أحداث الخميس 09 كانون الثاني 2014
قواعد التفاوض: المعلم والجربا يتخاطبان عبر الإبراهيمي
لندن – إبراهيم حميدي
نيويورك، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – حدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «قواعد التفاوض»، في رسالة الدعوة لممثلي الحكومة السورية والمعارضة إلى مؤتمر «جنيف 2» المقرر في 22 الشهر الجاري، إذ إن المحادثات بين وزير الخارجية وليد المعلم ورئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا ستتم عبر المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي وليس في شكل مباشر.
وتضمنت الدعوات التي وجهها بان في السادس من الشهر الجاري إلى ممثلي ثلاث منظمات دولية و30 دولة والمعلم ممثلاً لوفد الحكومة السورية والجربا «رئيس وفد المعارضة والائتلاف»، والتي حصلت «الحياة» على نسخة عنها مع ثلاثة ملاحق: نص بيان جنيف الأول الصادر في حزيران (يونيو) 2012، ومقاطع من قرارات صادرة عن مجلس الأمن تؤكد على دور المرآة في العمليات السياسية، وقواعد التفاوض الذي سيجري في 24 الشهر الجاري في جنيف، بعد افتتاح المؤتمر بمونترو في 22 منه.
وتضمنت قواعد المحادثات ثماني خطوات، بينها أن الهدف من المؤتمر تنفيذ بيان جنيف الأول و «تحديداً المبادئ والإرشادات من أجل عملية انتقالية بقيادة سورية، هو مُلزم سياسياً وقاعدة انعقاد المؤتمر الذي ستسعى الأطراف السورية من أجل تطبيقه (بيان جنيف) في شكل كامل»، بحيث تجري المحادثات بـ «وساطة» رئاسة الجلسات التي يقوم بها الإبراهيمي بحيث «تتوجه الأطراف في مخاطبة الطرف الآخر من خلال الرئاسة. (لكن) الأمر لا يُعتبر عائقاً أمام حوار مباشر بين الأطراف كجزء من عملية المفاوضات، إذا ما تم ذلك باتفاق بينهم».
وتؤكد نسختا رسالتي الدعوة إلى الأطراف الدولية ووفدي الحكومة السورية والمعارضة، على أن هدف المؤتمر «تنفيذ كامل» لبيان جنيف الأول على أن تكون العملية بـ «قيادة سورية» لتشكيل «هيئة حكم انتقالية» وفق مبدأ «القبول المتبادل»، بحيث تقوم هذه الهيئة على «السيطرة على أجهزة الأمن والجيش» مع الحفاظ على مؤسسات الدولة وعملها. لكن الدعوتين تختلفان في بعض التفاصيل، إذ يدعو بان الأطراف الدولية إلى «دعم» الفريقين السوريين»، مع احتمال أن «نطلب منكم مساعدة إضافية خلال المفاوضات بين الجانبين السوريين»، في وقت حضّ الأمين العام الطرفين السوريين على «مفاوضات بناءة» للوصول إلى «اتفاق شامل». وعلى عكس مطالب المعارضة التي تحدثت عن ثلاثة أشهر، فإن رسالتي الدعوة لم تتحدثا عن إطار زمني محدد، لكن بان شدد على ضرورة الوصول إلى اتفاق في «إطار زمني سريع».
وكان «الائتلاف» أرجأ إلى 17 كانون الثاني (يناير) الجاري قراره المتعلق بالمشاركة في المؤتمر لإجراء المزيد من المشاورات مع 41 عضواً في هيئته العامة قرروا الانسحاب والتشاور مع حلفاء المعارضة. وأفادت الهيئة الرئاسية أنها «لم تبحث بعد موضوع مؤتمر جنيف 2، ولم تقرر بعد مشاركتها من عدمها في المؤتمر». وأعربت الهيئة التي تضم الرئيس ونوابه الثلاثة والأمين العام، عن أملها في عودة «الزملاء عن قرارهم والعودة إلى صفوف الائتلاف… في هذا الظرف العصيب الذي تحتاج فيه المعارضة السورية والائتلاف إلى أقصى درجات الوحدة في مواجهة نظام القتل والتدمير والتهجير ومن أجل إقامة نظام ديموقراطي يحقق الحرية والعدالة والمساواة لكل السوريين بعد إسقاط نظام الأسد».
ومن المقرر أن يشارك الجربا في اجتماع وزاري لـ «مجموعة لندن» التي تضم 11 من دول «أصدقاء سورية» في باريس الأحد المقبل، قبل يوم من لقاء وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لوضع اللمسات الأخيرة على المؤتمر الدولي. ويتوقع اللقاء الأخير في موضوع مشاركة إيران وطبيعة المشاركة، مع وضع اللمسات الأخيرة على «جنيف 2».
ميدانياً، استمر تقهقر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في شمال سورية، إذ خسر مقره الرئيسي في مدينة حلب أمام تقدم مقاتلي عدد من فصائل المعارضة، الأمر الذي قابله مقاتلو التنظيم بقتل عشرات السجناء، من نشطاء ومقاتلين، كانوا محتجزين في مستشفى العيون، المقر العام في حلب، في مقابل إطلاق 300 سجين آخرين.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن حلب أصبحت «شبه خالية» من تنظيم «داعش» بعد انسحابه مساء «من حي الإنذارات، عقب اشتباكات مع مقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة والكتائب المقاتلة وتسليم مبنى البريد للمقاتلين»، مع استمرار المواجهات في الرقة في شمال شرقي البلاد، حيث سادت حظر تجول بسبب مخاوف الأهالي على حياتهم. وقال نشطاء إن «جبهة النصرة» سيطرت مساء على «مقر الأمن السياسي في الرقة الذي كانت تسيطر عليه «داعش» بعد معارك استمرت ثلاثة أيام». وأشار إلى «ارتفاع عدد القتلى إلى 385 منذ فجر يوم الجمعة وحتى منتصف يوم الثلثاء، خلال الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية من طرف، ومقاتلي كتائب إسلامية والكتائب المقاتلة من طرف آخر، في محافظات حلب وإدلب والرقة وحماة. وبينهم 56 مواطناً مدنياً أعدم 9 منهم على أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية».
وتوعد «أبو محمد العدناني» الناطق باسم «الدولة الإسلامية»، في تسجيل صوتي، بـ «سحق» مقاتلي المعارضة. وقال إن أعضاء «الائتلاف الوطني السوري» المعارض باتوا «هدفاً مشروعاً» لمقاتلي تنظيمه.
من جهة أخرى، أفرج عن صحافي ومصور سويديين كانا خطفا في سورية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وفق ما أفاد السفير السويدي في سورية ولبنان نيكلاس كيبون وكالة « فرانس برس». وقال السفير: «تم الإفراج عن الصحافيين»، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
وفي نيويورك، عطلت روسيا والصين مشروع بيان في مجلس الأمن يدين العنف ضد المدنيين في سورية «والهجمات الجوية اليومية التي تشنها الحكومة السورية ضد المدنيين في حلب التي أوقعت أكثر من ٧٠٠ قتيل وأكثر من ٣ آلاف جريح منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي».
وتجنب السفير الصيني في الأمم المتحدة لوي جيي، الرد على سؤال عن موقف بلاده من قصف المدنيين، معتبراً أن «مؤتمر جنيف 2 هو الفرصة الوحيدة للتوصل إلى حل سلمي» للأزمة السورية
وطرحت بريطانيا مشروع البيان الذي «دان القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة، بما فيه استخدام صواريخ سكود وقذائف البراميل الذي تقوم به الحكومة السورية في منطقة كثيفة السكان في مناطق عدة في حلب».
واعتبر مشروع البيان أن «الدول تتحمل المسؤولية الأساسية عن حماية المدنيين»، وأن مجلس الأمن «يعبر عن القلق البالغ جراء هذه الأعمال التي تمثل انتهاكاً ممنهجاً وجسيماً لهذا الالتزام المنصوص عليه في القانون الدولي الإنساني للتمييز بين السكان المدنيين والمقاتلين والامتناع عن استهداف المدنيين والأهداف المدنية».
وبحسب مشروع البيان، فإن مجلس الأمن «يجدد دعوة جميع الأطراف، وخصوصاً الحكومة السورية، إلى التطبيق الفوري لبيان مجلس الأمن الصادر في تشرين الأول (أكتوبر)»، الذي دعا إلى التوقف عن استهداف المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين في سورية.
واستمع مجلس الأمن إلى منسقة بعثة تدمير الأسلحة في سورية سيغرد القاق، التي قالت بعد الجلسة إن «التقيد بالإطار الزمني المحدد في منتصف حزيران (يونيو) المقبل يسير قدماً». وجددت القول إن الحكومة السورية تتعاون بشكل بنّاء في نقل المواد الكيماوية»، وأن البعثة تمكنت من نقل الدفعة الأولى من المواد التي تعد أولوية إلى خارج سورية».
ألمانيا ستدمر بقايا من الكيماوي السوري على أراضيها
برلين – أ ف ب
أعلنت وزارتا الخارجية والدفاع الألمانيتان، في بيان مشترك، أن ألمانيا ستدمر بقايا من الأسلحة الكيماوية السورية على أراضيها.
وأكدت الوزارتان أنه “بناءً على طلب من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، قررت الحكومة الفيديرالية أن تكون ألمانيا مستعدة للمساهمة في شكل كبير في تدمير الأسلحة الكيماوية السورية”.
وأوضح البيان، الذي يتناول بالتفصيل “التنفيذ العملي” للعملية، أن “ألمانيا لديها الرغبة والقدرة على إزالة بقايا من هذه الأسلحة الكيماوية على أراضيها”.
الأردن يطلب من الدول المانحة 2.4 بليون دولار للتعامل مع اللاجئين السوريين
عمان – يو بي أي
طلب الأردن من الدول المانحة مبلغ 2.4 بليون دولار لتمويل الخطة الوطنية لتمكين المجتمع المحلي من التعامل مع آثار وجود اللاجئين السوريين في البلاد للفترة 2014 ـ 2016.
وقالت بعثة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن، في بيان، إن “وزير التخطيط والتعاون الدولي ابراهيم سيف عقد اليوم اجتماعاً مع ممثلي الدول المانحة ومنظمات الأمم المتحدة لإقرار الخطة الوطنية لتمكين المجتمع المحلي من التعامل مع أثر وجود اللاجئين السوريين في الأردن للفترة 2014- 2016، وذلك تمهيداً لعرضها على المجتمع الدولي بهدف طلب الدعم والتمويل بقيمة 2.4 بليون دولار، وذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الكويت الثاني المقرر في منتصف كانون الثاني (يناير) الجاري”.
وأوضح البيان أنه جرى “العمل على إعداد هذه الخطة في شكل وثيق مع منظمات الأمم المتحدة وبمشاركة الجهات المانحة والمجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية، وذلك بالتنسيق مع الوزارات المعنية بهذا الشأن”.
وأضاف ان الخطة تحدد “متطلبات الحكومة الاردنية للاستجابة بكفاءة وفعالية، وبما ينسجم مع الحاجات الوطنية بالتركيز على المشاريع القصيرة والمتوسطة المدى التي من شأنها دعم القطاعات الرئيسية التي ستساعد المملكة على تحمل هذه الأزمة والتخفيف من تأثيرها على المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين وحماية مكاسب التنمية التي تحققت على مر السنين”.
وتطالب الخطة بتآمين دعم “بنحو 2.4 بليون دولار أميركي ستوزع على المشاريع ذات الأولوية لثمانية قطاعات هي :التعليم، والصحة، والطاقة، والبلديات، والمياه، والحماية، والإسكان، والتشغيل وسبل العيش، بالإضافة إلى الدعم المادي المطلوب بقيمة 965.3 مليون دولار أميركي لتغطية التكلفة الأمنية و 758 مليون دولار أميركي لتغطية الدعم الحكومي للتعامل مع الزيادة على الطلب للمواد المدعومة”.
يذكر ان الاردن يشكو من نقص التمويل اللازم للعناية باللاجئين السوريين الى المملكة، البالغ عددهم نحو 600 ألف، منهم حوالى 170 ألفاً يعيشون في مخيم الزعتري شمال شرق البلاد.
وحضت الخطة المجتمع الدولي على “مواصلة دعمه و شراكته مع الحكومة للتعامل مع هذه الأزمة في الشكل الأمثل” .
جولة جديدة لجون كيري محورها النزاع السوري و”جنيف 2“
واشنطن – أ ف ب
يبدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري، السبت المقبل جولة جديدة، تشمل باريس والكويت محورها النزاع السوري، وذلك قبل أسبوعين من انعقاد مؤتمر للسلام في هذا البلد، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي، إن “كيري سينتهز فرصة وجوده في فرنسا لمناقشة عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين مع وفد من الجامعة العربية”.
وسيشارك كيري الأحد في اجتماع جديد لمجموعة أصدقاء سورية، مع أعضاء الائتلاف السوري المعارض.
وسيعقد هذا الاجتماع في مقر الخارجية الفرنسية في باريس، بمشاركة جميع وزراء خارجية الدول الـ11 الأعضاء في المجموعة (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وتركيا والسعودية والإمارات، وقطر ومصر والأردن)، كما أعلن مصدر ديبلوماسي في باريس.
والاثنين، سيلتقي كيري في باريس نظيره الروسي سيرغي لافروف، لبحث احتمال مشاركة إيران في مؤتمر جنيف-2 الذي يبدأ في 22 كانون الثاني/يناير في مدينة مونترو، بحسب بساكي.
وسيتواصل المؤتمر اعتباراً من 24 كانون الثاني/يناير، بين الوفود السورية المعنية برعاية موفد الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي.
لكن المعارضة السورية أرجأت حتى 17 كانون الثاني/يناير، اتخاذ قرار في شأن المشاركة في المؤتمر أو لا.
وفي 15 كانون الثاني/يناير، ينتقل كيري إلى الكويت، ليحضر مؤتمر الدول المانحة الذي يطمح إلى رصد 6,5 بلايين دولار للمدنيين السوريين المتضررين من النزاع.
الائتلاف كاد ينهار في اسطنبول فورد للمعارضة: جنيف 2 فرصتكم
جنيف – موسى عاصي
تسارع القوى الراعية لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الى لملمة أشلائه بعد وصوله إلى مشارف عقد الانفراط في لقاء الجمعية العمومية في اسطنبول بين 5 كانون الثاني الجاري و7 منه. وقبل أيام من مؤتمر جنيف 2 المقرر في 22 كانون الثاني يظهر الائتلاف وهو “مظلة المعارضة السورية في المؤتمر” في حال من الوهن والضياع وفقدان السيطرة ليس على الأرض فحسب وإنما حتى على القوى المنضوية تحت لوائه.
وسيكون لقاء باريس الأحد لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري” والشخصيات البارزة في الائتلاف، الفرصة الأخيرة لمنع بلوغ الخلافات مرحلة اللاعودة قبل موعد 17 كانون الثاني عندما يعقد لقاء جديد في محاولة لتشكيل وفد المعارضة إلى جنيف2، خصوصاً أن 44 من أعضاء الائتلاف قدموا استقالاتهم وان 28 علقوا عضويتهم، قبل أن يجمدوا هذا القرار بطلب فرنسي – أميركي مباشر.
وفي تفاصيل الجمعية العمومية التي اتسمت بالصخب والخطب العنيفة، أنه بعد انتهاء الانتخابات التي أعادت أحمد الجربا رئيسا للائتلاف، وبدء مناقشة تشكيل الوفد إلى مؤتمر جنيف 2، انفجرت الخلافات وانقسم الائتلاف بين خطين، الأول يقوده الجربا و”الإخوان المسلمون” ورئيس “المنبر الديموقراطي” ميشال كيلو ومجموعة الأعضاء التي تدور في فلكهم، ويطالب بالذهاب إلى جنيف 2 بأي ثمن، والثاني المعارض للمشاركة يضم بعض أعضاء “المجلس الوطني السوري” والمجالس المحلية وبعض أركان “الجيش السوري الحر” والحركة التركمانية، ومنتدى رجال الأعمال، فضلاً عن عدد من الشخصيات المستقلة. وهؤلاء يرفضون رفضاً قاطعاً المشاركة في المؤتمر، ويتهمون الجربا بالتفرد بالقرارات المتعلقة بهذا المؤتمر وبطريقة التحضير له، وباتوا يطالبون باستقالته ويعتبرون وجوده على رأس الائتلاف سبباً للخلافات المستمرة. وقال أحد المنسحبين لـ”النهار”: “لا عودة عن مشروع الاستقالة إلا بعد إجراء تعديلات على مستوى اتخاذ القرار ونزع حصريته من يد الجربا”.
وتفيد المعلومات إن هذه الخلافات تتمحور على رؤية كل طرف “لاهمية جنيف 2 وما يمكن أن يقدمه الى الشعب السوري”. ويرى المعارضون “أن المؤتمر سيؤدي إلى مزيد من الانشقاق داخل قوى الائتلاف، خصوصاً أن الائتلاف ليس له أي ثقل في الميدان السوري وسيظهر مدى هشاشته في تمثيل الداخل السوري”.
وقال عضو بارز في الائتلاف: “فلنفترض أن النظام السوري طرح في بداية لقاء جنيف وقفاً للنار، أو تبادلاً للأسرى، أو رفعاً متبادلاً للحصار، من سينفذ هذا الاتفاق من جهتنا؟”. وأشار الى أن “الأرض اليوم هي للمجموعات الاسلامية، وأن القوة الابرز باتت الجبهة الاسلامية المدعومة من قطر والسعودية بعد النجاحات التي حققتها في مواجهة الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)”، وذكر بأن “الجيش السوري الحر تراجع دوره الى مستوى الاضمحلال، وما تبقى منه فرقة واحدة هي الفرقة 19 وميولها اسلامية انضمت اخيراً إلى (تنظيم) جيش المجاهدين”.
فورد: المؤتمر فرصة
وتشير المعلومات إلى أن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد الذي كان يراقب أعمال الجمعية العمومية، تدخل مراراً في سياق النقاش من بعد، وكان موقفه واضحا من حيث الدفع في اتجاه المشاركة في المؤتمر، وهو قال للرافضين المشاركة بالحرف الواحد: “إن جنيف 2 فرصة لكم وعليكم ألاّ تفوتوها، فهناك ستجلسون الى طاولة المفاوضات في مواجهة النظام على قدر واحد من المساواة، وهناك سيتسنى لكم عرض قضيتكم أمام العالم وتالياً امكان تأليب هذا الرأي العام لمصلحتكم”.
ولكن لمعارضي المشاركة وجهة نظر مختلفة، فهم لا يرون في جنيف 2 فرصة للمعارضة السورية، إنما ستكون أكبر هدية للنظام، وما يجري اليوم في الميدان السوري، حيث يتنعم النظام بمشاهدة الاقتتال بين المجموعات المسلحة المعارضة، سيتكرر في جنيف، و”سنتحول أضحوكة أمام النظام والعالم، سنكون مجموعة تشارك في مفاوضات لا تملك أي سلاح في يدها وخصوصاً في الميدان أمام خصم يملك في يده سلطة مطلقة للقرار”.
نظرية القطار
ولا تتوقف مخاوف معارضي المشاركة عند هذا الحد، إذ ان أكثر ما يرعبهم على طريق جنيف2 ما جاء على لسان الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي في آخر مؤتمر صحافي عقده في جنيف من “إن مختلف أطياف وممثلي الشعب السوري وحتى ممثلي المجتمع المدني والجمعيات النسائية سيشاركون في المؤتمر تباعاً، وأن المشاركة لجهة المعارضة لن تتوقف على المشاركين في انطلاقة المؤتمر”. وقارن الرافضون بين كلام الإبرهيمي والرؤية الروسية التي ترى في المؤتمر “قطاراً من يأخذه في المحطة الأولى قد لا يصل إلى آخر محطة، وأن قوى وشخصيات أخرى ستنضم لاحقاً”. من هنا يستنتج بعض أعضاء الائتلاف أن مهمة هذا الائتلاف في المرحلة الحالية يمكن أن تقتصر على إطلاق المؤتمر ريثما ترسم خريطة طريق أخرى في المسار التفاوضي و”عندها قد لا يكون لهذا الائتلاف أي تمثيل”.
المقر الرئيسي لـ”داعش” في حلب سقط في أيدي معارضيها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحضّ دمشق على تكثيف جهودها لتدمير ترسانتها
(و ص ف، رويترز)
سقط المقر الرئيسي لـ”الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) في مدينة حلب بشمال سوريا في ايدي مقاتلي المعارضة الذين يخوضون معارك مع هذا التنظيم منذ ستة أيام.
أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي “يتخذ لندن مقراً له ان مقاتلين من كتائب اسلامية مقاتلة عدة سيطروا على مشفى الاطفال بحي قاضي عسكر وهو المقر الرئيسي للدولة الاسلامية في العراق والشام ولا يعلم حتى اللحظة مصير المئات من مقاتلي الدولة الاسلامية الذين كانوا يتحصنون فيه”. واشار الى وجود “معلومات” عن تحرير عشرات المعتقلين في المقر “الذي يعتبر من أهم معتقلات الدولة الاسلامية”، من غير ان يكون في امكانه تأكيد هذه المعلومات.
وتخوض “الدولة الاسلامية في العراق والشام” منذ الجمعة اشتباكات عنيفة مع ثلاثة تشكيلات من مقاتلي المعارضة السورية، بينهم مقاتلون اسلاميون وغير اسلاميين. وتشارك في المعارك الى جانب المقاتلين “جبهة النصرة” التي تعد بمثابة ذراع لتنظيم “القاعدة” في سوريا.
وتوعدت “الدولة الاسلامية” في تسجيل صوتي للناطق باسمها الشيخ ابو محمد العدناني الثلثاء، بـ”سحق” مقاتلي المعارضة، قائلاً ان اعضاء “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” باتوا “هدفاً مشروعاً” لمقاتلي هذا التنظيم الجهادي.
الإفراج عن صحافيين
وأفرج عن صحافي ومصور صحافي اسوجيين كانا خطفا في سوريا في تشرين الثاني 2013.
وصرح السفير الاسوجي في سوريا ولبنان نيكلاس كيبون: “تم الافراج عن الصحافيين”، من غير ان يدلي بتفاصيل. وكانت منسقة التواصل في اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيروت كلير كبلون قالت: “نقلنا الاربعاء صحافياً اسوجياً كان مفقوداً في سوريا من عرسال الى مكتبنا في بيروت، حيث سلم الى السفير الاسوجي”.
وأوضح مصدر ديبلوماسي في بيروت ان الصحافي الاسوجي الثاني الذي كان مفقوداً، افرج عنه السبت ونقل كذلك الى لبنان.
وكتب وزير الخارجية الاسوجي كارل بيلت في تغريدة في حسابه الخاص بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي ان “رؤية الصحافيين الاسوجيين خارج سوريا تبعث على ارتياح كبير. ولكن ويا للاسف ثمة آخرون محتجزون بغير ارادتهم”، في اشارة الى عدد من الصحافيين الاجانب الذين لا يزالون مفقودين فيها.
الأسلحة الكيميائية
وفي لاهاي، دعت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية سوريا الى تكثيف جهودها لتدمير ترسانتها من هذه الاسلحة لان دمشق تأخرت في ارسال بعض العناصر الكيميائية الى خارج اراضيها.
وصرح الناطق باسم المنظمة مايكل لوهان: “نحض الحكومة السورية على تكثيف جهودها كي نتمكن من انهاء هذه المرحلة الحرجة من المهمة في اسرع ما تسمح به الظروف”.
وقال وفد منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة المكلف الاشراف على تدمير الاسلحة الكيميائية، ان الشحنة الاولى من العناصر الكيميائية نقلت الى خارج سوريا عبر ميناء اللاذقية على متن سفينة دانماركية اتجهت نحو المياه الدولية ويفترض ان تبقى هناك “في انتظار وصول عناصر كيميائية مهمة اخرى الى الميناء”.
ولكن كان يفترض ان تنتهي عملية اخراج العناصر الكيميائية الاكثر خطورة من سوريا في 31 كانون الاول. وقد انتهت هذه المهلة من دون تحديد مهلة جديدة.
وعرقلت المشاكل الامنية الناجمة عن النزاع الدامي في سوريا وسوء الاحوال الجوية في المنطقة خلال الاسابيع الاخيرة، عملية نقل الاسلحة الى اللاذقية، كما أفادت البعثة.
ونقل بيان عن المدير التنفيذي للمنظمة احمد اوزومكو قوله خلال اجتماع للمجلس التنفيذي ان المشاكل الامنية وسوء الاحوال الجوية سبب ذلك. واكد ان عمل البعثة دخل “مرحلة جديدة مهمة” وان سوريا تلقت “كل الموارد اللوجستية اللازمة لعملية النقل البري”.
وكشف مصدر مطلع على الملف ان المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية المجتمع امس استخدم عبارات اقل حدة من لوهان. وقال ان البيان الذي تبناه المجلس يشير الى احراز تقدم في سوريا “على رغم الصعوبات التقنية التي تسببت بتأخير النقل… ويشجع الجمهورية العربية السورية وكل الدول المساهمة على مواصلة هذه الوتيرة”.
وتنص خطة نزع الاسلحة الكيميائية السورية التي صادق عليها مجلس الامن على تدمير كل الترسانة الكيميائية السورية بحلول 30 حزيران 2014. وقد اعلنت دمشق ان لديها 1290 طناً من الاسلحة الكيميائية منها 300 طن من غازي الخردل والسارين.
ويجب تجميع كل العناصر الكيميائية في اللاذقية ثم نقلها الى ايطاليا. ومن هناك ينقل الى سفينة تابعة للبحرية الاميركية مجهزة خصيصا لتدميرها في البحر المتوسط على الارجح.
وهناك سفينة الشحن “ام في كايب راي” راسية حالياً في فيرجينيا ويتوقع ان تبحر الى سوريا “خلال اسبوعين”.
وستستخدم تقنية التحلل في المياه للتخلص من المواد الكيميائية التي تنقلها وهذا الامر سيستغرق 45 الى 90 يوماً في رأي وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون”. وستتولى لاحقاً شركات خاصة مهمة التخلص من البقايا الناجمة عن التحلل في المياه.
حلب من دون «داعش»
بعد ستة أيام من اندلاع المعارك بين المسلحين وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، تخلى التنظيم عن مقاره في حلب، من دون أن يتضح بعد ما إذا كان هذا الأمر تكتيكاً يعتمده «داعش» للتركيز على معركته في الرقة التي استعاد زمام المبادرة فيها، أم أنه ينفذ تهديده السابق بالانسحاب من خطوط المواجهات المتعدّدة ضد الجيش السوري في حلب.
في هذا الوقت، قال مصدر ديبلوماسي في باريس، أمس، إن وزراء خارجية 11 دولة من مجموعة «أصدقاء سوريا»، أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية وقطر، سيعقدون الأحد المقبل اجتماعاً مع رئيس «الائتلاف الوطني السوري» احمد الجربا، تحضيراً لعقد مؤتمر «جنيف 2» الذي سيفتتح أعماله في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني الحالي. يشار إلى أن اجتماع «أصدقاء سوريا» يأتي قبل يوم من اجتماع سيعقده وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في باريس.
إلى ذلك، يجتمع 150 شخصاً من المعارضة السورية، في مدينة قرطبة جنوب أسبانيا، اليوم وغداً، لاتخاذ «موقف موحد تجاه جنيف 2». ويهدف الاجتماع، الذي تدعمه الحكومة الإسبانية، إلى «توحيد المعارضة السورية، وسيحضره ممثلون عن مجموعات لا تعترف بالائتلاف الوطني السوري ممثلاً لها».
وبحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع السفير السوري في موسكو رياض حداد «تطورات الأوضاع في سوريا وحولها في ضوء التحضيرات لعقد جنيف 2».
وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال لقائه نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد في طهران أمس الأول، «رفض إيران أي شرط مسبق للمشاركة في جنيف 2، وفي حال توجيه دعوة رسمية للمساعدة في حل الأزمة فإنها على استعداد للمشاركة الرسمية والكاملة في هذا المؤتمر». وقال «ما يحدث في سوريا حالياً اختبار كبير ومصيري من أجل الاستقرار والأمن في المنطقة برمّتها، وإن التصدي لموجة الإرهاب والتطرف يتطلب تعاون وتنسيق جميع الدول».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «انسحب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من حي الإنذارات، عقب اشتباكات مع كتائب إسلامية مقاتلة»، مشيراً إلى انه «تم تسليم مبنى البريد للمقاتلين، وبذلك أصبحت مدينة حلب، شبه خالية من عناصر الدولة الإسلامية».
ويأتي ذلك بعد ساعات من سيطرة مقاتلي ثلاثة تشكيلات هي «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» على المقر الرئيسي لعناصر «داعش»، وهو مستشفى الأطفال في حي قاضي عسكر. وأشار «المرصد» إلى «العثور على 42 جثة، بينهم خمسة نشطاء، وما لا يقل عن 21 مقاتلاً من كتائب مقاتلة عدة في المقر»، مؤكداً أنه «تم إعدامهم». وقدر «المركز الإعلامي في حلب» المعارض عدد المحررين بـ300 شخص.
وأوضح «المرصد» أن «اشتباكات عنيفة بين «الدولة الإسلامية» ومقاتلي المعارضة في الريف الشرقي والشمالي لمدينة حلب، لا سيما في مدينة الباب وبلدتي عندنان وحريتان».
وذكر أن «عناصر لواء مبايع لجبهة النصرة سيطروا على فرع الأمن السياسي الذي كان أحد مقار الدولة الإسلامية في الرقة، ويقومون منه بقصف مبنى المحافظة الذي يُعدّ المقر الرئيسي لـ«الدولة الإسلامية» في المدينة، ويبعد مئات الأمتار فقط». وأوضح أن «العناصر الجهاديين انسحبوا في اتجاه مبنى المحافظة الذي حاصره مقاتلو المعارضة الاثنين، إلا أن «الدولة الإسلامية» نجح في فك الحصار والتقدم في المدينة بعد استقدام تعزيزات من محافظة دير الزور».
وتعليقاً على المعارك الدائرة، قال مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس»، «إننا مستفيدون بكل الأحوال من هذا الوضع». وأضاف «ما يجري مؤشر على فشل هذه الجماعات الإرهابية ومَن يدعمها ويموّلها، وعدم قدرتها على إحراز أي نجاحات»، معتبراً هذا التقاتل «احد أوجه الصراع بين القوى التي تحرك هذه المجموعات: تركيا وقطر والسعودية».
وأكدت «اللجنة الشعبية الفلسطينية في مخيم اليرموك»، في بيان، أن «المجموعات الإرهابية المسلحة أفشلت محاولة إخراج المرضى والمسنين وطلاب الجامعات من المخيم، حين أطلقت الرصاص على عناصر الإسعاف واللجنة الشعبية التي تعمل على تنفيذ هذه الخطوة».
(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
لعنة «سجن صيدنايا» تلاحق قادة «الجهاديين»
عبد الله سليمان علي
حسان عبود أبو عبدالله الحموي وزهران علوش وأحمد عيسى الشيخ أبو عيسى والشيخ السعودي عبد الواحد صقر الجهاد وأبو سليمان الكردي وأبو البراء الشامي، وغيرهم كثر من قيادات التنظيمات «الجهادية» في سوريا، هم جميعاً من خريجي سجن صيدنايا الشهير.
وثمة رواية بأن زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني قد يكون نزل في سجن صيدنايا لفترة من الزمن، ولكن هذه الرواية غير مثبتة حتى الآن، ومن المرجح أنها غير صحيحة.
ورغم أن المذكورين سابقاً خرجوا جميعهم من سجن صيدنايا، لكن على ما يبدو فإن السجن لم يخرج منهم، أو الأصح ان لعنة السجن بقيت تلاحقهم رغم مرور عامين ونيف على إطلاق سراحهم.
فمن يتابع المشهد السوري، يعتقد أن الخلافات العميقة التي تصل في أحيانٍ كثيرة إلى درجة الاشتباكات المسلحة وسقوط قتلى وجرحى وأسرى بين الفصائل الإسلامية المعروفة، مثل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية»، قد تكون وليدة أسباب فرضتها تطورات الميدان ومقتضيات المعركة ضد النظام السوري، لكن الحقيقة أن هذه الخلافات أعمق من ذلك، وهي أبعد تاريخياً حتى من لحظة اندلاع الأزمة السورية في آذار العام 2011. وقد يبدو غريباً أن نقول ان بعض جذور هذه الخلافات يمتد رجوعاً إلى العام 2008، وتحديداً إلى يوم السبت الخامس من تموز من ذلك العام، الذي شهد ما أصبح يعرف إعلامياً بـ «مجزرة صيدنايا».
و«مجزرة صيدنايا» كما اصطلح على تسميتها، أدّت في ذلك الحين إلى مقتل حوالي 25 سجيناً، معظمهم من السجناء الإسلاميين المتشددين. وبينما تبنت المعارضة السورية، مع منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام العربية والغربية، الرواية التي تقول إن السلطات السورية استقدمت كتيبة من الشرطة العسكرية لتفتيش سجن صيدنايا، وإن عناصر الكتيبة قاموا بالتفتيش بطريقة مستفزة لمشاعر الإسلاميين، فحصلت مشادة بين السجناء والشرطة العسكرية قتل فيها 9 أشخاص ما أدى إلى اندلاع أعمال احتجاجية داخل السجن سقط خلالها العدد المتبقي من القتلى. إلا أن الرواية الرسمية الصادرة عن السلطات السورية أكدت أن «بعض نزلاء السجن، المحكومين بجرائم متعلقة بالإرهاب في العراق وسوريا، قاموا بالاعتداء على زملائهم أثناء جولة تفقدية لمدير السجن، فاستدعيت قوات الأمن التي اشتبكت مع السجناء، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين».
واليوم، وبعد مرور خمس سنوات على أحداث «مجزرة صيدنايا»، قد يكون آن الأوان لإعادة صياغة للرواية الرسمية التي لم تجد آنذاك من يصدقها، بينما انتشرت الرواية الثانية انتشار النار في الهشيم، وبناءً عليها أطلق على تلك الأحداث مصطلح «المجزرة» وحُمّلتْ السلطات السورية المسؤولية الكاملة عنها.
ويأتي ذلك بعد صدور شهادات من بعض قيادات «الجهاد الشامي» ترجح صحة الرواية الرسمية، وربما لم تكن مثل هذه الشهادات تجد طريقها إلى النشر على الملأ لولا الخلافات العميقة التي تشتد يوماً بعد يوم بين الفصائل الإسلامية بعضها بعضاً، وبشكل خاص بعد أحداث مسكنة بين «أحرار الشام» و«داعش»، والتي تعتبر أكثر تلك الخلافات دموية حتى الآن، حيث سقط بسببها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين بينهم قادة و«أمراء».
فلم يكن من قبيل العبث أن يطالب القيادي «الشرعي» في «جبهة النصرة»، تركي الأشعري، وهو سعودي الجنسية، «بعزل سجناء صيدنايا من مجالس الشورى والإمارة»، مشيراً إلى أن ذلك هو السبيل الأوحد لحل مشاكل الشام. ولا يخفى أن مطالبة «الشرعي السعودي» البارز بعزل سجناء صيدنايا قد تترتب عليها تداعيات خطيرة على صعيد العلاقة بين «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية»، لأن هذه المطالبة تطال بالدرجة الأولى كلاًّ من «رئيس مجلس الشورى في الجبهة الإسلامية» أحمد عيسى الشيخ و«رئيس الهيئة السياسية» حسان عبود و«القائد العسكري» زهران علوش، فجميعهم من سجناء صيدنايا، لذلك سارع «الشرعي السعودي» إلى حذف تغريدته من حسابه، ولكن بعد فوات الأوان، لأن التغريدة كانت قد صُوّرت ونشرت على نطاق واسع.
ومع ذلك، كانت التغريدة الأخطر، والتي لم تحذف، حتى الآن، هي تأكيد الأشعري أن سبب أحداث مسكنة الدموية بين «الأحرار» و«داعش»، هي خلافات بين «أميرين» تعود إلى زمن سجن صيدنايا. ورغم أن الأشعري لم يقل أكثر من ذلك، إلا أن شهادته تسلط الضوء على نقطة في غاية الأهمية، وهي وجود خلافات كانت تستفحل بين سجناء صيدنايا، وان معارك مسكنة في ريف حلب قد تكون من تداعيات تلك الخلافات، وهو ما يشير إلى أهمية تلك الخلافات وخطورتها لدى الطرفين المتنازعين، بحيث لا مانع لديهما من دفع ثمنها من دماء «المجاهدين في سبيل الله»، كما يطلق كل طرف على عناصره.
وما لم يقله «القيادي الشرعي» تركي الأشعري، تولى أبو البراء الشامي تفصيله على نحو واضح. وربما تكون شهادة الشامي من أهم الشهادات في خصوص أحداث سجن صيدنايا. فقد أكد، في تغريدات له على حسابه على «تويتر»، أن «ما يحصل الآن من أحداث على الأرض عشناه في صيدنايا: تكفير + تخوين= اقتتال. هذه حقيقة لا خيال. السيناريو نفسه، ولكن الآن يوجد بالأيدي كل أنواع السلاح».
وحول سبب تلك الأحداث، يقول الشامي إن «معظم المشاكل التي كانت داخل صيدنايا ناتجة من الجهل بالدين والتعصب الأعمى والكذب على العلماء، بقصد أو بغير قصد».
ثم يوغل الشامي أكثر في التفاصيل، ليقول: «حتى اني أذكر أنه في أحد الأيام حصلت مشكلة بين الطرفين، وكانت هناك مساع للإصلاح، فخرج شخص من الطرف المغالي وبيده سكين وركض باتجاه الطرف الآخر». وفي تغريدة أخرى يقول: «حصل إشكال بين أخوة الدين، وكل فرد معه سيف وسكين وفريق بالطابق العلوي وآخر بالطابق السفلي»، مشيراً إلى أن «أكثر ما أثير داخل السجن كانت مسائل التكفير، والطامة كانت أن جميع السجناء يتحدثون بها بعلم وغير علم» وذلك على نحو قريب مما يحدث اليوم بين الفصائل الإسلامية التي تتبادل الاتهامات في ما بينها حول مسائل التكفير والخيانة والتخاذل ومشاريع «الصحوات».
ويختم الشامي: «كنا نتمنى ألا يتكرر سيناريو صيدنايا خارج أسواره لما رأينا من الشيء المحزن المبكي، ولكن الله أعلم بعباده».
إذاً، وبحسب شهادة أحد السجناء الذين كانوا متواجدين في السجن خلال تلك الفترة، فإن أحداث سجن صيدنايا تحدث من جديد اليوم خارج أسواره، ولكن بين الأطراف عينها، وبين السجناء أنفسهم الذين خرجوا وأصبحوا «أمراء وقادة الجهاد الشامي».
وكأنّ شهادة أبو البراء الشامي توحي بأن ما جرى في سجن صيدنايا وداخل أسواره لم يكن، في حقيقته، سوى «بروفة» للتراجيديا الدموية التي تعيشها سوريا منذ حوالي ثلاثة أعوام، تحت عناوين التكفير والجهل والعنف الأعمى، ولكن هذه المرة داخل سجن أكبر من سجن صيدنايا وليس أصغر من أسوار الجغرافيا السورية.
فهل تتحول «مجزرة صيدنايا» إلى متلازمةٍ تصيب بالعدوى كل من يقترب من الأزمة السورية، سواء بالجغرافيا أو بالتدخل؟ وهل تستمر لعنة صيدنايا في استـــدراج الســوريين، عبر «أمراء الجهاد وقادته»، نحو مجزرة جديدة قد لا يكون ثمة قاع للدمــاء المسفوكة فيها، ولا سقف لعدد ضحاياها؟
وزير الخارجية الألماني لـ«السفير»: لا معنى لـ«جنيف» بلا إيران والممرات الإنسانية
وسيم ابراهيم
صوت المانيا عاد ليعلو مجدداً في ساحة السياسة الخارجية الدولية. السياسي المخضرم فرانك فالتر شتاينماير حلّ مجدداً على رأس ديبلوماسية برلين، بعد تشكيل الائتلاف الحاكم بين حزبه «الديموقراطيين الاشتراكيين» وحزب المستشارة أنجيلا ميركل «المسيحيين الديموقراطيين». ومن مؤشرات هذه العودة الرد الذي حمله شتاينماير عندما سألته «السفير» عن تقديراته بالنسبة لمؤتمر «جنيف 2»، أخذاً بالاعتبار صراعات المعارضة وعدم وضوح الهدف النهائي من مؤتمر السلام المزمع. اعتبر أن لا فائدة ترجى من المؤتمر من دون حضور ايران ومشاركة وازنة للمعارضة، وخلال كل ذلك لا معنى له من دون إنجاز اتفاق حول ممرات انسانية لايصال المساعدات إلى داخل سوريا. وبرأيه، المسألة الاخيرة كان يجب أن تكون متضمنة في صفقة الكيميائي، وكان لافتاً أنه لم يخف انتقاده لها.
جاء كلام الوزير الالماني بعد لقائه قادة المؤسسات الاوروبية بمن فيهم وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون، خلال أول زيارة له إلى بروكسل. كان يتحدث مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز عن ضرورة استعادة مصداقية السياسات الاوروبية، التي تأذت بفعل الأزمة المالية. قاطعت «السفير» هذا السياق الاوروبي، وسألت شتاينماير عن «الوضع الجاري» بالنسبة لمؤتمر جنيف السوري. بدأ حديثه مبدياً عدم يقينه حيال انعقاد «جنيف 2»، وقال: «أولا، آمل أن يحدث المؤتمر حقاً، والعديد يواصلون العمل على ذلك في الوقت الراهن. آمل أن يعقد مع المشاركين الضروريين لتحقيق، على الأقل، تقدم يذكر». لكنه اعتبر أن ما من ضمانة حتى الآن لاحراز التقدم المرجو. وأضاف: «لا نستطيع أن نقول اذا كان ذلك سيحصل. إننا لا نعرف ما إذا كانت المعارضة، أو أجزاء من المعارضة، على استعداد للذهاب إلى جنيف اليوم».
السبب الآخر للتوجس يتعلق بحضور ايران التي تم استبعادها من نادي المشاركين الرئيسيين. أما شتاينماير فضمها إلى فئة «المشاركين الضروريين» ليحرز جنيف تقدماً، وتابع موضحا: «كذلك لا نعرف حتى الآن إلى أي مدى ستكون مشاركة جيران سوريا في هذه العملية، وهذا أمر يؤثر بشكل خاص في إيران ومشاركتها في المؤتمر. هذه الأسئلة لا تزال مفتوحة، مع ذلك، آمل أن يتم حلها في الأيام القليلة المقبلة».
تعتبر هذه لهجة مفترقة عن خطاب الديبلوماسية الالمانية زمن الوزير السابق غيدو فيسترفيله، الذي كان من أكثر المرحبين بنهج وزير الخارجية الاميركي جون كيري. لم يكن فيسترفيله ليقول كلاما كهذا، ولم يكن ليصدر أدنى ما يشوش على عمل كيري، خصوصاً حيال مؤتمر تتقاسم الولايات المتحدة أبوته مع روسيا. ولكن شتاينماير يفعل.
الرجل المحنك في السياسة، كان وزيرا ونائبا لميركل وزعيما برلمانياً. درجت صحافة بلاده على تلقيبه بـ «فعالية الشيب»، كناية عن نشاطه المؤثر في الكواليس. وهو ذهب أبعد من التشويش، لطالما هلل سلفه لأهمية الاتفاق الكيميائي السوري، لكن بالنسبة إليه كان بالامكان إبرام صفقة أكبر مقابل الكيميائي، وخصوصاً شمولها الاتفاق على ممرات انسانية.
وفي هذا السياق، قال شتاينماير: «لسنا راضين عن الاتفاق الذي أحرز بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية (بمعنى أنه ليس كافيا)، ولكن الخطوة التالية يجب أن تكون فتح ممرات إنسانية، وفترات توقف (عن القتال) من أجل توصيل المساعدات الإنسانية إلى السكان». وقف القتال وايصال المساعدات يراهما وزير الخارجية الالماني شرطين ضروريين لاقناع السوريين بفائدة مؤتمر السلام وبالتالي دعمه، إذ قال: «من دون أمل في مثل هذه الاتفاقات، فإن الرأي العام لن يرى معنى لمؤتمر حول سوريا». وأضاف بلهجة حازمة: «بكلمة واحدة، يجب أن نعمل لنضمن أن الفرصة لتحقيق هذا النوع من التقدم في سوريا حقا موجودة».
تولى شتاينماير وزارة الخارجية بين العامين 2005 و2009. قبل عودته نهاية العام الماضي إلى منصبه، وعندما كان زعيما لكتلة حزبه في البرلمان الالماني «بوندستاغ» أكد على ضرورة التركيز على مسار تقديم الاغاثة والمساعدات الانسانية. وقاد منتصف العام الماضي حملة لجمع التبرعات مع برلمانيين آخرين، وأشرف على توزيعها في مخيمات اللاجئين السوريين في دول الجوار.
واعتبر أنه لتحقيق تقدم على الصعيد الانساني، من الضروري ضمان إقامة مؤتمر جنيف وفعاليته، عبر الاجابة على الاسئلة المفتوحة حول تمثيل المعارضة ومشاركة ايران، وبرر ذلك بأن «القتل في سوريا يستمر، ومحنة السكان المدنيين هي من الضخامة بحيث أنه من الصعب أن نصفها وليس فقط في سوريا»، مضيفا: «كل من شهد الوضع في مخيمات اللاجئين، ووضع اللاجئين أنفسهم في الدول المجاورة، في لبنان والأردن، يعرف أن من واجبنا حقا تحقيق تقدم في هذه المسألة».
المعارضة السورية تعقد أول اجتماع “موحد” قبل محادثات جنيف
قرطبة- (رويترز): التقت جماعات من المعارضة السورية بما في ذلك عدد من ممثلي المعارضة الإسلاميين لأول مرة في مدينة قرطبة الاسبانية الخميس في مسعى للتوصل إلى أرض مشتركة قبل محادثات السلام المقرر إجراؤها في وقت لاحق من الشهر مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وبعد نحو ثلاث سنوات من الصراع تشرذمت المعارضة إلى جماعات متناحرة تدعمها قوى إقليمية مختلفة ويضغط الغرب من أجل تشكيل وفد موحد للمعارضة للمشاركة في اجتماعات (جنيف2) التي تبدأ يوم 22 يناير كانون الثاني.
ويشارك في اجتماعات قرطبة التي تستمر يومين أعضاء من الائتلاف الوطني السوري الذي يدعمه الغرب ومبعوثون من جماعات معارضة داخل سوريا لا يرفضها الأسد لأنها لا تطالب برحيله وهو نفس السبب الذي يفقدها ثقة عدد كبير من المعارضة السورية في المنفى.
وقال المعارض كمال اللبواني إن معظم الأطياف السورية ممثلة في اجتماع اسبانيا بل أن أحد أفراد الأمن السوري الذي يدعم الأسد يشارك في الاجتماع.
وأضاف أن ثلاثة أعضاء على الأقل من الجبهة الإسلامية جاءوا أيضا لحضور الاجتماع. وتضم الجبهة الإسلامية عددا من الألوية الإسلامية التي تمثل قطاعا عريضا من المقاتلين في الميدان وترفض سلطة الائتلاف الوطني.
وذكر اللبواني أن الخلافات بين الوفود عميقة جدا لدرجة يصعب معها تجاوزها في الاجتماع الذي يهدف إلى إقامة حوار بين تلك الوفود.
ويقول دبلوماسيون إن الاجتماع هو بمثابة إقرار بأن الائتلاف الوطني المنقسم الذي لم يقبل رسميا حتى الآن الدعوة لحضور مؤتمر جنيف2 يفقد نفوذه في الميدان وأن هناك حاجة لتكتل أشمل قبل محادثات جنيف.
وحضر اجتماع قرطبة أيضا مقاتلون من الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب.
وقال المنظمون إنه ليس لديهم قائمة كاملة بالحاضرين إذ جاءت بعض الوفود غير المتوقعة لحضور الاجتماع.
وقال ممثل من لواء الإسلام الذي يعمل مع الجبهة الإسلامية لرويترز إنه من بين المشاركين في الاجتماع ولكنه لم يكشف عن تفاصيل بخصوص دوره.
وقال المعارض فواز تللو أحد منظمي الاجتماع إن قرطبة تستعد منذ ثلاثة أشهر لاستضافة جميع أطياف المعارضة السورية للجلوس معا ووضع رؤية مشتركة.
وأضاف أن الاجتماع لا يتعلق بانتخاب قيادة أخرى أو تحديد الوفود المشاركة في جنيف.
وقال الشيخ محمد اليعقوبي المنتمي إلى المعارضة في بداية الاجتماع المقرر أن يستمر حتى مساء الجمعة “نجتمع هنا رغم الاختلاف في الآراء لنخرج بموقف موحد يمكن أن يذهب ببعض الشتات والتفرق الذي عصف بهذه الثورة وممثلي هذه الثورة”.
وسقطت سوريا في براثن الحرب الأهلية بعد اندلاع انتفاضة مناوئة لحكم عائلة الأسد الذي دام أربعة عقود في مارس آذار 2011.
وقتل ما يربو على مئة ألف شخص وفر أكثر من مليوني لاجئ إلى الخارج فيما نزح 6.5 مليون آخرون داخل سوريا.
مقتل 18 شخصا بانفجار سيارة مفخخة في ريف حماة وسط سوريا
بيروت- (أ ف ب): قتل 18 شخصا على الأقل الخميس بانفجار سيارة مفخخة في بلدة الكافات الواقعة في ريف حماة (وسط)، حسبما أورد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر المرصد أن من بين قتلى الانفجار الذي سمع صداه في مدينة حماة القريبة أربعة نساء وأطفال، بالاضافة إلى عناصر من لجان الدفاع الوطني الموالية للنظام.
واشار المرصد إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع نظرا لوجود حالات حرجة بين الجرحى.
من جهته أورد التلفزيون السوري مقتل 16 شخصا وعشرات الجرحى “اثر انفجار ارهابي بسيارة مفخخة”.
ووقع الانفجار بالقرب من مدرسة في بلدة الكافات التي تسيطر عليها القوات النظامية.
وتقع الكافات على الطريق الواصلة بين حماة والسلمية الواقعة جنوب شرق حماة.
وتتبنى جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام اغلب عمليات تفجير السيارات المفخخة التي وقعت في البلاد.
سقوط مقر ‘الدولة الاسلامية’ في حلب و336 ضحية حصيلة الاشتباكات
‘داعش’: اعضاء ‘الائتلاف’ كفار ودمهم مهدور وحاجز للنظام ينفذ مجزرة بالمدنيين جنوب دمشق
عواصم ـ وكالات: تعهدت ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ (داعش) بسحق فصائل المعارضة السورية التي تقاتلها، كما توعدت باستهداف الاعضاء الموالين للائتلاف الوطني السوري المعارض المعترف به دوليا والذي يهدف الى الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد.
وتضررت ‘داعش’ من الاقتتال الذي استمر خمسة ايام بين فصائل المعارضة المسلحة حيث فقدت سيطرتها على مدينة حلب لصالح فصائل منافسة لها امس الاربعاء.
وجاء التوعد الذي وجهته الدولة الاسلامية في العراق والشام في تسجيل صوتي للمتحدث باسمها أبو محمد العدناني تم بثه في وقت متأخر الثلاثاء بعد ساعات من دعوة زعيم ‘جبهة النصرة’ المرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’ الى وقف الاقتتال.
ووعد العدناني بـ’سحق’ مقاتلي المعارضة، معتبرا ان اعضاء الائتلاف السوري باتوا ‘هدفا مشروعا’ لمقاتلي تنظيمه.
وتوجه الى مقاتلي الدولة الاسلامية بالقول ‘اسحقوهم سحقا وإدوا المؤامرة في مهدها وتيقنوا من نصر الله’، متوعدا المقاتلين المعارضين قائلا ‘والله لن نبقي منكم ولن نذر ولنجعلنكم عبرة لمن اعتبر انتم ومن يحذو حذوكم’.
واعتبر العدناني ان ‘الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الاركان والمجلس العسكري، طائفة ردة وكفر، وقد اعلنوا حربا ضد الدولة وبدأوها’، وان ‘كل من ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا في كل مكان ما لم يعلن على الملأ تبرؤه من هذه الطائفة وقتال المجاهدين’.
اضاف ‘اعلموا يا جنود الدولة الاسلامية اننا قد رصدنا مكافأة لكل من يقطف رأسا من رؤوسهم وقادتهم، فاقلتوهم حيث وجدتموهم’.
ولم يتسن التأكد من صحة التسجيل الصوتي ولكنه انتشر بشكل واسع على الشبكات الاجتماعية الاسلامية على الانترنت.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ان الاشتباكات التي حصلت خلال الأيام الماضية، بين فصائل من المعارضة المسلحة والجيش الحر من جهة،’وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’، من جهة أخرى، خلفت أكثر من 336 قتيلا، بحسب ما وثق فريق الشبكة.
من ناحيتها قالت’شبكة شام الإخبارية، إن قوات النظام تصعد من قصفها والحصار على أحياء دمشق الجنوبية، وحي القابون شرقي دمشق، وعلى مدينة داريا، ومناطق ريف دمشق الجنوبي، حيث استهدفت حي القابون بالصواريخ حتى’الصباح، مما’خلف أربعة شهداء وعددا’من الجرحى’.
وأضافت الشبكة أن قوات النظام أعدمت عشرات المدنيين،’بعد اعتقالهم’على حاجز بين بلدتي حجيرة ويلدا في جنوب دمشق،’بحسب شهود عيان ممن نجوا من تلك المجزرة، فيما’بقية المعتقلين مصيرهم مجهول، لافتة إلى صعوبة’توثيق هذه المجزرة’لتواجد جثث’القتلى في منطقة حجيرة’التي تقع تحت سيطرة قوات النظام.
ولفتت إلى أن كل ما سبق”يتزامن مع تصعيد القصف على ما تبقى من مناطق في جنوب دمشق، بالبراميل المتفجرة، وقصف مدفعي مستمر، وسط أوضاع إنسانية صعبة في أحياء العسالي، ومخيم اليرموك، والتضامن، جنوب دمشق، وبلدات ريف دمشق الجنوبي المجاورة لها.
الفوضى ستظل مستمرة في العراق وسوريا حتى تغير واشنطن سياستها في المنطقة
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ ترى صحيفة ‘واشنطن بوست’ أن الحملات التي قامت بها الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ لتوفير الخدمات للمجتمع، وتنظيم مناسبات إجتماعية للأطفال وأبناء المدارس في محاولة لنيل قلوبهم لم تنجح في إخفاء الطابع الشرس لها، والتي شملت على قطع الرؤوس في الأماكن العامة، والإختطافات مما أدى الى حالة من الغضب العام بين سكان سوريا في الشمال.
ووجد السكان أنفسهم تحت رحمة نظام صارم يحدد لهم الطريقة التي يعيشونها وطبيعة التصرفات المطلوبة منهم، مما دعاهم إلى تنظيم عدد من الإحتجاجات في المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش.
توسع أكثر من قدرته
وترى الصحيفة أن ‘داعش’ وتصرفاتها أدت لعزله عن السكان وكذا عزلت نفسها عن التنظيمات الأخرى.
وفي الوقت الذي استطاعت فيه جبهة النصرة تأكيد حضورها وسمعتها بين الجماعات الأخرى كفصيل مقاتل وفاعل، كان لداعش موقفا آخر من القتال مع أن عدد مقاتليها يزيد عن 6 آلاف مقاتل معظمهم من الأجانب.
ويتساءل مراقبون إن كانت القاعدة ممثلة بداعش قد توسعت أكبر من قدرتها، وأعطت مظهرا من القوة لم يكن لديها. فبحسب أيمن جواد التميمي وهو باحث في ‘منبر الشرق الأوسط’ ومركزه فيلادليفيا الأمريكية فخطأ داعش هو أنها ‘توسعت بشكل كبير’ مشيرا الى أن تنظيما يواجه هجمات من أكثر من مكان لا يمكنه الدفاع عن نفسه. ومع أن الهجمات لا تعني ‘نهاية’ لداعش لكنها كشفت عن ضعف التنظيم وهشاشة استراتيجيتها، ويشير بالتحديد إلى تجربة التنظيم في الرقة التي ظلت ضعيفة على الرغم من المظهر الذي بدت فيه.
ويقول آرون لوند، الباحث في معهد مستقل لدراسات الشرق الأوسط، إن القاعدة همشت كل واحد في سوريا وعندما ‘حانت ساعتهم لم يقفز أحد للدفاع عنهم’ وهذا يفسر تجنب عدد من الجماعات المشاركة في القتال مثل جبهة النصرة التي دعا زعيمها أبو محمد الجولاني لإنهاء الإقتتال الداخلي بين الكتائب وانتقد أخطاء داعش وحملها مسؤولية ‘إشعال’ الصراع. ويقترح لوند أن التماسك بين صفوف المقاتلين ضد داعش يقترح مستوى من التنسيق بينهما. ويرى أن الهجوم يتساوق مع محاولات الولايات المتحدة وحلفائها إنهاء وتهميش الجماعات المتطرفة في سوريا.
ويقول لوند ‘من الواضح أن هناك بعض جماعات المقاتلين ممن لم يعودوا يستطيعون تحمل تصرفات داعش والتوتر بينهم وبينها حقيقي’، مضيفا إلى وجود عدد من الدول التي كانت تعمل على عزل الجهاديين.
ولاحظت الصحيفة إن المواجهة التي تخوضها القاعدة والتي يتشابك فيها الوضع العراقي والسوري تهدد باندلاع حرب أهلية في المنطقة.
وأشارت إلى التغير في مصير القاعدة التي كانت قبل أسابيع تتمتع بالسيطرة على شمال وشرق سوريا وتحكم هذه المناطق بقسوة ووحشية. وقال إن داعش بدت يوم الثلاثاء في حالة يرثى لها حيث تم إخراج مقاتليها من المدن والمناطق التي كانوا يحتلونها.
ومع ذلك لم يظهر على ‘الدولة’ أنها تريد التخلي عن مواقعها بسهولة حسب الصحيفة، ولكن التحالف ضد داعش لا يزال يمتلك المبادرة وله اليد العليا. وتقول إن النكسات التي تعرضت لها ‘داعش’ في سوريا على خلاف النجاح الذي حققته في الجار العراق، ولا ينفي هذا الوضع المأزق الذي تعاني منه القاعدة في العراق فهي تواجه تهديدا من القوات الحكومية وآخر من مسلحي العشائر.
العراق يخصنا
وفي هذا السياق حذر جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في بغداد، والزميل الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني من تداعيات الوضع في العراق وسوريا. وقال إن العراق يعيش مأزقا حاسما.
ويقول إن السبب الذي دعا القاعدة لحشد قوات لا يستهان بها هو الوضع في سوريا ونوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي وأفعال حكومته ‘الحاقدة’ ضد السنة أسهمت لحد كبير في توسع سيطرة القاعدة.
وكتب جيفري في ‘واشنطن بوست’ قائلا إن تصريحات الإدارة الأمريكية حول التعاون ودعم الحكومة العراقية تناقضت مع تصريحات جون كيري، وزير الخارجية الذي تعهد بدعم ممكن ولكن بدون قوات أمريكية على الأرض، لأن المعركة هي عراقية كما قال. وتصريحات كهذه تضعف ما التزم به كيري في البداية.
وهو يرى في تصريحات كيري انها غير مطمئنة للقبائل السنية التي تأمل الولايات المتحدة قيامها بمواجهة القاعدة، وكذا لم تكن مريحة لحكومة المالكي الذي يظل شيريكنا على الرغم من نواقصه.
ويشير إلى أن هناك مئات الألوف من الجنود العراقيين الذين تم الإنفاق على تسليحهم ببذخ من قبل القوات الأمريكية، وبعض هؤلاء تلقوا تدريبات عالية الجودة.
ولكنهم لا يريدون من الولايات المتحدة مضاعفة تسليحها كما ألمح وزير الخارجية ـ طائرات بدون طيارـ وصواريخ- أرض ـ جو، وتنسيق في المعلومات الأمنية ومكافحة الإرهاب ولكنهم بحاجة لدعم معنوي.
ويقول: كيف سيرد المالكي على عتاب الأمريكيين في حال قرر ضرب السنة العرب عندما نقوم ونؤكد أن الحرب ضد القاعدة هي حربه لوحده وليست حربنا؟
ليس من مصلحتنا
ويؤكد الكاتب أنه في مصطلحات الواقعية السياسية فالحرب في العراق هي حربنا، لأن عراقا غير مستقر تسيطر على غربه القاعدة بالتأكيد ليس في مصلحة الولايات المتحدة، هذا إن ‘أردنا تهدئة الشرق الأوسط وحماية الوطن’، ولن يكون في صالح صناعة النفط العراقية التي يؤمل أن تنتج بحلول عام 2020 ، ستة ملايين برميل نفط في اليوم.
ومع اعترافه بصحة قرارات إدارة أوباما فيما يتعلق بالشرق الأوسط لكنه يلاحظ أنها أي الإدارة كالعادة تطلق إشارات غير واضحة والتأكيد على أنها لا تريد التورط في عملية عسكرية وأنها تريد تجنب فيتنام أخرى، أو إرسال مجموعة من صواريخ كروز أو الإحتفاظ بوجود عسكري في أفغانستان أو حتى إرسال عشرات من قوات مكافحة الإرهاب لتقديم النصح للعراقيين حول كيفية إخراج القاعدة من الفلوجة.
وأدى هذا إلى خسارة أمريكا مصداقيتها في المنطقة على الرغم من الخطوات الجديرة بالثناء التي قامت بها الإدارة. ويرى الكاتب أن الهوس بالِشان المحلي واهتمام الإعلام بملامح السياسة الخارجية ليس أمرا غريبا على هذه الإدارة ففي هذه الخطوات والتصريحات التي اصدرتها حول سوريا والضربة المحتملة عليها وتصريحات الرئيس أوباما في حزيران/يونيو 2013عن مخاطر الإنزلاق في الحرب في سوريا، فقد كان الهدف هو تحصين الإدارة من النقد وأنها لم تكن قادرة على إنهاء المهمة كما فعلت الإدارة السابقة، وهو ما يناقض سياسة الإدارة المعلنة ‘إنهاء حروب أمريكا’ في الخارج.
ويعتقد الكاتب إن ما ينقص هذه التصريحات هو التعاطف مع أثر ها على الحلفاء والأصدقاء والأعداء. ويرى أنه حتى تتغير سياسة الولايات المتحدة فالفوضى ستظل تهدد الشرق الأوسط وكل مكان.
وقد أدى غياب الولايات المتحدة عن المنطقة إلى محاولة اللاعبين الإقليميين ملء الفراغ وهذا واضح في الموقف السعودي الذي بدأ يتخذ طريقه الخاص خاصة في المسألة السورية. ومن هنا خصصت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ مقالا لقراءة ما تراه تحديات وتناقضات في الموقف السعودي من الحرب السورية.
فالرياض تريد التخلص من نظام الأسد وفي الوقت نفسه تعتقل مواطنيها ممن يقبض عليهم وهم في طريقهم إلى هناك. وقدمت الصحيفة قصة جهادي سابق إسمه أبو الخطاب.
رحلة جهادي
تقول الصحيفة ‘في رحلته الثامنة لسوريا في آب/أغسطس شاهد أبو الخطاب شيئا أقلق راحته: طفلان ميتان جثتيهما ملطختان بالدم وملقتان في واحد من شوارع قرية تقع على شاطئ المتوسط، وعرف حالا أن من قام بقتلهما رفاقه من المقاتلين’.
في إشارة لهجوم جهاديين على قرى علوية في الصيف الماضي. ومنذ ذلك الوقت فقد قرر أبو الخطاب الذي يعمل في الإدارة بواحد من مستشفيات السعودية التوقف عن السفر بعد أن اكتشف كما يقول نقصا في ‘شروط الجهاد’ في سوريا ‘ فالكثير من المقاتلين يقتلون المدنيين وهو انتهاك لتعاليم الإسلام. فبعد محاولته إثارة انتباه قائده الشرس أبو أيمن العراقي عن سبب استهداف الأطفال قال له ‘إنهم كفرة’.
ومنذ ذلك الوقت قطع أبو الخطاب رحلاته لسورية، حيث كان يقضي إجازاته في الجهاد، وفي كل مرة كان يترك أولاده وزوجته لمدة إسبوعين قبل عودته لحياته العادية في الرياض.
واليوم يتطوع مرة في الإسبوع في واحد من مراكز إعادة تأهيل الجهاديين في العاصمة السعودية ويلقي مواعظه على نزلائه ممن تحاول الحكومة قتل الفكر المنحرف في عقولهم.
داعم رئيسي
وتقول الصحيفة ان رحلات أبو الخطاب لسوريا جاءت في وقت تجاوزت فيه حكومة بلاده شكوكها من الثورة لتتحول لأهم داعم لها وللمقاتلين الذي يعملون على الإطاحة بنظام بشار الأسد وبمن فيهم مجموعات معروفة بتشددها وتتعاون مع فصائل أخرى مرتبطة مع القاعدة. وتشير إلى أن كل ما يملكه السعوديون من وسائل لقتال الأسد وإيران الذين يريدون القضاء على نفوذهم هو المال والسلاح الذي يقدمونه للمقاتلين، ولأن أهم الجماعات المقاتلة وأكثرها كفاءة هي التي تضم إسلاميين فهذا الدعم يذهب في العادة لهم.
دروس أفعانستان
وترى ‘واشنطن بوست’ إن حالة الخيبة التي يشعر بها أبو الخطاب تمثل واحدا من التحديات التي تواجه السعودية وحكامها والمتعلقة بكيفية إدارة حرب بالوكالة في سوريا اعتمادا على جماعات مقاتلة ذات توجهات متشددة ليست قادرة على السيطرة عليها. ففي الوقت الذي تخشى فيه السعودية من صعود القاعدة في سوريا إلا انها لم تنس دروس الجهاد في أفغانستان عندما عاد ما عرف بالأفغان العرب إلى بلادهم وشنوا حربا على حكوماتها. وتمنع السعودية رسميا مواطنيها من السفر لسوريا للجهاد لكن الحظر لا يتم تطبيقه بشدة، ويعتقد أن هناك ألفا من المقاتلين سافروا لسوريا حسب وزارة الداخلية السعودية منهم من عائلات معروفة.
ومن هنا تقول الصحيفة إن أبو الخطاب يمثل كل هذه التناقضات الظاهرة في طريقة تعامل السعودية مع الوضع في سوريا.
وتقول الصحيفة إن حديث أبو الخطاب وشجبه لممارسات المقاتلين يتناقض مع موقفه من الشيعة والعلويين حيث يرى في بقاء العلويين وسيطرة الشيعة على سوريا ‘خطرا على بلاده’.
ويقول ‘ذهبت لسوريا لحماية بلدي’. ولم ينكر كما تقول الصحيفة أنه قاتل إلى جانب داعش.
من الحماس للخيبة
وتقول الحكومة السعودية إنها حثت أبناءها على عدم السفر لسوريا، ولكنها لا تستطيع ملاحقة كل سعودي يريد الذهاب إلى هناك.
ويقول المتحدث باسم وزارة الداخلية منصور التركي ‘نحاول منعهم، ولكن هناك حدود على ما يمكننا عمله’، مضيفا ‘ لا يمكنك منع كل الشبان من مغادرة المملكة، فهناك العديدون منهم يسافرون للندن وأماكن أخرى ومنها إلى تركيا ثم سوريا’.
ولا تختلف قصة أبو الخطاب وسفره للجهاد في سوريا، عن قصص الكثيرين ممن وجدوا أنفسهم مندفعين لمساعدة السوريين بعد مشاهدتهم وقراءتهم عن الإنتفاضة عام 2011. وعندما سافر لأول مرة عام 2012 فقد سافر مباشرة من الرياض لمدينة أنطاكية التركية، حيث وجد هناك عددا من السعوديين ممن يحضرون لدخول سوريا، ولم تكن هناك إشارات كما يقول عن محاولة السعودية منعهم أو مراقبتهم.
وفي تركيا التقى بمقاتلين أجانب وفصائل سورية كانت مستعدة لتأمين سفرهم لجبهات القتال ويقول ‘كانوا يفضلون السعوديين لأن هؤلاء مستعدون لتنفيذ عمليات انتحارية أكثر من غيرهم’. بدأت الشكوك تساور أبو الخطاب مع انتشار الفوضى في داخل الميدان.
ويقول إنه كان يجد نفسه وسط مقاتلين يعتبرون حكام السعودية وإيران كفارا، وهو ما كان يجرح مشاعره، ومع ذلك لم يوقفه هذا عن القتال.
وفي النهاية قرر عدم العودة لسوريا بعدما شاهد قتل الأبرياء ولأن القتال لم يعد من أجل الله. فقد أصبح كل واحد منهم يقاتل من ‘أجل رايته’.
إمهال المنسحبين من ‘الائتلاف السوري’ أسبوعا للعودة… والمعارضة تجتمع في إسبانيا
الائتلاف يرجىء قراره بخصوص المشاركة في جنيف 2 حتى 17 الجاري
عواصم ـ وكالات: أعلنت الهيئة الرئاسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عن رغبتها في عودة المنسحبين، عن قرارهم بالانسحاب، والعودة إلى صفوف الائتلاف، مانحة’إياهم فرصة العودة عن قرارهم’خلال أسبوع من تاريخ أمس.
جاء ذلك في بيان صدر عن الهيئة الرئاسية، أكدت فيه”حرصها على وجود كامل أعضاء الائتلاف فيه،’واستمرارهم في خدمة أهداف الثورة السورية، خصوصاً في هذا الظرف العصيب الذي تحتاج فيه المعارضة السورية والائتلاف الوطني، إلى أقصى درجات الوحدة في مواجهة نظام القتل والتدمير والتهجير’.
وشددت الهيئة’الرئاسية، بتكليف من الهيئة العامة، على أن ‘الائتلاف الوطني مستمر في المسير نحو تحقيق أهداف الثورة من أجل الحرية والكرامة،’ومن أجل إقامة نظام ديمقراطي يحقق الحرية والعدالة والمساواة لكل السوريين بعد إسقاط نظام الاسد’.
وأشارت الهيئة إلى أن الهيئة العامة للائتلاف”فوجئت خلال اجتماعات دورتها الحالية في اسطنبول، بإعلان بعض’الأعضاء’التهديد بالانسحاب’من عضوية الائتلاف،’وتردد عبر وسائل الإعلام أن السبب في انسحابهم هو الموقف من مشاركة الائتلاف في مؤتمر جنيف2،’ومن مجريات العملية الانتخابية للهيئة الرئاسة في الائتلاف’.
و كانت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قد قررت’الاستمرار’في الانعقاد’اعتباراً من اليوم، وحتى 17 كانون الثاني/يناير الحالي، وذلك لدراسة كافة المواضيع المستجدة، بما فيها موضوع المشاركة في مؤتمر جنيف2، المزمع عقده في 22′الحالي.
وأفاد مصدر مطلع في الائتلاف، أن الهيئة العامة’ستشكل لجان عمل متخصصة، في الاستحقاقات’المتعلقة بتشكيل لجان تفاوض، ومحاورة الكتل التي انسحبت من الائتلاف، وموضوع الحكومة المؤقتة.
وقال هشام مروة،’عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، إن المجلس جدد قراره، برفض المشاركة في مؤتمر جنيف’2، بسبب ‘الظروف التي لم تحقق المحددات والمناخات’ التي’طالب بها المجلس الوطني، والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
ويجتمع 150 شخصا من المعارضة السورية، في مدينة قرطبة بمنطقة الأندلس جنوب أسبانيا، الفترة بين 9 ـ 10 الشهر الجاري لاتخاذ موقف موحد تجاه مؤتمر جنيف2، الذي سيعقد في مدينة مونترو السويسرية في’22 كانون الثاني/يناير الجاري، فضلا عن تناول التطورات الأخيرة على الساحة السورية.
ووفقا لمعلومات، من وزارة الخارجية الإسبانية، فإن الحكومة الإسبانية تقدم الدعم اللوجستي للاجتماع الذي يهدف إلى توحيد المعارضة السورية، ويسعى إلى اتخاذ موقف موحد من الأحداث الجارية على الساحة السورية، وسيحضر الاجتماع عدد كبير من المعارضين،’بينهم مجموعات لا تعترف بالائتلاف الوطني السوري ممثلا لها، حسب المعلومات الواردة.
وقال ‘إدوارد لوبز بوسكيتس′، المدير العام لمؤسسة ‘البيت العربي’ التي تستضيف الاجتماع، في تصريح صحافي، إن اللقاء يمثل تحضيرا لمؤتمر جنيف، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي.
وأضاف بوسكيتس، أن الاجتماع سيشهد في اليوم الأول، لقاء بين المعارضين السوريين، لمناقشة الأوضاع في بلادهم، وتحضيرات مؤتمر جنيف2، وانعكاساته المحتملة، وأنهم سيجتمعون في اليوم الثاني مع وزير الخارجية الإسباني ‘غارسيا مارغالو’.
وأوضح بوسكيتش أن إسبانيا استضافت اجتماعين للمعارضة السورية، قبل ذلك، كان الأول في 30 آذار/مارس 2012، والثاني في الفترة 20-21 أيار/مايو من العالم المنصرم.
الى ذلك ارجأت المعارضة السورية في المنفى الى 17 كانون الثاني/يناير قرارها المتعلق بالمشاركة في مؤتمر جنيف-2 الهادف لايجاد حل سلمي للنزاع في سوريا كما علم الاربعاء من بعض اعضائها.
وبعد اكثر من 48 ساعة من النقاشات الحادة بين اعضائها المجتمعين في اسطنبول، قررت الجمعية العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض تعليق المداولات وعقد اجتماع اخر في 17 كانون الثاني/يناير، قبل ايام معدودة من المؤتمر الذي يرتقب ان يبدأ في 22 كانون الثاني/يناير في مدينة مونترو السويسرية.
وقال مصدر مقرب من المعارضة ان ‘النقاشات كانت حادة جدا بين مختلف المجموعات المكونة للائتلاف. ولم يكن من الممكن حسم القرار’.
وقبل عقد هذا الاجتماع، اعلن المجلس الوطني السوري، المكون الرئيسي للائتلاف، الجمعة الماضى انه لن يحضر مؤتمر سويسرا بدون ان يستبعد قرارا مماثلا من الائتلاف الوطني السوري المعارض.
وخلال جمعيته العامة السابقة في تشرين الثاني/نوفمبر اعلن الائتلاف بعد نقاشات حادة انه مستعد للمشاركة في مؤتمر جنيف2، لكنه اكد ‘التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سورية السياسي’.
وهدف مؤتمر مونترو محاولة ايجاد حل سياسي للنزاع السوري الذي اوقع اكثر من 130 الف قتيل وتسبب بنزوح الملايين منذ اذار/مارس 2011.
اعتقال الشبان الستة مغتصبي اللاجئة السورية في أربيل
أسامة مهدي
ايلاف
أعلن في أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي اليوم عن اعتقال ستة شبان تناوبوا على اغتصاب فتاة سورية لاجئة في الاقليم عمرها 16 عامًا في جريمة أثارت غضب واحتجاجات منظمات انسانية حيث تنظم هذه الأخيرة وقفة احتجاج اليوم لادانة العملية التي تحقق في ملابساتها الاجهزة الامنية الامر الذي يثير قضية مسؤولية أمن اللاجئين وحمايتهم في الدول المضيفة لهم.
لندن: أعلن جهاز أمن الاقليم “الاسايش” في أربيل اليوم الخميس اعتقال الشبان الستة المتهمين في قضية اغتصاب الشابة السورية الكردية. وقال في بيان إنه بعد اجراء تحقيقات حول تلك القضية تم القاء القبض على المتهمين ليلة امس في مدينة أربيل وبعد اعتقالهم اعترفوا بارتكاب جريمتهم وتم نقلهم الى مديرية شرطة أربيل لاستكمال التحقيقات حول القضية ثم محاكمتهم.
وقالت مصادر إعلامية كردية إن ستة شباب قد تناوبوا على اغتصاب لاجئة سورية في السادسة عشرة من عمرها لجأت مع عائلتها إلى إقليم كردستان، وإن حادث الاغتصاب قد وقع عندما كانت الفتاة عائدة من العمل في السابعة من مساء الثلاثاء حين اعترضها ثلاثة شباب يستقلون سيارة “هونداي” بيضاء وزجّوا بها الى داخل السيارة وقاموا بتعصيب عينيها وربط قدميها وبدأوا بالإعتداء عليها جنسياً.
ثم شارك ثلاثة آخرون في جريمة الاغتصاب لاحقاً في ضواحي المدينة ثم فروا من المكان لتجدها عائلة كردية من أربيل عارية وقامت بتغطية جسدها وتسليمها للشرطة. وقالت الفتاة لتلفزيون “روداو” المحلي المقرب من رئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني إنها قادرة على التعرف على الجناة الذين كانوا يتكلمون باللهجة الكردية التي يتحدث بها سكان اقليم كردستان. وكانت تقارير لمنظمات محلية وأجنبية أشارت إلى أن عددًا من اللاجئات السوريات تعرضن إلى الإستغلال الجنسي في إقليم كردستان خلال الفترة الماضية.
ومن جهته، قال لاجئ سوري إن الفتاة تنتمي الى عائلة محدودة الدخل لجأت الى أربيل قبل فترة بسبب الحرب الدائرة في سوريا، وهي تعمل في أحد مراكز التسوق في عاصمة الاقليم. وأوضح أن ثلاثة شباب اعترضوا الفتاة في الشارع وأدخلوها عنوة في سيارة كانوا يستقلونها ثم اقتادوها إلى أطراف المدينة، حيث انضم اليهم ثلاثة آخرون وتناوبوا على اغتصابها وتركوها هناك.
وعلى الصعيد الرسمي، أكدت شرطة أربيل وقوع الحادث، وهو الأول من نوعه منذ بدء موجة النزوح الكردي الى كردستان العراق عام 2011، حيث قال مسؤول أمني إن الأجهزة الشرطية تحقق في الموضوع لمعرفة الاشخاص وجنسياتهم وقومياتهم من دون الكشف عن تفاصيل اكثر.
وشعبيًا، عبر مجلس المنظمات المدنية في إقليم كردستان عن الغضب لاغتصاب اللاجئة السورية من قبل الشبان الستة في أربيل عاصمة الاقليم مطالبًا الجهات الأمنية بإجراء تحقيق في القضية وملاحقة ومعاقبة الجناة. وطالب المجلس في بيان المنظمات المدنية بعدم السكوت عن هذه الجريمة داعيًا الأجهزة الأمنية الى إجراء تحقيق دقيق في الحادث وملاحقة ومعاقبة الجناة.
كما حمل لاجئون سلطات كردستان مسؤولية الحفاظ على أمنهم واتهموها بالتقصير، فيما دعا آخرون الى ضبط النفس وعدم القيام بتصرفات تسيء إلى اللاجئين السوريين الموجودين في الإقليم، لكنهم طالبوا سلطات الإقليم بالإسراع في التحقيقات وملاحقة المجرمين والقبض عليهم ومحاكمتهم.
ودان مثقفون وإعلاميون أكراد سوريون “هذه الجريمة”، وطالبوا بمحاسبة الجناة، لكنهم دعوا في الوقت نفسه إلى عدم استغلال الحادث لإثارة البلبلة ونشر الفوضى لأهداف سياسية لا تخدم الاكراد السوريين في الاقليم.
وقالوا في بيان صحافي: “نحن مجموعة من النشطاء والمثقفين الكرد نستنكر ونشجب الجريمة الجنائية البشعة التي حصلت في عاصمة إقليم كردستان ضد الفتاة الكردية السورية على يد مجموعة من الوحوش البشرية”. وشددوا على ضرورة “محاكمة هؤلاء المجرمين بمحاكمة عادلة وعلنية ونشر إعترافاتهم في جميع وسائل الإعلام وتقديمهم للعدالة لإتخاذ أشد العقوبات بحقهم كي لا تتكرر مثل هذه الجرائم في المجتمع الكردي”.
كما دان المجلس الأقليمي الحر الداعم لحقوق الإنسان اختطاف واغتصاب الفتاة الكردية السورية اللاجئة ووصف ذلك بأنه “جريمة بشعة وشنيعة ضد الإنسانية والطفولة”. واكد انه سيمارس ضغطاً على
حكومة الإقليم للكشف عن الجناة و تشديد العقوبات الجزائية ضد مرتكبي جرائم الإغتصاب.
وقد قدم ناشطون اكراد سوريون طلباً للحصول على رخصة من مجلس المحافظة في أربيل للقيام باعتصام أمام مقر برلمان الاقليم في أربيل اليوم الخميس.
ويبلغ عدد النازحين السوريين في اقليم كردستان العر اق حاليًا أكثر من ربع مليون لاجئ سوري أعدت لهم سلطاته سبعة مخيمات دائمة وثلاثة أخرى موقتة بعد أن تدفقوا على الاقليم اثر اشتداد المعارك في بلادهم وغالبيتهم الساحقة من اكراد سوريا الذين نزحوا من محافظة القامشلي ومنطقتي عفرين وكوباني التابعتين لمحافظة حلب شمال سوريا.
ووزعت سلطات الإقليم اللاجئين على مخيمات في محافظاته الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك إلا أن عشرات الآلاف منهم يقيمون في مراكز مدن الإقليم ويعمل الكثير منهم في المطاعم والمقاهي ومراكز التسوق والإنشاءات.
ويوم الثلاثاء الماضي، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة اعادة فتح معبر بين سوريا والعراق في اقليم كردستان للسماح بمغادرة نحو 2500 لاجىء سوري. واوضحت المتحدثة باسم المفوضية مليسا فليمينغ في مؤتمر صحافي أن معبر بيشخابور الواقع على نهر دجلة ما زال نقطة العبور الوحيدة المفتوحة بين سوريا والعراق في الوقت الحاضر.
وعلى إثر فتح هذا المعبر الحدودي الاحد الماضي تمكن 2519 لاجئاً من اجتياز النهر في يوم واحد على متن قوارب للتوجه الى العراق. والثلاثاء تجمع عدة آلاف من السوريين الآخرين قبالة النهر بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وأضافت فليمينغ أن معظم اللاجئين يريدون التوجه الى اقليم كردستان وليس الى مناطق أخرى في العراق، ولاحظ الطاقم الانساني الاثنين أن 350 لاجئًا ممن عبروا الاحد الحدود عادوا الى سوريا حاملين مولدات وأجهزة تدفئة بالكيروسين وسلعاً أخرى.
وكانت السلطات العراقية قررت في منتصف ايلول (سبتمبر) من العام الماضي 2013 اغلاق الحدود بين سوريا وكردستان العراق على اثر وصول لاجئين بكثافة، كما اغلقت المناطق العراقية الأخرى المجاورة لسوريا حدودها.
حلب «خالية من داعش» ومعارك في الرقة.. وأنباء عن مجازر
معارضون اتهموا التنظيم باستعمال العمليات الانتحارية بكثافة لمواجهة كتائب «الحر»
بيروت: ليال أبو رحال
تلقى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» ضربة قوية في المعارك الدائرة مع مقاتلي «الجيش السوري الحر» وكتائب إسلامية معارضة، بخسارته مواقعه في مدينة حلب التي أعلنها المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس «مدينة شبه خالية من أي وجود للتنظيم» الذي سيطر معارضون على مقره الرئيس في مستشفى للأطفال في مدينة حلب في شمال سوريا، غداة توعد المتحدث الرسمي باسم «داعش» الشيخ أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي، بـ«سحق» مقاتلي المعارضة، معتبرا أن أعضاء الائتلاف السوري المعارض باتوا «هدفا مشروعا» لمقاتلي تنظيمه.
ويأتي هذا التطور الميداني بحلب، إحدى كبرى المدن السورية التي تتقاسم السيطرة عليها كل من القوات النظامية وفصائل المعارضة، بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ يوم الجمعة الماضي بين مقاتلي «الدولة» وتشكيلات معارضة تضم «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن «سيطرة مقاتلين معارضين على مستشفى الأطفال في حي قاضي عسكر في حلب، وهو المقر الرئيس للدولة الإسلامية»، مشيرا إلى «إطلاق سراح عشرات المعتقلين من المبنى الذي كان بداخل مستشفى للأطفال». ولفت إلى أن «مقاتلي (داعش) شوهدوا وهم يغادرون المكان»، من دون الخوض في تفاصيل حول وجهتهم.
وقال الناشط الميداني في صفوف المعارضة السورية أبو فراس الحلبي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «الثوار تمكنوا من السيطرة على أجزاء كبيرة من حلب وتحرير عشرات الأسرى الذين كانوا محتجزين في سجون (داعش) بمقرها الرئيس»، لافتا إلى «جهود كبيرة بذلها مقاتلو المعارضة بموازاة مفاوضات بين الكتائب المقاتلة حقنا للدماء، انتهت بسيطرة الكتائب المعارضة على مقر (داعش) وإخراج عشرات الأسرى والمقاتلين منه».
وفي موازاة إشارته إلى ارتكاب «داعش» مجزرة بحلب، راح ضحيتها نحو 50 شخصا، بينهم ناشطون وإعلاميون، قال أبو فراس إن «المواجهات تدور بشكل أساسي في أحياء الإنذارات وهنانو والحيديرية وحريتان والدانا»، كاشفا عن «لجوء عناصر من (داعش) إلى تنفيذ عمليات انتحارية مكثفة ضد مقاتلي (الحر) والكتائب الإسلامية»، مشيرا إلى «ارتفاع وتيرتها خلال اليومين الماضيين بشكل كبير، ما أودى بحياة عدد من مقاتلي الحر». ووقعت العمليات الانتحارية، وفق الحلبي، بالقرب من حاجز التوحيد في حي الشعار، إضافة إلى عمليات أخرى استهدفت مناطق في ريف المدينة، أبرزها حريتان وتل رفعت.
وبث ناشطون شريطا مصورا يظهر جثث معتقلين مضرجين بدمائهم قالوا إن جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» كانت تحتجزهم في مقرها بحلب وأعدمتهم خلال اليومين الماضيين قبل سقوطه أمس. وعرضت شبكة «شهبا برس» التي تضم مجموعة من الناشطين في حلب، الشريط الذي تظهر فيه تسع جثث. وبدا الضحايا مكبلي الأيدي خلف ظهورهم، ومرميين على وجوههم على أرض يغطيها الحصى. وارتدت غالبية الضحايا ملابس رياضية، في حين عصبت أعين بعضهم. وقال شخص موجود على مقربة من الجثث إن المعتقلين «أعدموا بطلقات في الرأس (…) هذه أعمال الدولة الإسلامية التي تدعي الإسلام». وأضاف: «إطلاق رصاص على الوجه. تصفية ميدانية. هؤلاء ليسوا (في إشارة إلى المعتقلين) كفرة! هؤلاء مسلمون».
وأظهر تسجيل مصور آخر جرى تحميله على الإنترنت مقاتلين من المعارضة أمام ما يقولون إنها قاعدة للدولة الإسلامية في العراق والشام. ويظهر في التسجيل جثث ملقاة على الأرض وهي مقيدة الأيدي ومعصوبة الأعين. ويقول رجل في التسجيل إن مقاتلي المعارضة حرروا مبنى الدولة الإسلامية في العراق والشام ووجدوا فيه نحو 70 جثة لمحتجزين، منها جثث لصحافيين ومقاتلين من الجيش السوري الحر.
وتضرر تنظيم «داعش» من الاقتتال المستمر منذ ستة أيام، إذ أجمعت مصادر عدة أمس على فقدانه السيطرة على مواقعه في مدينة حلب، وذلك بعد ساعات على وصف العدناني، في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، «الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري، طائفة ردة وكفر، وقد أعلنوا حربا ضد الدولة وبدأوها». واعتبر أن «كل من ينتمي إلى هذا الكيان هدف مشروع لنا في كل مكان ما لم يعلن على الملأ تبرؤه من هذه الطائفة وقتال المجاهدين»، معلنا «رصدنا مكافأة لكل من يقطف رأسا من رؤوسهم وقادتهم، فاقتلوهم حيث وجدتموهم».
وجاء توعد «داعش» للمعارضة السياسية والعسكرية، بعد ساعات من دعوة زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني إلى «وقف الاقتتال»، الذي قال إنه «ينعش» نظام الأسد، في وقت لاقت سلسلة هجمات فصائل المعارضة ضد «داعش»، بعد تزايد حدة التوتر معها في شمال سوريا وشرقها، تأييد الائتلاف السوري المعارض.
وفي التفاصيل الميدانية، أفاد المرصد السوري بـ«اشتباكات عنيفة بين مقاتلي (داعش) من جهة ومقاتلي لواء (جبهة الأكراد) ومقاتلي عدة كتائب إسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى، في حي الحيدرية ودوار بعيدين، ما أدى إلى سيطرة الطرف الأول على حي الحيدرية». وأشار إلى مقتل «قائد غرفة العمليات في الهيئة الشرعية بحلب أمام مقر الهيئة برصاص قناص»، لافتا إلى إعدام «داعش» أربعة رجال من بلدة عندان، كانوا معتقلين لديها.
في غضون ذلك، لا تزال المواجهات مستمرة بين الطرفين في مدينة الرقة التي تعد معقل «الدولة الإسلامية»، ويحقق الجهاديون فيها، بحسب المرصد السوري، بعض التقدم بعد استقدامهم تعزيزات من دير الزور. وتشارك جبهة النصرة في بعض المواجهات إلى جانب المعارضين، لا سيما في مدينة الرقة.
وتعليقا على المعارك الدائرة، قال مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن مستفيدون بكل الأحوال من هذا الوضع»، معتبرا أن «ما يجري مؤشر على فشل هذه الجماعات الإرهابية ومن يدعمها ومن يمولها وعدم قدرتها على إحراز أي نجاحات». ورأى أن «هذا التقاتل يشكل أحد أوجه الصراع بين القوى التي تحرك هذه المجموعات».
جنود سوريون يلجأون إلى رشوة قادتهم لتجنب الجبهات المشتعلة
ضابط منشق: العملية تجري عبر شبكات تبدأ من شعبة التجنيد وصولا إلى قائد القطعة العسكرية
بيروت: «الشرق الأوسط»
يقول معارضون للنظام السوري إن عناصر الجيش النظامي باتوا يسعون إلى تجنب جبهات القتال المشتعلة ضد المعارضة المسلحة عبر دفع رشاوى نقدية إلى قادتهم تكفل لهم البقاء في جبهات مستقرة بعيدا عن خطوط النار. كما يعمد عدد من الأشخاص الذين يجري استدعاؤهم حديثا للانخراط في القوات النظامية إلى الأسلوب نفسه بهدف التهرب من الالتحاق بوحداتهم العسكرية.
وليست ظاهرة الرشاوى جديدة في الجيش السوري، كما يؤكد العقيد المنشق مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «بعض الجنود الذين يدفعون مبالغ كبيرة إلى الضباط المسؤولين عنهم يقضون الخدمة العسكرية في منازلهم».
ويؤكد الكردي أن «عددا كبيرا من أسماء الجنود تكون مسجلة على القيود فقط، ولا يحضرون أبدا إلى قطعهم العسكرية» موضحا أن «عملية دفع الرشاوى في الجيش النظامي تجري عبر شبكات تبدأ من شعبة التجنيد التي تبلغ الشخص وجوب انخراطه في الجيش وصولا إلى قائد القطعة العسكرية التي فرز إليها مرورا بمكتب الفرز».
ويلزم القانون السوري كل ذكر غير وحيد تجاوز الثامنة عشر من عمره، بأداء الخدمة الإلزامية التي تصل مدتها إلى 18 شهرًا، أما المكلفون الذين لم ينجحوا في الصف الخامس من مرحلة التعليم الأساسي فتعتبر مدة خدمتهم الإلزامية 21 شهرًا.
وتزايدت ظواهر الرشوة داخل الجيش النظامي مع بدء النزاع العسكري في البلاد، بحسب ما يؤكد الكردي، مشيرا إلى أن «الجنود النظاميين باتوا هدفا سهلا للمقاتلين المعارضين، مما يدفعهم إلى دفع مبالغ مالية لضباطهم كي ينقلوا إلى جبهات مستقرة، خطر الموت فيها أقل».
ويلفت الضابط المنشق إلى أن «الرشاوى تدفع أيضا من قبل المكلفين الجدد الذين يستدعون حاليا إلى الخدمة للتهرب من الالتحاق بوحداتهم العسكرية». مؤكدا أن «المبالغ التي تدفع وصلت إلى 300 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 3 آلاف دولار أميركي».
ويتألف «الجيش العربي السوري» الذي يخضع لإمرة القائد العام للجيش والقوات المسلحة وهو نفسه رئيس الدولة، من القوات البرية والبحرية والجوية. ويبلغ عديد هذا الجيش الذي يعتمد على العقيدة السوفياتية في القتال واللباس قرابة مائتي ألف مقاتل وثلاثمائة ألف مجند ويصل عدده عند التعبئة إلى نحو ستمائة وخمسين ألف عسكري، يتوزعون في ثلاثة فيالق، الأول قيادته في دمشق والثاني قيادته في الزبداني والثالث قيادته في حلب.
وتجاوز عدد قتلى عناصر الجيش النظامي منذ بدء النزاع في سوريا 32 ألفا، بحسب آخر إحصاءات «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
بريطانيا قلقة على «الجيل الضائع» في سوريا وتدعو المجتمع الدولي للالتزام بالتعهدات المالية
واشنطن سمحت بدخول 31 لاجئا سوريا من أصل 135 ألفا
لندن: «الشرق الأوسط»
حضت بريطانيا المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته المالية حيال اللاجئين السوريين في مؤتمر الكويت الثاني، كاشفة أن نصف تعهدات المؤتمر الأول فقط تم الإيفاء بها، فيما طالب أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي بإدخال مزيد من المهاجرين السوريين إلى البلاد، كاشفين أن بلادهم لم تسمح إلا بدخول 31 لاجئا سوريا من بين ما يقدر بنحو 3.2 مليون لاجئ سوري خلال العام الماضي.
وحتى الآن تقدم 135 ألف سوري بطلب للجوء إلى الولايات المتحدة. لكن القيود الصارمة المفروضة على الهجرة والتي طبق الكثير منها لمنع الإرهابيين من دخول البلاد منعت معظم طالبي اللجوء من دخول الولايات المتحدة.
وناقش مسؤولون أميركيون وأعضاء المجلس الأزمة السورية والعبء الذي تتحمله دول مجاورة لسوريا مثل الأردن ولبنان في استضافة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين. وقال السيناتور ريتشارد دوربن رئيس لجنة مجلس الشيوخ الفرعية لحقوق الإنسان، إنه «على الولايات المتحدة التزام أخلاقي لتقديم المساعدة». وأضاف: «هذه أسوأ أزمة إنسانية راهنة وأسوأ أزمة للاجئين منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 وربما منذ الحرب العالمية الثانية». وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة إن ريتشارد: «شهدنا دولة تخسر نحو 35 عاما من التنمية. بشكل ما إنه انتحار سوريا». فيما قال السيناتور تيد كروس وهو أكبر عضو جمهوري في لجنة حقوق الإنسان إنه «قلق بشكل خاص على اللاجئين المسيحيين وطالب بوضعهم في الاعتبار بينما تبحث واشنطن كيفية التعامل مع الطلب المتزايد على تأشيرات الدخول».
إلى ذلك، ناشدت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، روزماري ديفيس، المجتمع الدولي «الالتزام الفعلي بتعهداته المالية لدعم الشعب السوري». وقالت ديفيس إن «الحكومة البريطانية تعتزم خلال مؤتمر الكويت تقديم مساعدات إنسانية جديدة». وأضافت: «نأمل في أن نرى ترجمة لوعود المجتمع الدولي خلال مؤتمر الكويت الثاني المرتقب، فكل يوم يمر يؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع.. نحن على الجانب الإنساني، نبذل قصارى جهدنا لدعم المتضررين من هذا الصراع الدامي، لكننا نحتاج إلى تضافر جهود باقي الدول لتحقيق النتائج المرجوة. التمويل الذي تحتاجه هذه الأزمة لم يسبق له مثيل ويتطلب خطوات عملية وليس مجرد نيات حسنة».
ولفتت المتحدثة البريطانية إلى أن مبلغ 5.1 مليار دولار الذي تم طلبه في مؤتمر الكويت الأول للمانحين في 30 ديسبمر (كانون ثان) الماضي، بمشاركة 77 دولة ومنظمة محلية وإقليمية ودولية، لم يتم إلا تمويل نصفه حتى الآن. وأوضحت: « في ظل انهيار البنية التحتية في سوريا واستهداف ومحاصرة المدنيين وعسكرة المدارس والمستشفيات، لدينا قلق كبير إزاء تدهور الأوضاع إلى نقطة اللاعودة وانسحاب ذيولها إلى دول الجوار، ما يؤثر على الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي لكل منها وللمنطقة ككل».
من جانب آخر، ذكر تقرير للخارجية البريطانية من المقرر نشره غدا (الخميس) على موقعها العربي، أن الدعوة للمؤتمر الثاني تأتي في أعقاب إطلاق الأمم المتحدة منتصف ديسمبر نداء بخصوص الأزمة الإنسانية في سوريا والدول المجاورة، بطلب 5.6 مليار دولار لهذا العام، ولحث الدول التي شاركت في المؤتمر الأول العام الماضي، على تسديد حصصها التي تعهدت بالتبرع بها، وذلك على أمل أن يتم جمع أربعة مليارات دولار لدعم الشعب السوري والحد من الأزمة الإنسانية المتردية».
وأعلن التقرير تقديم مخصصات طبية جديدة بقيمة 16 مليون إسترليني، كما شملت المساعدات البريطانية الشريحة الأكبر من اللاجئين الأكثر تهميشا وتضررا من الصراع. وقال التقرير: «يتهدد أطفال سوريا خطر التحول إلى جيل ضائع، ولن تقف المملكة المتحدة موقف المتفرج، إزاء وجود أكثر من 2.4 مليون طفل داخل سوريا في حاجة ماسة للمساعدة (80 في المائة منهم دون 14 عاما) وأكثر من مليون طفل سوري مدرج في قائمة اللاجئين، إذ جاءت مبادرتها الأخيرة بعنوان (الجيل الضائع) لتمثل إحدى آخر خطواتها الريادية لرصد مبلغ بقيمة 30 مليون دولار، سعيا لتوفير الحماية والرعاية والمشورة للمتضررين من الأزمة، بالتعاون مع منظمة اليونيسيف وغيرها لضمان استقطاب استجابة دولية تلبي احتياجات أولئك الأطفال». وأشار التقرير أيضا إلى أن الأزمة «أدت إلى تعرض الكثير من النساء والفتيات لخطر العنف والاستغلال وانعدام الأمن». وقال: «بسبب الصراع والنزوح السكاني، فإن الكثير من الأسر باتت معتمدة بشكل متزايد على النساء اللواتي غالبا ما يفتقرن إلى الموارد اللازمة لتلبية احتياجاتها واحتياجات أطفالها». وأوضح أنه للحد من محاولات الاستغلال تقدم الحكومة البريطانية أيضا الدعم المالي إلى 1.800 امرأة سوريا يواجهن خطر الزواج القسري.
الأمم المتحدة: مخزون سوريا الكيماوي سيدمر بحلول يونيو
الاتفاق يقضي بسرية وجهة السفن التي ستنقله
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت منظمة الأمم المتحدة، أن «مخزون السلاح الكيماوي السوري سيدمر بشكل كامل بحلول نهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل»، لافتة إلى أن «الاتفاق يقضي بسرية وجهة السفن التي تنقل الكيماوي السوري» فيما دعت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الحكومة السورية إلى الإسراع في تسليم ما تبقى من مواد كيماوية، بعد نقل الدفعة الأولى من المواد الأكثر سمية في سفينة دنماركية بتأخير لنحو أسبوع عن الموعد النهائي المحدد لنقل هذه المواد.
ويفترض بسوريا، وفقا للمواعيد المتفق عليها، الانتهاء بحلول نهاية مارس (آذار) من تسليم ما يسمى بالمواد الكيماوية ذات الأولوية القصوى ومنها نحو 20 طنا من غاز الخردل واستكمال القضاء التام على برنامج الأسلحة الكيماوية بحلول نهاية يونيو. وقال المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مايكل لوهان: «نحن نحث الحكومة السورية على تكثيف جهودها كي نتمكن من إتمام الجزء الحساس في هذه المهمة في أقرب وقت تسمح به الظروف». وأضاف: «يسعدنا أن نرى بعض الحركة أخيرا. ونأمل في أن تستمر هذه الحركة بانتظام على مدى الأسابيع القليلة القادمة كي نتمكن من إخراج هذه الكيماويات من البلاد بأسرع ما يمكن».
وقال أحمد أوزومكو، المدير التنفيذي للمنظمة خلال اجتماع للمجلس التنفيذي إن المشكلات الأمنية وسوء الأحوال الجوية سبب التأخير. وأكد أن عمل البعثة دخل «مرحلة جديدة مهمة» وأن سوريا تلقت «كل الموارد اللوجيستية اللازمة لعملية النقل البري». وأفاد مصدر مقرب من الملف أن المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية المجتمع الأربعاء استخدم عبارات أقل حدة من لوهان. وأضاف أن البيان الذي تبناه المجلس يشير إلى تحقيق تقدم في سوريا «رغم الصعوبات التقنية التي تسببت في تأخير النقل (…) ويشجع الجمهورية السورية وكل الدول المساهمة في مواصلة هذه الوتيرة».
وتنص خطة نزع الأسلحة الكيماوية السورية التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي على تدمير كل الترسانة الكيماوية السورية بحلول الثلاثين من يونيو 2014. وقد أعلنت دمشق أن لديها 1290 طنا من الأسلحة الكيماوية منها 300 طن من غازي الخردل والسارين. ويتعين تجميع كل العناصر الكيماوية في اللاذقية ثم نقلها إلى إيطاليا. ومن هناك ينبغي نقلها على متن سفينة تابعة للبحرية الأميركية مجهزة خصيصا لتدميرها في البحر المتوسط على الأرجح. وهناك سفينة الشحن «إم في كايب راي» راسية حاليا في فيرجينيا (شرق الولايات المتحدة) ويتوقع أن تبحر إلى سوريا «خلال أسبوعين». وستستخدم تقنية التحلل في المياه للتخلص من المواد الكيماوية التي تنقلها وهذا الأمر سيستغرق 45 إلى 90 يوما بحسب البنتاغون. وستتولى لاحقا شركات خاصة مهمة التخلص من البقايا الناجمة عن التحلل في المياه.
معالجة انقسامات الائتلاف السوري أولوية لاجتماع أصدقاء سوريا الأحد
مصادر فرنسية رسمية لـ «الشرق الأوسط»: نحثه على المشاركة في «جنيف 2» وعدم تفويت الفرصة
باريس: ميشال أبو نجم بيروت: «الشرق الأوسط»
أجل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اتخاذ قراره المتعلق بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» إلى 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، بعد انقسامات حادة برزت بين أعضائه خلال اجتماعات الهيئة العامة وأدت إلى انسحاب 43 عضوا ينتمون إلى كتل سياسية مختلفة، في حين تستكمل باريس الاستعدادات لاستضافة اجتماع النواة الصلبة لأصدقاء الشعب السوري المسماة «مجموعة لندن» يوم الأحد المقبل، قالت مصادر فرنسية رسمية، إنها «تعي» المخاطر التي تتهدد الائتلاف الوطني السوري وتعرف «وضعه الدقيق» لجهة صعوبة الاختيار بين المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» أو مقاطعته.
وكشفت مصادر معارضة لـ«الشرق الأوسط» عن «وجود مساع حثيثة لإقناع الأعضاء المنسحبين للعودة عن قرارهم»، مشيرة إلى «تشكيل لجنة من بين أعضائها المعارضين رياض سيف ونذير حكيم، لمتابعة النقاشات مع المنسحبين والعمل على حل الخلافات». وأوضح ممثل «الائتلاف الوطني المعارض» في دول مجلس التعاون الخليجي، أديب الشيشكلي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المنسحبين توقعوا أن تنقلب الموازين خلال الانتخابات الأخيرة ويخسر رئيس الائتلاف منصبه، لكن ذلك لم يحصل، ما دفعهم إلى الذهاب نحو هذه الخطوة».
ويأتي قرار الائتلاف المعارض تأجيل البت بموضوع مشاركته في «جنيف 2» قبل أيام قليلة على عقد المؤتمر الذي من المفترض، أن يبدأ أعماله في 22 يناير (كانون الثاني) الحالي في مدينة مونترو السويسرية، غير أن فرنسا ومعها الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الأطراف الغربية والعربية تحث الائتلاف على المشاركة رغم تنبهها للمخاطر المترتبة على خطوة كهذه غير مضمونة النتائج. وترى باريس أن ثمة ثلاثة «مكاسب» أساسية يستطيع الائتلاف، أن يحققها وهي كالتالي: التأكد من انطلاق مسار سياسي يقوم على قاعدة خريطة الطريق التي أفرزها اجتماع «جنيف 1» وتثبيت أن الائتلاف هو من يمثل المعارضة السورية وفقا لبيان لندن الذي أصدرته المجموعة الضيقة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأخيرا حرمان النظام من تحقيق مكسب سياسي من شأنه إعادة تأهيله بحيث يستطيع الادعاء أمام المجتمع الدولي أنه راغب في حل سياسي، وأنه «لا يجد شريكا» في الجهة المقابلة.
وأشار الشيشكلي إلى أن «النظام السوري وبسبب طبيعته الاستبدادية يسهل عليه تشكيل وفده الذي سيمثله في (جنيف 2)، أما نحن فالأمر يبدو أصعب لدينا، بسبب تنوع مكونات الائتلاف واختلاف وجهات النظر». ووصف الشيشكلي المرحلة التي تمر بها الأزمة السورية بـ«الحرجة جدا»، لا سيما على ضوء المواجهات الدائرة حاليا بين الجيش السوري الحر وتنظيم «داعش»، داعيا «الأعضاء الذين أعلنوا انسحابهم من الائتلاف إلى تجاوز الخلافات الإدارية والترفع عنها».
وكان «المجلس الوطني السوري»، المكون الرئيس للائتلاف، قد استبق اجتماعات الهيئة العامة برفضه حضور مؤتمر «جنيف 2» من دون أن يستبعد قرارا مماثلا من «الائتلاف الوطني السوري المعارض». وبعد نقاشات حادة شهدتها اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف خلال اليومين الماضيين أعلن 43 عضوا انسحابهم من الائتلاف بينهم خمسة قدموا استقالاتهم بشكل رسمي. ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرب من المعارضة قوله، إن «النقاشات كانت حادة جدا بين مختلف المجموعات المكونة للائتلاف. ولم يكن من الممكن حسم القرار بشأن المشاركة في (جنيف 2)». وتداولت مواقع إخبارية تابعة للمعارضة السورية بيان نسبته للمنسحبين يشيرون فيه إلى أن «الأمانة التي حملناها من دماء وشهداء وصراخ معتقلاتنا وآهات معتقلينا وآلام جراحنا، يحتم علينا أمام شعبنا وأمام التاريخ أن نعلن انسحابنا من (الائتلاف الوطني) نظرا لخروج الائتلاف عن ثوابت الثورة السورية وأهدافها». وشدد البيان على «انسداد وفشل كل المحاولات لإصلاح هذا الجسم السياسي وانفصاله عن الواقع وعجزه عن تحمل مسؤولياته وبعده عن تمثيل القوى الثورية والمدنية في سوريا».
وتشير المصادر الفرنسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أمس، إلى أن النظام السوري «بصدد النجاح في إعادة تأهيل نفسه على الصعيدين الدولي والإعلامي من طريقين: الأول استثمار قبوله تدمير ترسانته من الأسلحة الكيماوية، والثاني تقديم نفسه على أنه أفضل (جدار) يمكن تصوره لحماية سوريا والمنطقة والعالم من الإرهاب. ولذا، فإن باريس تصر وتشدد، في ظل الظروف الحالية السياسية والميدانية وتراجع إمكانية تحقيق التوازن الميداني وتغييب التدخل العسكري، أن الطريق الأسلم يتمثل في قبول العملية السياسية و(جر) النظام إلى المسار السياسي وفق خريطة جنيف ورسالة الدعوة التي أرسلها الأمين العام للأمم المتحدة إلى الدول والمنظمات المعنية. وتؤكد رسالة الدعوة في إحدى فقراتها أن القبول بها يعني قبول مبادئ (جنيف 1) وتصورها للحل السياسي القائم أساسا على إنشاء سلطة انتقالية تعود إليها الصلاحيات التنفيذية الكاملة».
من هذه الزاوية، تعد باريس أن ورقة الضغط الأولى التي تمتلكها المعارضة، في حال قبولها المشاركة، هي في «حشر» نظام الأسد على طاولة المفاوضات بالتمسك بورقة المبادئ وخريطة الطريق التي ترسمها وإظهار بطلان ادعاءات النظام الرافض لقيام سلطة انتقالية وعملية سياسية حقيقية في سوريا.
لكن، بالمقابل، تعرف باريس أن اختيار الائتلاف التوجه إلى جنيف في وضعه الراهن أي على خلفية الانقسامات التي ظهرت في اجتماعات إسطنبول واستقالة أعضاء من هيئته العامة وتهديد شخصيات ومنظمات بالانسحاب منه، لا بل بتشكيل ائتلاف بديل، من شانه «تفجيره» من الداخل وإعطاء حجة لممثلي النظام بأن الائتلاف «لا يمثل أحدا» وأنه عاجز عن ضمان تنفيذ القرارات التي قد يجري التوصل إليها من خلال المفاوضات.
وبالنظر لهذه المعطيات وللحظة الحرجة التي تمر بها المعارضة السورية، فإن اجتماع باريس سيجعل من شد أزرها غرضه الأول، حيث سيحضره وفد من الائتلاف برئاسة أحمد عاصي الجربا. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية، أن اجتماع باريس سيتيح «إعادة تأكيد الدعم الكامل للائتلاف والتشديد على النظرة المشتركة لعملية الانتقال السياسية التي تستجيب لتطلعات الشعب السوري المشروعة». وأضاف البيان أن تشكيل سلطة انتقالية يمثل «الهدف المركزي» للاجتماع الذي يسعى النظام لحرفه عن مساره. وينتظر أيضا أن يسفر لقاء باريس عن إقرار زيادة المساعدات المقدمة للائتلاف وللسكان، خصوصا في المناطق «المحررة».
وكان السفير الفرنسي السابق في دمشق المكلف الملف السوري أريك شوفاليه في إسطنبول في الأيام الماضية لمواكبة مؤتمر الائتلاف. ونبهت المصادر الفرنسية المعارضة السورية من أنها تقوم بـ«رقصة حافة الهاوية» إذ تتغلب أنانيات بعض أطرافها ونزاعاتهم على ما يجب أن يكون الهدف الأول لها. ولذا، فإن «مجموعة لندن» تبذل فرديا وجماعيا ضغوطا على المعارضة لإعادة ترتيب صفوفها. وناشدت هذه المصادر «الأطراف الإقليمية» التي لم تسمها القيام بالشيء نفسه والامتناع عن تغذية الانقسامات الداخلية.
غير أن أنظار الوزراء الحاضرين في اجتماع الأحد الصباحي في العاصمة الفرنسية ستكون مشدودة لمعرفة ما سيجري في لقاء الاثنين بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في باريس الذي من المفترض أن يكون حاسما في أكثر من موضوع ليس أقله اتخاذ قرار بشأن مشاركة إيران في «جنيف 2» ومستوى تمثيلها ودورها، فضلا عن مراجعة مواقف الطرفين بشأن المواضيع الخلافية، ومنها مصير الرئيس السوري وشكل السلطة الانتقالية والأسماء المقترحة لها.
وقالت المصادر الفرنسية، إن الطرف الروسي، رغم حرصه على عدم الإفصاح عن مواقف نهائية بالنسبة لهذه المسائل وامتناعه عن الالتزام بأي شيء محدد لجهة مصير الأسد والانتخابات الرئاسية السورية ورغبته بالاحتفاظ بأوراق ضاغطة خلال المؤتمر، يبدو اليوم «أكثر انفتاحا» على النقاش مما كان عليه في السابق. وفي أي حال، ترى باريس أن موقف روسيا هو بالأساس «موقف تفاوضي وعلينا الانتظار لنرى كيف يمكن أن يتطور بعد انطلاق المفاوضات وبعد أن تطرح المواضيع التفصيلية مثل تشكيل السلطة الانتقالية وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والإشراف على القوات المسلحة والضمانات التي يمكن أن تقدم لروسيا بشأن مصالحها في سوريا والمنطقة، ومنها محاربة الإرهاب وكلها مسائل مستعصية.
الائتلاف و«جنيف 2».. تأجيل متكرر للقرار خوفا من انفجار مكوناته
الصراع الإقليمي ينعكس على المعارضة ويزيد أزماتها
بيروت: «الشرق الأوسط»
يجد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» عبر تكرار تأجيله البت في قراره بالمشاركة في مؤتمر «جنيف2» أو عدمها، مخرجا مؤقتا قد لا يحول في وقت لاحق دون انفجار الانقسامات بين مكوناته وتعرضه للانهيار الكامل، على خلفية استقالة عدد من أعضائه احتجاجا خلال اجتماعاته الأخيرة.
وعلى الرغم من أن المحلل السياسي السوري سمير التقي يحمّل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» المعارضة السورية «مسؤولية الاستعصاء الذي تعيش فيه عشية (جنيف2)»، فإنه يجد أن «عمق المشكلة يتمثل في عجز القوى الدولية عن إنتاج حل يرضي جميع الأطراف». ويشير التقي إلى أن «الصراع الإقليمي ينعكس على الائتلاف المعارض ويزيد من تأزمه الداخلي»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه «في حال وجود تصور روسي – أميركي واضح بخصوص سوريا، فإن الانعكاسات الإقليمية ستكون أقل تأثيرا ويمكن أن تزول نهائيا».
ويأتي إرجاء الائتلاف السوري أول من أمس، اتخاذ قراره بشأن المشاركة في مؤتمر «جنيف2»، إلى اجتماع يعقده في 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، بعد أكثر من 48 ساعة من النقاشات الحادة بين أعضاء هيئته العامة المجتمعين في إسطنبول، وعدم تمكنهم من حسم قرارهم. وبحسب التقي، فإن «عدم تحديد الشكل القانوني للمفاوضات المزمع عقدها في مؤتمر (جنيف2)، إضافة إلى عدم تحديد دور القوى الدولية، يساهمان في تخبط الائتلاف ويدفعانه للاعتقاد بأن هذا المؤتمر ليس سوى تنصل من المسؤولية». وحددت الأمم المتحدة في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الموعد الرسمي لانعقاد مؤتمر «جنيف2» في 22 من الشهر الحالي. وكان الائتلاف وخلال جمعيته العامة السابقة في 8 نوفمبر الماضي أعلن بعد نقاشات حادة استعداده للمشاركة في مؤتمر «جنيف2»، لكنه أكد «التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سوريا السياسي».
وأجل الائتلاف اجتماعا كان مقررا أن يعقده في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لاتخاذ قراره بشأن المشاركة في «جنيف2»، بسبب تزامنه مع انعقاد اجتماع «لندن 11»، الذي عقد في 22 من الشهر ذاته.
ويواجه الائتلاف انقساما في صفوفه، تحول ممارسة الضغوط الغربية في كل مرة دون انفجاره، مع حرص الدول الغربية على إيجاد حل سياسي لأزمة سوريا التي تقترب من إنهاء عامها الثالث. وتتوسع المسافة بين القوى السياسية والعسكرية داخل المعارضة السورية، على وقع تراجع الجيش الحر وبروز قوى إسلامية متطرفة مثل تنظيمي «داعش» و«النصرة»، إضافة إلى تقدم كتائب إسلامية معتدلة مثل «الجبهة الإسلامية» التي أعلنت هيئتها العسكرية على لسان القيادي زهران علوش أول من أمس أنها «تعتزم تقديم طلب لقيادة الجبهة للموافقة على إدراج المشاركين في مؤتمر (جنيف2) من الطرفين في قائمة المطلوبين». وفي هذا السياق، ينفي التقي أن «تكون كل القوى العسكرية التي تقاتل النظام على الأرض تعارض المشاركة في (جنيف2)»، مشيرا إلى أن غالبية مكوناتها تقاتل لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
السويد تؤكد إطلاق سراح صحافيين اختطفا في القلمون
أفرج عن أحدهما السبت والثاني تسلمه الصليب الأحمر في عرسال اللبنانية
بيروت: «الشرق الأوسط»
أكد السفير السويدي في سوريا ولبنان نيكولاس كيبون أمس الإفراج عن صحافيين سويديين، كانا خطفا في سوريا خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتسلم الصليب الأحمر الدولي في لبنان أحدهما يوم السبت الماضي، فيما نقل الثاني أمس من بلدة عرسال (شرق لبنان، على الحدود مع سوريا) إلى بيروت.
وأعلنت وزارة الخارجية السويدية بعد ظهر أمس إطلاق سراحهما، وأفادت متحدثة باسم الخارجية السويدية لوكالة الأنباء الألمانية أن «المصور المستقل نيكولاس هامرستورم وزميله الصحافي المستقل ماجنوس فولكهيد تلقيا مساعدة من قبل دبلوماسيين سويديين في بيروت».
وكانت الخارجية السويدية أعلنت في 25 نوفمبر الماضي أن «رجلين سويديين يبلغان من العمر 45 سنة خطفا بينما كانا في طريقهما إلى الخروج من سوريا»، من دون أن تقدم تفاصيل إضافية.
وأفادت وسائل إعلام سويدية بأن الصحافيين هامرستورم وفولكهيد المقيم في باريس، تسللا إلى سوريا عبر بلدة عرسال البقاعية، المتعاطفة مع المعارضة السورية، بهدف إعداد تقرير صحافي في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق والواقعة على الحدود مع لبنان.
وفقد الصحافيان في أثناء طريق العودة إلى لبنان.
وقالت منسقة التواصل في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيروت كلير كبلون أمس: «نقلنا (أمس) صحافيا سويديا كان مفقودا في سوريا من عرسال إلى مكتبنا في بيروت، حيث جرى تسليمه إلى السفير السويدي». فيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي في بيروت قوله إن الصحافي السويدي الثاني الذي كان مفقودا أفرج عنه السبت ونقل كذلك إلى لبنان.
وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان أمس، إلى أن الصليب الأحمر الدولي تسلم صحافيا سويديا كان مختطفا في سوريا من ضمن صحافيين اثنين كانا مختطفين.
قتلى بتفجير بحماة واقتتال الفصائل يتسع
قتل وجرح العشرات اليوم الخميس في تفجير بريف حماة (وسط) سوريا التي تشهد ومحافظات أخرى بينها حلب ودرعا اشتباكات بين فصائل المعارضة والقوات النظامية. وفي الوقت نفسه, توسعت رقعة المعارك بين عناصر الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى محافظة الرقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 18 شخصا بينهم نساء وأطفال قتلوا إثر انفجار سيارة ملغمة قرب مدرسة بقرية الكافات ذات الغالبية الإسماعيلية بريف حماة, كما قتل موالون للنظام في التفجير وفقا لناشطين.
وأضاف المرصد أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع حيث إن عددا من الجرحى في حالة خطيرة. وتحدث التلفزيون السوري من جهته عن 16 قتيلا وعشرات الجرحى, واصفا التفجير بالإرهابي.
وجاء التفجير ضمن تصعيد ميداني بحماة حيث قتل ثلاثة من عائلة واحدة في كمين نصبته القوات النظامية لهم في بلدة اللطامنة, وقصف مسلحو المعارضة مطار حماة العسكري بصواريخ غراد وفق شبكة شام.
وتحدث المرصد السوري عن مقتل فتاة إثر سقوط صاروخ بمنطقة حي البعث قرب المطار, دون أن يحدد الجهة المسؤولة عن القصف, مشيرا في الأثناء إلى إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على بلدة اللطامنة.
وأشار إلى أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية إثر تفجير عبوة قرب قرية الطليسية بحماة أيضا.
قصف واشتباكات
ميدانيا أيضا, قصفت القوات النظامية اليوم شارع الثلاثين بمخيم اليرموك جنوب دمشق بثلاثة صواريخ أرض أرض بالتزامن مع اشتباكات مع مقاتلي المعارضة هناك.
واشتبكت فصائل المعارضة مع القوات النظامية في أحياء أخرى جنوب دمشق بينها جوبر والعسالي, في حين قتل مدني في قصف بمدافع الهاون لحي القابون وفق ناشطين.
وقال المرصد السوري إن مناطق بأحياء القابون والعسالي والقدم جنوب دمشق تعرضت للقصف.
وغير بعيد عن دمشق, وقعت اشتباكات عنيفة على الجبهة الجنوبية الشرقية لمدينة داريا المحاصرة, كما ُسجلت اشتباكات في المليحة ومناطق بغوطة دمشق.
وفي درعا, تجدد القتال في محيط بلدة الشيخ مسكين وسط قصف من القوات النظامية شمل أحياء بدرعا البلد, وبلدات أخرى بينها المزيريب حيث سقط قتلى وجرحى وفقا لشبكة شام.
وكان الطيران الحربي النظامي قصف أمس بلدة إنخل في درعا بالبراميل المتفجرة مما أدى إلى مقتل أربعة أطفال. كما أفاد مراسل الجزيرة في درعا بأن طائرات مقاتلة قصفت مدرسة في بلدة صيدا بالمحافظة نفسها.
واندلع اليوم قتال بمناطق في حلب النقارين وتلة الشيخ يوسف بين فصائل مقاتلة وبين القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني وفق المرصد السوري الذي أكد إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة.
وكان 15 شخصا قتلوا أمس بغارات على بلدة تل رفعت في ريف حلب. وتدور اشتباكات في محيط مطار كويرس وفقا لناشطين. وسجلت اليوم أيضا اشتباكات في محيط بلدة الغنطو بحمص, بينما استهدف قصف مدفعي أحياء في حمص وبلدات الرستن والحولة وتلبيسة القريبة مخلفا إصابات وفقا للمرصد وشبكة شام.
توسع الاقتتال
على صعيد آخر, امتدت المعارك بين فصائل سورية وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” إلى مدينة الرقة. وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة تدور في بعض أنحاء المدينة بين فصيل مبايع لجبهة النصرة وذلك التنظيم الذي قصف مقاتلوه المقر الرئيس للجبهة في حي المشلي.
وفي إطار الحرب المستعرة بين الطرفين منذ أسبوع وقتل فيها المئات, سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على بلدة تادف قرب مدينة الباب في ريف حلب وفقا للمرصد السوري.
وتأتي سيطرة “تنظيم الدولة الإسلامية” على البلدة بعد يوم من طرده من قبل الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين وفصائل أخرى، من مقاره الرئيسة في مدينة حلب. وكان ناشطون اتهموا التنظيم بإعدام عشرات المقاتلين في مقره بحلب الذي أخلاه الثلاثاء.
وبمدينة الباب بحلب, انفجرت اليوم سيارة مفخخة مما أدى لمقتل وجرح عدد من الأشخاص, ويشتبه في أن مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” استهدفوا موقعا لإحدى المجموعات التي تقاتلهم منذ أيام.
وكان مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” فجروا أمس سيارات مفخخة بمواقع للجبهة الإسلامية وحركة أحرار الشام المنتمية إليها, بمدن الباب وجرابلس وحريتان بحلب والميادين بدير الزور, مما تسبب بمقتل ما لا يقل عن تسعة.
ويحاول التنظيم بسط سيطرته مجددا على مواقع خسرها بحلب وإدلب. وقال المرصد إن مقاتلي “الدولة الإسلامية” يشتبكون مع فصائل أخرى معارضة في بلدة الدانة بريف إدلب.
وكان “الدولة الإسلامية في العراق والشام” نشر تسجيلا هدد فيه باستهداف قادة الفصائل المناوئة له مثل الجبهة الإسلامية ومسؤولي الائتلاف الوطني السوري وهيئة الأركان التابعة له.
مؤتمر للمعارضة بقرطبة وكيري يحضّر لجنيف2
انطلقت في مدينة قرطبة الإسبانية اليوم أعمال اللقاء التشاوري السوري الذي يشارك فيه ممثلون عن أطياف من المعارضة السورية قبل مؤتمر جنيف2، في حين يبدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت جولة تشمل باريس والكويت، لمناقشة الأزمة السورية قبل أسبوعين من المؤتمر.
وتأمل الدبلوماسية الإسبانية في أن يوحد لقاء قرطبة مواقف المعارضة السورية، ويرسم استراتيجية عمل مشتركة قبل بدء مؤتمر جنيف2. ويتوقع أن يخرج هذا اللقاء بتوصيات بضرورة إطلاق سراح المعتقلين، والبحث عن حلول سياسية للنزاع، فضلا عن توفير ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية.
وكانت إسبانيا استضافت مؤتمرا للمعارضة السورية في العاصمة مدريد في مايو/أيار العام الماضي.
ويأتي اجتماع قرطبة بعد أيام من خلافات نشبت داخل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أثناء اجتماعه في إسطنبول لبحث الموقف من مؤتمر جنيف2، وذلك وبعد إعادة انتخاب أحمد الجربا رئيسا للائتلاف وتهديد عشرات الأعضاء بالانسحاب من الائتلاف.
وقد قررت الهيئة العامة للائتلاف السوري تأجيل حسم المشاركة في مؤتمر جنيف2 إلى يوم 17 يناير/كانون الثاني الجاري إثر قيام المجلس الوطني السوري بتوزيع قرار على أعضاء الائتلاف يهدد فيه بالانسحاب من الائتلاف ككتلة واحدة في حال موافقة الأخير على المشاركة في المؤتمر، وفق ما أفاد به مصدر مطلع في المجلس.
جولة كيري
في هذه الأثناء، يبدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت جولة تشمل باريس والكويت، لمناقشة الأزمة السورية قبل أسبوعين من انعقاد مؤتمر جنيف2، يلتقي أثناءها المعارضة السورية التي أرجأت حسم مشاركتها في المؤتمر، وكذلك نظيره الروسي سيرغي لافروف لمناقشة مشاركة إيران.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن كيري سيشارك يوم الأحد في اجتماع جديد لمجموعة “أصدقاء سوريا” مع أعضاء الائتلاف السوري الذي أرجأ حسم المشاركة في المؤتمر إلى السابع عشر من الشهر الجاري عقب خلافات بين أعضائه بهذا الخصوص.
وأشار مصدر دبلوماسي في باريس إلى أن هذا الاجتماع سيعقد في مقر الخارجية الفرنسية بمشاركة جميع وزراء خارجية الدول الـ11 الأعضاء في المجموعة (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والسعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن).
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في حديث صحفي “إن أردنا إبعاد الرئيس بشار الأسد من جهة والقاعدة من جهة أخرى، ومواجهة المتطرفين مع كل التبعات المريعة على المنطقة يجب دعم المعارضة المعتدلة”.
وأوضح الوزير الفرنسي أنه سيترأس لقاء الدول الـ11 “التي تشكل قلب الدعم للمعارضة المعتدلة”، مضيفا أن “الهدف من مؤتمر جنيف2 هو السعي إلى تشكيل حكومة انتقالية باتفاق بين بعض عناصر النظام وهذه المعارضة المعتدلة، وهذا لن يكون بالتأكيد أمرا سهلا”.
مشاركة إيران
وأثناء زيارته لباريس يبحث كيري يوم الاثنين مع لافروف مشاركة إيران في مؤتمر جنيف2 الذي يبدأ في 22 يناير/كانون الثاني بمدينة مونترو، ليتواصل بين الوفود السورية المعنية برعاية الأمم المتحدة اعتبارا من 24 من الشهر ذاته.
وكان كيري ألمح -الأحد الماضي- إلى إمكانية مشاركة إيرانية على هامش مؤتمر السلام في سوريا، وهو ما رفضته طهران.
ويقول دبلوماسيون إن التحول في الموقف الأميركي من رفض تام إلى مشاركة القبول بمشاركة جزئية ربما يفتح الباب أمام التوصل إلى حل وسط لإنهاء الصراع، بما في ذلك تنحي الأسد عن السلطة.
ونقلت رويترز عن دبلوماسي -التقى في الآونة الأخيرة مسؤولين إيرانيين كبارا- قوله “لا أعتقد أن هذا خط أحمر بالنسبة لهم”، مضيفا أنهم “سيكونون على استعداد لرؤية بديل ما للأسد بشرط أن يكون هذا البديل جديرا بالثقة، ولا يسبب فوضى”.
وفي السياق، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الإيراني حسن روحاني في اتصال هاتفي اليوم الأزمة السورية. وقال بيان للكرملين إن الرئيسين بحثا القضايا الدولية الراهنة والوضع في سوريا وإطار التحضير لمؤتمر جنيف2.
يذكر أنه لم يتم الاتفاق حتى الآن بشأن دعوة إيران إلى هذا المؤتمر.
ومن المقرر أن ينتقل كيري الأربعاء القادم إلى الكويت لحضور مؤتمر الدول المانحة الذي يطمح إلى رصد أكثر من ستة مليارات دولار، لمساعدة المتضررين السوريين من المدنيين.
مقتل 18 وإصابة العشرات في انفجار سيارة بريف حماة
من بين القتلى 4 نساء وأطفال بالإضافة لعناصر من لجان الدفاع الوطني الموالية للنظام
بيروت – فرانس برس
قُتل 18 شخصاً على الاقل، الخميس، بانفجار سيارة مفخخة في بلدة الكافات الواقعة في ريف حماة، حسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد أن من بين قتلى الانفجار الذي سمع صداه في مدينة حماة القريبة 4 نساء وأطفال، بالإضافة الى عناصر من لجان الدفاع الوطني الموالية للنظام.
وأشار المرصد الى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع نظراً لوجود حالات حرجة بين الجرحى.
من جهته أورد التلفزيون السوري مقتل 16 شخصاً وعشرات الجرحى “إثر انفجار إرهابي بسيارة مفخخة”.
ووقع الانفجار بالقرب من مدرسة في بلدة الكافات التي تسيطر عليها قوات النظام، وتقع الكافات على الطريق الواصلة بين حماة والسلمية الواقعة جنوب شرق حماة.
من جانب آخر تواصل فصائل المعارضة السورية ملاحقة مقاتلي تنظيم “داعش” على أكثر من جبهة، وتحاصر معقل التنظيم الرئيس في بلدة الدانة، فيما قالت شبكة سوريا مباشر بتمدد الاشتباكات بين الجيش الحر و”داعش” إلى ريف حمص الشمالي، وتحديداً في منطقة السعن بقرية عز الدين.
روسيا تعرقل إدانة مجلس الأمن لقصف حلب
التعديلات التي طلبتها تهدف إلى إخلاء البيان من أي إشارة إلى ما حدث في المدينة
الأمم المتحدة – رويترز
أفاد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن روسيا عرقلت يوم الأربعاء إصدار مجلس الأمن بياناً يعبر عن الغضب من الغارات الجوية المهلكة التي تنفذها قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ويستنكر استخدام الصواريخ و”البراميل المتفجرة” في المدن.
وكانت روسيا عارضت بياناً مماثلاً في 19 من ديسمبر يدين هجمات قوات الحكومة السورية على المدنيين. واعترضت أيضا روسيا ومعها الصين بحق النقض (الفيتو) على ثلاثة قرارات لمجلس الأمن تدين الحكومة السورية وتهدد بفرض عقوبات عليها.
وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة طلب ألا ينشر اسمه إن المجلس لم يستطع التوصل إلى اتفاق يوم الأربعاء، لأن التعديلات التي اقترحتها روسيا “كانت تهدف بوضوح إلى إخلاء البيان من أي إشارة إلى ما حدث في حلب.” في المقابل، رفض متحدث باسم البعثة الروسية التعقيب.
وكان البيان الذي صاغته بريطانيا يعبر عن غضب مجلس الأمن من الغارات الجوية اليومية التي تشنها الحكومة السورية في مدينة حلب الشمالية، التي قتل فيها أكثر من 700 شخص وأصيب 3000 بجراح منذ 15 من ديسمبر.
أكثر من 7 آلاف مقاتل عربي وأجنبي في صفوف “داعش“
التنظيم ظهر من رحم “دولة العراق الإسلامية” بزعامة البغدادي.. ورفضته جبهة “النصرة”
دبي – محمد دغمش
المعارضة المسلحة في سوريا وحدت جهودها وقررت قتال “داعش” الذي غير ظهوُره من مسار الأحداث وشكل ذريعة لتوقف الدعم الدولي.
التنظيم التابع لـ”القاعدة” يضم مقاتلين عرباً وأجانب يصل عددهم إلى نحو 7 آلاف مقاتل.
يعلن تنظيم العراق والشام “داعش” صراحة نيته قتل كل من يعارضه التوجه وإن كان هذا المعارض ينتمي لتنظيمات متشددة أيضاً.
ظهر تنظيم “داعش” من رحم تنظيم “دولة العراق الإسلامية” بزعامة البغدادي، ليرسل منتصف عام 2011 عشرات المقاتلين لتأسيس جبهة “النصرة” كفرع له في سوريا.
وفي أبريل 2013 أعلن البغدادي توحيد الفرعين لإنشاء الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، لكن جبهة “النصرة” بقيادة الجولاني رفضت الالتحاق بهذا الكيان الجديد، ليكون ذلك أول انشقاق كبير بين مجموعات “القاعدة”.
ويقدر مركز “بروكينغز” للدراسات عدد مقاتلي “داعش” بين 6 و7 آلاف مقاتل معظمهم عرب وأجانب.
رحبت المعارضة السورية في البداية بالدولة الإسلامية في العراق والشام لما لعناصر هذا التنظيم من خبرة قتالية، لكن تجاوزات التنظيم دفعت بثلاثة بالثوار لقتالها خاصة الخطف والقتل واقتحام المراكز الاعلامية وفرض أيديولوجيتها بالقوة المفرطة.
وقد وصلت ممارسات التنظيم حد فرض مبايعة البغدادي أميراً على الأهالي بالقوة.
يذكر أن المشهد السوري انقسم بين من ينتقد تأخر المعارضة بقتال “داعش” سامحين لقوتها أن تنمو، وبين من ينادي بضرورة توجيه السلاح فقط لنظام الأسد في الوقت الراهن، لكن الإجماع يبقى على كون ممارسات هذا التنظيم لا تتفق مع المجتمع السوري بعاداته وتقاليده ولا تتفق حكماً مع أهداف ثورته.
وفاة مواطن سوري كل 10 ساعات ونصف بسبب الجوع
طفل سوري يموت كل 50 دقيقة.. وامرأة تفقد حياتها كل ساعة و45 دقيقة
غازي عنتاب – زيدان زنكلو
أكدت المنظمة السورية لحقوق الإنسان “سواسية” في دراسة أصدرتها مؤخراً أنه في كل 10 ساعات ونصف يموت شخص من الجوع في سوريا، فيما يموت شخص من البرد كل 8 ساعات ونصف.
وأضافت المنظمة أن كل 50 دقيقة تشهد وفاة طفل في سوريا، وفي كل ساعة و45 دقيقة تموت امرأة، وفي كل 30 دقيقة يموت أحد الرجال المدنيين وتخسر إحدى العوائل معيلا لها.
وأوضحت الدراسة أنه كل 10 ساعات يموت تحت التعذيب أحد المعتقلين في سجون النظام، بينما يموت أحد المدنيين كل 12 دقيقة بنيران قوات الأسد.
ومن ثم شرعت الدراسة التي اعتمدت على بيانات وإحصاءات أكثر من 60 ناشطا حقوقياً على امتداد سوريا في استعراض الواقع الميداني الاجتماعي والصحي والغذائي لبعض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، والتي استهدفتها حملة القصف الجوي ببراميل الموت الغبية، بحسب وصف الدراسة خلال الفترة المنقضية ما بين ١٥ حتى ٢٨ سبتمبر فقط لا غير.
وأتبعت الدراسة بجدول بياني يوضح عبثية الأهداف العسكرية الحكومية، ويثبت أن أغلبية الضحايا من فئة المدنيين، وأرفق بالدراسة جداول إحصائية بأسماء الضحايا وسبب الوفاة ومكانها وتاريخها.
وسلطت المنظمة السورية الضوء في توطئتها للدراسة المشار إليها على الدور التواطئي للأعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي لمصلحة النظام السوري، وانعكاس ذلك أخلاقياً وإنسانياً على الحالة السورية.
كذلك انتقدت المنظمة السورية التقرير الأخير للمركز الدولي للتطرف في (كنغس كولج) ببريطانيا، والذي خلص إلى أن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف المجموعات المعارضة للنظام كان قد بلغ 11 ألف مقاتل، حيث إن التقرير البريطاني المذكور نظر للموضوع من زاوية واحدة، وتجاهل آلاف الميليشيات الطائفية التي يستوردها النظام السوري سواءً من حزب الله اللبناني الذي تجاوز عدد مقاتليه 11 ألف مقاتل، بحسب دراسة المنظمة السورية، بالإضافة لآلاف المقاتلين المنضوين تحت الميليشيات الشيعية المستوردة من العراق وباكستان وأفغانستان، وحتى كوريا الشمالية، بالإضافة للمافيا الروسية.
تدمير قسم من كيماوي سوريا بألمانيا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت مصادر رسمية أن ألمانيا ستدمر بقايا الأسلحة الكيماوية السورية على أراضيها، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وعلى صعيد متصل، ذكرت مجموعة إنفيدر البلجيكية لإدارة النفايات أنها تبحث المشاركة في مناقصة لتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، وعبرت رسميا عن اهتمامها بالأمر لدى منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيمياوية.
وأعلنت سوريا للمنظمة التي حازت جائزة نوبل للسلام العام الماضي أن لديها 1300 طن من الأسلحة الكيماوية، تجري ترتيبات لتدميرها في الخارج.
وقال متحدث باسم شركة إنفيدر التي يقع مقرها في ميشيلين: “هناك مناقصة ونحن شركة من الشركات التي تنظر فيما هو مطلوب.”
وتابع: “يمكن التقدم بعرض هذا الشهر لكننا لن نفعل ذلك إلا بعد موافقة السلطات الإقليمية والاتحادية.”
وتعد إنفيدر شركة خاصة تدير عمليات في بلجيكا ودول أوروبية أخرى، يعمل لديها 1600 موظف وتحقق إيرادات سنوية تبلغ حوالي 400 مليون يورو (544 مليون دولار).
قيادي بحزب (وعد) السوري: تحالفات سياسية جديدة قد ينتج عنها كيان بديل للمعارضة الحالية
روما (9 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
كشف قيادي في الحزب الوطني للعدالة والدستور، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سورية، عن معلومات تشير إلى بدء الحزب نسج تحالفات سياسية مع أطراف “تتقاطع معه بمشروع الدولة المدنية” التي يسعى إليها، ورجّح أن ينتج عن هذه التحالفات “كيان يتبنى برامج واضحة المعالم تتعلق بدعم الثورة وإيجاد بدائل عن المعارضة السورية الفاعلة” حالياً
وتحدث محمد معتز حمي، القيادي في الحزب والعضو بمجلسه التنفيذي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن “مشروع حوار وطني” يتناول الجبهة الوطنية والتحالفات السياسية، وقال “مع التشعبات المعقدة والدقيقة التي تمر بها الثورة السورية سواء على الأرض أم بعلاقتها مع المجتمع الدولي، فإن حزبنا بصدد التمهيد لحوار مع أطراف وطنية تتقاطع معه بمشروع الدولة المدنية”، على حد وصفه
وأضاف “يقوم الحزب بالتواصل مع العديد من الأحزاب السياسية والقوى الفاعلة على الأرض تمهيداً لهذا الحوار الذي نأمل له أن يشكل مولداً لحراك سياسي عالي الوتيرة قد يتمخض عن ولادة كيان تحالفي يتبنى برامج واضحة المعالم تتعلق بدعم الثورة وإيجاد بدائل تحقق طموحات شعبنا”، حسب تأكيده.
وأوضح حمو، القيادي في جبهة العمل الوطني لكرد سورية، وفي رابطة العلماء السوريين “سيسعى حزب (وعد) لإقامة هذه التحالفات والتفاهمات والتكتلات مع أحزاب وتيارات سياسية تشترك معه في رؤيته لقواعد تأسيس الدولة وتتبنى الوسائل الديمقراطية في العمل السياسي، وسيكون هذا مهماً جداً في بداية الحياة السياسية لسورية الجديدة بعد سقوط سلطة الأسد، حيث سيكون عدد الأحزاب كبيراً ومن المناسب إقامة حوار يؤدي إلى رؤية سياسية أفضل، وتبني آليات عمل ناجحة” ، على حد وصفه
وحول موقف الحزب من مشروع الدولة المدنية، قال حمو “يتبنى (وعد) مشروع الدولة المدنية لسورية الجديدة، بمعنى أنها دولة وطنية دستورية تعتمد الوسائل الديمقراطية ويتساوى فيها أبناؤها بالحقوق والواجبات وتنفصل فيها السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، فهي ليست عسكرية يحكمها العسكر بانقلاب، وليست ثيوقراطية يحكمها رجال دين، بل دولة تحتكم إلى الدستور الذي سيكتبه أبناء سورية والذي سينعكس فيه تراثهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم واعتزازهم بقيمهم”، على حد تعبيره.
وكان حمو قد أكّد عند تأسيس الحزب أن (وعد) سيلتزم برنامجاً خاصاً به مستقل كلياً عن برنامج جماعة الإخوان المسلمين، وشدد على أنه سيسعى لتوطيد العلاقات مع التيارات السياسية السورية المعارضة اليسارية وغير اليسارية، وأشار إلى أن الحزب رافض للحكم الشمولي للأحزاب ويدعو للمشاركة وتداول السلطة بالآليات الديمقراطية
الأنروا: مخيم اليرموك يواجه “معاناة انسانية بالغة“
حذرت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأنروا) من ان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا يواجه “معاناة انسانية بالغة”، والاعلام السوري يقول إن “ارهابيين” يمنعون دخول المساعدات الى المخيم.
وكان 15 على الأقل من سكان المخيم – المحاصر من جانب قوات الحكومة السورية منذ سنة تقريبا بعد ان سيطر المتمردون السوريون على الاحياء المجاورة له – قد ماتوا منذ سبتمبر / ايلول الماضي نتيجة الجوع.
وقال كريس غونيس الناطق باسم وكالة الغوث إن المخيم يواجه نقصا خطيرا في الغذاء وان انعدام الادوية والعقاقير الضرورية تؤدي الى وفاة الامهات اثناء الوضع.
واضاف المسؤول الدولي “إن المعاناة البالغة للمدنيين في مخيم اليرموك تتفاقم باستمرار، إذ تردنا تقارير تتحدث عن انتشار سوء الامراض المتعلقة بسوء التغذية وغياب العناية الطبية حتى بالنسبة للذين يصابون في المعارك الدائرة حول المخيم والحوامل مما يؤدي الى وفاة الكثير من النسوة على وجه الخصوص.”
وقال “يعيش الكثير من سكان، بما فيهم الاطفال والرضع، ولوقت طويل، على الخضروات التالفة وعلف الحيوانات والتوابل المذابة في الماء.”
وقال إن سكان المخيم، من فلسطينيين وسوريين على حد سواء، يعيشون “معاناة انسانية بالغة في ظروف بدائية صعبة”، وحث الاطراف على السماح بوصول امدادات المواد الاغاثية الى المخيم.
وقال في هذا الصدد “على السلطات السورية والاطراف الاخرى السماح للمنظمات الانسانية بدخول المخيم بأمان.”
ولكن الاعلام السوري الرسمي يقول إن “عصابات ارهابية” منعت قافلة تحمل مساعدات لسكان المخيم البالغ عددهم 20 الفا من دخوله.
وقال التلفزيون السوري “منعت عصابات ارهابية في مخيم اليرموك دخول قافلة تحمل نحو 5 آلاف رزمة مساعدات مخصصة لسكان المخيم المحاصرين.”
واضاف “فتحت هذه العصابات النار لمنع القافلة من الدخول.”
وكان يسكن في مخيم اليرموك اكثر من 170 الف نسمة، ولكن معظمهم فروا منذ انتشار المعارك الى المخيم.
BBC © 2014
جبهة جديدة في حروب سوريا المتوالدة
جيمس رينولدز
بي بي سي ـ الحدود التركية السورية
يعيش العديد من السوريين في صدمة جراء التطورات الأخيرة التي تشهدها البلاد، واتساع نطاق المواجهات بين الجيش السوري الحر والدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة باسم “داعش” أحد فروع تنظيم القاعدة التي تقاتل في سوريا الآن.
ويعد الطبيب حسن شيخ عمر مدير مستشفى على الحدود بين سوريا وتركيا أحد من صدمهم الواقع السوري الحالي، إذ قال لـ بي بي سي :”ما حدث فاجأنا، فقبل عدة أيام بدأ القتال بين الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والمعارضة المسلحة.”
ويدير شيخ عمر المستشفى التي تعمل على جانبي الحدود في مدينة داركوش في شمال سوريا، حيث قام مقاتلو جبهة داعش المرتبطين بتنظيم القاعدة بتفجير سيارة مفخخة في نقطة تفتيش تسيطر عليها المعارضة الإثنين الماضي.
وقال الطبيب السوري :”عالجنا حوالي 70 مصاب في أعقاب تفجير السيارة المفخخة، وكان الجميع يكافح من أجل إنقاذهم، ولم يكن لدينا التجهيزات الطبية الكافية.”
والآن يواجه السوريون حربين الأولى بين الحكومة والمعارضة المسلحة، والثانية بين جماعات المعارضة بعضها البعض، ويقول عمر عن هذا :”نأمل أن يحارب الجميع العدو الحقيقي، وهو نظام بشار الأسد، الذي قتل شعبنا ودمر بلادنا.”
القتال بين جماعات المعارضة المسلحة أثر سلبا عل الحياة في تركيا، حيث أغلقت السلطات التركية المعبر الحدودي الرئيسي على الحدود مع سوريا بسبب القتال الدائر على الجانب الآخر من الحدود.
ويقف صف طويل من الشاحنات التركية يصل إلى عدة أميال في انتظار تفريغ البضائع عند المعبر، ويستخدم مقاتلو المعارضة هذه المنطقة للراحة من المعارك التي يخوضونها داخل الحدود السورية.
استهداف قادة الحر
وكشف أبو عزام أحد قادة الجيش السوري الحر أنه تعرض لمحاولة اغتيال على يد داعش، وقال :”مقاتلو داعش حاولوا قتلي، استهدفوني بسيارة مفخخة.”
ومن داخل غرفته بأحد فنادق مدينة هتاي التركية عرض أبو عزام فيديو له داخل سوريا، حيث كان يلقي خطابا في العشرات من مقاتلي الجيش السوري الحر، وأكد أن اثنين من الذين تظهر صورهم خلفه قتلوا الآن.
وخلال ما يقرب من ثلاثة أعوام كان أبو عزام ورجاله يحاربون عدوا واحدا رئيسيا وهو الحكومة السورية، لكنهم الآن يواجهون داعش أيضا.
واعترف القائد بالجيش الحر بأن تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام لديه الكثير من المخلصين، لكن قادتهم يرتكبون أخطاء.
وردا على سؤال هل محاربة الأسد أصعب أم محاربة داعش؟، قال على الفور “بالنسبة لنا محاربة داعش أصعب، لأننا عندما نحارب النظام فنحن مستعدون للموت ونكون سعداء، لكن عندما نحارب داعش فنحن نحارب إخواننا، لكننا يجب أن نحمي أنفسنا.”
وفي تسجيل صوتي ظهر الأسبوع الحالي، تعهدت داعش بعدم الاستسلام، كما حذرت جماعات المعارضة الأخرى بعدم إقامة نقاط تفتيش وإلا فأنهم سيتعرضون للمزيد من الهجمات، وهو ما يعني أن الحروب في سوريا تتضاعف.
BBC © 2014
المعارضة السورية تعقد أول اجتماع “موحد” قبل محادثات جنيف
قرطبة (أسبانيا) (رويترز) – التقت جماعات من المعارضة السورية بما في ذلك عدد من ممثلي المعارضة الإسلاميين لأول مرة في مدينة قرطبة الاسبانية يوم الخميس في مسعى للتوصل إلى أرض مشتركة قبل محادثات السلام المقرر إجراؤها في وقت لاحق من الشهر مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وبعد نحو ثلاث سنوات من الصراع تشرذمت المعارضة إلى جماعات متناحرة تدعمها قوى إقليمية مختلفة ويضغط الغرب من أجل تشكيل وفد موحد للمعارضة للمشاركة في اجتماعات “جنيف2” التي تبدأ يوم 22 يناير كانون الثاني.
ويشارك في اجتماعات قرطبة التي تستمر يومين أعضاء من الائتلاف الوطني السوري الذي يدعمه الغرب ومبعوثون من جماعات معارضة داخل سوريا لا يرفضها الأسد لأنها لا تطالب برحيله وهو نفس السبب الذي يفقدها ثقة عدد كبير من المعارضة السورية في المنفى.
وقال المعارض كمال اللبواني إن معظم الأطياف السورية ممثلة في اجتماع اسبانيا بل أن أحد أفراد الأمن السوري الذي يدعم الأسد يشارك في الاجتماع.
وأضاف أن ثلاثة أعضاء على الأقل من الجبهة الإسلامية جاءوا أيضا لحضور الاجتماع. وتضم الجبهة الإسلامية عددا من الألوية الإسلامية التي تمثل قطاعا عريضا من المقاتلين في الميدان وترفض سلطة الائتلاف الوطني.
وذكر اللبواني أن الخلافات بين الوفود عميقة جدا لدرجة يصعب معها تجاوزها في الاجتماع الذي يهدف إلى إقامة حوار بين تلك الوفود.
ويقول دبلوماسيون إن الاجتماع هو بمثابة إقرار بأن الائتلاف الوطني المنقسم الذي لم يقبل رسميا حتى الآن الدعوة لحضور مؤتمر جنيف2 يفقد نفوذه في الميدان وأن هناك حاجة لتكتل أشمل قبل محادثات جنيف.
وحضر اجتماع قرطبة أيضا مقاتلون من الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب.
وقال المنظمون إنه ليس لديهم قائمة كاملة بالحاضرين إذ جاءت بعض الوفود غير المتوقعة لحضور الاجتماع.
وقال ممثل من لواء الإسلام الذي يعمل مع الجبهة الإسلامية لرويترز إنه من بين المشاركين في الاجتماع ولكنه لم يكشف عن تفاصيل بخصوص دوره.
وقال المعارض فواز تللو أحد منظمي الاجتماع إن قرطبة تستعد منذ ثلاثة أشهر لاستضافة جميع أطياف المعارضة السورية للجلوس معا ووضع رؤية مشتركة.
وأضاف أن الاجتماع لا يتعلق بانتخاب قيادة أخرى أو تحديد الوفود المشاركة في جنيف.
وقال الشيخ محمد اليعقوبي المنتمي إلى المعارضة في بداية الاجتماع المقرر أن يستمر حتى مساء الجمعة “نجتمع هنا رغم الاختلاف في الآراء لنخرج بموقف موحد يمكن أن يذهب ببعض الشتات والتفرق الذي عصف بهذه الثورة وممثلي هذه الثورة.”
وسقطت سوريا في براثن الحرب الأهلية بعد اندلاع انتفاضة مناوئة لحكم عائلة الأسد الذي دام أربعة عقود في مارس آذار 2011.
وقتل ما يربو على مئة ألف شخص وفر أكثر من مليوني لاجئ إلى الخارج فيما نزح 6.5 مليون آخرون داخل سوريا.
من أوليفر هولمز
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)