرعان ما قمعها رجال الأمن والشبيحة المتواجدين بكثافة في المدينة”.
واوضح المرصد “انهم قاموا بمحاصرة المظاهرة بسيارتي بيك آب مزودتين برشاش خلفي وعدة سيارات مليئة برجال الأمن المدججين بالسلاح وقاموا باعتقال شاب”.
وكانت قوات الامن نفذت فجر الاربعاء عمليات مداهمة قتل خلالها 11 شخصا بينهم طفل في السابعة من العمر برصاص رجال الامن في مدينة كناكر (50 كلم جنوب غرب دمشق)، بينما اعتقل اكثر من 250 شخصا.
واشار المرصد الى ان “قوات الأمن كانت قد نفذت مداهمات للمنازل واعتقال للشباب بعد صلاة المغرب” لافتا الى ان مدينة قطنا مازالت تشهد تواجدا امنيا كثيفا”.
واكد المرصد “وجود حاجز أمني على مدخل قطنا ودبابتين على مدخل البلد بالإضافة لحاجز أمني آخر على طريق كفرقوق عند سكة القطار مع انتشار واضح للعناصر الأمنية والشبيحة في شوارع قطنا”.
وفي دمشق، “خرجت مظاهرة مساء امس الاربعاء في شارع خالد بن الوليد شارك فيها مجموعة من الشبان والشابات واغلقوا الشارع لفترة وجيزة كما خرج مئات الشبان من حي المزة الشيخ سعد وهتفوا بإسقاط النظام” بحسب المرصد.
واضاف “تجمع عدد من شبان حي برزة في دمشق للتظاهر بعد صلاة العشاء قرب جامع السلام فهاجمتهم سيارة كيا لونها أزرق فيها 4 شبيحة مسلحين ثم تلاها وصول 3 باصات لقمع المظاهرة” مشيرا الى ان” المظاهرة ما لبثت ان انفضت”.
واشار المرصد الى “قبل صلاة المغرب بدأت قوات الجيش بالخروج تدريجيا مع بقاء تواجد أمني قليل في هذا الحي الذي نفذت فيه قوات الامن السورية فجر امس (الاربعاء) عملية أمنية كبيرة حيث انتشرت قوات كبيرة من الأمن والجيش وبدأت عملية مداهمة للبيوت واعتقال أكثر من 100 شخص بناء على قوائم كانت معهم”.
واضاف “كما خرجت مظاهرة نسائية مسائية في منطقة الحجر الاسود (ريف دمشق)”.
ودعا الناشطون السوريون على موقع فايسبوك إلى مظاهرات جديدة غدًا الجمعة تحت عنوان “صمتكم يقتلنا”، في إشارة إلى الصمت العربي حول إدانة قمع النظام السوري ضد شعبه.
وبعد يوم من اعتصام للأطباء في مستشفيين في مدينة حلب، طالبوا فيه بإطلاق سراح المعتقلين، نفذ أمس مئات المحامين اعتصامًا في قصر العدل في حلب. وقال ناشط حقوقي من حلب إن “المحامين اعتصموا للمطالبة باستقلالية النقابة، والتأكيد على حرمة الدم السوري وهم يهتفون: النقابة حرة حرة.. والشبيحة تطلع بره”.
ميدانيًا، قتل أحد عشر شخصًا على الاقل، بينهم طفل في السابعة من العمر، برصاص رجال الامن أمس الاربعاء اثناء عمليات مداهمة في مدينة كناكر (50 كلم جنوب غرب دمشق)، بينما استمرت الحملات الامنية في عدد من مدن ريف دمشق، تم اعتقال المئات فيها.
وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة الأنباء الفرنسية ان “الامن العسكري نفذ عند الساعة 2:20 الاربعاء (23:20 تغ مساء الثلاثاء) عمليات مداهمة قتل خلالها 11 شخصًا واعتقل اكثر من 250 شخصًا”.
واورد قربي للوكالة لائحة باسماء القتلى. واكد قربي ان “العملية الامنية التي تمت في كناكر (25 الف نسمة) تقدمها تركس (جرافة) ترافقه دبابات من الجيش واستهدفت الاشخاص التي تتراوح اعمارهم بين 15 و40 عاما”.
واوضح ان “نحو احدى عشرة حافلة قامت بنقل المعتقلين” من البلدة التي “قطع عنها التيار الكهربائي والمياه والانترنت”. من جهته، اورد المرصد السوري لحقوق الانسان لائحة باسماء ثمانية قتلى في البلدة نفسها.
وقال المرصد ان “قوات الامن والجيش التي كانت في محيط الكسوة اتجهت فجرًا نحو كناكر وقامت بدهم المدينة مع اطلاق نار كثيف”. واضاف ان “اهالي كناكر قاوموا الدبابات بالحجارة واحراق الاطارات والتكبير”.
واشار الى “وجود سبع دبابات على الجهة الغربية من البلدة وسبع اخرى عند مدخل البلدة واربع دبابات من الجهة الشرقية دخلت البلد يتقدمها تركس كبير (جرافة)”. واكد ان “اربع دبابات تراجعت حتى مدخل البلدة الشرقي تحت وابل الحجارة الذي انهمر عليها من الثوار الذين اعادوا وضع الحواجز التي ازالها التركس”.
وقال المرصد ان “مساجد البلدة تحولت الى مستشفيات ميدانية”. واكد قربي من جهته ان “عملية المداهمة جرت في كناكر كرد انتقامي لانها ادت دورًا بتزويد مدينة درعا (جنوب) بالمؤن”. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان نقل عن تنسيقية تجمع احرار دمشق وريفها للتغيير السلمي ان “شابا من مدينة حرستا قتل امس الثلاثاء على احد الحواجز في المدينة، ثم تم نقله الى مشفى حرستا العسكري”.
واشار المرصد الى ان “حملة امنية بدات فجر اليوم الاربعاء في حي برزة، حيث انتشرت قوات من الامن والجيش في شوارع الحي كافة”. واوضح المرصد ان “حوالي 14 حافلة خضراء اللون مليئة بعناصر مدججة بالسلاح وسيارات فيها عناصر مسلحة باسلحة رشاشة شوهدت في الشارع العام”، معربًا عن “تخوف من بدء حملة مداهمات للبيوت واعتقالات”.
من جهته، اكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي “اعتقال نحو 300 شخص مساء امس واول امس في منطقة السيدة زينب والمئات في مدينة الحجر الاسود (ريف دمشق)”. كما لفت الى “استمرار حملات الاعتقالات في حي برزة في دمشق في الزبداني”.
واشار المرصد الى “توجه العديد من سيارات الأمن والجيش من الصبورة (ريف دمشق) نحو الزبداني التي شهدت خروج مظاهرة مسائية يوم امس” الثلاثاء. واضاف “كانت هناك سيارات امن وجيش تسير في الشوارع ترافقت مع حملة اعتقالات للناس من الشوارع والحواجز ومصادرة لاجهزة الكمبيوتر المحمولة مع ازدياد ملحوظ في عدد الحواجز الامنية المنتشرة في المدينة”.
ولفت الى ان مدينة درعا (جنوب) معقل الاحتجاجات ضد النظام السوري “تخضع منذ السبت لحظر تجول يومي يمتد من الساعة 12:00 (9:00 تغ) وحتى الساعة 4:00 (1:00 تغ) مع التشديد (الاجراءات الامنية) على مداخل المدينة وانتشار حواجز للجيش”. واكد ان “المدينة في حالة غليان”.
كما ذكر ناشط حقوقي من حلب فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان “مئات المحامين قاموا بالاعتصام داخل منتدى النقابة في قصر العدل في حلب”. واضاف الناشط ان “المحامين اعتصموا للمطالبة باستقلالية النقابة والتأكيد على حرمة الدم السوري وهم يهتفون النقابة حرة حرة والشبيحة تطلع برة”.
واشار الناشط الى ان “امين فرع النقابة قرر اغلاق المنتدى إلى أجل غير مسمى، داعيًا المحامين الى فض الاعتصام”. وادى قمع السلطة للاحتجاجات التي اندلعت منتصف اذار/مارس الى مقتل حوالي 1500 مدنيًا واعتقال اكثر من 12 الفا ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوق الانسان. وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبة واعمال عنف اخرى.
ريف دمشق تحت الحصار وسوريا تتأهب لجمعة «صمتكم يقتلنا»
المحامون بعد الأطباء يعتصمون في حلب
دمشق – لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»باريس: ميشال أبو نجم القاهرة: هيثم التابعي
شنت القوات السورية حملة أمنية على ريف دمشق أمس، وقتلت 11 شخصا في مدينة الكناكر التي اجتاحتها، بينما اعتقلت مئات آخرين في مدن محيطة. وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الأمن العسكري نفذ عمليات مداهمة قتل خلالها 11 شخصا واعتقل أكثر من 250 شخصا». وأكد قربي أن «عملية المداهمة جرت في كناكر كرد انتقامي لأنها أدت دورا بتزويد مدينة درعا (جنوب) بالمؤن».
وجاء ذلك في وقت دعا فيه الناشطون على موقع «فيس بوك» إلى مظاهرات جديدة غدا الجمعة، التي اختاروا لها عنوان «صمتكم يقتلنا»، في إشارة إلى الصمت العربي حول إدانة جرائم النظام السوري ضد شعبه.
وبعد يوم من اعتصام للأطباء في مستشفيين في مدينة حلب، طالبوا فيه بإطلاق سراح المعتقلين، نفذ أمس مئات المحامين اعتصاما في قصر العدل في حلب. وقال ناشط حقوقي من حلب إن «المحامين اعتصموا للمطالبة باستقلالية النقابة والتأكيد على حرمة الدم السوري وهم يهتفون: النقابة حرة حرة.. والشبيحة تطلع بره».
وشهدت حلب أمس أيضا إغلاق جامع آمنة بنت وهب، الذي شهد مظاهرات في الأسابيع الأخيرة، من قبل مديرية أوقاف حلب. وجاءت الخطوة مع اقتراب شهر رمضان، وتزايد إجراءات الحد من التظاهر في المدينة. ونفت مديرية أوقاف حلب أن يكون إغلاق جامع آمنة بنت وهب سببه الخوف من المظاهرات، وقالت إن الإغلاق كان بهدف «تنفيذ أعمال صيانة تنتهي خلال الأيام القليلة المقبلة».
من جهة أخرى، انطلق في اسطنبول أمس الملتقى التنسيقي الأول لنشطاء ومجموعات عمل الثورة في سوريا، والذي يعقد على مدار أربعة أيام بهدف تطوير التنسيق بين نشطاء ومجموعات عمل الثورة السورية في الداخل والخارج. وقال الناشط السياسي الشاب معاذ السباعي، المنسق العام لملتقى النشطاء السوريين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الهدف الاستراتيجي للقاء الذي شارك فيه نحو 200 شخص، هو خلق «نواة لمؤسسات المجتمع المدني التي ستسهم في مرحلة البناء بعد إسقاط النظام».
إلى ذلك، قالت مصادر فرنسية إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عبرا عن «الذهول» إزاء ارتفاع أعداد ضحايا أعمال القمع في سوريا و«أسفهما» لكون الوعود الإصلاحية التي يطلقها النظام لا تترجم عمليا على أرض الواقع. وجاء ذلك في إطار غداء العمل بقصر الإليزيه الذي جمع ساركوزي والملك عبد الله الثاني بمناسبة الزيارة التي قام بها العاهل الأردني إلى فرنسا أمس.
ملتقى نشطاء الثورة السورية ينطلق في إسطنبول.. وهدفه خلق مجتمع مدني يؤسس لما بعد إسقاط النظام
ناشط سياسي لـ «الشرق الأوسط» : نهدف للتنسيق بين كل السوريين عبر العالم
القاهرة: هيثم التابعي بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
انطلق في اسطنبول أمس الملتقى التنسيقي الأول لنشطاء ومجموعات عمل الثورة في سوريا، والذي يعقد على مدار أربعة أيام بهدف تطوير التنسيق بين نشطاء ومجموعات عمل الثورة السورية في الداخل والخارج، بالإضافة إلى زيادة التعارف والتعاون بين النشطاء، كما يحتوي على دورات تدريبية في خمسة مجالات مختلفة يتبعها ورشات عمل متخصصة.
وحضر المؤتمر نحو 200 ناشط سوري من داخل وخارج سوريا، فيما شهد برنامج اليوم الأول عرض الشباب المشارك لتجاربهم ومشاهداتهم على الحدود السورية-التركية وكيفية تواصل الناشطين مع بعضهم البعض، ويومياتهم بين اللاجئين السوريين في معسكرات الإيواء في تركيا، وهو الجزء الذي كان مؤثرا بدرجة كبيرة.
وعلى عكس المؤتمرات الأخرى، التي نظمت في تركيا وشهدت خلافات بين المشاركين فيها، ساد التناغم والتنسيق التام في مناقشات الأمس، حيث حاول الجميع التنسيق فيما بينهم دون وجود خلافات في الرأي.
وقال الناشط السياسي الشاب معاذ السباعي، المنسق العام لملتقى النشطاء السوريين وعضو الهيئة التأسيسية لمؤتمر أنطاليا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الملتقى تعارفي تنسيقي تدريبي، يحضره نشطاء سوريون حول العالم، فالهدف الرئيسي له أن ننسق بين كل السوريين حول العالم».
وأوضح السباعي أن المؤتمر يهدف «مبدئيا إلى تكوين شبكة تضم الناشطين السوريين لمساندة السوريين في الداخل في المجالات الإعلامية واللوجستية والتقنية والحقوقية والإغاثية والسياسية»، مشيرا إلى أن الملتقى من خمس لجان هي: المجال الإعلامي، والمجال السياسي والاستراتيجي، والمجال الحقوقي، والمجال الإغاثي، ومجال التنسيق مع الداخل، إضافة إلى الدعم اللوجستي، ويمكن للمشارك الاختيار بينها.
وأشار السباعي إلى أن «الهدف الاستراتيجي للملتقى أن تكون جهود الناشطين الآن نواة لمؤسسات المجتمع المدني التي ستسهم في مرحلة البناء بعد إسقاط النظام»، موضحا أنه تمت مناقشة العديد من المشاريع الجديدة وكذلك تمت مناقشة نقاط الضعف وأساليب التطوير.
ولفت السباعي إلى أن الملتقي سيقدم جائزة «إبداع» لأفضل مشروع لدعم الثورة السورية، كما أعلن أن اجتماع النشطاء السوريين سيستمر في المستقبل حتى بعد إسقاط النظام بعيدا عن الحزبية وتحت مظلة خدمة الوطن.
وقال أحد منظمي الملتقى محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط»، إن اللقاء هو «لمجموعة من الناشطين الشباب الذين يعملون في خدمة الثورة السورية»، مشيرا إلى أن قرارا اتخذ بإبعاده عن وسائل الإعلام بهدف حماية بعض الشخصيات التي تعمل في الداخل السوري. وأوضح سرميني أن هؤلاء الشباب كانوا يعرفون بعضهم من خلال «العالم الافتراضي» وكانوا بحاجة إلى اللقاء المباشر، مشيرا إلى أن الملتقى الذي سيدوم 4 أيام ستتخلله دورات تدريبية على وسائل الاتصال الإلكتروني والإعلام الاجتماعي حول كيفية تسخير هذه الوسائل في خدمة الثورة السورية.
وأمل سرميني أن ينتج عن هذا الملتقى «مؤسسة» تسهم في إغناء مؤسسات المجتمع السوري بعد سقوط النظام. موضحا أن الملتقى ليس مؤتمرا ولن تتخلله أية انتخابات أو تصدر عنه توصيات، وهدفه الأساس هو دعم الثورة السورية والانطلاق بفاعلية كبيرة في خدمتها. وكشف سرميني أن اللقاء عقد بدعوة من ناشطين سوريين وأنه بتمويل من مركز لندن للدراسات الاستراتيجية والإعلامية، وهو مركز بحريني مديره العام سوري.
ويهدف الملتقي، وهو أول اجتماع لناشطين سوريين على الإطلاق، عبر أربعة أيام من اللقاءات والدورات التدريبية للخروج بالآليات لتنسيق الجهود وتطوير أداء المجموعات العاملة وكذلك دعم التخصصية في عمل الناشطين لإعطاء أكبر قوة وزخم لعمل الناشطين من أجل الوصول لسوريا تعمها الحرية والديمقراطية والمساواة، حسب قول القائمين على الملتقى.
ودعا الدكتور عماد الدين رشيد، أحد قادة حركة الاحتجاج في سوريا والذي وصل مؤخرا إلى تركيا، الشبان الناشطين إلى «بناء مجتمع مدني يتخطى الانقسامات الآيديولوجية والعشائرية والدينية، ويكون شفافا ومستقلا». وعلق عقبة، وهو ناشط في الثامنة والعشرين من عمره يقيم في السعودية، لوكالة الصحافة الفرنسية بالقول «قد تبدو هذه المناقشات بالنسبة لأجنبي عديمة الفائدة! لكنها بالنسبة إلينا مهمة جدا لأن كل هذه العبارات جديدة كليا بالنسبة إلينا». ويضم الاجتماع أيضا عشرات الناشطين المقبلين من سوريا – نحو أربعين بحسب السباعي.
وأكد جمال الوادي، المتحدث باسم تنسيقية الثورة في درعا «في سوريا نريد إنشاء لجان تمثيلية في كل مدينة تترأسها جميعا لجنة وطنية. نريد الاستفادة من التدريبات المقترحة لتحديد سبل بلوغ هدفنا». وتمنى الوادي أيضا أن يسمح هذا الاجتماع بـ«ردم الهوة» بين الناشطين في سوريا وأولئك الموجودين في الخارج الذين «لا يدركون تماما مستوى المعاناة التي يعيشها الشعب في الداخل».
من جانبها قالت بهية مارديني، الناشطة السورية البارزة ورئيسة اللجنة العربية لحرية الرأي والتعبير لـ«الشرق الأوسط» إنها قدمت ورقة تخص الإعلام شرحت فيها مشاهداتها وتوصياتها، مؤكدة على أهمية الإعلام في دعم الثورات. وأشارت إلى أن الإعلام السوري بات منذ بدء الثورة يمارس «التشبيح» الإعلامي عبر ترويج أن كل من يعارض النظام هو خائن وعميل، وعبر ادعاءاته أن هناك استغاثات من أهالي المحافظات ليبرر دخول الجيش إليها ويبرر التنكيل.
وأشارت مارديني في كلمتها إلى ادعاءات الإعلام السوري عن عمليات نوعية ينفذها الجيش السوري، حيث قالت: «الجيش السوري ينفذ عمليات تنكيلية بامتياز بينما الإعلام السوري لا يدرك أن هناك أزمة حقيقية جوهرها مطلب سياسي اقتصادي، وينصب دوره على التحذير من الفتنة الطائفية بينما هو أول من يشعلها». وانتقدت مارديني وكالات الأنباء السورية، التي درجت على تسمية الإعلام الخارجي بـ«المتواطئ» وشهود العيان من الأهالي بـ«المتآمرين». وكشفت مارديني لـ«الشرق الأوسط» أن هناك اتجاها قويا لرفع قضية ضد القنوات السورية التي تبث على قمر النايل سات أسوة بالليبيين.
وكان العديد من المراقبين والمعارضين السوريين قد رحبوا بالملتقى، الذي اعتبروه أول مؤتمر حقيقي يمتاز بدوره العملي لجمع ناشطين على الأرض ومحاولة التنسيق بينهم لإحداث فارق في الأيام المقبلة، فيما ساد تعتيم كبير على هوية المشاركين الذين أتوا من داخل سوريا ولذلك لم تتم دعوة إلا عدد محدود من الإعلاميين.
ساركوزي وعبد الله الثاني «مذهولان» من ارتفاع أعداد ضحايا القمع في سوريا
العاهل الأردني التقى بالرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة.. وباريس تشيد بطريقة تعامله مع المظاهرات وبالإصلاحات
باريس: ميشال أبو نجم
نقلت مصادر قصر الإليزيه عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والملك الأردني عبد الله الثاني تعبيرهما عن «الذهول» إزاء ارتفاع أعداد ضحايا أعمال القمع في سوريا و«أسفهما» لكون الوعود الإصلاحية التي يطلقها النظام لا تترجم عمليا على أرض الواقع. وأعرب رئيسا الدولتين في تحليلهما لمجريات الأحداث في سوريا، عن «المخاوف» المترتبة على التطورات الجارية على «الاستقرار الإقليمي» بما في ذلك على الأردن جار سوريا الجنوبي.
جاء ذلك في إطار غداء العمل بقصر الإليزيه الذي جمع ساركوزي وعبد الله الثاني بمناسبة الزيارة التي قام بها العاهل الأردني إلى فرنسا أمس. والتقى عبد الله الثاني، إضافة إلى الرئيس الفرنسي، برئيس الحكومة فرنسوا فيون، حيث تركز البحث على العلاقات الثنائية وكيفية تعزيزها، كما جرى التوقيع على اتفاقية تعاون بين الوكالة الفرنسية للتنمية والأردن، حيث تحصل عمان بموجبها على مساعدات سنوية قيمتها 200 مليون يورو وفق برنامج من ثلاث سنوات.
وكان الملف السوري أحد الملفات الرئيسية في محادثات العاهل الأردني في باريس. وشارك في غداء الإليزيه وزيرا الخارجية ألان جوبيه وناصر جودة ومستشارو الزعيمين وكذلك وزير الصناعة إريك بيسون بسبب بحث ملف التعاون النووي ومشاركة شركة «أريفا» الفرنسية المتحالفة مع شركة «ميتسوبيشي» اليابانية في المنافسة للفوز بعقد بناء مصنع نووي في الأردن.
ونددت باريس أمس مجددا بعمليات القمع المستمر للمظاهرات الاحتجاجية في سوريا، واصفة إياها بـ«الهمجية». وقالت «الخارجية» في مؤتمرها الصحافي الإلكتروني إن ما يجذب الانتباه اليوم هو «واقع القمع الهمجي الذي يصيب المدنيين يوما بعد يوم و(نهج) الهروب إلى الأمام الذي يسلكه النظام مما يقود إلى طريق مسدود من شأنه تهديد الاستقرار في المنطقة».
وجددت الخارجية الفرنسية ثقتها بسفيرها في دمشق إريك شوفالييه في ما اعتبر ردا على كتابات ظهرت في الفترة الأخيرة بالصحافة اللبنانية تحدثت عن «فقدان الثقة» بالسفير شوفالييه بسبب الزيارة التي قام بها إلى حماه والتي أثارت أزمة حادة بين باريس ودمشق. وقالت الخارجية إن شوفالييه «يعبر عن موقف فرنسا ويحظى بكامل الثقة».
وتدفع باريس مجددا باتجاه سلة عقوبات أوروبية إضافية على سوريا. وقالت مصادر فرنسية معنية بالملف السوري إن المهم أن تكون العقوبات «فعالة من غير أن تصيب المواطنين العاديين». ومن الأفكار التي يتم البحث فيها في الوقت الحاضر فرض عقوبات على قطاع الغاز والبترول السوري بحثا عن تجفيف مداخيل النظام وزيادة الضغوط السياسية والاقتصادية عليه لدفعه إلى تغيير سلوكه ووقف القمع وإجراء الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون. لكن المصادر ترى أن العقوبات لا يمكن أن تأتي بنتائج حاسمة قبل مرور عدة أشهر. بيد أنها تمثل «رسائل واضحة» إلى السلطات السورية التي «تزيد من عزلتها» السياسية والدبلوماسية، كما أنها تصيب عددا من أركان النظام. وبأي حال، ترى باريس أن عودة «سوريا إلى الوراء» غير واردة.
وفي حين تستمر باريس في جهودها لإحداث تغيير في مواقف الدول المعارضة لإدانة سوريا في مجلس الأمن الدولي، فإنها تبدي اندهاشها من مواقف الدول العربية التي لا يبدو أنها «تكترث» لما يجري في سوريا. وكان ينتظر أن ينقل وزير الخارجية ألان جوبيه هذا الشعور إلى أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي الذي استقبله في مقر الوزارة أمس بمناسبة زيارته الرسمية الأولى للعاصمة الفرنسية.
وحرص الرئيس الفرنسي، كما قالت مصادره، على «تهنئة» الملك عبد الله الثاني لطريقة تعامله السلمية مع المظاهرات في بلاده، التي تفادت وقوع ضحايا «بعكس ما هو حاصل في الجوار» في إشارة إلى سوريا. كما أشاد ساركوزي بإرادة الملك في إجراء إصلاحات وبالخطوات التي انتهجها لهذا الغرض.
واحتل موضوع مسار السلام وعزم الفلسطينيين التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف أممي بدولتهم وتقديم طلب انتساب إلى المنظمة الدولية، قسطا وافرا من محادثات العاهل الأردني عبد الله الثاني. وسعت باريس، عبر إعلان استعدادها للدعوة إلى مؤتمر مانحي الدولة الفلسطينية وعزمها على إعطائه بعدا سياسيا، إلى تفادي «المأزق» المتوقع في الأمم المتحدة وتحاشي انقسام الاتحاد الأوروبي وزيادة حرج واشنطن وعزلة إسرائيل. لكن المصادر الرئاسية تعترف أن نتائج الاتصالات الفرنسية ليست مشجعة، وبالتالي، فإن المؤتمر الموعود يرجح أن لا يتم لغياب شرطين أساسيين: وجود عملية تفاوضية، وغياب حكومة وحدة فلسطينية وفق تفاهم القاهرة. وبأي حال، لا تريد باريس أن تربط نفسها بموقف نهائي منذ الآن من موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن، وحجتها الأولى أنها تنتظر نص مشروع القرار الفلسطيني – العربي. أما موقفها المبدئي، فهو أنها «ستتحمل مسؤولياتها»، مما يعني أنها تترك نفسها حرة التصرف في انتظار التطورات.
لجان التنسيق المحلية في سوريا.. تحالف يضم عشرات المجموعات التي تنظم التحركات الشعبية
تضطلع بالتواصل بين منسقيات المناطق
بيروت: ليال أبو رحال
منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية السورية في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، نشأ الكثير من التجمعات الشبابية والتشكيلات المعارضة للنظام السوري والمطالبة بالانتقال إلى نظام جديد أكثر ديمقراطية وحرية. وإلى جانب نشاطاتها الميدانية، نجحت هذه المجموعات في إحداث ثورة «افتراضية» على شبكة الإنترنت، لاعبة دور الوسيط في نقل المعلومات وأخبار التحركات من الشارع إلى وسائل الإعلام حول العالم أجمع.
وتشكل لجان التنسيق المحلية في سوريا واحدة من الجبهات الضاغطة والفاعلة على امتداد معظم المحافظات السورية. فبعد أن تشكلت العشرات من المجموعات الصغيرة التي أخذت على عاتقها منذ انطلاق التحركات مهمة الاجتماع والتخطيط وتنظيم التحركات والمظاهرات على الأرض وفي نطاقها المحلي، سعت هذه المجموعات ومع تطور سير الاحتجاجات إلى تنظيم أكبر فيما بينها لتحقيق التواصل والتنسيق في حراكها الميداني وموقفها السياسي تحت اسم «لجان التنسيق المحلية في سوريا»، التي تضم اليوم ناشطين ميدانيين وإعلاميين وحقوقيين ومفكرين سوريين في معظم المدن السورية.
ومن أجل جعل عملها أكثر تنظيما، أنشأت هذه اللجان، كما يوضح أحد الناشطين في إطارها لـ«الشرق الأوسط»، مكتبا إعلاميا، لا سيما أن معظم الناشطين الأوائل في صفوفها هم من العاملين في الحقل الإعلامي والحقوقي، ليصار بعدها إلى تشكيل مكتب ممثلي اللجان الذي يضم ممثلا عن كل مجموعة تنسيقيات في المناطق، إضافة إلى مكتب اللجان الخارجي المخصص لتنسيق عمل الشباب السوري المعارض في دول الاغتراب وتشكيل صلة وصل بين معارضي الداخل والخارج.
ويوضح الناشط السوري أن هيئة استشارية تضم عددا كبيرا من المعارضين والمفكرين والمثقفين السوريين المعروفين ومن كل الأطياف، تعمل إلى جانب لجان التنسيق المحلية من خلال تقديم المشورة لهم في المواضيع التي تحتاج إلى البحث والنقاش.
وينشط مكتب التنسيق الإعلامي المنبثق عن لجان التنسيق المحلية في التواصل مع ممثلي اللجان في المناطق بشكل مستمر، من أجل تحديد خطة السير في مختلف الميادين السياسية والإعلامية والميدانية. كما يتلقى المعلومات والأخبار عن التحركات الشعبية ويتأكد من دقتها وصياغتها قبل ترجمتها ونشرها على صفحة «فيس بوك» وتوزيعها عبر البريد الإلكتروني إلى وسائل الإعلام ووكالات الأنباء. كما يضع المكتب الإعلامي الناطقين باسم لجان التنسيق في صورة ما يحدث ويقدم لهم معلومات دقيقة للتصريح بها.
ولا ينكر الناشط السوري أن لجان التنسيق لا تختصر وحدها الشارع السوري، بل هي جزء من حركة هذا الشارع لا سياسيا وإعلاميا فحسب، بل ميدانيا أيضا، ذلك أن الناشطين في إطارها كانوا في طليعة من خرج في انتفاضة الكرامة في منتصف شهر مارس. ويشير إلى أن «التنسيق قائم بالحد الذي نرضى عنه مع بقية التشكيلات السورية المعارضة المشاركة في التحرك الميداني، وكذلك الأمر مع التشكيلات السياسية الفاعلة داخل سوريا وخارجها».
وفيما تتابع مجموعات وأعضاء لجان التنسيق المحلية نشاطها الدؤوب في سوريا، كل ضمن إمكانياته وفي مجاله، فإن أسماء أبرز القيمين عليها والناشطين فيها تبقى طي الكتمان «حفاظا على سلامتهم وأمنهم الشخصي من جهة، وضمانا لاستمرارية عمل اللجان بما يخدم الانتفاضة وبلوغها أهدافها من جهة ثانية» على حد تعبير الناشط السوري، الذي يؤكد أن معظم الأسماء «يعرفها الشارع السوري جيدا ولها باع طويل في مقارعة الاستبداد».
قوات الأمن تجتاح مدينة الكناكر وتقتل 11 شخصا بينهم طفل.. ومحامو حلب يتظاهرون بعد أطبائها
ناشطون يدعون الشعب لسحب أمواله من المصارف السورية «لاستنزاف النظام اقتصاديا»
لندن: «الشرق الأوسط»
اجتاحت القوات الأمنية السورية أمس مدينة كناكر الواقعة غرب العاصمة دمشق، وقتلت أحد عشر شخصا على الأقل، بينهم طفل في السابعة من العمر، وذلك أثناء عمليات مداهمة في المدينة، بينما استمرت الحملات الأمنية في عدد من مدن ريف دمشق حيث تم اعتقال مئات فيها.
وجاء ذلك في وقت دعا فيه الناشطون على موقع «فيس بوك» إلى مظاهرات جديدة يوم غد الجمعة، التي اختاروا لها عنوان «صمتكم يقتلنا»، في إشارة إلى الصمت العربي حول إدانة جرائم النظام السوري ضد شعبه.
وفي خطوة تصعيدية، دعا الناشطون السوريين إلى سحب أموالهم من المصارف السورية، وقالوا في بيان موقع من «شباب الثورة السورية»، ونشر على صفحة الثورة السورية على موقع «فيس بوك»، إن من «واجب كل السوريين أن يسحبوا مدخراتهم وأموالهم من البنوك السورية.. للضغط بقوة أكبر وأقصى على النظام لإنهاكه واستنزافه اقتصاديا». وأضاف البيان أن «النظام يستغلنا لتمويل السجون والمعتقلات والشبيحة والأمن والمخابرات.. كل ذلك يتمول بأموالنا التي هي في البنوك حاليا، لذا فإنه واجب علينا سحبها وتحويلها إلى عملة صعبة.. لأن الليرة في طريقها إلى الانهيار».
وشهدت حلب أمس مظاهرة للمحامين – بعد يوم من اعتصام للأطباء في مستشفيين في المدينة – طالبوا فيها بإطلاق سراح المعتقلين. وقال ناشط حقوقي من حلب فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مئات المحامين قاموا بالاعتصام داخل منتدى النقابة في قصر العدل في حلب».
وأضاف الناشط أن «المحامين اعتصموا للمطالبة باستقلالية النقابة والتأكيد على حرمة الدم السوري وهم يهتفون (النقابة حرة حرة.. والشبيحة تطلع بره)». وأشار الناشط إلى أن «أمين فرع النقابة قرر إغلاق المنتدى لأجل غير مسمى داعيا المحامين إلى فض الاعتصام».
في الوقت الذي صعدت فيه الأجهزة الأمنية السورية حملة الاعتقالات في ريف دمشق، اعتبر الرئيس السوري بشار أن الجالية السورية في المغترب «تشكل ركيزة أساسية في عملية الإصلاح» وذلك خلال استقباله يوم أمس وفدا من الجالية السورية في المملكة العربية السعودية. وقال بيان رسمي إن الحديث خلال اللقاء دار حول «الأحداث التي تشهدها سوريا ودور كل فرد سواء داخل البلد أو في المغترب في دعم مسيرة الإصلاح وتوضيح حقيقة ما يجري ونقل هذه الحقيقة إلى الخارج». ونقل البيان عن الرئيس الأسد إعرابه عن «التقدير الكبير» للجالية السورية في المغترب التي «سارعت إلى دعم بلدها بشتى الوسائل والتي تشكل ركيزة أساسية في عملية الإصلاح».
من جهة أخرى، قال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الأمن العسكري نفذ عمليات مداهمة قتل خلالها 11 شخصا واعتقل أكثر من 250 شخصا». وأورد قربي للوكالة لائحة بأسماء القتلى. وأكد قربي أن «العملية الأمنية التي تمت في كناكر (25 ألف نسمة) تقدمها تركس (جرافة) ترافقه دبابات من الجيش واستهدفت الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و40 عاما». وأوضح أن «نحو إحدى عشرة حافلة قامت بنقل المعتقلين» من البلدة التي «قطع عنها التيار الكهربائي والمياه والإنترنت». وأكد قربي أن «عملية المداهمة جرت في كناكر كرد انتقامي لأنها أدت دورا بتزويد مدينة درعا (جنوب) بالمؤن».
وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان لائحة بأسماء ثمانية قتلى في البلدة نفسها. وقال المرصد إن «قوات الأمن والجيش التي كانت في محيط الكسوة اتجهت فجرا نحو كناكر وقامت بدهم المدينة مع إطلاق نار كثيف». وأضاف أن «أهالي كناكر قاوموا الدبابات بالحجارة وإحراق الإطارات والتكبير». وأشار إلى «وجود سبع دبابات على الجهة الغربية من البلدة وسبع أخرى عند مدخل البلدة وأربع دبابات من الجهة الشرقية دخلت البلد يتقدمها تركس كبير (جرافة)». وأكد أن «أربع دبابات تراجعت حتى مدخل البلدة الشرقي تحت وابل الحجارة الذي انهمر عليها من الثوار الذين أعادوا وضع الحواجز التي أزالها التركس». وقال المرصد إن «مساجد البلدة تحولت إلى مستشفيات ميدانية».
من جهته، أكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن مدينة درعا (جنوب) معقل الاحتجاجات ضد النظام السوري «تخضع منذ السبت لحظر تجول يومي.. مع التشديد (الإجراءات الأمنية) على مداخل المدينة وانتشار حواجز للجيش». وأكد أن «المدينة في حالة غليان».
وأكد «اعتقال نحو 300 شخص مساء أمس وأول من أمس في مدينة السيدة زينب والمئات في مدينة الحجر الأسود (ريف دمشق)». كما لفت إلى «استمرار حملات الاعتقالات في حي برزة في دمشق في الزبداني». وأشار المرصد إلى «توجه العديد من سيارات الأمن والجيش من الصبورة (ريف دمشق) نحو الزبداني التي شهدت خروج مظاهرة مسائية» يوم أول من أمس. وأضاف «كانت هناك سيارات أمن وجيش تسير في الشوارع ترافقت مع حملة اعتقالات للناس من الشوارع والحواجز ومصادرة لأجهزة الكومبيوتر المحمولة، مع ازدياد ملحوظ في عدد الحواجز الأمنية المنتشرة في المدينة».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل عن تنسيقية تجمع أحرار دمشق وريفها للتغيير السلمي أن «شابا من مدينة حرستا قتل أمس الثلاثاء على أحد الحواجز في المدينة، ثم تم نقله إلى مشفى حرستا العسكري». وأشار المرصد إلى أن حملة أمنية بدأت فجر أمس في حي برزة حيث انتشرت قوات من الأمن والجيش في كل شوارع الحي». وأوضح المرصد أن «نحو 14 حافلة خضراء اللون مليئة بعناصر مدججة بالسلاح وسيارات فيها عناصر مسلحة بأسلحة رشاشة شوهدت في الشارع العام»، معربا عن «تخوف من بدء حملة مداهمات للبيوت واعتقالات».
إغلاق جامع في حلب شهد مظاهرات.. ووزير الأوقاف: علماء سوريا أكدوا حرمة التظاهر
مديرية الأوقاف تنفي أن يكون سبب الإغلاق الخوف من المظاهرات مع اقتراب شهر رمضان
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
قالت مصادر محلية في مدينة حلب أمس، إن مديرية أوقاف حلب قامت بإغلاق جامع آمنة بنت وهب، الذي شهد مظاهرات في الأسابيع الأخيرة، في خطوة جاءت مع اقتراب شهر رمضان، وتصاعد الحملات الأمنية لاعتقال الناشطين في المظاهرات، وتزايد إجراءات الحد من التظاهر في المدينة. ومن المتوقع تصاعد حركة الاحتجاج والتظاهر خلال شهر رمضان لا سيما عقب صلاتي التراويح والفجر، إذ توعد الناشطون السوريون النظام السوري بأن يكون كل يوم في شهر رمضان يوم جمعة. ونفت مديرية أوقاف حلب أن يكون إغلاق جامع آمنة بنت وهب سببه الخوف من المظاهرات، وقالت إن الإغلاق كان بهدف «تنفيذ أعمال صيانة تنتهي خلال الأيام القليلة القادمة». ونقل موقع «عكس السير» الإلكتروني عن معاون مدير الأوقاف حلب الشيخ محمد عبد الله السيد، قوله إن «المسجد لم يغلق على الإطلاق، وإنما يخضع لعملية صيانة لن تتعدى أياما قلائل وذلك بغية تجهيزه لشهر رمضان المبارك». وأكد السيد أن «المسجد سيكون جاهزا لاستقبال المصلين طيلة أيام الشهر الفضيل بما في ذلك صلاة التراويح»، نافيا أن تلجأ مديرية الأوقاف لإغلاق أي مسجد في حلب بحجة المظاهرات التي يمكن أن تشهدها. إلا أن أهالي الحي قالوا «إن إغلاق المسجد جاء نتيجة المظاهرات التي تنطلق بعيد صلاة الجمعة وإمكانية أن يتكرر ذلك خلال شهر رمضان وصلاة التراويح». وكان إمام مسجد آمنة، الشيخ عبد اللطيف الشامي، قد أشار في تصريح قبل أيام إلى أن «مسجد آمنة أغلق منذ يوم السبت بقرار من مديرية الأوقاف في حلب». ويتهم الناشطون في مدينة حلب إمام مسجد آمنة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، لتسليم المتظاهرين. ويوم الجمعة الماضي (جمعة أحفاد خالد) تم إقفال الباب الخلفي للجامع بإيعاز من إمام الجامع، واحتجز المتظاهرون في الداخل، ليهجم عليهم عناصر الأمن والشبيحة بالضرب مستخدمين الهراوات والعصي والسكاكين. وقال ناشطون في منتدى «شباب مستقبل سوريا» إن «شابا استشهد هناك بطعن السكاكين على يد الشبيحة»، كما تم اعتقال نحو مائة شاب. وكان ناشطون في المنتدى حذروا من اتخاذ جامع آمنة مكانا للتظاهر بسبب الوجود الأمني المكثف في محيط المسجد. إلى ذلك، نفى وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد ما تناقلته وسائل الإعلام عن انعقاد اجتماع في دمشق تم فيه «تدارس موضوع صلاة التراويح وانتهى بقرار بمنع صلاة التراويح في المساجد». وقال «كل ما نشر عن هذا الاجتماع عار عن الصحة، وأن هذا الاجتماع لم يحدث قط إلا في ذهن من فبركه».
وأكد وزير الأوقاف خلال لقائه يوم أمس مع علماء الدين الإسلامي والأئمة والخطباء في محافظتي دمشق وريفها في جامع العثمان أن «المساجد في رمضان ستعمر بالقرآن الكريم والذكر والتهجد في ظلال واحة من الأمن والأمان والسكينة». وأضاف موضحا أن «كل ما يتعلق بالعبادات والفرائض ليس خاضعا للنقاش، وأنه في رمضان المقبل وكما جرت العادة سيختم القرآن الكريم كاملا، وسيتم نقل صلاة التراويح عبر مكبرات الصوت وتشجيع إقامة الدروس الفقهية ودروس التلاوة والسيرة النبوية في المساجد كافة». وأشار محمد عبد الستار السيد إلى الدور «الكبير» للعلماء والأئمة والخطباء في سوريا في «العمل على وأد المؤامرة التي تتعرض لها سوريا وتوعية المواطنين بأبعاد هذه المؤامرة»، لافتا إلى أن «علماء سوريا أكدوا حرمة التظاهر». وقال إن «العلماء كانوا لهؤلاء المغرضين بالمرصاد وحصنوا البلاد والعباد ومنعوا التحريض وهدأوا النفوس ومنعوا انجرار البلاد إلى ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى عنه، ومنعوا من يريدون الإساءة للعلماء ولبيوت الله من تحقيق أهدافهم المشبوهة».
من جهته، حذر الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، رئيس الحلقات العلمية في الجامع الأموي، من «الحركات الهدامة التي تهدف لاجتثاث الإسلام قبل أي شيء آخر وهي الآن تفعل أي شيء بغية الوصول إلى أهدافها المشبوهة ولو عبر القتل واستباحة الحرمات وتخريب البلاد».
ناشطون ينتقدون قانون الانتخابات السوري الجديد: يشدد من قبضة النظام
الحكومة تعتبره استكمالا لحزمة التشريعات في برنامج الإصلاحات
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
بعد يوم على إقرار الحكومة السورية للصيغة النهائية لمشروع قانون الأحزاب، أقرت مساء أول من أمس، قانون الانتخابات العامة بعد مناقشته، فيما اعتبرته «استكمالا لحزمة تشريعات تهدف من خلالها إلى ترجمة برنامج إصلاح سياسي أطلقه الرئيس بشار الأسد». وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن القانون سينظم انتخاب أعضاء مجلس الشعب، وأعضاء المجالس المحلية، وضمان سلامة العملية الانتخابية وحق المرشحين في مراقبتها.
وينص القانون على تشكيل لجنة قضائية تسمى «اللجنة العليا للانتخابات»، مقرها دمشق، تتولى «الإشراف الكامل على إدارة الانتخابات، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان نزاهتها وحريتها، وتتمتع بالاستقلال التام في عملها عن أي جهة أخرى، وتتكون من خمسة أعضاء من القضاة يسميهم مجلس القضاء الأعلى من مستشاري محكمة النقض، ومثلهم احتياطي ويصدر مرسوم بتسميتهم».
يشار إلى أن التعديلات البسيطة التي أدخلت على قانون الانتخابات أبقت على حصة لا تقل عن 50 في المائة للفلاحين والعمال من مقاعد مجلس الشعب، كما حافظت على الدوائر الانتخابية كما كانت سابقا، أي أن المحافظة تعتبر دائرة انتخابية. وعلق ناشطون بأن هذا يعني أن لا جديد في قانون الانتخابات الجديد، لما في ذلك من إجحاف في التوزيع المناطقي للمرشحين.
وقال ناشط على موقع «فيس بوك» ساخرا من قانون الانتخابات الجديد، إن «اعتبار المحافظة دائرة انتخابية يعني بقاء الباب مفتوحا لتزوير نتائج الانتخاب إذا كانت على الدوام لصناديق البادية التي تأتي من مدينة تدمر الواقعة وسط البادية السورية والتابعة لمحافظة حمص، القول الفصل في نتائج الانتخابات، فتلك الصناديق وللصدف، ظلت تأتي متأخرة وبعد ظهور النتائج في مدينة حمص، وكانت دائما النتائج مرهونة بما تحمله تلك الصناديق من الأماكن النائية». وينص القانون على أن كل محافظة في سوريا هي بمثابة «دائرة انتخابية بالنسبة لانتخاب ممثليها أعضاء لمجلس الشعب، عدا محافظة حلب التي تتكون من دائرتين انتخابيتين هما المدينة والريف، ويجري الانتخاب لعضوية مجلس الشعب على أساس الدائرة الانتخابية، وينتخب في كل دائرة عدد من المرشحين يساوي عدد المقاعد المخصصة لها بمرسوم».
ومع الإبقاء على النقاط الخلافية في قانون الانتخابات يكون التعديل الأبرز تعيين لجنة قضائية عليا تشرف على الانتخابات، ما فسره ناشطون على أنه تشديد قبضة النظام على الانتخابات، حيث «تشكل اللجنة من خمسة أعضاء من القضاة يسميهم مجلس القضاء الأعلى من مستشاري محكمة النقض ومثلهم احتياطي، ويصدر مرسوم بتسميتهم». وتتولى «العمل على تأمين تطبيق أحكام هذا القانون، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتحضير للانتخاب، وتنظيم وسائل الإشراف عليها، ومراقبتها وتسمية أعضاء اللجان الفرعية، والإشراف على عملها وإعلان نتائج الانتخاب النهائية لعضوية مجلس الشعب». ويحدد القانون شرط معرفة القراءة والكتابة لمن يرغب بتمثيل شرائح شعبية، ويحدد سنا قانونية هي 18 عاما لمن له حق الانتخاب.
ناشط من درعا بعد هروبه: المنطقة لا تزال ثكنة عسكرية.. وما حصل من «فظاعات» يحتاج إلى مجلدات
«الشرق الأوسط» تقدم قصة الطيار المدني الذي شغل أجهزة الأمن السورية وكان نجم الفضائيات العالمية
جريدة الشرق الاوسط
إسطنبول: ثائر عباس
بعد طول تخفّ، قرر «شاهد العيان» السوري عبد الله أبا زيد أن يكشف عن شخصيته، بعد أن غادر سوريا بطريقة غير مشروعة إلى الأردن، ومنه إلى تركيا، مقر إقامته الجديد حتى إشعار آخر. يسمونه «شاهد العيان» ويسمي نفسه أحد «الأشخاص الذين كانوا يحاولون نقل الحقيقة من درعا وإيصالها إلى العالم الخارجي». أما اسمه الحقيقي فهو عمر عللوه، طيار مدني كان يعمل في شركة طيران أردنية خاصة، امتهن في الفترة الأخيرة تصوير المظاهرات واقتحام برادات الجثث في المستشفيات في درعا التي بات ممثلا لتنسيقياتها في الخارج الآن بعدما عمل منذ اندلاع المواجهات متخفيا فيها.
عللوه، شرح لـ«الشرق الأوسط» من إسطنبول التي يمثل فيها تنسيقية درعا، ما حصل معه منذ 15 مارس (آذار) وحتى الأول من يوليو (تموز) عندما تمكن من مغادرة البلاد تاركا فيها «نسائم الحرية التي هبت ولم يعد أحد قادرا على إخمادها» كما يقول. يشير عللوه إلى أن «الثورة السورية بدأت في درعا يوم الجمعة في 18 مارس عندما خرج الناس للمطالبة بإصلاحات، ولم يكن هناك أي سقف عال يطلب إسقاط النظام أو ما شابه. لكن تسلط النظام والتصرفات العنجهية التي قام بها مسؤولوه والتي أدت إلى مقتل صديقين لي في درعا، حسام عبد الله عياش ومحمود قطيش جوابرة، ومن يومها بدأت الشرارة». ويقول: «أنا لم أكن أنتمي إلى أي حزب موال أو معارض، ولم يكن لدى أهلي أية ميول سياسية. أنا طيار مدني، كنت متوقفا عن العمل لأسباب شخصية لها علاقة بشركة الطيران التي أعمل لديها، لكن ما حصل في درعا أجبرني، ومن معي، على التواصل مع وسائل الإعلام العربية والعالمية لنقل الصورة. كانت البداية كتابيا، عن طريق الرسائل الإلكترونية وبرامج التحادث. لكن الأمر تطور إلى أن أخذوا أرقام هواتفنا السورية وتواصلوا معنا. في البداية كنا شهود عيان من دون أي اسم، وكنا ننقل الخبر بمصداقية وشفافية عالية. كنا نتأكد من الخبر ونقاطعه مع أخبار أخرى. وكنا لا نعطي أعداد الشهداء إلا بعد أن نتأكد منها. ونذكرها بالاسم الثلاثي حتى لا يحصل أي تكذيب».
بعد قطع الاتصالات والإنترنت بدأ الناشطون ومن ضمنهم عللوه باستحضار أجهزة الثريا، ويقول: «أنا كان لدي جهاز أصلا كوني كنت طيارا مدنيا وكنت أستعمله كثيرا، وكان لدي خط إماراتي ولدي فواتير، حتى لا يقال إننا مدعومون خارجيا». ويضيف: «ما دفعنا إلى ركوب المخاطر وسلوك هذا الدرب، هو الدماء التي رأيناها، والتي سالت فقط لأنها طالبت بالحرية. لم أكن وحدي، بل من ضمن مجموعة من الشباب الذين تحركوا من مختلف الانتماءات الاجتماعية لأننا بدأنا نشعر أن نسائم الحرية بدأت تهب على وطننا الحبيب».
بدأ عمر عمله تحت اسم «شاهد عيان» ثم سمى نفسه عبد الله أبا زيد، وكان عمل في الخفاء. حتى أهله، لم يكن أحد منهم يعرف أنه يعمل مع القنوات الفضائية، وأنه كان يرسل إليها الصور ومقاطع الفيديو مستعينا بخط إنترنت سريع غير سوري. ويقول: «كنت أمتلك كاميرا، هي صديقتي المفضلة، أصور بها كافة المظاهرات، وأصور مقاطع عن الشهداء. وقد دخلت بها أكثر من مرة إلى مستشفى درعا الوطني وإلى براد الجثث فصورتها وصورت ما حل بها من إصابات. وتكلمت مرة مع قناة (بي بي سي) من داخل المستشفى، وخاطرت بذلك بحياتي وحياة المريض الذي كان معي. كانت يومها مجزرة إزرع كما تسمى، وقد تحدث أحد المصابين عن ما جرى معه، وهذا المصاب استشهد في مظاهرة لاحقة».
أما لماذا ركوب المخاطر، الجواب بسيط عند عللوه: «كنا نريد أن نرسل الصوت والصورة إلى الخارج حتى نفضح ممارسات النظام الذي تفنن إعلامه في تفنيد وتكذيب كل من خرج مناديا بالحرية».
اللافت أن الكثير من مقاطع الفيديو التي حصل عليها عللوه وأرسلها إلى القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية، هي مقاطع صورت بكاميرات أجهزة الأمن التي باع عناصرها لعللوه ورفاقه المقاطع بأسعار زهيدة، وأبرزها تلك المشاهد المروعة التي بثت على الهواء وهي تظهر جنودا يتنقلون فوق جثث على سطع مسجد الكرك في درعا، وهو مقطع اشتراه عللوه بمبلغ 40 دولارا أميركيا فقط من جندي يقول إنه ظهر في الشريط. ويشرح قائلا «اشترينا الكثير من مقاطع الفيديو من رجالات النظام، وبمبالغ زهيدة. ومن هذه المقاطع تلك التي ظهرت فيها الدبابات تسحق الدراجات النارية. ومنها مجزرة الكرك التي حصلت عليها من شخص هو عضو في وحدة (المهام الخاصة) وهي تابعة للمخابرات والجيش. وحصلت على أسماء الضباط بالكامل، والشاب موجود اسمه لدي. هؤلاء الشباب الذين قتلوا كانت مهمتهم إيصال الأغذية والحليب والأدوية إلى المحاصرين في درعا، وتم قتلهم على سطح مسجد الكرك، ثم التفنن في التمثيل بجثثهم على سطح المسجد. ومن غباء هذا النظام وأجهزة المخابرات أنهم كانوا يصورون أنفسهم يضعون الأسلحة والذخائر على الجثث. هذا الفيديو دفعت ثمنا له 2000 ليرة سورية (40 دولارا فقط) من جندي يظهر في الشريط (طلال الأحمد ظهر في الفيديو يرفع شارة النصر ويضع في يده اليسرى مشدا طبيا بلون أزرق) وهو لم يبعه تعاطفا معنا، بل لحاجته إلى المال، وهذا ما يظهر نوعية المرتزقة التي يضعونها في هذا الجيش الذي يضم الكثير من الشرفاء».
لم يكتشف أمر عمر، إلا عندما ظهر مفتي درعا الشيخ رزق أبا زيد على التلفزيون متراجعا عن استقالة أعلنها قبل مدة. الشيخ أبا زيد، قال إن عمر هو نفسه عبد الله أبا زيد، واتهمه بأنه كان من «غرر به» وأقنعه بالاستقالة مقابل جهاز اتصالات متطور. يؤكد عللوه أن المفتي «استقال من تلقاء نفسه ومن دون أي تدخل من قبلنا. أنا في الشارع لم يكن لدي ثقل، كوني كنت أعمل متخفيا ومن تلقاء نفسي، لكن الشيخ – سامحه الله – بعد أن رأى أن الحصار اشتد على درعا ظن أن الكفة رجحت إلى جانب النظام فأراد أن يعود عن استقالته، وهكذا كان يجب أن يقدم تنازلات، وتنازله كان تقديم لائحة بأسماء النشطاء الذين كانوا يتواصلون مع الإعلام العالمي، وكان اسمي على رأس القائمة التي تلاها في لقائه على تلفزيون (الدنيا) الموالي للنظام. قائلا إن عبد الله أبا زيد هو عمر عللوه، وادعى أنني وعدته بجهاز ثريا إذا استقال. هو استقال أمام الناس جميعا، وأنا لم أعده بشيء، وهو على أية حال يدين نفسه بذلك إذا صدقنا أنه استقال طمعا بجهاز ثريا». ويضيف: «بعد التصريح باسمي، تواريت مباشرة، فاعتقلوا إخوتي الثلاثة. وذهبت إلى إحدى القرى القريبة من درعا. وكنت أتنقل لأنام في بيت وأقضي النهار في بيت آخر، وكنا على الغالب ننام في السهول وبين الأشجار. وفي إحدى المرات داهموا مزرعة لوالدي، وكنت أراقبهم دائما من بعيد، وأسجل أرقام سياراتهم ثم أبثها على الهواء مباشرة».
تواريت فترة، وخلال هذه الفترة بث الشباب خبر اعتقالي حتى يخففوا من حملة البحث عني، لأنه لا يوجد تنسيق بين أجهزة المخابرات المختلفة، فغالبا ما نرى أن جهازا يبحث عن شخص هو معتقل لدى جهاز آخر. مشيت اللعبة وصدقت أجهزة الأمن، فخرجت إحدى مذيعات قناة «الدنيا» لتقول على الهواء «اليوم نفد الشحن من موبايل عبد الله أبا زيد». وهكذا تمكنت من الخروج بطريقة غير مشروعة، فاتخذ البلد الذي دخلت إليه الإجراءات القانونية بحقي لكنهم كانوا طيبين للغاية، ومن ثم رحلوني إلى تركيا بناء على طلبي.
في منفاه الجديد يقول عللوه: «ما حدث من فظائع في درعا يعجز اللسان عن وصفه ويحتاج إلى مجلدات لنشره. درعا لا تزال بمثابة ثكنة عسكرية، وهي في الأساس كانت منطقة حرجة. الجنود الذين دخلوا إلى درعا 30 ألفا، وهذا رقم مؤكد نقله إلي أحد الضباط الشرفاء ال ذين لا يزالون في مواقعهم. وأنا أبشر الجميع أن هناك من الشرفاء من ينتظرون إشارة والانشقاقات كثيرة وهي انشقاقات بالفرق وليست فردية. هذا تكتيك، هم عسكر وهم أدرى بما يفعلونه».
سوريون لـ «الشرق الأوسط»: النظام لا يفرق في التعذيب بين الطوائف والأعمار
معتقل وشاب مطعون يرويان تجربتهما مع تجاوزات الأجهزة الأمنية
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: هيثم التابعي
تكشف روايات المواطنين السوريين يوما بعد الآخر عن تفاصيل جديدة في ما يخص التجاوزات التي تنتهجها الأجهزة الأمنية ضدهم، لترفع الحجاب عن الممارسات العدوانية والعشوائية بحق المدنيين العزل خلال قمع السلطات السورية وأجهزتها الأمنية للاحتجاجات الواسعة التي تضرب طول سوريا وعرضها منذ قرابة الخمسة أشهر.
فعبر الإنترنت، يحكي مواطن سوري سبق اعتقاله من اللاذقية، مشترطا عدم ذكر اسمه حرصا على حياته، عن أنه تعرض للإهانة والاعتقال على أيدي القوى الأمنية دون سبب واضح. ويقول المواطن لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أقف جانب منزلي في منطقة الصليبة (اللاذقية)، في أوائل مايو (أيار) الماضي، والطريق شبه خال لشدة البرود وهطول الأمطار، فجأة انشقت الأرض عن نحو عشرة عناصر أمنية، والتفوا نحو مشهرين أسلحتهم».
وتابع الشاب بصوت يملؤه الأسى «اتجهوا نحوي بنظرات عدوانية بالغة، من غير تفكير حاولت قدر استطاعتي الركض للهرب منهم، لكن الكثرة تغلب الشجاعة، فأمسكوا بي».
وبدا أن الشاب يغالب دموعه حين تحدث عن الاعتداء الذي تعرض له، قائلا: «أبرحوني ضربا لمدة ربع ساعة كاملة، مرت علي كالدهر كله.. ظلوا يكيلون لي اللكمات والضربات حتى وصلت سيارة الأمن. وفي السيارة، حيث رقدت خائر القوى، انفجرت أنزف مع كل ركلة ولكمة. والحقيقة أنهم كانوا عادلين، فلم يتركوا مكانا إلا وتركوا فيه علامة لوحشيتهم». ثم أنهى كلماته وقد تحشرج صوته بألم من نحيبه على نفسه وكرامته، حسب كلماته التي بدت حينها غير واضحة. ويواصل الشاب حديثه عن تجربته لكل وسائل التعذيب أثناء التحقيق، وتتحفظ الجريدة عن روايات الشاهد في ما يخص تعذيبه؛ للعنف البالغ في تفاصيلها، ولكنه ذكر أدوات للتعذيب سماها «الدولاب، بساط الريح، العجلة، إضافة إلى الضرب بالكابلات والعصي الكهربائية والجلد». المثير أن مكان احتجاز الشاب، الذي لا يتجاوز عمره الثلاثين عاما، كان يضم رفقة من رجال مسنين وعدد من الأطفال أقل من خمسة عشر عاما، قال عنهم بنبرة حزن عميقة: «كلهم مشاريع جديدة للبطل حمزة الخطيب».. وواصل الشاب حديثه بنبرة تملؤها السخرية قائلا «المساواة قائمة في الفرع الأمني، الجميع يتلقى التعذيب نفسه أيا كان سنه، طفلا أو شابا أو حتى مسنا».
وبعد نحو أسبوعين في الفرع الأمني، نقل الشاب إلى الأمن العسكري، حيث بقي هناك مدة مماثلة تعرض فيها لمثل ما تعرض له في الفرع الأمني، قبل أن ينقل بعدها لسجن مدني قال عنه «هو مثال لتخبط النظام وعشوائيته في الاعتقال».
ويروي الشاب، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لن يغادر سوريا أبدا حتى يرحل الأسد، أنه التقى سجينا مسيحيا كانت تهمته «التكبير»، ومسيحيا آخر كانت التهمة الموجه إليه أنه «سلفي»! ووجه الشاب حديثه إلى كل من يتهم السوريين بالطائفية قائلا «أقسم أن النظام هو الذي يزرع الطائفية، ففي السجن المدني كان المسيحي يضمد جراحي، والسلفي أكثر الناس قربا لي». ووجهت للشاب تهم الانتماء إلى جماعة سلفية وشتم الرئيس، وجرى تحويل أوراقه إلى القضاء العسكري، ولكنه خرج بإخلاء سبيل بانتظار تحديد موعد محاكمته.
ومن ريف دمشق، عبر الإنترنت أيضا، تواصلت «الشرق الأوسط» مع شاب آخر تعرض لحادث طعن من قبل عناصر القوى الأمنية في منطقة الزبداني أثناء مشاركته في مظاهرة مسائية. ويقول الشاب الذي بدا عليه الإرهاق أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «اعتدوا علينا بالضرب بالعصي والسكاكين والعصي الكهربائية». ويصف الشاب تجربته قائلا «شعرت وكأنني ذبيحة تكاثر عليها الجزارون، لقد كان الضرب مبرحا لدرجة أنني فقدت الوعي من النزيف»، وتابع الشاب أنه ترك غارقا في دمائه لفترة قبل أن ينقذه الأهالي.
ويصف الشاب، الذي أنقذته العناية الإلهية من موت محقق، الوضع في دمشق وريفها قائلا «دمشق تعيش حالة حصار خانق، حملات الاعتقالات في كل مكان، ركن الدين والقابون وبرزة والميدان وغيرها كثير»، وبرر الشاب الثلاثيني عدم خروج دمشق في مظاهرات مؤيدة للثورة قائلا: «الحصار والاعتقالات تولد حالة كبيرة من الخوف عند السكان، الأسبوع الماضي اعتقل من دوما 840 شخصا، ومن ركن الدين قرابة 300، ومن القابون 1500، وبرزة 420 شخص، الحواجز العسكرية في كل مكان على مداخل المدن».. واختتم الشاب حديثه قائلا «دمشق أصبحت ثكنة عسكرية».
من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان له، إن الوضع الصحي للمعارض السوري نظير الصيفي، المعتقل لدى أحد الأجهزة الأمنية بدمشق منذ قرابة العشرة أيام، تدهور بشكل حاد ومؤلم يؤثر على حياته، خاصة أنه كان قد خضع لعملية قسطرة قلبية قبل أربعة أيام من اعتقاله.
وطالب المرصد بالإفراج الفوري عن الصيفي وحمل الجهاز الأمني الذي يعتقله مسؤولية المساس بحياته، كما أدان استمرار السلطات الأمنية السورية في ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين، على الرغم من رفع حالة الطوارئ بالبلاد. كما طالب السلطات السرية باحترام تعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، التي وقعت وصادقت عليها من قبل.
ناشطون سوريون يتهمون حزب الله والأمن السوري بممارسة «الإرهاب» لقمع الانتفاضة
نظموا مسيرة في القاهرة لوقف «حرب الإبادة الجماعية» قبل شهر رمضان
القاهرة: محمد عجم وصلاح جمعة
انطلقت من أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة أمس مسيرة حاشدة تضم عائلات وأسرا وشبابا وأطفالا سوريين مقيمين بالقاهرة من المناوئين لنظام بشار الأسد، إلى جانب عدد من النشطاء السوريين المقيمين في دول أوروبية وعربية من الموجودين بالقاهرة حاليا، استنكارا للصمت الدولي إزاء ما يحدث في سوريا، والمطالبة بوقف «حرب الإبادة الجماعية» ضد السوريين قبل شهر رمضان.
ردد المشاركون في المسيرة هتافات معادية للنظام السوري، واتهموا كلا من الأمن السوري وإيران وحزب الله «بممارسة أبشع أشكال العنف والإرهاب» لقمع الانتفاضة في جميع أنحاء سوريا.
وقال المعارض والنائب السوري السابق محمد مأمون الحمصي لـ«الشرق الأوسط» إن المسيرة تعد الأضخم منذ بدء الانتفاضة في سوريا في 15 مارس (آذار) الماضي، حيث تطوف شوارع القاهرة على مدى يومين وسيكون لها وقفات أمام مقر الجامعة العربية ومكتب الأمم المتحدة بالقاهرة وسفارات عدد من الدول العربية والأجنبية، لتشكيل حركة شعبية ورسمية تفتح الأفق لإنقاذ سوريا وتلعب دورا لصالح النشطاء.
وأكد الحمصي أن المسيرة مكونة من عدد من الباصات والسيارات عليها أعلام سوريا وصور الشهداء من النساء والشيوخ والأطفال الذين سقطوا برصاص الأمن السوري والشبيحة خلال خروجهم للمطالبة بالحرية في كافة المدن والبلدات السورية، كما تحمل السيارات الطبول والإذاعات التي تمكن السوريين من نقل وجهة نظرهم للحصول على مؤازرة المصريين لإنقاذ الشعب السوري.
وقال الحمصي: «التاريخ لن يسامح الصمت المتواطئ والفاضح من قبل الإعلام العربي والدولي على مجازر بشار الأسد تجاه الشعب السوري، لذا فالمسيرة تهدف إلى إرسال رسالة للمجتمع العربي والدولي بأن عليه الوقوف بجوار ثورة الشعب السوري من أجل إسقاط هذا النظام الفاشل والفاسد»، موضحا أن اللافتات والشعارات التي تم رفعها بالمسيرة كلها تطالب بدعم الثوار داخل سوريا، والإسراع باتخاذ إجراءات فورية لحمل النظام السوري على وقف ممارساته القمعية ضد الشعب الأعزل.
وأشار إلى أن المسيرة تكتسب أهميتها من كونها تأتي قبيل أيام من حلول شهر رمضان المبارك وما يمثله من قدسية ومناسبة لحقن الدماء وحفظ الأرواح وتقديم المساعدة للمحتاجين.
وأوضح بيان صادر عن المسيرة وتم تسليمه إلى مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة وسفارات عدد من الدول العربية والأجنبية، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن المجازر المرتكبة ضد أبناء الشعب السوري واضحة المعالم وأن النظام السوري وكلا من إيران وحزب الله متورطون في ارتكابها وتنفيذها. وانتقد البيان موقف جامعة الدول العربية إزاء ما يجري في سوريا واصفا صمتها بـ«صمت القبور»، مشيرا إلى أن الزيارة التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي مؤخرا إلى دمشق تمثل تحديا لتطلعات شعب سوريا وتضفي شرعية على النظام السوري لا يستحقها. وطالب البيان دول مجلس التعاون الخليجي بالتحرك لمناصرة ثورة سوريا والقيام بدور فاعل من أجل حماية الشعب السوري بعد أن أغلقت أبواب جامعة الدول العربية أمام الثوار.
وحذر البيان من أن «النظام السوري أعد خطة تعتمد على أسلوب إرهابي سيتم تنفيذها خلال شهر رمضان المبارك لإجهاض الثورة تتضمن منع المصلين من أداء صلاة التراويح بالمساجد والتضييق على ممارسة الشعائر الدينية والتهديد باعتقال كل من يخالف ذلك»، داعيا «كل الشرفاء من أجل التحرك لإنقاذ شعب سوريا».
يذكر أن المسيرة تأتي استكمالا لجهود الجالية السورية والمعارضين السوريين بالقاهرة، التي تزامنت منذ بداية الانتفاضة، حيث ينظمون الكثير من الوقفات الاحتجاجية أمام سفارتهم للمطالبة بطرد السفير السوري يوسف أحمد، إلى جانب مظاهراتهم المتعاقبة أمام مقر جامعة الدول العربية بهدف تشكيل ضغط على مسؤولي الجامعة لاتخاذ قرار وموقف إيجابي يحقن دماء السوريين.
الظواهري: الأسد حارس إسرائيل
دعا السوريين إلى قتال أميركا وإسرائيل
حث زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري المحتجين السوريين المناوئين لحكم الرئيس بشار الأسد على توجيه احتجاجهم أيضا إلى واشنطن وإسرائيل، منددا بالولايات المتحدة باعتبارها غير مخلصة في إظهار التضامن معهم. واتهم واشنطن بأنها تعاونت مع الأسد “حارس حدود إسرائيل” طوال عهده.
وقال الظواهري في شريط فيديو أذيع من خلال الإنترنت وضع على مواقع إلكترونية إسلامية، إن الولايات المتحدة “تعاونت مع الأسد طوال عهده وتزعم اليوم أنها تقف معكم لما رأته وقد مادت به الأرض من زلزال غضبتكم”. وسمى الظواهري الثوار السوريين ضد نظام الأسد “أبناء الفاتحين وسلالة المجاهدين وورثة المرابطين”.
وحمل الشريط تاريخ شهر يونيو/حزيران الماضي عندما اختار تنظيم القاعدة الظواهري زعيما له خلفا لأسامة بن لادن الذي قتل على أيدي قوات أميركية في باكستان في مايو/أيار السابق بعد أن تعقبته في أرجاء العالم طيلة عشر سنوات.
شريك أميركا
وقال الظواهري للمحتجين السوريين المناوئين لحكم الأسد “أنتم تتصدون بصدوركم العارية لقذائف الدبابات وطلقات المدفعية والحوامات (المروحيات)” منددا بالرئيس السوري بوصفه “شريك أميركا في الحرب على الإسلام باسم الإرهاب، وحارس حدود إسرائيل”.
وأضاف الظواهري الذي كان يرتدي جلبابا أبيض ويضع عمامة بيضاء وجالسا وبجواره بندقية هجومية مخاطبا المحتجين السوريين “قولوا لأميركا و(للرئيس الأميركي باراك) أوباما نحن أبناء الفاتحين وسلالة المجاهدين وورثة المرابطين، إننا نخوض معركة التحرر والتحرير، التحرر من الطواغيت المفسدين والتحرير لديار المسلمين”.
ويرى محللون أن الثورات العربية سحبت البساط من تحت أرجل القاعدة في البلدان العربية، بحيث نجح منطق التظاهر السلمي في التخلص من الحكام المستبدين، في وقت عجزت فيه تيارات العنف عن تغيير الأنظمة رغم أنها أعلنت الحرب عليها سنوات طويلة.
ولكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن قتل أفراد الشرطة وجنود الجيش يشير إلى أن القاعدة ربما تكون مسؤولة عن بعض من أعمال العنف.
كما أن العقيد الليبي معمر القذافي اتهم الثوار الليبيين بأنهم يؤون تنظيم القاعدة وبأن هذه الأخيرة ستقيم إمارات إسلامية في ليبيا وتقسم البلاد، وهي الحجة ذاتها التي استخدمها نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في بعض معاركه السياسية مع الثوار السلميين.
متروك لمصيره
ونددت واشنطن مرارا في الأشهر الأربعة الماضية بقمع المتظاهرين في سوريا إلى جانب زيارة السفير السوري في دمشق بلدة حماة في وقت سابق هذا الشهر، في إظهار غير مألوف للتضامن مع المتظاهرين المناهضين للأسد.
لكن محللين يرون أن الشعب السوري متروك لمصيره يواجه قمعا شديدا في وقت تصمت الجامعة العربية والمجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات عملية ضد العنف الذي تستخدمه السلطات السورية ضد مواطينها.
يذكر أن مخبأ الظواهري غير معروف، وإن كان يعتقد منذ فترة طويلة أنه يختبئ في منطقة على الحدود الأفغانية الباكستانية. وتعرض واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى القبض عليه أو إدانته.
تظاهر مستمر وقتلى واعتقالات بسوريا
استمرت مدن وبلدات سورية بينها وسط العاصمة دمشق بالتظاهر ليلا بعد احتجاجات نهارية لتصل الليل بالنهار في تحركها الشعبي المنادي بإسقاط النظام ونصرة لمدن أخرى محاصرة. ووسط استمرار المظاهرات قتل 13 مدنيا برصاص الأمن في بلدة كناكر بريف دمشق التي شهدت حملة اعتقالات واسعة، وفق مصادر حقوقية.
فقد شهدت أحياء بالعاصمة السورية مظاهرات الليلة الماضية تنادي بإسقاط النظام ونصرة لمدن محاصرة وآخرها بلدة كناكر. ووفق اتحاد تنسيقيات الثورة السورية شهد قلب دمشق قرب جامع عبد الرحمن بن عوف بحي الشويكة مظاهرة ردد المشاركون فيها هتافات تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
كما شهدت أحياء الميدان والحجر الأسود والقدم في دمشق مظاهرات مسائية مشابهة، في وقت أشارت فيها لجان التنسيق المحلية إلى قيام قوات الأمن وعناصر ما تسمى بالشبيحة باقتحام حي ركن الدين مساء أمس ومداهمة بعض المنازل وسط إطلاق نار عشوائي لترويع الأهالي.
وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بأن القوى الأمنية بدأت حملة اعتقالات واسعة في حي برزة بضواحي دمشق شملت زهاء 250 شخصا معظمهم من الناشطين ومصادرة العديد من الحواسيب قبل أن ينسحبوا لتبدأ مظاهرة مسائية لم تستمر طويلا لانتشار عدد من قوات الأمن مجددا بالمنطقة.
وتضامنا مع بلدة كناكر التي شنت القوى الأمنية حملة فيها شهدت بلدات بريف دمشق بينها حرستا ومعضمية الشام وسقبا مظاهرات مسائية نصرة لكناكر والمدن المحاصرة وفق مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت.
وبالإضافة إلى دمشق وريفها شملت المظاهرات الليلة المنادية بإسقاط النظام ونصرة المدن المحاصرة كلا من حماة (وسط البلاد) ودير الزور, والقورية (شرقا) وبلدات في محافظة إدلب بينها معرة النعمان وسراقب وبنش وبلدة الباب في محافظة حلب وقرى في درعا جنوبا.
وشهدت أحياء بمدينة حمص (وسط البلاد) التي لا تزال تنتشر فيها الدبابات ومدينة تلبيسة القريبة منها ومدينة تدمر بنفس المحافظة مظاهرات مسائية أوقدت خلالها الشموع.
كما شهدت مدينة اللاذقية الساحلية مظاهرات مساء أمس بعدة مناطق تنادي بإسقاط النظام والحرية، بينما شهد حي الرمل ومنطقة السكنتوري في المدينة انفجارات قوية وإطلاق نار كثيف، وفق ما أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.
قتلى كناكر
وجاءت هذه التطورات بعدما قتلت قوات الأمن السورية الأربعاء ما لا يقل عن 13 مدنيا في بلدة كناكر بريف دمشق بينهم ثلاثة أطفال, وشنت في الوقت نفسه حملات دهم واعتقال واسعة في أحياء بالعاصمة بالتزامن مع محاصرة حمص ومدن وبلدات أخرى وفقا لناشطين وحقوقيين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان عمار القربي قوله إن 18 دبابة وجرافة استخدمت في اقتحام البلدة, وأكد أن القوات المقتحمة استهدفت أساسا اعتقال الأشخاص الذي تتراوح أعمارهم بين 15 و40 عاما.
وأضاف أن المعتقلين نقلوا خارج كناكر في عربات, مشيرا إلى أن الأمن السوري اقتحم البلدة انتقاما من أهلها لأنهم يساعدون سكان درعا المحاصرة بالمؤن.
وقد حاول سكان كناكر التصدي للدبابات بالحجارة وبالإطارات المطاطية المشتعلة، وفقا للمصدر نفسه الذي أكد أن مساجد البلدة تحولت إلى مستشفيات. وبالتزامن تقريبا مع اقتحام كناكر, انتشرت قوات مدعومة بالمدرعات في حي برزة بضواحي دمشق, وهو ما أثار خشية من عملية عسكرية واسعة.
وشملت العمليات الأمنية أيضا منطقة الزبداني بريف دمشق التي نصبت فيها حواجز عسكرية كثيرة, وجرت فيها عمليات دهم واعتقال, بينما أشار رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي إلى اعتقال مئات الأشخاص في حيّي ركن الدين والحجر الأسود في دمشق.
وفي وقت سابق, كانت القوات السورية قد عزلت أحياء بدمشق مثل ركن الدين والقابون في محاولة لوأد الاحتجاجات.
وتحدثت مواقع سورية على الإنترنت عن حملة اعتقالات في مدينة حلب, بينما لا تزال عشرات الدبابات ترابط في حمص التي شهدت الأيام الماضية واحدة من أسوأ حملات القمع منذ بدء الاحتجاجات في سوريا.
لقاء إسطنبول
وبينما لا يبدو أفق لانتهاء الأزمة الراهنة, بدأ ناشطون سوريون من الداخل والخارج الأربعاء لقاء في إسطنبول لتنسيق المواقف.
ويشارك في اللقاء نحو مائتي ناشط قدموا من سوريا وأوروبا وأميركا والمنطقة العربية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن معز السباعي -وهو أحد منظمي اللقاء- أن الهدف منه تحديد إستراتيجية للتنسيق بين الفعاليات الشبابية المسؤولة عن تنظيم الاحتجاجات, وجعل تحركاتها أكثر نجاعة.
وأشار السباعي إلى أن الناشطين الذين قدموا من سوريا يشكلون نحو 20% من مجموع المشاركين في اللقاء.
من جهتها, قالت الناشطة السورية بهية مارديني -التي ترأس اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي- إن لقاء إسطنبول هو الأول من نوعه منذ بدء الثورة السورية منتصف مارس/آذار الماضي، حيث إنه يضم الفعاليات الشبابية.
وكانت إسطنبول استضافت لقاءات للمعارضة السورية انبثق عنها بالخصوص مجلس إنقاذ وطني.
احتجاجات في مناطق عدة قبيل “جمعة المعتقلين“
الأمن السوري يستخدم سيارات الإسعاف في عمليات الدهم والاعتقال
دبي – العربية
أفاد ناشطون سوريون أن الأمن السوري استقدم تعزيزات عسكرية إلى مشارف سراقب بعد أن فشل في دخولها جراء تصدي الأهالي، وقد عمدت القوى الأمنية إلى استخدام سيارات الإسعاف في حملات الدهم والإعتقال. ويأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه المتظاهرون لجمعة جديدة باسم “جمعة المعتقلين” للمطالبة بفتح السجون والمعتقلات وتحرير المعتقلين منها، وإعادتهم لأسرهم سالمين.
وقتل 11 شخصا، بينهم طفل في السابعة من عمره، في العملية التي شنها الأمن السوري في كناكر في ريف دمشق فجر أمس الأربعاء. وجاءت العملية، فيما واصل الجيش وقوى الأمن حملة مداهمات في المناطق المجاورة أسفرت عن اعتقال المئات.
وتتصاعد وتيرة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام السوري بالرغم من حملات الاعتقال التي تشنها القوات الأمنية والتعزيزات العسكرية التي تحاصر بها قوات الجيش عدة محافظات سورية.
وبات تشييع القتلى في مختلف المحافظات جزءا من المشهد السوري الذي يتشح بالسواد في كل مرة يحمل فيها الأهالي موتاهم على أكتافهم، لترتفع بعد إتمام مراسم التشييع حدة الغضب وتشتعل نيران الاحتجاجات من جديد.
كما أصبحت الاعتصامات النقابية هي الأخرى جزءا من المشهد العام، وجاء اعتصام المحامين في حماة وحلب متزامنا مع اعتصام المعلمين في الحسكة ما نتج عنه اعتقال العديد منهم.
مسؤولون في الخارجية والكونغرس ينتقدون قمع المتظاهرين في سوريا
واشنطن تدين أسلوب تعامل الأسد مع المتظاهرين
واشنطن – هشام ملحم
صعّدت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأربعاء، من لهجة إدانتها لممارسات السلطات السورية ضد المتظاهرين المسالمين، وانتقدت ما وصفته “محور التسلط” بين سوريا وإيران، معتبرة أن الرئيس بشار الأسد ونظامه أصبحا جزءاً “من الماضي”.
وأشارت الإدارة الأمريكية إلى أن الأسد “الذي فقد شرعيته، والذي فقدنا الثقة به.. يخسر”، مع اقتراب التظاهرات من دمشق، وأن “التغيير آت إلى سوريا”، وأن “الرئيس السوري قد يؤخره، لكنه لن يستطيع وقفه”.
هذه المواقف وغيرها تمثل مؤشرات واضحة على أن إدارة الرئيس أوباما تقوم بالتحضير لحقبة ما بعد نظام بشار الأسد.
وتعرض الرئيس الأسد ونظامه، أمس، إلى إدانات شاملة من مساعد وزيرة الخارجية السفير جيفري فيلتمان، ومساعد الوزيرة لشؤون حقوق الإنسان مايكل بوزنر، ومن قادة اللجنة الفرعية للشرق الأوسط في مجلس النواب من جمهوريين وديمقراطيين، الذين حضوا بقوة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مطالبة الأسد بـ”التنحي الآن”، كما قال رئيس اللجنة النائب الجمهوري ستيف شابوت، والعضو الديمقراطي الأبرز في اللجة غاري إيكرمان.
وشدد فيلتمان على أن الشعب السوري يعرف أين تقف الولايات المتحدة، ملمحاً إلى أن حكومته قد تطالب الأسد بالتنحي عن السلطة “في الوقت المناسب”.
من جهته، قال بوزنر إن السوريين يدركون ما تعنيه واشنطن حين تصف ممارسات النظام السوري بـ”البربرية.. وبأنه فقد شرعيته”، مؤكداً أن واشنطن تؤيد مطالبهم بالديمقراطية والتغيير”.
وجاءت هذه المواقف خلال شهادة عقدتها اللجنة بعنوان “محور التسلط” لمناقشة وضع حقوق الإنسان في سوريا وإيران، وتزامنت مع سقوط 11 قتيلاً مدنياً في سوريا.
وقال فيلتمان إن وضع سوريا وإيران في خانة واحدة يسلط الأضواء على حكومتين “تتشاطران سجلاً مشيناً بشأن حقوق الإنسان، ودورهما التخريبي والمدمر في المنطقة”. ووصف قادة إيران بأنهم “لا يعرفون ما هو العيب، وهم خطيرون وخبثاء”.
وأضاف “ليس صدفة أن إيران هي أفضل صديق لبشار الأسد، كما أن سوريا هي أفضل صديق لإيران، وأن الدولتين ليس لهما حلفاء حقيقيين في المنطقة”.
فيلتمان: الأسد ليس إصلاحياً
واستخدم فيلتمان، الذي خدم سفيراً لبلاده في بيروت خلال فترة حساسة للغاية شهدت اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري وهي تجربة صبغت موقفه من سوريا؛ لغة قاسية للغاية خلال وصفه لطبيعة نظام الأسد، حين قال إن “الأسد ليس إصلاحياً، بل هو رجل يعتمد حكمه على الإرهاب والسرقة والتعذيب”.
وأشار إلى أن “الرد العنيف للنظام على التظاهرات التي تطالب بالتغيير قد أدى إلى تعزيز مطالب المتظاهرين بالحرية وبتفكيك وسائل القمع”.
وتابع: “كل ما يسمى بالإصلاحات لم تؤد إلى التغييرات التي يريدها السوريون على الأرض”. واتهم الأسد بتأجيج التوترات الطائفية قائلاً: “ولتعزيز احتكاره للسلطة، يسعى الأسد إلى إثارة العنف بطريقة تهدف إلى إعطائه طابعاً فئوياً، من أجل إخفاء طبيعة نظامه، ومن خلال استغلال مخاوف الشعب السوري العميقة من النزاع الفئوي”.
وقال فيلتمان إنه “على الرغم من وجود عقوبات كثيرة مفروضة على سوريا من قبل الولايات المتحدة، بما في ذلك عقوبات فرضها الرئيس أوباما على الرئيس الأسد وغيره من المسؤولين السوريين البارزين، إلا أن الإدارة الأمريكية تدرس مع الآخرين، وتحديداً في الاتحاد الأوروبي، فرض عقوبات إضافية”.
بوزنر: واشنطن ستساعد المتظاهرين السوريين
ومن جهته، قال مايكل بوزنر إن الولايات المتحدة التي تقف مع الشعب السوري، “تحضر نفسها الآن لمساعدة المتظاهرين في عملية الانتقال الديمقراطي في سوريا”.
وأشار المسؤولان إلى أن واشنطن تواصل العمل مع أعضاء مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار “بإدانة الفظائع التي يقوم بها نظام الأسد”.
وكرر فيلتمان اتهام إيران بإرسال المستشارين والمساعدات التقنية “لمساعدة سوريا في وحشيتها” ضد المتظاهرين. وخلال إجابته على أسئلة أعضاء اللجنة، قال: هناك نكهة معادية في التظاهرات ضد إيران وحزب الله، وهؤلاء هم أصدقاء سوريا الوحيدين، إضافة إلى السياسي اللبناني ميشال عون (رئيس التيار الوطني الحر) والمتحالف منذ سنوات مع حزب الله”.
وشدد فيلتمان وبوزنر على أنه ليس للولايات المتحدة أي مصلحة في بقاء بشار الأسد في السلطة، وهو “الذي فقد شرعيته وخاصة في أعين مئات الآلاف من السوريين الذين يتظاهرون في الشوارع “، وأشارا إلى أن “الأسد أوضح أنه مُصمم على البقاء في السلطة بغض النظر عن الثمن”.
وقال فيلتمان إن الرسالة التي يريد السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد إيصالها إلى القيادة السورية وإلى الشعب السوري هي أن “الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي يريدون سوريا دولة موحدة يعيش شعبها بشكل متساوٍ في مناخ من التسامح واحترام حقوق الإنسان”.
وقبل الجلسة، قالت مصادر أمريكية مطلعة لـ”العربية” إنها تتوقع “رمضاناً ساخناً”، وان “يمتحن” السفير فورد أي قيود تضعها الحكومة السورية على تحركاته خارج دمشق”، كما ألمح وزير الخارجية السورية وليد المعلم قبل أيام.
وكانت الحكومة السورية قد أعربت عن استيائها الشديد لقيام السفير فورد قبل أسابيع بزيارة مدينة حماة، وعكست ذلك بالسماح لتظاهرات معادية اقتحمت مجمع السفارة الأمريكية.
واشنطن تدرب ناشطين سوريين وإيرانيين
وقال فيلتمان وبوزنر إن واشنطن توفر “المعدات والتدريب” للناشطين السوريين والإيرانيين لمساعدتهم على ممارسة حرياتهم في التعبير عن أنفسهم والتجمع ” على شبكة الإنترنت أو عبر غيرها من تقنيات الاتصال الأخرى”.
وأوضحا أن التدريب يشمل استخدام الأساليب التقنية المضادة للرقابة التي تمارسها الحكومتين السورية والإيرانية، وتوفير وسائل الاتصال المتنقلة وغيرها من الوسائل التي تحمي من الهجمات الإلكترونية الحكومية.
إلى ذلك، انتقد رئيس اللجنة الفرعية النائب ستيف شابوت ما وصفه موقف إدارة الرئيس أوباما “الضعيف” تجاه ممارسات سوريا وإيران القمعية، وحض البيت الأبيض على الدعوة لإقامة حكومتين ديمقراطيتين في سوريا وإيران.
وطالب النائب غاري إيكرمان العضو الديمقراطي الأبرز في اللجنة بقطيعة شاملة بين الولايات المتحدة وسوريا، بما في ذلك وقف جميع المعاملات التجارية، وحرمان المصارف السورية من استخدام النظام المالي الأمريكي وتجميد جميع ودائع النظام السوري في الولايات المتحدة.
عمار القربي: حافظ الأسد مازال يحكم من القبر ولا مقارنة بين ابنه والسادات
رد فعل على تعليق للكاتب كارستن ويلاند في كتابه عن سوريا
دبي – العربية.نت
قال عمار القربي، رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان، إن مقارنة الرئيس الأسد بالرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات فيها ظلم كبير للسادات، في رد فعل على تعليق للكاتب كارستن ويلاند في كتابه عن سوريا والأوضاع في المنطقة.
وقال القربي إن الرئيس السادات لم يصبح رئيساً إلا بعد أن تخلص من كل مناوئيه بالفعل في تلك المرحلة، أما في سوريا فالشخصيات البارزة في عهد الرئيس حافظ الأسد، هي التي ساعدت الابن على الوصل للسلطة.
عمار القربي
وكان ويلاند أشار إلى وجه شبه بين طريقة وصول الرئيس بشار الأسد إلى الحكم, والرئيس المصري محمد أنور السادات، لكن القربي اعتبر المقارنة غير منطقية، لأن الرئيس السادات كان له استقلال بسياسته وشخصيته، فيما اعتبر بشار الأسد امتداداً لإرث أبيه السياسي، وقال: “أعتقد أنه من الخطأ أصلاً التحدث عن مرحلتين، الجميع في سوريا يعتبر أن الرئيس حافظ الأسد مازال يحكم من القبر”.
وأشار إلى أنه ليس هناك أي انفصال بين مرحلة الأب ومرحلة الابن، كلا المرحلتين سائرة، والتغيير كان في الأشخاص فقط، إذ مازالت نفس العقلية ونفس المنهجية تسيطران على البلاد في كل الأمور.
وذكر القربي أن الرئيس الأسد الأب كان “مُشخصِناً السلطة”، ويحكم بمقاليدها في يديه، ويقبض على زمام الأمور من جميع نواحيها، بينما الابن لم يتعامل بنفس الطريقة، مبيناً أن هذا لا يعني أن الأسد ليس مسؤولاً عما يجري في البلاد، وأن ماهر الأسد هو من يتحكم في الأمور الأمنية، مؤكداً أن الرئيس الأسد ليس رجلاً هامشياً، بل إنه هو الذي يحكم، ولا أحد يمكن أن يعارض أي قرار رئاسي.
وكانت حلقة برنامج “عالم الكتب” ناقشت إصدار الكاتب كارستن ويلاند “سوريا.. الاقتراع أم الرصاص؟ الديمقراطية والإسلامية والعلمانية في المشرق”.
ويتناول الكتاب المجتمع السوري بالتحليل، ويعرج على وضع النظام الحاكم في ضوء الأحداث الإقليمية والدولية، وكيف تغيرت صورة بشار الأسد لدى العالم من صورة السيد صاحب الأيدي النظيفة عند تسلمه منصبه، حين وضع محاربة الفساد على أجندته، لكن المقاومة المتأصلة في النظام، أثبتت أنها أقوى بكثير، لتصل بالبلد إلى الوضع الحالي.