أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 07 كانون الثاني 2016

 

 

برنامج أميركي للمرحلة الانتقالية يبقي الأسد إلى ما بعد مغادرة أوباما

لندن – إبراهيم حميدي

تضمنت خطة أميركية وضعها «الفريق السوري» في واشنطن برنامجاً زمنياً للمرحلة الانتقالية تضمن «تخلي» الرئيس بشار الأسد «عن صلاحياته» إلى حكومة انتقالية بعد شهرين من مغادرة الرئيس باراك أوباما بداية السنة المقبلة، في وقت انتقد رئيس الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة السورية رياض حجاب في حديث إلى «الحياة» التراجع الدولي في القرار ٢٢٥٤ وغياب آلية لمراقبة وقف النار، مؤكداً التزام «قرار استراتيجي بالمضي في المسار الديبلوماسي» لتشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بدل النظام الذي «انتهت صلاحياته» وبات مستقبله رهن التوافقات الدولية. وبعدما مدد محادثاته مع الهيئة التفاوضية في الرياض إلى أمس توصل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى مقترحات لتجاوز العقبات أمام انعقاد المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف في ٢٥ الجاري.

وأفادت وكالة «أسوشيتيد برس» أمس، بأنها حصلت على وثيقة أميركية عن خريطة طريق للعملية السياسية في سورية، تضمنت برنامجا زمنياً للخطوات المقبلة خلال الشهور الـ١٩ المقبلة، بحيث يتم بعد إطلاق المفاوضات بين الحكومة والمعارضة نهاية هذا الشهر، تشكيل لجنة أمنية وإطلاق سراح معتقلين وتشكيل هيئة حكم انتقالية في نيسان (أبريل) المقبل من دون تحديد صلاحياتها، على أن يجري في أيار (مايو) حل البرلمان لدى انتهاء ولايته وتسمية مجلس تشريعي موقت بالتزامن مع اعتراف مجلس الأمن الدولي بشرعية الهيئة الانتقالية وعقد مؤتمر للإعمار والمصالحة.

وخلال الأشهر الستة الأخيرة من ولاية أوباما بين حزيران (يونيو) وكانون الأول (ديسمبر) المقبلين، يجري العمل على صوغ دستور جديد على أن يطرح لاستفتاء عام في كانون الثاني (يناير) المقبل. وبعد شهرين من ولاية الرئيس الأميركي الجديد في آذار (مارس)، تضمن البرنامج أن يقوم الأسد بـ «التخلي» عن صلاحياته إلى هيئة الحكم الانتقالية التي «تمارس سلطات كاملة» إلى حين إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في آب (أغسطس) ٢٠١٧، عندما تشكل حكومة جديدة.

وشكلت هذه الخريطة قراءة للقرار ٢٢٥٤، الذي قال حجاب أمس إنه «مثل تراجعاً في التوافقات الدولية السابقة وفق قرارات جنيف وفيينا»، وإن الشعب السوري «يشعر بالخذلان»، خصوصاً أن القرار «لم يحدد أي موعد زمني لتنفيذ وقف النار ورهن ذلك ببدء الخطوات الأولى نحو الانتقال السياسي ما يعني الاستمرار في القتال والقصف»، إضافة إلى أن «الاستعجال الدولي في إرضاء حلفاء النظام».

لكنه قال بعد الجولة الأولى من المحادثات مع دي ميستورا في الرياض بحضور ٣١ من أعضاء الهيئة التفاوضية وغياب معاذ الخطيب وانسحاب لؤي حسين وممثل «أحرار الشام» لبيب نحاس: «اتخذنا قراراً إستراتيجياً بالمضي قدماً في المسار الديبلوماسي»، لافتاً إلى «انتهاء صلاحية النظام» وإلى أن «مصيره بات رهناً لتوافقات الدولية».

وكان دي ميستورا أجرى جولتين من المحادثات مع الهيئة التفاوضية بعد لقائه صباح أول أمس مبعوثي «أصدقاء سورية» بينهم ممثلو أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا والإمارات والدنمارك وكندا. وقال أحدهم لـ «الحياة» إن جميعهم أبلغوا المبعوث الدولي، إن مؤتمر الرياض هو «ممثل المعارضة وإن وفد المعارضة يجب أن يكون منهم» وعدم قبول اقتراحات بإدخال أسماء أخرى إلى الوفد، إضافة إلى نصيحتهم إياه بأن يمضي وقتاً أطول مع المعارضة في الرياض قبل السفر إلى طهران ودمشق السبت.

وبدا في الجولة الأولى من لقاء دي ميستورا والهيئة التفاوضية وجود ثلاث عقبات، تتعلق بقرار الحكومة السورية الاطلاع على أسماء وفد المعارضة قبل تسليمهما قائمتها ورفض وجود ممثلين للفصائل المقاتلة في الوفد، إضافة إلى إقرار جدول الأعمال قبل الذهاب إلى جنيف. وبحسب المعلومات المتوافرة لـ «الحياة» فإن المبعوث الدولي توصل إلى «حلول» لهذه النقاط، بينها قبول قائمة الهيئة العليا من دون تغيير ثم البحث عن «وسائل أخرى» لسماع رأي بقية الأطراف المعارضة غير المشاركة وأن يقوم كل من النظام والمعارضة بتسليم قائمته إلى الأمم المتحدة بالتوازي ثم يبلغ دي ميستورا كل طرف بقائمة وفد الطرف الآخر من دون إعطائه حق النقض (فيتو) على الأسماء.

وأبلغ مبعوثو «أصدقاء سورية» دي ميستورا رفض طلب النظام الدخول في مفاوضات حول برنامج جنيف قبل حصول الجلسات، بحيث يوجه المبعوث الدولي الدعوات الرسمية على أساس القرار ٢٢٥٤ «كي لا تتكرر تجربة لقاءات جنيف الثانية لدى رفض الحكومة بحث ملف هيئة الحكم الانتقالي قبل الانتهاء من ملف مكافحة الإرهاب». وتتطلب هذه «الحلول» موافقة المسؤولين السوريين خلال زيارته دمشق السبت بعد طهران. وبدأ حلفاء المعارضة بحث سبل تقديم الدعم الفني والقانوني لهيئة التفاوض خلال «جنيف-٣».

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل ١٧ مدنياً بغارات على الغوطة الشرقية لدمشق، فيما قتل عشرة بقذائف على العاصمة. ودعا الناطق باسم وزارة الخارجية رومان نادال إلى «الرفع الفوري للحصار ووصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى مضايا وجميع المناطق المحاصرة».

في واشنطن، أعلن ناطق عسكري أميركي، أن ضربات التحالف الدولي في سورية والعراق أدت إلى مقتل 2500 من «داعش».

 

مقتل 26 شخصاً بقذائف على دمشق وريفها

بيروت ـ أ ف ب

أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقتل تسعة أشخاص على الأقل اليوم (الأربعاء) في سقوط قذائف على العاصمة السورية دمشق مصدرها فصائل المعارضة، ومقتل 17 آخرين جراء قصف جوي وصاروخي لقوات النظام على الغوطة الشرقية.

وقال المرصد: “ارتفع عدد الأشخاص الذين قتلوا جراء سقوط صواريخ عدة على مناطق في شارعي بغداد والعابد ومناطق أخرى في العاصمة”، مشيراً إلى وجود “نحو ثلاثين جريحاً بعضهم في حال خطرة”.

وأوردت “وكالة الأنباء السورية” الرسمية (سانا) في وقت سابق نقلاً عن مصدر في وزارة الداخلية السورية، أن قذائف هاون اطلقت من الغوطة الشرقية على أحياء سكنية في دمشق، ما تسبب في مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 23 شخصاً بجروح متفاوتة. وفي الغوطة الشرقية، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان ستة مدنيين قتلوا في قصف صاروخي شنته قوات النظام على مدينة دوما، قبل استهداف الفصائل المقاتلة دمشق بالقذائف مضيفا أن ،القصف استهدف أيضاً بلدة زبدين ومنطقة المرج ومناطق أُخرى وأسفر عن سقوط عشرات الجرحى

 

الحكم على فرنسي يجند جهاديين للقتال في سوريا غيابيا بالسجن 15 عاما

باريس- (أ ف ب): حكم على الفرنسي سليم بن غانم الذي يشتبه بانه يجند جهاديين لتنظيم الدولة الاسلامية، الخميس غيابيا بالسجن 15 عاما خلال محاكمة شبكة تنقل جهاديين إلى سوريا في باريس.

واصدرت محكمة الجنح في باريس عقوبات تتراوح بين السجن ست إلى تسع سنوات ضد ستة متهمين اخرين.

وكانت النيابة طلبت السجن 18 عاما للفرنسي بن غانم وستة إلى عشرة اعوام بحق المتهمين معه.

 

النظام السوري يشن هجوما بريا على “جبل التركمان” باللاذقية

هطاي – الأناضول – شنت قوات النظام السوري، الخميس، هجوما بريا على منطقة “جبل التركمان” بريف محافظة اللاذقية، شمال غربي البلاد، بهدف السيطرة عليها.

وأفادت مصادر محلية، أن قوات تابعة للنظام السوري، مدعومة بغطاء جوي روسي،  شنت هجوما بريا على عدة قرى في “جبل التركمان”.

وأضافت المصادر أن اشتباكات عنيفة  تدور بين قوات النظام  والفصائل التركمانية المعارضة، التي تتصدى للهجوم.

وكثفت قوات النظام غاراتها الجوية على المنطقة بغطاء جوي روسي، خلال الأشهر الأخيرة، وتسبب القصف في فرار السكان إلى المناطق الحدودية مع تركيا.

يشار أن روسيا، تستهدف مواقع للمعارضة المسلحة ومناطق يسكنها المدنيون في “بايربوجاق”، وذلك من خلال غاراتها الجوية المكثفة وقصف المنطقة من بوارجها الحربية المتمركزة في البحر المتوسط، وذلك منذ بدء عملياتها في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، بذريعة “مكافحة الإرهاب”.

 

الائتلاف السوري المعارض يحذر من ارتفاع معدل الوفيات في مضايا

إسطنبول – الأناضول – حذر ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، من ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال وكبار السن، في بلدة مضايا بريف دمشق، نتيجة ندرة الغذاء وحليب الأطفال والأدوية اللازمة لعلاج الأوبئة والأمراض.

وأشار الائتلاف إلى “منع ميليشيا حسن نصرالله وبشار الأسد لدخول أي نوع من المساعدات الإنسانية”.

ودعا الائتلاف في بيان، الأمم المتحدة لتصنيف الوضع في مضايا ومعها الزبداني ومعضمية الشام (90 ألف مدني محاصر) ككارثة إنسانية، وإقرار تدخل دولي إنساني عاجل، وتقديم المساعدات عبر الجو في حال مواصلة الميليشيات منعها من الدخول برَّاً”.

ودعى الائتلاف مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في مضايا والمدن المحاصرة، كونه يخالف قراراته السابقة، ومنها القرار “2254″، وتحمل المسؤولية في إنقاذ أرواح المدنيين، وبينهم أطفال ونساء، مع دعوة الجامعة العربية لبحث الوضع بصفة طارئة في الاجتماع الوزاري الأحد10 كانون الثاني/ يناير، واتخاذ الإجراءات اللازمة التي تساعد على إنهاء الحصار، وإدانته وتجريمه.

وتشهد مدينة مضايا الخاضعة لسيطرة المعارضة، منذ 7 أشهر حصاراً خانقاً، منعت خلاله قوات النظام من دخول كافة أنواع المساعدات الإنسانية، وتسبب في ارتفاع جنوني للأسعار حيث بلغ سعر كيلو الرز في البلدة ما يعادل 115 دولار، ما اضطر الأهالي إلى غلي الأعشاب وأكلها وجمع الطعام من  بقايا القمامة، بحسب مشاهد مصورة نشرها ناشطون على صفحاتهم في الانترنت.

 

تصاعد عمليات اغتيال قادة الفصائل المعارضة في سوريا

استراتيجية روسية جديدة للقضاء على أعداء النظام

بيروت ـ لندن ـ «القدس العربي» ـ أ ف ب: ظاهرة إعدامات عمت الساحة السورية في الأسابيع الأخيرة، راح ضحيتها عدد كبير من قادة فصائل مقاتلة ضد نظام بشار الأسد.

وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فإن أكثر من عشرين قياديا من فصائل مقاتلة، بينها اسلاميون اغتيلوا على أيدي مجهولين. وكان آخر ضحايا عمليات الاغتيال هذه من يسمى ابو راتب الحمصي «أمير» حركة «أحرار الشام» في محافظة حمص أول من أمس. وجرت تصفيته بإطلاق النار على سيارة كانت تقله وزوجته في قرية الفرحانية الغربية القريبة من مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي.

وتسيطر قوات الأسد على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي، بينها مدينتا الرستن وتلبيسة الواقعتان تحت سيطرة مقاتلي الفصائل، ومناطق الريف الشرقي ومدينة تدمر الأثرية التي تخضع لتنظيم «الدولة الإسلامية».

وأفاد المرصد بأنه خلال / كانون الأول/ ديسمبر الماضي «شهدت محافظات سورية عدة، 18 عملية اغتيال على الأقل طالت قياديين في فصائل إسلامية ومقاتلة منهم قائد جيش الإسلام زهران علوش و«جبهة النصرة»، من بينها سبع عمليات اغتيال استهدفت قياديين في النصرة».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن من بين قياديي «النصرة الذين اغتيلوا أمير التنظيم في درعا أبو جليبيب الأردني في الرابع من كانون الأول/ديسمبر، وأمير التنظيم في اليرموك حسام عمورة في 22 من الشهر نفسه».

وقبل أربعة أيام أورد المرصد «اغتال مسلحون مجهولون عبد القادر ضبعان قائد كتيبة في حركة أحرار الشام عبر استهداف سيارة كان يستقلها بعبوة ناسفة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي» في شمال غرب البلاد.

ويسيطر «جيش الفتح»، وهو عبارة عن ائتلاف فصائل إسلامية عدة أبرزها «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام»، على محافظة إدلب بالكامل باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل مقاتليه.

وتوزعت عمليات الاغتيال وفق المرصد، على محافظات إدلب ودرعا (جنوب) وحلب (شمال) ودمشق وضواحيها وريف دمشق وحمص، سواء عن طريق «تفجير عبوات ناسفة أو استهداف سياراتهم بألغام أو إطلاق نار بشكل مباشر»، من دون أن يعلن أي طرف مسؤوليته.

وقال توماس بييريه، الخبير في الشؤون السورية في جامعة ادنبرة، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «النظام وحلفاءه هم المشتبهون الأساسيون» بالوقوف وراء هذه العمليات، موضحا أن «أحد اسس الاستراتيجية التي وضعتها روسيا منذ ايلول/ سبتمبر الماضي تعتمد على الإطاحة بقيادة الفصائل، وهذا يحصل عن طريق الغارات الجوية المحددة الأهداف أو عبر مجموعات على الأرض».

وبحسب بييريه، قد يعود ارتفاع عدد عمليات الاغتيال خلال الأسابيع الماضية إلى تحسن القدرات الاستخبارية لقوات النظام والموالين له بمساعدة روسية. وأشار إلى احتمال آخر وهو أن تكون «الخلايا النائمة في تنظيم الدولة الاسلامية»، هي التي تقف وراء هذه العمليات، خصوصا ان مقاتلي الفصائل «يستهدفون الموالين الحقيقيين او المفترضين للتنظيم» في حمص، حيث تم اغتيال أبو راتب.

 

لماذا وقفت إدارة أوباما إلى جانب الإيرانيين وهل لهم نفوذ على إدارته؟

السعودية تستحق الثناء لا العقاب… حليف غير تام لكنها أفضل من إيران

إبراهيم درويش

لندن – «القدس العربي»: تضع التطورات الأخيرة في المنطقة العربية والمشاحنة الدبلوماسية بين السعودية وإيران الولايات المتحدة في وضع صعب. ومن هنا بدا التردد في موقف إدارة الرئيس أوباما التي تقول إنها فوجئت بحملة الإعدامات السعودية ولم تعبر عن موقف واضح واكتفت بدعوة الطرفين للهدوء. فعلى على المحك الكثير من الملفات: الحرب اليمنية ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ووقف الحرب الأهلية في سوريا والملف النووي الإيراني. ورغم اقتراح بعض التحليلات أن الخطوة السعودية هي محاولة من أجل إفشال الاتفاق النووي الذي وقعته الدول الكبرى مع إيران.

إفشال

واقترحت مجلة «فورين بوليسي» في تقرير أعده دان دي لوتش قال فيه إن «تصعيد السعودية للحرب الدبلوماسية مع إيران هي جزء من محاولة جديدة لإفشال ما تراه الرياض تحولاً واضحاً نحو طهران. ولسوء حظ المملكة فلن تنجح المحاولة وذلك لأن ادارة أوباما تعتقد أن التمسك بالإتفاق مهم جدا للمصالح الأمريكية ويمثل إرثه التاريخي بدلا من الحفاظ على التحالف الطويل مع السعودية.

ويشير الكاتب هنا إلى مظاهر القلق التي أبدتها دول الخليج والسعودية بالذات حول توقيع الإتفاق رغم انتهاكات إيران الأخيرة وغض الطرف على نشاطاتها في العراق. ويضيف الكاتب إن الرياض ربما كانت لديها أسبابها للقلق مشيرا إلى ما يقول عنها انتقادات أمريكية حادة لقرار السعودية إعدام نمر النمر حيث قالت إن هذا الإعدام سيؤدي إلى مفاقمة التوتر الطائفي. ولم ترد الحكومة الأمريكية على إحراق المتظاهرين للسفارة السعودية في طهران حيث دعت إيران للتأكد من حماية البعثات الدبلوماسية.

وفيما ينظر إليه انه اصطفاف أمريكي إلى جانب طهران، يقول الكاتب إن هذا يختلف عن الطريقة التي ردت بها واشنطن على مهاجمة السفارة البريطانية في طهران عام 2011 حيث ردت بتشديد العقوبات على إيران، مع أن أوباما اتهم علنا الحكومة الإيرانية بالسماح بالهجوم حيث قال «إن الحكومة الإيرانية لم تلتزم جدياً بواجباتها الدولية خاصة أن المحتجين قاموا بالهجوم على السفارة وحرقوها».

وفي بادرة أخرى تظهر التحول الأمريكي نحو إيران كانت تراجع الإدارة عن فرض عقوبات جديدة بعد قيام طهران باختبار نظام صواريخ جديد. وتزامن الاختبار مع لحظة مهمة تتعلق بتطبيق الاتفاق النووي وقيام إيران بتفكيك عناصر من البرنامج النووي وشحن كميات كبيرة من اليورانيوم للخارج ووقف أجهزة الطرد المركزي. ويرى الكاتب أن تردد الإدارة حول الاختبار الصاروخي عزز من مخاوف السعودية وهو تحول الولايات المتحدة باتجاه طهران. ونقل الكاتب عن والي ناصر من جامعة هوبكنز قوله «الموضوع الأكبر هو قيام أمريكا بالتحادث مع إيران وفي هذا أشارت إلى أن العالم العربي لم يعد مهما لها فقط». ومنذ الأحد تحدث وزير الخارجية جون كيري مع محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني مرتين. كما خابر عادل الجبير وزير الخارجية السعودي وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ولاحظ الكاتب كيف أن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرينست قال «الكثير من اللوم على الجميع» وهو أمر لم يكن سائداً في الأعوام السابقة عندما يتعلق الأمر بالتنافس السعودي – الإيراني.

علاقة حميمة

ويقول الكاتب إن العلاقة الحميمة التي تطورت بين كيري وظريف أغضبت السعوديين الذين لم يقبلوا عالما يتحدث فيه وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره الإيراني عبر تلفون بلاكبيري حسبما يقول والي. ويفسر هذا وغيره من الخبراء أن السعودية التي غضبت من تردد أوباما التدخل في سوريا وعدم حمايتها للرئيس المصري حسني مبارك الذي أطيح به في عام 2011 تقوم الآن بممارسة حملاتها الخاصة مثل اليمن حيث تشن حربا ضد المتمردين الحوثيين. ويرى ناصر أن أمريكا ستواجه السعودية في وقت قريب مع تباين مواقفهما «في نقطة ما ستجبرنا التصرفات السعودية على القول إن هذا العمل يهدد مصالحنا ولن ندعمه».

مع إيران

ولا تبتعد نظرة كاتب «فورين بوليسي» عما كتبه كل من جوش روغين وإيلي ليل في الموقع الاقتصادي «بلومبيرغ» حيث قالا إن إدارة أوباما وقفت إلى جانب إيران. وقال الكاتبان إن السعوديبن رأوا ان انتقادات واشنطن مبالغ فيها حيث رد الجبير قائلا «لا نقبل إي انتقاد للنظام القضائي في المملكة» مشيرا إلى أن القتل جاء بسبب الأعمال الإرهابية التي مارسها هؤلاء الأشخاص.

ولا يتبعد الكاتبان كثيراً في ربط الموقف السعودي بالاتفاق النووي الإيراني. وأشارا لتردد الإدارة في فرض عقوبات على كيانات ومسؤوليين إيرانيين. ونقلا عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إيران تتمتع بنفوذ غير عادي داخل الإدارة الأمريكية. وينقل الكاتبان عن أرون ديفيد ميللر من معهد ويلسون بواشنطن قوله إن إدارة أوباما تتعامل مع صفقة إيران كعامل استقرار في منطقة تتجه على نحو متزايد من الخروج عن السيطرة، ولهذا تعطي الإدارة الأولوية للعلاقات الأمريكية – الإيرانية «فنحن مقيدون ونختار السكوت حفاظا على علاقة عمل مع الإيرانيين» وفي الوقت نفسه لم يعد للإدارة الأمريكية التأثير الكافي على القيادة السعودية التي اختارت طريقها. ورغم كل هذا فما يجري بين السعودية وإيران مدعاة للإدارة الأمريكية للحفاظ على تأثيرها في المنطقة والتوقف عن سياسة فك الإرتباط مع مشاكل العالم العربي كما تقول صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور». وتعتقد أن سياسة الحزم التي أبدتها كل من الرياض وطهران نابعة من الفراغ الذي تركته أمريكا المتراجعة من المنطقة. وتنقل عن جيمس فيليبس من «هيرتيج فاونديشين» (مؤسسة التراث) في واشنطن «في هذه المرة الوضع مختلف وهو يهم لأن التوتر يتصاعد ويتطور في سياق تفهم منه السعودية وإيران أن الولايات المتحدة تخطط للخروج من المنطقة». وأضاف أن هذا «جرأ كليهما على الدفع باتجاه ملاحقة أولوياتهما وأظهر كل واحد للآخر أنه يريد مراقبة والرد على ما يفعله كل منهما» وهو «ما قد يؤدي إلى أفعال مواجهة بين الطرفين عبر حروب بالوكالة أو مواجهة مباشرة».

وتواجه السعودية وإيران بعضهما البعض في اليمن وسوريا. وتحذر الصحيفة من تصاعد التوتر الطائفي واستمرار المشاحنة الدبلوماسية على المصالح الأمريكية ومن أهمها الحرب التي تقودها واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ويقول خبراء إن التوتر قد يعقد نظرة أوباما القائمة على ترك المنطقة ومشاكلها.

سياسة أوباما

وبحسب سايمون هندرسون، مدير برنامج الطاقة والخليج في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى «كان هدف إدارة أوباما طوال الوقت هو تخفيف التزام الأمريكيين بالمنطقة والتحول إلى أماكن أخرى، ولكن هذا المدخل ترك أثاره التي نشاهدها الآن: «توتر عال بين المتنافسين الجيوساسيين بطريقة تهدد مصالح الولايات المتحدة بشكل خطير».

ويرى هندرسون أن هدفي أوباما الرئيسين: حل الأزمة السورية وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية من جهة وتطبيق بنود الاتفاق النووي مع إيران من جهة اخرى تلقيا ضربة قاسمة من خلال التوتر الخارج عن السيطرة بين السعوديين والإيرانيين».

ويرى أن فعل أمريكا جرأ كلاً من إيران والسعودية على مواجهة بعضهما البعض والتأثير على الأولويات الأمريكية. ورغم شجب الرئيس الإيراني حسن روحاني لحرق السفارة السعودية إلا أنه كان حسب هندرسون تذكير «بتصرفات إيران السيئة»، سلوك كانت الولايات المتحدة بتصحيحه من خلال عودة طهران «للمجتمع الدولي». وقال هندرسون إن «السعوديين شعروا بالإحباط من طريقة واشنطن السماح لإيران بالهرب من الجريمة» و»نتيجة لهذا فقد تعززت قوة إيران الإقليمية، وبدون مساعدة أمريكية يشعرون (السعوديون) أنه يجب عليهم الرد».

ويشير هندرسون إلى غضب السعوديين عندما لم تتحرك أمريكا وتعاقب إيران بعد مناورة بحرية بالذخيرة الحية قرب مضيق هرمز جرت الشهر الماضي.

ومن هنا فمن الصعب استبعاد أن إعدام النمر كان رسالة موجهة لإيران والولايات المتحدة. ويواصل هندرسون القول «نعم، كان إعدام النمر محاولة منهم لوضع الإيرانيين في مكانهم ولكنني أراه أيضا مواجهة أمريكا والقول «إيران تهدد أمننا وأشخاص مثل النمر هم من يمثلون تهديدا علينا». وتعلق الصحيفة إن الدول الغربية وروسيا والصين دعت الدولتين للخروج من دوامة التصعيد لكن الصوت الوحيد القادر للتأثير كل من السعودية وإيران والصوت المؤثر أكثر هو إدارة أوباما التي ستدفع الطرفين للجلوس والتفكير بعواقب أفعالهما. ويرى فيليبس من مؤسسة التراث أن «التوتر تفاقم بسبب شعور السعوديين بأنهم لا يستطيعون الاعتماد على إدارة أوباما التي كانت مصممة منذ البداية على الابتعاد عن الشرق الأوسط وتحويل كل العملية باتجاه الإيرانيين»، و «الآن لا يمكن معالجة هذه المخاوف العميقة من خلال دعوة البيت الأبيض لضبط النفس». ولا يزال التوتر بين البلدين مقتصراً على حرب الكلام والإجراءات الدبلوماسية حيث قررت السعودية وقف الرحلات التجارية وسفر المواطنين السعوديين لإيران. ويستبعد معلقون تطوره لحرب مباشرة. فبحسب غوس واغميكر الخبير في العلاقات السنية – الشيعية بجامعة أتريخت، هولندا الذي نقلت عنه صحيفة «لوس أنجليس تايمز» «لا أعتقد أن يتحول (إعدام النمر) لنقطة تحول نحو حرب مفتوحة»، «فقد كان النمر مرتبطاً وموالياً بشكل مفتوح لإيران ولم يكن يؤمن بإنشاء دولة إسلامية مثل ما في إيران في السعودية». ونقلت عن أرون ديفيد ميللر من مركز ويلسون في واشنطن تعليقه على استقلالية السعوديين الآن حيث قال «لدى السعوديين اجندتهم الخاصة والتي يديرونها بدون اعتبار لما نقوله أو نريده». وسيؤثر هذا تحديدا على منظور السلام في سوريا، فقد كان من المتوقع أن تبدأ محادثات برعاية الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر ولكن المنظور لتحقيق اختراق دبلوماسي على ما يبدو أصبح بعيد المدى. وتنقل الصحيفة عن حسين إبيش الباحث في معهد دول الخليج العربي في واشنطن «كان من الضروري جمع السعودية وإيران معاً لتحقيق تقدم» و «لكن هذا سيعقد كل شيء تحاول الإدارة عمله» في الشرق الأوسط.

العراق

وما يهم في كل الملفات هي الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ففي تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» أعده كل من بين هابارد وآن برنارد أشارا فيه لمعركة الرمادي التي انتصرت فيها القوات العراقية على تنظيم الدولة بمساعدة من العشائر السنة. ولكن العراق يواجه كما يقول الكاتبان الآن مشكلة أعقد وهي التوتر بين السعودية وإيران والذي يهدد بإشعال التوتر الطائفي داخل البلاد والمنطقة بشكل عام. وسيؤدي هذا التوتر إلى إفشال التعاون السني- الشيعي وتعزيز موقف تنظيم الدولة.

ونقلت الصحيفة ما قاله المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي «بالتأكيد فزيادة التوتر الطائفي يخلق أرضية خصبة لنمو داعش» و «يساعد كل هذا داعش على بناء قواته وزيادة الدعم». ونقلت ما قالته يان إلياسون نائبة الأمين العام للأمم المتحدة «أحاول عادة التقليل من المصاعب ولكن هذا يعتبر نكسة كبيرة» وأضافت إن «هذا مزيج من التداعيات الجيوسياسية والعناصر الطائفية التي تلعب دورا، والعواطف حامية».

وترى الصحيفة أن العراق يجد نفسه في وضع صعب، فهو حليف لإيران والولايات المتحدة. وعبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن حذر في التصريحات ولم يستجب لمطالب المحتجين قطع العلاقات مع السعودية. وبحسب ماريا فانتابي من مجموعة الأزمات الدولية «الجولة الجديدة من التوتر الإيراني- السعودي ستمثل تحدياً لقدرة العبادي التحرك بين الولايات المتحدة وإيران». ومع ذلك يقول المحللون والسياسيون العراقيون وزعماء العشائر إن التوتر السعودي- الإيراني لم يترك أثره المباشر على العراق. ويقولون إن العبادي اتخذ موقفاً وسطاً وذلك لغياب العلاقة القوية بين الزعماء السنة والسعودية كما هو الحال مع دول أخرى. ويقول رافع العيساوي أحد زعماء العشائر في الأنبار «لن تؤثر علينا المشكلة بين إيران والسعودية» و»قدمنا عشرات الشهداء لا من أجل إيران أو السعودية ولكن لبلادنا وللرمادي» و»دعونا نحرر بلدنا من داعش أحسن من السعودية وإيران».

ولاحظت الصحيفة أن موقف الحكومة العراقية من إعدام النمر كان وسطاً للتأكد من عدم توتر العلاقات وإغلاق السفارة السعودية، خاصة أن بغداد قطعت شوطا في إصلاح علاقاتها مع دول الخليج خاصة السعودية والكويت. وظلت السفارة السعودية مغلقة مدة 25 عاماً ولم تفتح سوى يوم الجمعة أي قبل يوم من التوتر. وعندما أعلن عن إعدام النمر تجمع متظاهرون مقربون من إيران وطالبوا بإغلاق السفارة السعودية في المنطقة الخضراء «لكن العبادي توصل لنتيجة أن إغلاقها ليس في مصلحة العراق»حسب الحديثي الذي أضاف أن العراق يحتفظ بعلاقاته بدول العالم بمن فيها السعودية.

ويعتقد محللون إن العبادي الذي أصدر بيانا عبر فيه عن حزنه للإعدام ودعا فيه لاحترام الحقوق الأساسية نجح في نزع فتيل التوتر. ويرون أن التحدي الأكبر أمام العبادي هو التركيز على استعادة الموصل. ويرى زياد علي المحاضر في جامعة برنستون ومؤلف كتاب «الصراع على مستقبل العراق» أن التوتر السعودي- الإيراني سيترك أثراً قليلاً على العراقيين. فتاريخ العراق خلف علاقة معقدة مع السنة العراقيين أكثر من إخوانهم في بقية الدول العربية. ويقول علي «يعتبر السعوديون سنة العراق بأنهم جمهوريون محرضون ومن جانبهم لا يحب سنة العراق السعوديين». وعلى العموم لقيت الرياض دعماً من معلقين لقرارها مواجهة إيران.

علينا الثناء على السعودية

في مقال كتبه المعلق في صحيفة «التايمز» روجر بويز تحت عنوان «تستحق السعودية الثناء لا العقاب» قال أن السعوديين كان لديهم الوقت الكافي لعقد صفقة حول النمر منذ اعتقاله عام 2012 وبدلا من ذلك أعدموه وهي الخطوة التي ستعقد المحاولات لتحقيق السلام في سوريا واليمن وكلاهما يحتاج لتعاون فيما بين السعودية وإيران وتعلم بداية حرب بالوكالة مكثفة وهجمات سايبرية. وسواء كان ما فعلته السعودية سوء تقدير من الأمراء بحسب السفير البريطاني السابق في الرياض ويليام باتي أو كان محاولة للفت نظر أوباما بأن تقاربه مع إيران كان مكافأة لعدو فالقضية تذهب أبعد من كونها مشاحنة دبلوماسية لأن القيادة السعودية الجديدة تنظر للعالم بطريقة مختلفة عن تلك التي تعامل بها الجيل الأول والثاني.

ويضيف الكاتب أن القيادة السعودية لن تتردد في امتلاك السلاح النووي لمنع القنبلة الإيرانية النووية لان حماية حدود المملكة هو ما يهم المسؤولين السعوديين. وهذا يعني بالضرورة مراقبة الأقلية الشيعية المضطربة في المنطقة الشرقية. ويرى الكاتب أن الشيخ نمر النمر لم يعدم لدعوته لإلغاء الحكم في السعودية اذ قال ذات يوم «أدعو الله أن يأخذ مملكة آل سعود وخليفة (في البحرين» ولكن بسبب شعبيته بين المتحمسين الشيعة ولأنه أبقى على حالة الغليان في المنطقة، ولم يكن رجل دين محباً للسلام. ويشير لدعوة النمر للاحتفال عندما توفي وزير الداخلية السعودي قبل سنوات ودعا أن «يأكله الدود ويصلى في نار جهنم».

هيمنة

ولهذا ينظر السعوديون لمحاولات إيران للهمينة بنوع من القلق ويرون أن طهران تحاول ممارسة هيمنتها في حديقتهم الخلفية. فهي تقوم بإثارة الشيعة في البحرين وتساعد المتمردين الحوثيين في اليمن وتتابع عن قرب المزاج العام في المنطقة الشرقية التي يخرج منها معظم النفط السعودي. ويعلق الكاتب «إيران لا تبغي الخير، ورغبتها بالإطاحة بآل سعود سر يعرفه الجميع ولا تبحث عن سبل للتعايش». وينتقد الكاتب هنا سياسة أوباما والرد الأمريكي البليد على اندلاع التوتر الحالي متهما أمريكا بأنها أصبحت أسيرة لإرث أوباما. فالرئيس يريد مغادرة البيت الأبيض ويظهر قوة الدبلوماسية على الحرب. وكل ما لديه هو اتفاق نووي مع إيران مليء بالعيوب. ولهذا يتم حرف النظر عن المشاكل التي تتسبب بها إيران. وبهذه المثابة لم تعد أمريكا عرابا شريفا للسلام بين الطرفين وفقدت التأثير على السياسة السعودية.

ورغم تحفظه على الإعدام ومعاملة المرأة في السعودية إلا أن ما قامت به الرياض في الآونة الأخيرة من بناء تحالف من الدول الإسلامية لمحاربة تنظيم الدولة يجعلها حليفا أهم من إيران . وأضاف أن الرياض حاولت بناء مظلة موحدة للمعارضة السورية وقامت بحملة قمع ضد الجهاديين في الداخل وسجنت الآلاف منهم ومنعت المئات من السفر للخارج ويتعاون السعوديون في المجال الأمني مع عدد من الدول الغربية بما فيها بريطانيا وشارك الطيارون السعوديون في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة. كما ضمت الإعدامات الاخيرة عددا من ناشطي القاعدة منهم قتلة مصور «بي بي سي» ومراسلها فرانك غاردنر الذي نجا بأعجوبة لكنه فقد القدرة على المشي. وبمقارنة هذه الجهود مع دور إيران في المنطقة تبدو السعودية أهم: فطهران تدعم الشيعة في العراق وسوريا وتمول حزب الله ونشرت قواتها لدعم بشار الأسد ومدت مخالبها لليمن وتقدم السلاح لحماس. ومن هنا فقد «حان الوقت لأن نكون واضحين حول هذا: السعودية حليف غير تام ولكنها حليف رئيسي للاستقرار في المنطقة، ولا يمكن سحب هذا على طهران. وتحدثنا مرة عن صدام الحضارات القريب ولكننا نتحدث اليوم عن الصدام داخل الحضارات، حضارة قديمة يمكن إن أتيح لها أن تأخذنا إلى الحافة. ولهذا يجب أن نختار أصدقاءنا بعناية».

 

انتهاء الخلاف بين الوحدات الكردية و«ثوار الرقة» بحل جيش العشائر شمال شرق سوريا

عبد الرزاق نبهان

الحسكة ـ «القدس العربي»: قررت «جبهة ثوار الرقة» يوم الاثنين الماضي، حل تشكيل «جيش العشائر» الذي أعلن عنه الشهر الماضي في ريف تل أبيض في محافظة الرقة شمال شرق سوريا، بعد مفاوضات سرية تكللت بإنهاء الخلاف بين قوات الحماية الكردية وجبهة ثوار الرقة.

وقال بيان صادر عن الجبهة: إنه بسبب عدم وصول الدعم للجيش العشائر، وضعف الإمكانيات والظروف، وعدم قيامه بالمهام الموكلة إليه ما جعل منه عبئاً على جبهة ثوار الرقة، فقد قررت الجبهة حل الجيش.

وكانت حدة الخلافات قد تصاعدت بين وحدات الحماية الكردية وجبهة ثوار الرقة، بعد البيان الذي أصدره «جيش عشائر الرقة» الاسبوع الماضي، وطالب فيه بانسحاب القوات الكردية من المناطق العربية، وفتح تحقيق دولي بعمليات القتل والاعتداءات التي تنفذها، وذلك إثر محاولة عناصر تابعة لقوات حماية الشعب الكردية خطف عدد من أهالي القرى العربية في ريف مدينة تل أبيض في كانون الأول ديسمبر الماضي، الأمر الذي استدعى تدخل حاجز السكرية التابع لجيش العشائر من أجل التصدي لهذه المحاولة، ما أدى لوقوع اشتباك بين الطرفين، أسفرت عن سقوط قتيل وجرحى بصفوف عناصر جيش العشائر، بالإضافة إلى جرحى من الجانبين.

وقال مصدر خاص طلب عدم ذكر اسمه لـ «القدس العربي» لأسباب أمنية: إن القوات الكردية المنضوية تحت ما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية « قامت بعد ذلك بحصار مقرات جبهة ثوار الرقة وجيش العشائر لمدة 22 يوماً على التوالي.

وبحسب المصدر، فإن وحدات حماية الشعب الكردية استطاعت بعد الحصار والضغوط، فرض شروطها وإجبار قائد جبهة ثوار الرقة (أبو عيسى) على حل جيش العشائر، وإعادة جبهة ثوار الرقة للقتال بجانب القوات الكردية ضمن قوات سوريا الديمقراطية.

وقال الناشط الإعلامي أحمد الحسين في تصريح لـ «القدس العربي»: إن الوحدات الكردية سعت للتخلص من جيش العشائر وتحجيم دور جبهة ثوار الرقة، بسبب تنامي قدراتهما العسكرية، وانضمام شباب القرى العربية إلى قوات جيش العشائر.

وأشار إلى أن الوحدات الكردية تبحث عن أتباع يأتمرون بأمرها لتفرض بذلك سلطتها العسكرية عليهم. وبحسب المصدر، فإن الوحدات الكردية «أصبحت تتخوف من تشكيل أرضية وحاضنة شعبية لجيش العشائر، ما تسبب بنشوب الخلافات بين جبهة ثوار الرقة والوحدات الكردية، وانتهت بإنهاء جيش العشائر».

يذكر أن جبهة ثوار الرقة أعلنت في وقت سابق عدم المشاركة في القتال إلى جانب قوات حماية الشعب الكردية ضد «تنظيم الدولة الإسلامية» للسيطرة على بلدة الهول في ريف الحسكة، وسد تشرين في ريف الرقة، بسبب هذه التطورات، ليأتي حل جيش العشائر كخطوة في انهاء الخلافات بين الجانبين.

 

مهاجرة سورية تمنح حق اللجوء بعد رسالة وجهتها إلى رئيس وزراء السويد

نور ملاح

غازي عنتاب – «القدس العربي»: شاهدَتْ مقطعاً مصوراً لرئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين، يرد فيه على رسالة طفلة تطالب بعمل المزيد من أجل اللاجئين، فالتمعت في ذهنها فكرة، وقررت أن تكتب له وتشرح مظلمتها كغيرها من النساء السوريات اللاتي يعانين في انتظار لم شمل عائلتهن، ولكن انتظارها كان أطول بكثير.

تقول شمس في حديثها مع «القدس العربي» إنها افترقت عن زوجها الطبيب الذي غادر طلبا للجوء في السويد منذ ما يقارب ثلاث سنوات، حينها توقعت هي وزوجها حكيم أنه سيتمكن من الحصول على اللجوء في السويد خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر، وسيستطيع لم شمل عائلته سريعا.

وتضيف: «لكن عقبة لم تكن في الحسبان وقتها، وهي أنه وصل إلى السويد بفيزا «شنغن»، حصل عليها من السفارة الإيطالية وبدأت معاناتنا بعدما تم رفض طلب اللجوء الذي قدمه زوجي، بسبب وجود بصمته في السفارة الإيطالية».

فبحسب اتفاقية دبلن التي تعمل بها معظم الدول الأوروبية لا يحق لمن لديه بصمة في دولة أوروبية أن يقدم طلب لجوء سوى إليها حصرا؛ «لذلك لم يعد لديه أمل، والدول العربية لا تمنح السوريين فيزا للدخول، ولا مجال لعمله كطبيب في تركيا، وليس أمامنا حل سوى الانتظار لعام ونصف حتى تسقط عنه بصمة دبلن، ويعيد التقدم بطلب اللجوء في السويد مجددا».

وتقول شمس أن زوجها أثناء فترة الانتظار الطويل هذه، عمل على تعلم اللغة السويدية بمجهوده الشخصي، رغم أن القوانين السويدية تقضي بأن يبدأ تعلم اللغة بعد الحصول على الإقامة، إلا أنه لم ينتظر، وحضر المحاضرات والدورات التي كانت تجري في المراكز الثقافية، وبنى علاقات ايجابية مع من تعرف عليهم من السويدين؛ ما ساعده على تعلم اللغة الطبية، وتأهيله التدريجي للانضمام للسلك الطبي.

وأكدت أنه «بعد عامين وثلاثة أشهر من الانتظار والمعاناة الهائلة، حصل زوجي حكيم على حق اللجوء ومن ثم اجتمع بنا في تركيا، بعدها تقدم بطلب لم شمل لعائلته للقنصلية السويدية في اسطنبول؛ لكن الموظفة فجأتني بالقول إن علينا الانتظار لمدة 18 شهرا من جديد حتى نحصل على الإقامة».

وتتابع قصتها قائلة: «ابنتي الكبيرة في ذلك الوقت ستكون تجاوزت 18 عاماً، ولن تستطيع العائلة عمل لم شملها، بعد ما يزيد عن عامين ونصف، وبعد أن أحسست أن جميع الطرق أقفلت أمامي كتبت رسالة إلى رئيس الوزراء السويدي»، قلت فيها: «أرجو أن تتدخل لوقف معاناة أسرتي، فقد حاولت لمرتين الهجرة بشكل غير شرعي وفشلت، ولأني لا أريد لعائلتي أن تبقى متفرقة أكثر من ذلك، فأنا أفكر بأن أكرر المحاولة للمرة الثالثة، أرجو أن تتدخل لإنقاذ هذه العائلة وغيرها من عائلات السوريين التي تنتظر لم الشمل مع أحبتها، قبل أن يصبح لديكم غارق جديد مثل «إيلان» تبكون عليه بعد أن يغرق، وتمنحون أهله حق اللجوء كما فعلت كندا بعد فوات الأوان». وأضافت: بعد أيام من إرسال الرسالة كلف رئيس الوزراء السويدي وزارة العدل بالرد علي، فوردتني رسالة جاء فيها: أنهم يتفهمون تماما المعاناة والمشاعر والتجارب الصعبة التي مرت بها عائلتي، ويتمنون أن تتوقف معاناتنا قريبا، ولكنهم لا يمكنهم التدخل في عمل دائرة الهجرة التي تفعل كل ما تستطيع في ضوء الضغوط الكبيرة التي تتحملها بسبب التدفق الكبير للاجئين.

وأشارت شمس إلى أنه في الأسبوع التالي اتصلت دائرة الهجرة بزوجها «حكيم»، لتبلغه باستلام محققة لملف لم شمل أسرته، هذه المرحلة التي كانت تستغرق أحيانا عاماً بعد تقديم طلب لم الشمل، وبعد أسبوع آخر اتصل «حكيم» بالمحققة المسؤولة لتخبره بصدور قرار الإقامة الخاص بأسرته.

حصلت شمس على الإقامات الدائمة بعد أربعة شهور من تقديم الأوراق في القنصلية، مخالفة للتوقعات التي تنبأت بها الموظفة بالانتظار لمدة 18 شهرا. وختمت شمس حديثها لـ»القدس العربي»: «وبذلك وضع حد لتشتت أسرة من أسر السوريين استمر ما يقارب الثلاث سنوات، ومازالت عائلات سورية كثيرة تنتظر بارقة أمل بلم شمل يمنحها شيئاً من الأمان بعد أن فقدت الوطن».

 

سوريات نازحات في ريف اللاذقية يبدأن العام الجديد بمعرض لألبسة الأطفال

سليم العمر

ريف اللاذقية – «القدس العربي»: شهد ريف اللاذقية مؤخراً أكبر عملية نزوح منذ بداية الثورة وهرب جميع السكان المحليين نتيجة القصف الروسي إلى مخيمات على الشريط الحدودي مع تركيا بدءاً من منطقة اليمضية في جبل التركمان وصولاً إلى قرية خربة الجوز في ريف ادلب الغربي. وتعد النسوة مع الأطفال، النسبة الأكبر من القاطنين لهذه المخيمات.

لاحظت بنان حاج بكري القائمة على مشروع معرض لألبسة الاطفال أن هناك العديد من النسوة لديها قدرة على إنتاج ألبسة صوفية للأطفال والشبان الذين يحملون السلاح. وقالت «هناك عشرات النسوة في المخيمات لديهن الخبرة الكافية في صناعة الالبسة الصوفية، كل امرأة تستطيع ان تعطي العديد من القطع الفنية، وحاولت أن أتواصل مع هؤلاء النسوة ونجحت في جمع العديد منهن ضمن هذا المعرض».

وغابت شجرة الميلاد في مناسبة العام الجديد، عن هذا المعرض خوفاً من المقاتلين المتشددين. واقتصرت الاحتفالية على ألوان الفرح التي تعكسها ألبسة الأطفال الصغار فقط. وقالت بكري «وخشين حتى

من كتابة كل عام وانتم بخير». وأضافت «لا نستطيع أن نضع شجرة ميلاد في الأوضاع الراهنة بسبب حالة الحزن التي نعيشها في المخيمات فنحن في حالة نزوح وكل يوم نشيع الشهداء عدا عن ان شجرة الميلاد تثير غضب الجهاديين. لكننا أنجزنا المعرض بخير ودون منغصات».

وأقيم المعرض في مدرسة «أبو بكر الصديق» على الشريط الحدودي مع تركيا بشكل مباشر وهذا أدى إلى نسبة حضور لا بأس بها حسب وصف السيدة علا إحدى السيدات اللاتي أشرفن على تنظيم المعرض. وأكدت في تصريح لـ «القدس العربي أن «المعرض بسيط وأردنا بدء العام الجديد بحالة من الفرح وعكسنا ذلك بألوان الملابس التي عرضناها بإمكاناتنا البسيطة».

وأقيم المعرض على الرغم من هطول الثلوج وتدني درجات الحرارة التي تصل إلى ما دون الصفر. ولاقى إقبالا من نساء يرتدين الخمار يتبعن لـ «جبهة النصرة»، وأبدين قبولاً واسعاً تجاه الفكرة، سيما وأنها لا تخالف تعاليم الشريعة حسب كلام إحداهن، وطالبت العديد منهن بأن يكون ضمن المعرض ألبسة تخص «المجاهدين».

وخشيت العديد من النسوة من تدخل متشددين الذين يمنعون أي مظاهر في احتفالات رأس السنة كونها لا تمت إلى الشريعة الإسلامية، حسب كلامهم، كما أنهم منعوا الاحتفال بالمولد النبوي، وبقيت الأعصاب مشدودة طيلة أيام المعرض الذي استمر ثلاثة أيام. وفي نهاية المطاف بيعت جميع المنتجات اليدوية، ولبس الأطفال العديد من الثياب الجديدة التي أحدثت حالة من الفرح وسط الجميع حتى أطفال المقاتلين الجهاديين.

هذه ظاهرة فريدة لم تحدث في السابق حسب ناشطين من المنطقة ولن تكون الأخيرة حسب تأكيد النسوة التي كسرت حالة الجمود بين كافة أطياف المجتمع السوري. وفي هذا المعرض تلاقت نساء جنود الجيش الحر اللواتي لم يكن يرتدين الخمار أو النقاب مع نساء مقاتلين إسلاميين لم يبدين أي اعتراض على مناسبة المعرض ضمن العام الجديد

 

تركيا محذّرة أميركا: لن نقبل ممراً كردياً على حدودنا

إسطنبول ــ باسم دباغ

حذّرت تركيا الولايات المتحدة الأميركية مجددا من دعم أي محاولة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني) لإنشاء ممر كردي على طول الحدود الجنوبية لتركيا في شمال سورية، مؤكدة أنها لن تقبل بمثل هذه الخطوة على الإطلاق، وذلك خلال الزيارة التي قام بها خلال اليومين الماضين، الجنرال جوزيف دانفور، قائد هيئة الأركان الأميركية المشتركة لأنقرة.

والتقى دانفورد، يوم أمس، بكل من نظيره الجنرال خلوصي أكار، رئيس هيئة الأركان التركية وأيضا برئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو.

 

وتمت مناقشة العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وأيضا قضايا المنطقة، كما كانت مسألة عبور “الاتحاد الديمقراطي” غرب الفرات على خط إعزاز جرابلس، من بين أهم المواضيع التي تمت مناقشتها، إضافة إلى تأثير التدخل الروسي على الحرب على “داعش”.

 

وأعادت أنقرة تأكيدها أنها ستمنع مثل هذا التقدم حتى لو اضطرت للتدخل العسكري المباشر، الأمر الذي أكده لـ”العربي الجديد” مصدر في الخارجية التركية، قائلا: “نحن على علم تام بخطط العمال الكردستاني وبرغبة الجناح السوري لحزب الاتحاد الديمقراطي بتكوين ممر كردي تحت سيطرة الكردستاني على الحدود التركية، عبر دخوله على محور أعزازــ جرابلس، وتكوين خط يمتد من عفرين وشمال حلب وصولا إلى تل أبيض وعين العرب والقامشلي. وأكدنا للأميركيين أننا لن نقبل بمثل هذا التحرك خلال الاجتماعات الأخيرة بحضور الجنرال دانفورد، حتى لو اضطررنا للتدخل المباشر لمنع ذلك”.

 

كما اتهم الجيش التركي، بحسب ما نقلته صحيفة “حرييت” التركية المعارضة، خلال الاجتماعات حزب الاتحاد الديمقراطي بارتكاب تطهير عرقي بحق التركمان والعرب والعمل على إجراء تغييرات ديموغرافية، مشددا على أنه “لا ينبغي التسامح مع مثل هذه التصرفات”.

 

كما ناقش الطرفان الحرب على “داعش” ودحر التنظيم من مناطق تواجده على الحدود السورية التركية في خط مارع جرابلس، إذ أكدت “حرييت”، أن الجيش التركي اقترح تعزيز الضربات العسكرية الجوية كوسيلة للقضاء على التنظيم.

 

سورية: قصف على دوما وغارات روسية في درعا

أحمد حمزة

سقط قتلى وجرحى، صباح اليوم الخميس، بقصف نفذته قوات النظام على مدينة دوما بريف دمشق، فيما تجددت الهجمات الجوية الروسية على مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، وسط تواصل الاشتباكات لليوم العاشر.

 

وفي ريف دمشق الشرقي، أكدت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، أن “قوات النظام المتمركزة في منطقة الدريج، جددت قصفها لوسط مدينة دوما، صباح اليوم، بستة صواريخ، استهدفت الأحياء السكنية، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم أطفال”.

وكانت المدينة تعرضت، نهار أمس، لقصفٍ مماثل، أودى بحياة سبعة مدنيين على الأقل وجرح العشرات، فيما قُتل ثلاثة عشر شخصاً، بغارة روسية، استهدفت الطريق الواصل بين بلدتي حزة وزملكا المجاورتين، ولقي ثلاثة آخرون حتفهم بغارةٍ مماثلة استهدفت وسط بلدة مسرابا، الواقعة إلى الجنوب من دوما بنحو ثلاثة كيلومترات.

إلى ذلك، جددت الطائرات الحربية الروسية، اليوم، قصفها العنيف لمدينة الشيخ مسكين ومحيطها، وقال الناشط الإعلامي أحمد المسالمة، لـ”العربي الجديد”، إن “المدينة تعرضت لأكثر من عشر غارات روسية منذ الصباح، وسط تواصل المعارك وتبادل القصف بين مليشيات النظام، والجيش السوري الحر”.

ويشهد محيط المدينة، منذ الثامن والعشرين من الشهر الماضي، مواجهات عنيفة، إذ تحاول قوات النظام والمليشيات الأجنبية والمحلية المتحالفة معها التقدم هناك، بغطاءٍ جوي روسي مكثف، تجاوز حتى اليوم مائة وخمسين غارة، لتشكيل ضغط إضافي على مقاتلي المعارضة، الذين خسروا بعض المواقع شمال الشيخ مسكين الأسبوع الماضي، فيما لا زالوا يسيطرون على وسط المدينة، ذات الموقع الاستراتيجي الهام، لإشرافها على عدة طُرق جنوب البلاد.

وأتمت المعارضة السورية سيطرتها على كامل الشيخ مسكين ومحيطها، في يناير/كانون الثاني الماضي، وشن النظام لاحقاً لذلك عدة هجمات في محاولة لاستردادها، لكن الشهرين الأخيرين شهدا تصعيداً كبيراً، قبل أن تبدأ الحملة الأشرس من نوعها منذ عشرة أيام.

 

قوات النظام السوري ألقت 17318 برميلاً متفجراً في 2015

لبنى سالم

وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، اليوم الخميس، إلقاء قوات النظام السوري 17318 برميلاً متفجراً خلال عام 2015، منها 1156 ألقيت خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وحسب تقرير صادر عن الشبكة، فإن “العدد الأكبر من هذه البراميل ألقيت على محافظة ريف دمشق، ثم درعا وحلب وحماة، وأدت إلى مقتل 2032 شخصاً، بينهم 499 طفلاً، و338 سيدة، فضلاً عن تدمير 206 مراكز حيوية، منها 52 مركزاً دينياً، و39 مركزاً تربوياً”.

ولفت التقرير إلى “وجود تنسيق بين قوات النظام الجوية والقوات الروسية، بحيث تكثف القوات الروسية قصفها في شمال سورية، بينما تتحرك المروحيات الحكومية باتجاه الجنوب في محافظتي درعا وريف دمشق”.

وبلغ عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي الحكومي بعد التدخل الروسي في 30 سبتمبر/أيلول 2015، 3677 برميلاً متفجراً، طبقاً للتقرير الحقوقي.

وقال مدير الشبكة السورية، فضل عبدالغني، لـ”العربي الجديد”، إن “عمليات الرصد والتوثيق اليومية التي تقوم بها الشبكة السورية لحقوق الإنسان أثبتت أن النظام السوري مستمر في قتل وتدمير سورية، عبر إلقاء مئات البراميل المتفجرة، وهذا ما يخالف تصريح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، الذي أكد أن النظام السوري توقف عن استخدام البراميل المتفجرة”.

يذكر أن أول استخدام بارز من قبل القوات الحكومية للبراميل المتفجرة، كان يوم الإثنين 1 أكتوبر/تشرين الأول 2012 ضد أهالي مدينة سلقين في محافظة إدلب، وهي قنابل محلية الصنع كلفتها أقل بكثير من كلفة الصواريخ وأثرها التدميري كبير، وهي سلاح عشوائي، 99% من ضحاياها مدنيون.

 

مصادر: القبض على متهمين باغتيال ناجي الجرف جنوب تركيا

أمين محمد

أكدت مصادر إعلامية سورية أن السلطات التركية ألقت القبض على أشخاص متهمين بقتل الصحافي السوري ناجي الجرف، في مدينة غازي عينتاب، جنوبي تركيا، أواخر الشهر الماضي، قبل يوم واحد من سفره إلى فرنسا.

وذكر مصدر حقوقي مقرّب من عائلة الجرف (فضّل عدم الكشف عن اسمه)، لـ”العربي الجديد”، أن السلطات التركية ألقت بالفعل القبض على سبعة أشخاص سوريين، وجارٍ التحقيق معهم لمعرفة ملابسات عملية الاغتيال، التي قام بها ثلاثة أشخاص بشكل مباشر، إذ أقدم أحدهم على إطلاق النار على الجرف أواخر الشهر الفائت وسط مدينة غازي عينتاب من مسدس كاتم للصوت، فيما كان اثنان ينتظران بالقرب من المكان بسيارة صعد بها القاتل مباشرة”.

 

وأفاد المصدر بأن القبض على سبعة أشخاص يؤكد أن هناك شبكة كاملة أدارت عملية الاغتيال. ولم يتسنّ لـ”العربي الجديد” الاتصال بمصدر في السلطات التركية التي وعدت بعقد مؤتمر صحافي لشرح ملابسات ما جرى، وتوجيه اتهام رسمي لأشخاص قاموا بالاغتيال، أو لجهات كانت تقف وراء العملية.

وفور مقتل الجرف توجهت أصابع الاتهام لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، كون الجرف سبق أن تلقى تهديدات منه إثر عرض فيلم تناول وجود التنظيم في مدينة حلب السورية.

وكان ناجي الجرف (38 عاماً)، والمتحدّر من مدينة سلمية (شرق حماة)، يرأس تحرير مجلة “حنطة” المعارضة، ويعمل في مؤسسة “بصمة” الإعلامية، كما قام بتدريب عدد من ناشطي الداخل السوري على العمل الإعلامي.

 

المحاصرون في مضايا بانتظار موافقة الأسد على إدخال المساعدات

نقلت قناة “الجزيرة” عن مصدر في الأمم المتحدة، الخميس، قوله إن الأمم المتحدة “جاهزة لإدخال كل المساعدات الغذائية والإنسانية إلى مضايا، وأضاف أن الإذن المطلوب للقيام بهذه المهمة من قبل النظام السوري لم يصدر بعد، رغم تقديم طلب بهذا الشأن”.

 

ولفت مصدر “الجزيرة” إلى أن النظام السوري يربط “تطبيق باقي بنود اتفاقية الهدنة في الزبداني التي تنص على إدخال المساعدات إلى مضايا والزبداني، بإدخال الوقود إلى كفريا والفوعا”.

 

من جهة ثانية، تناقل نشطاء سوريون بياناً صدر الخميس، عن الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا يعقوب الحلو، والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية كيفين كنيدي، رحب “بالموافقة التي تلقتها اليوم من الحكومة السورية بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى مضايا، والفوعا وكفريا وتعمل على تحضير القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة”.

 

ودعا البيان، الذي لم ينشر رسمياً في المركز الصحافي التابع للأمم المتحدة، لإزالة “كافة العوائق أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها في سوريا”. واتهم البيان طرفي الصراع في سوريا بمحاصرة ما يقرب 44 ألف شخص “في عدد من المواقع كمدينة دير الزور وداريا والفوعا وكفريا، فضلا عن المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية”.

 

وأضاف البيان “على الرغم من الطلب المتكرر للوصول إلى هذه المناطق، لم تتم الموافقة إلا على 4 بالمئة من جميع هذه الطلبات، التي تنظمها الأمم المتحدة والتي تهدف إلى إيصال المساعدات وتسليمها في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها. ومن الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة تلقت تقارير موثوقة تفيد بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل عند محاولتهم مغادرة مضايا (..) وعلى سبيل المثال لا الحصر، وردتنا معلومات في الخامس من كانون الثاني/ يناير 4402 تفيد بوفاة رجل يبلغ من العمر 35 عاماً بسبب الجوع في حين أن أسرته، المكونة من 3 أشخاص، ما زالت تعاني من سوء التغذية الحاد”.

 

في السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، إنه من المنتظر “أن تدخل قافلة مساعدات إنسانية إلى بلدة مضايا المحاذية لمدينة الزبداني”، وأكد أن ما يمنع دخول القافلة هو عدم حصول المنظمات الدولية على موافقة السلطات السورية. وأضاف “لا يزال ساكنو مدينة مضايا من أهاليها والنازحين إليها، يموتون نتيجة الحصار المشدد، لليوم الـ 177 المفروض على المدينة المحاذية لمدينة الزبداني بريف دمشق، من قبل حزب الله اللبناني وقوات النظام، والتي يقطنها نحو 40 ألف نسمة، بينهم حوالى 20 ألفاً نزحوا إليها قادمين من مدينة الزبداني التي شهدت معارك ضارية وقصفاً مكثفاً بآلاف القذائف والصواريخ والبراميل المتفجرة من قبل قوات النظام وطائراتها، ومن مناطق أخرى محاذية لمضايا والزبداني”.

 

وكان المرصد السوري قد وثّق “زراعة عناصر حزب الله اللبناني وقوات نظام بشار الأسد لمئات الألغام بمحيط المدينة، بالإضافة لفصلها عن المناطق القريبة منها بالأسلاك الشائكة والشباك المرتفعة، لمنع أي عملية تسلل من وإلى المدينة، التي يتواجد بها نحو 1200 حالة مرضية مزمنة، بالإضافة لوجود أكثر من 300 طفل يعانون من سوء تغذية وأمراض مختلفة، وسط نقص حاد في المواد الغذائية والمعيشية والطبية، ليصل سعر كلغ الأرز أو السكر إلى ما يقارب 36 ألف ليرة سورية أي ما يعادل نحو 90 دولاراً،  بالإضافة للارتفاع المرعب لأسعار المواد الغذائية، على الرغم من شحها”، وتلك الأنباء تتقاطع مع تأكيدات في البيان المنسوب للممثل الأمم المتحدة في سوريا، عن عمليات قتل يتعرض لها المدنيون الذين يخرجون من مضايا.

 

جدول زمني أميركي لخروج الأسد من السلطة

أوردت وكالة “أسوشيتد برس” وثيقة مسربة، وضعها “الفريق السوري” في واشنطن، وتتضمن خريطة طريق للعملية السياسية في سوريا. وكانت موسكو قد سربت أخباراً قبل أيام، تفيد عن بدء فرضها لإرادتها على النظام السوري. ما يشير إلى توافق دولي، على بدء الحل السياسي في سوريا، إلا أنه لا ينفي أن التناقض الرئيس بين الرؤيتين الروسية والأميركية، ما زال يتعلق بموعد خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة.

 

الوثيقة الأميركية المسربة تضمنت الجدول الزمني التالي: في  نيسان/إبريل 2016، تشكيل لجنة أمنية من النظام والمعارضة، وإصدار عفو عام واطلاق لسراح معتقلين، وتشكيل “هيئة حكم انتقالي” دون تحديد صلاحياتها. كما سيتم إعلان عفو عن بعض أعضاء الحكومة وقوات النظام من جهة، وزعماء ومقاتلي “المعارضة المعتدلة” من جهة أخرى، كخطوة تساعد في تشكيل سلطة انتقالية.

 

وفي أيار/مايو، سيتم حلّ مجلس الشعب السوري مع نهاية ولايته الحالية، وتسمية مجلس تشريعي مؤقت، واعتراف من قبل “مجلس الأمن” والمنظمات الدولية بالهيئة الانتقالية، وعقد مؤتمر لدول مانحة من شأنه تمويل الانتقال السياسي في سوريا وإعادة إعمارها.

 

ومن حزيران/يونيو، إلى كانون الأول/ديسمبر 2016، ستتم صياغة دستور جديد. وفي كانون الثاني/يناير 2017، ستجري عملية الاستفتاء على الدستور الجديد. وفي أذار/مارس 2017، سيتخلى بشار الأسد عن السلطة وستغادر “الحلقة الضيقة” المرتبطة به مواقعها، ويتزامن ذلك مع بدء “الهيئة الانتقالية” ممارسة صلاحياتها التنفيذية الكاملة. وفي آب/أغسطس 2017، ستجري انتخابات برلمانية ورئاسية، وتشكيل حكومة جديدة.

 

وكان القرار 2254 الصادر عن “مجلس الأمن” قد حدد مطلع العام الجاري موعداً لبدء مفاوضات مباشرة بين وفدين من النظام والمعارضة، برعاية أممية، في إطار خطة أقرتها 17 دولة معنية بالملف السوري في فيينا في تشرين الثاني/نوفمبر 2016.

 

وكانت أحاديث لديبلوماسيين غربيين، قد أشارت إلى أن موسكو، بدأت تفرض إرادتها على النظام، الذي بدأ يقبل بقرارات موسكو كـ”الدواء المر” بحسب تصريح لأحد المسؤولين السوريين. وموسكو، بعد تدخلها العسكري المباشر، وانتهاء المهلة النظرية التي حددتها لعملياتها العسكرية في سوريا، التي توافق في 7 كانون الثاني/يناير، سبق وأشارت إلى أنها اتخذت قرارات مع الأميركيين، قد لا تعجب القيادة السورية.

 

التسريبات الأميركية عن الخطة الزمنية للحل السياسي في سوريا، والتي تعكس تفكير الإدارة الأميركية، قد تأخذ وقتاً أطول مما هو محدد، وقد تتعثر، بحسب تفسيرات أميركية لاحقة. إلا أن اللافت هو تأجيل موعد رحيل الأسد، نظرياً، إلى ما بعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما. تأجيل يتضمن، نقل التركة السورية الثقيلة، إلى إدارة أميركية جديدة، بعدما فشلت الإدارة الحالية، في تقديم أي مساعدة للسوريين.

 

25 يناير ليس موعداً نهائياً للمفاوضات السورية في جنيف

دينا أبي صعب

يصر المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، على التعامل مع الموعد القلق لجولة المفاوضات السورية المقررة في 25 الشهر الحالي في جنيف، على أنه موعد ثابت للمفاوضات، رغم ما يرافقه من عراقيل أساسية، تعتقد بعض الجهات أنها حجر عثرة قد تؤدي إلى تأجيل هذا الموعد حتى تتهيأ ظروف ملائمة أكثر.

 

الاجتماعات التحضيرية في جنيف تستمر بوتيرة عادية لتجهيز الجانب اللوجستي المطلوب في مقر الامم المتحدة، من ترجمة فورية وقاعات وأمن وسواها، فيما يستمر ستيفان دي ميستورا في جولته بين العواصم؛ من الرياض الى طهران، إضافة الى عدد من العواصم الاقليمية، من أجل حشد الدعم لهذا اللقاء.

 

لكن مصدراً دبلوماسياً متابعاً لتحضيرات “جنيف-3” شكك بموعد الخامس والعشرين بسبب التصعيد الحاصل بين السعودية وايران، معتبراً أن “هذا الأمر سيؤثر على طبيعة المفاوضات وموعد حصولها”. وقال إن الأمم المتحدة تتعامل مع هذا الموعد “على انه حاصل وتستمر بالتحضيرات اللازمة رغم ما يحيط بهذا الملف من عقبات اساسية، لا تقف فقط عند توتر العلاقات الايرانية السعودية”.

 

واشار مصدر رفيع المستوى في الأمم المتحدة، في جنيف لــ”المدن”، إلى أن “كل مواقف الاطراف المعلنة، ولاسيما طهران والرياض، تؤكد على الفصل التام بين ملفي العلاقات الايرانية السعودية والتطورات الاخيرة المرتبطة باعدام رجل الدين السعودي الشيخ نمر النمر، ومسار الملف السوري الذي وضعت اسسه في اجتماعات مجموعة الرعاية الدولية”، وآخرها في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي في نيويورك. لكن الاوساط المتابعة للقاءات دي ميستورا وجولته في المنطقة، تشير الى ان قضية النمر وتداعياتها أثرت سلباً على التحضيرات للحوار المقرر في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الحالي.

 

في سياق آخر، تبقى مسألة اتفاق الاطراف على تصنيف المجموعات الارهابية في صدارة العقبات. ففي حين تطالب السعودية باعتبار حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني وكتائب “أبو فضل العباس” العراقية مجموعات ارهابية، الى جانب “داعش”، المصنفة و”جبهة النصرة” كتنظيمين ارهابيين، تضيف إليهما روسيا مجموعات اخرى عديدة، في مقدمتها “جيش الاسلام” وحركة “أحرار الشام الإسلامية”. وتؤكد مصادر الأمم المتحدة في جنيف أن هذه العقدة لا تزال عصية على الحل، رغم إشاعة اجواء توحي بحصول تقاربٍ في الرؤية حصل مؤخراً بين موسكو وواشنطن في ما يتعلق بلوائح الارهاب.

 

ويضاف إلى هذه العقدة وفد المعارضة الموحد، الذي تختلف على تشكيلته فئات متعددة من المعارضيين المصرين على عدم حصر التمثيل بالائتلاف السوري المعارض، كما حدث في مفاوضات “جنيف-2” مطلع 2014.

 

وكان الائتلاف السوري قد صعد مواقفه الاخيرة ضد النظام، بعد لقاء دي ميستورا مع “الهيئة العليا للتفاوض” خلال زيارته إلى الرياض مؤخراً، ضمن إطار التحضيرات لمؤتمر جنيف، وطالبه بتطبيق إجراءات بناء الثقة التي تضمنها قرار مجلس الأمن 2254، ومن بينها فك الحصار عن المدن المحاصرة، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين، ووقف القصف العشوائي على المدنيين، قبل البدء بأي مفاوضات مع وفد الحكومة السورية.

 

دي ميستورا الذي قال إن لقاءه مع المعارضة تم بهدف “تحديد موعد المفاوضات والاطلاع على الاجندة، وتحديد اسماء الوفد (المفاوض)”، سيلتقي السبت المقبل وزير الخارجية السورية وليد المعلم في دمشق، للبحث في مسألة المفاوضات وحيثياتها.

 

ويراهن دي مستورا، بحسب المقربين منه في جنيف، على ما يعتبره “جدية وإصرار” كل من موسكو وواشنطن على الدفع باتجاه بدء العملية السياسية، انطلاقاً من الحوار السوري-السوري في المدينة السويسرية في 25 من الشهر الحالي، فيما يستمر التصعيد العسكري على الأرض، رغم ما تؤكده مصادر دبلوماسية متقاطعة من أن ايران وروسيا تضغطان باتجاه التوصل لمخرج من دوامة الحل العسكري الذي “بات يستنزف الروس وكل من يحالفهم، خصوصا ًمع فشلهم في  تحقيق اهداف توسعية نوعية على الارض رغم تكثيف الضغط الجوي الروسي المرفق بقوة عسكرية مختلطة على الارض”.

 

درعا: المعارضة تستعيد “كتيبة النيران” وأجزاء من “اللواء 82

عمر البلخي

لا تزال المعارك على أشدها، بين قوات النظام تدعمها المليشيات الإيرانية ومليشيا “حزب الله” اللبناني، والمعارضة المسلحة ممثلة بتشكيلات “الجبهة الجنوبية”، للسيطرة على مدينة الشيخ مسكين ذات الموقع الاستراتيجي في المنطقة الشمالية من محافظة درعا.

 

وأعلنت المعارضة المسلحة عن تشكيل غرفة عمليات موسعة، باسم “اهل النخوة”، وشملت كافة تشكيلات “الجبهة الجنوبية”، وشنّت هجوماً مضاداً لاستعادة ما خسرته خلال الأيام الماضية. وتمكنت المعارضة المسلحة من السيطرة على “كتيبة النيران” شمال غربي المدينة، والسيطرة على نقاط متقدمة قرب “الإسكان العسكري” وجزء من “اللواء 82” الذي سيطرت عليه قوات النظام مؤخراً.

 

وفي محاولة لوقف الهجوم المعاكس لقوات المعارضة المسلحة، استهدفت قوات النظام الشيخ مسكين، بعشرات الصواريخ والقذائف، وعدد كبير من الغارات الجوية من قبل الطيران الحربي الروسي.

 

الناطق العسكري باسم “حركة المثنى” أبو شيماء، قال لـ”المدن”، إن قوات النظام تفرض سيطرتها على “اللواء 82” وقسم من “المساكن العسكرية” التي تقع على أطراف المدينة، وأجزاء من الحي الشمالي الشرقي. وما تبقى من المدينة هو تحت سيطرة الثوار. وأكد أبو شيماء أن كتائب الثوار استطاعت السيطرة على جزء من “اللواء 82″، وأن العمل مستمر حتى استرجاع جميع المناطق.

 

يتابع أبو شيماء أن خسائر قوات النظام باتت كبيرة، وتم عطب 5 دبابات، واغتنام عربة “شيلكا” وتدمير مدفع 14.5، وعطب قاعدتي مضادات طيران، وقتل العديد من عناصر قوات النظام، من قبل “حركة المثنى” في “كتيبة النيران”.

 

من جهته ذكر عضو المكتب الإعلامي لـ”ألوية سيف الشام” التابعة لـ”الجبهة الجنوبية” رائد طعمة، لـ”المدن”، أن تشكيلات الجبهة قد أعلنت تشكيل غرفة عمليات “أهل النخوة” من أجل طرد ما تبقى من قوات النظام، من أطراف مدينة الشيخ مسكين، قائلاً إن “تشكيلات الجبهة الجنوبية قد انتقلت من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم وإن مقاتلي الجبهة يتمتعون بمعنويات عالية وإرادة صلبة”.

 

وأضاف طعمة أن “المعارك مستمرة في المنطقة الجنوبية، واستطعنا استعادة كتيبة النيران وبعض النقاط الاستراتيجية المتقدمة بالقرب من المساكن العسكرية. ونعمل خلال الساعات القادمة على استعادة كافة النقاط المتبقية”. ويضيف طعمة أن “سيطرة قوات النظام على نقاط لبضع ساعات، لا يُعتبر خسارة للجيش الحر، فالحرب كرّ وفرّ، والغلبة لمن

صمد، ويستمر بالصمود”، وذلك في ظل القصف الروسي الذي يستهدف النقاط المدنية والحيوية في المدينة. القصف الروسي، بحسب تقدير طعمة، دمّر 35 في المئة، من المدينة، وهجّر من تبقى من سكانها.

 

وتُستهدف مدينة الشيخ مسكين التي تعد من أكبر مدن محافظة درعا، يومياً بعشرات الغارات الجوية والقصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ، في محاولة من قبل قوات النظام لإحراز أي تقدم جديد على الأرض.

 

عضو “الهيئة السورية للإعلام” المقربة من “الجبهة الجنوبية” وليد السليمان، قال لـ”المدن”، إن قوات النظام بدأت معركتها في الشيخ مسكين، بقصف جوي ومدفعي وصاروخي، عنيف جداً، وبلغ عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الروسية، على مدى الايام الثلاثة الماضية، ما يزيد عن 240 غارة، بالإضافة إلى عدد كبير من البراميل المتفجرة، ومئات قذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ. وبعد ذلك، استطاعت قوات النظام والمليشيات الموالية لها، تحقيق تقدم على الأرض، فسيطرت على “كتيبة النيران” و”اللواء 82″، مستغلة تشتت قوات “الجبهة الجنوبية” والثوار، وغياب غرفة عمليات مشتركة لها.

 

وأضاف السليمان أن هذا الأمر لم يستمر طويلاً، ومع بداية اليوم الثالث على بدء المعركة، استطاعت تشكيلات الجبهة تجميع قواتها واستعادة السيطرة على النقاط التي احتلتها قوات النظام، وكبدتها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، وأسفرت عن اغتنام دبابة وعربة “شيلكا” وقاعدة صواريخ مضادة للدروع، وتفجير مدفع ميداني بصاروخ “كونكورس” وتفجير عربة “BMB”، ودبابة.

 

وأشار السليمان أن “صمود عناصر الجيش الحر في وجه قوات النظام، دفع بالأخيرة إلى فتح أكثر من جبهة في اللجاة وحي المنشية في درعا البلد، إلا ان كل تلك المحاولات قد فشلت مع ثبات مقاتلي الجيش الحر على الجبهات”.

 

وأوضح السليمان، أن “النظام كرس كل قنواته الإعلامية لإحباط معنويات المدنيين، ومقاتلي الجبهة الجنوبية، من خلال نشر الشائعات التي تضمنت سيطرة قواته على كامل المدينة، وانسحاب الثوار منها”.

 

وبدأت قوات النظام والمليشيات، هجوماً عنيفاً على المدينة، قبل أسبوع، بدعم جوي روسي كثيف، واستطاعت السيطرة على “اللواء 82” والمساكن العسكرية، بالإضافة إلى “كتيبة النيران” بالقرب من اللواء.

 

وتعتبر الشيخ مسكين، نقطة وصل بين شرق درعا وغربها، وتقع على طريق دمشق-درعا القديم، وتعد “عقدة” مهمة تتوسط مواقع وبلدات استراتيجية: إزرع ومحجة والفقيع وقرفا، وهي مراكز تجمع مهمة لقوات النظام، وتشكل ما يشبه خطوط دفاع أولى عن العاصمة دمشق.

 

عن أخلاقيات “حزب الله” ومضايا!

محمد شبارو

كارثية على المستوى الأخلاقي تلك الحرب التي تورط فيها “حزب الله” في سوريا. فرضت المعطيات العسكرية، وتغيير الشعارات، وتبديل الأولويات على الحزب التخلي عن كثير من الأخلاقيات، بدءاً من قرار دعم نظام ديكتاتوري مجرم، ضد شعبه، وان تستر لاحقاً بحجج قتال التكفيريين، وتنظيم “داعش”، في معارك لم يخضها الى اليوم.

 

مع حصار مضايا تخلى “حزب الله” دفعة واحدة عن كل شعاراته القديمة. كان “حزب الله” يخوض الحروب مع اسرائيل ملتزماً بثوابت دينية – اخلاقية، يسوّق لها، ويروّج لها، ضمن بيئته الشعبية، وضمن صفوف مقاتليه. وكان يرفع شعارات مثل “عدم التمثيل بالجثث”، و”التعامل بحسنى مع الأسرى”، اضافة الى كل طريقة التعامل مع العملاء خلال التحرير وبعده في العام 2000.

 

في سياق الأخلاقيات هذه، يستذكر البعض تجربة شهيرة مع العميل عقل هاشم، عندما اتخذ قرار في “حزب الله” لتصفيته. في المرة الاولى، تم تأجيل اغتياله، لأن ابنه كان يرافقه، ونفذت العملية لاحقاً عندما تأكد الحزب، ان ابنه ليس معه. كان سرد هذه الحادثة عادة ما يأتي في سياق الدلالة على أخلاق “الحزب”.

 

كل ما تقدم، يشير إلى أن البيان الذي أصدره “حزب الله” لتبرير تجويع المدنيين في مضايا، لا يمكن وضعه سوى في خانة “البيان – الفضيحة”، خصوصاً لجهة مقاربة عدد الجوعى (23 الفاً وليس 40!)، أو القائه باللوم والمسؤولية على “الجماعات المسلحة التي تتخذ من مضايا رهينة لها”، وهو الحزب الذي لطالما اعتبر أنه يقدم نموذجاً قتالياً مختلفاً عن “همجية” التنظيمات المتطرفة.

 

لكن الفضيحة الأخرى في البيان، تلك المساومة بين ادخال الشاحنات محملة بالمواد الغذائية والطبية إلى مضايا وسرغايا وبقين، مقابل إدخال نفس الكمية الى كفريا والفوعة، وهو ما يعني عملياً أن “حزب الله” دخل في بازار الأخلاقيات المفقودة، التي من المفترض أنه يرفضها جملة وتفصيلاً، في الحرب كما في السلم، وهو ما يضرب الصورة النمطية التي عمل على بلورتها منذ صراعه مع اسرائيل، خصوصاً أن هذه المساومة تنتظر مساعدات ستصل قريباً، كما وعد البيان، تنفيذا لاتفاق “الزبداني – كفريا والفوعة”.

 

لاشيء يبرر التجويع، ولا شيء يبرر الحصار، ولاشيء يبرر ان يتخلى “حزب الله” عن كل اخلاقياته، حتى لو كان في مضايا ألف “داعشي” و”داعشية”!

 

إخوان سوريا: قطع العلاقات صفعة في وجه الغطرسة الايرانية

قيادي في الجماعة ينفي الإتصالات مع طهران

بهية مارديني

يقول قيادي في جماعة الاخوان المسلمين في سوريا إن إيران حاولت التواصل معهم ثماني مرات، لكنهم اشترطوا وقف دعمها للأسد أو على الأقل وقوفها على الحياد.

 

أعلن ملهم الدروبي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا لـ “إيلاف”، أن طهران حاولت “ثماني مرات التواصل مع الجماعة”.

 

وقال “كان جواب الجماعة اشتراط وقف إيران دعمها بشار الأسد والوقوف مع الثورة أو الحياد”.

 

وأضاف “كانت تلك الاتصالات عبر وسطاء”.

 

كلام الدروبي جاء ردًا على سؤال “إيلاف” حول بيان الجماعة الذي شد على يد الرياض اثر قطع المملكة العربية السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، “بعدما تم الإعتداء الإيراني الآثم على سفارة وقنصلية المملكة في كل من طهران ومشهد”،  وذلك رغم ما أثير مؤخرًا عن اتصالات بين الجماعة وايران، وهو الأمر الذي نفاه الدروبي واعتبر أنه “غير صحيح”.

 

وشدد الدروبي  على أنه “لم تتغيّر الأمور، منذ أعلنت إيران عن دعمها لبشار ووقوفها معه ضد الثورة السورية، كان موقف الجماعة واضحاً من إيران واعتبارها محتلة لسوريا وشريكة في سفك الدم السوري”.

 

وثمّنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا اليوم هذه الخطوة، واعتبرتها “بمثابة صفعةً في وجه الغطرسة الإيرانية ، التي لم تجد من يوقفها عند حدها خلال سنوات من التراجع العربي المستمر”.

 

وأكد البيان “لقد كشفت الثورة السورية الوجه القبيح للدولة الإيرانية وخطر مشروعها إقليميًا ودوليًا، من خلال دعم مباشر ومن خلال تنظيمات عابرة للحدود تقدم الدعم لطاغية الشام بشار الأسد وتعينه على قتل النساء والأطفال، وهدم البيوت فوق رؤوس الآمنين، وعلى المقايضة الدنيئة بين تجويع المناطق المحاصرة وبين الإخلاء السكاني والتغيير الديموغرافي الطائفي”.

 

وأشار الى “أن إيران دولة طائفية تضطهد ملايين السنة من شعبها وتنشر التعصب الطائفي البغيض في كل مكان تصل إليه وتدعم الميليشيات الطائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين”.

 

وشدت الجماعة “على يد المملكة العربية السعودية في هذه الخطوة الجريئة”، ودعتها إلى تقديم المزيد من الدعم للدول التي تواجه المشروع الصفوي الفارسي على أرضها، كما أهابت بكافة الدول العربية والإسلامية أن تبادر إلى قطع علاقاتها مع طهران، ودعت كافة العرب والمسلمين إلى التكاتف مع المملكة لدرء الأخطار الإيرانية الصفوية وتطهير المنطقة من شرورها وآثامها.

 

حجاب: النظام يسيطر على 18 بالمائة من الأراضي السورية

أسماء وفد التفاوض المعارض لم تسلم الى ميستورا بعد

بهية مارديني

شكك رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، من جدوى التفاوض مع نظام الأسد، كونه لم يعد يملك سوى آلة القمع والقتل؛ حيث تقلص وجوده على 18 بالمائة فقط من الأراضي السورية، وفقد السيطرة على معظم المعابر الحدودية وطرق الإمداد والمواصلات، في حين يعيش نصف الشعب السوري خارج نطاق سيطرته.

 

قال مصدر في الائتلاف الوطني السوري المعارض لـ “إيلاف”، إن الائتلاف سلم الهيئة العليا للمفاوضات المجتمعة حاليًا في الرياض القائمة النهائية التي ستشارك في التفاوض مع النظام السوري، والتي سيتم ضمها الى معارضين آخرين من مجموعات معارضة مختلفة، اضافة الى مستقلين للتفاوض مع النظام السوري في جنيف .

 

وأشار المصدر الى أن “الأسماء هم أعضاء الائتلاف حسان الهاشمي، نذير الحكيم ، عبد الاحد اصطيفو، عبد الرحمن مصطفى ـ فؤاد عليكو، نورا الامير، نصر الحريري، أنس العبدة، هادي البحرة، نغم الغادري، هشام مروة، بدر جاموس، موفق نيربية، مصطفى أوسو، سمير نشار، هيثم المالح” .

 

وأكد مصدر في الهيئة العليا للتفاوض أن الأسماء لم تقدم بعد الى المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا بعد ، دون أن يحدد موعد تقديمها.

 

الى ذلك، أعلن رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات أن الاجتماع الأخير مع ستيفان دي ميستورا في الرياض  كان “بنّاء ومفيداً، حيث أتيح لوفد الهيئة العليا للمفاوضات تبيين رؤية المعارضة السورية للعملية السياسية في ما يسهم في “إحلال السلام، ووقف القتال، والمضي قدماً في عملية انتقال سياسي تهدف إلى إقامة نظام تعددي يمثل كافة أطياف الشعب السوري دون أن يكون لبشار الأسد وأركان ورموز نظامه مكان فيه أو في أية ترتيبات سياسية قادمة، وذلك بناء على الأسس التي نص عليها بيان مؤتمر الرياض وبنود جنيف1، والتي نصت على إنشاء هيئة حكم انتقالي تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية”.

 

وقال حجاب في بيان، تلقت “إيلاف” نسخة منه، إن الهيئة العليا للمفاوضات بصدد التشاور مع الأصدقاء والقوى المعنية بإيقاف نزيف الدم السوري، لبحث سبل تأمين أجواء تفاوضية مناسبة عبر وقف القتال، وإيجاد آلية إشراف دولية لضمان التزام مختلف الأطراف بذلك، والعمل على خروج كافة القوى الأجنبية، وتأمين المعابر الحدودية وطرق الإمداد، وتوفير المناطق الآمنة، وإيصال المساعدات للمناطق المتضررة، وغيرها من الملفات التي أصبح أغلبها خارج سلطة النظام.

 

وتحدث أيضًا عن اختيار الوفد  التفاوضي الذي يأتي استجابة للجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ووقف نزيف الدم السوري.

 

وشدد على “ضرورة استكمال الجهود الدولية التي جاءت منقوصة في قرار مجلس الأمن 2254، والذي ترك فجوات خطيرة تسمح لحلفاء النظام بالاستمرار في عمليات القصف واستهداف المدنيين دون الارتباط بالمسار التفاوضي”.

 

وأوضح حجاب حول التعبير عن شكوكه أمام دي ميستورا من جدوى التفاوض مع نظام فاقد للسيادة لم يعد يملك سوى آلة القمع والقتل؛ حيث تقلص وجوده على 18 بالمائة فقط من الأراضي السورية، وفقد السيطرة على معظم المعابر الحدودية وطرق الإمداد والمواصلات، في حين يعيش نصف الشعب السوري خارج نطاق سيطرته، وتقوم قوى دولية وميلشيات عابرة للحدود ومجموعات منفلتة من المرتزقة والإرهابيين بالقتال نيابة عنه”.

 

وأكد  حجاب أنه أبلغ دي ميستورا بأن تدخل بعض القوى الدولية لشن الهجمات الجوية والقتال نيابة عن النظام يفرض على المجتمع الدولي أعباء إضافية تتمثل في التوصل مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى المناطق المتضررة، حيث يقيم نحو خمسة ملايين سوري كلاجئين في دول الجوار ونحو 6 ملايين آخرين في مناطق لا تتبع لسيطرة النظام، ومن الواضح أن النظام غير معني بمعاناتهم إذ إنه كان السبب في طردهم من خلال استهدافهم بالبراميل المتفجرة والقصف الممنهج.

 

وحث حجاب على ضرورة التزام كافة الأطراف بما ورد في المادتين (12) و(13) من قرار مجلس الأمن (2254) قبل الشروع في أية ترتيبات للعملية التفاوضية، وخاصة في ما يتعلق بفك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة.

 

وذكر بالأوضاع الصعبة التي يمر بها المدنيون في المعضمية ومضايا والزبداني والغوطة الشرقية وداريا وحي الوعر، والتي بلغت فيها المعاناة حداً لا يحتمل، وضرورة تمكين الوكالات الإنسانية من توصيل المساعدات لجميع من هم في حاجة إليها، والإفراج عن جميع المعتقلين، ووقف عمليات القصف الجوي والمدفعي والهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية، وأن تتقيد جميع الأطراف فوراً بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وغيرها من إجراءات بناء الثقة التي لا يمكن الذهاب للمفاوضات دون تحقيقها.

 

وأشار حجاب الى ضرورة إقناع حلفاء النظام بوقف العدوان على الشعب السوري تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار يهدف إلى وقف القتال، وبهذه الطريقة يمكن أن يتوقف القتال بالفعل وتتجه مختلف قوى التحالف نحو مواجهة الإرهاب، ولا شك في أن التفاوض مع النظام في هذه الأمور لا يمكن أن يأتي بالنتائج المرجوة لأنه لم يعد يملك السيادة الكاملة ولا الأهلية للتفاوض إذ إنه أصبح فاقداً للسيطرة على قراره السياسي والعسكري.

 

و طلب حجاب من المبعوث الدولي “إبلاغه عن أية تطورات حول آليات اضطلاع مجلس الأمن بتنفيذ المادتين (12) و(13) من قرار (2254)”، مؤكداً تعاونه الكامل في إطلاق العملية السياسية والعمل على إنجاحها في ظل جدية الفرقاء وتعاون المجتمع الدولي في حمل القوى الخارجية لوقف عدوانها على الشعب السوري.

 

من جانبه، عقد المجلس الوطني الكردي اليوم اجتماعًا، وتحدث عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، حيث وصف هذه الخطوة بالإيجابية رغم ما أورده من “التحفظ و الملاحظات على نسبة التمثيل الكردي في المؤتمر وعدم ورود بند في بيانه الختامي ينص على الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا علاوة على تبنيه اللامركزية الادارية كـشكل للدولة”.

 

وأكد اجتماع المجلس الكردي على أهمية مشاركة المجلس في مؤتمر جنيف ٣ المزمع انعقاده في وقت لاحق وفق قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ بغية إيجاد حل سياسي للازمة السورية وفق مرجعية جنيف ١ و إقرار آلية للتواصل الدائم بين ممثلي المجلس في المفاوضات وقيادة المجلس لتبادل وجهات النظر والمعلومات واتخاذ ما يلزم من إجراءات، وقرر الاجتماع القيام بنشاطات مختلفة دعمًا للوفد المفاوض من خلال جمع تواقيع عبر المجالس المحلية في الداخل وممثلياته في الخارج ، وبكل الأشكال الممكنة، لايصال صوت الشعب الكردي إلى الجهات الدولية المعنية لإدراج حل القضية الكردية في سوريا على جدول أعمال مؤتمر جنيف ٣.

 

ودان المجلس “الممارسات المتبعة من قبل مسلحي PYD من خلال اغلاق مكاتب المجلس والأحزاب والاعتقالات وخطف وتعذيب النشطاء والاعلاميين”، حسب تعبيره.

 

الأمم المتحدة: دمشق تقبل بدخول المساعدات لمضايا  

أعلنت الأمم المتحدة موافقة الحكومة السورية على إدخال مساعدات لثلاث بلدات سورية، بينها مضايا المحاصرة في ريف دمشق، لكن أي إجراءات تنفيذية لم تبدأ بعد لإيصال المساعدات لعشرات الألوف من السكان المحاصرين.

 

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تلقيه موافقة من الحكومة السورية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى ثلاث بلدات سورية، بينها مضايا المحاصرة في ريف دمشق، لكن الإعلان لم يتضمن أي إشارة إلى بدء دخول المساعدات بالفعل.

 

ورحب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الخميس بالموافقة على إدخال مساعدات إنسانية إلى مضايا وبلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام، وقال في بيان إن الأمم المتحدة تعمل على تحضير القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة.

 

وتفرض قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات حزب الله اللبناني حصارا مطبقا على مضايا التي يقطنها 42 ألف شخص، حسب بيان الأمم المتحدة، والمحاصرة منذ نحو سبعة أشهر للضغط على المعارضة المسلحة كي تستسلم، رغم نداءات الاستغاثة والتحذيرات من كارثة إنسانية، ولا سيما مع سوء الأحوال الجوية.

 

وأفادت مصادر طبية بأن قرابة خمسين حالة إغماء بسبب نقص التغذية تصل يوميا إلى المراكز الطبية، في حين بلغ عدد الوفيات 23.

وكانت الأمم المتحدة ذكرت في وقت سابق اليوم أن السلطات السورية لم تستجب للطلب الأممي بإدخال مساعدات عاجلة رغم تزايد الوفيات.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصدر في الأمم المتحدة قوله إن المنظمة الدولية جاهزة لإدخال كل المساعدات الغذائية والإنسانية إلى مضايا، وأضاف أن الإذن المطلوب للقيام بهذه المهمة من قبل النظام السوري لم يصدر بعد، رغم تقديم طلب بهذا الشأن.

 

ووفق المصدر نفسه، ربط النظام السوري تطبيق باقي بنود اتفاقية الهدنة في الزبداني التي تنص على إدخال المساعدات إلى مضايا والزبداني بإدخال الوقود إلى كفريا والفوعا بريف إدلب.

وسبق أن حذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال وكبار السنِّ نتيجة الحصار في مضايا والزبداني ومعضمية الشام، محملا المسؤولية للمجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري، وفق تعبيره.

 

ودعا الائتلاف الأمم المتحدة إلى تصنيف الوضع بالكارثة الإنسانية وإقرار تدخل دولي إنساني عاجل وتقديم المساعدات عبر الجو.

 

وقال سفير الائتلاف في الولايات المتحدة نجيب الغضبان إن حجم المأساة مروع، وقد بدأنا بتحركات منذ عدة أيام على مستويات متعددة، و”حاولنا أن نركز على الأبعاد الإنسانية والمأساة وألا نسيس هذا الموضوع”، ولكن “هذه المؤسسات (مجلس الأمن والأمم المتحدة) الدولية محكومة باعتبارات سياسية، فالجميع يحاول ألا يغضب روسيا”.

 

وأضاف أنهم قالوا للمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إنه لا يمكن الحديث عن عملية سياسية قبل أن يرفع الحصار، وهذه كانت من الشروط التي تضمنها القرار 2254 قبل الأخير.

 

وقد كشفت التسجيلات المروعة عن حجم المأساة التي يعانيها سكان مضايا، ولا سيما بعد العاصفة الثلجية التي فاقمت معاناتهم في ظل غياب مواد التدفئة والغذاء والدواء.

 

مضايا السورية.. حصار مطبق وجوع يفتك بسكانها  

وسيم عيناوي-القلمون

بالتزامن مع دخول بلدة مضايا السورية شهرها السادس من الحصار, تزداد معاناة المحاصرين فيها من أقسى ظروف إنسانية تمر على البلدة في تاريخها بعد إصرار النظام على ذلك رغم كل الاتفاقيات, فلا تزال البلدة محرومة من المواد الغذائية الطبية وتُمنع كل المنظمات الإنسانية حتى الأمم المتحدة من دخولها على الرغم من أن اتفاق الزبداني الفوعة -الذي تم البدء بتنفيذه مؤخرا- نصّ بشكل أساسي على ذلك.

 

انعدام للغذاء

ويقول الحاج أبو خالد -أحد المحاصرين في مضايا- “لم أشهد طيلة حياتي في مضايا مثل هذه الظروف, فلم نتناول أنا وأسرتي الخبز منذ أشهر طويلة, ومعظم المواد الغذائية باتت شبه معدومة وإن وجدت فسعرها يقارب مئة دولار, لذلك بتنا نلجأ لتناول المياه المغلية مع البهارات وبعض أوراق النباتات المحلية كوجبة أساسية كل يوم”.

 

يتحدث أبو حسن رئيس المجلس المحلي في مضايا عن أن الحصار وصل حدا لا يطاق حيث أُدخل أهالي البلدة في مجاعة لا يمكن وصفها أو تصورها, إذ إن أكثر من 25 شخصا قضوا في مضايا جوعا أو بسبب سوء التغذية، منهم محمد علي خريطة وجميل علوش, ناهيك عن عشرات حالات الإغماء اليومية التي تصل إلى المراكز الطبية حيث يعجز الأطباء عن تقديم شيء لها بسبب فقدان المواد الغذائية والطبية بشكل شبه كامل.

 

غلاء وحصار

وأشار في حديثه إلى أن آخر مادة غذائية دخلت للبلدة كانت منذ عدة أشهر, أما التي يمكن إيصالها عبر التهريب فإن سعرها يكون باهظا بسبب مخاطرة الناس بحياتهم لإدخالها للبلدة.

 

فحليب الأطفال جاوز سعره 150 دولارا وكيلوغرام من الأرز يبلغ مئة دولار، وكذلك باقي المواد الغذائية إن وجدت, مما جعل إمكانية تحصيل الفقراء لها أمرا شبه مستحيل.

 

وفي محاولة لمواجهة هذا الوضع، يؤكد أبو حسن أنه تم تسجيل بعض الحالات لتناول القطط من قبل بعض الأهالي في البلدة بسبب عدم مقدرتهم على تأمين الطعام لأطفالهم وذويهم وذلك بعد فقدانهم الأمل بشكل نهائي من أي تدخل إنساني للأمم المتحدة أو المنظمات الإنسانية.

 

وما يجسد الواقع الذي وصل إليه المحاصرون، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة سيارة أحد المواطنين التي تم عرضها للبيع مقابل بعض المواد الغذائية.

 

وتضم مضايا حاليا أكثر من أربعين ألف شخص من أبناء مضايا والزبداني النازحين الذين طردهم النظام من مناطق نفوذه في بلودان والإنشاءات والمعمورة، وحاصرهم كورقة ضغط على مقاتلي المعارضة بالزبداني لإيقاف مقاومتهم تقدم حزب الله هناك.

 

حصار بالألغام

ومن جهة أخرى يقول رئيس الهيئة الطبية في مضايا محمد اليوسف إن الجوع الشديد دفع بالعديد من شباب البلدة للمخاطرة بأنفسهم والاقتراب من حواجز النظام بحثا عن طريق للخروج لتأمين الغذاء, إلا أن قيام قوات النظام وحزب الله بزرع الألغام في محيط البلدة أدى لقتل العديد من الشباب ووقوع أكثر من عشرين حالة بتر لأطراف شباب البلدة.

 

ويشير اليوسف إلى أنه في حال عدم حدوث أي تدخل إنساني سريع فإن الوضع الصحي سيصل حد الكارثة وخاصة بالنسبة لأكثر من ألف طفل في البلدة الذين لم يأخذوا نصيبهم من الحليب والدواء منذ أشهر طويلة, وذلك ما عدا المئات من الذين يعانون من أمراض مزمنة بحاجة لدواء بشكل مستمر.

 

يذكر أن البلدات المجاورة بمضايا كقدسيا والهامة قامت بحملة حراك مدني لفك الحصار على مضايا وللضغط على الأمم المتحدة للتحرك لأجل المحاصرين, إضافة للبدء بتجميع المساعدات الإنسانية تجهيزا لإدخالها للبلدة في حال توفر أي طريق آمن لإدخالها.

 

غارديان: أهل مضايا يموتون جوعا  

يروي نشطاء في بلدة مضايا السورية، المحاصرة منذ يوليو/تموز الماضي والتي يقطنها 30 ألف شخص، الأحوال المعيشية المزرية لأهلها الذين يبحثون عما يسد رمقهم للبقاء على قيد الحياة.

 

ويقول سكان البلدة الصغيرة التي لا تبعد كثيرا عن العاصمة دمشق، إنهم يموتون من الجوع نتيجة لهذا الحصار الطويل الذي فرضته القوات الموالية لنظام بشار الأسد.

 

فقد ألجأ الجوع الناس لأكل أوراق الشجر والأعشاب وشرب المياه العكرة، والأرز يباع بالغرام لأن الكيلوغرام منه يتكلف نحو 250 دولارا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد اضطر البعض لذبح وأكل حيواناتهم الأليفة.

 

ويقول أحد النشطاء واسمه لؤي إن “الناس يموتون ببطء”، وهو نفسه ضعف صوته من طول فترة الجوع. ويضيف “كان لدينا بعض الزهور تنمو في الأواني في المنزل، واضطررنا أمس الأول لقطفها وأكلها رغم مرارتها الشديدة”. ويستطرد لؤي “لقد اعتدنا القول إنه لن يموت أي أحد من الجوع، لكننا رأينا بأعيننا أناسا يموتون فعلا من الجوع”.

 

وتشارك النشطاء صور المآسي المرتسمة على وجوه الناس، والأطفال خاصة، من شدة الجوع ومنها غلام صغير في عربة أطفال لا يكاد يستطيع الجلوس فيها لصغر حجمها بالنسبة له نظرا لضعفه الشديد وعدم قدرته على المشي.

 

وآخرون ممن يستطيعون الحركة يجازفون بحياتهم وهم يحاولون جمع النباتات من حقول الألغام المنتشرة في ضواحي البلدة، ومع ذلك لم يسلم العديد منهم، وفقد بعض أعضاءه.

 

ويقول إبراهيم عباس، وهو منشق عن الجيش السوري، إن “الناس سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا، وسواء كانوا في السبعين أو العشرين من عمرهم، فقد الواحد منهم نحو 15 كيلوغراما من وزنه”. وأضاف “لن ترى طفلا إلا وعيناه غائرتان في وجهه ويحدق من شدة الجوع”.

 

ويقول سكان البلدة المحاصرون إنهم يعاملون كبيادق في لعبة السلطة المعقدة ويعاقبون على معاناة قريتين تبعدان مئات الكيلومترات تحاصرهما القوات المناهضة للحكومة، حيث استولى ائتلاف ما يعرف بـ”جيش الفتح” على مساحات واسعة من نظام الأسد في شمال غرب سوريا محاصرا جيبين للشيعة في محافظة إدلب هما الفوعة وكفريا. ولهذا يصب النظام غضبه على بلدة مضايا والزبداني المجاورة.

 

مضايا.. عار يلطخ جبين المجتمع الدولي  

شاهر الأحمد

رغم تواتر الصور والتسجيلات والاتصالات التي تؤكد التراجع غير المسبوق في الأوضاع الإنسانية التي تمر بها مدينة مضايا بريف دمشق الغربي جراء الحصار الذي يفرضه حزب الله اللبناني والنظام السوري لمستوى يندى له الضمير الإنساني، فلم يظهر أي تحرك أو حتى ردة فعل من قبل الأمم المتحدة التي أشرفت مؤخرا على تطبيق هدنة بين المعارضة والنظام تشمل فك الحصار عن مضايا وتسهيل مرور الإغاثات إليها.

 

وارتفع عدد الوفيات في مضايا خلال الأيام الأخيرة إلى أكثر من ثلاثين شخصا جراء الجوع، في حين ينتظر عشرات الآلاف -تحولوا إلى هياكل عظمية- مصيرهم في ظل انعدام المواد الغذائية والدوائية بفعل الحصار المفروض على المدينة منذ سبعة شهور، ويحدث كل هذا بمرأى ومسمع من المجتمع الدولي دون حراك.

 

وتفاقمت معاناة سكان مضايا بسبب العواصف الثلجية التي هبت مؤخرا في ظل انعدام وسائل التدفئة وغياب التيار الكهربائي، وتم نقل عدد كبير من المسنين والأطفال إلى المراكز الطبية المحلية جراء حالات إغماء وإعياء.

 

وإزاء ذلك، حذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من كارثة إنسانية تهدد حياة المحاصرين جوعاً وبرداً في مدينتي مضايا وبقين بريف دمشق الغربي، ورأى أن صمت المنظمات الدولية يجعلها شريكة في جريمة حصار المدنيين.

 

وطالبت اللجنة القانونية للائتلاف -في بيان لها اليوم- الجامعة العربية والأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص بسوريا بتحمل مسؤولياتهم تجاه المدنيين المحاصرين، والتحرك الفوري والعاجل لإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء وفك الحصار عنهم والدخول الفوري لقوافل المساعدات.

 

وأهابت اللجنة القانونية للائتلاف بجميع منظمات حقوق الإنسان الدولية التحرك والضغط على المجتمع الدولي وعلى حكوماتها للتحرك وإنقاذ المدنيين في مضايا وباقي المدن السورية المحاصرة عامة.

 

وكانت الأمم المتحدة أشرفت نهاية الشهر الماضي على تنفيذ هدنة الزبداني والفوعة، وكان من ضمن الاتفاق بند يطالب بفك الحصار عن مضايا التي تتبع إداريا مدينة الزبداني، وتابعت المنظمة الدولية عملية تبادل الجرحى بين المعارضة والنظام.

 

غير أن الأمم المتحدة لم تتابع مهامها بإتمام الاتفاق الذي كان من أبرز بنوده فك الحصار وإمداد المناطق التي كانت محاصرة بالغذاء والدواء.

مأساة إنسانية

وكشف مدير المشفى الميداني في الزبداني وعضو الهيئة الإغاثية الموحدة للزبداني ومضايا عامر برهان لمؤسسة إعلامية تتبع المعارضة السورية أن مكتب مسؤول ملف الزبداني في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان رد على رسالة مكررة من المجلس المحلي في البلدة يستغيث المؤسسة الدولية من أجل إدخال المساعدات الغذائية إلى الأهالي المحاصرين، بأن كادر المكتب بأكمله في إجازة من تاريخ 24/12/2015 حتى 5/1/2016.

 

يشار إلى أن مقر الأمم المتحدة في ريف دمشق لا يبعد عن مضايا سوى مسافة أقل من عشر دقائق بالسيارة.

 

هذ ولم يدخر أهالي مضايا طريقة للمناشدة، ولم تحرك صور الأطفال وهم يتضورون جوعاً ومشاهد الموت البطيء وسط آلاف الأسر المحاصرة اهتماما دوليا يوقف هذه الكارثة.

 

وكان أهالي مضايا اضطروا مؤخرا إلى أكل لحوم القطط والكلاب وأكل الحشائش والبحث في مكبات النفايات، وذلك بسبب انعدام الطعام والأغذية في البلدة التي تضم نحو أربعين ألف مدني.

 

وبلغ سوء الأوضاع بمضايا في الأيام الأخيرة حدا لا تستسيغه الإنسانية، ويؤكد أطباء من المستشفى الميداني في مضايا تردي الأوضاع الصحية لأهالي المدينة، حيث وصلت للمستشفى ثلاثون حالة تسمم نتيجة أكل أوراق شجر الزيتون، وهي المادة الخضراء المتبقية في البلدة بعد تساقط الثلوج.

 

وتشير التقديرات إلى أن مضايا تشهد نحو مئتي حالة إغماء يومياَ بسبب سوء التغذية.

 

ولفت سكان في المدينة إلى أن أسعار المواد الغذائية -التي يقوم منتفعون يتبعون النظام أو حزب الله بتوفير كميات محدودة منها- وصلت لمستويات “صاروخية”، حيث بلغ سعر كيلوغرام من حليب الأطفال 150 دولارا أميركيا، وكيلوغرام من السكر أكثر من 153 دولارا.

 

ونقل عن سكان في مضايا أن مقاتلي حزب الله وضعوا تسعيرة للمبادلة على حواجزهم التي تطبق على مضايا، بحيث تتم مبادلة بندقية مقابل عشرة كيلوغرامات من الطعام، ودراجة نارية مقابل عشرة كيلوغرامات أخرى، وسيارة مقابل 15 كيلوغراما.

 

السوريون.. كل الطرق تؤدي إلى الموت  

منذ أن غدت الثورة السورية حربا تشنها قوات النظام على المدنيين في مختلف المحافظات، بدأت حركات نزوح داخل البلاد تلتها موجات لجوء إلى الدول المجاورة قبل أن تتحول إلى مد كبير يقتحم البحر بحثا عن الحياة فلا يلقى في معظم الأحيان إلا الموت.

 

وهكذا بدأت قصة اللاجئين السوريين الحزينة مع البحر الأبيض المتوسط الذي يلوح لهم ما وراءه من أحلام الأمن والرفاهية المفقودة، فيقتحمونه بالمراكب المتهالكة ولا يخرجون منه في الغالب إلا جثثا أو عائدين في أيدي منقذيهم إلى نقطة البداية.

 

وأمس فقط ألقى البحر بجثث عشرات الأطفال والنساء من اللاجئين السوريين على سواحل مدينة باليكسير التركية، بعد أن غرق مركبهم في عرض البحر الأبيض المتوسط.

 

فهذا الغريق المكفن بالطين انطفأ حلمه الأوروبي غير بعيد من الشاطئ، وها هي جثته تعود من جديد إلى حيث انطلق دون أن يصل إلى مبتغاه ولو ميتا.

 

وهذا الطفل توسد رمال البحر ليعيش الراحة الأبدية بعد عناء طويل ومحاولة مريرة للبحث عن الحياة في بلاد الآخرين بعد أن لفظته بلاده.

 

وفي كيس كبير جاء منقذان لا ليعيدا هذا الغريق إلى الحياة، بل ليحملا جثمانه إلى مكان ما يستقر فيه آخر الزمن.

 

وحتى البحر لم يرحم هذه الصبية فيبقيها في أحشائه، بل قذف بها على الشاطئ ليعيدها من حيث أتت، إمعانا في النكاية بأحلام التائهين بعد أن ضاقت بهم بلادهم.

 

ولم تق سترة النجاة لابستها من غرق يبدو أنها كانت تتوقعه، وقذفت بها الأمواج غير بعيد من منطلقها.

 

وهنا وهناك جثث يتفرج عليها العابرون على شاطئ البحر بعد أن كان أصحابها يرجون الابتعاد عن هذه الأرض والوصول إلى بلاد الأمل.

 

وعلى هذه الرمال تخلص البحر من مجموعة أخرى من اللاجئين يمر بهم المنقذون وكأنهم يحصونهم لضبط أعداد الموتى ثم يتجاوزون.

ولا يألو رجال الإنقاذ جهدا في جمع الجثث وكأنهم مصرون على إعادة هؤلاء الهاربين من القتل والدمار أموات إلى البلاد التي هربوا منها يبحثون عن الحياة.

 

ويلتقط المتفرجون الصور كأنما يوثقون النقطة التي وصل إليها هذا الغريق بعد أن انتهت مسيرته على حين غرة على شاطئ البحر.

 

ويأتي المنقذون ليرفعوا هذا الغريق الذي دفن في رمال الشاطئ بعد أن دفن البحر حلمه بحياة آمنة وعيش كريم خرج يبحث عنه من بلاده التي جارت عليه.

 

يشار إلى أن أعدادا كبيرة من اللاجئين، معظمهم من سوريا، استطاعوا عبور البحر والوصول إلى أوروبا حيث يأملون أن يجدوا حياة الأمان التي فقدوها في بلادهم، غير أن عشرات الآلاف كذلك ابتلعهم البحر وعادوا جثثا إلى الشاطئ.

 

طبيب بمضايا: 35 ألفا يتهددهم الموت جوعا  

ناشد مدير المهن الطبية في مستشفى ميداني ببلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق الأمم المتحدة بالتدخل لفك الحصار عن عشرات آلاف المدنيين المهددين بالموت جوعا.

وقال الطبيب في تصريح بثه نشطاء إن المستشفى يشهد نقصا كبيرا في الأدوية الأساسية والمواد الغذائية بسبب الحصار المفروض على البلدة الواقعة قرب الحدود اللبنانية.

 

وأضاف أن نحو 35 ألفا من سكان مضايا مهددون بالموت جوعا بفعل الحصار الذي تفرضه عليها قوات النظام وحزب الله اللبناني منذ نحو سبعة أشهر، دون أن تتبدى في الأفق أي إغاثة إنسانية.

 

وغالبية المحاصرين في مضايا مدنيون نازحون من الزبداني معقل الفصائل المعارضة المحاصرة أيضا من قبل النظام.

 

قتلى في غارات روسية بريف دمشق  

أفاد ناشطون بوقوع ستة قتلى بينهم طفلان وعشرات الجرحى جراء غارات روسية وقصف صاروخي على مدينتي دوما وزملكا بريف دمشق الشرقي، كما سقط جرحى بغارات مماثلة على مدينة عندان بريف حلب الشمالي.

 

وذكر الناشطون قيام الطيران الروسي بغارات على بلدة إبطع ومدينتي نوى والشيخ مسكين التي تشهد استمرارا للاشتباكات العنيفة بريف درعا.

 

وتواصلت الاشتباكات في مدينة الشيخ مسكين بين قوات النظام والمعارضة على جبهات اللواء 82 وكتيبة النيران والمساكن العسكرية وسط غارات جوية عنيفة ومكثفة من الطيران الروسي.

 

كما أفاد اتحاد التنسيقيات بسقوط قتلى من قوات النظام جراء محاولتهم اقتحام الجبهتين الغربية والشرقية الفاصلتين بين مدينتي داريا ومعضمية الشام بريف دمشق الغربي.

 

اشتباكات عنيفة

وفي ريف دمشق الشمالي، قصفت قوات الأسد أطراف مدينة التل الغربية بقذائف المدفعية الثقيلة دون سقوط أي إصابة.

 

من جهتها، ذكرت “شبكة شام” أن اشتباكات عنيفة شهدتها منطقة المرج بالغوطة الشرقية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، وسط غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف على منطقة الاشتباكات والبلدات المجاورة مثل بلدة دير العصافير.

 

وقالت الشبكة إن هذه الاشتباكات والمعارك خلفت عددا من القتلى والجرحى في مدينة دوما، بينهم أطفال ونساء، وذلك جراء قصف منازل مدنيين بصواريخ عنقودية محرمة دوليا، تلتها غارات جوية من الطيران الروسي.

 

وفي حلب، أعلن جيش الثوار التابع لقوات سوريا الديمقراطية عن بدئه لمعركة السيطرة على مدينة منبج بالريف الشرقي، والواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة.

 

وفي حمص، أفاد ناشطون بأن حركة أحرار الشام عينت الشيخ “أبو عمر الغوطة” قائدا لها في حمص خلفا للشيخ “أبو راتب الحمصي” الذي اغتيل مساء الثلاثاء الماضي.

 

غارات روسية

وذكرت شبكة “مسار برس” أن قوات الأسد جددت قصفها بقذائف الهاون والدبابات على منازل المدنيين في مدينتي تلبيسة والحولة وبلدة تير معلة في ريف حمص الشمالي، وتزامن ذلك مع حدوث اشتباكات متقطعة بين كتائب المعارضة والقوات النظامية على جبهات تيرمعلة.

 

أما في الريف الشرقي فقد أفاد مراسل “مسار برس” بأن الطيران الحربي الروسي شن اليوم الخميس عدة غارات بالصواريخ الفراغية على مدينة تدمر وبلدة القريتين.

 

وفي دير الزور، شن الطيران الروسي غارات جوية عنيفة على محيط مطار دير الزور العسكري، كما شن طيران القوات النظامية غارات جوية على حيي الصناعة والحويقة.

وفي الحسكة، نفذت وحدات الحماية الشعبية الكردية حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من الشباب للتجنيد الإجباري في ناحية الهول شرق المدينة.

 

وقتل أمس الأربعاء تسعة أشخاص على الأقل جراء سقوط قذائف مصدرها مواقع الفصائل على دمشق، فيما قتل 17 آخرون جراء قصف جوي وصاروخي لقوات النظام على الغوطة الشرقية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

مؤتمر دولي في مارس لتوفير أماكن لجوء للسوريين  

أعلن مفوض الأمم المتحدة الأعلى لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي اليوم الخميس أن مؤتمرا دوليا برعاية الأمم المتحدة سيعقد في جنيف أواخر مارس/آذار المقبل لإيجاد أماكن استقبال للاجئين السوريين.

 

وأكد الدبلوماسي الإيطالي -الذي يخلف منذ بداية العام البرتغالي أنطونيو غوتيريس- أن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه للأمم المتحدة وسيقتصر على اللاجئين السوريين كونهم المشكلة الأكثر إلحاحا، على حد تعبيره.

 

وقال غراندي إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيفتتح المؤتمر يوم 30 مارس/آذار المقبل في جنيف، مضيفا أن “من المهم أن يكون هناك تمثيل جيد على المستوى الوزاري وأن تأتي الدول مع التزامات ملموسة لأماكن وليس أموالا”.

وكانت كندا قد التزمت باستضافة 25 ألف لاجئ سوري بحلول نهاية فبراير/شباط القادم، وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بمنح تأشيرات لعشرة آلاف سوري عام 2016.

قضية دولية

وأشار المفوض إلى أن تركيا تستضيف العدد الأكبر من اللاجئين في العالم، معلنا أنه سيتوجه إلى هناك الشهر الحالي، وكذلك إلى الأردن ولبنان، قبل مؤتمر إنساني في لندن في الرابع من فبراير/شباط القادم مخصص لجمع الأموال.

 

وبالنسبة لشبكات الاتجار بالبشر التي تستفيد من محنة السوريين الفارين من مناطق النزاع، قال “يجب أن نكون واقعيين، هناك مجرمون سيقومون بهذا العمل بدلا منا إذا كنا لا نفعل ذلك بشكل صحيح”.

 

وأشاد غراندي بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي استضافت العام الماضي 1.1 مليون من طالبي اللجوء من سوريا والعراق وأفغانستان. إلا أنه أبدى قلقا حيال محاولات بعض الدول الأوروبية إغلاق الباب بوجه اللاجئين.

 

وأوضح غراندي أن العالم يراقب ما تفعله أوروبا في مجال اللجوء، مشيرا إلى أنه إذا بدأت أوروبا بفرض القيود وإقامة الحواجز فسيتبعها العالم في ذلك، على حد قوله.

 

وأعادت السويد والدانمارك مؤخرا فرض رقابة مشددة على الحدود في مواجهة ما قالتا إنه تدفق المهاجرين، وأكد غراندي أنه لو اعتمدت أوروبا ردا منسقا ومتماسكا لما حصل ذلك، وتعهد بممارسة الضغوط على الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن.

 

وفي 2015، دخل أكثر من مليون لاجئ -غالبيتهم من السوريين- إلى أوروبا، مما تسبب في أخطر أزمة هجرة في القارة العجوز منذ العام 1945.

 

وأشار الدبلوماسي الإيطالي إلى أن 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم غادروا منازلهم بسبب الحرب والاضطهاد. ووفق المفوضية الأممية فهذه الأرقام هي الأعلى في التاريخ، حيث كانت الحرب العالمية الثانية قد شردت نحو خمسين ملايين شخص.

 

#حصار_مضايا.. شروط روسية لرفعه

موسكو تريد كامل سلاح مقاتلي المعارضة وتسليم المنشقين عن الخدمة للنظام

دبي – قناة الحدث

لم يعد يقوى هذا الرجل على مواجهة الجوع الذي يسير به سريعا نحو الموت بسبب الحصار المطبق الذي تفرضه قوات النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني على بلدة مضايا منذ أكثر من ستة أشهر، الجوع وحده هو ما يشترك به سكان البلدة البالغ عددهم 40 ألفا. فالمواد الغذائية نفدت ولا يسمح النظام بدخول أي منها وما بقي فقط لسد رمق الأطفال سوى بعض أوراق الشجر والحشائش.

صور قاسية عكست سوء الأوضاع المعيشية لأهالي مضايا وأجساد لا تقوى على حمل أصحابها، كل ذلك رفع من أسعار المواد الغذائية إلى حدود غير مسبوقة ليصبح سعر حليب الأطفال بمئة دولار أميركي ويصبح الطعام فيها أمنية طفل قبل أن يفارق الحياة.

مضايا التي تجاور الزبداني كانت جزءا من اتفاق التهدئة بين المعارضة والنظام كمرحلة ثانية لكنها بقيت تحت حصار مشروط من قبل روسيا التي تطالب بتسليم كامل سلاح مقاتلي المعارضة وتسليم المنشقين عن الخدمة للنظام.

من جهتها، وصفت فرنسا الحصار الذي يفرضه النظام السوري على بلدة مضايا بأنه لا يطاق وغير مقبول، ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إلى الرفع الفوري للحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى مضايا وجميع المناطق المحاصرة في سوريا وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي.

 

تركيا.. بناء جدار عازل على الحدود مع سوريا

دبي – قناة العربية

قررت السلطات التركية تشييد جدار عازل في بلدة يايلاداغي بمدينة هطاي، جنوب البلاد، المحاذية للحدود السورية، استكمالاً للجدران المشيدة في أماكن محددة على الحدود التركية السورية بهدف الحيلولة دون العبور غير المشروع.

وتم البدء في وضع كتل خرسانية ضخمة في حي أولو يولْ نتيجة المناقصة التي أجريت بالتنسيق مع محافظة هطاي وقيادة الكتيبة الحدودية.

ومن المقرر أن يبلغ طول الجدار 11 كيلومتراً.

يذكر أنه تم إقامة جدار على مسافة 16 كيلومتراً على الحدود السورية في بلدة ريحانلي بمدينة هطاي.

 

بلجيكا: غضب لحديث وزير الهجرة عن دروس عن المرأة للمهاجرين

بروكسل (7 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أثارت تصريحات وزير الهجرة واللجوء البلجيكي ثيو فرانكن، حول نيته إخضاع المهاجرين لدروس في إحترام المرأة، ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية في البلاد

 

ولم تخل ردود الفعل على تصريحات فرانكن، وينتمي إلى التيار اليميني المتشدد، الأقوى في الائتلاف الحاكم حالياً، من حالة استقطاب سياسي، فقد اعتبرها البعض ضرورية وهامة لتسريع عملية اندماج المهاجرين، بينما رأت فيها تيارات المعارضة، خاصة اليسارية منها، محاولة لتكريس مزيد من التمييز وتثبيت الأحكام المسبقة التي غالباً ما تُلصق بالمهاجرين، خاصة ذوي الأصول العربية الاسلامية

 

وفي هذا الاطار، أكدت إيزابيل سيمونيز، المسؤولة في الحزب الاشتراكي (معارضة)، أن الاقتراح لا يحتوي على أي مبرر قانوني ومنطقي، “اقتراح السيد فرانكن يستند إلى الأنباء التي تحدثت عن اعتداءات طالت نساء في ألمانيا، والتي لا يزال التحقيق جار لكشف ملابساتها”، وفق كلامها

 

ولفتت النظر أن الأمر الوحيد الذي كشفت عنه هذه التحقيقات لا يتعدى أن مرتكبي الاعتداءات في ألمانيا يبدون من أصول مغاربية

 

أما اقتراح السيد فرانكن اليوم، حسب رأيها، فهو محاولة جديدة للخلط بين عناصر خاصة بتحقيق قضائي لا يزال جارياً في ألمانيا ومجموع المهاجرين واللاجئين أينما تواجدوا، “الأمر عبارة عن تمييز عنصري مقنع”، كما قالت في بيان صدر عن مكتبها بهذا الشأن

 

وأشارت إلى أن التمييز بين الرجل والمرأة أمر ترتكبه الكثير من المجموعات السكانية بصرف النظر عن عرقها ودينها

 

وأدانت عملية استخدام النساء لخلق نوع جديد من التمييز العرقي، مشيرة إلى أن مفهوم الاحترام لا يتساوى مع مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة، وهو الأمر الذي تحتاجه كافة المجتمعات حالياً

 

آثاري سوري سابق: الخسائر الأثرية لا تُعوّض وغالبية المتخصصين هاجروا

روما (7 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال مدير عام سابق لآثار ومتاحف سورية إن الدمار الذي شمل المواقع الأثرية خلال خمس سنوات كان هائلاً، وأشار إلى هجرة عدد كبير جداً من المتخصصين بالآثار إلى خارج البلاد

 

وحول نسبة الدمار الذي طال المواقع الأثرية قال المدير العام السابق للآثار والمتاحف في سورية عبد الرزاق معاذ، لـ(العرب)، “يصعب التقدير، لكن حجم الدمار كان هائلاً وخصوصاً في بعض المناطق والمدن مثل حلب”، حيث تعرضّ سوقها الأثري القديم الشهير الذي يعود تاريخ تأسيسه للعهد الهلنستي للتدمير شبه الكامل بالقصف المدفعي وتعرض لحريق أتى على غالبية أجزائه وانهار نحو 60%منه وهو بطول 12كم مع تفرعاته، كما تعرّض جامعها الأموي الكبير للتدمير الجزئي والاحتراق وانهارت مئذنته، فيما اقتصر الدمار في قلعة حلب على مدخلها وبابها

 

وأشار إلى أن الإجرام والتعصب الديني والفكري عوامل تقف وراء التخريب والتدمير، وقال الأستاذ في الجامعات الأمريكية “لاشك أنه نتيجة تصرفات إجرامية من جهة، وتعصبات دينية وفكرية متشددة ومتخلفة من جهة أخرى”، حسب وصفه

 

وتضم اليونسكو في قائمتها للتراث الإنساني المحمي ستة مواقع أثرية هي بصرى، ودمشق القديمة، وتدمر، وقلعة الحصن وقلعة صلاح الدين، وحلب القديمة بالإضافة للمدن المنسية، وقد تعرّضت غالبيتها للدمار أو السرقة والتخريب

 

وقلل معاذ من إمكان المنظمات الدولية المعنية من التخفيف من الأضرار التي تسببتها الحرب على التاريخ المادي لسورية، وقال “كيف يمكن أن يتم ذلك؟ إن تأثير هذه المؤسسات ضعيف للغاية”، وفق ذكره

 

وتُقدّر بعض المصادر المعنية تكلفة ترميم واستعادة ما يمكن استعادته وترميمه في سورية من آثار بين50 و100مليار دولار، بغض النظر عن المشكلة الأخرى الهامة وهي تسرّب غالبية خبراء الآثار خارج البلاد، وحول ذلك قال الخبير الآثاري السوري “لقد كان عدد المتخصصين بالآثار الذين تسرّبوا خلال الأزمة كبيراً جداً، تركوا البلاد أو بقوا في الخارج من الموفدين الدارسيين، وهم الأكثر كفاءة للأسف”، وأضاف “بعضهم خسرتهم سورية نهائياً بعد استقروا بشكل نهائي في الخارج، والبعض الأخر وهم الأقلية يمكن أن يعودوا إن لم تطل مدة الحرب”، حسب رأيه

 

ومن خلال خبرته في المديرية العامة للآثار والمتاحف، أكد معاذ أن سورية “كانت قادرة على الاعتماد اقتصادياً على السياحة الثقافية (الأثرية) لو أُحسن استغلالها ووُظفت بشكل صحيح، والآن الأمر معقّد جداً، فالحرب دمرت الكثير، والبلد بحاجة لوقت ليقف على قدميه بعد توقف الحرب لإعادة تأهيل المواقع وعودة الثقة لدى السياح”، حسب قوله

 

وكانت السياحة تدرّ على سورية نحو 6 مليارات دولار سنوياً على الرغم من التأهيل المتواضع للمواقع الأثرية وعدم اهتمام الدولة بهذا القطاع والإهمال الذي كان يعاني منه، ويشكّل هذا القطاع نحو 12%من حجم الدخل القومي، ويعمل به نحو مليوني سوري بشكل مباشر وغير مباشر

 

ونبّه الخبير السوري إلى تهديد آخر وهو عمليات النهب، وقال “لقد تم تهريب الكثير من الآثار السورية، ويمكن أن تستعيد البلاد معظمها إن أحسنت التصرف بعد الحرب، وأحيانا تختفي بعض هذه الآثار في البيوت الخاصة”، وفق ذكره

 

وكانت القوات السورية قد حوّلت بعض المناطق الأثرية إلى معسكرات كقلاع بصرى وتدمر وحلب، وحفرت بعمق في بعض التلال الأثرية لصُنع ملاجئ للدبابات، وقصفت بعض المناطق الأثرية بحجة احتماء مسلّحين من المعارضة فيها كقلعة الحصن بحمص والجامع العمري بدرعا

 

فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) إن تنظيم الدولة الإسلامية قام بعمليات نهب واسعة النطاق للآثار في المناطق الخاضعة لسيطرته، أبرزها في تدمر التي دمّر فيها معبد بل وبعل شميل والبوابة، وأشارت إلى تدفق قطع أثرية إلى أسواق بيع الآثار

 

وأعرب معاذ عن قناعته بأن “سورية خسرت الكثير في هذا القطاع”، وإختتم بالقول إن “ما لم يُكتشف يحتاج لوقت طويل، ربما لأجيال للكشف عنه، لكننا خسرنا أشياء لا يمكن تعويضها”، على حد تعبيره

 

الحكومة السورية تسمح بدخول المساعدات إلى مضايا

وافقت الحكومة السورية على إدخال المساعدات إلى بلدة مضايا المحاصرة، حسب الأمم المتحدة.

وقالت عبير عطيفة، المتحدثة الإعلامية باسم برنامج الغذاء العالمي، إن المنظمة الدولية حصلت على موافقة من قوات النظام السوري وعناصر حزب الله بإدخال قافلتين من المساعدات الغذائية العاجلة للمحاصرين في بلدة مضايا الحدودية غرب سوريا.

وقال عطيفة في مقابلة مع مراسل بي بي سي في القاهرة إن هذه المساعدات من المفترض أن تصل إلى أكثر من 40 ألف شخص في مضايا في غضون الـ 48 ساعة المقبلة.

وأشادت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إلى أن البرنامج يحتاج سنويا إلى أكثر من مليار دولار لسد حاجته من المساعدات التي يقدمها للاجئين في شتى أنحاء العالم،إلا أن ما يصل حتى الآن أقل مما هو مطلوب داعية إلى ضرورة إيجاد حل سياسي عاجل للأزمة السورية المتفاقمة منذ أكثر من 5 سنوات.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن المنظمة “تعتزم توصيل مساعدات إنسانية في الأيام المقبلة”.

وتصف الوكالات الإنسانية الظروف في مضايا بأنها “سيئة جدا”، وأن الناس يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة.

وقالت الأمم المتحدة أيضا إنها ترغب في الوصول إلى البلدات الشمالية مثل فوعة وكفريا، التي تحاصرها فصائل المعارضة المسلحة.

وشهدت مضايا، الواقعة غربي العاصمة دمشق، أخيرا عددا من حالات الوفاة بسبب نقص المواد الغذائية والطبية نتيجة الحصار المفروض عليها من جانب الجيش السوري.

وتحاصر قوات الجيش السوري وحزب الله البلدة منذ حوالي سبعة أشهر، تم خلالها منع أي شخص من الخروج لإحضار مواد غذائية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حالات الوفاة خاصة بين الأطفال.

وتلقت مضايا مساعدات إنسانية في أكتوبر/ تشرين الأول، ولكنها تعرضت لحصار منذ ذلك الوقت، ومنع وصول المساعدات إليها، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

ويبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، وتوفي فيها 10 أشخاص بسبب نقص الغذاء والمواد الطبية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي مقره في بريطانيا.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لأشخاص يقال إنهم من مضايا، وجوههم شاحبة ويبدو أنهم يعانون من نقص التغذية.

وتقول الأمم المتحدة إن 10 في المئة فقط من مساعداتها الموجهة إلى المناطق الأكثر حاجة، سمح لها بالصول إلى وجهتها.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، بافال كريزيك، لبي بي سي الأربعاء إنه زار مضايا خلال توصيل آخر شحنة مساعدات، وإن الظروف الآن أسوأ.

وقالت الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير موثوقة عن وفاة أشخاص بسبب الجوع، وعن مقتل آخرين وهم يحالون الخروج من البلدة.

قفقد توفي يوم 5 يناير/ كانون الثاني رجل يبلغ من العمر 53 عاما، وبقي 5 من أفراد عائلته يعانون من نقص التغذية.

ونقلت بي بي سي عن أحد سكان مضايا، واسمه عبد الوهاب أحمد، الخميس قوله: “الناس بدأوا يأكلون التراب، لأنهم لا يجدون ما يأكلون، فقد ماتت الأعشاب وأوراق الشجر بسبب الثلوج”

كما ارتفعت أسعار المواد الأساسية، إذ يباع كيلوغرام واحد من الدقيق بسعر 250 دولارا، و900 غرام من حليب الأطفال بسعر 300 دولار.

ويقول ناشطون إن حصار مضايا من قبل القوات الحكومية وحزب الله جاء انتقاما من حصار المعارضة لبلدتي فوعة وكفريا، الذي استمر فترة أطول.

وأفادت تقارير أن الظروف في البلدات، ذات الأغلبية الشيعية، شمالي إدلب ساءت أيضا، منذ سقوط قاعدة عسكرية قريبة تابعة للحكومة، في سبتمبر/ أيلول، كانت الطائرات العمودية تنزل فيها الأغذية.

ويروي مقاتلون جرحى موالون للحكومة، خرجوا من مضايا في ديسمبر/ كانون الأول، في إطار اتفاق مع المعارضة، أن سكان البلدة البالغ عددهم 300 ألف نسمة، أكلوا الأعشاب، وأجروا عمليات جراحية دون تخدير.

ونبهت الأمم المتحدة إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر استهداف المدنيين، وتجويع المدنيين في الحرب.

 

في مدينة سورية محاصرة .. الناس لا يرون طائلا من وراء محادثات السلام

من توم بيري

بيروت (رويترز) – تتعالى التحذيرات من مجاعة واسعة النطاق في الوقت الذي تحاصر فيه قوات موالية للحكومة مدينة تحت سيطرة المعارضة في سوريا وتشتد فيه وطأة الشتاء ليزداد سواد التوقعات القاتمة أصلا لمحادثات السلام التي تأمل الأمم المتحدة عقدها هذا الشهر.

 

وقد أصبح حصار مضايا قرب الحدود مع لبنان قضية محورية لقيادات المعارضة السورية التي أبلغت مبعوثا للأمم المتحدة هذا الأسبوع أنها لن تشارك في المحادثات مع الحكومة حتى يرفع الحصار عن هذه المدينة وغيرها من المدن المحاصرة.

 

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرة أشخاص على الأقل ماتوا من الجوع في مضايا في الأسابيع الستة الأخيرة. ويقول نشطاء في المعارضة إن عدد الموتى بالعشرات رغم أن رويترز لم تستطع التأكد من مصدر مستقل من صحة هذه التقارير.

 

وقال ماجد علي (28 عاما) وهو من نشطاء المعارضة متحدثا لرويترز هاتفيا من مضايا “كنا نعيش على أوراق الشجر وعلى النباتات. لكننا الآن نكافح عاصفة ثلجية ولم يعد هناك المزيد من النباتات أو أوراق الشجر.”

 

وأضاف “أنا كنت 114 كيلو قبل الحصار. الآن صرت 80.”

 

وقال أبو حسن موسى رئيس مجلس المعارضة في مضايا إن سكان المدينة يرضون الآن بالمياه بنكهة التوابل أو الليمون والملح والخل كلما أمكن.

 

وقال السكان إن الأسعار قد تصل إلى نحو 300 دولار للكيلوجرام حينما يتوفر الأرز أو الحليب المجفف.

 

وقال علي ناشط المعارضة إنه بسقوط ثلوج بارتفاع نصف متر هذا الأسبوع بدأ حرق الأثاث والأبواب والتجهيزات الخشبية لتدفئة البيوت.

 

وأضاف “المفاوضات لا معنى لها ما دمنا محاصرين وما دمنا نتمنى فنجان من الحليب من أجل طفل. ما الذي سنتفاوض عليه؟ موتانا؟”

 

* شهور بلا مساعدات

 

وحصار المدن والقرى ملمح شائع من ملامح الحرب الأهلية الدائرة منذ ما يقرب من خمس سنوات سقط فيها نحو 250 ألف قتيل. إذ تحاصر قوات حكومية مناطق تحت سيطرة المعارضة بالقرب من دمشق منذ عدة سنوات وفي وقت أقرب حاصرت جماعات معارضة مناطق موالية للحكومة من بينها قريتان في محافظة إدلب.

 

وربما يكون مصير مضايا التي يقول برنامج الأغذية العالمي إن حياة 40 ألف نسمة فيها معرضة للخطر مرتبطا بهاتين القريتين. وكانت تلك المناطق جزءا من اتفاق محلي لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في سبتمبر أيلول الماضي لكن تنفيذه توقف.

 

وقد تم ترتيب عملية تسليم المساعدات السابقة إلى مضايا في أكتوبر تشرين الأول لتتزامن مع تسليم مساعدات مماثلة لقريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين.

 

ووصف علي سكان مضايا بأنهم رهائن محتجزون كورقة للمساومة على الفوعة وكفريا.

 

وكانت وكالات الإغاثة تأمل تيسير الوصول إلى المنطقة في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

وقالت بتينا لوشر المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي ردا على سؤال من رويترز “برنامج الأغذية العالمي يشعر بقلق شديد بشأن ما تردد عن الوضع الانساني في مضايا المحاصرة منذ أشهر عديدة والذي أصبح يهدد الآن أرواح ما يقرب من 40 ألف شخص.”

 

وأضافت “آخر مرة تم فيها الوصول إلى مضايا في 17 أكتوبر بعدد 3900 حصة من الغذاء وهو ما يكفي لإطعام أكثر من 19 ألف شخص لمدة شهر واحد. ومنذ ذلك الحين لم تقدم مساعدات غذائية أو إمدادات انسانية أخرى لهذه المناطق كما كان مخططا.”

 

وقد قالت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة إن حرب الحصارات استخدمت بطريقة مخططة ومنسقة بلا أي رحمة في الحرب الأهلية السورية بهدف “إجبار السكان بشكل جماعي إما على الاستسلام أو الموت جوعا.”

 

كان حصار مضايا قد بدأ قبل نحو ستة أشهر عندما بدأ الجيش السوري ومقاتلو جماعة حزب الله اللبناني المتحالفة معه حملة لإعادة سيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد على مناطق على الحدود السورية اللبنانية من بينها مدينة الزبداني.

 

ونفى مصدر مقرب من دمشق مطلع على الوضع في مضايا منع المدنيين من مغادرة المدينة وقال إن عدد الناس فيها مبالغ فيه.

 

غير أن المرصد السوري قال إن 15 شخصا من بينهم أطفال قتلوا خلال محاولة الهرب إما رميا بالرصاص أو بألغام زرعت لتنفيذ الحصار الذي تفرضه قوات الحكومة ومقاتلو حزب الله.

 

ولم يتسن الاتصال بمسؤولين سوريين للتعقيب. وتقول وكالات المساعدات إنها طلبت تسهيل وصولها إلى مضايا ست مرات خلال 2015 لكن لم يتح لها توصيل مساعدات سوى مرة واحدة.

 

* في انتظار إجابات

 

أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا في 18 ديسمبر كانون الأول يرسم خارطة طريق لمحادثات السلام ويدعو الأطراف للسماح لوكالات الإغاثة بالتحرك في مختلف أنحاء سوريا دون عوائق لاسيما في المناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها.

 

وقد أبلغ مجلس تشكل حديثا من قوة المعارضة للإشراف على المفاوضات مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا أن من الضروري حدوث ذلك قبل بدء المحادثات التي يخطط لعقدها في 25 يناير كانون الثاني.

 

كما أبلغ المجلس دي ميستورا أنه يتعين قبل بدء المفاوضات أن توقف حكومة الأسد التي تحظى بدعم من روسيا وايران قصف المناطق المدنية واستخدام البراميل المتفجرة وأن تفرج عن المعتقلين تطبيقا لما جاء في قرار مجلس الأمن.

 

وقال رياض نعسان أغا عضو مجلس المعارضة لرويترز “نرى أنه لن يكون من الممكن بدء المفاوضات بينما يستمر القصف على المناطق المدنية والسكان. علينا أيضا أن نظهر للناس انجازات معينة.”

 

وقال “نحن في انتظار الردود من السيد دي ميستورا.”

 

ويقول سكان إن قوات موالية للحكومة تحاصر المدينة يعتقد السكان أنها من مقاتلي حزب الله عرضت تقديم الغذاء مقابل تسليم مقاتلي المعارضة سلاحهم.

 

وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تأمل توصيل مساعدات للزبداني ومضايا والفوعة وكفريا في الأيام المقبلة.

 

وقال باول كرزيك المتحدث باسم اللجنة “نتلقى تقارير تدعو للقلق من مضايا وأيضا من الفوعة وكفريا عن وضع الناس هناك مثلما هو الحال في كل المناطق المحاصرة في سوريا.”

 

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى