أحداث الخميس، 4 آب 2011
مجلس الأمن ندّد باستخدام سوريا القوة
ولبنان نأى بنفسه عن بيانه الرئاسي
توغلت الدبابات السورية إلى وسط حماه أمس لتتمركز في ساحة العاصي التي كانت طوال الأسابيع الأخيرة مكاناً لتظاهرات حاشدة تطالب باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وأفاد ناشطون أن مئات الدبابات الأخرى تمركزت حول المدينة وحول مدينة دير الزور.
وبعد ساعات من هذا التطور الأمني الذي جرى في ظل تركيز الأنظار على المحاكمة العلنية الأولى للرئيس المصري السابق حسني مبارك في القاهرة، أصدر مجلس الأمن بياناً رئاسياً ندد فيه بعمليات القمع التي تمارسها السلطات في حق المتظاهرين السلميين، كما ندد بمهاجمة المقرات الحكومية. وقد نأى لبنان العضو عن المجموعة العربية في المجلس بنفسه عن البيان ورأى أنه لا يساعد على معالجة الوضع القائم في سوريا. كما واصلت واشنطن تشديد لهجتها حيال الأسد، إذ اعتبره البيت الأبيض مصدراً لعدم الاستقرار في سوريا، وقال إن الادارة الاميركية تبحث في وسائل تصعيد الضغط عليه.
وتوصل أعضاء مجلس الأمن الى الإتفاق على نص البيان الرئاسي إثر جلسة صباحية مغلقة تداول فيها المجتمعون التعليمات الواردة من العواصم. ثم عقد اجتماع رباعي حاسم شاركت فيه المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، الى نظرائها الروسي فيتالي تشوركين والبريطاني السير مارك ليال غرانت والبرازيلية ماريا لويزا ريبييرو فيوتي اتفق خلاله، استناداً الى مصدر ديبلوماسي غربي، على “اعتماد صيغة البيان الرئاسي من دون احراج لبنان وعلاقته الخاصة بسوريا”.
“تحييد لبنان”
وتجنباً لأي احراج، وجدت الأمانة العامة للأمم المتحدة بعد اتصالات مع الدوائر القانونية لدى البعثات الغربية والأوروبية “أكثر من سابقة” مسجلة في دوائر المنظمة الدولية تفيد أن دولاً أعضاء في مجلس الأمن “نأت بنفسها” أو “حيدت نفسها” عن الإجماع المطلوب في البيانات الرئاسية أو الصحافية للمجلس. وأبلغ ديبلوماسي غربي “النهار” أن “ميثاق الأمم المتحدة لا ينص في أي مكان على قرارات أو بيانات رئاسية أو صحافية تتخذ في مجلس الأمن، بيد أنه يذكر عبارة مقررات فحسب”. وأوضح أن “هذه الصيغ الشكلية لمقررات مجلس الأمن تكرست بالممارسة والعرف”.
ولاحظ ديبلوماسي آخر أن “هناك أكثر من سابقة في سجلات جلسات مجلس الأمن حين حيدت دول نفسها عن الإجماع المطلوب للبيان الرئاسي”، مشيراً بصورة خاصة الى المحضر الرقم 1764 تاريخ 28 شباط 1974 الخاص باحتجاج العراق على حوادث حدودية مع ايران. وعامذاك “حيدت” الصين نفسها عن بيان رئاسي من غير أن تعطل اجماع مجلس الأمن. كما أن هناك أكثر من سابقة مسجلة أعوام 1975 و1977 و1979 تتعلق بسوريا نفسها وقوة الأمم المتحدة لفك الإشتباك “أندوف” في مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.
وأفاد ديبلوماسيون في الأمم المتحدة أن سوريا “رضيت مرغمة بصيغة أن ينأى لبنان بنفسه عن البيان الرئاسي من غير أن يعطل الإجماع الدولي، وذلك اثر نصيحة روسية في هذا الشأن لئلا تكون أمام خيار اتخاذ قرار”، موضحاً أن دمشق “اختارت أحلى الأمرين”. وأشار الى أن السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي نقل الى وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور كلاماً بهذا المعنى من وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وبعد موافقة كل الدول على مشروع البيان الرئاسي وطلب البعثة اللبنانية بعض الوقت للحصول على تعليمات من بيروت، علق مجلس الأمن جلسته الصباحية في اطار “اجراء الصمت” حتى الساعة الأولى بعد الظهر. غير أن البعثة اللبنانية طلبت لاحقاً تمديداً حتى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر. ومضى التوقيت المحدد من غير أن يسجل لبنان أي اعتراض، مما يعني اجرائياً عدم تعطيل البيان الرئاسي.
البيان
وجاء في البيان الرئاسي الذي تلاه رئيس المجلس للشهر الجاري المندوب الهندي الدائم لدى الأمم المتحدة هارديب سينغ بوري أن مجلس الأمن يبدي “قلقه البالغ” من تدهور الوضع في سوريا، ويعرب عن “أسفه العميق لوفاة بضع مئات من الأشخاص”. وندد بـ”الإنتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات السورية”. كذلك ندد بـ”استخدامها القوة ضد المدنيين”. وإذ دعا الى “وقف فوري لجميع أعمال العنف”، حض جميع الأطراف على “التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، والإحجام عن أعمال الإنتقام، بما في ذلك الهجمات على مؤسسات الدولة”. وناشد السلطات السورية أن “تحترم حقوق الإنسان بصورة كاملة” وأن “تتقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي المرعي”. وأضاف أنه “ينبغي محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف”. وبعدما لاحظ “التزامات الإصلاح التي أعلنتها السلطات السورية”، أسف “لعدم احراز تقدم في تنفيذها”، داعياً الحكومة السورية الى “الوفاء بالتزاماتها”.
وأكد المجلس “التزامه القوي سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها”، مشدداً على أن “الحل الوحيد للأزمة الراهنة… إنما يكون من خلال عملية سياسية جامعة بقيادة سورية، تهدف الى تلبية التطلعات المشروعة للسكان ومعالجة شواغلهم على نحو فعال، بما يسمح لهم جميعاً بممارسة الحريات الأساسية بصورة كاملة، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع السلمي”.
وناشد السلطات السورية أن “تخفف حدة الوضع الإنساني في المناطق المأزومة بوقف استخدام القوة ضد المدن المتضررة، وأن تسمح للوكالات الإنسانية الدولية وعمالها بالوصول الى تلك المناطق بسرعة ومن دون عراقيل، وأن تتعاون بصورة تامة مع مفوضية حقوق الإنسان”. وطلب المجلس من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أن يقدم اليه “تقريراً بآخر المستجدات عن الوضع في سوريا في غضون سبعة أيام” من تاريخ اصدار البيان الرئاسي.
زيادة
وطلبت نائبة المندوب اللبناني الدائم لدى الأمم المتحدة كارولين زيادة الكلام لتلاوة بيان مقتضب جاء فيه: “إذ نعرب عن أسفنا الشديد لسقوط الضحايا البريئة ونعزي ذويها، نتمنى لسوريا، دولة وشعباً، أن يثمر الإصلاح فيها تقدماً وازدهاراً”. وأضافت: “حيث إن لبنان يعتبر أن البيان موضع الجلسة اليوم لا يساعد على معالجة الوضع الحالي في سوريا، لذلك فإنه ينأى بنفسه عنه”.
وبعد الجلسة، قال رئيس مجلس الأمن رداً على سؤال لـ”النهار” إنه اذا لم يتوقف العنف في سوريا وإذا استمرت الأوضاع في التدهور، فإن مجلس الأمن سيعود الى الإجتماع للتعامل مع الوضع. وأكد أن “نأي لبنان بنفسه لا يقلل شأن البيان الرئاسي”.
البيت الابيض
وفي واشنطن، صرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني في مؤتمر صحافي: “نحن لا نريد ان نراه باقيا في سوريا من أجل الاستقرار، بل نحن نعتبره السبب في عدم الاستقرار في سوريا”. وجدد دعوة ادارة أوباما الاسد الى وقف العنف واطلاق آلاف المعتقلين وفتح السبل للتحول الديموقراطي، لكنه قال ان البيت الابيض يبحث ايضا عن سبل للضغط على دمشق.
وأضاف: “سنواصل بالتأكيد البحث عن سبل لاتخاذ خطوات اضافية للضغط على النظام كي يضع حدا لما يمارسه من عنف. ونحن نعتقد صراحة ان من الصواب القول ان سوريا ستكون افضل حالا من دون الرئيس الاسد”.
وفي باريس رحب وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه بالبيان الذي رأى انه “يشكل تحولا في موقف المجتمع الدولي”. وقال انه “بات اليوم على السلطات السورية ان تعمل على وقف استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين، وان تطبق الاصلاحات الضرورية للرد على التطلعات المشروعة للشعب السوري”.
الوضع الميداني
وفي آخر التطورات الامنية ليلا، أفاد حقوقيون ان ثلاثة قتلى سقطوا برصاص قوى الأمن بعد صلاة التراويح في سوريا في ريف درعا وتدمر ودمشق. وكان ناشطون تحدثوا عن مقتل ثلاثة أشخاص في قصف تخلل تقدم الدبابات نحو وسط حماه.
وفي المقابل، بث التلفزيون السوري ان مجموعات مسلحة هاجمت ممتلكات عامة وخاصة وسرقت محتوياتها قبل تخريبها في محافظة دير الزور. وقال ان “مجموعات ارهابية اخرى في دير الزور هاجمت مخفرا لحرس الحدود قرب شركة الفرات للنفط، وخطفت ثلاثة من حراس احدى آبار النفط واستولت على أسلحتهم”. وأضاف ان “الاجهزة الامنية المختصة ضبطت سيارة مشبوهة تحمل اسلحة وقنابل مولوتوف”.
مجلس الشعب
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان مجلس الشعب سيعقد ظهر الاحد جلسة استثنائية لمناقشة “مواضيع تهم الوطن والمواطن” من غير الادلاء بتفاصيل.
وتأتي جلسة المجلس الذي انتهت دورته التشريعية من غير ان يحدد موعدا للانتخابات بعدما أقرت الحكومة السورية عددا من مشاريع القوانين المتعلقة بالاحزاب والانتخابات العامة.
نيويورك – علي بردى، العواصم – الوكالات
فورد: المتظاهرون لن يتوقفوا والاقتصاد السوري يستنزف
واشنطن – جويس كرم
حملت جلسة استماع السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد مدلولات عدة حول وضع نظام الرئيس السوري بشار الأسد والموقف الأميركي منه، وبعد تأكيد الديبلوماسي المخضرم أن «الوقت حان للتفكير بمرحلة ما بعد الأسد» وأن «المتظاهرين لن يتوقفوا» على رغم الحملة الأمنية والتي ستساعد في حشد دعم لعقوبات نفطية من أوروبا وكندا ضد دمشق. كما لفت الى «صمت حزب الله أخيراً» بعدما رأى «أعلامه تحترق في دير الزور وحماة ودرعا».
الجلسة والتي كانت مدرجة للانعقاد أمس انما جرى تقديمها لأول من أمس وبسبب استعجال فورد للعودة الى سورية، كان فيها التأكيد على ضرورة وجود السفير الأميركي في سورية وللتواصل «مع النظام وأهم من ذلك مع الشعب السوري». وقدم فورد عرضاً للواقع اليوم مشيراً الى أن «المتظاهرات وخلال الخمسة أشهر الفائتة تكبر في الحجم واليوم انتشرت عبر سورية… قوات الأمن السورية قتلت حوالي الـ2000 شخص واللآلاف تم اعتقالهم واحتجازهم في ظروف وحشية». وتعكس هذه التصرفات وفق فورد المغزى الأكبر وهو أن «الحكومة السورية غير مستعدة وغير قادرة لقيادة مرحلة الانتقال للديموقراطية».
غير أنها في الوقت نفسه تقدم «فرصة لاعادة الاستقرار الى الشرق الأوسط»، مضيفاً أن «الوقت حان للتفكير في مرحلة ما بعد الأسد و23 مليون سوري بدأوا يفكرون ما ستكون عليه الأمور عندما لا يعود الأسد رئيساً». واعتبر أن أميركا والشعب السوري «لديهما رؤية مشتركة لما قد تكون عليه سورية: ديموقراطية منفتحة، وبلاد موحدة وتحترم التعددية وحيث العرب والأكراد والسنة والعلويين والمسيحيين والدروز يرون أنفسهم سوريين أولاً ويحتفلون بالتعددية الحضارية لسورية».
أما اقليمياً فرأى فورد أن سورية «يمكنها أن تكون دولة قوية تعيش بسلام مع جيرانها، ويكون لها تأثير ايجابي في استقرار المنطقة ودور مسؤول في المجتمع الدولي، وتكون دولة لا تدعم جهود ايران لزعزعة استقرار المنطقة ودعم مجموعات ارهابية مثل حزب الله».
واتهم فورد النظام «بتأجيج المزيد من العنف» وتطرق لزيارته والتي أشرفت عيلها الحكومة السورية لجسر الشغور وحيث كانت عمليات القتل التي «بدأتها قوات الأمن السورية سبباً لاطلاق دوامة العنف هناك… وهذه الحلقة تعاد مرة تلو الأخرى وهي تبدأ مع لجوء الحكومة السورية للعنف ضد المتظاهرين السلميين».
وأضاف: «أريد أن أكون واضحاً، الحكومة السورية كانت تقول إن هناك مجموعات مسلحة في حماة، ذهبت الى هناك ولم أعثر على بندقية واحدة… أخطر سلاح وجدته هو المقلاع».
وأعطى فورد تفاصيل غير مذكورة سابقاً حول زيارته لحماة، مشيراً الى أنه وفريقه «أضاعا الطريق داخل المدينة، وتوقفا ليسألا السكان المحليين، وانتهى الأمر بركوبهم السيارة لاستدلالنا على الطريق… وكانوا لطفاء جداً ودعونا الى الغداء… هم لا يعادوا الولايات المتحدة وأبدوا تقديراً للاهتمام الذي أوليناه». وأضاف: «سألوني من أنا، وعندما قلت أنني السفير الأميركي لم يصدقوا، حتى أبرزت لهم بطاقة العمل».
وتوقع فورد أن تأتي الحملة العسكرية والأمنية للنظام بردود فعل دولية متزايدة، مشيراً الى أن «أعضاء مجلس الأمن الدولي الذين كانوا يعترضون على خطوة لمجلس الأمن، هم أكثر انفتاحاً اليوم لها». كما تطرق للعقوبات خارج مجلس الأمن وخصوصاً تلك التي تستهدف قطاع النفط والغاز، وقال «في قطاع الطاقة نفرض (أميركا) ومنذ سنوات عقوبات على أي شركات أميركية تستثمر هناك، لذلك لن يكون هناك تأثير كبير لعقوبات أميركية فردية في هذا المجال».
وتطرق فورد للتداعيات الاقتصادية لما يجري في سورية مشيراً الى أن «القطاع السياحي ميت تماماً، الفنادق في حلب ودمشق والتي كانت تمتلئ بنسبة 80 الى 90 في المئة، هبطت فيها النسبة بين صفر الى 10 في المئة… وهي تطرد موظفيها». وقال: «البلاد تستنزف ببطئ انما باستمرار، ومعدلات الانتاج انخفضت بشكل كبير» وأوضح فورد أن الولايات المتحدة لا تريد «عقوبات تؤذي الاقتصاد السوري ككل، لأنه وفي فترة ما بعد الأسد سيكون الاقتصاد القوي عنصر مهم لقوة البلاد». وأكد أن العمل يجري لاستهداف أشخاص وشركات متورطين في القمع.
وفي سؤال حول موقف ودور «حزب الله» مما يجري، قال فورد إن هناك «فرصة حقيقية مع التغيير في سورية لتحجيم تأثير ايران وحزب الله في المنطقة» وهذا «فيه مكسب لنا وللشعب السوري اذ أن الايرانيين يساعدون اليوم في القمع في سورية». وبالنسبة لـ «حزب الله» تحديداً قال فورد إن دعم النظام السوري للحزب «مستمر ولم يتوقف انما نرى أن قيادة حزب الله والتي كانت بداية صريحة بدعمها للحكومة السورية، أضحت أكثر صمتاً اليوم». وأضاف: «في اعتقادي أنهم (قيادة حزب الله) رأوا ما يكفي من حرق لأعلام حزب الله في التظاهرات السورية وخصوصاً في دير الزور وحماة ودرعا، وبدأوا يدركون أن تأييدهم للحكومة السورية لا يأتيهم بأي صداقة طويلة الأمد مع الشعب السوري».
الرئيس السوري يصدر مرسومين خاصين بقانوني الانتخابات العامة والأحزاب
دمشق- (ا ف ب): اصدر الرئيس السوري بشار الأسد الخميس مرسوما تشريعيا خاصا حول تأسيس الأحزاب وتنظيم عملها ومرسوما تشريعيا آخر حول قانون الانتخابات العامة، كما أفادت وكالة الانباء السورية (سانا).
وقالت سانا إن الرئيس السوري “اصدر اليوم المرسوم التشريعي الخاص بقانون الاحزاب” حول تأسيس الاحزاب وتنظيم عملها.
وكانت الحكومة السورية اقرت في 24 تموز/ يوليو مشروع قانون يرعى تأسيس الاحزاب وينظم عملها، وذلك “ترجمة لتوجهات برنامج الاصلاح السياسي وبهدف إغناء الحياة السياسية وتنشيطها والمشاركة في مسؤولياتها وتداول السلطة” كما افادت الوكالة حينها.
واضافت الوكالة إن الرئيس السوري “اصدر اليوم (الخميس) المرسوم التشريعي الخاص بقانون الانتخابات العامة”.
وكانت الحكومة السورية اقرت في 26 تموز/ يوليو مشروع قانون الانتخابات العامة “استكمالا لانجاز حزمة التشريعات التي تترجم برنامج الاصلاح السياسي” حسبما افادت الوكالة حينها.
واضافت الوكالة إن هذا القانون “يهدف الى تنظيم انتخاب اعضاء مجلس الشعب واعضاء المجالس المحلية وضمان سلامة العملية الانتخابية وحق المرشحين في مراقبتها”.
وكانت السلطات السورية اقرت سلسلة اجراءات لتهدئة حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضدها، شملت خصوصا الغاء العمل بحالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ 1963.
كما اصدر الرئيس بشار الأسد عفوا عاما عن جميع المعتقلين السياسيين، وشكل هيئة “للحوار الوطني” ولجنة لوضع قانون جديد للاعلام.
وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف اذار/ مارس أدى قمعها من جانب السلطة إلى مقتل أكثر من 1600 مدني واعتقال اكثر من 12 الفا ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوق الانسان.
وتتهم السلطات “جماعات ارهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى.
‘نيويورك تايمز’: أمريكا تسعى للضغط على سورية لكن الخيارات قليلة
نيويورك ـ يو بي آي: تواجه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعوات متزايدة لمعاقبة سورية بشكل أقوى على قمعها للإحتجاجات، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا انه من دون دعم دولي واسع فإن الخيارات قليلة لزيادة الضغط على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكرت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ الامريكية ان مجموعة من السناتورات الأمريكيين تقدموا الثلاثاء بتشريع يقضي بفرض عقوبات اقتصادية أقوى ضد سورية من تلك المفروضة على الأسد وكبار مساعديه.
وأوضحت ان السناتورات كريستن ستوارت من نيويورك، ومارك كيرك من إيلينوي، وجوزيف ليبرمان من كونيكتكت، تقدموا بطلب لفرض عقوبات على سورية شبيهة بالمفروضة على إيران تعاقب الشركات الدولية التي تعمل مع قطاع الطاقة السوري.
لكنها لفتت إلى ان مجلس الأمن ناقش لليوم الثاني العنف لكنه بقي منقسماً بشأن مدى قوة الرد.
وأشارت إلى ان المسؤولين الامريكيين في واشنطن تعهدوا بإجراءات أقوى، لكنهم لم يعلنوا عن أي إجراء جديد، ما يشير إلى مدى صعوبة التحدي الدبلوماسي والسياسي الذي يواجهه أوباما بشأن سورية.
ونقلت عن مسؤولين امريكيين لم تكشف عن هويتهم ان الإدارة الامريكية تنوي توسيع العقوبات التي سبق وفرضتها في أيار (مايو) الماضي، لكن المسار السياسي لذلك تخلف عن تزايد وتيرة العنف السوري ضد المتظاهرين، بما في ذلك ‘القمع الوحشي’ الذي بدأ يوم الأحد في حماه ومدن أخرى.
وإذ لفتت إلى ان إدارة أوباما نسقت دبلوماسياً جهودها لتعزيز الإدانة الدولية لحكومة الأسد، وضغطت على أعضاء بمجلس الأمن الدولي للتفكير بإصدار قرار وافقت عليه بريطانيا وعارضته روسيا والعديد من الدول الغاضبة من النزاع في ليبيا، نقلت عن مسؤول رفيع بالإدارة الامريكية قوله ان ‘المجتمع الدولي تطلب حثاً أكثر مما حصل مع ليبيا’.
وأضاف المسؤول ان النزاع في ليبيا أثر على تعاطي الإدارة الامريكية مع الموضوع السوري بطرق عدة، ما يشير إلى حدود النفوذ السياسي والقوة العسكرية الامريكية بكلا البلدين.
وفيما دعا أوباما الزعيم الليبي معمر القذافي علناً إلى التنحي، قال مسؤولون بالإدارة الامريكية ان ثقل أمريكا أقل في سورية نظراً لكون الخيار العسكري مستبعداً، وما زالت سورية تحظى بدعم جامعة الدول العربية وغيرها من الدول.
وقال مسؤول رفيع انه ما زال بإمكان أوباما أن يدعو علناً إلى إخراج الأسد من الحكم بإطار تصعيد الجهود الامريكية، لكنه رأى ان الإدارة تبحث حالياً عن السبل لإظهار دعمها للمحتجين.
ولفت إلى لقاء وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بمعارضين سوريين بوزارة الخارجية.
كما أشارت الصحيفة إلى شهادة السفير الأمريكي لدى سورية روبرت فورد أمام مجلس الشيوخ، وتشديده على أهمية الإتصات للسوريين ونقل أصواتهم بخاصة، فيما تمنع وسائل الإعلام الدولية من الدخول إلى سورية.
وختمت ‘نيويورك تايمز’ بنقل ما قالته دانيال بليكتا نائب رئيس مركز دراسات السياسة الخارجية والدفاعية بمعهد امريكي محافظ، وهو ان بإمكان الإدارة الامريكية القيام بالمزيد من خلال سحب السفير الامريكي من سورية كما فعلت إيطاليا على سبيل المثال.
تحليل: الجيش السوري لايزال مترابطا لكنه قد يواجه مهمة تفوق طاقته
من وليام مكلين:
لندن ـ لا يظهر الجيش السوري الذي يمثل ركيزة أساسية لحكم الرئيس بشار الأسد مؤشرات تذكر على انقسامات خطيرة وانشقاقات في صفوفه تتطلع اليها المعارضة على الرغم من الضغوط التي يتحملها بسبب حملته لقمع الاحتجاجات الشعبية.
وفي حين تتقدم الدبابات حملة في مدينة حماة فإن على الأسد أن يتساءل عما اذا كان عدد الجنود الموالين له والمدججين بالسلاح يكفي للانتشار في عدة أماكن بنفس الوقت اذا دعت الحاجة الى ذلك.
وقد يمثل شهر رمضان الذي تتزاور فيه العائلات وتكون فيه أعداد وتحركات المواطنين ليلا اكثر من الطبيعي اختبارا خطيرا لقوة الأسد العسكرية اذا تصاعدت الاحتجاجات وأصبحت الأزمة السورية اكثر دموية.
يقول اندرو تيريل استاذ أبحاث شؤون الأمن القومي بكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي ‘نرى بعض الانشقاقات لكن لا شيء يقترب من الكتلة الحرجة التي قد تعتبر مؤشرا على بداية تمرد خطير من الجنود السنة’.
وتنتمي قيادة الجيش الى الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد في حين أن معظم الجنود من السنة. كما أن معظم المحتجين الذين تستهدفهم الحملات الأمنية من السنة.
ويصنف فراس ابي علي وهو محلل في شركة (اكسكلوسيف اناليسيس) للتحليلات والتوقعات التجارية درجة ترابط الجيش السوري بأنها ‘عالية الى حد بعيد’ فيما يتعلق بالانقسامات المحتملة التي قد تؤدي الى انقلاب لكن الأعداد الضئيلة تمثل مشكلة.
ويقول ‘اذا لم تكن لديهم وحدات موالية كافية للسيطرة على حماة فإنهم لا يملكون وحدات موالية كافية للسيطرة على المدن الاكبر مثل حمص وحلب ودمشق’.
وأضاف ‘لا أعتقد أن لديهم ما يكفي من هذه الوحدات لشن حملات كبيرة في عدة مدن بنفس الوقت على الأقل دون حدوث انشقاقات ودون المجازفة بتوسيع نطاق الاحتجاجات’.
وكانت قوات الأمن قد حاصرت حماة لمدة شهر قبل بدء الحملة عليها يوم الأحد وهي مدينة يغلب على سكانها المسلمون وعددهم 700 الف نسمة وشهدت انتفاضة مسلحة للإسلاميين قمعها الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار عام 1982 .
ودفعت معاناة حماة الكثير من السوريين الى الخروج في مسيرات تضامنية منذ بدء رمضان لكن رد فعل الأسد العنيف يشير الى أنه سيقاوم الدعوات الى التغيير التي اجتاحت سورية ومعظم أنحاء العالم العربي هذا العام.
ولا توجد تقارير منشورة يعتد بها بشأن انتشار القوات المسلحة السورية.
وحتى في الأوقات العادية كانت المعلومات عن الجيش قليلة بسبب السرية التي تتوخاها الحكومة والقيود على وسائل الإعلام.
والآن معظم وسائل الإعلام الأجنبية محظورة وتم طرد مراسلي رويترز بعد بدء الاضطرابات في آذار (مارس) بقليل.
ويقول معارضون سوريون في المنفى وخبراء أمنيون إن العدد الضئيل للانشقاقات حتى الآن أقل بكثير مما يمكن اعتباره مؤشرا على انقسامات في الجيش.
وهذا دليل على السيطرة المحكمة التي تضمن سطوة العلويين في الجيش. وينطوي هذا على تعيين ضباط علويين في مناصب رفيعة وفي بعض الوحدات يتم تعيين السنة والعلويين في المناصب الكبيرة لمنع اي محاولة للوقيعة.
وقال سامر افندي المسؤول السابق بجهاز أمن الدولة السوري لرويترز ‘إحداث انقسامات داخل الجيش السوري ليس سهلا’. وأضاف ‘هيكل التوظيف مكون من طبقات مثل الدمية الروسية. الكسر في احدى الطبقات لن يؤثر على بقية الطبقات’.
ويطبق النظام والانضباط في صفوف الجنود بصرامة شديدة.
ويقول معارضون سوريون في الخارج نقلا عن روايات لأقاربهم إن في الحالات التي ينشر فيها جنود سوريون على الخط الأمامي فإنهم يجبرون على إطلاق الرصاص على المتظاهرين لأن الضباط المتمركزين وراءهم سيطلقون النار عليهم اذا لم يطيعوا الأوامر.
ويقول احمد حسين وهو من مدينة دير الزور بشرق سورية وكان يتظاهر ضد الأسد امام سفارة بلاده في العاصمة البريطانية لندن ‘اذا لم تقتل فسيتم قتلك’.
ويقول تيريل ‘اي سني لديه إمكانية القيام بأي شيء يخضع للمراقبة بعناية… لن تقدم على الانشقاق اذا كنت خائفا فليست لديك فرصة كبيرة’.
ويقول محللون إن الواضح أن وحدات الجيش الاكثر ولاء – وهي تلك التي يغلب عليها العلويون ويقودها ماهر شقيق الرئيس السوري بما في ذلك الحرس الجمهوري واللواء الرابع المدرع – لا يمكن أن تتواجد في كل الأماكن في نفس الوقت.
وتضم كل من هاتين الوحدتين نحو عشرة آلاف فرد تدعمهم الدبابات وتتحرك عادة بصحبة وحدات من الشرطة السرية والميليشيا العلوية الموالية للاسد المعروفة باسم الشبيحة.
ويرى تيريل أن تحمل الجيش لأعباء اكثر من طاقته تعني أنه اضطر الى الاستعانة بوحدات سنية في بعض المناطق ولجأ الى ‘ظروف وحشية’ قد يتم بموجبها إعدام الجنود لعصيانهم الأوامر.
ويقول طلال الميحاني وهو أكاديمي مقيم في بريطانيا يساعد جماعات المعارضة في العلاقات الخارجية إن النمط المتتابع للعمليات العسكرية ضد مجموعة من البلدات والمدن في الأسابيع القليلة الماضية يظهر أن الجيش ليس لديه ما يكفي من القوات الموالية للانتشار بنفس التوقيت في كل مكان.
ويقول محللون آخرون إن الجيش يظهر مؤشرات على الانتشار ببطء اكثر من الأسابيع الأولى مما يشير الى أنه يضطر الى اجراء حسابات دقيقة لتوفير الأعداد المطلوبة لتعزيز الوحدات السنية بقوات رفيعة المستوى.
وقال الميحاني الذي زار دمشق في منتصف تموز (يوليو) ‘ليس لديهم ما يكفي من الجنود الموالين… وبالتالي فإننا دخلنا مرحلة مزمنة من هذا الصراع لن يحقق فيه الجيش ولا الشعب نتيجة حاسمة’.
وقال افندي (34 عاما) وهو من بلدة جسر الشغور في الشمال وهو يقف مع مجموعة من نحو 12 محتجا امام السفارة السورية في لندن يوم الإثنين إن الانشقاقات هدف رئيسي للمعارضة غير أنه متفهم للخوف الذي يعتري الجنود.
وأضاف ‘مسؤولو الأمن يعلمون أنهم يقتلون اخوانهم واخواتهم واولادهم بالنيابة عن النظام. حان الوقت ليقفوا هذا ويثبتوا أنهم وطنيون’.
وتنحي الحكومة باللائمة على ما تصفها بالجماعات الإرهابية المسلحة في معظم حوادث القتل خلال الاحتجاجات الشعبية الممتدة منذ خمسة اشهر. وقتل اكثر من 500 من الجنود ورجال الأمن.
الأسد يصدر مرسوم الأحزاب بحذف فقرة «تداول السلطة والمشاركة في الحكم»
خاص بالموقع – أصدر الرئيس السوري بشار الأسد اليوم مرسوماً تشريعياً خاصاً حول تأسيس الأحزاب وتنظيم عملها، ومرسوماً تشريعياً آخر حول قانون الانتخابات العامة. وقد حُذفت من قانون الأحزاب الفقرة التي تشير الى تداول السلطة والمشاركة في الحكم.
وعرّفت المادة الأولى من مسودة المشروع، الذي نشر على موقع التشاركية التابع لمجلس الوزراء في 21 حزيران/يونيو الماضي الحزب بأنه “كل تنظيم سياسي يؤسس وفقاً لأحكام هذا القانون بهدف المساهمة في الحياة السياسية، ويعمل بالوسائل السلمية والديمقراطية بقصد تداول السلطة والمشاركة في مسؤوليات الحكم”. ونصت المادة الأولى من القانون الذي صدر اليوم، على أن الحزب “تنظيم سياسي يؤسس وفقاً لأحكام هذا القانون بهدف المساهمة في الحياة السياسية متخذاً الوسائل السلمية والديمقراطية لتحقيق ذلك”.
وكانت هذه الفقرة، أولى الجزئيات التي أثارت اعتراض بعض أعضاء فريق اللجنة، حيث رأى هذا الفريق أن كلمة “تشارك” تعني “تداول”، في حين أصرّ فريق آخر على الإبقاء على كلمة “تداول”.
ونصّت المادة الرابعة على أن ” يمارس الحزب نشاطه بالوسائل السلمية والديمقراطية لتحقيق برامج محددة ومعلنة تتعلق بالشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بهدف المشاركة في الحياة السياسية، وفقاً لقانون الانتخابات العامة”.
يذكر أن الحكومة السورية أقرت في 24 تموز مشروع قانون يرعى تأسيس الأحزاب وينظم عملها، وكذلك أقرت الحكومة السورية في 26 تموز مشروع قانون الانتخابات العامة لـ«استكمال إنجاز حزمة التشريعات التي تترجم برنامج الإصلاح السياسي».
وحول الوضع الداخلي في سوريا، وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأحداث التي وقعت أخيراً بـ«الوحشية» وحث الرئيس الأسد والسلطات السورية على الوقف الفوري لجميع أعمال العنف، داعياً إلى التعامل مع تطلعات الشعب السوري من خلال عملية سياسية جامعة بقيادة سوريا.
ورحّب بان بالبيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي أمس لإدانة العنف في سوريا، وقال إنه «يحمل رسالة واضحة من المجتمع الدولي». وأضاف أن العالم «وقف يشاهد ببالغ القلق تدهور الوضع في سوريا»، وحث بان السلطات السورية على الامتثال لمطالبة مجلس الأمن بالسماح لوكالات المساعدة الإنسانية الدولية بالعمل على نحو مستقل والدخول من دون عائق إلى سوريا، وحثهم كذلك على التعاون بصورة كاملة مع مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ودعا إلى إجراء تحقيقات كاملة ومستقلة وشفافة في جميع حالات القتل ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب تلك الأعمال.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر أمس الأربعاء بياناً رئاسياً أدان فيه العنف في سوريا، بعد مفاوضات استمرت 3 أيام.
من جهة أخرى، رأى علي صدر الدين البيانوني، المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، أن الخوف من انحدار سوريا إلى الفوضى إذا سقط نظامها غير مبرر، داعياً العالم إلى إبلاغ نظام الرئيس بشار الأسد بأنه «فقد كل شرعية».
وقال البيانوني، في مقال نشرته صحيفة «غارديان» البريطانية اليوم «إن التاريخ الحديث لسوريا منذ عام 1920 وحتى مجيء نظام البعث في عام 1963 أظهر أن التماسك الاجتماعي والسياسي في سوريا الحديثة ممكن، بالرغم من الصراع الإيديولوجي الشرس خلال الحرب الباردة والتنافس بين الشيوعيين واليساريين من جهة، وجماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى». وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين، التنظيم المعارض المحظور في سوريا، «خاضت خلال تلك الفترة معاركها السياسية بطريقة ديموقراطية وتحالفت قيادتها مع جميع الطبقات، بما في ذلك فارس الخوري، ودعمته رئيساً للوزراء رغم كونه مسيحياً، لأنه كان رجلاً قديراً وقف فوق الانقسامات الطائفية والدينية».
وقال البيانوني: «حان الوقت أمام العالم لكي يبلغ نظام الأسد بأنه فقد كل شرعية؛ لأن هذا ما يريده السوريون لا أكثر ولا أقل، ومن ثم الدعوة إلى عقد مؤتمر لجميع القوى الوطنية في سوريا لتمكين السوريين من تطوير بديل وطني جماعي، كما فعلوا بالمؤتمر السوري الأول عام 1920». وشدد على أن سوريا «لا تحتاج إلى توجيهات خارجية أو تدخل خارجي بعد رحيل النظام، لأنها حضارة قديمة».
وأضاف البيانوني أن جميع أحزاب المعارضة السورية «تصر على استمرار الانتفاضة بنهجها السلمي الوطني الشامل، وتُجمع على إقامة دولة مدنية جامعة على أساس تقاسم السلطة وإجراء انتخابات حرة ودستور مدني معاصر يضع جميع المواطنين رجالاً ونساءً على قدم المساواة، وهذا ما يريده السوريون وهم في طريقهم إلى تحقيقه».
(أ ف ب، يو بي آي)
انتهاء مدة تحذير عشائر دير الزور للنظام
28 حالة اغتصاب نفذّتها قوات الأسد في سوريا
بهية مارديني من دبي
في الوقت الذي انتهت فيه شالمهلة التي حددتها عشائر وقبائل دير الزور للنظام السوري للافراج عن المعتقلين السياسيين وسحب الجيش والأمن والا ستدافع العشائر عن أبناء محافظة دير الزور ، طالب تجمع أبناء الجالية السورية في القاهرة المجتمع الدولي بموقف حازم وواضح من المجازر وجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبت وماتزال ترتكب في سورية ، وأكد التجمع “أن هناك 28 حالة اغتصاب نفذتها عناصر من قوات الرئيس بشار الأسد ، مطالبين بمحاكمته ومحاكمة شقيقه أمام المحكمة الجنائية الدولية”
وطالب المجتمع الدولي” بتوجيه انذار شديد اللهجة للنظام السوري للوقف الفوري لكافة الممارسات والجرائم وحمامات الدماء التي ترتكب واتخاذ كافة السبل الناجعة التي تكفل سحب كافة القوى العسكرية والأمنية من المدن والقرى السورية وضمان عدم التعرض للمدنيين الأبرياء و للمظاهرات السلمية بأي أذى و اتخاذ خطوات شجاعة بإدانة النظام السوري لتحويل الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية لإحالة بشار الأسد وشقيقه ماهر وكافة المسؤولين وحلفائه عن جرائم القتل والقمع إلى العدالة الدولية وأن لا جريمة دون عقاب، وتقديم كافة أنواع الدعم للضباط السوريين الأحرار لمساعدتهم على حماية المدنيين”.
وفي بيان ، تلقت ايلاف نسخة منه، طالب أبناء الجالية السورية في القاهرة” المجتمع الدولي باتخاذ كافة الاجراءات السريعة والخطوات القانونية الناجعة والكفيلة بحماية المدنيين في سورية من آلة القتل والقمع والدمار وبموجب الشرعة الدولية لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة ومساعدة وتمكين الشعب السوري من حقه في التغيير الوطني الديمقراطي بإقامة دولة مدنية ديمقراطية ذات نظام برلماني ، و أن تنال العقوبات المفروضة النظام السوري وأن لا تبقى بعض العقوبات في إطار معاقبة بعض الأفراد والمسؤولين السوريين و اتخاذ خطوات عقابية جدية وعملية كتجميد العلاقات الاقتصادية والتجارية والحظر الجوي وفرض مناطق آمنة للمدنيين ووضع حد للتدخل الإيراني (وميليشيا حزب الله) العسكري والأمني والمالي في دعم النظام السوري في قمع الثورة السورية وإدانة هذا التدخل وطرد سفراء بشار الأسد من الدول العربية والأجنبية وسحب سفرائهم المعتمدين في دمشق وتجميد كافة العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع نظام آل الأسد لفرض عزلة دولية عليه”.
وأكد تجمع الجالية على ضرورة “الإسراع بتمكين منظمات ومؤسسات الإغاثة الإنسانية العربية و الدولية في الدخول إلى كافة المناطق المنكوبة لتقديم الغوث والإسعافات والأدوية وإقامة المشافي الميدانية و تمكين وسائل الإعلام العربية والدولية من الدخول إلى الأراضي السورية والعمل بحرية لوضع الرأي العام العالمي بصورة وحقائق ومجريات الأمور والأحداث”.
وأشارت الجالية الى” أنه لليوم الرابع على التوالي ومنذ بدء شهر رمضان المبارك استمرت عمليات القتل والقمع والتدمير وارتكب النظام السوري عشية شهر الصيام والقيام مجازر جديدة باقتحام الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية خمس مدن (حماة ـ دير الزور ـ البوكمال ـ حمص ـ ريف دمشق) وارتكب مجزرة جديدة في مدينة حماة الأبية موقعاً في يوم واحد أكثر من 157 شهيداً في حماة وحدها حيث استعاد أهالي المدينة آلام ومعاناة المجزرة الفظيعة التي ارتكبها النظام عام 82 من القرن الماضي وراح ضحيتها في ذلك الوقت أكثر من 35000 شهيد ودمار ثلثي المدينة”.
ولفتت الجالية الى” إن هذه المجازر تعتبر بمثابة تحد من النظام السوري للمجتمع والقانون الدولي وتحدياً سياسياً وإقليمياً ودولياً واليوم هو الرابع من شهر رمضان وتعاني المدن السورية المنكوبة من الحصار والدمار وقطع وسائل الاتصال والماء والكهرباء والغذاء وتعاني المستشفيات من اكتظاظها بمئات الجرحى ونقص حاد في الأدوية والحاجة الماسة للتبرع بالدماء والمجتمع العربي والدولي مازال صامتاً عن مجرى وتطور الأحداث والمآسي الإنسانية في سورية ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي من استصدار قرار بإدانة النظام في سورية بل مجرد بيان رئاسي ومن قلب العروبة النابض ومن مصر الثورة نطالب وبعد مرور خمسة أشهر على الثورة السلمية في سورية وتحمل الشعب السوري بكافة أطيافه أقسى وأشد أنواع القتل والهمجية والوحشية التي لم يشهد لها التاريخ سوى مجازر وجرائم الفاشية والنازية”.
حقائق مرعبة وأرقام موثقة عن “المجازر”
وقدمت الجالية السورية ملخصا لأعداد الضحايا منذ شهر اذار الماضي حيث قالت ان عدد ضحايا التظاهرات منذ بداية الثورة في سورية تجاوزت 2675 قتيلا من النساء والأطفال والشباب والشيوخ والأرقام موثقة بالأسماء المعروفة حتى الآن ، وعدد الأطفال الذين قتلوا تحت التعذيب أو بشكل مباشر 158 طفلاً ومنذ بداية الثورة و حتى الآن ولا يتجاوز أكبرهم سناً 14 عاماً ، بحسب بيان الجالية ، بينما عدد ضحايا التظاهرات من العسكرييّن 386 عسكرياً حتى الآن بين جندي وضابط رفضوا الأوامر بإطلاق النار على المدنيين وعدد المعتقلين من المدنيين ومنذ بداية الثورة أكثر من 16000 مواطناً وعدد المفقودين 4382 مدنياً من الذين عرفت أسماؤهم ومنذ بداية الثورة و حتى الآن وعدد الممنوعين من السفر من المدنيين ومنذ بداية الثورة و حتى الآن 669 مواطناً وعدد الذين ماتوا تحت التعذيب من المدنيين ومنذ بداية الثورة 89 مواطناً وطفلا.
واُكتشفت عدد من المقابر الجماعية التي تم اكتشافها حتى الآن مقابر في درعا وحمص وجسر الشغور.
بينما وصل عدد اللاجئين السوريين منذ بداية الثورة الى 14355 مواطناً و في تركيا وحدها 10227مواطنا، وعدد اللاجئين السوريين في لبنان 2689 مواطنا وهذا العدد لا يشمل اللاجئين السوريين من مدنيين وعسكريين الذين قامت الأجهزة الأمنية اللبنانية والجهاز الأمني لحزب الله بتسليمهم إلى المخابرات السورية ومازال اللاجئون السوريون في لبنان يعانون من المضايقات المتكررة من ميليشيا حزب الله والتابعين له إلى جانب قسوة الظروف المعيشية وشح المساعدات الإنسانية إضافة إلى الذين لجأووا إلى دول عربية كالأردن ومصر والإمارات العربية وعدة دول أجنبية هرباً من آلة القتل والقمع.
وتم استخدام المدراس والملاعب الرياضية كمعتقلات جماعية بعد اكتشاف المقابر الجماعية عمدت بعض الميليشيا التابعة للنظام السوري إلى إلقاء جثث الشهداء في عرض البحر لمحي أي أثر لها و استخدام الدبابات في قصف بعض الأحياء السكنية في درعا وحمص وإدلب وحماة و البوكمال ودير الزور وبانياس.
ونقلت الجالية السورية في القاهرة” استخدام الرصاص الحي وبعض أنواع الغازات السامة المحرمة دولياً إلى جانب الغازات المسيلة للدموع ضد المحتجين و مع عشية هلال رمضان بدأ استخدام القنابل المسمارية في العديد من المدن السورية وقصف واستهداف المساجد والكنائس والعمد إلى كتابة بعض الشعارات المؤيدة لبشار الأسد على الجدران والقباب داخل المساجد كما حدث في المسجد العمري في درعا إلى جانب تمزيق المصاحف والدوس على القرآن الكريم والاعتداء على المصلين كما حدث في عدد من المساجد منها على سبيل المثال ما حدث من اعتداءات على المصلين في مسجد بني أمية بدمشق مسجد الحسن في حي الميدان”.
ـواعتبر تجمع الجالية السورية أن” النظام السوري فشل أكثر من مرة في إشعال الفتنة الطائفية في اللاذقية وبانياس وحمص وطرطوس مما أفشل مخطط ومساعي النظام للدفع نحو الحرب الأهلية والطائفية وأكد الشعب السوري بكل أطيافه القومية من عرب وكرد وأشوريين وسائر القوميات والأعراق و الأديان والمذاهب الدينية تماسكه وتأكيده على اللحمة الوطنية “
ـوحسب الجالية، عرف من جرائم الاغتصاب حتى الآن أكثر 28 حالة نفذها عناصر من ميليشيا الشبيحة التابعة لأسرة الأسد وبعض حالات الاغتصاب نفذت أمام أعين أهالي الضحية.
ـولفتت الجالية السورية في القاهرة الى” وثائق واثباتات تؤكد وجود مستشارين أمنيين وعسكريين إيرانيين في دمشق وفي معسكرات في ضواحي العاصمة السورية إلى جانب تأكيدات وبراهين عن وجود عشرات القناصة من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله الذي تسلم من السلطات السورية جثث أربع من عناصره تم دفنهم في بعلبك في البقاع اللبناني قبل نحو أسبوعين قتلوا عن طريق الخطأ بنيران صديقة من الأجهزة الأمنية السورية”.
وفي غضون ذلك انتهت المهلة التي حددتها عشائر وقبائل دير الزور للنظام السوري للافراج عن المعتقلين السياسيين وسحب الجيش والأمن والا ستدافع عن أبناء محافظة دير الزور ، وكانت قد طالبت في بيان لها أمس وضعته شبكة اخبار دير الزور على موقع التواصل الاجتماعي”الفيس بوك” الافراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا نتيجة الازمة وعلى رأسهم الشيخ نواف البشير وسحب الجيش والامن ، وقالت “بعد رفع الحواجز يتم الاعلان عن اجتماعات لبحث حل الأزمة”.
سبعة قتلى برصاص الأمن السوري وعشرات الجرحى بعد صلاة التراويح
نزوح ألف عائلة عن حماة وقوات الأسد “تحاصر” حتى المعلومات
النيران تتصاعد في مدينة حماة نتيجة العملية العسكرية فيها
فيما نزحت أكثر من ألف عائلة من حماة نحو السلمية هرباً من العمليات العسكرية أكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان إنقطاع المعلومات حول ما يجري في المدينة. وقال شاهد عيان إن 30 شخصاً قتلوا اثر عملية عسكرية قام بها الجيش الاربعاء في وسط حماة.
دمشق: أكد ناشط حقوقي الخميس أن أكثر من ألف عائلة نزحت عن حماة (وسط) هرباً من العمليات العسكرية التي يشنها الجيش منذ صباح الاربعاء مشيراً الى عدم رشوح اي معلومات عما يحدث في المدينة نظرا لانقطاع الاتصالات عنها.
ونقل مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية أن “أكثر من ألف عائلة نزحت عن حماة نحو السلمية (30 كلم جنوب شرق حماة) هربا من العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات من الجيش في المدينة”.
واضاف الناشط ان “قوات الامن اعادت عند الحاجز عائلات اخرى كانت متجهة نحو حلب (شمال) فعادت ادراجها حيث استقبلها سكان سراقب (شمال غرب)”. وكان الناشط افاد عن نزوح اكثر من 500 عائلة مساء امس الاربعاء.
واكد الناشط “عدم تمكنه من الحصول على اي معلومات حول ما يحدث في حماة على وجه الدقة وعما اسفرت عنه العملية العسكرية من قتلى واصابات”. واضاف ان “دوي انفجارات سمع وسجل انتشار للجيش لكن ليست لدي معلومات عن قتلى حيث ان اهتمام العائلات انحصر بالبحث عن الهروب من هذا الوضع”.
وأضاف ان “الاتصالات الهاتفية الخليوية التي قطعت منذ صباح امس وعادت مساء الاربعاء عادت وانقطعت من جديد”، لافتا الى ان “الاتصالات كانت مقطوعة على مايبدو للتغطية على عملية حماة”. هذا وقال شاهد الخميس إن 30 شخصا قتلوا اثر عملية عسكرية قام بها الجيش الاربعاء في مدينة حماة (وسط) مشيرا الى وجود عدد كبير من الجرحى في المستشفيات.
واكد احد سكان حماة الذي تمكن من الخروج منها لوكالة الأنباء الفرنسية ان “نحو 30 جثة قتل اصحابها اثر قصف قام به الجيش الاربعاء دفنت في عدة حدائق عامة صغيرة” مشيرا الى “وجود عدد كبير من الجرحى في المستشفيات”.
واضاف ان “عددا من المباني احرق جراء القصف الا انها ليست مدمرة بالكامل”. وتحدث عن “انتشار للدبابات في المدينة وخصوصا في ساحة العاصي وامام القلعة” في وسط المدينة. واشار الى “استخدام قنابل تطلق شظايا عند انفجارها”، لكنه اوضح ان “القصف توقف بينما يسمع دوي اطلاق نار من الرشاشات الثقيلة” صباح اليوم الخميس.
واشار الشاهد الى “تواجد للقناصة على اسطح المشافي الخاصة”. واكد ان “الوضع الانساني صعب للغاية في المدينة التي تعاني من انقطاع للتيار الكهربائي والمياه والاتصالات ونقص في المواد الغذائية”.
يذكر أن الرئيس السورى بشار الأسد أصدر اليوم الخميس مرسوماً يجيز التعددية الحزبية، وقالت الوكالة إن هذه الخطوة ترمى إلى إثراء الحياة السياسية السورية. وكانت الحكومة السورية قد أقرت الشهر الماضى مشروع قانون يسمح بتشكيل أحزاب سياسية أخرى غير حزب البعث الحاكم.
وتأتى هذه الخطوة بعد يوم من إصدار مجلس الأمن الدولى بياناً يدين فيه لأول مرة الحملة العسكرية التى تشنها القوات السورية ضد المدنيين لقمع الاحتجاجات المستمرة منذ خمسة أشهر. وجاء فى بيان الإدانة للمجلس حول قمع السلطات السورية للاحتجاجات المستمرة منذ خمسة أشهر، أن عملية سياسية يقودها السوريون هى السبيل الوحيد لحل الأزمة.
من جهة اخرى، افاد ناشطون حقوقيون الاربعاء ان قوات الجيش التي انتشرت في حماة قصفت اثنين من احياء المدينة التي شوهد الدخان يتصاعد في اكثر من منطقة فيها. وتحدث ناشط آخر عن “دبابات شوهدت وهي تتجه نحو ساحة العاصي وسط المدينة واخرى ترافقها اليات عسكرية في عدد من المناطق”.
واضاف الناشط ان “دوي الانفجارات التي تسمع في اكثر من مكان يوحي بحرب مفتوحة في المدينة”. وشهدت حماة الواقعة على بعد 210 كلم شمال دمشق، تظاهرات حاشدة ضد النظام خلال الاسابيع الماضية.
هذا وذكر مدير المرصد السوري أن “سبعة اشخاص قتلوا برصاص قوات الامن السورية خلال قمع التظاهرات التي خرجت بعد صلاة التراويح” في ريف درعا، وتدمر ودمشق. واوضح عبد الرحمن ان “ثلاثة اشخاص قتلوا في مدينة نوى في ريف درعا، وقتل المتظاهر الثاني في مدينة تدمر (وسط) كما قتل شخصان اثناء تفريق تظاهرة في حي الميدان في العاصمة”.
واضاف ان “طفلا قتل في بلدة تلبيسة (ريف حمص) برصاص قوات الامن”. وكانت حصيلة سابقة للمرصد تحدثت عن مقتل اربعة اشخاص برصاص الامن بينما كان يفرق تظاهرات قامت بعد صلاة التراويح في مدن سورية عدة.
وتخشى السلطات من ان تشكل صلاة التراويح مناسبة لانطلاق التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية خلال شهر رمضان، بعد ان دعا ناشطون عبر صفحة “الثورة السورية” على فيسبوك الى التظاهر خلال شهر رمضان.
وقالوا “موعدنا كل ليلة بعد التراويح، تظاهرات الرد” مشيرين الى ان “سوريا تنزف”. واصدر مجلس الامن الدولي الاربعاء بيانا رئاسيا يدين اعمال القمع في سوريا، هو الاول منذ بدء الاحتجاجات التي اوقعت 1600 قتيل بين المدنيين وفق مصادر حقوقية.
قتلى برصاص الأمن وعشرات الجرحى بعد صلاة التراويح
المعارضة: “إبادة جماعية” تتعرّض لها بعض المحافظات السوريّة
بهية مارديني
فيما تتواصل الاشتباكات بشكل دوريّ بين المحتجين المطالبين بالديمقراطية وعناصر الأمن في سوريا، ومع سقوط المزيد من القتلى والجرحى، تتحدّث المعارضة السورية عن “مجازر حقيقية” ترتكب في عدد من المدن المضطربة التي تقضّ مضاجع نظام بشار الأسد منذ أشهر.
بهية مارديني من دبي، نيقوسيا، وكالات: اعتبر معارض سوري أن السلطات ترتكب مجازر حقيقية في مدينة حماه وغيرها من المدن السورية الآمنة التي تشكل طوقاً للنظام وتحاصره وتقضّ مضاجعه، فيما أكدت لـ”إيلاف” عائلات فرّت صباح الأربعاء من حماه أن المدينة تتعرض لحرب إبادة جماعية، وأن الدخان ينبعث من المدينة، وان الحواجز التي وضعها الأهالي لمنع دخول الجيش في بعض المناطق لم تعد تجد نفعًا في ظل استخدامه للانزال الجوي في منطقة الملعب البلدي في حماه.
ورأى شلال كدو قيادي في بالحزب اليساري الكردي في سوريا في تصريح خاص لـ”إيلاف”: “إن السلطات السورية ترتكب مجازر حقيقية في مدينة حماه وغيرها من المدن السورية الآمنة كـديرالزور والبوكمال منذ ايام، وكذلك في عدد من مدن ريف دمشق، وان النظام لن يفلت منها مهما تمادى في خياره القمعي، الذي يفضله على كل الخيارات الاخرى، التي كانت متاحة حتى الامس القريب، الامر الذي يفسر المداهمات المستمرة بشكل شبه يومي، لهذه المدن البطلة المحيطة بالعاصمة، وضربها بالاسلحة الثقيلة وقتل سكانها بوحشية غير مسبوقة”.
وأضاف “ان سقوط المئات من القتلى والجرحى في بداية شهر رمضان الفضيل، انما يعكس اصرار النظام على الحل الامني الوحشي، رغم الفشل الذريع الذي مني به هذه الفرضية، ويثبت هذا الاصرار للقاصي والداني، بأن نظام البعث بعيد اكثر من اي وقت آخر من الحلول السلمية، التي كانت مطروحة في الاشهر الاربعة الاولى من عمر الثورة السورية، والتي كان يروّج لها النظام نفسه بهدف امهال نفسه مزيداً من الوقت، لاكتمال استعداداته الميدانية والسياسية والنفسية، للبدء بقمع الاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم انحاء البلد بوحشية افظع من ذي قبل، دون ادنى اكتراث بالقيم الوطنية والقومية والانسانية”.
وأكد “أنه لا شك ان رمزية مدينة حماه، وارتباط اسمها بوحشية نظام البعث في سوريا، منذ ثمانينيات القرن المنصرم، ومداهمتها بالدبابات والمجنزرات قبل ايام، جعل من الموقف الدولي الراكد او الجامد ان يتحرك بالاتجاه الصحيح، وبالتالي ان يتحول اكثر فأكثر لمصلحة الثورة السورية.
من هنا فإن وجوب تحرك سياسي ودبلوماسي واعلامي مكثف من لدن المعارضة السورية، بموازاة هذا الموقف الدولي الجديد المتصاعد نوعاً ما، ضرورة لا بد منها للحؤول دون ان يكرر التاريخ نفسه في مدينة حماه الباسلة، التي ربما ستتعرض لحملة تطهير واسعة النطاق، في حال لم تبذل جهود استثنائية لردع النظام الحاقد على الشعب السوري عامة، وعلى مدينة حماه وشعبها خاصة”.
وقال “ان تلبد سماء المدن السورية بالغيوم السوداء الكالحة كوجوه جلاديها، جراء قصفها بالمدافع والهاونات والدبابات، وبالاسلحة والصواريخ المضادة للطيران، انما يثبت بأن النظام السوري ماض حتى النهاية في غيّه وفي خياره الامني، الذي اتخذه خياراً وحيداً لنفسه، وانه غير مستعد البّته للقبول بفكرة وجود المعارضة من آساسها، ولا بوجود ازمة في البلاد من المفترض معالجتها بتعقل وحوار وروية.
وهذا المنطق ليس غريباً من لدن انظمة القمع والفساد، اذ كان ولا يزال سمة بارزة لسائر النظم الديكتاتورية المستبدة منذ عهد ستالين الى يومنا هذا، من هنا فإنه ليس من المستغرب ان يصّعد النظام السوري الموقف، كلما اتخذت الحركة الاحتجاجية زخماً اقوى في الشارع الملتهب اصلاً”.
إلى ذلك، أكدت لـ”إيلاف” عائلات فرّت صباح الأربعاء من حماه أن المدينة تتعرض لحرب ابادة جماعية، وأن الدخان ينبعث من المدينة، وان الحواجز التي وضعها الاهالي لمنع دخول الجيش في بعض المناطق لم تعد تجد في ظل انزال جوي في منطقة الملعب البلدي في حماه، وأشاروا الى ان الجيش يمنع الاهالي منذ امس من الخروج من المدينة.
من جانبه، افاد ناشط حقوقي ان اربعة اشخاص قتلوا، واصيب العشرات بجروح برصاص قوات الامن مساء الاربعاء اثناء مشاركتهم في تظاهرات خرجت عقب صلاة التراويح في مدن سورية عدة.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان اربعة اشخاص “قتلوا برصاص قوات الامن السورية خلال قمع المظاهرات التي خرجت بعد صلاة التراويح” في ريف درعا، وتدمر ودمشق.
واوضح عبد الرحمن ان “الشهيد الاول سقط في مدينة نوى في ريف درعا، وقتل المتظاهر الثاني في مدينة تدمر (وسط) كما قتل شخصان اثناء تفريق مظاهرة في حي الميدان في العاصمة”.
وشهدت درعا في جنوب سوريا انطلاق الاحتجاجات المناهضة للنظام في منتصف اذار/مارس.
واكد عبد الكريم ريحاوي، رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان لفرانس برس ان عشرات الالاف تظاهروا مساء الاربعاء في العاصمة السورية وضواحيها وفي ريف دمشق، وخصوصًا في المزة والصالحية والميدان، وفي مساكن برزة ودوما وحرستا وعربين وداريا ومسرابا، والقابون والكسوة.
واكد ان “رجال الامن فّرقوا التظاهرات بالقوة الشديدة مستخدمين الغازات المسيلة للدموع والهراوات والعصي الكهربائية، كما استخدموا في بعض المناطق الرصاص الحي”، مشيرا الى “اعتقال عدد كبير من المتظاهرين”.
واضاف ان المتظاهرين خرجوا “وهم يهتفون باسقاط النظام ومطالبين بفك الحصار عن حماه”. وقال ان قوى الامن الموجودة بكثافة “اغلقت مدينتي مضايا والزبداني بشكل كامل واحبطت كل محاولة للتظاهر (..) المحال والطرقات خالية من المارة”.
ولفت الى “وجود امني داخل مدينة جديدة عرطوز، حيث شنّ الامن حملة اعتقالات”. وقال مدير المرصد السوري الى تنظيم تظاهرات في احياء عدة في اللاذقية (غرب) استخدم فيها الامن “الرصاص الحي لمحاولة تفريق المتظاهرين، حيث تضررت مئذنة جامع الرحمن من إطلاق الرصاص”.
وتابع “كما خرجت تظاهرات عدة ضمن نحو 40 الف شخص في مناطق عديدة بعد التراويح في حمص (وسط)، قوبلت بإطلاق النار.
واضاف ان “المتظاهرين خرجوا بأعداد كبيرة في حي الحمرا (في حمص) فقامت الاجهزة الامنية وعصابات الشبيحة بإطلاق النار والقنابل الصوتية على المتظاهرين بعد خروج المظاهرة بعشر دقائق، مما تسبب بجرح شخصين على الأقل”. وتظاهر 10 الاف في الرستن والقصير في ريف حمص.
وفي دير الزور، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان “50 الف متظاهر خرجوا مساء الاربعاء في المدينة المحاصرة وهم يرددون هتافات مناهضة للنظام وشعار لا نركع الا لله”.
وفي حلب (شمال)، “جرت مظاهرة ضمت المئات في حلب الجديدة وفي سيف الدولة تصدى لها الامن بالهراوات والغازات”.
وفي شمال شرق البلاد، “خرج المئات في الحسكة (شمال شرق) ونحو الفي متظاهر في القامشلي التي شهدت اطلاق نار كثيف”.
وتخشى السلطات من ان تشكل صلاة التراويح مناسبة لانطلاق التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية خلال شهر رمضان، بعدما دعا ناشطون عبر صفحة “الثورة السورية” على فايسبوك الى التظاهر خلال شهر رمضان. وقالوا “موعدنا كل ليلة بعد التراويح، مظاهرات الرد” مشيرين الى ان “سوريا تنزف”.
واصدر مجلس الامن الدولي الاربعاء بيانًا رئاسيًا يدين اعمال القمع في سوريا، هو الاول منذ بدء الاحتجاجات التي اوقعت 1600 قتيل بين المدنيين وفق مصادر حقوقية.
البيت الأبيض: سوريا ستكون أفضل من دون الأسد.. والشعب السوري سيحدد مستقبل بلاده
كلينتون تبحث مع المعارضة السورية في «المرحلة الانتقالية» وتحضها على «توحيد جهودها»
واشنطن: مينا العريبي بيروت: ثائر عباس
شدد البيت الأبيض، أمس، من موقفه ضد الرئيس السوري، بشار الأسد، ونظامه، معتبرا أن سوريا ستكون في حال أفضل من دون الرئيس السوري. وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، أمس، إن «سوريا ستكون مكانا أفضل من دون الرئيس السوري»، مضيفا: «نحن نراه مصدر عدم استقرار في سوريا».
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض امتنع حتى الآن عن تكرار عبارة «عليه أن يرحل»، مثلما فعلت مع الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، والعقيد الليبي، معمر القذافي، فإن تصريحات كارني الجديدة تعتبر الأشد.
وردا على سؤال حول التعامل الأميركي مع التطورات في سوريا، خلال مؤتمر صحافي، أمس، قال كارني: «نحن ننظر إلى طرق لزيادة الضغوط»، على النظام السوري.
واعتبر أن «الوحشية الشنيعة ضد الشعب، التي تظهر في الصور التي تخرج من سوريا تظهر طبيعة هذا النظام مجددا». وأضاف أن «تصرفات الرئيس السوري ونظامه تضمن بأنه سيُترك في الماضي، بينما الشعب السوري الشجاع سيحدد مستقبل سوريا».
من ناحية أخرى أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن الولايات المتحدة تدعم طموحات الشعب السوري الساعي إلى «الانتقال إلى الديمقراطية»، مكررة موقفها العلني بأن ليس لدى الولايات المتحدة مصلحة في بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت كلينتون في بيان صدر مساء أول من أمس، بعد لقائها مع عدد من الناشطين السوريين في الولايات المتحدة، إنها التقت بالمجموعة لـ«التعبير عن تعاطفنا الكبير مع جميع الضحايا السوريين من جراء انتهاك نظام الأسد لـ(حقوق) مواطنيه». وأضافت أن «الولايات المتحدة ستواصل دعمها للشعب السوري في جهودهم لبدء انتقال سلمي ومنتظم إلى الديمقراطية في سوريا وتحقيق طموحاتهم»، مؤكدة: «ليس لدينا أي شيء مستثمر في نظام عليه أن يقتل ويعتقل ويعذب شعبه كي يبقى في السلطة».
وحمل بيان كلينتون ملامح دعم واضحة للمعارضة السورية، حيث قالت إن «الناشطين أكدوا رؤية المعارضة الداخلية لخطة انتقال لسوريا شاملة والتعددية في سوريا جديدة ومتحدة مع حكومة تنصاع لسيادة القانون وتحترم كليا مساواة كل السوريين بغض النظر عن الطائفة أو العرق أو الجنس». وشددت كلينتون على أهمية تعاون الناشطين والمعارضين السوريين في الخارج مع الحركة الشعبية داخل سوريا من أجل «رؤية متحدة».
وبحثت كلينتون مع الوفد السوري، المؤلف من 6 معارضين هم: رضوان زيادة، المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، ومحمد العبد الله، ومرح البقاعي، بالإضافة إلى 3 شخصيات رفضوا ذكر أسمائهم لمخاوف أمنية، «المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام»، وتحدثت عن ضرورة قيام المعارضة بـ«توحيد جهودها»، معتبرة أن «تفرقها لا يساعدها كثيرا في الوصول إلى الهدف»، كما أثارت معهم «المخاوف من الخلافات الإثنية وتأثير ذلك على مستقبل سوريا».
ونقل المعارضون الذين التقوا كلينتون، عنها وعدها بدراسة «تطوير العقوبات على النظام السوري، بحيث تشله اقتصاديا وتمنعه من تمويل عمليات القتل»، وقالوا لـ«الشرق الأوسط» إن كلينتون أكدت أن واشنطن «تبحث جديا تمديد عقوباتها لتطال قطاع النفط السوري».
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» وصف رضوان زيادة اللقاء مع كلينتون بأنه كان «جيدا وجديا للغاية»، مشيرا إلى أن مدة اللقاء المقررة كانت 45 دقيقة، لكن كلينتون بقيت مع الوفد لأكثر من ساعة. وأوضح زيادة أن «الاهتمام البالغ الذي أولته الإدارة الأميركية للقاء يتبدى من خلال حجم المشاركة في اللقاء، بحيث كان هناك عدد كبير من مساعدي كلينتون معها خلال اللقاء».
وقال زيادة إن «كلينتون كانت مستمعة جيدة، وحرصت على متابعة أدق التفاصيل، وعلى أن تدون الملاحظات بنفسها».
وكشف أن وزيرة الخارجية الأميركية بحثت مع المعارضين في «المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام (السوري) ودور المعارضة في هذه المرحلة والجهود التي تقوم بها من أجل تجميع جهودها». كما أثارت كلينتون «العلاقة بين الإثنيات» في سوريا، فأكد لها الوفد أن المعارضة «عابرة للطوائف، وأن هناك قتلى مسيحيين وعلويين سقطوا على يد النظام، مما يثبت أن الأمر ليس طائفيا، وأن المجازر ترتكب بحق الشعب السوري بكل طوائفه».
من جهته، قال الناشط السوري المعارض محمد العبد الله، إن دعوة الرئيس الأميركي بشار الأسد إلى التنحي عن السلطة سيدفع عددا أكبر من المحتجين إلى النزول إلى الشارع. أما المعارضة مرح البقاعي فقالت إن الولايات المتحدة حثت المعارضة السورية على بلورة برنامجها بنفسها.
وجاء لقاء كلينتون في وقت تزداد التساؤلات الأميركية حول طبيعة المعارضة السورية وإمكانية ظهور حركة معارضة متحدة ومتلائمة مع المتطلبات الشعبية السورية. كما أن هناك خشية في الولايات المتحدة من ظهور جناح إسلامي سياسي يعارض المصالح الأميركية في المنطقة، وهي قضية يتم بحثها في واشنطن في ما يخص الحركات المعارضة العربية بشكل عام، وبخاصة في سوريا.
وهذه من بين القضايا التي يبحثها السفير الأميركي في دمشق، روبرت فورد، في واشنطن في زيارة عمل هذا الأسبوع. ووصل فورد يوم الأحد الماضي إلى واشنطن لإجراء مشاورات مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ووزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، بالإضافة إلى حضور جلسة الاستماع في الكونغرس، أول من أمس. ومن اللافت، أن خلال شهادته، لم يعتبر فورد أن الشعب السوري يريد إسقاط نظام الأسد، بل قال: «إنهم يطالبون ببساطة بأن تحترم الحكومة حقوق الإنسان البسيطة المحددة في ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي وقعته سوريا، يريدون أن تحترم حكومتهم حقوق التعبير والتجمع والحكم العادل والحرية من المخاوف والاحتياجات التي سببتها عقود من الفساد وعدم الكفاءة والوحشية».
وفي وقت أكد فورد أهمية عزل نظام الأسد، طرح 3 سيناتورات أميركيين مشروع قرار لعقوبات جديدة ضد سوريا تطالب الرئيس الأميركي بإصدار قرار يمنع سوريا من التواصل مع النظام المالي الأميركية، بالإضافة إلى منع الشركات الأميركية من الاستثمار في قطاع سوريا النفطي أو قيام أي أعمال تجارية مع قطاع النفط. وقدم السيناتور المستقل جوزيف ليبرمان، والسيناتور الجمهوري مارك كيرك، والسيناتورة الديمقراطية كريستين غيليبراند، مشروع القرار، أول من أمس، ولكن عبر فورد عن معارضته لمثل هذه العقوبات الواسعة النطاق على الاقتصاد السوري، مذكرا في جلسة الاستماع بأن الشركات الأوروبية هي الأكثر تأثيرا في قطاع النفط والغاز السوري. ويذكر أن الشركات الأجنبية في سوريا المستثمرة في قطاع النفط مثل «توتال» و«شيل» هي شركات أوروبية. وقال فورد إن عقوبات أميركية أحادية الجانب «من المرجح أنه لن تكون لديها تأثير كبير.. الشركات الكبرى في قطاع الطاقة السورية هي من أوروبا أو من دول جوار سوريا».
وعلى الرغم من تصريح فورد، فإن الإدارة الأميركية تنظر في عقوبات جديدة ضد النظام السوري من المتوقع أن تصدر خلال الأيام المقبلة.
مسؤول تركي: ما يحصل في حماه عمل وحشي.. وحكومة تقوم بذلك لا يمكن وصفها بالصديقة
أنقرة ولندن تتفقان على زيادة الضغوط على النظام السوري
لندن: «الشرق الأوسط»
في أقوى انتقاد تركي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد حتى الآن، وصف بولانت أرينج، نائب رئيس الوزراء التركي، اعتداء القوات الأمنية على مدينة حماه بأنها «عمل وحشي»، وقال إن حكومة تسمح بحصول ذلك «لا يمكن وصفها بالصديقة». وأضاف أرينج، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز»، أمس: «أنا أقول هذا متحدثا عن نفسي، ما يحصل في حماه اليوم هو عمل وحشي.. ومن يقوم بهذا (العمل) لا يمكن أن يكون صديقنا. هم يرتكبون خطأ كبيرا».
وقبل بدء الانتفاضة السورية منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، ربطت بين أنقرة ودمشق علاقات جيدة وصلت حد الاتفاق على إلغاء تأشيرات السفر بين البلدين وتوقيع عدة اتفاقيات تجارية. وقد حث رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، مرات كثيرة الرئيس السوري، بشار الأسد، بأن يوقف العمليات العسكرية ضد شعبه ويعجل بتطبيق الإصلاحات التي وعد بها، إلا أن بولانت قال إن هذه النصائح يبدو أنها لا تلاقي آذانا مصغية. وأضاف للصحافيين، أمس: «نُصر على الحلول الديمقراطية والسلمية وبدء الإصلاحات. قلنا لهم إنهم سينهارون بغير ذلك.. وتبين الأحداث الأخيرة أنهم لم يستفيدوا بأي درس من هذه الاقتراحات».
وكان الرئيس التركي، عبد الله غل، قال أول من أمس، إنه ارتاع للهجوم على مدينة حماه بالمدرعات في بداية شهر رمضان. ويقول أردوغان الذي كانت له علاقة وثيقة مع الأسد إن تركيا تكاد تعتبر الأحداث في سوريا قضية داخلية لتركيا نظرا للعلاقات القوية والحدود الطويلة بين البلدين. وأرسل الأسد مبعوثا لمقابلة أردوغان في يونيو (حزيران) بعد أن ندد رئيس الوزراء التركي بـ«الوحشية» التي أجبرت آلاف السوريين على الفرار إلى تركيا. بعد ذلك أصبح انتقاد دمشق أقل تواترا إلى أن وقع الهجوم على حماه.
وكانت صحيفة «حريات» التركية قالت، أمس، إن أنقرة ولندن اتفقتا على زيادة الضغوط على سوريا، وقالت إن وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، اتصل بنظيره التركي أحمد داود أوغلو يوم الاثنين الماضي، بعد يوم على بدء العملية العسكرية في حماه، واتفقا على ضرورة زيادة الضغوط على نظام الأسد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الخارجية التركية، حول احتمال فرض أنقرة عقوبات على دمشق أسوة بتلك التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شخصيات سوريا متورطة في القمع، قوله: «قرارات الاتحاد الأوروبي تعتبر ملزمة لهم فقط وليس لتركيا. ليس هناك شيء من قبيل العقوبات على الأجندة التركية في الوقت الحالي».
وكان داود أوغلو قد اعتبر في مؤتمر صحافي مشترك عقده في أوسلو مع نظيره النرويجي يوم الاثنين الماضي، أن «توقيت وطريقة (حملة) القوات السورية العسكرية في حماه، خاطئة تماما». وأضاف: «بينما نتوقع من الحكومة السورية أن تدخل إصلاحات، علمنا بالعملية. من الخطأ جدا القيام بعملية كهذه عشية شهر رمضان المبارك. أحداث كهذه رسائل خاطئة للشعب السوري والمجتمع الدولي».
وتابع يقول: «أملنا أن تحل سوريا مشكلاتها بمفردها عبر إدخال إصلاحات، الحل الأفضل هو تشجيع الحكومة السورية لإدخال إصلاحات»، مشيرا إلى أن الحل الثاني هو حل المشكلة عبر «الدينامية الدولية» عبر التعاون مع البلدان المجاورة. وأضاف: «ولكن إذا بقيت المشكلة من دون حلول وكل يوم أعداد من الناس تقتل، فلا يمكن لأحد أن يبقى صامتا».
حماه تحت القصف والجيش يضرب المستشفيات ويتقدم لوسط المدينة.. ومئات الدبابات تحاصر دير الزور
مقتل 3 في مظاهرات خرجت ليلا بعد صلاة التراويح.. ومسؤول سوري: نعمل على إعادة الأمن للمناطق التي عاثت فيها «الجماعات الإرهابية» فسادا
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
تقدمت دبابات الجيش السوري على أربعة محاور في مدينة حماه المحاصرة أمس، ووصل عدد منها إلى ساحة العاصي، فيما انتشرت مئات الدبابات حول مدينتي دير الزور. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «نحو مائتي دبابة وآليات عسكرية أخرى تحاصر مدينة دير الزور من جميع الاتجاهات».
وأضاف أن «أكثر من مائة دبابة وصلت من طريق حمص (وسط) وطريق خان شيخون (شمال غرب) إلى حماه، بالإضافة إلى العشرات من ناقلات الجند المدرعة». وأشار مدير المرصد إلى «دبابات ومدرعات عسكرية شوهدت على الطريق المؤدي إلى مدينة السلمية (30 كلم جنوب شرقي حماه) التي شهدت خلال الأيام الماضية مظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط النظام». وتحدث عن «انقطاع الاتصالات الأرضية والجوالة» عن حماه والسلمية.
وقال ناشطون حقوقيون أمس إن قوات الجيش التي انتشرت في حماه قصفت اثنين من أحياء المدينة التي شوهد الدخان يتصاعد في أكثر من منطقة فيها. وذكر مدير المرصد أن «القصف تركز على منطقة جنوب الملعب وحي المناخ»، مشيرا إلى أن «بعض المنازل هدمت جراء القصف». وأضاف أن «قوات الأمن والجيش أقامت حواجز لمنع الأهالي من النزوح». وتحدث ناشط آخر عن «دبابات شوهدت وهي تتجه نحو ساحة العاصي وسط المدينة وأخرى ترافقها آليات عسكرية في عدد من المناطق». وأضاف الناشط أن «دوي الانفجارات التي تسمع في أكثر من مكان يوحي بحرب مفتوحة في المدينة».
وشهدت حماه أمس إطلاق نار كثيف وقصفا مدفعيا على بعض الأحياء، لا سيما القصور والحاضر والسرجاوي، وذلك في ساعات الصباح الأولى. وبالتوازي مع تقدم الدبابات، نفذ الجيش عملية تمشيط واسعة للشوارع، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الاتصالات انقطعت منذ مساء الثلاثاء عن المدينة وريفها، وسط تحذيرات لسكان بعض الأحياء كالحاضر والسرجاوي لإخلاء المنازل، مع توقع قصفها. كما تم قطع الماء والكهرباء عن البيوت.
ونزح عدد كبير من الأسر أول من أمس، إلا أنه يوم أمس منع الدخول والخروج من المدينة التي فرض عليها حصار عسكري مشدد. وقالت المصادر إن عددا من الأهالي تم منعهم من المغادرة لدى وصولهم إلى الحواجز الأمنية، إذ أجبروا على العودة سيرا على الأقدام. وأشارت المصادر إلى إرسال تعزيزات عسكرية بأعداد غير مسبوقة إلى المدينة، حيث اصطف على جانبي الطريق بين حماه وحمص عدد كبير من الجنود.
وبحسب ناشطين، فقد طال القصف الذي تعرضت له مدينة حماه أمس المستشفيات الخاصة، البدر والريس والحوراني، وأسفر عن مقتل أحد الأطباء، بالإضافة إلى خمسة أشخاص قتلوا أول من أمس. ووجه الأهالي نداء لمنظمة الهلال الأحمر السوري للقيام بواجباتها تجاه المصابين الذين يموتون بسبب النقص الحاد بأكياس الدم وشح المواد الطبية الإسعافية.
وكانت حماه المحاصرة بالدبابات منذ فجر الأحد، قد شهدت مظاهرات حاشدة خرجت عقب صلاة التراويح مساء الثلاثاء وقبل قطع الاتصالات والماء والكهرباء وفرض حصار عليها. وخرجت المظاهرات في حي الصابونية وشارع العلمين وسط حماه، متحدية الحصار واستمرار المداهمات والاعتقالات من قبل قوات الأمن. وقد تعرضت هذه الأحياء للضرب أول من أمس.
وتسعى قوات الأمن والجيش السوري إلى اقتحام المدينة وإزالة الحواجز التي رفعها الأهالي، بهدف تقطيع أوصال مدينة حماه وريفها، ومنع وصول المتظاهرين إلى ساحة العاصي، وذلك بعد ثلاثة شهور كان خلالها المتظاهرون في حماه يحتشدون بمئات الآلاف في الساحة كل يوم جمعة، ويقدمون نموذجا للمظاهرات السلمية المنضبطة. وقد أقلق ذلك النظام ودفعه للتخلص من هذا النموذج، بحسب ما يقوله ناشطون على صفحات «فيس بوك»، حيث عاد النظام إلى تكرار السيناريو ذاته لدى اقتحام أي مدينة عن وجود عصابات مسلحة.
واتهمت السلطات السورية «مجموعات مسلحة» في مدينة حماه بمهاجمة قصر العدل في المدينة وإحراقه للمرة الثانية، وكذلك الاعتداء على مجلس المدينة والمصرف الزراعي. وقالت مصادر رسمية إن هذه المجموعات «خطفت عنصرين من عناصر قوة حفظ النظام في المدينة».
وشب حريق أمس في سجن في مدينة حماه، عقب ثلاثة أيام من الاحتجاج من جانب النزلاء. فيما قال نشطاء إنه يتم إعدام نزلاء السجن. وقال عمر أدلبي، وهو ناشط سوري مقيم في لبنان، لوكالة الأنباء الألمانية، إن النزلاء يحتجون تضامنا مع سكان حماه. وقال ناشط سوري آخر مقيم في دمشق «القوات السورية ارتكبت مذبحة داخل السجن». وأضاف «التقارير تفيد بأن حراس السجن أعدموا عدة عشرات من النزلاء المحتجين».
وبالتزامن مع الحملة العسكرية والأمنية على مدينة حماه، كان هناك حملة مداهمات واسعة في مدينة الزبداني – ريف دمشق – حيث تم إغلاق الطرقات منع الدخول والخروج يوم أمس من الزبداني، وتمت مداهمة منطقة العارة والجسر وحارة بيت التل، ووضع حاجز كثيف جدا في ساحة المهرجان والجرجانية.
من جانب آخر، قدر ناشطون عدد الدبابات التي حاصرت دير الزور أمس، بنحو مائتي دبابة، بالإضافة إلى آليات عسكرية أخرى تحاصر المدينة من جميع الاتجاهات في ظل أجواء من التوتر على خلفية اعتقال السلطات لشيخ مشايخ قبيلة البقارة في سوريا نواف راغب البشير، يوم الأحد الماضي، والتي أثارت العشائر في المنطقة حيث تشهد يوميا اعتصامات ومظاهرات يتم قمعها بالقوة.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان «إن الموظفين في دير الزور لم يتمكنوا من قبض رواتبهم لهذا الشهر بعد» مشيرا إلى أن «السلطات منعتهم من التوجه إلى المصرف نظرا لعدم استقرار الأمن في المنطقة التي يوجد بها». ونقل عبد الرحمن نقلا عن الأهالي «إنهم يعتبرون ذلك ذريعة من المحافظ لإذلال الأهالي في شهر رمضان».
وقال ناشط في لندن لـ«الشرق الأوسط»، نقلا عن شهود في دير الزور، إن «أهالي المدينة محاصرين من كل الجهات، وإن الأمن يعتقل كل من يتحرك». وقال إن من بين المعتقلين شاب يحمل الجنسية الأميركية، «لا علاقة له بشيء»، كان متوجها مع عائلته من دير الزور إلى دمشق، فتم اعتقاله على حاجز خارج دمشق. وأشار إلى أن أهله لم يتمكنوا من معرفة شيء عنه منذ اعتقاله أول من أمس، وإنهم أبلغوا السفارة الأميركية بالأمر. وقال الناشط إن أهالي دير الزور يعيشون «في خوف ورعب» من الاعتقال والسجن والقتل، مضيفا أن قوات الأمن «تتصرف خارج القانون ومن دون رادع».
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر عسكري مسؤول أمس أن «التنظيمات الإرهابية المسلحة في محافظتي حماه ودير الزور تواصل ترويع المواطنين بنشر الشائعات الكاذبة بين صفوفهم في محاولة لتشويه صورة الجيش والإساءة إلى سمعته وصولا إلى إثارة الفتنة بينه وبين أهله وذويه في المحافظتين المذكورتين».
ودعا المصدر «المواطنين في حماه ودير الزور» إلى «ألا يصغوا إلى الشائعات التي تروجها تلك التنظيمات الإرهابية». وأكد أن «وحدات الجيش تعمل على عودة الأمن والاستقرار إلى المناطق التي عاثت فيها التنظيمات الإرهابية فسادا وعكرت صفو حياة المواطنين بسبب ممارساتها المخلة لمبادئ الدين الإسلامي السمحة وبالقواعد الأخلاقية للمجتمع».
ورغم كل القمع العنيف لا تزال المظاهرات تخرج في مدن ومناطق البلاد بعد صلاة التراويح لليوم الثالث من شهر رمضان، والهتاف المتكرر في كل المظاهرات «يا بشار ويا شبيح موعدنا بعد التراويح»، ففي دمشق، عمت المظاهرات الليلية بعد صلاة التراويح المدينة وريفها، ليل أول من أمس الثلاثاء. وخرج محتجون من عدة مساجد في حي الميدان بدمشق وتجمعوا في منطقة أبو حبل حيث فرقتهم قوات الأمن بالقوة والقنابل المسيلة للدموع.
أما في ريف دمشق فقد خرجت مظاهرات في القدم وتم تفريقها وكذلك في المعضمية التي سمع خلال تفريق المظاهرة إطلاق نار، كما خرجت مظاهرات في كل من دوما ومضايا والزبداني وعربين والتل. وقال ناشطون إن أعمال قمع شديدة جرت في مدينة الحسكة شرق سوريا ومدينة اللاذقية الساحلية وفي إحدى ضواحي العاصمة دمشق.
وكان ثلاثة أشخاص قتلوا مساء أول من أمس برصاص رجال الأمن أثناء تفريق مظاهرات في عدة مدن سورية جرت بعد صلاة التراويح. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «شخصين قتلا وجرح عشرون آخرون بينهم ثمانية أطفال برصاص الأمن الذين حاولوا تفريق مظاهرة جرت في الرقة (شمال) وشارك فيها نحو عشرة آلاف شخص».
خبير في القانون الدولي لـ«الشرق الأوسط»: ما يجري في سوريا جرائم ضد الإنسانية
قال: إن على المحكمة الجنائية الدولية التحرك سريعا
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
وصف الخبير في القانون الدولي وقانون المحاكم الجنائية الدولية المحامي طارق شندب ما يحصل في سوريا بأنه «جرائم ضد الإنسانية تستدعي تحركا سريعا من قبل المحكمة الجنائية الدولية المولجة النظر بالحالة السورية». وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، لفت شندب إلى أن «ما يحصل في حماه من جرائم جماعية ترتكب بحق جماعة محددة هي أهل حماه يدخل في إطار الجرائم ضد الإنسانية بحيث يتم إلحاق الضرر الجسدي والعقلي بالسكان وقطع المياه والكهرباء عنهم بهدف إهلاكهم».
ويعرف القانون الدولي الجرائم ضد الإنسانية على أنها «الأفعال الجرمية التي ترتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أي جماعة من السكان المدنيين ليست على علم بالهجوم». ويعدد شندب هذه الأفعال قائلا: «القتل عمدا، الإبادة، النقل القسري للسكان، السجن أو الحرمان الشديد من الحرية البدنية بما يخالف القواعد الأساسية من القانون الدولي، التعذيب، الاغتصاب أو الإكراه على البغاء، الاختفاء القسري للأشخاص، اضطهاد جماعة محددة لأسباب دينية أو عرقية أو قومية أو اسمية أو ثقافية أو لأسباب أخرى من المسلم عالميا أن القانون الدولي لا يجيزها». وأوضح شندب أن «ما يحصل في سوريا من جرائم قتل عمدا، إبادة، قصف أماكن عبادة، سجن، اضطهاد لأسباب سياسية وإخفاء قسري، كلها تندرج في إطار الجرائم ضد الإنسانية».
وشدد شندب على «وجوب تحرك المحكمة الجنائية الدولية نظرا للطلبات التي تقدمت إليها في هذا الإطار»، وقال: «هناك عدد من المنظمات الدولية توثق ما يحصل بالصور وبالشهادات الحية وبالتالي على مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية التحرك تلقائيا للتحقق مما يصل إليه» داعيا إياه «لإرسال لجنة تقصي حقائق إلى سوريا تضع مجلس الأمن في حقيقة ما يجري ميدانيا خاصة في ظل غياب الإجماع داخل هذا المجلس لأسباب سياسية».
وشرح شندب أن «المحكمة الجنائية الدولية تتحرك بطلب من 3 مواقع هي: المدعي العام شخصيا، مجلس الأمن، بطلب من جمعيات حكومية أو غير حكومية أو منظمات دولية أو غير دولية»، وقال: «سوريا لم توقع على اتفاقية روما التي تعمل على أساسها المحكمة الجنائية الدولية ولكن وبعد سابقة السودان وليبيا وإصدار مذكرتي توقيف بحق البشير والقذافي يمكن القول: إن للمحكمة الجنائية الدولية دورا أساسيا تلعبه لوقف الجرائم الحاصلة في سوريا».
وكانت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان قد اتهمت الأسبوع الماضي الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وقالت المنظمتان في تقرير حول أعمال العنف في سوريا نشرته إن «الأسد مجرم ضد الإنسانية». وجاء ذلك في وقت ذكرت فيه منظمة «أفاز» غير الحكومية أمس أن نحو 3 آلاف شخص مفقودون في سوريا منذ بداية حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الأسد. وجاء في التقرير الذي أعدته الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، بالتعاون مع مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان وائتلاف من 7 منظمات سوريا لحقوق الإنسان، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنه «في ضوء إساءة استخدام القوة والقمع المكثف اللذين تقوم بهما السلطات السورية منذ 15 مارس (آذار)»، فإن المنظمات المذكورة، «تعتبر أن هناك جرائم ضد الإنسانية ارتكبت من قبل السلطات السورية». وأضاف التقرير أن «هذه الجرائم تندرج تحت الولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية».
البيت الأبيض يرى سوريا أفضل من دون الأسد وتركيا تصف ما يجري في حماه بـ “الوحشي“
مجلس الأمن يدين قمع النظام السوري ولبنان يتنصل
في ما اعتبرته باريس نقطة تحول في موقف المجتمع الدولي من الوضع في سوريا، دان مجلس الأمن الدولي باستثناء لبنان الذي رأى أن ذلك “لن يساعد” في إنهاء الأزمة، حملة القمع الدامية التي تشنها الحكومة السورية مع استمرار ما اعتبره ناشطون “حرباً مفتوحة” على حماه، ودعا المجلس في بيان أصدره أمس الى “محاسبة” المسؤولين عن العنف.
وفي تصعيد ملحوظ لموقفها، قالت الولايات المتحدة أمس انها غير معنية ببقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة لمجرد المحافظة على “الاستقرار” الاقليمي، مؤكدة ان “سوريا ستكون أفضل من دون الرئيس الأسد” حسبما صرح أمس الناطق بلسان البيت الأبيض جاي كارني، وكذلك كان لأنقرة تعليق عنيف حيث اعتبر مسؤول رفيع المستوى في الحكومة التركية أن الهجوم المدفعي بالدبابات على حماه عمل “وحشي” لا يمكن التغاضي عنه، ومرتكبيه لا يمكن أن يكونوا أصدقاء لتركيا.
ففي ظل موافقة روسية وصينية اثر الهجوم المدفعي الأخير بالدبابات على حماه ومدن سورية أخرى أوقع عشرات القتلى والجرحى، دان مجلس الامن الدولي أمس حملة القمع الدامية التي تشنها الحكومة السورية ضد المتظاهرين، ودعا الى “محاسبة” المسؤولين عنها.
وجاء في بيان لرئاسة المجلس تم الاتفاق على نصه بعد اسابيع من المفاوضات الصعبة، ان المجلس المؤلف من 15 عضوا “يدين الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية”، الا ان لبنان العضو في مجلس الامن الدولي تنصل من البيان وقال انه “لن يساعد” على انهاء الازمة في سوريا.
وقامت الدول الاوروبية الكبرى تدعمها الولايات المتحدة بحملة لإصدار بيان عن مجلس الامن حول قمع التظاهرات التي اندلعت في منتصف آذار (مارس) الماضي. وهددت كل من الصين وروسيا بالاعتراض على اي قرار رسمي من المجلس ليكون البيان اول تحرك يتخذه المجلس بشأن سوريا برغم تصاعد العنف.
وأزيلت من البيان اي اشارة الى اجراء تحقيق في انتهاكات حقوق الانسان دعت اليه كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال في النسخ الاولى من البيان، الا ان البيان دعا الى “محاسبة” المسؤولين عن العنف.
ودعا المجلس في بيانه “السلطات السورية الى الاحترام الكامل لحقوق الانسان وتنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي ومحاسبة المسؤولين عن العنف”، كما دعا المجلس السلطات السورية الى “التعاون التام” مع المفوض الأعلى لحقوق الانسان.
وفي تشديد ملحوظ لموقفها، قالت الولايات المتحدة انها غير معنية ببقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة لمجرد المحافظة على “الاستقرار” الاقليمي، في مؤشر إلى تشديد موقفها من حملة القمع “الفظيعة” ضد المتظاهرين.
ورأى بعض المحللين أن واشنطن تخشى الدعوة الى تنحي الأسد مباشرة بسبب المخاوف من حدوث فوضى امنية او حرب اهلية وفراغ سلطة في الشرق الاوسط في حال سقوط نظامه، الا ان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قال ان واشنطن لا تعتبر الاسد شخصاً “لا يمكن الاستغناء عنه”، ووصفه بأنه “غير قادر وغير مستعد” على الاستجابة لتظلمات شعبه.
وأضاف ان “الولايات المتحدة غير معنية ببقاء الاسد في السلطة. نحن لا نريد ان نراه باقياً في سوريا من اجل الاستقرار، بل اننا نعتبره سبباً في انعدام الاستقرار في سوريا”.
ومع تزايد الضغوط على البيت الابيض من الكونغرس والمعارضة السورية لاتخاذ تحرك ضد دمشق، قال كارني ان الادارة تدرس طرقا جديدة للضغط على الاسد.
وقال “نحن نبحث عن طرق لزيادة الضغط. ان الصور التي تخرج من سوريا عن وحشية الحكومة السورية ضد شعبها فظيعة ومشينة وتظهر حقيقة النظام” السوري.
ورحب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمس ببيان مجلس الأمن قائلاً انه “يشكل تحولاً في موقف المجتمع الدولي”. واضاف انه “بات على السلطات السورية ان تعمل على وقف استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين، وان تطبق الاصلاحات الضرورية للرد على التطلعات المشروعة للشعب السوري”.
وفي أنقرة، نقلت وسائل إعلام عن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت آرينج قوله للصحافيين إن “ما يحصل في حماه ليس سوى وحشية. من ارتكبوا هذه الوحشية لا يمكن أن يكونوا أصدقاءنا. لا يمكن أن نفهم كيف يتم إرسال دبابات لمواجهة شعب في هذه الأيام من رمضان”. وأضاف “أنا أقول للأسد: أنت تقمع شعبك، ولا الله ولا الشعب يحبان القامعين”.
وتابع آرينج: “نريد سوريا سلمية” معرباً عن الأمل بأن يعيش الشعب السوري بسلام وازدهار وحرية، داعياً السلطات إلى الأخذ في الاعتبار مطالب شعبها وتعزيز الديموقراطية.
ميدانياً وفيما كان البيان يصدر لينهي الخلاف الديبلوماسي، وصلت الدبابات السورية الى مشارف مدينة حماه.
فقد ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان “دبابات ومدرعات عسكرية شوهدت على الطريق المؤدية الى مدينة السلمية (30 كلم جنوب شرق حماه) التي شهدت خلال الايام الماضية تظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط النظام”.
وأضاف ان “نحو مئتي دبابة وآليات عسكرية اخرى تحاصر مدينة دير الزور من جميع الاتجاهات”، مشيرا الى ان “اكثر من مئة دبابة وصلت من طريق حمص (وسط) وطريق خان شيخون (شمال غرب) الى حماه بالاضافة الى عشرات ناقلات الجند المدرعة”.
وتحدث عبدالرحمن عن “انقطاع الاتصالات الارضية والخلوية” عن حماه والسلمية.
وأفاد ناشطون حقوقيون أمس ان قوات الجيش التي انتشرت في حماه قصفت اثنين من احياء المدينة التي شوهد الدخان يتصاعد في اكثر من منطقة فيها.
وأضاف الناشط ان “دوي الانفجارات التي تسمع في اكثر من مكان يوحي بحرب مفتوحة في المدينة”.
وفي حمص، قالت صفحات المعارضة على الإنترنت إن دبابات الجيش السوري اقتحمت عصر أمس حي البياضة.
وكان ثلاثة أشخاص قتلوا مساء الثلاثاء برصاص رجال الأمن أثناء تفريق تظاهرات في عدة مدن سورية جرت بعد صلاة التراويح..
وقال مدير المرصد إن “شخصين قتلا وجرح عشرون آخرون بينهم ثمانية أطفال برصاص الأمن الذين حاولوا تفريق تظاهرة جرت في الرقة (شمال) وشارك فيها نحو عشرة آلاف شخص”. وأضاف أن “متظاهراً قتل برصاص الأمن في مدينة جبلة (غرب)”.
وأشار الى أن “السلطات سلمت إحدى الأسر في دوما (ريف دمشق) جثمان ابنها الذي اعتقل في وقت سابق”، مشيراً الى أن “أكثر من 50 ألف شخص شاركوا في تشييعه أمس”. وتابع أن “عشرات الأشخاص جرحوا في معضمية الشام (ريف دمشق) أثناء اقتحام الأمن المدينة لتفريق تظاهرة جرت فيها بعد صلاة التراويح”، مشيراً الى أن “جروح بعضهم خطيرة”.
وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلت عن مصدر عسكري مسؤول أن “التنظيمات الإرهابية المسلحة في محافظتي حماه ودير الزور تواصل ترويع المواطنين”. ودعا المصدر “المواطنين في حماه ودير الزور” الى “ألا يصغوا إلى الشائعات التي تروجها تلك التنظيمات الإرهابية”.
وفي معرة النعمان في محافظة إدلب، اغتيل نائب نقيب صيادلة سوريا ورئيس فرع الحزب السوري القومي في إدلب سمير قناطري.
وقال نقيب الصيادلة في محافظة أدلب الدكتور رضوان دهني إن “الدكتور سمير (45 سنة) اغتيل في صيدليته صباح أمس الأربعاء وتم نقله إلى مستشفى المعرة وتوفي بعد دخوله المشفى بقليل”.
(أ ف ب، يو بي أي،
رويترز، قناة العربية)
إذا لم ينفذ الإصلاحات ويصالح المعارضة
ميدفيديف: مصير محزن ينتظر الأسد
حذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف نظيره السوري بشار الأسد مما وصفه بمصير محزن ينتظره إذا لم ينفذ الإصلاحات ويصالح المعارضة. في غضون ذلك وافق الاتحاد الأوروبي على توسيع العقوبات على سوريا. في حين قالت ألمانيا إنها ستطلب من الأمم المتحدة إرسال مبعوث خاص إلى سوريا لزيادة الضغط على دمشق بشأن قمعها للمحتجين المدنيين المطالبين بإسقاط النظام.
وفي تطور لافت بالموقف الروسي تجاه دمشق دعا الرئيس الروسي -في لقاء مع وسائل إعلام روسية اليوم الخميس- الأسد إلى البدء فورا بتنفيذ الإصلاحات والتصالح مع المعارضة واستئناف السلام المدني وإنشاء دولة عصرية حديثة، محذرا أنه “إذا لم يفعل ذلك فإن مصيرا حزينا ينتظره (الأسد) ولا بد لنا في النهاية من اتخاذ قرار” معين.
ولم يفصح ميدفيديف عن ما إن كانت موسكو ستدعم قرارا في مجلس الأمن الدولي يدين القمع في سوريا بعد موافقتها أمس على صدور بيان بهذا الصدد بعد مداولات استمرت ثلاثة أيام، حيث من المعروف أن روسيا لا تزال حتى الآن تعارض صدور قرار عن مجلس الأمن يدين دمشق وتتخوف من أن يمهد هذا الأمر لتدخل عسكري على غرار ما حصل في ليبيا.
وأعرب الرئيس الروسي عن قلق بلاده العميق إزاء الوضع في سوريا، معتبرا أنه يأخذ منحى أكثر مأساوية قائلا “للأسف يقتل هناك عدد كبير من الأشخاص”.
ورفض ميدفيديف المقارنة بين الأسد والعقيد الليبي معمر القذافي الذي نظم في رأيه حملة قمع أكثر وحشية لمعارضيه. وأضاف “إننا سياسيون واقعيون وعلينا أن نرى كيف تتطور الأمور. أصدر القذافي في مرحلة من المراحل الأوامر الأكثر صرامة للقضاء على المعارضة. الرئيس السوري الحالي لم يصدر مثل هذه الأوامر”.
وكانت روسيا -حليف سوريا- صعدت لأول مرة لهجتها حيال دمشق يوم الاثنين بعد العملية العسكرية الدامية التي نفذها الجيش السوري في حماة ودعت إلى وقف “قمع” المتظاهرين. وسبق أن دعت قبل كل شيء إلى عدم التدخل في شؤون سوريا وإلى حوار سياسي داخلي.
عقوبات أوروبية
في غضون ذلك وافقت دول الاتحاد الأوروبي اليوم على توسيع العقوبات على سوريا لكن الأمر لم يشمل قطاعي النفط والبنوك اللذين يقول المعارضون إنهما السبيل الوحيد لقطع المال الذي يعزز قمع المتظاهرين في البلاد.
واتفق سفراء الاتحاد المجتمعون في بروكسل على إضافة أسماء أخرى إلى قائمة عقوبات تشمل بالفعل الرئيس بشار الأسد و34 فردا آخر إضافة إلى شركات على صلة بالجيش ارتبط اسمها بقمع الاحتجاجات. وأشار مسؤولون في الاتحاد إلى أن السفراء اتفقوا أيضا على النظر في إمكانية توسيع العقوبات لتشمل قطاع النفط.
في سياق متصل اعتبرت مسؤولة السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن قرار الرئيس السوري إصدار مرسوم يجيز التعددية الحزبية يشكل “خطوة في الاتجاه الصحيح” لكن إذا وفى بتعهداته.
وقالت في بيان إن “الإصلاحات الأخيرة التي أعلنها الرئيس الأسد هي مبدئيا خطوة في الاتجاه الصحيح لكن فقط إذا تم تطبيقها”. ورحبت آشتون أيضا بالإعلان الصادر عن مجلس الأمن الذي أدان استخدام السلطات السورية العنف ضد المدنيين، وطلبت من الأسد وقف أعمال العنف بحق المدنيين، واحترام المطالب المشروعة للشعب السوري.
مطلب ألماني
وفي إطار الضغوط الدولية قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله اليوم إن بلاده ستطلب من الأمم المتحدة إرسال مبعوث خاص إلى سوريا لزيادة الضغط على دمشق بشأن قمعها للمحتجين المدنيين.
وقال فسترفيله في بيان له “سويا إلى جانب شركائنا سأحث الأمم المتحدة على تعيين مبعوث خاص إلى سوريا يبدأ العمل فورا ويحمل الرسالة الواضحة من المجتمع الدولي إلى دمشق ويعزز مطالب مجلس الأمن”.
وأدان مجلس الأمن الدولي في بيان رئاسي أمس استخدام القوة ضد المدنيين في سوريا، لكن لبنان -العضو في المجلس- نأى بنفسه عن هذا البيان.
وتضمن البيان تنديدا بما ترتكبه السلطات السورية من انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين كما يدعو إلى ضبط النفس ووقف فوري لأعمال العنف.
كما دعا البيان السلطات السورية إلى “التعاون التام” مع المفوض الأعلى لحقوق الإنسان. وأزيلت من البيان أية إشارات إلى إجراء تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان الذي دعت إليه كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال في النسخ الأولى من البيان.
وتعليقا عن البيان اعتبره رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لا يساعد على معالجة الوضع الحالي في سوريا.
ورأى أن “القرار الذي اتخذه لبنان في مجلس الأمن بالنأي بنفسه عن البيان الرئاسي في شأن الأحداث في سوريا، انطلق من موقف ثابت للبنان بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ولا سيما منها الدول العربية، تماما كما كان لبنان يطالب بعدم تدخل الدول الأخرى في شؤونه”.
مثقفو سوريا المعارضون يدفعون الثمن
الجزيرة نت-دمشق
يرتفع صوت المثقفين السوريين الرافضين للممارسات الأمنية في مواجهة المتظاهرين مبددين الصورة الباهتة لحالة الصمت المطبق التي رافقت قمع الاحتجاجات خلال الشهرين الأولين.
وفيما يميل كثير من الكتاب والأدباء للصمت يتولى اتحاد الكتاب العرب إطلاق بيانات بشأن دعم مسيرة الإصلاح الرسمية بينما تظهر تحركات للفنانين في التجمعات أو بيانات الدعم للمحتجين.
وكان مثقفون سوريون أشهروا في الأسبوع الأول من مايو/أيار الماضي نداء موجها للحكومة السورية من أجل تأمين الحليب لأطفال درعا، مما أدى لإطلاق الإعلام الحكومي حملةَ تخوين ضدهم، كما تظاهر عشرات المثقفين وبينهم عدد كبير من الفنانين في 11 يوليو/تموز الماضي أمام جامع الحسن في حي الميدان الدمشقي مرددين هتافات (الله.. سوريا.. حرية وبس) و(سلمية سليمة)، قبل أن تعتقلهم عناصر الأمن.
مواقف متباينة
ويرى السينمائي عروة نيربية أنه لا يمكن الحديث عن “موقف المثقفين” فهناك مثقفون يتظاهرون مع أهل البلد وآخرون يعبرون بالكتابة أو بالإنتاج الفني وهناك متقلبون، وأضاف للجزيرة نت “يوجد مثقفون آخرون أصابهم الرعب فأغمضوا عيونهم دون دم إخوانهم المتظاهرين العزل، وفتحوها إلى أقصاها على دم القلة التي استشهدت من عناصر أمنية”.
وقال نيربية إن “لدى هؤلاء مكتسبات ويرون لأنفسهم قيمة أكبر من قيمة المواطن العادي، وعتبة الخوف لديهم تتبع التشبث بالمكاسب، فيخافون من كلمة تهديد كما يخاف المواطن من قصف بيته بالدبابة”.
في المقابل يدفع المثقفون المعارضون أثمانا باهظة قد لا يراها الناس، ويضيف نيربية أن الأثمان التي دفعها المثقفون المنحازون لصالح الشعب الأعزل وانتفاضته السلمية تتنوع بين الاعتقال والإهانة وتخريب الأملاك ورسائل التهديد والتشهير، لكنه تابع أنهم لا ينالون ما يناله المواطن العادي من الأذى فوراءه الإعلام العربي والدولي كله.
إساءات للمثقفين
بدورها ترى الكاتبة ريما فليحان أن بعض المثقفين يدفعون الثمن الذي يدفعه أي مواطن يتخذ نفس الموقف من مخاطر الاعتقال أو التهديد المختلفة وقد تصل إلى ما هو أبعد من ذلك، وتابعت في حديثها للجزيرة نت أن المثقف يتعرض بموقفه كشخص تحت الأضواء إلى الإساءة الشخصية والتشويه واختلاق الأكاذيب والدسائس والتلفيق.
وكانت ريما فليحان تعرضت لحملة انتقاد عنيفة في الإعلام الرسمي والمواقع الإلكترونية وصلت درجة التشكيك بوطنيتها بسبب دورها البارز في الدعوة للتوقيع على بيان الحليب.
وتؤكد فليحان أنه “إذا لم يكن المثقف جزءا من الشارع ويمتلك نبضه فهو يعزل نفسه داخل قوقعة لن يسمعه فيها أحد”، معتبرة المثقف المنتمي إلى بلده وشعبه جزءا ممتزجا بالشارع، وشددت على أن هذا المثقف مفيد من أجل الحفاظ على سلمية الشارع وتصويب الأخطاء دون أن يكون منظرا متعاليا على أبناء بلده ومواطنيه.
دعم للسلطة
في المقابل يرفض الكتاب الداعمون للنظام وجود أي تبدلات في مواقف المثقفين تجاه الاحتجاجات، ويؤكد أحدهم -طلب عدم الكشف عن هويته- أنه لا توجد في سوريا مظاهرات بل أعمال فوضى حسب وصفه، وبالتالي لا يوجد ما يستحق التعليق عليه.
بدوره أصدر اتحاد الكتاب العرب بيانا يلخص رؤية المثقفين القريبين من السلطة تجاه الاحتجاجات، جاء فيه “هناك مشروعان أحدهما يستهدف سوريا بالتقسيم والتفتيت ضمن ما يسمى بمخطط الشرق الأوسط الجديد، والثاني مشروع وطني مخلص تلتقي على أهدافه الواحدة إرادة المعارضة الوطنية مع إرادة الكثير من الشرفاء والمخلصين في الوطن استنادا إلى المشروع الإصلاحي التغييري الذي أعلنه الرئيس بشار الأسد وتبنى الإسراع بتنفيذه”.
الأسد يقر قانوني الأحزاب والانتخابات
عمليات عسكرية ونزوح عن حماة وحمص
دخلت العمليات العسكرية يومها الخامس في حماة وسط سوريا في ظل استمرار القصف وانقطاع الماء والكهرباء والاتصالات وسط ارتفاع قتلى أمس في المدينة إلى 45 مدنيا ونزوح ألف عائلة عنها. كما شهد حي بابا عمرو في مدينة حمص عملية عسكرية متواصلة منذ فجر اليوم نزح بسببها عشرات العائلات.
وبينما تواصلت المظاهرات الليلية المنادية بإسقاط النظام أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسومين يقران قانوني الأحزاب والانتخابات العامة.
وقال شهود عيان للجزيرة نت إن أصوات القصف والمدافع الرشاشة ما زال يسمع في معظم أنحاء حماة بين الفينة والأخرى. وأشار هؤلاء إلى أن المخابز متوقفة لليوم الثاني على التوالي في المدينة حيث بدأ الخبز بالنفاد، واصفين الوضع التوميني بالحالة الخطيرة خاصة بعدما تلفت المواد الغذائية التي بحاجة لتبريد بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وذكرت مصادر مطلعة للجزيرة أن مليشيات ما تعرف بالشبيحة احتلت المشافي الخاصة حيث اعتلى القناصة أسطحها ويسود الغموض حال المرضى والجرحى الموجودين داخل هذه المشافي.
أما المشافي العامة فهي مكتظة بالجرحى دون وجود كهرباء مما أدى إلى وفاة العديد من الجرحى دون أن يتمكن أحد من إسعافهم وفق تلك المصادر.
وتحدث ناشطون سوريون عن شهادات تتحدث عن كم هائل من الجثث في حماة وأنباء عن إعدامات جماعية في حي البعث بالمدينة، واستهداف واجهات المباني السكنية في حي القصور والحميدية.
وطبقا لشهادات سكان تمكنوا من الخروج من المدينة فإن الجيش ودباباته انتشر في قلعة حماة المطلة على كثير من الأحياء حيث انتشر القناصة على أغلب المباني.
وطبقا لمصدر حقوقي ارتفع عدد القتلى جراء هجوم الدبابات على وسط حماة أمس إلى 45.
وقال ناشط تمكن من مغادرة مدينة حماة المحاصرة لرويترز إن 45 مدنيا على الأقل قتلوا أمس الأربعاء في هجوم بالدبابات شنه الجيش السوري للسيطرة على وسط المدينة.
وأوضح الناشط أن أربعين شخصا قتلوا بنيران رشاشات ثقيلة وقصف للدبابات في حي الحاضر شمالي نهر العاصي، فيما قال سكان في حماة في وقت سابق إن الدبابات تقدمت إلى وسط المدينة يوم الأربعاء واحتلت ميدان ساحة العاصي الرئيسي الذي شهد بعضا من أكبر الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن القصف تركز على منطقة جنوب الملعب وحي المناخ، مشيرا إلى أن بعض المنازل هدمت جراء القصف. وأضاف أن قوات الأمن والجيش أقامت حواجز لمنع الأهالي من النزوح.
وقد أكد عبد الرحمن نزوح أكثر من ألف عائلة من حماة باتجاه السلمية (ريف حماة) ومنطقة مشتل حلو هربا من القصف والعمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش منذ صباح الأربعاء.
اقتحام بحمص
وفي مدينة حمص -ثالث كبرى المدن السورية- وإلى الجنوب من حماة أفاد نشطاء وشهود عيان للجزيرة نت بأن أعدادا كبيرة من قوات الأمن ومليشيات الشبيحة مدعومة بقوات عسكرية حاصرت حي بابا عمرو في المدينة فجر اليوم واقتحمته وسط إطلاق نار كثيف وسماع دوي قذائف.
وأشار النشطاء إلى أن تلك القوات بدأت بعد ذلك بمداهمة المنازل بشكل واسع بعد انتشارها بشوارع الحي وتهديد السكان بالقتل إذا هم خروجوا.
وأوضحوا أن القوات المقتحمة حطمت محتويات المنازل من أثاث وأتلفت الأطعمة فيما وصفه النشطاء عقابا جماعيا للسكان لمطالبتهم بالحرية.
وأدت هذه العملية إلى نزوح العشرات من العائلات من حي بابا عمرو هربا من الرصاص وجرائم الأمن والشبيحة وفق ما قال ناشط للجزيرة نت.
وقد استمرت هذه العملية ساعات قبل أن تنسحب تلك القوات بعد اعتقالها عددا كبيرا من شباب الحي وفق ما ذكر شهود عيان. كما شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة في حي الخالدية بحمص ظهر اليوم وفق نشطاء.
مظاهرات
وكانت حمص شهدت مظاهرات بعد صلاة التراويح أمس في عدد من أحيائها كالملعب والإنشاءات وباب السباع وبابا عمرو، ووجهت بإطلاق نار كثيف، واقتحم الأمن حي باب السباع وانتشر فيه بكثافة.
وشهد حي الخالدية وحده في حمص خروج مظاهرة ضخمة قدرت بأكثر من ثلاثين ألف متظاهر هتفوا بإسقاط النظام.
وقد استمر إطلاق النار في تلبيسة والرستن القريبتين من حمص بعد مظاهرات الليلة الماضية مما أسفر عن سقوط قتلى، أحدهم طفل في تلبيسة وشخصان في الرستن.
كما شهدت كل من تدمر في محافظة حمص والتل في ريف دمشق مواجهات دامية وإطلاقا للغاز المسيل للدموع وغاز الخردل.
وشهدت سوريا أمس مظاهرات بعد صلاة التراويح في مختلف المناطق والمدن والبلدات.
وخرجت المظاهرات في كل من حي الميدان بدمشق ومعضمية الشام وحي جوبر اللذين شهدا مواجهات عنيفة واعتقالات وتكسير للبيوت والمحلات، حسب ما نقله اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.
وأوضح الاتحاد أن مظاهرات مماثلة خرجت في أحياء أخرى راقية في دمشق ككفرسوسة والمزة وأبو رمانة، ووجهت بكثافة أمنية وتفريق للمتظاهرين بالعصي والغازات المسيلة للدموع.
إقرار قانونين
وفي خضم هذه التطوارت أصدر الرئيس السوري مرسوما تشريعيا خاصا بشأن تأسيس الأحزاب وتنظيم عملها ومرسوما تشريعيا آخر بشأن قانون الانتخابات العامة، كما أفادت وكالة الأنباء السورية.
وتعليقا على ذلك قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه لإذاعة فرانس أنفو إن فرنسا ترى بالسماح بالتعددية الحزبية في سوريا الذي أصدره الأسد “أقرب إلى استفزاز” في أجواء العنف ضد المدنيين.
قتلى ونزوح لمئات العائلات بحماة
قال مصدر حقوقي إن عدد القتلى ارتفع إلى 45 جراء الهجوم الذي تشنه الدبابات السورية على حماة وسط البلاد، مع أنباء عن نزوح مئات العائلات من المدينة، في وقت تواصلت فيه المظاهرات الليلية بعدد من المدن السورية للمطالبة بإسقاط النظام.
وقال ناشط تمكن من مغادرة مدينة حماة المحاصرة لرويترز إن 45 مدنيا على الأقل قتلوا أمس الأربعاء في هجوم بالدبابات شنه الجيش السوري للسيطرة على وسط المدينة.
وأوضح الناشط أن 40 شخصا قتلوا بنيران رشاشات ثقيلة وقصف للدبابات في حي الحاضر شمالي نهر العاصي، فيما قال سكان في حماة في وقت سابق إن الدبابات تقدمت إلي وسط المدينة يوم الأربعاء واحتلت الميدان الرئيسي الذي شهد بعضا من أكبر الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد.
وأفاد ناشطون حقوقيون الأربعاء بأن قوات الجيش التي انتشرت في حماة قصفت اثنين من أحياء المدينة التي شوهد الدخان يتصاعد في أكثر من منطقة فيها.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن القصف تركز على منطقة جنوب الملعب وحي المناخ، مشيرا إلى أن بعض المنازل هدمت جراء القصف. وأضاف أن قوات الأمن والجيش أقامت حواجز لمنع الأهالي من النزوح.
وتحدث ناشط آخر عن دبابات شوهدت وهي تتجه نحو ساحة العاصي وسط المدينة وأخرى ترافقها آليات عسكرية في عدد من المناطق. وأضاف أن دوي الانفجارات التي سمعت في أكثر من مكان يوحي بحرب مفتوحة في المدينة.
فيما قالت مصادر إعلامية نقلا عن شهود عيان في حماة إنّ دبابات دخلت ميدان العاصي الرئيس في قلب المدينة، بعد قصف استمرّ ساعات.
من جانب آخر قال عبد الرحمن إن ثلاثة قتلى سقطوا برصاص قوات الأمن أثناء قمع المظاهرات التي خرجت بعد صلاة التراويح في الليلة الماضية في ريف درعا، وتدمر ودمشق.
وأوضح أن القتيل الأول سقط في مدينة نوى في ريف درعا، وقتل المتظاهر الثاني في مدينة تدمر (وسط) كما قتل الثالث أثناء تفريق مظاهرة في حي الميدان في العاصمة.
وأشار مدير المرصد إلى وجود إفادات عن سقوط قتلى آخرين، ولم يتسن للمرصد التأكد من ذلك، لافتا إلى أن إطلاق الرصاص أدى إلى إصابة العشرات بجراح.
مظاهرات
وشهدت سوريا أمس مظاهرات بعد صلاة التراويح في مختلف المناطق والمدن والبلدات.
وخرجت المظاهرات في كل من حي الميدان بدمشق ومعضمية الشام وحي جوبر اللذين شهدا مواجهات عنيفة واعتقالات وتكسير للبيوت والمحلات، حسب ما نقله اتحاد تنسيقيات الثورة السورية.
وأوضح الاتحاد أن مظاهرات مماثلة خرجت في أحياء أخرى راقية في دمشق ككفرسوسة والمزة وأبو رمانة، ووجهت بكثافة أمنية وتفريق للمتظاهرين بالعصي والغازات المسيلة للدموع.
وشهدت حمص مظاهرات في عدد من أحيائها كالملعب والإنشاءات وباب السباع وبابا عمرو، ووجهت بإطلاق نار كثيف، واقتحم الأمن حي باب السباع وانتشر فيه بكثافة.
وشهد حي الخالدية وحده في حمص خروج مظاهرة ضخمة قدرت بأكثر من ثلاثين ألف متظاهر هتفوا لإسقاط النظام.
كما شهدت كل من تدمر في محافظة حمص والتل في ريف دمشق مواجهات دامية وإطلاقا للغاز المسيل للدموع وغاز الخردل.
وشهدت اللاذقية مظاهرات حاشدة واجهها الأمن بضرب الرصاص الحي، وقطعت الكهرباء عن حي قنينص، وفرض حصار محكم على حي الرمل، ومنع المصلون من أداء صلاة التراويح.
وفي القامشلي خرجت مظاهرات كبيرة تعرضت أيضا لقنابل الغاز المسيل للدموع. وتظاهر مواطنون في مدينة الحسكة بحي غويران بعد التراويح ونادوا بإسقاط النظام.
في بانياس خرجت مظاهرات في قريتي البيضا والمرقب أعقبهما تواجد أمني كثيف.
نزوح
من جانب آخر أكد عبد الرحمن أن أكثر من 500 عائلة نزحت من حماة (وسط) باتجاه السلمية (ريف حماة) هربا من القصف والعمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش منذ صباح الأربعاء.
وأكد الناشط أن الاتصالات الهاتفية الخليوية التي قطعت منذ الصباح عادت مساء الأربعاء، فيما بقيت الاتصالات الأرضية مقطوعة، لافتا إلى أن الاتصالات كانت مقطوعة على ما يبدو للتغطية على عملية حماة.
إدانة أممية لقمع المحتجين بسوريا
أدان مجلس الأمن الدولي في بيان رئاسي استخدام القوة ضد المدنيين في سوريا، لكن لبنان العضو في المجلس نأى بنفسه عن هذا البيان الذي امتدحه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوصفه رسالة واضحة للرئيس السوري بشار الأسد. يأتي ذلك بينما صعدت الولايات المتحدة من موقفها تجاه الأسد، وقال البيت الأبيض إن سوريا ستكون أفضل حالا من دونه.
وتضمن البيان تنديدا بما ترتكبه السلطات السورية من انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين كما يدعو إلى ضبط النفس ووقف فوري لأعمال العنف.
كما دعا البيان السلطات السورية الى “التعاون التام” مع المفوض الأعلى لحقوق الإنسان. وأزيلت من البيان أية اشارات الى اجراء تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان الذي دعت إليه كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال في النسخ الأولى من البيان.
وقف العنف
وبعد التصويت، رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن العنف الذي تتعاطى من خلاله الحكومة السورية مع حركة الاحتجاجات “يصدم بوحشيته”، مرحبا ببيان مجلس الأمن الذي رأى فيه “رسالة واضحة من المجتمع الدولي حيال الأسد”.
ودعا بان الرئيس السوري إلى وقف كل أعمال العنف ضد شعبه فورا، وقال إن جميع اعمال القتل يجب أن يحقق فيها بشكل شفاف ومستقل وإن المسؤولين عنها يجب أن يحاسبوا .
ويرفض الأسد الرد على المكالمات الهاتفية للأمين العام للأمم المتحدة، لكن بان أشار إلى أنه سيحاول مجددا الاتصال بالأسد.
من جانبها رأت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس أن البيان يمثل رسالة “هامة وقوية كان يجب إرسالها منذ زمن”.
وذكرت مع ذلك أن الولايات المتحدة ترغب في “إدانة واضحة وعلنية للسلطات السورية على الفظائع التي يرتكبونها بحق شعبهم، وهذا ما حصلنا عليه، اذا فإننا مسرورون”.
ورحب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بالبيان الذي قال إنه “يشكل تحولا في موقف المجتمع الدولي”. وأضاف أنه “بات اليوم على السلطات السورية أن تعمل على وقف استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين، وأن تطبق الإصلاحات الضرورية للرد على التطلعات المشروعة للشعب السوري”.
كما رحب نظيره البريطاني وليام هيغ بالبيان منددا بالرد “غير المقبول” للأسد على التظاهرات، ودعا إلى “إصلاحات سياسية حقيقية”.
غير أن البيان لم يحصل على دعم لبنان، العضو في مجلس الأمن الدولي. وقالت مي زيادة نائبة مندوب لبنان إن “لبنان ينأى بنفسه عن هذا البيان” الذي اعتبرت أنه “لا يساعد على معالجة الوضع الحالي في سوريا”.
وجاء الاتفاق على البيان بعد مشاورات عقدها سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بعد فشل جهوده على مدى اليومين الماضيين في الاتفاق على مشروع قرار أوروبي يدعو إلى إدانة العنف، بسبب اعتراضات وتحفظات من روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا ولبنان.
وقد رفض وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية فيرنر هويَر في تصريح لقناة الجزيرة ما تردد عن أفكار روسية وصينية بخصوص بيان لمجلس الأمن يطالب كل الأطراف في سوريا بوقف العنف.
واعتبر الوزير الألماني أن مقارنة عنف الدولة بعنف الطرف الآخر أمر غير مقبول. وطالب الحكومة السورية بوقف العنف ومنح الشعب أفقا سياسيا واقتصاديا. ورفض ما تقوله دمشق من أن وجودا وتدخلا خارجيا يحرك الاحتجاجات في البلاد.
تصعيد أميركي
واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحفي الأسد السبب في عدم الاستقرار في سوريا وأن البلاد ستكون أفضل من دونه.
وأشار إلى أن واشنطن ستواصل البحث عن سبل لزيادة الضغط على النظام السوري لوقف ما يرتكبه من عنف.
وجاء هذا الموقف الأميركي المتشدد بعد يوم من لقاء جمع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بواشنطن مع ممثلين عن المعارضة السورية وصفه معارض سوري بارز بأنه كان ممتازا، مشيرا إلى أنها عبرت خلاله عن رغبة بلادها في بدء المرحلة الانتقالية بأسرع وقت في سوريا لحفظ الكثير من دماء السوريين.
والتقت كلينتون ناشطين سوريين، وقالت إن بلادها تفكر في توسيع العقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد، وهي عقوبات طالب أعضاء بمجلس الشيوخ بأن تمس قطاع الطاقة.
وقالت هيلاري كلينتون بعيد لقاء بالناشطين في مقر الخارجية استمر أكثر من ساعة إن هدف الاجتماع هو إبداء تضامنها مع المتظاهرين وتعاطفها مع القتلى، وتحدثت عن “عقوبات موجهة” تدرس واشنطن فرضها لعزل نظام الأسد “وحرمانه من المداخيل التي يموّل بها وحشيته”.
وطالب الناشطون بأن يخاطب الرئيس الأميركي باراك أوباما الشعب السوري، ويحث الأسد على التنحي فورا، لأن ذلك سيعطي زخما للمتظاهرين، وفق المعارض محمد العبد الله.
وقال المعارض رضوان زيادة إن تردد واشنطن مرده مخاوف من إشعال الأسد فتنة طائفية، وهي مخاوف عولجت بأن “أظهرنا أن مجموعات من خلفيات مختلفة بمن فيهم المسيحيون تشارك في حركة الاحتجاجات”.
وطلب زيادة ضغطا أميركيا أكبر لتنظر المحكمة الجنائية الدولية في “الجرائم ضد الإنسانية” المرتكبة.
والتقى أوباما أمس سفيره بسوريا روبرت فورد الذي اتهم -في شهادة أمام مجلس الشيوخ- الأسد بـ”الوحشية،” لكنه أكد ضرورة بقائه بدمشق كنوع من الالتزام تجاه الشعب السوري.
وقد كشف مصدر دبلوماسي أميركي اليوم أن خمسة دبلوماسيين يعملون في السفارة الأميركية بدمشق سيغادرون مقر عملهم غدا عائدين إلى بلادهم نظرا للأحداث الجارية حاليا في سوريا.
ويأتي لقاء كلينتون والناشطين بينما دعا أعضاء بمجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى توسيع العقوبات الأميركية لتشمل قطاع الطاقة السوري، وإلى محاسبة الأسد على الانتهاكات.
انتقاد تركي
في غضون ذلك صعدت تركيا من نبرتها المنتقدة للنظام السوري، حيث وصف بولنت أرينج -نائب رئيس الوزراء التركي- اليوم هجوم القوات السورية على المواطنين في مدينة حماة بـ”العمل الوحشي” الذي لا يمكن التغاضي عنه.
وقال أرينج “أقول هذا متحدثا عن نفسي، ما يحدث في حماة اليوم عمل وحشي، من ينفذ هذا أيا كان لا يمكن أن يكون صديقنا، إنهم يرتكبون خطأ كبيرا”. وأضاف “لا يمكن أن نفهم كيف يتم إرسال دبابات لمواجهة شعب في هذه الأيام من رمضان”.
وأشار المسؤول التركي إلى نصائح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المتكررة للرئيس السوري بشار الأسد بسحب قوات الأمن من الشوارع والإسراع بإجراء إصلاحات لم تلق آذانا صاغية على ما يبدو.
في لبنان، دعت الأمانة العامة 14 آذار الجامعة العربية لعقد اجتماع عربي عاجل لوضع حد لما وصفته مأساة الشعب السوري، بدلا من الاستمرار في الصمت. كما حذرت الحكومة اللبنانية مما سمّته “مواصلة ربط لبنان بالنظام السوري، وممارساته القمعية”، وطالبتها بأن يكون موقف لبنان في مجلس الأمن مستجيبا لتطلعات الشعبين اللبناني والسوري.
شاهد عيان: الجيش السوري قتل 30 في حماة ودفنهم في حدائق عامة
الاتحاد الأوروبي وروسيا ينددان بقتل المحتجين
دبي – العربية.نت
أفاد شاهد عيان اليوم الخميس أن 30 شخصاً قتلوا إثر عملية عسكرية قام بها الجيش أمس الأربعاء في مدينة حماة (وسط سوريا)، وتحدث عن وجود عدد كبير من الجرحى في المستشفيات.
وإلى ذلك، أعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الخميس أن روسيا تشعر بـ”قلق هائل” إزاء الوضع “المأساوي” في سوريا.
وقال في حديث لوسائل الإعلام الروسية “في سوريا الوضع يأخذ للأسف منحى مأساوياً”. وأضاف: “للأسف يُقتل هناك عدد كبير من الأشخاص. وهذا يثير قلقاً كبيراً لدينا”.
وفي بروكسل دعا الاتحاد الأوروبي، الرئيس السوري إلى الاستفادة من بيان مجلس الأمن من أجل وقف العنف قبل فوات الأوان.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دان ما وصفه بحملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد المتظاهرين، ودعا إلى محاسبة المسؤولين عنها.
شاهد على جرائم قتل في حماة
وقد أكد أحد سكان حماة، والذي تمكن من مغادرة المدينة، لوكالة “فرانس برس”، طالباً عدم كشف هويته، أن “نحو 30 جثة قتل أصحابها إثر قصف قام به الجيش الأربعاء، دفنت في عدة حدائق عامة صغيرة”.
وأضاف أن “عدداً من المباني أحرق جراء القصف، إلا أنها ليست مدمرة بالكامل”. وتحدث عن “انتشار للدبابات في المدينة وخصوصاً في ساحة العاصي وأمام القلعة” وسط المدينة.
وأشار إلى “استخدام قنابل تطلق شظايا عند انفجارها”، لكنه أوضح أن “القصف توقف بينما يسمع دوي إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة” صباح اليوم الخميس.
وألمح الشاهد إلى “تواجد للقناصة على أسطح المشافي الخاصة”.
وذكر أن “الوضع الإنساني صعب للغاية في المدينة التي تعاني من انقطاع للتيار الكهربائي والمياه والاتصالات ونقص في المواد الغذائية”.
مرسوم للأسد حول قانون الانتخابات
من جهة أخرى، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الخميس، مرسوماً تشريعياً خاصاً حول تأسيس الأحزاب وتنظيم عملها ومرسوماً تشريعياً آخر حول قانون الانتخابات العامة، كما أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وقالت (سانا) إن الرئيس السوري “أصدر اليوم المرسوم التشريعي الخاص بقانون الأحزاب” حول تأسيس الأحزاب وتنظيم عملها.
وكانت الحكومة السورية أقرت في 24 يوليو/تموز مشروع قانون يرعى تأسيس الاحزاب وينظم عملها، وذلك “ترجمة لتوجهات برنامج الاصلاح السياسي وبهدف إغناء الحياة السياسية وتنشيطها والمشاركة في مسؤولياتها وتداول السلطة”، كما أفادت الوكالة حينها.
وأضافت الوكالة أن الرئيس السوري “أصدر اليوم المرسوم التشريعي الخاص بقانون الانتخابات العامة”.
وكانت السلطات السورية أقرت سلسلة إجراءات لتهدئة حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضدها، شملت خصوصاً إلغاء العمل بحالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ 1963.
كما أصدر الرئيس بشار الأسد عفواً عاماً عن جميع المعتقلين السياسيين، وشكّل هيئة “للحوار الوطني” ولجنة لوضع قانون جديد للإعلام.
مظاهرات في عدة مدن
وفي مدينة حمص شُوهدت مروحيات عسكرية فوق المدينة، فيما طوقت قوى الأمن منطقة باب السباع بعد خروج مظاهرات حاشدة من حي الملعب.
وقال ناشطون إن ثلاث حافلات محملة بالأمن وسيارة مصفحة توجهت إلى المنطقة حيث سمع إطلاق نار، كما خرجت مظاهرات في منطقة الزبداني بريف دمشق قرب الحدود مع لبنان.
وفي مدينة نوى بحوران أفاد ناشطون بسقوط سبعة قتلى ليل أمس، إلى جانب قتيل في تدمر وعدد كبير من الجرحى في المنطقتين بسبب إطلاق نار كثيف على مظاهرات حاشدة خرجت بعد صلاة التراويح.
كما عمت المظاهرات اللاذقية وخرجت مظاهرات في درعا وعربين والكسوة، وفي داريا انطلقت مظاهرات من المساجد, وتحدث ناشطون عن هجوم الأمن وما يعرف بالشبيحة على المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع.
وفي حلب تصدى أبناء حي صلاح الدين بالعصي والحجارة للعصابات المسلحة المعروفة بـ”الشبيحة”، فيما تحدثت المصادر عن وصول تعزيزات أمنية هناك، كما قطع التيار الكهربائي عن مدينتي مارع وتل رفعت.
أما في دوما فقد خرج آلاف المتظاهرين من الجامع الكبير متوجهين نحو جامع حسيبة، كما خرج الآلاف من جامع البغدادي الى الجامع الكبير، وفي اللاذقية أطلق الأمن النار على المتظاهرين في العوينة وسُمع دوي انفجار قنابل.
وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف مارس/آذار أدى قمعها من جانب السلطة إلى مقتل أكثر من 1600 مدني واعتقال أكثر من 12 ألفاً ونزوح الآلاف، وفق منظمات حقوق الإنسان.
وتتهم السلطات “جماعات إرهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى.
واشنطن تتهم الأسد بجر البلاد إلى “طريق خطير”.. وموسكو تحذره من “مصيرحزين“
كلينتون جددت التأكيد على فقده الشرعية واتهمته بقتل ألفي مواطن
دبي – العربية.نت
اعتبر البيت الأبيض اليوم الخميس أن الرئيس السوري بشار الأسد يأخذ سوريا ومجمل منطقة الشرق الأوسط في “طريق خطير”، في تشديد جديد للموقف الامريكي إزاء النظام السوري.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن سوريا “ستكون أفضل” من دون بشار الأسد، مضيفا أن الكثير من الأشخاص في سوريا والعالم باتوا يخططون لمستقبل لا يكون فيه الرئيس الأسد.
وجددت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كيلنتون التاكيد على ان النظام فقد شرعيته، وحملته المسؤولية عن مقتل الفي سوري.
يأتي ذلك فيما وسعت الولايات المتحدة عقوباتها ضد سوريا اليوم لتشمل رجل أعمال سوريا بارزا وعضوا في البرلمان تتهمه وزارة الخزانة الأمريكية بالعمل كواجهة لمصالح الرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه.
وقالت وزارة الخزانة إنها أضافت محمد حمشو وشركته القابضة “مجموعة حمشو الدولية” إلى قائمة العقوبات الخاصة بها لتمنع إبرام صفقات أمريكية مع
حمشو وشركته وتسعى لتجميد أي أصول لهما تحت الولاية القضائية الامريكية.
وفي موسكو حث الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الرئيس السوري على تنفيذ إصلاحات والتصالح مع معارضيه، وقال إنه يخاطر بمواجهة مصير حزين إذا لم يفعل ذلك.
جاءت تصريحاته هذه بعد يوم من تأييد روسيا لبيان أصدره مجلس الأمن الدولي يدين الحملة التي تشنها دمشق على المحتجين، لتؤكد على تشديد روسيا من موقفها تجاه حكومة الاسد في أعقاب تقارير جديدة عن إراقة مزيد من الدماء.
وقال ميدفيديف في مقابلة بمنتجع سوتشي بجنوب روسيا مع راديو ايخو موسكو وتلفزيوني روسيا اليوم الروسي وبي.آي.كيه الجورجي إن الاسد يحتاج
إلى تنفيذ إصلاحات بصورة عاجلة والتصالح مع المعارضة واستعادة السلام وإقامة دولة حديثة.
سورية: ناشطون يرفضون مرسوم التعددية الحزبية وفرنسا تعتبره “استفزازاً“
رفض ناشطون سوريون قرار الرئيس السوري بشار الأسد بالسماح بالتعددية الحزبية بعد عقود من احتكار حزب البعث للحكم. وفي الوقت نفسه وصفت فرنسا الخطوة بأنها “استفزازية ولا تنطوي على صدقية”.
وأعرب الناشطون السوريون لـ بي بي سي عن اعتقادهم بأن الهدف من هذه الخطوة حرف الأنظار من “القمع العنيف للمتظاهرين”.
وأكد الناشطون أن مدينة حماة تعاني من نقص شديد في المواد الغذائية والأدوية، بعد خمسة أيام من حصار القوات الحكومية للمدينة.
ويقول الناشطون إن 30 شخصا قتلوا يوم الأربعاء بعد أن استعادت قوات الجيش مسنودة بالدبابات السيطرة على وسط المدينة.
وقال شاهد عيان لـ بي بي سي إن حماة تشبه الى حد بعد، ساحة معركة. وأضاف أن الغالبية من أهالي المدينة غادروها هربا من أعمال العنف.
مرسوم يجيز التعددية
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر أمس مرسوماً يجيز التعددية الحزبية في خطوة قالت وسائل الإعلام الرسمية “إنها ترمي إلى إثراء الحياة السياسية” في سورية.
يذكر أن مشروع القانون الذي يسمح بتشكيل أحزاب سياسية أخرى غير حزب البعث الحاكم أقر الشهر الماضي قبل ان يصدر على شكل مرسوم.
وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من إصدار مجلس الأمن الدولي بياناً يدين فيه لأول مرة الحملة العسكرية التي تشنها القوات السورية ضد المدنيين لقمع الاحتجاجات المستمرة منذ خمسة أشهر.
وجاء في بيان الإدانة للمجلس أن عملية سياسية يقودها السوريون هى السبيل الوحيد لحل الأزمة.
لكن فرنسا تقول إنها ستعمل من أجل أن يتخذ خطوات أبعد “ما لم تتوقف عمليات القتل”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبية، للإذاعة الفرنسية في معرض تعليقه على قرار التعددية الحزبية إنه “يفتقر للمصداقية” وأضاف إن هذه الخطوة “استفزازية”
ونقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية قوله إن يريد أن يرى “نهاية للعنف ضد المدنيين”.
يذكر أن المظاهرات لا تزال مستمرة خلال شهر رمضان في أنحاء مختلفة من سورية.
كلينتون: يتعين ان يزيد العالم الضغط على الاسد
واشنطن (رويترز) – قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الخميس انها تعتقد ان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد مسؤولة عن سقوط اكثر من 2000 قتيل في قمعها للاحتجاجات السلمية.
وكررت كلينتون قولها ان الولايات المتحدة تعتقد ان الاسد فقد شرعيته في سوريا. واضافت ان الولايات المتحدة وحلفاءها يعملون على استراتيجيات لممارسة مزيد من الضغط الذي يتجاوز العقوبات الجديدة التي اعلنت يوم الخميس.
مقتل العشرات وفرار الالاف من هجوم بالدبابات في سوريا
عمان (رويترز) – قال نشط يوم الخميس ان قوات سورية قتلت 45 مدنيا على الاقل في هجوم بالدبابات للسيطرة على وسط مدينة حماة المحاصرة في تصعيد حاد لحملة تستهدف سحق انتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد.
وفر الاف المدنيين من المدينة وهي معقل للاحتجاجات تحاصرها قوات بالدبابات والاسلحة الثقيلة.
وقال نشطون انه تم قطع الكهرباء والاتصالات عن المدينة وقتل ما يصل الى 130 شخصا في هجوم بدأه الجيش قبل أربعة أيام عندما أرسل الاسد قوات الى حماة يوم الاحد.
وردا على الهجمات المكثفة في حماة ومناطق سورية أخرى أدان مجلس الامن الدولي استخدام القوة ضد المدنيين في أول رد ملموس على التوترات في سوريا والتي بدأت قبل خمسة شهور.
وقال سكان في حماة ان الدبابات تقدمت تجاه ساحة العاصي الرئيسية بالمدينة والتي شهدت بعضا من أكبر الاحتجاجات على الاسد. واعتلى القناصة أسطح المنازل وقلعة قريبة.
وقال نشط تمكن من مغادرة المدينة لرويترز ان 40 شخصا قتلوا بنيران البنادق وقصف الدبابات في منطقة الحاضر يوم الاربعاء وفي وقت مبكر من يوم الخميس.
وأضاف النشط الذي قال ان اسمه ثائر أن خمسة اشخاص اخرين من عائلتي فخري والاسعد -من بينهم طفلان- قتلوا بينما كانوا يحاولون مغادرة حماة بالسيارة على طريق الظاهرية.
وحماة من مراكز الاحتجاج الرئيسية على حكم الاسد مما يعيد الى الاذهان ذكريات عام 1982 عندما أرسل الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد بشار قوات لقمع احتجاجت للاسلاميين في المدينة مما أدى الى مقتل الالاف وتسوية مناطق كثيرة في حي الحاضر بالارض.
وتحركت الدبابات الاسبوع الماضي أيضا داخل مدينة دير الزور الشرقية وبلدة البوكمال على الحدود مع العراق. وشهدت البلدتان احتجاجات كبيرة تطالب بالديمقراطية في سوريا.
وقال دبلوماسي في العاصمة السورية “تعتقد الاجهزة الامنية أن بامكانها انهاء هذه الانتفاضة بالاعتماد على الخيار الامني وقتل سوريين وفقا لما يرون أن الامر يتطلبه.”
وأضاف “تطلق الدبابات نيرانها على المبان السكنية في حماة ودير الزور بعدما سمح لاسابيع بالاحتجاجات السلمية في المدينتين. وهذه هي المرة الاولى التي يستخدم فيها النظام الدبابات بهذه الوحشية الموجهة.”
وتقول السلطات السورية ان الجيش دخل حماة لمواجهة جماعات مسلحة تحاول السيطرة على المدينة وأن مسلحين قتلوا ثمانية جنود على الاقل.
ومن الصعب التحقق من الروايات المتناقضة للنشطاء ووسائل الاعلام الرسمية لان سوريا تمنع معظم وسائل الاعلام المستقلة من العمل فيها منذ بدء الاحتجاجات.
وتقول جماعات معنية بالحقوق ان قطع الاتصالات مع المدينة المحاصرة يثير القلق. وهناك بعض التقارير التي تشير الى قطع امدادات المياة عن حماة.
وقال نديم خوري وهو كبير باحثي شؤون سوريا ولبنان في منظمة هيومان رايتس ووتش ومقره بيروت ان حماة أصبحت مقطوعة عن العالم وأعرب عن قلقه.
وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الانسان ان 1500 أسرة تمكنت من الفرار من حماة خلال اليومين الماضيين وان معظمها توجه الى الشرق أو الغرب من المدينة المحاصرة. وقال نشطاء اخرون ان السلطات أغلقت الطريق الشمالي المؤدي الى حلب وتركيا.
وقال نشط على صلة بأسر فرت من حماة “نتحدث عن مئات الاسر التي تركت حماة منذ أمس على متن سيارات وشاحنات.
“طريق حلب هو الاخطر ومعظم الشبيحة متمركزين هناك لمنع الحركة المؤدية الى تركيا.” وقال ساكن في حلب ان الشرطة ترد الاسر من حماة عند حواجز الطرق.
وقال عبد الرحمن ان سبعة أشخاص اخرين قتلوا في أنحاء سوريا خلال احتجاجات يمو الاربعاء بينهم ثلاثة في محافظة درعا الجنوبية واثنان في حي الميدان بدمشق.
وبالاضافة الى الحملة العسكرية رفع الاسد حالة الطواريء السارية منذ نحو 50 عاما ووعد باجراء تغييرات دستورية تتيح انفتاح الساحة السياسية في سوريا على نظام تعدد الاحزاب.
واقر الاسد يوم الخميس رسميا قوانين تسمح بتشكيل أحزاب سياسية بالاضافة الى حزب البعث وتنظم انتخابات البرلمان الذي كان حتى الان مجلس صوريا يضع موافقته بصورة روتينية.
لكن معظم الشخصيات في المعارضة السورية المنقسمة ترفض أي حوار مع الاسد مادامت حملة القمع مستمرة.
ووصفت الولايات المتحدة — التي تقول ان الاسد فقد الشرعية لحكم البلاد — الرئيس السوري يوم الاربعاء بأنه سبب عدم الاستقرار في البلاد. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني يوم الاربعاء “سوريا ستكون افضل حالا دون الرئيس الاسد.”
وفي نيويورك تلا السفير الهندي هارديب سينغ بوري رئيس المجلس هذا الشهر بيانا “يندد بالانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الانسان واستخدام القوة ضد المدنيين من جانب السلطات السورية.”
واتفق على البيان بعد ثلاثة ايام من المساومات الصعبة كبديل لقرار كامل لمجلس الامن كان يفضله الغرب وحث البيان دمشق أيضا على الاحترام الكامل لحقوق الانسان والتزاماتها بموجب القانون الدولي.
كما حث البيان ايضا جميع الاطراف على ضبط النفس مما يعكس انقسامات بين الغرب من جهة وبين والصين وروسيا التي لها قاعدة بحرية في سوريا. وقالت روسيا انه من المهم ان البيان لا يشجع على تدخل دولي في الشؤون السورية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان وضع على موقعها على الانترنت “موسكو مقتنعة بأن التوصل الى حل للموقف في البلاد يجب ان يتم بواسطة السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي في الحوار الذي يجري بين سوريين فقط.”
وقالت صيدلانية سورية تمكنت من الحديث الى اسرتها في حماة لرويترز انهم حاولوا الفرار لكن الشبيحة كانوا يطلقون الرصاص عشوائيا على السكان. وقالت ان النيران اشتعلت في العديد من المباني في حماة نتيجة لقصف الدبابات الشديد بينما شوهد قناصة على أسطح المباني في الميدان.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان “جماعات ارهابية مسلحة” خطفت ثلاثة حراس ابار نفط في دير الزور يوم الاربعاء وقتلت شرطيا.
من خالد يعقوب عويس
السلطات السورية تعاقب أهالي دير الزور
أكد قيادي معارض في دير الزور للمرصد السوري لحقوق الإنسان ان السلطات السورية تقوم في إطار سياسة مُمَنهجة لعقاب أهالي دير الزور بفرض إجراءات تمثل انتهاكاً صارخاً لأبسط مبادئ حقوق الإنسان من اجل وأد الانتفاضة الشعبية في المحافظة الواقعة شرق سورية.
وتشمل هذه الإجراءات :
1- عدم تسليم الرواتب للموظفين العاملين في الدوائر الحكومية واختلاق حجج واهية لذلك لا يقبلها العقل أو المنطق .
2- منع شاحنات الدقيق من نقل الدقيق إلى الأفران ، مما أحدث نقصاً حاداً في توريدات الخبز و خاصةً في حي الجورة بمدينة دير الزور.
3- منع المشافي الخاصة من إسعاف المتظاهرين المصابين الأمر الذي اجبر الكوادر الطبية في هذه المشافي على مغادرتها خوفا من الاعتقال في حال اقتحام المدينة ، كما ان هناك كوادر في مشافي حكومية طلبت منها السلطات المغادرة، و أغلقت الكثير من الصيدليات الخاصة أبوابها خوفا من الاعتقال بتهمة تزويد مصابي التظاهرات الذين يتم معالجتهم في المنازل بالأدوية.
رويترز