أحداث الخميس 11 آب 2016
روسيا تُعلن هدنة صباحية في حلب
لندن، نيويورك، واشنطن، جنيف، بيروت – «الحياة»، ريترز، أ ف ب
ظهر انقسام غربي- روسي في مجلس الأمن إزاء بيان قدمته بريطانيا يُخير أهالي حلب بين البقاء في المناطق المحاصرة أو مغادرتها، في حين تمسكت موسكو فقط بالسماح للمحاصرين بالخروج من أحيائهم، وسط تحذيرات من «إفراغ» المدينة من سكانها، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستطبق هدنة لثلاث ساعات يومياً (صباحية) في ريف حلب لإدخال المساعدات الإنسانية. ونقل مسؤول دولي عن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان «مهلة الثلاث ساعات يوميا في حلب غير كافية للوصول الى جميع المحتاجين». وتبلغت المعارضة السورية أمس من داعميها «التزام الحل السياسي» واستمرار المحادثات بين واشنطن وموسكو للوصول إلى اتفاق لوقف العمليات القتالية والهدنة وإدخال المساعدات الإنسانية. (راجع ص3)
وأعلن الجنرال سيرغي رودسكوي من وزارة الدفاع الروسية، أنه سيتم وقف إطلاق النار ثلاث ساعات يومياً بين العاشرة صباحاً والواحدة يومياً في حلب للسماح بدخول القوافل الإنسانية للمدينة. وأضاف: «جميع العمليات العسكرية والضربات الجوية وضربات المدفعية» ستتوقف خلال تلك الفترة، وأن روسيا والسلطات السورية على استعداد لمساعدة جميع المنظمات المعنية على تسليم المساعدات الإنسانية بسلام إلى سكان حلب. وقال رودسكوي أيضاً إن حوالى سبعة آلاف «متشدد» من «جبهة فتح الشام» احتشدوا جنوب غربي حلب الأسبوع الماضي ولا يزال عناصر جدد ينضمون إليهم، لكن نشطاء معارضين أشاروا إلى أن عناصر «النصرة» جزء من تكتلين يضمان فصائل معتدلة وأخرى إسلامية يقاتلان في حلب.
ويترأس الجانبان الأميركي والروسي اجتماعي مجموعة العمل الإنسانية المنبثقة من «المجموعة الدولية لدعم سورية» ومجموعة «اتفاق وقف العمليات القتالية» في جنيف اليوم، للبحث في تحقيق بعض التقدم في هذين الملفين، على أمل تخفيف التصعيد بعد معارك حلب وبحث إمكان استئناف مفاوضات السلام نهاية الشهر الجاري، كما يأمل المبعوث الدولي ستيفان دي ميتسورا.
وأفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بأنه تبلغ من المبعوث الأميركي مايكل راتني في لقاء في إسطنبول أمس، «استمرار المحادثات (الأميركية) مع الجانب الروسي»، موضحاً أنه «لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد لكن تطورات الأوضاع في حلب جعلت منها الموضوع الأول الذي ينبغي إيجاد حل له بشكل عاجل». وأضاف «الائتلاف» أنه «جرى «التفاهم على ضرورة وجود حرية كاملة لعبور المدنيين، ووضع حد لمعاناة السوريين والوصول إلى دولة جديدة من دون (الرئيس) بشار الأسد عبر تفعيل المسار السياسي». كما تبلغ رئيس «الائتلاف» أنس العبدة في رسالة من وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون تمسك لندن بـ «الانتقال السياسي» وضرورة وقف حقيقي للقتال وإيصال مساعدات إنسانية، و«شدد على أن الانتقال السياسي المستند إلى القرارات الدولية 2254 وبيان جنيف هو الوحيد لوضع حد لمعاناة الشعب السوري».
في نيويورك، عطلت روسيا مجدداً أمس مشروع بيان طرحته بريطانيا في مجلس الأمن دعا إلى ضمان حرية اختيار سكان حلب بين البقاء فيها أو مغادرتها، كما يدعم إعلان هدنات إنسانية لضمان إرسال المساعدات الإنسانية من دون معوقات إلى حلب وكل المناطق المحاصرة. وبرز الخلاف في المجلس بين وجهتين أساسيتين وصفهما ديبلوماسي غربي بأنهما «وجهة روسية تسعى إلى إفراغ حلب من سكانها، ووجهة أخرى تسعى إلى إدخال المساعدات إلى السكان حيث هم أو حيث يختارون أن يكونوا»، وهو ما ترجم في الانقسام حول مشروع البيان البريطاني.
وقال الديبلوماسي الغربي إن روسيا «كما بينت مداخلات السفير الروسي فيتالي تشوركين في جلسة المشاورات الثلثاء، تريد فتح الطريق أمام سكان حلب لكي يغادروها، وهذا سخيف ولن نقبل به». وأضاف أن بريطانيا اقترحت مشروع بيان يؤكد «حرية خيار السكان بين البقاء أو المغادرة، مع التأكيد على ضرورة مد كل السكان المحاصرين بالمساعدات أينما وجدوا في مناطق المدينة المختلفة». ويدعم مشروع البيان البريطاني «دعوة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين بأن تتقيد كل الأطراف بإعلان هدنات كافية لإيصال المساعدات الإنسانية عبر خطوط القتال وعبر الحدود إلى حلب». ويشدد على أن «أي مبادرة إنسانية يجب أن تتم بناء على المبادئ الإنسانية وأن تقودها جهات إنسانية محايدة». ويؤكد أن «أي مبادرة إنسانية تسمح بإخلاء السكان المدنيين من حلب يجب أن يضمنها كل الأطراف وأن تُطبق بشكل مستقل وقابل للمراقبة، وأن يضمن لكل المدنيين إمكان الحركة الطوعية والحرة، بما فيها اختيار الطرق أو الوجهة التي يسلكونها، إن هم اختاروا المغادرة».
ويشدد على أن «المساعدات الإنسانية يجب أن تسلم إلى السكان أينما كانوا، بغض النظر إن اختاروا المغادرة أو البقاء في حلب، وعلى «دعوة كل الأطراف إلى التعاون لإيصال المساعدات من دون معوقات، ومع جهود مجموعة الدعم الدولية لسورية لإعادة إحياء وقف الأعمال القتالية»، إضافة إلى أن «الهدن التي يتم التوصل إليها لن تشمل العمليات العسكرية ضد داعش وجبهة النصرة، وكل الأفراد والمجموعات المرتبطين بتنظيم القاعدة أو داعش أو مجموعات إرهابية أخرى وفق التصنيف المعتمد من جانب مجلس الأمن».
إلى ذلك، قال مسؤولون أميركيون إن طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حذرت سائقي صهاريج كانت تنقل النفط لحساب تنظيم «داعش» في سورية قبل أن تقصفها. وشاركت عدة طائرات في عملية القصف، التي أدت إلى تدمير 83 صهريجاً للتنظيم كانت تنقل نفطاً شرق سورية الأحد. وقال الجنرال الأميركي شون ماكفارلاند قائد الحملة التي يشنها التحالف بقيادة واشنطن ضد «داعش»، إن ما يقارب 45 ألف متطرف قتلوا في العراق وسورية منذ بدء الحملة التي يشنها التحالف لهزيمة التنظيم المتطرف قبل عامين.
أنقرة تقرّ بخلاف مع موسكو حول مصير الأسد
موسكو – رائد جبر أنقرة – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب
كثّفت أنقرة وموسكو أمس محادثاتهما من أجل تسوية الأزمة السورية، بعد لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في سان بطرسبورغ الثلثاء. وأشارت أنقرة إلى توافق بين الجانبين في شأن وقف النار والحلّ السياسي، مستدركة أن هناك خلافاً حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد وكيفية إنجاز عملية الانتقال السياسي. واعتبرت أن «مستقبل نظام الأسد» بات «قضية ثانوية» بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
وفي مقابل مهادنة أنقرة موسكو، صعّدت لهجتها إزاء الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، اذ شكت من انتقادات تعرّضت لها بسبب شنّها حملة لتصفية جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن، بعدما اتهمته بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف الشهر الماضي.
ورأى إبراهيم كالن، الناطق باسم أردوغان، أن بحث تركيا عن «خيارات أخرى» في شأن التعاون الدفاعي، هو أمر طبيعي، إذ لم تتلقَ دعماً تتوقّعه من أصدقائها الغربيين وشركائها في «الأطلسي»، بعد المحاولة الانقلابية.
أما وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، فاعتبر أن الاتحاد الأوروبي «رسب في اختبار» المحاولة الفاشلة، محذراً من أنه قد «يخسر» تركيا. وشدد على أن إصلاح أنقرة علاقاتها بموسكو «لا يوجّه رسالة للغرب»، مضيفاً: «اعتبرنا دوماً علاقاتنا بروسيا مكمّلة، لا بديلاً» للغرب. لكن سليم ينيل، المبعوث التركي لدى الاتحاد، نبّه إلى أن العلاقات بين الجانبين مرّت بمراحل «أسوأ بكثير». وأكد «الأطلسي» أن تركيا «حليف يحظى بتقدير»، مشدداً على أن عضويتها في الحلف «ليست مطروحة لنقاش».
وتكتّمت موسكو أمس على نتائج الجولة الثانية من محادثات بوتين – أردوغان، والتي ركّزت على الوضع في سورية، فيما أعلن جاويش أوغلو توجّه مدير جهاز الاستخبارات التركية وممثّلين عن وزارة الخارجية والجيش إلى موسكو، لإجراء محادثات حول سبل تسوية الأزمة السورية. وأشار إلى رفع مستوى التمثيل مستقبلاً، ليصبح على مستوى وزيرَي الخارجية، علماً أن صحيفة «فيدوموستي» الروسية أوردت أن النزاع السوري يبقى «المشكلة الوحيدة التي لم تُسوّ» بين الجانبين.
ورأى جاويش أوغلو أن تركيا وروسيا تستطيعان أن تجدا أرضية مشتركة في شأن سورية، مضيفاً: «نتشابه في التفكير في ما يتعلّق بوقف النار والمساعدات الإنسانية والحاجة إلى حلّ سياسي»، ومستدركاً: «ربما نفكّر في شكل مختلف في ما يتعلّق بكيفية تنفيذ وقف النار. لا نريد أن تؤذي الهجمات المدنيين، ونعتقد بأن شنّ هجوم على المعارضة المعتدلة ليس مناسباً. ولا نجد حصار حلب مناسباً». وأعلن أن قمة بوتين- أردوغان نجحت في التوصل إلى اتفاق لإقامة «آلية مشتركة» لمحاولة إنجاز تسوية في سورية.
وأشار جاويش أوغلو إلى «توقيف طيارين أتراك شاركوا في إسقاط المقاتلة الروسية» فوق الحدود السورية الخريف الماضي، لافتاً إلى أن «القضاء سيدرس المسألة ويقوّمها بكل أبعادها».
أما كالن، فذكر أن «مسألة إسقاط القاذفة لم تُبحث» خلال القمة، مشيراً إلى أن الروس «تصرّفوا بنضج حيال هذه المسألة». واعلن إن أنقرة وموسكو اتفقتا على إنشاء صندوق استثماري مشترك، في إطار استعادة الروابط بين الجانبين.
ولفت إلى أن القمة «ركّزت على وقف الاشتباكات» في سورية، و»إيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب، وتحقيق مرحلة الانتقال السياسي، والحفاظ على وحدة التراب السوري». وأضاف أن أردوغان وبوتين «قررا أن يشكّل كل طرف آلية ثلاثية تضمّ موظفين في الاستخبارات والجيش والسلك الديبلوماسي، تعملان معاً من أجل تسوية الأزمة السورية»، مشيراً إلى أن اللقاء الأول بين الآليتين سيُعقد اليوم. ولفت إلى «خلاف في الرأي بين الجانبين حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكيفية تحقيق عملية الانتقال السياسي، ووقف الاشتباكات وحماية وحدة الأراضي السورية».
وأسِف لأن «نظام الأسد ومستقبله والهجمات ومقتل المدنيين، باتت قضية ثانوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة»، وزاد: «عند النظر في عموم سورية، ومقارنتها مع أولوية الولايات المتحدة في مكافحة (تنظيم) داعش، تمكن رؤية أن الاستراتيجية الأميركية ليست نهجاً في حلّ مشكلة الإرهاب». وتابع: «بقاء النظام يُغذّي داعش والمجازر في سورية، لذلك فإن تجاهل النظام والتركيز على داعش فقط استراتيجية خاطئة».
على صعيد آخر، أفادت وكالة «تاس» الرسمية الروسية للأنباء، بأن اختيار أردوغان روسيا لتكون أول محطة يزورها بعد المحاولة الانقلابية، عكست رغبته في إظهار امتنانه لموسكو بعدما حذرت أنقرة قبل ساعات من وقوع المحاولة الفاشلة.
وأضافت أن الجيش الروسي التقط مكالمات لاسلكية بين مدبري الانقلاب، وأبلغ جهاز الاستخبارات الروسية بفحواها، فنقل هذه المعطيات الى نظيره التركي. وكشفت المعلومات التي رصدتها الاستخبارات الروسية أن خطط الانقلابيين تضمّنت إرسال مروحيات إلى مرمريس، حيث كان أردوغان في إجازة عائلية، واعتقاله أو قتله.
«داعش» يشنّ ثلاث هجمات على ريف منبج
لندن – «الحياة»
شنّ تنظيم «داعش» ثلاث هجمات على شمال منبج وجنوبها الغربي، بعد الخسارات التي تعرّض لها داخل المدينة أمام «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن «داعش نفذ 3 هجمات عنيفة في الأرياف الشمالية والجنوبية والغربية لمدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث حاول التنظيم التقدم من هذه المحاور الثلاثة نحو المدينة، واستمرت الاشتباكات بين الجانبين منذ ليل أمس وحتى صباح اليوم (أمس)، مترافقة مع دوي انفجارات ناجمة عن قصف واستهدافات متبادلة بين الجانبين».
وأسفرت الاشتباكات في القسم الشمالي من المدينة وفي أريافها الثلاثة، عن مقتل 27 عنصراً على الأقل من التنظيم و»معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف مقاتلي قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية.
وكانت «قوات سورية» سيطرت مدعومة من غارات التحالف الدولي بقيادة أميركا، على منبج بعد قتال عنيف مع «داعش» منذ 31 أيار (مايو) الماضي.
في الوسط، أشار «المرصد» الى أنه «لا تزال الاشتباكات متواصلة بين قوات النظام والمسلّحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في محيط حقل جزل النفطي ببادية تدمر في ريف حمص الشرقي، وسط قصف مستمر من قوات النظام على مناطق الاشتباكات».
ولفت الى معارك أخرى في منطقة الشنداخيات ومحيط جب الجراح في بادية حمص الشرقية، «بالتزامن مع قصف جوي على المناطق ذاتها، واشتباكات في محاور بريف حمص الشرقي وسط تقدم لقوات النظام في المنطقة».
وأضاف أنه خلال «تجدد الاشتباكات بين الطرفين في محيط حقل جزل ببادية تدمر، شنت الطائرات الحربية غارات على مناطق الاشتباك، حيث ارتفع إلى ما لا يقل عن 13 عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها الذين قتلوا في شرق تدمر، إضافة الى مقتل أكثر من 9 من عناصر تنظيم داعش خلال اشتباكات بين الجانبين في محيط الصوامع ببادية تدمر الشرقية خلال الأيام الفائتة».
روسيا تُعلن هدنة 3 ساعات يومياً في حلب الأمم المتحدة لا تعتبرها كافية وواشنطن ترحب
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس انها ستوقف النار في محيط مدينة حلب التي تشهد معارك ضارية ثلاث ساعات يومياً للسماح بادخال مساعدات انسانية الى المدينة.
وصرح قائد العمليات في هيئة اركان الجيش الروسي اللفتنانت جنرال سيرغي رودسكوي للصحافيين :”لضمان السلامة التامة للقوافل المتجهة الى حلب ستكون هناك فترات تهدئة انسانية من الساعة 10:00 الى 13:00 بالتوقيت المحلي ابتداء من غد سيتم خلالها وقف كل المعارك والغارات الجوية والقصف المدفعي”.
وستبدأ هذه الهدنات الانسانية اليوم بين السابعة والعاشرة صباحاً بتوقيت غرينيتش لكن رودسكوي لم يحدد كم يوماً ستستمر.
وقال ان “أكثر من ألف شخص قتلوا وأصيب نحو الفين” في صفوف الفصائل المقاتلة خلال الأيام الاربعة الأخيرة في جنوب غرب حلب.
وأكد فتح طريق الى منطقة في شمال المدينة عبر منطقة الكاستيلو “لضمان السلامة وتنظيم ايصال الطعام والماء والوقود والادوية وغيرها من المواد الاساسية الى مناطق غرب وشرق المدينة على مدار الساعة”.
وأضاف: “نحن ندعم مقترح الامم المتحدة للاشراف المشترك على ايصال المساعدات الانسانية الى سكان حلب على امتداد طريق الكاستيلو”.
لكن الامم المتحدة قالت ان الهدنة التي اعلنت عنها روسيا لمدة ثلاث ساعات للسماح بوصول المساعدات الى حلب لن تكون كافية لتلبية حاجات المدنيين في المدينة.
وصرح نائب الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ستيفن أوبراين: “لتلبية هذا الحجم من الحاجات نحتاج الى ممرين ونحتاج الى 48 ساعة تقريباً لادخال عدد كاف من الشاحنات”. وقال إنه لم يطلع تماماً على الاقتراح الروسي، الا ان هناك مسائل لوجيستية معقدة يجب معالجتها بينها ضمان الوقت الكافي لسائقي الشاحنات لدخول المدينة والخروج منها بامان.
ولاحظ انه “عندما تعرض علينا ثلاث ساعات، علينا ان نسال ما يمكن تحقيقه في ثلاث ساعات… هل لتلبية الحاجات أم لتلبية جزء صغير جداً فقط من الحاجات؟… من وجهة نظرنا، من الواضح اننا موجودون هناك لتلبية جميع الحاجات، ونحتاج الى القدرة الكافية للقيام بذلك”.
واشنطن
أما وزارة الخارجية الأميركية فقالت تعليقا ًعلى الهدنة التي اقترحتها روسيا بان الولايات المتحدة سترحب بأي توقف للقتال في سوريا لتسهيل تسليم المساعدات الإنسانية. وصرحت الناطقة باسم الوزارة إليزابيت ترودو: “سنرحب بأي وقفة تسهل بنجاح تسليم الإمدادات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها لكن مثل هذا الإجراء لا بد أن ينفذه جميع الأطراف”.
الميدان
ميدانياً، أوردت وسائل الاعلام السورية ان 14 شخصا قتلواً وان عشرات جرحوا في قصف بالقذائف الصاروخية استهدف الاحياء الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب الاربعاء.
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان قصفاً بالقذائف الصاروخية استهدف حي الحمدانية مما أدى الى مقتل 13 شخصاً واصابة 25 آخرين.
وقتل في قصف مماثل استهدف الاحياء الخاضعة لسيطرة الحكومة في وقت سابق شخص وجرح 12 آخرون.
وقالت “سانا” إن الطائرات الروسية والحكومية استهدفت مواقع “ارهابية” في جنوب المدينة، في حين تحدث مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” في حلب عن غارات جوية وسماع دوي مدفعية.
ولكن لم يتضح ما اذا كانت المعركة للسيطرة على المدينة قد بدأت.
تركيا
وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تبني “آلية قوية” مع روسيا لمحاولة التوصل إلى حل في شأن سوريا وإن وفداً يضم مسؤولين من وزارة الخارجية والجيش والاستخبارات سيذهب إلى روسيا أمس الأربعاء لإجراء محادثات.
الى ذلك، صرح الناطق باسم الرئاسة التركية ابرهيم كالين بأنه من المبكر القول إن من الممكن بدء مرحلة انتقالية في سوريا بوجود نظام بشار الأسد.
وأكد أن موقف تركيا المطالب برحيل الأسد لم يتغير، كما حذّر في الوقت عينه من تحركات وإجراءات النظام على الأرض والتي يحاول فيها شراء الوقت.
الأمم المتحدة ترفض الخطة الإنسانية للروس وموسكو تصعّد غاراتها
حلب بين ساعات الهدنة والحشد «الجهادي»
علاء حلبي
تتابع روسيا تكثيف غاراتها على مواقع الفصائل «الجهادية» على طول خط المعارك بين حلب وإدلب بالتوازي مع النشاط السياسي المستمر للتوصل إلى «قاعدة اتفاق» بين موسكو وواشنطن، تضمن عملية «فصل الإرهابيين» عن «الفصائل المعتدلة» وتخفف من بعض الضغط السياسي الناجم عن تطويق أحياء حلب الشرقية التي تضم نحو 250 ألف مدني، وذلك عبر عرض هدنة يومية لثلاث ساعات لإدخال مساعدات.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتابع فيه الفصائل «الجهادية» حشد قواتها في محيط مدينة حلب لبدء ما تسميه «المرحلة الرابعة من ملحمة تحرير حلب»، بعد إغلاق الجيش السوري للثغرة التي فتحها المسلحون في الخاصرة الجنوبية الغربية للمدينة.
التصعيد السياسي والحركة الديبلوماسية المتواصلة خلال اليومين الماضيين ترافقت مع ضغط سوري ـ روسي ميداني كبير على مواقع سيطرة الفصائل المسلحة، إذ تمّ استهداف مواقع سيطرتهم ونقاط انطلاقهم في ريف إدلب الشرقي وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي بشكل كثيف، بالإضافة إلى زيادة سلاح الجو الروسي لوتيرة غاراته على مواقع «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» في مدينة إدلب.
أسلحة جديدة و«المحيسني» يحشد «انغماسييه»
خلال اليومين الماضيين لوحظ دخول سلاح المدفعية بقوة في المعركة، كذلك كشف «حزب الله» عن إشراكه طائرات من دون طيار استهدفت عربات ومواقع للمسلحين في ريف حلب الجنوبي.
هذه التطورات دفعت «عرّاب» الهجوم على حلب «الجهادي» السعودي عبد الله المحيسني لنشر تسجيل مصور لزيارة لم يتم التأكد من تاريخها، يفترض أنه قام بها إلى أحياء حلب المحاصرة بعدما تمكن المسلحون من فتح ثغرة إثر سيطرتهم على حي الراموسة جنوب غرب المدينة. وتوعد المحيسني خلال خطاب بـ «معارك طاحنة لتحرير حلب»، وبتجهيز «ألف انغماسي لشن هجمات صاعقة». وجاء ذلك بالتوازي مع تصعيد إعلامي آخر تولاه المتحدث العسكري لـ«حركة أحرار الشام» أبو يوسف الهاجر، فأعلن عن «قرب انطلاق المرحلة الرابعة من تحرير حلب بعد استكمال عمليات الاستعداد لهذه المرحلة».
وعلى الرغم من المؤشرات لقرب الاتفاق الروسي ـ الأميركي حول سوريا، وهو ماكان أعلن عنه المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في وقت متأخر من ليل الأربعاء ـ الخميس، إلا أن معضلة «فصل الإرهابيين عن المعتدلين» لا تزال حجر عثرة امام إتمام الاتفاق.
هذا الأمر أكده نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بقوله: «من المهم تحقيق الفصل الحقيقي بين المعارضة المعتدلة وتنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في سوريا»، مضيفاً «الغرب لا يتبادل المعلومات معنا حول المسلحين الذين يتعاون معهم في سوريا، تصريحات الأميركيين حول تأييد العملية السياسية تدعو للشك، وما يحدث أمر مختلف تماماً».
كلام ريابكوف يحمل إشارة إلى أن جبهات حلب ستبقى مشتعلة وخاضعة لقرار عسكري ببدء عملية منتظرة بعد استكمال التحضيرات لها، خصوصاً أنه بات ينظر للمدينة، وهي العاصمة الاقتصادية لسوريا، على أن معركتها ستكون الفيصل الذي سيحدد مصير الحرب بشكل عام.
موسكو: هدنة حلب
وعلى الرغم من إعلان موسكو وصول اتفاقها مع واشنطن إلى نقاط متقدمة، إلا أنها تحرص على متابعة العمل على الجبهات الميدانية والسياسية، فبعدما عطلت قرار مجلس الأمن الداعي لـ «تهدئة غير محدودة الزمن»، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن «هدنة إنسانية» في حلب لمدة ثلاث ساعات يومياً بدءاً من اليوم الخميس، ليصار إلى إدخال مساعدات إنسانية إلى الأحياء الشرقية المحاصرة في المدينة.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الهدنة تتضمن « إيقاف جميع العمليات العسكرية والضربات الجوية وضربات المدفعية خلال هذه الفترة»، مشيرة إلى أنها مستعدة «إلى جانب السلطات السورية لمساعدة جميع المنظمات المعنية على تسليم المساعدات الإنسانية بسلام إلى سكان حلب».
لكن الأمم المتحدة رفضت تحديد وقت زمني للهدنة، وقال أمينها العام بان كي مون إن «مهلة الثلاث ساعات يوميا في حلب غير كافية للوصول الى جميع المحتاجين».
وأوضح وكيل بان كي مون للشؤون الإنسانية ستيفين اوبرايان أنه «لتلبية هذا الحجم من الاحتياجات نحتاج الى ممرين ونحتاج الى 48 ساعة تقريباً لادخال عدد كاف من الشاحنات»، فيما رأى مصدر سوري أن ضغوط الأمم المتحدة ووضع شروط للهدنة الإنسانية «يأتي في سياق الضغوط السياسية المتواصلة على كل من روسيا وسوريا لمنع تحقيق تقدم ميداني جديد في حلب»، موضحاً أن هذه المهلة الطويلة ستمنح الفصائل الإرهابية فرصة لالتقاط الأنفاس ومتابعة شن الهجمات».
ويتوافق تصريح المصدر السوري مع تصريحات وزراة الدفاع الروسية التي ذكرت بأن «نحو 7000 متشدد من جبهة النصرة (فتح الشام) احتشدوا جنوب غرب حلب خلال الأسبوع الماضي ولا يزال مقاتلون جدد ينضمون إليهم»، ما يعني فعلياً أن روسيا أخذت بالاعتبار عدم تكرار تجربة الهدنة السابقة الفاشلة، والتي التزمت فيها روسيا وسوريا، ما أفسح المجال للفصائل «الجهادية» لشن هجمات على مواقع الجيش السوري والحلفاء في ريف حلب الجنوبي، الأمر الذي مهّد الطريق لشنّ الهجوم الأخير على خاصرة حلب الجنوبية الغربية.
وفي هذا السياق، أعادت موسكو إلى الأذهان مراعاتها لـ «الجانب الإنساني»، حيث أكد رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية الفريق سيرغي رودسكوي أن «جميع الممرات الإنسانية السبعة التي عينت لخروج السكان المدنيين والمسلحين الراغبين في إلقاء السلاح، مفتوحة وتعمل على مدار الساعة»، مشيراً إلى وجود سيارات إسعاف قرب الممرات كما تم نشر «نقاط لتوزيع الطعام الساخن، وهناك احتياطات من مياه الشرب والأغذية».
وأوضح رودسكوي أن «فصائل مسلحة عدة خرجت من حلب عبر الممر الإنساني الإضافي بالقرب من طريق كاستيلو»، مضيفاً أن «فصائل مسلحة عدة أدركت عدم وجود أي آفاق لمواصلة العمليات القتالية، وهي غادرت الأحياء الشرقية من المدينة مع سلاحها، مستخدمة هذا الممر».
وأشار إلى أنه تم «تحديد فترات خاصة من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الواحدة بعد الظهر حسب التوقيت المحلي، ابتداء من يوم الخميس، سيتم خلالها تعليق كل العمليات القتالية والقصف الجوي والمدفعي لضمان سلامة مرور القوافل إلى حلب»، مشيراً إلى أن روسيا تؤيد مقترحات الأمم المتحدة حول الرقابة المشتركة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان حلب.
ميدانيا، استهدفت الفصائل «الجهادية» حي الحمدانية المكتظ بالسكان بقذائف عدة تسببت باستشهاد أكثر من 15 مواطناً وإصابة نحو 35، وفق إحصاءات طبية مبدئية، في وقت تابعت قوات الجيش السوري والفصائل الحليفة ضغطها على مواقع سيطرة الفصائل «الجهادية» في حي الراموسة ومنطقة الكليات، كما استهدفت عربات ثقيلة للمسلحين في هذه المنطقة.
وذكر مصدر عسكري سوري لـ «السفير» أن «الجيش السوري والحلفاء باتوا مستعدين لبدء عملية تطهير للمنطقة»، وهو ما تؤكده الغزارة النارية التي يشهدها حي الراموسة، خصوصاً بعد تسلم العقيد سهيل الحسن قيادة العمليات على المحور الجنوبي الغربي لحلب، ومن المعروف أن العقيد «النمر» يتبع سياسة «الصدمة النارية»، التي تضمن تقدم المشاة بعد التمهيد الناري الكثيف على مواقع «الجهاديين»، بالإضافة إلى وجود خط ناري فاصل بشكل دائم يمنع تحركات «الانغماسيين» والمفخخات، سلاح «الجهاديين» الفتاك في المواجهات المباشرة، الأمر الذي يتطلب السيطرة على المرتفعات، والتي تعتبر أبرزها تلتي المشرفة والمحروقات على جبهة القتال جنوب غرب حلب.
التقارب الروسي التركي… حذر سياسي وابتهاج اقتصادي وهواجس أوروبية أمريكية
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي تبدو فيه النتائج الاقتصادية للتقارب التركي الروسي «مبهرة» للجانبين على المدى القريب، ينصح كثير من المحللين بعدم التسرع في الحكم على مدى النجاح السياسي لهذا التقارب الذي جاء عقب أزمة عميقة بين البلدين، وذلك وسط هواجس أوروبية أمريكية متزايدة من رغبة أردوغان الجامحة بالتقارب مع موسكو بالتزامن مع هجومه اليومي المتزايد على الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
فالملف الأبرز في العلاقات السياسية خلال الفترة المقبلة سيكون الملف السوري الأكثر تعقيداً في المنطقة منذ 5 سنوات، وسط تباعد كبير في مواقف أنقرة التي تُصر على إسقاط نظام الأسد وموسكو التي تعتبر أكبر الداعمين الدوليين له وتتحكم في مفاتيح الحل هناك.
وعقب لقاء القمة الذي جمع أردوغان وبوتين في روسيا الثلاثاء، عقد الزعيمان اجتماعاً خاصاً لبحث الملف السوري في قصر كونستانتينوفيسكي بسانت بطرسبرغ بعيداً عن وسائل الإعلام، واستمر لمدة ساعتين ونصف الساعة. ولم يرشح عن الاجتماع أي معلومات حول ما دار فيه.
ووصل امس الأربعاء إلى سانت بطرسبرغ مدير المخابرات التركية، وممثل عن الخارجية، وممثل عن الجيش التركي، وسيتم رفع مستوى التمثيل مستقبلا، ليشارك فيه وزيرا خارجية البلدين. وبينما حاول الجانب التركي التأكيد على أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة وأن الخلافات وضعت جانباً، شدد بوتين أكثر من مرة على أن «الجانبين سيعملان على مراحل، من أجل الوصول بالعلاقات الثنائية إلى ما كانت عليه قبل الأزمة بين البلدين»، وقال: «قد يكون من الصعب إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، ولكن أعتقد أننا سننجح في ذلك».
وفي خضم التخوفات من النجاح في حل الملفات السياسية، يبدو الملف الاقتصادي أكثر سهولة واستفادة على المدى القصير من هذا التقارب، لا سيما وأن الاقتصاد كان أكثر المتضررين من الأزمة لتي جمدت السياحة وجزء كبير من التبادل التجاري بين البلدين.
بوتين وفي لقاء رجال أعمال البلدين، قال: «لقد تجاوز الحجم السنوي للتبادل التجاري الثنائي بين البلدين عام 2014 الـ 31 مليار دولار، وخلال السنوات الأخيرة ولأسباب معروفة، شهد حجم التبادل التجاري الثنائي انخفاضًا كبيرًا، حيث تراجع خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2016 بمقدار النصف إلى 6 مليارات دولار، وملأت الشركات الروسية والأجنبية مكان الشركات التركية التي كانت تعمل في روسيا».
وأشار الرئيس الروسي إلى أن «قطاع الإنشاءات يشكل صلب العلاقات الاقتصادية بين روسيا وتركيا ومستعدون لإحياء التعاون في هذا المجال». لافتًا إلى أن الشركات التركية أنجزت خلال السنوات الـ 20 الماضية، نحو ألف و500 مشروع في السوق الروسية، بتكلفة بلغت 55 مليار دولار».
ولاحقاً، أكد وزير الجمارك التركي بولنت تفنكجي، امس الأربعاء، أن بلاده خسرت صادرات بقيمة مليار دولار خلال الشهور السبعة الأولى من العام بسبب الأزمة الدبلوماسية التي نشبت مع روسيا.
من جهته، أكد أردوغان أنه أجرى مع الرئيس الروسي تقييمًا مفصلا للعلاقات بين البلدين يولي اهتماما كبيرا لاستعادة سرعة العمل بمحطة الطاقة النووية في ولاية مرسين التركية، ومشروع «السيل التركي» لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، لافتاً إلى أن البلدين سيتخذان خطوات في مجال الصناعات الدفاعية، وسيعملان على إنشاء صندوق استثماري مشتركٍ، بالتزامن مع مواصلة المجلس التعاون التركي الروسي رفيع المستوى وغيره من المؤسسات المشتركة لأعماله بشكل نشط.
لكن على الرغم من التقارب السياسي الحذر بين أنقرة وموسكو أبدت دول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية مزيداً من القلق لا سيما في ظل تراجع العلاقات مع تركيا على خلفية اتهام أردوغان دول غربية بدعم محاولة الانقلاب الفاشلة في البلاد.
الموقف الغربي من اللقاء كان ظاهراً أكثر في وسائل الإعلام، فقد رأت قناة «سكاي نيوز» البريطانية أنّ زيارة أردوغان إلى روسيا، تعدّ بمثابة فتح صفحة نظيفة في العلاقات بين البلدين، وتعتبر تحذيراً من أنقرة إلى حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بضرورة توخّي الدقة في انتقاداتهم لتركيا. وبيمنا ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية في موقعها الإلكتروني، أنّ روسيا تحلم في جذب تركيا نحو الشرق، قالت صحيفة «الغارديان» إنّ التقارب الحاصل بين أردوغان وبوتين، وتّر أعصاب بروكسل (عاصمة الاتحاد الأوروبي).
وتساءلت صحيفة بيلد الألمانية عن مدى حاجة الأوروبيين للرئيس التركي أردوغان. أمّا في فرنسا، فقد ذكرت صحيفة «لوموند» أنّ العلاقات التركية مع أوروبا توتّرت عقب محاولة الانقلاب الفاشلة وتحسنت مع روسيا في المقابل. ورأت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية أنّ الزعيمين التقيا في نقطة مشتركة ضدّ الغرب.
وتعقيباً على ذلك، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش امس الأربعاء أن مستقبل العلاقات التركية الروسية لا تحدده دول الغرب، مؤكداً أن قرار زيادة تعاون بلاده مع روسيا في مجال الصناعات الدفاعية لا يعتبر خطوة ضد حلف الناتو، مشيراً أن عدداً من دول الحلف تتعاون في هذا المجال مع دول من خارجه.
وفي بيان له، امس الأربعاء، حاول حلف شمال الأطلسي «الناتو» نفي هذه التخوفات من خلال تأكيده على أن عضوية تركيا بالحلف ليست محل نقاش، قائلاً: «الحلف يثق بالإسهامات التركية الدائمة، وفي المقابل بإمكان تركيا الاعتماد على تضامن ودعم الحلف». وكما فعلت ألمانيا أبرز دول الاتحاد الأوروبي، سعت الخارجية الأمريكية لإظهار الأمر نفسه من خلال التأكيد على أن اللقاء الذي جرى أردوغان ونظيره الروسي بوتين، «لن يضعف العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن». واعتبرت الناطقة باسم الوزارة إليزابيث ترودو، أن روسيا وتركيا بلدان مستقلان، لكنها أعلنت قلق وانزعاج واشنطن الشديد من التهديدات التركية وتزايد المشاعر المعادية للولايات المتحدة في تركيا.
مقتل قائد «ميلشيا الفهود» التابع للنظام السوري في محيط حقل الشاعر في حمص على يد تنظيم «الدولة»
أليمار لاذقاني
حمص ـ «القدس العربي»: قتل قائد «ميلشيا الفهود» والذي يدعى شادي جمعة يوم أمس مع عدد كبير من العناصر في كمين نصبه لهم مقاتلو تنظيم «الدولة» على أطراف حقل الشاعر قرب منطقة (جبّ الجرّاح) حيث كان يقود قرابة الألفي عنصر لملاحقة عناصر التنظيم هناك، وأدّى مقتله لانسحاب المجموعة بشكل كامل من المنطقة.
هذا وقد عرف شادي جمعة منذ انطلاق الثورة في سوريا بولائه الشديد لبشّار الأسد حيث قام بجمع المقاتلين من ريف حمص الشرقي وقيادتهم ليحاربوا في الكثير من المناطق التي يحارب فيها النظام في كسب وحلب والزارة وحمص والغوطة، فلم يكن شادي جمعة ومجموعته ليتوانوا عن الذهاب لأي مكان للدفاع عن بشار الأسد والنظام في دمشق.
كما عرف عنه جمعة تدخله المستمر في الشؤون المدنيّة خاصّة في حمص وريفها إذ إنّ سطوته كانت تخيف الجميع بمن فيهم رؤساء الأفرع الأمنيّة والمحافظ، وقد أهان هؤلاء في كثير من المناسبات وآخرها تفجيرات المخرّم حيث قام يومها بضرب قائد المنطقة وأمين فرع حزب البعث الحاكم وأهان المحافظ بشكل شخصي في إحدى جلسات العزاء.
كما أنّ معنويات المقاتلين قد أصيبت بإحباط شديد بعد مقتل قائدهم مع عدد كبير من العناصر، ولم يعرف بالضبط للآن عدد القتلى في هذا الكمين لكنّ الأرقام تتحدث عن 20 مقاتلاً، وأدّى هذا لانسحابهم من المنطقة بشكل سريع وغير محسوب مما قد يسمح لتنظيم «الدولة» بالتوغل قريباً من بلدة المخرّم.
يذكر أنّ مناطق النزاع بين النظام وتنظيم «الدولة» حالياً هي حقل الشاعر النفطي ودير الزور، وقد حشد النظام الكثير من مقاتلي ميليشيا الدفاع الوطني للقتال في حقل الشاعر كان آخرها «مجموعة الفهود» التي انسحبت سريعاً إثر مقتل قائدها.
المعارضة السورية تستعيد موقعاً في الراموسة جنوبي حلب
أنس الكردي
استعاد مقاتلو المعارضة السورية، صباح اليوم الخميس، مبنى البلدية في الراموسة جنوبي حلب، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام التي تحاول استعادة المنطقة لكسر الحصار عن مواقع سيطرتها غرب المحافظة، وحصار الفصائل من جديد.
وذكرت “غرفة عمليات فتح حلب”، على صفحتها الرسمية في “تويتر”:”تم التصدي لمحاولة عصابات الأسد التقدّم على منطقة الراموسة واستعادة مبنى البلدية، بعد تقدم الأخيرة فجر اليوم”، مشيرة إلى “قتل وجرح عدد من جنود النظام”.
بدوره، أوضح “جيش الفتح” أن “معارك عنيفة تتواصل ضد المليشيات الطائفية التي تحاول التقدّم على محاور عدة على أطراف المدينة”.
وأعلنت فصائل المعارضة، مساء أمس، مقتل أكثر من ستين عنصراً للنظام في المواجهات التي دارت بمحيط معمل الإسمنت، الخاضع لسيطرة قوات النظام شرقي الراموسة، والتي سيطرت عليها المعارضة حديثاً جنوبي حلب.
وتشكل منطقة الراموسة أهمية استراتيجية للنظام والمعارضة، إذ استطاع مقاتلو الأخيرة من خلال السيطرة عليها، فك الحصار عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وقطع طريق الإمداد إلى أحياء سيطرة النظام غرب المحافظة، في حين يحاول النظام استعادة السيطرة عليها لكسر حصاره.
مشروعان متعارضان بريطاني وروسي بمجلس الأمن بشأن حلب
نيويورك – العربي الجديد
في ظل الخلاف الحاصل في أروقة مجلس الأمن الدولي بشأن إصدار بيانٍ حول محاصرة أكثر من مليوني شخص من السكان المدنيين في مدينة حلب، اعترضت روسيا على مشروع بيان بريطاني، تقدمت به أمس الأربعاء، بخصوص رفع الحصار الفوري، وفرض هدنة إنسانية تقودها الجهات الفاعلة المحايدة، وأن تكون حركة المدنيين طواعية بما في ذلك الحق في اختيار البقاء أو الرحيل”.
ووزعت البعثة الروسية مشروع بيان فجر اليوم الخميس، على أعضاء مجلس الأمن الدولي، يدعو إلى “اتخاذ إجراءات فورية شاملة لمنع المقاتلين الإرهابيين الأجانب من عبور الحدود، ووقف التدفق غير المشروع للأسلحة إلى سورية”.
وطالبت روسيا بـ “الإيصال الفوري للمساعدات الإنسانية إلى حلب”، مع ضرورة التنسيق مع النظام السوري من أجل ذلك.
وأشار مشروع البيان الذي حصلت “الأناضول” على نسخة منه، إلى الإحاطة التي قدمها كل من مبعوث الأمين العام الخاص لسورية، ستيفان دي ميستورا، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن اوبراين، في التاسع من الشهر الحالي، مؤكداً “عزم مجلس الأمن القوي لمكافحة التهديد الإرهابي في سورية بكل الوسائل”.
وجاء في نص مشروع البيان “يدعو مجلس الأمن كافة جماعات المعارضة إلى الانسحاب فوراً من الجماعات الإرهابية، ووقف دعمها”.
ويسقط المشروع المسؤولية عن نظام دمشق عندما يؤكد على”التصدي لجميع جوانب الوضع الإنساني المتردي في سورية، بسبب تزايد الأنشطة الإرهابية”، مضيفاً “ويؤكد أعضاء مجلس الأمن دعوتهم لوصول المساعدات الإنسانية فوراً، ودون عوائق وبشكل كامل لجميع المناطق السورية”.
كما دعا “للرفع الفوري للحصار عن كل المدن التي تعاني منه، بما في ذلك جميع مناطق حلب بغض النظر عن الطرف المسيطر”.
وتتمسك روسيا بدور أساسي للنظام السوري، حيث رحب مشروع البيان الروسي بـ “جميع المبادرات الرامية إلى تحسين الوضع الإنساني في سورية” مشدداً على أن “أي مبادرة إنسانية يجب أن تعمل وفقاً للمبادئ الإنسانية، وأن تقودها جهات إنسانية فاعلة ومحايدة وتعمل في تعاون وثيق مع حكومة دمشق”.
وطالب مشروع البيان الروسي بـ “ضرورة نزع سلاح المرافق الطبية والمدارس وغيرها من المؤسسات المدنية، وتجنب إقامة مواقع عسكرية في المناطق المأهولة بالسكان، واستخدام المدنيين كدروع بشرية”.
وكانت روسيا قد أعلنت أمس الأربعاء، أنّها ستوقف إطلاق النار في محيط مدينة حلب لمدة ثلاث ساعات يومياً، للسماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى المدينة، غير أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعتبر هذه المهلة غير كافية لإيصال المساعدات لجميع المحتاجين.
النظام السوري ينتقم بقصف المدنيين… وحلب تستعد للمعركة
عبسي سميسم
بعد التداعي الكبير وغير المسبوق، والذي مُنيت به دفاعات قوات النظام السوري في حلب، حيث ما تزال المعارك متواصلة في جنوبها منذ أحد عشر يوماً، شنّت مقاتلات النظام الجوية عشرات الغارات في محافظات سورية متعددة، أمس الأربعاء، بدا من خلالها النظام ساعياً لإظهار أن قوته الضاربة ما تزال قادرة على توجيه ضربات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. لكن هذه الهجمات الجوية، على الرغم من كثافتها أمس، لم تمنح النظام أي أفضلية عسكرية على الأرض، بل أدت فقط إلى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين في حلب وإدلب خصوصاً.
جاء ذلك فيما لا يزال النظام والمعارضة يحشدان المزيد من القوات استعداداً لمعركة فاصلة في حلب من شأنها أن تقلب موازين القوى على الأرض وعلى طاولة المفاوضات، إذ يستعين النظام بعناصر من حزب الله ومليشيات عراقية وإيرانية، كما يقوم بحملة اعتقال للذكور بين عمر 18 و45 عاماً بغض النظر عن عملهم، من أجل تعويض النقص في عديد قواته.
وكان لافتاً يوم أمس تزايد الضربات الجوية التي نفذت طائرات النظام السوري معظمها، فيما شن سلاح الجو الروسي غارات أخرى، وعلى الرغم من أن معظم الغارات تركزت في محافظتي حلب وإدلب إلا أنها شملت أيضاً مناطق في محافظتي حماة وحمص وسط البلاد، وكذلك في غوطة دمشق الشرقية.
ولم تشهد خطوط الاشتباك في معركة حلب أي تغييرات تُذكر، إذ بقيت المعارك كراً وفراً بين قوات النظام وفصائل المعارضة. وتمكّن النظام من استعادة تلة المحروقات الاستراتيجية يوم أمس، لتعود قوات المعارضة وتستردها، إلا أن النظام وبمساعدة الروس استخدم الطيران لضرب المدنيين كنوع من الانتقام لعدم قدرته على التقدّم على جبهات القتال، في الوقت الذي تطالب فيه المنظمات الدولية بتأمين المواد الإغاثية للمدنيين في المدينة.
” وقال قائد غرفة “عمليات فتح حلب” الرائد ياسر عبد الرحيم، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “الوضع العسكري في مدينة حلب أكثر من جيد والروح المعنوية عالية جداً بعد الانتصارات الأخيرة للثوار في غربي وجنوبي حلب، على الرغم من كل الحشود التي يدفع بها النظام إلى المنطقة”. وأضاف عبد الرحيم: “نحن نتابع بحسب معلوماتنا الاستطلاعية الحشود الكبيرة لقوات النظام، ولدينا معلومات أنه يجلب أعداداً كبيرة من المرتزقة الأفغان واللبنانيين ومن بينهم قيادي من حزب الله يدعى رضوان، وهو شهير بارتكابه المجازر وكان قائد قوات حزب الله في منطقة القصير، كما تمت الاستعانة بقيادي من الحرس الجمهوري ارتكب مجازر، منها مجزرة الغوطة بالكيماوي”، معرباً عن تخوّفه من أن يلجأ النظام للسلاح الكيماوي، مطالباً المجتمع الدولي بنزع هذا السلاح منه.
وأشار عبد الرحيم إلى أن “تجمّعات قوات النظام تتركز في معمل الأسمنت وتل الذهبيات بشكل رئيسي، أما نحن فاستعداداتنا كبيرة في غرفة عمليات فتح حلب إضافة إلى غرفة عمليات جيش الفتح من الجنوب”. ووصف الروس والإيرانيين بـ”الأغبياء”، موضحاً أنهم استغرقوا سنة كاملة للسيطرة على الكاستيلو، بينما تمكّن “جيش الفتح” في أسبوع واحد من تحرير أكبر نقطة لقوات النظام في حلب وهي مدرسة المدفعية.
وعن الوضع داخل حلب التي تم فتح طريق إليها، قال عبد الرحيم: “ننتظر من المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية التحرك بشكل جدي وفعلي لإدخال مواد إغاثية وإنسانية لمدينة حلب التي تُعتبر منكوبة بشكل كامل بعد تدمير المستشفيات والمرافق العامة، كما ندعوهم للدخول إلى أحياء حلب ورؤية المجازر والدمار الذي لحق بها”، مضيفاً: “نعم لقد فتحنا طريقاً لكن عليكم التحرك لإدخال مساعدات إنسانية”.
في موازاة معركة حلب، شنّ طيران النظام الحربي والطيران الروسي عشرات الغارات على مختلف مناطق سيطرة المعارضة، مستهدفاً الأسواق الشعبية وبيوت المدنيين. وطاولت الغارات مدن إدلب ومعرة النعمان وأريحا وسراقب، إضافة إلى بعض مدن وبلدات الغوطة الشرقية لدمشق، مع استمرار القصف على القسم التابع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب.
وقالت مصادر محلية في مدينة إدلب لـ”العربي الجديد”، إن أكثر من خمسة عشر مدنياً قُتلوا وأصيب عشرات آخرون في الغارات التي استهدفت سوقاً وسط مركز محافظة إدلب. كما قُتل خمسة مدنيين، وأصيب خمسة عشر بجروح، نتيجة الغارات التي ضربت مدينة أريحا في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، والتي تعرضت أمس، لعشرات الهجمات الجوية أيضاً. كذلك قُتل خمسة أشخاص في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، والتي استهدف طيران النظام سوق الهال في حيها الغربي، كما طاول القصف مدينة سراقب من دون أن يسفر عن ضحايا.
” وقال الناشط الإعلامي منصور حسين لـ”العربي الجديد”، إن “الطيران الحربي شنّ منذ صباح أمس عشرات الغارات على مناطق مختلفة في محافظة حلب”، مشيراً إلى أن إحداها أدت إلى سقوط خمسة قتلى من المدنيين وإصابة عدد كبير آخر، في بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي. وطاولت هذه الهجمات الجوية قبل ذلك، أحياء ومناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة في حلب، وأدت إلى سقوط جرحى من المدنيين، في الغارات التي استهدفت أحياء الصاخور، مساكن هنانو، الشعار، السكري، المشهد وغيرها.
كما أفادت مصادر محلية في الغوطة الشرقية لـ”العربي الجديد”، بـ”سقوط عدد كبيرٍ من الجرحى بينهم أطفال، إثر غارتين استهدفتا وسط بلدة مسرابا”، كما طاول القصف الجوي مدينة دوما شمالي الغوطة الشرقية. كذلك أفادت شبكة “سورية مباشر” الإخبارية، بتعرض كل من مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، وبلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي وسط البلاد، لغاراتٍ نفذها طيران النظام الحربي، دون ورود معلوماتٍ عن سقوط ضحايا.
لقاء أردوغان وبوتين: تركيا مستفيدة سوريّاً واقتصادياً بلا تحالف
اسطنبول – باسم دباغ
نجحت الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الاثنين الماضي، إلى مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، بإعادة تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة، بما يتحاوز التنسيق في الشأن الاقتصادي، نحو مزيد من التفاهمات حول القضايا الإقليمية، لا سيما الأزمة السورية، مع أن الخلافات بين الجانبين لا تزال واسعة. وحقق الأتراك تقريباً جميع أهدافهم من الزيارة: فقد تم الاتفاق على تسريع خطوات إعادة تطبيع العلاقات الاقتصادية على مختلف الأصعدة، بما يعيدها إلى مستويات ما قبل اندلاع الأزمة بين البلدين إثر إسقاط سلاح الجو التركي لمقاتلة روسية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي؛ ونجح الطرفان بإحراز بعض التقدم على مستوى التعاون الاستخباراتي والعسكري في سورية؛ وشكلت الزيارة وسيلة لزيادة الضغوطات التركية على الغرب في سبيل الحصول على مزيد من التعاون على عدة مستويات، سواء في ما يخص إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي والحفاظ على اتفاقية اللاجئين، أو في ما يتعلق بتعزيز تعاون حلف شمال الأطلسي مع أنقرة في المشاريع الدفاعية، تحديداً تلك المتعلقة بسعي تركيا لامتلاك وتصنيع نظام دفاعي صاروخي.
ويبدو أن الزيارة ساهمت في إعادة ترتيب العلاقات التركية الروسية على أساس مبدأ فصل الملفات. وأجرى الرئيس التركي ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، اجتماعان منفصلان، تناول الأول العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتعاون في حل مشاكل القوقاز. أما الاجتماع الثاني المصغر، فقد تناول بشكل أساسي الملف السوري.
” الملف الاقتصادي
وسادت لغة الارتياح على المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيسان في سانت بطرسبورغ. وغلبت لغة المصالح المشتركة والحرص على فتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما. وقال بوتين: “أجريت محادثة موضوعية، وأود التشديد على أنها كانت بنّاءة حول الطيف الكامل من العلاقات الثنائية، وأيضاً الأجندة الدولية (…) نحن والأصدقاء الأتراك سنتغلب على هذه الصعاب من أجل مواطنينا، فهنالك مصالح سامية تتطلب استئناف العلاقات بين الدولتين”، عبر “رفع العقوبات الروسية على تركيا بشكل تدريجي”، لافتاً إلى أن “استئناف العلاقات بشكل كامل ضروري، وسنعمل عليه”.
وإضافةً إلى تعزيز التعاون في القطاع السياحي، تم اتخاذ بعض الخطوات في ما يخص المشاريع المشتركة الكبرى في مجال الطاقة. ويتعلق الأمر تحديداً بإنشاء مفاعل “أك كويو” النووي في تركيا، ومشروع السيل التركي لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر تركيا، على الرغم من العقبات التي تعترضه من قبل الاتحاد الأوروبي.
أما أردوغان فقد أكد حرص بلاده على تطوير العلاقات بين موسكو أنقرة، عبر “فتح الطريق أمام النشاط الاقتصادي”، لافتاً إلى أن محادثاته مع بوتين “كانت مثمرة، وسنعيد الخطوط الجوية بين الدولتين ونلغي العقوبات الاقتصادية”، مشيراً إلى رغبة تركيا برفع التبادل التجاري بين الجانبين من 28 مليار دولار (قائم بشكل أساسي على واردات تركيا من الطاقة) العام الماضي، إلى مئة مليار دولار، مع أن هذا الهدف يبدو صعب المنال على الأقل خلال العقد المقبل.
الملف السوري
واستحوذ الملف السوري على حيّز مهم من محادثات بوتين وأردوغان. وأتت العملية العسكرية التي نفذتها المعارضة السورية في مدينة حلب وأسفرت عن تقدم كبير في المدينة، لتعزز الموقف التركي أثناء لقاء سانت بطرسبورغ. وتوصل الجانبان إلى نتيجة مفادها “استحالة تجاوز أي منهما الآخر في سورية”، وأن الحل العسكري أمر غير ممكن، الأمر الذي بدا واضحاً في تصريحات كل من بوتين وأردوغان. لكن نقاط التقاطع هذه، لم تبدد الخلافات الواسعة بين الجانبين في هذا الشأن، سواء لناحية مصير رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أو تركيب وفد الهيئة العليا للمفاوضات، التابعة للمعارضة.
وحقّق الجانبان خرقاً مهماً على مستوى التعاون الأمني والاستخباراتي في ما يخص الأزمة السورية، وهو الأمر الذي أكده وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، في تصريحات أدلى بها لوكالة الأناضول، يوم أمس الأربعاء، قائلاً: “في الماضي كانت لدينا آلية منفصلة للتعاون مع روسيا. الآن قمنا بجمع الاستخبارات ووزارة الخارجية والآلية العسكرية معاً”، مشيراً إلى زيارة مدير جهاز الاستخبارات التركي، حاقان فيدان، وممثلين عن القوات المسلحة إلى سانت بطرسبورغ، أمس، للمشاركة في اجتماعات أمنية بحضور وزيري خارجية روسيا وتركيا.
ويبدو أن التعاون الأمني سيعزز من دور الدول الإقليمية، خصوصاً تركيا والسعودية، كشريك لروسيا في الشمال السوري على حساب الإدارة الأميركية، بعد فشل موسكو وواشنطن، في وقت سابق، في التوصل إلى اتفاق حول ضرب “جبهة فتح الشام”، الأمر الذي أشار إليه جاووش أوغلو بالقول إن “المسؤولين الروس طالبوا نظراءهم الأتراك بتحديد النقاط التي لا يتوجب ضربها”.
ومع أن المفاوضات لا تزال جارية، يشير مراقبون إلى أن التعاون الأمني التركي الروسي قد تكون له تبعات كبيرة على الداخل السوري، لناحية إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في مدينة حلب، يتيح إطلاق مفاوضات جنيف مجدداً وبالتالي إيقاف خطط المعارضة بتوسيع هجومها للسيطرة على المدينة. وهذا ما أشار إليه جاووش أوغلو حين قال “قد نكون مختلفين في الطريقة (المتبعة) للوصول إلى وقف إطلاق النار، وبالنسبة لنا نحن لا نريد رؤية هجمات تسبب الأذى للمدنيين، وباستثناء الهجوم على التنظيمات الإرهابية، لا نرى الهجوم على قوات المعارضة المعتدلة مناسباً، وكذلك لا نرى حصار حلب أمراً مناسباً”.
” ومن المرجح أن يكون للتعاون بين الجانبين تأثير على نفوذ حليف واشنطن الأهم في سورية، وعدو تركيا الأول، أي حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني). ويشير مراقبون إلى أن المسؤولين الأتراك سيطلبون من نظرائهم الروس، أثناء الاجتماعات الأمنية، السماح للطيران التركي بالتدخل لدعم قوات المعارضة المتواجدة في جيب أعزاز، في معاركها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، والتي لم تتلق الدعم الكافي من الطيران الأميركي، وكذلك لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الاتحاد الديمقراطي في ريف حلب الشمالي بدعم روسي، مثل مدينة تل رفعت ومطار منغ العسكري. في هذا الصدد، من المتوقع أن تساهم الاتفاقات بإبعاد قوات النظام السوري عن الحدود التركية في شمال محافظة اللاذقية.
رسالة إلى الغرب
مهما تعزّز التعاون التركي الروسي، يبقى التحالف بين البلدين مستحيلاً. والسبب يتمثل بتشابك المصالح التركية الغربية على المستويين الاقتصادي والعسكري. وتجدر الإشارة في هذا الإطار، إلى أن المسؤولين الأتراك استفادوا من نجاح عملية إعادة تطبيع العلاقات التركية الروسية لممارسة المزيد من الضغوط على الحلفاء الغربيين، الذين خذلوا أنقرة في أكثر من ملف وقضية: ردود فعلهم الفاترة حيال محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، والمقاربة الأميركية للحل في سورية والتي اعتمدت التحالف مع جناح العمال الكردستاني، شأنها شأن مماطلة الأوروبيين في عملية انضمام تركيا للاتحاد، وفي تنفيذ التزاماتهم في إطار اتفاقية اللاجئين وإلغاء تأشيرة الدخول عن المواطنين الاتراك الراغبين في دخول فضاء شينغن، وكذلك الدعم الخجول الذي قدمه حلف شمال الأطلسي إلى أنقرة خلال أزمتها مع موسكو، وعدم مساعدة دول الحلف لتركيا في بناء نظام دفاع صاروخي، والضغط عليها للتراجع عن الاتفاق الذي كانت قد وقعته مع إحدى الشركات الصينية في هذا المجال، كلها عوامل أثارت استياءً تركيّاً من الغرب.
في هذا السياق، استبق الرئيس التركي زيارته موسكو، بتوجيه رسالة إلى الاتحاد الأوروبي عبر اللقاء الذي أجراه مع صحيفة “لوموند” الفرنسية، الاثنين الماضي، بالتلويح مرة أخرى بإنهاء اتفاق إعادة اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي، في حال لم يلتزم الأخير بما يترتب عليه، لا سيما مسألة “تأشيرة الدخول”، قائلاً إنه إذا “لم تتم تلبية طلباتنا، عندها لن تكون هناك أي إمكانية للاستمرار باتفاقية إعادة اللاجئين”.
ولوح وزير الخارجية التركي، أمس الأربعاء، بسابقة في التاريخ التركي، تتمثل في إمكانية التعاون التركي الروسي في مجال الصناعات الدفاعية، قائلاً: “هناك دول تتعاون مع دول أخرى من خارج منطقة حلف شمال الأطلسي في ما يخص التصنيع الدفاعي، بما في ذلك تصنيع الصواريخ”، مضيفاً أن تركيا “سعت حتى اليوم للتعاون في هذا المجال مع الدول المنضوية في حلف شمال الأطلسي، لكن لم تصل إلى نتائج مطمئنة، ولذلك بحثنا عن بدائل هو أمر طبيعي للغاية، ونحن لا نرى ذلك خطوة ضد حلف شمال الأطلسي”. وتابع جاووش أوغلو: “علينا أن نؤسس لنظامنا الدفاعي الخاص، وعلينا تطوير ذلك عبر التكنولوجيا الخاصة بنا وبالتعاون مع باقي الدول”. وتابع “إنْ كان الغرب لن يقوم بذلك معنا، وإذا كنتم لا تساندوننا كحلفاء، ستكون تركيا مضطرة للبحث عن بدائل. نحن مضطرون لتطوير هذه التكنولوجيا لضمان أمننا”.
مصالحات واغتيالات برعاية النظام جنوبي دمشق..وبالتفاهم مع “داعش“
أحمد مراد
أصدر أمير تنظيم “الدولة الإسلامية” عبد الله طيارة الملقب “أبو صياح فرامة” في حي التضامن جنوبي دمشق، قراراً بحل “لواء العز بن عبد السلام” التابع لـ”جبهة أنصار الإسلام”، المرابط على جبهات القتال في حي التضامن. وسبق ذلك قرار من التنظيم بنقل “جبهة الشام الموحدة” و”لواء شهداء دمشق”، إلى “قطاع الشهداء” المجاور لمربع سيطرة “جبهة النصرة” في مخيم اليرموك. وبذلك أصبحت “الدولة الإسلامية” تسيطر على مساحة 90 في المئة من مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود وحي التضامن، بعدما فرضت حصاراً على عناصر “جبهة فتح الشام” (“النصرة” سابقاً) في مساحة لا تتجاوز 10 في المئة من المخيم.
مصادر خاصة من “لواء العز بن عبد السلام”، قالت لـ”المدن”، إن قرار حلّ اللواء جاء بعد صفقة بين أمير التنظيم وقيادات في اللواء، وتقضي بخروج آمن للمسؤول العسكري في اللواء “أبو بلال” وابن عمه “أبو القعقاع”، من المنطقة، مقابل تسلم التنظيم القيادة المباشرة على عناصر اللواء، والتحكم الكامل بإمكاناته من سلاح وآليات.
وبحسب المصادر، فإن عملية نقل القياديين، تمت الأحد، بسيارة تابعة لمسؤول “ملف المصالحة الوطنية” في بلدة يلدا، إمام مسجد الصالحين الشيخ صالح الخطيب. ودخلت السيارة إلى منطقة سوق العروبة، ونقلت القياديين إلى بلدة الكسوة، مروراً بحاجز مشترك لقوات النظام في ببيلا، بعد دفعهما مقابلاً نقدياً لتأمينهما. المصادر أشارت إلى أن القياديين سينقلان لاحقاً من بلدة الكسوة إلى درعا.
القائد العسكري في “أحرار الشام” أبو محمد غالب، قال لـ”المدن”، إن سيطرة التنظيم على قطاع جنوب دمشق هو تنفيذ لإرادة النظام بإنهاء فصائل الجيش الحر في المنطقة، ومن ثم تأمين خروج عناصر التنظيم إلى الرقة، وهو ما حدث في فترة سابقة. وأضاف غالب، إن ما يجمع بين قادة تنظيم “الدولة” جنوبي دمشق، وشخصيات “المصالحة الوطنية” هو العلاقات الجيدة. فزعيم “الدولة الإسلامية” أبو صياح يرتبط بالشيخ صالح الخطيب، بعلاقات تجارية، عبر العناصر المتواجدين على الجبهات الباردة بين يلدا والتضامن، على أطراف العاصمة دمشق. وقد نفذ الطرفان صفقات تجارية متعددة، إحداها كانت إدخال 40 طناً من الطحين إلى التضامن، برعاية الخطيب.
مخطط سيطرة التنظيم على جنوب دمشق، شمل حلّ جماعة “الأنصار” التي تأسست من العناصر المنشقين عن “جبهة النصرة” سابقاً، وتوزيع عناصر الجماعة المحلولة بشكل أفراد ضمن مجموعات، كخطوة استباقية تمنع أي محاولة انشقاق جماعي داخلي، أو انقلاب على قيادة “الأنصار”. وبحسب الناشط الإعلامي ضياء محمد، فإن ما يخشاه التنظيم من العناصر، هو تكرار الانشقاقات الجماعية، لذلك يعمل على تهميش القيادات البارزة، وسحب صلاحياتهم، وإظهار وجوه جديدة بشكل مستمر، ما يضمن عدم إقامة تكتلات داخل التنظيم. وتتشابه هذه الاستراتيجية مع ما كان يطبقه النظام وفروعه الأمنية، بهدف السيطرة على المنطقة برمتها، خاصة في مخيم اليرموك.
وبعد المعارك داخل مخيم اليرموك لفرض السيطرة عليه، تراجع عناصر “جبهة فتح الشام” إلى المنطقة الشمالية الغربية، والمعروفة بـ”مربع ساحة الريجة”. ويتواجد في المنطقة حوالي 300 شخص، بينهم أكثر من 50 عنصراً من “جبهة فتح الشام”. وقد دخل الحصار المزدوج من تنظيم “الدولة” والنظام، على المنطقة أسبوعه الثاني، وسط منع الأهالي من الخروج، باستثناء المعلمين من أبناء المنطقة.
صفحة “ربيع ثورة” في “فايسبوك”، نشرت رسالة لأحد المدنيين من داخل المنطقة المحاصرة من قبل تنظيم “الدولة” من الجنوب والشرق، والمليشيات الفلسطينية الموالية للنظام “القيادة العامة” و”فتح الانتفاضة” من الشمال والغرب. وتشرح الرسالة أحوال الأهالي، وعدم سماح التنظيم لهم بالخروج، ومنعهم من إدخال المياه والطعام إلى “مربع الريجة”، بهدف تسليم عناصر “فتح الشام” لأنفسهم.
أبو عمار، وهو شقيق لمدني محاصر من التنظيم داخل المخيم، ناشد الأهالي والفصائل المتواجدة لفك الحصار عن “ساحة الريجة”، داعياً لقطع الإمداد عن التنظيم في المخيم عبر طريق يلدا. وقال أبو عمار، إن معظم نساء عناصر التنظيم يرتادون أسواق يلدا، وعدد من التجار لهم دور في شراء حاجيات عناصر التنظيم وإدخالها إلى المخيم.
محاولة القضاء على الكتائب العسكرية الرافضة لوجود تنظيم “الدولة” جنوبي دمشق، تتزامن مع المصالحات الوطنية مع النظام، في مناطق محاذية. وباتت أحياء جنوبي دمشق، مقسمة بين مناطق يسيطر عليها تنظيم “الدولة” وأخرى يسيطر عليها النظام ومليشياته. ويسود بين الطرفين تفاهم متبادل، ورغبة بالقضاء على بقية الفصائل المُعارضة، وتتم تلك العمليات باتفاقات سرية، أو باغتيال قياديين بارزين. ففي بلدة بيت سحم، تعرض قائد عسكري يدعى سليمان حمزة الملقب بـ”أبو سامر”، لمحاولة اغتيال بعد زرع عبوة ناسفة في دراجته النارية. العملية باءت بالفشل بسبب انفجار الدراجة بعنصر من “جيش الإسلام” بالقرب من أحد المقرات العسكرية شرقي بيت سحم.
مسؤول عسكري في “المكتب الأمني” لبلدة بيت سحم، أبو موفق، قال لـ”المدن”، إن المتهم الأول ليس تنظيم “الدولة”، ففي الأسبوع الماضي اجتمع رئيس “فرع الدوريات” التابع للنظام “العميد الزمريني” (المسؤول الأمني عن ملف مصالحات بلدة بيت سحم) بلجان المصالحة المحلية. وكرر الزمريني أثناء الاجتماع مطالبته بطرد “أبو سامر” من البلدة، كجزء من مطالب النظام لإتمام اتفاق المصالحة، وذلك بعدما رفض “أبو سامر” اتفاق المصالحة الموقع في البلدة، والذي شمل أيضاً بلدتي ببيلا ويلدا المجاورتين. كما شهدت منطقة القزاز اجتماعاً سرياً قبل أسبوع، جمع رئيس بلدية بيت سحم المطرود خارج البلدة سامر شبعانية، وعدد من المندوبين عن القوات الشيعية المسيطرة على منطقة السيدة زينب المجاورة، عرف منهم “الإمام الواحدي”.
ويتزامن تعزيز سيطرة تنظيم “الدولة” جنوبي دمشق، مع فرض النظام للمصالحات على أهالي المناطق المُحاذية. وأعلن النظام عن عودة الأهالي المهجرين الموالين له، إلى بلدتي الحسينية والبويضة، فيما مُنع أهالي الذيابية من العودة إلى بيوتهم، ومنهم قائد “لواء الأنفال” أبو مازن، والذي سلم نفسه لقوات النظام، وأصبح عضواً في مليشيا “الدفاع الوطني” التابع للنظام.
“حزب الله” يستهدف مدنيي القلمون..لإخلاء جرحى إيرانيين في الفوعة
علمت “المدن” أن “حزب الله” أعطى تعليمات لعناصره في حواجز عبد المجيد والعسلي والشبك، شمالي بقين في ريف دمشق، بضرورة استهداف المدنيين في المنطقة، وايقاع أكبر عدد ممكن من الاصابات الخطيرة بينهم، وذلك بغرض الضغط على “جيش الفتح” الذي يُحاصر بلدة الفوعة في ريف إدلب.
مصادر “المدن” أكدت أن سبب هذه التعلميات هو وجود قياديين إيرانيين، اثنين، مصابين في الفوعة، وبحاجة للإخلاء الفوري للعلاج.
وقد أوقع عناصر مليشيا “حزب الله”، 8 اصابات بين المدنيين، حتى ليل الثلاثاء/الأربعاء، في مناطق القلمون الشرقي، المشمولة بالهدنة بين “جيش الفتح” وايران، بعد اتفاق الزبداني/الفوعة. وتهدف مليشيا الحزب بذلك إلى دفع “جيش الفتح” للتفاوض على اخلاء جرحى القلمون مقابل جرحى إيران في الفوعة.
وكان “جيش الفتح” قد تشدد في حصار الفوعة مؤخراً، رداً على خروق “حزب الله” المتكررة في الزبداني ووادي بردى. ورفض “جيش الفتح” مؤخراً وصول المساعدات إلى الفوعة، رداً على منع الحزب وصول المساعدات إلى القلمون.
دمشق: موالو الأسد على الحواجز.. والبقية إلى حلب
رائد الصالحاني
تشهد العاصمة السورية دمشق، منذ بداية معركة حلب شمال سوريا، ازدياداً في عدد القتلى الذين يتم تشييعهم يومياً، ممن قضوا في صفوف قوات النظام، في معارك حلب، عدا عن الذين يدفنون في مناطق المعارك، من دون إعادة جثثهم إلى دمشق.
وأغلب القتلى على جبهات حلب، هم ممن تم سوقهم لأداء الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، ضمن الحملات التي تشنها قوى “الأمن العسكري” بالمشاركة مع “الشرطة العسكرية”. واستهدفت حملات السوق إلى التجنيد، أحياء دمشق بالكامل، مؤخراً.
وعلى الرغم من كثرة الموالين الذين تطوعوا في المخابرات والمليشيات، وانتشارهم في شوارع دمشق، إلا أنهم يفضلون البقاء في دمشق على القتال في حلب. أولئك المسلحون، يتم نشرهم على الحواجز، وزاد عددهم على مئات الالاف، ليُخضعوا سكان العاصمة لضروب الذل والإهانة، وليمارسوا التشبيح على الناس، والتسلط على ممتلكاتهم، مسلحين مدعومين بشبكات ولائهم، يرفضون المشاركة في صفوف قوات النظام، على الجبهات المفتوحة مع المعارضة.
وعبر شبكات المحسوبية والزبائنية، يتم حماية المسلحين الموالين، بغرض ابقائهم في دمشق، حيث لا معارك جدية تُهدد حياتهم. وتتم مواجهة النقص العددي الهائل في قوات النظام، بالتعويض عن أولئك المسلحين الموالين، بسحب عشوائي للشباب ممن هم في سن الخدمة العسكرية من الشوارع والمنازل وأماكن العمل، ليُزج بهم في معارك النظام مع المعارضة المسلحة، على امتداد سوريا.
أبو أحمد، نازح من ريف درعا يقيم مع عائلته، في مدينة الكسوة جنوبي دمشق، قال إن ابنه أحمد، اعتقل منذ شهر على حاجز “تاون سنتر” بالقرب من صحنايا، في مدخل العاصمة الجنوبي. ووصل إلى أبو أحمد خبر سحب إبنه إلى خدمة الاحتياط، واستطاع زيارته في منطقة الدريج، أثناء فترة تلقيه دورة تدريبية على استخدام السلاح، استمرت لعشرة أيام. وبعد ذلك الإعداد “المُميز” لمواجهة المعارك، نُقل أحمد إلى جبهات مدينة حلب، وغابت أخباره عن عائلته، إلى أن جاءهم اتصال من مستشفى تشرين العسكري في دمشق، للمراجعة بغرض استلام جثة ابنهم. في المستشفى قيل لعائلة أبو أحمد، إن ابنهم قضى أثناء أداء مهمة عسكرية مع “الجيش العربي السوري”، وإنه “بطل يستحق التقدير”، وسيُدفع لهم مبلغ مالي، تعويضاً، عن خسارة الابن، الذي ترك وراءه زوجة وطفلاً صغيراً.
مصدر طبي في مستشفى “601 العسكري” بالمزة في دمشق، قال لـ”المدن”، إن عدد الجثث الذي وصلت إلى المستشفى خلال الأسبوع الماضي، فاق الخمسين، معظمهم من جبهات حلب وريف دمشق، وبعضهم من المليشيات الموالية، وضباط في قوات النظام. ولكن أغلبهم كان من الشبان بين الثامنة عشر والعشرين من العمر، أي في سن الخدمة الإلزامية.
وتتقاطع روايات ذوي القتلى، ممن التقتهم “المدن”، حول الأبناء الذين أخذوا إلى الجبهات، من دون التدريب على السلاح، ومن دون رغبتهم في مشاركة القتال مع أي طرف من الأطراف.
مصدر “المدن” في مستشفى “601 العسكري” سيء السمعة، أكد أيضاً، وصول عشرات المقاتلين الشبان المصابين، إلى المستشفى يومياً، ممن يمرون بفترة نقاهة قبل العودة إلى ثكناتهم. المصدر أشار إلى أن المقتدرين مالياً منهم، يدفعون مبالغ كبيرة للأطباء لتمديد فترة النقاهة، وتجنب العودة للقتال، خاصة وأن “طي ملف الاحتياط” يصبح أمراً مستحيلاً بعد سحب الهوية المدينة والالتحاق رسمياً في صفوف قوات النظام عبر الاعتقال العشوائي، من الشارع أو مداهمة الأحياء والمنازل.
أبو وائل، دمشقي يقطن في المدينة القديمة، بعدما نزح وعائلته من داريا، منذ خمس سنوات. ولم يجد ابن أبو وائل مهرباً من الخدمة الإلزامية بعدما أتم الثامنة عشرة من العمر، في ظل وضع العائلة المالي الذي لا يسمح للابن بإكمال الدراسة، والحصول على “تأجيل دراسي”. وقد حاولت العائلة مراراً الحصول على “تأجيل إداري” لتجنب إرسال ابنها إلى الخدمة الإلزامية في قوات النظام، أو أي فصيل مسلح يقاتل في سوريا. أبو وائل الذي لا يحب الحرب، ولا يقف مع أي طرف فيها، ولا يريد سوى سلامة عائلته، استطاع بعد جهد كبير الوصول إلى شخصية قيادية في مليشيا “الدفاع الوطني”. الاتفاق مع الشخصية القيادية تضمّن تطويع الابن في “الدفاع الوطني” والتنازل عن راتبه الشهري والذخيرة الحية المخصصة له، مقابل ابقائه على حاجز تفتيش في الحي الذي تقطنه العائلة.
بعد شهرين، تم سحب الإبن، بمهمة قالت قيادة مجموعته إنها لحفر أنفاق على مشارف الغوطة الشرقية. ثم اتصل الابن بأهله ليخبرهم أنه أصبح على جبهات مدينة حلب. ابن أبو وائل قتل في معارك الكاستللو. وفي اتصال مع الأهل، أبلغت “الجهات المختصة” ذويه، بأنه قد قتل أثناء “أداء الواجب الوطني”، وتم دفنه في مقبرة بالقرب من أرض المعركة مع رفاقه بعد تعرضهم لصاروخ موجه، حوّلهم إلى أشلاء، فتعذّر نقل الجثث إلى دمشق.
وتشهد العاصمة دمشق منذ مطلع العام 2016 حملات تجنيد مستمرة، تطال الشبان من سكان دمشق، مع ارتفاع تكاليف “طي ملف الاحتياط” والتي وصلت إلى خمسة ملايين ليرة سورية، والتضييق المستمر على الشبان الذين يودون الحصول على تأجيل للخدمة، والذي تعدت كلفته المليون ليرة سورية في بعض الأحيان.
هجمات للنظام وغارات عنيفة بحلب رغم “الهدنة”
قال مراسل الجزيرة إن قوات النظام تشن هجمات عنيفة بعدة مناطق جنوب حلب وغربها مصحوبة بقصف عنيف للطيران في محاولة التقدم رغم الهدنة المعلنة، وقد أكدت المعارضة المسلحة صد الهجمات.
وأكد المراسل محمد عيسى أن الممرات التي تحدثت عنها روسيا والهدنة لم تطبق في جنوب حلب وأن الاشتباكات تجددت بهجوم واسع شنته قوات النظام والمليشيات المساندة لها بغطاء جوي كثيف وعنيف شمل معظم محاور الجهة الجنوبية من حلب.
وكانت هيئة الأركان الروسية قد أعلنت أمس إنشاء ممرات إنسانية، ووقف الأعمال القتالية والضربات الجوية والمدفعية في حلب مدة ثلاث ساعات يوميا، بدءا من اليوم الخميس.
وأكد المراسل أن قوات النظام شنت هجوما من محور”1070 شقة” باتجاه قرية عقرب وكذلك باتجاه الراموسة من جهة “الكراجات”، مشيرا إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بالمنطقة لتسفر عن تقدم لقوات النظام قبل تعرضها لكمين أدى إلى مقتل عدد كبير من عناصرها.
وأشار عيسى إلى أن اشتباكات أخرى دارت من جهة معمل الإسمنت ومحور تلة المحروقات، حيث شنت قوات النظام الهجوم الرابع على هذا المحور من جنوب حلب.
وكان جيش الفتح قد أعلن صد هجمات للنظام على عدة محاور في مدينة حلب وتكبيده خسائر بشرية كبيرة، واستعادة السيطرة على نقاط تقدمت إليها هذه القوات في حي الراموسة جنوب مدينة حلب.
ضحايا مدنيون
من جهة أخرى، قالت مصادر طبية والدفاع المدني السوري إن أربعة أشخاص بينهم طفلان ووالدتهما لقوا حتفهم وأصيب خمسة وخمسون بصعوبات في التنفس بسبب غازات سامة يرجح أنها غاز الكلور جاءت من برميل متفجر ألقته طائرة تابعة للنظام على منطقة سكنية في حي الزبدية بمدينة حلب.
وكان نحو خمسين شخصا قد قتلوا وجرح العشرات بغارات روسية وسورية استهدفت الأربعاء طرقا وأحياء ومحال تجارية في حلب وإدلب ودير الزور.
ففي إدلب قتل27 شخصا وأصيب عشرات بجروح خطيرة جراء قصف الطائرات الروسية مدينة إدلب، ومعرة النعمان ومعرة مصرين في ريف إدلب.
وفي حلب قتل 11 شخصا وأصيب آخرون بجروح جراء غارات روسية وسورية على حافلات مدنية في أورم الكبرى في ريف حلب الغربي، كما قتل تسعة أشخاص بقصف روسي لسوق في قرية حطلة بريف دير الزور.
وفي ريف دمشق واصلت مروحيات النظام قصف مدينة داريا (الغوطة الغربية) ببراميل متفجرة، وكانت المدينة قد استهدفت الأربعاء بعشرات البراميل وبنحو 15 ضربة جوية وصاروخية، مما أدى إلى دمار كبير، وفق نشطاء من المعارضة.
هل يتمكن جيش الفتح من بسط سيطرته على حلب؟
محمد كناص-غازي عنتاب
قد تبدو معركة حلب هي أكثر ما يخطف الأنظار ويحبس الأنفاس في هذه الساعات، فالحسابات الرسمية لفصائل المعارضة المسلحة وحسابات المغردين على شبكات التواصل الاجتماعي لا تخلو من تدوينات تصف المعركة مرة بـ”ملحمة حلب الكبرى”، وفي أخرى بـ”فتح حلب”.
مساء أمس الاثنين أعلن جيش الفتح عن بدئه المرحلة الرابعة من معركة “إبراهيم اليوسف” في حلب، والتي تهدف للسيطرة على كامل المدينة. وبحسب مراقبين، فإن الإعلان كان قرعا لطبول حرب قد تطول مدتها، ويصعب التكهن بفصولها أو توقع مآلاتها، خصوصا أنها معركة سيكون ميدانها أحياء سكنية لم تختبر المعارك منذ بداية الثورة السورية، وفي وسط شعبي لا يمكن البت إلى أي طرف سينحاز، هل للقوات المهاجمة أم للقوات الحاكمة؟
أسئلة كثيرة تطرح بخصوص مدى نجاح جيش الفتح في خوض معركة حلب، وما هي معوقات تقدمه أو مرجحات انتصاره؟
تحييد الطيران
قال المحلل العسكري عبد الستار العساف في حديث للجزيرة نت إنه من واقع خبرته كعقيد طيار لسنوات طويلة في سلاح الجو يمكنه القول إن الطريق أمام جيش الفتح لدخول أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام لن يكون صعبا.
وأوضح العساف أن الغطاء الجوي الذي تعتمد عليه قوات النظام وحلفاؤها في معاركها ضد المعارضة سيكون ذا حدين، إذ سيقتصر على الطائرات المروحية لأغراض تكتيكية وفي المساحات ذات الحساسية التي يكون فيها الاشتباك عن قرب بين الأحياء، وهو ما سيجعل احتمال إسقاطها كبيرا بالأسلحة المضادة التقليدية الرشاشة، فأي انقضاض لها سيجعل أماكن الضعف فيها تحت مرمى النيران.
وأضاف أن مناورات الحوامات ستعتمد بشكل كبير على النظر لأنها ستطير على ارتفاعات متوسطة وقريبة، وهنا يمكن أن يتم تحييدها من خلال الدخان.
وأشار العقيد العساف إلى أن جيش الفتح استطاع كسب حاضنة شعبية كبيرة من خلال سلسلة الانتصارات الكبيرة التي حققها من قبل في السيطرة الكاملة على إدلب وريفها، وأخيرا في فك الحصار عن حلب، وهو ما سيشكل عاملا مساعدا له في حال دخل أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام، كما أنه لم تسجل أي انتهاكات له ضد المدنيين في إدلب وريفها، وتفرغه التام للجبهات وقدرته على حماية المدنيين.
الحاجة إلى ذخيرة
من جهة أخرى، قال المحلل العسكري فايز الأسمر خلال حديث للجزيرة نت إن الدخول في معارك ضمن الأحياء سيرتب على جيش الفتح ضرورة امتلاك ذخيرة تلائم هذا النوع من الحروب، إذ تتطلب كميات كبيرة من الذخيرة من النوع الناعم (الأسلحة الفردية، والقناصات، والرشاشات).
وأضاف أنه ينبغي على جيش الفتح أن يعتمد على مقاتلين يعرفون جغرافيا الأحياء وكيفية التنقل بين مداخلها ومخارجها، بالإضافة إلى “توسعة الشريان الذي فتحه إلى أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وأن يدرك أنه انتقل من المعارك في المساحات المفتوحة والنصر السريع إلى المعارك في الأماكن الضيقة التي يطول أمدها في غالب الأحيان، حيث سيكون الانتقال من بناء إلى بناء، ومن حي إلى حي”.
وقال الأسمر إن حرب المدن تكثر فيها عمليات القنص والكمائن واستخدام الأنفاق والتلغيم، والنظام سيلجأ إلى استخدام المدنيين دروعا بشرية في وجه جيش الفتح، مما سيزيد من حساسية الموقف.
وختم الأسمر حديثه بأنه يحسب لصالح جيش الفتح عامل الاستثمار في الحالة المعنوية لقوات النظام التي تعيش أسوأ حالاتها بعد حالة الاسترخاء التي شعرت بها بحكم اقترابها من النصر في إثر فرض الحصار على حلب، ولن يكون جيش الفتح بعيدا عن كسب هذه المعركة ضد قوات النظام.
فايننشال تايمز: ما أسباب نجاحات المعارضة بمعركة حلب؟
ألمح تقرير لفايننشال تايمز إلى أن الهجوم ضد قوات الرئيس بشار الأسد في حلب ربما تم بمساعدة خارجية، لكن دبلوماسيا غربيا أكد أن نجاح المعارضة المسلحة يعود لانضباطهم وقدراتهم.
ويقول نشطاء وثوار إن قوات المعارضة زُودت بأسلحة جديدة قبل وأثناء القتال، وأشارت الصحيفة إلى مقابلات أجريت مع بعض النشطاء والثوار السوريين الذين طلبوا عدم إظهار هويتهم نظرا لحساسية الموضوع.
وقال أحد النشطاء الذين يتحركون بين الحدود السورية التركية “أحصينا على الحدود أمس عشرات الشاحنات التي تحمل الأسلحة، وهذا الأمر كان يتم يوميا ولمدة أسابيع؛ أسلحة ومدفعية، ولا نتحدث فقط عن بعض الذخائر والبنادق”.
ووصف اثنان من الثوار عملية نقل الأموال واللوازم بأنها كانت مستمرة لأسابيع، وأنهما يعتقدان بأن هذه الأموال واللوازم كانت تأتي من داعمين إقليميين، وأنها كانت ترسل في شاحنات عبر الحدود التركية مع سوريا.
ويقول بعض الثوار إن المسؤولين الأميركيين الذين يدعمون قوات المعارضة المعتدلة غضوا الطرف عمدا على مشاركة جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في الهجوم لضمان إبقاء المعارضة على موطئ قدم لها في حلب.
وقال دبلوماسي غربي على اتصال بالمعارضة إن “الأميركيين كانوا بالطبع يعلمون ما يجري، وتجاهلوه لممارسة بعض الضغط على روسيا وإيران”.
وأضاف الدبلوماسي الغربي أن “مشكلة الثوار لم تكن أبدا قلة الأسلحة، وهذا الأمر خطط له داخليا، ونجح ليس بسبب الدعم الخارجي، ولكن لأن جبهة فتح الشام والجماعات الجهادية الأخرى منضبطة بشكل لا يصدق، والكثير من الرجال على استعداد لتفجير أنفسهم على الجبهة”.
ويقول مقاتلو الثوار إن هناك أسبابا إستراتيجية قوية لبعض القوى الخارجية ورغبتها في مساعدة المعارضة سرا في حلب، لأن المدينة هي أكبر وآخر معقل حضري متبق للثوار، وبدونها يمكن أن يصبح الأمر مجرد عصيان ريفي لا يشكل ضغطا كافيا في المفاوضات السياسية التي تأمل القوى العالمية أن تنهي إراقة الدماء.
وأشارت الصحيفة إلى أن الداعمين الخارجيين للثوار زاد إحباطهم من تفويت المواعيد التي تم تحديدها لمحادثات السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وروسيا، حيث كان الموعد الأخير في الأول من أغسطس/آب وتجاهلته واشنطن وموسكو.
أطباء سوريون بحلب يتهمون أميركا بالتقاعس
اتهم أطباء سوريون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، الولايات المتحدة بالتقاعس في مواجهة الجرائم المتكررة في المدينة المدمرة.
فقد حذر 15 طبيبا من أصل 35 في الأحياء الشرقية من ثانية أكبر المدن السورية -في رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما- من أن الوضع سيكون ميؤوسا منه بالنسبة للمدنيين إذا أعادت قوات النظام فرض الحصار.
وتمكنت فصائل المعارضة السبت الماضي من فك حصار لقوات النظام السوري استمر ثلاثة أسابيع على أحياء حلب الشرقية وفاقم معاناة السكان جراء الارتفاع الشديد في الأسعار ونقص المواد الغذائية.
لكن أطباء الأطفال والجراحين وأطباء آخرين وقعوا على الرسالة، أوضحوا أن الوضع ما زال مزريا.
وقالوا “ما لم يتم فتح ممر إنساني دائم إلى حلب، فستكون مسألة وقت فقط حتى تحاصرنا قوات النظام مجددا، ويفتك الجوع، وتجف مستلزمات المستشفيات تماما”.
وتضمنت الرسالة احتجاجا على الولايات المتحدة، لأنها لم تقم بـ”أي جهد لرفع الحصار أو حتى استخدام نفوذها لدفع الأطراف إلى حماية المدنيين”، وفق تعبير الرسالة.
وأضاف الأطباء السوريون “لسنا في حاجة إلى ذرف الدموع أو التعاطف أو حتى الصلوات، نريد أن تتحركوا، أثبتوا أنكم أصدقاء السوريين”.
وقال هؤلاء “أكثر ما يؤلمنا كأطباء، هو اختيار من سيعيش ومن سيموت”.
وأكدوا أنه “أحيانا يتم إحضار أطفال إلى غرف الطوارئ لدينا مصابين بجروح بالغة، فيكون علينا إعطاء أولوية لأولئك الذين فرصهم أفضل، أو ببساطة لأننا لا نملك المعدات اللازمة لمساعدتهم”.
واشتكى الأطباء من أنهم كانوا لمدة خمس سنوات شاهدين على عدد لا يحصى من المرضى والأصدقاء والزملاء الذين عانوا من العنف، والوفيات المؤلمة، كما تذكر الرسالة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، شكلت سوريا العام الماضي البلد الأكثر خطورة للعاملين بالقطاع الصحي الذين يقدمون خدماتهم في ظل الصراعات أو في حالات الطوارئ، حيث تم تسجيل 135 هجوما على العاملين في المجال الطبي والمرافق الطبية عام 2015.
تركيا: موقفنا تجاه الأسد لم يتغير وعليه الرحيل
أنقرة: اتفقنا مع موسكو للعمل على محاربة الإرهاب المتمثل بداعش والقوات الكردية
دبي – قناة العربية
قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إنه من المبكر القول إنه من الممكن بدء مرحلة انتقالية في #سوريا بوجود نظام #بشار_الأسد .
وأكد المتحدث أن موقف #تركيا المطالب بضرورة رحيل الأسد لم يتغير، كما حذّر في الوقت ذاته من تحركات وإجراءات #النظام على الأرض والتي يحاول فيها شراء الوقت.
إلى ذلك، كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية أن بلاده اتفقت مع روسيا على محاربة الإرهاب المتمثل بـ #داعش وكذلك #القوات_الكردية .
أردوغان: على واشنطن الاختيار بيننا وبين غولن
من جهة أخرى، وحول تداعيات الانقلاب الفاشل في تركيا، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واشنطن إلى تسليم الداعية المعارض فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام آلاف من الأتراك خارج القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة إن على الولايات المتحدة أن تختار ما بين تركيا أو غولن الذي تتهمه الحكومة التركية بوقوفه وراء محاولة الانقلاب الفاشلة الشهر الماضي. وأضاف أردوغان أن أنقرة سلمت واشنطن صناديق من الأدلة على تورط غولن في محاولة الانقلاب الفاشلة.
أطباء حلب برسالة لأوباما: لا نريد الدموع بل منطقة حظر جوي
أطباء حلب برسالة لأوباما: لا نريد الدموع بل منطقة حظر جوي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — وجهت مجموعة تضم عددا من آخر الأطباء الذين مازالوا يعملون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، دعوه فيها إلى التدخل لوقف المآسي التي تحصل في المدينة وفرض منطقة حظر جوي تحول دون استهدافها بالغارات المدمرة.
وقال الأطباء في الرسالة التي حصلت CNN على نسخة منها: “لا نحتاج إلى الدموع أو التعاطف أو حتى الصلاة منكم، ما نريده منكم بإلحاح شديد هو فرض منطقة حظر جوي تمنع الغارات على شرق حلب من أجل وقف الهجمات التي تتعرض لها كما نريد تحركا دوليا يمنع إعادة حصار المدينة مجددا.”
وتابع الأطباء في الرسالة: “إذا لم يُفتح شريان حياة بشكل دائم إلى حلب فإن القضية ستكون مسألة وقت قبل أن تعاود قوات النظام محاصرة المدينة لتنفد المواد الغذائية ومعها الإمدادات الطبية من المستشفيات.”
ولفتت الرسالة إلى أن مركزا أو مرفقا طبيا يتعرض للاستهداف العسكري كل 17 ساعة في حلب، ما يعني أن المدينة قد تفقد تماما كل المرافق الطبية في غضون شهر واحد.
كما روت الرسالة ما يعانيه الأطباء جراء الوضع الإنساني الصعب بالقول: “ما يؤلمنا كأطباء أنه علينا الاختيار بين من سيموت ومن تُكتب له الحياة. في بعض الأحيان يجلبون أطفالا إلى المستشفيات جراحهم بليغة جدا فنضطر لمنح الأولوية بالعلاج لمن نعتقد أن لديه فرصا أكبر بالحياة، أو لأننا ببساطة لا نمتلك الأدوات الطبية المناسبة.”
يذكر أن المعارضة السورية كانت قد تمكنت قبل أيام من كسر الحصار الذي فرضه النظام على مدينة حلب، غير أن المعارك مستمرة حول خط الإمداد الجديد وفي أرجاء أخرى من المدينة التي تتعرض لغارات جوية قاسية.
مصادر: 226 بلجيكي لا زالوا بين المقاتلين الأجانب في سورية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 11 أغسطس 2016
بروكسل – أكدت هيئة تقدير المخاطر والأزمات في بلجيكا، أن عدد المقاتلين من مواطني البلاد في سورية حالياً يصل إلى 266 شخصاً، من أصل 36.5 ألف مقاتل أجنبي ذهبوا إلى هناك منذ عام 2012. ويقاتل معظمهم إلى جانب مجموعات إرهابية، خاصة ما يعرف بتنظيم الدولة.
وأشارت الهيئة، وهي جهاز مستقل معني بتقدير وتقييم درجة التهديد الإرهابي في البلاد ومعاينة ملف المقاتلين الأجانب، في آخر الأرقام التي نشرتها، إلى أن حوالي 457 مواطناً بلجيكيا ذهبوا فعلاً إلى سورية أو على الأقل حاولوا الوصول إلى هناك، “من بين هؤلاء 328 رجل و86 امرأة و43 قاصراً”.
وذكرت أن 4 مواطنين بلجيكيين هم في طريقهم حالياً إلى سورية، في حين تم تسجيل 73 محاولة للذهاب باءت بالفشل لأسباب متعددة.
أما حول عدد العائدين من ساحات القتال، فتؤكد الهيئة أن عددهم قد تجاوز المئة، دون أن تقدم أرقاماً دقيقة، وان “هناك 157 شخصاً من المتعاطفين مع التنظيم يتواجدون في البلاد”، حسب مصادرها.
وكانت وسائل اعلام متعددة قد تداولت مؤخراً خبراً مفاده أن شاباً بلجيكياً كان من بين منفذي عملية انتحارية في العراق، وكان معروفاً باسم أبو أنور البلجيكي.
ولكن وزارة الخارجية لم تؤكد الأمر معلنة السعي للحصول على معلومات من قبل السلطات العراقية.
وفي السياق نفسه، تداولت وسائل اعلام محلية إحصائيات صادرة عن الاستخبارات الأمريكية تؤكد على وجود ثلاثة آلاف مقاتل تونسي في سورية وحوالي 2500 سعودي و1500 آخرين قدموا من روسيا والأردن والمغرب.
أما بالنسبة للجنسيات الأوروبية، فتتصدر فرنسا رأس القائمة، حيث يتواجد حوالي 1200 فرنسي في صفوف مقاتلي داعش، و”هناك زيادة نسبتها 10% بين اعداد الفرنسيين الذي ذهبوا إلى سورية خلال الأشهر الستة الأخيرة”، حسب ما تم نقله عن الاستخبارات الأمريكية.
كما يجري الحديث عن تواجد 600 بريطاني ومثلهم من الألمان يقاتلون في سورية.
رياضي من اللاجئين السوريين ببلجيكا يتألق في اولمبياد ريو دي جانيرو
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 10 أغسطس 2016 السباح السوري رامي أنيس
بروكسل – برز اسم الرياضي السوري رامي أنيس، المقيم كلاجئ في بلجيكا، والذي يشارك حالياً في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو، تحت العلم الأولمبي، كأهم الرياضيين في فريق اللاجئين، بعد أن حطم رقمة القياسي الخاص مسجلاً 54.25 ثانية في سباق 110 متر سباحة حرة.
وأشار رامي أنيس (25 عاماً)، في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام محلية، إلى أنه يعيش حلماً لا يريد الاستيقاظ منه، قائلا “أعتبر تحطيم رقمي الشخصي في السباحة الحرة، كتحضير لسباق 100 متر سباحة فراشة، وهي المفضلة لدي”.
وغادر رامي، الذي ينحدر من مدينة حلب (شمال سورية)، البلاد عام 2012 هرباً من الحرب الأهلية، قبل أن يصل إلى بلجيكا بعد رحلة مضنية عبر بحر إيجه.
وقالت مدربته البلجيكية كورين فيربوين، إن تأهل رامي للألعاب الأولمبية هو ثمرة تدريب دؤوب وصل إلى 17 ساعة يومياً، بدءاً من آذار/مارس الماضي.
ويأمل السباح السوري أن يشارك في الأولمبياد المقبل باسم بلاده، فـ”من الغريب ألا أتمكن من السباحة لأجل بلدي”، لكن “آمل أن تنتهي الحرب قريباً وأن أشارك باسم سورية”.
سياسي سوري: لقاء رئيسي تركيا وروسيا رسالة مُبطّنة للأمريكيين
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 10 أغسطس 2016 لؤي صافي
لؤي صافي
أكّد مفكر وسياسي سوري معارض أن القمة التي عُقدت بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بالأساس، رسالة من تركيا إلى الولايات المتحدة، وشدد على أنها هدفت بالأساس لتطوير سياستها الخارجية بشكل مستقل عن المصالح الجيوسياسية للحلف الأطلسي.
وقال لؤي صافي، إن التقارب الروسي ـ التركي يحمل رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة والدول الأوربية، ويعزز المكانة الخاصة التي تحتلها تركيا في تقاطعات المصالح الجيوسياسية في منطقة المشرق، بيد أن الرسالة التي يحملها هذه اللقاء إلى قيادة حلف شمال الأطلسي وفق رأيه هي “هدف ثانوي وليس رئيسي للأتراك”.
وأضاف صافي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن الهدف الأول يتعلق بإدراك أردوغان الحاجة لتطوير سياسية خارجية مستقلة عن المصالح الجيوسياسية للحلف الأطلسي، بعد اتضاح وجود تضاربات كبيرة بين تلك المصالح ومصالح تركيا الحيوية، بل إضرار مصالح الدول الغربية بأمن تركيا المباشر، وتقاطع مصالح الثورة السورية مع مصالح تركيا في إسقاط النظام ولجم التوسع الإيراني في المنطقة يصب في مصلحة الأغلبية السورية الرافضة للمشروع الإيراني الطائفي، لذلك فإن أي تفاهمات تركية ـ روسية تصب في دائرة تعزيز قدرة المعارضة السورية على الصمود وتحقيق أهدافها على المدى الطويل، وفي تمكين تركيا من تطوير سياسية خارجية تربط مصالحها بمصالح شعوب دول المشرق التي تمثل امتدادها الثقافي والسياسي والاستراتيجي والتاريخي”.
وتابع “لقد سعى أردوغان خلال الأشهر الماضية لرأب الشرخ الذي جرى بعد إسقاط القوات العسكرية التركية للمقاتلات الروسية التي خرقت الأجواء التركية نهاية العام الماضي، وسيسعى على الأغلب إلى تطبيع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع روسيا، وربما يكون اللقاء خطوة حاسمة نحو إعادة التبادل التجاري إلى ما كان عليه قبل المقاطعة الروسية للبضائع التركية نتيجة إسقاط الطائرة، وسيسعى على الأغلب إلى الوصول إلى تفاهمات بخصوص الجماعات الكردية المسلحة في شمال سورية”.
وأردف “إلا أن التنسيق لن يتجاوز على الأرجح مستوى التفاهمات التي تحفظ مصالح الطرفين وتحول دون التصعيد العسكري بينهما، لأن تركيا ليست مستعدة حالياً للتخلي عن موقعها في حلف شمال الأطلسي، وتفاهم الطرفين التركي والروسي حول الصراع المفتوح في سورية مستبعد نظراً للبون الشاسع في مواقف الطرفين، وفي ضوء التمسك الروسي الكامل ببقاء نظام الأسد”.
وقال أيضاً “تعود أهمية لقاء أردوغان وبوتين إلى أنه يأتي عقب الانقلاب العسكري الذي شكّل بالنسبة للقيادة التركية القشة التي قسمت ظهر البعير، وزادت من شكوكها حول صدقية موقف دول حلف شمال الأطلسي من الصراع المستمر في المشرق منذ خمس سنوات. دول الحلف أبدت دعما لتركيا في صراعها مع النظام وحلفائه الروس والإيرانيين في بداية الصراع، بل وحرضت تركيا على استخدام قواتها المسلحة ودفاعاتها الجوية في مواجهة الحلف الإيراني الروسي الداعم لنظام الأسد. ولكن الدول الغربية تحولت تدريجياً عن موقفها الداعم خطابياً إلى موقف معادي عملياً للمصالح التركية، ومصالح الأغلبية السورية، كذلك التنسيق غير المعلن بين إدارة أوباما وإيران فيما يتعلق بالشأن السوري، وتنسيقها المتصاعد مع روسيا بهدف الالتفاف على المعارضة السورية والموقف التركي الداعم والمُصرّ على إسقاط نظام الأسد، أكد للأتراك أن الولايات المتحدة ليست الحليف القوي الذي يمكن الاعتماد عليه في الصراع المصيري فوق الأرض السورية، ثم جاءت المفاجئة الصادمة للقيادة التركية مع تجاهل إدارة أوباما لمصالح الحليف التركي والشروع بدعم القوات المسلحة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي وحليفه حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية”.
وخلص المعارض السوري الى القول “إن تصريحات أردوغان الأخيرة حول الموقف الغربي من الانقلاب العسكري، الذي بدا أكثر تعاطفاً مع الانقلابيين وأقل اكتراثاً بمستقبل الديمقراطية في تركيا، تُظهر تعاظم البون بين تركيا وحلفاءها الأوربيين”.
تواصل القتال في حلب رغم إعلان روسيا وقف إطلاق النار
بيروت (رويترز) – قالت جماعتان معارضتان وشاهد في مدينة حلب السورية إن القتال استمر في المدينة يوم الخميس رغم مرور ما يزيد على ساعة على موعد وقف لإطلاق النار لمدة ثلاث ساعات يوميا أعلنته روسيا.
وقالت روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته يوم الأربعاء إن وقفا لإطلاق النار سيستمر لمدة ثلاث ساعات يوميا اعتبارا من العاشرة صباحا حتى الواحدة ظهرا بهدف تيسير توصيل المساعدات.
ونفى محمد رشيد المتحدث باسم جماعة جيش الأنصار المعارضة سريان وقف إطلاق النار عندما سئل عن ذلك الساعة 10.45 صباحا (0745 بتوقيت جرينتش).
وقال إن القوات الحكومية تحاول منذ الصباح التقدم باتجاه منطقة الراموسة وسط تصعيد كبير من جانب الطائرات الحربية الروسية.
كما أفاد شاهد من حلب قريب من خط المواجهة بين القطاع الشرقي من حلب الذي تسيطر عليه المعارضة والغربي الذي تسيطر عليه الحكومة باستمرار القتال بعد الساعة العاشرة والنصف صباحا.
وقال مسؤول ثان من المعارضة إن القتال ما زال مستمرا.
وأفاد التلفزيون السوري يوم الخميس بأن الجيش أحرز تقدما مساء الأربعاء تحت غطاء من الضربات الجوية باتجاه مواقع بالقرب من مناطق استولى عليها المعارضون الأسبوع الماضي.
لكن رشيد ومتحدثا آخر باسم حركة نور الدين الزنكي التي تقاتل أيضا في حلب قالا إن قوات الحكومة استولت على بعض المواقع لكنها سرعان ما أجبرت على التراجع عنها.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
وكالات: روسيا ستجري تدريبات بحرية قرب سوريا في منتصف الشهر
موسكو (رويترز) – قالت وكالات أنباء روسية يوم الخميس نقلا عن وزارة الدفاع إن روسيا تعتزم بدء تدريبات بحرية في الجزء الشرقي من البحر المتوسط في 15 أغسطس آب.
وقالت الوزارة إن الطائرتين الحربيتين (سيربوخوف) و(زيليوني دول) المزودتين بصواريخ كاليبر الموجهة ستشارك في التدريبات.
وأضافت أن الجيش يعتزم اختبار إطلاق صواريخ خلال هذه التدريبات.
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)
تحليل-مكاسب المعارضة السورية في حلب تعقد استراتيجيات الأسد وروسيا
من سليمان الخالدي
بيروت (رويترز) – وجه مقاتلو المعارضة السورية ضربة لآمال الرئيس بشار الأسد باستخدام القوة الجوية الروسية لاستعادة مدينة حلب الحيوية والإسراع بإنهاء الصراع المستمر منذ خمسة أعوام بكسرهم حصارا للحكومة على مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب.
وفتح التقدم المفاجئ لمقاتلين من غرب سوريا إلى مجمع عسكري في جنوب غرب حلب يوم السبت ممرا إلى المدينة ليكسروا بذلك حصارا مضروبا منذ أسابيع ويوفروا قاعدة انطلاق لهجمات جديدة على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
ومن غير الواضح ما إذا كانوا سيتمكنون من الاحتفاظ بمكاسبهم أو حتى تعزيزها في حرب تتسم بتغير الحظوظ لكن نجاح المسلحين أظهر أنهم قادرون على وقف القوة الدافعة التي أعطتها الحملة الجوية الروسية للأسد في الشهور الأخيرة.
وفي حلب أظهرت الجماعات المختلفة التي تقاتل جيش الحكومة السورية وحدة نادرة في الوقت الذي وجهت فيه أيضا ضربة للأسد وموسكو وحلفائهما المدعومين من إيران الذين أسهموا بشدة في انتصار في المدينة التي كانت أكثر المدن السورية سكانا قبل الحرب.
وقال العميد أمين حطيط وهو مؤيد للأسد في مقابلة بصحيفة الثورة السورية “كان واضحا ان معركة حلب ستكون المعركة الاقسى والمعركة الأهم والمعركة الأخطر والأطول في كل المعارك التي اندلعت.”
وحلب مهمة ليس فقط بسبب حجمها ولكن أيضا لموقعها القريب من تركيا وهي داعم قوي للجماعات المعارضة للأسد التي تعمل في المدينة. وبالإضافة إلى ذلك فإن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة فيها هي المعقل الرئيسي لمعظم جماعات المعارضة خلافا لجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.
وربما ينظر في دمشق وموسكو إلى هزيمة مقاتلي المعارضة في حلب كمؤشر لانهيار المعارضة المسلحة ضد حكم الأسد.
وأعلنت وسائل الإعلام الحكومية أن القتال “أم المعارك” في حين وصفته جماعة حزب الله اللبنانية حليفة الأسد في الحرب بأنه “صراع وجودي”.
وتحدث مقاتلو المعارضة من جانبهم عن “معركة ملحمية لتحرير حلب” حاشدين الدعم بإشارتهم إلى محنة المدنيين المحاصرين في المدينة التي تتعرض لغارات جوية تستهدف بانتظام المستشفيات والأسواق.
وحدة نادرة للمعارضة
تشير حملة حلب وهي حتى الآن أكبر هجوم منسق لجماعات المعارضة منذ بدء الصراع في 2011 إلى أنها عززت قدراتها على الرغم من تكبدها خسائر كبيرة منذ بدء الغارات الجوية الروسية ضدها قبل نحو عام.
واقتحم ما يتراوح بين ستة آلاف وثمانية آلاف من مقاتلي المعارضة من جماعات مختلفة بعشرات الدبابات دفاعات الجيش التي تشبه الحصن في الراموسة في جنوب غرب حلب في بضعة أيام فقط. وقاد المفجرون الانتحاريون التقدم.
وتراوحت هذه الجماعات من تحالف جيش الفتح الإسلامي الذي يشمل جبهة فتح الشام التي كانت تسمى جبهة النصرة قبل أن تقطع علاقاتها مع القاعدة قبل أسبوعين إلى الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب.
وطرد جيش الفتح الجيش السوري وحلفاءه العام الماضي من محافظة إدلب إلى الجنوب الغربي من حلب قبل أن يحول التدخل الروسي في سوريا المد لصالح الأسد.
وسيرفع النجاح الذي تحقق الأسبوع الماضي مكانة جبهة النصرة والتي جاء تغيير اسمها لأسباب من بينها تضييق الخلافات مع التيار الرئيسي للمعارضة.
بيد أن وحدة الجماعات المعارضة هذه المرة ولدت في الأغلب من رحم القلق من التقدم التدريجي للقوات الحكومية منذ دخلت روسيا الحرب.
وقال علاء الصقار القائد العسكري في جماعة فتح حلب “اليوم كنا متفرقين متباعدين شوي (بعض الشيء) اليوم صرنا صف واحد. الهدف هو النظام ماعاد (ما عدا ذلك) فيش (لا توجد) مشكل (مشاكل) بيننا و ما عاد (ما عدا) في حالة البعد والركون صار في عندنا عدو واحد ممكن يقضي علينا فصرنا كلنا يد واحدة.”
حملة القصف
بعد سنوات من توقف شبه كامل في الموقف في حلب كانت الحملة الجوية التي بدأت بتدخل روسيا في سبتمبر هي التي جعلت الأسد قريبا من تحقيق نصر كبير.
وفشل الجيش السوري في محاولات كثيرة في اختراق الخطوط الأمامية في حلب ونسبت الكثير من الانتكاسات إلى حصول المعارضة على أسلحة من دول عربية خليجية وتركيا.
وسيطر الجيش في الشهر الماضي على طريق الكاستيلو في شمال حلب وكان آخر طريق يسيطرون عليه إلى داخل المدينة ليفرض الحصار على 250 ألف شخص في القطاع الخاضع للمعارضة.
وبخلاف القصف واجه المقاتلون والمدنيون بالمناطق الخاضعة للمعارضة نقصا في الغذاء والأدوية والوقود بينما يراقب العالم الموقف.
لكن سيطرة المعارضين يوم الجمعة على قاعدة الراموسة قطع الطريق الرئيسية الوحيدة للحكومة إلى المدينة ودل على أن الجيش سيتخبط في إيصال الإمدادات إلى السكان البالغ عددهم مليون شخص في المناطق الخاضعة لسيطرته.
ويرغب المعارضون الآن في التقدم أكثر في المناطق الخاضعة للحكومة ويعبئون الآلاف من المقاتلين من المناطق الريفية في شمال وغرب البلاد.
وقال دبلوماسي غربي كبير “إن المتمردين قلبوا الطاولة على استراتيجية الحصار.”
وأضاف أن التطور يمثل أيضا انتكاسة لموسكو التي تعتبر النصر في المدينة مبررا لتدخلها في سوريا.
وكانت روسيا تصب كل تركيزها في استكمال حملة حلب حتى أنها تحدت دعوات أمريكية بتخفيف القبضة على المدينة رغم المخاطرة باتفاق مع واشنطن للتعاون في ضربات ضد المتشددين.
* معركة طويلة
وقال معارضون ومصادر حكومية ودبلوماسيون إنه بإعلان المعارضة الآن إنها تجهز للهجوم على المناطق الغربية في حلب التي نجت حتى الآن من القصف الجوي المدمر الذي تعرضت له المناطق الخاضعة للمعارضة فإنه تلوح في الأفق معركة دموية أطول.
ويقول مقيمون إن السكان في شرق حلب انتقلوا في جماعات من المناطق الواقعة على الخطوط الأمامية إلى مناطق أخرى بالمدينة وهو نمط قد يتكرر في المناطق الغربية الخاضعة للحكومة.
ويعتبر المعارضون نجاحهم دليلا على قدرتهم على قلب الطاولة حتى في وجه القوة الروسية وأن هدفهم في الإطاحة بالأسد لم يعد بعيد المنال.
وقال محمد الشامي قائد جماعة أحرار الشام المنضوية تحت تحالف جيش الفتح الإسلامي “بعد هذه المكاسب حطمنا الخيار العسكري الذي حاول المحتل الروسي وحلفاؤه الإيرانيون وحزب الله فرضه.
وأضاف الشامي “اليوم الذي يخطط للنظام ضباط روس وعناصر حرس ثوري إيراني وحزب الله وهم (يخوضون) معارك واليوم تفوقنا عليهم.”
(إعداد علي خفاجي ومعاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)