أحداث الخميس 09 أذار 2017
طهران «غاضبة» من بطء تنفيذ اتفاقات استراتيجية مع دمشق
ابراهيم حميدي
علقّت طهران تزويد دمشق بمشتقات نفطية وسط أنباء عن تأخير إرسال سفيرها الجديد بسبب انزعاج من بطء الحكومة السورية في تنفيذ اتفاقات استراتيجية بسبب تحفظات داخل الحلقة الضيقة في النظام السوري وتحفظات قدمها الجانب الروسي، وفق ديبلوماسيين زاروا دمشق.
وكان رئيس الوزراء السوري عماد خميس زار طهران في بداية العام الجاري ووقع أربعة اتفاقات استراتيجية تتعلق بتشغيل شركة إيرانية يدعمها «الحرس الثوري» مشغلاً ثالثاً للهاتف النقال واستثمار الفوسفات السوري لمدة 99 سنة والاستحواذ على أراض لأغراض زراعية وصناعية وإقامة «ميناء نفطي» على البحر المتوسط، إضافة إلى توقيع خط ائتمان جديد من إيران بقيمة بليون دولار أميركي يُستخدم نصفه لتمويل تصدير نفط خام ومشتقات نفطية إلى سورية.
ولوحظ أن توقيع هذه الاتفاقات، التي ترددت دمشق سابقاً في توقيعها، تزامنت مع موافقة دمشق على تحويل ميناء طرطوس إلى قاعدة عسكرية روسية مشابهة لقاعدة حميميم في اللاذقية الموجودة إلى أجل غير مسمى ومع تنسيق بين موسكو وأنقرة لإنجاز وقف نار في سورية وإطلاق عملية آستانة، الأمر الذي قوبل بتحفظ إيراني. وفسّر مراقبون ذلك بأنه محاولة من دمشق لـ «التوازن» بين موسكو وطهران والإفادة من اختلاف أولويات حليفي النظام السوري.
الاتفاق الأول، تناول استثمار إيران حقول الفوسفات في منطقة الشرقية الواقعة على بعد 50 كيلومتراً جنوب غربي مدينة تدمر التاريخية. وأفاد «سيريا ريبروت» الاقتصادي بإدارة الباحث جهاد يازجي بأن سورية تملك أحد أكبر احتياطي من الفوسفات في العالم بـ1.8 بليون طن يقع معظمه في الشرقية، لكن الإنتاج منخفض عن الإمكانية إذ إنه لم يتجاوز 3.5 مليون طن في 2011، إضافة إلى تصدير 400 ألف طن إلى إيران في 2013.
وكانت منطقة الشرقية موقع معارك بين القوات النظامية و «حزب الله» من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، أسفرت عن استعادة الطرف الأول تدمر وريفها للمرة الثانية بفضل دعم جوي وبري من الجيش الروسي.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن موسكو لم تكن مرتاحة لاتفاق الفوسفات في منطقة تعتبرها ضمن نفوذها، وسط أسئلة عن أسباب تبادل القوات النظامية و «داعش» السيطرة على تدمر التي تقع بين العراق ولبنان، والتي يُعتقد أنها يمكن أن تكون في المستقبل ممراً لأنابيب غاز تفكّر إيران في مدها إلى سواحل المتوسط.
تنصت إيراني
ويتعلق الاتفاق الثاني برخصة ثالثة للهاتف النقال إلى جانب «سيرياتل» و «أم تي ان». ووفق مصادر، فإن الشركة الجديدة تُقسم إلى ثلاث حصص: 40 في المئة لشركة ورجال أعمال من إيران، و40 في المئة لرجال أعمال و «صندوق دعم الشهداء» (أي قتلى المعارك)، و20 في المئة لـ «المؤسسة العامة للاتصالات الحكومية». وأفاد «تقرير سورية» بأن الجانب الإيراني سيمثل عبر شركة «ام سي أي» وهي جزء من مؤسسة تحتكر الاتصالات في إيران. وفي 2009 باتت «»ام سي أي» خاصة مرتبطة بـ «الحرس الثوري الإيراني»، وسعت في 2010 إلى نيل رخصة تشغيل في سورية، لكن دمشق رفضت ذلك وقتذاك.
ووفق المصادر، فإن الخلاف ظهر بين دمشق وطهران على التنفيذ، ويتعلق بـ «خدمة التجوال بين شبكات الهاتف النقال داخل سورية وخارجها وإقامة البنية التحتية والعائدات التي تريدها طهران لسداد ديونها على دمشق»، إضافة إلى اعتراض متنفذين في دمشق على تقاسم حصص العائدات. ونقلت «رويترز» عن كريم سجادبور الباحث الأول في برنامج الشرق الأوسط في «معهد كارنيغي للسلام» الدولي: «الاتصالات قطاع حساس للغاية. سيسمح لإيران بمراقبة وثيقة للاتصالات السورية»، الأمر الذي أثار تحفظات في دمشق وموسكو.
وستعطي دمشق إيران، بموجب الاتفاق الثالث، خمسة آلاف هكتار من الأراضي للزراعة وإقامة مشاريع صناعية وتربية الابقار، لكن الخلاف كان حول مكان هذه الأراضي، إذ إن الحكومة السورية اقترحت أن تكون هذه المناطق في الرقة معقل «داعش» شرق سورية، مقابل تمسك طهران باستحواذ أراض بين مدينة داريا التي كانت استعادتها القوات النظامية نهاية العام الماضي من جهة ومنطقة السيدة زينب معقل تنظيمات شيعية تابعة لإيران من جهة أخرى. وتردد أن موسكو تدخلت لإجراء تغييرات في شركة مشرفة على تنفيذ مشروع سكني بين كفرسوسة وداريا للحيلولة دون إجراء تغيير ديموغرافي، إضافة إلى انتشار قوات روسية بينها شرطة عسكرية في منطقة وادي بردى قرب مناطق انتشار «حزب الله» بعد التوصل إلى هدنة.
وتناول الاتفاق الرابع إعطاء دمشق طهران ألف هكتار لإنشاء مرافئ للنفط والغاز على البحر المتوسط. وقيل إن إحدى المناطق المقترحة للميناء هي بانياس بين طرطوس واللاذقية، المعقلين العسكريين للجيش الروسي. وكانت طهران سعت إلى توسيع ميناء طرطوس إلى قاعدة عسكرية، لكن موسكو اعترضت ثم تدخلت عسكرياً في شكل مباشر نهاية 2015 ونشرت قاعدة صواريخ «اس-400» في اللاذقية ثم قررت توسيع ميناء طرطوس. وقال مسؤول غربي: «للمرة الأولى منذ مئات السنوات، حققت روسيا حلمها وقاعدة عسكرية دائمة على البحر المتوسط».
خط ائتمان
وتناول الاتفاق الخامس موافقة إيران على خط ائتمان جديد بقيمة بليون دولار أميركي. وأوضح يازجي لـ «الحياة» أن إيران قدمت منذ 2013 خطوط ائتمان إلى دمشق بقيمة 6.6 بليون دولار، بينها بليون دولار في بداية العام الجاري خصص نصفها لتمويل تصدير النفط الخام ومشتقاته إلى سورية. ووفق بيانات وكالة الطاقة الدولية، صدّرت إيران 70 ألف برميل من النفط يومياً إلى سورية، فيما قال رئيس الوزراء السوري في طهران إن كلفة فاتورة النفط بلغت بين بليونين وثلاثة بلايين دولار وإن خط الائتمان الجديد يوفر بين 20 و30 في المئة من حاجة البلاد. وكانت الحكومة السورية فقدت السيطرة على آبار النفط والغاز وانخفض إنتاجها الذي كان حوالى 380 ألف برميل يومياً قبل 2011 إلى حوالى 30 ألف برميل. وقالت مصادر إن «وحدات حماية الشعب» الكردية تنتج حوالى 50 ألف برميل يومياً وتبيع البرميل بثمانية دولارات في السوق السوداء، إضافة إلى سيطرة «داعش» على آبار أخرى، وسط أنباء عن عقود غير معلنة لتوريد مشتقات النفط إلى مناطق سيطرة القوات النظامية.
وقال لـ «الحياة» ديبلوماسيون يزورون دمشق إن طهران، التي كانت طالبت الحكومة السورية بـ «ضمانات سيادية» لقروضها المالية ومساهمتها العسكرية في سورية، وبسبب عدم رضاها عن تنفيذ الاتفاقات الموقعة جمّدت تصدير عائدات نفطية إلى دمشق، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعارها، ملاحظين أن موالين لدمشق بدأوا توجيه انتقادات علنية لـ «عدم وفاء الحلفاء تعهداتهم بتوريد مشتقات النفط». كما لوحظ تأخر وصول السفير الإيراني الجديد جواد ترك آبادي إلى دمشق بعد «تباين» على تعيين حسين شيخ الإسلام مرة أخرى، علماً أنه كان سفيراً في دمشق قبل عشر سنوات ويعتبر من المقربين من «الحرس الثوري». ونُقل عن مسؤول في دمشق قوله إن سبب تأخر وصول مشتقات النفط هو عدم تقديم شركات التأمين غطاء لسفن الشحن، لافتاً إلى أن دمشق بحثت مع الجزائر تزويدها بمشتقات لتعويض النقص في الأسواق السورية.
وتراهن طهران على دور كبير في إعادة إعمار سورية بسبب دور «الحرس الثوري» وميليشيات تساعدها في دعم القوات النظامية في السنوات الست الماضية، لكن في الوقت نفسه يثير مسؤولون إيرانيون في شكل دائم مع مسؤولين أوروبين وجوب مساهمتهم في إعادة إعمار سورية من دون شروط سياسية. ودعا خميس في لقائه علي أكبر ولايتي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار في سورية «حيث تدمرت البنية التحتية بسبب الحرب». وأبدت طهران بالفعل اهتماماً بمساعدة سورية في إعادة بناء الطرق والمطارات ومحطات الكهرباء والموانئ – وهو ما قد يصب في مصلحة «الحرس الثوري» الذي يمتلك أكبر شركات قطاع التشييد في إيران. ونقلت «رويترز» عن مسؤول إيراني قوله إن طهران مستعدة لتوقيع اتفاقية طويلة الأجل مع دمشق في قطاع الطاقة. وتعمل شركات إيرانية بالفعل في عدد من مشروعات توليد الكهرباء البالغة قيمتها 660 مليون دولار.
مقتل 23 مدنياً في غارات على شمال سورية
بيروت – أ ف ب
قُتل 23 مدنياً بينهم ثمانية أطفال اليوم (الخميس) في غارات يرجح أن طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية نفذتها على محافظة الرقة، معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية، وفق حصيلة جديدة لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «ارتفعت حصيلة القتلى من جراء الغارات التي نفذتها طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي على بلدة المطب في ريف الرقة الشمالي إلى 23 مدنياً بينهم ثمانية أطفال». وأفاد «المرصد» في حصيلة سابقة بمقتل 14 مدنياً بينهم ستة أطفال.
واستهدفت الغارات بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، البلدة الواقعة قرب طريق استراتيجي يربط الرقة (شمال)، معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية، بمدينة دير الزور(شرق) مركز المحافظة المجاورة الغنية بالنفط.
وتتقدم «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف فصائل عربية وكردية مدعومة من واشنطن، باتجاه هذه البلدة الواقعة على بعد 55 كيلومتر جنوب شرقي الرقة، وفق «المرصد». وتمكنت هذه القوات الإثنين من قطع طريق الإمداد الرئيس للمتطرفين بين الرقة ودير الزور، في إطار هجوم تنفذه منذ مطلع تشرين الثاني (نوفمبر).
وينفذ التحالف منذ أيلول (سبتمبر) 2014 ضربات جوية تستهدف المتطرفين في سورية. ونشرت الولايات المتحدة بطارية مدفعية لمشاة البحرية في سورية دعماً للهجوم على معقل التنظيم في الرقة، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي أمس.
وفي ريف دير الزور الشرقي، أفاد «المرصد» اليوم عن مقتل «سبعة مدنيين على الأقل، بينهم رجل وزوجته وأطفالهما الثلاثة، من جراء قنابل ألقتها طائرتان روسيتان على الأرجح على مدينة الميادين» التي يسيطر عليها «داعش».
واستهدفت القنابل وفق «المرصد»، أماكن عدة بينها مدرسة تأوي مئات النازحين ومنازل سكنية، وأدت إلى إصابة أكثر من 70 شخصاً بجروح، بعضهم في حالات خطرة. وتشن روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري، غارات داعمة لقوات النظام، منذ أيلول (سبتمبر) 2015 تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» ومجموعات أخرى.
ويسيطر «داعش» منذ العام 2014 على كامل محافظة دير الزور باستثناء أجزاء من المدينة والمطار العسكري القريب منها. وأعلن التنظيم في حزيران (يونيو) 2014 قيام «الخلافة الإسلامية» على مناطق سيطرته في سورية والعراق المجاور. لكنه مني في الأشهر الأخيرة بخسائر ميدانية بارزة في البلدين.
ميليشيا عراقية تشكل «فيلق تحرير الجولان»
موسكو – رائد جبر
لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – أعلنت «حركة النجباء العراقية»، وهي من الميليشيات التي يدعمها «الحرس الثوري» الإيراني في سورية، من طهران أمس، تشكيل «فيلق لتحرير الجولان السوري المحتل» عشية وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين يتوقع أن تتضمن تأكيد «خطوط حمر» إسرائيلية في سورية. في الوقت ذاته، استمرت المعارك والغارات في غوطة دمشق بعد ساعات على إعلان موسكو هدنة.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الناطق باسم «النجباء» هاشم الموسوي، قوله في مؤتمر صحافي في مقر وكالة «تسنيم» المقربة من السلطات الإيرانية: «بعد الانتصارات الأخيرة (في سورية) شكلنا فيلقاً لتحرير الجولان. هذا الفيلق مدرب ولديه خطط دقيقة، ومكون من قوات خاصة، مزودة أسلحة استراتيجية ومتطورة. وإذا طلبت الحكومة السورية، نحن مستعدون إلى جانب حلفائنا لتحرير الجولان».
وأضاف: «لن نسمح بأن تتحول الدول العربية والإسلامية في المنطقة إلى دويلات صغيرة مقابل إسرائيل».
و «النجباء» هي بين نحو عشرين ميليشيا تدعمها إيران في سورية، وتقاتل إلى جانب القوات النظامية. وقال الموسوي: «لن نخرج من سورية حتى خروج آخر إرهابي منها. نحارب في سورية لأجل كل الطوائف والمذاهب، ولا نسعى إلى تغيير ديموغرافي فيها».
وينتظر أن يكون الوضع في سورية على رأس الملفات المطروحة خلال محادثات يجريها بوتين مع نتانياهو اليوم قبل وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو غداً. ونقلت وسائل إعلام روسية عن نتانياهو قوله قبل وصوله العاصمة الروسية، إنه يعتزم أن «يوضح لبوتين أن إسرائيل عازمة على منع طهران من إحكام سيطرتها على سورية، براً أو من جهة البحر». وأكد أن تل أبيب «تعمل لمنع إقامة حزام من الميليشيات الشيعية حولها وتسليح حزب الله، ولن نتردد في العمل لمنع انتهاك الخطوط الحمر التي رسمناها»، في إشارة إلى اتفاق سابق مع موسكو بمنع تطورات تشكل تهديداً لأمن إسرائيل.
وكانت مصادر ديبلوماسية– عسكرية روسية أشارت قبل يومين إلى أن هذا الملف سيكون على رأس جدول الأعمال، موضحة أن موسكو وتل أبيب تسعيان إلى تعزيز التعاون الأمني- الاستخباراتي على خلفية تفهم روسي لمطالب إسرائيل الأمنية. ولم تستبعد المصادر أن يوقّع الطرفان بروتوكولاً إضافياً لاتفاق التعاون في سورية المبرم في فترة سابقة، يشمل تأكيد الضمانات الروسية بعدم السماح بانتهاك أمن إسرائيل، ويتعلق بتكثيف تبادل المعلومات، ويؤكد عدم مس موسكو بطائرات التجسس من دون طيار التي تطلقها إسرائيل في المنطقة.
وسيكون الموضوع الروسي رئيسياً في الحوار المرتقب غداً الجمعة بين بوتين وأردوغان، خصوصاً مع استعداد مسؤولين من البلدين للتوجه إلى آستانة مطلع الأسبوع المقبل، لإجراء جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف المختلفة.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «شاباً وامرأة قتلا. كما أصيب 11 آخرون نتيجة غارات استهدفت مدينة دوما» أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق.
وأشار إلى أن طائرات حربية «لم يُعرف إذا كانت سورية أم روسية» استهدفت مدينتي عربين وزملكا بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام على مدينة حرستا. وتسبب القصف على المدن الثلاث في جرح 12 شخصاً. وتابع «المرصد» أمس: «إنها الغارات الأولى منذ إعلان روسيا وقف إطلاق النار» مساء الثلثاء. وقال محمد علوش القيادي في «جيش الإسلام» لوكالة «فرانس برس»، إن «إعلان روسيا وقفاً لإطلاق النار في الغوطة الشرقية لدمشق هو إعلان سياسي فقط لكنه غير منفذ عسكرياً». وأضاف أن روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري، «تريد أن تقدم نفسها حيادية وراعية للحل السياسي، لكن الوضع على الأرض مختلف». وقال نشطاء معارضون إن ضباطاً من قاعدة حميميم جاؤوا إلى حي الوعر في حمص لرعاية اتفاق بين القوات النظامية وفصائل معارضة.
مركل تؤكد أهمية العلاقات الأوروبية ـ التركية
برلين ـ أ ف ب، رويترز
أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل اليوم (الخميس) ضرورة أن تتجنب ألمانيا مزيداً من الخلافات مع تركيا، لكنها اعتبرت في الوقت نفسه الاتهامات التركية لبلادها بالنازية غير مقبولة، مشددةً مرة أخرى على القيم الديموقراطية التي تدافع عنها بلادها.
وقالت مركل في خطاب أمام النواب الألمان «في هذا الوضع الصعب لا يمكن ان يكون من مصلحتنا الجيوسياسية في مجال السياسة الخارجية والأمنية، أن نترك تركيا الشريكة في حلف شمال الأطلسي، تبتعد أكثر». وأضافت «من وجهة نظرنا خوض كل مسعى مؤيد للعلاقات الألمانية – التركية هو (جهد) مستحق لكن على أساس قيمنا وتوقعاتنا وبوضوح. أي حرية الرأي والإعلام والتعبير والتجمع».
ويأتي ذلك بعد أسبوع من التصعيد الديبلوماسي إثر إلغاء سلطات محلية ألمانية تجمعات مؤدية للرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وتابعت: علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي معقدة فهي من جهة ترتبط بمصالح مشتركة مع الاتحاد، ومن جهة آخرى لديها اختلافات عميقة مع الاتحاد الأوروبي وألمانيا، ونشعر بذلك مجدداً هذه الأيام». واستنكرت مجدداً تصريحات أردوغان وبعض وزرائه بأن برلين لجأت إلى «ممارسات نازية» عندما منعت التجمعات المؤيدة لتوسيع صلاحيات اردوغان في استفتاء تنظمه تركيا في أواسط نيسان (أبريل) المقبل.
وأضافت «من المحزن والمحبط ان يجري رئيس البلاد وأعضاء في الحكومة مقارنة بين الجمهورية الفدرالية والقومية الاشتراكية (العقيدة النازية). انها مقارنة غير مقبولة أبداً لدرجة أنه لا يمكننا حتى التعليق عليها بجدية».
أميركا تشدد على ضرورة إخراج إيران وميليشياتها من سورية
واشنطن، نيويورك ـ أ ف ب، رويترز
نشرت الولايات المتحدة بطارية مدفعية لمشاة البحرية في سورية دعماً للهجوم على معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الرقة، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي أمس (الأربعاء)، تزامناً مع تشديد سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة على ضرورة إخراج إيران وميليشياتها من سورية.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن بلادها تدعم محادثات السلام السورية التي تقودها المنظمة الدولية، موضحةً أنه من الممكن أن لا تبقى سورية «ملاذاً آمناً للإرهابيين». وأضافت «من المهم إخراج إيران وميليشياتها». وتابعت «الولايات المتحدة تدعم تماماً ستافان دي ميستورا والعمل الذي يقوم به ونحن ندعم عملية الأمم المتحدة وندعم المحادثات في جنيف ونرغب في استمرارها».
وأضافت «الأمر يتعلق كثيراً بحل سياسي الآن… سورية يمكن أن لا تظل ملاذاً آمناً للإرهابيين… علينا أن نعمل على إخراج إيران وميليشياتها»، مؤكدةً «كلما أحرزنا تقدماً فإننا نؤمن الحدود لحلفائنا أيضاً». ولم تجب هايلي عندما سُئلت عن إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن من الضروري تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.
يأتي ذلك بعد إعلان وسيط الأمم المتحدة لدى سورية ستافان دي ميستورا مجلس الأمن في جلسة مغلقة نيته الدعوة إلى عقد جولة أخرى من محادثات السلام في 23 آذار (مارس).
وعلى صعيد محاربة «داعش»، أوضح مسؤولون أميركيون أن جنوداً من الوحدة 11 لمشاة البحرية نشرت بطارية «هاوتزرز» من عيار 155 ملم في أحد المراكز الأمامية في سورية. وأوضح أحد المسؤولين أن مشاة البحرية «مستعدة للقيام بمهمتها» في دعم هجوم الرقة، مؤكداً بذلك ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست».
ووفقاً لـ«واشنطن بوست»، فإن نشر المدفعية كان في طور النقاش لبعض الوقت، وليس جزءاً من طلب الرئيس دونالد ترامب وضع خطة جديدة لتكثيف القتال ضد «داعش».
وتدرس إدارة الرئيس دونالد ترامب نشر ما يصل إلى 1000 جندي أميركي في الكويت كقوة احتياطية في الحرب على «داعش» مع تسارع وتيرتها، وبحسب ما قال مسؤولون يؤيدون نشر جنود فإن هذا الإجراء يتيح للقادة الأميريكيين على الأرض قدراً أكبر من المرونة للاستجابة بسرعة للفرص التي قد تسنح فجأة والتحديات الطارئة في ساحة المعركة ضد التنظيم في سورية والعراق. وأفاد أحد المسؤولين الأميركيين شريطة الحفاظ على سرية هويته «هذا الأمر يتعلق بإتاحة خيارات».
وتمثل هذه العملية خطوة مهمة للقوات الأميركية في سورية. وتنتشر قوات أميركية، قوامها حوالى 500 جندي من العمليات الخاصة في سورية لتقديم المشورة للقوات التي تقاتل «داعش»، وخصوصاً «قوات سورية الديموقراطية»، وهو تحالف عربي-كردي.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الجاري نشر عسكريين أميركيين في سورية قرب مدينة منبج رافعين العلم الأميركي على آلياتهم تفادياً لوقوع معارك بين مختلف القوات الموجودة في المنطقة.
ميدانياً، قُتل أمس ثلاثة مدنيين على الأقل وأصيب العشرات بجروح من جراء غارات استهدفت أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان روسيا وقفاً لإطلاق النار في المنطقة. وفي شمال سورية، تواصل قوات النظام السوري بدعم روسي تقدمها في ريف حلب الشرقي حيث باتت على أطراف مطار عسكري يسيطر عليه المتطرفين منذ العام 2014، تزامناً مع استمرار عمليات نزوح المدنيين خوفاً من شدة القصف.
البغدادي في الصحراء والعبادي سيضرب “داعش” في سوريا
المصدر: (و ص ف، رويترز)
تمكنت القوات العراقية أمس من استعادة سجن ضخم كان تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) أعدم فيه مئات الاشخاص في غرب الموصل، كما عملت على تطهير المناطق التي استعادت السيطرة عليها في المدينة، ونشرت حواجز تمهيداً لعمليات التقدم المقبلة نحو المدينة القديمة.
وجاء في بيان لقوات العمليات المشتركة العراقية أن أفراد الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش العراقي وميليشيا “فرقة العباس” استعادوا السيطرة على سجن بادوش.
ولم يوضح البيان ما إذا كان عثر على أسرى داخل السجن وقت السيطرة عليه.
وكانت منظمة “هيومان رايتس وتش” أفادت أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أعدموا ما يصل إلى 600 سجين في سجن بادوش في 10 حزيران 2014، اذ أجبروهم على الركوع على طول وادٍ مجاور وألقوهم فيه وأشعلوا النار في جثثهم.
وقال النائب العراقي فيان دخيل في حينه أن التنظيم يحتجز أكثر من 500 إمرأة أيزيدية في سجن بادش.
وركزت القوات العراقية عملياتها على تطهير الشوارع من العبوات الناسفة وتفكيك المنازل المفخخة في المناطق التي انتزعتها بعد معارك شرسة الثلثاء وسط الموصل.
وصرّح الناطق باسم قوات الرد السريع المقدم عبد الامير المحمداوي: “التركيز اليوم على تطهير المناطق التي تم تحريرها أمس، رفع العبوات، تفكيك البيوت المفخخة بالقرب من مبنى المحافظة ومجمع الحكومة مجمع المحاكم والمتحف”. وأضاف ان “تحرير مركز المدينة خطوة أولى ومهمة جداً لبداية تحرير المدينة القديمة”.
وتتميز هذه المنطقة بابنية تراثية على الطراز القديم حيث تكثر الازقة الضيقة التي يصعب على العربات العسكرية التحرك خلالها.
ولا يزال مئات من المدنيين عالقين داخل المدينة التي شهدت الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم الجهادي ابو بكر البغدادي في تموز 2014.
اين البغدادي
ويعتقد مسؤولون أميركيون وعراقيون أن زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي ترك معركة الموصل لقادة العمليات وأتباعه المخلصين وأنه يختبئ الآن في الصحراء حيث يتركز اهتمامه على بقائه على قيد الحياة.
ومن المستحيل التأكد من مكان اختباء البغدادي الذي نصب نفسه خليفة على المسلمين من المسجد الكبير في الموصل بعدما اجتاح مقاتلوه شمال العراق عام 2014.
غير أن مصادر استخبارات أميركية وعراقية تقول إن غياب أي بيانات رسمية من قيادة التنظيم وفقدان السيطرة على مناطق في مدينة الموصل يوحي بأنه هجر المدينة التي تعد أكبر مركز سكاني خضع لسيطرة التنظيم.
وقد ثبت أن البغدادي هدف مراوغ، فنادراً ما يستخدم وسيلة اتصال يمكن مراقبتها وتقول المصادر إنه يتنقل باستمرار وفي كثير من الأحيان أكثر من مرة خلال اليوم الواحد.
وتضيف المصادر أنها تعتقد من خلال الجهود المبذولة لاقتفاء أثره أنه يختبئ في الغالب بين مدنيين من المتعاطفين معه في قرى صحراوية مألوفة بالنسبة اليه لا بين المقاتلين في ثكنهم في المناطق الحضرية التي يدور فيها القتال.
وتشير مصادر الاستخبارات إلى انخفاض حاد في ما ينشره “داعش” على وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره دليلاً على أن البغدادي وحاشيته يزدادان عزلة.
وقد تراجع تدريجاً وجود التنظيم على شبكة “تلغرام” للتواصل الاجتماعي بعدما باتت الشبكة منصته الرئيسية لإطلاق البيانات والخطب.
العبادي
ومع بلوغ معركة الموصل مراحل متقدمة، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن العراق سيواصل ضرب أهداف تابعة لـ”داعش” في سوريا وفي بلدان مجاورة بعد موافقتها.
وقال: “احترم سيادة الدول وحصلت على موافقة سوريا لقصف مواقع الإرهابيين التي كانت ترسل الينا سيارات مفخخة”.
وأضاف: “لن أتردد في ضرب مواقع الإرهابيين في دول الجوار وسنستمر بمحاربتهم”. واضاف إن إجمالي الضرر الذي لحق بالممتلكات والبنية الأساسية والناجم عن “داعش” بنحو 35 مليار دولار.
“داعش” خسر معظم أراضيه
وفي واشنطن، تحدث مسؤول أميركي عن خسارة “داعش” معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، وعن سعيه الى الاحتفائ بما تبقى له من أراضي “الخلافة” التي أعلنها.
واوضح انه منذ صيف 2014 عندما كان التنظيم في ذروته، قبل الحملة التي شنها الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة عليه، فقد الجهاديون 65 في المئة من الأراضي التي كانوا يستولون عليها في شمال سوريا والمناطق الواسعة التي سيطروا عليها في العراق.
المرصد السوري: غارات جوية تقتل 7 وتصيب 70 في دير الزور
بيروت – رويترز – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس، إن غارات جوية استهدفت بلدة في محافظة دير الزور شرق سوريا مما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة أكثر من 70 آخرين.
وقال المرصد إن مقاتلتين يعتقد أنهما روسيتان أسقطتا عشرات القنابل على بلدة الميادين في محافظة دير الزور التي تعد معقلا لتنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار المرصد إلى أن الغارات أصابت مدرسة يسكنها نازحون ومخبزاً ومناطق سكنية في البلدة التي تقع على نهر الفرات.
وتسيطر الدولة الإسلامية على معظم محافظة دير الزور التي تقع على الحدود مع العراق كما تسيطر على نصف مدينة دير الزور. ويحاصر التنظيم الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة السورية من المدينة منذ حوالي عامين.
وأشار المرصد إلى أن الغارات أصابت أيضاً المشارف الجنوبية لمدينة دير الزور الخميس.
وكان مقاتلو الدولة الإسلامية شنوا أكبر هجوم لهم منذ أشهر على الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة السورية في المدينة في أوائل يناير كانون الثاني مما أسفر عن مقتل العشرات.
وذكر المرصد أن المقاتلات السورية والروسية ترد بقصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية وهي تستهدف المدينة والمناطق الريفية المحيطة بها بانتظام منذ ذلك الحين.
حارات صغيرة تفصل بين جيوش أمريكا وروسيا وتركيا في منبج السورية ورؤساء أركان جيوشها يحاولون منع الاشتباك
أطراف المدينة تحولت إلى برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة
إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: على مدى يومين، اجتمع رؤساء أركان جيوش أمريكا وروسيا وتركيا في مدينة أنطاليا التركية، في محاولة لمنع الاشتباك بين قوات بلادهم المنتشرة بشكل مباشر وغير مباشر على بعد أزقة وحارات صغيرة من بعضها البعض، داخل وعلى أطراف مدينة منبج السورية. في مشهد يُجسد تعقد المعادلة الأمنية والتجاذبات الدولية في شمالي سوريا.
هذا الاجتماع وعلى الرغم من الإعلان الرسمي العام بأنه يبحث مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والحرب على الإرهاب في سوريا والعراق، جاء بالدرجة الأولى في محاولة لوضع آليات لمنع الاشتباك بين جيوش بلادهم وحلفائهم على أطراف مدينة منبج التي تتصارع جميع الأطراف للسيطرة عليها.
وبحسب بيان رئاسة أركان الجيش التركي فإن «رؤساء أركان تركيا وأمريكا وروسيا، بحثوا آخر تطورات الوضع بخصوص محاربة جميع التنظيمات الإرهابية في سوريا، وتبادلوا الآراء حول المشاكل الأمنية في سوريا والعراق». وأشار إلى أنه «تم تقييم إمكانية اتخاذ تدابير إضافية في إطار منع وقوع أحداث غير مرغوب بها بين القوات المسلحة للدول الثلاث بهدف محاربة فعالة ضد جميع التنظيمات الإرهابية خلال الفترة المقبلة».
وخلال الأيام الأخيرة، أعلنت أمريكا رسمياً عن إرسال تعزيزات عسكرية وتسيير دوريات للجيش الأمريكي في منبج، بينما ظهرت صور لآليات عسكرية للجيش الروسي في المنطقة، في حين واصلت تركيا إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدينة الباب والشريط الحدودي مع سوريا، في ظل وجود كثيف لقوات النظام السوري والجيش الحر والميليشيات الشيعية، كل ذلك في بقعة جغرافية محدودة جداً.
الخشية من الاشتباك بدأت مع تمكن الجيش التركي من إنهاء السيطرة على مدينة الباب شمالي سوريا، وسلسلة التصريحات التي بدرت عن كبار المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب إردوغان، والتي أكدوا فيها أن الوجهة المقبلة لعملية «درع الفرات» هي مدينة منبج.
وبالفعل بدأت قوات الجيش السوري الحر المدعومة من قبل أنقرة بمهاجمة بعض القرى الصغيرة في منبج والقريبة من مدينة الباب، وفي ظل خشية الوحدات الكردية التي تسيطر على المدينة من توسع الهجوم التركي والقوات السورية المدعومة من قبله لجأت إلى تسليم العديد من المناطق على خط التماس بين منبج والباب إلى النظام السوري في محاولة لإعاقة أي تقدم للجيش التركي.
وبالتزامن مع ذلك بدأ الجيش الأمريكي الموجود في مدينة منبج بالظهور العلني لأول مرة على خطوط المواجهة في المدينة، في خطوة أظهرت خشية واشنطن من تقدم النظام السوري أو الجيش الروسي بشكل مباشر نحو المدينة وتوسيع نفوذهم هناك.
المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، أكد الأربعاء أن وجود قوات بلاده في منبج هو «لتجنب أي تصعيد غير ضروري أو غير مقصود» في المنطقة، مضيفاً: «الأجواء هناك (في محيط منبج) معقدة جداً حيث توجد، بصراحة، عدة قوات، كلها تبتغي طرد داعش». وأكد أن وجود القوات الأمريكية قرب المدينة هو بقصد «تجنب حدوث أي تصعيد غير ضروري أو غير مقصود في مكان، التوتر فيه عالٍ جداً ومتغير أساسا».
هذه التحركات المتسارعة حولت أطراف منبح إلى مسرح لعدد كبير من الجيوش النظامية والميليشيات التابعة لها، وبات يفصل بينها أزقة وحارات صغيرة، الأمر الذي حولها إلى ما يشبه برميل البارود الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة ويخلق أزمات غير محسوبة بين الدول الكبرى.
فالأمر هنا لا يتعلق بشكل مباشر بالتهديدات التركية الحادة، فأنقرة اضطرت إلى الاعتراف مؤخراً على لسان رئيس الوزراء بن علي يلدريم بأن قواتها لن تتمكن من مهاجمة منبج بدون تنسيق كامل مع موسكو وواشنطن التي أكدت أنها لن تسمح بالاشتباك بين الجيش التركي والوحدات الكردية المدعومة منها.
وأوضح يلدريم أن «محادثات أنطاليا تسعى إلى تحسين التعاون لتفادي خطر صدامات غير مرغوبة مع تدخل بلدان كثيرة في سوريا»، مضيفاً: «سوريا تحتاج إلى التخلص من المجموعات الإرهابية كافة… تهدف الاجتماعات إلى بحث كيفية التنسيق بأفضل طريقة ممكنة وتجنب تأثير كل من الأطراف على عمليات الآخرين والتسبب بتطورات مزعجة أثناء محاربة الإرهاب».
وبما أن المعطيات العسكرية والسياسية تشير إلى استحالة قيام الجيش التركي بهجوم واسع على المدينة، تشير الأحداث الأخيرة إلى أن الجيش التركي ربما لجأ إلى استراتيجية محاولة خلق اشتباكات صغيرة تتيح له المبرر للتقدم التدريجي نحو المدينة بدون صدام مباشر مع واشنطن.
وقبل يومين، أعلن الجيش التركي إصابة 4 من جنوده في إطلاق قذائف هاون من مناطق سيطرة الوحدات الكردية بين منبج والباب. وقال إن قواته ردت على مصادر النيران وتمكنت من تدمير العديد من المواقع لمن يصفهم بـ»الإرهابيين»، كما سبق ذلك تمكن قوات درع الفرات من طرد الوحدات الكردية من عدد من القرى الصغيرة في المنطقة.
كما سبق ذلك اتهام أمريكا للجيش الروسي بشن غارات بالخطأ على مواقع للوحدات الكردية على خط الاشتباك قرب منبج، كل ذلك زاد بشكل كبير ن مخاوف هذه الدول من وقوع اشتباك غير محسوب ربما يتدرج إلى مواجهات أكبر لا ترغب فيها هذه الدول.
ومع كل هذه التطورات، تشير المعلومات التي حصلت عليها تركيا إلى أن واشنطن تتجه للعمل مع الوحدات الكردية لمهاجمة مدينة الرقة بدلاً من الجيش التركي، وأن أنقرة لن تشارك في العملية وستمنع استخدام قاعدة إنجيرليك، وهو ما قد يزيد التوتر واحتمالات الاشتباك بين القوات على الأرض.
ومنبج التي تبعد عن مدينة حلب 90 كم تجاه الشمال الشرقي، تبعد عن الحدود التركية 35 كم، ويفصلها عن نهر الفرات 40 كم من جهة الغرب، وتبلغ مساحة المدينة حوالى 100 كيلو متر مربع، أما عدد سكانها، ووفق إحصاء 2014، فيبلغ قرابة 600 ألف نسمة، معظمهم من العرب.
«التقسيم» يطال جامعة دمشق… وآثار تدمر غير متضررة… والسلطات تتحدث عن تعاون مع الإنتربول لاستعادة المسروقات
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي»: وافقت الحكومة السورية على مشروع قرار تقدمت به وزارة التعليم يقضي بتقسيم جامعة دمشق إلى جامعتين تحت مسمى جامعة دمشق الأولى وجامعة دمشق الثانية وحسبما قالت الحكومة ان هذا القرار يهدف لتخريج كوادر أكاديمية بمستوى علمي متقدم حفاظاً على عراقة جامعة دمشق.
قرار الحكومة هذا لاقى استهجان الناشطين والمختصين في الشؤون التعليمية على حد سواء، وثارت موجة تعليقات رافضة للقرار على مواقع التواصل الاجتماعي فيما تناولت المواقع الاخبارية المحلية هذا الموضوع بالرفض أيضاً وجاء في موقع سيريانديز الإخباري المتخصص بالشؤون المحلية السورية تحت عنوان «الحكومة تودع جامعة دمشق الأم.. وتتبنى مشروع تقسيمها»، إن القرار يستدعي الكثير من التساؤلات: هل تم أخذ رأي اتحاد طلبة سوريا، ونقابة المعلمين، وهل تمت دراسة الأمر بالتنسيق مع المعنيين في رئاسة جامعة دمشق.
ورأى مراقبون أن هذا القرار يدحض مكانة وعراقة جامعة دمشق بين جامعات العالم عبر مشروع لتقسيمها، وأن هذا القرار مستغرب وسيخلق جدلاً كبيراً وانتقاصاً لمكانة جامعة دمشق.
وتأسست جامعة دمشق في العام 1923 كواحدة من أعرق جامعات المنطقة العربية والشرق الأوسط. ورأى آخرون أنه كان من الأجدى على الحكومة إحداث جامعة حكومية جديدة بصلاحيات محددة وتسمية معينة، بدلاً من تقسيم جامعة دمشق.
في سياق آخر أعلن مدير الآثار في سوريا مأمون عبد الكريم أن نسبة 80 ٪ من آثار تدمر بخير، وأن الأضرار محصورة في الجزء المركزي من واجهة المسرح وأعمدة المصلبة «التترابليون». وكان الجيش السوري قد استعاد السيطرة على مدينة تدمر مدعوماً بغطاء جوي روسي بعد شهرين من اقتحام تنظيم الدولة للـمدينة وسـيطرته عليـها.
مدير الآثار السورية كشف عن زيارة قام بها فريق من مديرية الآثار السورية إلى تدمر بعد سيطرة الجيش السوري عليها لتقييم الأضرار هناك. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مدير الآثار السورية قوله إن تنظيم «الدولة ـ داعش» لم يكن لديه الوقت لتدمير المزيد من الآثار في المدينة ولذلك فإننا لم نشاهد أضراراً جديدة في كل من مدفن الإخوان الثلاثة ومعبدي بل ونبو ومعسكر ديوقلسيان والشارع المستقيم والأغورا. وأضاف: كنا نتخوف ونعتقد الأسوأ.
وأشار إلى أن قواعد الأعمدة ما زالت سليمة، مؤكداً أن أربعة أعمدة ما زالت واقفة من أصل 15 عموداً كنسخ غير أصلية. وقال عبد الكريم: سنستمر في تنفيذ خطة العمل بالتنسيق مع الشركاء الوطنيين والدوليين وعلى رأسهم اليونسكو بما يؤمن احترام المعايير العالمية للموقع الأثري الذي سُجل بموجبه على لائحة التراث العالمي.
وفيما يتعلق بتهريب الآثار أكد عبد الكريم أن القطع التي تم ضبطها ما زالت ضمن فئة الآحاد، مضيفاً: إن أكثر القطع الأثرية المهربة تم تهريبها إلى تركيا إلا أن هناك رفضاً تركياً لتسليم القطع التي تم ضبطها وحجتهم أنهم سيعيدون الآثار بعد عودة الأمان إلى البلاد.
وأشار عبد الكريم إلى التعاون الحاصل مع الانتربول الدولي يومياً لإعادة القطع الأثرية المهربة، معتبراً أن معظم القطع يتم تهريبها إلى أسواق مجهولة وهذا الأمر يزيد القضية صعوبة في إعادة القطع الأثرية.
وفي حلب وتحديداً في المدينة القديمة كشف عبد الكريم أن 40 بالمئة منها بخير و30 بالمئة أصيبت بأضرار بسيطة في حين كانت 30 ٪ من المدينة القديمة أضرارها كارثية. وقال عبد الكريم: بدأنا بوضع الدراسات العلمية والإنشائية للبدء بترميم المدينة، متوقعاً الانتهاء منها خلال الشهرين المقبلين.
القدس العربي
حالات الخطف المتبادل بين أهالي درعا والسويداء تدخل منعطفا كبيرا بقتل عدد من المخطوفين
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي»: لطالما كانت حوادث الخطف بين محافظتي درعا والسويداء، في حالة مد وجزر دائم، حيث تنخفض أحياناً وتزاد أحياناً أخرى، إلا ان المنعطف الأخير خلال الأيام الماضية يخشى ان يثبت نظرية القتل بهدف القتل وليس بسبب الفديات المالية التي تقدر قيمتها بملايين الليرات السورية والتي كانت السائدة سابقاً، حيث أقدمت مجموعات مسلحة من السويداء على قتل الشاب موسى حسين السكري من أبناء بلدة الكرك الشرقي في الأول من اذار/مارس، وذلك بعد يومين على اختطافه وطلب فدية مالية ضخمة من ذويه بلغت 50 ألف دولار أمريكي.
أبو حمدة السكري أحد اقارب السكري قال في حديثه مع «القدس العربي» ان «هذا الأسلوب والقتل يؤكدان ان الهدف كان القتل وترويع الناس وليس فقط الابتزاز للحصول على فديات مالية كما جرت العادة مع هذه المجموعات المسلحة». واكد السكري «تعرض المخطوف لأبشع أنواع التعذيب حيث غطت جسده آثار تعذيب بالغة وعثر عليه في أحد الازقة في السويداء بعد يومين من اختطافه».
وأدان السكري «عمليات الخطف العشوائية التي تستهدف المدنيين من قبل هذه العصابات في السويداء دون أي قيد او محاسبة وعلى مسمع مرأى الجميع وعلى حواجز تعرف باسم حواجز الخطف».
وتابع السكري «فارق جوهري بمن يتابع عمليات الخطف بوضح النهار ويضع الحواجز في السويداء، وببعض اللصوص والعصابات في درعا التي تتستر ولا تستطيع القيام بأي عملية خطف على الملأ كما يجري في السويداء مما يؤكد حالة الرفض الشعبي التام لهذه الحالة من درعا وقبولها من قبل بعض تجار الحرب، بعكس ما يجري في السويداء من ضعف وعدم اتخاذ قرار جاد يحد من هكذا عمليات خطف وقتل قد تؤدي لعواقب وخيمة».
هذا وسقط أيضاً أربعة قتلى نتيجة إطلاق نار من قبل هذه المجموعات المسلحة في السويداء على سيارة أجرة تقل طبيباً وثلاثة من أبناء محافظة درعا بعد رفضهم التوقف على حاجز هذه المجموعة التي تعرف بعملياتها الإجرامية واختطفت مجموعات مسلحة أيضاً يوم السبت 4 اذار/ مارس عبد اللطيف محمد المقداد من محافظة درعا أثناء مروره على طريق «ولغا» والمقداد من مواليد بصرى الشام ويقيم في بلدة عريقة بالسويداء منذ خمس سنوات ومدرب نادي الشبيبة للكاراتيه.
في الطرف المقابل يبرر البعض في السويداء هذه العمليات بأنها تأتي رد فعل على قيام مجموعات مسلحة أيضاً من درعا بعمليات خطف وطلب فديات وتعذيب، أدت لاختطاف العديد من المدنيين ممن لاحول لهم ولا قوة وفق قولهم، معتبرين ان عمليات الخطف المضاد أحد الحلول أبناء السويداء سعياً منهم لإطلاق سراح مخطوفيهم مشيرين إلى أن المحتجزين من أبناء محافظة درعا لديهم يعاملون معاملة جيدة وهدفهم الوحيد من عمليات الخطف المضاد إطلاق سراح أبنائهم، في حين يستنكر آخرون كافة عمليات الخطف هذه جملة وتفصيلاً، وتستمر هذه الحوادث بإثارة موجات كبيرة من الانتقادات اللاذعة، لعدم قدرة كلا الطرفين في درعا والسويداء على ضبط مثل هكذا مجموعات مسلحة تعيش على عمليات الخطف المتبادل والتي يبدو انها المستفيد الأكبر من استمرار هذه الظاهرة بسبب الفديات المالية الكبيرة التي تقدم للخاطفين.
خيارات «درع الفرات» بعد إعلان القوات الأمريكية نشر قواتها في مدينة منبج السورية
عبد الرزاق النبهان
الحسكة ـ «القدس العربي»: بعد مرور أقل من أسبوع على إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن عملية درع الفرات في شمالي سوريا ستستكمل المرحلة المقبلة متجهة إلى مدينة منبج، سارعت القوات الكردية إلى إعلان تسليم مواقعها الفاصلة مع فصائل الجيش الحر إلى ما وصفتها بقوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية، إلا أن إعلان وزارة الدفاع الأمريكية يوم الاثنين نشر قوات أمريكية داخل مدينة منبج وما حولها من أجل ضمان عدم مهاجمة الأطراف المختلفة لبعضها البعض وإبقاء التركيز منصباً على قتال تنظيم الدولة الإسلامية، طرح تساؤلات عديدة لدى المتابعين في الشأن السوري عن خيارات درع الفرات المقبلة.
ويقول المختص في الشأن التركي عبو الحسو، إن كل الخيارات مفتوحة أمام عملية درع الفرات التي ما زالت مستمرة وتقترب أكثر من مدينة منبج وأضاف الحسو في تصريح لـ «القدس العربي»، «أن الاشتباكات قائمة اليوم على أطراف مدينة العريمة، وهناك زيارة لأردوغان إلى موسكو في 10 آذار/مارس المقبل التي من بعدها سيتم تحديد الموقف التركي بشكل اوضح من عملية تسليم مدينة منبج إلى النظام أو قد تفضي المحادثات إلى تسليمها إلى قوات درع الفرات، ولفت الحسو إلى أن الصدام المباشر بين قوات درع الفرات وقوات «قسد» بدأ الآن ومن الممكن أن يمتد إلى الصدام مع قوات النظام أيضاً حتى وإن كانت هناك مناوشات خفيفة لا ترقى إلى وجود معركة حقيقية بينهم، وربما يصل الأمر إلى صدام مباشر مع القوات الأمريكية ان أصر الامريكان عن عدم التخلي عن دعمها لقوات الحماية الشعبية وأخذ تحفظات تركيا وأمنها القومي بعين الاعتبار». وأشار إلى أن الرد التركي قد يكون في مكان آخر في تل أبيض أو عفرين ولا سيما بعد ورود أخبار عن تدريب 5000 عنصر من قوات الحماية الشعبية وتشكيلها تهديداً مباشراً لتركيا.
وقال المحلل السياسي السوري أسامة عمر أن الساحة السورية تشهد فصلاً جديداً من فصول صراع النفوذ الذي بات واضحاً من خلال مجموعة من التفاهات بين الدول صاحبة القرار في الشأن السوري والتي تجلت في الشمال والشمال الشرقي من البلاد مؤخراً.
وأضاف عمر لـ «القدس العربي»: لا يخفى على أحد أن هناك صراع مصالح ونفوذ بين أمريكا وروسيا وتركيا وكل منها تعمل على تعزيز ودعم نقاط القوة التي اكتسبتها عبر سنوات الحرب في سوريا وما يجري في هذه المنطقة بالذات هو رسم واضح للحدود والتفاهمات والاستحقاقات المستقبلية، حيث أن كل من هذه الدول تمتلك ورقة خاصة به تبحث من خلالها عن مكتسبات إضافية فتركيا لديها «درع الفرات» وأمريكا لديها «قسد» وروسيا لديها النظام السوري.
وأشار عمر إلى أن من يتابع متغيرات الساحة في سورية يرى أن النفوذ الأمريكي في منبج بات واضحاً، والذي أصبح الرابح الأكبر رغم التفاهمات الدولية التي تأتي ضمن ميزان الربح والخسارة عند هذه الدول، بينما تركيا لم تحقق الغاية التي تدخلت من أجلها بشكل كامل إلا أنها لا تزال تمتلك عبر درع الفرات أوراقاً مهمة يمكن أن تحركها لتعزيز موقفها خاصة وانها لم تأمن إلى الآن على نفسها وعلى أمنها القومي من الوقوع في أتون هذا الصراع وذلك بالتوسع نحو تل أبيض وعفرين وعلى امتداد المناطق الحدودية حتى البحر المتوسط.
يذكر أن وحدات من القوات الخاصة التركية وبالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي كانت قد أطلقت في 24 آب/ أغسطس العام الماضي، عملية درع الفرات في شمال سوريا بهدف دعم فصائل «الجيش السوري الحر» وتطهير المنطقة من تنظيم «الدولة».
زوجة المقدم حسين الهرموش لـ «القدس العربي»: أناشد الرئيس أردوغان شخصياً والحكومة التركية بعدم إطلاق الطيار السوري وعقد مبادلة تشمل زوجي
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: ناشدت زوجة المقدم حسين هرموش في تصريح خاص لـ»القدس العربي» رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان الاحتفاظ بالطيار السوري محمد صوفان الذي سقط بمقاتلة السبت الماضي في الأراضي التركية، ودعت الرئيس أردوغان شخصياً إلى عقد صفقة تبادل للإفراج عن زوجها.
وقالت غفران حجازي زوجة المقدم المعتقل هرموش في لقاء مع «القدس العربي»: باسم عائلة المقدم حسين هرموش وأولاده وأقاربه والشرفاء في العالم، انا زوجة المقدم حسين هرموش، المعتقل لدى النظام السوري، أناشد السيد أردوغان شخصياً، والمعنيين بالحكومة التركية، عدم الافراج عن الطيار السوري الموجود حالياً في تركيا، والذي أسقطت طائرته، الا بموجب تبادل، يشمل إطلاق سراح المقدم حسين.
وعبرت عن ثقتها في الحكومة التركية ورئيسها رجب طيب أردوغان قائلة: كلي أمل وثقة بأن القيادة التركية ستأخذ مناشدتي على محمل الجد وتعمل على تحقيق حرية المقدم حسين وفك أسره.
من جهة ثانية أطلق ناشطون وصحافيون سوريون دعوات إلى رفع دعاوى قضائية ضد قائد المقاتلة التابعة للنظام السوري محمد فياض صوفان الذي عثرت عليه السلطات التركية فجر الأحد الماضي، بعد قفزه من طائرته الحربية قبل أن تتحطم بريف قضاء أنطاكيا في ولاية هطاي جنوبي تركيا.
ولجأ الناشط قتيبة ياسين إلى القضاء التركي، وتقدم بدعوة قضائية أمام المحاكم التركية ضد الطيار «صوفان» كأول سوري يقدم على هذه الخطوة، مرجعاً السبب إلى ان «بحر 1» وهو رمز الطيار، هو من قصف منزله في مدينة حلب، داعياً جميع المتضررين من هذا الطيار على الوجه الخصوص بالتقدم بدعاوى قضائية ضده كشخص مجرم بحقهم، بعيداً عن السياسة، أو الانضمام إلى شكواه القضائية.
وقال ياسين في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، «لم أكن أعرف ان كان القضاء التركي يسمح، ولكني اتجهت إلى العدالية كما تعرف هنا في تركيا، فور تأكدي من أن «بحر 1» هو من وقع بمقاتلته في الأراضي التركية، وتقدمت بشكوى لدى القاضي أن من قصف بيتي هو الطيار محمد فيـاض صوفان والذي يحمل رمز «بحر 1» أواخر عام 2013 في مدينة حـلب».
وعن الخطوة التي أقدم عليها قتيبة، وتأكده من أن الطيار صوفان هو المتهم بقصف منزله قال الإعلامي ياسين «انا ضحية ومتضرر من هذا الطيار بشكل خاص، فهو معروف ومراقب من قبل المراصد في الداخل السوري، والتي ترصد حركة الطيران الحربي، ومشهور برمزه «بحر 1» عندما نفذ غاراته على مدينة حلب، أما اليوم وبعد ان سقط في الأراضي التركية تم معرفة اسمه الصريح محمد صوفان وهو برأيي مجرم وأنا الضحية وقد اجتمعنا في دولة قانون، فتقدمت بالشكوى أمام القاضي، في قضية مفتوحة لأدعو كل من تضرر بشكل شخصي من هذا الطيار مشاركتي في القضة، أو الاقدام على خطوة مشابهة لها».
وبيّن المتحدث ان عدداً من أهالي الضحايا في بلدة كفر سجنة قد تواصلوا معه للانضمام إلى شكواه، ومنهم محمد إبراهيم العيس الذي فقد ابنه خالد بسبب غارات نفذها الطيار في اليوم ذاته الذي سقطت مقاتلته على الأراضي التركية، مبيناً ان صوفان متهم بعشرات المجازر التي قام بها في المناطق الممتدة ما بين محافظة اللاذقية حتى حلب وادلب شمال سوريا.
الأردن «يقترب بحذر» من أردوغان بعد الانقلاب على تنظيم «الدولة» وجرعة التعاون «الاستخباري» تسيطر بعد اجتماعات يلدرم ـ الملقي
«زلة لسان» تخطف الأضواء في عمان وبروتوكولات الزعماء في أنقرة
بسام البدارين
عمان ـ «القدس العربي»: بعيداً عن «زلة اللسان» التي أثارت موجة عاتية من التعليقات السلبية على حكومة الأردن وأظهرت منسوب «السلبية» لدى نشطاء التواصل الاجتماعي، يمكن القول ان زيارة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي لأنقرة مساء الثلاثاء تعبير عن أول حالة «تواصل رسمية» رفيعة المستوى بين البلدين.
الملقي كان قد «تلعثم» على حد تعبير مواقع الصحافة المحلية وهو بجانب نظيره التركي علي بن يلدرم في مشهد يقع فيه السياسيون بالعادة وبدا ان التواصل نادر ومحدود جداً بين البلدين عندما نسي الملقي ذكر الاسم الصحيح لمضيفه التركي. بعيداً عن مثل هذا المشهد يمكن القول ان مبادرة الملقي بالتواصل مع أنقره سياسية بامتياز ولها أهدافها ودلالاتها وتسبق ترتيبات الأردن لاستضافة القمة العربية.
آخر محطة يعتد بها سياسياً بعد عامين من تبادل الشكوى والتذمر بين عمان وأنقرة كانت مبادرة الرئيس رجب طيب أردوغان عند تزويج ابنته عندما وافق العاهل الملك عبدالله الثاني على ان يكون شاهداً على عقد الزواج. بعد ذلك حصلت مصافحة بين الملك وأردوغان في واشنطن لم تتطور لاحقاً وتوقفت أنقرة ملياً عند قرار الحكومة الأردنية قبل أشهر بإغلاق المدرسة الوحيدة لخصم الدولة التركية فتح الله غولن في عمان العاصمة.
وهو قرار اتخذه وزير التربية والتعليم الأردني الأسبق الدكتور محمد ذنيبات بغطاء سياسي وأظهرت أنقرة امتنانها له وهو ما قاله يلدرم علناً في المؤتمر الصحافي مع الملقي. الملقي اصطحب معه ستة وزراء متخصصين من فريقه وبصورة توحي بانه يخطط لـ»تشغيل» سلسلة من الاتفاقيات المجمدة بين الجانبين والتي وقعت ورقياً مع رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو.
لكن مثل هذا التشغيل لا زال بالقطعة ويحتاج لغطاء سياسي من قيادة البلدين خصوصاً بعد تفعيل جزء من المشاريع المشتركة معني بالملاحة والتجارة البحرية. الجانب التركي حرص بوضوح على «استقبال رسمي دسم وحافل» للملقي وصحبه حيث حرس الشرف وبروتوكولات زعماء الدول ولقاءات رسمية رفيعة بالجملة أهمها استقبال الرئيس أردوغان نفسه للضيف الأردني.
هنا حصرياً تبعث انقرة برسالة عبر البروتوكول تقول فيها بأنها «مهتمة» بزيادة مساحة استعادة الثقة بين البلدين. ويبدو جلياً وحسب بيانات مشتركة بعد إطلالة الملقي على انقرة ان «المسار الأمني» حيث العدو المشترك اليوم وهو تنظيم داعش ساهم إلى حد بعيد في ترطيب الأجواء بين البلدين.
طوال السنوات الخمس الماضية كانت عمان تتعامل بـ»حذر شديد» مع تركيا أردوغان وترتكز في كل غرفة القرار المتكتمة على فكرة ان تركيا تدعم تنظيم «الدولة ـ داعش» وتعزز حضوره شمالي العراق وسوريا لا بل و»تستثمر فيه».
انقلاب أنقرة العلني والعسكري والميداني ضد تنظيم داعش حصرياً وتعديل «لهجتها» بخصوص الملف السوري دفع المؤسسة الأردنية باتجاه التواصل معها مجدداً وتركيز الملقي على مسألة التعاون الاستخباري والأمني رغم انه وطاقمه المرافق خارج هذا المضمار يؤشر على ان مرحلة التعاون المعلوماتي في طريقها للولادة تحت لافتة الإرهاب وتحديداً تحت يافطة تنظيم داعش.
عمان لديها مخزون كبير من المعلومات عن بنية «داعش» وكادرها الأردني وعن بنية «جبهة النصرة» وزيارة الملقي السياسية بامتياز قد تؤدي حسب بعض الأوساط المطلعة لتشكيل غرفة عمليات تعاونية أمنية يحتاج إطلاقها للمزيد من خطوات استعادة الثقة.
ومن الملموس ان وجود انقرة وعمان ضمن الإئتلاف الدولي المناهض لـ «داعش» يسمح هذه المرة بإطلاق إتصالات سياسية فتركيا بقيت بكل الأحوال دولة مهمة ومركزية واساسية في الإقليم على حد تعبير وزير الإتصال الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد المومني ولابد من إقامة علاقات معها.
ثمة «خلافات معقدة» استقرت بين البلدين في الماضي فالأردن قاوم وبضراوة ولأربع سنوات محاولة تركيا لـ»توحيد الجبهتين الشمالية والجنوبية في سوريا» والسلطات الأردنية رفضت السماح لأنقرة بالإنفاق على مشاريع خاصة باسم «صيانة الأوقاف العثمانية» في المملكة. وانقرة طوال الوقت تشتكي من «البرود الدبلوماسي» الأردني معها والخبراء في عمان بالملف التركي ينتقدون بلادهم لأنها تتجاهل إقامة تواصل إستراتيجي مع دولة جارة ومهمة بوزن تركيا.
بوابة داعش حصرياً عززت قناعة الأردنيين بضرورة «التنويع» وتركيا تبدو مستعدة لدعم سيناريو إقامة منطقة عازلة جنوبي درعا لصالح الأردن إذا ما قطفت من المجتمع الدولي قراراً مماثلاً في شمال سوريا. أنقرة طامحة لأن تمتد ذراعها الاستثمارية للسوق الأردنية وعمان معترضة بالباطن على الحضن التركي لجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس.
اليوم يحاول الملقي التكثيف في مساحة جديدة بحثاً عن قواسم أمنية وإقليمية ومصلحية مشتركة وتجاهلاً ولو تكتيكياً لمساحات الخلاف، يبدو ان انقرة تفتح أحضانها ومستعدة للترحيب. لكن ذلك لا يضمن «ثقة كاملة» بين الجانبين المتعاونين اصلاً في المجال العسكري لأن عمان توجه التحية وتزور وتصافح وتحتفظ بالحذر في الوقت نفسه خصوصاً وان دولاً صديقة وحليفة مهمة مثل الإمارات قد لا يعجبها الانفتاح بقوة على تركيا أردوغان.
900 جندي لقوات التحالف في الرقة لقتال “داعش”
أقرّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، اليوم الخميس، بنشر قوات أميركية إضافية في سورية، “لتعجيل هزيمة التنظيم في معقله بمدينة الرقة”.
وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل جون دوريان، وهو من سلاح الجو الأميركي، لوكالة “رويترز”، إنّ “القوات الإضافية لن يكون لها دور في الخطوط الأمامية، وستعمل مع شركاء محليين في سورية”، في إشارة إلى مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) التابعة لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية.
وتضم القوات الإضافية التي وصلت “خلال الأيام القليلة الماضية”، دون تحديد موعد معيّن، وحدة مدفعية من مشاة البحرية ومجموعة من جنود الجيش الأميركي.
وقال دوريان عبر الهاتف لـ”رويترز”، “نتحدّث عن نحو 400 جندي إضافي في الإجمال وسيكونون هناك لفترة مؤقتة”، مشيراً إلى أنّهم سينضمّون إلى 500 جندي أميركي ينتشرون بالفعل في سورية.
كما لفت إلى أنّ “الجهود المبذولة لعزل الرقة تسير بشكل جيد للغاية، ويمكن أن تستكمل خلال بضعة أسابيع”. وأضاف “بعد ذلك يمكن اتخاذ قرار دخول” المدينة.
وأوضح أنّ القوات الإضافية تهدف إلى “توفير المزيد من المدفعية وتسريع هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة”، قائلاً “كان لدينا بالفعل ما يمكنني وصفه بأنه حملة جوية لا هوادة فيها لتدمير قدرات العدو وقتل مقاتليه في المنطقة. وسنستمر في ذلك ونكثفه بهذه القدرات الجديدة”.
كما بيّن المتحدث أنّ مجموعات الجيش الأميركي ستقوم بمهمة مختلفة عن مهمة مشاة البحرية، في عملية نشر للجنود معلن عنها من قبل قرب مدينة منبج “لطمأنة” تركيا المتحالفة مع الولايات المتحدة، وشركاء الولايات المتحدة في سورية، في إشارة إلى مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” (قسد).
إلى ذلك، قال دوريان إنّ الدور المحتمل لتركيا “ما زال موضع نقاش على مستوى قيادة الجيش وعلى المستوى الدبلوماسي”، مضيفاً “نقول دائماً إنّنا منفتحون على دور لتركيا في تحرير الرقة، وسنواصل المشاورات للوصول إلى نتيجة منطقية أياً كانت”.
وكان مسؤول أميركي قد أعلن أنّ الولايات المتحدة نشرت بطارية مدفعية لمشاة البحرية في سورية، دعماً للهجوم على “داعش” في الرقة.
وقال المسؤول، أمس الأربعاء، وفق ما أوردت وكالة “فرانس برس”، إنّ “جنوداً من الوحدة 11 لمشاة البحرية نشروا بطارية (هاوتزرز) من عيار 155 ميليمتراً، في أحد المراكز الأمامية في سورية”.
وأوضح أنّ وحدة مشاة البحرية “مستعدة للقيام بمهمتها” في دعم هجوم الرقة، مؤكداً بذلك ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست”.
(رويترز, فرانس برس)
نتنياهو في موسكو وبجعبته تدخّل إيران و”تجنّب الاحتكاك” بسورية
يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الروسية موسكو، لبحث التدخّل الإيراني في سورية، و”تجنّب الاحتكاك” هناك.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تصريح مكتوب، أوردته “الأناضول”، إنّ “نتنياهو سيعبّر لبوتين خلال اللقاء عن معارضة إسرائيل الحازمة لإبقاء قوات تابعة لإيران ولأتباعها على حدودنا الشمالية، وفي البحر الأبيض المتوسط في إطار محادثات التسوية في سورية، مهما كانت تلك التسوية”، بحسب البيان.
كما يناقش نتنياهو مع بوتين، وفق البيان، مسألة “مواصلة العلاقات القائمة بين إسرائيل وروسيا، بغية تجنّب الاحتكاك في سورية”.
وأضاف بيان الحكومة الإسرائيلية، أنّ “نتنياهو يعتزم التأكيد مرة أخرى للرئيس بوتين، على أنّ (مرتفعات) الجولان ليست جزءاً من بحث أي صيغة لتلك التسوية”.
وسبق أن نفذّت إسرائيل عدة غارات داخل سورية، قالت إنّها ردّاً على سقوط قذائف على هضبة الجولان.
ونقل البيان عن نتنياهو قوله، إنّ “اللقاء يحمل في طياته أهمية كبيرة جداً بالنسبة لأمن إسرائيل، لا يجوز أنّ الانتصار على الإرهاب الداعشي سيؤدي إلى تزايد حدة الإرهاب الذي يمارس من قبل إيران وأتباعها، لا يمكن تبديل الإرهاب بإرهاب آخر”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قال، أمس الأربعاء، أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، إنّ “مصالح مشتركة تطورت بين إسرائيل ودول كثيرة في المنطقة في مواجهة خطر إيران والجهات التابعة لها”.
وبحسب نتنياهو، فإنّ “الدول العظمى في العالم توثق علاقاتها معنا وهي ليست الوحيدة التي تقوم بذلك، فإسرائيل اليوم دولة مرغوبة بفعل قدراتها التكنولوجية والاستخباراتية والعسكرية”، على حدّ تعبيره.
(الأناضول, العربي الجديد)7
إغلاق مجلة ومكاتب حقوقية في الغوطة لـ”سبّ الذات الإلهية“
عبد الرحمن خضر
أصدرت النيابة العامة في مدينة دوما السورية، التابعة لـ”مجلس القضاء الأعلى في الغوطة الشرقية”، أمس الأربعاء، قراراً بإغلاق مجلة “طلعنا عالحرية” المعارضة و”مركز توثيق الانتهاكات” والعديد من المكاتب التابعة لـ”شبكة حرّاس” بتهمة “سب الذات الإلهية”.
وأشارت النيابة في بيان لها إلى أنّ “إغلاق مكاتب المؤسسات التابعة لشبكة حراس، جاء على خلفية، دعوى مرفوعة ضدها، بعد نشر مجلة تابعة لها مقالاً مسيئاً للذات الإلهية”.
ونشرت مجلة “طلعنا عالحرية” في عددها الـ86، بتاريخ 21 فبراير/ شباط الماضي، مقالاً بعنوان “يا بابا شيلني” للكاتب شوكت غرز الدين، احتوى “ألفاظاً مسيئة للذات الإلهية”.
وبعد نشر المجلة للمقال، تجمّع عشرات المتظاهرين أمام مكتب المجلة، في مدينة دوما، مطالبين بإغلاق المجلة ومحاسبة كاتب المقال، فردّت المجلة بالاعتذار، وحذفت المادة من موقعها وكافة حساباتها، وغادر موظفوها المكتب.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن النياية العامة أغلقت “مكتب توثيق الانتهاكات في سورية” و”مكتب شبكة حراس سورية” ومجلة طلعنا على الحرية ومكتب التنمية المحلية، بتهمة نشر مقال يتضمن تعديا واضحا على حق الله تعالى”.
وإثر تفاعل الموضوع، أعلنت ليلى الصفدي استقالتها من رئاسة تحرير المجلة، قائلة في منشور عبر “فيسبوك”: “أعلن استقالتي من رئاسة تحرير مجلة طلعنا عالحرية، كخطوة أخيرة لا أملك غيرها، متمنية نزع الفتيل المتصاعد في الداخل السوري، وكل السلامة لكادر المجلة أينما كان.. متمنية لهم التوفيق في مشوارهم القادم”.
في غضون ذلك، أصدرت إدارة معبر “باب الهوى الحدودي” مع تركيا، قراراً يقضي بمنع دخول المجلة إلى سورية، ورفع دعوى قضائية ضد المجلة، والكاتب شوكت غرز الدين.
دي ميستورا: جولة جديدة لمفاوضات جنيف في 23 مارس
أعلن المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، مساء أمس الأربعاء، بدء جولة جديدة من المفاوضات في جنيف بين النظام السوري والمعارضة، في الثالث والعشرين مارس/آذار، في وقت دعت فيه الولايات المتحدة إلى إخراج إيران من سورية.
وأعلن المبعوث الأممي عن الموعد، بعد تقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي حول نتائج الجولة الأخيرة من المحادثات الرامية إلى إنهاء الصراع في سورية.
وقال دي ميستورا للصحافيين بعيد الاجتماع إن “نيّتي الحالية هي إحضار المدعوين مجددا إلى جنيف من أجل جولة خامسة، بموعد مرتقب في 23 مارس/آذار”.
وحول أجندة الجولة الجديدة للتفاوض، أوضح أنها ستتركز على “الحكم، والعملية الدستورية، والانتخابات ومكافحة الإرهاب، وربما تكون هناك نقاشات حول إعادة الإعمار”.
أجندة المفاوضات ستتركز على “الحكم، والعملية الدستورية، والانتخابات ومكافحة الإرهاب، وربما تكون هناك نقاشات حول إعادة الإعمار
”
وكان دي ميستورا قد أعلن، في ختام الجولة الرابعة من المفاوضات، التوصل إلى جدول أعمال “واضح” من أربعة عناوين، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.
في غضون ذلك، قالت سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، إن بلادها تدعم محادثات السلام السورية التي تقودها المنظمة الدولية، قائلة إن سورية يمكن ألا تظل “ملاذا آمنا للإرهابيين”، وأنه من المهم “إخراج إيران ووكلائها”.
وقالت هالي، بعد الجلسة “الولايات المتحدة تدعم تماماً ستيفان دي ميستورا والعمل الذي يقوم به، ونحن ندعم عملية الأمم المتحدة وندعم المحادثات في جنيف، ونرغب في استمرارها”.
وأضافت “الأمر يتعلق كثيرا بحل سياسي الآن… وهذا يعني في الأساس أن سورية يمكن ألا تظل ملاذا آمنا للإرهابيين… علينا أن نعمل على إخراج إيران ووكلائها، وعلينا أن نتأكد أننا كلما أحرزنا تقدما فإننا نؤمّن الحدود لحلفائنا أيضاً”.
في المقابل، رفضت الرد على ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أنّه من الضروري تنحّي الرئيس السوري، بشار الأسد، المدعوم من روسيا وإيران.
(فرانس برس، رويترز)
منبج السورية… من أبي فراس الحمداني إلى الأميركيين
محمد أمين
تُواجه مدينة منبج السورية مصيراً مجهولاً في ظلّ صراعٍ يتنامى، وأخطارٍ تتهددها من كل حدب وصوب. يخرجُ أصحاب الرايات السود منها، ويدخلها أصحاب الرايات الصفر، لتصبح مدينة أبي فراس الحمداني والبحتري وعمر أبو ريشة في عين عاصفة، ربما تذهب بما تبقّى منها.
تعد مدينة منبج من أعرق المدن السورية، ولها مكانة خاصة في وجدان السوريين، لكونها مدينة أنجبت أشهر الشعراء العرب، وباتت محل تنافس في زمن الخرائط. تقع منبج إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب بنحو 80 كيلومتراً على أرض فسيحة، غير بعيدة عن نهر الفرات، الواقع إلى الشرق منها بنحو 25 كيلومتراً، ولا تبعد عن الخط الحدودي بين سورية وتركيا سوى 30 كيلومتراً. وتتمتع المدينة بموقع جغرافي فريد، فهي واسطة العقد بين آلاف القرى والبلدات والمدن في شمال وشرقي حلب، وغربي الرقة.
تتبع لمنبج ما يقرب من ألف قرية وبلدة، تقطنها أشهر القبائل العربية، لامتداد البادية جنوباً إلى جزيرة العرب. وتضرب المدينة جذوراً راسخة في التاريخ الإنساني، مع تأكيد مراجع تاريخية معتمدة أنّ المدينة تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد. تسكن آثار أغلب الحضارات الإنسانية حنايا منبج، منذ ما قبل الميلاد، منذ أيام العهد الحثي، وزمن الآراميين، إثر تحوّلها إلى عاصمتهم الدينية المقدسة، وحضرت بقوة أيام الدولة السلوقية.
دخلتها المسيحية في القرن الثالث، قبل أن يفتحها العرب المسلمون في السنة الخامسة عشرة من الهجرة. في العهد الأموي كانت ثغراً للمسلمين ضد الروم، إلا أن العهد الذهبي الحقيقي للمدينة كان أيام دولة بني حمدان في حلب، التي ظهرت في بدايات القرن الثالث الهجري، وازدهرت إبان سنوات حكم سيف الدولة الحمداني. لا تذكر منبج إلا ويذكر معها فارس بني حمدان وشاعرهم أبو فراس الحمداني، الذي ارتبط بالمدينة ارتباط عاشق تقتله اللوعة “ولكن مثلي لا يُذاع له سرّ”، وتولّاها أميراً وكان عمره آنذاك 16 عاماً، وكانت له صولات وجولات مع الروم.
وقع أبو فراس في الأسر مرتين، وفي سجنه كتب لأمه: “لولا العجوز بمنبجٍ ما خفت أسباب المنية. أمست بمنبج، حرة بالحزن، من بعدي، حريّة”. وعندما تأخر ابن عمه في فدائه، أرسل إليه معاتباً: “أمـن بعـد بذل النفس فيما تريده أثاب بمر العتب حين أثاب. فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب”. يشبه حال منبج اليوم، حال أبي فراس، الذي تغنّى أيام الأسر: “أقول وقد ناحت بقربي حمامة، أيا جارتا هل تشعرين بحالي؟ لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة، ولكن دمعي في الحوادث غال”. وتشبه حاله وهو يواجه الموت مخاطباً ابنة أخيه: “أبنيتي لا تحزني كل الأنام إلى ذهاب. أبنيتـي صبراً جميلاً للجليل مـن المصاب. نوحي عليّ بحسرةٍ من خلف سترك والحجاب. قولي إذا ناديتني وعييت عـن ردِّ الجواب. زين الشباب أبو فراسٍ لم يمتَّع بالشباب”.
تفتخر مدينة منبج بكونها أيضاً مسقط رأس الشاعر العربي الكبير البحتري، الذي استقى شاعريته الفذة، وسعة خياله، من مدينته التي قال عنها إنها “طيبة الهواء قليلة الأدواء، وليلها سحر كله. هي برة حمراء، وسنبلة صفراء، وشجرة خضراء في فياف فيح بين قيصوم، وشيح”. تلك المدينة وقعت بين أيدي الغازي تيمورلنك الذي هدمها وفتك بأهلها في عام 1401، كما فتك بأغلب مدن الشام آنذاك.
أصبحت تابعة لدولة العثمانيين في عام 1516، واستقبلت بعد ذلك مهاجرين من قوميات أخرى كالشركس، وسواهم. لم تنته أمجاد منبج عند هذا الحد، اذ سرعان ما برز أحد أبنائها شاعراً وهو عمر أبو ريشة الذي ولد فيها في عام 1910، وترعرع فيها معيداً سيرة البحتري.
كان أبو ريشة من أشهر رجالات سورية الوطنيين، وقد ترك وراءه إرثاً شعرياً موغلاً في الرقة والجمال، والحسرة على حال أمته العربية، فهو القائل: “أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم. أتلقاك وطرفي مطرق خجلاً من أمسك المنصرم”.
في مارس/آذار 2011، كانت مدينة منبج سبّاقة في إعلان الثورة على نظام الاستبداد، وسرعان ما خرجت عن سيطرته، ليعلن أبناؤها حريتها، ولكن حرية مدينة أبي فراس لم تطل، بعد استيلاء تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في أوائل عام 2014، لتتحول إلى أهم معاقله في شمال شرقي حلب.
فرض التنظيم نظمه، وقوانينه الصارمة على أبناء المدينة المعروفين بثقافتهم، وحبهم للشعر والحياة، فبدأت تنزف دماء أبناء منبج الذين باتوا موزّعين في مختلف جهات الأرض باحثين عن أمان. وفي العام الماضي استولت مليشيا الوحدات الكردية على المدينة إثر حملة عسكرية واسعة النطاق بقيادة التحالف الدولي، الذي قتل طيرانه المئات من أبناء المدينة ومن النازحين عليها، ودمّر جانباً كبيراً من مبانيها ومرافقها.
خرجت المدينة عن سيطرة أصحاب الرايات السوداء، لتقع تحت سيطرة أصحاب الرايات الصفراء، ولكن الجيش السوري الحر مصمّمٌ على استرداد المدينة في الوقت الذي لا يخفي النظام نيّته العودة إليها مجدداً، فيما تصر الوحدات الكردية على بقاء المدينة تحت سيطرتها، راغبة في تغيير هويتها العربية.
النظام يسيطر على مطار عسكري و”قسد” تسلّمه قرىً بحلب
عبد الرحمن خضر
سيطرت قوات النظام السوري، مدعومة بمليشيات عربية وأجنبية، صباح اليوم الخميس، على مطار الجراح (كشيش) العسكري، جنوبي بلدة الخفسة في ريف حلب الشرقي، بعد انسحاب مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) منه، فيما سلّمتها مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” خمس قرىً بريف مدينة الباب.
وقالت مصادر محليّة لـ”العربي الجديد” إنّ “قوات النظام ومليشياتها سيطرت على مطار الجراح العسكري، بعد اشتباكات خفيفة، أدّت إلى انسحاب مقاتلي “داعش” منه”، مشيرةً إلى أنّ “المواجهات لم تسفر عن سقوط قتلى أو جرحى”.
وفي غضون ذلك، بسطت القوات سيطرتها على قرى سخني وعارودة كبير، وخفسة صغير، ورسم الحرمل كبير ورسم الحرمل صغير، وحبوبة صغير، وحبوبة كبير، ورسم عبود وجفتلك، وهي قرى واقعة بين ناحية الخفسة ونهر الفرات ومدينة دير حافر.
وأعلنت وكالة أنباء النظام الرسمية “سانا” أنّ “جيش النظام سيطر على محطتي المياه” الواقعتين جنوب ناحية الخفسة أمس الأربعاء.
إلى ذلك، سلّمت مليشيات “قسد” خمس قرىً في ريف مدينة الباب لقوات النظام، لمنع فصائل “الجيش السوري الحر”، المشاركة بعملية “درع الفرات” المدعومة تركياً، من الاقتراب من مدينة منبج.
وذكر المكتب الإعلامي لـ”مجلس منبج العسكري”، التابع لـ”قوات سورية الديمقراطية”، اليوم الخميس، أن المجلس سلم خمس قرى جديدة يسيطر عليها لقوات النظام في ريف مدينة الباب (38 كلم شرق مدينة حلب)، شمالي سورية.
وكان “مجلس منبج العسكري” قال، مطلع الشهر الحالي، إنه اتفق مع روسيا على تسليم قرى غربي مدينة منبج لقوات النظام، وذلك لقطع الطريق أمام تقدم فصائل “درع الفرات”.
وقال وزير الخارجية التركية، جاويش أوغلو، اليوم: “صرحنا سابقاً أننا سنضرب وحدات الحماية الكردية في حال وجود مسلحيها في منبج، وهدفنا بعد مدينة الباب هو التوجه إلى مدينة منبج”.
وفي سياق آخر، قُتل ثلاثة مدنيين، في حصيلة أوليّة، وأُصيب آخرون، صباح اليوم، بقصف جوي مكثّف شنّته طائرات النظام السوري على مدينة كفرنبل، الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف مدينة إدلب الجنوبي.
وقال الناشط الإعلامي، جابر أبو محمد، لـ”العربي الجديد”، إنّ “طائرتين حربيتين تابعتين للنظام استهدفتا الأحياء السكنية في مدينة كفرنبل بالعديد من الصواريخ، مما أسفر عن مقتل سيدة وشاب وطفل، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة”، مشيراً إلى أنّ “القصف طاول مسجداً ومدرسة ومستشفى”.
وأوضح أبو محمد أنّ “عدد القتلى مرشحٌ للارتفاع”، لافتاً إلى أنّ “فرق الدفاع المدني والإسعاف تحاول إخراج مدنيين عالقين من تحت أنقاض المنازل”.
وفي غضون ذلك، شنّت طائرات حربية العديد من الغارات الجوية بالقنابل العنقودية على تل الجموع، قُرب مدينة نوى، ومواقع محيطة خاضعة لسيطرة “جيش خالد بن الوليد”، المرتبط بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، في ريف درعا الغربي.
وقالت مصادر محليّة لـ”العربي الجديد” إنّ “القصف لم يسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين هناك، واقتصرت أضراره على الماديات”.
ويأتي هذا التصعيد في القصف على المناطق السكنية في ظل الحديث عن تجديد اتفاق أنقرة لوقف إطلاق النار، وقرب جولتين من المحادثات بين النظام السوري والمعارضة في أستانة وجنيف.
واشنطن:مارينز ومدفعية حول الرقة.. استعداداً للمعركة
نشرت قوات من مشاة البحرية الأميركية، الأربعاء، بطارية مدفعية في سوريا، دعماً للهجوم المرتقب على مدينة الرقة، معقل تنظيم “داعش” في سوريا. ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول أميركي قوله، إن جنوداً من “الوحدة 11” لمشاة البحرية نشروا بطارية “هاوتزر” من عيار 155 ملم في “أحد المراكز الأمامية” في سوريا.
وأكد المسؤول أن مشاة البحرية “مستعدون للقيام بمهمتهم” في دعم هجوم الرقة، مؤكداً بذلك معلومات كانت قد نشرتها صحيفة “واشنطن بوست”، أوضحت أن نشر المدفعية كان في طور النقاش “لبعض الوقت”، وليس جزءاً من طلب الرئيس دونالد ترامب وضع خطة جديدة لتكثيف القتال ضد تنظيم “داعش”.
وقالت الصحيفة إن “مجموعة صغيرة” من قوات مشاة البحرية دخلت سوريا، وهي تعمل على إنشاء موقع للمدفعية لدعم الهجوم على الرقة.
وتنتشر قوات أميركية في سوريا “لتقديم المشورة” للعناصر التي تقاتل تنظيم “داعش”، خصوصاً لـ”قوات سوريا الديموقراطية”. غير أن الحضور الأميركي العسكري في سوريا يبدو أنه يتصاعد مع قرب انطلاق معركة الرقة.
وكان “البنتاغون” قد أعلن في وقت سابق هذا الأسبوع، نشر عسكريين أميركيين قرب مدينة منبج رافعين العلم الأميركي على آلياتهم، لردع معارك بين القوات الكردية وقوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا.
إلى ذلك، أكّد المتحدث باسم “التحالف الدولي” ضد “داعش” الكولونيل جون دوريان، وهو من سلاح الجو الأميركي، نشر حوالى 400 جندي أميركي إضافي في سوريا، وأوضح أن هذه المجموعة وصلت “خلال الأيام القليلة الماضية” إلى سوريا، وهي تضمّ وحدة مدفعية من مشاة البحرية ومجموعة من جنود الجيش الأميركي.
وقال دوريان إن هذه القوات الإضافية دخلت سوريا “لمدة مؤقتة”، و”لن يكون لها دور في الخطوط الأمامية”، وستعمل مع “شركاء محليين” في سوريا، في إشارة إلى “قوات سوريا الديمقراطية”.
في غضون ذلك، كشفت وكالة “رويترز”، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن إدارة ترامب تدرس نشر ما يصل إلى 1000 جندي أميركي إضافي في الكويت كـ”قوة احتياطية” في الحرب على “داعش”.
وقال المسؤولون، إن هذا الاقتراح الذي لم يعلن من قبل، يتيح للقادة الأميركيين على الأرض “قدراً أكبر من المرونة للاستجابة بسرعة للفرص التي قد تسنح فجأة والتحديات التي قد تطرأ في ساحة المعركة”.
ويتيح هذا الاقتراح، إن تمت الموافقة عليه، ترك القرار النهائي للقادة المحليين بنقل بعض هؤلاء الجنود الاحتياطيين المرابطين في الكويت إلى سوريا أو العراق، مما يمثل خروجاً عن سياسة الرئيس السابق باراك أوباما، الذي فرض قيوداً على نشر القوات الأميركية. كما كانت الإدارة السابقة تتدخل في أدق التفاصيل التكتيكية في الحرب على “داعش”.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين المناصرين لهاذ الاقتراح إن “هذا الأمر يتعلق بإتاحة خيارات”.
السباق إلى الرقة
خليل عساف
بدت معالم الطريق إلى الرقة أكثر وضوحاً خلال الأيام القليلة الماضية، سواء لجهة الأطراف العسكرية المحلية التي سيُسمح لها “دولياً” بالمشاركة في المعركة والوصول إلى المدينة الخاضعة لسيطرة “الدولة الإسلامية”، أو لجهة التصور العام للوضع السياسي والإداري فيها بعد طرد “داعش” منها.
مجريات الأمور في منبج شرقي حلب، وما نتج عن اجتماع رؤساء أركان جيوش الولايات المتحدة وتركيا وروسيا، في أنطاليا، تشي بأن إرادات الدول الفاعلة في الملف السوري تتجه إلى تثبيت أدوار الفاعلين المحليين، بما يتماشى مع الإطار الذي وضعته مؤسسة “راند” الأميركية، قبل عامين، حول تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ سياسي وعسكري وأمني بين القوى المحلية ورعاتها الدوليين والإقليميين، ثم دفع هذه الأطراف إلى اجتراح حل سياسي بالاستناد إلى موازين القوى القائمة على الأرض.
مناطق النفوذ بحسب “راند” هي أربع؛ “سوريا المفيدة” التي يسيطر عليها النظام، ومن ورائه إيران وروسيا، في دمشق وجنوب البلاد، ما خلا أجزاء من درعا، والمنطقتين الوسطى والساحلية وحلب. في حين تمسك “وحدات حماية الشعب” الكردية بشمالي البلاد، خاصة في الحسكة وريف الرقة الشمالي وريف حلب الشمالي الغربي. ويبقى للمعارضة جيبان شمالي في إدلب وجنوبي في درعا. بينما تكون مناطق سيطرة “داعش” فضاءً مفتوحاً أو دريئة يمكن لكل طرف من الأطراف أن يُسجل فيها نقاطاً تمكنه من تعزيز موقفه في مسارات ومخرجات الحل النهائي، الذي قد لا يقف عند حد تقرير صيغة النظام السياسي في سوريا المستقبل، بل قد يتعداه إلى شكل الدولة ووظائفها.
لكن، وفي ما هويات وأدوار ومطامح الفاعلين المحليين في مناطق النظام والأكراد والمعارضة، تظهر بينةٌ، فإن الغموض يلف مستقبل الرقة وديرالزور، خاصة في ما يخص التمثيل السياسي لأهالي هاتين المحافظتين. ولحظت دراسة مؤسسة “راند” ضرورة أن تكون إدارة تلك المنطقة “دولية” ما بعد “داعش”. فاستبعاد الجيش الحر، ومن ورائه تركيا، من ماراثون الرقة يجعل من النظام و”وحدات الحماية” ورعاتهما، المُرشحون الأوفر حظاً في الفوز بالرقة وديرالزور. ويصدق هذا على السياسة كما يصدق على الميدان.
في ما يخص الرقة، فالإحباط الشديد يخيم على ناشطيها المعارضين وعلى مقاتلي “لواء ثوار الرقة” إثر استمرار السياسة الأميركية في دعم وتبني “وحدات حماية الشعب” كما في تغطية سياساتها وممارساتها على الأرض. المقاتلون والنشطاء السياسيون، على حد سواء، يجدون أنفسهم في مأزق لا يبدو له من نهاية إلا إعلان هزيمتهم وخسارة كل ما عملوا من أجله خلال ست سنوات من عمر الثورة. يُشبه أحد ناشطي تل أبيض سير المعارك حول الرقة وأحوال السياسة بقوله: “الطيران الأميركي يخوض المعركة كاملة، ثم يتقدم المجندون العرب (في قسد) ليموتوا إن كان ثمة دواعش في المكان، ثم يأتي الأكراد ويرفعون علمهم ويصورون أنفسهم ويصدرون بيانات النصر. وهذا حالنا، ثرنا وسُجنّا واعتقلنا وقُتلنا وهُجرنا، ويأتي غيرنا ليحصد ثمار دمنا”.
وقائع السياسة هذه تسير على الأرض مع حركة القتال حول الرقة، التي أصبحت مفصولة عن ديرالزور من جهة الشرق، بعدما وصلت “قوات سوريا الديموقراطية” التي تشكل “وحدات الحماية” عمودها الفقري، إلى ضفاف الفرات، في بعض المناطق. وسجلت “قسد” مساء الأربعاء تقدماً في الريف القريب من مدينة الرقة، عندما وصلت طلائعها إلى “المنخر”، وهو بركان هامد يبعد حوالي 5 كيلومترات من تجمع قرى الحمرات في ريف الرقة الشرقي. وباتت بذلك تُشرف على القسم الغربي من طريق الرقة-ديرالزور. وفي هذه الأثناء لم يغب طيران قوات “التحالف الدولي” عن سماء المنطقة، ونفذ خلال الساعات الـ28 الأخيرة غارات على مدار الساعة على مواقع شمالي الرقة وجنوبها. كما قصف سيارات تقل نازحين من ريف الرقة الشرقي بالقرب من قرية مطب البوراشد وقع نتيجتها 18 قتيلاً.
أما من الغرب، فقد نجحت قوات النظام في بسط سيطرتها على قرية الخفسة في الريف الشرقي لمحافظة حلب، ويبدو أن وجهتيها القادمتين هما دير حافر ومسكنة، وتقعان في منتصف المسافة بين حلب والرقة على الطريق السريع بين المدينتين. وفي حال نجح النظام في طرد “داعش” من هاتين البلدتين، فلن يكون ثمة تحد عسكري جدي أمامه إلى أن يصل الى مدينة الطبقة التي يرابط المقاتلون الأكراد عند أطرافها الشمالية، عبر بحيرة وسد الفرات.
وفي ما الجميع يتسابق إلى الرقة، فإن المدينة تخلو شيئاً فشيئاً من أهلها، إذا يتواصل نزوحهم إلى أريافها القريبة، التي ما تزال تحت سيطرة تنظيم “الدولة”، بأمل الحصول على فرصة النجاة بالانتقال إلى الريف الشمالي أو إلى الحسكة ومنهما إلى تركيا.
“تحرير الشام” و”أحرار الشام”: اتفاق على التهدئة
عقيل حسين
يبدو أن مستوى رد الفعل، الذي كان عالياً جداً هذه المرة، ضد هجوم “هيئة تحرير الشام” على أحد أكبر مواقع “حركة أحرار الشام الإسلامية”، والذي تجاوز مجرد النقد والإدانة، قد دفع “الهيئة” إلى وقف الهجوم، الذي كان، كما هو واضح، بهدف إجبار “الحركة” على الانضمام إلى “الهيئة”. وذلك تحت ضغط التهديد واستخدام القوة الخشنة هذه المرة، باعتبارها الطريقة الوحيدة التي باتت قيادة “هيئة تحرير الشام” مقتنعة بها، وتعتبرها الوسيلة الناجعة في تحقيق ذلك.
بعد يومين من التوتر عقب سيطرة “هيئة تحرير الشام” على معسكر وبلدة المسطومة في ريف إدلب، بعد طرد قوات “حركة أحرار الشام” التي كانت متمركزة هناك، إثر جولة مواجهات استمرت لساعات، ليل السبت/الأحد، قالت مصادر من الجانبين إن الحركة والهيئة اتفقتا على وقف التصعيد، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الجمعة 3 آذار/مارس، مع إحالة ملف الخلافات بينهما إلى القضاء.
وبحسب المصادر، فإن اجتماعات مكوكية عقدت بين الجانبين الثلاثاء، وانتهت بالاتفاق على انسحاب قوات “هيئة تحرير الشام” من بلدة المسطومة ومعسكرها، وإعادة السلاح الذي تم الاستيلاء عليه إلى “حركة أحرار الشام”، وتكليف الشيخ حسن صوفان ممثلاً عن “الحركة”، ومظهر الويس ممثلاً عن “الهيئة”، لدراسة أسباب الخلاف بين الجانبين، والعمل على حلها، مع التأكيد على وقف التصعيد الإعلامي من الطرفين.
والحقيقة، فإن التصعيد الإعلامي كان بالفعل هذه المرة أحد أسباب التوتر والخلاف بين “الحركة” و”الهيئة” اللتين استخدمتا سلاح الإعلام ضد بعضهما كما لم يحدث من قبل. وكان واضحاً خلال الأسابيع الأخيرة الماضية مدى استخدام الماكينة الدعائية من قبل الجانبين، بعدما بدا أن المواجهة بينهما قادمة لا محالة، ما جعل كلا الطرفين يركز على الناحية الإعلامية لحشد الرأي العام إلى جانبه.
النجاح الساحق الذي حققته “هيئة تحرير الشام” في القضاء على قوة ستة من الفصائل الرئيسية في الشمال خلال الشهرين الماضيين، ما أجبر من تبقى من هذه الفصائل على الانضمام إلى “حركة أحرار الشام” بحثاً عن الحماية والبقاء، يبدو أنه قد شجع “الهيئة” للمضي قدماً في هذا الطريق، وإجبار الفصائل على التوحد معها تحت التهديد، أو باستخدام مستويات من القوة إن لم ينجح الأمر، بحسب ما تمليه الحاجة.
وقد عزز قناعة “الهيئة” في تبني هذا الحل، كما يستنتج المراقبون، أنها لم تجد مقاومة من هذه الفصائل، بما فيها “أحرار الشام”، إلا ما ندر، على عكس ما فعل “لواء جند الأقصى” قبل إجباره على الخروج إلى مناطق تنظيم “الدولة الإسلامية”. استنتاجات يعززها سياق كامل من الأحداث ومن تصريحات قادة “الهيئة” وبياناتها، خاصة الأخير الذي أصدرته بمناسبة المواجهة مع “حركة أحرار الشام”. ولطالما كانت “الحركة” الهدف الأول والفصيل الأبرز الذي تحلم “جبهة فتح الشام”، بأن يكون شريكها في أي عملية توحد.
فالبيان خلا من أي تبريرات اعتادت “جبهة فتح الشام” على تقديمها في كل مرة تهاجم فيها فصيلاً من الفصائل، ما بين الاتهام بالفساد أو الارتهان للداعم أو التبعية للخارج. وركز البيان من دون أي مناورة على الهدف، وهو تحقيق التوحد والإرغام عليه، بعد تحميل قيادة “الحركة” المسؤولية عن فشل جميع محاولات التوحد، واتهامها بتحريض عناصرها ضد “الهيئة” وتحضيرهم نفسياً لقتالها، “من أجل الحفاظ على مصلحة الفصيل، وذلك على حساب مصلحة الثورة والجهاد في الشام”.
واعتمدت الهيئة على اصرار قيادة “الحركة” الدائم على عدم التوحد مع “جبهة فتح الشام”، ولاحقاً الدخول معها في سباق تسلح وتجنيد، بعدما أصبحت “الجبهة” في “هيئة تحرير الشام”. وترافق ذلك مع تصعيد الحملة الإعلامية بينهما، وبشكل بدا معه أن لا فرصة ممكنة اليوم لتحقيق حلم “الجبهة” في التوحد مع “الحركة”. ما جعل “الهيئة”، بحسب مراقبين، تنتقل إلى “التغلب الناعم” من أجل تحقيق أهدافها، مع شعور متضخم بالقوة، وقراءة تحليلية لواقع “الحركة” كانت نتائجها مشجعة من أجل المضي في تحقيق ما تسعى إليه “الهيئة”.
قيادة “الحركة” اليوم، بحسب الخلاصة التي بنت عليها “الهيئة” تحركها الجريء، هي قيادة ضعيفة ولا تمنح الفرصة للملمة الشتات وترتيب الأوراق، وعناصرها في الغالب الأعم، مثل عناصر جميع فصائل المعارضة الأخرى التي ما زالت تتواجد في مناطق انتشار “جبهة فتح الشام”، غير مستعدين للقتال ضد “الهيئة/الجبهة” حتى وإن كان لمجرد الدفاع عن النفس، لأسباب باتت معروفة. وبالتالي فإن هذا الواقع يشكل فرصة لا يمكن لـ”الجبهة” تفويتها من أجل تحقيق ما طمحت له دائماً، وهو احتواء “أحرار الشام”، الفصيل الوحيد الذي يمكن أن يظل منافساً حقيقياً لـ”الهيئة” في الساحة السورية.
لكن مستوى ردود الفعل التي أعقبت تحرك “الهيئة” الأخير، والذي تجاوز مجرد الانتقاد والتنديد، بل وشمل مرجعيات جهادية وازنة، يبدو أنه أجبر “الهيئة” في النهاية على إعادة النظر في الأمر، وفرض عليها التهدئة.
فعقب هجوم “الهيئة” على معسكر المسطومة، أعلن اثنان من أبرز أعضاء لجنتها الشرعية؛ عبدالحليم عطون وعبدالرزاق المهدي، انسحابهما منها، وهو الأمر الذي أدى إلى إحراج شديد لقيادتها وجمهورها، خاصة مع التعليقات شديدة اللهجة التي قدمها الشيخان حول قرارهما.
عطون الذي كان من أبرز قيادات “حركة أحرار الشام” المنتقلين إلى “الهيئة”، اعتبر أن ما تقوم به “هيئة تحرير الشام” ضد “أحرار الشام” هو أمر محرم شرعاً، يجب التبرؤ منه ومنع استمراره، مؤكداً أن موقفه هذا لا يعني قبوله بقيادة “حركة أحرار الشام” الحالية وتوجهاتها.
وأضاف عطون في تعليقه على هذه التطورات: “إن من الأمور التي قصدتها بالانضمام إلى الهيئة هو التعرف عليهم عن قرب. لكنهم حتى الآن لم يسيروا في الطريق الصحيح الذي يجعل النفس تطمئن إليهم، ولذلك فأنا اعتزلهم الآن، لأنهم مازالوا بنفس العقلية، من التعالي والصلف والغرور، وهذا لا يعني تزكية قيادة الأحرار السيئة على كافة المستويات”.
من جانبه، فقد كانت لهجة عبدالرزاق المهدي أقل حدة، وبعيدة عن المباشرة في اعلانه الخروج من “الهيئة”، إذ ركّز على عدم قدرته على التغيير فيها. وقال المهدي في تغريدات له في تويتر: “ازدادت التجاوزات التي تصدر عن أفراد ينتسبون لهيئة تحرير الشام، وبما أن الكثير من أصحاب الحقوق يطالبونني برد حقوقهم، وآخرون يضعون اللوم علي ويحملونني المسؤولية عن ذلك، وبما أنني غير قادر على رفع الظلم وإعادة الحق لصاحبه، فإني أعلن خروجي من هيئة تحرير الشام”.
ولم تقتصر الاستقالات من “الهيئة” على الكوادر المحسوبة على التيار الجهادي فيها، أو المقربين من “جبهة فتح الشام”، بل شمل كذلك شخصيات من المكون الرئيس الآخر في “الهيئة”؛ “حركة نور الدين زنكي”، التي أعلن اثنان من أعضاء مكتبها السياسي استقالتهما، وهما بسام حجي مصطفى، وياسر ابراهيم اليوسف.
وفي رسالة مفتوحة وجهها العضوان المستقيلان إلى زملائهم في “نور الدين زنكي” الأربعاء، قال اليوسف وحجي مصطفى: “حيث أن المشاريع الدولية أدت إلى تعطيل وإضعاف الثورة والثوار، فأصبحت المشاريع تيهاً على تيه، وآخرها الاندماج الذي لم يكن لنا فيه رأي، وبعد تعاطم الفوضى، نعلن أننا سنترك ما لم نوافق عليها، وسنلجأ إلى ما خرجنا من أجله، علم الثورة ومبادئها وأفكارها”.
وإذا كانت محاولات جمهور “هيئة تحرير الشام” التقليل من أهمية المواقف السلبية من الهجوم الأخير على “حركة أحرار الشام”، والتشكيك في قيمة أو أسباب ودوافع المنشقين، وهو الأمر الذي يمكن وضعه في إطار الحرب الإعلامية التي يخوضها “جيش الهيئة الالكتروني”، فإن الموقف الذي كان بمثابة الضربة التي لا يمكن تفاديها أو الرد عليها بهذا الخصوص، جاءت من الشيخ أبو قتادة الفلسطيني، أحد أبرز المرجعيات الجهادية.
أبو قتادة الذي لم يسبق له انتقاد “جبهة فتح الشام” من قبل، اعتبر أن “هيئة تحرير الشام” بدأت بدايات مخيفة، بسبب هجماتها على الفصائل الأخرى، وهي هجمات اعتبرها “سقوطاً في فخ من لا يريدون نجاح المشروع الإسلامي”، داعياً قيادة “الهيئة” إلى التوقف عن ذلك والتركيز على قتال النظام.
وفي تعليق له في “تليغرام”، الثلاثاء، قال الفلسطيني: “إن الهيئة بدأت بدايات مخيفة، كلها توجه نحو القتال الداخلي، وقد حذرها الناصحون بعدم الاستطراد في هذا التوجه، والواجب عليها اشغال الساحة بعمليات جهادية ضد النظام، فهذا الذي سيحقق لها الشرعية في الاحتواء وغيره، ولذلك كان المطلوب عدم استدراجها الى المستنقع الداخلي، من خصومات يشعل نارها القابعون في تركيا وغيرها، من مفكري ومشايخ الفساد والانحراف، بل والعمالة المستورة بستار الدين وتولي المشروع الاسلامي، مع أنه زيف كله”.
في النهاية رضخت “هيئة تحرير الشام” لحملة الانتقاد وردود الأفعال التي لم تتوقعها على ما يبدو، وخاصة من داخل التيار الإسلامي والجهادي منه بوجه خاص. حملة لم تكن لتصل إلى هذا المستوى من التصعيد لولا أن المستهدف من هجوم “الهيئة” الأخير هو فصيل إسلامي، بينما تم التغاضي سابقاً عن كل الهجمات التي شنتها “جبهة فتح الشام” قبل تشكيل “الهيئة” ضد فصائل الجيش الحر. الأمر الذي يؤكد بالنسبة لأصحاب هذه الملاحظة، أن ما أنقذ “حركة أحرار الشام” اليوم، هو انتماؤها إلى الفضاء الجهادي بالأصل، وليس أي شيء آخر، لكن إلى أي حد سيبقى أثر هذا الانتماء مفيداً بمواجهة قوة وتطلعات “هيئة تحرير الشام”.
دي ميستورا يحدد موعد جنيف5..وواشنطن تريد خروج إيران واتباعها
أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ليل الأربعاء-الخميس، موعد الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف، وحددها بتاريخ الثالث والعشرين من آذار/مارس الحالي. وقال إنه سيدعو الحكومة السورية والمعارضة رسمياً.
وقالت وكالة “فرانس برس”، إن دي ميستورا أعلن عن الموعد بعد تقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي حول نتائج الجولة الأخيرة من المحادثات الرامية إلى إنهاء ست سنوات من النزاع.
وأوضح دي ميستورا للصحافيين بعيد الاجتماع أن “نيتي الحالية هي إحضار المدعوين مجدداً إلى جنيف من أجل جولة خامسة، بموعد مرتقب في 23 آذار/مارس”. ولفت إلى أن الجولة الجديدة ستتركز على الحكم، العملية الدستورية، الانتخابات، ومكافحة الإرهاب، وربما يكون هناك نقاشات حول إعادة الإعمار.
ونقلت “فرانس برس” عن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، بعد الاجتماع المغلق، إن الإدارة الأميركية الجديدة تدعم عملية السلام السورية وتريد استمرار المحادثات في جنيف. وأضافت “الأمر بتعلق بحل سياسي في المرحلة الحالية، وهذا يعني في الأساس أن سوريا لم تعد قادرة على أن تكون ملاذا آمنا للإرهابيين”. وأشارت إلى أنه “يجب أن نتأكد من خروج إيران وأتباعها”. وتابعت “سنواصل مراقبة العملية، لكننا ندعمها ونريد أن نرى حلا من خلالها”.
وكانت الجولة الماضية من النسخة الرابعة لمفاوضات جنيف، قد اختتمت بنجاح وفد الحكومة السورية بإدراج ملف مكافحة الإرهاب ضمن ملفات جدول أعمال المفاوضات الأربع، والتي سماها دي ميستورا بالـ”سلال”، إلا أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات لم يعلن، إلى الآن، موافقته على بحث السلال بالتوازي كما يطرح دي ميستورا، بل يطالب بأن يتم بحث وإقرار كل سلة بشكل منفرد.
يشار إلى أن تلميح دي ميستورا عن إمكان فتح الحديث خلال الجولة المقبلة من المفاوضات حول إعادة الإعمار، يأتي مع استعداد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى عقد مؤتمراً في بروكسل في الخامس من نيسان/أبريل المقبل، حول عملية إعادة الإعمار في سوريا.
النظام السوري يأمر باعتقال صحافيين ألمان!
لائحة سرية تضم مئات الصحافيين والسياسيين والباحثين الألمان، هي جزء بسيط من بنك معلومات سري كشف عنه تلفزيون “إن دي آر” الألماني، الأربعاء، أعدها نظام بشار الأسد لملاحقة واعتقال معارضيه من الأجانب أيضاً ممن يصنفهم أعداء له.
ونقلت قناة “دويتشه فيلله” العربية عن “إن دي آر” أن هناك أوامر اعتقال أصدرها نظام الأسد في دمشق لملاحقة مئات الصحافيين الألمان، منهم المصور والمخرج مارسيل ميتلسيفن المعروف بفيلمه الوثائقي “وطني” (ماي هوملاند)، الذي تم اختياره في المسابقة الأولية لجوائز “أوسكار” في هوليوود، والذي يرصد قصة عائلة من حلب نجحت في الهروب من جحيم الحرب إلى ألمانيا. مضيفة أن المخابرات السورية تضمنه في قوائم إضافية تمنعه من دخول الأراضي السورية.
ومن الصحافيين الألمان الموجودين في اللائحة هناك فولفغانغ باور من أسبوعية “دي تسايت”، ورئيس تحرير مجلة “زينيت” دانييل غيرلاخ. فيما تضم لائحة أخرى صحافيين لا يعجب عملهم النقدي مخابرات النظام، ضمن 500 اسم في اللائحة السرية يسعى جهاز المخابرات السوري لمعرفة احتمال سفرهم إلى سوريا.
إلى جانب هاتين الفئتين، توجد فئة ثالثة من الألمان أصدر النظام السوري بحقهم أوامر اعتقال فورية، من بينهم صحافي الفيديو كورت بيلدا الذي أنجز تقارير من سوريا لصالح شبكة “إيه أر دي” التلفزيونية.
وبحسب المعلومات التي نشرها التلفزيون الألماني، فإنك بنك المعلومات الاستخباراتي يضم ما لا يقل عن مليون و600 ألف من البيانات إلى غاية العام 2015، ويتضمن أسماء لأشخاص ينتمون لـ150 بلداً ويشمل فترة زمنية تعود للستينات من القرن الماضي.
“جيش الإسلام” يكفّر “طلعنا ع الحرية”.. والمجلة تعتذر
بعد اتهامها بالإساءة إلى الذات الإلهية على خلفية مقال عن الطفل السوري عبد الباسط صطوف، أغلق “جيش الإسلام” مكاتب مجلة “طلعنا ع الحرية” السورية المعارضة، ومكاتب هيئات مدنية أخرى في الغوطة الشرقية، الأربعاء.
ونشر الإعلامي أوس المبارك، من فريق “طلعنا ع الحرية”، صوراً لقرار صادر عن “النيابة العامة في دوما، وهي الهيئة القضائية التابعة لـ”جيش الإسلام” بعدما وصلتها دعوى من “الحسبة” وهي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في “جيش الإسلام”، ضد شبكة “حراس الطفولة”! وهي منظمة مدنية غير مرتبطة بالمجلة أصلاً.
وأفاد المبارك أن فريق المجلة حاول إفهام عناصر “جيش الإسلام” أن لا علاقة لهم بشبكة “حراس الطفولة” التي تصدر مجلة “طيارة ورق”، لكن العناصر أصروا على قرار الإغلاق. مضيفاً أن “جيش الإسلام” أغلق مكاتب المجلة ومكاتب “حراس الطفولة” ومكتب “التنمية” و”مركز توثيق الانتهاكات”، وكلها هيئات مدنية يعاديها “جيش الإسلام” منذ فترة طويلة.
وأضاف المبارك أن مؤسس المجلة، وعضو هيئة تحريرها، أسامة نصار، يجب أن يمثل أمام محكمة تابعة لـ”جيش الإسلام”، الخميس. لافتاً أن القرار ضد المجلة وبقية المنظمات المدنية سياسي بشكل واضح: “كل عمرهن متضايقين من وجودنا ومن المبادئ اللي عم نشتغل عليها بالحرية والعدالة والمساواة وفصل السلطات والانتخابات العامة، متضايقين من نجاحنا. بس اليوم قرروا ينهوا كل شي وما عاد يسمحوا لتيارات مختلفة عنهن تشتغل”.
المقال الذي تسبب في “الإشكال” حمل عنوان “يا بابا شيلني” للكاتب شوكت غرز الدين، وكان واحداً من مواد العدد 86 الصادر في 21 شباط/فبراير الماضي، ويحلل فيه الكاتب العجز الذي يمثل صفة كبرى في النظام الأبوي في الدين والمجتمع، بناء على حادثة الطفل عبد الباسط صطوف الذي بُترت قدماه نتيجة قصف وحشي للنظام السوري في ريف أدلب الجنوبي مؤخراً.
ولم يحظ المقال بضجة واسعة إلا مؤخراً، مع تجييش واسع ضد المجلة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مثل صفحة “مجلة طلعنا ع الحرية الملحدة” في “فايسبوك” التي قدمت تهديدات متكررة لفريق المجلة، داعية جمهورها لتقديم معلومات حول فريق المجلة من أجل محاسبتهم من منطلق “الغيرة على الدين”.
إثر ذلك، خرجت تظاهرات في مدينة دوما نالت تعاطفاً كبيراً من الصفحات الثورية (شبكة الثورة السورية، هاشتاغ الثورة، ..) الذين اتهموا المجلة بدورهم بالإساءة للذات الإلهية، حيث حملت المظاهرات لافتات مثل: “يزاود علينا الغلاة باسم الدين ويطعن بنا الملحدون باسم الحرية. سنعلم الأولين أصول الدين وسنرسم للآخرين حدود الحرية”، واصفين حرية التعبير التي يقوم عليها الإعلام الحر والإعلام المعارض بأنها “حرية من أجل الكفر”.
وأصدرت المجلة بيانين منفصلين، الأول موقّع باسم رئاسة التحرير والثاني حمل توقيع رئيسة التحرير ليلى الصفدي، التي اعتذرت وعبّرت عن أسفها الشديد لنشر المقالة في صفحات المجلة، معتبرة أنها تتحمل مسؤولية نشر المادة “المسيئة” رغم اعتراض الزميل أسامة نصار على النشر. فيما اعتبر البيان الآخر أن رأي المقال لا يعبّر عن رأي المجلة وتم نشره من منطلق تعددية الأفكار بغض النظر عن توافقه مع آراء فريق المجلة.
واحتوى البيانان تصريحات لنصار جاء فيها: “كمسلم، مؤمن بالله الواحد القادر، أعتقد أن لا أحد ولا شيء في العالم باستطاعته أن يسيء لله تعالى، وإن ظن أنه يفعل، وأشعر أن على الداعين إلى الله أن يطمئنوا طالما كانت الطروحات المضادّة زبداً على هذا القدر أو ذاك من الرداءة. أشعر بأنني مدين باعتذار خاص للطفل عبد الباسط سطوف؛ فآخر ما كان ينتظره منا بعد كل ما حل به، أن نحمل مصيبته ما لا يمكن أن تحتمله من أفكار فيها ما فيها من التقعّر والابتذال والإساءة”.
ولم يخفف البيان من غضب الإسلاميين على المقال، فكتبت إحدى الصفحات: “اعتذار مجلة طلعنا عالحرية لن يخفف من غيظ المسلمين ولن يرفع قيمة المجلة التي انكشفت سوءتها وبانت نيتها السيئة القذرة ذات الهدف الإلحادي ونشر الإلحاد بل سيبقى الشعب السوري منتبهاً لهم بل متيقظاً وفطناً وكارهاً لكم ومحارباً لمجلتكم الملحدة الفاجرة”.
بهذا عاد عداء “جيش الإسلام” للثورة السورية وللديموقراطية، للواجهة من جديد، حيث يتذكر ناشطون معارضون انتهاكات التنظيم المتكررة لحرية التعبير وجرائمه مثل اختطاف الناشطة المعروفة رزان زيتونة والتكتم عن مصيرها لسنوات، مشبهين ما يقوم به الفصيل الإسلامي بأنه ممارسات تشبه محاكم التفتيش في القرون الوسطى.
نشر قوات أميركية إضافية في شمال سوريا
أكد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية نشر قوات أميركية إضافية في سوريا للمساعدة في معارك استعادة الرقة من تنظيم الدولة، في حين جددت تركيا تهديدها بضرب وحدات حماية الشعب الكردية في منبج.
وقال المتحدث باسم التحالف جون دوريان -وهو من سلاح الجو الأميركي- إنه تم نشر وحدة مدفعية من مشاة المارينز ونحو 400 جندي آخرين لينضموا إلى 500 ينتشرون بالفعل في سوريا من قبل.
وأضاف دوريان أنه لن يكون لقوات المارينز دور في الخطوط الأمامية، وأنها ستعمل مع شركاء محليين في سوريا، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الأساسي فيها.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الجهود المبذولة لعزل الرقة معقل تنظيم الدولة “تسير بشكل جيد للغاية”، ويمكن أن تستكمل خلال بضعة أسابيع، “وبعد ذلك يمكن اتخاذ قرار دخول” المدينة.
وتابع أن القوات الإضافية تهدف إلى توفير المزيد من المدفعية وتسريع هزيمة تنظيم الدولة في الرقة، وفق تعبيره.
غير أن وزارة الدفاع الأميركية -التي أعلنت قبل بضعة أيام إرسال قوات إلى مواقع غرب مدينة منبج شمالي سوريا- امتنعت عن تأكيد إرسال هذه القوات الإضافية أو تحديد مواقعها.
تهديد تركي
أما تركيا التي تدعم الجيش السوري الحر في شمال سوريا ضمن عملية “درع الفرات”، فقد جددت إصرارها على ضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تخرج من منبج، ونفت في الوقت نفسه وجود أي أهداف تركية لتأسيس قواعد عسكرية لها شمال سوريا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الولايات المتحدة الأميركية لم تحسم أمرها حتى الآن بشأن عملية الرقة المرتقبة في سوريا، مؤكدا أن المحادثات مع الأطراف المعنية مستمرة في هذا الشأن.
وفي تصريحات صحفية أضاف أوغلو أن وحدات حماية الشعب الكردية تريد المشاركة في عملية الرقة بهدف الاستيلاء على رقعة أوسع من الأراضي، مؤكدا أنها لن تسمح لهذه الوحدات بتحقيق هدفها بتأسيس إدارة ذاتية في شمال سوريا.
وتابع الوزير التركي أن حزب الاتحاد الديمقراطي يمثل تهديدا لأمن تركيا بالقدر نفسه الذي يمثله تنظيم الدولة.
وكان مسؤول تركي رفيع حذر الثلاثاء الماضي من أن مضي الولايات المتحدة في العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة في الرقة مع وحدات حماية الشعب الكردية وليس مع تركيا، من شأنه أن تكون له تداعيات على العلاقات التركية الأميركية “لأن هذه الوحدات تنظيم إرهابي، ونحن نقول ذلك في كل منبر”.
تقدم نحو الرقة
وبالتزامن مع وصول قوات أميركية إلى شمال سوريا، قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها اقتربت من مدينة الرقة، وأضافت أن مقاتليها حققوا تقدما في ريف الرقة الشرقي، وسيطروا على تلة المنخر وقريتي كوبار والكجلي.
من جهة أخرى، أفادت مصادر للجزيرة أن شخصا قـُتل في قصف على قرية الأحواس في ريف الرقة الشرقي، وذلك بعد مقتل 18 شخصا أمس في قصف شنته طائرات التحالف على تجمع للنازحين قرب قرية “مطب البوراشد”.
وأضافت المصادر أن آلافا من أهالي ريف حلب الشرقي نزحوا إلى مناطق سيطرة التنظيم في ريف الرقة، هربا من المعارك بين تنظيم الدولة وقوات النظام السوري. وقد وصل معظم النازحين إلى مدينة الطبقة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
عشرات الضحايا السوريين بغارات للنظام وروسيا والتحالف
قتل وأصيب عشرات المدنيين -بينهم نازحون- في غارات سورية وروسية وأخرى يرجح أنها للتحالف الدولي، على مناطق شمالي سوريا وقرب العاصمة دمشق.
فقد قال مراسل الجزيرة إن خمسة مدنيين -بينهم ثلاثة أطفال- قتلوا وأصيب عشرات آخرون صباح اليوم الخميس بغارات مكثفة شنتها طائرات النظام السوري على بلدة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي.
وأضاف أن القصف استهدف أحياء آهلة بالسكان، حيث تعمل فرق الدفاع المدني على رفع الأنقاض وتبحث عن ناجين وتنتشل الضحايا من تحت الركام. وأكد ناشطون أن عشرات آخرين أصيبوا، وبثوا صورا تظهر أشخاصا عالقين تحت الركام.
وأفاد الناشطون بأن طائرات روسية نفذت بالتزامن سلسلة من الغارات على عدة بلدات في ريف إدلب، وأكدوا أن إحدى الغارات أوقعت قتلى وجرحى في بلدة “بعربو” بالريف الجنوبي، كما استهدف الطيران الروسي بلدات التمانعة والدير وحاس.
وغير بعيد عن إدلب، قال مراسل الجزيرة إن طائرات تابعة لقوات النظام السوري شنت قصفا مكثفا استخدمت فيه القنابل العنقودية المحرمة دوليا في ريفي حلب الشمالي والغربي.
وأفاد ناشطون بأن القصف بالقنابل العنقودية أسفر عن مقتل شخص في مدينة عندان شمال حلب. ويأتي التصعيد بعد محاولات سابقة لقوات النظام للتقدم في محيط مدينة حلب لتأمينها من جهتي الغرب والشمال.
من جهته أفاد مراسل الجزيرة بمقتل أربعة أشخاص اليوم في قصف مدفعي لقوات النظام السوري على منطقة حمورية في الغوطة الشرقية. وقال ناشطون إن قصفا مماثلا أوقع عشرات الجرحى في مدينة دوما.
وتواصل قوات النظام السوري التصعيد في الغوطة الشرقية بعدما أحبطت هدنة اقترحت روسيا أن تسري من السادس إلى العشرين من الشهر الحالي.
استهداف النازحين
ميدانيا أيضا أفادت مصادر للجزيرة بمقتل شخص في قصف استهدف اليوم قرية الأحواس بريف الرقة الشرقي. يأتي ذلك بعد ساعات من مقتل 18 شخصا وإصابة آخرين في قصف لمقاتلات التحالف الدولي استهدف تجمعا للنازحين قرب قرية “مطب البوراشد”، جنوب شرق مدينة الرقة التي تقع شمال شرقي سوريا وتخضع لتنظيم الدولة الإسلامية.
كما قالت مصادر محلية للجزيرة إن عددا من المدنيين قتلوا وجرح آخرون جراء غارات جوية استهدفت أحياء سكنية في مدينة الميادين شرقي دير الزور شرقي سوريا، وأضافت المصادر أن القصف الجوي طال شارع الجيش ومخبز البلدية والمجمع التربوي ومحيط مسجد الأمين والسوق، مما خلف دمارا واسعا في ممتلكات المدنيين.
ويسيطر تنظيم الدولة بشكل كامل على ريف دير الزور منذ منتصف 2014، ويحاصر ما تبقى من مواقع للنظام داخل المدينة. كما تتعرض مواقع التنظيم في سوريا بشكل شبه يومي لغارات جوية سورية وروسية، إضافة إلى غارات للتحالف الدولي.
كما قالت المصادر للجزيرة إن الآلاف من أهالي ريف حلب الشرقي قد نزحوا إلى مناطق سيطرة التنظيم في ريف الرقة جراء المعارك العنيفة هناك بين تنظيم الدولة وقوات النظام، وقد صل معظم هؤلاء النازحين إلى مدينة الطبقة.
وكانت قوات النظام سيطرت في اليومين الماضيين على عدة قرى كانت خاضعة لتنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي، وتحدث ناشطون عن سيطرة تلك القوات اليوم على مطار الجراح العسكري من تنظيم الدولة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
نيوزويك: هل أصيب الأسد بجلطة؟
تساءلت مجلة نيوزويك الأميركية عما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد أصيب بجلطة دماغية في الآونة الأخيرة، خاصة بعد مشاهدة حركة عصبية غريبة بعينه اليسرى أثناء مقابلة صحفية مع وسائل إعلام روسية.
فقد نشرت نيوزويك مقالا للكاتب سليم العمر قال فيه إن الأسد ظهر مؤخرا وهو يتحدث إلى نسوة علويات مختطفات، لكن الإعلامي فيصل القاسم من قناة الجزيرة كان أعلن على موقعه الخاص على شبكة الإنترنت أن الأسد يعاني جراء إصابته بجلطة.
وأضاف أن القاسم تحدى الأسد بأن يظهر على شاشة التلفزيون كي يثبت أن الإشاعات التي تقول إنه مصاب بجلطة خاطئة.
وقال إن ما عزز هذه الإشاعات مصادر إعلامية روسية لاحظت حركة غريبة في عينه اليسرى، وأن صحيفة الشرق الأوسط كذلك نشرت هذه المزاعم نفسها.
توتر باللاذقية
وقال الكاتب إن القصر الرئاسي السوري استجاب للمرة الأولى لهذا التحدي من قبل فيصل القاسم، وأعلن نفيه الإشاعات المتكررة بأن الأسد مريض، بل صرح بأنه بصحة ممتازة ويقوم بواجباته بشكل طبيعي.
وأشار إلى أن القصر الرئاسي أعقب البيان بمرسوم يعلن ترفيع شقيق الأسد ماهر الأسد إلى رتبة لواء، الأمر الذي زاد من تحفظات الرأي العام بشأن صحة الرئيس الأسد نفسه.
وأضاف الكاتب أن أجواء التوتر سادت مدينة اللاذقية حصن الطائفة العلوية عدة أيام عقب انتشار هذا الخبر، خاصة عندما لم يستطع أحد أن ينفي ما كان يدور داخل القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق.
وأشار إلى أن الأسد استجاب للإشاعات وظهر على شاشة قناة التلفزيون الرسمية لاستقبال وفد برلماني بلجيكي برئاسة عضو مجلس النواب فيليب دوينتر، لكن الأسد لم يحرك يديه طيلة معظم المقابلة، مما أدى إلى الاستنتاج بأنه مصاب بالجلطة الدماغية، لكنه شوهد وهو يحرك يديه في نهاية المقابلة.
وأضاف أنه بينما تنفس موالو الأسد من الطائفة العلوية الصعداء وهم يرونه يظهر على شاشة التلفزيون، فإن أعضاء من المعارضة ركزوا على جانبه الأيسر وعلى عينه اليسرى ذات الحركة العصبية الغريبة.
وأضاف أنه مع انتشار هذه الإشاعات انتشرت صور لماهر الأسد على طول الساحل السوري، وذلك بمناسبة ترقيته، وأن بشار الأسد لم يظهر على وسائل الإعلام في هذه الفترة، الأمر الذي يشير إلى رغبة الطائفة العلوية في تولي ماهر الأسد السلطة في حال حدث مكروه لبشار الأسد.
وقال إن الجدل تزايد واحتدم بين مؤيدي الأسد ومعارضيه، وذلك في أعقاب الإشاعات التي نشرها فيصل القاسم ومصادر إعلامية روسية أخرى.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
التايمز: الأسد بعيد جدا عن النصر
كتبت صحيفة فايننشال تايمز أن تدمير سوريا -الذي بدأ قبل ست سنوات- يكشف محدودية علامات التراجع، على الرغم من استعادة نظام بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا لآخر معقل حضري في حلب الشرقية في ديسمبر/كانون الأول.
ويرى كاتب المقال ديفد غاردنر أن المحادثات عن مرحلة انتقالية للخروج من حالة الحرب لا تحرز أي تقدم، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي كانت قواته الجوية حاسمة في إنقاذ الأسد وساعدت في تحويل حلب إلى أنقاض- قرر أن هذا هو الوقت المناسب ليخبر أوروبا بتمويل إعادة بناء سوريا.
وقال غاردنر إن ثقة موسكو وطهران في استتباب الأمر لصالح نظام الأسد، لا ينبغي أن تخفي حقيقة أنهما يواجهان معضلة حقيقية ومكلفة في سوريا.
أولا، المدى الذي تتحكم فيه حكومة الأسد -ولا يتعدى 35% من الأراضي السورية- هو موضع نقاش، وقد أدى نقص القوة العاملة لنظام الأقلية إلى أن جعلها تعتمد على روسيا وإيران والقوات شبه العسكرية مثل حزب الله.
وقد اضطرت دمشق إلى تكليف مجموعة من أمراء الحرب والمليشيات والجيوش الخاصة والمبتزين بالسيطرة المحلية، وجميعهم استثمروا في اقتصاد الحرب مما أفقر جموع السوريين.
ثانيا، إلى أي مدى روسيا وإيران على استعداد لمساعدة الأسد في الخروج من دويلته وإعادة احتلال ما تبقى من سوريا؟ ويكاد يكون من المؤكد أن ليس لدى الدولة السورية الأعداد الكافية لاستعادة وحماية شرق سوريا.
وستضطر روسيا وإيران للقتال لاستعادة كل سوريا، وهذا سيكون مكلفا في الأرواح والأموال، وكلاهما يعتمدان على النفط والغاز في وقت انخفاض الأسعار، وكلاهما يخضع لعقوبات دولية. ولهذا فإن الأسد أبعد ما يكون عن النصر في الصراع السوري.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
400 جندي أميركي في منبج.. وحملة عزل الرقة مستمرة
العربية.نت- وكالة
أكد المتحدث باسم التحالف الدولي ضد #داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، العقيد جون دوريان، نشر وحدة مدفعية من مشاة البحرية في #سوريا قائلاً إنها تهدف لتعجيل هزيمة التنظيم في الرقة.
وأضاف أنه تم نشر 400 جندي أميركي أو نحو ذلك في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكداً أن حملة عزل الرقة تسير بشكل جيد جداً.
كما أوضح أن القوات الأميركية الإضافية أرسلت إلى #منبج، وستواصل العمل مع وعبر شركاء محليين ولا نعتزم الدخول في مواجهات.
وتأتي تلك التصريحات لتؤكد ما سبق أن أعلن عنه مسؤول أميركي، الأربعاء، عن قيام الولايات المتحدة بنشر بطارية مدفعية لمشاة البحرية في سوريا، دعما للهجوم على معقل داعش في #الرقة. وقال المسؤول إن جنودا من الوحدة 11 لمشاة #البحرية_الأميركية نشرت بطارية “هاوتزرز” من عيار 155 ملم في أحد المراكز الأمامية في سوريا.
وتمثل هذه العملية خطوة مهمة للقوات الأميركية المتواجدة في #سوريا والتي تدعم #قوات_سوريا_الديموقراطية ، وهو تحالف عربي-كردي.
ووفقا لـ”واشنطن بوست”، فإن نشر المدفعية كان في طور النقاش “لبعض الوقت”، وليس جزءا من طلب الرئيس دونالد #ترمب وضع خطة جديدة لتكثيف القتال ضد تنظيم داعش.
وكان #البنتاغون أعلن في وقت سابق من الأسبوع الحالي أن عسكريين أميركيين انتشروا في #سوريا قرب مدينة #منبج ، رافعين العلم الأميركي على آلياتهم تفاديا لوقوع معارك بين مختلف القوات الموجودة في المنطقة.
واشنطن: يجب تأكيد خروج إيران من سوريا
قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أن إدارة الرئيس #ترمب تدعم عملية السلام وتريد استمرار المحادثات في #جنيف.
وعلى هامش الاجتماع الذي جمع #دي_ميستورا بأعضاء مجلس الأمن، قالت هايلي يجب أن نتأكد من خروج #إيران وأتباعها من سوريا.
وأضافت أن الوضع في سوريا بات يتعلق بحل سياسي في المرحلة الحالية وهذا يعني على حد قول السفيرة الأميركية أن سوريا لم تعد قادرة على أن تكون ملاذا آمنا للإرهابيين.
الأكراد : نرفض أي دور لتركيا في “عملية الرقة“
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أبلغ تحالف ميليشيات سوريا الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة، الخميس، مسؤولين أميركيين بأنه لا يمكن أن يكون لتركيا دور في الحملة لاستعادة مدينة الرقة من قبضة تنظيم داعش.
وقال طلال سيلو المتحدث باسم التحالف “الطرف التركي هو طرف محتل لا يمكن السماح له باحتلال المزيد من الأراضي السورية.”
وذكر أن التحالف سلم الرسالة إلى اجتماع مع السناتور الأميركي جون مكين ومسؤولين عسكريين في شمال سوريا الشهر الماضي.
وأشار أيضا إلى أن القوات ستصل إلى مشارف الرقة في غضون أسابيع بعد أن قطعت آخر طريق رئيسي إلى المدينة هذا الأسبوع. وقال: “متوقعون خلال عدة أسابيع يكون فيه حصار للمدينة.”
وفقدت تركيا زخمها في الحرب الدائرة للسيطرة على شمال سوريا مع اعتماد الولايات المتحدة على حلفائها الأكراد في الهجوم على الرقة، غير أن أنقرة مازالت تستحث واشنطن على التوصل لصفقة تهدئ مخاوفها من تعاظم نفوذ الأكراد.
وفي انتقاد موجه لواشنطن قال بن علي يلدريم رئيس وزراء تركيا يوم الثلاثاء إن “من المؤسف أن بعض حلفاء تركيا اختاروا وحدات حماية الشعب الكردية السورية شريكا لهم في الحرب على داعش”.
ومن ناحية أخرى تشعر جماعات الأكراد السوريين بأن واشنطن تقف خلفها الآن بثبات أكبر من ذي قبل وتأمل أن يفيد هذا التطور طموحاتها في نهاية الأمر لنيل الحكم الذاتي بعد سنوات من اضطهاد الحكومة السورية لها.
والحرب الدائرة في شمال سوريا من أعقد مسارح العمليات في الصراع المتعدد الأطراف الذي تشهده سوريا وقد تطورت بسرعة خاطفة في الأسابيع القليلة الماضية حيث تقهقر مقاتلو التنظيم أو انهارت دفاعاتهم في بعض أنحاء المنطقة.
واستفاد الجيش السوري المدعوم من روسيا من ذلك ففتح طريقا يؤدي إلى نهر الفرات ويؤمن إمدادات المياه لحلب وينطوي على تنسيق ضمني مع الفصائل الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على حساب تركيا.
مقتل جنود سوريين في قصف تركي على ريف منبج
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفادت مصادر ميدانية، الخميس، بمقتل عدد من عناصر حرس الحدود التابع للجيش السوري في قصف مدفعي تركي على قرى حدودية في ريف منبج الغربي شرقي حلب.
وذكرت المصادر لسكاي نيوز عربية إن القصف طال قرى جب الحمرة وبوهيج والبوغاز و كورهيوك بريف منبج الغربي شرق حلب.
وسلمت ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية، الخميس، مناطق عدة بريف منبج الغربي على حدود التماس مع قوات الجيش السوري الحر “درع الفرات” إلى قوات الحكومة بالتنسيق مع القوات الروسية.
متحدث: قوات سوريا الديمقراطية تستبعد أي دور لتركيا في عملية الرقة
بيروت (رويترز) – قال تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة يوم الخميس إنه أبلغ مسؤولين أمريكيين بأنه لا يمكن أن يكون لتركيا دور في الحملة لاستعادة مدينة الرقة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال طلال سيلو المتحدث باسم التحالف “الطرف التركي هو طرف محتل لا يمكن السماح له باحتلال المزيد من الأراضي السورية.”
وذكر أن التحالف سلم الرسالة إلى اجتماع مع السناتور الأمريكي جون مكين ومسؤولين عسكريين في شمال سوريا الشهر الماضي.
وأشار أيضا إلى أن القوات ستصل إلى مشارف الرقة في غضون أسابيع بعد أن قطعت آخر طريق رئيسي إلى المدينة هذا الأسبوع. وقال “متوقعون خلال عدة أسابيع يكون فيه حصار للمدينة.”
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
قوات النظام وميليشيات حزب الله تحل محل تنظيم الدولة بأكثر من منطقة سورية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 9 مارس 2017
روما ـ أكّدت مصادر من محافظة دير الزور، شمال شرق سورية، أن “تنظيم (الدولة الإسلامية) بدأ عمليات انسحاب غير منتظمة من مناطق في مدينة دير الزور، وحلّت محلّه قوات تابعة للنظام السوري تدعمها بقوة قوات تابعة لحزب الله اللبناني”.
وقالت مصادر متطابقة عدة من محافظة حلب، شمال سورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، الخميس، إن “أمراً مشابهاً يحدث في ريف حلب، حيث انسحب التنظيم من أكثر من 16 قرية وبلدة في المنطقة بعد اشتباكات خفيفة، لتحل محله قوات النظام وقوات تابعة لحزب الله اللبناني أيضاً”.
وأوضحت مصادر من محافظة دير الزور أن “هناك انسحابات لمقاتلي تنظيم (داعش) من بعض القرى والمزارع في محافظة دير الزور دون اشتباك، وتسارع قوات النظام والقوات الرديفة لها بملء الفراغ الذي يحدثه انسحاب مقاتلي التنظيم”، وأشارت إلى أن “تواجد مقاتلي حزب الله كثيف”، قائلة “ربما يوازي مقاتلي حزب الله عدد مقاتلي النظام السوري أو أكثر بقليل”.
إلى ذلك ذكرت مصادر من ريف محافظة حلب، إن “تنظيم (الدولة الإسلامية) انسحب من قرى وبلدات الخفسة، عباجة، طنوزة، عريضية، رسم البوخر، رسم الأحمر، الكيارية، رسم عبود، جفتلك، الحبوبة، جب القهوة، أم رسوم، خربة شهاب، الريحانية، خفية الحمر، معرضة كبير، ذخيرة وغيرها”، وقد “حدثت اشتباكات خفيفة في بعض القرى بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام والميليشيات المرافقة لها، غير أن سيطرة قوات النظام على هذه القرى كانت سريعة ودون خسائر تُذكر”، والتي “سيطرت في الخفسة على محطة المياه الرئيسية التي تُغذّي مدينة حلب بمياه الشرب”.
وأكّدت المصادر أن “قوات النظام تلقت دعماً جوياً من سلاح الطيران الروسي الذي شن غارات كثيفة قرب هذه القرى وعليها، بلغت أكثر من 80 غارة”، كما “ساهمت ميليشيات قوات سورية الديمقراطية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بتسهيل سيطرة مقاتلي النظام على هذه القرى بدلاً من مقاتلي تنظيم (الدولة)”، كما “سيطرت هذه القوات الكردية على عدة قرى في منطقة ريف حلب أيضاً وهي مزيونة الحمر، أربعة كبير، أربعة صغير، رأس عين الحمر، السلامة، بعد انسحاب مقاتلي التنظيم منها”.
ونبّهت المصادر إلى أن “شريطاً ضيقاً بدأ يتّسع، يمتد من الحدود العراقية وحتى تدمر، صار تحت سيطرة قوات النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني وقوات سورية الديمقراطية، وبدأ يتسع بشكل واضح يومياً”، ورأت أن “هذا الأمر سيجعل مدينة دير الزور آيلة للسقوط بسهولة بيد هذه القوى العسكرية مجتمعة في وقت قريب”.