أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 10 نيسان 2014

معارك ضارية قرب مقر النظام في حلب

 لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز –

حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً مفاجئاً في حلب واقتربوا من المقر الرئيسي لقوات النظام في الشمال، ما أشعل معارك ضارية، في وقت شنت طائرات حربية غارات على بلدة رنكوس بعد إعلان النظام تقدمه فيها. وتحدث نشطاء عن «توتر شديد» في مدينة السويداء معقل الدروز جنوب البلاد.

وأفاد «مركز حلب الإعلامي» بأن «الثوار سيطروا على قسم من حي جمعية الزهراء واقتربوا من فرع الاستخبارات الجوية في دوار المالية في حلب، كما أسروا عدداً من جنود قوات نظام الأسد وشبيحته»، في حين قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الاشتباكات استمرت «في مبنى العلم في جمعية الحرفيين ودوار المالية في جمعية الزهراء في محاولة من القوات النظامية لاستعادة السيطرة على مبانٍ في المنطقة»، لافتاً إلى مواجهات عند معبر كراج الحجز الفاصل بين حي بستان القصر والمشارقة الخاضع لسيطرة النظام».

وأوضحت مصادر المعارضة لـ «الحياة»، أن تقدم المعارضة في حلب جاء نتيجة تشكيل غرفتين للعمليات، تضم الأولى المجلس العسكري التابع لـ «الجيش الحر» والثانية الفصائل الإسلامية. وأشارت إلى أن وزير الدفاع في الحكومة الموقتة أسعد مصطفى سعى إلى التنسيق بين هاتين الغرفتين. وقالت المصادر إن «مقر الاستخبارات محصن وتحول إلى مقر لقوات النظام».

وفي ريف دمشق، نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله، إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أنجزت الآن عملياتها في بلدة رنكوس» في القلمون شمال العاصمة وقرب حدود لبنان. وأكد «المرصد» أن القوات النظامية دخلت بعض أجزاء البلدة، مشيراً إلى أن المعارك مستمرة في الداخل، بعدما تحدث عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي المعارضة في محيط رنكوس في محاولة من القوات النظامية السيطرة على البلدة». وذكر ناشطون أن القصف على البلدة كان عنيفاً جداً «شمل خمسة صواريخ أرض- أرض وستة براميل متفجرة وأربع غارات من الطيران طاولت مزارع رنكوس»، بالتزامن مع «معارك ضارية». ولا تزال المعارك مستمرة لليوم الثامن في محاولة النظام للسيطرة على بلدة المليحة في شرق دمشق.

وفي السويداء جنوب البلاد، تحدثت «تنسيقية السويداء» عن توتر بعد اعتقال أجهزة الأمن الشيخ لورنس سلام. وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين وهتفوا «سورية حرة ولا لتقسيم سورية» و «الفتنة وراءها الأمن والشبيحة وناصر».

وفي درعا جنوباً، أفاد معارضون بحصول «عملية تبادل للأسرى بين جبهة النصرة والنظام قرب تل الحارة تم خلالها فك أسر ثماني نساء مقابل أحد الضباط الذي تم أسره أثناء تحرير مستشفى جاسم» قبل أشهر.

وقتل نحو 25 شخصاً بانفجار سيارتين في شارع الخضري في حي كرم اللوز الذي يقطنه مواطنون من الطائفة العلوية في حمص (وسط)، بحسب «المرصد».

سياسياً، وصف رئيس اللجنة القانونية في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هيثم المالح، مطالبة مفوضية حقوق الإنسان مجلس الأمن نافي بيلاي بإحالة الملف السوري على محكمة الجنايات الدولية، بـ «الخطوة الإيجابية التي من شأنها إعادة روابط الثقة بين مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والشعب السوري».

وفي نيويورك، حدد ديبلوماسي غربي مطّلع في مجلس الأمن خطة التحرك في شأن سورية في المجلس للشهر الحالي، بأنها ستعمل على خطين متوازيين من خلال «طرح قرار يطالب بإحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية، والعمل على متابعة تطبيق القرار 2139 المعني بإيصال المساعدات الإنسانية».

وسلمت فرنسا أمس الولايات المتحدة وبريطانيا مشروع القرار الذي أعدته والذي يطالب بإحالة الوضع في سورية على المحكمة الجنائية الدولية، فيما أوضح ديبلوماسيون أن المشاورات «ستتوسع لتشمل أوستراليا ولوكسمبورغ والأردن في مرحلة تالية، ثم باقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن بعد ذلك».

وتنظم فرنسا جلسة غير رسمية في مجلس الأمن الثلثاء المقبل «ستخصص لبحث انتهاكات حقوق الإنسان والوضع الإنساني في سورية»، وذلك بهدف «الاطلاع على التقرير الدولي المتعلق بالتعذيب والإعدامات في سجون النظام السوري، والذي كان نوقش في مجلس حقوق الإنسان».

ويستعد مجلس الأمن لتلقي التقرير الثاني للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول تطبيق القرار 2139 خلال أسبوعين، «وهي فترة ستشهد نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً للدفع نحو تطبيق القرار الذي كان نص على مرور المساعدات عبر الحدود ورفع الحصار عن المناطق المدنية ووقف القصف بالبراميل المتفجرة»، وفق ما أكد ديبلوماسي غربي. وأوضح أن «الدفع نحو تطبيق القرار 2139 يمكن أن يكون من خلال طرح مشروع قرار آخر يحدد الخطوات التالية».

وفي بيروت، قال نائب الأمين العام لـ «حزب الله» نعيم قاسم لـ «رويتزر» أمس: «على الجميع أن يعلم أن سورية فيها خياران لا ثالث لهما: إما أن يبقى الأسد رئيساً باتفاق وتفاهم مع الأطراف الأخرى بطريقة معينة، وإما أنه يستحيل أن تكون المعارضة هي البديل أو هي التي تحكم سورية، لأنها غير قادرة، ولأنها جربت حظها وفشلت. لذلك الخيار واضح، إما التفاهم مع الأسد للوصول إلى نتيجة أو إبقاء الأزمة مفتوحة مع غلبة للأسد في إدارة البلاد». أضاف: «يوجد واقع عملي، على الغرب أن يتعامل مع الواقع السوري لا مع أمنياته وأحلامه التي تبين خطأها. ولو استمروا في هذه المنهجية عشر سنوات سيبقى الحل هو الحل».

النظام و”حزب الله” سيطرا على رنكوس / مشروع لإحالة سوريا على المحكمة الجنائية

العواصم- الوكالات

نيويورك – على بردى

قتل 25 شخصا على الاقل واصيب اكثر من مئة آخرين في تفجير سيارتين مفخختين في حي كرم اللوز الذي تقطنه غالبية علوية في مدينة حمص بوسط سوريا، بينما سيطرت القوات النظامية يدعمها “حزب الله” اللبناني على بلدة رنكوس في منطقة القلمون شمال دمشق، وبذلك عززت سيطرتها على خط إمداد سابق من لبنان كان يستخدمه مقاتلو المعارضة. أما هؤلاء المقاتلون، فتمكنوا من السيطرة على ثلاثة مبان رئيسية للمخابرات الجوية في حلب. ص11

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له: “ارتفع إلى سبعة عدد الشهداء من مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة الذين تم توثيق استشهادهم خلال اشتباكات مع القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في المليحة والغوطة الشرقية، كما تستمر القوات النظامية في قصفها لمناطق في اطراف ومزارع بلدة رنكوس، وذلك بعدما تمكن حزب الله اللبناني والقوات النظامية والمسلحون الموالون لها من السيطرة على بلدة رنكوس اليوم (أمس)، بينما تم توثيق استشهاد مقاتل من الكتائب الإسلامية المقاتلة خلال اشتباكات أمس مع القوات النظامية والمسلحين الموالين لها”.

مشروع قرار فرنسي

وفي نيويورك، أبلغ ديبلوماسي غربي “النهار” أن البعثة الفرنسية الدائمة لدى الأمم المتحدة أعدت مشروع قرار لمجلس الأمن في شأن احالة الوضع في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية، وباشرت التفاوض عليه أمس مع ما يسمى مجموعة الدول المتماثلة التفكير في المنظمة الدولية، استجابة للطلب الذي قدمته قبل يومين المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي.

ولم يشأ الديبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه، الخوض في تفاصيل مشروع القرار الذي أعدته فرنسا “لأن عملية التفاوض بدأت للتو”. بيد أنه توقع توزيع المسودة النهائية على سائر الأعضاء الـ14 في مجلس الأمن الأسبوع المقبل.

وأكد ديبلوماسي غربي آخر أن “لا تحرك” جديداً على المسار السياسي الخاص بالأزمة السورية. وكشف أن البعثة الفرنسية دعت الى عقد جلسة غير رسمية بصيغة “آريا” لمجلس الأمن الثلثاء المقبل لمناقشة “تقرير سيزار” عن التعذيب الواسع النطاق في سوريا. ولفت الى أن الدول الغربية تسعى منذ فترة الى احالة ملف سوريا على المحكمة الجنائية الدولية، لكن روسيا “تعرقل هذا المسعى”.

كذلك توقع أن تصدر وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة البارونة فاليري آموس تقريراً جديداً عن الأوضاع الإنسانية في سوريا خلال الأسبوع الثالث من الشهر الجاري، علماً أن عدداً من أعضاء مجلس الأمن يسعى الى اعداد مشروع قرار إنساني جديد، في اطار المتابعة للقرار 2139 الذي يسمح باتخاذ “خطوات اضافية” في حال عدم امتثال الأطراف لموجبات هذا القرار الذي يطالب بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود وعبر أقصر الطرق الى المناطق المحاصرة.

ورفض الديبلوماسي ما اعتبره “ذرائع” تقدمها روسيا لتبرير تأخير عملية التخلص من الترسانة الكيميائية السورية، مشيراً الى أن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيغريد القاق “أفادت أن لدى سوريا القدرة على توفير الحماية الأمنية لنقل المستوعبات الكيميائية الى ميناء اللاذقية على رغم العمليات القتالية الجارية في المنطقة”.

الى ذلك، قللت بيلاي شأن اتهامات المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري لها بالإنحياز، منددة بـ”الإخفاق في حماية الحكومة السورية مواطنيها”. وقالت إنها “حاولت الذهاب مراراً الى سوريا ولا نزال نطلب ذلك. أعتقد أنه يجب أن يسمحوا بوصول لجنة التحقيق الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان وبوصول مراقبين الى البلاد”. وأضافت أن “هناك مؤشرات لارتكاب جرائم بالغة الخطورة في سوريا، ولذلك أطلب احالة الملف على المحكمة الجنائية”. وشدد على أنه “عندما نتمسك بأرفع المعايير الأخلاقية، لا نتأثر بالنعوت التي تطلق علينا”.

القوات النظامية السورية سيطرت على رنكوس بالقلمون ومقاتلو المعارضة يتقدّمون في مبنى المخابرات الجوية بحلب

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

سيطرت القوات النظامية السورية امس على بلدة رنكوس في منطقة القلمون شمال دمشق بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة متواصلة منذ الثلثاء، فيما تمكنت قوات المعارضة من السيطرة على ثلاثة مبان رئيسية للمخابرات الجوية في حلب. وقتل 25 شخصاً وجرح أكثر من 107 آخرين بتفجير سيارتين مفخختين في حي كرم اللوز بمدينة حمص.

نقل التلفزيون السوري في شريط اخباري عن مصدر عسكري ان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة انجزت الان عملياتها في بلدة رنكوس واعادت الامن والاستقرار اليها بعدما قضت على اعداد كبيرة من الارهابيين”.

وكان التلفزيون بث في وقت سابق ان القوات النظامية “تواصل تقدمها في بلدة رنكوس بريف دمشق وتلاحق فلول العصابات الارهابية في اطراف الحي الشمالي والمزارع المحيطة”، مشيرا الى ان القوات النظامية “تقضي على اعداد كبيرة من الارهابيين”.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان القوات النظامية دخلت بعض اجزاء البلدة، وان المعارك مستمرة في الداخل. واشار الى “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب مقاتلة عدة من جهة اخرى في محيط رنكوس في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على البلدة. كما قصفت القوات النظامية مناطق في البلدة”.

وبدأت القوات النظامية الثلثاء هجومها على رنكوس التي تعتبر من آخر المناطق التي لا يزال مقاتلو المعارضة فيها في القلمون، الى جانب مناطق جبلية محاذية للحدود اللبنانية، وبعض القرى الصغيرة المحيطة برنكوس مثل تلفيتا وحوش عرب وعسال الورد ومعلولا. وكانت القوات النظامية سيطرت منتصف آذار على بلدة يبرود، آخر اكبر معاقل مجموعات المعارضة المسلحة في القلمون. وتعتبر المنطقة استراتيجية لانها تربط العاصمة ومحافظة حمص في وسط البلاد. كما ان سيطرة القوات النظامية عليها من شأنها اعاقة تنقلات مقاتلي المعارضة بينها وبين الاراضي اللبنانية.

واعلن المرصد ان مناطق اخرى في ريف دمشق، وخصوصا في الغوطة الشرقية، تتعرض لقصف من قوات النظام. وقال انه سقط في معارك امس ستة مقاتلين معارضين “احدهم قائد لواء اسلامي مقاتل”، وذلك غداة سقوط 22 مقاتلا آخرين “في قصف لمناطق وجودهم واشتباكات مع حزب الله اللبناني والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، في القلمون والمليحة ومناطق أخرى من الغوطة الشرقية”.

واوضح المرصد ان “حزب الله” اللبناني “يقود العمليات العسكرية من جانب قوات النظام في منطقة القلمون” وهو “مدعوم من مسلحين موالين للنظام سوريين وغير سوريين ومن سلاح المشاة السوري ومدفعية الجيش السوري”.

من جهة اخرى، تحدث المرصد عن قصف ليلي لحي جوبر في شرق العاصمة ومخيم اليرموك في جنوب دمشق ترافق “بعد منتصف ليل امس مع اشتباكات بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة الموالية للنظام من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اخرى معارضة من جهة ثانية على مدخل مخيم اليرموك”.

وفي المقابل، بثت شبكة “سكاي نيوز” الاخبارية التي تتخذ دبي مقراً لها ان قوات المعارضة تمكنت من السيطرة على ثلاثة مبان رئيسية للمخابرات الجوية في حلب. لكنها لم تورد تفاصيل.

وقتل 25 شخصاً وجرح أكثر من 107 آخرين بتفجير سيارتين مفخختين في حي كرم اللوز بمدينة حمص. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر في المحافظة أن “إرهابيين فجروا سيارة مفخخة ركنوها بالقرب من حلويات البدر في شارع الخضر الذي يشهد حركة مرورية كثيفة من المواطنين، وبعد نحو نصف ساعة فجروا سيارة أخرى في الحي نفسه لإيقاع أكبر عدد من الضحايا بين المواطنين”. وأضاف أن التفجيرين ألحقا أيضا أضرارا كبيرة بممتلكات المواطنين والمنازل والمحال التجارية والسيارات في الحي، وأن 25 مواطنا بينهم نساء وأطفال قتلوا في التفجيرين وأصيب أكثر من 107 آخرين.

وأعلنت “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم “القاعدة” عبر حساب منسوب إليها في موقع “تويتر” للتواصل الإجتماعي، مقتل “أبو الليل الأدلبي، الأمير العسكري لجبهة النصرة في دركوش”، وهي بلدة تتبع إدارياً منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب. وأوضحت أن “ابا الليل قتل مُقبلاً في معركة الأنفال” في ريف اللاذقية.

وكانت “جبهة النصرة”، أعلنت في وقت متقدم الثلثاء مقتل أحد قيادييها الميدانيين أبو طلحة البغدادي في رنكوس.

الجيش السوري يسيطر على رنكوس

لم تكد القوات السورية تطرد المسلحين من بلدة رنكوس في منطقة القلمون الإستراتيجية، معززة بذلك سيطرتها على خط إمداد سابق للمقاتلين من لبنان، حتى شنت مجموعات مسلحة متشددة هجوما ضاريا على مواقع للجيش السوري في حلب، فيما قتل 25 شخصا، وأصيب أكثر من 100، في انفجار سيارتين في حي خاضع للسلطة السورية في حمص.

وبعد معركة استمرت حوالى 18 ساعة، استطاعت القوات السورية طرد المسلحين من بلدة رنكوس. وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أنجزت عملياتها في رنكوس، وأعادت الأمن والاستقرار إليها، بعد أن قضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين».

وأشار مراسل التلفزيون السوري من رنكوس إلى أن «العملية العسكرية استغرقت 18 ساعة»، فيما عرضت القناة لقطات من البلدة أظهرت منازل ومباني لم تظهر عليها آثار دمار كبير، في حين بدت إحدى دبابات الجيش السوري في جزء مرتفع من البلدة.

وقال ناشطون إن «المسلحين انسحبوا من البلدة حقنا للدماء»، فيما ذكرت قناة «الميادين» أن «مسلحي جيش الإسلام انسحبوا إلى الزبداني». وأعلنت «جبهة النصرة» مقتل قائدها الميداني في رنكوس أبو طلحة البغدادي .

وتقول مصادر في المعارضة إن «الهجوم على رنكوس لم يكن متوقعا على الإطلاق، إذ إن التقدم كان محضراً له من جهة معلولا وعسال الورد بعد السيطرة على يبرود، ومن بعدها بلدات فليطة ورأس المعرة ورأس العين والصرخة، ما جعل حال المقاتلين في رنكوس أكثر صعوبة مع تضييق الخناق عليهم». يشار إلى أن المسلحين لا يزالون يسيطرون على بعض القرى الصغيرة المحيطة برنكوس، مثل تلفيتا وحوش عرب وعسال الورد ومعلولا.

وفي ريف دمشق، تواصلت العمليات العسكرية في كل من جوبر والمليحة، مع تأكيد مصادر ميدانية موالية تقدم الجيش إلى مساحات واسعة من المليحة انطلاقاً من مقر الدفاع الجوي في محيط جرمانا فيما استمر سقوط قذائف الهاون على حيي الروضة والوحدة وسط العاصمة .

جنوباً، وفي القنيطرة تواصلت الاشتباكات في محيط التل الأحمر الشرقي، حيث ذكرت مصادر ميدانية معارضة أن تعزيزات عسكرية قد وصلت إلى مشارف المنطقة، بالتزامن مع قصف على باقي البلدات في الريف الجنوبي للمنطقة.

حلب

وتشهد مدينة حلب اعنف هجوم من قبل فصائل مسلحة متشددة، تتقدم من ثلاثة محاور، هي الراشدين وصلاح الدين والليرمون وهو الأخطر بين الجبهات الثلاث.

وتقدمت «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة النصرة» باتجاه منطقة الصالات الصناعية، ثم جمعية الزهراء حيث ذكرت مصادر ميدانية أن المقاتلين اقتحموا المنطقة ودوار المالية وصولاً إلى مقر الاستخبارات الجوية حيث تدور اشتباكات عنيفة. وسقط «برميل متفجر» قرب المقر، فيما استهدف القصر البلدي بصواريخ «غراد».

وقال مصدر مقرب من المجموعات «الجهادية» إن أبي أسماء الداغستاني عين «أميرا» للعملية العسكرية في الليرمون والزهراء بعد مقتل القائد السابق مهند الشيشاني.

إلى ذلك، تصدت وحدة من الجيش السوري لهجوم في حي صلاح الدين، محبطة محاولة المسلحين قطع الطريق العام من جهة منطقة الراموسة.

وأعلنت منظمة الهلال الأحمر السوري أنها تمكنت أمس الأول، بالتعاون مع المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة، من إدخال مساعدات للمرة الأولى منذ عشرة أشهر إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة المسلحين.

حمص

وقتل 25 شخصا وأصيب أكثر من مئة في تفجير سيارتين في حي خاضع للقوات السورية في حمص. وذكرت وكالة «سانا» «استشهد 25 مواطنا، بينهم نساء وأطفال، وأصيب أكثر من 107، جراء تفجيرين إرهابيين بسيارتين مفخختين في شارع الخضر في حي كرم اللوز في مدينة حمص».

ونقلت «سانا» عن مصدر في المحافظة قوله إن «إرهابيين فجروا سيارة ركنوها قرب حلويات البدر في شارع الخضر الذي يشهد حركة مرورية كثيفة من قبل المواطنين، وبعد حوالي نصف ساعة فجروا سيارة أخرى في الحي نفسه لإيقاع أكبر عدد من الضحايا».

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إلى أن «الحي الواقع في جنوب حمص، تقطنه غالبية من الطائفة العلوية».

وقالت مصادر ان مسلحين قتلوا ١٤ شخصا، بينهم نساء وأطفال، في حي كرم الزيتون القريب من حي كرم اللوز في حمص. واعتبرت وسائل إعلام رسمية ان «الجريمة محاولة لقطع الطريق امام اي مصالحة محلية».

استخدام النظام السوري للبلدة كمركز عسكري هجر اغلب سكانها وبعد سقوطها حرّك إعلامه لتحريض الأرمن

‘القدس العربي’ تدخل ‘كسب’ وسكانها الباقون يؤكدون تلقي الحماية من المعارضة

كسب – خاص ـ ‘القدس العربي’ من محمد حاج بكري: لم تكد كتائب المعارضة السورية المسلحة في ريف اللاذقية وتحديدا في جبل التركمان تبدأ المعركة الجديدة في الساحل والتي أخرجت قوات النظام السوري من مدينة كسب واستولت على معبرها الحدودي، آخر نقطة على الحدود السورية التركية، حتى سارعت وسائل الاعلام المؤيدة للنظام السوري الى الحديث عن مجازر ارتكبت بحق أهل مدينة كسب وتحديداً من ينتمون الى الطائفة الأرمنية، وناشدت العالم إنقاذ المدينة من براثن من أسمتهم بـ’الإرهابيين التكفيريين’.

‘القدس العربي’ دخلت مدينة كسب والتقت بعدد من السكان الأرمن القليلين الذين تبقوا في المدينة، ومنهم أبو نيشان وهو رجل يبلغ من العمر واحدا وسبعين عاما ما زال في بيته لم يغادره حتى هذه اللحظة.

ويقول أبو نيشان لـ’القدس العربي’، ‘سمعت ليلا أزيز رصاص قويا فبقيت في المنزل ولم أغادر حتى انتهت المعارك وحين خرجت وجدت أن الثوار قد دخلوها، مروا بي وحدثوني وطلبوا مني إن كنت أود الخروج أن أخرج الى حيث شئت أو أن ألتزم منزلي فالمكان ما يزال خطيرا والحرب قائمة’.

وأضاف أبو نيشان في مجمل حديثه لـ’القدس العربي’، ‘أمير الجماعة حين قلت له أنني لن ابارح المنزل أعطاني ورقة باسمه كي لا يمسني أحد بسوء وكانت ورقة مختومة بختم إحدى الكتائب هناك’. وحدثته ‘القدس العربي’ عن من كان في كسب فقال ‘ما رأيته أسرة واحدة أوصلها الثوار حتى مشارف بلدة تشالما القريبة حين فضلت الخروج من كسب والنزوح الى اللاذقية’.

مراسل ‘القدس العربي’ حاول التجول في المدينة ولكن اشتداد المعارك والقصف أعاق مهمته هناك وقد تركز القصف على محيط الدير والكنيسة في كسب والساحة العامة فيها.

ثم التقت ‘القدس العربي’ بأبو موسى وهو أرمني آخر أصيب بشظايا الزجاج ونقل الى احد مشافي جبل التركمان، ويقول أبو موسى لـ’القدس العربي’، ‘أصبت بعد أن سقطت قذيفة قريبة وتطاير الزجاج فجرحت في بطني وبقيت وحيدا لأكثر من 6 ساعات حتى دخلت مجموعة من الشباب بلباسهم المسلح ثم حملوني في سيارة الى أقرب مشفى وأنا هنا أتلقى العلاج ولم يؤذني أحد وعلاقتي بالأطباء علاقة جيدة فأنا مدين لهم بحياتي وغدا سيتم إجراء عملية جراحية أخيرة لي ثم علي أن أغادر الى حيث اشاء كما أخبروني’.

ويضيف أبو نيشان في مجمل حديثه لـ’القدس العربي’، ان بعض الأسر حين بدأ الاشتباك حول المعبر خرجت من منازلها وهي قلة قليلة لأن الجيش (النظامي) كان معسكراً فيها وسكان مدينة كسب بطبيعة الحال يغادرونها في هذه الفترة الى المدينة نتيجة لسوء الطقس.

وما بين مقولات بعض وسائل الإعلام وبين مشاهدات ‘القدس العربي’ في المدينة وحديث مراسلها مع من التقتهم ‘القدس العربي’ كانت الحالة مختلفة.

ومدينة كسب مدينة تقع في أقصى الشمال الغربي من سلسلة جبلية محاذية للشريط الحدودي مع تركيا في سفح أعلى قمة هناك وهي قمة الجبل الأقرع المصيف الذي لطالما اشتهر بشتائه القاسي واعتدال طقسه صيفا وأغلب سكان المدينة هم مصطافون من كل أنحاء سوريا وخاصة مدينة اللاذقية وحلب.

وتشتهر المنطقة بصناعة الصابون الطبيعي كونها منطقة غنية بأشجار الغار وبساتين تلك المدينة تنتج التفاح واللوزيات، وتضم مدينة كسب بين سكانها أغلب الفسيفساء السوري ولكن أغلب سكانها الأصليين من الأرمن والسنة السوريين.

وبعد اندلاع الثورة في سوريا وسيطرة الجيش الحر على جزء كبير من جبال التركمان المحاذية للمدينة تحولت المدينة الى منطقة عسكرية تتمركز فيها قوات النظام السوري حتى تمت منذ أكثر من أسبوع تقريبا سيطرة كاملة للجيش الحر والكتائب الإسلامية.

العثور على جثة 30 شخصاً أعدمتهم ‘داعش’ بدير الزور

دير الزور- الأناضول: عثر الخميس في مدينة دير الزور السورية على جثة 30 شخصاً أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في وقت سابق.

وأوضح بيان صادر عن لجان التنسيق المحلية، بأن عملية الإعدام تمت في ساحة حقل الجفر البترولي في المدينة، ووصف البيان ما جرى بالمجزرة.

وفي سياق متصل أفاد بيان صادر عن الهيئة العامة للثورة السورية بسيطرة (داعش) على جزء كبير من بلدة البوكمال شرقي دير الزور، مع تصاعد الاشتباكات بينها وبين كتائب الجيش السوري الحر حول البلدة.

مقاتلون في حزب الله يتركون كل شيء لخوض “معركة وجود” بسوريا

بنت جبيل- (أ ف ب): يجر محمود، البائع المتجول، عربته في سوق بنت جبيل، مدينته الجنوبية التي عاد اليها بعد 25 يوما امضاها في سوريا يقاتل في صفوف حزب الله اللبناني “مرتزقة” قدموا لاسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، كما يقول.

ومحمود (50 عاما)، وهو ليس اسمه الحقيقي، واحد من آلاف عناصر الحزب الشيعي القادمين من اوساط مختلفة- بعضهم مزارعون وغيرهم تجار ومعظمهم طلاب- الذين يخوضون في سوريا “معركة وجود”، على حد تعبيرهم.

ويقول محمود لوكالة فرانس برس “أمضيت 25 يوما في سوريا. حاربت في مناطق عدة (…). عندما طلبوني، تركت عملي وذهبت”.

ويضيف “انا لا اخافهم. نحن اصحاب قضية، أما هم فقد اتوا من الشيشان واليمن وليبيا لاسقاط نظام بشار الأسد الذي دعمنا في حرب تموز 2006 ضد إسرائيل، وعلينا أن نرد له الجميل”.

وكان محمود يشير إلى الجماعات الاسلامية المتطرفة، او “التكفيرية” التي اعلن الامين العام للحزب حسن نصرالله يوم كشف عن مشاركة حزبه في القتال في سوريا، ان الهدف من تدخله العسكري محاربتها لمنعها من دخول لبنان.

ويملك حزب الله ترسانة ضخمة من الاسلحة يحصل عليها بشكل رئيسي من ايران، وسوريا هي المعبر الوحيد لهذه الاسلحة.

ويروي محمود ذو اللحية الحمراء والذي لا تفارق الابتسامة وجهه، عمليات “اسر مقاتلين عرب وآخرين من جنسيات متعددة في سوريا … ومعارك بطولية” يخوضها حزب الله.

ولم يعد عناصر الحزب يترددون في الحديث عن مشاركتهم في المعارك السورية، لا بل يفاخرون بذلك، ولو انهم يرفضون الدخول في تفاصيل الجبهات والاماكن وعديد المقاتلين وقيمة الرواتب التي يتقاضونها.

في بلدة حدودية مع اسرائيل، تروي فاطمة (46 عاما) المتشحة بتشادور اسود، ان زوجها قتل السنة الماضية بينما كان يحارب في منطقة القصير في محافظة حمص. على الرغم من ذلك، “ارسلت ابني الاصغر خضر مع العشرات من فتيان قريتنا وبعض القرى المجاورة ليشارك في دورة تدريب تستغرق شهرا كاملا في سفح احد الاودية في لبنان. يجب ان يتعلم كيف يحمل السلاح ليكون مقاتلا مثل والده”.

خضر في السادسة عشرة من عمره، يجلس عند مدخل منزل العائلة المتواضع غير المكتمل البناء، ويساعد والدته وشقيقه الاكبر وسام، المقاتل هو ايضا في حزب الله، في تحضير شتول التبغ لزراعتها.

تغطي لحيته النامية حديثا وجهه، وعيناه تخفيان حزنا عميقا. يرتدي قميصا اسود طويلا يظهر منه طرف مسدس وضعه على جنبه. من عنقه، يتدلى خيط اسود علق فيه صورة لوالده “الشهيد”، وعلى صدره، زر يحمل صورة لحسن نصرالله.

يفضل خضر التزام الصمت، بينما يقول وسام (25 عاما) انه عاد من سوريا قبل اسبوع، مضيفا “نحن نلتزم بكلام السيد حسن عندما يدعونا الى القتال. والدي استشهد في سبيل قضية المقاومة، وهي امانة في اعناقنا”.

ويتابع “هل نتركهم يأتون الينا ويذبحوننا كالنعاج؟ راينا ما فعلوه بالشيعة في العراق وسوريا. انها معركة وجود”. ثم يقول بثقة “وعدنا السيد حسن بالانتصار. اكيد سنهزمهم كما هزمنا اسرائيل”.

ويقول مراسل فرانس برس ان بعض الاشخاص وبينهم والد شاب قتل في سوريا، ابدوا تململا من “ارسال اولادهم الى الموت”، لكنهم قلة في الوسط الشيعي، وفي اي حال يبقون بعيدين عن وسائل الاعلام.

ويروي سكان مناطق شيعية في الجنوب والبقاع (شرق) ان وتيرة التدريب والتجنيد في صفوف حزب الله شهدت ارتفاعا بعد بدء الحرب في سوريا، وبلغت اوجها العام الماضي، قبل ان تتراجع قبل اشهر، “لان العدد اصبح كافيا”، على حد تعبير احد المقاتلين.

الشهر الماضي، كان لا يزال في الامكان رؤية ملصق على ابواب بعض الثانويات في الجنوب يعلن فيه الحزب تنظيم “دورات كشفية” للراغبين. الا ان الملصق كان يحمل صورة شاب باللباس العسكري يتسلق حبالا، ويوحي بتدريبات عسكرية اكثر منها كشفية.

ويقول الطالب عبدالله (17 عاما) الذي يستعد للحاق برفاق له يقاتلون في سوريا، “الشباب يرسلون لنا عبر تويتر صور انتصاراتهم في القصير وريف دمشق والسيدة زينب والقلمون. الله يحميهم! نحن نتحضر للحاق بهم اذا طلب منا ذلك”، مضيفا “اتمنى ان استشهد لان مصيري سيكون الجنة”.

ويؤكد اسامة (38 عاما) المتحدر من مدينة صور والمقاتل المتفرغ في حزب الله منذ العام 2008 بعد ان اقفل مقهى كان يديره، انه لا يخشى الموت. “مستقبل عائلتي مؤمن اذا استشهدت، فالحزب يؤمن تعليم اطفالي والطبابة والملبس″.

في بعلبك (شرق)، اقامت عائلة حسين حفل عشاء وداعيا له الاسبوع الماضي قبل توجهه الى ايران للخضوع لدورة تدريبية.

حسين عازب في الثانية والعشرين، يعرف عن نفسه بانه “ابن مقاوم ومقاومة”، اذ ان والده مقاتل ووالدته تعمل مع الهيئات النسائية في الحزب.

ويشرح الطالب في علم النفس (22 عاما) وهو يتناول طبق الارز واللحم بشهية الى جانب كل افراد العائلة مجتمعين، انه قاتل مع حزب الله في محافظة حلب في شمال سوريا، وسبق له ان قام بدورات تدريب في لبنان وخارجه، وسيشارك في ايران في “دورة قيادية”.

وتقول والدته، وهي تنظر اليه بفخر، “يا ربي اجعله ينال الشهادة، يا رب”.

داعش تهاجم الظواهري وتصفه بـ’المارق’ وتقول إن عرشه ‘سقط’ وشرعيته تلاشت

عمان- (يو بي اي): هاجم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بشدة، ووصفه بـ(السارق والمارق)، معتبراً أن عرشه “سقط” وشرعيته “تلاشت” .

وقال القيادي البارز في التنظيم أبو إبراهيم الموصللي، في تسجيل صوتي نشر في “منتدى المنبر الإعلامي الجهادي”، ليل الأربعاء ـ الخميس بعنوان “رسالة الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى تنظيم قاعدة الجهاد”، “قولنا الصاعق الحارق إلى المتشنج المارق إلى أيمن الظواهري (زعيم تنظيم القاعدة)”.

وأضاف “وما الأحداث التي تشهدها ساحة الجهاد في العراق والشام، وما الزوابع العاصفة التي تهز كيان الدولة (الدولة الإسلامية في العراق والشام) هما مكر المتسلقين على إنجازات قادة الجهاد المتمكنين المسيطرين، هما النفخ بكير الفرقة المقيتة من أمثال أبو خالد السوري (القيادي البارز في تنظيم القاعدة الذي قتل في حلب شمال سوريا) وأعيان الجهاد الورعيين إلاّ من صنيع عصبة المتشيخ أيمن الظواهري وغلو جريرته المتنطعين”.

وتابع الموصللي “وكذلك (أبو محمد) الجولاني (زعيم تنظيم جبهة النصرة لأهل الشام) الذي تكبر على أسياده مدعياً بأنه الليث الرهيس، وإنه سيقلب الموازين مع أشباحكم من أنزال (سايكس بيكو) وأعوانهم الموترين الضالين المضلين”.

وزاد “وليعلم من أمثال ظاهرة الظواهري وظهيره (في إشارة إلى الجولاني) لقد سقط عرشك وتلاشت شرعيتك حين آثرت أن تنزل طوعاً من التي في ناصيتها الخير المعقول وتخليت عن الصادقين من الفرسان تحت راية النبي رافعي الرايات السوداء، وترهلت شكيمة العزة والكرامة فيك، وجبنا إمتطيت حصاناً من حديد دون وقود وتخلفت عن الثغور وارتضيت بالقعود لماكينات التصوير والبنادق الخشبية والمجلدات الذهبية والكراسي الجلود”.

وتابع الموصللي، موجهاً كلامه للظواهري قائلاً، “أردت أن تربك عزم الدولة (الدولة الإسلامية في العراق والشام) برماح داحس والغبراء ولكن ببراميل البارود”.

وأضاف “وبرب الكعبة في أضغاث أحلامك يمكنك أن تجول ولكنك لن تصول، فلن يبقي لك خردة في الدولة من صحراءها إلى رافديها ،ولا في الشام وجبالها وساحلها ولا على ذرة تراب بأرضها حتى الحدود”.

ثم وجه الموصللي كلمة ختامية للظواهري قائلاً “عرضت ما شهدتم، وقلت ما سمعتم”.

ويذكر ان هذه أول مرة يظهر فيها على حساب منسوب لـ”داعش” على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر).

إيطاليا تنقذ 4000 مهاجر في 48 ساعة

روما ـ رويترز: قالت وزارة الداخلية الإيطالية أمس الأربعاء إن البلاد انقذت أربعة آلاف مهاجر كانوا يحاولون الوصول إلى السواحل الأوروبية على قوارب خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية.

ونتيجة تحسن الأحوال الجوية والاضطرابات في ليبيا التي تعاني الفوضى وانتشار الميليشيات بعد ثلاث سنوات من الاطاحة بمعمر القذافي زادت أعداد المهاجرين الذين يقومون بالرحلة البحرية المحفوفة بالمخاطر من شمالي أفريقيا في محاولة للوصول إلى أوروبا.

وقال وزير الداخلية الإيطالي انجيلينو ألفانو لإذاعة راي الحكومية ‘حالة الطوارئ تزداد سوءا ولا يتوقف وصول القوارب… هذه قضية خطيرة ويتعين على أوروبا أن تتحمل مسؤوليتها على الفور لأنها ليست حدود المتوسط لكنها حدود أوروبية’.

وحثت روما الاتحاد الأوروبي مرارا على القيام بدور أكبر في حراسة البحار إذ إن ثلثي المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا يسافرون إلى دول أخرى في المنطقة. وقال وزير الداخلية إن 15 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا عن طريق البحر منذ بداية عام 2014.

وقال ألفانو اليوم الأربعاء إن سفينتين تجاريتين تساعدان 661 شخصا بعد تنبيه القوات الإيطالية وإن مهاجرا واحدا على الأقل لقي حتفه خلال الرحلة.

المعارضة السورية تطلق صاروخ ‘غراد’ على ‘الساحل’ مقابل كل برميل متفجّر يلقيه النظام على حلب

سليم العمر ومحمد الزهوري:

عواصم ـ وكالات ـ ‘القدس العربي’ تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة رنكوس شمال دمشق في محاولة من القوات النظامية السيطرة على البلدة، فيما تضاربت الأنباء عن سيطرة قوات النظام على المدينة الآن المعارضة السورية نفت ذلك وأكدت أن المعارك لا زالت قائمة في المدينة.

وتعرضت مناطق في حي جوبر ومنطقة الجورة بحي القدم ومناطق في مخيم اليرموك بدمشق أيضا بعد منتصف ليل الثلاثاء/الاربعاء لقصف من قبل القوات النظامية دون أنباء عن إصابات.

ودارت إشتباكات بين الجبهة الشعبية القيادة العامة الفلسطينية الموالية للنظام السوري من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة على مدخل مخيم اليرموك.

وفي محافظة حمص، دارت بعد منتصف ليل الثلاثاء/الاربعاء إشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في محيط أحياء حمص القديمة استمرت حتى فجر أمس وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وفي محافظة القنيطرة، قصفت القوات النظامية ليل أمس منطقة التل الأحمر الغربي الذي سيطرت عليه جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة وكتائب مقاتلة أمس الأول ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية .

وقالت مصادر عسكرية والتلفزيون السوري إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد سيطرت أمس الأربعاء على بلدة رنكوس الحدودية التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة وعززت بذلك سيطرتها على خط إمداد سابق من لبنان كان يستخدمه مقاتلو المعارضة.

والهجوم على رنكوس هو المرحلة الأخيرة من عملية يقوم بها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني لإغلاق منطقة الحدود وتأمين طريق سريع رئيسي متجه شمالا من العاصمة دمشق إلى وسط سوريا وحمص إلى الساحل المطل على البحر المتوسط.

وقال التلفزيون السوري إن وحدات من الجيش العربي السوري أكملت عملياتها في رنكوس وأعادت الأمن والإستقرار الى البلدة بعد أن قتلت عددا كبيرا من ‘الإرهابيين’.

وقال تلفزيون ‘المنار’ التابع لحزب الله إن رنكوس تحت السيطرة الكاملة لقوات الأسد.

وجاءت السيطرة على رنكوس بعد أقل من شهر من سيطرة قوات الأسد ومقاتلي حزب الله على يبرود وهو ما خنق خط الإمداد الرئيسي لوسط سوريا.

وبمساعدة مقاتلين شيعة من حزب الله والعراق والأسلحة الروسية وقادة عسكريين إيرانيين استعادت قوات الأسد السيطرة على أراض حول دمشق ووسط سوريا تؤدي الى المعاقل الساحلية القوية للأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد.

لكن مقاتلي المعارضة وغالبيتهم سنة ومقاتلون جهاديون أجانب ما زالوا يسيطرون على شرق وشمال سوريا ويقاتلون قوات الأسد في الشمال في محافظة اللاذقية الساحلية.

الى ذلك أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، أمس الاربعاء، أن فصيلاً إسلامياً متحالفاً مع الجيش الحر توعّد الأسبوع الجاري’بإطلاق صاروخ على منطقة’الساحل (غرب) مقابل كل برميل متفجر تقصف به قوات النظام حلب كبرى مدن الشمال السوري.

وقال مجدي أبو ريان الناطق باسم الهيئة (تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة) في اللاذقية، إن ‘تجمع نصرة المظلوم’ وهو فصيل إسلامي منضوٍ تحت لواء جبهة ‘النصرة’، أعلن منذ يومين أنه سيقصف تجمعات الأمن والشبيحة (ميليشيا مسلحة موالية للنظام) في مدينة اللاذقية بصاروخ من طراز ‘غراد’ مقابل كل برميل متفجر يسقط على حلب.

و’البراميل المتفجرة’ هي سلاح سوفييتي قديم، عبارة عن براميل معدنية محشوة بمواد شديدة الإنفجار إضافة إلى برادة حديد وشظايا معدنية صغيرة، وانتهج النظام السوري استخدامه’مؤخراً’بإلقائه من الطيران الحربي التابع لقواته’في قصف المناطق السكنية خاصة في ريف دمشق (جنوب)’وحلب.

وأوضح أبو ريان أن التجمع (نصرة المظلوم)’أعلن عن نيته’على صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي على ‘فيسبوك’، الاثنين، وقام بتنفيذ تهديده مباشرة بدك تجمعات الأمن والشبيحة في مدينة اللاذقية خلال اليومين الماضيين بعشرات الصواريخ’بعد ورود الأنباء عن استمرار قصف قوات النظام للمدنيين في حلب.

ومنذ 21 آذار/مارس الماضي، أعلنت فصائل إسلامية مثل جبهة ‘النصرة’ وحركة ‘شام’ الإسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر،’عن إطلاق معركتين باسم”الأنفال’ و’أمهات الشهداء’، تستهدف مناطق’تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية (غرب) ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية.

واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة ‘كسب’ الإستراتيجية التي يوجد فيها سكان من ‘الأرمن’، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل”السمرا’ أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها.

فيما تسيطر قوات المعارضة، منذ نحو عامين، على ريف حلب الشمالي ومعابرها الحدودية مع تركيا، وعدد من أحياء المدينة، ولم تفلح محاولات قوات النظام المتكررة لاستعادة تلك المناطق، ما جعلها مؤخراً تتبع سياسة”الأرض المحروقة’ وقصف المدنيين بـ’البراميل المتفجرة’، وكثفت من قصفها بعد فتح جبهة الساحل من قبل الثوار ما أوقع عشرات القتلى بين المدنيين،’حسب مصادر المعارضة.

في سياق متصل،’قال قيادي في الجيش السوري الحر، أمس الاربعاء، إن غرفة العمليات المشتركة التابعة للجيش الحر في جبهة الساحل اعتمدت خطة لإطلاق صواريخ ‘غراد’ في عمق محافظة اللاذقية،’وذلك للرد على هجمات النظام بالبراميل المتفجرة على حلب.

وفي تصريح لوكالة ‘الأناضول’ عبر الهاتف، قال العقيد فاتح حسون قائد جبهة حمص (وسط) التابعة للجيش الحر، إن غرفة العمليات المشتركة اعتمدت امس خطة لاستخدام صواريخ غراد التي’يتراوح مداها ما بين 20 و40 كلم لضرب معاقل النظام في مدينة اللاذقية وما حولها.

وأشار العقيد المتواجد حالياً مع عدد من قواته لمؤازرة قوات المعارضة’في جبهة الساحل،’إلى أن الخطة تتضمن رصد إحداثيات مواقع قوات النظام ومقراته الحساسة، وسيبدأ تنفيذها خلال الساعات القليلة القادمة، لم يحدد موعداً.

وأوضح حسون أن قوات المعارضة أصبحت قادرة على إطلاق الصواريخ إلى مناطق في عمق محافظة اللاذقية،’كونها سيطرت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية’على مراصد تمكنها من ذلك.

وأطلق ناشطون’معارضون للنظام السوري، السبت،”هاشتاغ’ على موقعي التواصل الإجتماعي ‘فيسبوك’ و’تويتر’ بعنوان ‘أنقذوا’حلب’، وذلك رداً على ‘هاشتاغ’ مماثل أطلقه موالون للنظام قبل أيام’بعنوان ‘أنقذوا كسب’. وجاء إطلاق ”هاشتاغ’أنقذوا’حلب’، بعد أسبوع دامٍ في’مدينة حلب، شنّ خلاله طيران’النظام قصفاً عنيفاً بالبراميل المتفجرة،’على أحياء سكنية’تسيطر عليها’قوات المعارضة’في المدينة،’ما أوقع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

 ‘نافي بيلاي’ تحمل النظام السوري مسؤولية انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا والجعفري يتهمها بـ’التصرف بشكل غير مسؤول

المتحدث باسم الخارجية الفرنسية يتهم ‘الأسد’ بالسعي للقضاء على شعبه

عواصم ـ وكالات: اتهم المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ‘رومين نادال’ الرئيس السوري ‘بشار الأسد’ بالسعي لإزالة شعبه من الوجود، من خلال ارتكاب المجازر الجماعية بحقه.

وأضاف نادال في مؤتمر صحافي استثنائي” أن منطق الأسد في السنوات الثلاثة الأخيرة’يقوم على ارتكاب المجازر،’ما نجم عنه حتى الآن مقتل 150 ألف شخص ‘، واصفاً ما يمر به الشعب السعوري ‘بالمأزق الكبير.

و أوضح نادال أن ما يرمي إليه الأسد هو القضاء على شعبه من خلال ارتكاب مجازر جماعية بحقه،’وسيسجله التاريخ كآخر زعيم يرتكب مجازر جماعية، لافتاً إلى استمرار بلاده في دعم مرحلة الانتقال السياسي في سوريا.

فيما حملت نافي بيلاي المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان المسئولية الرئيسية لـ’الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا’، للنظام السوري بقيادة بشار الأسد وقواته’العسكرية.

وقالت بيلاي، في مؤتمر صحافي عقدته امس بمقر الأمم المتحدة بنيويورك،’إنه ‘لا يمكن مقارنة الانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان التي ترتكبها القوات الحكومية السورية، مع انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الجماعات المسلحة (تقصد قوات المعارضة) ‘، مضيفة أنه ‘لا توجد مقارنة بين الأمرين’.

وعقدت بيلاي مؤتمرها الصحافي عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي،’ الثلاثاء،’حول أوضاع حقوق الإنسان في سوريا وليبيا وافريقيا الوسطي وجنوب السودان ومالي.

وأضافت المسؤولة الأممية أنها ‘لفتت انتباه أعضاء مجلس الأمن إلى ضرورة تحويل ملف انتهاكات حقوق الإنسان الي المحكمة الجنائية الدولية لضمان محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان منذ اندلاع الصراع في سوريا’.

ومضت قائلة أنه ‘يتعين علينا أن نعمل علي ضمان انجاز العدالة لصالح الضحايا وتحقيق مبدأ المحاسبة في سوريا، لأنه لا يمكن أن يحل السلام بدون تحقيق العدل للضحايا’.

ونفت بيلاي أن يعوق ملف محاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، مسار العملية السياسية’ لحل الصراع بالطرق السلمية.

وقالت إن ‘الجهود الرامية لحل الصراع دبلوماسيا في سوريا يمكن أن تسير بالتوازي مع جهود مسار محاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، إذ أن المسارين لا يتعارضان مع بعضهما لأن السلام لا يتحقق بدون ضمان العدالة وتفعيل مبدأ المحاسبة’.

وتابعت بيلاي قائلة ‘ذكرت أعضاء مجلس الأمن بطلبي الخاص الذي تقدمت به في آب/اغسطس 2011 بشأن تحويل ملف انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا الي المحكمة الجنائية الدولية، وهو الطلب الذي جاء بعد التدهور الحاد في أوضاع حقوق الإنسان في ذلك الوقت’.

وقالت ‘لقد طلبت من أعضاء المجلس مجددا ضرورة تحويل ملف انتهاكات حقوق الإنسان إلى الجنائية الدولية لمحاسبة المتورطين، سواء من الحكومة أو من الجماعات المسلحة’.

‘ ومنذ آذار/مارس 2011، تحولت الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل نظام بشار الأسد إلى نزاع مسلح بعد استخدام النظام الأسلحة لقمع تلك الاحتجاجات وهو النزاع الذي أدى إلى نزوح ملايين السوريين من ديارهم، ومقتل وإصابة الآلاف.

واتهم المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدةـ بشار الجعفري، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسانـ نافي بيلاي، بالتصرف بشكل ‘غير مسؤول’، وبأنها باتت جزءاً لا يتجزأ من هذه الحملة الدولية المدبرة ضد سوريا.

وقال الجعفري، بعدما قدمت بيلاي إحاطة لمجلس الأمن الدولي أوضحت فيها ان الحكومة السورية مسؤولة بشكل أكبر عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تحصل في سوريا، ان المفوضة السامية ‘أصبحت مجنونة في عملها، وتتصرف بشكل غير مسؤول’.

واتهم الجعفري، بيلاي، بأنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذه الحملة الدولية المدبرة ضد بلاده، متناسية أن تذكر في إحاطتها ‘الجرائم التي يرتكبها التكفيريون في سوريا بما فيها ما حصل في مدينة كسب على الحدود التركية’.’

وتطرق في حديثه إلى للصحافيين في المقر الدائم للأمم المتحدة، إلى مقالة كتبها الصحافي البريطاني سيمور هيرش، التي شدد على انها ‘مهمة جداً لأنها عندما اتقاطع مع قصة التسريب الذي جرى في مكتب وزير الخارجية (التركي أحمد داوود أوغلو) فإنها تؤكد بشكل قطعي ضلوع (تركيا) في مسألة، أولاً الهجوم بالأسلحة الكيميائية على السكان المدنيين السوريين في الغوطة في 21 آب/أغسطس 2013 ، وثانياً، ضلوع الحكومة التركية في تصعيد الموقف العسكري في سوريا وفبركة عدوان ودفع الرئيس الامريكي دفعاً للتدخل العسكري في سوريا بحجة ان الحكومة السورية قد تجاوزت الخط الأحمر’.’

وشدد على ان مقالة هيرش ‘في منتهى الأهمية لأنها تظهر انه حتى الرئيس أوباما كان مدركاً لهذه المناورات التركية وهذا السلوك الذي يجافي أبسط قواعد القانون الدولي وأحكام الميثاق من جانب الحكومة التركية’.

وذكر الجعفري، ان الحكومة السورية وجهت مؤخراً 10 رسائل حول موضوع التسريب الذي حصل في مكتب وزير الخارجية التركي، والعدوان التركي العسكري المباشر على منطقة كسب، التي تقع على الحدود بين سوريا وتركيا.

مذبحة الحسكة السورية: اعتداء يودي بحياة 11 امرأة

أكد شهود عيان من بلدة تل معروف في ريف الحسكة، أمس، أن سائق سيارة و11 امرأة وفتاة قتلوا وأصيبت نحو 20 أخريات بجروح بليغة في قرية الحارة، إثر إطلاق مسلحي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني النار على سيارة تقّل عشرات العاملات في زراعة القطن.

وأكد ناشطون لـ”العربي الجديد”، نقلاً عن أطباء في مستشفى القامشلي، وفاة خضر حج خليف، سائق السيارة، وبتر يد وساق الطفلة فاطمة عباس العبوش (10 سنوات) نتيجة لإصابتها بجروح خطيرة في الحادثة.

وأضاف الناشطون أن السيارة، التي استهدفها مسلحو “الاتحاد الديموقراطي”، كانت تقلّ نساءً من قريتي كبيبة وشرموخ التابعتين لبلدة تل معروف بريف القامشلي، ويعملن في زراعة القطن وتتراوح أعمارهن بين 12 إلى 35 عاماً.

ووصف ناشطو الحسكة الجريمة بالمجزرة المروّعة التي أسفرت عن مقتل 11 امرأة ليس لهنّ ذنب سوى الذهاب إلى العمل في زراعة القطن مقابل أجور زهيدة لمساعدة عوائلهن في الحصول على جزء بسيط مما تحتاجه العوائل هذه الأيام في ظل ظروف غاية في الصعوبة.

جميع حقوق النشر محفوظة 2014

قوات النظام تحكم سيطرتها على رنكوس آخر حصون المعارضة في القلمون

عشرات القتلى والجرحى في انفجار سيارتين مفخختين بحمص.. ومقتل 141 امرأة في مارس

بيروت: «الشرق الأوسط»

تمكنت القوات النظامية السورية، أمس، من إحكام سيطرتها على بلدة رنكوس في منطقة القلمون، شمال دمشق، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة، حسب ما أفاد به التلفزيون الرسمي السوري، الذي أعلن أيضا عن انفجار سيارة مفخخة في شارع الخضري في حي كرم اللوز بحمص، مما أدى إلى سقوط ضحايا.

وميدانيا أيضا، تمكنت كتائب المعارضة من قطع الطريق الاستراتيجي الذي يصل بين كلية المدفعية ومطار النيرب العسكري في حلب، بحسب ما أفاد به «مركز حلب الإعلامي».

في موازاة ذلك، وثقت منظمات سورية مقتل 141 امرأة خلال مارس (آذار) الماضي فقط، واعتقال أكثر من 5000 أخريات على يد قوات النظام، قتل منهن 31 امرأة تحت التعذيب داخل مراكز الاحتجاز الحكومية، منذ بداية الثورة السورية.

ونقل التلفزيون السوري في شريط إخباري، أمس، عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تواصل تقدمها في مدينة رنكوس بريف دمشق وتلاحق فلول العصابات الإرهابية في أطراف الحي الشمالي والمزارع المحيطة»، لافتا إلى أن القوات النظامية «تقضي على أعداد كبيرة من الإرهابيين».

من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «القوات النظامية دخلت بعض أجزاء البلدة، بينما لا تزال المعارك مستمرة في الداخل»، مشيرا إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة «النصرة» وعدة كتائب مقاتلة من جهة أخرى في محيط رنكوس في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على البلدة، كما قصفت القوات النظامية مناطق في البلدة.

وبحسب المرصد، فقد «قتل في معارك رنكوس ستة مقاتلين معارضين أحدهم قائد لواء إسلامي مقاتل»، تزامنا مع مقتل 22 مقاتلا آخرين في قصف على مناطق وجودهم في القلمون والمليحة ومناطق أخرى من الغوطة الشرقية.

وأشار عضو هيئة أركان الجيش السوري الحر، فرج حمود فرج، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «سيطرة القوات النظامية على رنكوس كانت متوقعة بعد سقوط يبرود ومناطق أخرى في القلمون»، لافتا إلى أن «المعارك مع النظام تقوم على مبدأ الكر والفر، مما يعني أن المعارضة يمكنها أن تستعيد في أي وقت مواقعها السابقة في القلمون تبعا لتحولات المعركة، وخصوصا أن مقاتلي المعارضة ما زالوا ينتشرون في محيط رنكوس وتحديدا في قرى تلفيتا وحوش عرب وعسال الورد ومعلولا».

وأوضح فرج أن «ما خسرته المعارضة في القلمون وتحديدا يبرود ورنكوس تعوضه في جبهة الساحل وجبهات أخرى في درعا وحلب»، مشددا على أن «سقوط رنكوس لا يعني شيئا إذا ما جرى وضعها في سياق الوقائع الميدانية في كل سوريا».

ويقطن بلدة رنكوس نحو 20 ألف مواطن وهي تتبع منطقة التل المحاذية لمدينة دمشق من جهة الشمال الشرقي، وتبعد عن العاصمة نحو 45 كلم باتجاه الشمال. وتحاذي رنكوس من الغرب بلدة صيدنايا التي يسيطر عليها النظام وبلدة سرغايا التابعة لمنطقة الزبداني، وتحدها من الشمال جبال لبنان الشرقية. وبدأت القوات النظامية هجومها على رنكوس، أول من أمس، بعد سيطرتها على يبرود في منتصف مارس (آذار) الماضي. ويتولى حزب الله اللبناني قيادة المعارك العسكرية من جانب قوات النظام في منطقة القلمون، بحسب ما يؤكده المرصد السوري.

وبعد سيطرتها على رنكوس تطبق القوات النظامية سيطرتها على منطقة القلمون الاستراتيجية التي تربط بين العاصمة ومحافظة حمص في وسط البلاد. كما تعوق سيطرة النظام على القلمون تنقلات مقاتلي المعارضة بينها وبين الأراضي اللبنانية.

في غضون ذلك، قتل 25 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من مائة آخرين في تفجير سيارتين مفخختين في أحد أحياء مدينة حمص وسط سوريا، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وقالت الوكالة: «استشهد 25 مواطنا بينهم نساء وأطفال، وأصيب أكثر من 107 آخرين جراء تفجيرين إرهابيين بسيارتين مفخختين في شارع الخضر بحي كرم اللوز في مدينة حمص»، مشيرة إلى أن السيارتين انفجرتا بفارق نحو نصف ساعة.

في موازاة ذلك، تمكنت كتائب المعارضة من إحراز تقدم في حي العامرية في حلب وقطعت الطريق الاستراتيجي الذي يصل بين كلية المدفعية ومطار النيرب العسكري، بحسب ما أفاد به «مركز حلب الإعلامي»، مشيرا إلى «اشتباكات عنيفة اندلعت بين كتائب المعارضة والقوات النظامية استخدمت فيها أسلحة المدفعية».

كما لفت المركز إلى استهداف المعارضة مواقع القوات النظامية قرب «الكازية العسكرية» انتهت بإحكام المعارضة سيطرتها على النقاط التي تكشف طريق الراموسة.

ويصل طريق «الراموسة» بين مواقع عسكرية للقوات النظامية بينها كلية المدفعية ومطار النيرب العسكري. ويستخدم هذا الطريق للتنقل وجلب الإمدادات العسكرية والدبابات. وكانت كتائب المعارضة أعلنت الاثنين الماضي بدء معركة أطلقوا عليها «غزوة الاعتصام» بهدف تحرير ما تبقى للقوات النظامية من مواقع عسكرية في الجهة الغربية لمدينة حلب.

من جهة أخرى، طالب أمين عام الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بدر جاموس، أمس، المجتمع الدولي بحماية المدنيين داخل سوريا، وخصوصا النساء والأطفال، معلنا أن بين الـ141 امرأة اللواتي قتلن خلال مارس الماضي، هناك سيدتان قضتا تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز.

وأشار جاموس، في تصريحات أوردها المكتب الإعلامي التابع للائتلاف، إلى مقتل عشرات المدنيين في سوريا، أول من أمس، بينهم طفلان. ولفت إلى بيان أصدرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان يفيد بأن 12935 امرأة قضت في سوريا منذ بداية الثورة، بينهن 3614 طفلة.

مرقد السيدة زينب في دمشق يتحول ثكنة عسكرية للمقاتلين الشيعة

إيران وحزب الله دربا 100 ألف سوري.. والمقاتلون العراقيون الأكثر عددا والأقل تدريبا

(السيدة زينب) دمشق: آن بيرنارد*

تبدو منطقة السيدة زينب، التي كانت في السابق مقصدا للصلاة والتجارة، أشبه بثكنة عسكرية بالغة التحصين. داخل الضريح، تحت السقف الذي يتلألأ بالسيراميك الزجاجي، لا يزال الرجال والنساء تلهج ألسنتهم بالدعاء، متوجهين صوب القبر الذي يعتقدون أنه يضم رفات السيدة زينب، حفيدة الرسول، صلى الله عليه وسلم. لكن الشوارع المحيطة بالضريح والتي طالما اكتظت بالزوار والمتسوقين، باتت تشكو الآن ندرة زائريها. وولت الأيام التي كان الفناء المكسو بالسيراميك الأزرق يكتظ فيها بالمتنزهين الذين يتجاذبون أطراف الحديث، وحل محلهم الآن مسلحون يرتدون زيا لا يحمل علامة معينة.

أظهر البعض، في غمرة الإحساس بزوال الخطر الوشيك، بعضا من الارتياح. وأثناء الزيارة اقترب شخص يرتدي قميصا مموها أشبه بقمصان رجال البحرية الأميركية من أحد الزائرين في ساحة الضريح ومد يده قائلا: «أنا من حزب الله».

هذا التقديم غير الرسمي من أحد أفراد منظمة سرية، يعكس انفتاحا جديدا في سوريا تجاه الداعمين الأجانب للحكومة، ويؤكد فيه مقاتلو حزب الله على نحو متزايد أنهم يساعدون النظام على هزيمة الثوار.

أثارت فكرة تضرر ضريح السيدة زينب قلق الكثيرين من الشيعة واجتذبت الآلاف منهم من العراق ولبنان وسوريا، ظاهريا للدفاع عن الضريح، ولكن عمليا للقتال إلى جانب قوات النظام على الكثير من الجبهات، وهو ما دفع المتشددين من معارضي النظام، لإعلان الضريح هدفا لهم.

ونجا الضريح، لكن الثمن كان مكلفا. إذ يسيطر عليه مقاتلون أجانب تسبب دورهم في انقسام بين السوريين، الذين أبدى بعضهم امتنانا كبيرا، فيما أبدى آخرون استياء شديدا جراء تسبب قذائف الهاون التي أطلقها مقاتلو المعارضة التي سقطت بالقرب من الضريح في مقتل مدنيين بينهم أطفال. وتكرر الأمر ذاته عبر القصف الحكومي الذي أدى إلى دمار الأحياء التي يسيطر عليها الثوار، ثم تبعته جرافات سوت المباني المدمرة بالأرض للقضاء على أوكار القناصة.

في المقابل تسببت قذيفة في كسر مئذنة الضريح، وفي الشهر الماضي سقطت قذيفة أخرى وسط المصلين في الساحة أثناء الصلاة، لكنها لم تنفجر واعتبرها البعض معجزة، بحسب وصف إحدى النساء التي جلست للاستراحة على سجادة للصلاة.

وطالما تذرع حزب الله بحماية الضريح، كسبب مقبول لإرسال مقاتليه إلى سوريا في خطوة غيرت التحالفات الإقليمية، وعمقت الانقسامات الطائفية والدينية في لبنان وحولت دفة المعارك المحورية لصالح الحكومة السورية. وكان حزب الله والمسؤولون السوريون يعمدون إلى التقليل من دور الحزب، قائلين إن الجيش السوري هو الذي يقود المقاتلين، لكن الانتصارات الأخيرة، تظهر أن الحسابات تغيرت بالكامل. فزعيم حزب الله، حسن نصر الله، صرح مؤخرا بأن الحكومة السورية لا يخشى عليها من السقوط الآن، وبأن خطأ حزبه الوحيد كان التأخر في دخول المعركة.

وأبدى بعض السوريين رغبة في الحديث عن الدعم الخارجي إلى جانب حزب الله. فيقول ضابط سوري ينسق بين القوات الحكومية ومقاتلي حزب الله حول الضريح، إن «قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني لا تقدم المشورة لدمشق فقط، بل تقاتل بالقرب من مدينة حلب، شمال سوريا». وأشار إلى أن حزب الله وإيران قاما بتدريب أكثر من 100 ألف سوري، في سوريا ولبنان وطهران لتشكيل ميليشيات الدفاع الوطني. وقد سلمت إيران يوم الثلاثاء 30 ألف طن من الغذاء إلى سوريا، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».

وفال المنسق، الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا على حياته: «لقد تبدلت الأوضاع». وأكد كثيرا مما تحدث عنه المسؤولون الغربيون بشأن الدعم الخارجي للحكومة، واصفا إياه بورقة النصر التي أنقذت دمشق في اللحظة المناسبة. وأضاف المنسق «لم يعد الأمر سرا، إنها على الطاولة الآن»، مشيرا إلى أنه لم يكن بمقدور القوات الحكومية التقدم صوب الحدود اللبنانية وشرق دمشق من دون مساعدة مقاتلي حزب الله.

لكن غالبية المتطوعين الشيعة، عراقيون، تلقوا تدريبا بسيطا في العراق وأرسلوا إلى الخطوط الأمامية في ضواحي دمشق، مثل القابون وجوبر، لحاجة الحكومة إلى عدد كبير من المقاتلين هناك. ويقول المنسق «لكن الآن وبعد تدريب جديد، كما هو الحال مع لواء أبي الفضل العباس، تمكنوا من تحقيق بعض الانتصارات بدلا من أن يحضروا إلى هنا ليموتوا».

قبل الحرب، كانت منطقة السيدة زينب ذات غالبية سنية، وكان السكان، الذين فر بعضهم، يتعاملون بأريحية مع الزوار الإيرانيين الشيعة. وقد وجد بعض اللاجئين الفارين من الصراع، أولهم الفلسطينيون ثم العراقيون، ملاذا في هذه المنطقة.

لكن أحد عمال الإغاثة، قال إن العراقيين يواجهون ضغوطا للقتال، ويسعى كل من الشيعة والسنة إلى تجنيد أبناء طوائفهم. وقال عامل الإغاثة، إن «عراقيا سنيا فر من بغداد بعد تلقيه تهديدات من مقاتل ميليشيا شيعي».

وفي أحد الأيام بعد الظهيرة، تم دفن مقاتل شيعي في مقبرة إلى جانب الضريح. وكانت عشرات من أعلام حزب الله والأعلام السورية ترفرف فوق القبور الجديدة البعض منها كان إلى جواره بعض الألعاب أو صورة للقتيل.

في هذا المكان يتجاوز الموالون للحكومة الخطوط الطائفية، فخلال جلوس النساء للبكاء إلى جوار المقابر، زارت لمياء عبد الرحمن شهده وفاطمة عباس محمد قبري ابنيهما، سني وشيعي، قالتا إنهما قتلا أثناء القتال ضد مقاتلي الثورة السورية.

تسيطر الحكومة الآن على الطريق الذي يربط دمشق بمنطقة السيدة زينب والمطار الذي يجري النزاع عليه منذ وقت طويل. وقد بدأت الحياة تعود رويدا رويدا بالقرب من الضريح، لكن الضريح، الذي كان مقصدا ينشده الزائرون في السابق بحثا عن البهجة، صار كئيبا الآن. فالكثير ممن يقدمون إلى هنا من قرى النبول والزهراء الشيعيتين، يفرون من هجمات المتمردين. وتتشابه رواياتهم مع روايات الذين يتعرضون لهجمات قوات الحكومة، من انتشال أجساد الأطفال من بين الحطام وأقارب تعرضوا للاختطاف وأبناء قتلوا أثناء الصراع.

أم أسامة فرت من النبول مستقلة شاحنة إلى تركيا ثم عادت جوا إلى دمشق. ولا تزال تخشى هجمات المقاتلين المحليين والقريبين منها، الذين تقول إنهم سيقتلون عائلتها لأنها شيعية موالية للحكومة. وهمست قائلة: «أنا لا أثق في هؤلاء الكلاب. لا يمكنك الوثوق في أحد في الوقت الراهن».

وقالت نساء من النبول كن يسترحن في ظل الضريح، إن «زوار الضريح الذين كانوا يدعون الله أن يرزقهم المزيد من الأبناء، تحولوا الآن إلى الدعاء لأبنائهم وأقاربهم في الجيش». وأضفن إن «الساحة كانت مكانا لتناول العشاء والنوم والتقاط الصور». وقالت إحداهن: «لم يعد هذا مسموح به في الوقت الراهن. فغالبية النساء ثكالى، لكن أرواحهن تسكن عندما يحضرن إلى الضريح».

* خدمة: «نيويورك تايمز»

بعد سقوط رنكوس.. 90 في المائة من المعابر باتت مقفلة بوجه قوات المعارضة

سيطرة النظام وحزب الله على المنطقة الحدودية ستفصل لبنان ميدانيا عن سوريا

بيروت: بولا أسطيح

شارف النظام السوري ومقاتلو حزب الله على إمساك كامل الحدود اللبنانية – السورية بعد سيطرتهم، أمس، على بلدة رنكوس الحدودية، مما سينعكس سلبا على حركة المعارضين السوريين الذين كانوا يتعاطون مع أكثر من بلدة لبنانية حدودية على أنها قواعد خلفية لهم تمدهم بالسلاح في فترة من الفترات وبالمساعدات الإنسانية الصحية واللوجستية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في حديث مع «الشرق الأوسط»، إنه «لم يتبق إلا كيلومترات قليلة قبل بسط حزب الله وقوات النظام السوري سيطرتهم على كامل الحدود اللبنانية – السورية مما سينعكس سلبا على قوات المعارضة».

وأشار عبد الرحمن إلى أن الواقع الميداني الحالي سيفرض «صعوبة في تحرك المقاتلين الذين كانوا يتلقون السلاح والمساعدات عبر أكثر من منطقة لبنانية»، كما سيعوق نقل الحالات الإنسانية وخاصة الجرحى من المقاتلين لتلقي العلاج في لبنان.

وأوضح أن حزب الله بدأ يقيم مراكز ثابتة عند الحدود داخل الأراضي السورية لتأمين المعابر الحدودية، لافتا إلى أن الجيش اللبناني سيتولى الجهة اللبنانية من هذه الحدود.

وتمتد الحدود اللبنانية – السورية في الشمال والشرق على مسافة 467 كيلومترا، بحسب الخبير العسكري والاستراتيجي أمين حطيط الذي أكد أن نحو 90 في المائة منها بات تحت سيطرة الجيش السوري.

ولفت حطيط في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن «لبنان انفصل ميدانيا عن الأزمة السورية بعد تطهير منطقة القلمون وقبلها مناطق القصير وحمص والزارة وقلعة الحصن»، مشيرا إلى أن الجيش السوري رسم بذلك «منطقة عازلة يسيطر عليها كليا وعزل بذلك لبنان عن أزمة بلاده

وتربط لبنان بسوريا خمسة معابر شرعية، و18 معبرا فرعيا غير شرعي، و15 معبرا ثانويا غير شرعي، أي ما مجموعه 38 معبرا باتت قوات النظام السوري تسيطر على معظمها مع بقاء ثلاثة معابر مفتوحة فقط أمام عناصر المعارضة من المشاة باعتبار أنها معابر ضيقة لا يمكن أن تسلكها السيارات.

وتوقع حطيط أن تتراجع عمليات الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة في لبنان بعد إغلاق كامل الحدود اللبنانية – السورية بنسبة تتراوح ما بين 80 و90 في المائة، وفي ظل عدم إمكانية مرور سيارات مفخخة من سوريا إلى لبنان كما كان يحصل في وقت سابق، وأضاف: «وتأتي الخطة الأمنية التي تطبق في أكثر من منطقة لبنانية امتدادا مباشرا لنجاح النظام السوري بإحكام السيطرة على المناطق الحدودية مما يضمن نجاحها».

وشهد لبنان منذ الصيف الماضي أكثر من عملية تفجير بسيارات مفخخة أو انتحاريين استهدفوا مناطق نفوذ حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية كما في منطقة البقاع شرق البلاد، كما طالت هذه العمليات حواجز للجيش اللبناني وتبنت معظمها مجموعات متطرفة أبرزها «جبهة النصرة في لبنان» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).

ويؤكد المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (إينجما) رياض قهوجي، أنه «ما دام القتال والأزمة مستمرين في سوريا فإن لبنان سيكون حتما متأثرا إلى حد بعيد بما هو حاصل لدى جارته حتى ولو نجح حزب الله والنظام السوري بالسيطرة على كامل المناطق الحدودية».

ولفت قهوجي في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أنه باعتبار أن منطقة القلمون سلسلة جبال، فبالتالي «ستستمر عمليات التسلل ونصب الكمائن مما قد يؤدي إلى استمرار القصف المتقطع على أهداف محددة في منطقة البقاع اللبناني إن لم نقل سيتضاعف هذا القصف».

وأوضح قهوجي أن تراجع الهجمات الإرهابية في لبنان قد لا يدوم في حال استمرار فتح الحدود لدعم النظام السوري عسكريا، وأضاف: «التداعيات السلبية لمشاركة حزب الله بالقتال إلى جانب النظام السوري ستستمر وقد تطيح بالاستقرار الهش الذي تشهده البلاد خاصة أن الإرهابيين قد يجدون أساليب جديدة لضرب الداخل اللبناني بعد تأقلمهم مع المعطيات الحالية».

ولفت إلى أنه «على الرغم من أن لبنان لم يعد مصدرا وقاعدة لمساعدة الثوار، فإن ذلك لا يعني أنه عامل قد يقضي على الثورة السورية باعتبارها تتلقى دعما كبيرا يأتي من الشمال والجنوب والشرق».

وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، طمأن مطلع الأسبوع الحالي إلى أن «خطر التفجيرات الإرهابية في الداخل اللبناني تراجع كثيرا»، منوها بـ«الإجراءات الحدودية من الجانبين اللبناني والسوري».

النظام السوري قصف 1400 مسجد و17 كنيسة

شكّلت المساجد ودور العبادة مع بداية الثورة السورية نقاط تجمّع وانطلاق للمتظاهرين المعارضين للنظام، واتّسع دورها في مرحلة العسكرة لتتحوّل إلى مستشفيات ميدانية لمداواة الجرحى الذين يسقطون برصاص القوات النظامية، ما جعلها هدفاً لقصف طيران النظام، لاسيما في المناطق الثائرة.

وبلغ عدد المساجد المستهدفة من قبل النظام السوري حوالى 1451 مسجداً دُمِّرت بشكل كامل أو جزئي، بحسب تقرير صادر عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، أشار إلى أن “الطيران الحربي التابع للقوات الحكومية السورية قام بإلقاء 3 براميل متفجرة في محيط مسجد “أويس القرني” الذي تمّ تحويله لمدرسة ابتدائية، بعد ذلك عاد الطيران الحربي وقصف المسجد بصاروخ ما أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال وجرح ما لا يقل عن عشرة آخرين”.

وبحسب الشبكة فإن “معظم قصف القوات الحكومية لا يخدم أهدافاً عسكرية بل هي عبارة عن عقوبة مقصودة للسكان المدنيين، وغالباً ما يحدث القصف قتلاً ودماراً واسعين، ولا يميز بين تجمعات مشمولة بالحماية أو غيرها”.

كما أشار التقرير إلى أن عدداً كبيراً من المساجد يستخدم كمدرسة بالإضافة إلى كونه دار عبادة، لأن القصف العشوائي أو المتعمد للقوات الحكومية أخرج ما لا يقل عن 3874 مدرسة عن العمل، بحسب تقرير سابق للشبكة السورية لحقوق الإنسان، كما أن بعض الفصائل المتشددة التابعة للقاعدة تستخدم المدارس كمقرات لها، وأيضا بعض فصائل المعارضة المسلحة. ويزيد تحول بعض المساجد إلى مدارس من الأضرار البشرية في حال تمّ استهدافها من قبل طيران النظام.

وإذا كان استهداف المساجد من قبل القوات النظامية قد يكون مفهوماً في إطار حربه ضد أكثرية الشعب السوري، فإن قصف الكنائس يبدو تصرفاً غريباً من قبل نظام يروّج منذ انطلاق الثورة أنه حامي الأقليات.

فقد جرى استهداف أكثر من 17 كنيسة موزّعة على 5 محافظات سورية، فيما قام النظام كذلك باستخدام كاتدرائية وكنيسة كثكنة عسكرية لاستهداف وقصف المناطق المدنية في ريف دمشق، بحسب تقرير أعده “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية”.

وأوضح الاتحاد في تقريره أنه في ريف دمشق استُهدِفت ثماني كنائس بقذائف المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، ولم تسلم أيضاً من الغارات الجوية، مفنّداً هذه الكنائس التي شملت كاتدرائية القديسين في مدينة يبرود، التي استهدفت بالمدفعية الثقيلة أثناء تظاهرة سلمية للأهالي في 21/9/2012. وكنيسة الزبداني التي تعرضت للقصف ضمن الحملة العسكرية على البلدة في 21/11/2012. وكنيسة القديسة تقلا الأثرية في مدينة داريا حيث تعرّضت للقصف من قبل النظام السوري الذي تسبب لها بأضرار متوسطة وذلك في 26/11/2012. وكنيسة العذراء في مدينة حرستا والتي تعرضت للقصف النظامي في 31/12/2012 . وكنيسة النبي إلياس الغيور للروم الأرثوذكس والتي تعرضت للقصف بمدافع الهاون في 31/12/2012. وكنيسة القديس جاورجيوس في عربين حيث تعرضت للقصف الممنهج من قبل المدفعية الثقيلة بتاريخ 24/3/2013.

وفي معلولا تعرّضت كنيسة مارسركيس ودير مار تقلا للقصف الممنهج من قبل القوات التابعة للنظام السوري بعدما استطاعت قوات المعارضة السيطرة على البلدة خلال شهر أيلول من عام 2013.

وأشار التقرير إلى استخدام النظام السوري للكنائس والكاتدرائيات كأماكن للقصف المباشر ضد المدنيين، كما فعل في دير الشيروبيم في صيدنايا حيث استخدمه لقصف مناطق عدة في القلمون بتاريخ 18/5/2013، ودير مارصوفيا في مدينة قارة حيث يستخدمه النظام السوري الآن كثكنة عسكرية.

وفي محافظة حمص فقد وثق الاتحاد استهداف 4 كنائس بمختلف الأسلحة الثقيلة، كما فعل في كنيسة أم الزنار في حمص القديمة التي تعرضت للقصف ما أدّى إلى احتراقها بالكامل في تاريخ 11/6/2012. وكذلك الحال بالنسبة لكنيسة سيدة السلام في حي الحميدية التي تعرضت للقصف الممنهج بتاريخ 7/8/2012، ودير مار إلياس بريف حمص تعرض للقصف الممنهج بقذائف الهاون بتاريخ 23/9/2012 والذي تسبب لها بأضرار متوسطة، وكنيسة حارة الثرايا بقلعة الحصن وقد تعرضت للقصف بالمدفعية الثقيلة بتاريخ 2/3/2014، وكان المسؤول عن قصفها جيش الدفاع الوطني.

وفي محافظة دير الزور فقد تعرضت، بحسب تقرير اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، ثلاث كنائس للقصف الممنهج من قبل القوات التابعة للنظام السوري، وهي كنيسة الكبوشية الكائنة في شارع سينما فؤاد التي تعرضت لتدمير كامل بتاريخ 26/12/2012، وكنيسة شهداء الأرمن حيث تعرضت للقصف الممنهج وأدى إلى احتراق جزء من مبنى الكنيسة في تاريخ 14/9/2012، وفي تاريخ 2/9/2012 تعرضت الكنيسة الأثرية في البوكمال للقصف الممنهج بالطائرات المقاتلة ما أدى إلى تدميرها بالكامل.

وفي محافظة حلب تعرضت كنيسة القديس كيفورك للأرمن الأرثوذكس للقصف، وكذلك كنيسة يسوع الناصري الإنجيلية الأرمنية – حي الميدان- والتي تعرضت للقصف الممنهج بقذائف المدفعية بتاريخ 23/9/2012. وفي محافظة ادلب قصفت كنيسة واحدة بالمدفعية الثقيلة بتاريخ 7/10/2013 وهي كنيسة ديرالاتين – قرية القنية.

اشتباكات بدمشق وتقدم لتنظيم الدولة بدير الزور  

هاجم مسلحو المعارضة السورية مقرا تابعا للجيش النظامي في ريف دمشق، بينما واصلت قوات النظام قصفها لبلدة المليحة لليوم التاسع على التوالي. يأتي ذلك وسط أنباء عن اقتحام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور. وشنت قوات من المعارضة هجوما على مقر الفوج 137 مدفعية التابع للفرقة السابعة للجيش النظامي في غوطة دمشق الغربية.

وأظهرت صور بثها ناشطون عملية اقتحام الفوج, حيث تمكنت قوات المعارضة من السيطرة على عدة ثكنات وقتل عدد من جنود النظام. وقال الناشطون إن قوات النظام قصفت الأجزاء التي سيطر عليها مسلحو المعارضة بقذائف وصواريخ، مما أدى إلى انسحاب المسلحين بعد مقتل عدد منهم.

وذكرت شبكة سوريا مباشر أن قوات النظام تقصف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ لليوم التاسع على التوالي بلدة المليحة بريف دمشق الشرقي، وسط اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني أسفرت عن قتلى في صفوفه.

وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن قصفا من مدفعية النظام طال محيط بلدة رنكوس ومزارعها في القلمون بريف دمشق، حيث شهدت المنطقة اشتباكات بين الجيش الحر وعناصر من حزب الله أسفرت عن مقتل عدد منهم وتدمير دبابتين لهم على مشارف مرصد صيدنايا.

وقال ناشطون إن قذائف هاون سقطت قرب حي المالكي في دمشق، كما سقطت قذائف هاون على خزان الوقود في مبنى آمرية الطيران قرب ساحة الأمويين وسط العاصمة السورية.

حلب واللاذقية

من جانب آخر ذكرت شبكة شام أن الجيش الحر استمر في تقدمه على جبهة حلب حيث سيطر صباح اليوم الخميس على مبنى الخدمات الفنية ومبنى الهلال الأحمر قرب الاستخبارات الجوية شمال غربي حلب.

وأكد ناشطون أن عددا من قوات النظام قتلوا جراء نسف الجيش الحر أحد مقراتهم في جبهة الشيخ نجار شمال شرق حلب.

وفي محافظة اللاذقية على الساحل السوري بث ناشطون صوراً تظهر استهداف الجيش الحر مواقع قوات النظام في محيط برج 45 بريف اللاذقية بقذائف الهاون. وتحاول قوات النظام منذ فترة استعادة السيطرة على البرج بعدما فقدته إبان اقتحام قوات المعارضة منطقة كسب.

وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بسقوط أربعة قتلى -منهم أطفال- وعدد من الجرحى جراء قصف من مدفعية النظام على مدينة الرستن بريف حمص الشمالي. كما طال القصف بلدة تلبيسة في ريف حمص الشمالي أيضا.

وقال مركز صدى الإعلامي إن قتلى وجرحى سقطوا خلال اشتباكات بين قوات الدفاع الوطني والجيش النظامي في حي باب السباع بحمص.

وأورد مركز حماة الإعلامي معلومات عن قصف قوات النظام براجمات الصواريخ مدينة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في مدينة مورك.

وفي شرق البلاد، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على أسوار مطار دير الزور العسكري وسط غارات للطيران الحربي على محيط المطار، بينما استهدف قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة حي الموظفين.

عودة تنظيم الدولة

من جانب آخر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام اقتحم اليوم الخميس مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور، وتقدم فيها وسط اشتباكات عنيفة مع مسلحين من المعارضة، في مسعى للسيطرة على المدينة ومعبرها الحدودي مع العراق.

وأوضح المرصد أن الاشتباكات أدت إلى مقتل 24 عنصرا على الأقل من الطرفين، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة يحاول استعادة نفوذه في دير الزور عبر التقدم من ثلاثة محاور “هي جنوب الحسكة، والأراضي العراقية، ومنطقة البادية (الصحراء) السورية”.

وذكر أن تنظيم الدولة سيطر قبل أيام على بلدة مركدة في جنوب محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية، كما سيطر قبل أقل من أسبوعين على بلدة البصيرة وقرى محيطة بها جنوب مدينة دير الزور.

وباتت دير الزور منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012 خارج سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وانسحب مقاتلو تنظيم الدولة يوم 10 فبراير/شباط الماضي من كامل محافظة دير الزور بعد ثلاثة أيام من المعارك مع مسلحي المعارضة.

وأتت هذه الاشتباكات ضمن المعارك التي تدور منذ مطلع يناير/كانون الثاني الماضي بين تنظيم الدولة وتشكيلات من المعارضة المسلحة، والتي أدت إلى مقتل قرابة أربعة آلاف شخص.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

                      2014

اشتباكات عنيفة بين “داعش” والجيش الحر في البوكمال

مقتل نادر الرخيتة قائد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وأسر أخيه صدام

العربية.نت

اقتحم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” صباح اليوم الخميس، مدينة البوكمال في شرق سوريا، وتقدم فيها وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من الجيش الحر وعناصر من جبهة النصرة، في سعي منه للسيطرة على المدينة، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس”، “اقتحم عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام فجر اليوم مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، ويخوضون اشتباكات عنيفة مع عناصر جبهة النصرة والكتائب الإسلامية” التي تسيطر على المدينة.

وأوضح أن عناصر الدولة الإسلامية “يتقدمون في المدينة، وسيطروا على أحيائها”، مشيرا الى أن الاشتباكات “أدت الى مقتل 24 عنصرا على الأقل من الطرفين”.

وأشار عبد الرحمن الى أن الدولة الإسلامية تسعى الى “السيطرة على المعبر الحدودي مع العراق”، الذي يربط البوكمال بمحافظة الأنبار التي تعد معقلا أساسيا للدولة الإسلامية في غرب العراق.

الرخيتة قائد “داعش”

وأفادت الأنباء بمقتل نادر الرخيتة قائد داعش بالبوكمال وأسر أخيه صدام أثناء الاشتباكات، وتقع البوكمال على الحدود العراقية، في محافظة دير الزور الغنية بآبار النفط. وباتت المدينة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2012 خارج سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان مقاتلو الدولة الإسلامية انسحبوا في العاشر من شباط/فبراير من كامل محافظة دير الزور بعد ثلاثة أيام من المعارك مع مقاتلين إسلاميين، منهم جبهة النصرة التي تعد ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

وسيطرت النصرة وكتائب إسلامية أخرى على البوكمال في حينه، بعد طرد لواء إسلامي مبايع للدولة الإسلامية كان موجودا فيها.

وأتت هذه الاشتباكات من ضمن المعارك التي تدور منذ مطلع كانون الثاني/يناير بين التنظيم الجهادي وتشكيلات من المعارضة المسلحة، والتي أدت الى مقتل قرابة أربعة آلاف شخص.

وأوضح عبد الرحمن أن الدولة الاسلامية تعاود استعادة نفوذها في محافظة دير الزور، عبر التقدم من ثلاثة محاور “هي جنوب الحسكة، والأراضي العراقية، ومنطقة البادية (الصحراء) السورية”.

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر المعارضة بالعثور على مقبرة جماعية قرب حقل الجفرة في دير الزور وتضم المقبرة أكثر من ثلاثين جثة تم العثور عليها بعد طرد تنظيم “داعش” من هذه المنطقة منذ أكثر من شهر.

الجيش السوري الحر يسيطر على مواقع بحلب

دبي – قناة العربية

حققت قوات المعارضة السورية تقدماً في حلب، حيث أعلن الجيش الحر أن وحداته المقاتلة شنت هجوماً عنيفا على مقر المخابرات التابع للنظام في حلب، إضافة إلى مواقع أخرى.

وقال موقع “شهبا برس” إن الحر سيطر ليل الأربعاء/ الخميس على دوّار المالية، بالإضافة إلى أكثر من ثلاثين مبنى في جمعية الزهراء، وأن الاشتباكات ما زالت مستمرّة في محيط فرع المخابرات الجوية.

يأتي ذلك فيما تدور اشتباكات عنيفة في محيط فرع المخابرات الجوية، كما اندلعت مواجهات عند معبر كراج الحجز الفاصل بين حي بستان القصر والمشارقة الخاضع لسيطرة النظام.

وعلى محاور دمشق وريفها وبينما أعلنت قوات النظام أنها اقتحمت بلدة رنكوس في القلمون، أعلنت تنسيقيات الثورة عن استمرار المعارك في مزارع رنكوس معقل الجيش الحر هناك وذلك لمنع تقدم قوات النظام في تلك المنطقة الاستراتيجية.

ومن جانبه، شن الطيران الحربي التابع للنظام سلسلة غارات عنيفة على بلدة المليحة التي تقبع تحت القصف منذ تسعة أيام بالتزامن مع اشتباكات اندلعت قرب حاجز النور حيث يحاول مقاتلو المعارضة منع جيش النظام المدعوم بمليشيات عراقية من التقدم.

وفي ريف دمشق أيضاً، أفادت تنسيقيات الثورة بأن قوات النظام تكبدت خسائر كبيرة في معركة الغوطة الغربية.

وفي ريف حمص أفادت لجان التنسيق المحلية بتعرض منطقة الحولة الى قصف عنيف، ولم تسلم مدينة تلبيسة هي الأخرى من القصف حيث تعرضت إلى غارات بالمدفعية الثقيلة ما أدى إلى تدمير المباني وسقوط عدد كبير من الجرحى.

الجيش السوري يقصف محيط بلدة رنكوس

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال ناشطون في المعارضة السورية، إن الجيش السوري قصف، صباح الخميس، بالصواريخ وقذائف المدفعية، محيط بلدة رنكوس ومزارعها في القلمون بريف دمشق.

وبثت وكالة الأنباء السورية صورا تُظهر أفراد الجيش السوري يتجولون داخل بلدة رنكوس.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه بإتمام السيطرة على هذه البلدة، أحكم الجيش السوري قبضته على نحو 90 بالمائة من المعابر الحدودية مع لبنان.

وبدأت القوات النظامية، الثلاثاء، هجومها على رنكوس التي تعتبر من آخر المناطق التي لا يزال مقاتلو المعارضة يتواجدون فيها في القلمون، إلى جانب مناطق جبلية محاذية للحدود اللبنانية، وبعض القرى الصغيرة المحيطة برنكوس مثل تلفيتا وحوش عرب وعسال الورد ومعلولا.

وكانت قوات الجيش سيطرت في منتصف مارس الماضي على بلدة يبرود، آخر المعاقل الكبيرة لمجموعات المعارضة المسلحة في القلمون.

وتعتبر منطقة القلمون استراتيجية لأنها تربط العاصمة ومحافظة حمص في وسط البلاد.

المعارضة السورية تطلب مضادات طائرات من العرب وتندد بوصف الجعفري لبيلاي بـ”المعتوهة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — كشف رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، أنه طلب من الدول العربية تزويد الجيش الحر الذي يقاتل نظام الرئيس بشار الأسد بالسلاح النوعي، وخاصة مضادات الطائرات، معتبرا أن قلب موازين القوى على الأرض سيكون “أساسيا” للحل السياسي.

مواقف الجربا جاءت خلال اجتماع عقده الأربعاء مع المجلس العسكري الأعلى للمعارضة السورية، عرض خلاله خلاصة لقاءاته خلال القمة العربية في الكويت، وأكد خلاله أن الائتلاف “سيحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب في سبتمبر/أيلول القادم، شاغلا مقعد الجمهورية العربية السورية في الجامعة العربية” وهو الأمر الذي لم يتح له بالقمة.

كما تحدث الجربا عن مطالبة الائتلاف “للدول الشقيقة والصديقة” بالتسليح النوعي، معبرا عن “أمله بأن يتم تزويد الجيش السوري الحر بمضادات الطائرات بأقرب وقت ممكن، لأن تغيير موازين القوى على الأرض سيكون أساسا لأي حل سياسي مستقبلي.”

وفي سياق متصل، اعتبر رئيس اللجنة القانونية للائتلاف، هيثم المالح، مطالبة مفوضة حقوق الإنسان، نافي بيلاي، مجلس الأمن بإحالة الملف السوري لمحكمة الجنايات الدولية، “خطوة إيجابية التي من شأنها إعادة روابط الثقة بين مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وبين الشعب السوري، الذي يعتبر ضحية الجشع السياسي لنظام الأسد وحلفائه.”

ونقل الائتلاف الوطني المعارض عن المالح قوله: “نأمل من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، أن تسعى هي الأخرى، نحو إعادة بناء الثقة مع السوريين، وعدم استخدام الفيتو من أجل مصادرة حياة الآخرين، لأنّ ذلك أقلّ ما يجب عمله، لإنقاذ ما تبقى من صرخات الإنسانية في سوريا، والتي يحاول الأسد تضليل الرأي العام العالمي، لعدم سماعها، من خلال كذبة الإرهاب، التي تعتبر تهمةً جاهزة يلصقها نظام الأسد، بكلّ من يخالفه بالآراء أو يسعى لإسقاطه.”

وندد المالح بوصف ممثل دمشق لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، لبيلاي بـ”المعتوهة والمجنونة” فقط لأنّها “تكلّمت بحيادية، مبتعدة في تقريرها عن التجاذبات السياسية التي من شأنها أن تشوه الحقائق على أرض الواقع” في إشارة إلى تقرير قدمته بيلاي حملت فيه الحكومة السورية المسؤولية الأكبر عن انتهاكات حقوق الإنسان، قائلة إن ما تفعله قواتها لا يقارن بانتهاكات المعارضة.

نشطاء: تقديرات بوجود 800 مغربي بسوريا قتل منهم 120

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—توقع نشطاء مغاربة يقاتلون في سوريا إلى وجود أكثر من 800 مغربي داخل الأراضي السورية قتل منهم نحو 120 شخصا خلال الأشهر الماضية، بحسب ما جاء في تقرير لـ”هيسبريس” المغربية.

وجاء في تقرير هسبريس أنه وفي “غياب إحصائيات دقيقة حول عدد المغاربة المتواجدين في سوريا، إلا أن تقديرات الناشطين المقاتلين منهم تتحدث عن أزيد من 800 مغربي، جاءوا من مختلف المدن المغربية، قتل منهم حوالي 120 شخصا، في معارك متفرقة، آخرها ما سمي بمعركة الأنفال ضد الجيش السوري، والتي تجري أطوارها بريف اللاذقية، حيث قتل حوالي 60 مغربيا، زيادة على عشرات الإصابات.”

وأشار التقرير إلى وجود “حالة من الاستنفار تعيشها الأجهزة الأمنية بالمغرب منذ أشهر لترصد المغادرين للتراب الوطني صوب سوريا للقتال إلى جانب فصائل جهادية، كما العائدين منها، بعد أن قضوا أياماً أو أشهرا يتجولون في الأرياف المشتعلة بنيران المعارك بحثا عن الجنة والشهادة، أو محاصرين في تركيا، بعد أن تبين لهم أن الجهاد لم يعد فريضة في أرض دمرتها أسلحة النظام ومزّق أوصالها تناحر الفصائل الإسلامية فيما بينها.”

مصادر بالجبهة الوطنية التقدمية السورية: إجماع على ترشيح الأسد

روما (10 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفت مصادر مطلعة في الجبهة الوطنية التقدمية أن يكون أحد من أحزاب هذه الجبهة التسعة في وارد ترشيح ممثل عنها في الانتخابات الرئاسية، وأشارت إلى وجود “إجماع” لترشيح الأسد لولاية ثالثة

وقالت هذه المصادر التي رفضت الإفصاح عن اسمها لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن الإجماع منعقد في الجبهة على تبني ترشيح الرئيس بشار الأسد لهذا الموقع”، وأكّدت على أن الحزب السوري القومي وهو أحد أحزاب الجبهة لن يعمد إلى ترشيح أحد من أعضائه بعدما تم تداول مثل هذا الاحتمال.

ومن المرجح، وفق هذه المصادر، أن يتم الإعلان عن ترشيح الرئيس الأسد لولاية رئاسية ثالثة بعد عيد الفصح المقبل الذي يصادف يوم الأحد أو قبل نهاية الشهر الجاري.

كما علمت (آكي) أن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية أخذت تنشط للمشاركة في الحملة الانتخابية، وحددت بشكل مسبق دائرة نشاطاتها ومستوى الأداء الذي تريده “مميزاً” لإنجاز ما أسمته بـ “الاستحقاق الوطني الكبير”. و من المرجح أن معظم أحزاب الجبهة ستظل قياداتها في حال انعقاد دائم حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية.

وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قد أعلن قبل أيام أن الترشح للانتخابات الرئاسية سيتم في الأيام العشرة الأخيرة من نيسان الجاري، وأن سورية لن تسمح بأن يؤخره أو يؤجله أي سبب كان أمنيا أو عسكرياً أو سياسياً داخلياً وخارجياً، وأكد أن “الدولة السورية تعتبرها بمثابة اختبار لخطابها السياسي وإيمانها بالحلول السياسية واحترامها للدستور”.

وترفض المعارضة السورية والكثير من الدول التي لها علاقة بالملف السوري ترشح الأسد لولاية ثالثة وتعتبر أن ذلك سيقضي على فرص الحل السياسي في البلاد.

الهجمات المرتبطة بسوريا تمثل “التهديد الإرهابي الرئيسي لبريطانيا

حذر رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في بريطانيا من أن أهم تحد تواجهه الجهات الأمنية في البلاد الآن هو الإرهاب المرتبط بسوريا.

وعبر تشارلز فار عن وجهة نظره تلك في تقريره السنوي.

وقال فار إن التسريبات التي كشف عنها موظف الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودين “جعلت عملنا في مكافحة الإرهاب أصعب مما كان عليه من قبل، ويعني هذا أنه ليس بمقدورنا فعل بعض الأشياء التي كنا نفعلها في السابق”.

ولكنه كشف عن أن “عددا محدودا” من الأفراد منعوا من السفر جوا إلى بريطانيا بسبب خشية أن يشكلوا تهديدا.

ولم يكن أي شخص من بين هؤلاء يحمل متفجرات، وليس من الواضح بعد البلاد التي كانوا يعتزمون السفر منها.

بلدان ومجموعات جديدة

وجاء في تقرير فار “أن مصدر التهديد الإرهابي لبريطانيا يأتي من نطاق واسع ومتزايد من البلدان والمجموعات، وكثير منها جديد”.

وقد أصبحت سبل مواجهة تلك التهديدات أصعب، ولا تزال، لأن تلك البلدان الجديدة “لا ينفذ فيها القانون، ووكالات الأمن فيها لا تعمل طبقا لمستوياتنا بشأن حقوق الإنسان وقواعد القانون”.

وقال التقرير – الذي يغطي عاما كاملا حتى سبتمبر 2013 – إن عددا من الأفراد، قد يقدرون بمئات، سافروا من بريطانيا لدعم جماعات إرهابية تقاتل في سوريا، “أكثر ممن سافروا إلى العراق”.

وأشار التقرير إلى أن الحكومة قلقة بشأن ما يمثلونه هؤلاء من تهديد لبريطانيا، لكن التعامل مع هذا الأمر كان “تحديا كبيرا جدا” لعدد من الأسباب، من بينها سهولة السفر عبر حدود مخترقة، وسهولة الحصول على أسلحة.

كما أن ما كشف عنه سنودين – الذي كشف عن معلومات حساسة بشأن مراقبة الاستخبارات الأمريكية للإنترنت والهواتف – جعلت التحدي الأمني أكثر صعوبة، بحسب ما قاله فار للصحفيين.

وأضاف أنه بسبب تلك التسريبات فإن “متابعتنا للأنشطة المرتبطة بالإرهاب ليست جيدة كما ينبغي أن تكون”، مشيرا أساسا إلى ما يمتلكه الأفراد الآن من معلومات ومعرفة بالمؤمرات.

ومن بين النقاط الأخرى التي وردت في التقرير:

    سلطة سحب أو رفض جواز بريطاني حين يشتبه بأن شخصا ضالع في الإرهاب، لم تمارس سوى 14 مرة منذ أبريل/نيسان 2013، في حالات ذات صلة بسوريا.

    في الفترة ما بين أبريل/نيسان 2012، وديسمبر/كانون الأول 2013، أحيل 1600 شخص إلى ما يعرف بـ”مشروع القناة”، وهو يهدف إلى تحديد الشباب الذين يخشى من خطر تطرفهم. وتلقى 300 منهم حتى الآن الدعم المطلوب.

    تقدر بريطانيا أن نحو 50 شخصا من جنسيات أجنبية خطفوا عبر أرجاء العالم بأيدي مجموعات إرهابية في 2013، ودفع لتحريرهم على الأقل ما قيمته 45 مليون دولار فدية.

BBC © 2014

حزب الله واثق من فوز الأسد والغرب راض بالجمود على مضض

بيروت (رويترز) – قال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية إنه يتعين على المعارضة السورية وداعميها في بعض الدول العربية والغربية أن يقبلوا بأن الرئيس بشار الأسد سيترشح في الانتخابات المتوقعة هذا العام ويفوز فيها حتى وإن حققت المعارضة المسلحة بعض المكاسب على الأرض. ويبدو أن خصوم الأسد في الخارج يتقبلون هذا الأمر على نحو متزايد.

وقال الشيخ نعيم خلال استقباله وفدا من وكالة رويترز في مكتبه بالضاحية الجنوبية لبيروت إن الأسد يظل بعد ثلاث سنوات من بدء الصراع المدمر محتفظا بتأييد شعبي في سوريا. وكان قد توقع قبل عامين فشل المعارضة في الاطاحة بالرئيس السوري.

وقال “على الجميع أن يعلم أن سوريا فيها خياران لا ثالث لهما: إما أن يبقى الرئيس بشار الأسد رئيسا باتفاق وتفاهم مع الأطراف الأخرى بطريقة معينة وإما أنه يستحيل أن تكون المعارضة هي البديل أو هي التي تحكم سوريا لأنها غير قادرة ولأنها جربت حظها وفشلت… لذلك الخيار واضح إما التفاهم مع الرئيس الأسد للوصول إلى نتيجة أو إبقاء الأزمة مفتوحة مع غلبة للرئيس الأسد في إدارة البلاد.”

وأضاف “يوجد واقع عملي. على الغرب أن يتعامل مع الواقع السوري لا مع أمنياته وأحلامه التي تبين خطأها. ولو استمروا في هذه المنهجية عشر سنوات سيبقى الحل هو الحل.”

وتجيء تعليقات الشيخ نعيم في أعقاب تصريحات لرئيس وزراء روسيا السابق سيرجي ستيباشين قال فيها بعد الاجتماع مع الأسد الاسبوع الماضي إن الرئيس السوري يشعر بأن وضعه آمن ويتوقع أن تنتهي المرحلة الرئيسية من العمليات العسكرية بنهاية العام الجاري.

وقال مسؤولون هذا الأسبوع إن الاستعدادات ستبدأ هذا الشهر لانتخابات الرئاسة وهي خطوة تعكس قدرا من التفاؤل في العاصمة دمشق أنها قد تنتهي بإعلان الأسد فوزه بتأييد شعبي يستخدمه في صد المساعي الرامية للتفاوض على انتقال السلطة والتي تدعمها الامم المتحدة.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يرشح الأسد نفسه لفترة رئاسية ثالثة في الانتخابات المقرر إجراؤها في غضون ثلاثة أشهر.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله “في قناعتي يترشح وينجح لأن له رصيدا شعبيا مهما في سوريا ومن كل الطوائف وعلى رأسها الطائفة السنية… أنا أرجح أن تحصل الانتخابات في موعدها وأن يترشح الرئيس الاسد وأن ينجح من دون منافسة.”

وكان الشيخ نعيم يتحدث ببلاغة وطلاقة وهو يعتمر عمامته البيضاء ويرتدي جبة بنية اللون وينتقي عباراته بعناية ولا تفارق الابتسامة محياه.

وأضاف أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين في حالة فوضى كاملة وليس لديهم سياسة متماسكة حول كيفية التعامل مع سوريا التي أضحت نقطة جذب للمقاتلين المتشددين من مختلف أنحاء العالم.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قال هذا الأسبوع إن الأسد لم يعد يواجه خطر إسقاطه وإن دمشق تجاوزت خطر التقسيم بعد ثلاث سنوات على بدء الصراع.

ويبدو أن هذا الرأي بدأ يترسخ في العواصم الغربية. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية هذا الأسبوع إن الأسد “قد يكون الناجي الوحيد من سياسة الجرائم الجماعية هذه” ووصفت ذلك بأنه نبأ سيء للسوريين.

وتستبعد فرنسا الآن استخدام القوة ضد سوريا رغم أنها كانت تتأهب العام الماضي للمشاركة في عمل عسكري لم يكتب له أن يتحقق. وتصف باريس المحادثات المتعثرة بشأن عملية انتقال سياسي بأنها “الخطة الوحيدة” وهو رأي يقول مسؤولون أمريكيون إن له مؤيدوه في واشنطن لاسيما بين القادة العسكريين الذين يفضلون الأسد على فوضى طائفية.

ورغم أن قوات المعارضة لا تسلم بالهزيمة فإن قادة من أمثال بدر جاموس من الائتلاف الوطني السوري يؤكدون أنه دون تدخل خارجي سيستمر الجمود الحالي.

وفقد الأسد السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال وشرق سوريا أصبحت خاضعة لسيطرة إسلاميين متشددين وجهاديين أجانب. وساعد مقاتلو جماعة حزب الله في تحويل دفة القتال لصالح الأسد الذي يبسط سيطرته القوية حاليا على معظم أنحاء وسط سوريا حول العاصمة وعلى المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.

ويحقق الجيش السوري مكاسب مطردة على طول الطريق البري وكذلك في المناطق المحيطة بدمشق وحلب خلال الشهور المنصرمة ليستعيد زمام المبادرة في الصراع الذي دخل عامه الرابع وقتل فيه أكثر من 150 ألف شخص.

وهذا يجعل الدول الغربية في مواجهة احتمال فقد نفوذها في الشرق الأوسط. ويرى كثيرون الآن استراتيجية جديدة تقوم على احتواء الأسد وما ترتب على الحرب من ملايين اللاجئين وجحافل المقاتلين.

وقال اندرو اكسيوم المسؤول الأمريكي السابق الذي عمل في قضايا الشرق الاوسط بوزارة الدفاع “الولايات المتحدة لديها سياسة معلنة بتغيير النظام لكنها لم تخصص الموارد اللازمة لتحقيق التغيير. أما استراتيجية الاحتواء الأمريكية الفعلية مناسبة جدا لما يرجح أن يكون حربا طويلة جدا.”

وتدعم دول غربية وبعض الدول العربية وتركيا المعارضة السورية في حين تدعم إيران وروسيا الأسد.

ودعا الشيخ نعيم إلى التمييز “بين ترشيح الرئيس الأسد وهو أمر واقع ونجاحه في الانتخابات بسبب الإطار الشعبي المؤيد له بالمجمل وبين استقرار سوريا السياسي الذي له علاقة بتدخلات الدول الأجنبية وبعض الدول العربية في شؤونها بحيث تمنع حتى الآن من الحل السياسي الشامل.”

وقال “ما لم يحصل حل سياسي شامل في المنطقة باتفاق الأطراف الداخلية فإن وضع الأزمة سيبقى مستمرا حتى ولو حصل بعض التغيير في موازين القوى وهو الآن يحصل لمصلحة النظام.

“لكن سوريا بالمجمل لا يمكن أن تستقر على المستوى السياسي والاجتماعي إذا لم يحصل هناك حل سياسي وإذا لم يتم إنجاز الخطوات التي تؤدي إلى اتفاق ينهي هذه الأزمة.”

وأكد أن المرحلة الحالية في سوريا وفي المنطقة “هي مرحلة انعدام وزن وعدم وجود حلول سياسية نهائيا… فأمريكا بحالة حيرة. هي من ناحية لا تريد للنظام أن يبقى ومن ناحية أخرى ليست قادرة على ضبط المعارضة التي تمثلها داعش والنصرة. ولذا كان الخيار الأخير أمريكيا هو بقاء الوضع في سوريا في حالة استنزاف لمرحلة غير محددة بانتظار تطورات يمكن أن تساعد على استشراف بعض الحلول إضافة إلى أن الأولوية الأمريكية اليوم هي خارج دائرة منطقة الشرق الأوسط وخاصة في الأزمة السورية.

“بناء عليه أفترض أو أتوقع أن تطول الأزمة السورية في حالة المراوحة بسبب عدم وجود قرار دولي إقليمي بتسهيل الحل السياسي.”

وتابع قائلا إن “كسر حالة المراوحة لمصلحة الحل السياسي لا يمكن أن تتم بإرادة المعارضة السورية لأنها معارضة مفككة ومشتتة ليس لها برنامج وغير قادرة على أن تحقق تمثيلا مناسبا في مقابل النظام.”

ودعا الدول الخارجية إلى “الكف عن تسعير الأزمة ومدها بالمال والسلاح وإبقاء الأمور في حالة غليان لمصلحة تشجيع الأطراف على أن يبحثوا عن إجراءات سياسية منطقية قادرة على أن يجلس النظام مع المعارضة ليتفاهموا على حلول يمكن أن تكون محطة لحلول سياسية أوسع وأشمل وبغير هذه الطريق لا أجد حلا.”

وقال نائب الأمين العام لحزب الله “القناعة الأمريكية الدولية الآن منصبة على ضرورة بقاء الأزمة السورية مفتوحة وليس لديهم قرار جدي بالحل. وبناء عليه فإن استمرار دعم بعض الدول الإقليمية والعربية للمعارضة له علاقة بمحاولة الاستفادة من الوقت الضائع علهم ينتهزون فرصة تستطيع من خلالها المعارضة أن تحصل على شيء. لكن في رأيي هذه إضاعة للوقت واستنزاف للشعب السوري ومزيد من القتل والتدمير. فحالة المراوحة هي حالة سلبية للشعب السوري وليست حالة إيجابية.”

ولعب مقاتلو حزب الله دورا في دحر مقاتلي المعارضة حول مزار شيعي قرب دمشق كما أن السيطرة على القلمون وخصوصا يبرود ساعدت الأسد على قطع خط إمداد لقوات المعارضة عبر الحدود من لبنان. وتقع تلك البلدة قرب الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب في الشمال وبساحل البحر المتوسط في الغرب حيث تتركز الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.   وقال الشيخ نعيم إنه على الرغم من تحقيق نصر كبير فإن من السابق لأوانه الحديث عن انسحاب حزب الله.

وأضاف “نحن موجودون في سوريا حيث يجب أن نكون… وبالتالي كل الدعايات التي تتحدث عن وجودنا في كل مكان وفي كل بقعة هي دعايات غير صحيحة. نحن نعلم أين نتواجد وما هو الأمر الذي يؤدي إلى حماية ظهر المقاومة وخط المقاومة وهذا هو العنوان الأساسي في التعاطي مع الملف السوري.

“إلى الآن نعتبر أن وجودنا في سوريا ضروري وأساسي أما متى يتغير هذا الظرف فهذا أمر ميداني سياسي يتطلب قراءة ومراجعة في المستقبل من أجل أن نحدد صيغة أخرى إذا كنا سننتقل إليها. أما إذا بقينا على وضعنا وكانت الظروف متشابهة فنحن حيث يجب أن نكون.”

وأشار الى أن معارك القلمون سارت “بانسياب وهدوء وراحة وتكتكة ما يدل بأن الأمور ليست معقدة وإنما فيها يسر وفيها شيء من التخطيط الدقيق الذي يساعد على تقليل الخسائر وإيصال النتيجة وهي ضرورة أن لا يفكروا بسلوك الطريق العسكري للوصول إلى الحلول المطلوبة.. أن يفكروا في الطريق السياسي وأن يبذلوا له فهذا أنفع وأربح.”

وأذكى الصراع في سوريا التوتر بين السنة والشيعة في لبنان وفي أنحاء العالم العربي. وينتمي معظم مقاتلي المعارضة في سوريا للسنة في حين أن الأسد من الطائفة العلوية الشيعية.

وأعلنت جماعات سنية متشددة المسؤولية عن تفجير سيارات ملغومة استهدفت الضاحية الجنوبية ببيروت وهي معقل حزب الله كما سقطت صواريخ على بلدات شيعية وسنية في سهل البقاع. وساهمت الإجراءات التي قام بها الجيش والأجهزة الامنية بمساعدة حزب الله على الحد من هذه التفجيرات.

وقال الشيخ نعيم “العمل في مواجهة الانتحاريين والسيارات المفخخة كان عملا جيدا إذ أنه تشعب لجوانب عدة. الجانب الأول هو الجانب السياسي الذي فيه إبراز لحقيقة الخطر والمشكلة ومنبوذية هؤلاء. الجانب الثاني هو العمل الأمني الذي كشف معاقلهم وقبض على بعض المرتكبين. الجانب الثالث الإجراءات التي اتخدت من خلال الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالحواجز المختلفة التي ضيقت على الحركة. الجانب الرابع هو معركة يبرود وما أحاط بها لأن يبرود كانت مركز الثقل في تصدير السيارات المفخخة بسبب الكراجات والمصانع المخصصة لهذا الأمر. ونستطيع القول أن يبرود هي مركز الإدارة والإنطلاق.”

أضاف “عندما تشابكت هذه العوامل الأربعة أدى هذا إلى إضعاف كبير لجماعة القاعدة ومن معها وبالتالي تراجعت العمليات بنسبة كبيرة جدا ونعتقد أن الوضع تحسن في هذا الإطار بنسبة كبيرة جدا وإن كان يجب أن نبقى منتبهين وحذرين وأن يتابع هذا الملف بنفس الحيوية كي لا يكون لهم منفذ لاستغلال أي ثغرة.. وإلا النتائج واضحة من خلال الواقع الميداني.”

وعن المواجهة مع إسرائيل قال الشيخ نعيم “قتال إسرائيل يكون بأن نكون على جهوزية كاملة لنحرر في الوقت المناسب وندافع في الوقت المناسب ونردع في الوقت المناسب ونبقي المعادلة مع إسرائيل قائمة حتى لا تتجاوز حدودها وهذا أمر حاصل حاليا.”

وتابع قائلا “آخر حادثة عندما أطلقت إسرائيل صواريخها على الحدود اللبنانية السورية في منطقة جنتا على نقطة لحزب الله تم الرد المناسب الذي جعل إسرائيل تدرك تماما بأنها قد تدخل في مشكلة كبيرة إذا أرادت أن تقوم بهذا النوع من الاعتداءات.”

وكان نصر الله أعلن يوم الاثنين المسؤولية عن تفجير استهدف دورية إسرائيلية على الحدود في مارس آذار قائلا إن الهجوم رد على غارة جوية إسرائيلية على هدف تابع للحزب على الحدود السورية اللبنانية قبل شهر.

من سامية نخول وليلى بسام

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – شارك في التغطية دومينيك ايفانز ومريم قرعوني – تحرير مصطفى صالح)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى