أحداث الخميس، 28 كانون الأول 2012
الحل يصطدم بعقدتي مصير الأسد والحكومة الانتقالية
بيروت، لندن – «الحياة»، أ ف ب
تتسارع الجهود الديبلوماسية في محاولة لايجاد حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ آذار (مارس) 2011 وحصدت أرواح نحو 45 ألف شخص. وفي إطار هذه الجهود وصل الى موسكو نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ومعاون الوزير احمد عرنوس، ويصل اليها اليوم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، على ان يزورها الموفد الدولي – العربي الى سورية الاخضر الابراهيمي السبت ويعرّج قبلها على القاهرة يلتقي خلالها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وفي موازاة ذلك تواصلت أمس الاشتباكات العنيفة وعمليات القصف، ما ادى الى مقتل العشرات في أنحاء مختلفة في سورية، لترتفع حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ 21 شهراً الى اكثر من 45 ألف شخص، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وعلى رغم عدم إعلان تفاصيل نتائج المحادثات التي يجريها الابراهيمي في دمشق، مع أركان النظام والمعارضة في الداخل، ذكرت مصادر ان المؤشرات تفيد بأن الحوار يدور حول اتفاق جنيف، الذي أقرته الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وممثلو الجامعة العربية في نهاية حزيران (يونيو) الماضي.
وتفيد المصادر ان هناك عقدتين تعوقان التقدم نحو تنفيذ «بيان جنيف»: الأولى تخص المعارضة التي ما زالت تصر على تنحي الأسد قبل المضي في تنفيذ أي اتفاق يتم التوافق عليه. وأما العقدة الثانية فمصدرها النظام الذي يصر على استبعاد مشاركة أطراف في المعارضة في الحكومة الانتقالية، خصوصاً القوى التي تطالب بتدخل دولي لا سيما جماعة «الاخوان المسلمين».
وينص بيان جنيف على تشكيل حكومة انتقالية تضم عناصر من النظام والمعارضة تتمتع بـ»سلطات تنفيذية» ويتم تشكيلها على أساس «قبول متبادل»، وذلك من دون التطرق الى مصير الرئيس السوري، فيما أعلن الموفد الدولي كوفي عنان حينها ان «مستقبل الأسد سيكون شأن السوريين».
وكانت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية ذكرت ان الابراهيمي يحمل معه الى سورية اقتراحاً بتأليف حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، مع استمرار الاسد في منصبه حتى انتهاء ولايته الرئاسية العام 2014، من دون ان يحق له الترشح مجدداً.
وواصل الابراهيمي محادثاته في دمشق التي وصل اليها الأحد، والتقى أمس السفير الصيني تشانغ شون الذي اعلن إنه اتفق مع الموفد الدولي على ان «الوضع في سورية خطير جداً، وأن هناك حاجة ملحة الى تحرك سياسي» لايجاد حل للأزمة المستمرة في سورية.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف صرح بان الابراهيمي سيزور موسكو السبت لاجراء مباحثات مع المسؤولين الروس، بعدما تحادث هاتفيا مع وزير الخارجية سيرغي لافروف الاسبوع الماضي. وشدد لافروف على ضرورة حض اطراف النزاع على تطبيق بيان جنيف في شأن الفترة الانتقالية.
وكان الابراهيمي التقى في السادس من كانون الاول (ديسمبر) الجاري في دبلن لافروف ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وبحث معهما في خطة حل للوضع السوري لم يكشف عن مضمونها.
ميدانياً، تواصلت الاشتباكات العنيفة والقصف في أنحاء مختلفة في سورية. وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان 20 شخصاً، بينهم ثمانية اطفال وثلاث نساء قتلوا اثر قصف مصدره القوات النظامية السورية تعرضت له مزارع قرية القحطانية» الواقعة الى الغرب من مدينة الرقة في شمال سورية. وقتل عشرون مقاتلاً في صفوف المعارضة باشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف قرب مدينة معرة النعمان.
وتجددت الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، وعثر على المعارض السوري فيصل الحلاق (58 عاما) مقتولاً في سيارته مساء الثلثاء قرب مدينة السلمية في محافظة حماة في وسط سورية، وانفجرت سيارة في حي المالكي في دمشق.
وارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا الى اكثر من 45 ألف شخص، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
عبد العظيم لـ “الحياة”: النظام أبلغ الإبراهيمي الموافقة على حكومة “كاملة الصلاحيات”… ومبادرة الحل ستصدر بقرار تحت الفصل السادس
بيروت – جاد يتيم
كشف المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية في سورية حسن عبد العظيم في اتصال مع “الحياة” من دمشق أن النظام السوري أعطى موافقته للموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي على عدد من النقاط أبرزها “تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة”، موضحاً أن “نقطة بقاء (الرئيس السوري بشار) الأسد في السلطة خلال هذه المدة هي النقطة الوحيد العالقة”.
وشدد عبد العظيم أن الإبراهيمي أبلغه خلال اللقاء به أنه “لم يفشل إطلاقاً في مهمته وهو مصمم على النجاح ولن يستقيل”، مشيراً إلى أن الإبراهيمي “يعود إلى جنيف ليعمل على توافق أميركي – روسي يظهر في مؤتمر جنيف-2”.
وأوضح المعارض السوري، الذي يعيش في دمشق إلى أن الاتفاق النهائي كان ينتظر تعيين وزير جديد للخارجية الأميركية وهو ما حصل.
ولفت إلى أن الإبراهيمي يحمل إلى الجانبين الأميركي والروسي في جنيف “موافقة النظام السوري على نقاط أربع تبدأ بـ: وقف العنف، وإطلاق المعتقلين والأسرى، وتأمين أعمال الإغاثة، ومن ثم تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تنهي الوضع القائم وتصدر دستور جديد وتجري انتخابات برلمانية ورئاسية”، لكنه لفت إلى أن “بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية ما زالت مدار نقاش”.
وأضاف أنه “عند التوافق وحسم كل هذه الأمور سيصدر قرار عن مجلس الأمن تحت الفصل السادس يلزم المعارضة والنظام بتطبيقها”، مشيراً، في سؤال عن التنسيق مع معارضة الخارج، إلى أن الهيئة تعمل على عقد مؤتمر القاهرة-2 بحضور الهيئة والائتلاف الوطني والمنبر الديموقراطي والهيئة الكردية العليا من أجل التوافق على الحل السياسي.
وشدد على أن “لا طرف في المعارضة السياسية يمثل المعارضة كاملة”.
وتطرق عبد العظيم إلى البيان المنسوب إلى القيادة القطرية لـ”حزب البعث العربي الاشتراكي”، في سورية، ونشره موقع “البعث نت” القريب من البعث العراقي، ودعا فيه “النظام والرئيس بشار الاسد والمعارضة الوطنية الى الجلوس على مائدة الحوار لبحث الآلية المناسبة المزمنة لتنفيذ خطة نقل السلطة على غرار ما حدث في القطر اليمني الشقيق”.
ولفت إلى أنه من حيث المبدأ فإن “حزب البعث مصادر وهناك سلطة البعث ونظام البعث أما السلطة فهي ليست بيد البعث على الرغم من أنه الحزب الحاكم”، معتبراً أن هذه القيادة “لن تجتمع وان تستفيق إلا إذا دعتها لذلك السلطة السياسية”.
وأضاف أنه بالتالي فإذا كان هذا البيان صحيحا ، فهو “يوضع في سياق واحد مع كلام نائب الرئيس فاروق الشرع الأخير، و”يدل على إدراك من قبل النظام وبعض عناصر قيادة الحزب أن الامور وصلت الى مستويات خطيرة وباتت تهدد البلد والحزب والنظام”.
وشدد على أنه “لا بد من تغيير السلطة وإنهاء النظام عبر انتقال سلمي”، موضحا أن النظام “تغيرت لهجته منذ أكثر من شهر”.
وكان موقع “البعث نت” القريب من البعث العراقي بقيادة عزت الدوري، نشر بيان قال إنه حصري وصادر عن القيادة القطرية في سورية، دعا “الجيش العربي السوري والمعارضة المسلحة او ما يعرف بالجيش الحر الى وقف الاقتتال ونزيف الدم السوري فورا والجلوس على طاولة الحوار لايجاد ووضع التدابير والخطوات الناجعة”.
وأشار البيان إلى أن ذلك “يتطلب من جميع ابناء الشعب السوري وكافة الاحزاب والقوى السياسية في السلطة والمعارضة رص الصفوف وتوحيد الجبهة الداخلية والوقوف بمسؤولية تجاه المؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها سورية والحفاظ على امن واستقرار ووحدة سوريا ارضا وانسانا”.
وعبرت القيادة القطرية للحزب عن ترحيبها بـ “خطة الامم المتحدة الداعمة للحلول السياسية والانتقال السلمي الآمن للسلطة على غرار مبادرة نقل السلطة في اليمن، بإعتبارها المخرج الوحيد لانهاء الازمة واخراج سوريا من دوامة الصراع المسلح الذي لا ولن يجني منه الوطن والشعب السوري سوى الخراب والدمار والويلات والمأسي واعادة سوريا الى الورى عقودا من الزمن”.
وناشدت “كافة الاطراف المتصارعة الحفاظ على وحدة ومكتسبات الشعب السوري”، محملة هذه الأطراف “كامل المسؤولية الوطنية والتاريخية والاخلاقية لما حدث ويحدث من قتل واقتتال وسفك لدماء السوريين وتبرأ الى الله مما قد تؤول اليه الامور في سوريا في حال اصرار جميع الاطراف المتصارعة على استخدام القوة”.
من ناحيته، رأى الناشط السياسي المعارض ثائر عبود في اتصال مع “الحياة”، أن “بيان البعث سواء كان صادرا عن القيادة القومية أو القطرية للبعث وشتّان بينهما في المفعولية السياسية للبيان ..فقد يكون عبارة عن عملية جس نبض للشارع وما يسمى زورا المعارضة السياسية”.
وأضاف أن هذا البيان في “أفضل حالاته هو محاولة لإنقاذ جثة البعث التي لا يمكن بعثها من جديد، لكن فلنكن عمليين وأذكياء في تعاطينا مع هكذا منعطفات سياسية حرجة وهامة”.
وأوضح أن “البعث نت” هو “موقع قريب من حزب البعث وتابع له وإن لم يكن موقعه الرسمي”.
وفي هذا الإطار، اعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن “البيان إن كان صحيحاً فهو بمثابة جس نبض لترتيبات ربما بدأ التحضير مع زيارة الموفد العربي الدولي الاخضر الابراهيمي الاخيرة الى دمشق”.
ونقلت قناة “سكاي نيوز” العربية لاحقاً عن القيادة القطرية نفيها إصدار أي بيان بشأن الانتقال السياسي للسلطة في سورية.
المرصد السوري: اشتباكات عنيفة داخل مطار منغ بين الثوار والقوات النظامية
بيروت – “الحياة”
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت “الحياة” نسخة منه أن “مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة تمكنوا من اقتحام مطار منغ العسكري من عدة محاور”.
ولفت المرصد إلى “اشتباكات عنيفة تدور داخل اسوار المطار وذلك بعد حصار واشتباكات في محيطه استمرت لعدة ايام”.
من جهته، أعلن الجيش السوري الحر في البيان رقم واحد من “غرفة تحرير مطار منغ” بث على “يوتيوب” أن عناصره تمكنت من “تدمير 4 طائرات مروحية ودبابة ت-72 وعربة رشاشة بالإضافة إلى قتل أكثر من 40 عنصر أسدي من مختلف الرتب” في معارك مطار منغ.
ولفت الجيش الحر إلى أنه “جرى تأمين انشقاق 10 عناصر” من القوات النظامية، واعداً بـ “مفاجأة كبرى ستقلب الموازين خلال الساعات المقبلة”.
السوريون يجدون المحروقات والسيارات الفخمة في السوق السوداء
تزدهر في منطقة اعزاز الواقعة على الحدود الشمالية لسوريا منذ بدء النزاع في اذار الماضي، سوق سوداء تباع فيها مشتقات نفطية وسجائر وسيارات فخمة من نوع “بي ام دبليو” او “مرسيدس” في حالة ممتازة، يمكن شراؤها بخمسة الاف دولار فقط لا غير.
ويقول ابو احمد، وهو صاحب محل بقالة سابق في حلب تحول الى تاجر سيارات، “كل شيء قانوني”. يضيف “السيارات تأتي من سويسرا حيث يبيع شقيقي سيارات مستعملة، وتدخل الى سوريا محملة بالبطانيات والادوية والمواد الغذائية للاجئين على الحدود التركية”.
الا ان ابو احمد يشير الى ان تجارة السيارات ليست مربحة كثيرا، لان معظم الناس “ليس لديهم ما يأكلون”. ويضيف “معظم السيارات تباع الى الثوار، ونبيعها بحسومات كبيرة، واحيانا نقدمها من دون مقابل”.
اما بالنسبة الى سوق المحروقات عند ابو اسماعيل وشقيقه حميد، فحركة البيع والشراء اكثر نشاطا. ويقول ابو اسماعيل “نشتري الديزل والبنزين في السوق السوداء في حماة والرقة، وهما منطقتان يسيطر عليهما الجيش السوري ولا ازمة فيهما. يشتري المهربون المشتقات النفطية من النظام ويبيعونها لنا بسعر اعلى”.
وفد سوري حكومي يسبق الإبرهيمي إلى موسكو
الأمم المتحدة لا ترى “استجابة” من الأسد لخطة ممثلها
وص ف، رويترز، ي ب أ
تشهد موسكو في الايام القريبة حركة ديبلوماسية واسعة في شأن الازمة السورية وقت لم يظهر ما يشير الى احراز الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي الذي التقى الرئيس السوري بشار الاسد تقدما في ما يحمله من افكار لحل الازمة التي مضى عليها اكثر من 21 شهراً واسفرت عن مقتل اكثر من 45 الف شخص، استناداً الى آخر احصاء لـ”المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له. وتوجه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى موسكو التي يصل اليها اليوم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو على ان يزورها الابرهيمي السبت لاطلاع المسؤولين الروس على نتائج زيارته لسوريا. وبينما يسعى الإبرهيمي الى التغلب على الخلافات الكبيرة بين الأسد وخصومه اشتدت حدة القتال في أنحاء متفرقة من البلاد وانضم ضابط كبير في الجيش إلى صفوف المعارضة.
وقال مصدر أمني سوري إن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد سافر إلى موسكو للبحث في تفاصيل المحادثات مع الإبرهيمي. من غير ان يوضح ما إذا كان ثمة اتفاق قيد الانجاز.
وأفاد مصدر ملاحي في مطار بيروت الدولي ان المقداد غادره “يرافقه المسؤول في وزارة الخارجية السفير احمد عرنوس الى موسكو على متن رحلة لشركة الطيران الروسية “ايرفلوت” انطلقت من مطار بيروت منتصف ليل الثلثاء”.
وكشف مسؤول لبناني قريب من دمشق أن المقداد توجه إلى موسكو طلبا لمشورة روسية في شأن اتفاق محتمل. واشار الى إن المسؤولين السوريين كانوا متفائلين بعد المحادثات مع الإبرهيمي الذي اجتمع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلثاء غداة المحادثات مع الأسد. لكنه لم يعرض أفكاره علنا. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: “هناك أجواء جديدة الآن وشيء جيد يحدث”.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية إن المقداد وأحد مساعديه سيجتمعان اليوم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومبعوث الكرملين الخاص لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف.
وأوردت وكالة “ايتار- تاس” الروسية الرسمية ان “وفدا من الحكومة السورية” سيكون اليوم في موسكو.
كذلك أعلنت الخارجية الروسية عن زيارة وزير الخارجية المصري لموسكو الخميس للقاء نظيره الروسي والبحث معه في الوضع في سوريا.
وقال بوغدانوف ان الابرهيمي سيصل الى موسكو السبت لاجراء محادثات.
وكانت صحيفة “الفيغارو” الفرنسية نشرت قبل ايام ان الابرهيمي الذي عقد في 6 كانون الاول الجاري لقاء ثلاثيا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الاميركية هيلاري كلينتون في دبلن، يحمل الى سوريا اقتراحاً لتأليف حكومة انتقالية ذات صلاحيات واسعة. وينص الاقتراح، على استمرار الاسد في منصبه الى حين انتهاء ولايته سنة 2014، من غير ان يحق له الترشح مجددا.
بيد ان أي مؤشرات لاحتمال قبول الاطراف المعنيين اقتراح الابرهيمي لم تظهر بعد. وقال ديبلوماسي في الامم المتحدة الثلثاء ان الاسد “لم يستجب” للممثل الخاص المشترك، فيما مجلس الامن “بعيد من ان يقدم له الدعم اللازم، وقت لم يعد المعارضون المسلحون يرغبون الآن في تسوية”.
ضحايا العنف
وفيما المساعي السياسية لم تحقق أي إختراق بعد، قال المرصد السوري ان اعمال العنف تسببت منذ بداية حركة الاحتجاج منتصف آذار 2011 بمقتل 45 ألفاً و48 شخصاً . ويتوزع الضحايا بين 31 الفا و544 مدنيا، و1511 جنديا منشقا، و11217 فردا من القوات النظامية، الى 776 قتيلا مجهولي الهوية. ويذكر ان المرصد يدرج بين المدنيين، السوريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.
وأفاد المرصد أن ما لا يقل عن 20 مواطنا بينهم ثمانية اطفال وثلاث نساء قتلوا اثر قصف مصدره القوات النظامية السورية تعرضت له مزارع قرية القحطانية الواقعة الى الغرب من مدينة الرقة.
وبث التلفزيون السوري الرسمي ان “مجموعة ارهابية اعتدت على الاهالي وممتلكاتهم في قرية القحطانية غرب الرقة مما أدى الى مقتل عدد من النساء والاطفال”، وان “وحدات من قواتنا المسلحة اشتبكت مع المجموعة الارهابية” واوقعت في صفوفها عددا من القتلى.
وشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق اشتباكات، بعد ايام من توقف المعارك اثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام والموالين له.
وأوضح المرصد ان الاشتباكات كانت بين مقاتلين معارضين لنظام الرئيس بشار الاسد بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية للنظام، واستمرت من ليل الثلثاء حتى ساعات الفجر الاولى الاربعاء.
وفي إدلب بشمال غرب البلاد، دارت اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره مقاتلون بعضهم اسلاميون. ونقل المرصد عن ناشطين ان “هذه الاشتباكات هي الاعنف في المنطقة منذ اشهر”. وأشار الى انه قتل في الاشتباكات التي بدأت “منذ ساعات الصباح الاولى”، وكانت لا تزال مستمرة حتى بعد الظهر، 19 مقاتلا من كتائب معارضة واصيب العشرات بجروح.
ووزعت عدد من الجماعات الإسلامية بينها “جبهة النصرة” التي أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الارهابية شريط فيديو تظهر فيه جثث عشرات من المقاتلين الموالين للاسد على طريق سريع قرب بلدة علوية في محافظة حماه بوسط البلاد حيث شنت المعارضة المسلحة هجوما جديدا. وقال متحدث لم يظهر في الفيديو إن تاريخ المشهد 21 كانون الأول وقد جرى الإيقاع بقافلة تضم 50 رجلا في مكمن وقتلوا. وصفّت أكوام من الجثث على الطريق بينما تناثر عدد آخر. وتعرض أحد القتلى على الأقل للضرب كما يبدو حتى الموت. وقال المصور: “ليكن ذلك درسا. ها هم كلاب الأسد متناثرون على الطريق… هذا هو مصير كل الخنازير”.
وأكد المرصد ان القوات النظامية “استعادت السيطرة على قرى معان والزغبة والطليسية” التي تقطنها غالبية علوية. وكان المقاتلون المعارضون احتلوا الاثنين أجزاء واسعة من معان في ريف المحافظة حيث يشن مقاتلو المعارضة منذ اكثر من عشرة ايام هجمات على حواجز ومراكز للقوات النظامية.
ووصل نحو 1100 سوري الى تركيا في الـساعات الـ24 الاخيرة، معظمهم من بلدة حلفايا في حماه حيث قتل العشرات الاحد امام مخبز من جراء غارة جوية. وأعلنت الامم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين سيبلغ ضعفيه اي ما يوازي 1,1 مليون شخص بحلول حزيران 2013 ان لم ينته النزاع.
قائد الشرطة العسكرية
وأعلن قائد الشرطة العسكرية السورية اللواء عبد العزيز جاسم الشلال انشقاقه عن الجيش السوري في شريط فيديو مقتضب أورده موقع “يوتيوب” للتواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت. وبرر الشلال انشقاقه في بيان تلاه بسبب “انحراف الجيش عن مهمته الاساسية لحماية البلاد وتحوله الى عصابات قتل وتدمير”، و”تدمير المدن والقرى وارتكاب المجازر في حق شعبنا الاعزل الذي خرج للمطالبة بالحرية”.
وعاد وزير الداخلية السوري محمد ابرهيم الشعار إلى دمشق بعدما تلقى العلاج في بيروت من جروح أصيب بها لدى تفجير نفذه مقاتلي المعارضة هذا الشهر المبنى الذي كان فيه.
مهمـة الإبراهيمـي الاسـتكشافيـة تحـاذر «ألـغـام جنيـف» مـاذا أبلغتـه دمشـق؟ ولمـاذا سـبقه المقـداد إلى موسـكو؟
دمشق ـ زياد حيدر
باريس ـ محمد بلوط
بدا ان المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سار بين الالغام في زيارته «الاستكشافية» إلى دمشق التي يغادرها اليوم، ما بين السعي الى دفع مبادرة خطة جنيف والحذر من تأويلاتها ومحاذيرها التي قد تطيحها، خصوصا في ما يتعلق بشروط المرحلة الانتقالية واستطراداً صلاحيات الرئاسة وحصانة الجيش والمؤسسة الامنية، ودور المعارضة الخارجية فيها.
وكان الإبراهيمي قال لمسؤولين في المعارضة إنه قد يمدد إقامته في دمشق بانتظار أن يحصل على رد سوري على ما عرضه حتى الآن. كما قال إن الرئيس السوري بشار الأسد أحاله إلى لجنة لدراسة الافكار التي حملها ووعده أن يجيب عليه قبل مغادرته دمشق من دون أن يحدد أي موعد لمقابلته.
لكن يبدو أن الإبراهيمي حزم أمره بمغادرة دمشق اليوم، إلى بيروت قبل ان يزور موسكو السبت المقبل، التي يلتقي فيها وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف، لتقييم ما آلت إليه محاولته الأولى في دمشق لنقل خطة جنيف إلى الأسد. ومن المؤكد أنه لو كانت هناك بوادر انفتاح ما، ما كان الإبراهيمي ليطلب الذهاب إلى موسكو التي تعدّ الشريك الأول للرئيس السوري والجهة الوحيدة التي يستطيع اللجوء إليها للضغط عليه.
والأرجح أن إيفاد نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد إلى موسكو، قبل وصول الإبراهيمي إليها، كما قال ديبلوماسي أوروبي، يدخل في إطار إبلاغ موسكو بما جاء به الإبراهيمي قبل وصوله إليها.
وقالت مصادر سورية إن الإبراهيمي كان حذراً جداً في مقاربته للملفات التي ينقلها، سواء في لقاءاته في القصر الرئاسي أو الاجتماعات التي عقدها مع قادة المعارضة السورية في الداخل من «هيئة التنسيق الوطني». وقالت مصادر سورية إنه أبلغ المعارضة أنه قد قام بنقل فكرة الحكومة الانتقالية للأسد إلا انه لم يخض في طبيعة الصلاحيات التي ستحظى بها، بحسب اتفاق جنيف ولا في الموقع الرئاسي خلال المرحلة التي ستمتد حتى ربيع العام 2014.
وقال الإبراهيمي للمعارضين إنه تجنب التحدث إلى الأسد في موضوع التنحي عن السلطة، أو إعادة هيكلة الجيش والأمن. وبحسب المصادر السورية لم يطرق الإبراهيمي قضايا في العمق مع الطرفين ليتجنب الاصطدام بهما خلال مرحلة لا تزال استكشافية ويراهن عليها لتطوير التقارب الروسي – الأميركي إلى تفاهم أوضح بشأن سوريا، يستطيع الاستناد عليه لتوليد ديناميكية ديبلوماسية لإنجاح مهمته لاحقاً.
وقال معارض سوري بارز إنه من المبكر جداً البحث في حكومة انتقالية، خصوصاً أن لا شيء في الأفق يوحي بأن النظام بات على استعداد لتقديم أي تنازلات. ويواجه الرفض المطلق للأسد تحديد صلاحياته أو إزاحته عن الانتخابات الرئاسية رفضاً مماثلاً من المعارضة التي تشترط حكومة انتقالية تحظى بكل الصلاحيات، لتعديل الدستور وإعادة هيكلة الجيش والأمن.
وقالت مصادر سورية إن الإبراهيمي نفى أن يكون حاملاً تفاهمات روسية – أميركية ناجزة بشأن الحل في سوريا. وقال، لمن التقى بهم، إنه يعمل على تحقيق تلك التفاهمات من خلال ما يمكن إنجازه في الزيارة نفسها، واستطلاع ما يمكن تطبيقه من جنيف. وتعد زيارة الإبراهيمي رهانا مزدوجا على قدرته على تحقيق تقدم للإبقاء على مهمته نفسها حية وانتزاع تنازل من الرئيس الأسد من جهة وإقناع الروس والأميركيين بالعودة إلى جنيف، وهو أمر اتفق عليه في اللقاء السابق عندما قرر الأميركيون والروس إيفاده إلى دمشق. ومن دون العودة إلى جنيف وإنجاز اتفاق أوضح هذه المرة، وتبني تفسير موحد للمرحلة الانتقالية وصلاحيات الحكومة، مطلقة أم موسعة، وموقع الرئاسة لن يكون بوسع الإبراهيمي التقدم كثيراً.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«السفير» إن الإبراهيمي طرح على المسؤولين السوريين موضوع «الحكومة الانتقالية ومدى الصلاحيات التي ستتمتع بها»، مشيرة إلى أن «السلطة وافقت على بعض الصلاحيات وليس كلها»، رافضة فكرة تنحّي الأسد أو إعادة هيكلة الجيش وقوات الأمن، موضحة أن الأسد ابلغه انه ينوي الترشح في الانتخابات الرئاسية في العام 2014.
وأشارت المصادر إلى أن الإبراهيمي قد يقوم بعد زيارته الى دمشق بجولة تشمل موسكو والقاهرة وجنيف، ويمكن بعد ذلك أن يتوّج ما يتم الاتفاق عليه بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي، لا يأتي تحت البند السابع. وحذرت من أن فشل مهمة الإبراهيمي قد يؤدي إلى دخول الغرب المعركة مباشرة، عبر تسليح المعارضة.
وكان ديبلوماسي في الأمم المتحدة قال، أمس الأول، إن الأسد الذي استقبل الإبراهيمي الاثنين الماضي «لم يتجاوب مجدداً» معه، فيما مجلس الأمن «بعيد من أن يقدم له الدعم اللازم، وفي وقت لم يعد المعارضون المسلحون يرغبون الآن بتسوية».
في هذا الوقت، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«السفير» إن المقداد ومعاون وزير الخارجية أحمد عرنوس قد وصلا موسكو أمس، في زيارة غير مقررة مسبقاً، وتأتي بعد أقل من شهر على زيارة مشابهة للمقداد إلى العاصمة الروسية، التي ستستقبل اليوم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، على أن تستقبل الإبراهيمي السبت المقبل بناء على طلب منه لإجراء مباحثات، بحسب ما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
وسيلتقي المقداد وعرنوس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وبوغدانوف اليوم، في اجتماع من المفهوم أن يكون مرتبطاً بنتائج لقاء الأسد بالإبراهيمي، الذي سيعقد مؤتمراً صحافياً في دمشق اليوم قبل أن يغادر.
واستنادا لما سربه موقع إخباري مقرب من السلطات، فإن اللقاء بين الإبراهيمي والاسد لم يسفر عن أي تلاقٍ يذكر، وقد لاقت كل طروحات الديبلوماسي المخضرم الرفض، وقوبلت بطروحات معاكسة. وربما سيعمل كل من المقداد وعرنوس على شرح الموضوع للجانب الروسي، الذي يبدي حتى اللحظة حماساً لأفكار الإبراهيمي، وإن ربط قدرتها على التطبيق بفعالية قبولها من جميع الأطراف المعنية. ومن المرجح أن يزور عرنوس طهران للسبب ذاته، فيما سيذهب الإبراهيمي إلى موسكو السبت المقبل، قبل أن ينتقل إلى القاهرة الأحد للاجتماع بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
أما في ما يتعلق بتسريبات دمشق، فقد نقلتها صفحة إخبارية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، هي «شبكة أخبار دمشق» المختصة بالأخبار الميدانية، مشيرة إلى أن «المعلومات التي وردت» للموقع تقول بحصول «توافق الحد الأدنى روسياً وأميركياً»، الذي ينص على بقاء الأسد، الأمر الذي اعتبره الموقع الموالي للنظام هزيمة «لعروش الخليج».
واستند إليه في تفسير طرح الإبراهيمي (كمخرج لتلك الدول) الذي لخصه بالنقاط الأساسية البارزة التالية: طرح أولاً المبعوث الدولي «وقف إطلاق نار يضمنه التركي والقطري والسعودي، ولكن لا يشمل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي»، كما طرح «بقاء الأسد مع صلاحيات محدودة ومنح باقي صلاحياته لرئيس حكومة من المعارضة ومن خارج ائتـــلاف الدوحة، وذلك خلال فترة التحول إلى الديموقراطية». وطلـــب المبعوث الأممي «إعطاءه ورقة (ضمان) بعــدم ترشح الأسد مرة جديدة في العام 2014».
من جهته رفض الأسد بشكل «قاطع طروحات الإبراهيمي جملة وتفصيلاً»، وفقاً للموقع الذي يتابع أن الرئيس السوري اشترط من جهته «عدم مشاركة أي كان ممن طالب بالتدخل الأجنبي بالحكومة أو بالحوار»، و«عدم مشاركة قيادة الإخوان المسلمين نهائياً في أي حوار مقبل». كما طلب بـ«سحب جميع المقاتلين الأجانب، ووقف التمويل والإمداد بالسلاح والعتاد للمسلحين بشكل فوري».
واعتبر الموقع أن الإبراهيمي «خرج بخفي حنين» بعد اللقاء، في إشارة إلى فشله. وعلى الرغم من أن الموقع لا يذكر مصادر محددة، كما أنه لا يشكل مصدراً موثوقاً للمادة السياسية في سوريا، إلا أن العادة جرت خلال السنتين الأخيرتين على تسريب ما لا ترغب الحكومة في تحمل مسؤوليته السياسية أو المهنية، بحيث يخرج للتداول السياسي من دون أن يكون موثوقاً أو مستنداً لمصدر أو هوية معروفة، الأمر الذي يسهل التملص منه. ولكن على الرغم من ذلك، فإن المعلومات تلامس بشكل ملموس كل التسريبات التي اتفقت مصادر عديدة على تشابهها.
الإبراهيمي و«هيئة التنسيق»
والتقى الإبراهيمي، في دمشق أمس، السفير الصيني لدى سوريا تشانغ شيون الذي تحدث عن توافق على أن «الوضع في سوريا خطير للغاية، وهناك حاجة ملحة للحل السياسي»، وعن أمل بكين أن «تتعاون الأطراف الدولية المختلفة لبذل جهود مشتركة» لهذا الحل.
وحذر الإبراهيمي، خلال لقائه وفداً من المعارضة الداخلية، أمس الأول، من أن غياب الحل السياسي سيقود إلى حرب مدمرة في سوريا. وعرض الإبراهيمي مع وفد من «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» المستجدات السياسية، حيث أعلن المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم أن الموفد «سيعمل على تأكيد التوافق الدولي لحل هذه الأزمة»، ولا سيما على صعيد توافق «روسي – أميركي».
واعتبر أمين سر المكتب التنفيذي للهيئة رجاء الناصر أن «الحل السياسي هو المخرج الوحيد»، ويقوم على «إقامة نظام ديموقراطي جديد وعدم بقاء النظام الراهن»، مؤكداً أن لا مخرج للأزمة سوى بتأليف «حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تقود البلاد إلى بر الأمان».
ولفتت «هيئة التنسيق»، في بيان بعد لقاء الإبراهيمي، إلى أن «الجهود العربية والدولية ما زالت دون المستوى، بل إن بعض التدخلات الخارجية تأخذ طابعاً سلبياً، وكأن المطلوب القضاء على سوريا». ونقل عن الإبراهيمي تأكيده «إدراك خطورة الأزمة في سوريا وأثرها على المنطقة، وضرورة تهيئة الوضع الداخلي في سوريا للمشاركة في إيجاد حل سياسي يرى أنه الأمثل، مع وجوب التغلّب على انقسامات المعارضة وتوحيدها، والابتعاد عن الوحدة الشكلية لمصلحة وحدة فعلية».
وأضاف البيان إن الإبراهيمي أكد أن «التوافق الروسي ـ الأميركي عامل محوري في التوصل إلى الحل السياسي، ولذلك من الضروري توصل هذين الطرفين إلى اتفاق كامل». وتابع أن الإبراهيمي «حذر من أن أي شكل لحسم عسكري لن يجد المنتصر فيه دولة سورية قائمة، وعبر عن مخاوفه من اليوم التالي على الصعيد الداخلي»، مشدداً على «ضرورة بقاء الدولة وعدم تكرار السيناريو العراقي».
لكن «لجان التنسيق المحلية»، التي تمثل الناشطين الميدانيين، رفضت أي تسوية مع النظام أو منح أركانه حصانة، مؤكدة أن «رحيل الأسد وجميع مسؤولي نظامه، العسكريين والأمنيين والسياسيين، عن السلطة شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل».
ونحت جماعة «الإخوان المسلمين» في الاتجاه نفسه، متمسكة بحق الشعب «في محاسبة نظام الاستبداد والفساد وأدواته»، معتبرة أنه «لن يكون للقتلة والمجرمين مكان في سوريا المستقبل».
ورفض رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد معاذ الخطيب، أمس الأول، أي اتفاق لا يتضمن رحيل الأسد.
ونقلت صحيفة «حرييت»، أمس، عن مصادر ديبلوماسية تركية قولها إن أنقرة ترفض خطة أفيد أنها تحظى بموافقة روسية ـ أميركية لحل الأزمة في سوريا، مضيفة إن «تركيا تؤمن أن العملية الانتقالية مع استمرار تواجد الأسد في الحكم غير ممكنة بعد الآن».
الاشـتـبـاكـات تـتسـبـب بـنـزوح مـن الـيـرمـوك
سـقـوط حــارم… ومـعـارك قـرب مـعــرة الـنـعـمـان
تجددت الاشتباكات فجر أمس في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق بين اللجان الشعبية ومسلحين عاودوا الدخول إليه، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة منه، فيما سقطت قرية حارم على الحدود التركية بيد المسلحين بعد أشهر من حصارها.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «أجزاء من مخيم اليرموك شهدت اشتباكات استمرت حتى الفجر، بين مسلحين بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «يبدو أن الاتفاق غير المعلن عن انسحاب المقاتلين المعارضين والموالين للنظام لم ينجح»، مشيرا إلى أن «الاشتباكات في محيط المخيم وسقوط قتلى في داخله برصاص قناصة لم تتوقف خلال الأيام الماضية».
وذكرت صحيفة «الوطن» أن «الاشتباكات استؤنفت بعد عودة المسلحين» إلى المخيم. ونقلت عن مصادر في المخيم قولها إن اليرموك «يشهد يوميا بين الفينة والأخرى اشتباكات بين اللجان الشعبية الفلسطينية والمسلحين الذين عاودوا دخوله بعدما انسحبوا إلى أطرافه، ما أدى إلى نزوح الأهالي مرة ثانية».
وقال شهود عيان لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن «مخيم اليرموك يشهد يوميا بين الحين والآخر اشتباكات بين اللجان الشعبية والمسلحين الذين عاودوا دخوله، الأمر الذي أدى إلى نزوح العديد من الأهالي مرة ثانية». وأكدوا أن «عددا من القتلى والمصابين سقطوا خلال الاشتباكات المتقطعة التي دارت خلال الأيام الأربعة الماضية».
وأفاد مندوب «الوكالة الوطنية للإعلام» في بعلبك حسين درويش أن حاجزاً لقوى الأمن الداخلي أوقف في منطقة مشاريع القاع ـ جوسيه المواطنين ي. أ. من بلدة عرسال وم. ر. من مشاريع القاع، أثناء محاولتهما الدخول إلى سوريا، وفي حوزتهما بطاقة لضابط سوري وهوية لبنانية مزورتين وأسلحة صيد وذخائر وأجهزة لاسلكية.
وذكر المرصد «قتل 20 شخصا، بينهم ثمانية أطفال، جراء قصف القوات النظامية مزارع قرية القحطانية في محافظة الرقة». فيما حمّل النظام المسلحين مسؤولية سقوط القتلى.
وذكر المرصد «تدور اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف قرب مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب»، مشيرا إلى «مقتل 20 مسلحا، وإصابة العشرات. كما قتل وجرح عشرات العناصر من القوات النظامية»، موضحا أن «الطائرات الحربية شنت غارات على قرى محيطة بالمعسكر». ونقل عن معارضين في المنطقة قولهم إن «هذه الاشتباكات هي الأعنف في المنطقة منذ أشهر».
وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، «عمد الإرهابيون المرتزقة إلى الاعتداء على القرى الآمنة في ريف حماه وارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء لإرهابهم وترويعهم وإجبارهم على ترك منازلهم وتشريدهم من قراهم».
وأضاف ان «وحدات من قواتنا الباسلة تقوم بالتصدي لهذه المجموعات المجرمة ومنعها من تحقيق أهدافها الدنيئة، موقعة في صفوفها خسائر كبيرة». وبدأ المسلحون هجوما منذ نحو أسبوع على الحواجز العسكرية في ريف حماه، وهددوا باقتحام بلدتي محردة والسقيلبية المسيحيتين، ما لم يطرد سكانهما القوات النظامية. وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أنها «تقدر عاليا تعاون المواطنين مع جيشهم الباسل»، معتبرة أن «هذه الهجمات هي بمثابة محاولة يائسة للتعويض عن الخسائر التي تمنى بها تلك العصابات».
وأشار المرصد الى ان القوات السورية «استعادت السيطرة على قرى معان والزغبة والطليسية» التي تقطنها غالبية علوية في ريف حماه، وذلك بعد يومين من سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من معان في ريف المحافظة.
وفي ادلب، ذكر المرصد أن المسلحين سيطروا على بلدة حارم على الحدود التركية بعد الاستيلاء على حي الطارمة وقلعة حارم. وأضاف أن ذلك تم «اثر استسلام ما تبقى من عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها بعد حصار استمر أشهرا واشتباكات عنيفة سقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى». وقال المرصد «أدت أعمال العنف إلى مقتل 113 شخصا في مناطق سورية مختلفة» أمس الأول.
وأعلن قائد الشرطة العسكرية السورية اللواء عبد العزيز جاسم الشلال، في شريط فيديو بث على «يوتيوب»، «انشقاقه عن الجيش السوري». ونقل المرصد عن مصادر مقربة من الشلال قولها انه كان سيحال على التقاعد الشهر المقبل، وانه أصبح خارج سوريا. وأكد مصدر أمني سوري لوكالة «رويترز»، الانشقاق لكنه هون من أهميته قائلا إن «الشلال كان سيتقاعد، وانه انشق ليصور نفسه على انه بطل».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
باريس ترفض مجددا أن يكون الأسد جزءا من الانتقال السياسي في سوريا
باريس- (ا ف ب): أكدت فرنسا مجددا الخميس أن الرئيس السوري بشار الأسد “الذي يتحمل مسؤولية سقوط 45 الف ضحية” في النزاع في سوريا “لا يمكن أن يكون جزءا من الانتقال السياسي”.
وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني الخميس إن “بشار الأسد الذي يواصل قمعا اكثر شراسة ضد شعبه ويتحمل مسؤولية الضحايا ال45 الفا في هذا النزاع لا يمكن أن يكون جزءا من الانتقال السياسي”.
وكان المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي دعا في وقت سابق الخميس إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا قبل اجراء الانتخابات مشددا على ان التغيير يجب ان يكون “حقيقيا” لكن دون ان يتحدث صراحة عن مصير بشار الاسد.
وفي الوقت نفسه، نفت موسكو وجود خطة مشتركة مع الولايات المتحدة لانهاء الازمة في سوريا.
وقد اجرى وفد سوري برئاسة نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الخميس محادثات في وزارة الخارجية الروسية كما اعلن المتحدث باسم الخارجية الكسندر لوكاشفيتش الذي اوضح انه سيتم اعلان النتائج في وقت لاحق من نهار الخميس.
واحصى المرصد السوري لحقوق الانسان سقوط اكثر من 45 ألف شخص في النزاع المستمر منذ 21 شهرا.
غارات جوية في محيط معسكر للقوات النظامية بشمال غرب سوريا
بيروت- (ا ف ب): شن الطيران الحربي السوري الخميس غارات جوية في محيط معكسر وادي الضيف في شمال غرب البلاد يحاصره مقاتلو المعارضة منذ اكثر من شهرين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان “نفذت الطائرات الحربية ثلاث غارات جوية على محيط معسكر وادي الضيف وعين قريع ومحيط مدينة معرة النعمان” في محافظة إدلب، مشيرا إلى استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط المعسكر منذ يوم الاربعاء.
ويحاصر مقاتلون من كتائب عدة مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد معسكر وادي الضيف منذ سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من تشرين الاول/ اكتوبر الماضي.
وقال المرصد إن الطائرات المروحية قصفت ايضا بلدة بنش في المحافظة نفسها.
وفي جسر الشغور في ادلب، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، تمكنوا من السيطرة على حاجز لهذه القوات في تل الذهب، بحسب المرصد الذي تحدث عن “قتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية اثر تفجير رجل سيارة مفخخة بحاجز للقوات النظامية في قرية اليعقوبية” ذات الغالبية المسيحية في ريف جسر الشغور.
في ريف دمشق، دارت اشتباكات في مدينة داريا جنوب غرب دمشق التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها منذ فترة، بحسب المرصد الذي افاد عن تعرض مدينة الزبداني في ريف العاصمة للقصف.
وتحدث المرصد عن سقوط قتلى وجرحى اثر انفجار سيارة مفخخة في شارع النهر بمنطقة السبينة في ريف دمشق.
من جهته، افاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل ان التفجير ادى إلى “استشهاد اربعة مواطنين وجرح عشرة آخرين معظمهم من طلاب المدارس”.
في محافظة حلب (شمال)، تحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة فجر اليوم في محيط كتيبة دفاع جوي بالقرب من مطار النيرب العسكري، مشيرا الى “معلومات عن سيطرة مقاتلين من الكتائب على اجزاء من محيط المطار”.
وادت اعمال العنف الاربعاء الى مقتل 121 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل مناطق سوريا.
واحصى المرصد سقوط اكثر من 45 الف شخص في النزاع المستمر منذ 21 شهرا.
لإبراهيمي يغادر دمشق بخطة أساسها “حكومة صلاحيات كاملة“
مصادر تؤكد أن الحل سيكون برئاسة الأسد والنقاش جارٍ حول مَن سيُشرف على المؤسسة العسكرية
دمشق ـ “القدس العربي” ـ من كامل صقر: خمسة أيام قضاها المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في ربوع العاصمة دمشق، قبل أن يغادرها ألقى الإبراهيمي ببعض ما في سلته أمام وسائل الإعلام.
دون أن يسميها صراحة، كشف الإبراهيمي عن خطة مبدئية للسير نحو حل للأزمة
السورية، فقال أنه يجب أولاً وقف العنف على أن يخضع وقف العنف لمراقبة قوات حفظ سلام دولية ترضى بها جميع الأطراف، وبعد ذلك تنتقل البلاد نحو تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، الابراهيمي شرح للصحفيين معنى مصطلح “كاملة الصلاحيات” بقوله أنها تعني أن كل صلاحيات الدولة ستكون لدى هذه الحكومة وأنها هي التي تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية، على أن تنتهي المرحلة الانتقالية بانتخابات، وهنا عاد الابراهيمي للشرح والتفسير فأوضح أن تلك الانتخابات إما تكون رئاسية إذا تم الاتفاق على أن يكون نظام الحكم في سورية رئاسي أو انتخابات برلمانية إذا اتُفق على نظام حكم برلماني.
لم يُشر الإبراهيمي إلى موقع رئاسة الجمهورية الحالي ولا إلى مصير الرئيس
الأسد في خطته هذه لكن مصادر سورية مطلعة قالت لـ “القدس العربي” ان خطة
الابراهيمي هذه تشمل بقاء الأسد في الرئاسة وأن الخلاف والبحث يجري في حجم
صلاحيات الحكومة الانتقالية، هل ستنتزع من الأسد صلاحيات كبيرة أم لا، وماذا
عن موقع المؤسسة العسكرية هل ستنضوي تحت ستار الحكومة الانتقالية أم ستبقى ضمن صلاحيات الأسد، المصادر تجزم بالاحتمال الثاني.
لأول مرة يشير الإبراهيمي بطريقة غير مباشرة إلى أن بعض دول الجوار يؤثرون بشكل سلبي على مجريات الأزمة السورية وطالب الجميع بالمساعدة على الخير وليس على الشر عندما قال أن “الحل يتم عن طريق تقارب وجهات نظر السوريين، وإذا لم يكونوا قادرين على ذلك لوحدهم يجب على المجتمع الدولي وعلى جيرانهم أن يساعدوهم على الخير وليس على الشر”.
في دمشق حزم الإبراهيمي أمره وأعلنها صراحة أن اتفاق جنيف هو البوصلة السياسية لحل الأزمة السورية وأن هذا الاتفاق صالح لكل الأزمان وقال: “نحن واثقون أن اتفاق جنيف فيه ما يكفي من العناصر لوضع مخطط يمكن أن يُنهي الأزمة … النقاط التي فيه صالحة لكل زمان ومكان”.
الابراهيمي شد على أن مساعيه السياسية تلك تقوم على شرط ألا تؤدي المرحلة
الانتقالية إلى انهيار الدولة السورية ومؤسساتها الرسمية وأكد على ضرورة أن يتعاون الجميع للمحافظة على المؤسسات وإعادة تقويتها.
مصادر أممية قريبة من الابراهيمي في دمشق أكدت لـ “القدس العربي” أن
الابراهيمي وقبل مغادرته دمشق كان متفائلاً بنجاح مساعيه ولولا ذلك لما أقام مؤتمراً صحافياً وتحدث بشيء من الإسهاب.
20 قتيلا في قصف على قرية في الرقة.. واشتباكات في مخيم اليرموك ومعرة النعمان
انفجار قرب القصر الرئاسي.. وقائد الشرطة العسكرية يعلن انشقاقه
المقداد والابراهيمي الى موسكو لبحث مبادرة لحل الأزمة السورية
دمشق ـ بيروت ـ موسكو ـ انقرة ـ وكالات: استقطبت موسكو خلال الساعات الاخيرة الحركة الدبلوماسية الهادفة الى ايجاد حل للأزمة السورية مع الاعلان عن توجه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليها، فيما يزورها الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الموجود حاليا في دمشق السبت المقبل ووزير الخارجية المصري الخميس.
جاء ذلك فيما ذكر شهود عيان سوريون ان سيارة انفجرت بحي ‘المالكي’ بالعاصمة السورية دمشق مساء الأربعاء. وذكر الشهود، لوكالة الأنباء الألمانية، أن حي المالكي الذي وقع فيه الانفجار ‘ليس بعيدا عن القصر الرئاسي بدمشق’.
واعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الاربعاء ان موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية سيصل الى موسكو السبت بناء على طلب منه لاجراء مباحثات حول الملف السوري.
وكان مصدر ملاحي في مطار بيروت افاد عن مغادرة نائب وزير الخارجية السوري ‘يرافقه المسؤول في وزارة الخارجية السفير احمد عرنوس الى موسكو على متن رحلة لشركة الطيران الروسية ‘ايرفلوت’ انطلقت من مطار بيروت عند منتصف الليل’.
وذكرت وكالة انباء ‘ايتار تاس’ الروسية ان ‘وفدا من الحكومة السورية’ سيكون الخميس في موسكو التي يزورها في اليوم نفسه وزير الخارجية المصري محمد عمرو لاجراء محادثات حول الوضع السوري.
كما اعلنت الخارجية الروسية الاربعاء عن زيارة وزير الخارجية المصري محمد عمرو الى موسكو الخميس للقاء نظيره الروسي وبحث الوضع في سورية.
وكان الابراهيمي وصل الى دمشق الاحد، والتقى الاثنين الرئيس السوري بشار الاسد والثلاثاء ممثلين عن المعارضة السورية في الداخل.
كما التقى الاربعاء السفير الصيني في دمشق تشانغ شيون الذي تحدث عن توافق على ان ‘الوضع في سورية خطير للغاية، وهناك حاجة ملحة للحل السياسي’، وعن امل بلاده في ‘ان تتعاون الاطراف الدولية المختلفة لبذل جهود مشتركة’ من اجل هذا الحل.
وكانت صحيفة ‘لو فيغارو’ الفرنسية قالت قبل ايام ان الابراهيمي الذي عقد في السادس من الشهر الجاري لقاء ثلاثيا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الامريكية هيلاري كلينتون في دبلن، يحمل معه الى سورية مقترحا بتأليف حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة.
وينص الاقتراح، بحسب الصحيفة، على استمرار الاسد في منصبه حتى انتهاء ولايته العام 2014، من دون ان يحق له الترشح مجددا.
الا ان اي مؤشرات على احتمال قبول الاطراف المعنية بمقترحات الابراهيمي لم تظهر بعد. وقال دبلوماسي في الامم المتحدة الثلاثاء ان الاسد ‘لم يتجاوب’ مع الوسيط الدولي، فيما مجلس الامن ‘بعيد من ان يقدم له الدعم اللازم، في وقت لم يعد المعارضون المسلحون يرغبون الآن بتسوية’.
على الارض، قتل امس ما لا يقل عن عشرين مواطنا بينهم ثمانية اطفال وثلاث نساء اثر قصف مصدره القوات النظامية السورية تعرضت له مزارع قرية القحطانية الواقعة الى الغرب من مدينة الرقة، بحسب المرصد.
واورد التلفزيون السوري الرسمي من جهته ان ‘مجموعة ارهابية اعتدت على الاهالي وممتلكاتهم في قرية القحطانية غرب الرقة ما ادى الى مقتل عدد من النساء والاطفال’، وان ‘وحدات من قواتنا المسلحة اشتبكت مع المجموعة الارهابية’ واوقعت في صفوفها عددا من القتلى.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان ضحايا القحطانية هم من المزارعين.
وشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق صباح امس اشتباكات، وذلك بعد ايام من توقف المعارك اثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام والموالين له.
واوضح المرصد ان الاشتباكات وقعت بين مقاتلين معارضين لنظام الرئيس بشار الاسد بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية للنظام، واستمرت من ليل الثلاثاء حتى ساعات الفجر الاولى.
وتعرض المخيم للمرة الاولى لغارات جوية الاسبوع الماضي، تزامنا مع اشتباكات في عدد من احيائه دفعت نحو 100 الف من سكانه (من 150 الفا) الى مغادرته. وعاد الآلاف منهم بدءا من الخميس الماضي مع الحديث عن اتفاق لسحب المسلحين وتحييد المخيم في النزاع.
في إدلب (شمال غرب)، وقعت اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره مقاتلون بعضهم اسلاميون، بحسب المرصد الذي نقل عن ناشطين ان ‘هذه الاشتباكات هي الاعنف في المنطقة منذ اشهر’.
وقتل في الاشتباكات التي بدأت ‘منذ ساعات الصباح الاولى’، بحسب المرصد، وكانت لا تزال مستمرة حتى بعد الظهر، 19 مقاتلا من كتائب معارضة واصيب العشرات بجروح.
وادت اعمال العنف الاربعاء في الاجمال الى مقتل 118 شخصا، هم 32 عنصرا من القوات النظامية و43 مدنيا و43 مقاتلا معارضا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمندوبين في كل انحاء سورية.
الىذلك اعلن قائد الشرطة العسكرية السورية اللواء عبد العزيز جاسم الشلال انشقاقه عن الجيش السوري في شريط فيديو مقتضب نشر على موقع يوتيوب للتواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت.
وتلا الضابط السوري الذي ظهر في الشريط في بزته العسكرية جالسا وراء مكتب مع جهاز كومبيوتر قربه، بيانا قصيرا جاء فيه ‘انا اللواء عبد العزيز جاسم الشلال، قائد الشرطة العسكرية في سورية، اعلن انشقاقي عن جيش النظام وانضمامي الى ثورة الشعب’.
واوضح ان اسباب انشقاقه تكمن في ‘انحراف الجيش عن مهمته الاساسية لحماية البلاد وتحوله الى عصابات قتل وتدمير’، و’تدمير المدن والقرى وارتكاب المجازر في حق شعبنا الاعزل الذي خرج للمطالبة بالحرية’.
وعبد العزيز الشلال شخصية عسكرية غير معروفة على نطاق واسع في سورية حيث تنحصر مهام الشرطة العسكرية بالاهتمام بشؤون الجنود ومراقبة انضباطهم.
ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن مصادر قريبة من الشلال ان هذا الاخير كان سيحال على التقاعد الشهر المقبل، وانه اصبح خارج سورية. وذكرت تقارير على موقع ‘فيسبوك’ للتواصل على الانترنت ووسائل اعلام انه عبر الحدود الى تركيا.
وفي تعليقات على شريط الفيديو المنشور على يوتيوب، كتب احدهم ان ‘هذا الرجل تم وضعه على الهامش لفترة طويلة (…) وهو لا يحل ولا يربط بعد الشك في تعاونه مع المسلحين’.
بينما كتب آخر ان الشلال قام بـ’سحب حواجز الشرطة العسكرية من الشوارع وكان خدوما للناس’.
تركيا مستعدة لمد سورية مجددا بالكهرباء
انقرة ـ ا ف ب: اعلنت تركيا استعدادها لاستئناف تصدير الكهرباء لسورية رغم ما بينهما من خلافات، لكن الحرب التي يشهدها البلد المجاور الحقت اضرارا بالبنى التحتية اللازمة لهذه العملية بحسب وزير الطاقة التركي تانر يلدز.
ونقلت وكالة انباء الاناضول عن الوزير قوله ‘يمكننا اعادة مد سورية بالكهرباء اذا رغبت في ذلك’.
واوضح ان سورية ‘غير راغبة في ذلك كما انها لم تعد تملك البنى التحتية المناسبة لشراء الكهرباء’ من تركيا. وفي تشرين الاول (اكتوبر) اكد مسؤولون اتراك ان سورية علقت استيراد الطاقة الكهربائية من تركيا بسبب الاضرار التي لحقت بشبكة الامداد. وكانت انقرة تمد سورية بـ20′ من الطاقة الكهربائية.
النزاع يحصد اكثر من 45 الف قتيل
تسببت اعمال العنف في سورية منذ بداية الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار (مارس) 2011 التي تحولت الى نزاع دام، بمقتل 45 الف و48 شخصا، بحسب المرصد السوري. ويتوزع الضحايا بين 31 الفا و544 مدنيا، و1511 جنديا منشقا، و11217 عنصرا من القوات النظامية، اضافة الى 776 قتيلا مجهولي الهوية، علما ان المرصد يدرج بين المدنيين، السوريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.
4 دعاوى من الحريري وصقر ضد أو تي في وجريدة ‘الاخبار’ بعد تكشّف تزوير التسجيلات حول تسليح المعارضة السورية
بيروت – ‘القدس العربي’ من سعد الياس: بعد تكشف حقائق تزوير التسجيلات التي بثتها محطة ‘أو تي في’ التابعة للعماد ميشال عون وجريدة ‘الأخبار’ المقربة من حزب الله والتي اتهمت النائب عقاب صقر بتزويد المعارضة السورية بالسلاح بالتنسيق مع الرئيس سعد الحريري، قدّم المحامي’محمد مطر”بوكالته عن الرئيس’سعد’الحريري والنائب صقر دعاوى في هذا الشأن إلى القضاء’المختص حول تلفيق أشرطة المكالمات الهاتفية المسروقة مستنداً الى تقرير بثته قناة ‘الجديد’ عن تحاليل معهد بريطاني متخصص في مجال الاصوات يُعتمد عالمياً لكشف عمليات تزوير الاتصالات واكتشاف التلاعب بـ (audio Forestec Savies) أكد صحة التسجيلات التي عرضها النائب صقر في مؤتمره الصحافي اسطنبول رداً على ما سمّاها التسجيلات المزوّرة.
وأوضح مطر ‘ان الدعاوى هي دعاوى افتراء وتلفيق أخبار كاذبة وقدح وذم وفقاً للفقرة الثانية من المادة 403 المتعلقة بالقدح والذم. وسنطالب من خلال هذه الدعاوى بفتح تحقيق قضائي مع الذين بثوا التسجيلات ونشروا المعلومات في ‘الأخبار’ والـ’أو.تي.في’ وملاحقة كل من قام بفعل التزوير والتحريض بناء عليه’.
واشار إلى ان ‘هناك 4 شكاوى سترفع في هذا الإطار، شكويان من الرئيس الحريري على صحيفة ‘الأخبار’ والـ’أو.تي.في’ وشكويان من النائب صقر على الوسيلتين الإعلاميتين نفسيهما’، لافتاً إلى انه ‘سيضم لاحقاً إلى الشكاوى الأربع التقرير باللغة الانكليزية الذي بثته ‘الجديد’، وأفاد انه ‘من المفترض ان تحقق’النيابة العام’التمييزية بهذا الموضوع وسوف نطالب بتغريم الفاعلين وسجنهم’.
وكان الرئيس سعد الحريري انتقل الى باريس حيث التقى مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار الذي غادر الى العاصمة الفرنسية بعد نصائح امنية. وجاء لقاء الحريري – الشعار بعد ايام قليلة على احتضان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني وإعلانه أنه لن يتخلى عنه بأي شكل من الاشكال وذلك في ظل احتدام الخلاف بين تيار المستقبل والمفتي قباني على انتخابات المجلس الشرعي الاسلامي.
وأثنى الحريري على ‘الدور الوطني الذي يلعبه مفتي طرابلس والشمال في ترسيخ صيغة العيش المشترك وعلاقاته الجيدة مع مختلف مكونات المدينة، باعتباره ضمانة وطنية لن نقبل تحت اي ظرف الإساءة إليها او التعرض لها’.
ودان الحريري خلال اللقاء، الذي حضر جانباً منه نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، التهديدات التي استهدفت الشعار مؤخراً، مؤكداً تضامنه الكامل معه، وداعياً ‘السلطات المختصة من امنية وقضائية، للقيام بمسؤولياتها لكشف وملاحقة كل من يثبت تورطه فيها’.
التفكير في اليوم التالي في سوريا
صحف عبرية
ان ايام حكم الاسد معدودة. ويعترف الروس بذلك بل قال نائب الرئيس فاروق الشرع انه سيصعب على الجيش ان يتغلب على المتمردين. وانتشرت في الاثناء اشاعات تقول ان الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على تنحي الاسد. ان الرئيس السوري من ألد أعداء اسرائيل وأخطرهم وهو لم يغفر لها الهزائم التي أوقعتها بأبيه حافظ الاسد، فعمل على احراز سلاح ذري وسيطر على واحد من أكبر المخزونات في العالم للصواريخ ذات الرؤوس الكيميائية، وساعد حماس ومنظمات الارهاب الفلسطينية الاخرى التي استقرت في دمشق وكان المساعد الرئيسي، مع ايران، لحزب الله في لبنان.
أعطت العداوة المتطرفة لاسرائيل الاسد من جملة ما أعطته شرعية لطلب سوريا قيادة المعسكر العربي القومي. وسيضر غياب عائلة الاسد عن السلطة السورية ضررا شديدا بحزب الله وبمصالح ايران، لكن نشك في ان يكون هذا سببا لدموع فرح اسرائيل. منذ كانت حرب الايام الستة كانت الحدود بين اسرائيل وسوريا هادئة (وكانت حقيقة ان الجيش الاسرائيلي موجود فوق دمشق السبب الرئيس في ذلك)، ولا يوجد يقين في ان يستمر هذا الوضع بعد سقوط الاسد.
وردت تقارير أكثر من مرة تقول ان رجال مخابرات كبارا في الاردن حذروا الدول الغربية واسرائيل ايضا من سيطرة الجهاديين والسلفيين على سوريا وجعلها رأس جسر لنشاط تآمري وارهابي في المنطقة كلها. وكما صادق مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في الاسبوع الماضي، يتدفق مئات أو ربما آلاف من رجال القاعدة ومنظمات متطرفة سنية اخرى من دول عربية مختلفة ومن شمال افريقية الى سوريا لا للمشاركة فقط في محاربة الجيش بل وفي الأساس لمحاولة ترك أثرها على الواقع السياسي الذي سينشأ هناك بعد ان يسقط النظام الحالي.
أحد الامثلة هو منظمة تسمى جبهة النصرة (تراها الاستخبارات الامريكية فرعا عن القاعدة) وغايتها جعل سوريا دولة اسلامية أصولية. وليست كل هذه الجهات بالطبع مصنوعة من جلد واحد وفي ‘جيش سوريا الحر’ عناصر اخرى ايضا، لكن يصعب ان نعلم اليوم من الذي ستكون يده هي العليا في ‘اليوم التالي’. وعلى كل حال، قد يندم على ذلك من أعطوا ويُعطون المتمردين السوريين مالا ووسائل قتالية بلا تمييز صحيح احيانا. وتعتقد الجهات الاستخبارية الاردنية التي ذكرناها آنفا مثلا ان تركيا مكّنت عناصر ارهابية من حشد قوة والتسلح على حساب عناصر أكثر علمانية واعتدالا.
بأي قدر تستطيع القوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا (بالتعاون مع جهات عربية معتدلة)، ان تعمل كي لا يتفشى الدُمل السوري وراء حدود سوريا وللدفع قدما ببديل مختلف في السلطة عن النظام السابق وعن الذي يسعى اليه الأصوليون؟ اذا أخذنا في الحسبان واقع الشرق الاوسط على أثر الربيع العربي والحرب الأهلية في سوريا صعب ان نتكهن، ومع ذلك وبازاء الوضع بعد سنتين من حرب أهلية وحشية وعقوبات دولية وسياسة اقتصادية فاشلة، ستكون سوريا محتاجة الى مساعدة متعددة الأبعاد تُمكّن الجهات الدولية المختلفة من التأثير في التطورات فيها. وينبغي ان نتذكر أنه سيكون من الممكن التأثير في عدد من المجالات في المراحل الاولى بعد تنحية الاسد قبل ان يصبح ذلك متأخرا جدا، والقصد قبل كل شيء الى القضاء على مخزونات السلاح الكيميائي واحتياطي الصواريخ السورية.
زلمان شوفال
اسرائيل اليوم ـ 25/12/2012
الالاف من السوريين في الاردن يعودون لسورية للمشاركة في معركة الحسم واخرون ينتظرون في برد الزعتري
الاسد يعرف انه راحل ويفكر بطريقة للخروج… اصحاب الرؤوس العنيدة من الجنرالات يمنعونه… واسماء هي القادرة على اقناعه بالرحيل
لندن ـ ‘القدس العربي’: يقترب عام 2012 من نهايته والمعركة على سورية لم تحسم بعد ولكن ملامحها واضحة فالنهاية التي تحدث عنها الجميع قد اقتربت للرئيس بشار الاسد الذي يطل من قصره الرئاسي على جبل قاسيون على عاصمة باتت محاصرة ومهددة من قوات المعارضة لنظامه، وتعاني من مشاكل امدادات ونقص في المواد الغذائية، والاسئلة التي تطرح الآن ان كان الاسد نفسه يدرك ان معركته مع المتظاهرين السلميين التي تحولت الى عسكرية لا مجال له فيها بالانتصار.
دبلوماسي مطلع على كيفية عمل المؤسسة المتداعية للاسد قال ان الاخير يعرف انه يجب ان يبحث عن مخرج له، اما بالهروب من البلاد او الرحيل الى مناطق العلويين والتمترس فيها او ان يظل في العاصمة يقاتل حتى النهاية.
ويتفق الجميع ان الاسد وحده يعرف ما يجب عليه فعله، لكن الدبلوماسي العارف بالامور يقول ان ما يمنع الاسد عن اتخاذ القرارات هي القيادات المتشددة التي ورثها عن والده العنيد، الرئيس السابق والتي لا تزال تعتقد ان النصر ممكن.
لا يزال امام الرئيس فرصة للرحيل او الهروب من البلاد، فالمطار الواقع شرق القصر، والذي بات هدفا شرعيا للمقاتلين قد يوفر له الطريق الذي يعتقد ان والدته واخته قد مرتا به للمنفى، هذا ان كان الاسد قادرا على تخطي قوات المعارضة والرؤوس العنيدة في قيادته. يوم الاثنين التقى المبعوث الدولي لسورية، الاخضر الابراهيمي الاسد في القصر الرئاسي، ولم يتفوه الابراهيمي بكلمة حول ما دار في اللقاء والتقى ببعض ممثلي التنسيقيات في الداخل التي تحدثت عن ملامح ‘ايجابية’ في المحادثات. وبحسب الدبلوماسي الذي نقلت عنه صحيفة ‘نيويورك تايمز’ فالاسد ‘يعرف ان عليه الخروج’ من السلطة ويبحث عن طرق للخروج منها، مع ان احدا لا يعرف كيف ومتى سيخرج منها.
ويقول الدبلوماسي ان القيادات في النخبة الحاكمة تعي انه يجب ايجاد عن مخرج للرئيس. ومع ذلك فهذه الرغبات تتصادم مع نظرة الرئيس لنفسه واحساسه بالمواجهة حتى النهاية وكذا مع ‘الرؤوس العنيدة’ من القيادة، فالاسد من جهة ينظر لنفسه على انه يدافع عن شعبه وبلده ونظامه ونفسه من تهديد الاسلاميين.
مزاج من الذعر
وتنقل عن محللين روس قولهم انه مع احكام المقاتلين الخناق على العاصمة فالمزاج العام في القصر يتسم بالذعر وهذا واضح من لجوء النظام لاستخدام صواريخ ‘سكود’ بين الفينة والاخرى. ولو افترضنا ان الاسد يرغب بالهروب من البلاد فليس من الواضح ان كان اعضاء الدائرة الضيقة حوله سيسمحون له بالهروب، لاعتقادهم ان تسليمهم للسلاح سيعرضهم وعائلاتهم للانتقام، خاصة ان النخبة المحيطة بالاسد هي في غالبيتها من الطائفة العلوية.
وبحسب محلل روسي نقلت عنه الصحيفة، فهناك عامل المسؤولية فان خرج الاسد وبطانته من دمشق يعني خيانتهم للمسؤولية عن حماية من دعموهم ووقفوا الى جانبهم من ابناء الطائفة والطوائف الاخرى. وهناك الكثير من السوريين من يؤمنون بدعاوى الاسد انه يحمي سورية، ففي حفل غداء خارج بيروت ضم علويين وسنة ومسيحيين في بداية الخريف اكد فيه الحاضرون على ان الاسد هو حام للتعددية الثقافية في سورية الحديثة، لكن صديقا للاسد همس وبعيدا عن سمع الحاضرين قائلا ان ‘اصحاب الرؤوس العنيدة’ الذين يهمسون في اذنه ‘انك ضعيف ويجب ان تظهر قوتك’ وينصحونه بضرب المقاتلين بالطائرات وبأية وسيلة متوفرة لديه. وقال الصديق ان الاسد عندما يتحدث عن الحوار فهو يتحدث عن رغبته بان يكون بطلا يحقق الانتصار للبلاد.
اصلاحي ام كاذب محترف
ومهما يكن الامر ففي حكومة سرية لا يمكن معرفة بالضبط الطريقة التي يفكر فيها النظام وان كان الاسد يعني حقيقة الاصلاح عندما يتحدث عنه ولكن الجنرالات التي ورثهم من عهد والده هم من يمنعونه، اضافة لوالدته التي اقنعته ان اي اصلاح سيجلب النهاية على آل الاسد. وبحسب الصحافي الالماني يورغن تودنيفور الذي قابل الاسد في الصيف الماضي فهناك وجهان اثنان لبشار ـ الاول الهادىء الذي لا يحب منصبه والثاني الذي يرغب باثبات نفسه وقوته امام عائلته.
ويرى اخرون ان الاصلاح الذي سعى اليه الاسد هو ذلك الذي كان يفتح امامه ونظامه الثروة والتعامل مع الغرب، وتنقل عن الباحثة السورية رنا قباني قولها ان ابناء الاسد رباهم والدهم وعائلته على النظر لانفسهم على انهم انصاف آلهة وان سورية ملعبهم’.
وبحسب مسؤولين اتراك كانوا على اتصال مع الاسد في الاشهر الاولى من الانتفاضة قالوا انه استمع اليهم بهدوء وعبر عن تحمل للمسؤولية ووعد بالاصلاح وعليه فهو اما ‘كاذب محترف للكذب او ضعيف لا يمكنه الوفاء بتعهداته’.
وفي الوقت الحالي يواجه الاسد البالغ من العمر 47 عاما خيارات صعبة، وحيدا خاصة ان من كانوا يؤثرون عليه تركوه، فوالدته يقال انها خرجت من سورية، وآصف شوكت زوج اخته قتل في تفجير الامن القومي، وشقيقه ماهر قائد الفرقة الرابعة يقال انه فقد رجله في نفس التفجير. ويقال ايضا ان آل شوكت يخرجون اموالهم من البلاد. ويبقى مع الاسد زوجته اسماء التي يرى كثيرون انها القادرة على التأثير عليه، ولم يكن لها اي دور في الازمة، ولكن لا يعرف مكانها فهي اما غادرت البلاد مع اولادها او منعت من المغادرة.
يلبون النداء
مع اقتراب ساعة الحسم غادر عشرات الالاف من السوريين الذين يعيشون في الاردن للانضمام الى المقاتلين، حيث ترك الراحلون البيوت الآمنة والمستأجرة والخيام في مخيم الزعتري قرب المفرقة فارغة. ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن مسؤولين امنيين اردنيين قولهم ان ما يزيد عن 8 الاف لاجىء سوري عبروا الحدود الاردنية الى سورية خلال العشرة الايام الاخيرة.
وبحسب ناشطين سوريين في الاردن فالرحيل المفاجىء جاء استجابة للنداء الذي وجهه المجلس العسكري بداية الشهر الحالي لتعزيز المقاتلين في الداخل. ويقول الناشطون ان الرد من السوريين في الاردن كان كبيرا لان الجماعات الموالية للنظام السوري في لبنان منعت رحيلا مثل هذا للاجئين في لبنان فيما يشارك السوريون في تركيا بالمعارك في الشمال. ويقول الناشطون ان الدعوة للسلاح جاءت في مرحلة حرجة وصلت فيها المعارضة لابواب دمشق، واحتلت فيها قواعد عسكرية في حلب ودرعا جنوب سورية. ونقلت عن ابو هاني الدرعاوي، منسق الجيش الحر في درعا قوله ان الاردن اصبح المورد الرئيسي للقوات البشرية، ففي وقت تدخل فيه الحرب مرحلتها الاخيرة فالمعارضة تحتاج الى كل مقاتل. وبحسب احصائيات وزارة الداخلية الاردنية فالدعوة للسلاح ادت الى عودة طوعية لمن هم في سن القتال من مخيم الزعتري، حيث يغادر يوميا 150 شخصا. ويقول لاجئون ان الانجازات التي حققها المقاتلون في درعا ادت به الطلب لمغادرة المخيم والعودة لسورية. ويقول احمد الرفاعي انه وابنه عمه قررا العودة لان ايام الاسد اقتربت من النهاية و ‘نريد المشاركة في التحرير ووضع اقدامنا على رقبة النظام لا القعود في المخيم’.
التحضير للمرحلة الانتقالية
ولا تقتصر العودة على الراغبين بالقتال ولكن هناك مئات من الاطباء والممرضين والممرضات والمحامين والمهندسين ممن يريدون الاسهام في بناء سورية بعد نهاية نظام الاسد. ونقلت عن ممرض هرب من دوما بعد ان عذبه النظام لمساعدته المقاتلين. واعتقد بهربه للاردن انه سيساعد المقاتلين الا انه تحول والاخرون لمراقبين. وعلى الرغم من العودة الا ان المقاتلين المحترفين في الداخل يشكون في امكانية هؤلاء من حرف مسار الحرب لنقص خبرتهم القتالية ولانهم بحاجة الى اسابيع بل شهر على الاقل لتعلم الاساليب القتالية.
ويؤكد الدرعاوي ان ما سيسحم المعركة هو الدعم العسكري لا المتطوعون. فحرس الحدود الاردنيون وان غضوا الطرف عن عودة اللاجئين الا انهم يمنعون دخول الاسلحة غير تلك الخفيفة، كما يسمحون بكميات قليلة من المواد الطبية للدخول معهم. ونقلت الصحيفة عن مصدر امني اردني قوله ان الاردن لن يحرم السوريين من حق العودة لبلادهم لكنه لن يتسامح مع تهريب الاسلحة عبر حدوده. ولا تقتصر النشاطات على التطوع للقتال، بل يقوم اللاجئون في الاردن بالتحضير لمرحلة ما بعد الاسد عبر انشاء منظمات وتحالفات مدنية للاسهام في ادارة البلاد في المرحلة القادمة، فلم يعد اللاجئون ينتظرون سقوط الاسد بل هم يحضرون للمرحلة الانتقالية.
ومن ضمن الجمعيات التي اعلن عن تأسيسها اول فرقة لسلاح الجو السوري والتي اعلن عنها 150 طيارا انشقوا عن النظام. وتظل اعداد الذين قرروا الرحيل قليلة مقارنة مع عدد اللاجئين في الاردن، ولكنهم خلفوا وراءهم خياما فارغة ولاجئين بقوا يواجهون بردا شديدا ومعاناة.
معاناة في الزعتري
ففي تقرير من مخيم الزعتري في المفرق اشارت صحيفة’ لوس انجليس تايمز’ الى الاوضاع التي يواجهها المقيمون فيه على الرغم من محاولات السلطات تحسين الاوضاع، ولم يمنع هذا من انتشار شائعات الشهر الماضي عن اختفاء اربعة اطفال بسبب البرد، حيث القى المقيمون الحجارة على مستشفى ميداني في المخيم قيل ان الاطفال اختفوا فيه وهو ما نفاه الاطباء. وتظل هذه اشارة عن المصاعب التي يواجهها المقيمون في الزعتري ومواجهتهم البرد القارس، اضافة الى الضغوط التي تواجهها الدول التي فر اليها السوريون والاثار التي تتركها الحرب الاهلية هناك على هذه الدول.
وتقول منظمات الامم المتحدة التي تساعد اللاجئين ان برد الشتاء يعتبر تهديدا خطيرا خاصة على الاطفال الذين عانوا اصلا من رحلة طويلة اضعفتهم،حيث يصلون مبتلين بالمطر، واحذيتهم مغطاة بالوحل، ويرتجفون من البرد اضافة لشعورهم بالغربة والرضوض النفسية. وتقول الصحيفة ان المخيم الذي يسكن فيه 40 الف لاجىء تعمل السلطات مع الدول المانحة على توفير المواد والفرش التي تقي سكانه البرد، خيم واقية من البرد. وعلى الرغم من ذلك يشكو اللاجئون في المخيم من الخدمات حيث تسخر ام من الاغطية التي قدمت اليها لتغطية طفليها وتقول كيف يمكن ان توفر اغطية مثل الورق الدفء.
الخوف والجوع
وفي تقرير عن الوضع في مدينة حلب جاء فيه ان اهاليها يعانون من الخوف والجوع، ونقلت عن عمر ابو محمد واحد من القلة الذين بقوا في الاحياء التي تتعرض للقصف اليومي انه وعائلته يقضون الوقت تحت الاغطية طلبا للدفء بدون مال لشراء الطعام او عمل او حياة كما يقول.
وتقول الصحيفة ان الجوع والبرد والمرض هي تهديد آخر للحياة اليومية في المدينة التي يعاني اهلها من تهديد القصف والطائرات المحملة بالقنابل. وهذا هو الشتاء الثاني الذي يمر على السوريين منذ ان اندلعت الانتفاضة قبل 22 شهرا. ويقول مواطن في حلب ‘يمكنك الاختباء من القصف ولكن ان كان ولدك يصرخ من الجوع فماذا تفعل؟’.
وحلب ليست الوحيدة من يعاني اهلها من الجوع فهناك قصص عن مشردين في مدن اخرى يبحثون في القمامة، ويقومون باخذ خشب البيوت المنهارة ومحتوياته كي يشعلوا منها نارا للتدفئة.
يدلين: أيام الأسد باتت معدودة وسقوطه سيُلغي أكبر تهديد إستراتيجي على إسرائيل وتحذيرات من عدم قدرة جيش الاحتلال السيطرة على الكيماوي السوري
زهير أندراوس
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ حذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، الجنرال المتقاعد، عاموس يدلين، الحكومة الإسرائيلية من خسارة العالم بشكل لن يستطيع الاقتصاد الإسرائيلية تحمله، على حد تعبيره، وفي نفس السياق، نقلت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’، عن مصدر سياسي وصفته بأنه رفيع المستوى قوله إن نتنياهو يقود الدولة العبرية نحو الكارثة، لافتًا إلى أنه لم يقف إلى جانب تل أبيب في الأمم المتحدة سوى الولايات المتحدة بعد أن فقدت الأوروبيين.
وزاد المصدر عينه قائلاً إن إعلان الدول الإسلامية عن مقاطعة إسرائيل سيعني أن العالم كله سيكون ضدها، علاوة على ذلك، دعا إلى تعزيز العلاقات مع تركيا بوجه خاص. ولكن على الرغم من التحذيرات بشأن عزلة إسرائيل، فإن صناع القرار في تل أبيب ما زالوا منشغلين في التنسيق المتواصل مع واشنطن حول كيفية التعامل مع الأسلحة الكيميائية السورية، ذلك أنه بحسب الصحيفة، تتواصل التقارير التي تعكس حالة القلق المسيطرة على الحكومة الإسرائيلية إزاء مصير هذه الأسلحة.
وفي إطار محاولة تعزيز الردع الإسرائيلي إزاء السيناريوهات الأسوأ، شدد المدير العام لوزارة الأمن الإسرائيلية، أودي شني، على أن الدولة العبرية لن تمتنع عن مهاجمة سورية إذا كان هناك حاجة إلى ذلك، وزاد قائلاً إنه لم يعد هناك من قوة مسيطرة بشكل مركزي في سورية، والأقوى هناك سيأخذ الصواريخ، على حد تعبيره.
بموازاة ذلك، قال المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة ‘هآرتس’ العبرية، عاموس هارئيل، وهو صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إنه على الرغم من أن السلاح الكيميائي غير موجه ضد إسرائيل، إلا أن التطورات هناك مثيرة للقلق، وتحديدًا في ضوء أن أقل من نصف الإسرائيليين يملكون كمامات واقية، بالإضافة إلى ذلك، لفت إلى أن استمرار تقويض النظام السوري يمكن أن يؤدي إلى ضعف سيطرة ورقابة الأجهزة الأمنية السورية على المخزون الكيميائي، الذي تعتبره إسرائيل أكبر مخزون في العالم، وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن المجتمع الدولي، ومن ضمنه إسرائيل، يكرس اهتماما خاصًا لسيناريوهين محتملين: الأول، سيطرة المعارضة المسلحة على المخزون الكيميائي، أو نقله إلى حزب الله، وهو الأمر الذي يستغرق ساعتين فقط، وحذر المحلل من أن هناك العديد من التنظيمات الإرهابية تتوق لامتلاك هذا النوع من السلاح، بمن فيهم الجهاديون الذين لن يمتنعوا عن استخدامه ضد الدولة العبرية، فيما يمكن أن يرى حزب الله في هذا النوع من السلاح بوليصة تأمين ضد أي هجوم إسرائيلي في المستقبل في جنوب لبنان، على حد قوله.
وزاد هارئيل قائلاً إن أمريكا، بالتنسيق مع دول أخرى، قامت بإعداد خططٍ عديدة عملياتية لمعالجة الكيميائي في سورية، في حال فقد نظام الرئيس د.بشار الأسد، سيطرته، لافتًا إلى أن اللجوء إلى خيار الهجوم الجوي الواسع ما زال واردًا على الأجندة الإسرائيلية، كما أنه لم إرسال قوات كوماندوس في محاولة لتحييد هذا المخزون. أما رئيس تحرير موقع (Israel Defense)، المختص في الشؤون الأمنية، المحلل عمير ربابورت فقد تطرق إلى خطورة الأسلحة الكيميائية والخيارات المطروحة، ورأى أنها المرة الأولى في التاريخ التي يمكن أن يفقد فيها جيش أو قائد قوي السيطرة على الأسلحة الكيميائية.
وكشف النقاب عن أن الدولة العبرية قامت بتوجيه رسائل، في الفترة الأخيرة، مفادها أنه في حال تم نقل هذا السلاح إلى حزب الله ستعمل بقوة من أجل إفشال هذه العملية. علاوة على ذلك، نقل التلفزيون الإسرائيلي عن محفل أمني رفيع المستوى في تل أبيب قوله إن الجيش الإسرائيلي يخشى من عدم قدرته على تدمير السلاح الكيميائي السوري بواسطة عملية وضربات جوية، ما يعني ضمنا وجود اعتراف من قبل المؤسسة الأمنية في تل أبيب بعدم القدرة على القضاء على المخازن الضخمة للسلاح الكيميائي في سورية، وبحسب المصدر عينه فإن الدولة العبرية مضطرة في هذه المرحلة، وتجاه هذا الخطر بالتحديد، للاعتماد على المجتمع الدولي في تحقيق المهمة، رغم أن النتيجة غير مضمونة، على حد قوله، وبرأيه، فإن عدم الضمانة لا تتعلق بقدرة المجتمع الدولي، بل بالجدية التي يبديها الغرب في التعامل مع هذا الخطر الذي يزداد يوما بعد يوم، ويتحول إلى خطر حقيقي وفعلي، وأشار التلفزيون الإسرائيلي، نقلاً عن محافل أمنية رفيعة المستوى في تل أبيب إلى أن القلق العارم الذي يسود إسرائيل في هذه الفترة بالذات، يتعلق بالسباق بين التطورات التي تشهدها الساحة السورية، والمخاوف من استخدام السلاح الكيميائي، بناء على هذه التطورات، وفي إعقابها، لافتةً إلى أن القضية لا تقتصر على ذلك وحسب، بل تتعداه إلى سيناريو آخر، بأنه بعد وقت قصير نسبيًا، قد تجد إسرائيل نفسها أمام واقع مغاير، حيث لن يكون هناك مسؤول عن هذا الكم الهائل من السلاح الكيميائي الموجود في سورية، على حد وصف المصادر.
على صلة بما سلف، رأى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، ورئيس معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين، أن الرئيس السوري بشار الأسد يعيش أيامه الأخيرة في الحكم، داعيا حكومة نتنياهو إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وزاد قائلاً إنه يتحتم على الدولة العبرية العودة بسرعة إلى طاولة المفاوضات ودفع قيام دولة فلسطينية، وبحسبه فإنه يقترح أن يتم في العام 2013 وضع الاقتراح الذي وضعه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود اولمرت على الطاولة.
علاوة على ذلك، عبر يدلين عن شعوره حول الوضع في سورية قائلاً إنه متفائل، زاعمًا أن هناك مؤشرات تساعد على أنْ نقدر أن هذه أيام الأسد الأخيرة، على حد تعبيره، وبرأيه فإن هذه المؤشرات تشمل في ما تشمل انشقاق جنرالات كبار وفرق عسكرية عن الجيش السوري، ولكنه استدرك قائلاً أن أن هذا لم يحدث بعد، أما المؤشر الثاني، بحسب يدلين، هو تغيير محتمل في الموقف الروسي، إضافة إلى أن الاقتصاد السوري ينهار.
وزاد يدلين قائلاً إن سقوط الرئيس السوري سيشطب أكبر تهديد عسكري على إسرائيل خلال الـ 20 عامًا الأخيرة، مؤكدًا على أن لدى الرئيس الأسد عدد صواريخ أكبر من حماس وحزب الله وجيش أقوى، ولا يجب التأسف على سقوط الأسد، على حد قوله. وبحسب تقديره، فإن احتمال نشوب حرب تشارك فيها إسرائيل خلال العام المقبل هو احتمال ضئيل.
مسؤولان سوريان في موسكو لإجراء محادثات بشأن مقترحات لحل الازمة
بيروت ـ رويترز: قالت مصادر سورية ولبنانية ان مسؤولين بوزارة الخارجية السورية توجها إلى العاصمة الروسية موسكو الاربعاء لمناقشة مقترحات لانهاء الازمة السورية الممتدة منذ 21 شهرا يبدو أنها مقدمة من المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي.
وقال مصدر امني سوري ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ومساعدا آخر سيبحثان مع مسؤولين روس تفاصيل اجتماعات عقدت مع الابراهيمي في دمشق هذا الاسبوع.
وذكر مسؤول لبناني مقرب من حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ان المسؤولين السوريين كانا متحمسين بعد المحادثات مع المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الذي التقى بوزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الثلاثاء والتقى بالاسد في اليوم السابق.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الامر ‘هناك مناخ جديد الان وهناك شيء جيد يحدث. بالطبع يريد المسؤولون السوريون الاجتماع مع حلفائهم لمناقشة هذه التطورات الجديدة.’
وقتل اكثر من 44 الف سوري في الانتفاضة ضد الاسد في صراع بدأ باحتجاجات سلمية لكنه تحول إلى حرب أهلية. ويقوم الابراهيمي بزيارة لسورية مدتها اسبوع لاجراء محادثات مع المسؤولين الحكوميين السوريين وبعض المعارضين لكنه حتى الان لم يعلن شيئا عن اي مقترحات او تطورات جديدة. وكان الابراهيمي قد عقد في وقت سابق من الشهر الحالي اجتماعات مكوكية بين روسيا – اكبر مورد للسلاح إلى سورية – والولايات المتحدة التي القت بثقلها في كفة المعارضة. وبينما قال الجانبان انهما يريدان انهاء الازمة من خلال تسوية سياسية لم يغير أي منهما موقفه من الاسد.
وتركز عرض الابراهيمي السابق على تشكيل حكومة انتقالية دون تحديد لدور الاسد المستقبلي وهو ما تحول إلى نقطة خلاف بين الحكومة والمعارضة والقوى الأجنبية التي تدعم طرفي الصراع.
وتتعامل المعارضة مع الجهود الدبلوماسية الاخيرة – بما في ذلك جهود الابراهيمي – بحذر.
ورفض معاذ الخطيب – رئيس الائتلاف الوطني المعارض – اي اتفاق لا يتضمن رحيل الاسد وقال ان الائتلاف أكد على هذا الموقف أكثر من مرة.
وكتب الخطيب على صفحته على موقع فيسبوك يوم الاثنين انه اخبر كل مسؤول التقاه ان الحكومة ورئيسها لا يمكن ان يظلا في السلطة سواء بسلطاتهم او بدونها وان ذلك امر غير مقبول للسوريين.
وقال ان قيادة الائتلاف قالت للابراهيمي مباشرة ان هذا النوع من الحلول مرفوض.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف أعلن امس أن المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي سيزور موسكو السبت المقبل.
وذكرت موسكو في وقت سابق ان الابراهيمي ابدى رغبته في التشاور مع قادة روسيا، حليفة نظام دمشق، بشأن النزاع الذي اوقع حتى الآن نحو 44 الف قتيل خلال 21 شهرا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وسبق ان اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الاسبوع الماضي انه تحادث هاتفيا مع الابراهيمي وشدد على ضرورة حث اطراف النزاع على تطبيق اتفاق جنيف حول فترة انتقالية في سورية الذي لا ينص على رحيل الرئيس السوري بشار الاسد. ووصل المبعوث الدولي الاحد الى سورية والتقى الرئيس السوري والمعارضة من دون التوصل الى اتفاق على خطة دولية للخروج من الازمة بحسب دبلوماسي في مجلس الامن الدولي.
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الاسبوع الماضي ان موسكو تريد الحؤول دون تفشي ‘الفوضى’ في سورية مشددا على ان بلاده ‘ليست مدافعا عن السلطات السورية’.
واكدت الخارجية الروسية ان موسكو تعد خطة لاجلاء الموظفين الدبلوماسيين الروس من دمشق في حال فوز المعارضة السورية المسلحة.
صالحي: ايران لن تسمح بفرض حلول خارجية على سورية
طهران ـ يو بي آي: أعلن وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي الأربعاء ان طهران لن تسمح بفرض حلول خارجية على سورية.
ونسبت وكالة ‘مهر’ للأنباء الى صالحي قوله اليوم على هامش جلسة مجلس الوزراء ‘فليعلم الجميع، ان إيران لن تسمح بفرض حلول أجنبية من الخارج على سورية’. وأضاف ان المبادرة الإيرانية ذات البنود الستة’هي الحل الوحيد للأزمة السورية، ونأمل بأن نشهد تسوية هذه الأزمة بناء على هذه المبادرة، رغم ان الظروف صعبة’.
وكانت إيران أعلنت عن مبادرة من ستة بنود تشمل الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعمليات المسلحة تحت إشراف الأمم المتحدة وتقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري في كافة المناطق والإفراج عن جميع المعتقلين.
وتنص المبادرة أيضاً على إجراء حوار وطني شامل بين جميع ممثلي الأطراف السياسية يمهد لتشكيل حكومة انتقالية توافقية تكون مسؤوليتها الأساسية إقامة انتخابات حرة لتشكيل برلمان جديد وجمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد، وإقامة انتخابات رئاسية.
وتدعو المبادرة إلى وقف عملية نقل المعلومات المغلوطة عن التطورات على الساحة السورية والسماح بدخول وسائل الإعلام في أجواء أمنة وتشكيل لجنة لتقييم الأضرار وإعادة إعمار البنى التحتية في سورية. واعتبر صالحي ان الحوار السوري – السوري ‘هو الحل الوحيد للازمة السورية’.
وقال ‘ان دخان الأزمة السورية يؤذي عيون الشعب السوري، وليعلم الذين يواصلون الاشتباكات، وحتى لو فرضنا وصولهم الى السلطة، فإنهم لن يتمكنوا من الحكم على بحر من الدماء’.
وأضاف ‘سنعقد اليوم اجتماعا مع السفراء الأجانب لدى طهران لتبادل وجهات النظر بشأن مبادرة إيران ذات البنود الستة، وطبعا ما يبعث على الارتياح ان مبادرات أخرى تم طرحها، إلا ان مبادرة إيران هي أكثرها شمولية’. و أشار الى ان زيارة المبعوث الأممي والعربي الى سورية الأخضر الإبراهيمي، الى دمشق، ‘تأتي في هذا المجال’. وقال صالحي ‘نعتقد انه لا يمكن تقديم أي حل بشأن سورية خارج إطار مبادرة إيران ذات البنود الستة’.
الرئيس السوري في رسالة إلى تشافيز: أطلب اللجوء لعائلتي
ذكرت صحف تركية أنّ الرئيس السوري بشار الأسد طلب في رسالة إلى نظيره الفنزويلي هوغو شافيز اللجوء لعائلته في حال استمر تدهور الأوضاع. وأكدت التقارير وزارة الخارجية الفنزويلية أكدت هذه المعلومات للسفارة التركية في فنزويلا.
بيروت: يبدو أن الرئيس السوري أصبح على يقين أنّ ميزان القوى على الأرض في لم يعد بيد قواته إذ كشفت صحيفة مقربة من الحزب الحاكم في تركيا أن فنزويلا أقرّت تلقيها رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد يطلب فيها اللجوء لعائلته.
وذكرت صحيفة “آقشام” أن الأسد طلب في رسالة إلى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز اللجوء لعائلته في حال ازدادت الأوضاع في سوريا تدهوراً. وبحسب النبأ الوارد كذلك في صحيفة “زمان” التركية، فإن السفارة التركية في كاراكاس استفسرت رسمياً من وزارة الخارجية الفنزويلية التي أكدت هذا الخبر، لكن من دون الإدلاء بتفصيلات.
وكان الأسد وجّه مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أواخر الشهر الماضي رسالة إلى تشافيز تسلمها نائبه نيكولاس مادورو موروس. يذكر أنّ الرئيس الفنزويلي عبر أكثر من مرة عن دعمه للأسد ووصفه بأنه “صديقه”
إنتقال بدون الأسد
هذا وأعلن اكبر تحالف للمعارضة السورية الخميس انه منفتح على اي عملية انتقال سياسي في سوريا لا يكون الرئيس بشار الاسد والمقربون منه جزءا منها.
وقال الناطق باسم الائتلاف الوطني وليد البني “ما يتعلق بدعوات الحلول السياسية، فلا يمكن للائتلاف الوطني السوري ان يقبل اي مبادرة لحل سياسي في سوريا ما لم يكن بندها الاول رحيل النظام بكل رموزه ومرتكزاته، فلا يمكن لمن ارتكب كل تلك الجرائم التي اودت بحياة عشرات الآلاف من الشهداء وهجرت ملايين السوريين داخل الوطن وخارجه، ان يكون جزءا من اي حل سياسي”.
ودعا الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الخميس الى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لحين اجراء انتخابات في سوريا، مؤكدا على وجوب ان يكون التغيير “حقيقيا” في البلاد التي تشهد ازمة مستمرة منذ 21 شهرا.
ولم يوضح الابراهيمي ما سيكون عليه مصير الرئيس السوري بشار الاسد نتيجة هذا “التغيير”، فيما جددت باريس رفضها ان يكون للرئيس السوري اي دور في عملية الانتقال السياسي في البلاد. وتنفي روسيا وجود اتفاق مع الولايات المتحدة حول بقائه في السلطة حتى نهاية ولايته في 2014، من دون ان تتاح له امكانية الترشح.
وقال البني ان “الائتلاف الوطني السوري يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم الحرب المرتكبة من قبل النظام والتي ازدادت وتيرتها في الفترة الاخيرة عبر استهداف قوات النظام لتجمعات المدنيين عند المخابز. مدنيون كل ذنبهم انهم ارادوا ان يشتروا الخبز لاطفالهم بعد ان منع عنهم عبر حصاره المواد الغذائية الاساسية والتي هي ايضا جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي”.
نتانياهو: سلاج الجوي السوري يستخدم أسلحة محرمة دوليًا
من جانب آخر، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “إسرائيل تراقب عن كثب التطورات في سوريا وستقوم بكل ما في استطاعتها من اجل حماية نفسها من هذا وأي تهديد أخر”.
وقال نتنياهو في حفل تخريج طيارين في سلاح الجو الإسرائيلي “كلنا نشاهد ما يحدث في سوريا، يقوم سلاح الجو السوري بقصف السوريين ولا يمتنع عن استخدام أي وسيلة بما في ذلك الأسلحة المحرمة دوليا”.
وقد اسفر النزاع في سوريا عن اكثر من 45 الف قتيل، كما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان، وبات اربعة ملايين شخص يحتاجون الى مساعدة انسانية، كما تقول الامم المتحدة.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/782605.html
حصاد المعتدلين في الثورة السورية على “كف عفريت“
عبدالاله مجيد
يجمع قادة الكتائب السورية المعارضة على أن الجماعات المعتدلة بدأت تتناقص ما يثير القلق من توسع نفوذ المتطرفين وبسط نفوذهم بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
لندن: يقول عبد الرحمن، الرجل الهادئ الرصين الذي يقود مجموعة من كتائب الجيش السوري الحر في محافظة حلب إن الكتائب المعتدلة مثل كتائبه أخذت تتناقص حتى بات من العسير العثور عليها مع استمرار الانتفاضة التي اندلعت قبل 21 شهراً، دون حسم وانتقال المزيد من الفصائل إلى مواقع علمانية أو إسلامية متطرفة.
وفي وقت يعيش ويموت مقاتلو المعارضة بإمكانية حصولهم على السلاح والإمدادات، فإن عبد الرحمن يقول إن الحصول عليها يزداد صعوبة على الفصائل التي تتخذ موقفاً وسطياً، لأن غالبية المانحين يختارون دعم العلمانيين أو الإسلاميين.
وتعين على عبد الرحمن مؤخراً أن يعلن القطيعة مع بعض الكتائب التي كانت تحت قيادته لأسباب منها تورط بعضها في أنشطة إجرامية وخلافات بين القادة الميدانيين، ولكن ايضًا بسبب نقص المعدات.
وقال عبد الرحمن لصحيفة كريستيان ساينس مونتر “إن المعتدلين هم الأغلبية هنا في سوريا، ولكنهم يتناقصون الآن بسبب غياب الدعم وإذا استمر هذا الوضع، سيكون للجماعات المتطرفة نفوذ واسع بعد سقوط نظام الأسد”.
وأكد ابو كرم، قائد كتيبة ابو بكر الصديق أن عددًا من الفصائل حسنة التمويل يستخدم موارده لتوسيع قواعده من المؤيدين. وأضاف أن المواطنين يعيشون ظروفاً بالغة الصعوبة “وسيأخذون العون ممن يقدمه اياً كان”.
ويشعر كثير من السوريين بالقلق إزاء ما يسميه عبد الرحمن وقادة معتدلون آخرون استقطاباً سياسيًا متزايداً في صفوف المعارضة السورية. فإن متشددين يوجدون بين الاسلاميين والعلمانيين على السواء، لكنّ كثيرًا من السوريين يقولون إن الجماعات الاسلامية المتزمتة تحقق أكبر المكاسب في سوريا حاليًا. وهناك في سائر أنحاء محافظة حلب مدنيون ايضًا يدعون إلى حكم يطبق الشريعة بعد سقوط نظام الأسد.
ورغم مخاوف المعتدلين، فإن كثيراً من السوريين بصرف النظر عن انتماءاتهم ومعتقداتهم، يقولون إن الاتجاه نحو التطرف الإسلامي هو من حيث الأساس رد فعل على عقود من الحكم العلماني في ظل نظام الأسد، ولا يشير بالضرورة إلى وجود رغبة في اقامة نظام إسلامي متشدد في سوريا.
وأوضح ابو كرم قائد كتيبة ابو بكر الصديق “اينما يذهب المتطرفون يحاولون فرض أنفسهم على السكان. وهذه ثورة مدنية وهي تضم سائر مكونات مجتمعنا”.
ومن الفصائل التي كانت مبعث قلق بالغ، جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة، التي تقاتل الآن مع المعارضة السورية المسلحة.
وأدرجت وزارة الخارجية الأميركية مؤخراً جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية، قائلة إنها ترتبط بتنظيم القاعدة في العراق الذي كان قوة كبيرة في المقاومة السنية المسلحة ضد القوات الأميركية.
ويعترض كثير من السوريين على إعلان جبهة النصرة منظمة إرهابية وتتنازعهم مشاعر متناقضة تجاهها. فإن مقاتليها الذين بينهم عدد كبير من الأجانب، اكتسبوا خبرة قتالية في العراق وليبيا من بين اماكن أخرى، وهم ينقلون خبرتهم هذه إلى المقاتلين الأقل تمرساً. كما أن جبهة النصرة جماعة حسنة التسليح. وكلا هذين العاملين يجعلان الجماعة فصيلاً يسهم بقسط حاسم في قدرة المعارضة على مواجهة جيش الأسد.
ولكن جبهة النصرة تشكل من الناحية الأيديولوجية ابتعاداً واضحاً عن تقاليد سوريا العريقة في الاعتدال. وعلى سبيل المثال أن ابو أسامة بدأ القتال في صفوف جبهة النصرة قبل أن تستكمل تشكيلها، ولكنه قرر الإنسحاب منها عندما طلب قادتها منه أن يؤدي قَسمًا يتعهد فيه بالقتال مع جبهة النصرة في بلدان أخرى، عندما تنتهي الحرب في سوريا. كما شعر أبو أسامة بالقلق بسبب بعض الممارسات المتطرفة للجماعة.
ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن ابو اسامة قوله عن جبهة النصرة “إنهم دائمًا يكفرون الآخرين ويعتبرون الرئيس المصري محمد مرسي كافراً لأنه لا يطبق الشريعة في مصر”.
ويعترف مقاتلون في صفوف المعارضة الآن، بأنهم يخشون وقوع مواجهة مع جبهة النصرة بعد رحيل الأسد. ويقول المعتدلون الذين يشكون في وصول الوضع إلى مثل هذا السيناريو المتطرف إنهم قلقون من النفوذ الذي يمكن أن تمارسه جماعات مثل جبهة النصرة على النظام الذي سيأتي في سوريا.
ويقول ابو محمد قائد كتيبة دار الوفاء الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين “إن جبهة النصرة لن تقبل أن يقول لها أحد “شكرًا على مساعدتكم، اذهبوا الآن”. ونحن في الحقيقة نراهن على وعي الشباب” بألا يمنحوا دعمهم للأجندة السياسية التي تسعى جبهة النصرة إلى تنفيذها في سوريا.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/782524.html
مجزرة في القحطانية بالرقة.. و«الحر» يطلق عملية «تحرير معرة النعمان»
قتلى الثورة تجاوزوا الـ45 ألفا.. والمعتقلون 234 ألفا بينهم 6000 امرأة
بيروت: نذير رضا
تصدرت مدينة القحطانية في محافظة الرقة السورية واجهة التطورات الميدانية أمس، إذ أعلنت المعارضة السورية أن القوات النظامية ارتكبت مجزرة في المدينة ذهب ضحيتها 20 شخصا، في حين بث الناشطون مقطع فيديو على شبكة الإنترنت يظهر مقاتلين معارضين يقصفون المدرج العسكري في مطار دمشق الدولي بصواريخ أرض/أرض، بالتزامن مع إعلان الجيش السوري الحر سيطرته على مواقع عسكرية واستراتيجية تابعة للقوات النظامية في حلب.
وفي حين أعلنت لجان التنسيق المحلية مقتل ما يزيد على مائة شخص، بينهم 27 طفلا و13 امرأة في أنحاء متفرقة من سوريا، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن حصيلة قتلى النزاع السوري المستمر منذ منتصف مارس (آذار) 2011 ارتفعت إلى أكثر من 45 ألف شخص.
وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن من بين هؤلاء 31 ألفا و544 مدنيا، لافتا إلى أن هذه الأعداد «هي التي تمكنا من توثيقها، والأكيد أن الأرقام الفعلية هي أعلى بسبب عدم معرفتنا بمصير الآلاف من المفقودين داخل المعتقلات السورية من مدنيين وعسكريين». بينما تقدر مصادر المعارضة عدد المعتقلين بـ234 ألف معتقل، بينهم 6 آلاف امرأة.
وأفاد ناشطون بسقوط 20 قتيلا على الأقل، أغلبهم من النساء والأطفال، في قصف مدفعي على مزارع بلدة القحطانية بمحافظة الرقة، في حين ذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف المدفعي لبلدة القحطانية أسفر عن مقتل 21 طفلا و3 سيدات، بالإضافة إلى عشرات الجرحى. وأظهر شريط فيديو، التقطه ناشطون وبثه المرصد على موقع «يوتيوب»، عددا من الجثث، بعضها لأطفال، بدت عليها بقع دماء في غرفة لم يحدد مكانها، ووضعت على بعض هذه الجثث أغطية بيضاء وغطيت أخرى ببطانيات، بينما بدا شخص برداء أبيض يقوم بتغطية جثث أخرى.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضحايا هم من المزارعين، وأضاف: «لا يوجد مقاتلون من أي مجموعات منظمة من المقاتلين في هذه المنطقة، الشهداء هم مجرد مزارعين». في المقابل، قالت وكالة الأخبار الرسمية السورية (سانا) إن «مجموعة إرهابية مسلحة اعتدت على الأهالي في قرية القحطانية (غرب مدينة الرقة) وارتكبت أعمال قتل وتخريب، مما أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين، بينهم أطفال ونساء». وذكر مصدر مسؤول لـ«سانا» أنه «على أثر ذلك، اشتبكت وحدة من قواتنا المسلحة مع المجموعة الإرهابية وأوقعت في صفوفها عددا من القتلى والإصابات».
في هذا الوقت، أعلن الجيش السوري تقدمه في حلب، مؤكدا سيطرته على مواقع عسكرية واستراتيجية، في حين قال المركز الإعلامي السوري إن «الجيش الحر» قصف ثلاث مروحيات كانت مرابطة في مطار منغ العسكري بريف حلب، وأحرق دبابة في محيط المطار. وقالت مصادر «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن الكتائب المعارضة «تحاصر عددا من مواقع القوات النظامية الاستراتيجية في حلب، منها مطار منغ العسكري، فضلا عن ثكنات عسكرية»، مشيرة إلى أن «مواقع القوات النظامية تتهاوى واحدة تلو الأخرى بسبب افتقادها للذخيرة». وقالت المصادر إن «الجيش الحر» تقدم أمس «باتجاه المواقع العسكرية المحيطة بمطار منغ في ريف حلب، حيث شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة تخللها قصف بالمدفعية الثقيلة». وأضافت المصادر أن «السيطرة على ريف حلب كاملا باتت قريبة جدا»، لافتة إلى أن القوات النظامية «لا تسيطر على أكثر من 15% من المنطقة، وهي عاجزة عن التقدم وتحولت إلى موقع الدفاع بدل الهجوم». وأشارت إلى أن «القصف الجوي أطال عمر بقائها، في حين تشهد تلك المواقع انشقاقات مستمرة».
في هذا الوقت، أفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط المطار الدولي في المدينة، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة السفيرة في ريف المدينة، الذي شهدت بعض بلداته عملية انتخاب مجالس محلية بغية إدارة شؤونها. كما ذكرت أن منطقة قبطان الجبل في ريف حلب تعرضت لقصف مدفعي عنيف.
إلى ذلك، أعلن «الجيش الحر» إطلاقه معركة تحرير معرة النعمان في ريف إدلب، مطلقا على العملية اسم «البنيان المرصوص». وأفاد ناشطون باشتباكات عنيفة وقعت في معرة النعمان، منها استهداف «الجيش الحر» حاجز وادي الضيف في المنطقة بالصواريخ، كما تظهر صور، بثها ناشطون على الإنترنت، حشودا من القوات المعارضة تستعد لبدء المعركة، في حين أفادت قناة «الإخبارية» السورية بتفكيك عبوة ناسفة بوزن 25 كلغ على طريق إدلب – المسطومة.
وأفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات، وصفها بالأعنف من أشهر، في محاولة للسيطرة على ريف معرة النعمان، مشيرا إلى استمرار الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف وحاجز الحامدية وعين قريع وحاجز الزعلانة.
وفي دمشق وريفها، أعلنت «سرايا المهام الخاصة» و«كتيبة حمزة بن عبد المطلب» التابعتان لـ«الجبهة الإسلامية السورية» المعارضة بالاشتراك مع «جند التوحيد والسنة في الشام»، ضرب المهبط العسكري في مطار دمشق الدولي بصواريخ أرض/أرض.
بموازاة ذلك، أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات في حي تشرين بدمشق، حيث قال ناشطون إن المعارضة المسلحة سيطرت على 3 حواجز للقوات الحكومية، في وقت شهد حي التضامن قصفا واشتباكات. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين تجددت بعد أيام من توقفها، مشيرا إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط مدينة داريا، التي اتهمت مواقع الثورة السورية القوات النظامية بتنفيذ إعدامات ميدانية ضد مدنيين فيها، مشيرة إلى إعدام 14 شخصا على حاجز عسكري.
وقال ناشطون إن أصوات انفجارات قوية سمعت من جهة المتحلق الجنوبي في دمشق، كما هزت عدة انفجارات منطقة مشروع دمر بالتزامن مع إطلاق رصاص كثيف. وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن قوات النظام اقتحمت حي العمارة بالعاصمة وسط انتشار أمني كثيف في شارع الملك فيصل وحي السادات، لافتة إلى أن القصف تجدد بالمدفعية الثقيلة على مدينة داريا بالتزامن مع توافد تعزيزات جديدة لقوات النظام إلى محيط المدينة.
بدورها، أفادت شبكة «سوريا مباشر» بوقوع معارك في بلدات ريف دمشق، لافتة إلى قصف الزبداني بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والهاون. في غضون ذلك، أفادت «شبكة شام» بتجدد القصف المدفعي الثقيل على بلدة تسيل بريف درعا، بينما أفادت لجان التنسيق بمقتل ثمانية مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، في قصف مدفعي على بلدة طفس بدرعا. هذا، وأفاد ناشطون بتعرض حي بعلبة في حمص لقصف مدفعي عنيف وراجمات الصواريخ، بينما قال «الجيش الحر» إنه هاجم أمس مقر «الشركة الروسية» بمنطقة توينان في حمص، التي يتخذها من يوصفون بالشبيحة مقرا لهم.
وفي ريف حماه، تحدث ناشطون عن قصف مدفعي استهدف بلدة مورك التي استولى عليها «الجيش الحر»، وقرية جرجيسة. في هذا الوقت، أعلن «الجيش الحر» أن غنائمه من القوات النظامية منذ بدء المعارك حتى هذا الشهر بلغت 190 دبابة من مختلف الطرازات روسية الصنع، و160 عربة «بي إم بي» و40 «بي تي آر».
نداءات لإغاثة 400 مريض نفسي محاصرين في أحد مستشفيات حلب
ناشطون: يفتقدون الماء والطعام والدواء ويعكسون جزءا من الوضع الكارثي
لندن: «الشرق الأوسط»
وجه ناشطون سوريون نداء استغاثة لجميع الجهات المحلية والدولية لإنقاذ أكثر من 400 مريض محتجزين في «مشفى ابن خلدون» للأمراض العقلية في مدينة حلب. ونقل الناشطون عن طبيب مقيم في المشفى رسالة وجهها أمس، قال فيها: «ناشدت إغاثة الجوامع، وإغاثة الكنائس، ومديرية الصحة، ووزارة الصحة، والجيش السوري، والجيش الحر، وجبهة النصرة، والمحافظ، وأمة لا إله إلا الله.. لتأمين صهريج ماء للشرب، من أجل أربعمائة إنسان ساقتهم الأقدار ليصابوا بالفصام، وليحتجزوا في أقبية المشفى دون ماء ولا طعام ولا كهرباء ولا دواء.. بسبب صراع تافه بين كل من لا يفكر إلا بنفسه». و«مشفى ابن خلدون» الواقع بمنطقة الباب في حي الدويرينة الذي يأخذ اسمه منها لدى العامة، يقع على طريق المسلمية، التي تعد من المناطق الساخنة التي تشهد اشتباكات بشكل دائم، مع حصار خانق في ظل انقطاع الماء والكهرباء والدواء، مما زاد في معاناة المرضى النفسيين في المشفى، الذين حرموا من الماء والكهرباء والأدوية، علما بأنها من الأدوية الضرورية التي لا تحتمل التأخير. وأكد ناشطون أن المشفى مهمل منذ بداية الأحداث في مدينة حلب، وتضاعفت أزمته والمعاناة الإنسانية فيه جراء تعرضه للقصف المدفعي والجوي. ويظهر مقطع فيديو بثه ناشطون أمس على شبكة الإنترنت حجم الضرر البالغ والدمار الذي أصاب مبنى المشفى. وقال الناشط خالد الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: «لم تبق جهة إلا ناشدناها لإنقاذ المرضى، ولكن دون جدوى. والآن نناشد أهالي المرضى لإنقاذ أبنائهم من هذا الجحيم، أكثر من 400 مريض في القبو حيث لا ماء ولا كهرباء ولا طعام ولا دواء، يعيشون وضعا إنسانيا كارثيا». وتعيش مدينة حلب حالة معيشية وإنسانية متردية للغاية، حيث يؤكد الناشط خالد الحلبي أن «المياه مقطوعة عن بعض المناطق منذ أسبوع، مع استمرار لأزمة الطحين والخبز والوقود والكهرباء.. وأمس وصل سعر لتر البنزين حدا قياسيا مع تجاوز سعره 300 ليرة، أي بارتفاع خمسة أضعاف». وأضاف: «هناك مساعدات طحين بكميات محدودة تدخل من تركيا، إلا أن عملية نقلها وإيصالها إلى الداخل مكلفة ماليا، كما تسيطر الفوضى على توزيعها، مما يجعل الأزمة تستمر بل وتزيد أكثر وأكثر، فمعظم الريف لا تصل إليه من تلك المساعدات ما يسد الرمق». من جانب آخر، ناشد ناشطون في حلب المنظمات الدولية لإنقاذ سكان حلب، وقالوا في نداء وجه عبر صفحات الإنترنت: «بعد أزمات الكهرباء والخبز والطحين والغاز، أطلت أزمة جديدة أخذت تعصف بسكان مدينة حلب؛ وهي أزمة المياه». وأكدوا أن «المياه داخل السكن الجامعي مقطوعة منذ أكثر من ثلاثة أيام، وفي بعض المناطق الأخرى مقطوعة منذ سبعة أيام متواصلة، وصار من الطبيعي جدا مشهد الأهالي الذين يحملون البراميل في الشوارع بحثا عن مياه للشرب».
رجل دين علوي: النظام السوري ورطنا في حرب طائفية ضد السنة
أكد أن العلويين ينتقلون إلى الساحل.. وسكان القرى منهم يستشعرون خطرا وجوديا
بيروت: «الشرق الأوسط»
يستهل رجل الدين العلوي المعارض الذي انتقل حديثا إلى مدينة أنطاكية في تركيا، كلامه بحادثة كبيرة الدلالة كما يقول؛ «لقد قام شاب من أبناء الطائفة التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد في منطقة مشقيتا التابعة لريف اللاذقية، باقتحام أحد المزارات الدينية حيث يصلي العلويون ويعقدون نذورهم.. وقام بتحطيم المزار بالكامل».. ويتابع: «فعل الشاب ذلك بعد أن سقط عدد من الصواريخ على القرية من جهة القرى التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة، لقد أدرك بوعيه البسيط أن الأولياء والمزارات لا يمكن أن تحمي الطائفة من الخطر الوجودي المحدق بها».
يشير رجل الدين، الذي رفض ذكر اسمه، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «أبناء الطائفة العلوية يعيشون في خوف كبير، بعدما أدركوا أن لحظة سقوط نظام الأسد قد أوشكت، مما سيعرضهم لانتقامات شرسة من قبل الأكثرية السنية»، موضحا أن «الكثير من العائلات العلوية تركت بيوتها في العاصمة دمشق وعادت إلى قراها في ريف اللاذقية». ويكشف رجل الدين العلوي عن أنه ومع مجموعة من الناشطين العلويين قاموا بإقناع الكثير من الشبان في القرى العلوية بعدم الالتحاق بخدمة الاحتياط العسكرية «كي لا يتورطوا في قتل إخوتهم السوريين»، مضيفا: «لقد ورطنا النظام في حرب طائفية ضد السنة، لو شارك العلويون في الثورة منذ بدايتها لسقط النظام وسقطت معه جميع أسباب الخوف عند العلويين، أما بعد كل هذا الدم الأمر صار صعبا جدا»، موجها بذلك دعوة إلى أبناء الطائفة السنية بـ«أن يمدوا يدهم لبقية للعلويين بعد سقوط النظام كي ندفن الأحقاد ونبني سوريا الحرية والعدالة والديمقراطية». وعن دور رجال الدين في كل ما يحصل بسوريا، وعما إذا كانوا يقومون بأي خطوات إيجابية في القرى التي يوجدون فيها، قال: «يصعب علينا لعب أي دور في ظل وجود النظام، قد يكون لنا دور بعد سقوطه للحد من العنف المتوقع». ويعتب رجل الدين المعارض كثيرا على المعارضة السورية بكافة هياكلها التنظيمية، سواء «الائتلاف الوطني» أو «المجلس الوطني»، مشيرا إلى أن «المعارضة لم تقدم خطوات عملية لطمأنة العلويين ودفعهم للتخلي عن عائلة الأسد؛ على العكس اكتفت بالكلام العام واعتمدت على شخصيات علوية لا تملك حيثيات شعبية». أما في ما يتعلق بالعلاقة بين النظام والطائفة، فيجدها رجل الدين المعارض وثيقة جدا «إذا اعتبرنا النظام مجموعة من رؤساء الأجهزة الأمنية وبعض أركان العائلة الحاكمة».. ويقول في هذا السياق: «رؤساء الأجهزة الأمنية يكتسبون شرعيتهم من رجال الدين العلويين بهدف التغطية على فسادهم، إذ نجد أن لكل ضابط أمن كبير رجل دين يتابعه على الصعيد الديني»، ويضيف: «تنطبق هذه الحال على بعض ضباط الجيش المتحدرين من الطائفة العلوية». وبعد أن يستدرك أن هذه الحالة ليست سياسة ممنهجة من قبل النظام أو الطائفة، ينفي أن يكون هنالك «تحالف بين المؤسسة الدينية العلوية وعائلة الأسد»، مشددا على أن «العلويين ليس لديهم سلك كهنوتي على الطريقة المسيحية أو مجلس إفتاء حسب الإسلام. رجال الدين جزء من الشعب في التعاليم العلوية».
الشعار يغادر بيروت متوجها إلى مطار دمشق
بيروت: كارولين عاكوم
في وقت لا يزال فيه الوضع الأمني في سوريا يعوق الملاحة الجوية بمطار دمشق الدولي، بحسب ما يبدو واضحا من خلال اعتماد عدد من المسؤولين السوريين مطار بيروت محطة أساسية بعد الوصول إليه برا، للانتقال إلى دول أخرى، أعلن أمس عن توجه وزير الداخلية السوري محمد الشعار إلى دمشق، عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في طائرة خاصة، وذلك بعد أسبوع على وجوده بمستشفى الجامعة الأميركية في بيروت للمعالجة من الإصابة التي تعرض لها إثر الانفجار الذي استهدف مبنى الوزارة منذ أسبوعين، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام. وفي حين رفض مصدر أمني لبناني تأكيد الخبر أو نفيه، أكد وزير الداخلية اللبناني مروان شربل لـ«الشرق الأوسط» الأمر، لافتا إلى أن الشعار غادر بيروت إلى العاصمة السورية. مع العلم بأن المحامي اللبناني طارق شندب كان قد تقدم ببلاغ ضد الشعار بتهمة «ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وقتل واغتيال سياسي وقتل رجال دين وأطفال في منطقة باب التبانة، ذات الغالبية السنية في طرابلس بشمال لبنان»، وكان من المفترض أن يقوم المدعي العام الاستئنافي في الشمال، بالتحقيق مع الشعار ليأخذ بعد ذلك قرار توقيفه وإحالته إلى قاضي التحقيق، بحسب ما أعلن شندب.
ناشط سوري ينشر حوارا مثيرا مع جهاد مقدسي عبر «تويتر»
المحادثة تظهر «ميولا» انشقاقية منذ يوليو الماضي.. وجراح لا يستبعد وجوده في أميركا
القاهرة: أدهم سيف الدين
قام الناشط والمعارض السوري رامي جراح بنشر صورة لمحادثة دارت بينه وبين المتحدث باسم الخارجية السورية المنشق جهاد مقدسي عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي في يوليو (تموز) الماضي، ومن بين سطور كلمات المتحدث المنشق، يتضح ضيقه الشديد مما آلت إليه الأوضاع في سوريا، وميله إلى الانشقاق، وإن كان لا يرى جهة صالحة للانضمام إليها من بين أطياف المعارضة السورية. لم يستبعد جراح، الذي سبق أن تم اعتقاله في السجون السورية، خبر رحيل مقدسي إلى الولايات المتحدة، أو عقد صفقة مع الأميركيين خلال زيارته الأخيرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لنيويورك للمشاركة في افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبدأ الشارع السوري يتحدث عنه. وأضاف جراح لـ«الشرق الأوسط» أن «جهاد مقدسي رجل دبلوماسي، ويستطيع إقامة علاقات مع الآخرين»، لكن جراح لم يستبعد أيضا احتمالية وجود مقدسي في دمشق، كلعبة سياسية ودبلوماسية من النظام السوري ليثبت العكس للمجتمع الدولي ويثبت خبر إجازته التي تستغرق ثلاثة أشهر. وأوضح جراح أنه – من خلال تبادل الرسائل بينه وبين مقدسي – لمح تعاطفه مع الثورة الشعبية ضد النظام، واقتناعه أن بشار الأسد راحل عاجلا أم آجلا ولا إمكانية لبقائه في سوريا بعد كل ما حدث من سفك لدماء الأبرياء والدمار الذي لحق بسوريا. وأضاف: «بوصفي معارضا وجهاد مع النظام، كنت أشرح له إمكانية أن يكون في المعارضة السورية، التي لم يكن مقتنعا بها حينذاك.. ولكن عرضت عليه الكثير من الجهات المعارضة للانضمام إليها». وكان المقدسي برسائله عبر «توتير» يشير لـ«بطولات الشعب السوري» التي لا تخفى على أحد، و«مواقفه الوطنية ضد النظام السوري»، كما أظهر مقدسي عدم تمسكه بفكرة البقاء مع النظام، وكان يعتبر نفسه رجلا دبلوماسيا ليس إلا، وأشار إلى عدم علاقته بما يحدث من قتل ودمار، قائلا: «أنا أقوم بعمل دبلوماسي». يذكر أن تاريخ المحادثة الأخيرة بين جراح ومقدسي، وهو 21 يوليو الماضي، يقع بين حدثين مهمين في الأزمة السورية؛ أولهما انفجار مبنى الأمن القومي بدمشق يوم 18 يوليو خلال اجتماع قادة خلية الأزمة، الذي أسفر عن مصرع عدد من أبرز قيادات النظام السوري. وأعقب تاريخ المحادثة أيضا ما وصف بأنه «زلة اللسان» الشهيرة لمقدسي حول الأسلحة الكيماوية، حين قال إن النظام السوري لن يستخدم أسلحته الكيماوية أبدا ضد أبناء شعبه، وهو ما تم اعتباره أول اعتراف رسمي من نوعه بامتلاك النظام السوري ذلك النوع من السلاح، مما أثار ردود فعل دولية موسعة منذ ذلك الحين، لم تهدأ حتى اليوم.
إعدام عائلة كاملة في معضمية الشام وانشقاق قائد الشرطة العسكرية
الأسد يطلب اللجوء لعائلته في فنزويلا
كشفت صحيفة مقربة من الحزب الحاكم في تركيا أن فنزويلا أقرّت تلقيها رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد يطلب فيها اللجوء لعائلته اثر تأكده أن ميزان القوى على الأرض في معظم البلاد لم يعد بيد قواته، التي تقوم بمجازر يومية أودت أمس بأكثر من 150 شهيداً منهم 17 شخصاً أعدموا ميدانياً في معضمية الشام فيهم عائلة كاملة من ثمانية أشخاص.
وعلى صعيد الانشقاقات التي تصدّع الحكم في دمشق، أعلن قائد الشرطة العسكرية السورية انشقاقه عن نظام الأسد. وقال اللواء عبد العزيز جاسم الشلال في بيان إن الجيش السوري فشل في حماية الشعب وتحول إلى “عصابات للقتل”.
سياسياً، تستقطب موسكو حركة ديبلوماسية نشطة بهدف التباحث في المقترحات الأميركية الروسية التي حملها الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي إلى الأسد، مع تهديد أميركي في حال رفضه التنحي بأن واشنطن ستلجأ إلى “خيارات بديلة قاسية” في تلميح إلى تسليح الثوار.
فبعد توجه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى موسكو من طريق بيروت، يزورها الابراهيمي الموجود حالياً في دمشق يوم السبت المقبل لنقل نتيجة محادثاته مع الأسد حول التفاهم الأميركي الروسي لإنهاء الأزمة في سوريا.
ومن تركيا ذكرت صحيفة “آقشام” في عددها الصادر أمس، أن الرئيس السوري طلب في رسالة إلى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز اللجوء لعائلته في حال ازدادت الأوضاع في سوريا تدهوراً.
وبحسب النبأ الوارد كذلك في صحيفة “زمان” التركية، فإن السفارة التركية في كاراكاس استفسرت رسمياً من وزارة الخارجية الفنزويلية التي أكدت هذا الخبر، لكن من دون الإدلاء بتفصيلات.
وكان الأسد وجه مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أواخر الشهر الماضي رسالة إلى تشافيز تسلمها نائبه نيكولاس مادورو موروس.
ومن موسكو صرح ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، بأن الأخضر الإبراهيمي سيزور موسكو يوم السبت المقبل بعد مباحثات مع الأسد في دمشق أطلعه خلالها على نتائج اتصالاته الأخيرة وعلى طبيعة التفاهمات الروسية – الأميركية الأخيرة حول الملف السوري.
وفي السياق ذاته غادر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد دمشق متوجها من مطار بيروت إلى موسكو لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس.
وذكرت تقارير أن هذه الزيارة المفاجئة للمسؤول السوري إلى موسكو لها علاقة بمهمة الإبراهيمي.
وانتقد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني المعارض الذي حظي باعتراف دولي، أي إشارة لحكم انتقالي يبقي الأسد فيه رئيسا للدولة حتى لو تم تجريده من أي صلاحيات حقيقية.
وأشارت تصريحات للخطيب على صفحته على موقع فيسبوك الاثنين إلى أن المعارضة تعتقد أن هذه كانت من بين أفكار الإبراهيمي. وكتب الخطيب يقول إنه لا يمكن للحكومة ولا للرئيس البقاء في الحكم سواء بسلطات او دون سلطات، مضيفا أن الائتلاف أبلغ الابراهيمي أن هذا النوع من الحلول مرفوض.
وأعلن قائد الشرطة العسكرية السورية أمس انشقاقه عن نظام الأسد، وأفادت تقارير بوصوله الى تركيا.
ويعد اللواء عبد العزيز جاسم الشلال واحدا من أعلى المسؤولين العسكريين الذين انضموا إلى الانتفاضة المعارضة للنظام في دمشق.
وقال اللواء الشلال في بيان، لقد فشل الجيش في حماية السوريين وتحول إلى عصابات للقتل. واضاف في شريط فيديو وضع على الانترنت “أعلن انشقاقي عن الجيش بسبب انحرافه عن مهمته الاساسية في حماية البلاد وتحوله الى عصابات للقتل والتدمير”.
الا أن اللواء الشلال قال إن الانشقاق بات بشكل مطرد أمرا صعبا بسبب مستويات الرقابة المتزايدة. واضاف “بالتاكيد، ثمة ضباط برتب عالية يريدون الانشقاق الا أن الوضع ليس مناسبا لهم لاعلان انشقاقهم”.
وحصدت أعمال العنف، أمس الاول الثلاثاء في أنحاء سوريا، 156 قتيلا معظمهم في دمشق وريفها ودير الزور، ترافقت مع إعدامات ميدانية، ارتكبتها قوات النظام لأكثر من17 شخصا من أهالي داريا بريف دمشق.
وذكرت شبكة “شام الإخبارية” أن قوات النظام ارتكبت مجزرة مروعة بحق المدنيين، بإعدام أكثر من 17 شخصا على أحد الحواجز في معضمية الشام، بينهم عائلة كاملة متمثلة بأب وأولاده الثمانية من أهالي داريا النازحين خارجها.
وأضافت الشبكة أن أكثر من 23 شخصا، أيضا، قتلوا أمس في داريا والمعضمية، بتجدد القصف المدفعي والصاروخي على المدينتين وتجدد محاولات الاقتحام، وتدمير دبابتين لقوات النظام في مدينة داريا بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر وحصار دام 14 يوماً.
كما شهدت الزبداني حملة ضخمة جدا على المدينة مترافقة مع قصف عنيف جداً، وسقوط أكثر من 1000 قذيفة، وتمكن الجيش الحر من تدمير دبابتين، وقتل العشرات من قوات النظام، فيما تواصلت الاشتباكات على طريق مطار دمشق الدولي، وأسفرت عن تدمير رتلين عسكريين لقوات النظام بالكامل بحسب الشبكة.
وفي العاصمة دمشق تجددت الاشتباكات على أطراف مخيم اليرموك وشارع الثلاثين بالتزامن مع سقوط عدد من القذائف على مناطق متفرقة من المخيم، واستمر القصف على الحجر الأسود و القدم و العسالي وجوبر، كما سقطت قذائف على حي ركن الدين والقابون وفقا لشبكة شام.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عبوة ناسفة انفجرت أمس في حي ركن الدين بدمشق، ومعلومات أولية عن وجود خسائر بشرية ومادية، فيما يتعرض محيط مبنى إدارة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا وبلدات دوما والحجيرة والمليحة بريف دمشق للقصف من قبل القوات النظامية.
وفي دير الزور ارتكبت قوات الجيش السوري مجزرة بحق المدنيين في مدينة البصيرة بسبب قصفها للمدينة، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر والنظامي في مطار دير الزور العسكري، بحسب شبكة شام.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الانسان أمس الأول الثلاثاء 156 قتيلاً في مختلف المحافظات السورية، معظمهم في دمشق وريفها ودير الزور، وبينهم 10 أطفال و8 سيدات و4 أشخاص قضوا تحت التعذيب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن الاشتباكات تجددت ليل الثلاثاء – الاربعاء في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق بعد ايام من توقفها اثر الحديث عن اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام السوري والموالين له.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” ان اجزاء من المخيم شهدت ليل الثلاثاء – الاربعاء اشتباكات استمرت حتى الفجر، بين مقاتلين معارضين لنظام الرئيس السوري بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية للنظام.
واضاف عبد الرحمن ان “المخيم كان هادئا حتى ليل الثلاثاء، لكن الاشتباكات اندلعت مساء واستمرت حتى ساعات الفجر الاولى”.
وقال عبد الرحمن “يبدو ان الاتفاق غير المعلن عن انسحاب المقاتلين المعارضين والموالين للنظام لم ينجح”، مشيرا الى الاشتباكات في محيط المخيم وسقوط قتلى في داخله برصاص قناصة “لم تتوقف خلال الايام الماضية”.
(ا ف ب، رويترز، الأناضول، ريا نوفوستي)
67 قتيلا و”الحر” يقتحم مطار منغ بحلب
قال ناشطون إن الجيش السوري الحر استطاع اقتحام مطار منغ العسكري بحلب من عدة محاور، كما سيطر على حواجز المفرق وبيت يسوف وتل ذهب بريف إدلب. وتزامن ذلك مع إعلان لجان التنسيق المحلية عن سقوط 67 شخصا بنيران قوات النظام في أنحاء متفرقة من البلاد معظمهم في دمشق وإدلب ودير الزور.
كما قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة دارت اليوم بين الجيش الحر وجيش النظام في مدرسة شيلوط بريف حماة، وأسفرت عن تدمير خمس دبابات ضمن معركة تحرير حماة.
وفي حلب أكد ناشطون سيطرة الجيش الحر على بلدة اليعقوبية في إدلب، كما أفاد مراسل الجزيرة في ريف إدلب أن عناصر الجيش الحر تمكنت من السيطرة على بلدة اليعقوبية في جسر الشغور ضمن المرحلة الثانية مما قال هؤلاء إنها معركة للسيطرة على جسر الشغور.
كما أفادت شبكة شام الإخبارية أن معارك عنيفة دارت فجر اليوم في محيط مطار حلب الدولي بين الجيش النظامي والجيش الحر.
البنيان المرصوص
وكان الجيش الحر قد أعلن أنه بدأ معركة للسيطرة على آخر مناطق وجود الجيش النظامي في ريف إدلب، ضمن ما سماها عملية “البنيان المرصوص”. ويقول الجيش الحر إن المعركة تستهدف معسكري الحامدية ووادي الضيف اللذين يقول الثوار إنهما تسببا في سقوط كثير من الضحايا خلال الأشهر الماضية.
وأفادت شبكة “شام” أن أفراداً من الجيش الحر تمكنوا من السيطرة على حاجز الكورنيش بالكامل، ودمروا دبابات وآليات. ويعد هذا الحاجز من أهم الحواجز التي كان جيش النظام يقصف منها المدينة.
وفي حمص، قصفت قوات النظام بالطائرات وراجمات الصواريخ أحياء حمص القديمة ودير بعلبة ومدن الحولة والرستن وتلبيسة والغنطو، في ريف المدينة. كما تعرضت مدينة الزبداني بريف دمشق فجر اليوم الخميس لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية والدبابات وقذائف الهاون والقنابل الانشطارية.
محاولة اقتحام
وأفاد المركز الإعلامي السوري أن مدينة الزبداني تعرضت فجر اليوم لقصف عنيف بأكثر من ألفي قذيفة، شملت راجمات الصواريخ والمدفعية والدبابات وقذائف الهاون والقنابل الانشطارية، أسفر عن تدمير مائتيْ منزل.
وقامت حشود عسكرية من جيش النظام بمحاولة اقتحام المدينة عن طريق شارع بردى، إلا أن كتائب من الجيش الحر صدتها ومنعتها من التوغل داخل المنطقة التي تعيش تحت حصار خانق ونقص غير مسبوق في المواد الأساسية من غذاء ودواء.
وفي ريف دمشق أيضا أفاد المركز الإعلامي السوري أن إحدى كتائب الجيش الحر تمكنت من تدمير حاجز جسر النبك في منطقة القلمون، مما أدى إلى مقتل 15 جنديا من جيش النظام.
وأسفر استهداف الحاجز عن تدمير دبابة وعربة عسكرية، فيما أجبر الهجوم رتلاً من الدبابات التابعة لجيش النظام على التراجع عن التوغل داخل المنطقة التي تسيطر عليها كتائب من الجيش السوري الحر، كما انسحب رتل آخر من بلدة رنكوس في ريف العاصمة السورية.
لافروف يحذر من فوضى دامية بسوريا إذا لم يتم التوصل لحل تفاوضي للنزاع
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس الأسرة الدولية مما وصفها بفوضى دامية في حال عدم التوصل إلى حل تفاوضي للنزاع في سوريا، في حين تكثف موسكو اتصالاتها مع العديد من الأطراف بهذا الشأن، وبموازاة ذلك أكدت المعارضة السورية اليوم أنها منفتحة على أي عملية انتقال سياسي لا تشمل الرئيس بشار الأسد، وهو ما يتفق مع الموقف الذي أعلنته فرنسا أيضا.
وقال لافروف في حديث مع وكالة أنباء إنترفاكس إن “الخيار البديل للحل السلمي هو الفوضى الدامية. ثم ستتسع، وكلما اتسعت تفاقم الوضع بالنسبة للجميع”.
واعتبر المسؤول الروسي أن “الفرص تتضاءل للتوصل إلى قرار بناء على بيان لقاء مجموعة العمل حول سوريا في 30 يونيو/ حزيران الماضي في جنيف، لكنها ما زالت موجودة ويجب أن تبذل جهود من أجل ذلك”.
وينص هذا البيان على تشكيل حكومة انتقالية، ولا يتطرق إلى مصير الأسد.
وتزيد روسيا اتصالاتها المتعلقة بالملف السوري، قبل يومين من وصول الموفد الدولي لدمشق الأخضر الإبراهيمي إلى موسكو.
وأجرى لافروف محادثات الخميس بالعاصمة موسكو مع وفد سوري برئاسة فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري.
موقف المعارضة
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه المعارضة السورية اليوم الخميس أنها منفتحة على أي عملية انتقال سياسي لا تشمل الأسد.
وقال الناطق باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وليد البني “نقبل بأي حل سياسي لا يشمل عائلة الأسد والذين سببوا ألما للشعب السوري، وخارج هذا الإطار كل الخيارات مطروحة على الطاولة”.
من جانبها قالت الخارجية الفرنسية إنه لا يمكن أن يكون الأسد جزءا من العملية الانتقالية.
وأكد المتحدث باسم الوزارة -ردا على سؤال حول خطة روسية أميركية تبقي الأسد بمنصبه حتى عام 2014- أن الرئيس السوري الذي “يزداد قمعه وحشية ضد شعبه” ويتحمل مسؤولية 45 ألف ضحية في الصراع، لا يمكن أن يكون جزءا من العملية الانتقالية السياسية، وفق تعبيره.
وأعرب المتحدث الفرنسي عن دعم بلاده وشركائها الدوليين للحل السياسي في سوريا، مشيرا إلى أن فرنسا على تواصل مع الإبراهيمي.
تغيير حقيقي
ويأتي ذلك في وقت دعا فيه الإبراهيمي -خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة السورية- إلى تغيير “حقيقي” وحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات في دمشق.
وطالب الإبراهيمي -الذي التقى المسؤولين السوريين بمن فيهم الأسد- بتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة إلى حين إجراء انتخابات جديدة، مؤكدا أن التغيير يجب أن يكون “حقيقيا”.
وقال أيضا “يجب تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، يعني أن كل صلاحيات الدولة يجب أن تكون موجودة في هذه الحكومة” مشيرا إلى أن حكومة كهذه “تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية” التي يجب أن تنتهي بانتخابات “إما أن تكون رئاسية إن اتفق أن النظام سيبقى رئاسيا كما هو الحال، أو انتخابا برلمانيا إن تم الاتفاق على أن النظام في سوريا يتغير إلى نظام برلماني”.
وذكر الإبراهيمي أن “التغيير المطلوب ليس ترميميا ولا تجميليا، الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع”.
وتعليقا على الحديث عن خطة روسية أميركية لحل الأزمة، نفى الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشفيتش وجود أي مشروع من هذا القبيل.
وتتمسك روسيا بخطة جنيف التي أقرتها “مجموعة العمل” بشأن سوريا في يونيو/حزيران الماضي، وتقضي بتشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلي الحكومة والمعارضة لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة.
لماذا غادر وزير الداخلية السوري بيروت؟
طرحت مغادرة وزير الداخلية السوري محمد الشعار “المفاجئة” أمس الأربعاء مستشفى الجامعة الأميركية في العاصمة اللبنانية بيروت، عائدا إلى دمشق، أسئلة عدة حول توقيت المغادرة وأسبابها.
فقد قال عربي خليل عكاوي -وهو مواطن لبناني يحمِّل الشعار مسؤولية اغتيال والده خليل عكاوي سنة 1986- إنه تفاجأ بالمغادرة “السريعة” للمسؤول السوري الذي وصفه بـ”الجزاز”. وتابع “وجوده بلبنان كان استفزازا لأهالي الضحايا”.
وأضاف في تصريح للجزيرة نت “كنا نخطط للقيام بعدة تحركات منها الاعتصام أمام مستشفى الجامعة الأميركية ومقر وزارة العدل، لكن وصوله غير المتوقع لدمشق أربك حساباتنا”.
وحمّل عكاوي -وهو عضو مجلس بلدية طرابلس- مسؤولية مغادرة الشعّار “للسلطة اللبنانية التي يهيمن عليها حزب الله”.
وقبل يومين من المغادرة، تقدم المحامي اللبناني طارق شندب بإخبار ضد وزير الداخلية السوري على خلفية اتهامه بالضلوع في مقتل المئات في مدينة بشمال لبنان، حيث كان يتولى مسؤوليات أمنية عام 1986. وطالب بالتحقيق معه “وتوقيفه وإحالته إلى قاضي التحقيق في الشمال”.
وقال المحامي طارق شندب في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية “تقدمت بإخبار ضد الشعار بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وقتل واغتيال سياسي واغتيال رجال دين وأطفال في منطقة باب التبانة” ذات الغالبية السنية في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان.
وبحسب الإخبار المقدم إلى النيابة العامة النيابة العامة الاستئنافية في شمال لبنان، يقول شندب إنه في تاريخ 19 ديسمبر/كانون الأول 1986 “أقدم المدعى عليه محمد الشعّار وبرفقة عدد كبير من أعوانه وبمشاركة عدد من المجرمين اللبنانيين، على الدخول إلى منطقة باب التبانة في طرابلس، وأقدموا على قتل وذبح أكثر من 600 شخص من منطقة التبانة من مشايخ وعلماء وأطفال ورجال.. بهدف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.
وبينما ينقسم اللبنانيون في التعاطي مع الثورة السورية بين مؤيد ومعارض، دعا لبنانيون بينهم النائبان عن تيار المستقبل جمال الجراح ومحمد كبارة إلى اعتقال المسؤول السوري مباشرة بعد وصوله لبيروت للعلاج.
في السياق ذاته، استنكر لقاء عقد الخميس الماضي في منزل أحد نواب طرابلس السنة المعارضين لسوريا، استقبال الشعار للعلاج، محملا إياه مسؤولية قتلى عام 1986، عندما كان “إحدى أدوات النظام السوري في طرابلس” التي شهدت خلال ثمانينيات القرن الماضي معارك بين القوات السورية وعدد من التنظيمات الإسلامية ذات الغالبية السنية التي عارضت الوجود العسكري السوري في المدينة.
على صعيد متصل، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول أمني رفيع المستوى في بيروت قوله إن “الشعّار غادر لبنان نتيجة مخاوف من صدور مذكرة توقيف دولية بحقه، إثر مطالبات لبنانية بمحاسبته لدوره في (أحداث) طرابلس”، مضيفاً أن “مسؤولين لبنانيين اتصلوا بالسلطات السورية طالبين منها تسريع مغادرته لبيروت”.
تجنب الاعتقال
ويأتي هذا الطلب -بحسب المسؤول الأمني- “تجنبا لاعتقال الشعار، لأنه إذا تم إصدار مذكرات اعتقال” تخص هذا الموضوع، فإن “السلطات القضائية ستلقي القبض عليه”، مما سيمثل حينها “إحراجا للدولة اللبنانية”.
في المقابل، قال المسؤول الأمني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن فريقاً طبياً سينتقل إلى دمشق لمتابعة علاج الشعار.
على المستوى السوري، ومع عدم صدور أي بيان رسمي بشأن الموضوع إلى الآن، قالت سلطات مطار دمشق الدولي إن وزير الداخلية السوري عاد إلى دمشق قادما من لبنان بعد أن تلقى العلاج هناك.
يشار إلى أن الشعار الذي يتولى إحدى أهم الحقائب، وهي الداخلية، كان قد وصل في 19 من الشهر الحالي إلى لبنان لتلقي العلاج بعد إصابته بجروح في كتفه نتيجة سقوط ركام عليه في مكتبه إثر هجوم وقع في 12 ديسمبر/كانون الأول، واستهدف مقر وزارة الداخلية السورية بكفر سوسة بدمشق، وقال المسعفون حينها إن “الإصابة لا تمثل خطرا على حياته”.
وقد تبنى الهجوم الذي استخدمت خلاله سيارة مفخخة على الأقل، جبهة النصرة لأهل الشام التي أدرجتها الولايات المتحدة ضمن المنظمات الإرهابية في الخارج.
عبد الله ونتنياهو بحثا كيميائي سوريا
محمد النجار – عمان
تثير زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الأردن ولقاؤه في العاصمة عمان الملك عبد الله الثاني -والتي كشفت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية رغم تكتم عمان عليها- تساؤلات عديدة بين محللين وسياسيين أردنيين، بعضهم يرى أن توقيتها يخدم نتنياهو قبيل الانتخابات الإسرائيلية وآخرون يرونها ضرورية لمناقشة المخاوف من تسرب السلاح الكيميائي السوري.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت مساء أمس الأربعاء أن نتنياهو اجتمع سرا في عمان بعبد الله الثاني لمناقشة خطر وقوع أسلحة سوريا الكيميائية في أيدي “متشددين” أو حزب الله اللبناني، كما قالت الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم إن لقاء عقد “في الآونة الأخيرة” بين الطرفين وناقش ملف الكيميائي السوري.
ونقلت كذلك محطات تلفزة وصحف ومواقع إخبارية إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم عقد اللقاء في حين امتنع متحدث باسم نتنياهو التعقيب على هذه الأخبار، كما رفضت مصادر أردنية رسمية رفيعة تأكيد أو نفي حدوث هذه اللقاءات ردا على أسئلة للجزيرة نت، وأشار بعضها إلى أن تعليقا أردنيا سيصدر في وقت لاحق.
وكشفت مصادر سياسية أردنية أخرى للجزيرة نت عن مباحثات أردنية إسرائيلية مستمرة منذ وقت تتناول الملف السوري بشكل أساسي أحدها عقد مؤخرا بين عبد الله الثاني ونتنياهو عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بحثا فيها بشكل مفصل تطورات الملف الكيميائي السوري ومخاوف تل أبيب من انتقالها لحزب الله اللبناني أو متشددين إسلاميين.
كما أعربت تل أبيب عن مخاوفها أن يؤدي تدهور الأوضاع في سوريا إلى تدفق نحو 15 ألف درزي سوري نحو الجولان السوري المحتل.
ضرورة
وأعرب سياسيون أردنيون عن المفاجأة من توقيت اللقاء الأردني الإسرائيلي لاسيما وأنه جاء قبيل انتخابات إسرائيلية ربما يستفيد نتنياهو خلالها من الإخبار عن لقاءاته بملك الأردن بأن لديه حلفاء وأصدقاء من العرب وليس معزولا كما تصوره المعارضة.
لكن مصادر أخرى قالت للجزيرة نت إن اللقاء غير مستبعد في ظل القلق المتنامي بالمنطقة من تطورات الملف السوري والخشية الأردنية من تدخل إسرائيلي قد يعقد الأمور، وقد اعتبر رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد أن اللقاء يندرج ضمن الحرص الأردني على “الاستقرار الاقليمي” موضحا أن “الأردن يعتبر أي تهديد للاستقرار الإقليمي تهديدا مباشرا لأمنه”.
ولفت الحمد إلى أن عمان تحث تل أبيب على عدم التدخل في الملف السوري بأي شكل “لأن ذلك سيعقد الأمور وقد يخدم النظام السوري، عوضا عن أن طرفي المعادلة في النظام والمعارضة السورية معاديان لإسرائيل”.
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني فهد الخيطان للجزيرة نت إن المباحثات الأردنية الإسرائيلية بشأن تطورات الملف السوري “مستمرة منذ أسابيع” مضيفا بأن “هناك ترتيبات أميركية فرنسية أردنية مشتركة للتعامل مع السلاح الكيميائي السوري وبالتأكيد إسرائيل في قلب هذه الترتيبات”.
وتابع بأنه لا توجد اتصالات بين الملك ونتنياهو إلا حول الموضوع السوري “فالاتصالات بين الرجلين مقطوعة منذ فترة”.
وأشار إلى إن الجانب الأردني يفسر النقاشات المستمرة مع الإسرائيليين حول الملف السوري بأنها ضرورية خاصة فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية كون استعمالها أو انفلات التعامل معها سيضر بسوريا وجميع الدول من حولها.
ووفق الخيطان فإن أكثر ما يقلق الإسرائيليين هو انتقال السلاح الكيميائي لحزب الله أكثر من احتمال استعمال النظام السوري له. وتحدث عن مخاوف أردنية من قيام إسرائيل بتدخل استباقي تستهدف من خلاله مخازن الأسلحة الكيميائية السورية “لكن هذا السيناريو يتطلب نقاشا مع الأردن وأخذ موافقة أميركية، وهو ما لم يحدث للآن”.
وبرأي المحلل السياسي فإن الأردن يرى أن أي تدخل إسرائيلي بالملف السوري “سيكون ضارا وسيفجر حربا إقليمية كبيرة ستدخل فيها إيران وحزب الله وسيجد الأردن نفسه وسط حرب لن تكون حوله بل قد تمتد لأراضيه”.
يُشار إلى أن عمان نفت أنباء نشرتها وسائل إعلام دولية مطلع الشهر الجاري عن رفضها طلبا إسرائيليا لاستخدام أراضيها لضرب مخازن السلاح الكيميائي السوري.
وكانت قوات أردنية أميركية مشتركة قد أجرت تدريبات خلال “مناورات الأسد المتأهب” في مايو/ أيار الماضي على كيفية السيطرة على مواقع الكيميائي السوري في حال انفلات الأوضاع في البلاد.
“الحج لموسكو” بحثا عن حل لسوريا
أحمد السباعي
سباق محموم بين الدم والدبلوماسية في الأزمة السورية التي يبدو أن حلها يطبخ على نار لا أحد يعرف إن كانت هادئة أم مشتعلة بين واشنطن وموسكو رغم نفي الأخيرة وجود أي خطة مشتركة بين البلدين.
وتبدو موسكو منتشية من تحولها إلى “محج” ومقصد للبحث عن حل للأزمة السورية، الأمر الذي أعادها بقوة لخارطة الدبلوماسية الدولية كقطب يفرض رأيه لا كطرف ينفذ الأوامر.
وبدأ “الحج إلى موسكو” مع وقوف روسيا مع النظام ودعمه وصولا إلى استخدام الفيتو لمنع صدور قرارات من مجلس الأمن تدين النظام.
وآخر هذه الزيارات، زيارتا فيصل مقداد -نائب وزير الخارجية السوري، الذي كان في موسكو قبل شهر- والمبعوث الدولي العربي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي الذي قيل إنه يحمل مبادرة تنص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة على أن يبقى الرئيس بشار الأسد رئيسا لمدة عامين بصلاحيات محدودة، وتعهد بعدم ترشحه عام 2014، وإعادة هيكلة الجيش والقوات الأمنية.
هذه الخطة التي تقول المصادر إن الأسد رفضها “جملة وتفصيلا” ورفضتها المعارضة أيضا، سيحملها مقداد لروسيا ليشرح للمسؤولين الروس أسباب رفض النظام لها قبل وصول الإبراهيمي. لكن يبدو أن الإبراهيمي الذي تحدثت أنباء عن أنه قد يؤجل مغادرته دمشق بانتظار رد الأسد على خطته، غادرها لبيروت في طريقه لموسكو السبت. وأشارت مصادر إلى أن المبعوث المشترك يبحث مع الروس ما آلت إليه محاولته الأولى في دمشق لنقل خطة جنيف إلى الأسد.
ومن المؤكد -حسب المصادر- أنه لو كانت هناك بوادر إيجابية للقاء الأسد والإبراهيمي، ما كان الأخير ليطلب الذهاب لموسكو التي تعدّ الشريك الأول للأسد والجهة الوحيدة التي يستطيع اللجوء إليها للضغط عليه.
حكومة بصلاحيات كاملة
ودعا الإبراهيمي في مؤتمر صحفي -قبيل مغادرته دمشق- لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، أي “كل صلاحيات الدولة”، وأضاف أن هذه الحكومة “تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية” التي يجب أن تنتهي بانتخابات إما أن تكون رئاسية أو برلمانية حسب الاتفاق الذي يتم على شكل النظام السياسي.
ولكن اللافت في تصريح الإبراهيمي كان قوله إن “التغيير المطلوب في سوريا ليس ترميما ولا تجميليا، لأن الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع” دون أن يوضح المقصود من التغيير الحقيقي.
وعن هذا يقول المحلل السياسي يفغيني سيدروف إن موسكو وواشنطن أجرتا مشاورات وتوصلتا إلى شبه اتفاق لتأييد خطة الإبراهيمي والدفع لفرض مرحلة انتقالية سياسية ووقف حمام الدماء.
وأضاف أن نفي الخارجية الروسية يؤكد أن هناك شيئا يطبخ بين الروس والأميركيين الذين يريدون رأب صدع العلاقة بينهما بعد الضربات المتتالية التي تلقتها هذه العلاقات منذ بداية الأزمة السورية.
أما بالنسبة لزيارة مقداد فيشير سيدروف إلى أن خطة الإبراهيمي لن تكون على رأس هذه المحادثات بين الطرفين بل ستركز على مقترحات يحملها مقداد لحل الأزمة والوصول لمقاربات تكون محل توافق الطرفين.
في المقابل يؤكد المحلل السياسي فيتشسلاف ماتوزوف أن السياسة الروسية ثابتة ومواقفها من الأزمة السورية غير متحركة ونفى حصول أي تنسيق بين الأميركيين الذين يريدون فرض الحلول على طريقة “الكاوبوي” والروس الذين يدافعون عن القانون الدولي ومواثيقه، مشيرا إلى أن الاتفاق الأميركي الروسي الوحيد هو ما نص عليه اتفاق جنيف في 30 يونيو/حزيران.
دبلوماسية عبثية
وأوضح أن روسيا لا تُسقط أنظمة ولا تزيح رؤساء، وتدعو لحكومة انتقالية تشارك فيها المعارضة السورية (دون أسماء متشددة) ويبقى الأسد في السلطة ويترشح للانتخابات وفي حال هزم يتنحى، وكشف أن زيارة مقداد هي دورية بين حليفين لتنسيق المواقف وليس لإملاء الأوامر على دمشق لتنفذها.
وخلص إلى أن موسكو تؤيد مبادرات الإبراهيمي لأنها قائمة على حلول سياسية لا عسكرية، وإيمانا منها بالحلول السياسية فهي لم تزود دمشق بأي أسلحة متوسطة أو ذخيرة منذ بداية الأزمة مقابل واشنطن التي اعترفت بائتلاف المعارضة السورية وتوعز لحلفائها في المنطقة لتهريب السلاح لسوريا لتأجيج الحرب وتضغط على حلفائها لرفض الحلول السياسية.
ويذهب مستشار معهد الدراسات الإستراتيجية الروسية عباس خلف إلى منحى آخر، باعتباره هذه الزيارات “دبلوماسية عبثية” لن تؤدي إلى نتيجة، فواشنطن هشمت اتفاق جنيف باعترافها بائتلاف المعارضة السورية مما أدى إلى ضرب العلاقات بين واشنطن وموسكو في مقتل، وأضاف أن هذه الزيارات تهدف لإعادة موسكو إلى خارطة الدبلوماسية الدولية وستكون سوريا “ثمنا باهظا” لهذه العودة، وضحية الصراع الأميركي الروسي.
وأوضح أن الحديث عن اتفاق أميركي روسي دليل جهل وعدم دراية بالسياسة الروسية المصرة على أن الأسد ما زال “حيا سياسيا” ويمكن كسب الوقت حتى تحقيق أقصى المكاسب من هذه المعركة الدبلوماسية.
أما الإبراهيمي الذي وصف خلف مهمته بالفاشلة، فيعتقد أنه غير قادر على إحداث أي تغيير في الموقف لأن التنسيق الأميركي الروسي غائب تماما في هذه المرحلة بسبب تدهور العلاقات بين البلدين.
الغرافيتي نبض الثورة السورية
طارق عبد الواحد
يحسب لفن الغرافيتي دوره المهم في اندلاع الثورة السورية، فقد كانت الرسوم التي يخطها شبان الثورة على الجدران في غفلة من أعين أجهزة الأمن فارقة في نشر الوعي الثوري واستنهاض الهمم والإبقاء على نبض الثورة قائما لدى أناس كانوا يلحظون بعيون وجلة حراكا سياسيا بدأت تباشيره على الجدران قبل الشوارع.
وإذا كان لهذا الفن بالذات بشكل عام حضوره المميز في مجمل الثورات العربية، فما يسجل للغرافيتي السوري ميزة إضافية، إذ يمكن القول إن الثورة السورية بدأت بنشاطات غرافيتي سجلها تلاميذ مدارس بمدينة درعا الذين خطوا شعارات تطالب بإسقاط نظام الأسد.
ويلاحظ المتابع للشأن السوري مدى انتشار هذه الأنشطة التعبيرية بمعظم المدن والقرى، ومواكبتها لتحولات الثورة، حيث تتحول جدران البيوت والأسوار إلى منصات ومنابر للتعبير، لدرجة باتت فيها بعض المدن والقرى كأنها معارض مفتوحة وواسعة، كما هو الحال بمدينة سراقب بمحافظة إدلب.
الرجل البخاخ
ويقول أحد ناشطي الغرافيتي من مدينة سراقب “إن ما بات يعرف في سوريا بظاهرة الرجل البخاخ، وأنشطة الكتابة على الجدران عموما، ليست بالظاهرة المستحدثة والطارئة، فقد كانت موجودة قبل اندلاع الثورة، لكن هذا النوع من الأنشطة شهد حضورا كثيفا ونضجا فنيا بعد انطلاق الثورة على مستوى المضامين وأشكال التعبير، فضلا عن أنه استطاع مواكبة تطورات الثورة ويومياتها”.
ويلفت الناشط في حديث مع الجزيرة نت إلى وجود عدة مجموعات من الناشطين العاملين بهذا المجال بالمدينة، ولكنهم جميعا يفضلون عدم الإفصاح عن هوياتهم لا بسبب الخوف من أجهزة النظام الذي ولى زمنه وإنما وفاء “لقدسية الرجل البخاخ الذي اعتاد الناس أن يكون شخصا مجهولا”.
ويشير إلى احتفاء أهالي المدينة بتلك الأعمال، إذ “لاقت تلك الكتابات والجداريات الكثير من الدعم والتشجيع والثناء من قبل الأهالي، وفي كثير من الأحيان تشاهد من يصطحب أفرادا من عائلته لمتابعة تلك الكتابات والتقاط الصور بجانبها، وسوف تجد أطفالا يطلبون منك الرسم على جدران بيوتهم، أو أناسا عاديين يقترحون علينا رسم أو كتابة أشياء معينة مما يدور في خواطرهم وأفكارهم”.
وأنشأ ناشطون من المدينة صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” باسم “حيطان سراقب” لنشر لوحات الغرافيتي “لكي لا تبقى حبيسة حيزها الجغرافي، ولإيصال رسائلها إلى أكبر قدر ممكن من الناس وأيضا لتعميم هذه الفكرة على بقية المدن السورية” وفق ما أفاد أحد المشرفين على الصفحة.
من ناحيته، وصف الناشط الحقوقي مصطفى حايد غرافيتي الثورة السورية بأنه أحد أهم الأشكال الفنية في الثورة بما ينطوي عليه من تكتيك سلمي مميز للتعبير عن الرأي وكسر احتكار السلطة وتجاوز الرقابة الإلكترونية.
معارك غرافيتي
ويضيف حايد الذي يعمل مع مجموعة من الشباب على مشروع يسمى “مشروع دولتي” الذي يهتم بأرشفة الأعمال الفنية المتعلقة بالثورة، أنه يمكن اعتبار الغرافيتي “بارومتر” الثورة “بل إنني شخصيا اعتبره “تويتر” الشارع السوري الذي يمدني بمؤشرات ومعطيات حول اهتمامات الناس وأولوياتهم وآرائهم بالتطورات السياسية وفرز القيادات.. وإسقاط بعضها..”.
ويلفت الناشط السوري إلى تطور الغرافيتي منذ مارس/آذار 2011 “ففي البداية بدأ النشطاء باستخدام جمل جاهزة غير سورية ولكنهم لجؤوا فيما بعد إلى إبداع جملهم وأفكارهم الخاصة في الكتابات والتخطيطات والصور والجداريات، وقد أدرك الأمن السوري والشبيحة أهمية الغرافيتي وخطورته فانتقلوا من مسح وطمس الغرافيتي إلى تحويره واستخدامه أداة جديدة في التهديد والتخويف.
وأشار إلى وجود جدران شهدت صراعات ومعارك غرافيتي بين المتظاهرين ورجال الأمن والجيش، ولكن تلك “المعارك والصراعات” كانت أقل خطورة من توزيع المنشورات والتظاهر إلى أن” تم قنص الرجل البخاخ في حي كفرسوسة بدمشق في يونيو/حزيران 2011، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الغرافيتي يشكل تهديدا للحياة، كالتظاهر” وفق ما قال حايد.
مناورات روسية قرب سواحل سوريا
أعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أن وحدات من مشاة البحرية المخصصة لعمليات مكافحة “الإرهاب” الموجودة على متن مجموعة السفن الروسية المنتشرة قرب سواحل سوريا ستجري تدريبات على تأمين السفن.
وقالت الوزارة في بيان أوردته قناة “روسيا اليوم” إن البحارة الروس سيجرون مجموعة من التدريبات على الدفاع الجوي والسفن والغواصات.
وأشارت إلى أن سفينتي الإنزال الكبيرتين “نيكولاي فيلتشينكوف” و”أزوف” التابعتين لأسطول البحر الأسود الروسي قد عبرتا منطقة مضيقي البوسفور والدردنيل وستنضمان قريبا إلى مجموعة السفن الروسية التي تتكون من الطراد الصاروخي “موسكو” وسفينة الحراسة “سميتليفي” والناقلة “إيفان بوبنوف” والقاطرة “ب س 406”.
وأوضح بيان الوزارة أن مجموعة السفن تقوم بتنفيذ مهمات الخدمة القتالية في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط.
وذكر أن مرابطة وحدات مشاة البحرية المخصصة لعمليات مكافحة “الإرهاب” على متن السفن العسكرية بدأت بعد الهجوم “الإرهابي” على المدمرة الأميركية “يو إس إس كول” باليمن في أكتوبر/تشرين الأول 2000 والذي أسفر عن مقتل 17 بحارا أميركيا.
يُذكر أنه قد أعلن في وقت سابق أن مجموعة السفن التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي المنتشرة بالجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط قد تزور ميناء طرطوس السوري، حيث يوجد مركز التأمين المادي والتقني الروسي بهدف الصيانة.
قوات النظام بسوريا تقتل متعاونا مع الجزيرة
أبو يزن الحموي قتل برصاص قناص
تعرض فريق الجزيرة في معرة النعمان بريف إدلب لطلقات نارية من قبل قناص أدت إلى مقتل الناشط الصحفي أبو يزن الحموي المتعاون مع قناة الجزيرة مباشر.
وتوفي أبو يزن بعد إصابته بطلق ناري رغم محاولات زملائه نقله إلى أقرب نقطة للعلاج.
وكان أبو يزن ناشطا متعاونا مع الجزيرة منذ اندلاع الثورة السورية، وقد بذل جهودا كبيرة لنقل صورة حقيقية لما يجري داخل سوريا.
وقد دأبت قوات نظام الأسد على استهداف الناشطين الإعلاميين كاستهدافها للناشط ياسر شعبان في حلب والناشط أبو مصعب الحمصي قبل أيام قليلة.
البشارة انشق عن مخابرات الأسد وقتل يوم الميلاد
محمد النجار-عمان
شيع في مدينة الرمثا الأردنية الحدودية مع سوريا الأربعاء العنصر السابق في المخابرات السورية ناصر منصور توما البشارة، وهو من عائلة مسيحية معروفة اعتنق الاسلام قبل أشهر وقتل برصاص الجيش الحكومي السوري يوم عيد الميلاد في مدينة بصرى الشام بدرعا.
وقال ناشطون سوريون للجزيرة نت إن البشارة البالغ من العمر 24 عاما، ومن مواليد محافظة السويداء، قضى الثلاثاء 25/12/2012 متأثرا بطلقة قناص اخترقت ظهره باتجاه قلبه إثر اشتباكات مع من يوصفون بعناصر الشبيحة الموالين لنظام الرئيس بشار الأسد بمدينة بصرى الشام بمحافظة درعا.
وأكد أحد النشطاء الذي تحدث للجزيرة نت عبر الهاتف أنه جرى نقل البشارة إلى مستشفى ميداني في درعا، ومن ثم إلى الأردن حيث لقي حتفه في مستشفى المفرق الحكومي بمدينة المفرق الحدودية مع سوريا.
وشيع العشرات من النشطاء السوريين والمواطنين الأردنيين جثمان البشارة إلى مقبرة مدينة الرمثا الأربعاء.
ونقل مراسل اتحاد تنسيقيات حوران عن رفاق البشارة أن الأخير من عائلة مسيحية معروفة وكان يخدم بمحافظة حمص كعنصر أمن بالمخابرات قبل أن ينشق عن النظام في أبريل/نيسان 2011 بعد شهر فقط من انطلاق الثورة على نظام بشار الأسد.
وقال المراسل -الذي تحدث للجزيرة نت- إن سبب الانشقاق المبكر يعود لتكليف البشارة أثناء عمله بالمخابرات مع بداية الثورة بحمل بندقية قناص بهدف قتل المتظاهرين السلميين في حمص.
فور التكليف
وقال مراسل اتحاد تنسيقيات حوران إن البشارة انشق عن النظام فور تكليفه بهذا العمل، وانضم مباشرة للثوار في درعا للدفاع عن المتظاهرين السلميين.
وأشار إلى أنه وبعد تشكيل الجيش الحر انضم البشارة لمجموعة “سرية المداهمة الخاصة” التابعة لكتيبة درع الجنوب في الريف الشرقي من محافظة درعا، حيث شارك أثناء عمله في السرية باقتحام عدة مخافر حدودية مع الأردن.
وأفاد مراسل تنسيقيات حوران بأن بشارة “انضم قبل شهرين من استشهاده لكتيبة حافظ مقداد في مدينة بصرى الشام حيث عمل قناصا مع الكتيبة”.
ووفق معلومات حصلت عليها الجزيرة نت فإن بشارة بقى مع الثوار أكثر من عام على دينه المسيحي إلى أن اعتنق الإسلام قبل حوالي ثلاثة أشهر.
ونقل نشطاء للجزيرة نت عن زملاء البشارة المرافقين له منذ انضمامه للثورة أنه “دخل الإسلام بمحض إرادته ودون أي تشجيع من أحد، حيث واظب على الصلاة وأداء الشعائر الدينية الإسلامية”.
وقال أحد النشطاء للجزيرة نت إن البشارة كان يمارس طقوسه الدينية المسيحية بحرية قبل إسلامه، وإنه كان يرفض الخروج أمام وسائل الإعلام “خوفا على عائلته” ووفق الناشط فإن البشارة وقصته “تدحض رواية النظام عن الطائفية في الثورة السورية”.
الإبراهيمي يطالب بحكومة انتقالية سورية كاملة الصلاحية
نفى وجود مقترح أمريكي روسي لتسوية الأزمة الناشبة في البلاد
دمشق – فرانس برس
دعا الموفد الدولي، لخضر الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي في دمشق، الخميس، إلى تغيير “حقيقي” في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة إلى حين إجراء انتخابات جديدة.
ونفى الإبراهيمي، كما وزارة الخارجية الروسية، أن يكون حمل مقترحا أمريكيا روسيا للحل، وذلك بعد ترجيحات صحافية باتفاق مماثل إثر اجتماع الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون في دبلن.
وقال الإبراهيمي، الذي يزور دمشق بحثاً عن حل للأزمة السورية، إن “التغيير المطلوب ليس ترميمياً ولا تجميلياً. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع”.
ودعا الموفد الدولي، خلال المؤتمر الصحافي في مقر إقامته بأحد فنادق دمشق، إلى تشكيل حكومة “كاملة الصلاحيات”، موضحا أن “كاملة الصلاحية هي عبارة مفهومة تعني أن كل صلاحيات الدولة يجب أن تكون موجودة في هذه الحكومة”.
وأشار الى أن هذه الحكومة يجب أن “تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية” التي يجب أن تنتهي بإجراء انتخابات.
ومن المقرر أن تنتهي الولاية الحالية للرئيس بشار الأسد في 2014، بينما تستمر ولاية مجلس الشعب الذي أجريت انتخاباته في مايو/أيار الماضي في 2016.
لكن الإبراهيمي قال إنه لم يقدم مشروعا متكاملاً “في الوقت الحالي”، مؤكداً أنه يفضل أن يقدم مشروعاً كهذا في وقت “تكون الأطراف وافقت عليه كي يكون تنفيذه سهلا”.
وتابع موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية أنه في حال عدم التمكن من ذلك “قد يكون الحل الآخر هو الذهاب إلى مجلس الأمن واستصدار قرار ملزم للجميع”.
وفشل مجلس الأمن في استصدار أي قرار متعلق بالأزمة السورية منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الأسد منتصف مارس/آذار 2011، نظرا لاستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) للحؤول دون صدور أي قرار يدين حليفهما النظام السوري.
موسكو تنفي أي اتفاق مع واشنطن في الملف السوري
وفد سوري برئاسة نائب وزير الخارجية أجرى اليوم محادثات في روسيا
موسكو – فرانس برس
نفت وزارة الخارجية الروسية اليوم وجود خطة روسية-أمريكية لحل النزاع في سوريا كانت أشارت إليها معلومات صحافية.
وقال الناطق باسم الوزارة ألكسندر لوكاشفيتش: “لم يكن هناك وليس هناك مثل هذه الخطة، وليست موضع بحث”، وذلك رداً على سؤال حول وجود اتفاق بين الروس والأمريكيين حول تشكيل حكومة انتقالية مع بقاء بشار الأسد إلى حين انتهاء ولايته في 2014.
وأضاف أن السياسة الروسية المتعلقة بسوريا لا تزال تستند إلى الاتفاق مع القوى العالمية الذي تم التوصل إليه في يونيو/حزيران في جنيف وينص على إجراء حوار بين الأطراف السورية.
واعتبر لوكاشيفيتش أن “جعل رحيل رئيس منتخب حجر أساس لأي حوار هو انتهاك لكل الاتفاقات التي تم التوصل إليها” في جنيف. وتابع لوكاشيفيتش أنه “إذا كان الهدف هو رأس الرئيس فهذا يعني استمرار حمام الدم ومسؤولية كبرى يتحملها الذين يتابعون السعي إلى مثل هذه الأهداف”.
حوار موسكو مع كل الأطراف
وفي سياق متصل، أجرى وفد سوري برئاسة نائب وزير الخارجية فيصل المقداد اليوم الخميس محادثات في وزارة الخارجية الروسية.
وأعلن لوكاشفيتش أنه سيتم إعلان نتائج المباحثات في وقت لاحق في النهار. وأكد أن المحادثات “تندرج في إطار الحوار الذي لا نجريه مع الحكومة السورية فحسب بل مع كل هيئات المعارضة”.
وتابع الناطق الروسي “مع شركائنا الأمريكيين ومع الإبراهيمي ومع الجهات الفاعلة الدولية الأخرى، أجرينا ونجري مناقشات حول الآليات التي يجب وضعها لتطبيق عملي للمبادئ التي اتفق عليها في اجتماع جنيف في 30 يونيو/حزيران”.
ويتوقع أن يصل الإبراهيمي إلى موسكو السبت بطلب منه كما قالت الدبلوماسية الروسية، بعدما أمضى عدة أيام في دمشق منذ الأحد، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة، لكنه لم يحصل على موافقتهما على خطة دولية للخروج من الأزمة.
156 قتيلا و”الحر” يستولي على مطارات بحلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت لجان التنسيق المحلية أن 156 شخصا قتلوا، الخميس، بأعمال عنف في مناطق سورية عدة، في الوقت الذي أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على عدة مطارات عسكرية في حلب.
وقال العقيد في الجيش الحر عارف الحمود في اتصال مع سكاي نيوز عربية إن مقاتلي المعارضة سيطروا على عدة مطارات عسكرية في حلب، ويسعون للسيطرة على مطار منغ العسكري بريف المدينة إضافة إلى محاصرتهم اللواء 80 للجيش النظامي قرب مطار النيرب.
وبث ناشطون سوريون شريط فيديو على “يوتيوب” لما قالوا إنه قصف من جانب القوات الحكومية على مدينة عربين باستخدام القنابل الفسفورية المحرمة دوليا، ولم يتسن لـ”سكاي نيوز عربية” التأكد من صحة الصور من مصادر مستقلة.
ويقول أحد الناشطين في الفيديو إن المدينة تتعرض لقصف بالقنابل “المحرقة” بينما تظهر الصور حرائق تتصاعد منها أعمدة من الدخان الأبيض.
تجدر الإشارة إلى أنه وفقا لاتفاقية جنيف المبرمة عام 1980 يعتبر استخدام الفسفور الأبيض جريمة حرب، وهو يسبب حروقا كيماوية شديدة، كما أنه من الممكن ان تؤدي أبخرة الدخان إلى المرض أو حتى الوفاة.
من جهة أخرى، أعلن الجيش السوري الحر أنه أسقط مروحية تابعة للجيش النظامي فوق مطار المزة العسكري قرب العاصمة دمشق، وأكد فصيل آخر في المعارضة المسلحة أنه أسقط طائرة من نوع ميغ في مدينة مورك بمحافظة حماة.
وفي معرة النعمان، قال مراسلنا على الحدود التركية السورية، إن الجيش الحر أعلن انطلاق عملية “البنيان المرصوص” للسيطرة على المدينة الواقعة في محافظة إدلب شمال غربي البلاد.
وأضاف مراسلنا أن منطقة ريف إدلب تقع تحت سيطرة الجيش الحر تقريبا باستثناء بعض الحواجز، مشيرا إلى أن الجيش الحكومي يدافع عن مواقع قليلة فقط، تدعمه مقاتلات متمركزة في قاعدة تفتناز الجوية في ريف إدلب.
كما شهدت بلدة اليعقوبية معارك عنيفة بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية، نجح على أثرها الجيش الحر بالسيطرة على حاجز المفرق في البلدة الواقعة في منطقة جسر الشغور.
في الأثناء، ذكر مصدر دبلوماسي تركي أن أكثر من ألف شخص وصلوا إلى الحدود السورية التركية، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وتوجهوا إلى مخيمات اللاجئين.
وذكر المصد أن غالبية اللاجئين قدموا من بلدة حلفايا في حماة التي شهدت معارك عنفية قبل نحو يومين، قتل فيها أكثر من 60 شخصا.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية الرامية للخروج من الأزمة، توجه نائب وزير الخارجية فيصل مقداد إلى موسكو حيث سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبحث نتائج زيارة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي لدمشق.
وتتزامن زيارة مقداد مع زيارة وزير الخارجية المصري محمد عمرو لموسكو، كما تسبق زيارة الإبراهيمي للعاصمة الروسية المقررة السبت المقبل.
المعارضة السورية تقبل أي حل بدون الأسد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن أكبر تحالف للمعارضة السورية، الخميس، قبوله أي خطة انتقال سياسي في البلاد بشرط ألا يكون الرئيس بشار الأسد والمقربون منه جزءا منها.
وقال الناطق باسم الائتلاف الوطني وليد البني “نقبل بأي حل سياسي لا يشمل عائلة الأسد والذين سببوا ألما للشعب السوري. وخارج هذا الإطار كل الخيارات مطروحة على الطاولة”.
وأضاف أن الشرط الأول للمعارضة السورية هو رحيل الأسد وكبار مسؤولي النظام ومغادرتهم البلاد.
وكان الموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي دعا في وقت سابق الخميس إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لحين إجراء انتخابات في سوريا، مؤكدا على وجوب أن يكون التغيير “حقيقيا” في البلاد التي تشهد أزمة مستمرة منذ 21 شهرا.
ولم يوضح الإبراهيمي ما سيكون عليه مصير الرئيس السوري بشار الأسد نتيجة هذا التغيير، فيما جددت باريس رفضها أن يكون للرئيس السوري أي دور في عملية الانتقال السياسي في البلاد.
في هذه الأثناء، نفت روسيا وجود أي اتفاق مع الولايات المتحدة حول بقائه في السلطة حتى نهاية ولايته في 2014، من دون أن تتاح له إمكانية الترشح.
وقد أسفر النزاع في سوريا عن أكثر من 45 ألف قتيل، كما يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، وبات أربعة ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، كما تقول الأمم المتحدة.
السوري الميسور يعوض الخليجي في لبنان
لاريسا عون – سكاي نيوز عربية- بيروت
يحيي عدد من الفنانين اللبنانيين حفلات “رأس السنة” الجديدة خارج لبنان بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة وتراجع أعداد السياح الخليجيين عقب صدور تحذيرات من دولهم بعدم زيارة هذا البلد.
إلا أن الـ”هجرة المؤقتة” لبعض هؤلاء الفنانين لم تحل دون انتشار اللافتات المروجة للحفلات في شوارع المدن اللبنانية، لا سيما أن عددا كبيرا من السوريين الذين فروا من الحرب في بلادهم حلوا محل السياح الخليجيين.
وفي هذا السياق، قال الناقد الفني جمال فياض إن “العديد من المطربين اللبنانيين كملحم بركات وأليسا ونوال الزغبي قرروا إحياء حفلاتهم في الخليج. فالجمهور الخليجي لن يتمكن من السهر في لبنان، وبالتالي قرروا السهر عندهم”.
وأضاف أن لبنان “لايزال قادرا على إحياء حفلات كبرى بفضل نجوم كبار قرروا البقاء في الوطن”، مشيرا إلى أن “الطبقة السورية الميسورة المقيمة في لبنان ستعوض عن غياب الخليجي.. وتحضر حفلات رأس السنة”.
ويستضيف مجمع بيال في وسط العاصمة بيروت إحدى أبرز هذه الحفلات بـ”مشاركة اثنين من كبار الفنانين اللبنانيين، هما راغب علامة ومايا دياب” حيث يتوقع المنظمون أن تكتظ الصالة التي تتسع لـ1500 شخص بمحبي السهر.
كما يتوقع المنظمون نفاد التذاكر قبل اليوم الأخير من العام الحالي، رغم أن أسعارها تتراوح بين 250 دولار و1200 دولار للشخص الواحد.
ومهما تأزمت الأوضاع الاقتصادية أو السياسية في لبنان، فإن ذلك لم يمنع الشركات الكبرى من المجازفة في إنتاج حفلات ضخمة.
ورغم أن هؤلاء يعتمدون بشكل خاص على التهدئة التي تسود خلال فترة الأعياد، لكنهم يتخوفون من اضطراب أمني مفاجئ قد يكلفهم خسائر كبيرة.
انقسام بين كنائس سورياالكنائس السورية في كمين عقلية التحصُّن والعنصرية الطائفية
ينتقد معارضون سوريون بارزون تبعات التأثير الواسع لنظام الأسد على الكنائس في البلاد، فيما يحذر المعارض السوري ميشيل كيلو من “عقلية التحصُّن” لدى هذه الكنائس ومن تجدد “العنصرية الطائفية” في البلاد، بحسب ما تكتب كلاوديا منده.
دوامة العنف في سوريا تضع الكنائس السورية أمام اختبار صعب، إذ ينتمي مليونا سوري، أي حوالي 10 في المئة من السكان، إلى الديانة المسيحية، مقسمين إلى أحد عشر مذهباً مختلفاً. ومنذ اندلاع الاحتجاجات في مارس/ آذار 2011، شدد قادة الكنيسة دائماً على وقوف أغلبية مسيحيي البلاد وراء الأسد.
لكن ما يدل على أن هذه ليست الحقيقة الكاملة هي الاتهامات التي وُجِّهت مؤخراً لقادة الكنيسة في سوريا، إذ كتب كل من المعارض والصحفي السوري ميشيل كيلو والقس اليسوعي الإيطالي باولو داليليو عن صراعات كبيرة بين المذاهب المسيحية المختلفة، بغض النظر عن انتمائها إلى الكنيسة الغربية المرتبطة بروما أو إلى الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية.
كان حافظ الأسد قد نصّب نفسه في السابق حامياً للأقلية المسيحية، وهي سياسة اتبعها من بعده ابنه بشار. لكن التعايش بين الأديان والطوائف المختلفة في سوريا ليس من اختراع آل الأسد، بل يعود تاريخه إلى مئات السنين.
ومع استمرار الصراع في سوريا، أصبح من الواضح للمسيحيين بأن تمتعهم بالحماية مرهون بمقدار بقائهم موالين لنظام الأسد. ومن يُسمَع صوته ضد النظام، بغض النظر عن كونه مسيحياً أو سنياً أو علوياً، فإنه يخاطر بأن يتم قمعه علناً من قبل أجهزة القمع الحكومية.
وفي هذا الصدد، يشدد ميشيل كيلو، البالغ من العمر 71 عاماً، على أن “كثيرين من المسيحيين يعارضون قيادة الكنيسة”. كيلو ينحدر من عائلة مسيحية سورية من اللاذقية، ويعتبر أحد رموز المعارضة في البلاد.
صراع بين قيادات الكنيسة: يعتبر المعارض السوري البارز ميشيل كيلو أن “كثيرين من المسيحيين يعارضون قيادات الكنيسة”.
وبحسب تقدير الصحفي والمعارض السوري ميشيل كيلو، يقبع الآلاف من الشباب السوري المسيحي في سجون النظام، لأنهم شاركوا في تظاهرات أو وزعوا منشورات معارضة للنظام.
خط مباشر للمخابرات
ويرى ميشيل كيلو أن مواقف بعض الأساقفة لا تحظى بتفهم في أوساط الجالية المسيحية، وأن بعض الأساقفة يتعاونون أحياناً مع أجهزة المخابرات. أحد الأمثلة على ذلك هو ما عايَشَه كيلو بنفسه، إذ قام أسقف دمشق الأرثوذكسي لوقا الخوري بالوشاية ببعض أفراد جاليته لدى الشرطة السرية، لأن بعضهم تظاهروا ضده احتجاجاً على تعبيره عن فرحته بموت مسلمين.
لهذا، استدعى لوقا الخوري عناصر من جهاز المخابرات، الذين أودعوا بعض الشباب المسيحيين في السجن لمدة شهر، وهناك تعرضوا لضرب مبرح، بحسب ما يروي كيلو، الذي علم بقصة هؤلاء الشباب بعد الإفراج عنهم.
ويتابع ميشيل كيلو بالقول إن “الكنيسة تتعرض لضغط سياسي هائل لدرجة أنه لا يمكن اعتبارها مستقلة”، مطالباً أفراد جاليته المسيحية بمقاطعة الكنائس.
وفي رسالة مفتوحة وجهها إلى البابا بنديكت السادس عشر، على هامش زيارته الأخيرة إلى لبنان، انتقد كيلو “عقلية التحصُّن” و”العنصرية الطائفية” لدى الكنائس السورية، مضيفاً أن الكنائس تحيط نفسها بأسوار عالية وتعزل نفسها عن محيطها الشرقي الإسلامي، بينما ينشط المسيحيون على المستوى الشعبي في المعارضة. وحتى الآن لم يتلق كيلو رداً على رسالته هذه.
الحوار غير مرغوب فيه
القس اليسوعي الإيطالي باولو داليليو كان أيضاً ناشطاً في مجال الحوار بين الإسلام والمسيحية على مدى ثلاثين عاماً، قبل قرار ترحيله من سوريا في يونيو 2012. ويعرب القس باولو عن خيبة أمله في مواقف بعض ممثلي الكنيسة في سوريا.
شخص غير مرغوب به لدى نظام الأسد: في يونيو الماضي تم إبعاد القس اليسوعي الإيطالي باولو داليليو من سوريا بسبب مواقفه الناقدة للنظام.
وكان باولو داليليو قد حوَّل عام 1980 الدير الصحراوي مار موسى، الذي يقع على بعد 80 كيلومتراً تقريباً شمال العاصمة دمشق، إلى قبلة للحوار بين كافة الطوائف والأديان في البلاد. ولهذا أصبح مار موسى مكاناً يحترمه كافة المسلمين، وينظر إليه المحافظون في الكنيسة بعين ناقدة.
لم يكن القس باولو، كأجنبي، على ارتباط وثيق بمصالح الكنيسة في سوريا، وفي يونيو من هذا العام 2012، أصدر النظام قراراً بإبعاده عن البلاد بسبب مواقفة الناقدة، وعلى الأخص بسبب رسالته المفتوحة للموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، كوفي أنان، والجنازة التي أقيمت لتشييع المخرج المسيحي الشاب من حمص باسل شحادة.
وكان الأسقف المسؤول قد رفض دفن شحادة، ولهذا قام باولو داليليو وأصدقاء شحادة – مسلمون ومسيحيون – بالدعوة إلى حفل تأبين في مار موسى.
ويعترف باولو داليليو بأن مخاوف قادة الكنيسة مبررة بالنظر إلى مستقبل البلاد، إلا أنه لا يستطيع أن يتفهم سبب ارتباطهم الوثيق بنظام سيسقط عاجلاً أو آجلاً. كما أنه لا يعلم سبب عدم تفوههم بأية كلمة ضد دوامة العنف في البلاد.
وحول التقارير المتراكمة بخصوص الهجمات على المسيحيين في سوريا، فإن كُلاً من كيلو وداليليو ينظران إليها بشك، إذ من غير المعروف ما إذا كان سبب مهاجمة هؤلاء المسيحيين في أغلب الأحوال هو كونهم مسيحيين. ويقول كيلو: “قد يكون ذلك صحيحاً في حالات فردية، إلا أنه ليس شائعاً”.
أما داليليو، فهو لا يزال يرى أن هناك بارقة أمل في الكنيسة السورية، بالرغم من الولاء الكبير للنظام في أوساطها. فهناك عدد من القساوسة والأساقفة الذين يعملون لصالح الشعب السوري. ويضيف باولو داليليو: “هؤلاء يتمتعون باحترامي العميق، وأنا أحسدهم بعض الشيء، لأنهم يختلفون عني في أنهم لا يزالون يعملون في سوريا”.
كلاوديا منده
ترجمة: ياسر أبو معيلق
تحرير: علي المخلافي
حقوق النشر: قنطرة 2012