أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 30 آب 2013

الدول المجاورة لسورية تتأهب وتنتظر

واشنطن – جويس كرم؛ موسكو – رائد جبر؛ عمان – تامر الصمادي

نيويورك، لندن، جدة – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – في وقت رفعت الدول المجاورة لسورية درجة التأهب في قواتها المسلحة استعداداً للضربة العسكرية التي أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أنها ستوجهها إلى النظام السوري رداً على استخدامه السلاح الكيماوي، أفشلت روسيا والصين مجدداً امس الإجماع في مجلس الأمن، من خلال رفضهما مشروع قرار تقدمت به بريطانيا يسمح باتخاذ «الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين» في سورية «بموجب الفصل السابع».

في هذا الوقت، بحث وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في جدة أمس، تطورات القضية السورية مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، وقالت «وكالة الأنباء السعودية» إن اللقاء جرى بحضور نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز.

وفي تصريحات لاحقة في أنقرة، قال داود أوغلو إن «كل الخيارات مطروحة» في ما يخص سورية، وإن «القوات المسلحة التركية في حالة تأهب قصوى وستتخذ ما يلزم من إجراءات لحماية المصالح التركية». وقال للصحافيين: «منذ (مسألة) الأسلحة الكيماوية، نحن بالتأكيد في أقصى درجات التأهب»، موجهاً تحية إلى القوات التركية المنتشرة على طول الحدود المشتركة مع سوريا والبالغة 910 كيلومترات.

وفي عمان، قالت مصادر أردنية رفيعة المستوى لـ «الحياة» أمس، إن طواقم عسكرية أميركية وغربية نُقلت خلال الأيام القليلة الماضية من إحدى المناطق الصحراوية جنوب الأردن، إلى الحدود الأردنية – السورية، للتعامل مع تطورات الملف السوري. وأكدت المصادر التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن وظيفة هذه الطواقم تتمثل بالدرجة الأولى في احتمال دخول بعض المناطق السورية الحساسة للسيطرة على مواقع الأسلحة الكيماوية.

وأوضحت أن الضربة العسكرية ستنفذ بالأساس عبر البوارج البحرية والطائرات الحربية وراجمات الصواريخ، وستعمل على إقامة مناطق عازلة في جنوب سورية وشمالها، وفي لحظة متقدمة سيطلب من الأردن بعض التسهيلات على الأرض.

من جهته، اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن القوات العراقية وضعت في حالة تأهب قصوى قبل الهجوم المتوقع على سورية، وأضاف أن «جميع القوى الأمنية والسياسية في بغداد والمحافظات والعراق أجمع باتت في حال استنفار قصوى وحالة إنذار شديدة على مستوى التحديات الأمنية والإجراءات».

وقررت إسرائيل، التي نشرت دفاعاتها الصاروخية قبالة الجبهة مع سورية، استدعاء عدد محدود من جنود الاحتياط في إطار التحضيرات لاحتمال توجيه ضربة عسكرية غربية إلى سورية. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجنود الذين سيستدعون سينضمون إلى وحدات متمركزة في الشمال.

وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك، عقدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن جلسة مشاورات غير رسمية ناقشت خلالها مشروع قرار بريطاني «يسمح بكل الإجراءات اللازمة بموجب الفصل السابع في الأمم المتحدة لحماية المدنيين من الأسلحة الكيماوية» في سورية. واستمر الاجتماع ساعة واحدة خرج في ختامه مندوبا روسيا والصين من الغرفة، فيما استكمل مندوبو الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مشاورات مغلقة خرجوا بعدها من دون الإدلاء بأي تصريح.

واكدت وزارة الخارجية الاميركية ليلاً انها لاترى اي مسار الى الامام في مجلس الامن بسبب الموقف الروسي، مشيرة الى ان النظام السوري لايمكنه الاختباء وراء اعتراض موسكو. واكدت ان الهجوم الكيماوي يشكل تهديداً لمصالح الأمن القومي الاميركي في الشرق الاوسط.

وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة بدأت المملكة العربية السعودية وقطر الأردن والإمارات والمغرب ومصر وتركيا البحث في عناصر مشروع قرار يحمّل النظام السوري مسؤولية استخدام الأسلحة الكيماوية، ويدعو إلى إجراء المحاسبة. وستعقد الدول السبع مشاورات في شأن مشروع القرار مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا غداً الجمعة.

وقال السفير السعودي عبدالله المعلمي، إن سفراء الدول السبع «راجعوا عناصر مشروع القرار وتقدم بعضهم بمقترحات وأعدناه إلى العواصم للمراجعة»، لكنه استبعد أن يطرح مشروع القرار رسمياً أمام الجمعية العامة قبل نهاية الأسبوع المقبل. وأكد أن «هناك ما يكفي من القرائن والأدلة لإثبات مسؤولية النظام السوري عن جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية».

وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قال إن على مجلس الأمن العمل على وقف إراقة الدماء في سورية من خلال اعتماد المشروع البريطاني، وصرح للصحافيين: «نعتقد أن الوقت حان لنهوض مجلس الأمن بمسؤولياته بخصوص سورية، وهو ما لم يقم به على مدى فترة العامين ونصف العام الأخيرة». ومضى يقول إنه يخشى أن تتدخل روسيا والصين لإحباط مشروع القرار.

لكن موسكو رأت أنه «من السابق لأوانه» مناقشة أي تحرك لمجلس الأمن قبل أن يقدم مفتشو الأمم المتحدة تقريرهم عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» عن نائب وزير الخارجية فلاديمير تيتوف قوله، إن «مناقشة أي رد فعل في مجلس الأمن الدولي قبل أن يقدم مفتشو الأمم المتحدة العاملون في سورية تقريرَهم، هو في الحد الأدنى سابق لأوانه». وأضاف أن بلاده تؤيد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإيجاد حل ديبلوماسي للنزاع.

ودعا بان مجلس الأمن المنقسم إلى توحيد مواقفه، وقال في خطاب ألقاه في قصر السلام في لاهاي: «على مجلس الأمن الاتحاد للتحرك من أجل السلام»، مشدداً على أنه «وصلنا إلى اللحظة الأكثر خطورة في هذا النزاع». وأضاف أن على المجلس أن «يستخدم سلطته من أجل السلام»، وأن «السوريين يستحقون حلولاً وليس صمتاً»، مؤكداً أن «سورية هي أكبر تحد في عالم اليوم».

وقدمت بريطانيا مشروع القرار بعد ساعات من إعلان رئيس وزرائها ديفيد كامرون في بيان أنه والرئيس الأميركي باراك اوباما «ليس لديهما أي شك حول مسؤولية نظام الأسد في هجوم كيماوي».

وتستعجل إدارة الرئيس باراك أوباما توجيه ضربة إلى سورية، وتتخوف -وفق مسؤولين أميركيين- من أن تأخيرها «قد يؤدي إلى اعتداءات أخرى بالسلاح الكيماوي» في هذا البلد. وأكد هؤلاء أن هناك احتمالاً بأن يستخدم نظام الأسد أسلحة مماثلة في حلب، حيث تسجل قوات المعارضة تقدماً على الأرض، مشددين على أن التحرك العسكري الأميركي لن يكون منفرداً، بل يجب أن تشارك فيه دول حليفة، وأنه قد يستغرق أياماً عدة.

وقام مفتشو الأمم المتحدة أمس بزيارة مناطق في الغوطة الشرقية لدمشق، وقال شهود إنهم عاينوا نقاطاً طبية ضمت إصابات، حيث أخذوا عينات من المصابين، إضافة إلى معاينة مكان سقوط صاروخ يعتقد أنه حمل مواد كيماوية في هجوم الأربعاء الماضي.

وقال بان إن المفتشين يحتاجون إلى أربعة أيام للانتهاء من تحقيقاتهم، وصرح للصحافيين: «إن صلاحياتي ومسؤولياتي في هذا الوقت هي إجراء تحقيق دقيق وكامل»، مضيفاً: «دعوهم (المفتشون) ينتهون من عملهم خلال أربعة أيام»، مشيراً إلى أن النتائج التي سيتوصلون إليها سيتم تحليلها وإرسال النتائج إلى مجلس الأمن.

وصرح الموفد الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في مؤتمر صحافي أمس في جنيف، أن ضوءاً أخضر من مجلس الأمن الدولي ضروري للتدخل عسكرياً في سورية. وقال في مؤتمر صحافي في جنيف: «أعتقد أن القانون الدولي واضح بخصوص هذا الأمر. القانون الدولي ينص على أن العمل العسكري يُتخذ بعد قرار من مجلس الأمن. هذا ما ينص عليه القانون الدولي».

وكان حلفاء دمشق صعّدوا وتيرة تحذيراتهم من احتمال اللجوء إلى القوة العسكرية ضد نظام الأسد، وأكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن «التدخل الأميركي سيكون كارثة للمنطقة»، معتبراً أن «تدخل قوى أجنبية ومن خارج الإقليم في إحدى دوله لن يؤدي إلا إلى إشعال حريق وسيزيد كراهية الشعوب هنا لهم»، وتابع: «هذا الإشعال للحريق يشبه شرارة في مخزن للبارود أبعاده ونتائجه غير معروفة».

وقال خامنئي: «من المؤكد أن أي تدخل أو دق طبول الحرب سيضر أولئك الذين أشعلوا هذه النيران». وتابع: «إذا أقدم الأميركيون على هذا العمل فمن المؤكد أن ضرراً سيلحق بهم مثلما حدث مع تدخلهم في العراق أو أفغانستان».

وشنت موسكو حملة ديبلوماسية واسعة لإقناع الدول الغربية بمخاطر توجيه ضربة لسورية، وأجرى وزير خارجيتها سيرغي لافروف سلسلة اتصالات هاتفية شملت نظيره الروسي جون كيري والإبراهيمي.

على الصعيد الميداني، أجرت القوات النظامية السورية خلال اليومين الماضيين تبديلات في مواقعها تحسباً، وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» إن هذه القوات «عمدت إلى تبديل مواقعها بشكل تمويهي خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية». وأوضح أن ما يجري «ليس إخلاءً، بل تبديل مواقع»، مشيراً إلى أن العملية شملت «عشرات المراكز والقيادات العسكرية وقيادات الفرق، ليس فقط في دمشق، بل في حمص وحماة (وسط) والساحل (غرب) والسويداء ودرعا (جنوب)».

الأسد: سورية ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان

بيروت ـ رويترز

قال الرئيس السوري بشار الاسد إن سورية ستدافع عن نفسها أمام أي عدوان وذلك بعد تقارير عن أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعدون لعمل عسكري ردا على هجوم بأسلحة كيماوية في سورية.

ونقل التلفزيون الرسمي عن الأسد قوله لوفد من الساسة اليمنيين “ان التهديدات بشن عدوان مباشر علي سورية ستزيدها تمسكا بمبادئها الراسخة وقرارها المستقل النابع من ارادة شعبها وأن سورية ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان”.

البرلمان السوري لنظيره البريطاني: “لا تقصفونا

لندن ـ يو بي أي

أفادت شبكة “سكاي نيوز” أن مجلس العموم (البرلمان) البريطاني تلقى رسالة من مجلس الشعب الشعب السوري تحثّ نوابه على عدم التهور، قبل ساعات من بدء جلسته الطارئة لمناقشة الرد على الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية في ريف دمشق.

وقالت الشبكة إن الرسالة وجهها رئيس مجلس الشعب السوري (محمد جهاد اللحام) إلى رئيس مجلس العموم البريطاني، جون بيركو، لتوضيح عواقب توجيه ضربة عسكرية ضد بلاده والمخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها.

وأضافت أن الرسالة اقترحت بأن العمل العسكري “يمكن أن يساعد الإرهابيين، ويؤدي إلى مقتل العديد من الجنود البريطانيين”. وسأل رئيس مجلس الشعب السوري في الرسالة “أليس من الحكمة التوقف وتذكر آلاف الجنود البريطانيين الذين قُتلوا وشوهوا في افغانستان والعراق، قبل التسرع على المنحدرات الصخرية الشاهقة للحرب؟”.

وأضافت “نحن نطلب منكم ألاّ تقصفونا بل أن تعملوا معنا.. وترسلوا وفداً إلى سورية للتحقق من استنتاجات مفتشي الأمم المتحدة بشأن الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية في ريف دمشق، والذي ندينه من دون تحفظ “.

وحذّرت رسالة رئيس مجلس الشعب السوري النواب البريطانيين من أن أي هجوم دولي على سورية”سيكون عملاً عدوانياً غير مبرر من أعمال الحرب من شأنه أن يقوي تلقائياً عدونا المشترك، تنظيم القاعدة وفروعه”.

ويأتي هذا التطور مع استعداد البرلمان البريطاني لعقد جلسة طارئة في وقت لاحق اليوم حول سورية بعد استدعائه من عطلته الصيفية، وتخلي الحكومة الائتلافية البريطانية عن خطط للتدخل المبكر بسبب اعتراض حزب العمال المعارض على هذا التوجه.

مصر تعارض “بشدة” توجيه ضربة عسكرية ضد سورية

القاهرة ـ يو بي أي

أعلن وزير الخارجية المصرية، نبيل فهمي، أن مصر لن تشارك بأية ضربة عسكرية ضد سورية وهي تعارضها “بشدة”.

وقال فهمي إنه “في الوقت الذى ترفض مصر فيه وتدين استخدام الأسلحة الكيماوية من أي طرف، وتطالب المجتمع الدولي بمحاسبة المسؤول عن ذلك، بعد تقديم فريق المفتشين التابعين للأمم المتحدة لتقريره.. تؤكد مصر بوضوح أنها لن تشارك فى توجيه أية ضربة عسكرية، وتعارضُها بقوة اتساقاً مع مواقفها الثابتة من معارضة التدخل العسكرى الأجنبي في سورية”.

وأضاف أن مصر متمسكة “بأن استخدام القوة بالعلاقات الدولية مرفوض إلاّ في حالة الدفاع عن النفس”، أو تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وطالب فهمي مجلس الأمن الدولي، “ببذل كل جهوده للتحقيق في الأحداث، واتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء هذه الجريمة البشعة”.

وكان مصدر مطلع في القاهرة أكد لـ”الحياة” أن الموقف المصري المتمسك بالحل السياسي للأزمة السورية تحكمه اعتبارات عدة، أهمها “سعي القاهرة إلى إيجاد توازن في الملف السوري” بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي “خلاف قطع العلاقات الذي جرى قبل هذا التاريخ”.

هولاند: على الأسرة الدولية العمل على وقف العنف في سورية

باريس ـ أ ف ب، يو بي أي

صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن على الأسرة الدولية “العمل على وقف تصاعد العنف” في سورية، بينما تناقش القوى الغربية عملاً عسكرياً محتملاً ضد دمشق.

وقال هولاند بعد لقاء مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا إنه “يجب بذل كل شيء من أجل حل سياسي لكن هذا لن يحدث الا اذا استطاع الائتلاف أن يظهر كبديل يتمتع بالقوة اللازمة خاصة على صعيد جيشه.”

وأكد هولاند أن “الأسرة الدولية قادرة على العمل على وقف تصاعد العنف الذي يتجسد في المجزرة الكيماوية”.

ومضى يقول “لن نستطيع التعامل مع هذا الأمر الا اذا تمكن المجتمع الدولي من وضع نهاية مؤقتة لهذا التصعيد في العنف والهجوم الكيماوي أحد أمثلته.”

ونقلت صحيفة (لوبوان) الفرنسية عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن فرنسا قررت أن ترسل سراً فرقاطة “بول شيفالييه” الحديثة لتنضم إلى مجموعة من السفن الأميركية والبريطانية في البحر المتوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفرقاطة مجهزة بصواريخ موجّهة، وتعد من أحدث قطع البحرية الفرنسية.

الأسد هادئ على رغم التهديدات

بيروت ـ أ ف ب

يسعى الرئيس السوري بشار الاسد إلى تقديم صورة الزعيم الهادئ والمستعد لمواجهة التحدي الأكبر منذ تسلمه السلطة قبل 14 عاماً، مع تزايد الاستعدادات الغربية لتوجيه ضربة عسكرية لسورية من شأن حصولها أن يعزز موقع المعارضة في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.

وقال رجل اعمال سوري على اتصال مع اوساط قيادية في البلاد لـ”فرانس برس” انه “في قصر الرئاسة، كل شيء هادئ، والعمل يسلك مساره الطبيعي. لا أثر لعصبية أو توتر. كذلك الأمر بالنسبة الى قيادة الجيش الذي سيقاتل حتى النهاية”.

وأضاف: “يواصل الرئيس عمله في شكل طبيعي ويجتمع مع مستشاريه. ولا تبدو عليه آثار التعب او التوتر او الضغط”.

وأكد بشار الأسد (47 عاما) الذي ورث الحكم عن والده بعد وفاة شقيقه باسل، مرات عدة منذ بدء النزاع، تصميمه على المواجهة والبقاء في منصبه اقله حتى انتهاء ولايته العام 2014.

ويقول ديبلوماسي أوروبي يتنقل غالباً بين بيروت ودمشق إن “الرئيس يؤكد لمحدثيه براءته من الاتهامات الموجهة اليه”، في اشارة الى تأكيد المعارضة السورية ودول غربية مسؤولية النظام عن هجوم بالاسلحة الكيماوية تقول إنه استهدف مناطق في ريف دمشق في 21 آب (اغسطس).

ويضيف الديبلوماسي: “بالنسبة اليه، التهديدات بضربات تنفذها دول غربية دليل على ان الامر يتعلق بمؤامرة دولية بالتنسيق مع اسرائيل”. ويشير إلى أن الاسد “سيلعب على الوتر الوطني والتعبوي عبر التشديد على العدوان الغربي على العالم العربي وتقديم نفسه كضحية”.

ويقول رجل الاعمال السوري أن الأسد تغير إذ “لم يعد ذلك الرجل المتردد الخجول الذي يضحك بارتباك كما بدا في اول خطاب له بعد الازمة في نهاية آذار/مارس 2011. اليوم، هو واثق من نفسه واداؤه اكثر اقناعا”.

وكان الديبلوماسي الهولندي نيكولاوس فان دام، واضع كتاب “المعركة على السلطة في سورية: طائفية، اقليمية، وقبلية في السياسة 1961-1994″، قال في تعليق اخيراً: “يبدو الاسد قائدا اكثر بكثير مما كان عليه من قبل، حتى لو انه غير قادر على التحرك من دون دعم الجهاز العسكري والامني”.

وبين المقربين من الاسد الذين لا يزالون يتمتعون بثقته، شقيقه الاصغر ماهر الاسد قائد الفرقة الرابعة المؤلفة من قوات خاصة، وزوجته اسماء، وخاله وابن خاله رجلا الاعمال محمد ورامي مخلوف، والمسؤول الامني في دمشق حافظ مخلوف.

وبين المقربين ايضا وزير شؤون الرئاسة منصور عزام والاعلامية السابقة لونا شبل التي تشغل منصبا مهما في القصر، بالاضافة الى اللواء حسام سكر المستشار الرئاسي لشؤون الامن، وضابطين سابقين في الاستخبارات هما اللواء علي مملوك واللواء رستم غزالة.

ويقول محلل مطلع على الوضع السوري ان الاسد “يستمع الى مستشاريه، لكنه يأخذ قراراته وحده”. ويقول خبير آخر في الشؤون السورية ان الاسد “ورث برودة اعصاب والده، لكن، ان كان فعلا اعطى امرا باستخدام اسلحة كيمياوية، فهذا يعني انه لم يرث حكمته”.

وقالت امرأة تلتقي الاسد وزوجته من وقت لآخر ان “حياتهما طبيعية الى حد بعيد”، مضيفة ان اسماء “تهتم كثيرا ببناء متحف للاطفال في وسط دمشق، والزوجان يمضيان الكثير من الوقت مع اولادهما” (صبيان وفتاة).

واضافت ان “التغيير الوحيد خلال الاسابيع الماضية يكمن في انهما لا ينامان غالبا في المكان نفسه”، وتابعت: اعتقد ان التدابير الوقائية ازدادت اليوم مع التهديدات، ولو ان الغربيين قالوا ان الهدف ليس الاطاحة بالرئيس”.

فشل مجلس الأمن يعجّل في الضربة لسوريا أوباما: لديّ خيارات عدة بينها العمل العسكري

نيويورك – علي بردى-رام الله – محمد هواش

استمرت المنطقة أمس أسيرة أجواء الضربة العسكرية التي يحتمل ان توجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها الى سوريا نتيجة التقارير التي تحدثت عن استخدام القوات النظامية السلاح الكيميائي في المعارك الدائرة في الغوطتين الشرقية والغربية في 21 آب الجاري، مما تسبب بمقتل المئات. ومع التحضيرات المستمرة في الغرب لتوجيه الضربة وعرض الاسباب الموجبة لها، انهى الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن اجتماعا ناقشوا فيه مسودة قرار قدمتها بريطانيا يفتح الباب للجوء الى القوة ضد النظام السوري من غير ان يتوصلوا الى اتفاق. وألقت واشنطن تبعة الفشل على “تعنت” روسيا، بينما رأت موسكو ان على المجلس انتظار تقرير مفتشي الامم المتحدة الذين من المقرر ان ينهوا مهمتهم في معاينة المواقع المشتبه في تعرضها لهجمات كيميائية الجمعة.

وأعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما ليلا انه لم يتخذ قرارا بعد حيال سوريا، واضاف ان لديه خيارات عدة بينها العمل العسكري. وأوضح ان هناك أمورا عدة يجب أخذها في الاعتبار عند قرار توجيه ضربة لسوريا وهي ضمان تدفق النفط وأمن اسرائيل.

ومع تزايد المؤشرات لاقتراب الضربة العسكرية، رفعت اسرائيل حال التأهب لديها ونصبت منظومات صواريخ مضادة للصواريخ قرب الحدود مع لبنان، وقررت استدعاء محدوداً لجنود الاحتياط. كما رفع الجيش التركي حال التأهب على الحدود مع سوريا، ووجه صواريخ ارض – ارض نحو الاراضي السورية. واعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان كل الخيارات مفتوحة في ما يتعلق بالوضع السوري. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن العراق وضع قواته في حال تأهب قصوى. وحذّر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، إن سوريا ستكون “مقبرة للغزاة” ولن “ترهبها تهديداتهم الاستعمارية”، مشيراً إلى أن “السوريين مستعدون لكل التحديات”. ونبّه المرشد الاعلى الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي الى أن التدخل الأميركي في سوريا سيكون “كارثة على المنطقة”.

مجلس الأمن

أحاط مندوبو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بكتمان شديد المشاورات المغلقة التي أجروها “على عجل” أمس وانتهت في “أجواء غير توافقية” على “عناصر مشروع” القرار الذي قدمته بريطانيا عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، كما قال ديبلوماسي غربي رفيع لـ”النهار”.

وعلى رغم الدعوات التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون لـ”اعطاء السلام فرصة” ولـ”اتحاد أعضاء مجلس الأمن”، فشل الإجتماع الذي انعقد بدعوة من المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت وفي حضور نظيرته الأميركية سمانتا باور ونواب المندوبين الدائمين الفرنسي ألكسي لاميك والروسي ألكسندر بانكين والصيني وانغ مين، في التوصل الى توافق على العناصر البريطانية التي قال الديبلوماسي الغربي إنها “تحمل السلطات السورية تبعات استخدام الأسلحة الكيميائية”، كما أنها “تندد بأقصى العبارات الممكنة” باستخدام هذه الأسلحة المحرمة دولياً، وتنص أيضاً على “اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنع استخدامها مجدداً” واتخاذ “الاجراءات الضرورية” كذلك لحماية السكان المدنيين، استناداً الى القوانين والأعراف الدولية المرعية، انطلاقاً من مبدأ “مسؤولية الحماية” بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وخلافاً لما تردد عن انسحاب المندوبين الصيني والروسي من الإجتماع الذي انعقد في إحدى القاعات الجانبية للمجلس، أكد ديبلوماسيون أنهما “خرجا بعد انتهاء الإجتماع وعدم التوصل الى أي توافق”. بينما خرجت باور واجمة ولم ترد على أي من الأسئلة التي أمطرها بها الصحافيون. واكتفى غرانت بأن “لا شيء لدي أقوله في الوقت الحاضر”. وتردد أن الديبلوماسي الروسي طلب مراجعة موسكو قبل أن يواصل أي مشاورات مع زملائه في نيويورك.

وقال ديبلوماسي إن “الأمر صار الآن في ايدي الدول الثلاث: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بعدما استنفدت كل المحاولات لاقناع روسيا والصين بالمضي في اجراءات حازمة في مجلس الأمن. هذه المحاولة لم تؤت أكلها”، معبراً عن اعتقاده أن “الوضع يميل الى ضربة عسكرية. الساعات والأيام المقبلة، بما في ذلك عطلة نهاية الأسبوع، ستوضح المنحى الجديد للأزمة السورية”.

وتخوّف ديبلوماسيون من أن تكون الخطوة البريطانية “محاولة أخيرة” للحصول على تفويض من مجلس الأمن لـ”نزع كل الأسلحة الكيميائية في سوريا”، قبل القيام بأي خطوات عسكرية.

في غضون ذلك، طلب المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري من الأمانة العامة للمنظمة الدولية أن تباشر مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا برئاسة آكي سالستروم اجراءات تحقيقات “فورية” في ثلاثة هجمات بغاز السارين قال إن المعارضة السورية شنتها على القوات الحكومية.

وسلم الجعفري رسالة، في نسختين متطابقتين، الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة الأرجنتينية الدائمة ماريا كريستينا بيرسيفال، طالباً اجراء تحقيقات في ثلاث حوادث أخرى تنشق خلالها جنود سوريون غازات سامة. ورفض أن يقول لـ”النهار” ما إذا كان يطلب صراحة تمديد مهمة المفتشين الموجودين حالياً في سوريا والذين تنتهي مهمتهم بعد يومين.

لندن وواشنطن

وأقر وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بأن تبني مجلس الامن مشروع قرار قدمته بلاده امر “مستبعد”، الا انه أكد مجدداً وجوب التحرك لوقف “الجريمة ضد الانسانية” في سوريا حتى من دون موافقة الامم المتحدة.

وفي مذكرة سترفع الى مجلس العموم الذي يجتمع اليوم لمناقشة طلب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون استخدام القوة في سوريا، اكدت الحكومة البريطانية انها لن تشارك في اي تحرك عسكري في سوريا قبل معرفة نتائج تحقيقات مفتشي الامم المتحدة.

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف: “اذاً، ستواصل الولايات المتحدة مشاوراتها وستتخد خطوات ملائمة للرد في الايام المقبلة”، موضحة ان “ردنا لا يمكن ان يتأخر بسبب التعنت المستمر لروسيا في الامم المتحدة ولان الوضع خطير الى درجة يتطلب ردا”. وقالت ان السوريين يستغلون زيارة المفتشين الدوليين الحالية لسوريا لتأخير اي رد غربي محتمل “ولتدمير الادلة بشكل منهجي” على اي استخدام للاسلحة الكيميائية.

وأضافت: “نحن لا نعتقد ان النظام السوري يجب ان يتمكن من أن يحتمي باستمرار روسيا في عرقلة اي تحرك في شأن سوريا في الامم المتحدة وسنتخذ قرارنا في شأن التحرك المناسب”.

وأفادت ان تقرير الاستخبارات الاميركية عن هجوم 21 آب والذي سينشر خلال الايام المقبلة، لن يتضمن على ما يبدو نماذج من تسجيلات صوتية مع مسؤولين سوريين. وقالت “كان هناك الكثير من التكهنات في الصحف عما سيتضمنه هذا التقرير او لا يتضمنه، لكن حماية المصادر والوسائل يجب ان يؤخذ بالحسبان”.

ومع مضي الادارة الاميركية في تمهيد الطريق لعمل عسكري في سوريا، قال رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بينر في رسالة الى أوباما انه يتعين على الرئيس شرح الأسس القانونية لاستخدام القوة في سوريا والآثار المتوقعة للضربات العسكرية المحتملة.

وفي القاهرة، قال مسؤولون في جامعة الدول العربية ان وزراء الخارجية العرب سيصدرون حين يجتمعون في القاهرة الاسبوع المقبل قرارا يحمل الاسد المسؤولية عن الهجوم بالاسلحة الكيميائية في دمشق الاسبوع الماضي.

المفتشون

وأمس، قام مفتشو الامم المتحدة بزيارة للغوطة الشرقية واخذوا عينات من المصابين للتحقيق في صحة حصول الهجوم.

وقال أحد المفتشين الدوليين بالعربية في شريط فيديو وزعه ناشطون على موقع “يوتيوب” الالكتروني “اخذنا عينات كافية من الدم والبول والشعر” من مصابين. “اذا هناك شيء ايجابي، سيظهر”.

وسئل هل العينات كافية لتشخيص ما اذا كان الهجوم الكيميائي حصل، فأجاب: “لا مشكلة. اذا كان هناك (امر) ايجابي، يظهر حتى لو بعد اسابيع”. وكان المفتش يتحدث داخل مستشفى ميداني في منطقة لم تحدد في الغوطة الشرقية شرق دمشق.

واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي -مون ان مفتشي الامم المتحدة في حاجة الى اربعة ايام للانتهاء من عملهم.

بوتين وروحاني

وفي موسكو، قال الكرملين بعد محادثة هاتفية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني ان الرئيسين اتفقا على ان استخدام الأسلحة الكيميائية أمر غير مقبول وعبرا عن معارضتهما للتدخل العسكري في سوريا.

وأفاد المكتب الصحافي لبوتين في بيان عن المحادثة :”الجانبان يعتبران استخدام الأسلحة الكيميائية من جانب أي طرف أمرا غير مقبول… ونظرا الى الدعوات التي تتردد للتدخل العسكري الخارجي في الصراع السوري أكد الرئيسان ايضا الحاجة الى البحث عن طريق يؤدي الى حل بالطرق السياسية والديبلوماسية وحدها”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال لنظيره البريطاني إن مجلس الأمن يجب ألا يبحث في مشروع قرار للرد على هجوم بأسلحة كيميائية قبل أن يقدم فريق المفتشين الدوليين تقريره عن الحادث.

وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف عن اعتقاده أن الأميركيين يتبعون في الشأن السوري السيناريو عينه الذي اتبعوه في حينه في شأن العراق.

ميدانياً، قال سكان ومصادر في المعارضة السورية ان القوات النظامية أجلت كما يبدو معظم الافراد عن مقار قيادة الجيش والامن في وسط دمشق تحوطاً لضربة عسكرية غربية.

الاستخبارات الأميركية ترسم الجدول الزمني للهجوم الكيميائي ضابط ذُعر ومعلومات إسرائيلية من داخل قوات النخبة السورية

الممثلة العليا للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح أنجيلا كاين – الثالثة من اليمين – ورئيس محققي الأمم المتحدة في الأسلحة الكيميائية السورية آكي سلستروم – الثالث من اليسار – ينتظران مع أعضاء آخرين في فريقهما سيارات تنقلهم من فندق في دمشق أمس. (أ ف ب)

الممثلة العليا للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح أنجيلا كاين – الثالثة من اليمين – ورئيس محققي الأمم المتحدة في الأسلحة الكيميائية السورية آكي سلستروم – الثالث من اليسار – ينتظران مع أعضاء آخرين في فريقهما سيارات تنقلهم من فندق في دمشق أمس. (أ ف ب)

رسمت الاستخبارات الاميركية الجدول الزمني للهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية الاسبوع الماضي، والذي بدد كل شكوك الادارة الاميركية” في “استخدام النظام السوري هذه الاسلحة” ضد شعبه.

تتطلع واشنطن مع حلفائها الى ما هو أبعد من مجلس الامن المنقسم بقوة للتعجيل في عملية عسكرية ضد سوريا، في محاولة لبناء أسس منطقية متماسكة للضربة والحصول على دعم دولي واسع لها. ويتوقع أن تنشر ربما اليوم أدلة “تثبت” مسؤولية نظام الرئيس بشار الاسد عما يقول مسؤولون أميركيون إنه هجوم كيميائي “مؤكد” على غوطة دمشق الاربعاء الماضي.

وأوردت صحيفة “الواشنطن بوست” أن التقرير الذي ينجزه مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، هو احدى الخطوات النهائية التي تتخذها الادارة قبل أن يتخذ الرئيس أوباما قراراً في شأن ضربة عسكرية لسوريا تبدو حتى الآن أكثر من حتمية.

وقبل صدور التقرير المنتظر تكثر المعلومات والتقارير في وسائل الاعلام الاميركية خصوصاً عن أدلة على استخدام نظام الاسد السلاح الكيميائي.

ففي الايام التي أعقبت الهجوم على الغوطة الشرقية، كان ثمة سجال علني واسع في شأن الجهة التي نفذت الهجوم. وسارعت روسيا وايران الى الاشارة باصبع الاتهام الى المعارضة، لكن الاتصالات الهاتفية التي رصدتها واشنطن وصور الاقمار الاصطناعية، الى معلومات استخبارية اسرائيلية، تنطوي على رواية مختلفة.

ففي معلومات حصرية لمجلة “فورين بوليسي” أن اجهزة الاستخبارات الاميركية تنصتت على مسؤول في وزارة الدفاع السورية يجري “مكالمات هاتفية مع قائد وحدة السلاح الكيميائي” وهو “مصاب بالذعر” بعد هجوم الاسبوع الماضي.

وقالت المجلة: “الاربعاء الماضي، وفي الساعات التي تلت الهجوم الكيميائي الرهيب في شرق دمشق، اجرى مسؤول في وزارة الدفاع مكالمات هاتفية، وهو مصاب بالذعر، مع رئيس وحدة الاسلحة الكيميائية وطلب منه تفسيرات في شأن الضربة بغاز الاعصاب التي ادت الى مقتل اكثر من الف شخص”. أضافت: “ان هذه الاتصالات التي تنصتت عليها اجهزة الاستخبارات الاميركية” هي”السبب الرئيسي الذي يجعل المسؤولين الاميركيين يؤكدون أن هذه الهجمات يقف وراءها نظام بشار الاسد، ولهذا السبب ايضا يستعد الجيش الاميركي لشن هجوم على هذا النظام في الايام المقبلة”.

وتساءلت المجلة عن الذنب في مجزرة الغوطة، وهل أن الهجوم الذي حصل في 21 آب نفّذه ضابط سوري تجاوز حدوده، أم أن مسؤولين كباراً في النظام السوري هم الذين وجهوه؟

في رأي رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الاميركي مايك روجرز ان ثمة أدلة “مقنعة إن لم تكن قاطعة” على أن الاسد هو المسؤول عن الهجوم.

وقال: “لا اعتقد ان قرار شن الهجوم كان مصدره شخص واحد. اعتقد انه جاء من الادارة (السورية)”. ومع ملاحظته أنه سيكون صعباً جدا تقرير ما إذا كان الاسد قد أمر بالهجوم، رجح أن خطوة كهذه يمكن ان تشمل مساعديه المقربين على الاقل. واعتبر ان “الأمر يجب ان يأتي من مجموعة صغيرة من الاشخاص على اتصال بالرئيس” لشن هجوم باسلحة كيميائية.

وفي أي حال، الامر المحسوم حتى الآن بالنسبة الى المحللين الاستخبارايين الاميركيين هو أن سلاحاً كيميائياً استخدم في 21 آب. ويوثق هؤلاء تحاليلهم بـ”الاتصالات التي رصدت وبروايات أطباء محليين وأفلام تستعيد المأساة”.

ووسط كل ذلك، بدت الادارة الاميركية من الرئيس أوباما ونزولاً حاسمة في أن الجيش السوري استخدم غاز الاعصاب ضد الاف المدنيين في الغوطة الشرقية.

ونشرت صحيفة “الوول ستريت جورنال” رواية عن معلومات استخبارية اسرائيلية بددت ما تبقى من شكوك لدى الادارة في شأن مسؤولية النظام عن الهجوم الكيميائي.

فمنذ الاحد، برز تصعيد واضح في لهجة المسؤولين الاميركيين. وأبلغت مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس المندوبة الاميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامنتا باور ومسؤولين كبارا آخرين في بريد الكتروني أن لا مبرر لبعثة المفتشين الدوليين لان الادلة على الاسلحة الكيميائية دامغة. ونسبت الصحيفة الى مسؤولين أميركيين أن واشنطن حضت الامم المتحدة سرا على سحب المفتشين من سوريا، لتمهيد الطريق للرئيس الاميركي للمضي قدماً على الارجح برد عسكري.

وعزا مسؤولون أميركيون التحول في النبرة الاميركية الى ورود معلومات استخبارية جديدة أقنعت المستشارين الكبار لاوباما بأن القوات الموالية للأسد استخدمت سلاحا كيميائيا، وأن هذه القوات تسعى الى اخفاء الادلة بقصفها موقع الهجوم. وقالوا إن البيت الابيض صار مقتنعاً بأن النظام كان يعرقل مهمة المفتشين لتأخير ضربة أميركية.

ونسبت الصحيفة الاميركية الى ديبلوماسيين عرب أن معلومات حاسمة في هذا الشأن وردت من أجهزة التجسس الاسرائيلية التي مدت وكالة الاستخبارات المركزية “سي اي إي” بمعلومات استخبارية من داخل وحدة في قوات النخبة السورية التي تشرف على الاسلحة الكيميائية للأسد. وقال هؤلاء إن المعلومات التي تمكنت “السي آي اي” من التحقق منها أظهرت أن أنواعا من الاسلحة الكيميائية نقلت سلفاً الى ضواحي دمشق التي حصل فيها الهجوم قبل أسبوع.

ولكن بالنسبة الى البيت الابيض، الذي يحاول التمايز عن حرب الرئيس السابق جورج بوش في العراق، يبدو استخدام معلومات استخبارية لتبرير عملية عسكرية مجازفة كبيرة. وهو ينوي نشر بعض من الادلة على الاقل هذا الاسبوع قبل القيام بأي عمل عسكري هدفه المعلن “تأنيب” الاسد لازاحته.

وفي تقريرها، تتحدث “الفورين بوليسي” عن استمرار الجدل داخل الادارة الاميركية حول ما اذا كان يفترض توجيه ضربة الى الأسد سريعا أو السماح للمفتشين الدولييين بمحاولة جمع أدلة قبل المضي في عملية يعتقد أن وزارة الدفاع الاميركية ستطلق عليها اسم”هزة الياسمين”. ففيما يبدو البيت الابيض متأكداً من أن “سلاحاً كيميائياً استخدم على نطاق واسع”، يلفت مسؤول أميركي الى أنه داخل أجهزة الاستخبارات على الأقل “ثمة مصلحة في السماح لعملية التفتيش بأخذ مجراها… إنها تضع النقطة في آخر السطر”.

الضربة” إلى مجلس الأمن!

في اليوم الرابع من الحديث المتصاعد عن الضربة الأميركية والغربية للنظام السوري، بدأ الحديث يأخذ منحى آخر، مع إطلالة مسودة مشروع قرار مطروح امام مجلس الأمن الدولي يجيز معاقبة النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد معارضيه.

مسودة تذكّر بالمسار الذي سلكه التدخل العسكري في العراق قبل تكوّن “تحالف الراغبين”، بعد اصطدام الغطاء الدولي برفض بعض الدول الغربية. المسار أيضاً يشير إلى أن الحديث عن ضربة خلال ساعات أو ايام قليلة قد يكون غير واقعي، وخصوصاً أن أي تحرّك لم يتم قبل تحديد مصير مسودة القرار الدولي، التي قد تنتظر بدورها نتائج عمل المفتشين عن الأسلحة الكيماوية، الذين قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن عملهم سيستغرق اياماً عدة، وبحاجة إلى وقت بعد ذلك لإصدار نتائج تقاريرهم.

إذن، بعد التهديدات الغربية المتصاعدة خلال الأيام الماضية، والتي قابلها تهويل من النظام السوري وحلفائه، والإشارات إلى أن الضربة الغربية لسوريا واقعة خلال ساعات، ظهر فجأة الكلام عن توجه إلى مجلس الأمن الدولي، قد يكون من باب “رفع الذرائع” بالنسبة إلى واشنطن وحلفائها. كلام أطلقه رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بالتزامن مع تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، حملت ملامح تهدئة وتحذير من مغبة التدخل العسكري في سوريا.

واعلن كاميرون ان بريطانيا ستطرح على مجلس الامن الدولي مسودة قرار يدين الهجمات الكيماوية ويصرح باتخاذ “الاجراءات اللازمة” لحماية المدنيين. إعلان كاميرون قابلته الولايات المتحدة بالتأييد، مشيرة إلى أن ذلك سيكون مناسبة لاختبار جدية المجتمع الدولي، وخصوصاً روسيا، للخروج بموقف موحد. بالتوازي مع التوجه الغربي إلى مجلس الأمن، كان حلف شمال الأطلسي يعطي ما يشبه الضوء الأخضر لعمل عسكري على سوريا، إذ أعلن في ختام اجتماع سفرائه في بروكسل، أنه لا يمكن السكوت على استخدام الأسلحة الكيماوية”.

لكن مع الحديث عن التدخل العسكري، برز كلام بان والإبراهيمي عن ضرورة تغليب الحلول الدبلوماسية. إذ أكد الأمين العام للأمم المتحدة “ضرورة منح السلام و الديبلوماسية فرصة في سوريا”، مناشدا “مجلس الامن بان يتحد ويتحمل مسؤولياته الاخلاقية والسياسية بشأن سوريا”.

واعتبر بان أن “استخدام هذا النوع من الاسلحة يمثل إنتهاكا للقوانين الدولية ويجب ان يحاسب من يستخدمه”، لافتا الى “فريق المحققين أنهى يومه الثاني من عمل في دمشق واخذ عينات وقام بالعديد من المقابلات للتحقق من استخدام السلاح الكيمياوي ويحتاج الى 4 أيام لانهاء عمله في سوريا، وإلى أيام اخرى لإصدار تقريره”.

أما  الابراهيمي فشدد على أن الازمة السورية تعد أكثر الازمات إلحاحا على الساحة العربية الان، مؤكداً إن الحل الوحيد سياسي وليس عسكرياً. وأوضح أن القانون الدولي يقول “أي حملة عسكرية ينبغي ان تحدث بعد حصول على تفويض من مجلس الامن”، مضيفا بذلك أن الحل العسكري سيكون له تداعيات وخيمة على سوريا.

خيار الرد على إسرائيل متاح.. كيف سيتصرف «حزب الله»؟

طبول الحرب على سوريا: ضربة تتجنب التورط!

تراجعت النبرة الدولية، لكن الجميع يتصرف على أساس أن الحرب الأميركية الغربية على سوريا واقعة حتما بمعزل عن التوقيت والحجم والمدى الزمني.

برغم ذلك، بدا الإيقاع الدمشقي، أمس، عاديا جدا. عجقة شوارع وناس وسماع أصوات انفجارات بعيدة. استعدادات للامتحانات المدرسية ومواسم الجامعات على الأبواب. المطاعم تكاد تفيض بروادها ليلا. لا إجراءات أمنية أو عسكرية فوق العادة. ومن وصل إلى العاصمة السورية من بيروت، مثلا، شعر أن مناخ الخوف عند أهل لبنان، أكبر بدرجات من عند أهل الشام.

لكأن السوريين قد أدمنوا الموت، بعد سنتين ونصف السنة من عمر أزمتهم ـ حربهم الأهلية المفتوحة. هي الصورة نفسها التي اعتادها جيرانهم اللبنانيون طوال عقد ونصف من الزمن.

فجأة، تبدلت تسريبات المواعيد. ظلت طبول الحرب الأميركية ضد سوريا تقرع، لكن من دون مكبرات صوت.

وظهر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، ليعلن أنه لم يتخذ قراراً بعد بشأن ضربة عسكرية في سوريا، إلا أنه أشار إلى أن هدف أي عمل عسكري محدود سيكون ردع استخدام أسلحة كيميائية في المستقبل.

وقال أوباما في مقابلة مع شبكة التلفزيون العامة الأميركية إن «التحرك بشكل واضح وحاسم لوقف استخدام أسلحة كيميائية في سوريا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على أمننا القومي على المدى الطويل»، موضحاً أنه تلقى خيارات من الجيش الأميركي بشأن ضربة عسكرية محتملة.

ولفت إلى أن بلاده لا تريد التورط في الحرب الأهلية في سوريا، معتبراً أن الولايات المتحدة «يمكنها أن تنهج مقاربة لا تجرها إلى صراع طويل أو تكرار حرب العراق».

وأضاف الرئيس الأميركي أن «مسؤولين أميركيين يعتقدون أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن الهجوم الذي شُن قبل أسبوع في ريف دمشق، ولا يعتقدون أن المعارضة السورية لديها أسلحة كيميائية يمكن استخدامها على ذلك النطاق».

طلب الأميركيون، أمس الأول، إنهاء مهمة فريق الخبراء الدوليين المعنيين بتقصي استخدام السلاح الكيميائي. لكنهم فجأة يقررون، أمس، العكس، فيطلبون الإيعاز للمراقبين أن يكملوا مهمتهم في الغوطة الشرقية. سبق ذلك اتصال جرى بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف والموفد الدولي الأخضر الابراهيمي. صدر موقفان مفاجئان لكل من الابراهيمي ورئيسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يصبان في خانة اعطاء مهمة الخبراء مداها الزمني (اربعة ايام يفترض أنها تنتهي اليوم) و«بعد ذلك سيقوم المحققون بتحاليل علمية ثم يجب أن يعدوا تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي كي يتخذ الإجراءات التي يراها ضرورية»، على حد تعبير بان كي مون. (تفاصيل صفحة 9)

كان خطاب الأميركيين وحلفائهم الغربيين، قبل ذلك بنحو 24 ساعة، متمحوراً حول فكرة الذهاب الى خيار الضربة بمعزل عن مجلس الأمن الدولي. فجأة صار مجلس الأمن هو الممر الإلزامي. مشاورات عاجلة وغير رسمية في نيويورك يشارك فيها مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية، محورها الورقة البريطانية الداعية الى صدور قرار دولي يسمح باتخاذ إجراءات (عسكرية) بموجب الفصل السابع لحماية المدنيين السوريين من الأسلحة الكيميائية. لم تمض ساعات، حتى انسحب المندوبان الروسي والصيني وتركا على طاولة الآخرين علماً وخبراً بأن بكين وموسكو ستستخدمان حق النقض (الفيتو).

أُسقط في يد الأميركيين والبريطانيين. تمسك الروس بروايتهم حول الجهة التي استخدمت السلاح الكيميائي وقالوا إنهم يملكون وثائق وأدلة «سنزودكم بها واذا كان هناك من يشكك فيها فلننتظر نتائج التحقيق، ثمة مجموعات من المعارضة السورية المسلحة أطلقت السلاح الكيميائي من منطقة دوما رداً على خرق استراتيجي وكبير جداً قام به الجيش النظامي عند مدخل دمشق الجنوبي».

هل هذا هو ما أدى الى كبح جماح الأميركيين وحلفائهم، برغم الحماسة العربية والخليجية التي فاقت المعتاد لشن الضربة العسكرية؟

كل نقاشات دوائر القرار في دمشق كانت تتمحور حول طبيعة الردّ الممكن، وذلك تبعاً لحجم الضربة الأميركية. «إسرائيل هي وجهة الرد». هذه الإشارة أطلقها أولاً وزير خارجية سوريا وليد المعلم عندما قال إن الحرب تخوضها واشنطن لمصلحة اسرائيل. «بنك الأهداف» السورية وفرته جهات عدة، ولكن تل أبيب قالت «الأمر لي». تضمن «البنك» كل ما يعتقده الإسرائيليون مستودعات لأسلحة صاروخية وجهتها «حزب الله».

«خيار الرد على اسرائيل متوفر ومُتاح ويملك الجيش السوري، قدرات صاروخية عالية ومتطورة جداً، وحتماً سيكون وقعها مؤلماً».

حاول الأميركيون، خاصة عن طريق جهات اقليمية ودولية تطمين «من يعنيهم الأمر» بأن الضربة ستكون «عبارة عن جراحة موضعية ربطاً بعنوان محدد». لكن قيل لهم «أنتم من يملك خيار الطلقة الأولى، لكن خيار الطلقة الأخيرة لن يكون بيدكم».

يتصرّف أهل النظام في دمشق على قاعدة أن الضربة ستحصل بعد دقائق أو ساعات قليلة. هم أنجزوا ترتيبات إعادة التموضع العسكري «لكن كيف يمكن أن تتدحرج الأمور.. هذا أمر متروك لطبيعة الضربة العسكرية من جانب الأميركيين. هل نرد وكيف ومتى أم لا نرد. هذا أمر متروك للميدان».

ليست الخيارات محصورة بالنظام السوري. ثمة حلفاء أبرزهم الحليفان الايراني واللبناني، لكن المؤكد أن أياً منهما لن يقدم على اية ردة فعل الا على قاعدة القرار السوري أولاً. سيصل وفد برلماني ايراني كبير في غضون ايام قليلة الى دمشق حاملا رسالة تضامنية من القيادة الايرانية مفادها «الرد سيكون على إسرائيل، لكن الأمرة متروكة لكم».

أدرك الاسرائيلي بعض المعطيات الميدانية، وبات يتصرف على أساس أن الرد سيطاله أولاً.. وأخيراً. قررت هيئة الأركان الاسرائيلية، بعد اعلان الجهوزية، استدعاء بعض الاحتياط، وهذه خطوة تأخّر اتخاذها ابان حرب تموز 2006 في لبنان.

صحيح أن حلفاء دمشق وخاصة «حزب الله» يتعمدون الغموض المقلق للإسرائيليين والأميركيين، وهم لم ولن يفصحوا عما سيفعلون، لكن جهوزيتهم العالية جداً للمرة الأولى منذ سبع سنوات والانتشار العسكري من اللبونة جنوباً الى القصير وريفها شرقاً ومطار الضبعة مروراً بالضاحية الجنوبية والمقلب الشرقي للسلسلة الغربية وكل البقاع، زاد منسوب القلق الإسرائيلي.

توقع الإسرائيليون في الساعات الأخيرة أن يطل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ليعلن موقف حزبه من التطورات السورية، غير أن تأخر الإطلالة زاد قلقهم، خاصة أن «حزب الله» جزء لا يتجزأ من المعركة السورية على أرض سوريا، فهل يمكن أن يكون خارجها اذا تدحرجت الأمور؟

عندما يقرر السيد نصرالله أن يتحدث، فهذا يعني أنه سيعلن عن مجموعة خطوات وقرارات اتخذتها المقاومة وستضعها موضع التنفيذ، على جاري عادتها، في إظهار صدقيتها العالية أمام جمهورها وعدوها على حد سواء، وطالما أن «السيد» لم يفعل ذلك حتى الآن، «للإسرائيلي أن يخمّن ويخمّن.. ماذا أنجز «حزب الله» من الجهوزية وعناصر الرد».

في واشنطن، تم تجاوز «الخط الأحمر» الذي حدده باراك اوباما في 20 آب 2012، مع «ثبوت» واقعة استخدام السلاح الكيميائي. الصحافة الأميركية وبرغم عدم تأييد أغلبية الرأي العام الأميركي للضربة العسكرية، تركز على مصداقية سيد البيت الأبيض. يكاد يقول أوباما بصريح العبارة «لن أقوم بأكثر من ضربة عسكرية رمزية محدودة جداً لا تستدعي أية ردة فعل. ليس على جدول أعمالنا إسقاط النظام السوري».. إذا اقتضى الأمر، فلن يتردد الأميركيون بشمول ضرباتهم بعض المواقع الحساسة لمجموعات جهادية على ارض سوريا وخاصة في الرقة وريف دمشق.

يريد الأميركي حفظ ماء الوجه من جهة، وإعطاء جرعة من المعنويات للمعارضة السورية من جهة ثانية. الهدف السياسي للعمل العسكري هو بلوغ «جنيف 2» على قاعدة إعادة التوازن إلى ميزان القوى بعد اختلاله مؤخراً لمصلحة النظام في ريف دمشق ومحيطها.

يأمل الأميركيون أن تخلق الضربة العسكرية واقعاً ميدانياً ومناخاً سياسياً جديدين، لكن من قال إن التداعيات يمكنهم التحكم بها؟

اللاذقية: الخراب القادم من البحر.. ليس جديداً

صهيب عنجريني

لا يكاد المتمعن في سير الحياة في مدينة اللاذقية يلحظُ اختلافاً أحدثته الأنباء المتواترة عن اقتراب عدوان خارجي محتمل يطال الأراضي السورية، إذ تواصل المدينة حياتها اليومية الاعتيادية.

حياة طبيعية

لم يختلف السير المعتاد للحياة اليومية في المدينة، التي عادة ما تفخر بأنها قدمت للبشرية أول أبجدية في التاريخ، المقاهي مكتظة بروادها، ازدحام الشوارع مستمر، وحركة البيع والشراء في الأسواق شبيهة بما كانت عليه قبل الحديث عن العدوان المحتمل، مع اختلاف بسيط ناجمٍ عن الارتفاع الحاد الذي أصاب سعر الدولار أمس الأربعاء.

ولا تعتبر أنباء العدوان المحتمل الامتحان الأول لسير الحياة في المدينة، التي استطاعت مؤخراً امتصاص الآثار الارتدادية للمذابح التي وقعت في ريفها الشمالي، برغم أنها تؤوي عدداً كبيراً من أبناء المحافظات الأخرى الذي لجأوا إلى استقرارها في ظل الأزمات التي عصفت بمدنهم، إلا أن أيَّ حوادث لم تسجل ضدّ هؤلاء، لا قبل المذابح ولا بعدها.

ترقبٌ.. لا خوف

يعزو علي، وهو مدرسُ الفيزياء، ذلك إلى أن المدينة بطبيعة الحال تعيش أجواء الحرب، وأن الاختلاف في الأدوات لا يشكلُ فرقاً كبيراً. ويضيف «لا يكاد يمر يوم من دون أن تفقد المدينة عشرات الشهداء في المعارك المستمرة على امتداد الأراضي السورية».

وهو أمرٌ يوافق عليه اسماعيل العامل في أحد مقاهي المدينة، ولكنه يرى أن الأمر مختلف اليوم، حيث «يمكن أن تُستهدف المدينة بصواريخ أو غارات جوية، وهذا سيخلف عدداً كبيراً من الشهداء، كما من شأنه أن يحمل إلى المدينة الخراب الذي ظلت حتى الآن بمنأى عنه، لكن هذا لا يعني أننا خائفون، إذا كان لا بدَّ من الحرب، فأهلاً بها».

يضحكُ أبو ابراهيم، الرجل الستيني المنهمك بلعب الورق مع ثلاثة من أقرانه لدى سؤاله عن الحرب، ويقول «عم نلعب ورق ونستنى، وما بقي من العمر أكتر مما مضى». ويضيف بعد لحظات من الصمت «الله يحمي هالبلد أحسن شي».

أصواتٌ تطالب بالرد

ترى منال أن العدوان بات أمراً واقعاً. ولكن الطالبة الجامعية، التي استقرت مؤخراً في اللاذقية، بعدما غادرت وأهلها مدينة حلب، تطالبُ بالرد عليه فورَ حدوثه. وتقول «يجب عدم السكوت كما حصل في مرات سابقة، نحن في حالة حرب منذ زمن طويل، وعلى رأي المثل: إذا ما كبرت ما بتصغر».

ثمة أصوات كثيرة تتبنى رأياً مشابهاً، ومن بينها أصوات لأشخاص يؤكدون أنهم معارضون للنظام، لكنّ هذا لا يعني القبول باعتداء خارجي.

وبالنسبة لفادي فإنه «إذا حدث العدوان فالنظام يتحملُ مسؤوليته، هو الذي أوصل البلد إلى هذه الحال، ولو أنه لم يلجأ إلى الحل الأمني منذ البداية لكان المسار مختلفاً، لكن هذا ليس وقت تصفية الحسابات، يجب على النظام الرد إذا وقع العدوان، فالسلاح أولى بأن يوجه إلى الخارج».

وتبعاً لاختلاف موقفه السياسي، يؤكد سائق التاكسي حسين أن النظام هو الذي يتحمل مسؤولية وصول الحال إلى ما وصلت إليه، لكن من زاوية أخرى، فبرأيه أن النظام «تهاون منذ البداية، وتأخر في الحسم العسكري، إلى أن تفاقم الأمر وخرج عن سيطرته».

وفي المقابل، ثمة أصواتٌ قليلةٌ ترى أن «الضربة إذا حصلت ستكون خدمة للنظام، إذ ستسمح له بالظهور بمظهر المدافع عن البلد ضد اعتداء خارجي». ويرى كرم أنّ «توقيت هذه الضربة مشبوه، فالمعارضة المسلحة تحقق تقدماً على الأرض».

جبلة.. على المسار ذاته

ولا تخرج الحياة في مدينة جبلة المجاورة عن هذا المسار، إذ تستمر الحياة فيها بصورتها المعتادة مع وجود بعض المظاهر التي تغالي في ردود الفعل. وعلى سبيل المثال، شهدت المدينة صباح أمس كرنفالات متفرقة من إطلاق الرصاص في الهواء، رأى فيها بعض الشبان وسيلةً للتعبير عن التحدي والصمود في وجه التهديدات بعدوان محتمل.

ويرى سائق الميكروباص أبو حسن في هذه المظاهر «رسالة لبعض من قد تسول له نفسه استغلال أي عدوان خارجي قد يحصل، فالحرب من الخارج لن تلهينا عن الحرب في الداخل».

الخراب القادم من البحر.. ليس جديداً

تلحظ السيناريوهات الكثيرة التي تم تداولها للعدوان المحتمل دوراً كبيراً للبوارج والمدمرات القادمة من البحر، الأمر الذي سيحيلنا إلى التاريخ لنتذكر أن أول غزو تعرضت له اللاذقية كان في عهد آخر ملوك أغاريت «عمورافي»، والذي تعرضت المدينة للخراب في عهده عندما غزتها «شعوب البحر» سنة 1182 قبل الميلاد. ولكنّ المدينة عادت إلى الحياة مجدداً، شأنها في ذلك شأن معظم المدن السورية التي طالها الخراب في عهود كثيرة، بل ربما هو شأن الحياة في كل زمان ومكان.

روسيا وسوريا: «عقلانية».. لا تراجع!

ريما ميتا

على وقع طبول الحرب التي تدقها الولايات المتحدة، وإن بالكلام حتى الآن، على سوريا، بدأت رقعات حلبة اللعبة الجيوسياسية تتحرك بسرعة هائلة.

ومنذ وقوع الهجوم بالسلاح الكيميائي على الغوطة الشرقية، تجاوز كمّ التصريحات والإعلانات والتهديدات والتوعدات حدود الاعتيادي، ولكن لم تكن تلك المواقف تحمل من جديد على صعيد إعادة فرز اللاعبين الدوليين على جبهات.

روسيا من جانبها لم تغيّر جبهتها، إلا أنها بدت لمراقبين سياسيين أكثر تراجعاً عن مقولة «سنحارب من أجل سوريا حتى آخر نقطة»، لأن إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان واضحاً ولا لبس في معناه: «لن ندخل في حرب مع أي كان من أجل سوريا».

إلا أن روسيا على مدى أسبوع كامل، أي منذ وقوع مجزرة الغوطة الشرقية، حاولت بكل جهدها إخراج دمشق من دائرة الاتهام، ولم تتعمد استبدال متهم بآخر، فلم تتحدث بوضوح عن احتمال أن تكون المعارضة هي من نفذ هذا العمل الشنيع، كما أنها لم تشر إلى طرف ثالث في القضية، بل طالبت بكل رزانة دمشق بالتنسيق والتعاون مع لجنة المفتشين الأمميين الذين يتحققون من المسألة، في محاولة لدفع الديبلوماسية الدولية إلى الاستماع إلى «صوت العقل» وعدم اتخاذ أي إجراء عسكري قبل أن تصدر اللجنة تقريرها.

إلى جانب الموقف الروسي الرسمي الذي ورد، ويرد دائما على لسان وزير الجارجية سيرغي لافروف، كانت تعليقات رسمية أخرى تصدر من هنا وهناك على مواقع التواصل الاجتماعي والمدوّنات الخاصة، لتبدو أكثر حدة من الموقف الرسمي.

فالموقف الرسمي الآخر، ومن دون أن يتغاضى عن منطق التقاليد والبروتوكولات الداخلية، تبدّى في تصريحات توضح للعالم المترقب من روسيا يقظة تهز موازين القوى وتقلب دفة السفينة، وتفيد بأنّ البلاد بعيدة عن هذا التدخل المباشر في الحرب.

تتمسك موسكو بخيط الرصاص الذي أطلق على المفتشين، فيقول ميخائيل مارغيلوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي، إن «من أطلق النار على المفتشين يهدف قبل كل شيء إلى ضرب دمشق وتغطية أي أدلة حول هوية مستخدم الأسلحة الكيميائية».

وفي حديث مارغيلوف قناعة بأنّ دمشق لا ضلوع لها بتاتا بالهجوم الذي لا يزال بعض الإعلام الروسي يسميه حتى اليوم «الهجوم المزعوم».

وجاءت هذه الرصاصات التي استهدفت المفتشين على طبق من فضة لموسكو الداعمة لنظام بشار الأسد، ولتشير إلى أن النظام أعرب عن مساندته للجنة الدولية وأقر بضرورة التنسيق معا «فلماذا سيكون هو من سيضع العراقيل أمامها؟».

لا تستبعد موسكو أن يستمر الغرب في اختلاق الذرائع للهجوم على سوريا، وهذا ما قاله رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي أليكسي بوشكوف، الذي أعرب عن اعتقاده بأن العملية العسكرية التي تحضر اليوم ضد سوريا هدفها تغيير النظام عبر تسديد الضربة إلى مرافقه العسكرية بغض النظر عن الذرائع.

ولكن كيف ترى روسيا الديكور المعد لهذه الضربة؟

في الاحتمال الأول لتطور الأوضاع الراهنة، يجمع عدد من المحللين الروس على أن الضربة إن تمت فستكون رمزية تستهدف مرافق عسكرية خاصة بالجيش السوري، وبالتالي فإنها ستكون ضربة قصيرة ويكفي لتنفيذها يوم واحد أو يومان تستخدم خلالها صواريخ «كروز» التي تطلق من أربع مدمرات أميركية تقع في البحر الأبيض المتوسط.

ولكن هنا يبقى التخوف الوحيد من الجانب السوري، الذي يملك السلاح اللازم، من استخدامه حق الرد وإصابة إحدى هذه المدمرات، ما قد يفتح أمام الولايات المتحدة باب الهجوم غير المدروس، إذ إنها قد ترى أن الأمر لم يعد يتعلق بأطفال الغوطة انما بأمنها الخاص.

ويعتبر مناصرو فرضية الضربة القصيرة المتقطعة، أن هذا الاحتمال يكون أشبه بتحذير لدمشق.

ويتحدث عن هذه الفرضية المحلل السياسي الروسي ألكسندر شوميلين، الذي يوضح أن الحد من الهجوم على نظام الأسد يفسر بضرورة توجيه رسالة إلى الرئيس السوري – وإلى روسيا أيضاً – مفادها أن لا حديث اليوم عن عملية واسعة ضد الأسد وجيشه، ولكن الرغبة والقدرة متوافرتان.

فرضية أخرى يطرحها المحلل السياسي سيرغي ديميدينكو الذي يقول إن «هناك ذريعة واحدة هي بشار الأسد المتهم بالجرائم الكبيرة والإبادات الجماعية واستخدام الأسلحة الكيماوية وغيرها. ولكنني أعتبر أن وسائل الإعلام الغربية تتمسك بهذا التيار الذي نسميه ضجيجاً فارغاً وبدون معنى».

ويعيد ديميدينكو إلى الأذهان مقابلة أجرتها مؤخراً قناة «سي ان ان» مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقد أكد فيها أن الولايات المتحدة لن تتدخل في سوريا من دون قرار دولي.

وفي الوقت عينه، يرى المحلل الروسي أن اللوبي السعودي القطري يمارس الضغط على إدارة أوباما في هذا الشأن، ولكنها «ضغوط بعيدة عن الرغبات الحقيقية».

ويكرر ديميدنيكو أن الولايات المتحدة لا مصلحة لها في المشاركة بعملية واسعة النطاق وإرسال القوات إلى سوريا أو شن عمليات قصف مكثف.

باختصار، يعتبر ديميدنيكو أن ما يحتمل وقوعه في سوريا سيكون أشبه بعملية «إلدورادو» في ليبيا ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في العام 1986.

ومن بين مناصري هذه التوقعات عدد كبير من المحللين الروس الذين يعتبرون أن الضربات الغربية ستكون في حال وقوعها دقيقة محددة وموجهة ضد هدف محدد.

ولكن، هل تفسّر هذه الموجة الموقف الروسي الرسمي العام الذي بدا متراخياً؟

لعل التسارع في وتيرة الأحداث والتراجع الطفيف في حدة الهجوم الكلامي الغربي يؤكدان عقلانية الموقف الروسي.

فبعدما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن المفتشين يحتاجون إلى أربعة أيام أخرى لإتمام التحقيق، تبقى أمام المجتمع الدولي أيام إضافية يناقش خلالها مسودة القرار الذي تقترحه بريطانيا على مجلس الأمن، والذي سينتهي على الأرجح بـ«فيتو» روسي – صيني، ومن ثم ينتظر الغرب اجتماع البرلمان الفرنسي الطارئ لمناقشة الأزمة السورية. وبعد هذه المحطات كلها، يحضر الرئيس الأميركي إلى روسيا للمشـاركة في قمة مجموعة العشرين.

كل هذه الإشارات دلالة غير مباشرة على أن الضربة قد لا تكون غدا، وربما ستبقى علامة على جدول أعمال الإدارة الأميركية في انتظار الحدث الذي سيمنحها «الحق الكامل»، ومن دون أي نزاع، في أن تتحول العملية العسكرية إلى واقع يصعب توقع ما سيخفيه من نتائج وعواقب.

تأهّب في الشمال واستدعاء احتياط ومظلة دفاع جوي

إسرائيل تتصرّف وكأنها الحرب

حلمي موسى

إسرائيل، خلافاً لما يراه غالبية الناس في العالم، تتعامل مع الحرب الغربية ضد سوريا على أنها بدأت. وبرغم ما توحي به أجهزتها الرسمية من تدني احتمال تعرض إسرائيل للحرب، فإنها تتصرف على أساس انخراط كامل فيها. وهذا ما يظهر من السلوك الرسمي والشعبي الإسرائيلي شبه الهستيري.

فقد أقر المجلس الوزاري المصغَّر تفويض قيادة الجيش باستدعاء أعداد محدودة من القوات الاحتياطية اللازمة في ميادين الاستخبارات والدفاع الجوي وحماية الجبهة الداخلية. وعرضت قيادة الجيش أمام المجلس الوزاري المصغَّر تقريراً عن جاهزية الجبهة الداخلية لمواجهة أي هجمات كيميائية، فضلاً عن عدد من السيناريوهات من بينها احتمال تعرض إسرائيل لمثل هذه الهجمات.

وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية الطوارئ وألغت مؤتمر السفراء في إطار الاستعداد التام للقيام بدورها في الحرب. واندفع الجمهور الإسرائيلي للتزود بكمامات الغاز وتجهيز الملاجئ والغرف الآمنة، وبدا أن هذا الاندفاع يصعب كبحه.

وتقريباً أوحى الجيش الإسرائيلي باكتمال الاستعدادات ليس فقط للقوات الميدانية قبالة الجبهتين السورية واللبنانية، وإنما في مقر هيئة الأركان العامة. وإذا لم يكن هذا كافياً، فإن إرسال الطائرات الحربية الإسرائيلية إلى الأجواء اللبنانية حمل رسالة عامة بالاستعداد والجاهزية.

ويبدو من الأهمية الإشارة إلى مفارقة كبيرة في الأداء الإسرائيلي. فالقيادة السياسية والعسكرية توحي بأن التقديرات لا تشير إلى احتمال تورط إسرائيل في الحرب الوشيكة، ولكنها تتصرف وكأنها في خضم هذه الحرب. وقد أثار الأمر نوعاً من الذعر في صفوف الجمهور الإسرائيلي الذي كاد يتخلى في العقدين الماضيين، منذ حرب الخليج الثانية، عن فكرة الخوف من الحرب غير التقليدية وعن كمامات الغاز، فعاد إليها مهتاجاً.

وعجزت كل محاولات الساسة والعسكريين عن بث روح الاطمئنان في نفوس الإسرائيليين بأن يتركوا للجيش التعاطي مع المسألة وألا يربكوا حياتهم اليومية. وتقريباً لم تجد نفعاً الإيحاءات الرسمية شبه العلنية بأن الحرب لن تفاجئ إسرائيل التي سوف تطلع على موعد الهجوم قبل تنفيذه.

وفي كل حال، فإن قرار المجلس الوزاري المصغّر باستدعاء جزئي للقوات الاحتياطية ينذر بأن الهجوم الأميركي وشيك من ناحية، وأن التقديرات باحتمال تعرض إسرائيل لهجمات سواء من سوريا أو لبنان، أكبر مما كان يشاع. كما أن اتخاذ مثل هذا القرار والإعلان عنه يعطي الانطباع بأنه جزء من مخطط تهيئة المجتمع الإسرائيلي للحرب حتى من دون الإعلان عن ذلك.

وقد اتخذ القرار بعد سلسلة مطوّلة من المداولات بين الوزراء المختصين وقادة الجيش أولاً، ثم بقرار الهيئة الحكومية المختصة. وجاء القرار بعد إشباع الأجواء بتهديدات إسرائيلية برد شديد على كل هجمات قد تتعرض لها إسرائيل في إطار الرد على الهجوم الغربي.

وفي هذه الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى في صفوف قواته على الجبهة الشمالية، ونشر المزيد من المنظومات المضادة للصواريخ هناك. وحامت الطائرات الحربية في الأجواء اللبنانية في نطاق تحقيق عدة أهداف ردعية واستخبارية، وخصوصاً إزاء «حزب الله». ونشر الجيش بطاريات صواريخ «باتريوت» و«حيتس» و«تامير» و«القبة الحديدية» بهدف تشكيل مظلة دفاع جوية ضد الطائرات والصواريخ على حد سواء.

وتتباهى إسرائيل بامتلاكها أفضل شبكة دفاع ضد الصواريخ في العالم على المستويات الدنيا والمتوسطة والعليا. وتم الإعلان عن أن غاية نشر هذه البطاريات هي الحفاظ أولاً على المنشآت الإستراتيجية في الشمال وخصوصاً خليج حيفا، الذي لا يزال يحوي أكبر خزانات للأمونيا التي قد تكون لإصابتها آثار كارثية على المنطقة.

ومع ذلك، فإن قيادات عسكرية إسرائيلية تحذر الجمهور من الركون تماماً إلى قدرات بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ، وتطالب بالالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية، التي تقضي باللجوء إلى الغرف محكمة الإغلاق والغرف الآمنة والملاجئ المعدة سلفاً.

وأمر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بصفته وزيراً للخارجية بإلغاء مؤتمر السفراء الإسرائيليين، الذي كان مقرراً افتتاحه يوم الأحد المقبل. ومعروف أن هذا مؤتمر سنوي للسفراء الإسرائيليين في 20 دولة مركزية في العالم لمناقشة مكانة الدولة العبرية ووضع التصورات لسياستها الخارجية.

وقال نتنياهو في ختام المداولات الأمنية إنه «استمرار لتقديرات المواقف الأمنية التي جرت اليوم، لا مبرر لتغيير روتين الحياة. ومع ذلك فإننا مستعدون لمواجهة كل الاحتمالات». وشدد على أن «الجيش الإسرائيلي مستعد لمواجهة كل تهديد وجاهز للرد بشدة على كل محاولة للمساس بمواطني إسرائيل».

وتوحي تقارير الخبراء العسكريين في إسرائيل أنه خلافاً لحرب العراق، ليست إسرائيل ملزمة هذه المرة بضبط النفس إذا تعرضت لهجمات من جانب سوريا أو «حزب الله». ويقولون إن التقديرات تشير إلى أنه إذا كانت الضربة الغربية محدودة، فإن سوريا و«حزب الله» لن يهاجما إسرائيل، ولكن احتمال هجومهما يزداد إذا كانت الضربة الغربية واسعة وقوية.

ويضيف الخبراء أن الرد الإسرائيلي لن يكون تلقائياً، فإسرائيل لن تهاجم في سوريا أو لبنان لمجرد تعرضها لهجوم إلا إذا كان هذا الهجوم واسعاً ومتواصلاً. ولكن بعض المعلقين يستذكرون أنه لا يمكن البناء على هذه التقديرات بسبب أن الاستخبارات الإسرائيلية قالت الشيء نفسه عن النظام العراقي وخشيته من ضرب إسرائيل.

ومع ذلك ليس مستبعداً أن تشارك إسرائيل في حمى الضربة الغربية لسوريا بضرب عدد من الأهداف التي لها مصلحة بضربها عن طريق استخدام طائرات من دون طيار. غير أن المشاركة الإسرائيلية مضمونة أصلاً عبر المعلومات الاستخبارية عموماً، وبنك الأهداف خصوصاً.

خلافات أوروبية وتردد حيال الضربة العسكرية «الأطلسي» يحمل دمشق مسؤولية الهجوم الكيميائي

وسيم ابراهيم

المعطيات أمام الأوروبيين قدمت على هذا النحو: الخط الأحمر تم تجاوزه، والسلاح الكيميائي استخدم، والنظام السوري مسؤول إلى مشكوك فيه، ولا مجال لعدم الرد. هذا ما نقله مكتب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي خلال جلسة مغلقة. البرلمان وكتله مختلفون حول كيفية الرد وتوقيته. ولكن حلف الأطلسي، وفي بيان لافت ومثير للجدل في آن، أعلن صراحة مسؤولية النظام السوري عن الهجوم، واعتبر أن استخدام الكيميائي لا يمكن أن يمر من دون رد ومحاسبة للمسؤولين عنه، مذكراً بأن تركيا تحت حمايته.

«الأمر لن يمر من دون رد»، هي الجملة الاكثر تردداً في بروكسل. ومع ذلك، لم يكن المتابعون في حاجة لرصد اجتماع لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الأوروبي لمعرفة تفاوت المواقف داخله. كان رئيس البرلمان الأوروبي الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتنز أعلن أنه ضد تدخل من جانب واحد، وأنه يؤيد تحرك المجتمع الدولي موحداً، وبناء على نتائج تحقيقات الامم المتحدة. أما كتلة الليبراليين فخرجت مباشرة بموقف ناري، أشبه ببيان حرب، ودعت الدول الاوروبية إلى الاصطفاف مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

تلك الكتلة كانت أشد المتحمسين للتدخل العسكري في ليبيا، وزعيمها رئيس الوزراء البلجيكي السابق غير فرهوفستات، هو من قدم إلى الأوروبيين رئيس «المجلس العسكري الموحد» المعارض اللواء سليم ادريس.

وفي حديث إلى «السفير» قال البرلماني البارز في هذه الكتلة البريطاني غراهام واتسون، مفسراً دعم التدخل من دون تفويض أممي إنه «إذا كان هناك فيتو في مجلس الامن ضد التحرك (العسكري)، فاعتقد أن القوى الاوروبية يجب أن تتصرف. فسماحنا لاستخدام السلاح الكيميائي من دون عقاب سيجعل الامر يتكرر». وأضاف «نحن لا نتحدث هنا عن تحرك للتدخل في حرب أهلية، بل عن استهداف مواقع محددة».

ومن جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني المار بروك لـ«السفير» إن «الخط الاحمر تم تجاوزه عبر استخدام الاسلحة الكيميائية، وهذا لا يجب أن يمر من دون رد»، مضيفاً «لكن آمل أن يتم فعل ذلك بالتعاون مع الجامعة العربية». وعن طبيعة التدخل العسكري الذي يتزايد الحديث عنه، قال بروك «باعتقادي من الواضح أنه لن يكون حرباً شاملة ولن تكون هناك قوات على الارض، بل فقط امكانية لضربات محدودة».

نواب اوروبا لا «جمرك» على حديثهم، لهذا كان لافتاً أن يأتي كلام مشابه من مكتب آشتون.

وقد أطلع بيير فيمونت، وهو الرجل الثاني في خارجية الاتحاد الاوروبي، لجنة البرلمان على التطورات السورية. وقال للصحافيين بعد النقاشات المغلقة إن «تأخر لجنة التحقيق الدولية بضعة ايام للوصول إلى المكان المطلوب، يشرح لماذا لدينا بعض الشكوك حول الحكومة السورية».

أما بيان حلف الأطلسي فكان مثيراً للجدل، لا سيما أن حجم التمثيل في اجتماع سفرائه (مجلس الحلف) بيّن أنه ليس المكان الذي تطبخ فيه الضربة العسكرية، على الأقل الآن. وقد تغيب عن الاجتماع سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واسبانيا.

هذا ما نقلته مصادر الحلف، وقالت لـ«السفير» إنه ليس المكان المناسب لتبني عملية عسكرية تطلق في غضون أيام، كالتي يجري تداولها، خصوصاً في ظل الحاجة إلى المشاروات وطلب دول عديدة في الحلف التفويض الأممي. وعلى الصعيد الأوروبي، ترفض بولندا التدخل، وتبقى بلجيكا وهولندا والمانيا في حالة تردد. أما الدنمارك، التي انخرطت في ليبـــــيا، فتدعم عملية عسكرية. ولكن ما هو واضح، بالنسبة لجمـــيع الحلــــفاء، أنه عندما تريد الولايات المتحدة فهي ستفعل، هذا غير كونها أكبر ممولي الحلف.

لهذه الاسباب كان لافتاً البيان الذي أصدره الامين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن. وبعد ادانته بشدة الهجمات بالاسلحة الكيميائية في 21 آب الحالي، وإشارته إلى مخرون النظام السوري منها، قال إن «معلومات متوفرة من مجموعة واسعة من المصادر تشير إلى أن النظام السوري مسؤول عن استخدام الاسلحة الكيميائية في هذه الهجمات».

حشد الأمين العام للحلف في عدة عبارات ما أمكن من تعابير بما يفيد معنى الشرعية الدولية من خارج مجلس الأمن الدولي. واعتبر أن ما حصل يشكل «خرقاً واضحاً للمعايير والممارسات الدولية»، مؤكداً أن أي استخدام لتلك الأسلحة «يجب ألا يمر من دون رد»، وأنه يجب محاسبة المسؤولين.

هناك تركيز من الحلف على خرق القانون الدولي على اعتباره مكافئاً للشرعية الدولية. الوضع في سوريا سيبقى كما قال راسموسن تحت «الاستعراض الدقيق»، مذكراً بأن الحلف يستمر في مساعدة تركيا وحماية حدودها.

صحيح أن راسموسن أشار في بداية بيانه إلى الدعم الكامل لمهمة بعثة الامم المتحدة للتحقيق في استخدام الكيميائي، قبل أن يعبر عن أسفه لما اعتبره «فشل» النظام السوري في تأمين وصولها الفوري والآمن إلى مناطق الهجمات، ولكنه في النهاية قفز في حكمه حول مسؤولية النظام إلى أدلة خارج التحقيقات الاممية. لهذا السبب ولغيره يعتبر البيان مثيراً للجدل.

هل ينجح الروس في تشتيت اندفاعة الغرب؟

محمد بلوط

القرار بضربة عسكرية غربية لسوريا في نفق المناورات الأميركية ــ الروسية حول قرار دولي، لن يصدر بحق سوريا، ولجنة تحقيق في «الكيميائي» رهينة تجاذبات أميركية ــ روسية ــ بريطانية.

وتسعى موسكو إلى تنفيس الاستعجال الغربي الذي تجلى بالمزايدة على ضربات وشيكة، صاحبتها تسريبات إعلامية عن مواعيد تنهمر معها صواريخ «كروز» وغيرها على سوريا، قبل نهاية الأسبوع الحالي.

ويحاول الروس كسب الوقت، وتقييد أي عمل عسكري بنتائج التحقيق باستخدام أسلحة كيميائية في غوطة دمشق، وتقوية عمل خبراء الأمم المتحدة، بمنحهم المزيد من الوقت، بعد أن تحوّل إخراجهم من سوريا في الساعات الأخيرة محور مناورات ديبلوماسية روسية ــ أميركية في الأمم المتحدة. فطلب الأميركيون مساء أمس الأول من الأمم المتحدة سحب أعضاء البعثة، معللين ذلك بأن ما جمعوه من عيّنات على الأرض، بعد زيارة يتيمة

واحدة لموقع المعضمية، يكفي لتأكيد استخدام الكيميائي. أما شق تحديد هوية المستخدم، فتملك الأجهزة الغربية ما يكفي من معلومات، لاستكمال ملفها الاتهامي ضد النظام السوري. وكررت واشنطن «تحميل (الرئيس السوري بشار) الأسد مسؤولية استخدام أسلحة كيميائية».

وقدّم الروس طلباً مضاداً للإبقاء على البعثة، كي تستمر في عملها، ويتسنى لها أن تكشف على المواقع الثلاثة الأخرى المتفق عليها في البروتوكول الأصلي الموقع في نيويورك. وتلقى الاستعجال في توجيه الضربة إلى سوريا، ضربة مساء أمس عندما أعلنت الحكومة البريطانية أنها لن تقوم بأي عمل عسكري قبل الانتهاء من أعمال التحقيق، مضيفة إن «الأمين العام للأمم المتحدة يجب أن يتمكن من التوجه إلى مجلس الأمن مباشرة بعد نهاية مهمة الفريق»، وان «مجلس الأمن يجب أن تكون لديه فرصة الحصول على هذا التقرير ويجب بذل الجهود كافة للحصول على قرار في مجلس الأمن يدعم أي تحرك عسكري قبل القيام بمثل هذه الخطوة».

ويقول مسؤول روسي يشرف على الملف السوري لقد طالبنا بإبقاء الخبراء ١٤ يوماً في سوريا، بحسب الاتفاق، وألا يتم سحبهم قبل انقضاء تلك المدة. وتم الاتفاق الأولي على منحهم مهلة تنتهي الأحد المقبل، في ما يشبه هدنة غير معلنة تغلق نافذة أي هجوم عسكري على سوريا، قبل عبورهم المحتمل، نقطة المصنع اللبنانية ليلة الأحد المقبل.

وجلي أن الروس يحاولون كسب الوقت، ريثما تتضح عناصر الملف الكيميائي. وفي هذا الإطار جاء انسحاب الروس والصينيين من جلسة نقاش مشروع قرار بريطاني يدين استخدام الكيميائي مسلحاً بالفصل السابع، ويدعو إلى حماية المدنيين في صورة طبق الأصل، عن القرار الذي استخدمه حلف شمال الأطلسي لقصف ليبيا، وإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

وفي هذا الإطار أيضاً، قال مسؤول روسي لمعارضين سوريين إن موسكو تملك دلائل ووثائق وصور حصلت عليها من الأقمار الاصطناعية، تؤكد انطلاق صاروخين كيميائيين من منطقة دوما، التي تسيطر عليها المعارضة السورية و«لواء الإسلام». وقال المسؤول الروسي لمعارضين سوريين إن الوثائق الروسية ستقدم إلى لجنة التحقيق الأممية في مرحلة لاحقة.

وكانت الأجهزة الأمنية الفرنسية قد كشفت أنها عثرت في العراق، في وقت لم تحدده، على معدات استخدمها تنظيم «القاعدة» لتطوير إمكانيات كيميائية. ويقول مصدر أمني فرنسي إن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) قد يكون حصل على تلك المعدات والإمكانيات ونقلها إلى المناطق التي يسيطر عليها في سوريا.

ونقلت مصادر سورية معارضة عن مسؤولين روس، في الساعات الأخيرة، إن الأميركيين قد يكونون حسموا أمرهم في توجيه ضربة إلى سوريا «لكنهم سيجدون أنفسهم في ورطة كبيرة في المنطقة، وأن من يفتح النار ينبغي أن يتحمّل النتائج، وسيعودون إلينا لمساعدتهم على الخروج منها».

وقال مسؤول روسي يشرف على الملف السوري إن «الأميركيين لا يعلمون إنهم سيواجهون مشاكل كبيرة في المنطقة، تكبر وتتسع باتساع الضربة التي قد يوجهونها ومدتها». وأضاف «نعتقد أن أطرافاً كثيرة في المنطقة ستقوم بالردّ على الهجوم الأميركي ــ الغربي، وان الرد لن يقتصر على أطراف من داخل سوريا وحدها، إنما سيشمل أطرافاً إقليمية أخرى». وتابع إن «روسيا لن تسمح بأن تحصل الولايات المتحدة على أي تفويض دولي يضفي شرعية على الهجوم الذي تحاول القيام به في سوريا».

وتقوم إسرائيل، بحسب المسؤول الروسي، بتزويد الولايات المتحدة والتحالف الغربي ــ العربي، بلائحة الأهداف، والمواقع التي ينبغي عليهم تدميرها، لإرباك النظام السوري وتدمير البنى العسكرية الأساسية السورية. ويقول المسؤول الروسي إن الاستخبارات الإسرائيلية، تقوم أيضاً بتزويد التحالف بكل ما تملكه من معطيات التنصت على اتصالات المسؤولين السوريين من عسكريين وسياسيين.

ويبدو أن الأميركيين ذهبوا بعيداً في التهديد بتوجيه الضربة حتى يستطيعوا العودة عنها من دون خسارة ماء الوجه. ويرجح مسؤول روسي أن تكون الولايات المتحدة تحاول الانتقام لهزائمها الكثيرة في المنطقة، عبر نصر «أخلاقي» تعتقد انه ممكن التحقيق في سوريا.

ويقول المسؤول الروسي إن تراجع النفوذ الأميركي بعد هزائم العراق وأفغانستان، وانحطاط مكانة أميركا في المواجهة مع إيران حول الملف النووي، كلها عناصر قد تدفع الأميركيين إلى المغامرة بعملية عسكرية في سوريا.

ويعدد الروس أكثر من سيناريو، يقول المسؤول الروسي، إنها في النهاية لن تكون مجدية، لأن الولايات المتحدة لن تجد المعارضة السورية التي تؤيدها قادرة على الاستفادة من أي انتصار بعد غلبة «الجهاديين» في كل الساحات. وقال إن الأميركيين يعلمون ذلك «لذا فإنهم لم يطلبوا إلغاء اللقاءات التحضيرية لمؤتمر جنيف، وإنما اقترحوا في رسالتهم الاثنين الماضي تأجيلها بعض الوقت».

ويقول المسؤول الروسي إن عملية خاطفة تتضمن الكثير من المواقع الرمزية السياسية والعسكرية للنظام قد لا تجد رداً عليها، ولكن عملية طويلة تدوم أكثر من يوم واحد، قد تتحوّل إلى مأزق بالنسبة للولايات المتحدة. ويرجح سيناريو الضربات الطويلة أن تلجأ الولايات المتحدة إلى الاستفادة من نتائج العملية في جنوب سوريا، إذ تقول معلومات إن الأردنيين والسعوديين بدأوا بحشد قوات كبيرة في المنطقة التي تحد بادية السويداء. ووصلت مدرعات سعودية وأردنية الى المنطقة، ونشر الأردنيون، جنوب غرب درعا، في نقطة تبدأ من سحم، قوة سورية معارضة مدربة تعدّ ما بين ٢٥٠٠ إلى ثلاثة آلاف مسلح تمّ تدريبهم في معسكرات الملك عبدالله الثاني للقوات الخاصة.

وبوسع هذه القوات الاستفادة من الضربات الجوية لإرباك القوات السورية، وتدمير مطار السويداء الاستراتيجي المحتمل، للتقدم بسرعة عبر البادية نحو غوطة دمشق الشرقية وتهديد العاصمة السورية، التي تبعد ٨٠ كيلومتراً عنها، والتواصل مع قوات المعارضة المتواجدة في الغوطة، أو الالتفاف من السويداء وممر الجولان المحرر، على القوات السورية في درعا، بعد تشتيتها بضربات الطيران والصواريخ.

ولكن النافذة التي فتحت لتوجيه ضربة، سلّم بها الكثيرون في الساعات المقبلة، للائحة أهداف سورية، أغلقت مؤقتاً، بسبب تعقيدات أخرى تتعلق بتركيبة التحالف الغربي وأوضاع بلدانه الداخلية الاقتصادية والسياسية. وكلما امتد الوقت بالنقاش في توجيه الضربة لسوريا، ارتفعت كلفتها السياسية والاقتصادية.وبغض النظر عن طبيعة التحقيق في استخدام الكيميائي، تعمل سابقة التضليل والكذب في الحرب العراقية على الاشتباه في أي محاولة أميركية لشن حرب جديدة في الشرق الأوسط. ويغيب الإجماع في دول الاتحاد الأوروبي عن دعم أي عملية قتالية في سوريا.

بريطانيا تعلن امكانيتها شن ضربات على سوريا بدون موافقة الامم المتحدة

لندن- (ا ف ب): أعلن متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية الخميس أن لندن “يمكن أن تشن” ضربات محددة الاهداف في سوريا حتى من دون موافقة مجلس الأمن الدولي “وفقا لمفهوم التدخل الانساني”.

وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني ان “موقف الحكومة حول شرعية أي عمل يفيد بوضوح انه في حال حصول تعطيل في مجلس الامن الدولي يمكن لبريطانيا بموجب مفهوم التدخل الانساني اتخاذ تدابير استثنائية بما فيها التدخل العسكري المحدد الاهداف لتخفيف المعاناة الانسانية في سوريا”.

واضاف المتحدث ان ابرز الوزراء البريطانيين الذين اجتمعوا مع ديفيد كاميرون صباحا “اتفقوا على انه من مصلحتنا الوطنية فرض احترام المعاهدة حول الاسلحة الكيميائية الموقعة منذ زمن واثبات بانه لا يمكن استخدامها من دون عقاب”.

واوضح المصدر ان “أي رد على هذا الهجوم يجب أن يكون قانونيا ومتناسبا ومحددا واتفق الجميع حول طاولة مجلس الوزراء ان الأمر لا يتعلق بالانحياز لطرف في النزاع السوري”.

ويتوقع ان يتخذ النواب البريطانيون مساء الخميس موقفا من مذكرة حكومية تدعو إلى ادانة استخدام النظام السوري الاسلحة الكيميائية والموافقة على مبدأ التدخل عسكريا في هذا البلد. وسيستلزم ذلك تصويتا ثانيا في مجلس العموم قبل بدء التدخل.

ومن جانبها، قررت المعارضة العمالية البريطانية بعد ظهر الخميس التصويت في البرلمان ضد اقتراح للحكومة ينص على مبدأ تدخل عسكري في سوريا، كما قال مصدر في الحزب.

وقال هذا المصدر “لدينا شكوك متزايدة بشأن الطبيعة المبهمة لمذكرة الحكومة” التي “لا تذكر شيئأ” عن ضرورة توافر “ادلة مقنعة” على تورط نظام الرئيس السوري بشار الاسد في الهجوم الكيميائي المفترض في 21 آب/ اغسطس قبل أي تدخل.

الغارديان: ضابط سوري يتوعد باستخدام طيارين ‘كاميكازي’ ضد القوات الغربية إذا هاجمت بلاده

لندن- (يو بي اي): توعد ضابط في الجيش السوري باستخدام طيارين انتحاريين على غرار هجمات (الكاميكازي) اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية، ضد القوات الغربية إذا هاجمت بلاده.

وقال الضابط الطيار في مقابلة مع صحيفة (الغارديان) الخميس “إن 13 طياراً سورياً وقّعوا على تعهد هذا الأسبوع لتشكيل طاقم من الشهداء الانتحاريين لإحباط هجمات الطائرات الحربية الأمريكية كما أن هناك 8000 جندي على الأقل مستعدون لشن هجمات انتحارية”.

وأضاف “إذا شنت القوات الامريكية والبريطانية هجوماً واحداً بالصواريخ سنرد بإطلاق ثلاثة أو أربعة صواريخ، وفي حال دخلت طائراتهم الحربية سماءنا فستواجه نهار جهنم، وفي حال كنا غير قادرين على اسقاطها بدفاعاتنا الجوية، لدينا طياريون عسكريون على استعداد لمهاجمتها بطائراتهم وتفجيرها في الجو”.

وتابع الضابط “لدينا أكثر من 8000 انتحاري في الجيش السوري على استعداد لتنفيذ عمليات استشهادية في أي لحظة لوقف الامريكيين والبريطانيين، وهو مستعد شخصياً لتفجير طائرته في حاملة طائرات أمريكية لمنعها من مهاجمة سوريا وشعبها”.

وقال “إن معنويات الجيش السوري عالية، وعلى الدول الغربية أن تعرف بأن ايران ومقاتلي حزب الله سيحاربون معنا يداً بيد، ولدينا تحالف من الحماية ونحن محور المقاومة في العالم العربي ومستعدون لأي شيء، والله وحده القادر على أخذ أرواحنا وليس اميركا أو بريطانيا”.

وأشار الضابط السوري إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا “تهددانا منذ أكثر من عامين وتعتقدان بأننا سنكترث ومن الغباء أن تعتقدا بذلك لآن، فنحن نقاتل أكثر الارهابيين خطورة في العالم ولم نتخل عن هذا القتال أو نتعب”.

وأضاف أن الجيش السوري “اعلن حالة التأهب الآن، واتخذنا جميع التدابير اللازمة لتفادي الهجوم الجوي، وأصبحت جميع صواريخنا جاهزة للإطلاق”.

وقالت صحيفة (الغاريان) إن الضابط السوري في الثلاثينات من العمر ويخدم في قاعدة للدفاع الجوي بالقرب من العاصمة دمشق لكنها غير قادرة على التحقق من معلوماته، مع أنه كان زوّدها من قبل بمعلومات موثوقة عن معارك درات بين القوات الحكومية والجماعات المتمردة.

هولاند: لا حل سياسياً في سوريا ما لم يتمكن الإئتلاف المعارض من الظهور كبديل قوي للنظام

باريس- (يو بي اي): أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الخميس، أنه لن يتم التوصل الى حل سياسي في سوريا ما لم يتمكن الإئتلاف السوري المعارض من الظهور كبديل قوي للنظام.

وقال هولاند في مؤتمر صحافي مع رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، بعيد لقائهما في باريس، إنه “يجب عدم ادخار أي جهد من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا”، غير أنه اعتبر أن هذا الحل لن يتم التوصل إليه “إلا في حال تمكن الائتلاف من الظهور كبديل قوي متمتع بالقوة الضرورية، وبخاصة من خلال جيشه”.

وأضاف “اننا لن نتمكن من التوصل (إلى الحل السياسي) ما لم يتمكن المجتمع الدولي من وقف تصاعد العنف الذي لا يشكل الهجوم الكيميائي إلا مثلاً عنه”، معتبراً أن “هذه المجزرة الكيميائية تتطلب رداً مناسباً”، من دون أن يشير إلى تدخل عسكري في سوريا.

وأكّد ان “باريس ستقدّم دعمها السياسي والإنساني والمادي” إلى المعارضة، “الممثلة الوحيدة” للشعب السوري بالنسبة إلى الحكومة الفرنسية.

والى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن الجيش الفرنسي متأهب للمشاركة بالتدخل العسكري في سوريا، في حال أمره هولاند بذلك.

وقال المتحدث باسم الوزارة، بيار بايل، إن “الجيوش الفرنسية متأهبة للاستجابة إلى مطالب الرئيس (الفرنسي)، في حال قرر إشراكها” في التدخل العسكري في سوريا.

وكان الجربا، دعا في مقابلة مع صحيفة (لو باريزيان) الفرنسية، الى محاكمة الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي وصفه بـ(بشار الكيميائي) في المحكمة الجنائية الدولية، وحث على توجيه ضربة للنظام السوري وتقديم دعم حقيقي للمعارضة السورية.

بريطانيا ترسل ست طائرات حربية من طراز تايفون إلى قاعدتها في قبرص

لندن- (ا ف ب)- (يو بي أي): اعلنت وزارة الدفاع البريطانية الخميس أن لندن ارسلت ست طائرات حربية من طراز تايفون إلى قاعدتها في قبرص لحماية المصالح البريطانية وسط تزايد التوتر بشأن سوريا.

وقالت الوزارة انه “إجراء محض احتياطي للتأكد من حماية المصالح البريطانية والدفاع عن منطقتنا السيادية في القاعدة مع تزايد التوتر في المنطقة”.

واكدت الوزارة ان “الطائرات لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا”، مؤكدة ان هذا الاجراء “محض دفاعي”.

وتابعت ان “رئيس الوزراء (ديفيد كاميرون) كان واضحا بقوله إن أي قرار لن يتخذ بشأن رد فعلنا والحكومة قالت انه سيكون هناك تصويت في مجلس العموم قبل أي تدخل عسكري” في سوريا.

ويفترض أن يصوت النواب البريطانيون مساء الخميس على اقتراح بادانة استخدام الاسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري والموافقة على مبدأ تدخل عسكري.

لكن ذلك يتطلب تصويتا ثانيا في مجلس العموم قبل تنفيذه.

وفي السياق، أفادت شبكة (سكاي نيوز) الخميس، أن مجلس العموم (البرلمان) البريطاني تلقى رسالة من مجلس الشعب الشعب السوري تحثّ نوابه على عدم التهور، قبل ساعات من بدء جلسته الطارئة لمناقشة الرد على الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق.

وقالت (سكاي) ان الرسالة وجهها رئيس مجلس الشعب السوري (محمد جهاد اللحام) إلى رئيس مجلس العموم البريطاني، جون بيركو، لتوضيح عواقب توجيه ضربة عسكرية ضد بلاده والمخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها.

واضافت أن الرسالة اقترحت بأن العمل العسكري “يمكن أن يساعد الإرهابيين، ويؤدي إلى مقتل العديد من الجنود البريطانيين”.

ونقلت سكاي عن رسالة رئيس مجلس الشعب السوري قولها “أليس من الحكمة التوقف وتذكر آلاف الجنود البريطانيين الذين قُتلوا وشوهوا في افغانستان والعراق، قبل التسرع على المنحدرات الصخرية الشاهقة للحرب؟”.

واضافت “نحن نطلب منكم أن لا تقصفونا ولكن أن تعملوا معنا.. وترسلوا وفداً إلى سوريا للتحقق من استنتاجات مفتشي الأمم المتحدة بشأن الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق، والذي ندينه من دون تحفظ “.

وحذّرت رسالة رئيس مجلس الشعب السوري النواب البريطانيين من أن أي هجوم دولي على سوريا “سيكون عملاً عدوانياً غير مبرر من أعمال الحرب من شأنه أن يقوي تلقائياً عدونا المشترك، تنظيم القاعدة وفروعه”.

ويأتي هذا التطور مع استعداد البرلمان البريطاني لعقد جلسة طارئة في وقت لاحق الخميس حول سوريا بعد استدعائه من عطلته الصيفية، وتخلي الحكومة الائتلافية البريطانية عن خطط للتدخل المبكر بسبب اعتراض حزب العمال المعارض على هذا التوجه.

السفير اللبنانية: حلفاء دمشق يتعمدون الغموض وخطط الرد على العدوان أصبحت جاهزة

بيروت- (د ب أ): أشارت تقارير لبنانية الخميس إلى أن “حلفاء دمشق وخاصة حزب الله يتعمدون الغموض المقلق للإسرائيليين والأمريكيين”.

وكشفت صحيفة (السفير) المقربة من حزب الله أن وفدا برلمانيا إيرانيا كبيرا سيصل في غضون أيام قليلة إلى دمشق حاملا رسالة تضامنية من القيادة الإيرانية مفادها :”الرد سيكون على إسرائيل ، لكن الأمر متروك لكم”.

وأضافت أن “حلفاء دمشق وخاصة حزب الله يتعمدون الغموض المقلق للإسرائيليين والأمريكيين، وهم لم ولن يفصحوا عما سيفعلون ، لكن جهوزيتهم العالية جداً للمرة الأولى منذ سبع سنوات والانتشار العسكري من اللبونة جنوباً إلى القصير وريفها شرقاً ومطار الضبعة مروراً بالضاحية الجنوبية والمقلب الشرقي للسلسلة الغربية وكل البقاع، زاد منسوب القلق الإسرائيلي”.

أما عن طريقة تعامل طهران مع الضربة الغربية لحليفتها الأقرب سورية، فقالت الصحيفة إنه يوجد “في العاصمة الإيرانية خطان متوازيان معتمدان للتعاطي مع المستجد، خط مواقف وتصريحات ترسل عبرها الرسائل العابرة إلى الخليج والقارات، وخط آخر دبلوماسي تبدو فيه إيران محور اتصالات إقليمية ودولية”.

أما إذا حدثت ضربة فعلا، فنقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها القول إن توجهاً عاماً في طهران ينحو باتجاه الغموض البناء، بحيث تبقي إيران على خططها طي الكتمان وتصدر البيانات من دون تحديد ما ستفعله هي في حالة حدوث ضربة لسورية، وهو الأمر عينه المتبع من قبل القيادة العسكرية السورية وقيادة حزب الله.

وبحسب هذه المصادر، فإن التنسيق مستمر بين أضلع “محور المقاومة والممانعة” من طهران إلى الضاحية مروراً بدمشق، وأن خططاً واضحة للرد على العدوان أصبحت جاهزة، وهي ستشكل مفاجأة صاعقة للأصدقاء قبل الأعداء، وتختلف بحسب اختلاف الضربة واتساعها وانحسارها.

الأسد: سوريا ستدافع عن نفسها في وجه أي عدوان وسنخرج منتصرين بالمواجهة التاريخية مع واشنطن

دمشق- (ا ف ب): أكد الرئيس السوري بشار الأسد الخميس ردا على التهديدات الغربية التي تستهدف سوريا، ان بلاده “ستدافع عن نفسها” ضد اي اعتداء، بحسب ما اورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل على شاشته.

وقال الأسد في لقاء مع وفد من قيادات الاحزاب والنواب اليمنيين “ان التهديدات بشن عدوان مباشر على سورية، ستزيدها تمسكا بمبادئها الراسخة وقرارها المستقل النابع من ارادة شعبها”، مضيفا ان “سورية ستدافع عن نفسها في وجه اي عدوان”.

وتأتي تصريحات الأسد مع استعداد دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لاحتمال توجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري، ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب/ اغسطس، تتهم المعارضة والدول الغربية النظام بالوقوف خلفه.

وشدد الاسد على ان “سوريا بشعبها الصامد وجيشها الباسل ماضية ومصممة على القضاء على الارهاب الذي سخرته وتدعمه اسرائيل والدول الغربية خدمة لمصالحها المتمثلة بتقسيم المنطقة وتفتيت شعوبها واخضاعها”.

ويعتمد النظام السوري عبارة “ارهابيين” للاشارة الى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في الصراع المستمر منذ اكثر من عامين. وتتهم دمشق وحلفاؤها دولا عربية واقليمية بتوفير دعم مالي ولوجستي لهم.

واضاف الاسد للوفد ان “الحالة الشعبية هي الضامن للانتصار، وهذا ما يحدث في سورية”.

وكانت قد ذكرت صحيفة (الاخبار) اللبنانية المعروفة بقربها من النظام السوري الخميس أن الرئيس بشار الأسد وصف أمام قيادات سوريا بعد تزايد الاخبار عن ضربة امريكية، بـ(التاريخية) المواجهة مع الولايات المتحدة التي قال انها “العدو الحقيقي”، مؤكدا “سنخرج منها منتصرين”.

وأوردت الاخبار أن الأسد قال لقياداته في أحدث اجتماع معهم “بعد تعاظم اخبار الضربة الامريكية”، انه “منذ بداية الازمة، وانتم تعلمون جيدا اننا ننتظر اللحظة التي يطل بها عدونا الحقيقي برأسه متدخلا”.

واضافت الصحيفة التي درجت منذ بداية الازمة في سوريا قبل 30 شهرا على نقل كلام للاسد بين وقت وآخر، نقلا عن الرئيس السوري “اعرف ان معنوياتكم مرتفعة وجاهزيتكم كاملة لاحتواء اي عدوان والحفاظ على الوطن. لكن اطالبكم بان تنقلوا هذه المعنويات الى مرؤوسيكم والمواطنين السوريين”.

وتابع الاسد “هذه مواجهة تاريخية سنخرج منها منتصرين”.

واعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما الليلة الماضية ان واشنطن “استخلصت بشكل قاطع ان نظام الاسد هو الذي يتحمل مسؤولية” الهجوم الذي وقع الاسبوع الماضي في ريف دمشق وقالت المعارضة انه اسفر عن مقتل المئات نتيجة استخدام اسلحة كيميائية فيه.

وقال إن أي تحرك امريكي سيكون بمثابة “ضربة تحذيرية” تهدف إلى اقناع سوريا بانه “يجدر بها عدم تكرار الامر”.

واكدت دول غربية عدة وحلف شمال الاطلسي ضرورة الرد على النظام السوري المتهم باستخدام اسلحة كيميائية. ولم يتمكن مجلس الامن الدولي الذي انعقد الأربعاء من التوصل الى توافق على مشروع قرار بريطاني يتيح اللجوء الى القوة لرد نظام الاسد، بسبب موقف روسيا والصين الداعم للنظام.

البحرية الروسية تؤكد: إعادة انتشار أسطولنا في البحر المتوسط لا علاقة له بسورية

موسكو- (د ب أ): أكد متحدث باسم البحرية الروسية الخميس أن إعادة انتشار السفن الروسية في البحر المتوسط تأتي في إطار عملية دورية ولا علاقة لها بتدهور الوضع في سورية.

ونقلت وكالة أنباء (توفوستي) الروسية عن المتحدث القول: “سفننا في البحر المتوسط، مثلها مثل غيرها في بقية مناطق العالم، تتحرك وفق خطط تضعها قيادة القوات البحرية وهيئة الاركان العامة وتقوم بالمهام المحددة لها”.

وأضاف” وفور استكمال السفن مهامها، إما أنها تعود إلى قواعدها أو تحل محلها سفن أخرى لاستكال المهام المقررة”.

وأكد المتحدث: “الأمر لا يرقى إلى تجديد أي تشكيل أو تشكيلات، إنه مجرد عملية دورية مقررة”.

وكان مصدر في هيئة الأركان العامة قد صرح لوكالة (إنترفاكس) بأن هيئة الأركان العامة الروسية ستجدد خلال الأيام القادمة سفنها الحربية المرابطة في البحر المتوسط، موضحا أن “الأوضاع الحالية في شرق البحر الأبيض المتوسط تضطرنا إلى إجراء بعض التعزيزات في مجموعة السفن الحربية المرابطة هناك”.

وأضاف: “خلال الأيام القادمة ستصل سفينة حربية كبيرة مضادة للغواصات تابعة لأسطول الشمال، ثم يتبعها الطراد الصاروخي موسكفا التابع لأسطول البحر الأسود، الموجود حاليا في شمال المحيط الأطلسي، وسيتوجه نحو مضيق جبل طارق قريبا”.

وحسب ما نقله موقع (روسيا اليوم) سيحل الطراد الصاروخي (فارياج) من أسطول المحيط الهادئ، خلال فصل الخريف محل السفينة “الفريق البحري – بانتيلييف” المضادة للغواصات الموجودة حاليا ضمن مجموعة السفن في البحر المتوسط.

وأكد المصدر أن السفن الحربية الروسية في البحر المتوسط “على الرغم من أنها لم تتسلم أوامر بخوض الحرب مع جهة ما، إلا أنها مستعدة لحماية المصالح الروسية في المنطقة”.

ومن جهة أخرى، أبلغ مساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أن الخطط الغربية للتدخل عسكريا في سوريا هي “تحد صريح” لميثاق الامم المتحدة.

وجاء في بيان اصدرته وزارة الخارجية الخميس ان غاتيلوف قال لبان كي مون مساء الاربعاء في لاهاي ان “الخطط المعلنة لدى بعض الدول لتوجيه ضربات عسكرية الى سوريا تشكل تحديا صريحا لميثاق الامم المتحدة وغيرها من معايير القانون الدولي”.

واضاف المصدر نفسه “في هذه المرحلة يجب استخدام كل الادوات السياسية-الدبلوماسية الممكنة، وفي المقام الاول السماح لخبراء الامم المتحدة بأن يتمموا تحقيقهم حول الهجوم الكيميائي المفترض ويقدموا تقاريرهم الى الامم المتحدة”.

ومن المتوقع ان تعرقل موسكو التي تدعم النظام السوري منذ بداية النزاع قبل سنتين ونصف السنة، اي قرار في مجلس الامن للقيام بتحرك عقابي ضد الرئيس بشار الأسد.

وفي السياق، اعتبر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني خلال مكالمة هاتفية مساء الاربعاء انه من “غير المقبول” استخدام اسلحة كيميائية “من أي كان” في سوريا، بحسب ما اورد بيان نشر الخميس على موقع الكرملين.

واكدت الرئاسة الروسية في البيان انه خلال المكالمة الهاتفية التي جرت مساء الاربعاء بمبادرة من طهران “تركز الاهتمام بصورة خاصة على ابعاد الوضع في سوريا واعتبر الطرفان من غير المقبول بصورة عامة استخدام اسلحة كيميائية من قبل أي كان”.

كما شدد بوتين وروحاني على “ضرورة البحث عن سبل تسوية سياسية-دبلوماسية”، بحسب البيان.

وضاعفت روسيا وايران حليفتا نظام دمشق في الايام الاخيرة التحذيرات من تدخل عسكري تخطط له واشنطن وحلفاؤها في سوريا على خلفية اتهامات الغرب لها باستخدام اسلحة كيميائية في هجوم وقع في 21 اب/ اغسطس في ريف دمشق واسفر عن مئات القتلى.

ناشط معارض: الجيش السوري يغادر منطقة مطار دمشق الدولي

عمان- (رويترز): قال ناشط بالمعارضة السورية إن مركبات مدرعة وشاحنات تقل جنودا من قوات الحكومة شوهدت يوم الاربعاء وهي تغادر منطقة مطار دمشق الدولي التي يوجد بها ثلاث قواعد للجيش متجهة نحو بلدة حران العواميد القريبة.

واضاف الناشط مأمون الغوطاني متحدثا بالهاتف من المنطقة أن الانوار اطفئت في المطار.

وفي وقت سابق قال سكان ومصادر بالمعارضة السورية ان قوات الرئيس بشار الاسد نقلت فيما يبدو اغلب الافراد من مقار قيادة الجيش والامن في وسط دمشق استعدادا لضربة عسكرية غربية.

ويبدو من شبه المؤكد تنفيذ ضربات صاروخية او جوية بقيادة امريكية بعدما ألقت الولايات المتحدة وحلفاء لها في اوروبا والشرق الاوسط بالمسؤولية على قوات الاسد عن هجوم يشتبه انه بالغاز السام قتل المئات في المدينة في 21 اغسطس آب.

وقال أحد المصادر إن وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها فيما يبدو في نقل اسلحة ثقيلة الى مواقع بديلة رغم انه لم ترد تقارير عن تحرك كبير لمعدات عسكرية فيما قد يرجع الى قتال عنيف قرب الطرق السريعة الرئيسية.

وقال سكان بالمنطقة ومصدر من مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض ان من بين المباني التي اخليت جزئيا مبنى القيادة العامة للاركان في ساحة الامويين ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الامنية في حي كفر سوسة الغربي.

ومن ناحية اخرى قال نشطاء معارضون في مدينة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط ان بضع قطع حربية للبحرية السورية رست الي جوار سفن تجارية على ارصفة مخصصة لحركة السفن المدنية في تحرك يهدف فيما يبدو الي تقليل احتمالات التعرف عليها وضربها.

ولا تتحدث السلطات العسكرية السورية علنا عن تحركات القوات. ولم يتسن الحصول على تعقيب من متحدث حكومي.

اقتراب ساعة الصفر: دمشق تخلي مباني الجيش وإسرائيل تستدعي الاحتياط

روسيا والصين تمنعان قرارا امميا بادانة استخدام الاسلحة الكيماوية.. والجيش التركي متأهب على الحدود

سورية تتوعد بان تكون ‘مقبرة للغزاة’ وتحذر من هجمات كيماوية في اوروبا

عمان ـ بيروت ـ موسكو ـ لندن ـ واشنطن ـ وكالات: مع اقتراب ساعة الصفر لاعلان بدء الهجوم العسكري ضد النظام السوري، فشل سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي في الاتفاق على مسودة قرار تقدمت به بريطانيا الى مجلس الامن يمكن ان يسمح بشن عمل عسكري، في الوقت الذي قال فيه سكان ومصادر بالمعارضة السورية ان قوات الرئيس بشار الاسد اخلت فيما يبدو اغلب الافراد من مقار قيادة الجيش والامن في وسط دمشق.

وغادر سفيرا روسيا والصين، اللتين تعارضان بشدة شن عمل عسكري ضد نظام الرئيس بشار الاسد، المفاوضات المغلقة بعد نحو 75 دقيقة من بدئها، في اشارة لرفضهما قرار يدين استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية.

وواصل سفراء واشنطن ولندن وباريس محادثاتهم الا انهم غادروا القاعة بدون الادلاء بأي تصريحات. وتردد ان الدول الثلاث تدرس احتمال شن عمل عسكري ردا على استخدام الاسلحة الكيمياوية في سورية.

وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اقر الاربعاء بان تبني مجلس الامن الدولي مشروع قرار تقدمت به بلاده امر ‘مستبعد’ الا انه جدد تأكيده على وجوب التحرك لوقف ‘الجريمة ضد الانسانية’ في سورية حتى من دون موافقة الامم المتحدة.

وأبلغ وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بريطانيا الأربعاء بأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجب ألا يبحث مشروع قرار للرد على هجوم بأسلحة كيمياوية قبل أن يقدم فريق المفتشين الدوليين تقريره عن الحادث.

واكدت الحكومة البريطانية انها لن تشارك في اي تحرك عسكري قبل معرفة نتائج تحقيقات خبراء الامم المتحدة بشأن استخدام اسلحة كيميائية في النزاع السوري، وفق مذكرة يتوقع رفعها الى البرلمان اليوم.

واشار نص المذكرة الى ان ‘الامين العام للامم المتحدة يجب ان يتمكن من التوجه الى مجلس الامن مباشرة بعد نهاية مهمة الفريق’، مضيفا ان ‘مجلس الامن الدولي يجب ان تكون لديه فرصة الحصول على هذا التقرير ويجب بذل الجهود كافة للحصول على قرار في مجلس الامن يدعم اي تحرك عسكري قبل القيام بمثل هذه الخطوة’.

وقال المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي الأربعاء إن أي تدخل عسكري أمريكي ردا على ما يعتقد انه هجمات بأسلحة كيمياوية في سورية يستلزم موافقة مجلس الأمن الدولي.

وأضاف في مؤتمر صحيفي في جنيف ‘أعتقد أن القانون الدولي واضح بخصوص هذا الأمر. القانون الدولي ينص على أن العمل العسكري يتخذ بعد قرار من مجلس الأمن. هذا ما ينص عليه القانون الدولي’.

ويبدو من شبه المؤكد تنفيذ ضربات صاروخية او جوية بقيادة امريكية بعدما القت الولايات المتحدة وحلفاء في اوروبا والشرق الاوسط اللوم على قوات الاسد عن هجوم يشتبه انه بالغاز السام قتل المئات في المدينة يوم 21 آب (اغسطس).

ورجح خبراء ان تستهدف الضربات الجوية الغربية على سورية اهدافا للجيش السوري واجهزة الاستخبارات كما قد تطال مواقع رمزية للنظام الا انها لن تغير موازين القوى في البلاد.

ويؤكد الخبراء ان هذه الغارات سيتم شنها بواسطة صواريخ توماهوك موضوعة على سفن في المتوسط و/او مقاتلات قاذفات قنابل تحلق خارج المجال الجوي السوري. وتهدف هذه الضربات الى ‘معاقبة’ نظام بشار الاسد وتوجيه رسالة له وليس للقضاء على قدراته الجوية او اعطاء تقدم استراتيجي للمعارضة وفق الخبراء.

ويرى جيفري وايت من مركز واشنطن لسياسة الشرق الادنى ان ‘الاهداف من المتوقع ان تشمل المقار العامة في منطقة دمشق وثكنات الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري، وهما وحدتان مشاركتان بقوة في قصف المناطق المدنية’. ويعتبر الحرس الجمهوري من اكثر الوحدات تسليحا وتدريبا في سورية ويقوده ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري بشار الاسد، كما انها مكلفة خصوصا الدفاع عن العاصمة.

ورصد مسؤولون وشهود عيان امس الأربعاء حشودا للقوات الأمريكية الأردنية المشتركة على طول الحدود الأردنية السورية.

وقال المسؤولون وشهود العيان أن العشرات من الدبابات والطائرات المقاتلة انتشرت أيضا على الحدود البالغ طولها 370 كيلومترا.

وقال قائد عسكري أردني غير مصرح له بالحديث إلى وسائل الاعلام:’تدربت القوات الامريكية والاردنية معا لعدة أشهر للتحضير لهذا السيناريو’.

وذكر عدد من السكان المحليين المقيمين بالقرب من بلدة رمثا الحدودية على بعد بضعة كيلومترات من مدينة درعا السورية الجنوبية ، إن العديد من الطائرات بدون طيار تراقب المنطقة الحدودية.

ومن جهته اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاربعاء ان الجيش التركي رفع درجة التأهب في مواجهة اي طارئ مع سورية، وقال الوزير التركي للصحافيين ‘منذ (مسألة) الاسلحة الكيمياوية، نحن بالتأكيد في اقصى درجات التأهب’، موجها تحية الى القوات التركية المنتشرة على طول الحدود المشتركة مع سورية والبالغة 910 كلم.

وفي تل ابيب أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) خلال اجتماعه، الأربعاء استدعاء قوات احتياط تحسبا من تصعيد مع سورية بعد ضربة أمريكية محتملة، فيما قال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إنه لا داعي لأن يغير المواطنون مجرى حياتهم الاعتيادي.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن الكابينيت صادق على طلب للجيش الإسرائيلي باستدعاء عدد قليل من قوات الاحتياط لا يزيد عن 1000 جندي، من أسلحة الجبهة الداخلية والجو وشعبة الاستخبارات العسكرية.’

وأضاف المسؤولون الأمنيون أنه في حال قيام الولايات المتحدة بمهاجمة سورية فإن الجيش الإسرائيلي قد يغير مستوى جهوزيته ويستدعي المزيد من قوات الاحتياط، لكن مستوى التأهب في الجيش لن يتغير حاليا باستثناء قيادة الجبهة الشمالية التي ستمنع الجنود من الخروج في عطلة نهاية الأسبوع.’

من جهته قال رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، الأربعاء، إن سورية ستكون ‘مقبرة للغزاة’ ولن ترهبها تهديداتهم الاستعمارية، لافتا إلى أن السوريين مستعدون لكل التحديات.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، قوله خلال استقباله عدداً من أعضاء مجلس الشعب عن محافظات الرقة وحلب والحسكة، إن سورية ‘بلد الحضارة والتاريخ ومصنع للأبطال والرجولة والعزة ستكون مقبرة للغزاة، ولن ترهبها تهديداتهم الاستعمارية ‘.

وفي دمشق قال احد المصادر ان وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها فيما يبدو في نقل اسلحة ثقيلة الى مواقع بديلة رغم انه لم ترد تقارير عن تحرك كبير لمعدات عسكرية، فيما قد يرجع الى القتال العنيف قرب الطرق السريعة الرئيسية.

وقال سكان بالمنطقة ومصدر من مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض ان من بين المباني التي اخليت جزئيا مبنى القيادة العامة للاركان في ساحة الامويين ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الامنية في حي كفر سوسة الغربي.

ولا تتحدث السلطات العسكرية السورية علنا عن تحركات القوات ولم يتسن الحصول على تعليق من متحدث حكومي.

ويعتبر مبنى القيادة العامة للاركان احد المقار العسكرية الكبرى في البلاد وتم خفض عدد العاملين به منذ هاجمه مقاتلو المعارضة بالقنابل في ايلول (سبتمبر) 2012 .

لكن لم يحضر احد تقريبا للعمل امس في ذلك المبنى او المباني الاخرى.

وقالت المصادر ان الشاحنات شوهدت في الساعات الثماني والاربعين الماضية عند المدخل المطوق للعديد من المباني لتنقل فيما يبدو مستندات واسلحة خفيفة.

وقال ساكن يعيش قرب فرع فلسطين التابع للمخابرات الحربية في كفر سوسة ‘يمكنك ان ترمي ابرة وتسمع رنينها في كفر سوسة.’

وقال العميد مصطفى الشيخ وهو احد كبار المنشقين عن الجيش متحدثا من مكان لم يكشف عنه في سورية انه بناء على المعلومات التي جمعها الجيش السوري الحر فقد نقلت القيادة العامة للاركان الى موقع بديل على سفوح جبال لبنان الشرقية شمالي دمشق.

وقال الشيخ ‘نقل العديد من القيادات الى مدارس ومخابىء تحت الارض. لكني لست متأكدا ان ذلك سيفيد النظام كثيرا.’

وقال ساكن آخر يعيش عند سفوح جبل قاسيون الواقع في وسط المدينة حيث تتمركز قوات الحرس الجمهوري ان مدفعية الكتيبة رقم 105 للحرس الجمهوري توقفت عن القصف اليوم بعدما كانت تسمع يوميا في العادة.

وقال الساكن ‘لديهم كثير من شاحنات الجيش تنزل من جبل قاسيون. يبدو انهم اخلوا مقار الكتيبة 105 .’

وقال نشطاء في شرق دمشق انه تم اخلاء ثكنات ومجمعات سكنية خاصة بالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة قرب ضاحيتي السومرية والمعضمية وان العسكريين وعائلاتهم نقلوا الى المدينة.

وقال ابو ايهم وهو قائد في لواء انصار الاسلام المعارض في دمشق انه تم اخلاء قيادة الاركان ومخابرات القوات الجوية بالاضافة الى العديد من الثكنات والمجمعات السكنية ذات الاستخدام المختلط للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة على المشارف الشرقية للمدينة.

واضاف ‘لخدمة كل الاغراض تم اخلاء مقار القيادة والسيطرة التابعة للجيش. قبل التهديد (بضربة غربية) كانوا يتخذون احتياطات بالعمل بصورة اكبر من الطوابق السفلى. وفي الساعات الثماني والاربعين الماضية قاموا بعمليات اخلاء’.

ومن جهته قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري الأربعاء إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ساعدت ‘إرهابيين’ على استخدام أسلحة كيمياوية في سورية وإن نفس المجموعات ستستخدمها قريبا ضد أوروبا.

وأضاف للصحافيين خارج فندق فور سيزونز في دمشق إنه قدم لمفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة أدلة على أن ‘مجموعات إرهابية مسلحة’ استخدمت غاز السارين في كل مواقع الهجمات المزعومة.

وقال إن سورية تكرر أن جماعات إرهابية هي التي استخدمت الأسلحة الكيمياوية بمساعدة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، مضيفا أنه يجب أن يتوقف هذا الأمر.

تركيا توجّه صواريخ أرض ـ أرض نحو سورية وترسل عمال اغاثة مدربين على التعامل مع الهجمات الكيماوية

أنقرة ـ اسطنبول ـ وكالات: وجّهت تركيا صواريخها الأرض- الأرض في ولاية هاتاي نحو سورية، في ظلّ تصاعد الحديث عن ضربة عسكرية غربية محتملة على خلفية اتهام النظام باستخدام السلاح الكيميائي.

وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة (زمان) الأربعاء، أن الجيش التركي نشر عدداً من الصواريخ في هاتاي، موجّهاً صواريخ من نوع (ستينغير) و(آي هوك) نحو سورية.

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، أعلن استعداد بلاده للمشاركة في ضربة ضد سورية من دون قرار من مجلس الأمن الدولي.

وأفادت تقارير غربية باقتراب موعد شنّ ضربة عسكرية ضد سورية على خلفية اتهام النظام باستخدام السلاح الكيميائي. من جهة اخرى ارسلت تركيا عمال اغاثة اضافيين مدربين على تحديد ضحايا الاسلحة الكيماوية وتطهيرهم الى حدودها مع سورية بعد هجوم بغاز سام على ما يبدو في دمشق وقع قبل اسبوع وقد يؤدي الى تحرك عسكري غربي.

وقال مصطفى ايدوجدو المتحدث باسم هيئة ادارة الكوارث والطوارئ ‘زدنا اجراءاتنا بصورة كبيرة منذ الاسبوع الماضي لكي نكون مستعدين على الاخص في حال وقوع هجوم كيماوي.’

واضاف ‘لدينا خبراء يمكنهم التعامل مع الهجمات الكيماوية ونشرناهم كلهم تقريبا في كيليس وهاتاي وشانليورفا’ وهي مدن حدودية بها العشرات من مخيمات اللاجئين.

وتستضيف تركيا التي تشترك في حدود طولها 900 كيلومتر مع سورية نصف مليون لاجئ فروا من الصراع المستمر منذ عامين ونصف العام وتستعد لتدفق جديد اذا وجهت القوى الغربية ضربة عسكرية.

وقال ايدوجدو ان عددا من اللاجئين عبروا الى تركيا في الايام الاخيرة عن طريق جيلفيجوزو وهو اقرب بوابة حدودية لمدينة حلب السورية كانوا مصابين بحروق واجريت لهم اختبارات لتحديد ما اذا كانوا تعرضوا لأسلحة كيماوية.

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض الثلاثاء ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد اسقطت قنابل فسفورية ونابالم على المدنيين في ريف حلب يوم الاثنين.

وقال ايدوجدو ‘لا يمكننا القول في هذه المرحلة ان هذه الحروق ناجمة عن هجوم كيماوي. لقد سمعنا عن استخدام الفسفور لكني لا استطيع التأكيد حتى الان ان هناك أشخاصا تعرضوا لهجوم كيماوي عبروا الى تركيا.’

وعبر محققو الاسلحة الكيماوية التابعون للامم المتحدة الخطوط الامامية للقتال في سورية الى منطقة تسيطر عليها المعارضة الأربعاء في ثاني زيارة لموقع الهجوم بالغاز السام قرب دمشق.

وينحي الرئيس الامريكي باراك اوباما وحلفاؤه في اوروبا والشرق الأوسط باللائمة على الاسد في مقتل مئات المدنيين الاسبوع الماضي ويضعون خططا لعمل عسكري عقابي.

وظهرت تركيا كأحد اشد منتقدي الاسد وكداعم قوي للمعارضة وانفقت نحو ملياري دولار على ايواء اللاجئين وفقا لرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.

وقال ايدوجدو ان قرابة 200 الف لاجئ سوري يقيمون في نحو 24 مخيما تركيا بينما يعيش البقية في مساكن مؤجرة في المدن الحدودية.

واضاف انه تجري إقامة مخيمات جديدة. وتابع ‘يمكننا استضافة 20 الفا آخرين في مخيمنا في فيرانشهير قرب الحدود. لا توجد مشكلة في القدرة الاستيعابية في هذه المرحلة’.

مفتشو الامم المتحدة يعودون الى دمشق بعد زيارة تحقيق للغوطة الشرقية

حلف الاطلسي: أدلة تشير إلى استخدام قوات الأسد لأسلحة كيماوية

دمشق ـ بروكسل ـ لاهاي ـ وكالات: عاد مفتشو الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية الى فندقهم في وسط دمشق، منهين زيارة تحقيق للغوطة الشرقية التي شهدت في 21 آب (اغسطس) ‘هجوما كيميائيا’ تتهم المعارضة ودول غربية النظام السوري بتنفيذه، فيما قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء ان مفتشي الامم المتحدة في حاجة الى اربعة ايام للانتهاء من عملهم.

وصرح بان كي مون في مؤتمر صحافي في لاهاي ‘دعوهم ينهوا عملهم في اربعة ايام’.

واوضح مارتن نيسيركي المتحدث باسم الامين العام في وقت لاحق ان بان كي مون كان يتحدث عن اجمالي اربعة ايام، وهو ما يشير الى ان المتفتشين الذين بدأوا التحقيق في موقع الهجوم يوم الاثنين يحتاجون حتى يوم الجمعة لاكمال عملهم.

ورغم تعرضهم الى عيارات نارية الاثنين توجه المفتشون الى احد مواقع الهجوم المفترض قرب دمشق حيث قاموا بعملية جمع ‘وافرة’ للادلة وكان يفترض ان يواصلوا العمل الثلاثاء لكنه ارجئ الى الاربعاء لانعدام ضمانات من المعارضة حول امنهم كما قالت دمشق، في حين نفى مقاتلو المعارضة ذلك.

وعاد المفتشون الى فندقهم في وسط دمشق الاربعاء، منهين زيارة تحقيق للغوطة الشرقية التي شهدت في 21 آب (اغسطس) ‘هجوما كيميائيا’ تتهم المعارضة ودول غربية النظام السوري بتنفيذه، بحسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس.

واضاف الامين العام للامم المتحدة ‘بعد ذلك سيقوم المفتشون بتحاليل علمية ثم يجب ان نعد تقريرا الى مجلس الامن الدولي كي يتخذ الاجراءات التي يراها ضرورية’.

اما بشان شرعية تدخل عسكري محتمل يشكل موضع تجاذب بين روسيا والغرب فقال بان كي مون بحذر ان ‘شرعة الامم المتحدة هي التي تحدد اطار العمليات التي يمكن القيام بها من اجل صيانة السلام والامن الدوليين’.

وفاقم الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية في 21 اب (اغسطس) قرب العاصمة السورية واسفر عن مقتل مئات الاشخاص، الخلافات بين روسيا والغربيين حول النزاع السوري، فاتهم الغربيون النظام السوري بينما اتهمت موسكو مقاتلي المعارضة باستخدام اسلحة كيميائية.

من جهته قال اندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الأربعاء إن معلومات من عدد من المصادر تشير إلى أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية في سورية.

وأضاف متحدثا بعد اجتماع لسفراء الحلف في بروكسل أن أي استخدام لمثل هذه الأسلحة ‘غير مقبول ويجب الرد عليه’ غير أنه لم يقترح أي رد.

وتابع في بيان ‘هذا خرق واضح للمعايير والممارسات الدولية القائمة منذ فترة طويلة… المسؤولون يجب أن يحاسبوا’.

واشار المصور الذي كان موجودا قرب فندق ‘فور سيزنز′ الى ان وفد المحققين عاد قرابة الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر (13.30 ت غ) الى الفندق الواقع في وسط العاصمة، والذي كانوا قد غادروه قرابة الساعة العاشرة (7.00 ت غ) صباحا.

الى ذلك نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن دبلوماسي روسي كبير قوله الأربعاء إنه يتحتم على مجلس الأمن انتظار تقرير مفتشي الأسلحة بشأن الهجوم المزعوم بأسلحة كيماوية في سورية قبل دراسة الرد.

ويشير تصريح فلاديمير تيتوف نائب وزير الخارجية الروسي إلى معارضة روسيا لاقتراح بريطانيا تقديم مسودة قرار إلى مجلس الأمن الأربعاء يفوض باتخاذ ‘الاجراءات اللازمة’ لحماية المدنيين السوريين.

ونقلت انترفاكس عن تيتوف قوله ‘سيكون من السابق لاوانه على اقل تقدير مناقشة اي رد فعل لمجلس الامن الى ان يقدم مفتشو الامم المتحدة الذين يعملون في سورية

وتقول روسيا انها تشتبه بأن المعارضة ربما نفذت الهجوم بالغاز من اجل استفزاز الغرب لكي يقوم بتدخل عسكري وحذرت من ان اي استخدام للقوة بدون موافقة الامم المتحدة سيشكل انتهاكا للقانون الدولي. وابلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الامريكي جون كيري ان موسكو ترفض مزاعم واشنطن بان النظام السوري يقف وراء الهجوم بالاسلحة الكيميائية الاربعاء الماضي قرب دمشق كما اعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان.

وفي اتصال هاتفي الثلاثاء ابلغ لافروف ايضا كيري بمخاوف روسيا من ان هذا الوضع يقوض الجهود الدبلوماسية لوقف النزاع فيما تتزايد المؤشرات على احتمال توجيه الغرب ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقالت الخارجية الروسية في بيان ان ‘جون كيري عرض الحجج التي قال انها تستند على معلومات من مصادر موثوقة ومفادها ان الحكومة السورية تتحمل مسؤولية الهجوم بالاستخدام المفترض للاسلحة الكيميائية’.

واضافت ان ‘هذه الحجة رفضها سيرغي لافروف الذي عرض موقف الجانب الروسي من هذه القضية’.

وقال لافروف ان موسكو تريد تبادلا موضوعيا وجوهريا للمعلومات حول الادلة على وقوع هجوم كيميائي مفترض في سورية.

وتابع البيان ان موسكو ‘كما في السابق قلقة بشكل خاص ازاء المسار الواضح المتجه نحو تقويض شروط حل سياسي-دبلوماسي للنزاع، من قبل عدد من الدول’.

ناشط سوري: إخلاء مطار دمشق وإطفاء أنواره ونقل القيادات العسكرية إلى المدارس

وكالات

شاهد ناشط معارض شاحنات تقلّ جنودًا من القوات الحكومية تغادر مطار دمشق الدولي، واتجهت نحو بلدة حران العواميد القريبة، بعد إطفاء الأنوار في المطار، لكن النظام نفى ذلك. ويستمر مرور ضباط النظام إلى لبنان ومنه إلى الخارج عبر مطار بيروت.

بيروت: قال مأمون الغوطاني، الناشط في المعارضة السورية، لوكالة رويترز، إن مركبات مدرعة وشاحنات تقلّ جنودًا من القوات الحكومية شوهدت أمس الأربعاء مغادرة منطقة مطار دمشق الدولي، حيث يوجد ثلاث قواعد للجيش، واتجهت نحو بلدة حران العواميد القريبة، بعد إطفاء الأنوار في المطار. كما طلب من السكان في الأحياء القريبة من المطار مغادرتها، تجنبًا لأي إصابات قد تقع بينهم، إن تعرّضت المنطقة لضربات بالصواريخ الغربية.

وفي وقت سابق، قال سكان ومصادر معارضة إن الجيش النظامي نقل معظم أفراده من مقار القيادة العسكرية والمدنية من وسط دمشق، استعدادًا لضربة عسكرية غربية، ووضعهم في بعض المدارس في العاصمة. ونقلت التقارير الصحافية عن أحد المصادر في دمشق أن وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها في نقل أسلحة ثقيلة لمواقع بديلة.

كما أفاد مصدر في الجيش السوري الحر المعارض بإخلاء مبنى القيادة العامة للأركان في ساحة الأمويين، ومبنى قيادة القوات الجوية القريب منه، والمجمعات الأمنية في حي كفرسوسة الغربي.

نفي روسي

إلا أن قناة “روسيا اليوم” نقلت عن مصادر سورية مطلعة تأكيدها أن السلطات السورية لم تخلِ أيًا من المقار الأمنية ولا قيادة الأركان والقوات الجوية في العاصمة، ولم تنسحب من المطار. كما نقلت القناة عن مصادر في وزارة النقل السورية تأكديدها أن رحلات المطار لم تتعطل، وهناك اشتباكات تجري بين وحدات من الجيش السوري والمعارضة المسلحة على طريق المطار، وأن عمليات الجيش مستمرة في شرق دمشق، وتحديدًا في زملكا وعربين والمليحة وجوبر ووادي عين ترما، تزامنًا مع قصف مدفعي باتجاه الغوطة الشرقية.

كذلك أشارت صحيفة الحياة اللندنية إلى أن سكان دمشق يتسابقون للاستعداد لهجوم أجنبي، فيكدّس كثيرون الإمدادات، ويتزاحم آخرون للعثور على مأوى بعيدًا عن الأهداف العسكرية المحتملة. ولفتت إلى أن كثيرين يخشون أن تصبح دمشق مكانًا خطرًا إذا حدثت الضربة العسكرية المتوقعة.

عبر بيروت

وتحدثت مصادر مختلفة عن فرار آلاف من الضباط السوريين من رتب مختلفة إلى الخارج في اليومين الماضيين من طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وتحدثت مصادر الأمن العام اللبناني عن عبور نحو 15900 سوري إلى لبنان في اليومين الماضيين، سافر منهم نحو 10100 سوري عبر المطار، وعن ازدحام على الخط العسكري في معبر جديدة يابوس السوري المحاذي للبنان، الذي يعبره الضباط والشخصيات الكبيرة، مزوّدة بأذونات خاصة صادرة من الاستخبارات السورية.

وأوردت تقارير صحافية عن مصادر لبنانية قولها إن عددًا من كبار الضباط السوريين، وخصوصًا العلويين، نزلوا في ضيافة حزب الله، الذي أمّن شققًا سكنية لهم ولعائلاتهم، وحماية على مدار الساعة.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832930.html

الأسد: سوريا ستدافع عن نفسها في وجه أي “عدوان

أ. ف. ب.

فيما تطغى الأنباء عن توجيه ضربة وشيكة إلى سوريا على أي خبر آخر، تجهد السلطات في دمشق لتبدو مصممة على المواجهة. فقد أكد الرئيس السوري اليوم أن التهديدات ستزيد سوريا تمسكا بمبادئها مضيفًا أن بلاده ستدافع عن نفسها في وجه أي “عدوان”.

دمشق: اكد الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الخميس ردا على التهديدات الغربية التي تستهدف سوريا، ان بلاده “ستدافع عن نفسها” ضد اي اعتداء، بحسب ما اورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل على شاشته.

وقال الأسد في لقاء مع وفد من قيادات الاحزاب والنواب اليمنيين “ان التهديدات بشن عدوان مباشر على سوريا، ستزيدها تمسكا بمبادئها الراسخة وقرارها المستقل النابع من ارادة شعبها”، مضيفا ان “سوريا ستدافع عن نفسها في وجه اي عدوان”.

وتأتي تصريحات الاسد مع استعداد دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لاحتمال توجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري، ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب/اغسطس، تتهم المعارضة والدول الغربية النظام بالوقوف خلفه.

وشدد الاسد على ان “سوريا بشعبها الصامد وجيشها الباسل ماضية ومصممة على القضاء على الارهاب الذي سخرته وتدعمه اسرائيل والدول الغربية خدمة لمصالحها المتمثلة بتقسيم المنطقة وتفتيت شعوبها واخضاعها”.

ويعتمد النظام السوري عبارة “ارهابيين” للاشارة الى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في الصراع المستمر منذ اكثر من عامين. وتتهم دمشق وحلفاؤها دولا عربية واقليمية بتوفير دعم مالي ولوجستي لهم. واضاف الاسد للوفد ان “الحالة الشعبية هي الضامن للانتصار، وهذا ما يحدث في سورية”.

البابا والعاهل الاردني: الحوار هو الخيار الوحيد

من جانبه، اعلن الفاتيكان في بيان اليوم الخميس ان الباب فرنسيس وعاهل الاردن الملك عبد الله الثاني يريان ان “التفاوض والحوار” هو “الخيار الوحيد” للخروج من الازمة في سوريا. وقال البيان انه “تم التأكيد مجددا” خلال المحادثات بين البابا والعاهل الاردني على ان “طريق الحوار والتفاوض بين مكونات المجتمع السوري مع دعم الاسرة الدولية هو الخيار الوحيد لوضع حد للنزاع”.

بطريرك الكلدان يحذر من “بالكارثة”

ووصف بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو الهجوم المحتمل على سوريا بالكارثة مؤكدا على ان العراق لايزال يعاني اثار الغزو الدولي في 2003 رغم مرور عشر سنوات.

ودعا ساكو بعد جولة قام بها في بغداد للاطلاع على احوال المسيحيين الى حل سياسي “لشدة تعقيد الوضع السوري” محذرا في الوقت ذاته من تكرار تجربة التدخل العسكري في العراق الذي “لايزال تحت وطأة القنابل والمشاكل الامنية وعدم استقرار وازمة اقتصادية”.

وانتخب ساكو (64 عاما) زعيما للكنيسة الكلدانية خلفا البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي الذي استقال في كانون الاول/ديسمبر لدى بلوغه الخامسة والثمانين. وقال ان “الحرب تمزق هذا البلد (سوريا) منذ سنتين و المعارضة منقسمة ومجموعاتها المختلفة تقاتل بعضها بعضا فضلا عن انتشار الميليشيات الجهادية”.

واعتبر رجل الدين المسيحي الذي يدعو باستمرار الى وقف هجرة المسيحين من العراق ان “العمل العسكري سيزيد ذلك من تعقيد الوضع لأن هناك انقسامات موجودة بين الجماعات الاتنية والسياسية” متسائلا فماذا سيحدث لهذا البلد بعد ،انها الكارثه”.

و رأى أن الصيغ المستخدمة من قبل الدول الغربية لتبرير أي تدخل تبدو “مرتبكة”. واوضح ان “الغرب برر التدخل العسكري ضد صدام حسين باتهامه امتلاك أسلحة الدمار الشامل دون أن يتم العثور عليها”.

واضاف “بعد مرور 10 سنوات على الاجتياح الاميركي للعراق اين نحن ذاهبون، الى أين يتجه البلد؟ (..) أين الديموقراطية؟ وأين الحرية؟ أهذه هي المشاريع التي وعدو بها ويريدون تحقيقها في سوريا الان؟”، مشيرا بذلك الى تردي الاوضاع في العراق.

وتابع “إذا كان الغرب يريد أن يساعد هذه الشعوب لتتحول الى ديموقراطيات منفتحة، فلا بد من تربية الشعب، ولكن ليس بالقنابل”. وشدد على ان الغرب “يجب ان يفكر بالنتائج التي ستنعكس على سوريا و العراق ولبنان وإيران أيضاً”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832922.html

ميركل مع ضربة عسكرية لسوريا طالما لا تشارك ألمانيا فيها

عبدالاله مجيد

تؤيّد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضرب سوريا بعد استخدام النظام غاز سارين ضد المدنيين، طالما لن تشارك أي قوة ألمانية فيها، إذ لا تريد أن تعاني ألمانيا عزلة دولية كالتي عانتها حين رفضت المشاركة في حظر جوي فوق ليبيا في العام 2011.

في العام 2002، أُعيد انتخاب الديمقراطيين الاجتماعيين في ألمانيا لمعارضتهم حرب العراق، وهم الآن يعارضون ضرب سوريا، لكن مراقبين يرون أن هذا الموقف لن يساعدهم على الفوز على المستشارة أنجيلا ميركل حين يتوجّه الألمان إلى صناديق الاقتراع في 22 أيلول (سبتمبر) المقبل.

وكان زعيم الديمقراطيين الاجتماعيين غيرهارد شرودر فاز في الانتخابات العام 2002، مخالفًا استطلاعات الرأي، باستبعاده أي دور ألماني في حرب العراق، التي كانت طبولها تقرع بصوت عال وقتذاك، منتقدًا الولايات المتحدة بلغة بعيدة عن الدبلوماسية، حين أعلن “بقيادتي لن يشارك هذا البلد في مغامرات”.

وبعد 11 عامًا، تشير الاستطلاعات إلى أن حزب شرودر أكثر تلكؤًا مما كان في العام 2002، قبل زهاء ثلاثة أسابيع على الانتخابات العامة، ونُذر تدخل عسكري غربي آخر في الشرق الأوسط تلوح في الأفق مع تحضيرات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لضرب سوريا. وأعربت المستشارة ميركل بصورة غير مباشرة عن دعمها للعمل العسكري عندما أعلن المتحدث باسمها في مؤتمر صحافي أن النظام السوري يجب أن يُعاقب، والمطلوب رد دولي واضح.

عن بعد

أعلن الحزب الديمقراطي الاجتماعي المعارض وحلفاؤه الخضر معارضتهم القوية لتوجيه ضربة عسكرية في حملة باهتة بشأن قضية خلافية. وقال زعيم الديمقراطيين الاجتماعيين زيغمار غابريل إن الهجوم على سوريا يحمل مخاطر جسيمة. وأكد غابريل لمجلة شبيغل أونلاين: “علينا ألا نخطئ الآن باتباع المنطق العسكري حصرًا”.

ويتساءل مراقبون عمّا إذا كان التاريخ يعيد نفسه اليوم، وما إذا كان السجال الدائر بين الألمان حول سوريا سيؤدي إلى حرمان ميركل مما يبدو فوزًا سهلًا بولاية ثالثة في انتخابات الشهر المقبل. ويرجّح محللون سياسيون وخبراء في دراسة اتجاهات الرأي العام أن هذا لن يحدث هذه المرة، بالرغم من قوة الاتجاه المسالم بين الألمان بتأثير تركة من الهزيمة والدمار في حربين عالميتين.

وتتهرّب ميركل بحذاقة من ربط نفسها بموقف واضح، رغم خطابيتها القوية إنشائيًا، إلى جانب الضربة العسكرية. فهي مع حلفاء ألمانيا التقليديين بدعم تحركهم الحازم، لكنها ستُبقي بلدها خارج المعركة، وهذا ما يهمّ الناخبين مع اقتراب يوم الاقتراع. وقال يورغن فالتر، المحلل السياسي في جامعة ماينتس: “إن ميركل لن تنأى بنفسها عن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حين تتحرك هذه الدول، لكني متأكد تمامًا من أنها ستستبعد أي دور عسكري ألماني”.

سيناريو مختلف

يؤكد نواب ألمان من حزب ميركل أن الجيش الألماني ينهض بأقصى ما يمكن أن يتحمله من أعباء بقوات تتمركز في أفغانستان وكوسوفو وعلى امتداد الحدود التركية مع سوريا، حيث يتولى جنود ألمان تشغيل بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ في إطار عملية أطلسية.

ولو طلب الحلفاء مساعدة ألمانيا، من دون وجود ما يشير إلى مثل هذا الطلب، لأشارت الحكومة على الأرجح إلى عقبات قانونية تعترض تقديم هذه المساعدة، مثل غياب التفويض المطلوب من مجلس الأمن، والحاجة إلى تصويت في البرلمان، كما لاحظ فالتر. يضاف إلى ذلك أن هناك اختلافًا أساسيًا بين العراق وسوريا، فإن معارضة التدخل العسكري هذه المرة لن تكسب الحزب الديمقراطي الاجتماعي أصواتًا بسبب الصور المروعة لمئات الجثث وعذاب أطفال ونساء ورجال يحتضرون بعد ضربهم بأسلحة محرمة دوليًا.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة باساو الألمانية هاينريش أوبروتر لشبيغل أونلاين: “إن الجانب الأخلاقي لاستخدام الغاز السام في هجمات ضد الشعب يجعل هذا مختلفًا عن العراق”. وأشار مانفريد غولنر، مدير معهد فورزا لاستطلاعات الرأي العام، إلى أنه من المستبعد أن يكون للأزمة السورية تأثير كبير في الانتخابات.

وقال لشبيغل أونلاين: “الوضع في العراق يختلف عن سوريا، ولا أعتقد أن في قدرة أي أحزاب أن تسجل نقاطًا من هذا، طالما أن ألمانيا لا ترسل جنودًا”. وتشير قوة تصريحات ميركل إلى أنها لا تريد أن تكرر عزلة ألمانيا بشأن الضربات الجوية في ليبيا في العام 2011، عندما امتنعت برلين عن التصويت على إقامة منطقة حظر جوي في مجلس الأمن، ونظر كثيرون إلى ذلك على أنه كان خطأ أضرّ بمكانة ألمانيا بين حلفائها الغربيين.

مردود عكسي

يبدو من الوهلة الأولى أن حديث ميركل عن ضرورة أن تكون هناك عواقب لما يفعله النظام السوري خطوة جريئة من جانب ميركل سيئة الصيت بمهارتها في تجنب الخوض في قضايا خلافية، قبيل الانتخابات تحديدًا، لا سيما أن نتائج استطلاع نشرها معهد فورزا الثلاثاء أظهرت أن 69 بالمئة من الألمان يعارضون توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، وأن 23 بالمئة منهم فقط معها.

وقال أوسكار نيدرماير، المحلل السياسي في جامعة برلين الحرة: “المهم بالنسبة إلى الألمان هو أن ألمانيا لن تشارك، والحكومة والمعارضة متفقتان على ذلك”. وحذر نيدماير الحزب الديمقراطي الاجتماعي من أن محاولة توظيف المعارضة الواسعة للضربة العسكرية في الحملة الانتخابية قد يكون لها مردود عكسي، خصوصًا بالارتباط مع استخدام الغاز السام ضد مدنيين.

وتقدم سوريا مثالًا جديدًا على الثنائية القائمة بين قوة ألمانيا الاقتصادية من جهة وضعف دورها في الأزمات السياسية الدولية من الجهة الأخرى. وكتبت صحيفة زود دويتشة تسايتونغ في افتتاحيتها الأربعاء أن الغرب منقسم لدول من الفئة “أ” مستعدة لاستخدام القوة، وهي بالأساس الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ودول من الفئة “ب” لا تستبعد تمامًا التدخل العسكري، لكنها تبدي قدرًا كبيرًا من التروي لأسباب داخلية، وتنأى بنفسها حيثما أمكن ذلك.

واعتبرت الصحيفة أن ألمانيا أكبر وأهم دولة في هذه الفئة. في هذه الأثناء، تبدو حظوظ ميركل الانتخابية قوية، فالمحافظون الذين تقودهم يتقدمون بفارق 19 نقطة على الحزب الديمقراطي الاجتماعي، بحسب استطلاع نشر معهد فورزا نتائجه يوم الأربعاء.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832919.html

الحرب على الأسد تقترب… فجر الجمعة وربما الثلاثاء

وكالات

باتت الضربة العسكرية قاب قوسين أو أدنى من سوريا، ففي حين تكهنت وسيلة إعلام إسرائيلية أنها ستكون يوم الجمعة، رأت صحيفة بريطانية أنها على الأرجح ستنطلق الثلاثاء المقبل، وذلك بسبب خلافات ظهرت بين المعارضة والحكومة البريطانيتين.

وكالات: حذر قائد اركان القوات المسلحة الايرانية الجنرال حسن فيروز ابادي من عواقب اي عمل عسكري ضد سوريا في المنطقة مؤكدا ان”النيران” ستطال اسرائيل.

وبينما تنظر الولايات المتحدة والدول الغربية في احتمال شن ضربات عسكرية ضد النظام السوري الذي يتهمونه بشن هجوم كيميائي،حذر الجنرال فيروز ابادي من مغبة شن اي عمل عسكري مؤكدا ان “نيران اي عمل عسكري في سوريا ستطال الصهاينة”.

واكد فيروز ابادي ان “اي عمليات عسكرية جديدة ستسفر عن الحاق المزيد من الخسائر بالمنطقة وهو امر ليس في مصلحة احد غير الصهاينة”.

وبحسب فيروز ابادي فان “الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاءهما سيتكبدون خسائر جراء اثارة الحروب في سوريا والمنطقة”.

وكان آية الله علي خامنئي المرشد الاعلى للجمهورية اكد الاربعاء ان التدخل العسكري الاميركي ضد سوريا “سيكون كارثة على المنطقة”.

وكثفت ايران في الايام الماضية تحذيراتها من تدخل عسكري لواشنطن وحلفائها في سوريا.

وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء انه لم يتخذ قرارا بعد بضرب سوريا وحمل مباشرة نظام الرئيس بشار الاسد مسؤولية الهجوم المفترض بالاسلحة الكيميائية الاسبوع الماضي في ريف دمشق.

موعد الهجوم

خلت وسائل الإعلام العالمية في تكهنات حول موعد الضربة العسكرية لسوريا ردًا على استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن الضربة العسكرية كان من المفترض أن تتم فجر اليوم الخميس، إلا أنها تأجّلت بسبب خلافات بين الحكومة والبرلمان في بريطانيا، فيما قالت القناة العاشرة في إسرائيل إن الضربة قريبة جدًا، وستكون في نهاية الأسبوع، في إشارة إلى يوم الجمعة. وأضافت القناة إن القوات الأميركية والبريطانية جاهزة لتنفيذ ضربتها بمجرد تلقي الأوامر العسكرية، ومن الممكن أن يتم ذلك في أي لحظة.

واشنطن ترسل مدمرة خامسة

اكد مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية الخميس ان الولايات المتحدة سترسل مدمرة الى قبالة السواحل السورية ما يرفع عدد السفن الحربية في شرق المتوسط الى خمس.

وقال هذا المسؤول ان “السفينة يو اس اس ستاوت موجودة في المتوسط ومتوجهة شرقا”. واضاف ان هذه السفينة الحربية ستحل محل السفينة يو اس اس ماهان لكن السفينتين ستبحران معا مع ثلاث مدمرات اخرى لفترة غير محددة قبالة السواحل السورية.

انقسامات بريطانية

لكن صحيفة الغارديان البريطانية قالت إن العملية العسكرية المرتقبة ضد النظام السوري قد يتم تأجيلها حتى الثلاثاء المقبل، وذلك بسبب ظهور خلافات حادة بين المعارضة في البرلمان البريطاني والحكومة حول عدم توريط الجانب البريطاني في العمل العسكري على سوريا، وعدم تكرار سيناريو ما حدث في العراق عام 2003.

وأفادت الصحيفة نقلًا عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن النواب البريطانيين سيمنحون تصويتًا آخر بحسب طلب المعارضة، من أجل الموافقة على عمل عسكري في سوريا، وذلك لنزع فتيل تمرد البرلمان، بحسب وصف الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مسؤولة في الحكومة البريطانية قولها “إن الولايات المتحدة قد خططت لتوجيه ضربات عسكرية على أهداف سورية قبل عطلة نهاية الأسبوع، وتستعد لتجهيز خطة احتياطية لتأخير الضربات حتى يوم الثلاثاء المقبل.

وكان رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما قد أكد في تصريحات تلفزيونية أن الحكومة السورية هي من قامت بالهجوم الكيميائي، لافتًا إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن الغارات الجوية، لكن على النظام السوري استيعاب أن هناك تحركًا دوليًا بسبب أفعاله، على حد تعبيره.

هذا ومن المتوقع أن تنشر الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل مشترك تقريرًا حول مسؤولية نظام الأسد عن استخدام النظام السلاح الكيميائي في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في محاولة منهما لحشد التأييد لتوجيه الضربات العقابية.

الضربة قادمة لا محالة

وأكد السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة ستوجّه ضربة عسكرية إلى سوريا لا محالة، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يحدد موعدها بعد. وقال شابيرو إنه على ضوء المشاهد التي بثت من سوريا واستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد النساء والأطفال، فإن الولايات المتحدة تعتبر ذلك أمرًا جديًا، وبالتالي فإنه سيكون هناك رد أميركي وفي الوقت المناسب.

وأضاف شابيرو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يجري اتصالات ومشاورات مع حلفاء الولايات المتحدة، ومشاورات مع الكونغرس حول هذا الموضوع. وأقرّ الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مقابلة تلفزيونية الليلة الماضية، بأنه لم يتخذ قراره بشأن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا بعد، علمًا بأنه متيقن من أن الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وأنه يجب أن تكون لذلك تداعيات.

وقال أوباما في المقابلة إن الولايات المتحدة تجري اتصالاتها مع حلفائها والمجتمع الدولي لتحديد الخطوات المقبلة، مضيفًا أن على الأسد أن يدرك أن استخدامه للأسلحة الكيميائية ضد شعبه لا يتنافى مع المبادئ الدولية فحسب، ولكنه يعرّض أيضًا المصالح الأميركية للخطر.

إسرائيل سرّبت معلومات الكيميائي

من جهة ثانية، ذكرت مصادر استخباراتية غربية أن المخابرات الإسرائيلية تمكنت من اعتراض معلومات تفيد بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقف وراء الهجوم بالأسلحة الكيميائية، الذي وقع في الحادي والعشرين من شهر أغسطس/آب الجاري.

أضافت هذه المصادر، في تصريحات خاصة أدلت بها إلى شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية، أن “وحدة الاستماع التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية تمكنت من اعتراض معلومات في هذا الصدد، وقامت بإبلاغها إلى وكالة الأمن الأميركي، حيث أسهمت هذه المعلومات التي تم اعتراضها في توصل البيت الأبيض إلى مسؤولية نظام بشار الأسد عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.

وأشارت الشبكة إلى أن مصادر في المخابرات الأميركية أوضحت أيضًا في هذا الصدد أن واشنطن كانت تعاني في البداية من معلومات مشوّشة وغير دقيقة بشأن الرد على الأسئلة الآتية: هل استخدمت أسلحة كيميائية فى سوريا بالفعل؟.. ومن الذي أصدر الأمر بذلك؟، ولكنها تمكنت في النهاية بعد اعتراض وحدة الاستماع الإسرائيلية من الحصول على نص المحادثات ذات الصلة في هذا الهجوم.

وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية لم تفرج – حتى الآن – عن المعلومات الاستخباراتية الخاصة بالهجوم الكيميائي الذي وقع في سوريا في الأسبوع الماضي لأسباب عدة، من بينها ضرورة تحديد الجزء الذي سوف ترفع السرية عنه من ذلك الذي سوف يظل في عداد المعلومات المحظورة.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/8/832914.html

الخط العسكري بين لبنان وسوريا: همزة الوصل بين النظام وحلفائه

يشهد منذ يومين زحمة سير على الجزء المتبقي منه في الجانب السوري

بيروت: «الشرق الأوسط»

أفاد قادمون من سوريا «الشرق الأوسط» أمس أن زيادة كبيرة في عدد القادمين من سوريا إلى لبنان حدثت عند «الخط العسكري» من الجهة السورية بشكل ملحوظ خلافا للخط المدني الذي يشهد زحمته العادية. وتشير هذه المعطيات، وفق ناشطين سوريين في لبنان، إلى أن المقربين من النظام هم الأكثر مغادرة إلى الأراضي اللبنانية خلال اليومين الماضيين لأن من يحق لهم استخدام هذا الخط هم من الشخصيات المهمة والنافذة فقط، والمزودة بأذونات خاصة تعطى من الاستخبارات السورية.

و«الخط العسكري» عبارة عن خط مواز للحدود افتتح منذ عام 1976 في نقطتي الحدود اللبنانية والسورية. وهو خط لا تشمله أية قيود أو سجلات تحدد الداخل والخارج من خلاله بين البلدين، لكن لبنان أقفل هذا الخط على دفعتين، في عام 2005 بعد انسحاب القوات السورية في أبريل (نيسان) حيث أبقي بعيد الانسحاب للاستعمال من قبل الشخصيات اللبنانية المهمة، قبل إقفاله نهائيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه.

لكن الجانب السوري أبقى على «الخط العسكري» وفق أذونات تعطى لحلفاء النظام تسمح لهم بالتنقل عبر الحدود السورية من دون أية إجراءات أو تفتيش، وبواسطة حراسة مسلحة في بعض الأحيان وفقا لمرتبة ونفوذ حامل التصريح.

وكان هذا الخط الموازي للخط المدني عند نقطة المصنع الحدودية في منطقة البقاع، شرق لبنان، كما هو معروف، مخصصا لمرور الشخصيات السياسية والمسؤولين والعسكريين وزوار الضباط السوريين من اللبنانيين، إلى دمشق، وبالعكس، بناء على بطاقات أو أذونات خاصة، فيما كان بعض اللبنانيين ورجال الأعمال يحصلون عليها مقابل مبلغ من المال. وكان بإمكان سالكيه المرور من دون أن يخضعوا للإجراءات الرسمية المتعلقة بالسيارة أو ركابها، استنادا إلى إذن عسكري خاص يتيح للعسكريين وكبار المسؤولين من البلدين التنقل بين الحدود.

وأثار إغلاق الخط العسكري أزمة بين لبنان وسوريا، حيث صرح النائب وليد جنبلاط آنذاك بأن رئيس الاستخبارات العسكرية السورية حينها آصف شوكت اتصل هاتفيا بقائد الجيش اللبناني حينها ميشال سليمان (الرئيس اللبناني الحالي) وهدده، من دون أن يفصح عن طبيعة تلك التهديدات. وانتقد نواب لبنانيون بعد اغتيال عدد من النواب والشخصيات اللبنانية بشدة وجود هذا الخط العسكري، وقالوا إنه يسهل دخول السيارات المفخخة أو منفذي التفجيرات في لبنان.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في 18 ديسمبر 2005، في بيان، أنه «تم الانتهاء من إجراءات إقفال الخط العسكري نهائيا على الحدود اللبنانية – السورية عند محلة المصنع ببوابة حديدية». وقالت إن «سلطات الأمن اللبنانية المختصة قامت بوضع حاجز لقوى الأمن الداخلي لأول مرة عند تقاطع الخط العسكري مع الخط المدني».

ولفت البيان إلى أن قيادة الجيش اللبناني كانت قد ألغت، اعتبارا من 22 أكتوبر (تشرين الأول) من العام ذاته، كل أذونات المرور على هذا الخط واقتصر استخدامه على الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري وموظفي الأمانة العامة للمجلس وعلى العسكريين المزودين بمهمات رسمية، وبكل ما يتعلق بمستلزمات الدعم اللوجستي بين الجيشين.

أوباما يجتمع بكبار مستشاريه لوضع «اللمسات الأخيرة» على الضربة العسكرية

«الناتو» يدخل على الخط.. وروسيا تدعو إلى انتظار تقرير المفتشين

واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»

اجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع مستشاريه الأمنيين وكبار مسؤولي الإدارة، صباح أمس، لمناقشة التفاصيل النهائية للضربة العسكرية المزمع توجيهها إلى سوريا ردا على هجوم بالأسلحة الكيماوية استهدف ريف دمشق الأسبوع الماضي وأدى إلى مقتل المئات.

وأشار مسؤول أميركي إلى أن «الإدارة الأميركية ترى ضرورة معاقبة الحكومة السورية على استخدامها الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، وفي نفس الوقت توجيه رسائل لقادة الدول الأخرى مثل كوريا الشمالية أن الولايات المتحدة لن تصمت حول أي خطوات لاستخدام الأسلحة الكيماوية أو النووية وانتهاك المعايير الدولية». وتجري المناقشات حول شكل الضربة العسكرية والأسلحة المستخدمة بما يمنع النظام من توجيه هجمات بأسلحة كيماوية في المستقبل.

وتقيم الإدارة الأميركية ردود الفعل المحتملة للنظام السوري وطريقة الرد وتوقيته فيما تسميه الإدارة الأميركية «عمليات اليوم التالي». ويقول مسؤول بالإدارة إن «لدى البنتاغون خطة لاحتواء أي رد فعل عسكري سوري محتمل».

وأعلنت الإدارة الأميركية أنها ستنشر تقريرا سريا أرسل إلى أعضاء الكونغرس الأميركي يتضمن الأدلة الدامغة ضد نظام بشار الأسد وشنه هجمات بالأسلحة الكيماوية على المدنيين. ومن المتوقع أن يشمل التقرير معلومات تربط بين الأسد والهجمات على ريف دمشق والاتصالات الهاتفية بين القادة السوريين. وكانت مجلة «فورين بوليسي» أفادت بأن أجهزة الاستخبارات الأميركية تنصتت على مسؤول في وزارة الدفاع السورية يجري «مكالمات هاتفية مع قائد وحدة السلاح الكيماوي» وهو «مصاب بالذعر» بعد هجوم الأسبوع الماضي. وقالت المجلة: «الأربعاء (قبل) الماضي وفي الساعات التي تلت الهجوم الكيماوي الرهيب في شرق دمشق، أجرى مسؤول في وزارة الدفاع مكالمات هاتفية وهو مصاب بالذعر مع رئيس وحدة الأسلحة الكيماوية وطلب منه تفسيرات حول الضربة بغاز الأعصاب التي أدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص»، وأضافت المجلة في بيان: «إن هذه الاتصالات تنصتت عليها أجهزة الاستخبارات الأميركية». وقالت: «إنها السبب الرئيس الذي يجعل المسؤولين الأميركيين يؤكدون أن هذه الهجمات يقف وراءها نظام الأسد، ولهذا السبب أيضا يستعد الجيش الأميركي لشن هجوم ضد هذا النظام في الأيام المقبلة».

وتعتمد الإدارة الأميركية على هذا التقرير الاستخباراتي ليكون مبررا قانونيا لضربتها الوشيكة ضد نظام الأسد، كما تنتظر الإدارة الأميركية حصول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على تفويض من البرلمان البريطاني الذي يجتمع اليوم بما يمهد الطريق لرد فعل بريطاني عسكري ضد سوريا، في وقت تتوقع فيه أن يقف «الفيتو» الروسي والصيني حجر عثرة أمام خطط كاميرون لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشن ضربة عسكرية ضد سوريا.

وتخطط الإدارة الأميركية في حال مواجهة معارضات روسية وصينية داخل مجلس الأمن أن تنفذ ضربتها العسكرية ضد سوريا تحت مظلة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث تجري اجتماعات في بروكسل بين أعضاء الحلف للتشاور حول تلك الضربة العسكرية وكيفية توجيهها وآثارها، ونتائجها المتوقعة. واللافت في هذا السياق أن «الناتو» حمل أمس الأسد مسؤولية الهجوم الكيماوي ودعا إلى رد ومحاسبة المسؤولين. وقال آندريه فوغ راسموسن، الأمين العام للحلف، أمس، متحدثا بعد اجتماع لسفراء الحلف في بروكسل، إن أي استخدام لمثل هذه الأسلحة «غير مقبول ويجب الرد عليه». وتابع في بيان: «هذا خرق واضح للمعايير والممارسات الدولية القائمة منذ فترة طويلة (…)، المسؤولون يجب أن يحاسبوا».

وفي غضون ذلك، أشار مسؤولون كبار لشبكة «إن بي سي» الإخبارية الأميركية إلى أن خطط وزارة الدفاع الأميركية تشير إلى أن الضربة العسكرية متوقع لها أن تستمر «ثلاثة أيام»، وبعدها يجرى تقييم للضربة ونتائجها. وقال مسؤول بالبنتاغون إن الأهداف الأولى للضربة تشمل 50 موقعا، بما في ذلك القواعد الجوية السورية التي تملك مروحية هجومية روسية الصنع، إضافة إلى مراكز السيطرة والدعم العسكري السوري والمدفعية السورية والبنية التحتية العسكرية، مؤكدا أنه لن يتم ضرب مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية، لأن ضربها يحمل المخاطرة بحدوث كارثة بيئية وإنسانية ويستلزم عمليات عسكرية معقدة. وأشار المسؤول إلى أن تلك الضربات ستضعف قدرات الأسد العسكرية، لكنها لم تشل قدراته بالكامل إلا إذا استمرت الضربات ضد النظام السوري لأيام أو لأسابيع.

من جانب آخر، سعى الأمين العام للأمم المتحدة إلى تهدئة الأوضاع، مطالبا المجتمع الدولي بإفساح الفرصة أمام فريق التفتيش في سوريا للقيام بعمله وإعطاء فرصة للدبلوماسية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، إن مفتشي الأمم المتحدة الموجودين في سوريا يحتاجون أربعة أيام للانتهاء من تحقيقهم في استخدام أسلحة كيماوية ومزيدا من الوقت لتحليل ما توصلوا إليه. وقال بان في مؤتمر صحافي بلاهاي: «إنهم يعملون جاهدين في ظروف خطيرة جدا جدا، دعوهم يتموا عملهم خلال أربعة أيام ثم سيتعين علينا أن نجري تحليلا علميا بالاستعانة بالخبراء.

وفي حين يواصل الغرب تهديداته وتحضيراته لشن الضربة، دعت روسيا إلى انتظار تقرير المفتشين الدوليين. وقال فلاديمير تيتوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أمس، إنه يتحتم على مجلس الأمن انتظار تقرير مفتشي الأسلحة الكيماوية قبل دراسة الرد. ونقلت «إنترفاكس» عن تيتوف قوله: «سيكون من السابق لأوانه، على أقل تقدير، مناقشة أي رد فعل لمجلس الأمن إلى أن يقدم مفتشو الأمم المتحدة الذين يعملون في سوريا تقريرهم».

من ناحية ثانية، قالت نجاة فالو بلقاسم، المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، إن البرلمان الفرنسي سيعقد جلسة طارئة الأربعاء المقبل لمناقشة الموقف في سوريا. وقالت عقب اجتماع عقدته الحكومة: «الرئيس اتخذ قرارا بدعوة البرلمان للانعقاد الأربعاء لتقييم الموقف في سوريا».

ما بعد الضربة: مؤيّدو الأسد يشيعون قلقاً من “إبادة العلويين

مـالـك أبـو خـيـر

مع وصول البوارج الأميركية إلى أبواب السواحل السورية، تنفّس القسم الأعظم من السوريين، تحديداً المعارضين منهم لنظام بشار الأسد، الصعداء. فالشعور بكابوس السنتين الماضيتين بات على أبواب الانتهاء – ربما – إذ منهم من يعتبر هذه الخطوة بدايةً لنهاية سريعة لنظام فتك بالمدن السورية ودمّرها، في حين يراها البعض بداية لضربات أقرب الى التأديبية لا أكثر، ترغم الأسد على الذهاب إلى جنيف 2 والتوقيع على اتفاق سياسي تم الإعداد له مسبقاً بين الدول الكبرى.

في الجهة المقابلة يعتبر الموالون لنظام الأسد هذه الخطوة بداية لحرب أهلية وطائفية يطول أمدها إلى ما لا نهاية، ضمن سياق السيناريو العراقي نفسه، وآخرون يرون فيها فناءً لهم لكونها تُنهِي وجود الأسد، وبالتالي تنهي وجودهم، فـ”الإرهابيون والتكفيريون” لن يجلسوا مكتوفي الأيدي بعد سقوط النظام، بحسب الموالين هؤلاء.

“معن” من المناطق المحررة في الغوطة الشرقية يجد في وصول البوارج الأميركية “خلاصاً لشعب يذبح يومياً”، ويقول لـ”NOW”: “ماذا تتأمل أن تكون ردّة فعل شعب تعرض لقصف بالكيماوي وهُجِّر ودُمِّرت منازله وقُتل واعتُقل؟ نحن مستعدون للتحالف مع الشيطان في سبيل الخلاص. قد يلومنا البعض لفرحنا بوصول البوارج الأميركية بدلاً من الذهاب لمحاربتها، لكن مهما فعلت البوارج ليست بمستوى الإجرام الذي ارتكبه نظام الأسد، هو من دفعنا للفرح والابتهاج، هو من دفعنا للرقص على أنقاض منازلنا وجثث شهدائنا، فلا ينتظر أحد منّا سوى الفرح للخلاص من هكذا وضع وصلنا إليه”.

“مازن”، أحد الذين تعرضت عائلاتهم للهجمة الكيماوية الأخيرة على الغوطة الشرقية، قال من ناحيته: “لم يعد لنا الحق أن نفرح أو نحزن، أرضنا تحت احتلال ايراني واحتلال روسي واحتلال حزب لبناني ومليشيات عراقية وأخرى إسلامية متشددة. وهناك نفوذ تركي وآخر أردني. فلماذا نفرح أو نحزن على تدخل أميركي؟ كل أنواع الاحتلال والتدخل باتت علنية في سوريا، ولن يتوقف الأمر على بوارج أميركية، لكن المفرح في الأمر أنها قد تكون السبب في إنهاء أزمة قاسية لا تقل قسوة عمّا عاناه الشعب الأوروبي في الحرب العالمية الأولى أو الثانية. نحن لن نستطيع الرفض أو القبول حتى لو تدخلت إسرائيل. فالأسد لم يترك مجالاً لنا للرفض أو القبول، لكنه جعلنا نفرح بتدخل “الشيطان” في سبيل الخلاص منه”.

متابعة صفحات التواصل الاجتماعي (تويتر – فايسبوك) تكشف وجود شعور من الفرح الممزوج ببعض الخوف لدى المعارضين إزاء الضربة المحتملة، في المقابل حالة الهلع واضحة لدى الموالين مع شعور بتخلّي روسيا عنهم وأنهم على أبواب “إبادة جماعية”.

“حيدر” الموالي من أبناء الطائفة العلوية، يرى قدوم البوارج “بداية لإبادة العلويين”، ويضيف: “تخلّي روسيا عنّا هو بداية لسقوط الأسد، ثم ترك أبناء الطائفة العلوية في مواجهة التكفيريين”.

إذاً لا ملامح واضحة لدى أي من الطرفين في سوريا عمّا ستؤول إليه الأمور بعد الضربة، إلا أن المؤكد أن السوريين باتوا على بعد خطوات من واقع جديد لازالت تفاصيله مبهمة حتى الآن.

روسيا تقرر إرسال سفينتين حربيتين

حشود عسكرية استعدادا لضرب سوريا

                                            تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية محتملة لسوريا، فعبد توسيع واشنطن وجودها في البحر الأبيض المتوسط، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية اليوم إرسال ست طائرات حربية إلى قاعدتها بقبرص، ونقلت تقارير صحفية فرنسية أن باريس أرسلت فرقاطة لتنضم للأسطول الحربي المرابط قبالة السواحل السورية.

 وبينما رصدت حشود للقوات الأميركية والأردنية المشتركة على طول الحدود الأردنية السورية قررت روسيا –حليفة نظام دمشق- إرسال سفينتين حربيتين إلى شرق البحر المتوسط.

 وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن بلاده أرسلت ست طائرات من سلاح الجو الملكي من طراز تايفون إلى قاعدة أكروتيري البريطانية بقبرص. واعتبر المتحدث أن هذا التحرك مجرد إجراء احترازي لضمان حماية المصالح البريطانية والدفاع عن مناطق قواعد بريطانيا السيادية في فترة تشهد تصاعدا في التوتر بالمنطقة.

 كما أكد أن هذا التحرك هو لقطع دفاعية تعمل في الأجواء ولن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا. وتقع قبرص على بعد 200 كلم فقط عن الساحل السوري، كما أن لبريطانيا أيضا سفنا حربية في البحر المتوسط.

وفي سياق متصل نقلت صحيفة (لوبوان) الفرنسية عن مصادر مطلعة اليوم أن فرنسا أرسلت فرقاطة شيفالييه بول الحديثة لتنضم إلى الأسطول الحربي الدولي المرابط قبالة السواحل السورية. وأوضحت المصادر أن باريس قررت أن ترسل سراً فرقاطة بول شيفالييه لتنضم إلى مجموعة من السفن الأميركية والبريطانية المرابطة هناك.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفرقاطة مجهزة بصواريخ موجّهة، وتعد من أحدث قطع البحرية الفرنسية.

حشود برية

في غضون ذلك نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن رصد مسؤولين وشهود عيان أمس الأربعاء حشودا للقوات الأميركية الأردنية المشتركة على طول الحدود الأردنية  السورية. وقال المسؤولون والشهود إن العشرات من الدبابات والطائرات المقاتلة انتشرت أيضا على الحدود البالغ طولها 370 كلم.

ونقلت الوكالة عن قائد عسكري أردني غير مصرح له بالحديث إلى وسائل الإعلام أن “القوات الأميركية والأردنية تدربتا معا لعدة أشهر للتحضير لهذا السيناريو”.

وأشار عدد من السكان المحليين المقيمين قرب بلدة رمثا الحدودية على بعد بضعة كيلومترات من مدينة درعا السورية الجنوبية، إلى أن العديد من الطائرات بدون طيار تراقب المنطقة الحدودية.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قررت توسيع وجودها في البحر المتوسط فجر السبت الماضي، ونقلت وكالة رويترز حينها عن مسؤول دفاعي أميركي قوله إن السفينة ماهان كانت قد أنهت مهمتها ومن المقرر أن تعود لقاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا، ولكن قائد الأسطول السادس الأميركي قرر إبقاء السفينة في المنطقة.

تحرك روسي

مقابل حشود واشنطن وحلفائها قالت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية اليوم إن روسيا تعتزم إرسال سفينتين إلى قواتها البحرية في  شرق البحر المتوسط.

ونقلت الوكالة عن مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة قوله إن سفينة مضادة للغواصات وطراد صواريخ سيصلان في الأيام القادمة بسبب “الوضع المعروف جيدا” في إشارة واضحة إلى الأزمة في سوريا.

لكن البحرية الروسية نفت في وقت لاحق أن يكون لإرسال السفينتين صلة بالأحداث في سوريا، وقالت إنه يأتي في إطار تناوب مقرر منذ فترة طويلة لسفنها في البحر المتوسط ولم تذكر البحرية نوع السفن التي تتجه إلى المنطقة ولا عددها.

وكان تقرير الوكالة الأول قد أوضح أن الهدف من إرسال السفن هو تعزيز الوجود البحري وليس الهدف أن تحل محل السفن في البحر المتوسط، ولم يتضح على الفور سبب التناقض بين التصريحين.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا لديها قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري.

وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي تلوح في الأفق ضربة عسكرية أميركية وشيكة على سوريا، على خلفية اتهام دمشق باستخدام السلاح الكيمياوي في الغوطة الشرقية بريف دمشق الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل المئات.

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني قال الثلاثاء الماضي، إن الخيارات التي تتم دراستها بشأن سوريا لا تتعلق بتغيير النظام، بعد أن كانت شبكة أن بي سي الأميركية نقلت عن مسؤولين في الولايات المتحدة أن ضربة صاروخية محدودة قد توجّه إلى سوريا بحلول الخميس كأقرب موعد.

بان: المفتشون يغادرون دمشق السبت

                                            واصل المفتشون الدوليون تحقيقاتهم لليوم الثالث على التوالي في مزاعم استخدام أسلحة كيمياوية في الغوطة خارج العاصمة السورية دمشق أوقعت مئات القتلى معظمهم من الأطفال والنساء. وقد أعلن  الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن مفتشي المنظمة يواصلون عملهم حتى غدا الجمعة وسيغادرون سوريا صباح يوم السبت القادم.

وشاهد مصور لوكالة الصحافة الفرنسية المحققين يخرجون من فندق “فور سيزنز” وينطلقون في موكب من ست سيارات تحمل شعار الأمم المتحدة.

وكان محققو الأمم المتحدة زاروا معضمية الشام الواقعة في الغوطة الغربية جنوب غرب العاصمة الاثنين، ثم زاروا مناطق في الغوطة الشرقية أمس الأربعاء، وأخذوا عينات من الدم والشعر والبول من المصابين في الهجوم الذي استهدف في 21 أغسطس/آب الغوطتين، بالإضافة إلى عينات من التربة.

وتقع المعضمية والغوطة الشرقية تحت سيطرة مقاتلي كتائب الثوار الذين أمنوا حماية للمحققين الدوليين خلال زياراتهم.

وفي سياق متصل أشار الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين في فيينا اليوم إلى أن المفتشين الدوليين سيرفعون تقريرهم له حال خروجهم من دمشق بحلول صباح السبت القادم وأنه بناء على ذلك سيقطع زيارته إلى النمسا.

وكان بان كي مون أوضح أمس الأربعاء أن الخبراء الدوليين يحتاجون إلى أربعة أيام لإنجاز مهمتهم التي بدأت الاثنين الماضي. وبما أنهم لم يتمكنوا من العمل الثلاثاء الماضي، فقد تقرر تمديد مهمتهم إلى مساء الجمعة.

كما أشار إلى أنه تحدث أمس الأربعاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الوضع في سوريا وبحث معه كيفية الإسراع في عملية التحقيق.

تحليل الأدلة

وأضاف أنه عبر عن رغبته الخالصة في السماح لفريق التحقيق بأن يواصل عمله حسب تفويض الدول الأعضاء،  مشيرا إلى أنه أبلغ أوباما “بأننا سنتبادل المعلومات وتحليلنا للعينات والأدلة مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن وأعضاء الأمم المتحدة بصفة عامة”. كما أكد بان لأوباما أن المفتشين سيعلنون كافة النتائج أمام المجتمع الدولي.

 وكان الأمين العام للأمم المتحدة عبر مرات عدة عن معارضته لتوجيه ضربات عسكرية لسوريا. وفي هذا السياق شدد اليوم على وجوب إعطاء فرصة للعمل الدبلوماسي وفرصة للسلام على حد تعبيره. واعتبر أن “استخدام أسلحة كيمياوية من قبل أي كان ولأي سبب جريمة ضد الإنسانية” ويجب أن يحاسب مرتكبوها.

وتعقيبا على قول الأمين العام للأمم المتحدة إن المفتشين بحاجة إلى أربعة أيام إضافية، قال المتحدث باسمه فرحان حق إن فريق المفتشين واصل أمس الأربعاء عمله لليوم الثاني في التحقيق ومحاولة جمع الأدلة، ويحتاج إلى يومين إضافيين.

وقال حق للجزيرة إن المفتشين سينقلون الأدلة التي جمعوها إلى خارج سوريا لتحليلها في محاولة للحصول على تفسير لما حدث في قصف الغوطة بريف دمشق، ومن الذي قام بالقصف.

وتنتظر بريطانيا نتائج التحقيقات لتحديد قرارها بشأن شن هجوم على منشآت عسكرية سورية.

وساق الرئيس الأميركي مبرراته أمس الأربعاء لشن ضربة عسكرية محدودة ضد سوريا ردا على الهجوم الكيمياوي وقال بان إنه يجب محاسبة من يستخدم الغاز السام لكنه أشار إلى أن الحل السلمي هو الأفضل.

عواصم أوروبية تدعم ضرب النظام السوري

                                            وسط رفض روسي صيني

تتوالى ردود الأفعال الدولية اليوم الخميس بشأن الضربة العسكرية المتوقعة ضد نظام بشار الأسد في سوريا، فقد رأت فرنسا أن الحل السياسي لن يحدث ما لم يتمكن المجتمع الدولي من وقف القتل ودعم المعارضة، وشددت ألمانيا وبريطانيا على ضرورة “معاقبة” النظام مع تأكيد لندن على أن القانون يجيز مهاجمة سوريا دون موافقة مجلس الأمن الدولي. وفي المقابل وصفت موسكو التدخل العسكري بأنه “تحد صريح” لميثاق الأمم المتحدة، بينما حثت بكين جميع الأطراف على ضبط النفس.

وعقب اجتماع عقده الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، قال هولاند إنه “يجب بذل كل جهد من أجل حل سياسي، لكن هذا لن يحدث إلا إذا استطاع الائتلاف أن يظهر كبديل يتمتع بالقوة اللازمة خاصة على صعيد جيشه”.

وأضاف أنه لا يمكن التوصل إلى حل سياسي إلا إذا تمكن المجتمع الدولي من وضع “نهاية مؤقتة لهذا التصعيد في العنف، والهجوم الكيماوي أحد أمثلته”.

ونقلت رويترز عن مصدر مسؤول في لندن أن اتخاذ قرار بمهاجمة سوريا لا يتطلب موافقة مجلس الأمن، وذلك تزامنا مع صدور تقرير استخباري بريطاني يقول إن استخدام النظام للسلاح الكيمياوي بات شبه مؤكد.

وفي مكالمة هاتفية جمعت مساء أمس الأربعاء بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، اتفق الطرفان على أن استخدام الغازات السامة على نطاق واسع ضد المدنيين في سوريا بات مثبتا بالقدر الكافي، وأنه ينبغي أن يدرك النظام أنه لا يمكنه مواصلة هذا الانتهاك “دون عقاب”.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت إن ميركل رحبت بالمبادرة البريطانية لإصدار قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا، وإن الطرفين يأملان في “ألا يغلق عضو في المجلس عينيه أمام تلك الجرائم ضد الإنسانية وأن يتم إقرار العواقب الخاصة بها”.

الحوار والتفاوض

أما رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس فرأى أنه لا يزال هناك مجال للتوصل إلى حل سياسي عبر العزل الاقتصادي والسياسي للنظام السوري، مضيفا أنه إذا شاركت روسيا والصين في الموقف فستؤدي الضربة العسكرية إلى نتائج عكسية.

وفي الأثناء، أكد السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو أن رد الفعل الأميركي على الهجوم الكيمياوي في سوريا بات مؤكدا وسيكون “شديدا وجديا”.

وقال شابيرو للإذاعة العامة الإسرائيلية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ما زال يجري مشاورات مع حلفاء الولايات المتحدة والكونغرس قبل أن يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن الضربة.

من جهة أخرى أعلن الفاتيكان في بيان أن البابا فرانشيسكو اتفق خلال محادثات مع الملك الأردني على أن طريق الحوار والتفاوض بين مكونات المجتمع السوري مع دعم الأسرة الدولية هو “الخيار الوحيد لوضع حد للنزاع”.

وقال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إن بلاده لن تشارك في أية ضربة عسكرية ضد سوريا وإنها “تعارضها بقوة”، مضيفا في بيان رفض بلاده استخدام الأسلحة الكيمياوية من أي طرف.

ناشطون أكدوا مقتل أكثر من ألف نتيجة قصف كيمياوي بالغوطة

تحد للمواثيق

وعلى الجانب الداعم للنظام السوري قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية أوضح للأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون أمس أن الخطط المعلنة من جانب بعض الدول لشن ضربة عسكرية ضد سوريا تنطوي على تحد صريح لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي الأخرى.

وفي موقف مماثل، حث وزير الخارجية الصيني وانغ يي على ضبط النفس، مشيرا إلى أن أي تدخل عسكري في الأزمة سيؤدي فقط إلى تفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط.

وعلى الصعيد نفسه حذرت وسائل الإعلام الصينية اليوم الخميس الغرب من مغبة ضرب سوريا، وذكرت صحيفة “تشاينا ديلي” المملوكة للدولة في افتتاحيتها أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين “يتصرفون كالقاضي والجلاد”.

وفي طهران، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الحرب في سوريا لن تؤدي إلا إلى “دوامة من العنف ومزيد من التطرف والإرهاب في أنحاء العالم”.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) عن ظريف قوله خلال اجتماع مع دبلوماسيين غربيين إن السبيل الوحيد لمنع وقوع كارثة في المنطقة هو العودة إلى الدبلوماسية، مشيرا إلى أن الخيارات العسكرية في فيتنام وأفغانستان والعراق لم تجلب لتلك الدول أو للغرب سوى “الفشل الذريع”.

ويذكر أن أوباما توعد أمس الأربعاء بأن النظام السوري سيواجه “عواقب دولية” بسبب ما قال إنه هجوم بأسلحة كيمياوية في ريف دمشق الأسبوع الماضي أودى بحياة مئات المدنيين.

كاميرون: سنضرب الأسلحة الكيماوية ولن نشن حربا على سوريا

رئيس الوزراء البريطاني مقتنع بمسؤولية النظام السوري عن الهجوم الكيماوي

لندن – رويترز

قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن الهجمة على سوريا ستركز على ضرب الأسلحة الكيماوية، وليست لشن حرب شاملة على سوريا.

وأبدى رئيس الوزراء البريطاني اقتناعه الكامل بمسؤولية النظام السوري عن الهجوم الكيماوي رغم أن “الأمر غير مؤكد 100%”، مشيراً إلى أن الضربة العسكرية ضد سوريا ستعزز من مواقف المفاوضات السياسية لاحقاً.

وأشار كاميرون إلى أن تدمير أسلحة الأسد بالكامل ليس مطروحاً على الطاولة، مشيراً إلى أن بلاده درست تداعيات التدخل العسكري على دول جوار سوريا.

وقال كاميرون، اليوم الخميس، إنه “لا يمكن التفكير” في أن تقوم بريطانيا بعمل عسكري ضد سوريا لمعاقبتها وردعها عن استخدام الأسلحة الكيماوية إذا كانت هناك معارضة قوية داخل مجلس الأمن الدولي.

ولدى سؤاله عما إذا كانت بريطانيا ستتحرك إذا كانت هناك معارضة قوية داخل الأمم المتحدة قال للبرلمان “لا يمكن التفكير في المضي قدماً إذا كانت هناك معارضة كاسحة داخل مجلس الأمن الدولي”.

قوات الأسد تنسحب من منطقة مطار دمشق الدولي وتطفئ أنواره

إخلاء جزئي لمقري قيادة الأركان والقوات الجوية والمجمعات الأمنية في حي كفر سوسة

عمان – رويترز

قال ناشط بالمعارضة السورية إن مركبات مدرعة وشاحنات تقل جنوداً من قوات الحكومة شوهدت يوم الأربعاء وهي تغادر منطقة مطار دمشق الدولي، التي يوجد بها ثلاث قواعد للجيش متجهة نحو بلدة حران العواميد القريبة.

وأضاف الناشط مأمون الغوطاني متحدثاً بالهاتف من المنطقة أن الأنوار أطفئت في المطار.

وفي وقت سابق قال سكان ومصادر بالمعارضة السورية إن قوات الرئيس بشار الأسد نقلت فيما يبدو أغلب الأفراد من مقار قيادة الجيش والأمن في وسط دمشق استعدادا لضربة عسكرية غربية.

ويبدو من شبه المؤكد تنفيذ ضربات صاروخية أو جوية بقيادة أميركية بعدما ألقت الولايات المتحدة وحلفاء لها في أوروبا والشرق الأوسط بالمسؤولية على قوات الأسد عن هجوم يشتبه أنه بالغاز السام قتل المئات في المدينة في 21 أغسطس/آب.

وقال أحد المصادر إن وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها فيما يبدو في نقل أسلحة ثقيلة لمواقع بديلة، رغم أنه لم ترد تقارير عن تحرك كبير لمعدات عسكرية فيما قد يرجع إلى قتال عنيف قرب الطرق السريعة الرئيسية.

وقال سكان بالمنطقة ومصدر من مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض إن من بين المباني التي أخليت جزئيا مبنى القيادة العامة للأركان في ساحة الأمويين ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الأمنية في حي كفر سوسة الغربي.

ومن ناحية أخرى قال نشطاء معارضون في مدينة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط إن بضع قطع حربية للبحرية السورية رست إلى جوار سفن تجارية على أرصفة مخصصة لحركة السفن المدنية في تحرك يهدف فيما يبدو إلى تقليل احتمالات التعرف عليها وضربها.

 أوباما يطالب بتسريع مهمة المفتشين بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تتسارع الاستعدادات لتوجيه ضربة محتملة لسوريا ردا على استخدام الأسلحة الكيماوية في قصف مناطق قرب العاصمة دمشق قبل أيام، وأكدت مصادر دبلوماسية لسكاي نيوز عربية أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قطع زيارته للنمسا عائدا إلى نيويورك لتلقي تقرير فريق المفتشين الذي سيغادر سوريا الجمعة، للوصول إلى نيويورك السبت، وتقديم تقريره للأمين العام في اليوم نفسه.

وأكد مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام ببلدان الخليج نجيب فريجي أن الأمين العام أجرى اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف المعنية، وعلى رأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ناقش معه ضرورة الإسراع في عملية التفتيش بشأن الأسلحة الكيماوية داخل سوريا، وضرورة العمل معا لمواجهة الوضع بها.

وأكد فريجي أن الأمم المتحدة ستشارك المعلومات والتحاليل والعينات وكل ما يثبت استخدام الأسلحة الكيماوية مع البلدان الأعضاء في مجلس الأمن وباقي أعضاء الأمم المتحدة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال إن استخدام الأسلحة الكيماوية من أي طرف، ولأي غرض، وفي أي من الظروف، يعد جريمة ضد الإنسانية، وأن كل من يقف وراء ذلك ستتم محاسبته.

كاميرون مقتنع باستخدام دمشق للكيماوي

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه مقتنع بمسؤولية القوات السورية عن استخدام الكيماوي في ريف دمشق، رغم أن “الأمر غير مؤكد مائة بالمائة”.

وأضاف أنه “لا يمكن التفكير” في أن تقوم بريطانيا بعمل عسكري ضد سوريا لمعاقبتها وردعها عن استخدام الأسلحة الكيماوية إذا كانت هناك معارضة قوية داخل مجلس الأمن الدولي.

وأضاف، في جلسة لمجلس العموم البريطاني، أن على المجتمع الدولي بأكمله “الضغط على الأسد من أجل الوصول إلى حل سياسي”.

وفي هذه الأثناء أفادت مراسلتنا في قبرص أن وزارة الدفاع البريطانية أرسلت ست طائرات “تايفون” إلى قبرص في عملية دفاعية لحماية القواعد البريطانية.

فرنسا تسعى للوصول إلى حل سياسي

ومن جهته، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن الهدف النهائي للتحركات الدولية بشأن سوريا هو تحقيق الحل السياسي، لكنه أضاف أن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا إذا تمكن المجتمع الدولي من وقف القتل وزيادة الدعم لمعارضي الرئيس بشار الأسد.

وأضاف هولاند للصحفيين عقب اجتماعه مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، “لن نستطيع التعامل مع هذا الأمر إلا إذا تمكن المجتمع الدولي من وضع نهاية مؤقتة لهذا التصعيد في العنف، والهجوم الكيماوي أحد أمثلته”.

إيطاليا لن تشارك دون موافقة مجلس الأمن

وقال رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتا إن بلاده لن تشارك في أي عملية عسكرية ضد سوريا دون تفويض من مجلس الأمن.

وقال ليتا لإذاعة “آر.اي.آي” الرسمية “إذا لم تؤيدها الأمم المتحدة فلن تشارك إيطاليا”، لكنه قال إن روما تساند تماما الادانة الدولية للأسد.

وأضاف “على المجتمع الدولي أن يرد وبقوة على الأسد ونظامه وعلى الفظائع التي ارتكبت”.

أوباما لم يتخذ قرارا بعد

أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فقال، الأربعاء في لقاء تلفزيوني، الخميس، إنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن الضربة العسكرية.

وأضاف أن لدى إدارته تأكيدات بشأن استخدام دمشق للأسلحة الكيماوية.

روسيا تعزز وجودها العسكري بالمتوسط

وقالت وكالة الأنباء الروسية “إنترفاكس” نقلا عن مصدر في القوات المسلحة الروسية إن موسكو سترسل سفينة مضادة للغواصات، وتجهيزات لاعتراض الصواريخ إلى البحر الأبيض المتوسط.

وكانت روسيا والصين عطلتا مشروعا بريطانيا يطالب مجلس الأمن بتخويل القوى الدولية استخدام القوة ضد دمشق في حال ثبت استخدامها للسلاح الكيماوي.

سوريا والتدخل الإنساني .. سابقة تاريخية

لمياء راضي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

سوريا كانت السابقة التاريخية الأولى لتطبيق مبدأ “التدخل الإنساني”، أو التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما بدوافع إنسانية، عندما أرسل امبراطور فرنسا جيشه إلى أراضيها لمنع مذابح ارتكبت هناك، فهل يعيد أوباما في 2013 ما فعله نابوليون الثالث عام 1860.

وفي التاريخ الحديث، ظهرت فكرة التدخل الإنساني خلال حرب بيافرا (1967-1970) عندما انفصل هذا الإقليم الغني بالبترول عن نيجيريا.

خلق هذا النزاع مجاعة رهيبة استخدمتها القوى الدولية المساندة لبيافرا، وعلى رأسها فرنسا، فوجهت اهتمام الإعلام خاصة المصور منه إلى هذه الحرب وأرسلت عدة أفواج من الصحفيين والمصورين بالطائرات لنقل صورة هذه المأساة إلى العالم وخلق زخم دولي مؤيد للإقليم المنفصل.

أدت هذه الأوضاع المأساوية في بيافرا إلى إنشاء منظمات غير حكومية كان أبرزها أطباء بلا حدود، والتي أسسها برنارد كوشنر الذي أصبح فيما بعد وزيرا للخارجية الفرنسية. ودافعت هذه المنظمات عن فكرة أن بعض الأوضاع الإنسانية والصحية يمكن أن تبرر، بصفة استثنائية، إعادة النظر في سيادة الدول ما يسمح بالتدخل بدافع الإغاثة.

ويكون هذا التدخل شرعيا، حسب مؤيديه، فقط عندما يتم بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان واسعة النطاق وفي إطار كيان دولي مثل مجلس الأمن.

وبين عامي 1988 و 1991 تبنت الأمم المتحدة ثلاث قرارات بهذا المعنى، اولها لإغاثة ضحايا زلزال أرمينيا ثم أكراد العراق وأخيرا مواطني جمهورية يوغوسلافيا السابقة المهددون بالتطهير العرقي أو ما عرف بأزمة كوسوفو.

“كيماوي سوريا”

تجدد الحديث عن اللجوء إلى “التدخل الإنساني” في سوريا، إثر “هجوم كيماوي” على ريف دمشق يوم 21 أغسطس، أوقع أكثر من 1300 قتيل، ووجهت الاتهامات إلى حكومة الرئيس بشار الأسد.

وفي حال حدوث هذا “التدخل الإنساني” فلن تكون المرة الأولى، التي يطبق فيها هذا المبدأ في سوريا حيث اتخذته فرنسا عام 1860 ذريعة للتدخل العسكري في سوريا، الولاية عثمانية آنذاك والتي كانت تضم لبنان.

قتل وقتها نحو 20 ألف شخص، أغلبيتهم من المسيحيين، في اشتباكات طائفية دارت في جبل لبنان وامتدت إلى دمشق بين المسيحيين من ناحية والدروز والمسلمين من ناحية أخرى. واتهمت السلطات العثمانية بالوقوف إلى جانب المسلمين في هذه المذابح.

وقرر نابوليون الثالث، بموافقة الدول الأوروبية، إرسال قوة من 12 ألف جندي لوضع حد لما أطلق عليه “حمام الدم”.

بقى فيلق من 6 ألاف جندي فرنسي على أرض سوريا قبل أن ينسحب بعد نحو عام عند عودة الهدوء.

وعلى الرغم من الترويج لهذه العملية على أنها أول “تدخل إنساني” فعلي و “أول قوة حفظ سلام” عرفها التاريخ، إلا أن المناهضين لها يشككون في دوافعها الإنسانية.

يقول الباحث السويسري باسكال هيرن: “بالنظر عن قرب للأحداث الطائفية لعام 1860، نجد أن القوى الأوروبية كانت تؤججها، فقد كانت مصالحها هناك كبيرة وموضوعة على المحك حيث كانت تتصارع هذه الدول بضراوة على تقاسم ولايات الإمبراطورية العثمانية المتهالكة”.

وأردف: “للوصول إلى غاياتهم، استند كل طرف على طائفة محلية قام باستخدامها لتحقيق أهدافه: الفرنسيون يحمون الكاثوليك، الروس يدافعون عن الأرثوذكس بينما يتبنى البريطانيون الدروز”.

وكان من آثار التدخل في سوريا عام 1860، أن عززت فرنسا من سطوتها على الاقتصاد في لبنان لدرجة أن 50 بالمئة من القوة العاملة كانت تعمل مع المؤسسة الفرنسية لإنتاج الحرير حتى عام 1914.

ثم قررت باريس أن تتخلى عن مورديها اللبنانيين فانهار هذا القطاع وفقدت هذه الكتلة من الشعب مصدر رزقها.

ثم في 1915، فرض الحلفاء الفرنسيون والبريطانيون حصارا على السواحل السورية ومنعوا السلع الغذائية من الوصول إلى هذه المنطقة التي كانت تعتمد اعتمادا كبيرا على استيراد الحبوب الغذائية.

كان الهدف دفع الولايات العربية إلى التمرد على السلطنة في إسطنبول، والتي كانت تحارب إلى جانب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.

لكن النتيجة كانت مجاعة غير مسبوقة أدت إلى وفاة 200 ألف شخص في وسط وشمال جبل لبنان و300 ألف آخرين في أنحاء أخرى من سوريا.

يشير هيرن في حديث لسكاي نيوز عربية إلى أن “فرانسوا جيزو، سفير فرنسا في لندن لخص عام 1840 الحسابات الجغرافية-السياسية المحركة للدول الأوروبية آنذاك والتي كانت ترسم سياسة وزير الخارجية البريطاني لورد بالمرستون”.

يوضح هيرن أن جيزو قال:”يوجد هناك في قاع واد أو أعلى قمة جبل في لبنان، أزواج وزوجات وأطفال يحبون بعضهم البعض ويمرحون ويلهون. سيتم ذبحهم بدون ذنب،  غير أن لورد بالمرستون وهو يسير في لندن قال لنفسه: يجب أن تتمرد سوريا، أحتاج إلى أن تتمرد سوريا وإذا لم تتمرد فسأكون أحمقا لدرجة كبيرة”.

الائتلاف السوري: على بعثة التحقيق الأممية التعجيل في كشف الحقيقة للعالم

روما (29 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض بعثة التحقيق الأممية إلى سورية، لـ”إتمام مهامها على النحو المطلوب، والتعجيل في بيان الحقيقة وكشفها للعالم بأسره”، على حد وصفه

ونوه الائتلاف المناهض للنظام الحاكم في دمشق بـ”إن جميع الوحدات الدولية مدركة لحقيقة واحدة لا لبس فيها، مفادها أن نظام الأسد هو المسؤول الوحيد عن جرائم الأسلحة الكيميائية في سورية، وأنه السبب الرئيس لكل ما وقع بالسوريين خلال العامين الماضيين من موت ودمار ونزوح ولجوء”، حسبما جاء في بيان

وقال الائتلاف إن “بعثة التحقيق الأممية أنهت مساء اليوم الخميس زيارتها إلى الغوطة الشرقية، حيث توجهت إلى المناطق التي استهدفت في الهجوم الكيماوي الأخير الذي نفذته قوات الأسد هناك وأخذت منها عينات وصور وأجرت خلالها مقابلات مع مصابين وشهود عيان”

ولفت البيان إلى أن “الزيارة تمت الزيارة بحماية من أبطال الجيش السوري الحر الذين رافقوا طاقم البعثة وأمنوا سلامة أفرادها وعملوا على تسهيل أعمالها وتحييد الصعوبات، فكانوا عند الوعد الذي قطعوه على أنفسهم بتأمين دخول آمن للبعثة، مكذبين بذلك ادعاءات النظام وتخويفاته، بعد أن هيأوا كافة الظروف الملائمة لوجستياً لتحقيق شفاف ونزيه يكشف الحقيقة ويدحض افتراءات المجرمين

ايطاليا: حوالي ثلاثة آلاف مهاجر سوري منذ بداية العام

روما (29 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قالت مصادر أمنية ايطالية إن “من بين ما يقرب المليوني شخص الذين رحلوا عن سورية منذ اندلاع الحرب، رسا حوالي ثلاثة آلاف على السواحل الصقلية على متن قوارب الهجرة غير الشرعية منذ بداية العام” الجاري

وأضاف تقرير صدر الاثنين عن وزارة الداخلية الايطالية أن “السوريين الذين وصلوا صقلية يحملون هدفا واحدا، وهو التخلص من قنابل بلادهم والذهاب بحثا عن فرصة حياة جديدة في أوروبا”، لكن “ليس في إيطاليا، حيث ترفض الغالبية البقاء في مراكز استقبال المهاجرين الردئية للغاية في بلادنا”، بل “تطلب فقط مواصلة الرحلة إلى الشمال، نحو فرنسا، حيث لا يواجهون مشكلة من ناحية اللغة نظرا للانتشار الواسع للتحدث بالفرنسية في سورية، وكذلك لوجود جالية سورية كبير في البلاد منذ زمن طويل”، أو “نحو السويد أو النمسا، حيث ظروف الاستقبال أفضل بكثير من بلادنا” حسب قولها

وأشار التقرير إلى أن “الأفضل بالنسبة للمهاجرين السوريين لو أن الرحلة التي بدأت عند الفجر من أحد الموانئ في مصر، تنتهي بالوصول إلى ألمانيا”، التي “قرر العديد من السوريين الانتقال للعيش فيها في السنوات الأخيرة”، وإختتم بالقول إن “ما يرمي إليه اللاجئون الذين وصلوا إلى صقلية في الاسابيع الاخيرة، هو الهروب من القنابل التي تخفض كل يوم قيمة حياة الإنسان، ونقل حياتهم ومهاراتهم إلى مكان آخر” وفق نص التقرير

سوريا: نشاط دبلوماسي محموم للرد على استخدام الكيمياوي

قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إنه سيستلم السبت المقبل تقرير مفتشي الاسلحة الكيمياوية الذين يحققون في استخدام مزعوم لهذا النوع من الاسلحة في سوريا.

ويقال إن المئات قد قتلوا في هجوم بالاسلحة الكيمياوية قرب دمشق الاسبوع الماضي.

وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما إنه لم يقرر بعد ماهية الرد الذي ينبغي على الولايات المتحدة القيام به حيال سوريا.

كما تتدارس دول اخرى الخطوات التي ينبغي عليها القيام بها، بينما طرحت بريطانيا مشروع قرار في مجلس الامن يهدف الى حماية المدنيين من هذا النوع من الهجمات.

ومن المقرر ان يصوت مجلس العموم البريطاني الخميس على مشروع قرار يخول الحكومة التدخل عسكريا في سوريا، ولكن المشروع يواجه عقبة رئيسية تمثل في موقف حزب العمال المعارض الذي قال زعيمه اد مليباند إنه لا ينبغي ان يطلب من النواب أن يصدقوا على ما وصفه “بجدول زمني اصطناعي.”

أما رئيس الوزراء ديفيد كاميرون فقال إن بريطانيا قد تستخدم مبدأ “التدخل الإنساني” من أجل القيام بعمل عسكري ضد سوريا.

من جانبه، بعث رئيس البرلمان السوري برسالة الى نظيره البريطاني دعا فيها مجلس العموم الى ايفاد وفد من النواب البريطانيين لزيارة دمشق في اقرب فرصة ممكنة.

اما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، فلم يستقر رأيه هو الآخر حول ما اذا كانت فرنسا ستشارك في عمل عسكري ضد سوريا، ولكنه قال الخميس عقب اجتماعه بزعيم الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا إن حلا سياسيا للأزمة السورية سيكون ممكنا فقط اذا “تمكن المجتمع الدولي من وضع حد مؤقت لهذا التصعيد في العنف.”

في غضون ذلك، حذرت صحيفة الصين اليومية الرسمية من انه لا يوجد مبرر او عذر لشن ضربات جوية لسوريا. واتهمت الصحيفة في افتتاحيتها الخميس الدول الغربية بالتصرف “كقضاة ومحلفين وجلادين” قبل ان تتم الامم المتحدة تحقيقاتها في الهجوم الكيمياوي المزعوم.

وأكدت روسيا، وهي الحليف الدولي الرئيسي لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، معارضتها لأي تدخل عسكري في سوريا، وقالت إنها بصدد ارسال قطعتين بحريتين – سفينة مضادة للغواصات وفرقاطة مزودة بصواريخ – الى منطقة شرقي البحر المتوسط.

وقالت وكالة انترفاكس الروسية للانباء إنه تقرر ارسال هاتين القطعتين لتعزيز الوجود البحري الروسي في المنطقة بسبب “الموقف المعروف” هناك على حد تعبيرها.

ولكن وكالة ريا نوفوستي الروسية نقلت عن ناطق باسم قيادة القوات البحرية قوله إن ارسال السفينتين مجدول منذ زمن ولا علاقة له بالموقف في سوريا.

وقالت بريطانيا من جانبها إنها قررت ارسال ست طائرات مقاتلة من طراز (تايفون) الى قبرص واصفه هذا الاجراء بأنه يهدف لحماية القواعد البريطانية الموجودة في الجزيرة.

“اختراع مبررات”

في غضون ذلك، يواصل مفتشو الاسلحة الكيمياوية الدوليون مهمتهم ليوم ثالث في التحقيق في الاستخدام المزعوم للاسلحة الكيمياوية قرب العاصمة السورية.

وناشد الامين العام للمنظمة الدولية الاطراف كافة “منح فريق التفتيش الزمن الكافي لاتمام مهمته.”

وتنفي سوريا استخدام هذا النوع من الاسلحة في الصراع الدائر في البلاد، وتتهم بدورها المعارضة بتنفيذ الهجوم الكيمياوي الذي وقع في الحادي والعشرين من الشهر الجاري قرب دمشق الذي اسفر عن مقتل المئات.

وتتهم الحكومة السورية الغرب بـ “اختراع المبررات” للهجوم على سوريا.

وفي اشارة الى المخاوف المتزايدة للسوريين من احتمال وقوع هجوم غربي على بلادهم، نقلت وكالة اسوشييتيدبرس للانباء عن مسؤولين لبنانيين قولهم إن ستة آلاف سوري على الاقل اجتازوا الحدود بين البلدين في الساعات الـ 24 الاخيرة من خلال نقطة المصنع الحدودية التي يجتازها يوميا في الحالات الاعتيادية بين 500 والف لاجئ فقط.

ونقلت الوكالة عن سيدة سورية تبلغ من العمر 45 عاما دخلت لبنان مع اولادها الخمسة قولها “الا يكفي كل العنف والقتال الذي نشهده في سوريا لكي تأتي امريكا وتقصفنا ايضا؟”

وفي دمشق، تقول التقارير إن كبار القادة العسكريين السوريين بدأوا بتجنب المقار التي يعتقدون انها قد تكون اهدافا للقصف. وقال احد سكان المدينة للوكالة نفسها “يمكنك سماع صوت الابرة وهي تسقط على الارض” في بعض هذه المباني.

ولكن التلفزيون السوري المحلي ما زال يعرض اشرطة تظهر المواطنين وهم يمارسون حياتهم الاعتيادية غير مكترثين بالضربة العسكرية الغربية المحتملة.

“عواقب”

وكان الرئيس الامريكي قد قال لهيئة الاذاعة العمومية الامريكية (PBS) إن ادراته لم تتخذ قرارا بعد حول ما اذا كانت ستتخذ اي اجراء لمعاقبة سوريا، ولكن “ينبغي علينا اعتماد المعايير الدولية الخاصة باستخدام السلاح الكيمياوي، ولا يوجد احد تقريبا يشكك في ان هذه الاسلحة قد استخدمت على نظاق واسع ضد المدنيين السوريين.”

واضاف الرئيس اوباما “لقد اطلعنا على كافة الأدلة، ولا نعتقد ان المعارضة كانت لديها اسلحة كيمياوية من هذا النوع”، قائلا إنه استنتج ان الحكومة السورية هي التي نفذت الهجوم الكيمياوي قرب دمشق.

وقال “يجب ان تكون (لاستخدام الاسلحة الكيمياوية) عواقب دولية، ونحن نتشاور بهذا الصدد مع حلفائنا.”

وكان الكثير من النقاد قد اثاروا اسئلة حول جدوى ضربة محدودة لسوريا، ولكن اوباما قال إن من شأنها ارسال “رسالة قوية للحكومة السورية مفادها انه من الافضل لها الا تستخدم هذا السلاح في المستقبل.”

ويقول مراسل بي بي سي في العاصمة الامريكية ديفيد ويليس إن هذا التصريح هو اكثر تصريحات اوباما وضوحا حول اعتقاده بأن الحكومة السورية هي التي استخدمت السلاح الكيمياوي.

ولكن رغم ذلك، يقول مراسلنا إن الرئيس الامريكي بدا في المقابلة حذرا جدا وتكلم باسلوب هادئ مدروس، فهو حريص على استمالة الكونغرس والرأي العام الامريكي نحو الخطوات التي ينوي اتخاذها.

وتشير آخر استطلاعات الرأي الى ان غالبية الأمريكيين لا ترغب فب التورط عسكريا في سوريا.

وكان رئيس مجلس النواب جون بوينر قد طالب الرئيس اوباما في رسالة مفتوحة بتفسير “للتأثير المتوقع للضربات العسكرية” والكيفية التي ينوي من خلالها تجنب تصعيد التدخل العسكري اذا كان يريد الفوز بتأييد الكزنغرس والرأي العام لما ينوي القيام به.

ومن المزمع ان يطلع مسؤولو ادارة اوباما كبار قادة الكونغرس على الادلة السرية التي تتوفر لديهم حول قيام الحكومة السورية بتنفيذ هجوم الخميس الكيمياوي.

وكانت الولايات المتحدة قد قالت إنها لن تتصرف بمفردها، ولكن بريطانيا، وهي احدى حليفات امريكا المقربات، قالت إنها ستنتظر حتى يقدم مفتشو الامم المتحدة تقريرهم قبل اجراء تصويت في مجلس العموم حول تدخل عسكري محتمل.

وكانت روسيا قد رفضت المسعى البريطاني الهادف الى استصدار قرار في مجلس الامن امس الاربعاء، إذ قال وزير خارجيتها سيرغيه لافروف إنه لا يمكن لمجلس الأمن اتخاذ اي قرار حول اجراءات جديدة ضد سوريا قبل ان يقدم المفتشون تقريرهم.

وقال الوزير الروسي “إن استخدام القوة دون موافقة مجلس الأمن يعتبر انتهاكا فظا للقانون الدولي وسيؤدي الى زعزعة الاستقرار في سوريا وعموم المنطقة على المدى البعيد.”

من جانبها، انتقدت وزارة الخارجية الامريكية ما وصفته “بتعنت روسيا،” وقالت إنها لن تسمح للشلل الديبلوماسي ان يستخدم كدرع تختبئ خلفه القيادة السورية.

تواصل الحشد العسكري وسوريا تتعهد بالدفاع عن نفسها

ارسلت بريطانيا تعزيزات جوية الى قبرص

يتواصل الحشد العسكري في شرق البحر المتوسط، مع تطور الأوضاع في الأزمة السورية.

وتقول بريطانيا إنها بصدد إرسال ست طائرات حربية مقاتلة من طراز تايفون إلى قبرص، وصفته بأنه إجراء لحماية القواعد البريطانية هناك.

وقالت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية إن روسيا أرسلت سفينتين حربيتين إلى شرق المتوسط، إحداهما مضادة للغواصات، والأخري طراد مزود بصواريخ.

وقال الجيش الفرنسي إنه مستعد لمشاركة قواته إن قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المشاركة في أي تدخل عسكري في سوريا.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد قال الأربعاء إنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن التدخل العسكري.

ومن المقرر أن يستمع أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى تقرير سري بشأن الأزمة السورية في وقت لاحق الخميس.

معارضة حزب العمال

وفي بريطانيا قال زعيم حزب العمال المعارض إد ميليباند إنه لا ينبغي على البرلمان أن يقرر إن كان سيوافق على التدخل العسكري في سوريا أم لا، طبقا لجدول زمني وصفه بالمصطنع.

وكان ميليباند يتحدث قبل بدء تصويت أولي الخميس على الدعم – من حيث المبدأ – للتدخل العسكري، في أعقاب الهجوم الكيماوي الذي قيل إنه وقع الأسبوع الماضي في ضواحي دمشق.

ويقول المراسلون إن الحكومة البريطانية تخشى من احتمال عدم فوزها في هذا التصويت الأول المقرر إجراؤه بشأن التفويض على مثل هذا التدخل.

وعبر ميليباند عن عزمه الإفادة من دروس الماضي، بما في ذلك العراق، مؤكدا الحاجة إلى منح مفتشي الأسلحة الدوليين في سوريا الوقت اللازم لاستكمال مهمتهم.

الوضع القانوني

ونشرت الحكومة البريطانية تلخيصا للوضع القانوني لأي ضربة عسكرية محتملة على سوريا.

جاء فيه أنه إذا تعذر على مجلس الأمن اتخاذ أي قرار، فإن بريطانيا لاتزال – قانونيا – مسموحا لها، بناء على مبدأ التدخل الإنساني، اتخاذ إجراءات استثنائية، من بينها التدخل العسكري المحدد الهدف، من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية الكبيرة في سوريا.

كما نشرت الحكومة بيانا بخلاصة ما توصلت إليه لجنة مشتركة للاستخبارات البريطانية.

ويقول البيان إن وجهة نظر اللجنة أن هناك هجوما كيماويا حدث بالفعل في دمشق الأسبوع الماضي، وإنه من المحتمل جدا أن يكون النظام السوري هو المسؤول عن الهجوم.

وجاء في البيان أيضا أن هناك بعض المعلومات الاستخباراتية التي تفيد بتحمل النظام للمسؤولية، وأنه ليس لدى أي جماعة من المعارضة القدرة على تنفيذ هجوم كيماوي بهذا القدر.

وسيقتضي التفويض الذي تطلبه الحكومة للتدخل العسكري تصويتا ثانيا، يجرى فور معرفة نتائج تقرير المفتشين الدوليين بشأن الهجوم الكيماوي المفترض.

“الإرادة المستقلة”

وفي سوريا نقلت وسائل الإعلام عن الرئيس بشار الأسد قوله إن بلاده ستدافع عن نفسها ضد أي عدوان.

ونقل التليفزيون السوري الرسمي عن الأسد قوله لوفد من السياسيين اليمنيين إن مثل تلك التهديدات العسكرية تزيد ما وصفه بـ”الإرادة المستقلة” للشعب السوري.

وبث التليفزيون صورا تظهر السوريين يمارسون حياتهم بصورة طبيعية، دون خشية أي ضربات غربية عسكرية محتملة.

لكن التقارير من دمشق تفيد بأن القادة العسكريين أمروا بإجلاء الأفراد من المراكز العسكرية القيادية الرئيسية حول العاصمة.

وقال سكان لبي بي سي إن هناك نقصا في المواد الغذائية متزايدا، وشحا في الخبز، على الأخص.

ويفيد مسؤولون لبنانيون أمنيون بأن ستة آلاف شخص على الأقل – معظمهم جاؤوا في سيارات محملة بحقائب – قد عبروا الحدود خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

الأجواء في دمشق في ساعات الترقب

“نشاط اعتيادي” في دمشق

دمشق بانتظار الآتي، هل ستقع الحرب؟ هل ستقصف المدينة؟ ساعات الانتظار، انتظار حدوث أي شيء، هي ساعات مثقلة بالتوتر في العادة، فما بالك إذا كان المنتظر هو احتمال اندلاع الحرب، بما تجلبه معها من دمار ودماء ؟ كيف يعيش سكان دمشق هذه الساعات؟ مراسلنا هناك، عساف عبود يرصد المشهد وينقله لنا.

يقول عساف إن القلق ينتاب سكان المدينة، لكنه لم يرصد بوادر هلع في نشاط الناس، فهم يمارسون نشاطهم الاعتيادي.

مؤسسات الحكومة تمارس عملها الاعتيادي، وهي في مكانها المعتاد، ولم تغير مقراتها، المسؤولون في مكاتبهم، وظروف الوصول اليهم لم تتغير.

وفي زمن الحرب يشغل الناس احتمال حدوث أزمة في المواد الغذائية وخاصة الخبز، يقول مراسلنا إنه لم يلاحظ اثرا لأزمة في توفر المواد الغذائية، الدقيق متوفر، ووزارة التموين تقول إن هناك احتياطيا كافيا منه.

بعض الناس بدأوا، في الأيام الأولى للأزمة، في تخزين المواد الغذائية، وحين لاحظوا توفرها في الأيام التالية، اقلعوا عن ذلك، خاصة مع ارتفاع أسعارها.

تتباين ردود أفعال المواطنين في أحاديثهم الشخصية، كما يقول مراسلنا، فالموالون للحكومة يرددون خطابا يشوبه التحدي ومواجهة ما هو قادم، المعارضون يترقبون نهاية للتحقيقات الأممية تدين النظام، وهناك فئة ثالثة ترى أن اشتداد الأزمة ربما أدى إلى انفراجها بإجبار الطرفين على الجنوح لحل سياسي.

أما السياح فلم يعودوا يشاهدون في دمشق، وخلت منهم الفنادق التي أصبح غالبية ساكنيها إما من الصحفيين أو العاملين في المنظمات الدولية.

وفي سوق الحميدية يقضي التجار الذين خف عدد زبائنهم أوقاتهم بمشاهدة التلفاز لمتابعة آخر التطورات.

وماذا عن النزوح؟ من المعروف ايضا أن الحرب يصاحبها عادة نزوح السكان الفارين من أخطارها.

يقول مراسلنا إن سكان القرى القريبة من منشآت عسكرية ينزحون عنها إلى أماكن اخرى، تحسبا لقصف قد تتعرض له تلك المواقع، أما حركة النزوح عبر المعابر مع لبنان فلم تتأثر، تسير بشكلها المعتاد.

لا تجوب مركبات عسكرية شوارع العاصمة، ولكن الحواجز الأمنية تشهد نشاطا غير عادي، تدقيقا للهويات بشكل أكبر من الاعتيادي.

ولم تنقطع الاتصالات الهاتفية، لا الدولية ولا المحلية، فالاتصالات داخل سوريا ومع العالم الخارجي ما زالت متاحة.

ايران: النار ستصل اسرائيل

خامنئي: “التدخل الامريكي سيكون وبالا على المنطقة”

قال رئيس الاركان الايراني الجنرال حسن فيروزأبادي إن اي عمل عسكري غربي يستهدف سوريا ستكون له عواقب وخيمة لن تكون مقتصرة على المنطقة، و”قد تؤدي الى اشتعال النار في اسرائيل،” على حد تعبيره.

وقال الجنرال فيروزآبادي في تصريحات نقلتها وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الرسمية الخميس إن “أي عمل عسكري يستهدف سوريا سيدفع باسرائيل الى حافة النار.”

وجاءت تعليقات رئيس الاركان الايراني ردا على التقارير التي تحدث عن هجوم محتمل قد تقوم به الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة على سوريا، حليفة ايران الرئيسية، نتيجة استخدامها المزعوم للاسلحة الكيمياوية في دمشق الاسبوع الماضي.

وقال فيروزابادي “ستتكبد الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما خسائر كبيرة اذا جاءوا بجيوشهم الى سوريا والمنطقة. وستتسبب أي عملية عسكرية جديدة في المنطقة بدمار واسع لن يخدم احدا سوى الصهاينة” محذرا بأن نتائج عملية كهذه لن تكون محدودة بالمنطقة.

ي مدينة طرابلس شمالي لبنان، يقسم شارع اسمه شارع سوريا ما بين حيي باب التبانه السني وجبل محسن الشيعي، ويربض قناصة من الطرفين في المباني المطلة على الحي الآخر.

فالاحتقان الطائفي الذي يتصاعد في المنطقة بأسرها ما لبث يقسم بين الحيين.

ويقول السكان المحليون إنه بينما لم يقتل اي شخص في المواجهات بين سكان الحيين منذ اكثر من شهرين، اصيب في هذه الفترة كثيرون. وبالفعل، فإن المباني التي تنخرها آثار العيارات النارية تشهد على ضراوة المعارك التي دارت في المدينة. وبعض هذه الآثار حديثة جدا.

وبينما يكرم احد الطرفين قتلاه في الحرب السورية بتشييد الجداريات الكبيرة، يقوم الطرف الآخر باطلاق النار عليها.

مخاطر

فالحرب الدائرة في سوريا المجاورة يستشعر بها بشكل مباشر في شوارع المدن اللبنانية، إذ انتشر العنف والمعاناة من سوريا لتشمل لبنان وغيره من بلدان المنطقة. وبينما تتصاعد الازمة حدة، تتزايد معها المخاطر للبنان كما لغيره من دول المنطقة.

ويشعر حتى السنة في طرابلس المناوءون لمعسكر بشار الاسد بالقلق ازاء الضربة العسكرية الغربية المتوقعة لدمشق.

زياد رمضان ضابط سابق في الجيش السوري النظامي انشق عن الجيش والتحق بالجيش السوري الحر المعارض. يعتقد زياد أن الاهداف المحدودة للضربة الغربية المتوقعة لن تفلح في الاطاحة بنظام الرئيس السوري.

ويقول “الاطاحة به (الاسد) ستطيح بالبلد بأسرها، ونحن نريد ان نطيح بالطاغية وليس بسوريا برمتها بكل مؤسساتها وقدراتها. على الولايات المتحدة ان توخى الدقة والحذر في اختيار الاهداف في دمشق.”

ولكن في بيروت، يقول ابراهيم كنعان، النائب عن حركة الوطنيين الاحرار، إن أي تدخل سيكون كارثة للمنطقة.

ويمضي للقول “ليس ثمة رؤية لما يمكن ان تحققه الحرب القادمة. ما هي احتمالات تحويل البلد الى شيء افضل عن طريق قصفها؟ ففي افغانستان والعراق، لم ينجح الامريكيون في تحقيق اهدافهم المعلنة مثل تثبيت الديمقراطية وتحقيق السلم والاستقرار، بل نرى أن البلدين يحكمان عن طريق نظامين معاديين للغرب والقتل مستمر بشكل يومي. هل من بديل؟”

انتشار العنف

مما لا شك فيه أن لبنان يعاني من تأثيرات الحرب الدائرة في سوريا.

ففي مسجد التقوى بطرابلس، ما زالت اعمال الترميم جارية للتخلص من آثار التفجير الضخم الذي استهدفه الاسبوع الماضي واودى – مع تفجير آخر قريب – بحياة 42 شخصا واسفر عن اصابة المئات بجروح.

ويقول رجل الدين السني البارز الشيخ سالم الرافعي إنه كان هدف التفجير، حاثا اتباعه على التوجه الى سوريا لمحاربة نظام الأسد. ولا تساور الرافعي اي شكوك حول المسؤول عن تفجير مسجد التقوى.

وقال “منذ لحظة وقوع الانفجار عرفنا ان نظام الاسد هو المسؤول، فهذا هو شكل الهجمات التي كانوا ينفذوها عندما كانوا يسيطرون على لبنان في الثمانينيات.”

وينقسم اللبنانيون في تأييد هذا الطرف وذاك في سوريا.

فقبل اسبوع من وقوع تفجير طرابلس، تعرضت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله الشيعي الذي يحارب الى جانب قوات الاسد في سوريا، الى تفجير كبير اسفر عن مقتل 27 شخصا.

يبدو ان ذكريات الحرب الاهلية التي مر بها لبنان في السبعينيات قد اوقف تصاعد العنف، ولكن الخطر ماثل بأن تغير الحرب السورية ميزان القوى في لبنان. اما ما يمكن ان تفعله ببقية منطقة الشرق الأوسط، فهذا امر لا يمكن التكهن به في الوقت الراهن.

BBC © 2013

أزمة الهجوم الكيماوي: تواصل الحشد العسكري وسوريا تتعهد بالدفاع عن نفسها ضد أي عدوان

يتواصل الحشد العسكري في شرق البحر المتوسط، مع تطور الأوضاع في الأزمة السورية.

وتقول بريطانيا إنها بصدد إرسال ست طائرات حربية مقاتلة من طراز تايفون إلى قبرص، وصفته بأنه إجراء لحماية القواعد البريطانية هناك.

وقالت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية إن روسيا أرسلت سفينتين حربيتين إلى شرق المتوسط، إحداهما مضادة للغواصات، والأخري طراد مزود بصواريخ.

وقال الجيش الفرنسي إنه مستعد لمشاركة قواته إن قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المشاركة في أي تدخل عسكري في سوريا.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد قال الأربعاء إنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن التدخل العسكري.

ومن المقرر أن يستمع أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى تقرير سري بشأن الأزمة السورية في وقت لاحق الخميس.

معارضة حزب العمال

وفي بريطانيا قال زعيم حزب العمال المعارض إد ميليباند إنه لا ينبغي على البرلمان أن يقرر إن كان سيوافق على التدخل العسكري في سوريا أم لا، طبقا لجدول زمني وصفه بالمصطنع.

وكان ميليباند يتحدث قبل بدء تصويت أولي الخميس على الدعم – من حيث المبدأ – للتدخل العسكري، في أعقاب الهجوم الكيماوي الذي قيل إنه وقع الأسبوع الماضي في ضواحي دمشق.

ويقول المراسلون إن الحكومة البريطانية تخشى من احتمال عدم فوزها في هذا التصويت الأول المقرر إجراؤه بشأن التفويض على مثل هذا التدخل.

وعبر ميليباند عن عزمه الإفادة من دروس الماضي، بما في ذلك العراق، مؤكدا الحاجة إلى منح مفتشي الأسلحة الدوليين في سوريا الوقت اللازم لاستكمال مهمتهم.

الوضع القانوني

ونشرت الحكومة البريطانية تلخيصا للوضع القانوني لأي ضربة عسكرية محتملة على سوريا.

جاء فيه أنه إذا تعذر على مجلس الأمن اتخاذ أي قرار، فإن بريطانيا لاتزال – قانونيا – مسموحا لها، بناء على مبدأ التدخل الإنساني، اتخاذ إجراءات استثنائية، من بينها التدخل العسكري المحدد الهدف، من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية الكبيرة في سوريا.

كما نشرت الحكومة بيانا بخلاصة ما توصلت إليه لجنة مشتركة للاستخبارات البريطانية.

ويقول البيان إن وجهة نظر اللجنة أن هناك هجوما كيماويا حدث بالفعل في دمشق الأسبوع الماضي، وإنه من المحتمل جدا أن يكون النظام السوري هو المسؤول عن الهجوم.

وجاء في البيان أيضا أن هناك بعض المعلومات الاستخباراتية التي تفيد بتحمل النظام للمسؤولية، وأنه ليس لدى أي جماعة من المعارضة القدرة على تنفيذ هجوم كيماوي بهذا القدر.

وسيقتضي التفويض الذي تطلبه الحكومة للتدخل العسكري تصويتا ثانيا، يجرى فور معرفة نتائج تقرير المفتشين الدوليين بشأن الهجوم الكيماوي المفترض.

“الإرادة المستقلة”

وفي سوريا نقلت وسائل الإعلام عن الرئيس بشار الأسد قوله إن بلاده ستدافع عن نفسها ضد أي عدوان.

ونقل التليفزيون السوري الرسمي عن الأسد قوله لوفد من السياسيين اليمنيين إن مثل تلك التهديدات العسكرية تزيد ما وصفه بـ”الإرادة المستقلة” للشعب السوري.

وبث التليفزيون صورا تظهر السوريين يمارسون حياتهم بصورة طبيعية، دون خشية أي ضربات غربية عسكرية محتملة.

لكن التقارير من دمشق تفيد بأن القادة العسكريين أمروا بإجلاء الأفراد من المراكز العسكرية القيادية الرئيسية حول العاصمة.

وقال سكان لبي بي سي إن هناك نقصا في المواد الغذائية متزايدا، وشحا في الخبز، على الأخص.

ويفيد مسؤولون لبنانيون أمنيون بأن ستة آلاف شخص على الأقل – معظمهم جاؤوا في سيارات محملة بحقائب – قد عبروا الحدود خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

BBC © 2013

الأزمة السورية: الخيارات المتاحة أمام دمشق إذا تعرضت لضربة عسكرية

جونثان ماركوس

في الوقت الذي تؤكد فيه كل الشواهد على استعداد الولايات المتحدة وحلفائها لشن ضربة عسكرية عقابية ضد القوات السورية، يبرز سؤال واضح : كيف يمكن أن ترد سوريا على هذه الضربة؟

وما هو مدى قدرة سوريا للدفاع عن نفسها ضد تلك الهجمات التي يجرى التخطيط لها؟ وما هي الخطوات التي يمكن أن تتخذها للانتقام ؟

1- خطوط الدفاع

تشير جميع الدلائل إلى أن الضربة العسكرية التي يجري الإعداد لها من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وربما فرنسا ستضمن استخدام أسلحة طويلة المدى مثل إطلاق صواريخ كروز من سفن حربية أو غواصات بغية الهجوم على أهداف أرضية.

ومن المحتمل أن تستخدم أيضا أنواع من الطائرات الموجهة ” ذات الأجنحة الثابتة” وهو ما يستدعي نشر أسلحة طويلة المدى يمكن إطلاقها من خارج المجال الجوي السوري، وهو يصعب من مهمة الأنظمة الدفاعية للقوات السورية للتصدي لمثل تلك الهجمات.

وعرف عن أنظمة الدفاع الجوي السورية تمتعها بقدرات عالية وتعتمد على أنظمة سوفيتية قديمة مثل (Gammon S-200/SA-5) إلى جانب بعض الأسلحة الروسية التي حصلت عليها حديثا مثل أنظمة الصاروخي من طراز SA-22 و SA-17.

وتنشر سوريا مجموعة من أنظمة رادار متطورة أخرى حصلت عليها من الصين.

ويعتقد أن نظام الدفاع الجوي السوري قد تعرض لبعض الأضرار نظرا لنجاح المعارضة المسلحة في الاستيلاء على مواقع تابعة للجيش السوري.

غير أن نظام الدفاع الجوي السوري لا يزال فعالا ويعد ذلك أحد الأسباب التي ستدفع القوى الغربية إلى شن هجوم باستخدام أسلحة بعيدة المدى.

وإذا تذكرنا أن الطيران الإسرائيلي شن في السنوات الأخيرة غارات لتدمير أهداف داخل سوريا فذلك يشير إلى أن القوات الجوية لدول الغرب على دراية بالأسلحة التي تستخدمها سوريا.

قوات

يستبعد أن تلجأ دمشق إلى توسيع رقعة الصراع

نعم يمكن القول إن صواريخ الدفاع الجوي السوري يمكنها إصابة طائرات وإسقاطها ولكن في الوقت ذاته هناك عامل آخر وهو قدرة الطيار على المراوغة واستخدام أجهزة الدفاع والتكنولوجيا المجهزة بها طائرته.

يذكر أن حالة من الغموض تشوب التقارير حول نظام الدفاع الصاروخي الروسي الحديث S-300 الذي طلبته دمشق من موسكو ويعتقد أن سوريا لم تستلمه بعد.

وقد تسعى سوريا، إضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي إلى شن هجمات مضادة تستهدف القوات البحرية الأمريكية والغربية عن طريق ترسانتها من الصواريخ المضادة للسفن المنتشرة على شواطئها.

وتملك سوريا صواريخا من نوع (Yakhont) الروسية، وهي صواريخ مضادة للسفن أسرع من الصوت تعرف في دوائر حلف شمال الأطلسي العسكرية باسم SS-N-26.

غير أن منصات إطلاق صواريخ توماهوك على سطح السفن الحربية الأمريكية قد تكون خارج مجال أسلحة الدفاع السورية.

2- خيارات الرد السوري

إذن إن لم تستطع سوريا التصدي للهجمات بنفسها، فكيف سيكون ردها الانتقامي وما مداه؟

*تكثيف الهجمات ضد المعارضة

من ضمن الخيارات التي قد تلجأ إليها سوريا، تكثيف الهجمات ضد قوات المعارضة سعيا لتحقيق انتصارات محلية لرفع الروح المعنوية لدى قوات النظام وإرسال إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها مفادها أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد مازال لا يمكن ردعه.

*توسيع نطاق الصراع

ثمة أسلوب بديل وهو اللجوء إلى توسيع نطاق الصراع من خلال شن ضربات لتركيا والقوات الامريكية في الأردن أو حتى ربما اطلاق صواريخ باليستية ضد اسرائيل.

وهنا تتزايد المخاطر التي تواجه النظام السوري. فتركيا قادرة على الدفاع عن نفسها، كما هو الحال بالنسبة للقوات الأمريكية في الأردن. ففي كلا البلدين توجد دفاعات (باتريوت) المضادة للصواريخ.

ومن غير المحتمل شن هجوم على اسرائيل، فالجيش السوري متورط في حرب داخلية.

وقد يدفع شن هجوم على إسرائيل إلى عمليات انتقامية شديدة – وامكانية اتساع نطاق حرب اقليمية قد تجذب حليف سوريا، جماعة حزب الله اللبناني.

ومع نشر اسرائيل تنشر لأنظمة دفاع قوية مضادة للصواريخ يتضح أن توسيع نطاق الصراع لا يصب في مصلحة دمشق أو طهران.

*حرب بالوكالة

قد تسعى سوريا إلى الاستعانة بجماعة مثل حزب الله لشن هجمات على مصالح أمريكية وغربية في الخارج.

ولكن إيران قد يكون لها رأي آخر في هذا الشأن، فطهران تسعى في الوقت الحالي إلى فتح صفحة جديدة مع الغرب بشأن ملفها النووي، وربما ستكون أكثر حذرا في دعم حزب الله وتشجيعه على المضي في هذا الاتجاه.

أما عن حزب الله نفسه فقد وضع نفسه في موقف صعب بتحالفه مع الرئيس الأسد. وقد يرى أن لديه ما يكفيه من المشاكل ليتخذ خطوة التورط في هجمات خارج الحدود وقد يرى أنه من الأفضل أن ينتظر ويراقب سير الأحداث.

BBC © 2013

مصدر: كيري وهاجل ومسؤولون آخرون يطلعون الكونجرس بشأن الموقف في سوريا

واشنطن (رويترز) – قال مساعد في الكونجرس لرويترز إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل سيشتركان مع مسؤولين أمريكيين كبار يوم الخميس في تقديم إحاطة لأعضاء الكونجرس بشأن الموقف في سوريا.

وأضاف المساعد الذي علم من البيت الأبيض بشأن المسؤولين المشاركين في الأمر أن مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس ومدير المخابرات الوطنية جيمس كلابر سيشاركان أيضا في إطلاع الكونجرس والذي سيتم في اتصال هاتفي عبر الانترنت في الساعة السادسة مساء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (2200 بتوقيت جرينتش).

(اعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري)

رئيس وزراء سوريا يدعو “لاستنفار الطاقات الوطنية” في حال التعرض لهجوم امريكي

بيروت (رويترز) – دعا رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي يوم الخميس إلى “استنفار الطاقات الوطنية” للحفاظ على الخدمات الحكومية الأساسية في حال التعرض لهجوم عسكري من الولايات المتحدة وحلفائها في الأيام القليلة المقبلة.

وتزيد تصريحات واشنطن وحلفائها احتمالات القيام بعمل عسكري ضد سوريا عقابا لها على ما تقول دول غربية انه هجوم بغاز سام نفذته قوات الحكومة في مناطق تسيطر عليها المعارضة يوم 21 أغسطس آب قتل فيه مئات المدنيين.

وقالت الوكالة إن الحلقي يرى أن الخطوات التي يدعو إليها ضرورية “لتكون على المستوى المطلوب في التصدي لأي ظرف طارئ وتفويت الفرصة على الأعداء الذين يراهنون على إحداث خلل ما وإرباك في عمل أجهزة الدولة الخدمية والاقتصادية ولاسيما قطاع الخدمات من كهرباء ومياه شرب واتصالات ومواد غذائية وتموينية ومشتقات نفطية.”

ونقلت الوكالة عنه قوله إن الحكومة تسعى جاهدة لتأمين مختلف المواد التموينية والطبية والخدمية وأن هناك احتياطيا استراتيجيا لجميع المواد وأن “الافران مستمرة في العمل على مدار الساعة” لتلبية احتياجات المواطنين.

وأدلى الحلقي بهذه التصريحات في اجتماع للوزراء والمحافظين لبحث خطط أجهزة الدولة للاستعداد لتقديم مثل هذه الخدمات.

ويسيطر المعارضون على اجزاء كبيرة من شمال البلاد وشرقها في حين تسيطر الحكومة على اغلب المدن الكبرى.

وقال الحلقي “سنعيق اي محاولة تخريبية لأعداء الوطن”.

ونفى الرئيس بشار الأسد الذي يواجه تمردا مسلحا على حكمه منذ عامين ونصف العام تماما اتهامات الغرب بأن قواته استخدمت أسلحة كيماوية في هجوم الأسبوع الماضي واتهم مسلحي المعارضة بشن هجمات كيماوية لكنهم نفوا ذلك.

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى