أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 08 تشرين الأول 2015

بوارج بحر قزوين تنضم إلى الحملة الروسية في سورية

موسكو – رائد جبر , الرياض – منصور الجبرتي

لندن، باريس – «الحياة»، أ ف ب – انضم الأسطول البحري الروسي إلى الحملة على مواقع المعارضة في سورية وأطلق 26 صاروخاً بعيد المدى المدى من بحر قزوين مروراً بالمجالين الجويين لإيران والعراق إلى سورية مدشناً الغطاء الجوي الروسي للقوات السورية في هجومها لفصل حماة عن إدلب، بالتزامن مع استماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تقرير من وزير دفاعه سيرغي شويغو عن سير العمليات العسكرية، في وقت رفضت واشنطن التعاون عسكرياً مع موسكو.

وقال بوتين إن ضربات الطيران الروسي في سورية ستتكثف دعماً لهجوم بري يشنه الجيش النظامي السوري ضد «داعش» بعد أسبوع على القصف. وأضاف خلال لقاء مع شويغو نقله التلفزيون الروسي: «ندرك مدى تعقيد عمليات من هذا النوع ضد الإرهابيين. وبالتأكيد لا يزال من المبكر استخلاص نتائج لكن ما تم القيام به حتى الآن يستحق تقديراً جيداً»، فيما قال شويغو: «منذ 30 أيلول (سبتمبر) وحتى الآن أصابت الضربات 112 هدفاً. وكثافة الضربات تتزايد». وقال إن الصواريخ بعيدة المدى من طراز «كاليبر» عبرت أجواء إيران والعراق و «أصابت بدقة 11 هدفاً في سورية».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «ارتفع إلى 37 على الأقل عدد الغارات التي استهدفت فيها الطائرات الحربية الروسية مناطق في ريفي حماة وإدلب، حيث ضربت بلدات وقرى اللطامنة وكفرنبودة وكفرزيتا والصياد بريف حماة الشمالي بأكثر من 23 غارة استهدفت خلالها هذه الطائرات المناطق السابقة في كل غارة بصواريخ عدة، بينما نفذت الطائرات الروسية أكثر من 14 غارة على مناطق قرب بلدة البارة وفي مدينة خان شيخون وبلدات معرة حرمة والهبيط وقرب سراقب ومعرة النعمان ومنطقة بابيلا وقرب احسم وبلدة مرعيان بريف إدلب، بالتزامن مع استهداف قوات النظام في شكل مكثف وعنيف قرية الصياد ومناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المقاتلة والإسلامية، واستهداف مقاتلي الأخير آليات ودبابات ومدرعات قرب مورك وفي حواجز وتمركزات أخرى لقوات النظام بالريف الشمالي لحماة، ما أسفر عن تدمير وإعطاب 8 آليات وعربات ودبابات على الأقل». وقال مصدر عسكري سوري في ريف حماة لوكالة «فرانس برس»: «إن الجيش السوري يحاول في عملياته الأخيرة فصل ريف إدلب الجنوبي (شمال غرب) عن ريف حماة الشمالي».

وتسيطر فصائل «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة النصرة» بالإضافة الى فصائل إسلامية، على محافظة إدلب المجاورة لحماة. وحاولت هذه الفصائل خلال الأشهر الأخيرة التقدم من إدلب باتجاه حماة للسيطرة على مناطق تخولها استهداف معاقل النظام في محافظة اللاذقية. ويسعى الجيش النظامي، وفق المرصد، الى «تأمين طريق دمشق- حلب الدولي» الذي يمر عبر حماة و «المغلق حالياً بسبب العمليات العسكرية».

من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن الولايات المتحدة لا تتعاون مع موسكو في شأن ضرباتها الجوية في سورية، باستثناء التنسيق بشأن إجراءات السلامة الأساسية للطيارين، واصفاً التدخل الروسي بأنه «خطأ جوهري». وقال كارتر خلال مؤتمر صحافي في روما «لقد قلت سابقاً إننا نعتقد بأن روسيا تعتمد الاستراتيجية الخاطئة، إنهم يواصلون ضرب أهداف ليست لتنظيم داعش، ونعتبر ذلك خطأ جوهرياً». وأضاف «على رغم ما يقوله الروس، لم نتفق على التعاون مع روسيا طالما أنهم مستمرون باستراتيجية خاطئة وبضرب هذه الأهداف». وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف إن «وزارة الدفاع الروسية استجابت لطلبات البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) ودرست عن كثب الاقتراحات الأميركية حول تنسيق العمليات في إطار مكافحة تنظيم داعش الإرهابي على الأراضي السورية».

في بروكسيل، أعلن المندوب الأميركي لدى «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) دوغلاس ليوت: «لدينا ربما مصلحة مشتركة تتمثل في الانتصار على «داعش»، إلا أننا لا نتوحد في دعم نظام الأسد. ومن الواضح أن القوات الروسية تعمل على دعم الأسد، بينما يرى أعضاء التحالف الدولي أن الأسد يجب عليه الرحيل. وطالما لا تتوافق أهدافنا بهذا الشكل لا أرى أي آفاق لتبادل المعلومات الاستخباراتية». وكان الجيش التركي أعلن أن أنظمة صواريخ مقرها سورية تعرضت لمقاتلات تركية الثلثاء أثناء قيام ثماني مقاتلات «إف- 16» بدورية فوق الحدود مع سورية.

وقال لوت ان الحشد العسكري الروسي في سورية يشمل وجوداً بحرياً «كبيرا ومتناميا» وصواريخ بعيدة المدى وكتيبة قوات برية تدعمها أحدث دبابات روسية.

وأضاف ان موسكو تمكنت من تنفيذ انتشار عسكري «مؤثر جدا» خلال الاسبوع الماضي في قاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدة جيشها في اللاذقية. واشار الى «وجود بحري روسي كبير ومتنام في شرق البحر المتوسط وأكثر من 10 سفن الآن وهو ما يزيد قليلاً على المعتاد».

وقال لوت «التعزيزات الروسية الاخيرة خلال الاسبوع الماضي أو نحوه شملت قوة برية في حجم كتيبة (الف جندي)… وتوجد مدفعية وقدرات صاروخية بعيدة المدى وتوجد قوات دفاع جوي».

وفيما قال رئيس الوزراء البريطاني دايفد كامرون إنه يجب على الأسد أن يرحل لإقرار السلام في البلاد وإنه ينبغي على بريطانيا أن تلعب الدور المنوط بها لهزيمة «داعش»، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من «حرب شاملة» في حال لم تتحرك أوروبا في مواجهة النزاع في سورية والوضع في المنطقة.

وقال مصدر فرنسي لـ «الحياة» إن هولاند لم يثر مع بوتين «إمكان دمج قوات بشار الأسد بقوات الجيش الحر»، موضحاً: «خلال المحادثات يوم الجمعة لم يكن هناك أي موقف مشترك مع روسيا حول سورية، وأنه لم يتم التطرق إلى هذا الأمر (دمج الجيشين)، وأن الخلاف في الموقف بين الرئيسين حول سورية انتهى بقرار استمرار الحوار بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والفرنسي لوران فابيوس لمحاولة تجاوز الخلاف». وأعلنت الخارجية الروسية في بيان أن موسكو مستعدة «لإجراء اتصالات مع قادة هذه البنية (الجيش الحر) بهدف بحث إمكان مشاركتها في العمل لوضع عملية تسوية سياسية للأزمة السورية، عبر محادثات بين الحكومة والمعارضة الوطنية».

الى ذلك، اكد السفير الروسي لدى الرياض أوليغ أوزيروف، أن بلاده لا تخطط إطلاقاً لتنفيذ أي عمليات برية في سورية، لافتاً إلى أن موسكو منفتحة على التشاور مع كل الأطراف وأن هناك «توافقاً وتقارباً كبيرين في المواقف مع السعودية». وقال أوزيروف في حديث الى «الحياة»، إن أولوية بلاده هي القضاء على «داعش»، مشيراً إلى أن الآخرين لديهم الهدف ذاته، «لكن روسيا تفعل ذلك بطريقة أكثر فعالية. والضربات الروسية مؤثرة، وتؤدي إلى إضعاف قدرات التنظيم، وبالنسبة إلى سورية نحن نصرُّ على أن قرار أي بلد يجب أن يتم اتخاذه داخل هذا البلد، ويجب أن يكون قرار الشعب السوري بيده».

 

المعارضة السورية تسقط طائرة مروحية في حماة

بيروت – رويترز

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلين من المعارضة أسقطوا طائرة مروحية في محافظة حماة اليوم (الخميس)، فيما استمر الدعم الجوي الروسي للقوات الحكومية السورية التي تقاتل على الأرض.

وأضاف أن الطائرة أسقطت قرب قرية كفر نبودة في شمال حماة، ولم يتضح إذا كانت الطائرة سورية أم روسية.

 

النظام يبدأ هجوماً برياً بغطاء جوي روسي لفصل حماة عن إدلب

موسكو – رائد جبر ,باريس – رندة تقي الدين

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ضربات الطيران الروسي في سورية ستتكثف دعماً لهجوم بري يشنه الجيش النظامي السوري ضد «داعش» ذلك بعد أسبوع على القصف وضرب 112 هدفاً في سورية وانضم أسطول بحر قزوين وقيامه بتوجيه ضربات الى الأراضي السورية من مسافة 1500 كيلومتر، في وقت اندلعت معارك عنيفة بين القوات النظامية وموالين من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية في ريف حماة وسط البلاد.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «ارتفع إلى 37 على الأقل عدد الغارات التي استهدفت فيها الطائرات الحربية الروسية مناطق في ريفي حماة وإدلب، حيث استهدفت بلدات وقرى اللطامنة وكفرنبودة وكفرزيتا والصياد بريف حماة الشمالي بأكثر من 23 غارة استهدفت خلالها هذه الطائرات المناطق السابقة في كل غارة بصواريخ عدة، بينما نفذت الطائرات الروسية أكثر من 14 غارة على مناطق قرب بلدة البارة وفي مدينة خان شيخون وبلدات معرة حرمة والهبيط وقرب سراقب ومعرة النعمان ومنطقة بابيلا وقرب احسم وبلدة مرعيان بريف إدلب، وترافقت هذه الضربات الجوية التي استهدفت إحداها مقر فصيل مقاتل بريف إدلب من قوات النظام والمسلحين الموالين لها واشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة والإسلامية وتجمعات أخرى قرب بلدة لطمين وفي محيط منطقة الصياد ومناطق أخرى بريف حماة الشمالي، بالتزامن مع استهداف قوات النظام في شكل مكثف وعنيف لقرية الصياد ومناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المقاتلة والإسلامية، واستهداف مقاتلي الأخير آليات ودبابات ومدرعات قرب مورك وفي حواجز وتمركزات أخرى لقوات النظام بالريف الشمالي لحماة، ما أسفر عن تدمير وإعطاب 8 آليات وعربات ودبابات على الأقل، واستشهاد قيادي في فصيل إسلامي معلومات عن المزيد من الخسائر البشرية المؤكدة في صفوف الطرفين»، لافتاً الى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة ومجموعات أخرى من جهة اخرى في محيط بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي، بينما تعرضت مناطق في محيط مورك لقصف من قبل قوات النظام، كما استهدفت الفصائل الاسلامية والمقاتلة تمركزات لقوات النظام في بلدة كرناز بريف حماة الشمالي الغربي، وانباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينما استشهد طفل جراء قصف طائرات حربية روسية مناطق في بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، كذلك وردت معلومات عن استشهاد 4 مواطنين بينهم مواطنات واطفال جراء قصف طائرات روسية مناطق في اطراف بلدة باببيلا بريف معرة النعمان الشمالي، في حين سقطت قذائف عدة على مناطق في أطراف مدينة خان شيخون».

وكان بوتين قال خلال لقاء مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نقله التلفزيون الروسي: «ندرك مدى تعقيد عمليات من هذا النوع – ضد الارهابيين -. وبالتأكيد لا يزال من المبكر استخلاص نتائج لكن ما تم القيام به حتى الآن يستحق تقديراً جيداً»، فيما قال شويغو «منذ 30 أيلول (سبتمبر) وحتى الآن أصابت الضربات 112 هدفاً. وكثافة الضربات تتزايد». وتابع شويغو خلال تقديمه تقريراً عن تطور العملية العسكرية الروسية الى بوتين أن اربعة سفن هجومية تابعة لأسطول بحر قزوين أطلقت 26 صاروخاً مجنحاً من طراز «كاليبر» أصابت 11 هدفاً في مناطق سورية. وأكد أن «وسائل المراقبة الروسية سجلت تدمير جميع الأهداف من دون أن تؤدي الغارات إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين».

واعتبر بوتين إن «تنفيذ عمليات لقصف أهداف عبر مسافة نحو 1500 كلم باستخدام أسلحة عالية الدقة يدل على مستوى التأهيل الرفيع للعسكريين والاستعداد العالي لمؤسسات التصنيع العسكري»، معرباً عن «شكر للطيارين الروس المشاركين في العملية الجوية بسورية وللبحارة الذين نفذوا الضربات من بحر قزوين».

ويعد انخراط اسطول بحر قزوين اول توسيع ضخم للعمليات العسكرية الروسية منذ بدايتها مطلع الشهر، ومرت الصواريخ التي ضربت مواقع في سورية لم تحددها وزارة الدفاع في اجواء ايران والعراق. ونشرت الوزارة تصوير فيديو للحظة اطلاق الصواريخ ووزعته على وسائل الاعلام الروسية. وكان جنرال روسي اشار قبل ايام الى احتمال استخدام اسطول البحر الاسود لتطويق السواحل السورية في وقت لاحق.

الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن تنظيم «داعش» يبذل جهوداً لـ «نقل السلاح الى الاحياء السكنية في المدن السورية بعدما دب الذعر في صفوفه نتيجة الضربات الروسية الدقيقة». وأوضح المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف ان مسلحي التنظيم «ينشرون عادة المدرعات بالقرب من المساجد لمعرفتهم أن الطيران الروسي لن يضربها» وعرض لقطات فيديو قال ان طائرات روسية من دون طيار صورتها وتظهر اصطفاف مدرعات قرب مسجد في حي سكني من دون ان يوضح اين تم تصوير المقطع. وانتقد مجدداً «وسائل إعلام زعمت أن المقاتلات الروسية شنت ضربات على تدمر»، مؤكداً أن الطيران الروسي لا يستهدف مناطق سكنية، وخصوصاً التي توجد فيها آثار.

وفي السياق، حذر الناطق من احتمال «قيام إرهابيي داعش بأعمال استفزازية بينها تفجير مساجد في تدمر وبلدات أخرى لتلفيق صور وتسجيلات فيديو مفبركة بهدف اتهام المقاتلات الروسية بذلك». وأوردت وزارة الدفاع الروسية حصيلة عملياتها العسكرية في سورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وقالت ان المقاتلات الروسية قامت بـ20 طلعة ضد 12 موقعاً لتنظيم «داعش» منها غارة على معسكر في منطقة كفر عويد بريف إدلب قال المتحدث العسكري الروسي انه كان مركزاً لتدريب مسلحين أجانب، مضيفاً انه «تم اعتراض اتصالات لاسلكية في هذا المعسكر لمحادثات بلغات أجنبية عدة، ما يشير الى أنه كان يتم في هذه القاعدة تدريب مسلحي تنظيم «داعش» الأجانب.

وأضاف كوناشينكوف أن طائرتين هجوميتين قصفتا كذلك معسكراً ميدانياً في ريف إدلب «ما أسفر عن تدمير مبانٍ كان يستخدمها الإرهابيون لخزن مواد متفجرة واحتياطات مادية تقنية وغذائية». كما أشار الى قيام طائرات روسية بتدمير «مركزين قياديين لـ «داعش» قرب دير الزور باستخدام قنابل خارقة للخرسانة». وقال: «ان مقاتلات قصفت في ريف دمشق في الغوطة معملاً لصنع الذخائر تابعاً للتنظيم الإرهابي، وذلك باستخدام قنابل موجهة».

وفي ريف اللاذقية، تعرضت نقطة ارتكاز لـ «داعش» الى لقصف اسفر «عن تدمير تحصينات المسلحين بالكامل وانفجار قذائف ووقود أدى الى اندلاع حرائق في المكان».

وكان الجيش النظامي بدأ عملية برية واسعة في وسط البلاد بدعم من الطائرات الحربية الروسية، وفق ما أكد مصدر عسكري في دمشق لوكالة «فرانس برس». وقال المصدر: «بدأ الجيش السوري والقوات الرديفة له عملية برية على محور ريف حماة الشمالي (…) تحت غطاء ناري لسلاح الجو الروسي». وتزامن بدء هذه العملية مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء ان الطيران الروسي سيساند «في شكل فعال» الجيش السوري في عملياته البرية.

وبحسب المصدر العسكري السوري، يستهدف الهجوم البري «أطراف بلدة لطمين غرب مورك (حماة)، تمهيداً للتوجه نحو بلدة كفرزيتا» التي تتعرض منذ أيام لضربات روسية جوية. ويواجه الجيش السوري في تلك المنطقة وفق المصدر فصائل اسلامية مثل «صقور الغاب وتجمع العزة». وأكد مصدر عسكري في ريف حماة لوكالة «فرانس برس»: «إن الجيش السوري يعمل في عملياته الأخيرة على فصل ريف إدلب الجنوبي (شمال غرب) عن ريف حماة الشمالي».

وتسيطر فصائل «جيش الفتح» الذي يضم «جبهة النصرة» بالاضافة الى فصائل إسلامية أبرزها حركة «احرار الشام» على محافظة ادلب المجاورة لحماة. وحاولت هذه الفصائل خلال الأشهر الأخيرة التقدم من إدلب باتجاه حماة للسيطرة على مناطق تخولها استهداف معاقل النظام في محافظة اللاذقية (غرب) التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الاسد.

ويسعى الجيش النظامي، وفق المصدر، الى «تأمين طريق دمشق حلب الدولي» الذي يمر عبر حماة و «المغلق حالياً بسبب العمليات العسكرية».

 

تعاون بين جيشي النظام والمعارضة؟

وأعلنت مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي أن فرنسوا هولاند لم يقترح تحالفاً بين الجيش السوري النظامي و «الجيش السوري الحر» المعارض للرئيس بشار الأسد خلافاً لما أعلنه الرئيس الروسي، مشيرة الى انه ذكر فلاديمير بوتين «بضرورة وجود المعارضة السورية» في مفاوضات السلام.

وأوضحت المصادر ان «الرئيس تحدث عن ضرورة وجود المعارضة السورية في اي مفاوضات محتملة. والبقية ليست فكرة فرنسية».

وقال مصدر فرنسي لـ «الحياة» أن هولاند لم يثر مع بوتين «إمكانية دمج قوات بشار الأسد بقوات الجيش الحر»، موضحاً: «خلال المحادثات يوم الجمعة لم يكن هناك أي موقف مشترك مع روسيا حول سورية وأنه لم يتم التطرق إلى هذا الأمر (دمج الجيشين)، وأن الخلاف في الموقف بين الرئيسين حول سورية انتهى بقرار استمرار الحوار بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والفرنسي لوران فابيوس لمحاولة تجاوز الخلاف».

وكان بوتين أعلن أن هولاند عرض عليه فكرة «مثيرة للاهتمام» هي «توحيد جهود» القوات الحكومية و «الجيش السوري الحر» المعارض.

وبحسب بوتين، فإن هولاند عرض هذه الفكرة الجمعة خلال قمة حول أوكرانيا عقدت في باريس وضمت مركل والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو.

وأعلن الرئيس الفرنسي الجمعة انه بحث مع بوتين ضرورة السعي الى حل سياسي يخول «الحكومة والمعارضة تشكيل حكومة توافق». وكرر القول ان «مستقبل سورية يمر برحيل بشار الأسد».

وقال بشار الزعبي قائد «لواء جيش اليرموك» احد فصائل «الجيش الحر» من جهته، إنه من غير المنطقي اقتراح توحيد الجهود بين «الجيش الحر» ودمشق لقتال تنظيم «داعش». وأضاف: «قبل مشاركة الجيش السوري في قتال التنظيم المتشدد يجب اولاً محاسبة النظام السوري الذي جلب التنظيم الى البلاد». وذكر أن فكرة توحيد الجهود مع دمشق في هذا الصدد لم تطرح عليه قط.

 

السفير الروسي «متهكماً»: أميركا تقود ائتلافاً لمحاربة «داعش» يفوق التحالف ضد هتلر

{ الرياض – منصور الجبرتي

أكد السفير الروسي لدى الرياض أوليغ أوزيروف نية بلاده عدم خوض قتال على الأرض في سورية. وتهكم من ضربات التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة لضرب «داعش» في سورية والعراق، وقال: إن ذلك زاد التنظيم الإرهابي الدموي عدداً وقوة. وشدد على أن موسكو منفتحة على التشاور مع كل الأطراف، لافتاً إلى أن هناك «توافقاً وتقارباً كبيرين في المواقف مع السعودية». وقال: «90 في المئة من خلافاتنا مع السعودية وهمية». وقدر أوزيروف، في مقابلة أجرتها معه «الحياة»، عدد مواطنيه المنضوين تحت ألوية الفصائل المقاتلة في سورية بنحو ألفي عنصر. (للمزيد)

وأضاف أن هناك خمسة آلاف مقاتل من روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة المستقلة بين صفوف «داعش»، وقال: «سمعنا أن هناك نحو ألفي عنصر من روسيا، و3 آلاف من الجمهوريات. ويمكن أن يكون عددهم أقل أو أكثر، لكن في النهاية نحن لا نريد أن يعود هؤلاء إلى روسيا بعد تجربتهم في القتل والتدمير وقطع الرؤوس لينشروا الإرهاب في بلدنا». وأكد تحفظ بلاده على «الاعتداء على أية دولة من دون وجود قرار من مجلس الأمن الدولي»، مبرراً الوجود الروسي في سورية بأنه بناء على «دعوة من الشرعية»، في إشارة إلى نظام بشار الأسد. وشدد على أن القوات الروسية لا توجِّه ضربات إلى المدنيين.

وتهكم السفير الروسي على ضربات الائتلاف الذي تقوده أميركا على «داعش» في سورية والعراق، مؤكداً أنها «لم تؤدِ إلى إضعاف التنظيم، ولم تكن ذات فعالية»، مضيفاً: «إن عدد عناصر «داعش» في بداية انطلاقه كان في حدود ألف عنصر. ووصل عددهم اليوم إلى 50 ألفاً، وربما 100 ألف». ولفت إلى أن «التنظيم، بعد ضربات ائتلاف يتكون من 60 دولة، وهو أكبر من الائتلاف الذي تم تكوينه ضد هتلر، أصبح أكبر وأكثر قدرة».

وشكك أوزيروف في فعالية الحرب الأميركية على «داعش»، متسائلاً في ظل نتائج الضربات الأميركية في سورية: «لماذا كانت هذه الضربات فعالة عام 2003 عندما كانت ضد صدام حسين؟ وكانت فعالة كذلك ضد نظام العقيد معمر القذافي؟ بينما هي غير فعالة الآن في سورية»؟ وأبدى استغرابه من تعامل بعضهم مع روسيا على أنها «الاتحاد السوفياتي» السابق! وأبقى أوزيروف الباب مفتوحاً أمام الحلول السياسية في سورية، داعياً إلى أن يكون هناك «تفكير عميق في المراحل المقبلة، وأكد أن «من لا يريد العملية السياسية ويلجأ إلى الإرهاب فسنحاربه؛ لأن هذا خطر على أمننا، وخطر على الجميع، بمن فيهم السعودية والخليج».

 

أوروبا تجري أول عملية توزيع لاجئين غداً

بروكسيل، برلين، روما – أ ف ب، رويترز

أعلنت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي سيجري غداً الجمعة أول عملية توزيع للاجئين بين دوله في إطار برنامج «إعادة التوزيع» المثير للجدل، وذلك عبر نقل لاجئين أريتريين من إيطاليا إلى السويد. وقالت ناطقة باسم المفوضية: «ستكون هناك مهمة في إيطاليا الجمعة، بدايةً في روما حيث ستقلع طائرة من مطار روما شيامبينو صباحاً ناقلةً أوائل اللاجئين إلى السويد». وأوضحت أن المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ديمتريس افراموبولوس سيعقد مؤتمراً صحافياً مع وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو الفانو لشرح الأمر.

وتابعت أن زيارة ستجرى بعد ذلك إلى جزيرة لاميبدوزا الإيطالية حيث من المقرر إقامة مركز لتسجيل وفرز المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا بحلول نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وكانت السويد وافقت على استقبال 821 لاجئاً وصلوا منذ منتصف آب (أغسطس) الماضي، إلى إيطاليا و548 لاجئاً وصلوا إلى اليونان في إطار برنامج «إعادة توزيع» 40 ألف لاجئ سوري وعراقي وإريتري داخل الاتحاد الأوروبي تم الاتفاق عليه في 14 أيلول (سبتمبر) الماضي. وبعد أسبوع من ذلك، اتُفِق على توزيع 120 ألف لاجئ آخرين داخل الاتحاد الأوروبي وسط خلافات شديدة، إذ صوتت دول عدة في شرق أوروبا ضد هذا التوزيع.

واتفق الاتحاد الأوروبي مع تركيا على «خطة عمل مشتركة» تقضي بتعبئة أموال أوروبية واستقبال لاجئين يتدفقون إلى تركيا في أوروبا، مقابل فتح مراكز استقبال لطالبي اللجوء على الأراضي التركية.

وينتظر الأوروبيون من تركيا أن تفتح 6 «مراكز استقبال» للاجئين بتمويل من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي ترفضه الحكومة التركية حتى الآن. كما يطالبون بأن تسير أنقرة مزيداً من الدوريات وعمليات الإغاثة في عرض البحر قبالة سواحلها، وأن تسترد المهاجرين الاقتصاديين المبعدين من الاتحاد الأوروبي.

واعتبرت المفوضية الأوروبية التي نشرت نسخة غير نهائية من النص الذي تم التفاوض في شأنه مع أنقرة أن تطبيق خطة العمل هذه «سيسهم في تسريع عملية منح التأشيرات» للأتراك الراغبين في السفر إلى أوروبا.

ولم يصدر رد فعل من السلطات التركية، بينما أتى الإعلان بعد اتفاق مبدئي تم التوصل إليه بين قادة المؤسسات الأوروبية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين الماضي، أثناء زيارة الأخير إلى بروكسيل. وتشمل «خطة العمل» «سلسلة خطوات تعاون يجب القيام بها على عجل لضبط تدفق اللاجئين من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي».

ويخشى الأوروبيون الذين يواجهون أسوأ أزمة مهاجرين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وصول دفعات جديدة من اللاجئين بسبب تفاقم الأزمة السورية حيث يشن الطيران الروسي ضربات على مواقع المقاتلين المعارضين والجماعات الإرهابية دعماً للرئيس بشار الأسد.

وحذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أول من أمس، من «أن نصراً محتملاً لنظام الأسد هو أكثر ترجيحاً اليوم بسبب تدخل إيران وروسيا في سورية وذلك سينجم عنه موجة هجرة مقبلة». وشدد على أنه «وفق تقديرات الأتراك فإن 3 ملايين لاجئ إضافي قد يأتون من حلب وجوارها».

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رفض بقوة الأسبوع الماضي، إقامة مخيمات لاستقبال وتسجيل المهاجرين على الأراضي التركية بناءً على رغبة الاتحاد الأوروبي، معتبراً ذلك أمراً «غير مقبول» و»لاإنساني».

وكرر الاتحاد الأوروبي وعده بمنح «بليون يورو» خلال عامي 2015 و2016 لتركيا وبتوفير صندوق بقيمة 500 مليون يورو لصحة وتعليم اللاجئين السوريين.

وتعهد القادة الأوروبيون خصوصاً بـ»دعم» مشاريع «إعادة إسكان» من شأنها أن «تسمح للاجئين في تركيا بدخول الاتحاد الأوروبي في شكل منظم» ومن دون تعريض حياتهم للخطر على المراكب المتهالكة في بحر ايجه.

من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الألمانية أن 5 أشخاص أصيبوا بجروح خلال شجارات جديدة اندلعت بين 60 شخصاً من الأفغان والألبان في مخيم لطالبي اللجوء في هامبورغ في شمال ألمانيا.

 

روسيا وسعت عملياتها العسكرية صواريخ بحر قزوين تضرب “داعش

المصدر: (و ص ف، رويترز)

في عرض بارز للقوة، أعلنت موسكو أن سفنها الحربية اطلقت 26 صاروخاً مجنحاً من بحر قزوين على اهداف لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا قاطعة بذلك مسافة 1500 كيلومتر من فوق ايران والعراق. كما وفرت المقاتلات الروسية غطاء جوياً لهجوم بري واسع بدأه الجيش السوري ومقاتلون من “حزب الله” اللبناني في ريف حماه الشمالي.

 

وتزامن بدء الهجوم البري مع اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان العمليات الروسية المقبلة “ستكون متزامنة مع العمليات البرية للجيش السوري”، مضيفاً ان “سلاح الجو سيساند بشكل فعال هجوم الجيش السوري”.

وفي موقف لافت، أبدت موسكو استعدادها لاجراء اتصالات مع “الجيش السوري الحر” في اشارة الى الفصائل المصنفة بـ”معتدلة”، على رغم تكرار مسؤولين روس في الايام الاخيرة انهم ينتظرون شرحا من الدول الغربية لمفهوم “المعارضة المعتدلة”.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية انه “وفقا للموقف الذي عبر عنه الرئيس بوتين فان روسيا مستعدة للمساهمة في توحيد جهود الجيش السوري والجيش السوري الحر لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات ارهابية أخرى بما في ذلك التنسيق مع طلعات الطيران الروسي”. وابدت في بيان استعدادها لاجراء اتصالات مع “قادة هذه البنية للبحث في امكان مشاركتها في العمل لوضع عملية تسوية سياسية للازمة السورية، عبر محادثات بين الحكومة والمعارضة الوطنية”.

وفي سياق متصل، اعلن لواء “صقور الجبل”، وهو فصيل سوري مقاتل يتلقى دعماً أميركياً، ان غارات روسية دمرت الثلثاء مستودعات أسلحته الرئيسية في ريف حلب الغربي.

 

واشنطن

في غضون ذلك، أفادت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” ان طائرة واحدة على الاقل تابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش” اضطرت الى تغيير مسارها لدى تحليقها في الاجواء السورية كي تتجنب الاقتراب كثيرا من مقاتلة روسية.

وصرح الناطق باسم “البنتاغون” الكابتن البحري جيف ديفيس: “مرة واحدة على الاقل اضطررنا الى اتخاذ اجراء لتغيير مسار” احدى طائرات الائتلاف.

وبعد ساعات من تصريح ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية بأن وزارته “درست عن كثب الاقتراحات الاميركية في شأن تنسيق العمليات”، قال وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر: “لم نتفق على التعاون مع روسيا ما داموا مستمرين باستراتيجية خاطئة”، تتمثل “في ضرب اهداف لا تعود الى تنظيم الدولة الاسلامية”. وأضاف أن الولايات المتحدة لن تتعاون عسكريا مع روسيا في سوريا على رغم أنها تنوي مواصلة المناقشات الفنية الأساسية من أجل ضمان سلامة طياريها الذين يقصفون أهدافا لـ”داعش” في سوريا. ووصف استراتيجية موسكو بأنها “معيبة على نحو مأسوي”.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي ان “اكثر من 90 في المئة من غاراتهم (الروس) التي شهدناها لم تكن ضد تنظيم الدولة الاسلامية او ضد ارهابيين مرتبطين بالقاعدة. لقد كانت في قسمها الاكبر ضد مجموعات معارضة” للرئيس بشار الاسد.

وكشف السفير الأميركي لدى حلف شمال الأطلسي دوغلاس لوت إن تعزيز روسيا وجودها العسكري في سوريا يشمل زيادة الوجود البحري والصواريخ البعيدة المدى وكتيبة من القوات مدعومة بأحدث الدبابات الروسية. وقال قبل اجتماع لوزراء الدفاع لدول الحلف في بروكسيل: “هناك وجود بحري روسي كبير ومتنام في شرق البحر المتوسط وأكثر من 10 سفن الآن وهو ما يزيد قليلا عن المعتاد”.

 

تركيا

وأقلقت الغارات الروسية تركيا الجارة الشمالية لسوريا التي قالت إن مجالها الجوي تعرض لانتهاكات متكررة من مقاتلات روسية.

واستدعت أنقرة السفير الروسي لديها للمرة الثالثة خلال أربعة أيام بسبب تلك الانتهاكات التي قال حلف شمال الأطلسي إنها تبدو متعمدة و”خطيرة جداً”.

واعلنت تركيا أن أنظمة صواريخ موضوعة في سوريا تعرضت لطائراتها الثلثاء بينما كانت ثماني مقاتلات “ف – 16” تقوم بدوريات على الحدود السورية.

 

لندن: تقوّي “داعش”

وفي نيويورك (علي بردى) وصف المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ماثيو رايكروفت العمليات العسكرية الروسية بأنها “تصعيد جوهري للأزمة” السورية المتواصلة منذ زهاء أربع سنوات ونصف سنة.

وهو كان يتحدث الى مجموعة من الصحافيين، فقال إن المسؤولين الروس “يقولون إنهم يهاجمون (الدولة الإسلامية) داعش، ولكن إذا نظرتم الى الخريطة يمكن أن تروا أن الأكثرية الساحقة من غاراتهم ضد ما نعتبره معارضة معتدلة للأسد”. وأضاف أن هؤلاء المعارضين “نحتاج اليهم كي يكونوا جزءاً من مستقبل سوريا. ونعتقد أن هذه الغارات ليست ضد داعش، بل هي تقوي داعش، من خلال تقوية الأسد وإرغام الكثيرين من السكان السنّة في سوريا على حمل السلاح مع داعش”.

 

السفن الروسية قصفت من بحر قزوين “داعش” و”النصرة” في سوريا النظام بدأ عملية برية في حماه وهولاند حذّر من نشوب “حرب شاملة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، روسيا اليوم)

قصفت سفن حربية روسية من بحر قزوين مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا، بينما بدأت القوات السورية النظامية هجوماً برياً تحت غطاء جوي روسي في ريف حماه الشمالي. ورفضت واشنطن اجراء تنسيق عسكري مع موسكو في شأن العمليات العسكرية الجارية في سوريا.

كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لدى لقائه الرئيس فلاديمير بوتين أمس، أن سفنا روسية قصفت مواقع “داعش” في سوريا من بحر قزوين، اذ أطلقت تلك السفن 26 صاروخاً عالي الدقة قطعت مسافة 1500 كيلومتر. وأوضح أن أربع سفن صاروخية أطلقت 26 صاروخاً مجنحاً من طراز “كاليبر” أصابت 11 هدفاً في سوريا بنجاح. وأضاف أن وسائل المراقبة الروسية سجلت تدمير جميع الأهداف من غير أن يوقع القصف ضحايا في صفوف المدنيين.

أما بوتين، فرأى “أن تنفيذ عمليات الرماية هذه عبر مسافة نحو 1500 كيلومتر باستخدام أسلحة عالية الدقة ونجاح جميع الغارات، يدل على مستوى التأهيل الرفيع للعسكريين والاستعداد العالي لمؤسسات التصنيع العسكري”. وأعرب عن “شكره للطيارين الروس المشاركين في العملية الجوية بسوريا وللبحارة الذين نفذوا الضربات من بحر قزوين”. وقال إن من السابق لأوانه الحديث عن نتائج العمليات الروسية في سوريا وأصدر توجيهات الى شويغو بمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية وإيران والعراق في موضوع سوريا. وأعلن ان العمليات العسكرية الروسية المقبلة في سوريا “ستكون متزامنة مع العمليات البرية للجيش السوري كما ان سلاح الجو سيساند بشكل فعال هجوم الجيش السوري”.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية في حسابها بموقع “يوتيوب” شريط فيديو للضربات المكثفة التي شنتها سفن بحر قزوين على مواقع بسوريا، مشيرة الى أنه استخدمت فيها منظومة “كاليبر إن كا”. وشددت على ان نسبة الخطأ في الإصابات خلال الغارات لم تتجاوز ثلاثة أمتار. وقالت إن الضربات استهدفت منشآت من البنية التحتية التابعة لـ”داعش” في الأراضي السورية، بما في ذلك ورش لتصنيع القذائف والعبوات الناسفة ومراكز قيادة ومخازن للذخيرة ومخازن أسلحة ووقود وقواعد تدريب.

وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن المواقع التي أصابتها الصواريخ الروسية تقع في ريف الرقة وإدلب وحلب. واعتبرت أن الغارات الروسية تساهم في تقييد قدرات الإرهابيين على التحرك ومنعهم من تدبير هجمات إرهابية دموية.

وأبرز رئيس مديرية العمليات العامة في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي الجنرال أندريه كارتوبولوف، أن مسار الصواريخ التي أطلقتها سفن أسطول بحر قزوين الروسي نحو أهداف في سوريا مرت فوق مناطق غير مأهولة، بغية ضمان أمن السكان المدني، وأن توقيت مرور الصواريخ ومساراتها نسقت مع شركاء روسيا. وقال إن “البحارة الروس لدى توجيه الضربات اعتمدوا على معلومات استطلاعية جمعتها الاستخبارات الروسية في أراضي سوريا، إذ كشفت عن مواقع مهمة يستخدمها إرهابيون واعتبرت تدميرها مهمة عاجلة. لذلك قررت القيادة العسكرية استخدام صواريخ مجنحة بعيدة المدى لإصابة تلك الأهداف”.

ونقلت وكالة “أنترفاكس” الروسية المستقلة للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية أن الصواريخ استهدفت مواقع لـ”داعش” و”جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة”.

 

هولاند يحذر

في غضون ذلك، صرّح بوتين بأن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند طرح فكرة تشكيل جبهة موحدة بين القوات الحكومية السورية وقوات “الجيش السوري الحر” لمحاربة “الدولة الاسلامية”. لكن مصدراً مقرباً من هولاند نفى ذلك، قائلاً إن انضمام مقاتلين معتدلين من “الجيش السوري الحر” إلى قوات الحكومة السورية لقتال “داعش” ليست فكرة فرنسية. وان “الرئيس تحدث عن ضرورة وجود المعارضة السورية الى طاولة المفاوضات. الباقي ليس فكرة فرنسية”.

وفي خطاب امام البرلمان الاوروبي، حذر هولاند من “حرب شاملة” اذا لم تتحرك أوروبا في مواجهة النزاع في سوريا والوضع في المنطقة، وقال : “اذا سمحنا باستمرار تفاقم المواجهات بين السنة والشيعة، لا تظنوا اننا سنكون بمنأى، ستكون هناك حرب شاملة”. وأضاف: “يجب ان نبني في سوريا مع كل الذين يمكنهم المساهمة، مستقبلاً سياسياً يعطي الشعب السوري بديلاً غير بشار الاسد أو داعش”.

 

عملية برية

ومستفيداً من الغطاء الجوي الروسي، بدأ الجيش السوري النظامي عملية برية واسعة في حماه. وقال مصدر عسكري سوري :”بدأ الجيش السوري والقوات الرديفة عملية برية على محور ريف حماه الشمالي… تحت غطاء ناري لسلاح الجو الروسي”.

وأفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، ان “طائرات حربية روسية نفذت منذ ليل الاربعاء – الخميس حتى الان 23 غارة على الاقل على ريف حماه الشمالي، الى 14 غارة استهدفت محافظة ادلب”.

ووصف المرصد الغارات الروسية في الساعات الاخيرة بانها “اكثر كثافة من المعتاد”، لافتاً الى انها “المرة الاولى تترافق مع اشتباكات ميدانية بين قوات النظام والفصائل المقاتلة”.

وتحدث عن مقتل “مواطنتين وطفلة الاربعاء في غارات لطائرات يعتقد انها روسية في بلدة دارة عزة في ريف حلب الشمالي الغربي”، بينما تحدث التلفزيون السوري الرسمي عن “ضربات دقيقة على أوكار تنظيم داعش في مناطق عدة من حلب وريفها”.

وشرح المصدر العسكري السوري ان الهجوم البري يستهدف “اطراف بلدة لطمين غرب مورك، تمهيدا للتوجه نحو بلدة كفرزيتا” التي تتعرض منذ ايام لغارات جوية روسية.

ويواجه الجيش السوري في تلك المنطقة “جبهة النصرة”، الى فصائل أخرى مقاتلة بعضها اسلامية كـ”صقور الغاب” و”تجمع العزة”. وقال مصدر عسكري في ريف حماه “إن الجيش السوري يعمل في عملياته الاخيرة على فصل ريف إدلب الجنوبي عن ريف حماه الشمالي”.

ويسيطر “جيش الفتح” المكون من فصائل اسلامية عدة بينها “جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام” على محافظة ادلب. وتنتشر هذه الفصائل الاسلامية الى مجموعات أخرى مقاتلة في مناطق عدة بريف حماه الشمالي.

وحاولت هذه الفصائل خلال الاشهر الاخيرة التقدم من ادلب في اتجاه حماه للسيطرة على مناطق تخولها استهداف معاقل النظام في محافظة اللاذقية التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الاسد.

أما الجيش، فيسعى، استناداً الى المصدر العسكري، الى “تأمين طريق دمشق – حلب الدولي” الذي يمر عبر حماه و”المغلق حاليا بسبب العمليات العسكرية”.

 

داود أوغلو

وفي انقرة، صرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بان “اثنتين فقط من الغارات الروسية الـ57 استهدفتا داعش”، وأن الغارات الاخرى وجهت الى الفصائل المعارضة الاخرى التي تدعمها تركيا والولايات المتحدة. وأوضح ان هذه الارقام صادرة عن الاستخبارات العسكرية التركية. وقال: “اذا اضعفت المعارضة السورية فان هذا سيعزز داعش… اذا كان ينبغي خوض معركة ضد داعش، فدعونا نخوضها معا”.

وعن التوتر القائم حاليا بين تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي وروسيا، قال داود أوغلو: “لن نقدم أي تنازلات في ما يتعلق بأمن حدودنا ومجالنا الجوي”. لكنه حرص على التأكيد ان بلاده “لا تريد توتراً مع روسيا” التي تربطها بها علاقات تجارية وثيقة، مشيراً في الوقت نفسه الى ان “المجال الجوي التركي هو بطبيعة الحال المجال الجوي لحلف شمال الاطلسي ايضا”.

 

اردوغان يُذكّر موسكو بمصالحها النووية مع أنقرة

الناتو” سيدافع عن تركيا ضدّ أي تهديد

تطوّر التوتّر الديبلوماسي بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وموسكو إلى مرحلة التهديد بإرسال قوات “أطلسية” للدفاع عن أنقرة ضدّ التهديدات القائمة على حدودها الجنوبية، في إشارة إلى الانتهاك الروسي للمجال الجوي التركي.

كما ذكّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موسكو بمصالحها التجارية الهامّة مع أنقرة في مجال الطاقة النووية والغاز الطبيعي و”يجدُر بها ألا تخسرها” من أجل سوريا في وقت تشهد العلاقات توتراً بين البلدين على خلفية النزاع في سوريا.

وفيما يهيمن النزاع في سوريا على اجتماع وزراء دفاع “حلف شمال الأطلسي” اليوم، ندّد الأمين العام لـ”حلف شمال الأطلسي” ينس شتولتنبرغ بالتصعيد “المقلق” للنشاط العسكري الروسي في سوريا.

وقال شتولتنبرغ للصحافيين لدى وصوله للمشاركة في اجتماع لوزراء الدفاع الـ28 لـ”الحلف الأطلسي” في بروكسل: “لاحظنا في سوريا تصعيداً مقلقاً للنشاطات العسكرية الروسية”، مضيفاً: “سنعمل على تقييم آخر التطوّرات وانعكاساتها على امن الحلف”.

وأضاف: “شهدنا ضربات جوية وإطلاق صواريخ وعمليات اختراق للمجال الجوي التركي وكل ذلك يدعو بالطبع الى القلق. عبرنا عن هذا القلق ونبقى على اتصال وثيق مع السلطات الروسية”، مؤكداً وجود “حاجة أكبر من أي وقت مضى الى مبادرات لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا”.

ورداً على سؤال عما إذا كان “الناتو” مستعداً لدرس امكانية توسيع مهمته، على ضوء القصف الصاروخي الروسي الأخير، قال شتولتنبرغ إن “الحلف الاطلسي قادر وجاهز للدفاع عن جميع حلفائه بمن فيهم تركيا ضدّ أي التهديدات”.

وأكد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، بدوره، أنه على روسيا استخدام نفوذها لمنع النظام السوري من قصف المدنيين، معتبراً أن التدخل العسكري الروسي جعل الحرب “أكثر خطورة”.

وقال فالون، لدى وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء الدفاع في دول “حلف شمال الأطلسي”، إن بريطانيا سترسل عدداً قليلاً من الجنود إلى الحدود الشرقية للحلف لردع أي عدوان روسي محتمل هناك.

إلى ذلك، دعا اردوغان موسكو إلى المزيد من الاحتراس في تصرّفاتها، كي لا تخسر مصالحها مع أنقرة.

ورداً على سؤال عما إذا كان التوتّر الحالي سينعكس على مشروع إقامة محطة اكويو (في ولاية مرسين)، قال اردوغان: “إن لم يقم الروس ببناء المحطة، سيأتي آخرون لبنائها”.

وتُنفّذ روسيا مشروعاً بقيمة 19 مليار يورو (21 مليار دولار) لبناء المحطة، على أن تبدأ الخدمة في العام 2020.

ونقلت صحيفة “حرييت” عنه قوله إن الروس “سبق أن استثمروا ثلاثة مليارات دولارات في المشروع. وانطلاقاً من هنا يجدر بروسيا التصرّف بمزيد من الاحتراس”.

كما تُسيطر روسيا إلى حد بعيد على إمدادات الغاز الطبيعي لتركيا وتؤمن لها أكثر من 50 في المئة من حاجاتها.

وقال اردوغان بهذا الصدد: “نحن المستهلك الأول للغاز الطبيعي الروسي وخسارة تركيا ستُشكّل خسارة فادحة لروسيا”، موضحاً أنه في حال قطعت روسيا الإمدادات عن أنقرة فسوف يتوجّه غلى موردين آخرين.

وأضاف: “نستغرب أن تتصرّف روسيا بطريقة يُمكن أن تؤدي إلى خسارة” مصالح اقتصادية في تركيا.

وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنه لم يتمّ اتخاذ أي قرار للمضي قدماً في إقامة منطقة حظر جوي في سوريا، وذلك في أعقاب تقارير بأن وزير الخارجية جون كيري أثار احتمال إقامة مثل هذه المنطقة لحماية المدنيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن الإدارة تواصل بحث أفضل السبل لملاحقة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” في سوريا، مشيراً إلى أنه “حتى الان لا يوجد أي قرار للمضي قدماً في إقامة منطقة حظر جوي.”

ونقلت شبكة “سي ان ان” الأميركية عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية قولهم، إن كيري أثار احتمال إقامة منطقة حظر جوي في سوريا على امتداد الحدود الشمالية، مع حديث أولي عن إقامة منطقة أخرى قرب الحدود الجنوبية مع الأردن.

وأشارت “سي ان ان” إلى أن الفكرة طرحت خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الخميس الماضي، على الرغم من اعتراض الرئيس الأميركي باراك أوباما عليها، معتبراً أن السبيل لحلّ أزمة سوريا هو إجراء انتقال سياسي يتنحى بموجبه الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

(“موقع السفير”، “سانا”، ا ب، ا ف ب، رويترز)

 

أول اختبار ميداني في ريف حماه.. بغطاء جوّي روسي

رسائل صاروخية من قزوين إلى المتوسط

محمد بلوط

عشر سفن ومدمرات روسية قبالة السواحل السورية. الأسطول الروسي الأكبر منذ عقدين يحتشد لنقل الحرب الصاروخية، من قزوين إلى البحر المتوسط.

الرسائل الروسية «الصاروخية» العابرة للقارات، والتي انطلقت من أربع سفن روسية على الساحل الشرقي لبحر قزوين، أضافت إلى العاصفة الروسية التي تهب على المشرق العربي، بعداً قارياً وحدودياً روسياً مباشراً.

وتقول مصادر روسية إن الصواريخ الستة والعشرين، التي عبرت 1500 كيلومتر، وأجواء إيران والعراق، قبل تدمير 11 هدفاً لتنظيم «داعش» في الشرق السوري، هي الوجبة الأولى من سلسلة وجبات أخرى، يعتزم الروس استخدامها كلما دعت الضرورات التكتيكية إليها، لضرب أهداف معقدة ومحصنة في منطقة الرقة وحلب وادلب.

وكان تنظيم «داعش» والمجموعات المسلحة قد أعادوا، إثر الموجة الأولى «لعاصفة السوخوي»، نشر قواتهم ومخازن أسلحتهم وذخائرهم، استعداداً لحرب طويلة. وتنضم الصواريخ الروسية العابرة للقارات إلى الحرب على الإرهاب في سوريا، من بوابة توزيع الرسائل والتحذيرات، التي لم تتوقف منذ الإعلان عن الانخراط الروسي في سوريا، باتجاه تركيا والسعودية والولايات المتحدة، والقوى الإقليمية المتورطة في الحرب على سوريا، ومن بوابة الطمأنة، باتجاه الحلفاء.

إذ لا مبرر تكتيكياً لاستخدام هذه الصواريخ «الجوالة» التي تطير على ارتفاع منخفض، متبعة تضاريس الأرض التي تحلق فوقها، بسبب كلفتها العالية بالمقارنة مع ضربات القاذفات المقاتلة من «السوخوي 24 و25»، التي تصطف على مسافة أقرب إلى الرقة، من بحر قزوين، على مدرج مطار حميميم. وكان بوسع الروس ضرب الأهداف نفسها في الرقة وحلب وادلب بصواريخ طائراتهم الموجهة بالليزر، والتي تتمتع بدقة أكبر في إصابة أهدافها.

ويعكس اختيار الصواريخ البعيدة المدى على «السوخوي» لضرب هذه الأهداف، قراراً روسياً بمواصلة استعراض الإرادة الروسية بحشد كل الإمكانيات في المعركة، وتوجيه رسائل تندرج في إطار عملية تحييد القوى الإقليمية، وشد عصب الأصدقاء أكثر مما تندرج في إطار عمليات تكتيكية. وتحمل صواريخ قزوين رسالة إلى الأتراك مع احتدام النقاش، واحتجاج أنقرة على الاختراق المتكرر لـ «السوخوي» الروسية، المقصود، لأجواء الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي، ومفادها أن الروس سيواصلون غاراتهم من دون توقف لتحقيق أهدافهم بتدمير البنى التحتية للتجمعات التي تموّلها وتسلحها تركيا والولايات المتحدة، وأن تقريب تجمعات المعارضة من المعابر والحدود التركية – الأطلسية لم يثنِ «السوخوي» عن ضرب أهدافها.

وتحمل الحرب من مياه قزوين على «داعش» في الرقة السورية رسالة إلى الداخل الروسي. إذ يحوّلها إطلاق الصواريخ من المياه الإقليمية الروسية، ومن بوارج البحرية أحد أكثر أسلحة الجيش الروسي رمزية، إلى حرب «وطنية» يشنها الروس من أرضهم وبحرهم مباشرة ضد «الجماعات الإرهابية» في سوريا.

ويقول ديبلوماسي غربي، التقى مسؤولاً أمنياً روسياً كبيراً أمس، إن العمليات الروسية ستتصاعد وتيرتها وتستمر خلال الشهرين المقبلين من دون توقف، مع إقفال كل المسارات السياسية، والتفرغ لإجراء تعديلات جوهرية، على ميزان القوى في سوريا. ويقول المسؤول الروسي إن معادلة توزيع السيطرة التي فرضها الأتراك والسعوديون قد انتهت، وان الجيش السوري سيحشد أكثر من 120 ألف مقاتل في أربع فرق من الجيش، في عمليات تتركز على استعادة مدن وبلدات في جبهات حمص وحلب وحماه وادلب، وتأمين الطرق الإستراتيجية بينها، وصيانة ممرات إمداد الجيش.

ويتوقع الروس أن يسيطر الجيش السوري وحلفاؤه على مناطق جديدة خلال الشهرين المقبلين، بعد اختبار التنسيق بين البر السوري والجو الروسي في العمليات التي بدأت على نطاق «اختباري» في ريف حماه الشمالي. إذ شن الجيش السوري في هذه المنطقة، هجومه البري الأول بتغطية جوية روسية كثيفة، واستطاع استرجاع 70 كيلومتراً على محور مورك، و20 كيلومتراً على محور قلعة المضيق في اليوم الأول من المعارك. وتتجه قواته شمالا نحو تلتي الصياد والهواش، التي ستمكنه السيطرة عليهما من نشر نيرانه على كامل الريف الجنوبي لإدلب، ودعم الجناح الشرقي لقواته في سهل الغاب، وتسهيل عملية محتملة نحو جسر الشغور.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، أن ضربات الطيران الروسي في سوريا ستتكثف دعماً لهجوم بري يشنه الجيش السوري ضد «داعش»، وذلك بعد أسبوع على القصف وضرب 112 هدفاً.

وقال بوتين «ندرك مدى تعقيد عمليات من هذا النوع ضد الإرهابيين. وبالتأكيد لا يزال من المبكر استخلاص نتائج لكن ما تم القيام به حتى الآن يستحق تقديرا جيدا»، مشيرا إلى أن الجهود الروسية «سيتم تنسيقها مع تحركات الجيش السوري على الأرض، وتحركات قواتنا الجوية ستدعم بفعالية هجوم الجيش السوري».

ويستغل الروس غياب أي رد فعل منظم ومنسق من القوى المعادية لهم في سوريا، وإحجامها حتى الآن، على مجرد تنظيم اجتماع واحد، للنظر في توحيد المواقف والتكتيكات، وإصابتها بالارتباك والضعف. واختار الروس لحظة مؤاتية إقليمياً ودولياً للدخول إلى الميدان السوري، مع انزلاق السعودية في حربها اليمنية من دون أفق واضح، وانشغالها بصنعاء وعدن، بعيدا عن دمشق. كما ينشغل الأتراك بحربهم المستجدة ضد «حزب العمال الكردستاني»، وانتخابات تشريعية مبكرة، لا تلوح منها، كما تقول استطلاعات الرأي، أي بارقة أمل لفريق الرئيس رجب جب طيب أردوغان، بالعودة وحيدا إلى حكم أنقرة، والتفرغ للملف السوري. وتتجه الإدارة الأميركية إلى تقاسم جزء من أهداف الحملة الروسية ضد «داعش» في سوريا، فيما لا تبدي اعتراضاً جدياً على انخراط روسيا في الحرب السورية، التي تأمل منها في المقابل استنزافاً جديداً لموسكو بعد جبهة أوكرانيا.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، في روما، ان واشنطن لا تتعاون مع موسكو بخصوص الضربات الجوية. وقال «لقد قلت سابقا إننا نعتقد أن روسيا تعتمد الإستراتيجية الخاطئة. إنهم يواصلون ضرب أهداف ليست لتنظيم الدولة الإسلامية. نعتبر ذلك خطأً جوهرياً». وأضاف «رغم ما يقوله الروس، لم نتفق على التعاون مع روسيا ما داموا مستمرين بإستراتيجية خاطئة وبضرب هذه الأهداف».

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف ديفيس أن طائرة حربية تابعة للتحالف اضطرت لتغيير مسارها مرة واحدة على الأقل في الأيام الستة الأخيرة لتجنب مواجهة عن قرب مع طائرات روسية.

ويقول المسؤول الروسي إن احتمال أن تقوم القوى الإقليمية، التي تقف وراء المعارضة، بتزويد جماعاتها بصواريخ مضادة للطائرات أمر وارد، وهو ما تعكسه التهديدات بتحويل سوريا إلى أفغانستان جديدة. وكانت الاستخبارات الأميركية قد عمدت إلى تزويد «الجهاديين» الأفغان والعرب بصواريخ «ستينغر» المضادة للطائرات، خلال الحرب التي قادتها وموّلتها السعودية والولايات المتحدة وباكستان، ضد الجيش الأحمر السوفياتي في الثمانينيات، وأمضت أعواماً طويلة تحاول استرداد ما تبقى منها في أيديهم وشراءها من قادتهم، خوفاً من سقوطها بيد «القاعدة»، والجماعات التي أفلتت من سيطرة الاستخبارات السعودية والأميركية.

وبحسب المسؤول الروسي، سيعتبر الروس أي عمل كهذا إعلان حرب على القوة الروسية في سوريا، وستكون أي منطقة أو جماعة مزودة بصواريخ مضادة للطائرات هدفا لعملياتنا، التي لن تتوقف على بحر قزوين، بعد احتشاد الأسطول الروسي المتواصل في الأبيض المتوسط.

السفير 2015

 

روسيا تدعم قوات الأسد في هجوم بري كبير على المعارضة

سفن حربية أطلقت 26 صاروخا عابرا على أهداف في سوريا

عواصم ـ وكالات: نفذت روسيا وسوريا، أمس الأربعاء، ما بدت أنها أولى هجمات منسقة على نطاق كبير ضد مقاتلين سوريين معارضين. وقالت موسكو إن سفنها الحربية استهدفتهم بإطلاق 26 صاروخا من بحر قزوين في إشارة للمدى الذي وصلت إليه عملياتها العسكرية.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الهجوم المنسق ضرب بلدات قريبة من الطريق السريع الرابط بين الشمال والجنوب والذي يمر عبر مدن كبرى في أراض تسيطر عليها الحكومة بدرجة كبيرة في غرب سوريا.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا ويستقي معلوماته من شبكة مصادر داخل البلاد إن هجمات برية باستخدام صواريخ سطح – سطح استهدفت أربعة مواقع على الأقل لمقاتلي المعارضة في المنطقة ووقعت اشتباكات عنيفة على الأرض.

وقال عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن روسيا بدت ملتزمة بالدعم الجوي. وجاء الهجوم بعد تقرير الأسبوع الماضي أفاد أن حلفاء الاسد بمن فيهم الإيرانيون يعدون لاستعادة أراض خسرتها الحكومة أمام المعارضة في تقدم سريع هذا العام.

وأضاف عبد الرحمن أنه لا توجد معلومات بعد عن تقدم القوات الحكومية على الأرض، لكن الضربات الجوية أصابت مركبات وقواعد للمقاتلين. وقال مصدر إقليمي مطلع على الوضع في سوريا إن قوات تشمل مقاتلين من حزب الله تشارك في الهجوم البري على أربع مناطق يسيطر عليها المقاتلون.

وقال المرصد إن الضربات الروسية استهدفت بلدات كفر زيتا وكفر نبودة والصياد وبلدة اللطامنة في محافظة حماة وبلدتي خان شيخون والهبيط في إدلب.

ويسيطر تحالف من الجماعات المقاتلة يضم «جبهة النصرة» وجماعات إسلامية أخرى على معظم محافظة إدلب.

وأبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو الرئيس فلاديمير بوتين خلال اجتماع بثه التلفزيون بأن أربع سفن حربية روسيا في بحر قزوين أطلقت 26 صاروخا على «الدولة الإسلامية» في سوريا في وقت سابق أمس.

ولا بد وأن هذه الصواريخ قد مرت فوق إيران والعراق لتصل لأهدافها لتغطي ما قال شويجو إنها مسافة تبلغ 1500 كيلومتر، في أحدث استعراض للقوة العسكرية الروسية، في وقت تردت فيه العلاقات بين موسكو والغرب إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب الصراع في أوكرانيا.

إلى ذلك أعلنت مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي، أمس الأربعاء، أن فرنسوا اولاند لم يقترح تحالفا بين جيش الرئيس السوري بشار الأسد و»الجيش السوري الحر» المعارض، خلافا لما أعلنه الرئيس الروسي، مشيرة الى أنه ذكر فلاديمير بوتين «بضرورة وجود المعارضة السورية» في مفاوضات السلام.

وأوضحت المصادر أن «الرئيس تحدث عن ضرورة وجود المعارضة السورية في أي مفاوضات محتملة. والبقية ليست فكرة فرنسية».

من جانبه قال قائد سوري معارض كبير، أمس الأربعاء، إن من غير المنطقي اقتراح توحيد الجهود بين «الجيش السوري الحر» ودمشق لقتال «تنظيم الدولة» بعد أن صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن نظيره الفرنسي فرنسوا أولاند طرح الفكرة.

وقال بشار الزعبي الذي يقود جماعة تقاتل تحت لواء «الجيش السوري الحر» في جنوب سوريا إنه قبل مشاركة الجيش السوري في قتال التنظيم المتشدد يجب أولا محاسبة النظام السوري الذي جلب التنظيم إلى البلاد. وذكر أن فكرة توحيد الجهود مع دمشق في هذا الصدد لم تطرح عليه قط.

 

أنماط الدعاية لدى «الخلافة» تركز على الحرب والمظلومية والولاء و«اليوتوبيا»

قلق من أزمة المهاجرين… مؤامرة أوروبية وخشية من هجرة الكفاءات الطبية

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: أظهرت دراسة لمركز متخصص في مكافحة التشدد في بريطانيا أن «تنظيم الدولة» تحول في دعايته من تمجيد العنف والقتل للتركيز على ما يقول مركز «قويليام» في لندن بناء الدولة ولإثبات أن مشروع الدولة يمثل أمة «حقيقية» وليس تنظيما يؤجج العنف ويدعو إليه.

ويرى مركز «قويليام» أن التنظيم يحاول تسويق نفسه كدولة قابلة للحياة وعابرة للقارات.

وقامت دراسة المركز على رصد لإعلانات ودعاية التنظيم ومنشوراته وتصريحات قادته والتي أصدرها القسم الإعلامي فيما يطلق عليها «الدولة الإسلامية» ووجد أنها تركز على الأمور المدنية المتعلقة بالمناطق الواقعة تحت حكم التنظيم.

وأصدر القسم الإعلامي حوالي 900 مادة إعلامية: تقارير وفتاوى وبرامج إذاعية وفيديو تركز على الخدمات العامة والنشاطات الدينين والاقتصادية.

وجاء في التقرير أن «النشاط الاقتصادي والمناسبات الاجتماعية والحياة البرية والقوانين والحياة الدينية المتقشفة التي يبنى عليها أساس التنظيم وجاذبيته للمدنيين».

وبناء على هذا يقوم التنظيم بجذب المتعاطفين له بناء على رسالته الأيديولوجية والسياسية.

 

استراتيجية الدعاية

 

ونقلت صحيفة «إندبندنت» عن تشارلي وينتر الباحث البارز في المركز ومؤلف التقرير «ما أثار دهشتي هو حجم المواد الإعلامية والتي يصل مجموعها 40 في اليوم تقريبا، وهي تقدم صورة على أنها «الدولة الإسلامية» أرض الخير، هذا هو الذكاء الذي يقف وراء دعاية التنظيم، وهو تفكير استراتيجي».

ويضيف أن التنظيم يحتاج لجهود كبيرة كي يخلق صورة طبيعية عن الحياة في داخل حدود الدولة الإسلامية. وهي محاولة للحصول على الدعم في الداخل».

ويرى أهمية لفهم ما يقوم «تنظيم الدولة» بعمله حتى يتمكن الغرب من مواجهة استراتيجيته. وجاء في التقرير وعنوانه «الخلافة الافتراضية: فهم استراتيجية تنظيم الدولة الدعائية» أن الجهاديين يعتمدون على الدعاية لخدمة أغراض عدة فاستخدام العنف يهدف لتخويف المعارضة في الداخل وإرضاء نزعات المتعاطفين مع التنظيم في الخارج، بالإضافة لجذب الآلاف من المتطوعين الأجانب.

وكما تهدف الدعاية لنشر نمط شامل أو ماركة للحياة لجذب المتطوعين إليه ويعرض عليهم بديلا جميلا يوائم خيالهم ويعطيهم الفرصة للتحلل من حاضرهم والدخول في مستقبل أفضل.

وتحتوي الماركة هذه على ستة عناصر: الوحشية والرحمة وحس الضحية والحرب والانتماء لمجتمع مثالي/يوتوبي والعلاقة الأخوية.

وفي الوقت الذي يسهل ممارسة وصناعة الوحشية والعنف فالعامل المثالي هو الأكثر جاذبية للمتطوعين الجدد ويجب فهم مكونات هذا العالم من أجل تحديه.

ووجد التقرير أن التنظيم من خلال اعتماده على مصادر للدعاية مختلفة فقد حصن نفسه من الرقابة التي تمارسها الحكومات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وساعده على تحقيق أهدافه الدعائية أن معظم الناشطين الذين يقومون بنشر مواده هم صحافيون مواطنون أخذوا على عاتقهم الترويج للمواد الدعائية التي ينتجها التنظيم، وهم بهذه الحالة لا يتلقون مقابلا ماليا لجهودهم إلا الثناء والإطراء من أفراد التنظيم الآخرين.

وبالإضافة لغمر المجال الافتراضي بالمواد التي تمجد التنظيم والجهاد لحد التخمة يعتمد التنظيم على «لوبي جهادي» يقوم أفراده بإصدار مواد غير رسمية، ولكنها تعبر عن رؤية التنظيم وسياسته، وبهذه الطريقة يستطيع إدارة مسارات الحملة الإعلامية عن بعد ومن دون أن تكون له صلة مباشرة فيها.

ومن هنا تتميز دعاية «تنظيم الدولة» بالتنوع فهي لا تستهدف بالضرورة جماعة معينة يحاول إقناعها للانضمام إليه، بل تشمل المادة الدعائية على مواد تهدف لتقديم رؤية الجهاديين للعالم الخارجي وإقناع المترددين وفي بعض الأحيان خلق حالة استقطاب داخل الرأي العام العالمي.

ويشير التقرير إلى أن عملية التجنيد للتنظيم لا تعني الانخراط والالتزام فهي مرحلة أولى من مراحل عدة، فالشخص الذي يجند غيره للقضية يختلف عن المنخرط في الواقع فيها.

ويشير التقرير أن التنظيم استطاع عبر مواده الدعائية توفير مناخ يتمكن من خلاله الفرد التأثر بالأفكار الراديكالية أولا قبل أن يلتقي الشخص الذي يقوده للطريق. فمادة «تنظيم الدولة» تفتح الباب أمام الباحث العادي للاتصال بالمقاتلين السابقين والتعرف على تجاربهم الجهادية قبل أن يمضي في طريق الجهاد من خلال صديق أو قريب أو شخص غريب. وعليه فالتعرف على المواد الراديكالية ليس كافيا لأن يصبح الشخص متشددا، فلا بد من العنصر البشري كي تكتمل عملية التحول. ويعتقد وينتر أن دعاية «تنظيم الدولة» لا يمكن فهمها من منظور حرفيتها وجودتها العالية بل خلف الصورة الجميلة والبراقة رسالة لا بد من تفكيكها.

 

تفكيك الرسالة

 

وقد حظيت الدعاية الإرهابية بتحليل هام خاصة دعاية الجهاديين من تنظيم «القاعدة» إلا أن نظرية الفيلسوف والمنظر الفرنسي جاك إيلول حول الدعاية في كتابه «الدعاية: تشكيل مواقف الأفراد» (1958) وهي نظرية تصلح لتحليل الرسائل التي تشملها مادة «تنظيم الدولة».

وناقش إيلول أن الدعاية لا تهدف بالضرورة لغرس أفكار جديدة بل تقوم على تأكيدها وتضخيمها بطريقة أو بأخرى. وما يقوم به الدعائي سوى محاصرة الهدف – المتلقي وإحاطته بالأفكار التي تلقاها وعرفها في السابق.

وتشير نظرية إيلول إلى أن هدف الدعاية لا يطمح للحصول على الدعم فقط، ولكن تفعيل المتلقي ليصبح عنصرا فاعلا في نقل أفكار الدعائي نفسه. وتشير نظرية الفرنسي إلى ان الدعاية لا تخرج من فراغ بل ولا بد من أن يكون لها سياق أو زمن «ما قبل الدعاية» حتى تنجح الدعاية نفسها.

وعلى العموم وبعيدا عن تقنيات نظرية إيلول فالمتلقي حالة تمت محاصرته وتحولت لديه الصور المجردة لواقع أو تطبعت في ذهنه فإنه يتحول لشخص جديد لديه القابلية لتقبل النزعات الغريبة عليه.

ويعتقد وينتر ان الأساليب الدعائية لتنظيم الدولة تتوافق بدرجة كبيرة مع ملامح نظرية الفرنسي إيلول.

وبناء عليه تنضوي في رسالته التي عبرت عنها مواد كثيرة، صور، مقالات، أشعار، خطابات، أشرطة فيديو، مواد إذاعية وتلفازية وأرشيفية وهي مواد رسمية وأخرى صنعها المتعاطفون معه.- على أنماط من الدعاية التي حددتها نظرية إيلول من خلال مفهوم الأضداد: اجتماعيه/سياسة و تكتيكية/ استراتيجية وأفقية/عمودية وتحريضية/ وإدماجية وعقلانية/ولا عقلانية.

 

موضوعات الرسالة

 

وبناء على هذا يرى الباحث أن دعاية «تنظيم الدولة» تحتوي على ستة موضوعات وهي الوحشية التي برزت في أشرطة ذبح الرهائن الأجانب ومعاملته لأعدائه من الشيعة والقبائل السنية التي تمردت عليه.

ويترافق مع الوحشية فكرة الرحمة التي تظهر من أشرطته عن انشقاق مقاتلين عن تنظيماتهم لـ»تنظيم الدولة»، باعتباره قرارا رحيما.

وينسحب الأمر نفسه على المدنيين الذي يوافقون على تطبيق أنظمة «الدولة» فالوحشية والرحمة تتطابقان: الرفض لمبادئ «الدولة» يعني الموت أما الخضوع فيعني النجاة.

أما الموضوع الثاني فهو «حس الضحية» التي يحاول من خلالها تقديم مظلومية السنة وتأكيد حرمانهم على يد الحكومة الشيعية في العراق أو ضحاياهم بسبب الغارات الأمريكية.

وفي موضوع الحرب تخدم دعاية التنظيم عدة أهداف منها تعزيز صورة التفوق وتأكيد أهمية الشهادة وكوسيلة للتجنيد وفي أحيان تخدم أشرطة الدعاية أهدافا تكتيكية من ناحية زرع المعلومات الكاذبة والمضللة حول حركاته، فقبل سيطرته على الرمادي في أيار/مايو نشر دعاية ركزت على تحركاته في بيجي ما أعطى حسا مضللا أن هدفه هو السيطرة عليه ليأتي الهجوم على الرمادي مفاجئا للجميع.

وفي موضوع الولاء يهدف التنظيم إلى تعزيز حس الأخوة داخل صفوفه كوسيلة لجذب أعداد جديدة من المتطوعين الأجانب.

ولعل أهم موضوع في الدعاية هو الحس اليوتوبي الذي يحاول تقديم صورة مثالية عن عالم قاس وهو ما أدى لعدد من الإصدارات الغريبة التي تترواح من صيد الأسماك إلى قوافل الدعوة وتنظيف المواشي وبناء الطرق. كما أن تحديد مهام الدولة بوزارات وأقسام وفروع يهدف لزراعة حس أن دولة الخلافة فاعلة.

فالأطفال يتعلمون بالمدارس القرآنية ومحاكم الشريعة تصدر أحكاما وتقيم الحدود وتجمع الدولة الزكاة وتوزعها في مصارفها.

ويحلل الكاتب جانبا آخر من دعاية تنظيم الدولة وهو الجمهور المستهدف وهو متنوع من دولي ومحلي وأفراد يحتمل تجنيدهم ودعاة ومجندون وملتزمون بأهدافها. ويرى في النهاية إن فهما شاملا للتنظيم ودعايته مهم لتشكيل سياسات لمواجهة التنظيم.

 

خوف من الهجرة

 

وفي هذا السياق نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» تقريرا قالت فيه إن «تنظيم الدولة» بدأ حملة لمنع اللاجئين الهروب من العراق وسوريا باتجاه أوروبا وهو ما يؤثر على جهوده لتجنيد الأجانب ويحرمه من الكفاءات لإدارة مؤسسات ما يعرف بالخلافة.

ولاحظت الصحيفة أن التنظيم أصدر منذ منتصف إيلول/سبتمبر 14 شريطا ونشر 17 مقالا تناول فيها موجة المهاجرين نحو أوروبا.

ويرى المحللون أن حملة بهذا المستوى غير عادية وتشير إلى المشاكل التي يسببها تسرب الكفاءات للخارج.

ويخشى التنظيم أن تشوه الموجة مزاعمه من إقامة جنة أرضية في العراق وسوريا يفر منها الناس باتجاه الجنة الأوروبية.

وقالت الصحيفة إنها شاهدت شريط فيديو تظهر فيه مجموعة من المهاجرين يحملون أمتعتهم ويسيرون في حقول مفتوحة نحو أوروبا وفي لحظة يقوم المعلق على الفيلم بعكس الصورة لتظهر أنهم يسيرون نحو «الدولة الإسلامية».

وعلق قائلا إن»رحمة الله العظيم جعلتهم يرحلون بدلا من الموت في ديار الكفر». وفي أشرطة آخرى هاجم التنظيم الآباء الذين يريدون أن يربوا أبناءهم في أوروبا التي توصف بأرض الإلحاد ومدمني المخدرات.

وفي مقابلات أجراها التنظيم مع مقاتلين من أوروبا قالوا أن النعيم والاستقرار الذي يبحث عنه المهاجرون ما هو إلا وهم.

وفي أشرطة أخرى ينفي التنظيم وجود مشكلة مهاجرين، حيث يصفها بأنها من بنات أفكار الإعلام الغربي ومؤامرة لإضعاف الإسلام.

وتعلق الصحيفة أن انشغال «تنظيم الدولة» بأزمة اللاجئين يعكس خشية متزايدة من خروج الكفاءات التي يحتاجها لإدارة مناطقه الممتدة على كل من سوريا والعراق.

وتحمل أشرطة الفيديو دعوات للأطباء والمدرسين والمهندرسين وخبراء النفط والمدربين للقدوم إلى مناطقه ويتخلل الدعوات بمشاهد مهاجرين سوريين وعراقيين يحاولون الوصول إلى شواطئ أوروبا.

وينقل التقرير عن أيمن التميمي الباحث في منبر الشرق الأوسط «يبدو واضحا أنهم قلقون من مغادرة الناس مناطق الدولة الإسلامية»، مضيفا أن التنظيم يحتاج أصحاب حرف وكفاءات متعلمة أكثر من حاجته للمقاتلين.

وكانت وزارة الصحة التابعة للتنظيم في مدينة الرقة، العاصمة الفعلية للتنظيم قد وجهت إنذارا نهائيا للأطباء والصيادلة الذين انضموا لقوافل المهاجرين أنهم إن لم يعودوا في غضون 30 يوما فستتم مصادرة بيوتهم.

وفي مدينة الموصل طلب قادة التنظيم من أئمة المساجد قراءة خطبة تهاجم اللجوء. وقال أحد سكان المدينة «نشعر أنهم خائفون من كل هذا» و»يقولون للناس إن الهجرة هي مؤامرة ضد تنظيم الدولة وأن الدول الأوروبية التي سببت الإهانة لكم هي نفسها التي ستستعبدكم».

ومع ذلك فلا تزال موجات المتطوعين تتدفق نحو حدود «الدولة» حيث لم يوقفهم الوضع القاتم الذي تعانيه الدولة.

وربما رحب «تنظيم الدولة» بمغادرة الداعمين الأقل تحمسا لقضيته لأنه يحرم أعداءه من عملاء محتملين.

وبحسب هارلين غامبير من معهد دراسة الحرب بواشنطن «فلن تجد الحكومة العراقية التي تحاول استعادة مناطق من «تنظيم الدولة» سكانا معتدلين فيها يمكن التعاون معهم» مشيرة أن هذا يثير الخوف «ويساعد التنظيم على المدى البعيد».

وتشير الصحيفة إلى أن صدور كم كبير من الدعاية المعادية للهجرة من التنظيم في حملة منسقة على ما يبدو مع فروعه في أفريقيا وآسيا تشير إلى مخاوف من أن تتأثر جهود بناء الدولة منها. ويقول سكان في الموصل إن معظم القلق يتركز على خسارة الأطباء والعاملين في المؤسسات الصحية.

وبسبب هجرة عدد كبير من أطباء الموصل أصبح زملاؤهم في الموصل يعملون ساعات طويلة، أو في أثناء العطل الأسبوعية، لتعويض النقص. ويقول سكان المدينة إن «تنظيم الدولة» أقام مكتبا لمراقبة تحركات الأطباء.

ومع أن معظم أهل الموصل يواجهون قيودا على حركتهم من وإلى المدينة إلا أنه تتم معاملة الأطباء الذين يحاولون الهروب من المدينة كالجندي الذي يحاول الفرار من ساحة القتال. ولهذا السبب يحكم عليهم بالإعدام أحيانا. وعندما يتغيب الطبيب عن عمله لمدة يوم بسبب المرض يزوره مقاتلون مدججون بالسلاح.

وبحسب أحد الأطباء «موضوع مغادرة المدينة الآن يعتبر مستحيلا للطبيب، فأنت تعرض كل شيء للخطر: حياتك وعائلتك وكل شيء» وأضاف «أقسم أنني وكل الأطباء في الموصل نادمون على اليوم الذي أصبحنا فيه أطباء».

 

أزمة مالية

 

وتعتبر هجرة العقول والكفاءات واحدة من المشاكل التي تضغط على «الدولة» فهي تعاني من أزمة مالية حسب صحيفة «التايمز» التي قالت إن وثائق تم الحصول عليها تقترح أنها غير مستقرة ماليا.

وتقول الوثائق إن التنظيم بات يعتمد في ماليته على مصادرة بيوت وسيارات والمواشي التي يملكها المواطنون في «الدولة».

ولم يعد يحصل التنظيم إلا على8.438.000 دولار شهريا من عوائد النفط. وهو مبلغ قليل لتنظيم يزعم أنه يدير «دولة».

وبحسب الوثائق التي حللها التميمي من منبر الشرق الأوسط، فنسبة 45% من مالية التنظيم لا تأتي من النفط ولكن من مصادرة البيوت (79 بيتا) و 2.000 رأس ماشية و 48 شاحنة و96 سيارة و 500.000 دولار نقدا.

ويحصل التنظيم على مصادره المالية من الضريبة المفروضة على الاستيراد والتصدير وعلى الأثرياء حيث ولدت دخلا بقيمة 1.3 مليون دولارا.

 

صواريخ سام تتحرش بطائرات تركية وقائد سلاح الجو التركي: طائراتنا في حالة حرب

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: نفت تركياً رسمياً تأسيس مجموعة عمل مع روسيا لمتابعة قضية اختراق الأجواء التركية من قبل طائرات حربية روسية، بينما هدد الرئيس رجب طيب أردوغان بأن فقدان روسيا لتركيا «سيفقدها الكثير»، وشدد رئيس وزرائه أحمد داود أوغلو بأن بلاده «لن تتهاون بأمن حدودها أو مجالها الجوي»، في حين قال قائد سلاح الجو التركي إن الطائرات الحربية التركية «في حالة حرب».

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، طانجو بيلغيج، في تصريح صحافي، الأربعاء، عدم طرح تأسيس مجموعة عمل مع روسيا، خلال المباحثات التي أعقبت الانتهاكات الروسية للمجال الجوي التركي، موضحاً أن بلاده أعربت عن احتجاجها الشديد للسفارة الروسية في أنقرة، على خلفية انتهاك الأجواء التركية، يومي 3 و4 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.

وبأسلوب أقرب للتهديد، قالت الخارجية التركية: «روسيا ستكون مسؤولة عن النتائج المترتبة في حال تكرار الانتهاكات بشكل متعمد»، موضحةً أنه جرى إبلاغ السفير الروسي لدى أنقرة، أندريه كارلوف، بذلك لدى استدعائه إلى مقر الخارجية، الثلاثاء.

من جهته، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنه «لا يمكن أن  نتهاون، بأي شكل من الأشكال، فيما يتعلق بأمن حدودنا ومجالنا الجوي»، مضيفا: «ننتظر من أي دولة تحترم حدودها، احترام حدود تركيا، ومجالها الجوي».

وكشف في تصريحات صحافية الأربعاء، إلى أنه تم استدعاء السفير الروسي إلى الخارجية التركية، وإبلاغه الفروق بين المعلومات المقدمة إلى تركيا من جانب روسيا، والمعطيات على أرض الواقع.

وقال داود أوغلو: «تركيا تناقش تفاصيل الانتهاكات مع روسيا بكل صراحة وبشكل ودي، ولا ترغب في أي توتر معها، لكن في الوقت نفسه ينبغي على روسيا احترام حدود تركيا ومجالها الجوي، ومصالحها في سوريا»، معتبراً أن «هذه الغارات ليست موجهة ضد الدولة الاسلامية، فالقوات الجوية الروسية نفذت 57 غارة، 55 منها ضد المعارضة المعتدلة، واثنتان منها فقط ضد داعش، وفق المعلومات العسكرية الواردة إلينا». وأضاف: «إذا كان الغرض مواجهة داعش، فلنواجهه جميعنا معًا، لكن إذا كانت العملية تُنفذ ضد المدنيين والمعارضة المعتدلة قرب الحدود التركية، بشكل يؤدي إلى موجات لجوء جديدة، فهذا يعني أن هناك مسألة خطيرة للغاية، وعلينا جميعا أن نجلس معًا ونناقشها».

وأعلنت رئاسة هيئة الأركان التركية، الأربعاء، «تعرض طائرات تركية من طراز (إف- 16) للتحرش من قبل منظومات صواريخ (سام) متمركزة في الجانب السوري».

وأفاد موقع الأركان على الإنترنت، أن «8 طائرات من طراز (إف 16)، تابعة لقيادة القوات الجوية، أجرت الثلاثاء، دوريات على طول الحدود مع سوريا، تعرضت خلالها للتحرش من منظومات صواريخ، على الجانب السوري، لمدة دقيقة و30 ثانية»، حيث تتمثل عمليات التحرش عندما تقوم رادارات منظومات الدفاع الجوي برصد الطائرات وربطها بالمنظومة الصاروخية ووضعها في مرمى النار لمدة قصيرة من الزمن.

وسبقت ذلك تصريحات حادة أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال فيها: «ينبغي على روسيا أن تعرف أنها إن فقدت دولة صديقة كتركيا، التي تربطها بها علاقات تعاون في الكثير من المجالات، فإنها ستفقد أشياء كثيرة».

وقال تعقيباً على انتهاك المجال الجوي التركي من قبل روسيا: «حلف شمال الأطلسي (ناتو) اتخذ موقفا حيال ذلك، ونثق أنه سيستمر في اتخاذه بعد الآن، لأن أي هجوم على بلادنا يعد هجوم على الناتو»، مشيراً إلى أن «بشار الأسد تسبب بمقتل نحو 350 ألف شخص، ويمارس إرهاب دولة، غير أن هناك من يحميه، مثل إيران وروسيا».

وتطرق أردوغان إلى برنامج تدريب وتجهيز قوات المعارضة المسلحة، والمنطقة الآمنة، قائلاً: «هناك من يفسر المنطقة الآمنة على أنها منطقة عازلة، وهذا شيء خاطئ، لأنها تعد منطقة خالية من الإرهاب، لنقل السوريين إليها في حال تعذر نقلهم إلى منطقة ما داخل بلادهم، وتسكينهم فيها».

وفي كلمة له أثناء تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الطيران، اعتبر قائد سلاح الجو التركي الجنرال «آبيدن أونال» أن الطائرات الحربية التركية تعمل كما في حالة الحرب، موضحاً أنها تخوض غارات جوية مكثفة ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في داخل تركيا وشمال العراق، كما تعمل على حماية الحدود التركية والمجال الجوي للبلاد لا سيما على الحدود السورية في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة.

 

الحملة العسكرية في سوريا تدفع بطبيب من المعارضة المعتدلة في إدلب للإنضمام لتنظيم «الدولة» في الرقة

نور ملاح

غازي عينتاب ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا أن ضرباتها الجوية في سوريا إنما تستهدف الإرهاب، ازداد عدد منتسبي «تنظيم الدولة».

الدكتور غسان جاموس، اختصاصي الجراحة العظمية في محافظة حماة، 34 عاما، من مدينة طيبة الإمام في الريف الشمالي لمدينة حماة، تخرج عام 2004 من كلية الطب البشري في جامعة حلب، وتخصص في مجال الجراحة العظمية، أجرى عددا من العمليات الدقيقة والناجحة في مشفيي حماة وحلفايا قبيل الثورة، وذاع صيته بين أهالي المحافظة، قبل أن يلتحق بالمشافي الميدانية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

الدكتور جاموس بدأ قبل فترة من الزمن بإعلان انزعاجه الشديد مما يعايشه من أخطاء في المناطق المحررة حيث كتب سابقا على صفحته على «فيسبوك»، «بكل صراحة: إذا كنت لا تقاتل إلا بدعم من الخارج، ولا تعالج إلا بدعم من الخارج فنحن مرتزقة شئنا أم أبينا»، وكتب معترضا على التبعية والفساد في الإدارة الجديدة للمناطق المحررة ومؤسسات الثورة فقال «ماذا بعد التحرير؟ إداراتنا المدنية «المباركة» نسخ مشوهة عن مؤسسات النظام وأشخاص أسوأ بكثير، فمع بقاء مؤسسات النظام في مكانها تجد مؤسساتنا في الريحانية وغازي عينتاب، والنصب والسرقة عند النظام بالليرة وعندنا بالدوﻻر إﻻ من رحم ربي».

ويبدو أن هذا الاستياء بلغ أوجه مع بداية الضربات الجوية الروسية على سوريا ليعلن الدكتور جاموس عن مبايعته لـ «تنظيم الدولة»، في منشور عبر صفحته الشخصية في موقع «فيسبوك».

وقال في منشوره «أعرف أن كثيرا منكم سيضطر إلى حذف حسابي، أو على الأقل لن يجرؤ على التعليق أو الاعجاب خوفا من حكومته الطاغوتية ـ في إشارة للحكومة المؤقتة ـ أو فصيله الذي يغوص في العمالة حتى أذنيه، (إن كنت تدري أو عذرت بالجهل) ولكن كلماتي لمن استنصحني وسأل عن وجهتي».

وعلل الطبيب الذي عمل في المشفى الميداني في مدينة كفر نبل، سبب اختياره «تنظيم الدولة» بالقول: «انظر إلى ما يسمى بالمناطق المحررة من أيدي النصيرية إلى الفوضى أو الائتلاف، الذي ﻻ تخفى ردته وعمالته، إلا على من غلب الران على قلبه فأصبح ﻻ يحل حلالا، وﻻ يحرم حراما، وكيف اصطف من كانوا إخوة لنا في المنهج مع الكفار والطواغيت ووجهوا حرابهم إلى صدور المسلمين مستعينين بطيران الصليبيين والعلمانيين. إن كنت تبحث عن دولة أو جماعة منزهة عن الأخطاء، فإنها لم تكن على زمن الحبيب المصطفى فكيف بزمننا هذا!، أما إذا كنت تقاتل أو تعمل لإعلاء راية التوحيد وتحكيم شرع الله، فها هو شرع الله يطبق كما أنزل على خير البرية، وها هي الصفوف تتمايز وتستعد: فسطاط كفر وردة، وفسطاط إيمان وتوحيد، ولك في تحالف دول الكفر ووجهته مثل وعبرة، فإن لم تكن من صفوف الموحدين فلا تكن في صفوف الردة والكفر فتهلك» يتابع الدكتور جاموس في منشوره موضحا: «اﻷمور أوضح من أن تشرح، وﻻ تلتفت إلى تفاهات اﻷمور وتنشغل بها عن (المنهج) الجهاد لتحكيم شرع الله، عمرنا أيام وستمضي ونسأل الله أن يلهمنا وإياكم أمر رشد، وأن يستعملنا وﻻ يستبدلنا وﻻ نلقاه إﻻ وهو راض عنا».

واختتم منشوره بإقرار المبايعة «هذا ما وصلت إليه بتوفيق الله وحده بعد عمل مع كل الجماعات والفئات وأسأل الله الرحيم أن يطهر أعمالنا من الرياء وقلوبنا من النفاق، وأسأله بفضله العظيم الهداية لي ولكم، الدولة الإسلامية باقية ما دامت تحكم شرع الله».

وقد تم تأكيد خبر التحاق الدكتور جاموس بمناطق التنظيم في المنطقة الشرقية، وأنه كان من أبرز أطباء جراحة العظمية في محافظة حماة.

 

أردوغان يصعّد من لهجته ضد روسيا

إسطنبول ــ باسم دباغ

أبدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ثقته العالية بأن واشنطن ستقف إلى جانب أنقرة في حال حصل أي خلاف بين بلاده ‏وبين موسكو، بما في ذلك أي خلاف محتمل حول دور المقاتلين الأكراد في سورية، وذلك رغم الخلاف الواضح بين الطرفين ‏حول دور قوات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني).‏

 

وقال أردوغان للصحافيين خلال رحلته من العاصمة البلجيكية بروكسل إلى العاصمة اليابانية طوكيو: “لا أظن أن الولايات ‏المتحدة وروسيا قد تصبحان على نفس الخط فيما يخص أي قضية تتعلق بتركيا”، وذلك بعد أن ذكر له الصحافيون أن كلاً من ‏روسيا والولايات المتحدة الأميركية ستقومان بدعم قوات الاتحاد الديمقراطي في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).‏

 

وأضاف أردوغان: “فوق كل شيء، إن تركيا هي حليف للولايات المتحدة وعضو في حلف شمال الأطلسي، لذلك هل تستطيعون ‏أن تتخيلوا بأن كلاً من واشنطن وموسكو قد تكونان على نفس الخط في أي خطأ يخص تركيا؟ إن هذا غير ممكن”.‏

 

ورغم الخلاف الواضح بين الإدارة الأميركية وأنقرة حول دور قوات الاتحاد الديمقراطي، والذي انفجر مؤخراً، بعد أن أعلنت ‏الخارجية الأميركية بأن قوات الاتحاد الديمقراطي ليست تنظيماً إرهابياً، قال أردوغان: “على الجميع أن يعرف بأن حزب الاتحاد ‏الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني متداخلان معاً، إن روسيا تقول بأنه إن تمت دعوتها من قبل العراق ستقوم بتوجيه ‏ضربات لداعش هناك أيضاً، ولكنها لا تقوم بذلك في سورية”، مشيراً إلى أن هدف روسيا الأول كان إنشاء قاعدة لها في اللاذقية.‏

 

وشدد أردوغان على أن الشروحات التي قدمها الروس لخرق مقاتلاتهم للأجواء التركية لم تكن جدية، قائلاً: “بالطبع، لقد تضررنا ‏لما حصل، ولكن ليس هناك أي معنى للحديث مع بوتين في ظل هذه الظروف”، وذلك في إطار رده عن سؤال حول إن كان ‏سيقوم بالاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.‏

 

وحذر أردوغان من أنه على روسيا أن تضع بعين الاعتبار تأثير أي فعل تقوم به على العلاقات الثنائية مع أنقرة، التي تعتبر ‏بدورها من أهم الشركاء الاقتصاديين لروسيا، قائلاً: “إن هذه ليست قضية أحادية الجانب، هناك قضايا يتعين على روسيا التفكير ‏بها أيضاً”، مضيفًا: “من الطبيعي أن تبدي روسيا حساسية اتجاه هذه المواضيع، فنحن المستهلك الأول للغاز الروسي، وإن خسارة ‏تركيا ستكون خسارة مهمة لروسيا، وإن احتاج الأمر تستطيع تركيا أن تؤمن احتياجاتها من الغاز من أماكن مختلفة”.‏

 

وتعليقاً على تأثير الخطوات الروسية في سورية على المشاريع المشتركة بين الجانبين كإنشاء مفاعل أك كويو النووي، قال ‏أردوغان: “إن لم تقم روسيا ببناء مفاعل أك كوو النووي، سيقوم غيرهم ببنائه”، مشيراً إلى أن روسيا قد صرفت حتى الآن 3 ‏مليارات دولار على مشروع المفاعل.‏

 

يأتي هذا بينما أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينز شتولتنبرغ، بأن الحلف سيرسل وحدات عسكرية إلى تركيا إن اقتضى ‏الأمر، وذلك خلال تعليقه على الخروقات الروسية للأجواء التركية.‏

 

وأكد شتولتنبرغ، قبل القمة التي سيعقدها الناتو في بروكسل، بأن الحلف قادر على حماية أعضائه جميعاً بما فيهم تركيا ضد أي ‏تهديدات محتملة، مضيفًا: “يزيد الناتو من تحضيراته وقدراته في جميع المواضيع بما في ذلك إرسال قوات عسكرية إلى تركيا”.‏

 

الكونغرس يفتح تحقيقاً بشأن فشل التنبؤ بالتدخل الروسي بسورية

واشنطن – منير الماوري

فتح الكونغرس الأميركي تحقيقاً في أسباب فشل الاستخبارات الأميركية بمختلف وكالاتها في التنبؤ بالتدخل الروسي العسكري ‏في سورية.‏

 

ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن مصادر تشريعية واستخبارية بأن التحقيق سيتولاه أعضاء لجنتي الاستخبارات في كل من ‏مجلس النواب ومجلس الشيوخ لمعرفة طبيعة الهفوات التي ارتكبتها أجهزة الاستخبارات في جمع المعلومات عن نوايا موسكو ‏الحقيقية في سورية.‏

 

ويتطلب التحقيق الاطلاع على آلاف الصفحات من الوثائق والتقارير السرية المقدمة للبيت الأبيض خلال الأيام التي سبقت التدخل ‏الروسي، الأمر الذي قد يؤدي إلى تسريب بعض مضامين تلك التقارير.‏

 

ومن المحتمل أن يظهر التحقيق نصوصاً من محضر اللقاء الذي جرى بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي ‏فلادمير بوتين لمعرفة ما إذا كان بوتين قد أبلغ أوباما مسبقاً بعزمه على التدخل أم أنه ظل يخفي عنه نواياه إلى أن كشفت تلك ‏النوايا عن نفسها.‏

 

بعد مجزرة الدبابات: النظام السوري يهاجم مجدداً سهل الغاب

أحمد حمزة ــ العربي الجديد

بدأت قوات النظام السوري مدعومة بغارات الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم الخميس، هجوماً في سهل الغاب، عبر المناطق المتاخمة لريف اللاذقية الشرقي، وذلك بعد يوم على فشل هجوم نفذته أمس، وخسرت خلاله عدداً كبيراً من الدبابات.

وأوضح ناشطون في ريف إدلب لـ”العربي الجديد” أن “الهجوم بدأ منذ ساعات الصباح الأولى، حيث تحاول قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها، التقدم نحو قرى القرقور وفورو والبحصة بسهل الغاب”، وهي النقاط الأقرب لمعسكر جورين وتبعد عنه بمسافات تتراوح بين 5 و10 كيلومترات.

ولفت الناشط عبد الرزاق الخليل، المتواجد بمناطق جبل الزاوية، إلى “أصوات انفجارات ضخمة تُسمع من قرى سهل الغاب القريب”، مضيفاً أن “سماء ريف إدلب تشهد تحليقاً كثيفاً للطيران الحربي الروسي، الذي يشن غارات هناك”.

ولم يتضح حتى الساعة، ما إذا كان هجوم اليوم واسعاً كالذي شنه النظام أمس في مناطق ريف حماة الشمالي، الذي يبعد عن مسرح العمليات العسكرية الحالية نحو 30 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي.

وقد تكبّد النظام خسائر بشرية ومادية كبيرة، خلال هذا الهجوم، وصلت بحسب ما وثق ناشطون إلى عشرات الجنود ونحو عشرين مدرعة ودبابة، رغم الإسناد الجوي الروسي.

من جهتها، نقلت وكالة “سانا” الرسمية، عن رئيس هيئة الأركان العامة في قوات النظام، العماد علي عبد الله أيوب، قوله إن “الجيش بدأ اليوم هجوماً واسعاً بهدف القضاء على تجمعات الإرهاب وتحرير المناطق والبلدات التي عانت من الإرهاب”، دون أن يشير إلى المواقع التي تدور فيها المعارك.

إلى ذلك، قال مدير المكتب الإعلامي في “تنسيقية اللاذقية”، أبو فيصل، لـ”العربي الجديد”، إن “اشتباكات عنيفة تدور في معظم خطوط التماس في جبل الأكراد على محاور سلمى- كفردلبة – ترتياح- عين الجوزة- كفر عجوز”.

وأضاف أن “فصائل المعارضة تصد هجوماً لقوات النظام مدعومة بمليشيات الاحتلال الإيراني والروسي، بالتزامن مع قصف عنيف بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة على المناطق التي تحاول المليشيات التقدم نحوها”.

 

“ليبراسيون”: سياسة بوتين بسورية تكرار لسياسة بوش في العراق

2015-10-08 | العربي الجديد

خصصت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية افتتاحيتها للحديث عن التدخل الروسي في سورية، وموقف الرئيس فلاديمير بوتين المؤيد لنظام بشار الأسد، وهو موقف ينهل، حسب الجريدة الفرنسية، من “السياسة التي اتبعها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش خلال غزوه للعراق سنة 2003″، مضيفة بأن “بوتين قد ورث هذه السياسة عن بوش ويطبقها بشكل وفي”.

وأكدت الصحيفة الفرنسية أن التدخل الروسي في سورية ما هو إلا “استمرار لتفكيك الدول بالشرق الأوسط” والذي انطلق سنة 2003 مع الرئيس الأميركي جورج بوش وقراره غزو العراق.

وأضافت، أن الوضع صار أسوأ “فخلال غزو العراق تعالت العديد من الأصوات المنددة بالتدخل الأميركي في العراق، أما في الحالة السورية فهناك صمت مطبق”، وعبرت الصحيفة الفرنسية عن استنكارها لكون “الأحكام المسبقة ونظريات شيطنة الطرف الآخر أصبحت هي السائدة على حساب المنطق الصحيح”.

 

واستدلت “ليبراسيون” على أن بوتين يطبق في سورية نفس السياسة التي طبقها بوش في العراق، بكون الرئيس الروسي يعتبر كل من يعارض بشار الأسد “إرهابياً”، وهو نفس المنطق الذي اعتمده بوش خلال غزوه للعراق، عندما أعلن “أن حربه ضد العراق هي حرب ضد الإرهاب ومن ليس معنا فهو ضدنا”، مواصلة بأن سورية “أعادت لروسيا الحنين إلى سحق كل مقاومة أو مطالبة بالتغيير كما فعلت في الشيشان”.

 

وقالت الصحيفة الفرنسية إن بوش لم يكن يعبأ بمعاقبة منفذي هجوم على برج التجارة العالمي، “لأنهم منحوه ذريعة للتدخل في العديد من الدول وبلوغ طموحه في إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط”، وفق تعبير الصحيفة الفرنسية، التي وصفت التدخل الأميركي بكونه مغامرة “حمقاء” لأنها أدت إلى “ظهور جماعات متطرفة في قلب الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي جعل الأمن الأوروبي هشاً جداً، وما زلنا نعاني من نتائج هذا الغزو إلى الآن”.

وشددت “ليبيراسيون” على أن روسيا تقوم بنفس الخطأ في سورية، وتغذي تنظيم الدولة الإسلامية من خلال تدخلها، خصوصاً وأن الضربات الجوية الروسية “تستهدف المعارضة السورية أكثر من استهدافها لتنظيم داعش”، وزادت بأن بوتين “يفتح باب العنف المتطرف في الشرق الأوسط كما فعل بوش بغزوه للعراق”.

 

ودقت الصحيفة الفرنسية ناقوس الخطر بكون الرئيس الروسي “يقصف الأراضي السورية وهو مرتاح لأنه يعلم أن أنصار البغدادي يتوجهون لدول الشرق الأوسط والدول الأوروبية من أجل تنفيذ هجماتهم الإرهابية ولا يتوجهون إلى روسيا”.

 

ووجهت الصحيفة انتقادات لاذعة للموقف الروسي من الملف السوري، عندما وصفته “بالاعتداء الإمبريالي ضد الشعب السوري وإرادته”، مصرة على أن نظام بشار الأسد فقد كل شرعية “ولا يمكنه أن يحكم سورية، والتدخل الروسي لحماية سفاح مثل بشار الأسد هو شبيه بالغزو الأميركي للعراق أو أسوأ”.

 

البنتاغون: غيرنا مسارات طائراتنا بسورية تجنباً لحوادث التصادم

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الأربعاء، تغيير مسارات طائراتها المحلقة في الأجواء السورية كي تتجنب الاصطدام مع الطائرات الروسية أثناء تنفيذ التحالف الدولي ضرباته لمحاربة تنظيم “داعش”.

وقال المتحدث باسم الوزارة، جيف ديفيس: “نحن نواصل تنفيذ عملياتٍ في العراق وسورية وقد اتخذنا إجراءات لتغيير مسارات الطائرات بحسب الضرورة، حينما تقتضي الحاجة الجوية لذلك”.

وأضاف:”لقد اتخذنا بعض الإجراءات لضمان عدم تصادم الطائرات”، موضحاً أن هذه “العملية مشابهة لتلك التي تستخدمها أبراج المراقبة الموجودة في الولايات المتحدة والتي تعمل على منع تصادم الطائرات مع بعضها البعض”.

وأشار إلى أن “المراقب الجوي على الأرض، يرى تصادماً محتملاً ضمن النطاق الجوي، فيخبر قائد الطائرة ليبتعد عن الطريق (الذي تسلكه طائرة أخرى)، فيغيرون المسار قليلاً كي لايصطدموا ببعضهم البعض”.

ولفت ديفيس إلى أن “أغلب جهودهم (الروس) تتركز على أهداف لا علاقة لها بداعش في الغرب (السوري)، وهذا لا يعني أنهم لا يحلقون في مناطق دون أخرى، فهم يعملون كذلك في أقصى الشرق (من سورية)، كما يتبين من الجزء الأعظم من نشاطاتهم”.

وشدد على أن بلاده مستعدة “لخوض حوار متواصل معهم (الروس)، لضمان، ألا تتسبب العمليات الجوية في أي حادث مؤسف ناجمٍ عن سوء فهم”.

وكانت الولايات المتحدة، قد بدأت بناء على دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محادثات يوم الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، لتنسيق حركة الطائرات الروسية، وتلك التابعة للتحالف الدولي لمحاربة “داعش”، لتجنب حدوث صدام بينها بالأجواء السورية.

وذكر ديفيس أن “المحادثات شملت تقديم واشنطن لمقترحٍ لتنظيم حركة الطائرات في المنطقة وقواعد الاشتباكات، بيد أن موسكو لم ترد بعد، على المقترح الأميركي”.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن البنتاغون لم يجر حتى اللحظة سوى “محادثة واحدة مع الروس وكانت تلك في 1 أكتوبر/ تشرين الأول”، فيما يتعلق بالمشاورات بين البلدين لتنسيق حركة طائرات الجيشين في المنطقة، منعاً لحدوث تصادم جوي.

 

الجيش السوري الحر “بيتكلم روسي”: سنقاتل حتى النهاية

العربي الجديد

نشر الجيش السوري الحر شريط فيديو يُظهر قائداً ميدانياً في درعا يُدعى أدهم اكراد “أبو قصي”، وهو يتحدث باللغة الروسية، متوجّهاً برسالة للشعب الروسي، للوقوف إلى جانب الثورة السوريّة والشعب السوريّ.

 

وفي أقل من 24 ساعة، حظي الفيديو بأكثر من 24 ألف مشاهدة، بينما يتداوله مستخدمو وسائل التواصل بكثافة، مع تعليقات عن الجيش السوري الحر.

 

ويقول “أبو قصي” في الفيديو: “نحن الجيش السوري الحر في درعا. نعلمكم أننا سنقاتل حتى النهاية. إنها مسألة وقت وسيسقط بشار الأسد”. ويتوجه برسالة للحكومة الروسية والرئيس فلاديمير بوتين بالقول: “ادعموا الثوار أهل الأرض. يكفي فنحن لا نريد للمشهد السوري أن يكون أفغانستان ثانية”.

 

دمشق: هيئة الأركان تعلن بدء “هجوم واسع

قال رئيس “هيئة الأركان العامة” السورية العماد علي عبد الله أيوب، الخميس، إن “القوات المسلحة السورية بدأت هجوماً واسعاً” على مواقع للمعارضة، وذلك بحسب التلفزيون السوري. وقال أيوب إن هدف العملية هو “القضاء على تجمعات الإرهاب وتحرير المناطق والبلدات التي عانت من الإرهاب وويلاته وجرائمه”. ولفت الضابط السوري إلى تشكيل قوات بشرية مزودة بالسلاح والعتاد كان أهمها “الفيلق الرابع اقتحام”.

 

من جهته، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن قوات برية سورية وجماعات مسلحة متحالفة معها شنت هجوماً على مقاتلي المعارضة في منطقة سهل الغاب الاستراتيجية غربي سوريا، الخميس، بدعم من ضربات جوية روسية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة “رويترز” إن القوات تقصف مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بزخات ثقيلة من صواريخ سطح-سطح فيما تقصفها الطائرات الروسية من الجو.

 

يأتي هذا بالتزامن مع استمرار توسع دائرة المواقع المستهدفة بضربات الطيران الروسي الجوية، لتشملَ مدينةَ دارة عزة في ريف حلب ومدن وبلدات خان شيخون والهبيط وكفرنبل والبارة والتمانعة ومعصران في ريف إدلب، وبلدات كفرزيتا وكفرنبودة والصياد وبلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي.

 

ونقلت وكالة “الأناضول” عن مسؤولين في “الدفاع المدني” وشهود عيان، قولهم إن الطائرات الروسية استخدمت القنابل العنقودية في قصفها لريفي إدلب وحلب.

 

وكانت المعارضة السورية المسلحة قد أعلنت، الأربعاء، عن تدمير 22 دبابة و3 عربات مدرعة لقوات النظام في ريف حماة. وقالت المعارضة إنها تمكنت من صد هجوم لقوات النظام وحلفائها التي استغلت القصف الجوي والصاروخي الروسي، واستخدمته غطاءً للهجوم. وخلال المعركة قتلت المعارضة العشرات من قوات النظام ومليشياته الذين حاولوا التقدم من ثلاثة محاور على قرى في ريف حماة الشمالي منها اللطامنة وكفرزيتا.

 

وأفاد “المرصد”، ليل الأربعاء، أن 37 غارة روسية على الأقل استهدفت مناطق في ريفي حماة وإدلب، حيث “استهدفت بلدات وقرى اللطامنة وكفرنبودة وكفرزيتا والصياد في ريف حماة الشمالي بأكثر من 23 غارة.. بينما نفذت الطائرات الروسية أكثر من 14 غارة على مناطق قرب بلدة البارة وفي مدينة خان شيخون وبلدات معرة حرمة والهبيط وقرب سراقب ومعرة النعمان ومنطقة بابيلا وقرب احسم وبلدة مرعيان في ريف إدلب”.

 

وترافقت هذه الضربات الجوية مع اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة والإسلامية وتجمعات أخرى، قرب بلدة لطمين، وفي محيط منطقة الصياد ومناطق أخرى في ريف حماة الشمالي. وذلك بالتزامن مع استهداف قوات النظام، بشكل مكثف وعنيف، قرية الصياد واستهداف مقاتلي المعارضة لآليات ودبابات ومدرعات قرب مورك في ريف حماة الشمالي.

 

الغرب يدين الدعم الروسي للأسد.. و”الناتو” يقيّم الخرق الروسي

ندد الأمين العام لـ”حلف شمال الأطلسي” ينس شتولتنبرغ، الخميس، بـ”تصعيد مقلق” للنشاط العسكري الروسي في سوريا، وأضاف: “سنعمل على تقييم آخر التطورات وانعكاساتها على أمن الحلف”. وأشار إلى “الانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي للحلف الأطلسي من قبل طائرات روسية”. وقال: “شهدنا ضربات جوية واطلاق صواريخ، وشهدنا عمليات اختراق للمجال الجوي التركي، وكل ذلك يدعو بالطبع إلى القلق. عبرنا عن هذا القلق ونبقى على اتصال وثيق مع السلطات الروسية”. وأكد على وجود “حاجة أكبر من أي وقت مضى إلى مبادرات لايجاد حل سياسي للأزمة في سوريا”.

 

شتولتنبرغ قال إن “الحلف الأطلسي قادر وجاهز للدفاع عن جميع حلفائه بمن فيهم تركيا”. ويعقد وزراء دفاع “حلف شمال الأطلسي” اجتماعاً الخميس في بروكسل، وسيكون الوضع في سوريا على جدول أعماله.

 

من جهة أخرى، قالت الولايات المتحدة إن أكثر من 90 في المئة من الغارات الجوية الروسية في سوريا، لا تستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” أو فصائل مرتبطة بتنظيم “القاعدة” بل “فصائل مسلحة سورية معتدلة”.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، إن الغارات الروسية “كانت بشكل واسعٍ ضد مجموعات المعارضة، التي تسعى إلى مستقبل أفضل لسوريا ولاتريد أن ترى نظام الأسد في السلطة”. مشيراً إلى أن ما يتبعه الروس في سوريا “لايمكن تسميته بالاستراتيجية.. هو بشكل عام رد فعل، ناتج عن الضغط الذي شاهدنا الأسد يواجهه”. فما يقوم به الروس “تكتيك فاشل، لأن بقاءه (الأسد) في السلطة، حتى لو كان على أساس اتفاق مشترك، عن طريق دعمه، فهذا الأمر سيطيل الصراع فقط”. واعتبر أن ما يقدمه الروس من دعم للأسد “خطأ”.

 

في السياق، أظهر رسم بياني نشر على موقع وزارة الدفاع الروسية، مسار الصواريخ التي أطلقت من بحر قزوين إلى سوريا. وحلقت الصواريخ الـ26 التي أطلقت الأربعاء، فوق إيران والعراق قبل أن تضرب 11 هدفاً في سوريا.

 

وقالت وكالة “فرانس برس” إن الصواريخ ضربت منطقة الباب في محافظة حلب التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، بينما توجهت الصواريخ الأخرى إلى مناطق يسيطر عليها مسلحو المعارضة في حلب.

 

وذكرت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم “الدولة” أن صاروخاً من نوع “سكود” سقط على أطراف مدينة الطبْقة غربي محافظة الرقة، وتسبب في دمار كبير. وأوضحت الوكالة أن الصاروخ أطلق من الأراضي العراقية، وأن بقاياه تحمل كتابة باللغة الروسية.

 

من جهة ثانية، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ضروري لحل مشكلة اللاجئين السوريين. وأوضح كاميرون في خطابه أمام المؤتمر السنوي لحزب “المحافظين” أن حل مشكلة اللاجئين السوريين يتطلب استقراراً سياسياً “وعزل حكومة الأسد وتولي أخرى غير متورطة في إرهاب شعبها”.

 

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند، إن بلاده ستعمل مع أي طرف يريد أن يلتحق بـ”التحالف الدولي”، بما في ذلك روسيا، لمحاربة تنظيم “الدولة”. وأضاف أنه إذا كانت روسيا تريد حقاً محاربة تنظيم “الدولة” فلا يمكنها دعم الأسد في الوقت ذاته، لأن الأسد الذي يستخدم البراميل المتفجرة والأسلحة الكيمياوية ومختلف الأساليب لقتل المدنيين، هو الشخص المجنِّد لتنظيم “الدولة”. وأشار إلى أن تقديم الدعم الروسي للأسد سيرمي بالمعارضة السورية في أحضان تنظيم “الدولة”، ويقوي الشر الذي يقول بوتين إنه يريد محاربته، في حين اعتبر وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أن التدخل العسكري الروسي في سوريا، زاد من خطورة الوضع. وطالب فالون روسيا باستخدام نفوذها لإيقاف قصف الأسد مواطنيه، وشدد على ضرورة حل أزمة التدخل الروسي في سوريا، للتركيز على الخطر الأساسي وهو محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وكان الرئيسي الفرنسي فرانسوا هولاند، قد حذّر الأربعاء، من حرب شاملة بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط تمتد إلى أوروبا. وجدد هولاند التأكيد على موقف بلاده بأن أي حل للأزمة السورية يجب أن يكون على أساس وجود بديل للأسد، وقال: “يجب أن نبني في سوريا مستقبلاً سياسياً مع كل الذين يمكنهم المساعدة، بعيداً عن بشار الأسد أو داعش”.

 

بوتين لا يستبعد الجيش الحر من التعاون

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقاء عقده مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في “سوتشي” جنوب روسيا، الأربعاء، أنه “من السابق لأوانه تلخيص نتائج العملية العسكرية الروسية في سوريا، لكن ما تم إنجازه حتى الآن يستحق تقييماً عالياً”. وشكر بوتين الطيارين الروس الذين يعملون في سوريا وأسطول بحر قزوين الذي ضرب مواقع لـ”داعش” في سوريا من مسافة 1500 كيلومتراً باستخدام أسلحة عالية الدقة، وأصابوا جميع الأهداف، بحسب بوتين.

 

ورآى بوتين أن على الولايات الولايات المتحدة، التي تزعم أنها تعرف الوضع الميداني في سوريا، التعاون من خلال تسليم وزارة الدفاع الروسية للمعطيات وأحداثيات تمركز مسلحي “داعش” في الأراضي السورية. وقال “يزعم الأميركيون أنهم يعرفون الوضع لأنهم يعملون في الأراضي السورية منذ ما يزيد عن عام، وهم يعملون هناك بصورة غير شرعية، كما قلت لهم، ولكن إذا كانوا يعرفون الوضع أفضل منا فعلاً، عليهم أن يسلمونا إحداثيات الأهداف التي رصدوها حتى الآن، ونحن سنضربها”. وأضاف “في ما يخص مهمتنا المستقبلية، فإنني أعول على تنسيق هذا العمل مع أنشطة الجيش السوري على الأرض، لكي تساهم خطوات قواتنا الجوية في دعم العملية الهجومية للجيش السوري بصورة فعالة”.

 

وكشف بوتين أن نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند طرح  اقتراحاً يقضي بتوحيد جهود الجيشين السوريين النظامي والحر. وكلف بوتين وزير دفاعه بدعم هذه المبادرة، مع الحفاظ على المستوى الحالي من الاتصالات بالشركاء الأجانب الأخرين، لافتاً إلى أن وزارة الخارجية الروسية ستواصل بدورها الجهود في هذا المجال وستعمل مع جميع أطياف المعارضة السورية، إلا أن وكالة “رويترز” نفت عن مصادر فرنسية مقربة من هولاند أن يكون الرئيس الفرنسي قد تقدم بهذه المبادرة لبوتين.

 

وأنكر بوتين وجود الجيش الحر قائلاً “إننا لا نعرف حتى الآن أين يعمل هذا الجيش الحر ومن يتزعمه، لكن إذا كنا ننطلق من أنه جناح قتالي لما يسمى المعارضة السورية المعتدلة، فسيسمح توحيد الجهود، إن نجح، في النضال ضد العدو المشترك المتمثل في الجماعات الإرهابية”. وأكد أنه يستحيل إنجاح مهمة إطلاق الحوار السياسي من دون مشاركة الشركاء الأجانب، وبينهم السعودية وتركيا والولايات المتحدة وإيران والعراق، والدول المجاورة الأخرى.

 

من جهته كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا أقام اتصالات مباشرة مع الشركاء الأتراك بشأن أنشطة سلاح الجو الروسي في المناطق القريبة من الحدود السورية-التركية، موضحاً أن روسيا تنسق عملياتها في سوريا مع كل من  تركيا والولايات المتحدة، ومن المستحيل التغلب على تنظيم “داعش” من دون إقامة التعاون مع هذين البلدين.

 

في المقابل، وصف وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، الغارات الروسية على سوريا بأنها “خطأ جوهري”. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في روما: “لقد قلت سابقا إننا نعتقد بأن روسيا تعتمد الاستراتيجية الخاطئة. إنهم يواصلون ضرب أهداف ليست لتنظيم الدولة الإسلامية. نعتبر ذلك خطأ جوهريا”. وأضاف “رغم ما يقوله الروس، لم نتفق على التعاون مع روسيا طالما أنهم مستمرون باستراتيجية خاطئة وبضرب هذه الأهداف”. وأكد كارتر على أن واشنطن لن تتعاون مع موسكو عسكرياً في سوريا، لأنها تتبع “استراتيجية معيبة على نحو مأساوي” في سوريا، وأشار إلى أن أي تعاون لا يتجاوز مسألة سلامة الطيارين الأميركيين الذين يشنون ضربات على مواقع “داعش” في سوريا في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

 

في السياق، وصف السفير السوري في موسكو رياض حداد، الضربات الروسية بالدقيقة والفعالة، معتبرا أن ذلك بسبب التنسيق بين روسيا والجيش السوري الذي يحارب على الأرض وينقل إحداثيات للروس، مؤكداً على كذب التصريحات الغربية التي تتحدث عن ضرب المقاتلات الروسية السكان المدنيين. وادّعى حداد أن المقاتلات الروسية دمرت 40 في المئة من البنية التحتية  لـ”داعش”. وأن انضمام روسيا الى العملية العسكرية في سوريا أربك الإرهابيين الذين يستخدمون تكتيك حفر الأنفاق غير الفعال أمام الضربات الجوية الروسية المدمرة.

 

وأكد حداد على عدم وجود معارضين في المناطق التي يستهدفها سلاح الجو الروسي. حيث تجري العمليات ضد الإرهابيين في تنظيم “الدولة الإسلامية” وجبهة النصرة” و”جيش الفتح” و”جيش الإسلام”، بالإضافة إلى مجموعات صغيرة منضوية تحت رايتها، وأوضح أن المسلحين يمتلكون أسلحة كيميائية منذ زمن بعيد، وقد استخدموها بالفعل في مناطق خان العسل والغوطة الشرقية بريف دمشق وفي العراق. والحكومة السورية  طلبت في حينها من الأمم المتحدة إجراء تحقيق حول هذه الجرائم. وأكد أن أجهزة الأمن السورية تملك تسجيلات لمكالمات الإرهابيين تبين أنهم كانوا يطالبون بتسليمهم أسلحة كيميائية لاستخدامها بالفعل، بحسب حداد.

 

“النصرة” و”الزنكي” توقعان اتفاق صلح..بعد اشتباكات وضحايا

منهل باريش

اتفقت “جبهة النصرة” و”حركة نور الدين الزنكي” فجر الأربعاء، على وقف القتال الذي بدأ بينهما ظهر الثلاثاء، في ريف حلب الغربي.

 

ونصّ الاتفاق الذي تم تداوله مكتوباً بخط اليد، على رفع “الزنكي” للحاجز الذي تسبب بالنزاع، وإطلاق سراح المحتجزين من الطرفين، وأن توضح “الزنكي” موقفها من البيان الصادر عن مكتبها السياسي، والذي تضمن “تعريضاً ونسبة أفعال لجبهة النصرة تسيء إليها” بحسب الاتفاق. كما نص الاتفاق على تشكيل “لجنة شرعية” لفصل النزاع وفض الخلاف، والحكم في ما وقع من جناية القتل.

 

ووقّع على البيان الشرعي أبو سليمان المصري ممثلاً عن “النصرة” وأحمد رزق ممثلاً عن “الزنكي”، وحضر الاتفاق عدد كبير من وجهاء المنطقة وممثلين عن الفصائل المقاتلة في حلب.

 

مصدر مقرب من “جبهة النصرة” قال لـ”المدن”، إن “شهيداً سقط للجبهة وجرح أخرون”، فيما نشرت “المنارة البيضاء” صورة لأحد عناصر “النصرة” قُتل في معارة الأرتيق ويدعى أبو سليمان الموحد. وقال مراسل “المنارة البيضاء” إنه قتل “إثر إطلاق النار عليه من حاجز حركة نور الدين الزنكي”.

 

فيما أكد مصدر من “الزنكي” لـ”المدن”: “سقوط شهيد وعدد من الجرحى بعد هجوم جبهة النصرة على حاجز الأبزمو”.

 

ويأتي هذا الصدام بعد أيام قليلة على انضمام “حركة الظاهر بيبرس” و”لواء حلب المدينة” إلى “حركة نورالدين الزنكي”. وتعد “الزنكي” إحدى أكبر فصائل الجيش الحر في حلب، وتحظى بدعم شعبي كبير في أغلب مناطق ريف حلب الغربي.

 

وبدأت بوادر الخلاف تلوح بين الفصيلين، بعد وضع “حركة الزنكي” حاجزاً لها بالقرب من أحد حواجز “النصرة” بين الفوج 46 وبلدة الأتارب في ريف حلب الغربي، بحسب بيان لـ”النصرة”، ليتطور الأمر إلى اشتباك بين الفصيلين.

 

عضو المكتب السياسي في “نور الدين الزنكي” ياسر اليوسف، أكد أن الاتفاق حصل فجر الأربعاء، وإن “تبادل الأسرى لم يبدأ حتى اللحظة”. وعن بيان “النصرة” قال اليوسف: “إزالة حاجزنا كان مقرراً الساعة الخامسة عصراً، ولا شيء يبرر للنصرة هجومها على الحاجز”.

 

وأضاف اليوسف: “إن النصرة هي من بدأت باعتقال عناصرنا في أطمة وباقي المناطق”، واتهم اليوسف “النصرة” بأنها من عرقلت “غرفة عمليات الشيخ مقصود” من خلال “تبديل مندوبيها وتغيبها عن الاجتماعات”.

 

في مدينة حلب، خرج ناشطون بمظاهرة في حي بستان القصر دعماً لـ”الزنكي”، ونددوا باقتحام “النصرة” لمناطق الحركة، واتهموها بالتواطؤ مع الطيران الروسي وقوات النظام وتنظيم “الدولة” في الهجوم المتزامن على مقرات “الزنكي” في ريفي حلب الغربي والشمالي.

وردد المتظاهرون هتافات اعتبرت أن “النصرة” تسرق الثورة السورية. وساوت الهتافات بين زعيم النصرة أبي محمد الجولاني، وبين أحمد حسون مفتي النظام السوري الشهير بفتاويه المؤيدة لعمليات النظام العسكرية ضد المدنيين.

 

وأبدي العديد من الناشطين تخوفهم من أن تقوم “النصرة” بأعمال انتقامية ضد النشطاء المتظاهرين. فيما تبنت “الزنكي” حماية المتظاهرين، وقال ياسر اليوسف: “نحن نذرنا أنفسنا لحماية المدنيين ولأي مواطن حق التعبير في الشارع حتى لو هتف ضد الزنكي، وسننتصر بكل قوة وحكمة للمدنيين بوجه أي فصيل يتعدى عليهم”.

 

ويعتبر حي بستان القصر من أكثر مناطق حلب نشاطاً في الحراك الثوري السلمي، ما تسبب في تصفية واعتقال الكثير من ناشطيه من قبل النظام السوري وتنظيم “داعش” لاحقاً.

 

وقصف الطيران الروسي عدداً من مواقع الجيش الحر في ريف حلب، وقام باستهداف مقرات “لواء صقور الجبل” في حلب بعد أيام من قصف معسكر تابع للواء في منطقة معرة النعمان في ريف إدلب. وبث المكتب الإعلامي للواء شريطاً مصوراً يظهر الانفجارات في مستودعات الذخيرة إثر استهدافها بغارات جوية. وتزامن قصف الطيران الروسي مع تفجير قام به انتحاري من “الدولة الإسلامية” في أحد مقرات اللواء في ريف حلب الشمالي، ما أسفر عن تدمير البنية التحتية دون وقوع ضحايا.

 

ويشكل استمرار الطيران الروسي بقصف الجيش الحر عائقاً كبيراً في صد هجمات “الدولة الإسلامية”، خصوصاً أن فصائل الجيش الحر هي صاحبة قوة الردع الأكبر من خلال امتلاكها صواريخ “تاو” المضادة للدروع والتي تمنع “داعش” من التقدم في ريف حلب الشمالي.

 

ويأتي الصدام بين “النصرة” و”الزنكي” الذي يبدو أن اتفاق الصلح الموقع قد لن يوقفه، ليزيد تعقيد الأمور على الأرض. فـ”النصرة” لن تسمح لفصيل من الجيش الحر بأن يصبح قوة في شمال سوريا.

 

ومازال قضاء “النصرة” على “جبهة ثوار سوريا” و”حركة حزم” مثال سيء أمام “الزنكي” رغم قوتها العسكرية وحاضنتها الشعبية. وربما لسان حال قادة “الزنكي” اليوم: “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.

 

سنة حلوة يا بوتين.. الأسطورة والقاتل

علي السقا

مُجّد “القيصر”، وقُرِّع أيضاً، في عيد ميلاده. ففي مقابل ارسال التهنئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عيد ميلاده، بالقول: “عيد ميلاد سعيد لأعظم قائد على وجه الارض”، تحولت الاحتفالات في المقلب الآخر، الى ادانة انسانية. “بوتين يحتفل بعيد ميلاده فيما قطعه البحرية تقصف سوريا”.

 

هكذا، اختلف كثيرون على الرجل، ودوره، وعيد ميلاده. فهذه المناسبة، ما كانت لتحتل صدارة النقاشات في مواقع التواصل الاجتماعي الاربعاء، لولا أن روسيا، دخلت الحرب في سوريا من بابه الواسع.

 

ينافس بوتين دولته، ويكاد يختصر أدوارها. فالفعل نفسه، يحدد مسار الدولة. والدولة نفسها، قائمة في رجل! أُدين، كما طائراته، بقصف مناطق في سوريا، في تغريدات عربية… بينما، رفده الروس، بحشد كبير من المبالغات، لم تظهره كرئيس دولة فحسب، بل كـ”أسطورة”.

 

في التغريدات الروسية، يحاط فلاديمير بوتين بهالة من السحر أسبغها عليه محبوه، حولته عبر سنوات إلى “رجل خارق”. أقعده هؤلاء داخل لوحة تشبه كثيراً لوحات رجال أسطوريين يزخر بهم التاريخ. فغدا وفق وجهة نظرتهم، “المصارع الأخير من أجل الخير”، الذي يلبس درعاً وينفث النار من فمه حارقاً الأشرار أينما كانوا.

 

الصورة تلك، يُعبّر عنها في رسومات مختلفة. المصارع، والبطل، والمتعري، والحارق، وحبيب النساء… تعكس هذه الصورة التي رسخها محبوه، نزوعاً ما عند فئة منهم إلى تحفيز المخيلة على استيلاد أبطال لا يقهرون، ومنهم بوتين، في حين أن سياسة الرجل تجاه قضايا العالم والمنطقة العربية تفصح أن ما جرى ويجري يمكن إدراكه بالعقل.

 

في عيد ميلاده، اختلفوا حوله. نشط كثيرون تحت ثلاثة وسوم رئيسية في هذا اليوم “غير العادي” كما وصفه أحد محبي بوتين. بين #happybirthdaymrputin و #putinpeacemaker و#putindayhappy. استمد النقاش حول سياسة بوتين مرجعيته من التقابل بين روسيا السوفياتية، و”عدوّها” اللدود الولايات المتحدة. الأمر الذي يجعل من النقاش مفتقراً لأدنى حدود الموضوعية التاريخية.

 

ذلك أن روسيا ليست هي نفسها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، في وقت لا تبني القيادة الأميركية سياستها لمواجهة الروس وحدهم، في ظل تصاعد قوى أخرى على الساحة الدولية، مثل الصين والهند اللتين تجتمعان مع دول أخرى في مجموعة البريكس.

 

تشير الصور والملصقات التي تداولها المغردون إلى أن مؤيدي بوتين هللوا لروسيا البوتينية التي يبدو أنها تعمل على استرداد قوة ومكانة تاريخيين تهشمتا مع انهيار الاتحاد السوفياتي، وإن لم يعلنوا عن هذا المضمون صراحة. ولعل الأمر الجليّ هو ميل هؤلاء إلى اختصار تحقيق المستقبل المأمول ووظيفته طبعاً استعادة أمجاد الماضي، في شخصية بطل أوحد هو بوتين. يجد المتابعون الكثير من اللوحات الذي تظهر القوة الجسدية لبوتين، وقد انتشرت إحداها مظهرة الرئيس الروسي يضغط بعضلاته المفتولة على رقبة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي بدا واهناً!

 

الصورة الخارقة التي يحاول محبو بوتين تثبيتها، ومنها إطلاق لقب “قيصر” عليه، قابلها الرجل نفسه، وإن كان من أولئك الذين يتوانون عن إظهار قدر كبير من الاستعراض، برفض منحه هذا اللقب واستخدامه في مقابلة له مع صحيفة أميركية منذ نحو أسبوع.

 

الحرب في سوريا. داعش. “قوى الشرّ” التي تحكم هذا العالم، جعلت من بوتين رجل تحقيق الامن، من وجهة نظر محبيه. وفي المقابل، احتل الدخول الروسي على خط المشاركة العسكرية الأزمة السورية، مكانة بارزة في النقاش. فلم يبخل المعترضون على هذا التدخل بتقريع بوتين وتحقيره. هؤلاء، غالبيتهم من العرب وبعض الغربيين المعارضين لنظام بشار الأسد. ذكّر أحد المغردين أنه في “يوم بوتين يقتل الاطفال في سوريا”، مرفقاً تغريدته بصور لأطفال قتلى. فيما أظهرت تغريدات أخرى ما أسماه أصحابها “عملاً بطولياً” في وجه تنظيم داعش.

 

“داعش” يروّج لعملته الذهبية: المدنيون الخاسر الأكبر

رولا عطار

ليست المرة الأولى التي يُمنع فيها (أو يكون هناك توجه لمنع) تداول العملة السورية الصادرة عن الحكومة في المناطق الخارجة عن سيطرتها. فالبداية كانت من حلب حيث كان التوجه نحو استبدال العملة السورية بالليرة التركية كنوع من الضغط على النظام. وأخيراً أصدر “داعش” قراراً يمنع تداول العملة الورقية من فئة 500 و1000 ليرة، وسيتم تطبيقه منتصف الشهر الجاري في المدن والمناطق السورية التي تقع تحت حكمه. كذلك تمنع محلات الصرافة من صرفها وتداولها في الأراضي التي يسيطر عليها “داعش”، كما ورد في القرار.

القصد من إصدار هكذا قرارات الضغط على النظام وعلى عملته المتهاوية منذ خمس سنوات، لكن الوقائع تدل على أن المتضرر الأكبر من هكذا خطوة هم المدنيون وخصوصاً الموظفين الذين لا يزالوا يتقاضون رواتبهم من الحكومة السورية، وهي بطبيعة الحال ستكون من فئات الاصدار الجديد التي يروج لها في التداول أكثر من الاصدارات السابقة.

وحول هذا القرارا الذي أصدره “داعش”، يقول عضو حملة “الرقة تذبح بصمت” حمود الموسى لـ “المدن” إن منع تداول العملة السورية في مناطق “داعش” سيشكل بكل تأكيد ضغطاً مالياً جديداً على السكان، والمدنيون سيكونون الخاسر الأكبر. وما يريده “داعش” هو الترويج لعملته الذهبية التي لا يستطيع أي أحد التعامل بها بسبب غلائها، وكذلك الضغط على النظام الذي يريد بدوره الترويج لعملته الورقية التي لم يعد لها قيمة تذكر. وقد شمل المنع العملة المطبوعة حديثاً من فئتي 500 و1000 ليرة. أما العملة المتداولة سابقاً كفئة 50 او 100 او 200 ليرة، فستبقى متداولة بشكل طبيعي. ولكن لا يمكن منع جميع العملات المتداولة في مدينة الرقة كالليرة السورية أو الدولار الاميركي، بحسب الموسى.

ويضيف الموسى أنّ الموظفين هم أكثر المتأثرين سلباً من تطبيق هذا القرار، لأن الغالبية العظمى منهم لا تزال تتقاضى اجورها بالليرة السورية، بينما الدولار الأميركي عملة التحويل الى داخل البلد من المهجرين إلى الخارج والذين يعملون لإعالة أهلهم في مدينة الرقة. وأمام هذا الواقع لا يستطيع أهالي الرقة إبداء أي ردة فعل، فكل ردة فعل تعتبر من باب معارضة التنظيم ومن يعارض التنظيم فهو كافر والكافر يقتل في “شرع داعش”.

على المستوى الإقتصادي، فإن هذه القرارات لا تؤثر أو تشكل ضغطاً على النظام بشكل مباشر، وذلك لأن المحافظات الخارجة عن سيطرة الحكومة باتت شبه مغلقة على الاقتصاد السوري لأسباب أمنية وهي تؤمن مستلزماتها من الخارج، وبالتالي هي غير محسوبة على الاقتصاد السوري.

من جهته يقول أحمد الرمضان، من سكان مدينة دير الزور، لـ “المدن” إن مثل هذا القرار سيدفع بالكثيرين إلى مبايعة “داعش”، خاصة وأن تداعياتها ستطال النسبة الأكبر من السكان الذين لم يبايعوا التنظيم ويعتمدون في معيشتهم على الراوتب التي تأتيهم من النظام بالعملة السورية، وبالتالي سيضطرون إلى مبايعته أو العمل معه لتأمين معيشتهم وإلا فإن عائلات كثيرة ستكون مهددة بالفقر.

وعليه، يمكن الاستنتاج أنّ هناك مصالح متبادلة بين “داعش” والنظام، وإن بشكل غير معلن وغير منظّم، لأن الطرفين يضغطان على المواطن. فمدينة الرقة، تشهد ارتفاعاً كبيراً للأسعار. وقرار منع التداول بالعملة السورية الذي أصدره التنظيم سيزيد الأمر سوءاً، وفي المقابل، النظام يأبى أن يسلم رواتب موظفيه الذين يعتبرهم على رأس عملهم في مدينة الرقة، إلا بهذه الاوراق النقدية.

 

كتائب “أبو عمارة” تتهيأ للانضمام الى”حركة أحرار الشام

خالد الخطيب

| الأربعاء 07/10/2015 شارك المقال : 32084Google +10

كتائب “أبو عمارة” تتهيأ للانضمام الى”حركة أحرار الشام”

لكل من “أحرار الشام” و”أبو عمارة” مصلحة في الاندماج المرتقب (إنترنت)

مشاورات واجتماعات مكثفة، يعقدها ممثلو “حركة أحرار الشام الإسلامية” وكتائب “أبو عمارة” للمهام الخاصة، في حلب، ويُفترض أنها ستتوج بانضمام رسمي للكتائب إلى صفوف الحركة.

 

مسؤول الإعلام العسكري لـ”حركة أحرار الشام الإسلامية” أبو اليزيد، أكد لـ”المدن”، أن كتائب “أبو عمارة” للمهام الخاصة كانت قد تقدمت بطلب الانضمام للأحرار، منذ فترة، وتمت الموافقة المبدئية عليه. وتبع ذلك مشاورات حول الأمور الإدارية والتنظيمية التي ستؤمن دخولاً سلساً للكتائب إلى صفوف الحركة.

 

وأشار أبو اليزيد إلى أن كتائب “أبو عمارة” تُعد من أبرز الفصائل الثورية العاملة في حلب، والتي تميزت بأعمالها النوعية ضد قوات النظام، على مدى الأعوام الماضية، ويمكن اعتبار انضمامهم إلى صفوف الحركة مكسباً كبيراً. وأضاف أبو اليزيد أن الإعلان الرسمي عن الاندماج سيصدر قريباً حالما تنتهي الأمور التنظيمية.

 

وأشار أبو اليزيد إلى أن كتائب “أبو عمارة” ليست الفصيل الوحيد الذي انضم للحركة في حلب، حيث سبقها “لواء أسود الشام” الذي يعمل حالياً على الجبهات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” ومع قوات النظام في ريف حلب الشمالي.

 

وتعتبر كتائب “أبو عمارة” من الفصائل الصغيرة التابعة للمعارضة السورية المسلحة في حلب، لكنها ذات صيت ذائع بسبب أعمالها الأمنية النوعية في مناطق سيطرة قوات النظام في حلب، وخاصة عمليات الاغتيال التي تستهدفت قادة وشخصيات مهمة في ميليشيا “الدفاع الوطني” وضباطاً ذوي رتب عالية في قوات النظام.

 

وتأسست “أبو عمارة” في منتصف العام 2012، بعدما كانت سرية صغيرة لا يتجاوز عدد عناصرها 100 مقاتل، أغلبهم طلاب جامعيون شاركوا في التظاهرات السلمية التي كانت تشهدها جامعة حلب في ذلك الوقت. وأصبحت “أبو عمارة” في ما بعد قوة لا يستهان بها بعدما تسلمت جبهات متعددة ضد قوات النظام، بعد دخول المعارضة المسلحة مدينة حلب.

 

لكتائب “أبو عمارة” سمعة طيبة في الأوساط المعارضة، لكن شعبيتها تراجعت بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على مساحات واسعة من المناطق المحررة في حلب. حينها اعتزلت الكتائب قتال التنظيم، واعتبرت القتال فتنة، لأنها تستند في منهجها إلى السلفية الجهادية.

 

وواجهت الكتائب في ما بعد نقداً لاذعاً من مختلف الفعاليات والفصائل المعارضة في حلب، بخصوص موقفها المحايد، إزاء ما يحدث على جبهات التنظيم. ما أجبر “أبو عمارة” على الخروج عن صمتها، لتعلن في بيان لها في 3 حزيران/يونيو 2015، شرعية قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” وضرورة دفعه باعتباره عدواً صائلاً يجب مقاتلته.

 

وبعد أيام على بيان الكتائب لقتال التنظيم، جرت محاولة لاغتيال قائدها مهنا جفالة، في تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارته الخاصة في حلب، فقد على إثرها أطرافه السفلية. وقيل حينها إن العملية من تدبير خلية عميلة للتنظيم، تنشط ضمن مناطق المعارضة في حلب.

 

لكل من “أحرار الشام” و”أبو عمارة” مصلحة في الاندماج المرتقب؛ حيث تضاعف “الأحرار” من خلاله تواجدها في حلب لتصبح في مصاف الفصائل البارزة من حيث العدة والعتاد وتصبح معه رقماً صعباً تشترك من خلاله في رسم السياسات والخطط على الساحة الحلبية المعارضة. وكما هو معروف فحركة “أحرار الشام” تتمركز بشكل كبير في إدلب، ومازالت ضعيفة الوجود والانتشار في حلب.

 

كما يؤمن الاندماج الحماية والاستمرار لكتائب “أبو عمارة” التي لا يتجاوز عدد عناصرها إلى الآن 300 مقاتل. وخطوة الكتائب بانضمامها للحركة طبيعية في هذه الظروف التي تمر بها المعارضة المسلحة في حلب، بشكل خاص، وفي عموم سوريا بشكل عام.

 

كما أن الفصيلين يتشابهان في مرجعيتهما “السلفية العلمية” أو ما يمكن تسميته بـ”السلفية الإصلاحية” كمرحلة متقدمة عن “السلفية الجهادية” التي تتصف بتقادمها. كما أن للداعمين و”أصدقاء سوريا” دوراً كبيراً في الدفع باتجاه دمج الفصائل الصغيرة في فصائل أكبر.

 

من ناحيته، أكد مدير المكتب الإعلامي لـ”حركة أحرار الشام” عمار نصار، لـ”المدن”، أن المرحلة الراهنة التي تعيشها المعارضة في حلب، فرضت واقعاً جديداً على كافة الفصائل، من حيث العمل على تنسيق الموقف العسكري والسياسي، ليتوج في ما بعد بعمليات اندماج كبرى، من شأنها أن تعزز من موقف المعارضة في مختلف الجبهات. وتوقّع نصار أن الاندماج لو تحقق سيدفع باتجاه تغيرات فعلية على الأرض، في الأداء والتكامل.

 

ويبقى الشارع الحلبي على انتظار مفاجآت أكبر من خبر انضمام كتائب “أبو عمارة” إلى “أحرار الشام الإسلامية”، فيما يرى البعض أنها بداية إندماجات أكبر لفصائل المعارضة في حلب، التي أجبرتها ظروف المرحلة الحالية على التفكير ملياً في رص صفوفها، لتبدو أقوى في مواجهة الأخطار المتنامية التي تهدد وجودها.

 

عصابات روسية تحاول بيع “داعش” عناصر نووية

أورد تقرير بعنوان “عصابات روسية تحاول بيع عناصر مشعة لإرهابيي داعش في مولدافيا” نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية، الأربعاء، أن السلطات المولدافية بالاشتراك مع مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي “اف بي اي” قامت بمنع وصول مواد نووية إلى أرهابيي “الدولة الإسلامية” في الشرق الأوسط وأفريقيا.

 

وقال التقرير إن عصابات إجرامية لها ارتباطات روسية، تدير سوقاً سوداء للعناصر النووية شرقي أوروبا، وفي كثير من الأحيان، وُجدت نية واضحة من الباعة في إيصال تلك العناصر إلى الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط، ومنها “الدولة الإسلامية”.

 

وقامت السلطات المولدافية بالتعاون مع “اف بي اي” بتعطيل أربع محاولات من قبل العصابات لبيع عناصر مشعة في مولدافيا. وآخر محاولة معروفة، كانت في شباط/فبراير 2015، عندما حاول المُهربون عرض كمية وفيرة من السيزيوم المشع كافية لتلويث أحياء واسعة من مدينة، وهم يبحثون عن مشترين من “الدولة الإسلامية”.

 

المفاجئ في الموضوع، أن المشتبه الرئيسي في العملية قد تبخر، وصدرت أحكام هزيلة بالسجن على آخرين، وهرب زعماء العصابات بمعظم حمولتهم من العناصر النووية.

 

السلطات المولدافية، قالت إن تعليق التعاون بين الغرب وروسيا، يعني أن الصعوبة ازدادت في معرفة إذا كان المهربون يجدون طرقاً لنقل أجزاء من المخزونات الروسية العملاقة من العناصر المشعة، وأي من تلك الأجزاء سيجد طريقه إلى السوق السوداء.

 

أحد وجوه المشكلة، هي أنه خلال محاولات وقف التهريب، كانت هناك نزعة من قبل السلطات للانقضاض على المشتبه بهم في مراحل التهريب الأولى، ما يُعطي زعماء العصابات فرصة للهرب مع حمولتهم النووية، في ظل مؤشرات على أن التهديد من قبل السوق السوداء النووية هي خارج السيطرة.

 

القضية الأكثر شهرة، كانت في ربيع العام 2011، خلال التحقيق مع مجموعة تقاد من “الكولونيل” الذي تعتقد السلطات المولدافية بأنه ضابط من المخابرات الروسية “FSB” المعروفة سابقاً باسم “KGB”. الوسيط في تلك العملية كان يعمل لصالح “الكولونيل” لترتيب بيع قنبلة تحوي “يورانيو مخصب-235” لشخص سوداني

 

قال إن تطورات سوريا ليس لها علاقة بالتحفظ الأمريكي

«مجتهد»: إلغاء زيارة الملك «سلمان» إلى روسيا بعد تحفظ أمريكا

قال المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، إنه «تقرر تجميد» فكرة زيارة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» لروسيا «بعد وصول إشارات تحفظ من أمريكا».

 

وأضاف «مجتهد» في تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اليوم الخميس، أن «الطرفين (الرياض وواشنطن) كانا قد تحدثا عن الزيارة التي كان يفترض أن تتم خلال 2015».

 

وعن علاقة التحفظ الأمريكي بتطورات سوريا الأخيرة، قال «مجتهد»: «يبدو أن تطورات سوريا ليس لها علاقة بالتحفظ الأمريكي لأن النشاط الروسي في سوريا حصل بعلم وموافقة الأمريكان وبإحاطة السعودية بالتفاصيل».

 

المغرد الشهير لفت إلى أنه «قد يكون السبب قلق الأمريكان من إتمام صفقة أسلحة سعودية روسية تتضمن منظومة الدفاع الجوي إس إس 300 و 400 التي لاترغب أمريكا أن تصل للسعودية».

 

وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، «ميخائيل بوغدانوف»، قال في أغسطس/آب الماضي، إن العاهل السعودي، سيزور موسكو قبيل نهاية العام الجاري، دون مزيد من التفاصيل عن موعد الزيارة وأهدافها.

 

يشار إلى أن الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، طرح خلال زيارة وزير خارجية النظام السوري، «وليد المعلم»، إلى موسكو في شهر يونيو/حزيران الماضي، إقامة تحالف رباعي، يضم كل من السعودية وتركيا والأردن وسوريا لمواجهة الإرهاب، وجدد هذا الطلب في تصريحات أخرى، غير أن التدخل العسكري الروسي في سوريا نهاية الشهر الماضي، قد يغير الكثير من الأمور.

 

وكان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، قد زار روسيا في يونيو/حزيران الماضي، استجابة لدعوة الحكومة الروسية وتوجيه العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز».

 

وجاءت زيارة الأمير «محمد بن سلمان» إلى روسيا ولقائه مع الرئيس «فلاديمير بوتين»، بعد حوالي أربع سنوات من تجميد العلاقات بين موسكو والرياض على خلفية الأزمة السورية .

 

ومنذ نهاية الشهر الماضي تشن روسيا غارات على سوريا لدعم «بشار الأسد»، وهي الغارات التي اعترضت عليها وأدانتها السعودية.

 

وقبل أيام قال وزير الطاقة الروسي «الكسندر نوفاك» إن روسيا والسعودية ستبحثان التعاون الثنائي خلال اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين، نهاية أكتوبر/تشرين أول الجاري.

 

وأوضح «نوفاك» في تصريحات للصحفيين السبت الماضي في موسكو أن اجتماعات اللجنة المشتركة الروسية – السعودية ستبحث في مشاريع مشتركة، وتطوير التجارة والتعاون الاقتصادي في كل المجالات وليس في قطاع الطاقة وحده.

 

معارك وشيكة للنظام والمعارضة بسهل الغاب  

يزن شهداوي-ريف حماة

 

بدأت معالم معارك سهل الغاب بريف حماة الغربي تلوح في أفق الساعات القليلة القادمة، بعد أن فشلت قوات النظام المدعومة بقوات برية روسية يوم أمس في اقتحام قرى وبلدات الريف الشمالي الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، وتكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

 

فقد شرعت قوات النظام بحشد قواتها وعناصر من قوات روسية وإيرانية في معسكر جورين بسهل الغاب في ريف حماة لبدء معارك سهل الغاب، حيث بدأت قصفا صاروخيا عنيفا على سهل الغاب وكفرنبودة، إلى جانب الغارات الروسية، وفق الناشط حيان المحمد بريف حماة.

 

وأضاف الناشط أن النظام يحاول القيام بعمليات عسكرية خاطفة للوصول إلى نقاط عالية في ريف حماة منذ ساعات صباح اليوم الأولى ولكن الثوار أوقفوا تقدمهم من جديد، وقاموا بتدمير مدفع “شيلكا” للنظام.

 

وأحصى حيان 22 غارة جوية شنها الطيران الحربي الروسي على قرى وبلدات ريف حماة، قصفت من خلالها صواريخ وقذائف عنقودية النوع، تركزت معظمها على كفرنبودة والصياد وكفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي.

 

خسائر

من جانبه أفاد أبو محمد -وهو قيادي عسكري في الجيش الحر- للجزيرة نت بأن النظام المدعوم من روسيا وإيران فشل رسميا يوم أمس في خطته الرامية للوصول إلى كفرنبودة والحماميات ولم يستطع اقتحام أي نقطة من نقاط الثوار في ريف حماة الشمالي رغم مساندة الطيران الجوي الروسي له على مدار ساعات المعركة.

 

وصرّح بأن 22 دبابة دمّرت للنظام بالإضافة لثلاث عربات ناقلات جند وأربعة مدافع ثقيلة في ريف حماة الشمالي عبر صواريخ “الكورنيت” التي أوقفت تقدم النظام بشكل كبير.

 

وأضاف أن الثوار مستعدون لأي هجوم قادم، وأن الكلمة على الأرض لهم، مشيرا إلى أن وقوفهم يوم أمس في وجه النظام إلى جانب بعضهم البعض كان له أثر كبير في صده.

 

كما أشار أحد العاملين في مشفى حماة الوطني -رفض ذكر أسمه لدواعِ أمنية- إلى وصول عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام ومليشياته، موضحا أن المشفى شهد أمس ارتباكا كبيرا مع وصول الجرحى من المقاتلين الروس.

 

وعلمت الجزيرة نت عبر مصادرها من داخل المطار العسكري بحماة بأن النظام قام بتجهيز مشفى متطور جدا في مدينة محردة الموالية للنظام بريف حماة لمعالجة واستقبال القتلى والجرحى من القوات الروسية بشكل خاص.

 

كما أن مطار حماة العسكري شهد يوم أمس خلافات كبيرة بين ضباط المخابرات السورية والقيادات الإيرانية من جهة والقيادات الروسية من جهة أخرى بسبب فشل خطة الاقتحام وتكبد الروس خسائر بشرية ومادية.

 

براميل الأسد سبب هجرة السوريين لأوروبا  

خالد شمت-برلين

كشف أول استطلاع ميداني للرأي -أجري بين اللاجئين السوريين القادمين مؤخرا إلى ألمانيا- أن السبب الرئيسي لمغادرتهم بلدهم هو البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات جيش النظام وليس “عنف” تنظيم الدولة الإسلامية، وتمنى أكثرهم العودة لبلادهم بمجرد رحيل الرئيس بشار الأسد.

 

وأجرت الاستطلاع منظمة “تبنوا الثورة” المكونة من ناشطين ألمانيين وسوريين، وأشرف على الاستطلاع  مركز “برلين للبحوث الاجتماعية”، وشمل تسعمئة لاجئ تم اختيارهم عشوائيا من القادمين حديثا إلى مراكز الاستقبال الأولية بخمس ولايات ألمانية.

 

وقال 95% من المشاركين في الاستطلاع -الذي تم عرض نتائجه الأربعاء بمقر المؤتمرات الصحفية للحكومة الألمانية في العاصمة برلين- إنهم فروا من بلادهم بسبب الاضطرابات الدامية المستمرة.

 

وحمل 70% من المستطلعين الأسد مسؤولية هذه الاضطرابات بينما ألقى 32% بالمسؤولية على تنظيم الدولة و18% على الجيش السوري الحر، و16% على تنظيم القاعدة وجبهة النصرة، و8% على المسلحين الأكراد.

 

الاعتقال والبراميل

وأرجع 86% من المستطلعين السبب الثاني لمغادرتهم سوريا إلى خوفهم من الاعتقال، من النظام وتنظيم الدولة.

وذكر 73% من الذين شملهم الاستطلاع أن حياتهم كانت مهددة من البراميل المتفجرة التي يواصل جيش النظام قصف المدن المختلفة بها، وأوضح الاستطلاع أن 58% من هذه النسبة كان يمكنهم البقاء ببلادهم لو توقف قصف هذه البراميل المتفجرة بإقامة منطقة آمنة يحظر على جيش الأسد التحليق فيها، في حين اعتبر 24% أن تقديم مساعدات إنسانية أكثر للسوريين في مدنهم المضطربة كان سيساعدهم على البقاء فيها.

 

وقال 52% من المستطلعين إنهم سيعودون لبلادهم إذا رحل الأسد، بينما أوضح 8% أنهم يفضلون البقاء في ألمانيا، لكن نحو النصف ممن عبروا عن الرأي الأخير رأوا أن إزاحة الأسد من السلطة تمثل مفتاحا لعودة السوريين لبلادهم.

 

واعتبر إلياس بيرابو -مؤسس منظمة “تبنوا الثورة” التي أجرت الاستطلاع- أن أبرز نتيجة أظهرها هذا الاستطلاع بوضوح هي رغبة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين وصلوا موخرا لألمانيا في العودة لسوريا دون الأسد.

 

رحيل الأسد

وقال بيرابو -في تصريح للجزيرة نت- إن نتيجة استطلاع الرأي جاءت مخالفة للتصور السائد لدى الرأي العام الألماني من أن “إجرام تنظيم الدولة وراء لجوء السوريين إلى أوروبا، حيث أظهرت بوضوح أن أكثرية السوريين سلكت طريق اللجوء الطويل للدول الأوروبية خوفا على حياتها من براميل الأسد المتفجرة وليس من عنف التنظيم”.

 

وأضاف أنه “إذا أردنا الحديث عن سوريا فلا ينبغي التركيز فقط على تنظيم الدولة كما يحدث الآن، لأن المطلوب قبل أي شيء هو حل سياسي أساسه رحيل الأسد حتى تتجه الأوضاع للاستقرار”، ورأى “أن الحملة الجارية ضد تنظيم الدولة لن تحقق شيئا طالما ظل رئيس النظام السوري بالسلطة”.

 

وخلص إلى أن اللاجئين يرون أن مخرج بلادهم من أزمتها يكمن في تدخل عاجل من المجتمع الدولي لإقامة منطقة آمنة من القصف بالبراميل المتفجرة فوق الأراضي السورية.

 

في السياق يشير حايد حايد -عضو منظمة “بدائل لتحقيق السلام في سوريا” إحدى المنظمات المشاركة في استطلاع الرأي- إلى أن “السوريين يرون في الأسد عدوهم الأول، ويأتي تنظيم الدولة في المرتبة الثانية”، وتابع “أن اللاجئين طالبوا بحل سياسي عادل وشامل يقضي برحيل الأسد ومحاسبة القتلة”.

 

ونقل حايد عن اللاجئين أن هاجس السوريين المتواجدين في الداخل هو في البراميل المتفجرة التي تلقيها قوات النظام.

 

وفي سياق النتيجة التي كشف عنها استطلاع الرأي بين اللاجئين السوريين، دعا جيم أوزدمير -رئيس حزب الخضر الألماني المعارض- حكومة المستشارة أنجيلا ميركل إلى “إدراك أن السبب الرئيسي للجوء السوريين هو الأسد وبراميله المتفجرة.

 

وقال أوزدمير -في تصريحات صحفية ببرلين- إن “إيقاف إرهاب تنظيم الدولة مطلوب لكن السلام في سوريا لا يمكن تحقيقه بوجود بشار الأسد”.

 

الناتو: نشاط روسيا في سوريا مقلق وسندافع عن حلفائنا

بروكسيل – فرانس برس

ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس بالنشاط العسكري الروسي في سوريا، معتبراً إياه “تصعيداً مقلقاً”، في وقت تكثف موسكو ضرباتها دعما نظام بشار الأسد منذ أسبوع.

وقال ستولتنبرغ للصحافيين لدى وصوله للمشاركة في اجتماع لوزراء الدفاع الـ28 للحلف الأطلسي في بروكسل: “لاحظنا في سوريا تصعيداً مقلقاً للنشاطات العسكرية الروسية”، مضيفاً “سنعمل على تقييم آخر التطورات وانعكاساتها على أمن الحلف”. وأضاف “هذا واضح نظراً للانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي للحلف الأطلسي من طائرات روسية”.

وأضاف “شهدنا ضربات جوية وإطلاق صواريخ وشهدنا عمليات اختراق للمجال الجوي التركي، وكل ذلك يدعو بالطبع إلى القلق. عبرنا عن هذا القلق ونبقى على اتصال وثيق مع السلطات الروسية”.

كما أكد على وجود “حاجة أكبر من أي وقت مضى إلى مبادرات لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا”.

وردا على سؤال عما إذا كان الحلف الأطلسي مستعداً لدرس إمكانية توسيع مهمته على ضوء القصف الصاروخي الروسي الأخير، قال ستولتنبرغ إن “الحلف الأطلسي قادر وجاهز للدفاع عن جميع حلفائه بمن فيهم تركيا”.

من جهة أخرى، تحدث عن تدابير لزيادة جاهزية الحلف الأطلسي اتخذت بالأساس رداً على التدخل الروسي لدعم الانفصاليين الموالين لموسكو في أوكرانيا، مشيراً إلى إنشاء قوة رد سريع تبدأ العمل اعتبارا من العام المقبل. وأوضح أن قوة التدخل هذه التي ستضم حوالي 13 ألف عنصر يمكن نشرها شرقا وجنوبا إذا اقتضت الحاجة.

ويهيمن النزاع في سوريا على اجتماع وزراء دفاع الحلف الأطلسي الذي كان مقررا منذ وقت. وينعقد الاجتماع في وقت يتفاقم التوتر مع موسكو التي تكثف تدخلها العسكري في سوريا، ما أتاح لرئيس النظام السوري بشار الأسد شن عملية برية واسعة النطاق بغطاء جوي من الطائرات الحربية الروسية.

وأكدت واشنطن التي تقود ائتلافا عسكريا ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، مجدداً الأربعاء أنها لا تتعاون مع موسكو بشأن ضرباتها الجوية في سوريا باستثناء التنسيق بشأن إجراءات السلامة الأساسية للطيارين، ووصف وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر التدخل الروسي في هذا البلد بأنه “خطأ أساسي”.

 

أبو علي بوتين” يخطف الأضواء من “أبو حافظ بشار”

العربية.نت – عهد فاضل

نجم الصفحات الموالية لرئيس النظام السوري، هو بلا شك، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي أصبح اسمه “أبو علي بوتين”.

ولوحظ في الساعات الأخيرة، وبعيد التدخل العسكري الروسي لإنقاذ بشار الأسد، من سقوط وشيك، أن صور رئيس النظام بدأت بالاضمحلال، في مقابل توسع صور الرئيس الروسي، ومن خلال “التفنن” الهَوَسي” بصور الطائرات الروسية والقاذفات.

وقد أدى التركيز المفرط على الجيش الروسي، ودوره في حماية النظام السوري، إلى درجة احتج فيها كثير من أنصار النظام على هذا التكريم المفرط، وبأن لا يجب “نسيان أبطال جيشنا”، بسبب تجاهل وإهمال كل “نجوم الموالين” التي كانت تتنقل بين الصفحات، تنقّل الغزلان في الصحاري.

تعود قصة “أبو علي” إلى مجموعة من التعابير والمخاطبات الشفوية التي درجت في أوساط الجيش السوري منذ نهاية سبعينات القرن الماضي، حيث ينادى على الفرد أو الضابط، بهذا اللقب أو النسبة. وهي دلالة من دلالات الأصل المناطقي للمنادى عليه. ومثلها كان يخاطب الرئيس السابق حافظ الأسد بـ”أبو سليمان” تيمناً بأبيه.

حافظ الأسد لم يسمّ أحداً من أبنائه باسم أبيه مفرط القسوة

علماً أن الرئيس السابق لم يسمّ أحداً من أبنائه باسم أبيه، لسبب غير معلوم. إلا أن تكهّنات رأت أن سبب عزوف حافظ الأسد عن تسمية واحد من أبنائه باسم جدّهم، هو أن سليمان الأسد، والد حافظ وجد بشار، كان مفرطاً في القسوة في تعامله مع أبنائه. وكان يضرب الواحد منهم ضربا مبرّحاً ومهيناً وأمام العامة.

تمهيد لحل ميليشيا الدفاع الوطني وسخط على صاحب القرار الروسي

وتنقل الأخبار من المنطقة، أن لحافظ الأسد أخاً انتحر بسبب ما تعرض له من ضرب مفرط على يد أبيه سليمان. حيث وضع بندقية الصيد “الجفت” في فمه وأطلق النار، فقضى في وقته على الفور.

ولم يكن سبب تعرضه للضرب إلا أنه قد اضاع النقود التي حمّله إياها الأب. ولمّا سأله عن كيفية ضياع النقود في الطريق، لم يجد الابن المنتحر سببا يقنع فيه الأب. فقام الأخير بضربه ضرباً مبرحاً أمام أهل القرية. ولم يكن من المسكين إلا أن أقدم على الانتحار بسبب الإهانة والتحقير أمام الجميع. وهذه القصة “توجع” آل الأسد كثيراً، لما فيها من إهانة عميقة لجد الأسرة الذي كانت قسوته سبباً في انتحار ابنه.

من هنا، يقول العارفون، عزف حافظ عن أن يكنى بـ”أبو سليمان” رسمياً – كان الناس يخاطبونه بأبي سليمان نفاقاً وتجميلاً بينما هو أصلا لم يسمّ واحداً من أولاده باسم أبيه- بل كان “أبو باسل” وهو ابنه الأكبر الذي قضى في حادث سير أول تسعينات القرن الماضي. حيث اضطر مرة ليقول مداعباً جمهور رياضة الخيول: “لقد ظلمت معكم وأنت تنادون على السيد الرئيس بأبي سليمان، بينما هو أبو باسل. فضيّعتم حقي”.

أبو حافظ بشار وأبو علي بوتين

الابن البكر لرئيس النظام السوري تسمّى بحافظ، على الفور، تيمناً بجدّه الرئيس السابق. على عكس حافظ الأب الذي رفض تسمية واحد من أبنائه باسم أبيه. وبدأ نداء “ابو حافظ” يغزو شفويات الشارع الموالي منذ سنوات، وازداد كثافة في سنوات الثورة السورية ضد حكم الأسد. بعد أن كبر الحفيد وتعرف إليه الشارع الموالي وتلقى التبريكات على إتمام مرحلة التعليم الأساسي.

الآن، يغزو “أبو علي بوتين” ألسنة أنصار الأسد. فهم في الأصل قد تلقوا “تربية عسكرية لا تؤمن إلا بالأقوى والأضعف” كما تقول مناهج نقدية. أي أن العقلية العسكرية تفترض أن الآخر “إما فوق أو تحت، إما آمر أو مأمور”. فجاء “أبو علي بوتين” ليعكس تلك الثقافة التي لم تترك في أي شعب “إلا دماراً قيمياً بالغ الخطورة”. إذ ليس من الطبيعي أن يكون محدّثك إما خاضعاً لأوامرك أو أن تكون خاضعاً لأوامره. فهناك احتمال “أن يكون مثلك، لا آمر ولا مأمور”.

استولى “أبو علي بوتين” على “أبو سليمان” و”أبو حافظ” انطلاقاً من الذهنية العسكرية التي لا تترك إلا مستويين للتعامل: تَأْمر أو تُؤمَر. وهذا ما جرى، وانتشر “أبو علي بوتين” كالنار في هشيم ألسنة الموالين وصفحاتهم.

بل توسّع الاستخدام إلى درجة أن الشارع الموالي ضاق ذرعاً بشائعة مفادها أن هناك اتجاهاً لحل قوات ما يعرف بالدفاع الوطني والميليشيات المرتبطة به.

فقال بعض الموالين إن هذا “بسبب الروس” هم الذين يريدون حل قوات الدفاع الوطني. وعبروا عن سخطهم لما يقوم به “أبو علي بوتين” بدلاً من مؤسسات “وزارة الدفاع” أو بدلا مما يجب أن يقوم به “أبو حافظ بشار” الذي أصبح أثراً بعد عين التدخل الروسي العسكري، إلى درجة قول بعض الظرفاء إنه لو ترشّح بوتين مقابل بشار، للفوز بمنصب محافظ اللاذقية، لفاز “أبو علي بوتين” بأغلبية ساحقة.

 

واشنطن: أغلب ضربات #روسيا استهدفت المعارضة المعتدلة

واشنطن غير مقتنعة بعمليات روسيا في سوريا

واشنطن- فرانس برس

أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أن أكثر من 90 بالمئة من الغارات الجوية الروسية في سوريا لا تستهدف تنظيم داعش أو فصائل مرتبطة بتنظيم القاعدة بل تستهدف فصائل مسلحة سورية معتدلة تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي إن “أكثر من 90 بالمئة من غاراتهم التي شهدناها لم تكن ضد تنظيم داعش أو ضد إرهابيين مرتبطين بالقاعدة. لقد كانت في قسمها الأكبر ضد مجموعات معارضة”.

 

أردوغان يحذر روسيا من خسارة بناء مفاعل تركيا النووي

اسطنبول – رويترز

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تستطيع أن تحصل على الغاز الطبيعي من أماكن أخرى غير روسيا، وإن دولاً أخرى قد تبني المحطة النووية الأولى لتركيا، وذلك في أعقاب الاختراقات الروسية للمجال الجوي التركي خلال حملتها الجوية في سوريا.

ودخلت الطائرات الروسية المجال الجوي التركي مرتين مطلع الأسبوع. ومنذ ذلك الحين تعرضت أنظمة صواريخ في سوريا وطائرات مجهولة الهوية لمقاتلات تركية من نوع أف-16.

ونقلت صحف من بينها صباح التركية اليومية عن أردوغان قوله للصحافيين أثناء توجهه إلى اليابان في زيارة رسمية “لا يمكن أن نقبل بالوضع الحالي. التفسيرات الروسية لانتهاكات المجال الجوي غير مقنعة.”

وقال إنه مستاء مما حدث، لكنه لا ينوي في الوقت الحالي التحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال “على روسيا أن تأخذ هذه الأمور في الحسبان. إذا لم يشيد الروس “أكويو” فسيأتي آخرون ويشيدونها”، مشيرا إلى المحطة النووية المزمع إقامتها في جنوب تركيا.

كانت تركيا كلفت في 2013 روساتوم المملوكة للحكومة الروسية ببناء أربعة مفاعلات قدرة 1200 ميغاوات لكن موعد بدء تشييد أول مشروع محطة نووية تركي لم يتحدد بعد.

وقال أردوغان “نحن أكبر مستهلك للغاز الطبيعي الروسي. فقد تركيا سيكون خسارة كبيرة لروسيا. إذا اقتضى الأمر فبمقدور تركيا الحصول على الغاز الطبيعي من أماكن أخرى عديدة.”

وتلبي روسيا نحو 28 إلى 30 مليون متر مكعب من الطلب التركي على الغاز الطبيعي البالغ نحو 50 مليار متر مكعب سنويا.

 

داعش يعدم 3 مسيحيين آشوريين مخطوفين

العربية.نت

أقدم داعش على اعدام 3 مسيحيين آشوريين من منطقة الحسكة السورية. وبث التنظيم الأربعاء شريطاً مصوراً يظهر فيه إعدام 3 متخطفين آشوريين كانوا من بين الذين اختطفهم التنظيم الإرهابي من القرى والبلدات الآشورية في محافظة الحسكة منذ 23 فبراير، والبالغ عددهم 185 مختطف بينهم عشرات النساء والأطفال.

ويظهر الشريط المصور قيام 3 عناصر من داعش بإطلاق النار على روؤس المختطفين الثلاثة الذين عرفوا عن هويتهم قبل عملية الإعدام، وهم : عبد المسيح عزاريا نويا 36 عاماً، وآشـور إبراهام من قرية تل جزيرة الآشورية ـ محافظة الحسكة ، وبسام عيسى ميشائيل 39 عاماً من قرية تل شميرام الآشورية ـ محافظة الحسكة.

وظهر في التسجيل نفسه ثلاثة مختطفين آخرين يرتدون الزي البرتقالي المعد لتنفيذ الإعدامات لدى تنظيم “داعش”، وأطلقوا نداء استغاثة لانقاذهم بأسرع ما يمكن وإلا سيكون مصيرهم كمصير من تم إعدامه.

وقال المرصد الاشوري لحقوق الإنسان إن عملية الإعدام جرت على الأراضي السورية في منطقة الشدادي، ويرجح أنها نفذت خلال فترة عيد الأضحى، وتعتبر هذه الجريمة الأولى من نوعها بحق مختطفيين مسيحيين في سوريا لدى تنظيم “داعش”.

يذكر أن التنظيم يعتقل أيضاً أكثر من 100 عائلة مسيحية من بلدة القريتين المتاخمة للبادية السورية، والتابعة لمحافظة حمص، وذلك بعد سيطرة التنظيم على البلدة يوم 5 اغسطس 2015.

 

العملية الروسية السورية.. التاو الأميركي يتصدى للدبابات

المعارضة تخوض مواجهات مسلحة مع القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات عراقية ولبنانية – أرشيفية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تمكنت فصائل من المعارضة السورية المسلحة، الأربعاء، من تدمير أكثر من 15 دبابة وآلية للقوات الحكومية في ريف حماة، وذلك عقب إعلان الجيش إطلاق عملية برية واسعة في وسط البلاد بدعم من المقاتلات والبوارج الروسية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المسلحين المعارضين تصدوا للهجمات على عدة محاور في “أرياف حماة الشمالية والشمالية الغربية والشمالية الشرقية”، ونجحوا في استهداف القوات الحكومية بـ”صواريخ التاو أميركية الصنع”.

 

وفي حين كشف المرصد أن صواريخ التاو، أميركية الصنع، دمرت وأعطبت “15 عربة مدرعة وآلية ودبابة لقوات النظام”، نشر نشطاء لقطات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مسلحي المعارضة وهم يستهدفون رتلا عسكريا للجيش في حماة.

 

 

 

وتحاول فصائل المعارضة التصدي للعملية البرية الواسعة التي بدأها الجيش السوري مدعوما للمرة الأولى بغطاء من الطائرات والبوارج الروسية، الأمر الذي أكده الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، حين قال إن قواته ستساند بفعالية هذه الهجمات.

 

وبعد أن كانت موسكو قد بدأت قبل أسبوع شن غارات جوية في سوريا ضد داعش، كشف بوتن عن اقحام السلاح البحري في المعركة، مشيرا إلى أن وزير الدفاع أبلغه أن السفن الحربية الروسية في بحر قزوين أطلقت 26 صاروخا “على المتشددين”.

 

إلا أن لواء “صقور الجبل”، وهو مصنف من “المعارضة المسلحة المعتدلة”، قال إن غارات روسية دمرت مستودعات أسلحته الرئيسية في ريف حلب، في وقت أكد المرصد أن صواريخ “سطح-سطح” أصابت 4 مواقع على الأقل للمعارضة التي تختلف مع داعش.

 

وتتهم المعارضة السورية موسكو بأنها لا تسعى من العمليات العسكرية إلى التصدي لداعش فقط، بل تهدف في المقام الأول إلى دعم حليفها الرئيس السوري، بشار الأسد، بعد أن كانت قواته تكبدت عدة هزائم في الأشهر الأخيرة، لاسيما في محافظة إدلب.

 

واللافت أن العملية العسكرية التي أعلن عن إطلاقها الجيش السوري الأربعاء تركزت في محافظة حماة المحاذية لإدلب، وذلك بعد أن كانت المعارضة تحاول التقدم من إدلب باتجاه حماة للسيطرة على مناطق تخولها استهداف معاقل أنصار الأسد في محافظة اللاذقية.

 

جدير بالذكر أن إطلاق العملية العسكرية تزامن مع اختتام روسيا محادثات عسكرية رفيعة المستوى مع إسرائيل، ناقش خلالها البلدان “تجنب أي صدام عارض” أثناء العمليات في سوريا، حسب ما قال الدبلوماسي الروسي، أليكسي دروبينين، لإذاعة إسرائيلية.

 

وأكد دروبينين أن روسيا تنظر بعين الاعتبار لمصالح إسرائيل، التي كانت شنت غارات جوية على القوات السورية وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع دمشق، وذلك في أكثر من مناسبة خلال النزاع السوري المستمر منذ أربع سنوات.

 

ليخانوف لـCNN: روسيا لم تعد دولة عظمى ولن تحلم بالعودة للشرق الأوسط.. اصطفافها مع العلويين والشيعة ظرفي

ليخانوف لـCNN روسيا لم تعد دولة عظمى ولن تحلم بالعودة للشرق الأوسط.. اصطفافها مع العلويين والشيعة ظرفي

لندن، بريطانيا (CNN) — قال المحلل الاستراتيجي والباحث فيودور ليخيانوف، رئيس مجلس السياسات الخارجية والدفاعية للأبحاث، إن روسيا لا يمكن لها حتى أن تحلم بالعودة إلى الشرق الأوسط كما في عهد الاتحاد السوفيتي لأنها لم تعد دولة عظمى، مضيفا أن موسكو لم تتعمد الاصطفاف مع الأقليات الشيعية والعلوية ضد السنة بل ترغب بمقاتلة داعش لتشكيله خطرا عليها.

 

وقال ليخانوف، في مقابلة مع CNN تناول فيها أبعاد التدخل الروسي في سوريا: “التصرف الروسي يجب أن يقلق الجميع، لأنها المرة الأولى منذ زمن طويل تحلق فيه الطائرات الروسية والأمريكية في مجال جوي واحد دون تعاون واضح أو تنسيق بينهما، ولذلك هناك شخصيات عسكرية من الجانبين مهتمة بتأسيس علاقة مماثلة.”

 

ولدى سؤاله عن وجود حديث حول طلب عراقي من الروس تنفيذ ضربات في العراق، وإمكانية أن يشكل ذلك دعوة لطرد الأمريكيين وكذلك من مصلحة روسيا بالاصطفاف مع الأقليات في العالم الإسلامي، مثل العلويين في سوريا والشيعة في العراق وإيران بمواجهة السنة قال الباحث الروسي: “لا أظن أن هناك حسابات دينية في ما يحصل.”

 

وأضاف: “هذا السؤال مطروح بروسيا بشكل واسع، ونحن في الواقع أمام وضع غير مسبوق، لأن الاتحاد السوفيتي السابق وكذلك روسيا حتى وقت قريب، كانتا على اتصال مع الدول الإسلامية السنية لأن أغلبية المسلمين في روسيا من السنة.”

 

ولفت ليخانوف إلى أن روسيا تستغل غياب الاستراتيجية الأمريكية حيال ما يحصل بالشرق الأوسط قائلا: “الروس يتحركون بدافع عسكري فحسب، وقد يمدون نطاق العمليات إلى العراق لأسباب عسكرية أيضا، فالسياسة ليست متعلقة بما يحصل هنا ولا الدين.”

 

وعن أسباب قتالها بالمنطقة وإمكانية تفكيرها بالعودة إليها قال: “لا أظن أن روسيا يمكنها حتى أن تحلم بالعودة إلى الشرق الأوسط كما كانت في العهد السوفيتي، تلك الحقبة انتهت إلى الأبد وروسيا لم تعد دولة عظمى من وزن الاتحاد السوفيتي السابق. القرار الروسي هو دعم الحكومة السورية ونظيرتها العراقية من أجل استخدامهما لإلحاق الهزيمة بداعش، فروسيا تنظر الآن إلى داعش على أنه خطر مستقبلي كبير على أمنها الداخلي.”

 

ستولتبنرغ يدعو روسيا لعدم الاستمرار بدعم النظام السوري

بروكسل (8 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روسيا للكف عن دعم النظام السوري، لان ذلك لا يساهم، برأيه، في حل سياسي ودائم للصراع في هذا البلد

 

وكان يانس ستولتبنرغ يتحدث الالخميس قبل بدء اجتماع وزراء دفاع ناتو، في بروكسل، حيث عاد لتكرار قلقه تجاه زيادة التواجد العسكري الروسي في سورية، مشيراً إلى أن التقارير تشير إلى أن الطائرات الروسية لم تقصف مواقع ما يدعى بتنظيم (الدولة الاسلامية)، بل باقي فصائل المعارضة السورية، “ندعو روسيا للتعاون بشكل بناء في محاربة هذا التنظيم”، على حد تعبيره

 

وأشار إلى أن الحلف سيتدراس مع كافة الأطراف إمكانية تجديد المبادرات السياسية للحل في سورية، “فلا حل عسكري للصراع هناك على المدى الطويل”، حسب رأيه

 

وحول إنتهاك روسيا للأجواء التركية، أكد ستولتنبرغ إستمرار الحلف في دعم تركيا، بوصفها عضو فيه، مشيراً إلى أنه سيلتقي وزير الدفاع التركي ويبحث معه إمكانيات المساهمة في تعزيز أمن البلاد

 

وأعرب عن استعداد الحلف زيادة دعمها لأمن تركيا واتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر

 

يذكر أن وزراء دفاع ناتو سيبحثون اليوم الوضع في أفغانستان والتهديدات القادمة من الجنوب والوضع في دول شرق أوروبا

 

ناشط سوري: لا صحة لإطلاق روسيا صواريخ بالستية وخسائر النظام كبيرة بحماة

روما (8 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى ناشط إعلامي سوري أن تكون روسيا قد استهدفت مناطق بالبلاد بصواريخ بالستية، ووصفها بأنها “دعاية روسية غير صحيحة”، كما أكّد على وجود “خسائر كبيرة” لقوات النظام أمس في ريف حماة، وإسقاط لعدد من المروحيات اليوم في نفس المنطقة.

 

وقال الناشط الإعلامي من مدينة حمص، خضير خشفة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “في الحقيقة يمكن التأكيد على أن خبر إطلاق الصواريخ البالستية الروسية هو خبر غير صحيح، ففي حمص لم يسقط أي صاروخ بالستي”. وأضاف “من خلال تواصلي مع بقية المحافظات السورية، لم تصلنا أي معلومات عن سقوط مثل هذه الصواريخ، ولم تتم مشاهدة أي صواريخ غريبة، كما أنه لم يصدر أي خبر أو تصريح حول ذلك، وما تمّ نشره من قبل الروس هو عار عن الصحة، وهو فقط من أجل تخويف ثوار سورية أو للدعاية الإعلامية أو لأسباب أخرى يعرفها الروس”، على حد وصفه

 

وكانت قوات النظام وميليشيات تابعة قد بدأت الأربعاء معركة كانت تحشد لها منذ أسابيع في محاولة استعادة السيطرة على ريف حماه الشمالي والشمالي الشرقي والشمالي الغربي، وساندها سلاح الطيران الروسي بغارات مكثفة استهدفت مناطق تتحصن بها كتائب المعارضة السورية المسلحة، التي أعلنت أنها تسببت بـ “مجزرة دبابات” لقوات النظام، ودمّرت أكثر من 23 دبابة وآلية مجنزرة في أول يوم من الهجوم المشترك السوري الروسي على ريف حماة.

 

واليوم (الخميس) أكّد ناشطون في شمال سورية إسقاط المعارضة المسلحة أربع مروحيات، اثنتان في منكقة الصوامع في كفرنبودة، وواحدة في جبل التركمان ورابعة في جبهة حلب.

 

وتُوجّه لروسيا اتهامات محلية ودولية باستهداف “المدنيين والقوى الثورية المؤمنة بالحل السياسي وعدم استهداف تنظيم الدولة”، الذي تذرعت به عند تدخلها عسكرياً في سورية. وحول هذه الاتهامات قال خشفة “بالنسبة للطيران الروسي، فقد تم مشاهدته كثيراً، والكل شاهد تأثيره على الأرض والمجازر التي ارتكبها بحق المدنيين وهي كثيرة”، حسب تأكيده.

 

وبالنسبة لدقة خسائر النظام السوري وصحة ما أعلنه الثوار عن تدمير أكثر من 23 دبابة ومدرعة قال خشفة “إن الانتصارات في إدلب صحيحة تماماً، ففي الأمس تم تدمير عدة آليات عسكرية، واليوم هناك إسقاط لمروحيات، ولكن لم نعرف حتى اللحظة إن كانت مروحيات روسية أم مروحيات للنظام” حسب قوله.

 

وكانت قوات النظام أمطرت الأربعاء بلدات وقرى بريف حماة بمئات الصواريخ وقذائف المدفعية، ولم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى