أحداث الخميس 10 آب 2017
المعارضة تتوقع هجوماً ضخماً على جوبر
لندن، موسكو – «الحياة»
حذر «فيلق الرحمن»، أحد فصائل «الجيش الحر»، من هجوم بري ضخم للقوات النظامية لاستعادة حي جوبر، آخر معاقل المعارضة في ريف دمشق. وقال وائل علوان الناطق باسم «فيلق الرحمن» إن عناصره يستعدون للتصدي لهجوم وشيك للقوات النظامية والميليشيات المتحالفة معها على حي جوبر شرق دمشق، وذلك عبر محوري طيبة وعين ترما .
وأشار إلى أن القوات النظامية شنت خلال اليومين الماضيين حملة قصف هي الأعنف من نوعها على حي جوبر، في رد انتقامي على تكبد «الفرقة الرابعة» خسائر كبيرة خلال تصدي «فيلق الرحمن» لمحاولة اجتياح حي جوبر.
وكان «فيلق الرحمن» أعلن الإثنين مقتل أكثر من 20 عنصراً وجرح 80 وأسر عنصر من «الفرقة الرابعة»، إلى جانب تدمير 5 دبابات ومنصتي إطلاق صواريخ فيل، خلال محاولة التقدم على محور عين ترما في الغوطة الشرقية المجاورة لحي جوبر.
ويُطلق البعض على حي جوبر اسم «الثقب الأسود» أو «مثلث برمودا»، نظراً لارتفاع عدد قتلى القوات النظامية عند المحاولات المتكررة لاستعادة السيطرة عليه منذ نحو شهرين. ويقع حي جوبر شمال شرقي دمشق، وهو من أقرب الأحياء إلى ساحة العباسيين بدمشق، وملاصق لمنطقة الزبلطاني القريبة من أحياء باب توما والقصاع. ويعتبر حي جوبر بوابة الغوطة الشرقية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية، وعناصر «فيلق الرحمن»، على محور عارفة بحي جوبر ومحيط المتحلق الجنوبي، وسط غارات كثيفة نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في أطراف بلدة عين ترما، منذ صباح أمس. وقصفت القوات النظامية بنحو 9 صواريخ أطراف عين ترما. كما قصفت بقذائف عدة مناطق في أطراف بلدتي حوش الضواهرة والزريقية في منطقة المرج، بغوطة دمشق الشرقية.
إلى ذلك، قال «المرصد السوري» إن ما لا يقل عن 24 فصيلاً وكتيبة مقاتلة وإسلامية من الفصائل في محافظة دير الزور، أعلنت توحدها تحت اسم «لواء تحرير دير الزور». وجاء في نسخة من بيان موقّع بأسماء ممثلين عن الفصائل، أن أهداف التوحد هي: «تحرير محافظة دير الزور من القوى التي تسيطر عليها، ومنع أي قوى أخرى معادية للثورة من دخول المحافظة والاستيلاء عليها، ودعم القوى والفاعليات المدنية في مشروعها لإدارة المنطقة». وتقدمت القوات النظامية السورية وحلفاؤها في مساحات واسعة في ريف الرقة الجنوبي، لتصبح على مسافة كيلومترين من السيطرة على آخر مدينة في ريف الرقة تحت سلطة «داعش». ويأتي تقدم «قوات الاسد» بعد السيطرة الكاملة على ريف حلب الشرقي، وطرد «داعش» من المناطق المحيطة به وصولاً إلى مدينة الرصافة الاستراتيجية. وأفاد «موقع الإعلام الحربي» المقرب من «حزب الله» بأن «مفتاحاً آخر بات في يد الجيش (السوري) باتجاه الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور من الجهة الشمالية الغربية».
في موازاة ذلك، قصفت «قوات سورية الديموقراطية» مواقع في ريف حلب الشمالي يسيطر عليها الجيش التركي وفصائل متحالفة معه، وذلك رداً على قصف تركيا منطقة رافو التي يسيطر عليها عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية». ولم يتضح عدد قتلى القصف وجرحاه، وتزايدت المواجهات بين «سورية الديموقراطية» والقوات التركية في شمال سورية، منذ أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لن يسمح لعناصر «وحدات حماية الشعب» و «سورية الديموقراطية» ببناء مناطق حكم ذاتي على الحدود التركية.
القوات النظامية تتقدم في عين ترما وجوبر مستغلة اقتتال الفصائل
لندن- «الحياة»
أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية وحلفائها من جانب، وعناصر «فيلق الرحمن» من جانب آخر، على محور عارفة بحي جوبر ومحيط المتحلق الجنوبي، وسط غارات، بلغت 6، نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في أطراف بلدة عين ترما، منذ صباح أمس. وقصفت القوات النظامية بنحو 9 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض أطراف عين ترما. كما قصفت بقذائف عدة مناطق في أطراف بلدتي حوش الضواهرة والزريقية في منطقة المرج، بغوطة دمشق الشرقية. وأفاد «المرصد السوري» بأن قوات النظام قصفت بعنف بلدة كفربطنا الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، ما تسبب في مقتل 5 أشخاص، فيما أصيب 10 آخرون بجراح متفاوتة الخطورة. في حين قصفت قوات النظام بثلاث قذائف مناطق في مدينة دوما التي يسيطر عليها «جيش الإسلام» ومناطق في مدينة عربين التي يسيطر عليها «فيلق الرحمن»، بغوطة دمشق الشرقية.
وتشهد غوطة دمشق الشرقية استهدافها بالقصف المدفعي والجوي من جانب قوات النظام، بعد هدوء ساد مناطقها خلال ساعات الليلة الماضية.
وعلم «المرصد السوري» أن قوات النظام استهدفت أطراف بلدة عين ترما من جهة شرق دمشق وجوبر ودوما، بعد ساعات هدوء تخللته اشتباكات متقطعة بين قوات النظام، وعناصر «فيلق الرحمن». وتمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في مبانٍ كانت في منطقة تقاطع النيران وأخرى كان يسيطر عليها عناصر «فيلق الرحمن».
لا يزال الوضع في غوطة دمشق الشرقية صعباً للغاية، على رغم بدء تطبيق «خفض التوتر». وتتضارب معلومات صادرة عن أطراف النزاع المستمر في الغوطة الشرقية منذ نيسان (ابريل) الماضي بين «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) و «حركة أحرار الشام الإسلامية» من جهة و «فيلق الرحمن» و «جيش الإسلام» من جهة أخرى. وأفاد «جيش الإسلام» الثلثاء بأن مسلحيه سيطروا على كتل واسعة من مزارع الأشعري، علاوة على مسجد ومدرسة في المنطقة، ويلاحقون فلول «جبهة النصرة» لـ «تخليص الغوطة الشرقية وأهلها من شر هذا التنظيم وخبثه».
في غضون ذلك، أعلن «فيلق الرحمن» عن شنه هجوماً على مواقع لـ «هيئة تحرير الشام» وحركة «أحرار الشام» المتحالفة معها، في بلدات كفربطنا وعربين ومديرا. وأكد نشطاء سوريون أن اشتباكات عنيفة تدور في محاور داخل مديرا، إذ تحاول «أحرار الشام» إحراز تقدم وتطالب «الفيلق» بتسليم المنشقين وإعادة أسلحتهم.
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصادر محلية قولها إن جولة جديدة من الاقتتال في الغوطة بدأت مطلع الأسبوع الجاري بانشقاق حوالى 250 عنصراً من «أحرار الشام» وانضمامهم إلى «فيلق الرحمن»، مما دفع «النصرة» إلى شن هجوم على مقرات «الفيلق» لإخراجه من كفربطنا.
وذكر النشطاء أن مسلحي «هيئة تحرير الشام» أطلقوا النار على مئات المواطنين الذين خرجوا إلى شوارع في محيط مدينة عربين احتجاجاً على وجود «هيئة تحرير الشام» في المنطقة، من دون ورود أنباء عن خسائر بشرية.
في الوقت ذاته، لا تزال الخلافات بين «الحليفين» قائمة. إذ كذّب «فيلق الرحمن» تصريحات «جيش الإسلام» في شأن وجود تنسيق بينهما، متهماً «جيش الإسلام» باستغلال مواجهاته مع «هيئة تحرير الشام» لبدء التقدم في منطقة الأشعري، خلافاً لوعوده السابقة.
واستفادت القوات النظامية السورية من الوضع الذي يسود المنطقة لمتابعة تقدمها إلى مواقع لـ «النصرة» بحي جوبر ومنطقة عين ترما غير المشمولين باتفاق الهدنة، إذ استعادت القوات النظامية سيطرتها، بعد تمهيد صاروخي وجوي مكثف، على القطاع الأوسط والأبنية المرتفعة في عين ترما وعدة كتل موازية لطريق زملكا-جوبر، إضافة إلى عدد من الكتل على محور دوار المناشر وجحا في عمق حي جوبر، وفق ما ذكرت صحيفة «الوطن».
وعلم «المرصد» من مصادر متقاطعة أن عملية تبادل أسرى أجريت بين «جيش الإسلام» والمسلحين الموالين للنظام، حيث أفرج عن 4 أسرى لدى قوات النظام بينهم قيادي في «جيش الإسلام»، مقابل الإفراج عن 3 أسرى لدى «جيش الإسلام» يعتقد أنهم من عناصر «حزب الله» اللبناني. ووثق «المرصد» إطلاق «النصرة» النار على تظاهرة خرجت في منطقة عربين، طالب فيها مئات المتظاهرين بخروجها من منطقة عربين والغوطة الشرقية. وتعد هذه ثاني تظاهرة يطلق عناصر «النصرة» النار عليها في الغوطة الشرقية.
الأردن استضافت محادثات إسرائيلية أمريكية روسية سرية حول سوريا
القنص والألغام يعيقان تقدم الأكراد في الرقة… وجيش العشائر يسلم مواقعه للنظام في ريف السويداء
عواصم ـ «القدس العربي» ـ من وديع عواودة وعبد الرزاق النبهان ووكالات: كشفت مصادر لصحيفة « هآرتس « أن إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا، أجرت الشهر الماضي، سلسلة من اللقاءات السرية في عمان وإحدى العواصم الأوروبية في موضوع اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا. من جهة أخرى سلم جيش العشائر مواقعه لقوات النظام السوري وانسحب باتجاه الأراضي الأردنية في ريف السويداء الشرقي دون إبلاغ الفصائل الأخرى بذلك، بينما قتل 29 مدنياً بينهم 14 طفلاً على الأقل جراء غارات للتحالف الدولي بقيادة أمريكية استهدفت مدينة الرقة السورية خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وذكرت مصادر إسرائيلية رفيعة وشخصيات دبلوماسية غربية لـ»هآرتس» أمس إنه خلال اللقاءات التي سبقت إعلان روسيا والولايات المتحدة عن اتفاق وقف إطلاق النار، قدمت إسرائيل تحفظات كثيرة، وأوضحت أن القوتين العظميين لا توليان الأهمية الكافية لإخراج القوات الإيرانية من سوريا. وقالت المصادر إن دبلوماسيين وجهات أمنية من الدول الثلاث شاركت في تلك اللقاءات. وبعد أيام عقد لقاء مشابه بين ممثلي إسرائيل وأمريكا وروسيا في إحدى العواصم الأوروبية. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع أن اللقاء في أوروبا تم على مستوى أعلى من لقاءات عمان، وإن إسرائيل عرضت خلال هذا اللقاء أيضا تحفظاتها بشأن وقف إطلاق النار في جنوب سوريا.
من جهة أخرى وليس بعيداً عن الأردن أكد ناشطون في ريف السويداء الشرقي جنوب سوريا، لـ»القدس العربي»، أن جيش العشائر، أحد الفصائل التابعة للمعارضة السورية المسلحة، قام بتسليم مواقعه للنظام السوري، وانسحب منها في اتجاه الأراضي الأردنية، مما أدى إلى سيطرة قوات النظام عليها. وأكد الناطق الإعلامي باسم «جيش أسود الشرقية» سعد الحاج، أن فصيل أحرار العشائر انسحب من مواقع هناك.
وفي تطورات معارك الرقة والضحايا المدنيين ووفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس فإن الغارات التي نفذها التحالف الدولي على مدينة الرقة تسببت بمقتل 29 مدنياً على الأقل، بينهم 14 طفلاً وتسع نساء خلال 24 ساعة. وأشار المرصد إلى أن بين القتلى «14 شخصاً من عائلة واحدة» حيث تواجه «قوات سوريا الديمقراطية»، والتي يشكل الأكراد الثقل الأساسي فيها، التي تتقدم ببطء داخل المدينة مقاومة شرسة من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» في الدفاع عن معقله الأكبر معتمداً على كثافة الألغام وقناصة محترفين، وفق ما أكدته المتحدثة الرسمية باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد. التي ذكرت في تصريحات لوكالة فرانس برس ليل الثلاثاء من مدينة عين عيسى الواقعة على بعد أكثر من خمسين كيلومترا من مدينة الرقة «تستمر قواتنا في التقدم داخل الرقة ولكن بشكل بطيء».
رغم هدنة جنوبي سوريا.. لاجئون يرفضون العودة من شمالي الأردن
إربد- ليث الجنيدي: بعد إعلان الهدنة في جنوب غربي سوريا راود اللاجئين السوريين في الأردن الأمل في العودة إلى بلدهم بعد سنوات من اللجوء، لكنه أمل تبدد سريعا؛ جراء الخروقات اليومية لهذه الهدنة، وفق عدد من هؤلاء اللاجئين.
وفي التاسع من يوليو/ تموز الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين قوات النظام وقوات معارضة جنوب غربي سوريا، بفضل اجتماعات غير معلنة، استمرت على مدار أشهر، بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأردن.
غبر أن آلة الحرب لم تصمت طويلا، إذ تعرض العديد من مناطق الهدنة لسلسة خروقات من قبل قوات النظام السوري، عبر استهداف العديد من الأحياء في محافظة درعا، المجاورة للمملكة الأردنية.
ووفق أحدث إحصائية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن اللاجئين السوريين من محافظة درعا (جنوبي سوريا) هم الأكثر تسجيلاً في الأردن بعدد 275 ألف و558 لاجئا من أصل 657 ألفا و334 لاجئا سوريا في المملكة.
** قذائف يومية
الأناضول استطلعت آراء لاجئين سوريين يعيشون في المناطق الشمالية من الأردن بشأن مدى رغبتهم في العودة إلى بلدهم، في ظل هدنة هشة، يهز دوي صوت قذائفها بيوت القرى الأردنية القريبة من الجارة الشمالية (سوريا).
محمود الحايك (39 عاما)، من مدينة طفس غربي درعا، قال: “أتمنى العودة إلى بيتي في سوريا، لكن في أمن وأمان، وليس كما هو الحال الآن في ظل أصوات القذائف الذي نسمعه يوميا”.
وأضاف اللاجئ السوري: “أبنائي يتوسلون إلي بشكل يومي ألا نعود إلى هناك، فالحرب مرعبة ولا نريد أن نموت”.
ومضى الحايك قائلا: “لا أحد يريد أن يبق مشتتا وبعيدا عن بيته ووطنه، لكن الظروف لا تسمح بذلك، ورغم كل ذلك نتمنى الوصول إلى حل اليوم قبل الغد كي نعود إلى سوريا”.
** لا أمن مع بشار
“إذا توفر الأمن والأمان”، وفق بسام أحمد (50 عاماً)، من مدينة داعل شمالي درعا، “سنعود إلى بلدنا دون أي تفكير”.
أحمد مضى قائلا للأناضول: “فلا أحد يتمنى أن يبق بعيداً عن مسقط رأسه وجيرانه وأهله ومدرسته وطفولته، وحياته التي أمضاها بحب وود مع الجميع.. لا يعقل أن يفضل أي سوري في أي بلد كان أن يكون بعيدا عن بلاده التي يحبها”.
وذهب أحمد طلب (43 عاماً)، من مدينة جاسم شمال غربي درعا، إلى أنه “ما دام (بشار) الأسد (رئيس النظام السوري) موجوداً، فليس هناك أمن ولا أمان، وبالنسبة لي لن أعود إلا إذا أجبرت على ذلك”.
ومنذ عام 2011 تطالب المعارضة السورية بتداول السلطة، التي ورثها بشار، في يوليو/ تموز200، إثر وفاة والده الرئيس حافظ الأسد (1971– 2000)، وهو ما رد عليه بشار عسكريا، فاندلعت حرب أودت حتى الآن، وفق منظمة الأمم المتحدة، بحياة مئات الآلاف، أغلبهم مدنيين، وتسببت في نزوح ولجوء ملايين السوريين من أصل أكثر من 17 مليون نسمة، إضافة إلى دمار مادي ضخم.
** ظروف العودة
وحول إمكانية عودة اللاجئين السوريين من الأردن إلى سوريا، قال المقدم نجم أبو المجد، القيادي في الجبهة الجنوبية (الجيش السوري الحر المعارض): “لا شك بأن عموم السوريين ينتظرون أن تضع الحرب أوزارها ليعودوا إلى وطنهم من أجل إعادة البناء والإعمار”.
وتابع أبو المجد، في اتصال هاتفي مع الأناضول، أن “موضوع الهدن يمثل بارقة أمل لهم، وخطوة نحو تحقيق حلمهم بسقوط الطاغية (يقصد بشار) وإطلاق المعتقلين من السجون، وأن يعيشوا حياة عز وفخار دفعوا ثمناً غالياً من أجلها”.
وزاد بأن “التفاهمات في الجنوب والغوطة وريف حمص وصولا إلى الشمال تمثل خطوة في هذا الاتجاه، لكن اتفاقات وتفاهمات وقف التصعيد لا يمكن أن تآخذ شرعيتها، إذا لم تتوفر الإرادة من الجميع، طرفي الصراع وكذلك الدول الراعية للوصول إلى قرار دولي، تحت سقف الأمم المتحدة”.
ووصف أبو المجد مسألة عودة اللاجئين بأنه “حلم قارب على التحقق مع اتفاقات وقف التصعيد.. السوريون خرجوا من بيوتهم بالملايين؛ خوفاً من بطش وظلم النظام، وبحثاً عن الأمان”.
واعتبر أنه “لا يمكن أن نتحدث اليوم عن عودة اللاجئين، إذا لم تتوفر لهم شروط الحياة كلها، وخاصة الأمان”.
وشدد القائد العسكري على أنه “يجب أن يتحقق وقف إطلاق نار على امتداد الأرض السورية بقرار دولي، وكذلك تطهير سوريا من الإرهاب، المتمثل في تنظيم داعش”.
وأكد على ضرورة أن “يتزامن ذلك مع انتقال سياسي ينطلق من سوريا كاملة غير مجزأة، مع حملة إعادة إعمار، فمعظم مناطق سيطرة الجيش الحر تحتاج لكل مقومات الحياة.. لا توجد بنية تحتية، فقد دمرها النظام خلال سبع سنوات من الحرب”.
ومضى قائلا: “يوجد أكثر من 7 ملايين منزل مدمر أو غير قابل للسكن، إضافة إلى مئات المشافي وآلاف المدارس المدمرة.. والحديث اليوم عن عودة السوريين بعيد عن الواقع قبل تحقيق ما تقدم”.
ويرتبط الأردن مع جارته الشمالية سوريا بحدود طولها 375 كلم، مما المملكة من أكثر الدول استقبالاً للاجئين السوريين بعدد يصل إلى 1.3 مليون، نصفهم يحملون صفة “لاجئ”، في حين يتواجد الباقون في الأردن منذ قبل عام 2011، بحكم روابط النسب وعلاقات التجارة. (الأناضول)
«لواء تحرير دير الزور»… اندماج جديد لفصائل معارضة بهدف تحرير المحافظة
حلب – «القدس العربي»: أعلنت عدة فصائل عسكرية تابعة للمعارضة السورية المسلحة من أبناء محافظة دير الزور في شمال شرقي سوريا، الاندماج ضمن كيان عسكري موحد تحت مسمّى «لواء تحرير دير الزور»، وذلك بهدف السيطرة على المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وجاء في بيان وصلت لـ»القدس العربي» نسخة منه، إن التشكيل الجديد جاء «استجابة للاستحقاق الوطني والثوري الذي تفرضه الظروف والتحديات الراهنة والقادمة التي تواجه محافظة دير الزور، وإصراراً منا على تحرير أرضنا من براثن النظام وداعش، فقد بادرنا نحن الفصائل الثورية في مدينة دير الزور الموقعين أدناه إلى الاتحاد والاندماج في تشكيل عسكري واحد باسم (لواء تحرير دير الزور)، وتحت راية الثورة بقيادة عسكرية واحدة».
وأشار البيان إلى أن الهدف من التشكيل الجديد هو تحرير محافظة دير الزور من القوى التي تسيطر عليها، ومنع أي قوى أخرى معادية للثورة السورية من محاولة دخولها والاستيلاء عليها، وذلك في إشارة إلى ما تسمى «قوات سوريا الديمقراطية» التي تتزعمها ميليشيا «الوحدات الكردية» وميليشيات الشيعية التي تديرها إيران.
وأكد على ضرورة دعم القوى والفعاليات الثورية في مشروعها لإدارة المحافظة، والاستعداد التام للعمل والتنسيق مع القوى العسكرية الثورية كافة والسعي للاندماج الكامل معها ضمن جيش تحرير وطني، والتزام التشكيل الجديد بأهداف الثورة وقيمها، وكذلك التزامه بالانضباط العسكري، والقيام بواجباته على أكمل وجه.
وفي السياق ذاته قال الصحافي في شبكة فرات بوست صهيب جابر: إنه منذ أيام وصل عدد من القياديين المنتدبين من قبل فصائل المعارضة المقاتلة في البادية السورية إلى مدينة شانلي أورفا التركية، بقصد الاجتماع مع وجهاء من دير الزور وتأسيس لجنة سياسية عسكرية، هدفها حشد المزيد من أبناء المحافظة لإرسالهم لقتال ميليشيات النظام وتنظيم داعش، وتحديد نقطة انطلاق مناسبة لبدء معركة تحرير محافظة ديرالزور. وأضاف أن الاجتماع تضمن لقاءات واتصالات مع قادة المعارضة،حيث تم الاتفاق على آلية عمل للفترة القادمة، ثم تفاجأنا جميعنا في اليوم التالي بانتشار كم هائل من البيانات التي تعلن عن تشكيلات عسكرية وسياسية معظمها «وهمية» لا تسمن ولا نغني من جوع.
وحسب جابر فإن هذه البيانات التي تلت الاجتماع الأول، ما هي إلا محاولة لتلميع صورة من تقاعسوا طيلة الفترة الماضية عن التحرك «الفعلي» لإنقاذ أبناء المحافظة، واكتفوا بإصدار «البيانات الفيسبوكية»، في حين كان أبناء ديرالزور يقتلون يومياً على مرأى ومسمع منهم.
وهو يعتقد أن هذه الإعلانات تهدف إلى إفشال الاجتماع الأول الذي حضره قادة على الأرض، والمزايدة على وطنيتهم، وإفشال مساعيهم، لأجل احتكار السلطة فقط، كما كان هؤلاء المتقاعسون يفعلون عندما كانت زمام الأمور بأيديهم، ثم اجتثتهم داعش، بعد أن تقاعسوا أيضاً حينها عن الدفاع عن ديرالزور، واكتفوا بالتترس في مقارهم في أحياء المدينة.
وأشار إلى أن أكثر من 86 ألف مدني محاصرون في مدينة ديرالزور يقتلهم الجوع ونقص الراعية الطبية، وقذائف داعش والتحالف الدولي وطيران النظام والطيران الروسي، وأكثر منهم أيضاً في مناطق نفوذ تنظيم داعش الذي أصدر مؤخراً قراراً يقضي بالتجنيد القسري، وأمعن بقتله لأهالي المحافظة المنسية، ولا زلنا نصدر البيانات ونشجب ونستنكر.
وأضاف في ظل كل هذه الأحداث والمعطيات، لا يزال أعضاء المعارضة السياسية في الائتلاف ولجنة المفاوضات، الذين ينتمي معظمهم لمحافظة ديرالزور، يراقبون الوضع ويتأسفون، ويماطلون بمفاوضات خرقاء والمزيد من الهدن التي لم تشمل حتى ديرالزور، أو على الأقل وقف استهداف أهلها.
وأكد إن المبادرات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان «إنقاذ أبناء ديرالزور» ولكن عند التدقيق على خلفيات مطلقي تلك المبادرات، لوحظ أيضاً أنها في المعظم كانت محاولات لتلميع وإبراز شخصيات وإذاعات ووسائل إعلام ووزراء وأمراء وقياصرة …إلخ
وشدد على أن من يريد خيراً لدير الزور، و يريد تحريرها فعلياً، والحفاظ على أرواح أبنائها، فعليه بالأرض والدخول إلى سوريا، وأي شيء سوى ذلك لا أهمية له، فتحرير المحافظة لا يكون انطلاقاً من مقاهي أورفا وعينتاب، وإنقاذ أرواح أبنائها لا يكون بحملات ومبادرات «إعلامية» بس بتطبيق هذه المبادرات على أرض الواقع.
الجدير بالذكر أن تنظيم «الدولة» يسيطر على معظم محافظة دير الزور، باستثناء بعض الأحياء في المدينة، بالإضافة إلى مطارها العسكري، حيث تسعى قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات شيعية وأجنبية للوصول إليهما وفك الحصار عن قواتها وتوسيع رقعة سيطرتها في محافظة دير الزور، وذلك على حساب تنظيم الدولة الإسلامية.
جيش العشائر يسلم مواقعه لقوات النظام السوري وينسحب في اتجاه الأراضي الأردنية
عبد الرزاق النبهان
حلب – «القدس العربي»: أكد ناشطون في ريف السويداء الشرقي جنوب سوريا، «للقدس العربي»، إن جيش العشائر إحدى الفصائل التابعة للمعارضة السورية المسلحة، قام بتسليم مواقعه للنظام السوري، والانسحاب منها باتجاه الأراضي الأردنية، مما أدى إلى سيطرة قوات النظام عليها.
وأعلن الناطق الإعلامي باسم جيش أسود الشرقية التابع للمعارضة السورية «سعد الحاج»، أن فصيل أحرار العشائر انسحب من مواقع عدة بريف السويداء الشرقي دون ابلاغ الفصائل الأخرى بذلك.
وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»: أن جيش العشائر انسحب من مناطق تل أسدي، تل جارين، تل الرياحين وبئر الصابوني، بمساحة تقدر بنحو 100 كم باتجاه الأراضي الأردنية، لافتاً إلى استعادة الفصائل لقسم من تلك المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام.
وأشار إلى أن المعارك بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام لا تزال مستمرة في محاور عدة من البادية السورية منها محروثة والفكة بعمق البادية وفي ريف السويداء الشرقي عبر محور سد الزلف ومحيطها، معتبرًا أن النظام السوري والمليشيات الطائفية المساندة له لولا الطيران الحربي والقصف المتواصل لم استطاعت التقدم شبراً واحداً.
ونوه الحاج إلى أن الحملة العسكرية التي بدأها النظام على البادية السورية تعتبر الأولى والأكبر على هذه المناطق وذلك منذ بداية الثورة السورية، حيث لم تكن هذه العمليات ومحاولات التقدم لهذه المناطق موجودة أثناء سيطرة تنظيم الدولة عليها قبل عامين نتيجة المصالح المشتركة بينهما، حيث كان التنظيم يبيع النفط للنظام السوري بينما النظام كان يسهل عبور مقاتلي داعش إلى منطقة حوض اليرموك في درعا والتي يسيطر عليها التنظيم فيها، وفق قوله.
في حين قال عضو شبكة السويداء 24 نور رضوان لـ «القدس العربي»: إن جيش أحرار العشائر سلم جثماني قتيلين من قوات النظام سقطا خلال المواجهات بين الطرفين في البادية في وقت سابق، وهما «يامن هلال مرشد» و»نضال الخطيب» اللذان يتبعان للحزب القومي، حيث أن جيش العشائر كان قد عرض صورهما على مواقعه ليتم تسليمهما للنظام في ظروف غامضة مساء الثلاثاء.
وأضاف، أن مواجهات شرسة كانت قد بدأت الجمعة الفائت واستمرت امس بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام والمليشيات المساندة لها في بادية السويداء على محاور عدة في شمال شرق، وجنوب شرق سد الزلف.
وأشار رضوان إلى انه في اليوم الأول والثاني من المواجهات كان هناك تقدم لفصائل المعارضة في مناطق عدة أبرزها بئر الشعاب وراصد الشعاب وتل الحربية حيث قتل وجرح العديد من عناصر النظام، الذين تم توثيقهم «مرهف مزيد محاسن و»عبادة ناصيف حسن» و يامن هلال مرشد» و»نضال الخطيب» إضافة إلى سبعة جرحى من ميليشيا جمعية البستان من مدينة صلخد، حيث اتهمت عناصر هذه المليشيا قوات النظام بخيانتها لهم وانسحابها من بعض النقاط.
ولفت إلى أن قوات النظام تمكنت بشكل مفاجئ من استعادة النقاط التي خسرتها خلال اليومين الماضيين، بل وتقدمت في نقاط أخرى بمحيط الزلف من بينها تل أسدي وتل جارين وبئر الصابوني.
يشار إلى أن جيش أسود الشرقية، وجيش أحرار العشائر، التابعين للمعارضة السورية المسلحة كانا قد سيطرا على قرى عديدة في شمال شرقي السويداء في أواخر شهر آذار/مارس الماضي، بعيد انسحاب تنظيم الدولة منها، فيما حاولت قوات النظام والمليشيات الموالية لها اقتحام هذه القرى مرات عدة خلال شهرين (أيار/مايو)، و(حزيران/يونيو) الماضيين، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، لتعود قوات النظام وتسيطر على جميع قرى ريف السويداء الشمالي الشرقي مطلع شهر تموز/ يوليو الماضي، عقب انسحاب جيش أسود الشرقية وجيش أحرار العشائر آنذاك في اتجاه عمق البادية السورية والحـدود الأردنية.
مشروع فصائل دير الزور بالحصول على دعم أمريكي لمواجهة النظام صعب التحقق.. والتوازنات العشائرية حاضرة بقوة
وائل عصام
غازي عنتاب – «القدس العربي» : سلسلة من الاجتماعات واللقاءات عقدها شيوخ وقادة فصائل من دير الزور، بعدما اصبحت محافظتهم مهددة اكثر من اي وقت مضى بهجوم وشيك من قوات النظام، ففي مدينتي الريحانية واورفة بتركيا حيث يقيم الكثير من ابناء دير الزور، تتوالى اللقاءات بين ممثلين عن بعض الفصائل العسكرية المرتبطة بالبرنامج الامريكي لمحاربة تنظيم الدولة، ونتج عنها في الايام الاخيرة اصدار بيانين.
البيان الاول وقع عليه اكثر من مائة شخصية مؤيدة لفصيل مغاوير الثورة بقيادة المقدم مهند الطلاع، منهم العميد زاهر الساكت وشخصيات عشائرية اخرى ، يدعم مشروع اقامة قاعدة عسكرية في مدينة الشدادي شمال شرق دير الزور،بدعم امريكي، في سبيل استخدامها كمركز انطلاق للهجوم على المدينة والاستحواذ عليها قبل وصول قوات النظام لها.
اما البيان الثاني فقد صدر بعد اجتماع عسكري ضم اربعة فصائل من دير الزور ، اهمها مغاوير الثورة للطلاع، وخصمه فصيل اسود الشرقية بقيادة طلال السلامة، وخرج البيان بمضمون مشابه للبيان الاول لكن برؤية عسكرية مختلفة تدعو لانطلاق الهجوم من منطقة البادية جنوب دير الزور حيث نقطة التنف الحدودية.
وعلى الرغم من صدور تصريحات من متحدثين عسكريين لهذه الفصائل ترفض نتائج هذه الاجتماعات ، بسبب اختلافات بين قادة هذه الفصائل وبالذات بين القياديين مهند الطلاع المدعوم امريكيا، وطلال السلامة (ابوفيصل) الذي كان مرتبطاً بجبهة الاصالة والتنمية المدعومة من اخوان الكويت، ويتلقى حالياً دعماً من غرفة الموك ، وتجمعهما علاقة متوترة وتنافسية منذ ايام الثورة الاولى في دير الزور، الا ان القلق من نتائج سقوط المدينة بيد النظام ما زال يهيمن على هذه التجمعات والفعاليات، التي تسعى للحصول على دعم امريكي، يمكنها من الوصول لمدينة دير الزور قبل النظام.. هذا ما يتم تداوله نظريا على الاقل ، لكن من الناحية العملية تبدو هذه الافكار صعبة التحقيق على ارض الواقع ، لعدة اسباب تضاف للخلافات بين الفصيلين الابرز في هذا التجمع ، اسود الشرقية ومغاوير الثورة، أولها ان دير الزور تقع في منطقة نفوذ استراتيجي للنظام السوري وداعميه،ولن يكون من السهل على الامريكيين الزج بقوات موالية لهم لمنافسة النظام على دير الزور، في ضوء الترتيبات بين الامريكيين والروس القاضية بعدم الاصطدام او التعارض بين العمليات المدعومة امريكيا شمال سوريا والعمليات المتواصلة للنظام وحلفائه في باقي المناطق السورية، ولا تبدو الولايات المتحدة راغبة ولا حتى قادرة على الدخول بصراع على النفوذ في سوريا مع ايران والنظام السوري ومن ورائهم روسيا، ولعل ما حصل في التنف الحدودية ابلغ مثال على ذلك، حيث توقف العمليات المدعومة الامريكية عند نقطة التنف امام تقدم لقوات النظام على الحدود، رغم ان طلال السلامة نفسه، قائد اسود الشرقية كان قد صرح قبل شهرين انه تلقى دعما امريكيا متزايدا ولن يسمح لقوات النظام بفتح طريق بغداد دمشق، وهو ما تم فعلا بعد ان تجاوزت قوات النظام معسكرهم في التنف وسيطرت على باقي الحدود حتى وصلت لجنوب البوكمال بنحو خمسين كيلومتراً، فكيف يمكن لهذه الفصائل الانطلاق من البادية شمالاً باتجاه دير الزور وهي فشلت اصلا قبل عدة اسابيع من التوسع من نقطة التنف نفسها نحو البادية، رغم الدعم الامريكي ، وعجزت عن خرق طوق الميليشيات الشيعية والنظام لاكمال خطتها المعلنة انذاك بالوصول الى مدينة البوكمال الحدودية؟! ويقول سهيل المصطفى الناشط والصحافي السوري الذي غطى معارك دير الزور منذ بدايات الحراك، يقول إنه يستبعد نجاح هذه الخطة، لعدم صدق الأمريكيين الذين يتعاملون مع جميع الاطراف على أنهم أدوات لتحقيق أهدافها ومصالحها، حسب تعبيره، ويضيف الصحفي المنتمي لمدينة دير الزور في حديث للقدس العربي « النظام سيستعيد ديرالزور عاجلاً أم آجلاً، والوعود التي تعطيها امريكا لحلفائها أو الساعين للتحالف معها وعود «خلبية»، أما المنخرطون بهذا المشروع فمعظمهم كان سابقاً يرفض التعامل مع أمريكا، ولكن بعد الأحداث الأخيرة واقتراب قوات النظام و قسد من حدود ديرالزور الإدارية، غيروا قناعاتهم وعملوا بمبدأ آخر العلاج الكي، والغريق يتعلق بقشة كما صرح لي أحد الموقعين على البيان».
ولا ننسى ان الامريكيين اعلنوا قبل ايام ، انهم طردوا احد الفصائل التابعة لبرنامجهم بعد ان هاجمت قوات النظام قرب هذهرالمنطقة بقلب البادية السورية ..فهذه الفصائل تعتمد على حليف امريكي هو لا يرغب اصلاً بالصدام مع النظام، وان كان العرض الذي تقدمه هذه الفصائل يقضي صراحة بمهاجمة تنظيم الدولة في مدينة الدير دون التصادم مع النظام ، الا ان هذا يعني ايضا التصادم مع النظام بالاستحواذ على منطقة تقع ضمن نفوذه ، خاصة ان النظام لا يفرق بين الفصائل المدعومة امريكيا او الجهادية ما دامت تتحدى سلطته على الاراضي ، بل ان التدخل الروسي حين بدأ بقصف جوي قبل اكثر من عامين، تركز بداية على فصائل خاضعة لبرنامج الدعم الامريكي في ادلب وريف اللاذقية،وتواصل على نفس هذا الصنف من الفصائل المرتبطة بالدعم الغربي في حلب المدينة قبل السيطرة عليها، فلماذا سيترك النظام دير الزور بايدي فصائل موالية للامريكيين بينما هاجم حلب واستعادها ومعظمها كانت خاضعة لفصائل حليفة للولايات المتحدة ؟!
ومن هنا نأتي لعامل اخر يضعف من احتمالية تطبيق خطط الفصائل بالوصول لدير الزور قبل النظام، وهو ان هذه الفصائل هزيلة التكوين العسكري وضعيفة التمثيل الاجتماعي، كما يؤكد الشيخ عمار الحداوي احد وجهاء قبيلة العكيدات ، والذي يضيف موضحا « انه من الصعب الان جمع القوى الفاعلة في دير الزور لانجاز خطة انقاذ ، هناك انقسامات عديدة، واذا كنا لا نريد دخول النظام، ولا نريد التعاون مع الاكراد في قوات مشتركة، فستكون مهمتنا صعبة بالتفاهم مع الامريكيين بمعزل عن حلفاءهم الكرد والروس داعمي النظام « .وتبدو قدرة هذا الفصائل على مواجهة تنظيم الدولة محدودة، وقد حاولت بالفعل احدى هذه المجموعات المدعومة من البنتاغون وتدعى «جيش سوريا الجديد» من التقدم قبل عام من الان نحو البوكمال ، ولكن سرعان ما انسحبت سريعا امام تنظيم الدولة بعد يومين من المواجهات ، وهذا ما ادى لحل هذا الفصيل وتشكيل هذه الفصائل الجديدة كمغاوير الثورة، ونقلت حينها صحيفة واشنطن بوست الامريكية عن مسؤول بوزارة الدفاع الامريكية ان قواته حاولت تأمين غطاء جوي لجيش سوريا الجديد بعد تعرضه لهجوم تنظيم الدولة قرب البوكمال ، لكنهم تركوا وحيدين لاحقا بعدما توجهت الطائرات الامريكية لقصف قافلة لتنظيم الدولة منسحبة من الفلوجة، واسر تنظيم الدولة ١٤ مقاتلا منهم ، وقالت حينها وسائل اعلام غربية ان الامريكيين حولوا هذه القوات لفئران تجارب امام قوات تنظيم الدولة المدربة جيدا على معارك الصحراء والبادية السورية ، وفي كل المعارك التي واجهت فيها قوات خالصة من العرب السنة تنظم الدولة كانت بدعم عسكري ومالي غربي ، وفي معظم الحالات استغرقت زمنا طويلا لتحقيق سيطرة على عدة بلدات صغيرة رغم الدعم الجوي الغربي كما حصل مع قوات درع الفرات المدعومة تركيا، التي احتاجت لنحو ستة شهور للسيطرة على قرى صغيرة ومدينة صغيرة كبلدة الباب، بينما نجح الاكراد بتحقيق تقدم اسرع شمال سوريا ، بقواتهم التي ضمت اعدادا من العناصر من القرى العربية الذين تم تجنيد بعضهم اجباريا.وتتحدث بعض الفصائل في دير الزور، عن فكرة الانضمام لقوات قسد والتعاون معها بتنسيق امريكي للهجوم على دير الزور ، خاصة ان عدداً من ابناء عشائر دير الزور هم ايضا منضوون ضمن المجموعات العربية الموالية للاكراد في قسد، وهنا يوضح الصحفي سهيل المصطفى قضية انخراط بعض العشائريين من الدير مع القوات الكردية والنظام ايضاً، فيقول « ثمة احتمال يجري الحديث عنه، وهو إقامة تحالف عسكري بين هذه الفصائل مع قسد برعاية أمريكية لزج الفصائل العربية في مقدمة قوات قسد شمال ديرالزور، وربما سيتم تقاسم ديرالزور جغرافيا فتصبح منطقة الجزيرة تحت سيطرة تلك الفصائل مع قسد ،وتصبح منطقة الشامية تحت سيطرة قوات النظام وميليشياته ، فأعدادا كبيرة من عشيرتي (البوسرايا) التي تنتشر في ريف ديرالزور الغربي والبقارة التي تنتشر في ريف ديرالزور الشمالي قد انضموا لقوات قسد، كما ان الآلاف من عشيرة الشعيطات المحسوبة على قبيلة العقيدات يقاتلون في صفوف وميليشيات قوات النظام،هذه التركيبة العشائرية يراد منها ان تسهل لكلا الطرفين (قسد والفصائل) بدخول الريف الشمالي والغربي دون مقاومة تذكر من أبناء تلك المناطق بسبب تواجد أبناء عمومتهم في قوات قسد وفصائل الجيش الحر، ومن جهة أخرى ذات القاعدة تنطبق على الريف الشرقي كون المنطقة محسوبة على العكيدات الذين يرتبطون بصلات دم مع الشعيطات المتواجدين مع قوات النظام».
وبالرغم من صعوبة تطبيق ما تسعى له فصائل دير الزور، الا انها تريد الاستفادة حاليا من اجواء سائدة بين بعض التيارات، تدعم فكرة دخول المدينة بدعم امريكي كحل اخير قبل سقوطها بيد النظام، وتلعب التوازنات العشائرية دوراً لافتاً في هذا المجال، اذ تريد بعض العشائر التي ينضوي عدد كبير من ابناءها بصفوف تنظيم الدولة في مدينة دير الزور كالبوخابور والبكير، ايجاد مخرج لابناءهم من مصير القتل او الابعاد الذي ينتظرهم حال سيطر النظام، لذلك نجد ان عددا كبيرا من موقعي البيان الذي ضم نحو مائة شخصية من الدير، هم من قبيلة البوخابور ، ورغم ان هذه الشخصيات من المعارضين لتنظيم الدولة منذ بدايات دخوله للمدينة، الا انهم يسعون لانقاذ ابناء عمومتهم المنتمين للتنظيم، والاهم من ذلك تجنيب عشيرتهم دوامة الثارات العشائرية القادمة حال سقط التنظيم، اذ من المتوقع ان تحدث اعمال انتقامية من العشائر المعادية للتنظيم ضد العشائر التي ايد كثير من ابنائها التنظيم خلال معارك السيطرة عالمحافظة قبل ثلاثة أعوام.
وتقف عشيرة الشعيطات على رأس القوى التي يخشى من اقدامها على اعمال انتقامية خاصة وانها تشكل دعامة اساسية في قوات النظام المتقدمة من السخنة وجنوب الرقة نحو دير الزور. وبالمقابل فان عشيرتي البوخابور والبكير ستكونان بالواجهة، فالبوخابور تتمركز الان قرب مطار دير الزور العسكري، وعندما خيرت في عام 2014 بين تنظيم الدولة والنظام والفصائل المدعومة امريكيا، اختار كثير من كتائبها الانضمام للدولة الاسلامية، وأدخلتهم دون قتال لجبهة مطار ديرالزور العسكري، اما البكير فقصتها معروفة بالاشتباك الدموي بينها وبين الشحيل والشعيطات. ويبدو ان الاسابيع المقبلة ستشهد تطورات لافتة في دير الزور مع تقدم قوات النظام بعد وصوله للسخنة ، رغم ان تنظيم الدولة ما زال قادراً على استنزاف القوات المتقدمة لعدة اسابيع في معارك البادية قبل وصولها لمدينة دير الزور، ويختم سهيل المصطفى حديثه ، قائلا «فات الأوان على أبناء ديرالزور لإنقاذ مدينتهم،فلا هم ساندوا تنظيم الدولة امام النظام، ولا هم تحالفوا مع أمريكا مبكراً لاستعادتها من تنظيم الدولة!».
معارض سوري يكشف لـ»القدس العربي»: الجبير أبلغنا بتغيّر الموقف الدولي وأن الإصلاح أفضل من الانتقال السياسي
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي»: تفرض التطورات السياسية والتغيّرات الدولية والإقليمية نفسها على المعارضة السورية ومطالبها بخصوص الرئيس السوري بشار الاسد. فبينما نفت وزارة الخارجية السعودية مطلع هذا الأسبوع أي تغيير في موقف الرياض من مطالب المعارضة حول مستقبل الرئيس السوري فإن ما يرشح من شخصيات معارِضة وثيقة الاطلاع على هذا الملف يفيد بأن الرياض بدلت موقفها.
فالسعودية وإن كانت قد أبلغت المعارضة بثبات موقفها من الأسد إلا أن وزير دبلوماسيتها أبلغ المعارضة السورية أيضاً بتغييرات جوهرية دولية وإقليمية تجاه الأسد ولمح إلى ضرورة تبني استراتيجية جديدة.
في هذا السياق، كشفت شخصية سورية معارِضة مقيمة في ألمانية لـ «القدس العربي» جزءاً مما جرى في الاجتماع الأخير الذي ضم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعدد من أقطاب الائتلاف السوري في الرياض.
الشخصية المعارضة قالت بالحرف: «صحيح أن الجبير أبلغ الزملاء في معارضة الرياض بأن موقف السعودية ثابت ولم يتغير من الأسد وأن الرياض مازالت تعتقد بضرورة رحيله عن السلطة وأنها لا ترى مستقبلاً لسوريا بوجود الأسد، لكن الجبير أبلغهم أيضاً بأن الموقف الدولي العام وفي مقدمته الأمريكي والفرنسي لم يعد يرى برحيل الأسد شرطاً لحل الأزمة السورية وأن هذا الأمر ينسحب أيضاً على المواقف الإقليمية المؤثرة بالأزمة السورية وأن هذا التغير في الموقف من الأسد يستوجب قراءة جديدة وواقعية من المعارضة السورية.
هنا، وفق قول الشخصية المعارضة التي تحدثت لـ «القدس العربي» سُئل الجبير ما هو التصرف الواقعي فألمح إلى أن تتبنى المعارضة السورية في عملية المفاوضات وفي تواصلاتها الدولية والإقليمية مفهوماً جديداً في مطالبها يقوم على إلغاء فكرة الانتقال السياسي التي تبنتها المعارضة طيلة الأعوام الماضية وتقبُل مفهوم الإصلاح السياسي أو التغيير السياسي للمرحلة المقبلة، وأن هذا الاستبدال ربما يكون أعلى سقف قد تحققه المعارضة السورية في حربها ضد الرئيس السوري وفي مفاوضاتها المقبلة مع الحكومة السورية وأن مفهوم الإصلاح السياسي ربما يكون أيضاً أعلى سقف في يمكن لحلفاء المعارضة الدوليين والإقليميين مساعدتها على تحقيقه.
الشخصية المعارِضة قالت أيضاً لـ «القدس العربي» إن عدداً من رموز الهيئة العليا للمفاوضات التي يتزعمها رياض حجاب باتوا يميلون للتخلي عن مطلب رحيل الأسد وأن بعض هؤلاء كانوا محسوبين على الجناح المتشدد في المعارضة السورية.
وكانت قناة RT الروسية نقلت عن مصدر في المعارضة السورية بجنيف أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أبلغ الهيئة العليا للمفاوضات أن الرئيس السوري الأسد باق. وأن الجبير أكد أن على الهيئة العليا للمفاوضات الخروج برؤية جديدة وإلا ستبحث الدول عن حل لسوريا من غير المعارضة، منوهاً بأن الوقائع تؤكد أنه لم يعد ممكنا خروج الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، «وأننا يجب أن نبحث مدة بقائه في المرحلة الانتقالية وصلاحياته في تلك المرحلة».
فيما نفت وزارة الخارجية السعودية يوم الأحد الفائت ما نُسب للوزير عادل الجبير حول الرئيس السوري، ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية «عدم دقة» ما نسبته بعض وسائل الإعلام للجبير.
وأكد المصدر «موقف المملكة الثابت من الأزمة السورية، وعلى الحل القائم على مبادئ إعلان «جنيف1» وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد، وصياغة دستور جديد لسوريا، والتحضير للانتخابات لوضع مستقبلٍ جديد لسوريا لا مكان فيه للأسد». أفضل من الانتقال السياسي.
احياء سين سين: سر صمت الحريري
منير الربيع
في العام 2005، عاد رئيس التيار الوطني الحرّ وقتذاك ميشال عون إلى لبنان. عاد إلى فترة أشهر ضمن صفوف قوى 14 آذار والمحور المناهض لسوريا، أشهر قليلة وبدأ الابتعاد عن هذا المحور، إذ خاض عون الانتخابات النيابية وحيداً في مواجهة حلف رباعي. وبعد الانتخابات بأشهر ذهب عون إلى تحالف استراتيجي مع حزب الله عرف في ذلك الوقت بوثيقة التفاهم في كنيسة مار مخايل. بعدها بفترة، تكشّفت فصول صفقة عودة عون من منفاه الباريسي، ومَن كشفها هو أحد أقرب المقرّبين إلى عون الرئيس السابق لحزب الكتائب كريم بقرادوني، حين قال إن عودة عون حصلت بناء على اتصالات بينه وبين النظام السوري والرئيس السابق إميل لحود، وكان حزب الله على اطلاع على المفاوضات. ومنذ تلك الفترة، حُسب عون على محور 8 آذار وحلفاء سوريا، وكانت عينه على الرئاسة.
بعد تكشّف فصول هذه الصفقة، ذهب البعض ليتحدّث عن ذكاء حزب الله الاستراتيجي في “التكتكة” السياسية. ذهب إلى حلف رباعي، مع ألد خصومه في تلك الفترة، تيار المستقبل والحزب التقدّمي الإشتراكي إضافة الى حركة أمل. وكانت القوات اللبنانية حليفة غير مباشرة ضمن هذا التحالف، فيما تُرك عون وحيداً يناهض هذا التحالف السلطوي ليحصد أكثر نيابية مسيحية، عادت بعد الانتخابات وأمّنت الغطاء المسيحي المستدام لحزب الله.
مناسبة استذكار هذه المحطات السياسية هي في طرح زيارات وزراء من حكومة سعد الحريري إلى سوريا، وبعد عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة بصفقة كبرى أدت الى انتخاب عون رئيساً للجمهورية. ويبدو أن بنود الصفقة تتكشف الآن، من خلال تأمين غطاء ضمني غير معلن لزيارة الوزراء إلى دمشق. بعض الممتعضين مما يجري يشبّه عودة الحريري الى لبنان والسير في انتخاب عون والعودة الى رئاسة الحكومة، بعودة عون في 2005، وبأنها عودة مبنية على صفقة كبرى توحي بحجم التحولات المرتقبة في شأن سوريا، وانتصار محور على آخر. ويعتبر هؤلاء أن الحريري ترأس أول حكومة له بفعل غطاء سوري، وبعد تسوية سين سين، والآن ثمة من يحاول إعادة احياء هذه المعادلة.
في تجلّيات الهزيمة، برزت التغريدة التي أطلقها النائب وليد جنبلاط، عن إبعاد القاضي شكري صادر عن رئاسة مجلس شورى الدولة. فجنبلاط كتب: “بعيداً عن التحليلات الاستراتيجية، فإن إقالة شكري صادر لأنه كان من البارزين في صياغة معاهدة المحكمة الدولية. والسلام”.
تحمل تغريدة جنبلاط إشارة إلى حجم التحولات والتنازلات المقدّمة من الحريري. وهنا، ثمة من يعتبر أن ليس هناك أي قدرة أو ممانعة لدى أي طرف لمنع مسار تطبع العلاقة مع دمشق. قد يكون ذلك لافتقاد الكفاءة، أو ربما لافتقاد النيّة، بسبب عدم وجود اعتراض إقليمي على التنسيق اللبناني مع النظام السوري. لذلك، قد يجد الحريري نفسه مضطراً الى السير في هذه الطريق، في ظل وضعه السياسي والمالي والعام، وفي ظل عدم توافر جوّ لديه يسمح له بالصمود مقاطعاً أو معارضاً هذا المسار.
بمعزل عن عدم وضوح موقف الحكومة من زيارة الوزراء، قبولاً أو رفضاً، وبمعزل عن الآراء التي ستخرج معترضة، فإن كلام وزير الصناعة حسين الحاج حسن واضح، وهو أنه سيذهب إلى سوريا بصفته الرسمية. وهذا لا يمكن أن يحصل بدون الحصول على غطاء وإن كان ضمنياً من الحكومة. ولعل البعض سيربط ذلك، بما يحكى من اتهامات توجه الى الحريري، بأنه يريد اتخاذ موقف واقعي انسجاماً مع الوقائع السياسية الجديدة، فإن حصول الزيارة هو تثبيت لمنطق الهزيمة التي يمنى بها المحور المناهض للأسد. وهي لا تقف عند حدودها إنما على ما تحمله من رسائل وتداعيات ستظهر لاحقاً.
وسط ذلك، لا يبرز موقف عملاني معارض ما يجري، خصوصاً من جانب المملكة العربية السعودية. وهذا ما تربطه مصادر متابعة، بما طلبته روسيا من السعودية، بإعطاء موسكو مهلة سنتين لبقاء الأسد على أن يُبحث مصيره فيما بعد، لقاء تقديم موسكو بعض الدفعات على شاكلة إبعاد الإيرانيين من مناطق سورية حساسة، وما قد يسمى تحجيماً لنفوذ إيران في سوريا. وهنا، قد يعتبر الحريري أن التطبيع مع النظام مرحلي، بهدف الحصول على حصّة في إعادة الإعمار. وهذه نقطة قوة يراهن عليها السعوديون، بأنهم هم ودول الخليج من سيتكفل بتمويل عملية إعادة الإعمار. بالتالي، سيكونون قادرين بعد سنتين من فرض شروط مقايضة نحو 300 مليار دولار، مقابل رحيل الأسد.
“قسد” تتوسع في الرقة.. والتحالف يفتك بالمدنيين
صعّدت “قوات سوريا الديموقراطية” هجماتها على مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة، وفتحت القتال على أربع جبهات في محاولة لتضييق الخناق على التنظيم الذي تراجع عن مواقع كان يسيطر عليها في الآونة الأخيرة، فيما واصلت طائرات “التحالف الدولي” قصف أحياء ومناطق في الرقة ما أدى الى مقتل 22 مدنياً.
وأعلن مسؤول إعلامي في “قسد”، الأربعاء، أن “حملة تحرير الرقة تواصل تقدمها، وتشهد الجبهات الأربع معارك واشتباكات قوية، وسط تقدم ملحوظ لحساب القوات”، موضحاً أن “العمليات العسكرية تتركز بشكل أساسي في حي نزلة شحادة جنوب المدينة، والأطراف الجنوبية لحي هشام بن عبد الملك، إضافةً إلى حي الرقة القديم، وحي الروضة”.
وأضاف المصدر، أن “قسد” تتقدم الآن في الجبهة الغربية، محاولة السيطرة على مبنيين حكوميين، فيما فشل “داعش” بشن هجوم مضاد في حي نزلة شحادة، بعدما نجح عناصر “قسد” في صد الهجوم الذي أسفر عن مقتل سبعة من عناصر التنظيم.
وبحسب المصدر، تتواصل المعارك في حي هشام بن عبدالملك، والتي سقط فيها تسعة قتلى من مسلحي “داعش”، فيما سقط أربعة عشر من عناصر التنظيم، بين قتيل وجريح، خلال اشتباكات عنيفة تدور في حي كريم، استولت خلالها “قسد” على كميات من الذخيرة.
وفي ما يتكتم التنظيم على التطورات الميدانية الأخيرة، وتتجنّب وكالة “أعماق” التابعة له الحديث عن نتائج المواجهات، قال ناشطون إن عدداً من مفخخات “داعش” استهدفت مواقع “قسد” في الأحياء التي سيطرت عليها، كما أنه كثّف من هجماته الانتحارية.
وكانت “قسد” أعلنت، قبل نحو يومين، السيطرة على أكثر من نصف مساحة مدينة الرقة، مع استمرار المعارك داخلها، وقالت إنها وسّعت سيطرتها بعد تقدمها في حي البريد (جنوب غرب) حيث دخل عناصرها مراكز “الأمن العسكري” و”هجانة الدفاع المدني” ودوائر أخرى بالقرب منها.
في السياق، ذكرت حملة “الرقة تذبح بصمت”، الأربعاء، أن 22 مدنياً من أهالي مدينة تدمر النازحين إلى مدينة الرقة قتلوا جراء قصف لطيران “التحالف الدولي”، مشيرة إلى دمار شبه كامل في أحياء المدينة على خلفية الحملة الجوية لـ”التحالف” والطيران الروسي.
أشار ناشطون إلى أن حصيلة الضحايا ارتفعت في الساعات الماضية لتتجاوز 25 مدنياً، فيما قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إنه “خلال الـ 24 ساعة الماضية، حصد طيران التحالف أرواح 29 مدنياً، بينهم 14 طفلًا في الرقة”.
إلى ذلك، قال ناشطون، إن 3 مجموعات من “داعش” تمكنت من التسلل إلى ريف تل أبيض الشرقي والسيطرة على قرية شريعان، التي تقع تحت سيطرة “قسد”، وأن طيران “التحالف” قام باستهداف المجموعات إلا أنه لم ينجح في طردها من القرية.
القنيطرة:”أندوف”تعود..ومؤسس”فوج الحرمون” أميناً لفرع”البعث“
وصلت قوات “اندوف” إلى مقر قيادة قوات الأمم المتحدة في معسكر نبع الفوار في ريف القنيطرة، مع عدد من الآليات والعتاد العسكري. وكانت قوات “اندوف” قد أخلت مواقعها في أيلول/سبتمبر 2014 نتيجة اشتداد المعارك بين قوات النظام والمعارضة في المنطقة.
مراسل “المدن” ينال الحمدان، أشار إلى زيارة سابقة لوفد من الأمم المتحدة إلى عدد من المواقع التابعة لقوات “اندوف” في بلدتي حضر وجبّا، للاطلاع على الأضرار التي لحقت بها من أجل اعادة تجهيزها والانتشار فيها.
وتأسّست “اندوف” لمراقبة فضّ الاشتباك في أعقاب حرب تشرين عام 1973، لمراقبة الفصل بين القوّات السّوريّة والإسرائيليّة في الجولان التي احتلّتها إسرائيل في حرب يونيو/حزيران 1967.
من جهة ثانية، أصدرت “القيادة القطرية لحزب البعث” قراراً بإعادة هيكلة وتشكيل قيادة فرع “حزب البعث” في القنيطرة، وتم تعيين قائد مليشيا “الدفاع الوطني” في القنيطرة خالد أباظة، أميناً لفرع “حزب البعث” في المحافظة. واباظة، من أصول شركسية، وهو ابن الرئيس الأسبق لفرع الأمن السياسي في حماة العميد وليد اباظة، أثناء أحداث الثمانينيات.
ولأباظة دور كبير في دعم مليشيا “الدفاع الوطني”، وهو من أسس “فوج الجولان” الذي كان يتزعمه مجد حيمود، والذي قُتل في نيسان/إبريل، في عملية أمنية لغرفة عمليات “جيش محمد” التابعة للمعارضة.
وتشهد محافظة القنيطرة خروقا يومية من مليشيات النظام لاتفاق “خفض التصعيد”، عبر استهداف البلدات والقرى المحررة بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون. وذلك بالتزامن مع انتشار قوات روسية في تل الشحم الذي يفصل محافظتي ريف دمشق والقنيطرة.
الحدود السورية-الأردنية: النظام يتقدم بعد انسحاب”أحرار العشائر“
واصلت قوات النظام تقدمها، شرقي قرية الساقية في ريف السويداء الشمالي الشرقي، وتمكنت من السيطرة على قرية اﻷشرفية التي كانت قد شهدت نزوح مئات المدنيين وانسحاب مقاتلي المعارضة إليها. المدنيون واصلوا نزوحهم باتجاه الشرق إلى خربتي الإمباشي والهبارية، في بادية السويداء، وسط ظروف إنسانية مأساوية وندرة للمياه والطعام.
ونقل مراسل “المدن” سابستيان حمدان عن مصادر قولها، إن المنطقة التي نزح إليها المدنيون في بادية السويداء، باتت شبه محاصرة، بعد التقدم اﻷخير للقوات اﻹيرانية و”حركة النجباء العراقية” في بادية الحماد، وسيطرتهما على نقاط تل مكحول وأبو خشبة، علاوة على سيطرة قوات النظام سابقاً على منطقة بئر قصب، وجميع القرى شمال شرقي السويداء.
واستطاعت مليشيات النظام، الأربعاء، التقدم والسيطرة على شريط بطول 100 كيلومتر موازٍ للحدود السورية-الأردنية، ويبعد عنها مسافة 10 كيلومترات. وللمرة الأولى منذ سنوات، أصبح الشريط الحدودي غربي السويداء تحت مرمى مليشيات النظام. “قوات الشهيد أحمد العبدو” و”جيش أسود الشرقية” تمكنوا من استعادة بئر الصوت، ليل الأربعاء/الخميس، قبل أن تعود مليشيات النظام وتستولي على دير الشعاب والمخفر الفرنسي ونقاط بئر الصوت.
وأكدت مصادر “المدن” أن قوات النظام استعادت تلك النقاط بعد هجوم مكثف تهاوت معه جميع النقاط التي كان يسيطر عليها “جيش أحرار العشائر”؛ دير الشعاب وبئر الصابوني وبئر الصوت وتل قرين وتل أسدي وتل الرياحين، وهي نقاط ذات أهمية إستراتيجية على خط الحدود مع الأردن.
وأشارت المصادر إلى أن قوات النظام تمكنت من استعادة تلك النقاط، من دون مقاومة تذكر من “جيش العشائر” الذي تشرف على تدريبه قوات “الجيش العربي” التابع للقوات المسلحة الأردنية. وأضافت المصادر: “الغريب في الأمر هو أن قوات جيش العشائر كانت قد نفذت هجوماً على محاور دير الشعاب، وتمكنت من قتل 5 عناصر معظهم من (نسور الزوبعة) وجرح آخرين، قبل 48 ساعة من هجوم قوات النظام الأخير”. وأضافت أن ما جرى هو هجوم عنيف لقوات النظام، بإسناد من “جيش التحرير الفلسطيني” و”نسور الزوبعة” (التابع للحزب السوري القومي) و”الحرس الجمهوري” و”الدفاع الوطني”، إذ لم تتمكن “قوات العشائر” من الصمود، فتراجعت بشكل غير مسبوق لمسافة تزيد عن 100 كيلومتر.
وأُبلِغَت قيادة “قوات العشائر” بضرورة الانسحاب نحو الأراضي الأردنية، بعد استشارة الجانب الأردني واحاطته بالخطر الذي يُحيط بها، وعدم وجود امكانيات للقتال في ظروف مُنهِكة وعدم تكافؤ القوة العسكرية على الأرض. إلا أن انسحاب “قوات العشائر” جاء بشكل مفاجئ من دون اخطار أي من فصائل “الجبهة الجنوبية” التي فوجئت بتقدم مليشيات النظام جنوب شرقي السويداء، الأمر الذي أحدث انزعاجاً كبيراً في صفوف قوات المعارضة المسلحة المتواجدة في البادية السورية.
وأكدت المصادر، أن قوات النظام استقدمت أكثر من 300 مقاتل من “جيش التحرير الفلسطيني” إلى البادية السورية مع العديد من الآليات والعتاد الثقيل.
الطور الجديد من الحملة العسكرية للنظام والمليشيات ضد المعارضة في البادية السورية، يُعتبر الأكبر من نوعه، بعدما غابت محاولات التقدم لعامين، أثناء سيطرة تنظيم “الدولة” على المنطقة.
واقتصرت العمليات العسكرية لـ”جيش أحرار العشائر”، في الآونة الأخيرة، على محيط نقاطه في ريف السويداء، وعلى الحدود الأردنية، من دون أي تنسيق مع فصائل المعارضة الأخرى العاملة في المنطقة. وكانت مليشيات النظام قد تقدمت إلى تل الحربية و”المخفر 30″ في ريف السويداء الشرقي، قبل أيام.
رئيس {الائتلاف} السوري: الرياض تنوي استضافة لقاء موسّع للمعارضة
الرياض: نايف الرشيد جدة: «الشرق الأوسط»
قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض رياض سيف لـ«الشرق الأوسط» بعد لقائه وكيل وزارة الخارجية السعودي للشؤون السياسية والاقتصادية عادل مرداد، في الرياض أمس، إن السعودية تنوي استضافة التحضيرات لعقد لقاء موسع لمكونات «الهيئة العليا للمفاوضات» لبحث تحديات المرحلة الحالية والقادمة، ونتائج التواصل الذي تم بين أطراف المعارضة السورية، لا سيما مع منصتي القاهرة وموسكو.
وفي جدة، التقى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، السفير الروسي لدى السعودية سيرغي كوزلوف، وبحث اللقاء العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية.
وكان سيف قد كشف عزم «الائتلاف» تأسيس صندوق وطني لتغطية تكاليف تشغيل الحكومة المؤقتة، بما يمكنه من تقديم إمكانات الصمود واستقرار السوريين في الداخل؛ من خلال عقد مؤتمر لرجال الأعمال السوريين الداعمين للشعب السوري.
وقال إنه قدم في اللقاء مع وكيل وزارة الخارجية السعودية «صورة عامة عن مؤسسات الائتلاف، وخاصة الحكومة المؤقتة، والدور الذي يمكن أن يناط بها؛ خاصة بعد إتمام دخول الفصائل الفاعلة من الجيش الحر وممثلين عن المجالس المحلية المنتخبة للمحافظات». وأضاف: «اتفقت وجهات النظر مع الجانب السعودي بخصوص تكامل العمل بين المعارضة ومؤسسات الثورة السورية، ولا سيما بين الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات، حيث إنه أحد مكوناتها الأساسية، وهي بحاجة لدعم كافة مكوناتها». ولفت إلى «اجتهادات لتحسين تمثيل الهيئة، لتقوم بدور قوي وفاعل، آخذين في الاعتبار المتغيرات التي حدثت بعد تأسيسها منذ عام ونصف».
رياض سيف {رئيس الائتلاف السوري}: صندوق لتغطية تكاليف الحكومة المؤقتة
الرياض: نايف الرشيد
كشف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عن عزم الائتلاف، تأسيس صندوق وطني لتغطية تكاليف تشغيل الحكومة المؤقتة، بما يمكنه من تقديم إمكانات الصمود واستقرار السوريين في الداخل؛ وذلك من خلال عقد مؤتمر لرجال الأعمال السوريين الداعمين للشعب السوري، منوها بوعود سعودية بالدعم لتمكين الحكومة المؤقتة من أداء عملها.
وعقد وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، اجتماع عمل مع كبار مسؤولي وزارة الخارجية السعودية في الرياض، تناول المستجدات السياسية والميدانية، وعملية التسوية ومفاوضات جنيف، ودور الهيئة العليا في هذا المجال، وأهمية الدعم العربي، والتنسيق بين قوى المعارضة السورية ودور الائتلاف الوطني، الممثل الشرعي للشعب السوري، في إنجاح ذلك.
وأوضح رياض سيف، خلال تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن زيارته إلى السعودية، أمس، جاءت بعد تلقيه رسالة تهنئة من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بمناسبة اختياره رئيساً للائتلاف، مضيفاً: «طلبنا عقد لقاء معه للتشاور وبحث آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، وما يدور فيها من أحداث مهمة فيما يتعلق بالشأن السوري؛ خاصة أن المملكة تنوي استضافة التحضيرات لعقد لقاء موسع لمكونات الهيئة العليا للمفاوضات، لبحث تحديات المرحلة الحالية والقادمة، ونتائج التواصل الذي تم بين أطراف المعارضة السورية؛ لا سيما مع منصتي القاهرة وموسكو». وقال سيف إن الاجتماع تم مع وكيل وزارة الخارجية السعودي للشؤون السياسية والاقتصادية عادل مرداد، في مقر وزارة الخارجية بالرياض، الذي ناب عن وزير الخارجية، مؤكداً أن الاجتماع استغرق أربع ساعات في التداول والبحث بكافة القضايا المستقبلية المتعلقة بالشأن السوري.
وأضاف: «قدمنا صورة عامة عن مؤسسات الائتلاف، وخاصة الحكومة المؤقتة والدور الذي يمكن أن يناط بها، خاصة بعد إتمام دخول الفصائل الفاعلة من الجيش الحر، وممثلين عن المجالس المحلية المنتخبة للمحافظات».
وبيّن سيف أن الوفد وجد وعوداً بالدعم لتمكين الائتلاف والحكومة المؤقتة من أداء دورهما الفاعل في إدارة مناطق خفض التصعيد، والتي هي من واجبات وأهداف الحكومة المؤقتة، وإدارة أملاك ومؤسسات الدولة لتجنب فراغ السلطة.
وتابع: «اتفقت وجهات النظر مع الجانب السعودي بخصوص تكامل العمل بين المعارضة ومؤسسات الثورة السورية، ولا سيما بين الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات، باعتبارهما من مكوناتها الأساسية».
وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن هناك اجتهادات لتحسين تمثيل الهيئة العليا للمفاوضات لتقوم بدور قوي وفاعل، آخذاً بالاعتبار المتغيرات التي حدثت بعد تأسيسها منذ عام ونصف.
من جهة أخرى، لفت سيف إلى أن وكيل وزارة الخارجية السعودي أوضح أن السعودية تدافع بشدة عن استقلالية القرار السوري وتدعم ما يختاره السوريون.
وبيّن أنه شرح عزم الائتلاف القيام بتأسيس صندوق وطني لتغطية تكاليف تشغيل الحكومة المؤقتة، بما يمكنه من تقديم إمكانات الصمود واستقرار السوريين في الداخل؛ وذلك من خلال الدعوة لعقد مؤتمر لرجال الأعمال السوريين.
وأصدر الائتلاف بياناً في أعقاب الزيارة، قال فيه إن الطرفين أكدا أن الدافع الأساسي للعمل في هذه المرحلة هو تحقيق تطلعات الشعب السوري، والدفع لبدء مرحلة انتقالية حقيقية، وصولاً إلى قيام نظام مدني، ديمقراطي، تعددي، مبني على المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، دون أي وجود للأسد وزمرته فيه. وأكد وفد الائتلاف على ضرورة الاستفادة من كل التجارب ولا سيما في اليمن وتونس وغيرهما، وأن نجاح المرحلة الانتقالية غير ممكن في حال استمرار المسببات نفسها التي أدت إلى قيام الثورة في سوريا، كما أكد أن الشعب السوري هو صاحب المصلحة الأساسية في القضاء على الإرهاب، وهو من يجب أن يقودها على الأراضي السورية، وشدد على ضرورة الحرص على حياة المدنيين الأبرياء واستمرار وصول الدعم لهم، كونهم عماد الحراك المدني السلمي.
شارك في الزيارة ضمن وفد الائتلاف الوطني، رئيس الحكومة المؤقتة دكتور جواد أبو حطب، ورئيس الوفد المفاوض دكتور نصر الحريري، ونائبا رئيس الائتلاف: عبد الرحمن مصطفى وعبد الباسط حمو، وعضوا الهيئة السياسية: دكتور أحمد سيد يوسف، وهادي البحرة.
وشارك من الجانب السعودي وفد من وزارة الخارجية، ضمَّ إضافة إلى وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية عادل سراج مرداد، كلا من السفير سعيد بن عثمان سويعد مدير عام الإدارة العامة للدول العربية، وأحمد الشيخ.
سوريا.. حقل تجارب مفتوح للسلاح الروسي
أحمد علي حسن – الخليج أونلاين
تواصل القوة العسكرية الروسية استخدام أسلحتها المدمرة والثقيلة، والسير بها في الشارع السوري الذي يشهد حرباً ضروساً منذ 5 سنوات ولا تزال، غير آبهةٍ بمستقبل الحل هناك؛ حيث يبدو الأهم عند الكرملين عرض البضاعة واستعراض قوتها أمام العالم.
كصاحب البيت وأكثر، يتعامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نفسه، معتبراً الساحة السورية حقل تجارب لأسلحته ومعداته القتالية، ولا ينفكّ أبداً عن الإدلاء بتصريحات يؤكد فيها “الدب الروسي” دعم “الأسد السوري” في قمع الثورة السورية.
التجربة الجديدة الروسية هذه المرة جاءت على صعيد المجال الجوي، من خلال طائرة مروحية محدّثة جديدة، تعتزم موسكو إرسالها للاختبار في سوريا، حسبما أعلنت شركة “مروحيات روسيا”.
– طائرة “مي 28 أو بي”
أندريه بوغينسكي المدير العام للشركة، علّق بالقول إن الهدف من التحديث الجديد للمروحية يتمثل في جعلها مروحية قتالية تدريبية يمكن قيادتها من قمرتي القيادة.
بوغينسكي، أعرب في مقابلة مع قناة “زفيزدا” الروسية، عن أمله اختبار المروحية “مي 28 أو بي” التي بدأ العمل على تصنيعها سنة 2010، داخل الأجواء السورية.
وكشف أحد المصممين المسؤولين في الشركة عن تسليم 8 مروحيات من هذا النوع للقوات الجوية الفضائية الروسية هذا العام (دون تحديد موعد).
المروحية الجديدة المعدّلة من طائرة “صياد الليل” القتالية (مي 28 آن)، تعمل بنظام القيادة المزدوج، وتحتفظ بكل القدرات القتالية، ويمكن استعمالها في قصف أهداف العدو، رغم أنها تُستخدم بالأساس لتدريب الطيارين.
– حقيبة الأسلحة الروسية
وشهدت الحرب في سوريا، منذ بدايتها، دخول الترسانة العسكرية الروسية على خط القتال بين روسيا الموالية لرئيس النظام بشار الأسد، ومسلحي المعارضة المسلحة من جهة أخرى.
واستخدمت القوة الروسية أسلحة جديدة، تعرّض لها مقال في وكالة “سبوتنيك”، شرح أفضل 5 منظومات سلاح روسية استُخدمت لأول مرة في سوريا.
المقاتلة المتعددة المهام الحديثة جداً “سو 35” جاءت في المرتبة الأولى، على الرغم من دخولها الخدمة حديثاً سنة 2015، قبل أن يجري تعزيز المجموعة الجوية الروسية في سوريا بأربع مقاتلات من الطراز بعد عام.
منهج الروس في ترويج بضاعتهم ظهر جلياً عند طرح هذا النوع من المقاتلات الجوية، التي استطاعت جذب اهتمام الزبائن المحتملين لشراء السلاح، من كل أنحاء العالم.
– تنوع القدرة التسليحية
تواصل روسيا تجربة أسلحتها؛ إذ فاجأت العالم في أكتوبر 2015، بامتلاك صواريخ مجنَّحة ومصنّعة حديثاً، يطلق عليها اسم “كاليبر” وهي قادرة على إصابة الهدف بدقة على بُعد مئات الأميال.
حينذاك، أطلقت سفن حربية روسية عدة صواريخ منها، في بحر قزوين ضد أهداف تعود لعناصر تنظيم الدولة في سوريا، وقد أصابت الهدف المحدد بدقة؛ كيف لا وهي قادرة على إصابة الهدف البحري على مسافة 350 كم، والهدف البري على بُعد 2600 كم.
في حين أن القاذفة الصاروخية الاستراتيجية “تو-160″، المعروفة باسم “البجعة البيضاء”، حجزت لنفسها مكاناً قوياً إلى جانب الأسلحة الروسية الأخرى.
هذه الطائرة تعتبر من أسلحة الردع النووي الروسية، تفوق سرعتها سرعة الصوت ويمكنها قطع 14 ألف كم دون التزود بالوقود، وحين استُخدمت في سوريا حققت تجربتها فاعلية فائقة؛ إذ اعتمدت الصواريخ الجوية على الدقة والصواريخ المجنّحة.
راجمات الصواريخ أيضاً، كان لها دور في حقل التجارب السوري؛ فمجموعة “توك 1 آي” الثقيلة، المعروفة باسم “لهيب الشمس”، جرى استخدامها بفاعلية كبيرة خلال الحرب في سوريا، وكانت قذائفها الحرارية فعالة جداً، خاصةً في المناطق ذات الطبيعة الجبلية.
أما عربة نقل الجنود المدرعة “بي تي ري-82 أ”، فهي مزودة بمدفع آلي عيار 30 ملم ورشاش عيار 7.62 ملم، وتتمتع بمنظومة تصويب نيران رقمية تضمن الرمي ليلاً بشكل جيد. وهذه أيضاً استُخدمت أول مرة في سوريا من خلال التجربة.
موسكو: مناطق خفض التصعيد بسوريا تحقق تقدما
أكد المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا اليوم الأربعاء أن مناطق خفض التصعيد في سوريا تحقق تقدما، داعيا الأمم المتحدة إلى زيادة تقديم المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق.
وأشار المندوب الروسي في تصريح للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إلى أن الشرطة العسكرية الروسية ستتكفل بضمان وصول تلك المساعدات إلى الجهات الصحيحة.
وقال المندوب الروسي إنه تم تثبيت منطقة واحدة، وأخرى في الغوطة الشرقية، “ونحن الآن نناقش أوضاع المنطقة الواقعة في شمال حمص، التي تنفذ شرطتنا العسكرية دوريات فيها”.
وأوضح أن المدنيين العائدين إلى ديارهم في هذه المناطق هم في حاجة ماسة إلى أي نوع من المساعدات، “لذلك نحن نشجع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (في الأمم المتحدة) وشركاءنا على أن يأخذوا ذلك في الاعتبار لتكثيف أنشطتهم الإنسانية في هذه المناطق”.
وكان المبعوث الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية بريت ماكغورك أكد أن التنسيق مع روسيا بشأن مناطق خفض التصعيد في سوريا يتم بشكل يومي، وأن ذلك ساعد في ممارسة ضغط أكبر على التنظيم في الرقة.
المصدر : الجزيرة
اتهام أكراد سوريين بانتهاكات حقوقية خطيرة
اتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قوات الإدارة الذاتية الكردية في سوريا بالتورط في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان كالاعتقال التعسفي والخطف والإخفاء القسري والتعذيب.
ودعت الشبكة إلى فتح تحقيق فوري ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم في محاكمات علنية، والتوقف عن الإخفاء القسري واستخدام التعذيب بحق الخصوم السياسيين والعسكريين.
ووفق الشبكة، فإن تلك الانتهاكات التي طالت نشطاء ومعارضين ومنتقدين سياسيين مارستها بشكل رئيس قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الذي وصفه بيان الشبكة بأنه “فرع حزب العمال الكردستاني” المصنف تركيا وأميركيا وأوروبيا منظمة إرهابية.
ووثقت الشبكة منذ بداية العام الجاري ما لا يقل عن 169 حالة اعتقال واختفاء قسري استهدفت نشطاء ومعارضين ومنتقدين سياسيين في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
وجرى الإفراج -بحسب بيان الشبكة- عن 72 منهم، في حين لا يزال 97 شخصا قيد الاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري.
وأشار البيان إلى عدم إطلاع معظم عائلات المحتجزين على مصيرهم وأماكن احتجاز ذويهم، لافتا إلى أعمال إهانة وتعذيب ترافق اعتقالهم.
ودعت بيان الشبكة الدول الداعمة لقوات الإدارة الذاتية إلى الضغط عليها لوقف تجاوزاتها في المناطق والبلدات التي تسيطر عليها، والبدء بإنشاء ودعم مجالس محلية من جميع أبناء المجتمع المحلي لإدارة تلك المناطق بشكل مدني.
وتسيطر قوات الإدارة الذاتية الكردية على مناطق واسعة من الشمال السوري تشمل معظم أجزاء محافظة الحسكة (شمال شرق) وتمتد إلى الريف الشمالي لمحافظة الرقة وحتى مدينة منبج بريف حلب (غرب الفرات)، فضلا عن منطقة عفرين (شمال غرب).
المصدر : وكالة الأناضول,الجزيرة
قصاصات قماش بتوقيع معتقلين عذبهم وقتلهم النظام السوري
العربية- زينة الروابدة
قدم ناشط حقوقي #سوري أدلة على عمليات التعذيب والقتل التي طالت #المعتقلين في سجون النظام.
الأدلة هي قصاصات من القماش كتب عليها زملاؤه السجناء أسماءهم باستخدام عظم الدجاج كريشة للكتابة، ودماء من لثة أسنانهم عوضا عن الحبر.
وشكلت قصاصة قماش مهترئة دليلا على مأساة يعيشها 82 شخصا في زنزانة واحدة في أحد سجون النظام، مأساة وثقها المعتقلون بدمائهم حرفيا.
اعتقاله لعمله في توثيق حالات الاختفاء على يد النظام لم يمنع منصور العمري من مواصلة عمله حتى ولو من داخل المعتقل ومهما كان ذلك مؤلما.
منصور كان أول المفرج عنهم في زنزاته بعد عام من الاعتقال. هرّب القصاصة داخل أحد قمصانه لتصل اليوم لمركز البحث والحماية التابع لمتحف الهولوكوست في واشنطن..
قصاصة يقول منصور إنه إلى جانب كونها دليلا على جرائم النظام، تحمل رسالة صريحة له منه ومن باقي المعتقلين.
آلاف المدنيين في الرقة محرومون من أي مساعدات إنسانية
الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) – فرانس برس
أعرب المتحدث باسم #الأمم_المتحدة، ستيفان دوجاريك، الأربعاء، عن القلق إزاء مصير آلاف الأشخاص وخصوصاً النساء والأطفال الذين لا يزالون عالقين في مدينة #الرقة السورية، من دون التمكن من إيصال أي مساعدات إنسانية لهم.
وقال دوجاريك في مؤتمره الصحافي اليومي: “لا يزال بين 10 آلاف و25 ألف شخص عالقين في الرقة، مع العلم أنه من الصعب تقديم معلومات دقيقة عن عددهم بسبب الوضع على الأرض”.
وتابع: “الوصول إلى الرقة حالياً غير ممكن للأمم المتحدة بسبب المعارك الجارية. نذكر كل الأطراف العسكريين بواجباتهم لجهة حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية لهم بما يتطابق مع القوانين الدولية”.
وأضاف أن المنظمات الإنسانية قدمت في تموز/يوليو الماضي مساعدات لمنطقة الرقة استفاد منها 263 ألف شخص.
وتمكنت #قوات_سوريا_الديمقراطية من دخول مدينة الرقة قبل شهرين، وباتت تسيطر حالياً على نحو نصف المدينة.
كما أجبرت المعارك عشرات آلاف المدنيين على المغادرة في ظروف أمنية صعبة جداً أدت إلى مقتل أو إصابة كثيرين منهم.
كيف تقف طهران عقبة أمام إدخال إدلب في “خفض التصعيد”؟
العربية.نت – عهد فاضل
أقرّ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بصعوبة إدخال محافظة إدلب السورية، في اتفاق مناطق خفض التصعيد. وذلك بعد يومين من إعلان وزارة دفاع بلاده، عن عزمها إعلان اتفاق بخصوص المدينة، يدخلها في ما بات يعرف بمناطق #خفض_التصعيد، الأخيرة التي بدأت في جنوب غربي سوريا، ثم الغوطة الشرقية لدمشق، وأخيراً في شمال محافظة حمص.
وقال لافروف إن إدلب هي “المنطقة الأعقد” بالنسبة لمناطق خفض التصعيد. وبالنسبة إليه، فإن “التعقيد” في إدلب مصدره وجود “متطرفين” إلى جوار معارضين للأسد.
الدور التركي
واجتمع في طهران، الثلاثاء، ممثلون من روسيا وتركيا وإيران، وهي الدول التي أقرّت في العاصمة الكازاخية #أستانا اتفاق خفض التصعيد، من أجل البحث في آلية تعزيز المناطق التي دخلت في “وقف التصعيد” ودراسة إمكانية إدخال مناطق جديدة في الاتفاق، كمنطقة إدلب.
ويأتي الاجتماع السالف، قبيل انعقاد جلسة جديدة من “أستانا” المرجح انعقاده الشهر الجاري. الاجتماع الذي ستكون إدلب في صميم مجرياته، ويرى متابعون أن “أستانا” هو الذي سيكشف مدى “التعقيد” الفعلي لإدلب.
وبينما يستمر اجتماع الدول الثلاث، حتى الأربعاء، رأى محللون أن لا إمكانية لحلّ “معضلة إدلب” في المدى القريب، خصوصاً أن بعض ضامني اتفاق خفض التصعيد الذي أقرّ في “أستانا” يمثّلون طرفاً يتداخل مع “إدلب”، وهو الطرف التركي الذي تتربع محافظ إدلب على حدوده، في الوقت الذي سيطرت فيه جماعات مصنّفة “إرهابية”، على جزء كبير من أراضيها، وكذلك يتعامل معها نظام الأسد كمنفى لمعارضيه الذين يخيّرهم بين إلقاء السلاح أو التهجير إليها.
ويرى مراقبون أن صعوبة إدلب تكمن في حاجتها إلى إبرام اتفاقيات كبرى، تؤمّن تنازلات كبرى، من جميع الأطراف. وإلا فإن المحافظة التي باتت مأوى لمعارضين هجّرهم الأسد، قسرياً، ستمثّل عقبة تمثّل امتحاناً لمدى قوة التحالف الذي يربط الروس والأتراك، في ما يتعلق بالشأن السوري.
يشار إلى تركيا، حصرياً، لدى الحديث عن محافظة إدلب السورية، بعد اكتمال #التحالف بين الأميركيين وقوات سوريا الديمقراطية، في شمال سوريا، ولم ينجح الاعتراض التركي على تسليح الأميركيين لقوات كردية تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمّال الكردستاني، بثني واشنطن عن تمتين هذا التحالف بشقه العسكري، خصوصاً بعدما أشارت الأنباء إلى وصول إمداد عسكري أميركي إلى قوات سوريا الديمقراطية، في اليومين الأخيرين، ونقلا عن مصادر تركية.
ولهذا أشار بعض المحللين الاستراتيجيين، من مثل الباحث مايكل ستيفنس، لصحيفة روسية، إلى أن الأتراك “غير قادرين على فعل شيء” وأن هذا الأمر سيكون سبباً حاسماً في تقارب مع الروس لحل معضلة إدلب وإدخالها في “خفض التصعيد”.
الدور الإيراني
كما أن طهران لا تقوى على فعل شيء، خصوصاً بعد توافقات دولية جمعت واشنطن بموسكو، قبيل إعلان جنوب غربي سوريا منطقة خفض تصعيد، والذي دخل حيز التنفيذ في التاسع من شهر تموز/ يوليو الماضي، حيث نص هذا الاتفاق الروسي الأميركي وبرعاية أردنية، على إبعاد ميليشيات إيران عن حدود عمّان.
هذا خصوصاً أن اتفاقَي خفض التصعيد الآخرَين، في الغوطة الشرقية بتاريخ 22 تموز/ يوليو، وشمال حمص في الثالث من الجاري، تمّا بدون أي دور يذكر، سواء لطهران أو لأنقرة.
حاجة ماسّة للدور الأميركي
ولهذا تبرز حاجة ماسة أمام روسيا، لإشراك الطرف الأميركي، بشكل ملح، لحل “معضلة” إدلب. وهو ما أشار إليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في منتدى “آسيان” عندما قال إن بدء المعالجة تبدأ من أطراف “أستانا” الثلاثة، الضامنة، ولاعبين آخرين، بمن فيهم الولايات المتحدة الأميركية.
وفي العودة إلى الدور التركي المرتقب، فإن اتفاقات أستانا” والشراكة التي تفترضها ما بين ثلاثيته الروسية والتركية والإيرانية، تجعل من الصعب على أنقرة حل معضلة إدلب عبر الخيار العسكري، من طرف واحد، خاصة أن تدخلها العسكري في إدلب، سيتطلب من الروس موافقة حليفهم الأسد وحليفه الإيراني، على حد سواء، وقد يعرّض اتفاقات أستانا لمخاطر التناقض بين الأجندات.
وحسب ما قاله الأكاديمي والباحث الروسي ليونيد إيساييف، فإن تركيا بوسعها التدخل عسكرياً في إدلب، إلا أن هذا يشكل مخاطر على ضامني “أستانا” الثلاثة، ويهدّد اتفاقياتهم وتفاهماتهم على شؤون سوريا.
طُول ساعات الاجتماع ما بين روسيا وتركيا وإيران، في طهران، في لقاء مخصص لبحث مناطق خفض التصعيد، بما فيها إضافة إدلب إليها، تؤكد ما ذهب إليه المحللون من “تعقيدات” إدلب.
وما يزيد من تعقيدات معضلة #إدلب، هو أن حاجة الروس لدور أميركي، في حلّها، كما قال وزير الخارجية الروسي، غير ممكن بوجود الطرف الإيراني، لأن واشنطن أعلنت سعيها لتقليص دور طهران في سوريا، ولن تدخل معها في اتفاق، “في سوريا وعن سوريا”، بطبيعة الحال، كما يرى متابعون.
وهكذا يبرز وجود طهران، كطرف ضامن من أطراف “أستانا” عائقاً أمام تسهيل الحل لإدخال إدلب في خفض التصعيد. حيث يرجّح إخراجها، كشرط أميركي مفترض، من أي اتفاق بخصوص المدينة، على غرار إخراجها من اتفاق الغوطة الشرقية وشمال حمص الأخيرين.
كارلا دي بونتي تبين سبب استقالتها من اللجنة الأممية حول سوريا
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قالت السويسرية كارلا دي بونتي، العضو السابق بلجنة تقصي الحقائق حول سوريا، إن استقالتها من منصبها كان لعدم حدوث أي تغيير خلال السنوات السبع التي م
جاء ذلك في مقابلة مع الزميلة هالة غوراني لـCNN حيث قالت: “لم يحصل أي شيء لسوريا، ونحن في السنة السابعة من هذا التحقيق المبدئي وحاولنا اقناع مجلس الأمن على اتخاذ قرار وتحقيق العدالة للضحايا ولكن لم يحصل أي شيء، وهذا هو السبب الذي دفعني للاستقالة.”
وردا على سؤال حول من المسؤول عن تعطيل سير الأمور في سوريا، قالت دي بونتي: “نعم، في البداية هي روسيا لأنها تستخدم حقها في الفيتو ولكن أيضا المجتمع الدولي لا يقوم بالضغط على روسيا.”
وأضافت: “لدي شعور بأنه لا يوجد أي أحد يقوم بأي أمر لمحاولة تأسيس محكمة.. عندما نتحدث إلى اللجان والمنظمات الأخرى فالحديث يكون رائعا وحتى عندما نقرأ مشاريع قرارات مجلس الأمن كبها تبدو رائعة، ولكن في الحقيقة الوضع يختلف ولا يحدث أي شيء، نحن في السنة السابعة للصراع هل يمكنكم تصور ذلك؟”
مستشارة الأسد: الاستهداف والتواطؤ انتهيا ومحاولة أردوغان للغزو وراء ظهرنا
دمشق، سوريا (CNN)— قالت بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري، بشار الأسد، إن ما وصفته بالاستهداف والتواطؤ سواء داخل أو خارج البلاد قد انتهى، لافتة إلى أن القوات السورية مستمرة لـ”تحرير البلاد من الإرهاب.”
جاء ذلك في مقابلة أجرتها شعبان على التلفزيون السوري، الأربعاء، ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية، حيث قالت: “إن الاستهداف والتواطؤ من الداخل والخارج اللذين كان يتخيل انهما سوف يقتلعان سورية انتهيا ومحاولات التقسيم والغزو من قبل نظام أردوغان أصبحت وراء ظهرنا والواقع والميدان أثبتا أننا موجودون لا نقهر وسنحرر بلادنا من براثن الإرهاب.”
وتابعت قائلة: “إن مشروع الأعداء هزم وجميع الجهود العسكرية والسياسية والمجتمعية تصب في انطلاق مشروع إعادة بناء الدولة السورية،” لافتة إلى أن “جميع المؤشرات التي حدثت في الأسبوعين الأخيرين من زيارة وفود عربية إلى سورية ومن الرسائل التي تأتينا تؤكد أن مشروع سورية هو مشروع كل الجماهير العربية التي ضاقت ذرعا بالتواطؤ والتكاسل والخيانة وهي تتطلع إلى مشروع عربي حقيقي تقوده سورية في المستقبل القريب يأخذ بالحسبان التاريخ والجغرافيا.”
ائتلاف المعارضة السورية بالرياض تأييداً لتوسيع الهيئة العليا
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 9 أغسطس 2017
روما- بدأ وفد من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية اليوم (الأربعاء) زيارة للمملكة العربية السعودية، يلتقي خلالها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بناء على طلب الأول، لبحث عدد من المواضيع على رأسها مؤتمر الرياض 2 المرتقب، وإشراك منصات موسكو والقاهرة في هذا المؤتمر، وفي الهيئة العليا للمفاوضات.
ووفق مصادر من داخل الائتلاف، فإن الخلافات بدأت تحتد بين فريقين من الائتلاف، أحدهما مؤيد لإشراك هذه المنصات وتوسيع الهيئة العامة للمفاوضات، والثاني معترض على ذلك، كذلك بدأ الطرف الأول قبول فكرة استمرار الرئيس بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية، على عكس الثاني الذي يصر على أن لا يكون له دور لا في المرحلة الانتقالية أو النهائية.
وتُكثّف المعارضة السورية من لقاءاتها مع المسؤولين السعوديين خاصة بعد ما صرّح به الوزير الجبير حول الأزمة السورية الأسبوع الماضي خلال لقائه برئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، والتي ألمح فيها إلى ضرورة قبول ضم منصات أخرى للهيئة وشخصيات مستقلة.
ورجّحت مصادر المعارضة من الائتلاف أن يتم توسيع تشكيل الهيئة لتصبح أكثر تضمينًا لأطيافها بعد مؤتمر الرياض.
ويضم وفد الائتلاف الذي وصل السعودية كل من رئيسه رياض سيف، رئيس الحكومة السورية المؤقتة (الذراع التنفيذي للإئتلاف) جواد أبو حطب، ورئيس الوفد المفاوض نصر الحريري، ونائبي رئيس الائتلاف وأعضاء في هيئته السياسية.
ورغم أن وفد الائتلاف نفى وجود صلة بين لقاء الجبير الذي تم مع المعارضة منتصف آب/أغسطس الحالي، إلا أن مصادر الائتلاف تؤكد الصلة بينهما، وتُشير إلى أن الهيئة تؤيد ما راح إليه الجبير، على عس الهيئة العليا التي تُبدي تحفظها، ولا يمكن إخراج اجتماع اليوم من سياق التحضيرات لمؤتمر الرياض 2.
وزير الجمارك: تركيا تفرض قيودا على معبر باب الهوى على حدود سوريا
أنقرة (رويترز) – قال وزير التجارة والجمارك التركي بولنت توفنكجي يوم الخميس إن أنقرة ستحد من حركة السلع غير الإنسانية عبر معبر باب الهوى على الحدود مع سوريا لأن الجانب السوري يخضع لسيطرة “تنظيم إرهابي”.
وفي الشهر الماضي سيطرت هيئة تحرير الشام، وهي تحالف من جماعات معارضة مسلحة تقوده ما كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة، على المنطقة الحدودية ومعظم محافظة إدلب خلال اشتباكات عنيفة استمرت عدة أيام مع منافستها الرئيسية وهي جماعة أحرار الشام.
وقال توفنكجي لتلفزيون (إن.تي.في) التركي “ستكون هناك رقابة شديدة وسيتباطأ مرور كل المنتجات باستثناء المساعدات الإنسانية والأغذية إلى أن تنتهي سيطرة الجماعة أو تضعف على الأقل”.
وأضاف “ليست لدينا واردات من سوريا نحن نصدر وحسب. وبالتالي ليست لدينا أي مشاكل في هذا الصدد” مشيرا إلى أن من الممكن أن تحل المسألة في الأسبوعين القادمين.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير سها جادو)