أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 14 حزيران 2012

سورية على وشك الانهيار وقمة الـ 20 لمقاربة مشتركة للحل

الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢

لندن، دمشق، بيروت، نيويورك، طهران – «الحياة» رويترز، ا ب، ا ف ب – اتجهت سورية الى «شفا الانهيار»، كما قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الذي اعلن خلال مؤتمر اقليمي في كابول ان «سورية على شفا الانهيار أو حرب اهلية طائفية مهلكة»، مشيراً الى انه سيجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لاقناع روسيا باستخدام نفوذها لدى الحكومة السورية لتنفيذ خطة المبعوث الدولي – العربي كوفي انان. وقالت مصادر ديبلوماسية في نيويورك لـ»الحياة» ان مشاورات تجري بين دول مجموعة العشرين لوضع «رزمة اجراءات» لتكون مقاربة موحدة لعلاج الازمة السورية.

وفيما اعتبر أليستر بيرت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط في حديث الى «الحياة»، «أن الصراع في سورية يأخذ طابعاً مذهبياً»، وزع البنك المركزي السوري في دمشق وحلب اوراقا نقدية تم طبعها في روسيا لزيادة السيولة ودفع رواتب موظفي القطاع العام. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصرفيين في دمشق قولهم ان استخدام عملات ورقية مطبوعة حديثاً «ملاذ أخير» بعد تنامي العجز نتيجة تراجع إيرادات الحكومة وفقدان صادرات النفط. في الوقت نفسه تحدثت وكالات انباء غربية عن ان العاصمة السورية «تتمرد حياً حياً» وأن النظام اضطر الى توفير موارد حماية اضافية لها، خصوصاً بعدما بدأت تشهد تظاهرات ليلية وهجمات على الحواجز ونقاط التفتيش وأصوات الرصاص واصبحت «الانفجارات تعكر سكون الليل».

وشددت القوات النظامية أمس حملاتها وضغوطها العسكرية على مواقع المعارضين، وبعدما احتلت مدينة الحفة وضواحيها فجراً اثر انسحاب عناصر «الجيش السوري الحر» منها «حفاظاً على ارواح السكان»، بعدما قصفتها بالمدفعية والصواريخ قبل ان تدخلها، كما قال معارضون، بدأت تحرق منازل المدينة وتُجبر النساء على خلع الحجاب. وذكرت وكالة «رويترز» في نبأ لها من اسطنبول ان مسلحي المعارضة يستعدون لتصعيد القتال ضد القوات النظامية بعد تزودهم بقذائف المورتر والأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية التي تم تهريبها حديثا عبر الحدود باستخدام الشاحنات والحمير. وفي المساء اعلن ان القوات النظامية دخلت الى دير الزور بعد قصف عنيف في وقت استمر قصف احياء عدة من مدينة حمص وضواحيها، ما دفع برئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا، الى الاتصال مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للتدخل لدى روسيا والمجتمع الدولي، من أجل الضغط على النظام السوري «لإيقاف مجزرة إنسانية تُرتَكب في حمص الآن» كما قال سيدا لـ«الحياة»، وانقاذ أكثر من 40 ألف شخص محاصرين فيها.

وأبقت الولايات المتحدة تركيزها أمس على تسليح روسيا للنظام السوري. ومع تكرار نفيها تسليح المعارضة، قال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ»الحياة»، وتعقيبا على تحذير وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من احتمال ارسال روسيا طائرات هليكوبتر للنظام السوري أنه «من الأمور المسلم بها وحتى من قبل الحكومتين الروسية والسورية، أن جميع طائرات الهليكوبتر السورية هي من أصل روسي – سوفياتي».

وأضاف «طبقا لمعلومات بحوزة الحكومة الأميركية، زاد الجيش السوري استخدامه لطائرات الهليكوبتر القتالية وطائرات الهليكوبتر لنقل الأسلحة، وفي عملياته القتالية عبر البلاد». وأشار الى أن هذه الطائرات «متمركزة في مواقع تمكنها الوصول بسهولة الى مناطق الاضطرابات في محافظة ادلب وحمص وحماة وفي منطقة اللاذقية ومناطق أخرى».

وفيما لم يؤكد المسؤول أي معلومات حول شحنة جديدة من طائرات الهليكوبيتر من روسيا لسورية، لفت الى أن «هناك على الأقل شحنة ذخيرة وصلت سورية من روسيا في الشهور الستة الماضية». وقال أن «السلطات القبرصية رصدت علنا الناقلة أم في الروسية في كانون الثاني (يناير) 2012 وهي تحمل ذخيرة لسورية»، وعدا عن ذلك قال المسؤول أن «لدى واشنطن معلومات محدودة عن تزويد روسيا الحكومة السورية بمعدات احتياط أو ذخيرة».

وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عزم بلاده على تفعيل خطة انان وجعلها «إلزامية» من خلال إدراجها ضمن الفصل السابع، في مسعى لوقف القمع المتصاعد للنظام السوري الذي وصفه بـ «نظام الدم والقتل».

وأكد فابيوس، في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية وخصصه للوضع في سورية، عزمه على العمل لاعتماد دفعة عقوبات جديدة تطاول هذه المرة كوادر عسكرية وداعمين للقمع وملاحقتهم قضائياً. وقال ان الوضع السوري اتخذ منحى اكثر خطورة وترويعاً مما كان عليه، وان اطفالاً باتوا يستخدمون دروعاً بشرية امام شاحنات ومدرعات النظام كما انهم يغتصبون ويعذبون ويقتلون وان القمع يقتل عشرات الأشخاص يومياً.

وأضاف انه حيال هذا الوضع قررت فرنسا العمل مع اوروبا والولايات المتحدة لاعتماد دفعة عقوبات أكثر صرامة.

وفي نيويورك شددت مصادر ديبلوماسية رفيعة في مجلس الأمن على أهمية انعقاد قمة مجموعة العشرين في المكسيك الأسبوع المقبل وتناولها الأزمة السورية مشيرة الى إمكان «عقد اجتماع على مستوى قادة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أو وزراء الخارجية، للبحث في الأزمة وسبل التحرك قدماً».

وقالت المصادر إن «الجهد الديبلوماسي يتركز الآن على التوصل الى اتفاق رزمة يتضمن شكل المرحلة الانتقالية في سورية، والعقوبات في مجلس الأمن لدعم الحل السياسي والضغط على الأطراف كافة للتقيد به». وأوضحت أن «جوهر» الاتفاق سيترجم من خلال «الشكل» الذي يمكن أن يكون في «مؤتمر دولي على غرار الذي دعت إليه موسكو شرط أن يكون نتيجة، وليس مقدمة، لاتفاق بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن حول مقاربة موحدة في شأن سورية».

وشددت مصادر غربية على ضرورة التوصل الى «اتفاق مع روسيا أولاً على مقاربة مشتركة للحل السياسي والمرحلة الانتقالية في سورية قبل الموافقة على عقد المؤتمر الدولي المقترح من موسكو، ويمكن الاتفاق على انضمام الدول الأخرى المعنية كإيران وسواها في مرحلة لاحقة الى المؤتمر». وأكدت أن «العمل على مشروع قرار في شأن سورية يتضمن عقوبات تحت الفصل السابع هو حلقة من سلسلة أوسع تتضمن حزمة إجراءات». وأوضحت «أن الاتفاق على مقاربة موحدة مع روسيا في شأن المرحلة الانتقالية في سورية سيمهد الطريق أمام إجراء في مجلس الأمن، والعقوبات هي واحدة من الخيارات المطروحة، لكن الهدف هو التقدم في عملية سياسية انتقالية وتطبيق خطة أنان».

وعما إذا كان خروج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة شرطاً لنجاح العملية الانتقالية قالت المصادر «إن خروج الأسد كان يجب أن يحصل من وقت طويل لكن هناك عدداً من الاحتمالات حول خروجه».

وأكدت المصادر أن طرح مشروع قرار يتضمن عقوبات وحظر أسلحة وإحالة سورية على المحكمة الجنائية الدولية «مستبعد الأسبوع الجاري بانتظار انتهاء قمة العشرين». وأوضحت «في حال عدم تحقيق تقدم في المستقبل القريب علينا أن نفكر بقرار في مجلس الأمن، لا ليكون بديلاً عن خطة أنان بل ليدعم تطبيقها».

وقللت المصادر الغربية من أهمية مشاركة إيران في أي مؤتمر دولي أو مجموعة اتصال حول سورية «على رغم أن مشاركتها تبقى مسألة إشكالية». وأشارت الى أن «الأهم هو أن تتفق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن أولاً على مقاربة للعملية الانتقالية في سورية، وفي مرحلة لاحقة يمكن للاعبين الإقليميين أن ينضموا الى المجموعة المقترحة».

جدل أميركي – روسي حول تسليح سوريا

واشنطن: لا مكان للأسد في العملية الانتقالية

    واشنطن – هشام ملحم / العواصم الأخرى – الوكالات

مع تصاعد العمليات العسكرية واتساعها في سوريا، تراجعت حظوظ انقاذ خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان، وبدت البلاد مهيأة اكثر لدخول مرحلة جديدة من الازمة وخصوصا مع اعلان ناشطين ان مقاتلي المعارضة يستعدون لتصعيد القتال ضد القوات النظامية مستفيدين من حصولهم على اسلحة جديدة مهربة ومن التقاط الانفاس في ظل وقف النار الهش الذي بدأ تطبيقه في 12 نيسان الماضي. ورفضت الحكومة السورية التي اعلنت “تطهير” مدينة الحفة في محافظة اللاذقية من مقاتلي المعارضة، التوصيف الذي أطلقه وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس على الوضع في سوريا بانه حرب اهلية وقالت ان ما يجري هو “كفاح لاستئصال آفة الارهاب”، ودعت المراقبين الدوليين الى زيارة المدينة بعدما كانوا منعوا من هذه الزيارة الثلثاء.

في غضون ذلك، أعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان اعمال العنف والمعارك في سوريا بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين اسفرت عن مقتل 50 شخصا بينهم 40 مدنياً.

واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي زار طهران ان مبيعات الاسلحة لسوريا لا تنتهك الاتفاقات الدولية، وقال ان واشنطن تبيع اسلحة “في المنطقة” بعدما كان ورد خطأ في الترجمة الفارسية لتصريحه بأن الولايات المتحدة تبيع المعارضة السورية أسلحة الامر الذي نفته الادارة الاميركية. وكررت موسكو تمسكها بخطة انان وباقتراح عقد مؤتمر دولي لمناقشة الازمة السورية.

الموقف الأميركي

ونفت الولايات المتحدة بشدة اتهامات روسيا بانها تزود المعارضة السورية أسلحة، وجددت مطالبتها موسكو بوقف تسليح النظام السوري الذي يستخدم هذه الاسلحة ضد المدنيين، في وقت قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون: “نعتقد ان الوضع في سوريا يسير في اتجاه الحرب الاهلية، وان الوقت قد حان للجميع في المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا وجميع أعضاء مجلس الامن لان يخاطبوا الاسد بصوت واحد وان يصروا على وقف العنف، وان يعملوا مع كوفي انان للتخطيط لعملية انتقالية”.

وصرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بأن الرئيس باراك اوباما سوف يناقش مع المسؤولين الروس خلال قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى المقرر عقدها قريبا في المكسيك الوضع في سوريا. واسترعى الانتباه ان البيت الابيض تفادى وصف الوضع في سوريا بأنه يشكل حربا اهلية كما فعلت فرنسا ومسؤولون في الامم المتحدة، إذ قال كارني: “ليس مهما ان نشارك في مناظرة حول الاوصاف، ما نعلمه هو انه اذا لم نتحرك بسرعة في مجلس الامن وفي المحافل الاخرى ومن خلال مؤتمر اصدقاء الشعب السوري لمساعدة الشعب السوري لتحقيق العملية الانتقالية التي يستحقها، عندها من الممكن ان تدخل سوريا في حرب طائفية يمكن ان تعبر الحدود، ويمكن ان تثير اضطرابات في المنطقة وان تورط دولا اخرى في نزاع بالوكالة سيلحق الاضرار ليس فقط بدول المنطقة بل بالعالم”.

  وقالت كلينتون التي كانت تتحدث الى الصحافيين بعد لقائها نظيرها الهندي ان موسكو “تواصل” شحنات الاسلحة الى سوريا، “وحضضنا الحكومة الروسية مرارا على قطع هذه العلاقات العسكرية فورا”. ولاحظت ان روسيا تقول دوما انها ليست متعلقة بالاسد وان لها مصالح حيوية تريد صونها في المنطقة، ورأت انه اذا واصلت موسكو دعمها لنظام الاسد “فانها ستضع كل هذه المصالح في خطر اذا لم تتحرك بطريقة بناءة أكثر”.

  واضافت: “أود ان أشدد على ان الولايات المتحدة لم تزود المعارضة السورية أسلحة. اطلاقا، وكل دعمنا انحصر في الدعم الطبي والانساني للمساعدة على تخفيف معاناة الشعب السوري، وقدمنا مساعدات من هذا النوع بقيمة 52 مليون دولار حتى الان”. كما قدمت حكومتها معدات “غير قتالية الى المعارضة، تشمل اجهزة اتصال”. وأكدت انها لا تريد الدخول في جدل علني مع لافروف “الذي أعمل معه في قضايا عدة دورياً، وأود أن أحضه على ان نلبي طلب انان وان نتعاون على تطبيق خطته، بما في ذلك اطار العملية الانتقالية” الى سلطة جديدة.

وبعدما ذكرت ان ادارة الرئيس اوباما تتعاون مع روسيا في قضايا خارجية عدة قالت: “نحن نختلف على سوريا، وهي ليست المسألة الوحيدة التي نختلف عليها، لكنها مسألة تتعلق بقتل الناس في كل يوم، وحيث العنف يتصاعد والحكومة تشن هجمات وحشية على المدنيين العزل بمن فيهم الاطفال. نحن نختلف معهم…”. وجددت مطالبة المجتمع الدولي بتوجيه رسالة واضحة الى الاسد بأن عليه المشاركة في انقاذ بلاده من الوقوع في عنف اكبر. وخلصت الى انها لا تزال تأمل في امكان قيام انان بتشكيل من الدول والمنظمات الدولية لاحراز تقدم. وفي هذا السياق أبدت قلقها على بعثة المراقبين الدوليين الذين تعرضوا للخطر ولهجمات الاسبوع الماضي.

ونفى الناطق باسم البيت الابيض ان تكون واشنطن زوّدت المعارضة السورية اسلحة مع رفضها تزويد نظام الاسد اسلحة لان ذلك يزيد قدراته على اللجوء الى العنف ضد شعبه، وكرر الدعوة الى اشاعة المناخ الذي يسمح بعملية انتقالية سياسية الى مرحلة جديدة، قائلاً انه “لا مكان للأسد في العملية الانتقالية… لأنه تخلى منذ زمن عن فرصته لان يكون جزءاً من العملية الانتقالية”. واضاف: “ان التاريخ سيعتبر الاسد طاغياً وحشياً، وقاتلاً لشعبه، ولذلك لن يكون له مكان في المستقبل الذي يرغب فيه الشعب السوري ويستحقه”.

لاجئون الى تركيا

* في اسطنبول، أفاد مسؤول في وزارة الخارجية التركية طلب عدم ذكر اسمه ان نحو 2500 سوري فروا من اعمال العنف المستمرة في بلادهم ووصلوا الى تركيا خلال اليومين الاخيرين. وقال ان عدد النازحين السوريين الموجودين في مخيمات اقيمت في جنوب تركيا بلغ الاربعاء 29 الفا و500 شخص، وان نحو 1500 نازح وصلوا خصوصا خلال الساعات الـ24 الاخيرة.

راسموسن

* في سيدني، رأى الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان تدخلا عسكريا اجنبيا في سوريا “لن يكون الطريق الصحيح”. وقال: “ليست هناك اي خطط حاليا” لشن عملية للحلف في سوريا. واعتبر ان فشل مجلس الامن في التوصل الى اتفاق لتشديد الضغط على دمشق “خطأ جسيم”، وان في وسع روسيا الاضطلاع بـ”دور اساسي” من اجل وقف العنف واعادة السلام الى سوريا.

إصرار روسي على إشراك إيران في الحل ومرونة أوروبية إزاءه

سوريا ترفض مصطلح «الحرب الأهلية» .. والغرب يسوّقه

أثار استخدام مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو توصيف «الحرب الأهلية» على الأحداث في سوريا والذي رفضته دمشق كما المعارضة السورية، قبولا غربياً سريعاً تمثل في عدد من التصريحات التي تصدرتها باريس مجددة الدعوة إلى إدراج خطة كوفي أنان ضمن الفصل السابع.

لكن مؤشرات عديدة رجحت في الوقت نفسه، توجها أوروبيا وعربياً نحو مزيد من المرونة إزاء إصرار موسكو على إشراك إيران في مؤتمر دولي تعتزم عقده لحل الأزمة السورية.

ورسّخت موسكو أمس، خلال زيارة وزير خارجيتها سيرغي لافروف طهران «حلفاً قويا» مع إيران، وشبه تطابق إزاء الملف السوري، بإعرابها عن تمسكها بمشاركة ايران وإعلانها عن المزيد من تفاصيل مبادرتها، فيما رفضت اتهامات واشنطن لها بتسليح النظام السوري. أما إيران فتحدثت عن مخططات عسكرية وإعلامية تحاك ضد سوريا، مؤكدة «جاهزية محور المقاومة».

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «ينبغي اللجوء الى الفصل السابع لجعل بنود خطة أنان إلزامية»، وأضاف «نعمل في هذا الاتجاه ونأمل في اتخاذ هذا الإجراء سريعا». ويتيح الفصل السابع فرض إجراءات على بلد معين تحت طائلة العقوبات وصولا حتى الى استخدام القوة. وأضاف الوزير الفرنسي «سمعنا حتى الصين تعرب عن قلقها البالغ. ينبغي إذاً ان يتحرك مجلس الامن بسرعة قصوى ويدرج تحت الفصل السابع بنود خطة انان تحت طائلة عقوبات قوية جدا». واعتبر فابيوس ان الوضع في سوريا يمكن وصفه بأنه «حرب اهلية»، مجددا دعوته الى انهاء «نظام القتلة» برئاسة بشار الأسد.

وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للصحافيين في كابول بأن «سوريا على حافة الانهيار او على حافة حرب أهلية طائفية دامية. وبالطبع هناك مجال للنقاش حول ماهية الحرب الاهلية الشاملة». وأضاف «وبالفعل هناك العديد من مواصفات الحرب الأهلية».

وقال هيغ إن من مصلحة روسيا دعم خطة السلام التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربي كوفي أنان. وأضاف «حتى لو تم منح الرئيس الأسد حرية ارتكاب جرائم فظيعة، فلن يعود الى السيطرة على الوضع في سوريا، وبالتالي فإنه ليس خيارا بين خطة أنان من جهة وتقوية نظام الأسد لنفسه من جهة اخرى». وتابع قائلا «انه خيار بين تطبيق خطة انان وزيادة الفوضى». كما جددت وزيرة الخارجية الاميركية دعوة روسيا لوقف إمداد سوريا بالأسلحة قائلة إن البلد «ينحدر باتجاه حرب أهلية».

ومن جهته، قال الأمين العام لحلف الـ«ناتو» اندرس فوغ راسموسن الذي يقوم بزيارة دبلوماسية الى أوستراليا انه ليس واثقا ما اذا كان من الممكن وصف الوضع بحرب أهلية «من وجهة نظر قانونية». وتابع «لكن من المؤكد ان الوضع في سوريا خطير جدا وشهدنا فظاعات ارتكبها النظام والقوات الموالية له» مؤكدا «أنني أدين بشدة هذه الأعمال».

وأكدت دمشق ان البلاد لا تشهد حربا اهلية بل تكافح «الارهاب»، وذلك ردا على تصريحات لمسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو. وذكر البيان ان سوريا «لا تشهد حربا أهلية بل تشهد كفاحا لاستئصال آفة الارهاب ومواجهة القتل والخطف… وغيرها من الجرائم الوحشية التي تقوم بها المجموعات الارهابية المسلحة».

واعتبر بيان وزارة الخارجية السورية ان الحديث عن حرب أهلية في سوريا «لا ينسجم مع الواقع ويتناقض مع توجهات الشعب السوري» مؤكدا ان ما يجري في البلاد «حرب ضد مجموعات مسلحة اختارت الإرهاب طريقا للوصول إلى أهدافها وتآمرها على حاضر ومستقبل الشعب السوري».

ورفضت «الهيئة العامة للثورة السورية» وصف التدهور الامني في سوريا بأنه «حرب اهلية». واعتبرت الهيئة في بيان ان ما قاله لادسو «لا يعبر عن صورة الأحداث الجارية ولا يعبر عن الشعب السوري» وثورته «السلمية». وانتقدت الهيئة التصريح معتبرة انه «مساواة بين الضحية والجلاد وتجاهل لمجازر النظام الأسدي وطمس لمطالب الشعب السوري المشروعة بالحرية والكرامة».

المبادرة الروسية

وقال مصدر مطلع على أجواء زيارة لافروف طهران لـ«السفير» إن الضيف حمل رسالة مفادها أن «الرئيس بوتين خلافا لسابقه ديميتري ميدفيديف ينظر لإيران على أنها دولة إقليمية يمكن أن تشكل حليفا قويا لموسكو» مع تأكيد القيادة الروسية أنها «ليست مستعدة للتخلي عنها» في وجه الضغوط الغربية والأميركية المتزايدة ضدها أو الراغبة في عزلها.

وأكد لافروف إصرار موسكو على مشاركة إيران في المؤتمر الدولي بشأن سوريا. وأكد في الوقت نفسه عدم مشاركة الجانب السوري في المرحلة الأولى من المباحثات. وأوضح لافروف قائلا «فكرتنا هي دعوة جميع اللاعبين الرئيسيين الى عقد مؤتمر دولي وفي حال انعقاده سيلتحق الجانب السوري في ما بعد. ومن المتوقع مشاركة حوالي 15 دولة، عليهم جميعاً تأكيد تأييدهم لخطة أنان وتنفيذها وذلك عن طريق استخدام كل لاعب دولي نفوذه مع الجهة السورية التي يمكن أن يؤثر عليها وإجبار جميع السوريين على إيقاف العنف كما هو منصوص عليه في بنود خطة كوفي أنان السلمية وقرار مجلس الأمن للأمم المتحدة».

وردّ لافروف على اتهامات واشنطن لروسيا بتسليح سوريا وخاصة بالمروحيات القتالية، مؤكدا عدم اختراق بلاده لأية قوانين دولية، ومتهما واشنطن بتسليح أطراف «في المنطقة».

وكشف مصدر مقرب من الحرس الثوري لـ«السفير» أن «القرار الايراني بالوقوف الى جانب النظام السوري حسم سلفا»، وتحدثت مصادر إيرانية عن رسائل للضيف عن «جاهزية محور المقاومة» من فلسطين إلى ما بعد إيران لأي طارئ في ظل «الحديث عن ضربة عسكرية خاطفة» توجه إلى سوريا مع «زلزال إعلامي ونفسي» لاختبار مدى تماسك النظام السوري ليتم على أساس النتيجة رسم ملامح المرحلة التالية.

في المقابل، قالت كلينتون في مؤتمر صحافي «روسيا تقول إنها تريد إعادة السلام والاستقرار. وتقول انها لا تربطها علاقة خاصة (بالرئيس السوري بشار) الأسد وتزعم أيضا أن لها مصالح حيوية في المنطقة وعلاقات تريد استمرار الحفاظ عليها. إنها تعرض كل ذلك للخطر إذا لم تتحرك بصورة أكثر إيجابية في الوقت الراهن».

وأكد مصدر أوروبي مطلع قناعة الاتحاد الأوروبي بـ«ضرورة إشراك جميع أفرقاء المجتمع الدولي والجهات التي لها تأثير على سوريا في البحث عن حل للأزمة في هذا البلد». وقال المصدر لوكالة «آكي» إن «التكتل الموحد أيد فكرة إطلاق مجموعة اتصال بشأن سوريا، كما أننا ننتظر بإيجابية إلى الفكرة الروسية القائلة بعقد مؤتمر دولي حول سوريا مع مشاركة محتملة لإيران».

ونقلت وكالة «آكي» عن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قوله خلال لقائه وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي في روما، «أعتقد أن على كل دولة أن تلعب دوراً في الأزمة السورية ويجب بطريقة أو بأخرى أن تشارك، وإن لم يكن بالضرورة في الاجتماعات الرسمية»، في إشارة إلى إيران. وأضاف أن «المجتمع الدولي يعكف حالياً على مجموعة الاتصال التي ستجتمع في وقت لاحق من هذا الشهر وسوف تشارك فيها كل من روسيا والصين».

وميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان حصيلة القتلى في سوريا أمس، ارتفعت الى 50 شخصا، هم 40 مدنيا في محافظات حمص واللاذقية ودير الزور وإدلب وحلب ودمشق وحماة ودرعا وعشرة عناصر من القوات النطامية في حمص ودرعا ودير الزور. وكان «الجيش السوري الحر» أعلن انسحاب عناصره من منطقة الحفة في محافظة اللاذقية التي تعرضت للقصف خلال الأيام الثمانية الماضية، فيما اكدت السلطات السورية «تطهير» المنطقة من «المجموعات الارهابية». («السفير»، أ ف ب، رويترز)

إيران تؤكد «جاهزية محور المقاومة» وتحذر من خطط ضد دمشق

لافروف في طهران: مواقف «متقاربة جداً» من الملف السوري

رياض الاخرس

زيارة سريعة وخاطفة قام بها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى طهران أرادت موسكو من خلالها إيصال رسائل على غاية من الأهمية في عدد من المواضيع الثنائية والإقليمية، أهمها توجه حديث لقيادة الكرملين الجديدة يعتبر إيران «حليفا إقليميا قويا» وأن روسيا «لن تتخلى عنها». كما تهدف الزيارة إلى «الوقوف على وجهة نظر القيادة الإيرانية إزاء حل الأوضاع في سوريا».

في المقابل، تحدثت مصادر إيرانية عن رسائل للضيف عن «جاهزية محور المقاومة» من فلسطين إلى ما بعد إيران لأي طارئ في ظل «الحديث عن ضربة عسكرية خاطفة» توجه إلى سوريا مع «زلزال إعلامي ونفسي» لاختبار مدى تماسك النظام السوري ليتم على أساس النتيجة رسم ملامح المرحلة التالية.

وقال مصدر مطلع على أجواء زيارة المسؤول الروسي لـ«السفير» إن الضيف حمل رسالة مفادها أن «الرئيس بوتين خلافا لسابقه ديميتري ميدفيدف ينظر لإيران على أنها دولة إقليمية يمكن أن تشكل حليفا قويا لموسكو» مع تأكيد القيادة الروسية أنها «ليست مستعدة للتخلي عنها» في وجه الضغوط الغربية والأميركية المتزايدة ضدها أو الراغبة في عزلها.

ويضيف المصدر نفسه إن زيارة لافروف التي رتبت على جناح السرعة «جاءت لتأكيد التوجه الجديد للقيادة الروسية إزاء طهران من جهة والوقوف على وجهة نظرها لحل الأزمة السورية من جهة ثانية».

وللمرة الأولى توجه روسيا اتهاما صريحا للولايات المتحدة الأميركية «بتزويد المعارضة السورية بالسلاح لإسقاط الحكومة السورية» وهو ما يثير قلقها من تكرار النموذج الليبي وتداعياته الخطيرة.

واتهم لافروف صراحة «الولايات المتحدة بتزويد المعارضة بأسلحة تستخدم في المعارك ضد الحكومة السورية». في حين كانت موسكو في السابق تكتفي بالتنديد بـ«قوى أجنبية» ـ من دون تسميتها ـ بسبب تقديمها دعما عسكريا للمعارضة السورية المسلحة. لكن روسيا عادت وتراجعت عن اتهامها للأميركيين، وقالت إنها لم توجهه لها، فيما كررت وزيرة الخارجية الأميركية هلاري كلينتون اتهامها روسيا بتسليح سوريا بالمروحيات.

وأكد لافروف إصرار موسكو على مشاركة إيران في المؤتمر الدولي بشأن سوريا. حيث أشار لافروف إلى أن «المؤتمر سيسمح بمعرفة من المهتم حقيقة في تنفيذ خطة كوفي أنان»، وأكد في الوقت نفسه عدم مشاركة الجانب السوري في المرحلة الأولى من المباحثات. وأوضح لافروف قائلا «فكرتنا هي دعوة جميع اللاعبين الرئيسيين الى عقد مؤتمر دولي وفي حال انعقاده سيلتحق الجانب السوري في ما بعد. ومن المتوقع مشاركة حوالي 15 دولة، عليهم جميعاً تأكيد تأييدهم لخطة أنان وتنفيذها وذلك عن طريق استخدام كل لاعب دولي نفوذه مع الجهة السورية التي يمكن أن يؤثر عليها وإجبار جميع السوريين على إيقاف العنف كما هو منصوص عليه في بنود خطة كوفي أنان السلمية وقرار مجلس الأمن للأمم المتحدة».

وعبر لافروف عن قلق بلاده «بشأن مصير سوريا شعبا وحكومة»، وخشيتها من أن «تصاب سوريا بتفكك لوضعها المعقد»، والرغبة الجامحة لبعض «الاطراف بتطبيق النموذج الليبي في سوريا، مع العلم بأن تداعيات النموذج الليبي ما زالت حتى الآن».

ودافع لافروف عن مبيعات بلاده من الأسلحة لسوريا باعتبار «ان كل الاتفاقيات الروسية مع سوريا تعود للمعدات الدفاعية ولا تتعارض مع الحقوق الدولية» نافيا أن تكون روسيا زودت دمشق «بأي أسلحة تعارض القوانين الدولية».

ويقول مصدر إيراني مطلع لـ«السفير» إن طهران قدمت للضيف الروسي «معلومات عن ضربة عسكرية وزلزال إعلامي في آن واحد ينفذان بالتزامن ضد النظام السوري لامتحان قدرته على التماسك والصمود فإذا انهار فهذا هو المطلوب بالنسبة للمعسكر المعادي لسوريا عربيا وإقليميا وغربيا وأميركيا وإلا فإن ذلك المعسكر يمكن أن يدرس الخيارات الأخرى».

وكشف مصدر مقرب من الحرس الثوري لـ«السفير» أن «القرار الايراني بالوقوف الى جانب النظام السوري حسم سلفا» لأن النظام السوري يعني بالنسبة لايران «استراتيجية عمرها اكثر من ثلاثة عقود حتى لو كلفها ذلك خوض حرب». حرب لو اندلعت فإن الإيرانيين واثقون بأنها ستكون انتصارا حاسما ومفصليا على نسق حربي الـ33 يوما والـ22 يوما. وأضاف المصدر نفسه أن «جناح المقاومة من غزة إلى طهران هو في حالة استنفار لحدوث أي طارئ».

ورجح مصدر آخر لـ«السفير» أن يكون لافروف حمل «رسائل غربية ما» إلى طهران قد ترتبط بالمؤتمر الدولي الذي تدعو إليه موسكو حول سوريا وتصر على إشراك إيران فيه في مقابل مشاركة تركيا وقطر والسعودية، إضافة إلى الدول العربية المجاورة لسوريا وهي العراق ولبنان والأردن، والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وهو ما يعزز بحسب المصدر نفسه فكرة أن «حل الوضع في سوريا لا بد أن يمر من طهران»، وفكرة أخرى ينسبها للروس مفادها أن «لا حل من دون سوريا ولا مؤتمر من دون إيران».

من جهته اتهم وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي خلال المؤتمر الصحافي الغرب ودولا عربية «تدعم المعارضة السورية بالمسلحين وترسل لها الميليشيات ولا تسمح للدولة أن تقوم بالإصلاحات». وشدد صالحي على ضرورة إعطاء «فرصة لتطبيق الوعود التي أعطتها الحكومة السورية لمواطنيها لتطبيق الإصلاحات».

وأكد صالحي أن طهران «تتطلع لإيقاف نزيف الدم في سوريا»، معتبرا ان مواقف روسيا وإيران حول سوريا «متقاربة جدا» لا سيما في ما يتعلق بضرورة تطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة كوفي انان من اجل اعادة الهدوء وحل الازمة بين النظام والمعارضة من دون تدخل خارجي.

النووي

وعلى صعيد الملف النووي والمفاوضات المقبلة مع مجموعة «5+1» في موسكو الاسبوع المقبل، قال لافروف «نحن نعتقد بأن الجانب الايراني يرغب في محادثات بناءة مع الدول الست بشأن برنامجه النووي» معلنا معارضة بلاده «أية عقوبات أحادية الجانب ضد أي بلد وهذه العقوبات لن يكون لها أي تأثير ايجابي… كما تعارض الحظر الاوروبي على واردات النفط الايراني».

وفي سياق متصل، حذر وزير النفط الايراني رستم قاسمي امس من ان العقوبات الدولية على ايران وخصوصا الحظر الاوروبي على النفط الايرني، ستؤدي الى «زعزعة استقرار سوق النفط» وأضاف قاسمي في ندوة لوزراء منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عقدت في العاصمة النمساوية فيينا أن الحظر سيتسبب بـ«تقلبات قوية» لأسعار النفط. وسيدخل الحظر على النفط الايراني الذي قــرره الاتحــاد الاوروبي في كانون الثاني الماضي حيز التطبيق في الاول من تموز المقبل.

من جهته، شدد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني على «التمسك بحقوق الشعب وما يخدم مصالحه ويلبي حاجاته». وأضاف لاريجاني خلال جلسة مخصصة للمفاوضات النووية الجارية بحضور امين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي كبير المفاوضين ان بلاده «لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم لكنها يمكن ان تبدي مرونة لجهة نسبته». الا ان ايران يمكنها ان «تحدد مستوى تخصيب اليورانيوم وفقا لحاجاتها»، مما يترك المجال مفتوحا امام التوصل الى تسوية حول هذه النقطة.

إلى ذلك قال جليلي أمام البرلمان إن بلاده «لا تقبل ان تكون حالة استثنائية عن بقية الدول الاخرى في تطبيق الالتــزامات الناتجة عن معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية».

وفي سياق آخر وصف قائد الثورة الإسلامية في ايران آية الله علي خامنئي التطورات التي تشهدها المنطقة «بالغريبة والمدهشة». ودعا خامنئي لدى استقباله أعضاء البرلمان الجديد، الى مراعاة «مصالح البلاد والتحلي بالشجاعة في مواجهة الأعداء».

ملامح تغير في موقف انقرة مع وصول شحنات اسلحة سعودية وقطرية للجيش الحر وبمعرفة المخابرات التركية

‘الاخوان ومن يربون لحاهم من المقاتلين يتلقون معاملة تفضيلية’

لندن ـ ‘القدس العربي’: دخلت سورية اذا مرحلة الحرب الاهلية بشكل رسمي، هذا ما تؤكده تصريحات هيرفي لادسوس مسؤول دائرة عمليات قوات حفظ السلام في الامم المتحدة، وهو ما تقترحه التقارير عن تدفق الاسلحة الثقيلة الى الحكومة السورية والمعارضة، وهذا ما تشير اليه ايضا اتهامات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لروسيا بانها تزود الجيش السوري بمروحيات يستخدمها الجيش السوري لقمع المقاومة، فتلقي الطرفين للسلاح يؤجج الصراع ويجعل من الحوار امرا عبثيا كما تراه السعودية.

فالتقارير تشير الى تحول حقيقي لتسليح المعارضة الذي ظلت الرياض تدعو له.

وقالت صحف امريكية اضافة الى صحيفة ‘اندبندنت’ البريطانية ان المعارضة السورية تلقت شحنات من الاسلحة الثقيلة نوعا ما من السعودية وقطر والتي تنقل اليهم من خلال معابر تركية. واشتملت الشحنات الجديدة على كلاشينكوفات وبي كي كي ورشاشات، وصواريخ مضادة للدبابات وقاذفات صاروخية، حيث تم نقلها باستخدام عربات عسكرية تركية والتي افرغتها عند الحدود مع سورية. ثم قام المقاتلون بنقلها فيما بعد حتى المناطق القريبة من العاصمة دمشق ولكن ليس داخلها وذلك حسب مسؤولين ناشطين سوريين ومسؤولين امريكيين.

وتشير التطورات هذه ان الحل الدبلوماسي لم يعد فاعلا وان خطة عنان الميتة منذ ولادتها ميتة الآن فعلا، كما ان تعويل ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما على الحل الدبلوماسي المرفق بعقوبات مشددة لعزل النظام، ستضعها وحلفاءها امام خيارات صعبة وتعجل النقاش حول التدخل العسكري، فاقتراحات وزير الخارجية البريطانية ان سورية اليوم هي البوسنة قبل عشرين عاما قد تكون تحضيرا لحل عسكري قد لا تكون بريطانيا جزءا منه، ولكن دافعة له كما في الحالة الليبية.

احباط وممارسة ضغط

ومع ان تصريحات كلينتون يمكن تفسيرها على انها جزء من الهجوم الذي تقوم به على روسيا منذ مجزرة الحولة ومحاولة للضغط عليها لرفضها التخلي عن حليفها بشار الاسد، لكن يمكن قراءتها على انها تعبير عن احباط امريكي متزايد من موسكو التي تواصل ارسال اسلحة للنظام في دمشق على الرغم من الشجب الدولي لما تقوم به قوات النظام من قمع وقصف للمدن السورية، وتؤكد موسكو انها تزود النظام السوري بأسلحة للدفاع عن النفس فقط. ولكن عندما اطلقت كلينتون تصريحاتها لم تكن تلقيها جزافا فقد استندت على معلومات استخباراتية كما يقول مسؤولون امريكيون، كما انها استبقت كلينتون لقاء باراك اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المكسيك ومن المرجح ان تزيد تصريحاتها من التوتر بين البلدين وتخيم على اللقاء.

وجاء استخدام النظام السوري للمروحيات لقصف مواقع المقاومة السورية والمدن والبلدات التي ينشطون فيها نتيجة لتطور القدرات القتالية للمقاومة والتي حصلت على اسلحة وذخائر من السعودية وقطر، حسب ناشطين في المعارضة، واكدوا انهم استشاروا الولايات المتحدة قبل حصولهم على الاسلحة. وتنفي واشنطن لعب اي دور في شحن الاسلحة ولكنها تعترف ان جيران سورية سيقومون بهذه الخطوة، حسب مسؤولين في الادارة نقلت عنهم صحف امريكية مع التأكيد على اهمية ان لا تستفيد القاعدة من هذه الاسلحة والتي يرى الامريكيون والبريطانيون انها ناشطة داخل سورية، ومع ان الادارة رفضت تقديم معلومات عن المروحيات الروسية، حيث قال مسؤولون انها سرية، الا ان المعارضة ترى ان لا جديد فيها فتدفق الاسلحة الروسية لم يتوقف منذ بداية الازمة، وفي هذا السياق لم تقدم كلينتون اية معلومات عن المروحيات المقاتلة لكنها تعني ام اي ـ 24 التي يقودها طيارون سوريون لكن روسيا تقدم قطع التغيير.

تطور في الموقف التركي

وبحسب صحيفة ‘اندبندنت’ فقد نفت الحكومة التركية اي دعم عسكري للمعارضة السورية حيث نقلت عن مسؤول تركي قوله ان حكومة بلاده لا تزود اسلحة لاي طرف ولا ترسل اسلحة لاي بلد جار بمن فيها سورية. لكن مجرد مرور العربات التي لم تكن تحمل لوحات عسكرية ووصولها للحدود فان تغيرا ما حدث في الموقف التركي. ويبدو ان هذا الموقف مدفوع بالتطورات على الساحة السورية من رفض للنظام تطبيق خطة عنان، ومن تحويل الحرب طائفيا، فازاء هذه الاحداث انقرة تحضر نفسها لاعصار. والدعم الوحيد للمعارضة والذي اعترفت فيه الحكومة التركية هو مثل ما اكدت عليه الدول الغربية هو ارسال مساعدات غير عسكرية، اضافة للدعم الانساني للاجئين حيث فتحت انقرة اراضيها لالاف من الفارين من الحرب، وتعتبر تركيا من اكبر الدول التي يقيم فيها لاجئون سوريون. ولوحظ ان تركيا حددت حركة اللاجئين والزوار لها.

وظلت تركيا تقيد حركة قادة الجيش الحر الذين يتواجدون على اراضيها، والذين طالما اشتكوا من الموقف التركي، ومن هنا فانقرة في موافقتها على مرور الاسلحة لم تكن لتتصرف وحدها، فالتمويل جاء من قطر والسعودية فيما استشارت تركيا واشنطن، حسبما نقلت ‘نيويورك تايمز’ عن مسؤولين امريكيين. وبنفس السياق نقلت صحيفة ‘اندبندنت’ عن دبلوماسيين في انقرة قولهم ان نقل الاسلحة جاء بدعم ضمني من وكالة الاستخبارات التركية ‘ام اي تي’.

وحتى وقت قريب ظل المقاتلون السوريون يشتكون من قلة الاسلحة لديهم، خفيفة او ثقيلة، وظلوا ينفون تلقيهم اسلحة من الخارج وانهم يعتمدون على انفسهم وعلى الاسلحة التي يغنموها من الجيش او يحملها المنشقون معهم. وقبل ايام اكدوا في تصريحات لصحف بريطانية ان اسلحة من السعودية وقطر لم تصلهم، وقالوا انهم يشترون اسلحتهم من السوق السوداء حيث تهرب من العراق ولبنان وحتى من تركيا من ‘هاتاي’ حيث كانت ترسل الى مدينة ادلب لتوزيعها. ونقلت صحيفة ‘اندبندنت’ عن عضو في الجيش السوري الحر قوله ان ‘تركيا تساعد في تسليحنا’. وقال ان الاسلحة نقلت من واحد من المطارات التركية وبدون تدخل من السلطات التركية الى منطقة الحدود. وعلق دبلوماسي غربي الذي رفض ذكر اسمه قوله ان شحنة الاسلحة تعتبر تطورا مهما في الموقف التركي حيث تنقل الاسلحة بعلم من السلطات التركية. ويرى الدبلوماسي ان المخابرات التركية تعترف بهذا الدعم، مشيرا الى ان رجال الجيش الحر ‘هم رجالها’ الذين تتعاون معهم.

للاخوان فقط

ولكن الدبلوماسي عبر عن قلقه من ان الاسلحة نقلت الى المقاتلين التابعين لجماعة الاخوان المسلمين. وقال ناشطون غير مرتبطين بالاخوان قرب الحدود مع سورية انهم لم يسمعوا بوصول شحنات اسلحة الا قبل ايام. وعلق الدبلوماسي ان قوة الاخوان المسلمين داخل سورية لا زالت محلا للنقاش، وان المجلس الوطني السوري قد فقد شرعيته بالنسبة للداخل و’انتهى’ بسبب النزاع المستمر بين فصائله، وان المقاتلين الذين اصبحوا قوة تتسيد الحرب قد يطلقون لحاهم كي يجذبوا انتباه الاثرياء المتعاطفين مع الثورة السورية التي وصفها بانها تحمل معالم الحرب الاهلية. ومن المتوقع ان يفتح استخدام الجيش السوري المروحيات الحديث عن منطقة حظر جوي طالما طالبت بتحديدها المعارضة لحماية المدنيين، وهي فكرة ستعارضها بالتأكيد، ونفى مسؤول تركي الاخبار حيث قال ‘تركيا لا تزود اسلحة لاي طرف ولا ترسل اسلحة الى اية دول جارة بمن فيها سورية’. ويعبر في النهاية استمرار تدفق الاسلحة للطرفين عن تحول سورية الى ميدان تجري فيه حرب بالوكالة بين القوى الدولية والاقليمية، خاصة ايران والسعودية التي اكدت ان الحوار مع النظام امر عبثي فيما تعتبر ايران النظام السوري الدعامة الوحيدة لحماية مصالحها في المنطقة، ويعني تهديد كلينتون بانه في حالة عدم وقف النظام حملته القمعية بحلول الشهر القادم فعلى الامم المتحدة التفكير جديا بسحب مراقبيها ودخول الازمة الى مرحلة خطيرة، كل هذا على الرغم من استمرار الولايات المتحدة التأكيد على دعمها لنقل مبرمج للسلطة في سورية او ما وصف بأنه محاولة لتطبيق النموذج اليمني في سورية وهو حل يراه مراقبون غير قابل للتطبيق.

المرصد السوري: مقتل تسعة أشخاص وانفجار سيارتين مفخختين في سورية

دمشق- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أربعة مواطنين سوريين قتلوا ليل الأربعاء الخميس بمدينة حمص وسط البلاد.

وذكر المرصدر في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه الخميس، أن عدة أحياء في حمص تشهد اليوم قصفا تنفذه القوات النظامية السورية.

كما قتل خمسة سوريين ليل الأربعاء/الخميس في حي طريق السد بمدينة درعا جنوبي سورية وقد شهد الحي اطلاق نار وسقوط قذائف من قبل القوات النظامية.

وأفاد المرصد بأن سيارة مفخخة انفجرت صباح الخميس في إدلب شمال سورية، استهدفت حاجزا للقوات النظامية، وسقطت عناصر الحاجز بين قتيل وجريح.

وكان المرصد أفاد في وقت سابق بأن سيارة مفخخة انفجرت صباح الخميس في منطقة “السيدة زينب” بالعاصمة السورية دمشق.

وافادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) أن “سيارة مفخخة انفجرت صباح اليوم ضمن موقف للسيارات بالقرب من مشفى الامام الصدر في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق”.

واضافت الوكالة أن المعلومات الاولية تشير إلى اصابة شخصين بجراح ووقوع اضرار مادية بمكان وفي محيط الانفجار.

وبث التلفزيون الرسمي السوري صورا أولية للانفجار تبين دمارا جزئيا حول مكان الانفجار وحفرة واسعة لمكان الانفجار. كما اظهرت الصور رتلا طويلا من السيارات وقد بدت عليها اثار حطام لهيكلها ولنوافذها دون ان تظهر عليها اثار حريق.

تقرير لمنظمة العفو الدولية يشير إلى جرائم ضد الانسانية في سوريا

لندن- (ا ف ب): اعتبرت منظمة العفو الدولية في تقرير اصدرته الاربعاء ان سوريا ترتكب حاليا “جرائم ضد الانسانية” باسم الدفاع عن المصلحة العليا للدولة، للانتقام من المجموعات التي يشتبه انها تدعم المعارضة.

وطالبت المنظمة الدولية للدفاع عن حقوق الانسان التي تتخذ من لندن مقرا برد فعل دولي، مؤكدة توافر ادلة جديدة لديها تفيد ان جنودا سحبوا اشخاصا بمن فيهم اطفال الى خارج منازلهم وقتلوهم وعمدوا في بعض الاحيان الى حرق جثثهم.

وقالت دوناتيلا ريفيرا المتخصصة في اوضاع الازمات في منظمة العفو لدى عرض التقرير المؤلف من 70 صفحة ويحمل عنوان (عمليات انتقام دامية)، ان “هذه الادلة الجديدة المقلقة لتصرفات منظمة تقوم على تجاوزات خطيرة، تلقي الضوء على الضرورة الملحة للقيام بتحرك دولي حاسم”.

واضافت ريفيرا ان منظمة العفو اجرت مقابلات مع اشخاص في 23 مدينة وقرية سورية وخلصت إلى أن القوات والميليشيات السورية ارتكبت “انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ومخالفات كبيرة للقانون الانساني الدولي وصل الى حد الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب”.

ووصفت منظمة العفو كيف اقدم جنود وعناصر من “الشبيحة” على اضرام النار في منازل وممتلكات واطلاق النار العشوائي في المناطق السكنية، فقتلت واصابت عددا من المارة.

واوضحت ريفيرا “في كل مكان ذهبت اليه، التقيت اشخاصا يائسين سألوني لماذا لم يفعل العالم شيئا حتى الان؟”.

واتهمت منظمة العفو ايضا النظام السوري بتعذيب المعتقلين بمن فيهم المرضى والمسنين بشكل منهجي.

وطلبت منظمة العفو الدولية في تقريرها من مجلس الامن الدولي نقل القضية الى مدعي محكمة العدل الدولية وفرض حظر على الاسلحة الى سوريا.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا فان اكثر من 14100 شخص معظمهم من المدنيين قتلوا منذ بداية الثورة على الرئيس بشار الاسد في اذار/ مارس 2011.

واعتبر رئيس عمليات الامم المتحدة لحفظ السلام ارفيه لادسو ووزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس ان سوريا باتت في وضع “حرب اهلية”.

مسؤولون أمريكيون: المروحيات الهجومية الروسية إلى سوريا قد تكون قديمة

واشنطن- (يو بي اي): قال مسؤولون أمريكيون إن المروحيات الهجومية التي اتهمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون روسيا بتزويد سوريا بها، هي على الأرجح مروحيات كانت دمشق أرسلتها إلى روسيا للخضوع لعمليات صيانة روتينية، وليست مروحيات جديدة.

ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الخميس عن المسؤولين الأمريكيين، إن سوريا أرسلت على الأرجح المروحيات إلى روسيا قبل بضعة أشهر لإخضاعها لعمليات صيانة وتجديد روتينية وهي في طريق عودتها إلى سوريا.

وقال مسؤول دفاعي رفيع المستوى إن كلينتون ضخّمت الأمر “لوضع روسيا في موقع صعب”.

وكانت كلينتون قالت الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي “نحن قلقون من المعلومات الأخيرة بأن مروحيات هجومية في طريقها من روسيا إلى سوريا، ما سيصعد الصراع بشكل دراماتيكي”.

وقال مسؤولون إن تصريحات كلينتون هي جزء من مساعي محسوبة لزيادة الضغوط على روسيا بغية التخلي عن الرئيس يشار الأسد.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفى أن تكون بلاده تزود أية دولة بأسلحة يمكن استخدامها في مواجهة متظاهرين سلميين.

وكان الخبير العسكري الروسي أندريه فرولوف، قال إن تصريحات كلينتون قد تكون تشير إلى المروحيات القديمة.

وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أن دبلوماسيين بالولايات المتحدة وروسيا أقروا أن العلاقات الثنائية بين البلدين تضررت بعد تصريحات كلينتون.

تبادل الاتهامات بين موسكو وواشطن بشأن تسليح المعارضة والنظام في سورية

فرنسا تقترح جعل خطة عنان ملزمة بوضعها تحت الفصل السابع

بريطانيا: سورية على شفا الانهيار أو حرب اهلية طائفية مهلكة

دبي ـ طهران ـ واشنطن ـ باريس ـ كابول ـ وكالات: تبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات امس بشأن التسليح في سورية، حيث دافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء عن مبيعات بلاده من الأسلحة للنظام السوري، متهما الولايات المتحدة بتسليح المعارضة لمحاربة الحكومة السورية، وبدورها ردت واشنطن نافيه اتهام روسيا لها واعربت مجددا عن قلقها بشأن امداد موسكو للنظام السوري بمروحيات مقاتلة.

وصرح جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحافيين ‘نحن لم ولا نزود المعارضة السورية بالاسلحة. انتم تعرفون موقفنا بهذا الشأن، وقد اوضحنا هذا الموقف جيدا’. ولكن موسكو نفت مساء الاربعاء هذه التصريحات، مؤكدة ان خطأ في ترجمة تصريحه الى الفارسية يقف وراء ما حصل. كما جددت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون دعوتها لروسيا لوقف امداد سورية بالاسلحة.

ومن جهته أضاف لافروف ردا على سؤال عن مبيعات السلاح إلى سورية في مؤتمر صحافي في طهران بثه التلفزيون الإيراني ‘نحن لا ننتهك أي قانون دولي بإبرام هذه العقود’.

وتابع عبر مترجم ‘هم (الولايات المتحدة) يزودون المعارضة السورية بسلاح يمكن استخدامه في محاربة حكومة دمشق’.

وقال لافروف إن موقف روسيا يستند إلى بواعث قلق على الشعب السوري وعلى سيادة الأراضي السورية وليس إلى تفضيل شخصي للاسد.

وأضاف ‘أعلنت مرارا أن موقفنا لا يستند إلى دعم بشار الأسد أو أي شخص آخر … إننا لا نريد ان نرى سورية تتفكك’. وقال وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي إن الأزمة السورية لا يمكن أن تحل عن طريق قوى خارجية.

وأضاف ‘الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعلنت مرارا أن الأزمة السورية يتعين علاجها في سورية من جانب السوريين لا عن طريق تدخل الآخرين’.

ومن كابول قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاربعاء ان سورية على شفا الانهيار وانه سيجري محادثات عاجلة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس لضمان تنفيذ خطة السلام التي توسط فيها المبعوث الدولي كوفي عنان.

وأبلغ هيغ الصحافيين في كابول حيث يحضر مؤتمرا اقليميا بشأن افغانستان ان ‘سورية على شفا الانهيار أو حرب اهلية طائفية مهلكة’.

جاء ذلك فيما اقترح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء جعل خطة المبعوث الدولي المشترك إلى سورية كوفي عنان ملزمة، داعياً مجلس الأمن إلى وضعها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وقال فابيوس في مؤتمر صحافي انه إزاء استمرار ‘سقوط عشرات السوريين تحت ضربات النظام الدموي للسيد بشار الأسد’ والتقارير عن استخدام الأطفال دروعاً بشرية من قبل القوات النظامية وعن تعرضهم للتعذيب والاغتصاب والقتل، قررت فرنسا ‘في هذه الظروف تشديد إجراءاتها ومواقفها في مواجهة هذا النظام الدموي’.

وعلى الصعيد الداخلي اكدت دمشق الاربعاء ان البلاد لا تشهد حربا اهلية بل تكافح ‘الارهاب’، وذلك ردا على تصريحات لمسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو الثلاثاء قال فيها ان ‘سورية الآن في حرب اهلية’، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وذكر البيان ان سورية ‘لا تشهد حربا أهلية بل تشهد كفاحا لاستئصال آفة الارهاب ومواجهة القتل والخطف (…) وغيرها من الجرائم الوحشية التي تقوم بها المجموعات الارهابية المسلحة’.

كما رفضت ‘الهيئة العامة للثورة السورية’ الاربعاء وصف مسؤول في الامم المتحدة التدهور الامني في سورية بأنه ‘حرب اهلية’.

واعتبرت الهيئة في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان ما قاله مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو الثلاثاء ‘لا يعبر عن صورة الاحداث الجارية ولا يعبر عن الشعب السوري’ وثورته ‘السلمية’.

وانتقدت الهيئة التصريح معتبرة انه ‘مساواة بين الضحية والجلاد وتجاهل لمجازر النظام الأسدي وطمس لمطالب الشعب السوري المشروعة بالحرية والكرامة’.

كما قال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي الأربعاء إن ‘العنف أصبح الآن لا يطاق’ في سورية. وأوضح العربي أن ‘العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام السوري لن تفضي إلى أي شيء، سوى إلى موجة جديدة من العنف’.

ميدانيا قتل 50 شخصا بينهم 40 مدنيا في اعمال عنف في سورية الاربعاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان ان 14 شخصا قتلوا في محافظة حمص امس بينهم اثنان في منطقة الحولة، اضافة الى ثمانية قتلى في مدينة الرستن اثر سقوط قذائف على المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ اشهر.

وانسحب ‘الثوار المقاتلون’ فجر الاربعاء من منطقة الحفة والقرى المجاورة لها التابعة لمحافظة اللاذقية (غرب) والتي تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات السورية خلال الايام الثمانية الماضية، حسبما افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس.

ونقل مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن ناشطين في المنطقة على اتصال مباشر مع المقاتلين ‘ان الثوار المقاتلين انسحبوا من مدينة الحفة والقرى المجاورة لها فجرا’.

واوضح عبد الرحمن ان ‘الانسحاب كان تكتيكيا من اجل تأمين سلامة وحماية السكان’ لافتا الى ان قصف القوات النظامية ‘كان قويا جدا خلال الايام الثمانية الماضية’.

نحو 2500 سوري فروا الى تركيا في اليومين الاخيرين

اسطنبول ـ ا ف ب: اكد مسؤول في وزارة الخارجية التركية الاربعاء ان نحو 2500 سوري فروا من اعمال العنف المستمرة في بلادهم ووصلوا الى تركيا خلال اليومين الاخيرين.

واضاف المسؤول رافضا كشف هويته ان عدد النازحين السوريين الموجودين في مخيمات اقيمت في جنوب تركيا بلغ الاربعاء 29 الفا و500 شخص، لافتا الى ان نحو 1500 نازح وصلوا خصوصا خلال الساعات الـ 24 الاخيرة.

ويتم استقبال النازحين في مخيمات اقامها الهلال الاحمر التركي في محافظات هاتاي وغازي عنتاب وكيليس وسنليورفا، فيما يتم معالجة نحو خمسين جريحا ومريضا داخل مستشفيات في تلك المحافظات.

سوريا ولعبة الامم: من سيحسم المعركة؟

صحف عبرية

عائلة الأسد آمنت دوما بان لبنان هو محافظة سورية فصلت عنها بمؤامرة استعمارية. وقد رحل حافظ الاسد الى اجداده قبل أكثر من عقد من الزمان، الا ان رؤياه الكبرى تتجسد بطريقة فظيعة: لبنان لم يصبح سوريا، سوريا أصبحت لبنان. لا لبنان في عصرنا هذا بالطبع، حيث يسود هدوء متوتر بين الطوائف المختلفة؛ بل لبنان السبعينيات والثمانينيات للحرب الاهلية التي هي في واقع الامر حرب قبلية ودينية. لبننة سوريا: ارساليات سلاح سرية وأفعال ذبح جماعية وسلسلة من المصالح التي تلعب بين الاطراف المتقاتلة التي تنشغل بالتطهير العرقي. سوريا، مركز الاستقرار الاقليمي منذ الستينيات، اصبحت مستنقعا يتصبب دما. التاريخ السوري الحديث يكتب الان من جديد، والصدمة الحالية ستعتبر الفصل الاكثر ظلامية منذ قيام الجمهورية.

الاعلان الرسمي للامم المتحدة عن وجود حرب أهلية ليس ذا مغزى بحد ذاته. فالقانون الدولي لا يتعاطى بشكل مختلف مع الدول التي تعيش مثل هذه الحرب؛ فعلى اي حال النظام يسيطر في دمشق وسيعتبر المسؤول عما يجري في أرجاء الدولة. غير أن انهيار الدولة السورية وتعريف القتال كحرب أهلية ستعزز أكثر فأكثر اولئك الذين يدعون الى العمل بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، عمل يرمي الى ‘اعادة الامن والسلام الى المنطقة’.

التعزيز هو اساسا فكري؛ سياسيا، روسيا والصين تواصلان منع كل عمل حقيقي. الواقعيون سيقولون انهما تريدان ان تمنعا سوريا من أن تصبح منطقة نفوذ أمريكية اخرى. المتهكمون سيضيفون: الروس والصينيون لا يريدون ان يقع السوريون في فكاك الديمقراطية، من الانتخابات المفتوحة والحرة.

يوجد في هذا شيء، ولكن المصلحة السورية نقية من الايديولوجيا: بوتين لا يشعر بالتزام تجاه عائلة الاسد شخصيا، وبتعابير معينة اصبحت عبئا عليه. ولكنه يريد أن يحافظ على آليات القوة القائمة في النظام، آليات تضمن له بان تواصل دمشق كونها منطقة نقوذ ذات مغزى لروسيا. بوتين يواصل النظر الى العالم عبر المناظير الشوهاء لانهيار الاتحاد السوفياتي؛ ثورة سورية هي فقدان لذخر استراتيجي.

أمس تبين كم هي الحرب الاهلية السورية لعبة بين القوى العظمى. فلاول مرة تتهم الولايات المتحدة موسكو بتوريد سلاح هجومي لنظام الاسد. هيلاري كلينتون حذرته من نقل مروحيات هجومية الى سوريا حاولت عمليا الكشف علنا عن خدعة بوتين ونظامه، اللذين يدوران العيون وبالتوازي يوقعان على صفقات سلاح جديدة مع دمشق. واشنطن لم تبدأ بعد بتوريد السلاح الهجومي رسميا للثوار، ولكنها في الطريق الى هناك، والمعاني الناشئة واضحة: الحرب في سوريا يمكن أن تصبح ليس فقط حمام دماء طائفي بل وايضا معركة مبعوثين بين القوى العظمى.

بمفهوم ما، نحن بتنا هناك. كميات السلاح الكيماوي والبيولوجي، امكانيات القتل الكامنة، الاهمية الاقليمية لسوريا، كل هذه تستدعي قيادة دولية يمكنها ومستعدة للعمل على حسم الامور بسرعة. في هذه اللحظة، لا توجد مثل هذه القيادة.

معاريف 13/6/2012

                      أهالي القصير: الثوار لم يهددوا المسيحيين.. وأغلب حالات النزوح كانت مشتركة

إدلبي: من الطبيعي أن تكون هجرتهم أوسع نطاقا بحكم المخاوف من حالة تشدد إسلامي

لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»

نفى مسيحيون مناهضون للنظام من أهالي مدينة القصير بمحافظة حمص، صحة ما نقلته وكالة أنباء الفاتيكان الرسمية حول إنذار وجهه قائد في الجيش الحر للمسيحيين «بمغادرة القصير فورا». واستنكر بيان صادر باسم أهالي القصير ونشرته تنسيقية المدينة تلك الأنباء، نافيا أن تكون المساجد قد أذاعت نداء ينذر «الإخوة المسيحيين بالرحيل».

وأكد البيان أن «أغلب العائلات المسيحية التي نزحت من المدينة قد نزحت مع العائلات المسلمة منذ فترة شهرين تقريبا؛ نتيجة القصف الهمجي المتواصل والعشوائي من قبل دبابات ومدفعية و(هاون) الجيش الأسدي الذي لم تميز قذائفه بين مسيحي ومسلم، وحتى أن قناصات الجيش الأسدي استهدفت المسلمين والمسيحيين على السواء». ولفت البيان إلى أن تقرير وكالة الفاتيكان لم يبن على «أساس الواقع»، كما أن النداء المذكور لم يحصل.

وكانت وكالة «فيديس» البابوية الرسمية ذكرت في تقرير لها نشر منذ أيام، أن أعدادا كبيرة من المسيحيين في بلدة القصير السورية غادروها بعد تلقيهم إنذارا من القائد العسكري للثوار في البلدة. وأضافت الوكالة أن مدة الإنذار انتهت يوم الخميس الماضي، وأن غالبية مسيحيي البلدة، البالغ عددهم نحو 10 آلاف، هربوا من القصير الواقعة في محافظة حمص التي أصبحت ساحة معركة وسط سوريا. وجاء في تقرير وكالة الأنباء البابوية «أن بعض المساجد في المدينة أعادت إطلاق الرسالة، معلنة من المآذن أنه يجب على المسيحيين أن يرحلوا عن القصير».

أحد سكان القصير، من الناشطين في الحراك السلمي، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الحادثة وقعت، ولكن ليست على النحو الذي تم تداوله»، ووضعها في إطار «الأخطاء التي ترتكب عادة جراء حالة الفوضى والقمع الشديدين»، ولفت إلى أن «قائد مجموعة من الثوار، وليس من الجيش الحر، تحدث إلى مجموعته في رد فعل على مجزرة الحولة وتوعد العلويين والشيعة والمسيحيين إذا لم يعلنوا انضمامهم للثورة ومساندة الثوار فعليهم الرحيل فورا، لأنهم لن يقبلوا بأي شخص موال للنظام أو ساكت على جرائمه في البلدة».

وأضاف الناشط أن تلك الأنباء أثارت الكثير من الاستياء لدى جميع أهالي المدينة، التي كانت وما زالت نموذجا للتعايش. وقد جرى اجتماع حضره الوجهاء من المسيحيين والمسلمين وتم التبرؤ من ذلك الكلام، واعتبر «ضمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الثوار، ويسيء للثورة ويخدم أهداف النظام وغاياته». وفيما بدا أن الأمر انتهى، يقول الناشط إن هناك من عاد وسرب تلك الأنباء لوسائل الإعلام الأجنبية وضخمها «لغايات باتت مكشوفة».

الناشط عمر إدلبي، ممثل لجان التنسيق المحلية وعضو المجلس الوطني السوري، الذي زار القصير لأسبوعين قبل عودته إلى مدينته حمص لينضم إلى الثوار وينشط بالعمل الميداني، قال: «أخطاء كثيرة ارتكبت، لكن ليس كما وصف»، مشيرا إلى أن «الأخطاء كانت تأتي من أفراد معزولين، هم بالأصل جهلة وبعضهم مجرمون سابقون، جرى ردعهم مرات عديدة».

مدينة القصير التي يسكنها أكثر من 50 ألف نسمة غالبيتهم من المسلمين السنة، مع أقليات مسيحية وعلوية وشيعية، يشكل فيها المسيحيون الكاثوليك الأقلية الكبرى. ولم يتبق من سكانها سوى بضعة آلاف، حيث نزح غالبية السكان ومن جميع الطوائف باتجاه لبنان ودمشق والقلمون منذ شهرين مع تصاعد العمليات العسكرية الشرسة والقصف العنيف.

وتقول أم باسل، وهي نازحة من حمص إلى لبنان: «لم يبق بيت في حارتنا وسط المدينة لم يتعرض للقصف.. حارتنا تضم المسيحيين والمسلمين والعلويين؛ ولم نشعر يوما من الأيام بأننا مختلفون بل إخوة وأهل. وعندما اندلعت الثورة في البلاد، هناك من شعر بالخوف من النظام، وهناك من وقف إلى جانبه، كل حسب مصالحه وليس حسب طائفته».

وتتابع أم باسل: «جرت مشكلات كثيرة بين الناس في المدينة، إلا أن حارتنا حافظت على علاقات المودة بين السكان، ولكن القصف العنيف والفوضى وانتشار السرقة دفعتنا إلى النزوح». وتضيف من مشاهداتها أن «حاجز قوات الجيش النظامي كان قريبا من بيتنا، وكل يوم هناك اشتباك وإطلاق نار، فضلا عن القنص الذي حرمنا من التحرك داخل المنزل. وكنا لكي نعبر في الغرفة نركض أو نزحف على الأرض بعيدا عن النوافذ.. ولا يمكننا ليلا إشعال النور، ولا التحرك في العتمة». هذا الواقع عاشه كل أبناء المدينة دون استثناء، كما تقول أم باسل، «حتى إن العيش بات مستحيلا».

واحد من وجهاء القصير نفى بشدة وجود تهديدات طائفية قائلا: «الثوار والجيش الحر ليسوا مجموعة واحدة تحت قيادة واحدة، هناك مجموعات مسلحة متعددة، إضافة لوجود عصابات استفادت من حالة الفوضى. هذه المجموعات تقوم بأعمال نهب وسرقة وتخريب وخطف، وهناك مساع دائمة من الأهالي لتطويق تلك المجموعات والتغلب عليها، ولكن استمرار القصف والعنف والقتل الممنهج من قبل النظام يجعل مهمة الأهالي والوجهاء بالغة الصعوبة».

ويتهم الرجل النظام وأجهزته الأمنية، التي وصفها بـ«القمعية»، بأنها من «تستهدف العقلاء بالقنص والقصف، لأن هذا النظام يريد تعميم حالة الفوضى لتبرير بقائه». كما أشار إلى أن النظام والموالين له «يستغلون الأخطاء التي تجري لافتعال صراع طائفي بين المسلمين والمسيحيين».

وهنا يلاحظ الوجيه أن النظام دائما «كان يدفع المسيحيين للمواجهة مع المسلمين في القصير، ولا يدفع أبناء الطوائف الأخرى كالشيعة والعلويين، مع أن المتعاملين مع النظام وأجهزته الأمنية في القصير ينتمون لكل الطوائف»، وحذر الوجيه من أن «ينجح النظام في جعل المسيحيين تحديدا كبش فداء في معركته من أجل البقاء».

ويرى إدلبي أنه «من الطبيعي أن تكون هجرة المسيحيين على نطاق أوسع من غيرهم بحكم المخاوف التي يضمرونها في أنفسهم من حالة إسلامية متشددة ظهرت بوادرها مرارا، غير أن الواعين يعملون على تلافي أي إشكال قد ينجم عنها، فينجحون كثيرا ويفشلون مرات».

يخشى الناشطون على الثورة من حالة الفوضى التي تعم القصير.. ويتحدث أحمد، وهو أحد أبرز الناشطين الإعلاميين في المدينة قبل الثورة، قائلا: «علينا أن لا ننسى أن مجتمعنا أنهكه الفساد، فالقصير كمنطقة حدودية شجع النظام فيها التهريب على مدى ثلاثة عقود، مما أدى إلى بروز ثلاثة أجيال من المهربين بكل ما يعنيه ذلك من سلوك اجتماعي خارج عن القانون». ويتابع أنه «في ظل غياب الدولة وجد هؤلاء فرصة ذهبية لفرض سيطرتهم بالقوة على المجتمع، لكن وجود عقلاء ونخب واعية، كان صمام الأمان بوجه الفلتان المجتمعي»، لافتا إلى أنه منذ بداية الثورة حصلت حوادث عدة «أخذت طابعا طائفيا، لأن هناك من يريد لها أن تبدو كذلك؛ وليس لأنها طائفية في الواقع».

ويعقب شاب مسيحي نزح مع عائلته إلى لبنان، طالبا تسميته رياض، بالقول: «المسيحيون أقلية تعرضت للظلم كسائر الأطياف السورية في ظل حكم البعث، وهم كأقلية في محيط سني ثائر ومسلح باتوا في موقف محرج جدا، بين خوفهم من النظام وبطشه، والخوف من التيارات الإسلامية الغريبة عن المجتمع السوري، كـ(القاعدة) والسلفيين المتطرفين».

ويضيف أن هذه المخاوف زادت مع «انتشار السلاح بين الثوار، وغالبيتهم من المسلمين.. كما سلح النظام أبناء الطائفة العلوية، وبقيت الطائفة المسيحية كيانا ضعيفا غير متماسك، وموزعا جغرافيا، وغير مسلح في مهب المخاوف، وغير قادر على الاستمرار بالوقوف على الحياد. كما أنهم غير قادرين على الانخراط بالثورة على نحو أوسع أكثر وضوحا؛ في ظل وجود نظام متوحش».

وبقي المنخرطون المسيحيون في الثورة بشكل علني «قلة»، بينما الأغلبية من الداعمين لها «يعملون سرا». ومؤخرا استشهد شاب يعد من أهم الناشطين الإعلاميين، وهو المخرج السينمائي المسيحي باسل شحادة مع اثنين من رفاقه في حي باب سباع، ولولا استشهاده ما علم بنشاطه أحد. ولفت رياض إلى أن «النظام منع أهل باسل من تشييعه في الكنيسة التي أغلقت أبوابها، بينما شيعها رفاقه المسلمون في حمص وبكنيسة أم الزنار التي تعرضت للقصف العنيف».

ويشكل المسيحيون نحو 10 في المائة من سكان سوريا، ولكن وضعهم في المناطق المتوترة يزداد صعوبة. وفي القصير يؤكد الناشط الإعلامي أحمد أن «قوات الجيش عندما اقتحمت المدينة كان أكبر تمركز لقواتها عند الكنيسة، مع أنها الكنيسة الوحيدة في المدينة. وبهذا التمركز حرم الأهالي من الصلاة، وباتوا يقصدون الكنائس في القرى القريبة من أجل عقود الزواج والإجراءات الأخرى.. النظام هو من حرم المسيحيين في القصير من الكنيسة؛ وليس الثوار». واستغرب أحمد «تركيز الإعلام الغربي على ما قاله قائد مجموعة صغيرة، بينما تجاهل وجود دبابات ومدرعات على باب الكنيسة».

كما نقلت وكالة الأنباء البابوية عن مصادر أن «مجموعات إسلامية متطرفة في صفوف المعارضة السورية في القصير تنظر إلى المسيحيين على أنهم كفار، وتصادر بضائعهم وترتكب إعدامات سريعة بحقهم، وهي مستعدة لإشعال حرب طائفية». وقال تقرير الوكالة البابوية «إن المسيحيين النازحين من القصير انتقلوا إلى قرى قريبة من دمشق، وبعض العائلات حاولت بشجاعة البقاء في بلدتها، ولكن لا أحد يعرف المصير الذي ينتظرهم».

ويعقب أحمد بأنه «في اليوم الذي نشر فيه تقرير الوكالة البابوية، كانت القصير تتعرض لقصف عنيف من قبل دبابات النظام، وقتل رجل مسيحي على يد قناص بينما كان يشتري الخبز من الفرن الآلي، وظل على الأرض ينزف لأكثر من ساعتين، ولم يتمكن أحد من سحبه لأن القناص كان يطلق على كل من يحاول الاقتراب منه. وبعد معاناة كبيرة نجح الثوار في سحبه بواسطة سيخ ونقله إلى المشفى الميداني، إلا أنه كان قد استشهد».

ويظل الأمر الذي يبدو غير مفهوم لوكالة الأنباء البابوية ذاتها – كما الحال للآخرين – هو أسباب الإنذار الذي يأمر المسيحيين بالرحيل عن القصير، التي قالت عنها إنها «غير معروفة»، مشيرة إلى أن الإنذار «بحسب البعض يهدف إلى تجنيب المؤمنين مزيدا من المعاناة».

النظام السوري يرحل راهبا إيطاليا أعفته البطريركية الكاثوليكية من مهامه

بيروت: ليال أبو رحال

بعد أكثر من ثلاثين عاما قضاها متنسكا في دير مار موسى الحبشي للسريان الكاثوليك في جبال القلمون قرب مدينة النبك شمال العاصمة دمشق، يغادر الأب الإيطالي باولو دالوليو سوريا نهاية الأسبوع رغما عنه.

باولو الأب الإيطالي المولد، السوري الهوى، اختار زيارة مدينة القصير بداية الشهر الجاري صائما. واجتمع بثوارها وتبرع بدمه ورفع الصلوات إكراما للشهداء والمعتقلين، مؤكدا أنه يريد أن تكون صلاته «علامة رجاء كي يزهر الربيع السوري ويعطي ثمار الوحدة والحوار تحت شعار التعددية».

وفي حين ذكر ناشطون سوريون أمس أن النظام، وبعد نشر مقاطع فيديو لزيارته إلى القصير، قرر إبعاد الأب الإيطالي بذريعة أنه «خرج عن نطاق مهمته الكنسية»، قالت مصادر مقربة من الأب باولو لـ«الشرق الأوسط» نقلا عنه، إنه بات موجودا في السفارة الإيطالية في دمشق بعدما منحته السلطات السورية ستة أيام لمغادرة سوريا، مؤكدة أن «مغادرته تأتي بعد إنهاء خدماته من قبل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام بعد خدمة استمرت أكثر من 30 عاما في سوريا».

وفي وقت لاحق من مساء أول من أمس، أكدت إذاعة الفاتيكان خبر مغادرة الأب باولو لسوريا، مذكرة بأنه دعا للحوار منذ بدء النزاع ورفض أي تدخل عسكري أجنبي. وندد الأب باولو للإذاعة عينها بـ«التضليل الإعلامي» في سوريا، وقال: إنه يجري «تضليل للرأي العام من قبل أولئك الذين يوهمون الناس بأنها مجرد معركة ضد الإرهاب»، مبديا أسفه لأن هذا «الكذب تردده حتى وسائل إعلام كاثوليكية».

وكان النظام السوري قد أصدر بحق الأب باولو مذكرة إبعاد نهاية العام الفائت، بعد توجيهه رسالة الميلاد التي دعا خلالها النظام السوري إلى الاعتراف بالتعددية والإقرار بالحريات والمحافظة على سلامة الشعب السوري، محذرا من خطورة تجاهل هذه المطالب. لكن اتصالات على أكثر من مستوى حالت من دون ترحيله بالتزامن مع تلقيه نصائح بالانصراف إلى واجباته الدينية داخل الدير.

وبدأ الأب باولو زيارة إلى مدينة القصير بداية الشهر الجاري على خلفية أحداث ذات طابع طائفي أدت إلى تهجير مئات العائلات المسيحية. ونقلت وكالة «فيديس الفاتيكانية» منذ أيام عن الأب باولو قوله: «اخترت زيارة القصير لأني أريد بحضوري معالجة الاستقطاب الطائفي الذي تشهده المدينة. أصغيت إلى طلب بعض العوائل المسيحية التي رأت أعزاءها مخطوفين، وأريد أن أقوم بأفضل ما لدي، من خلال الصلاة والصوم لرأب الانقسامات».

ويظهر شريط فيديو على موقع «يوتيوب» الأب باولو وهو يتوجه للثوار داخل إحدى الغرف قائلا: «البقية من النصارى أمانة بأعناقكم بوصية من رسول الله عليه السلام»، موضحا «أن المرة الأولى التي تحدثت فيها إلى العلن (عن موقفه من الثورة السورية) كانت للمطالبة بكامل الاحترام للمستشفيات والأطباء والممرضين ليقوموا بأعمالهم بشكل إنساني حيادي»، منتقدا أداء الهلال الأحمر السوري.

وفيما يلوذ رجال دين كثر، مسيحيون ومسلمون، بالصمت منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، ساكتين عن الانتهاكات الجسيمة بحق الأبرياء والمدنيين، لم يتخل الأب باولو عن رسالته في السلام والدفاع عن المظلومين أيا كانت هويتهم أو انتماؤهم الطائفي. وخلال جلسة مع الثوار في مدينة القصير منذ أيام، بث ناشطون مقاطع مصورة عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، توجه الأب الذي يجيد التحدث بالعربية بطلاقة للجالسين معه بالقول: «إن سوريا التي نضحي كلنا في سبيلها سوف تحترم الإنسان بالدرجة الأولى»، ليضيف بعدها: «إن مجتمعا متنوعا كهذا عليه أن يستفيد من حسن الجوار، ومن الأساس الاجتماعي وخصوصيات سوريا الرائعة، حتى نبني الظروف الثقافية الحضارية لاجتياز نظام لا أحد يريده ولا حتى أصحابه».

ويظهر شريط فيديو آخر على موقع «يوتيوب» طبيبا سوريا يدعى محمد المحمد لم يجد أحدا يقدم له سماعته الطبية ومنظار أذن، وهما كل ما بقي من عيادته التي دمرت في بابا عمرو، إلا الأب باولو.. حملهما وتوجه للأب باولو في القصير قائلا: «لم أجد إنسانا أغلى منك ممن التقيتهم حتى هذه اللحظة»، مضيفا: «ليعوضنا الله أحسن منها إما بالشهادة وإما بالنصر».. فابتسم الأب باولو طالبا من الله أن يبارك الطبيب قبل أن يضمه إليه ويقول: «كلنا بابا عمرو».

حرب مدن في سوريا.. واشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في دير الزور

ناشطون: الوضع في حمص «مروع وكارثي».. ومظاهرات ليلية تطالب بالقصاص من الأسد

بيروت: بولا أسطيح

أشار ناشطون سوريون أمس إلى ارتفاع حدة العنف في معظم المحافظات السورية بشكل غير مسبوق، وعن عودة الاشتباكات وبشكل كبير وموسع بين قوات الأمن السورية وعناصر الجيش السوري الحر، فيما وصفه بعض المراقبين بكونه «حرب مدن» يشنها النظام لاستعادة السيطرة على مختلف الأرجاء السورية.. ما يسقط برأيهم آخر فرص نجاح خطة المبعوث الدولي كوفي أنان.

وبالأمس شهدت مدينة حمص وبلدات دير الزور – بحسب ناشطين – اشتباكات عنيفة بين منشقين وقوات الأمن، أدت لسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وأعلنت لجان التنسيق المحلية عن سقوط ما يزيد عن 50 قتيلا؛ ثمانية منهم في دير الزور، وسبعة في كل من حمص وحلب، وثلاثة في إدلب، واثنان في اللاذقية وقتيل في كل من درعا وحماه وريف دمشق.

وفي دير الزور، وبعد المجزرة التي ذهب ضحيتها يوم الثلاثاء 31 شخصا وأصيب خلالها أكثر من سبعين آخرين وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «اشتباكات عنيفة دارت (يوم أمس) الأربعاء في عدة أحياء بالمدينة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية السورية التي تستخدم الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون في المعارك، متحدثا عن سماع أصوات انفجارات شديدة في حي الحميدية وحي العمال»، وقال المرصد: «وقد أسفرت الاشتباكات حتى بعد ظهر يوم أمس عن مقتل ثلاثة مواطنين بينهم قائد كتيبة مقاتلة وإعطاب آليات عسكرية مدرعة».

ومن حمص، تحدث عضو لجان التنسيق المحلية في المنطقة سليم قباني عن «قصف عنيف يطال الخالدية والحميدية وتلبيسة والرستن والقصير، كما أحياء حمص القديمة، بالطيران»، واصفا الوضع في الخالدية بـ«الصعب للغاية» بعد أكثر من 10 أيام من القصف المتواصل على المنطقة بالمدفعية والهاون والطيران.

وأوضح قباني أنه «ونتيجة ممارسات عناصر قوات النظام المتركزة في حواجز على مشارف حي بابا عمرو، والتي أدت لمقتل ما يزيد عن 20 شخصا في الآونة الأخيرة، اقتحم الجيش الحر هذه الحواجز ومنها حاجز كفرعايا فدمره بشكل كامل، فما كان من قوات النظام إلا أن اختطفت 10 أطفال لا يزال مصيرهم مجهولا». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا واستشهد ستة أطفال دون سن الـ18 إثر القصف الذي تعرضت له مدينة الرستن، الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر، بينهم 3 أطفال من عائلة واحدة. فيما توفي طفل آخر في القصير».

وحذر قباني من مجازر كبيرة ودمار أكبر في حال لم يتحرك المجتمع الدولي على وجه السرعة لوضع حد للعنف الحاصل في حمص، مطالبا لجنة المراقبين الدوليين المتواجدة في المدينة الخروج من الفندق لإصدار بيان عاجل حول ما يحصل لرفعه للأمم المتحدة.

بدوره وصف الناشط أبو بلال من حمص الوضع في المدينة بـ«المروع والكارثي»، لافتا إلى أن هناك نحو «400 مدني بينهم نساء وأطفال محتجزون في مدرسة في حي جورة الشياح». وأضاف: «نخشى حصول مجزرة كبيرة، إذ أنه القصف الأعنف الذي نشهده»، مشيرا إلى أن «نحو خمسين جريحا في حمص القديمة يحتاجون إلى عمليات جراحية».

وكان المرصد السوري أفاد عن «اشتباكات عنيفة دارت يوم أمس بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في الحي الغربي بمنطقة دير بعلبة، قتل وجرح خلالها جنود من القوات النظامية إثر مهاجمة مقاتلين من الكتائب الثائرة لحاجزين في شارع الستين».

وبالتزامن، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى في قصف عنيف على بلدة بصرى الشام بدرعا. وأشارت الهيئة إلى أن «بلدة بصرى الشام تتعرض منذ ما بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء لقصف من قبل قوات النظام، في حين منعت قوات الأمن وميليشيات الشبيحة التابعة للنظام إسعاف الجرحى وسط نقص حاد بالمواد الطبية».

وقالت الهيئة إن منطقة اللجاة بدرعا أيضا تعرضت لقصف عنيف وانفجارات ضخمة لليوم الثالث عشر على التوالي، وأشارت شبكة «شام» الإخبارية إلى سقوط عشرات قذائف المدفعية ومن راجمات الصواريخ على البلدة، في حين تعرضت بلدة كفر شمس بنفس المحافظة لقصف بالهاون من قبل قوات النظام أوقع خسائر مادية وأدى لاشتعال منزلين وفق نفس المصدر.

وفي ريف حلب، أفاد ناشطون بسماع دوي انفجارات ضخمة هزت مدينة عندان صباح يوم أمس، ترافق مع إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل قوات الجيش المتمركزة على الحواجز، كما تم قطع التيار الكهربائي عنه، وسط نزوح أغلب السكان خوفا من وقوع مجازر. وتعرضت قرية معرشمارين في معرة النعمان بمحافظة إدلب المجاورة لقصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية من قبل قوات الجيش وفق ناشطين.

ومن حماه، تحدث عضو مجلس ثوار المنطقة أبو غازي الحموي عن قصف عشوائي طال بلدة طيبة الإمام منذ ساعات الفجر الأولى، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قام جيش النظام السوري بتكثيف القصف العشوائي على المدينة وتلا ذلك اقتحام المدينة من جميع المحاور، وبعدها قام بتقطيع المدينة إلى قطاعات جغرافية، بحيث قام بتفتيش كل قطاع بشكل كامل بيتا بيتا ومن ثم الانتقال إلى القطاع التالي». وأفاد الحموي عن دخول «أكثر من 50 آلية عسكرية للبلدة وسط إطلاق نار كثيف، وعملية دهم وتفتيش واعتقال على نطاق واسع ونهب للبيوت وإحراق الدراجات النارية».

ووصف مراقبون تكثيف النظام السوري لحملاته العسكرية على المدن بكونها محاولة لإعادة سطوته مجددا على مختلف الأنحاء، ولعدم ترك أي مدينة كـ«مركز محرر» في يد الجيش الحر تكون نواة لانطلاقهم وتحصنهم.

وبالتزامن ومع اشتداد القصف على الكثير من المدن السورية، أفيد عن مظاهرات ليلية خرجت في معظم المحافظات شهدت المطالبة برحيل الأسد، والإعلان تضامنها مع المدن التي تتعرض للقصف. وقال ناشطون إنه وفي العاصمة دمشق تظاهر المئات ليلا في عدة أحياء، مطالبين بمحاكمة الأسد وكبار المسؤولين عن المجازر التي ارتكبت في الحولة والقبير ودير الزور.

وفي عدد من مدن وبلدات ريف دمشق خرج عدد من المظاهرات الليلية التي تطالب بإسقاط النظام وبالانتقام من المسؤولين عن المجازر الأخيرة. وشهدت أحياء عدة في مدينة حلب مظاهرات ليلية، تعهد خلالها المتظاهرون بالاستمرار في الثورة ضد النظام متضامنين مع المدن والأحياء التي تتعرض للقصف. كما شهدت كل من محافظة درعا بجنوب البلاد وحما وسط ودير الزور شرقا مظاهرات ليلية مماثلة طالب المتظاهرون خلالها بالقصاص من المسؤولين عن المجازر.

الأمن السوري يقتحم «الحفة» بعد انسحاب «الجيش الحر» وفرار أغلب سكانها

العميد الشيخ لـ «الشرق الأوسط»: قواتنا أتمت مهمتها في المنطقة.. وانسحبت حفاظا على ما تبقى من أرواح

بيروت: بولا أسطيح

أعلن العميد المنشق مصطفى الشيخ رسميا انسحاب عناصر الجيش السوري الحر من منطقة الحفة التابعة لمحافظة اللاذقية التي كانت تتعرض والقرى المجاورة لها، خلال الأيام الثمانية الماضية لقصف عنيف من قبل قوات الأمن السورية.

وقال الشيخ لـ«الشرق الأوسط» إن «(الجيش الحر) أتم مهمته بالدفاع عن الناس في المنطقة ونفذ انسحابا تكتيكيا حفاظا على ما تبقى من أرواح ومنازل»، لافتا إلى أن «النظام كان يعمل على هدم كل منازل المنطقة دون استثناء». وأكد الشيخ أن الحفة فارغة من أهلها؛ بعد أن نزح معظمهم باتجاه اللاذقية وبعض القرى المجاورة بمساعدة عناصر «الجيش الحر» على مدار الأيام الماضية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن ليل الثلاثاء/الأربعاء عن انسحاب «الثوار المقاتلين» من منطقة الحفة والقرى المجاورة لها، واصفا الانسحاب بـ«التكتيكي، من أجل تأمين سلامة وحماية السكان»، ولافتا إلى أن قصف القوات النظامية «كان قويا جدا خلال الأيام الثمانية الماضية».

وأشار مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلى أن «القوات النظامية قامت باقتحام المنطقة عقب انسحاب الثوار المقاتلين منها»، مؤكدا تكبد القوات النظامية «خسائر فادحة» خلال الاشتباكات في الأيام الماضية، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح.

وبالتزامن، أفادت شبكة «شام» الإخبارية بأن جيش النظام اقتحم بالأمس بلدة الحفة وسط إطلاق نار كثيف وحملات دهم وتفتيش واعتقال عشوائية، بعد انسحاب مقاتلي «الجيش الحر». وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة في المنطقة، ويدعى سليم العمر، إن القصف الكثيف بمدفعية الميدان أجبر الـ200 مقاتل الباقين – الذين كانوا يدافعون عن الحفة – على مغادرتها، لافتا إلى أن «عدة آلاف من المدنيين تركوا في المدينة دون حماية من الميليشيات العلوية التي تحاصر القرية».

بدوره، أوضح عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في اللاذقية، أن «الجيش الحر» أخلى يوم الثلاثاء منطقة الحفة، مساعدا من يرغب من أهاليها في مغادرتها قبل دخول قوات الأمن إليها، مؤكدا أن معظم شبان ونساء وأطفال قرى الحفة تركوها إلى مدينة اللاذقية وبعض القرى المجاورة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتبق في المنطقة إلا الشيوخ وسط أوضاع إنسانية متردية جدا، ومع استمرار تحليق الطيران في سماء المنطقة».

كان مقاتلو «الجيش الحر» أعلنوا في وقت سابق أنهم يكافحون لتهريب مدنيين محاصرين في الحفة وسط قصف عنيف، في حين قال مراقبو الأمم المتحدة إن العنف جعل اقترابهم من القرية أمرا شديد الخطورة.

وقد طالب المبعوث الدولي العربي كوفي أنان بالسماح لمراقبي الأمم المتحدة بدخول الحفة، لكن المراقبين الذين ذهبوا للمنطقة قالوا إنهم قرروا عدم دخول الحفة نفسها، معتبرين أن ذلك خطير للغاية. وتعرضت ثلاث سيارات تقل المراقبين الدوليين الثلاثاء إلى إطلاق نار بعد أن أجبرت على مغادرة الحفة، حيث تصدت لهم «حشود غاضبة أحاطت بسياراتهم ومنعتهم من التقدم» لدى محاولتهم الوصول إلى المدينة، بحسب ما أفادت المتحدثة باسم البعثة سوسن غوشة في بيان.

بالمقابل، قالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن الجهات المختصة أعادت الأمن والهدوء إلى منطقة الحفة «بعد تطهيرها من المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين واعتدت عليهم وقامت بتخريب وحرق عدد من الممتلكات العامة والخاصة بالمنطقة».

ونقلت «سانا» عمن قالت إنه مصدر رسمي أن «الجهات المختصة واصلت ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية في القرى المحيطة بمنطقة الحفة واشتبكت مع عدد من الإرهابيين، مما أدى إلى مقتل بعضهم وإلقاء القبض على الآخرين». وأضافت: «كما صادرت الجهات المختصة كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة التي استخدمتها المجموعات الإرهابية في اعتداءاتها وترويعها للأهالي، ومن ضمنها صواريخ كوبرا وقناصة وبنادق آلية وعبوات ناسفة وهاون وقواذف آر بي جي وكمية كبيرة من الذخيرة».

وفي وقت لاحق، نقلت «سانا» عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين قوله إن «الوزارة دعت مراقبي الأمم المتحدة إلى الذهاب لمدينة الحفة والاطلاع على الأوضاع فيها، بعد أن قامت المجموعات الإرهابية في المدينة بعمليات قتل وترهيب المواطنين الأبرياء وسلب ونهب وحرق الممتلكات العامة والخاصة والمحال التجارية». ولفت المصدر إلى أن هذه الدعوة «تأتي في إطار مهمة المراقبين، المتمثلة بالتحقق مما يجري على الأرض، ومعاينة ما قامت به تلك المجموعات الإرهابية»

                      الأردن بدأ في تنفيذ سياسة جديدة لدخول السوريين إلى أراضيه

تحسبا لعمليات تخريبية قد تلجأ لها مجموعات موالية للنظام السوري

عمان: محمد الدعمه

أكد مصدر أردني مطلع أن السلطات الأردنية بدأت في تنفيذ سياسة جديدة لدخول السوريين إلى الأردن تحسبا لعمليات تخريبية قد تلجأ لها مجموعات موالية للنظام السوري، خاصة بعد أن استقبل الأردن أكثر من 125 ألف سوري فروا من بلادهم منذ اندلاع أعمال العنف فيها.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات الأردنية اكتشفت خلال هذه الفترة عناصر مندسة بين اللاجئين من أجل القيام بأعمال انتقامية أو القيام بتصرفات تسيء لهؤلاء اللاجئين على الأراضي الأردنية، حيث ضبطت السلطات عناصر ادعت أنها من الجيش الحر، وأنها فرت من الجيش السوري وتبين أنها عناصر مدسوسة من النظام السوري من أجل ملاحقة المنشقين أو اللاجئين.

وأشار المصدر إلى أن السلطات الأردنية لديها معلومات حول نية بعض المجموعات الموالية النظام القيام بأعمال تعكر صفو الأمن في الأردن، وكذلك تلاحق عناصر من الجيش هربوا إلى الأردن، وقد ألقت القبض خلال العام الحالي والعام الماضي على العشرات منهم وأعادتهم إلى السلطات السورية.

وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية تعيد كل من له قيد أمني من المطار أو من الحدود البرية، موضحا أن القيد الأمني يشمل تجاوز الإقامة أو تهريب البضائع أو الأسلحة أو المخدرات، وكذلك القضايا الأخلاقية مثل الدعارة أو أي قيود أمنية مسجلة لدى الدوائر الأمنية. وقال إن القيود موجودة لدى الدوائر الأمنية وقد قامت بتفعيلها عندما أدركت أن هناك خطرا بات يهدد أمن الأردن. وأشار المصدر إلى أنه قد تكون هناك بعض الحالات التي لم تتجاوز عدد أصابع اليد مظلومة جراء تشابه الأسماء، إلا أن هذا التشابه عادة ما يخضع للتدقيق من أجل التصحيح.

وأكد المصدر أن السلطات الأردنية تدرس حاليا الطلب من السوريين القادمين من بلدان الخليج العربي والدول الأخرى الحصول على إذن مسبق من السفارات الأردنية، لكن حتى الآن لم تصدر أي تعليمات بهذا الخصوص.

وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة قال في تصريح سابق إن الأردن هو الدولة الأكثر تأثرا بالأحداث في سوريا بسبب التقارب الجغرافي بين البلدين. وفي رده على سؤال حول تقارير تحدثت أخيرا عن قيام السلطات الأردنية بمنع السوريين من الدخول إلى الأردن، أكد جودة أن هذه التقارير غير صحيحة إطلاقا، مشيرا إلى أنه «كانت هناك بعض الحالات الفردية تم التدقيق فيها إما في المطار أو من خلال الحدود البرية، ومن وجهة نظر أمنية كان القرار بعدم السماح لها بالدخول إلى المملكة، ولم تكن حالات إنسانية أو زوارا قادمين، وهذا حق للأردن مع كل الجنسيات ليس فقط مع الأشقاء السوريين، خاصة أن دخول السوريين لا يتطلب تأشيرة».

من جانبه، أكد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأعيان الأردني بسام العموش «عدم وجود أي منع أردني لدخول السوريين»، معلقا «هذا الأمر غير وارد بتاتا، والحالات الإنسانية كلها تدخل المملكة». ويرى العموش أن «هناك منعا لقوى سياسية معينة من الدخول إلى الأردن، وأنها هي التي تستغل الوضع وتطلق مثل هذا الكلام». وبما أنه من الطبيعي هروب الناس من المجازر، فإنه «لا دولة تستطيع أن تغلق حدودها أمام اللجوء الإنساني»، بحسب العموش، الذي أضاف أن «من يشكك في استقبال المملكة للاجئين فلير أعدادهم الكبيرة في البيوت الأردنية في مدينتي الرمثا والمفرق».

إلى هذا، أكد نائب فضل عدم ذكر اسمه، أن «هناك معلومات عن وجود عناصر مشبوهة من ضمن اللاجئين السوريين، وأن أجهزة الأمن تراقب، كما أن هناك انزعاجا أردنيا من وجود خلايا استخباراتية أمنية سورية ومحاولات للدخول». وقال إنه «لا يستغرب موقف الأردن في منع بعض الأفراد من الدخول خاصة إذا كان لأسباب أمنية».

من جانب آخر، قال مواطنون سوريون عالقون في مطار الملكة علياء الدولي بعمان إن السلطات الأردنية تواصل منعهم من دخول البلاد، وتطلب منهم العودة من حيث أتوا لليوم السادس على التوالي. وأكد مواطنون أن الجهات الأمنية الأردنية تمنع 60 سوريا من دخول الأردن، وطلبت منهم شراء تذاكر تمهيدا لترحيلهم خارج المملكة.

وقال محمد بركات إن من بين الممنوعين من دخول البلاد عائلات بعضها معه أطفال لا تزيد أعمارهم على شهور قليلة. وأوضح بركات أن السلطات الأردنية منعته ظهر أمس من دخول الأردن على الرغم من أن عائلته موجودة في عمان، حيث قال إنه غادر للإمارات لتجديد إقامته هناك، وإنه فوجئ بعد عودته برفض دخوله للأردن.

واتهم بركات سلطات المطار بمعاملة السوريين بشكل غير لائق، وقال «حاولت مقابلة مسؤولين أمنيين إلا أن الأفراد كانوا يسألونني عن جواز سفري، وعما إذا كنت أملك ثمن تذكرة السفر التي سأشتريها وأغادر البلاد أم لا». وقال بركات إنه مسجل كلاجئ لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في عمان، وإن كل ذلك لم يسعفه لدخول الأردن ولقاء عائلته الموجودة هناك منذ عام.

على صعيد متصل، أصدرت الجالية السورية في الخليج العربي بيانا قالت فيه إن «الجالية السورية تجد في منع السوريين من دخول الأردن واحتجازهم في مطار الملكة علياء الدولي في عمان من دون إشعار مسبق من خلال الإعلام أو مكاتب الحجز في مطارات القدوم التي أتى منها هؤلاء السوريون مع عدم الأخذ بعين الاعتبار الغرض من الزيارة، مخالفة صريحة لقوانين النقل الجوي للمسافرين وإيذاء من دون طائل للسوريين القادمين من مختلف دول العالم خصوصا من سوريا، إضافة إلى أنه هدر للمال والوقت والجهد».

وأشار إلى ما حدث في بداية هذه السنة 2012 من غلق لسفارات دول الخليج العربي في دمشق واعتماد سفاراتها في عمان بديلا عنها في التعامل مع السوريين، هو ما دفع السوريين إلى القدوم إلى عمان لإنجاز معاملاتهم والحصول على تأشيراتهم من هذه السفارات.

ودعت السلطات الأردنية إلى عدم المشاركة في إيقاع السوريين – القادمين من سوريا والهاربين من ظروف الاعتقال والتصفية الجسدية – ضحية في يد قوات الاحتلال الأسدية بإرجاعهم إلى سوريا. وأكدت الجالية السورية أنه على السلطات الأمنية الأردنية ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الغرض من الزيارة والتعامل مع الزائرين بحسب ما تقتضيه المصلحة للجميع.

فرنسا: 4 محاور لحصار الأسد.. وبريطانيا تحذر من أن الوضع على شفا الانهيار

فابيوس: «مجموعة الاتصال» ستلتقي أواخر الشهر الحالي على مستوى رفيع

باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط»

استمرت الأزمة السورية في الاستحواذ على الاهتمام العالمي أمس، على خلفية تدهور الوضع الداخلي، وعقب وصف الأمم المتحدة للوضع هناك بأنه تحول إلى «حرب أهلية».. وبينما طالبت باريس أمس بمزيد من التشديد للعقوبات على سوريا، وبخاصة ضد كوادر الجيش، حذرت بريطانيا من كون الوضع أصبح «على شفا الانهيار». في الوقت الذي دعا فيه الاتحاد الأوروبي إلى أن يكون المؤتمر المزمع حول سوريا «أكثر كفاءة»، ويضم روسيا والصين، بينما اعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي آندريه فوغ راسموسن أن التدخل العسكري الأجنبي في سوريا «ليس الطريق الصحيح».

وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بعد ظهر أمس، في إعلان مكتوب للرد على المسار الذي أخذت تسلكه الأزمة السورية، والذي وصفه بـ«المنحى الأكثر خطورة وبشاعة حتى الآن»، أن فرنسا قررت أن تكون «السباقة في العمل ضد بشار الأسد وضد الجرائم التي يجب أن يحاكم عليها». وأعلن عن 4 إجراءات كرد على التصعيد الذي يمارسه النظام السوري، تشمل بداية سلة إضافية من العقوبات الأوروبية والأميركية.

وأفاد فابيوس بأنه سيتواصل «مباشرة» مع نظرائه الأوروبيين والأميركيين، حيث يقوم وزراء الخارجية (الأوروبيون) بفرض عقوبات أشد تذهب أبعد من الأسد وجوقته والمسؤولين الكبار، لتطال العسكريين من أصحاب الرتب الأدنى والمسؤولين المتوسطين الذين يوفرون الدعم للنظام القائم. وبينما نبه الوزير الفرنسي هؤلاء إلى أنهم «سيساقون إلى المحاكم»، وجه نداء إلى السوريين لإبلاغهم أن «ساعة الخيار قد دقت»، وأن الوقت أخذ ينفذ من أجل «ترك سفينة» الحكم لأن المستقبل «موجود فقط إلى جانب من يقاوم القمع والاضطهاد».

وتريد باريس في المقام الثاني استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يضع خطة المبعوث الدولي – العربي كوفي أنان تحت الفصل السابع لجعل تنفيذها إلزاميا، بحيث تفرض عقوبات على الجهة التي تعيق أو ترفض تنفيذها. وقال فابيوس إن فرنسا تريد «التعجيل» في ذلك وتريد من مجلس الأمن «الانتقال إلى السرعة الأعلى» للتعاطي مع هذا الطلب.

وتراهن فرنسا، استنادا إلى تصريحات فابيوس، على أن روسيا والصين لم تعودا في وضع يتيح لهما منع مجلس الأمن من اتخاذ قرارات إلزامية في الموضوع السوري، بعد الدرجة التي وصل إليها القمع والقتل وبعد دخول البلاد في «حرب أهلية». وأشار فابيوس إلى وجود «اتصالات بهذا المعنى مع شركائنا في مجلس الأمن، وخصوصا مع روسيا». وأضاف: «نعتقد ونأمل أن الروس يمكن أن يواكبوا جهودنا من أجل استخدام الفصل السابع».

غير أن ما تأمله فرنسا ليس بعد أمرا مؤكدا. ويجري مدير الشؤون السياسية في الخارجية الفرنسية جاك أوديبير اليوم مباحثات مع المسؤولين الروس، من ضمنها اللجوء إلى الفصل السابع والمبادرة الروسية بالدعوة إلى مؤتمر دولي حول سوريا بحضور إيران. ومن الإشارات المشجعة بالنسبة لباريس، موقف الصين التي عبرت عن قلقها من تدهور الوضع في سوريا. أما المحور الثالث الذي تعمل باريس عليه، فيتمثل في دعم فكرة أنان بإيجاد «مجموعة اتصال» دولية. وذهب فابيوس إلى الكشف عن موعد أول اجتماع لهذه المجموعة، الذي يمكن أن يتم على مستوى رفيع أواخر الشهر الحالي «بحيث يتيح تحقيق تقدم».

ويتمثل المحور الأخير في العمل لإنجاح مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» في 6 يوليو (تموز)، الذي تم دعوة 140 دولة وهيئة ومنظمة للحضور، ووضع فابيوس على رأس أهداف المؤتمر إظهار أن المعارضة السورية «ليست وحدها» في معركتها ضد النظام. وانتهز الوزير الفرنسي المناسبة ليدعو «معارضة الخارج ومعارضة الداخل للتوحد» ومن أجل «تشكيل بديل ذي صدقية ومشروعية» عن نظام الأسد.

وإذ رأى فابيوس أن ما يحصل في سوريا هو فعلا حرب أهلية، اعتبر أن منع تفاقمها يمر عبر رحيل النظام السوري. وجدد المسؤول الفرنسي رفض بلاده تسليح المعارضة السورية. إلا أنه في الوقت نفسه اعتبر أن الامتناع عن تسليحها سيتركها لقمة سائغة للنظام.

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، للصحافيين في كابل أمس، إن سوريا على شفا الانهيار، وإنه سيجري محادثات عاجلة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس (اليوم) لضمان تنفيذ خطة السلام.

ورغم تلك المحاذير، اعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي آندريه فوغ راسموسن في أستراليا، أمس، أن تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا «لن يكون الطريق الصحيح». وأضاف: «ليس هناك أي خطط حاليا لشن عملية للحلف هناك»، ورأى أن فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق لتشديد الضغط على دمشق «خطأ جسيم»، معتبرا أن بوسع روسيا لعب «دور أساسي» من أجل وقف العنف وإعادة السلام إلى سوريا.

وتابع: «رغم ذلك، أدين بشدة سلوك قوات الأمن السورية وقمع السكان المدنيين»، مضيفا «ما نشهده مشين تماما، ولا شك في أن النظام السوري مسؤول عن انتهاكات للقوانين الدولية»، و«أنا أحث النظام السوري على تلبية التطلعات المشروعة لشعبه وإحلال الحرية والديمقراطية».

وقال راسموسن الذي يقوم بزيارة دبلوماسية إلى أستراليا إنه ليس واثقا ما إذا كان من الممكن وصف الوضع بحرب أهلية «من وجهة نظر قانونية»، وتابع: «لكن، من المؤكد أن الوضع خطير جدا».

من جهتها، قالت مسؤولية الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في كلمة لها أمام البرلمان الأوروبي عن الشرق الأوسط أمس: «نشعر بالفزع من جراء أعمال العنف المقزز التي ما زلنا نشهدها في سوريا.. ويجب أن نتصرف بشكل حاسم لمنع المزيد من إراقة الدماء وتجنب تأجيج نيران العنف الطائفي، وعلاوة على ذلك عسكرة النزاع وصولا إلى حرب أهلية كاملة».

وشددت أشتون على أن «السبيل الوحيد للتقدم هو الآن لتعزيز نفوذ خطة أنان مع النظام السوري وجعل مهمته أكثر فعالية.. لا يوجد حل أكثر إجماعا من حيث الدعم الدولي».

وأوضحت أشتون «إننا بحاجة إلى الاتفاق على خريطة الطريق التي تعزز أنان وخطته، وهذا ينبغي أن يشتمل على ثلاث أولويات رئيسية، أولا مجموعة اتصال أكثر فعالية، بما في ذلك روسيا والصين، لتنسيق دعم أنان والتأثير على النظام.. ولذلك فإنني أرحب بفكرة (مجموعة الاتصال) من الفاعلين الرئيسيين في الأزمة السورية كما أعلن أنان من قبل، والمجتمع الدولي يجب أن تظهر وحدته في هذه اللحظة الحرجة. ثانيا يجب اتخاذ إجراءات موحدة من جانب مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى مزيد من الضغوط القوية والفعالة، بما في ذلك تعزيز للعقوبات بموجب الفصل السابع. وثالثا توافق دولي في الآراء حول عملية التحول السياسية».

إلى ذلك، أثارت الأزمة السورية وانعكاساتها على لبنان، شكوكا حول زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر المقررة بين 14 و16 سبتمبر (أيلول) المقبل إلى لبنان، بحسب ما أوضحته مصادر واسعة الاطلاع على شؤون الفاتيكان أمس.

طرفا الأزمة في سوريا يرفضان وصف الوضع بـ«الحرب الأهلية»

السلطة تقول إنها حرب على الإرهاب ومعارضون يعتبرونها مساواة بين الضحية والجلاد

بيروت: كارولين عاكوم

اجتمع كل من المعارضة والنظام على رفضهما لتوصيف الأمم المتحدة للتدهور الأمني في سوريا بأنه «حرب أهلية»، وإن اختلفت أسباب كل منهما. وفي حين اعتبرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان لها أن تصريح مسؤول عمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو «لا يعبر عن صورة الأحداث الجارية ولا عن الشعب السوري وثورته السلمية»، أبدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية استغرابها مما ورد على لسان لادسو، معتبرة أن «ما يجري في سوريا هو حرب ضد مجموعات مسلحة اختارت الإرهاب طريقا للوصول إلى أهدافها».

وجاء في بيان الهيئة أن «القول بأن سوريا دخلت في حرب أهلية لا يعبر عن صورة الأحداث الجارية، ولا يعبر عن الشعب السوري، الذي لا يزال يناضل وينزل إلى الشوارع بأعداد كبيرة في كل المناطق السورية، كما أن هذا التعبير يساوي بين الضحية والجلاد، ويتجاهل مجازر النظام الأسدي، و(يعد) طمسا لمطالب الشعب السوري المشروعة بالحرية والكرامة». وأضاف «نؤكد أن ثورتنا السلمية ودفاعنا عن أنفسنا مستمر حتى إسقاط آلة القمع الأسدية، وبناء الدولة التي تجمعنا تحت راية واحدة بكل ألوان وأطياف الشعب السوري».

من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية في بيان لها إن سوريا كانت ولا تزال تتوقع من مسؤولي الأمم المتحدة أن يتعاملوا بموضوعية وحيادية ودقة مع التطورات الجارية في سوريا، لا سيما بعد انتشار فريق المراقبين الدوليين في معظم المحافظات السورية، لافتة إلى أن الحديث عن حرب أهلية لا ينسجم مع الواقع ويتناقض مع توجهات الشعب السوري.

وأوضح البيان أن سوريا لا تشهد حربا أهلية «بل تشهد كفاحا لاستئصال آفة الإرهاب ومواجهة القتل والخطف والتفجيرات والاعتداء على مؤسسات الدولة وتدمير المنشآت العامة والخاصة، وغيرها من الجرائم الوحشية التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة»، مشيرة إلى أنه تبعا للقانون الدولي وللتفاهم الأولي الذي تم توقيعه بين سوريا والأمم المتحدة فإن من واجب السلطات السورية التصدي لهذه الجرائم وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها.

كذلك، أشار البيان إلى أن سوريا تؤكد احترامها لخطة أنان واستعدادها لتنفيذها، وأنه على المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة أن يتخذ موقفا حاسما ضد الجرائم التي ترتكبها المجموعات المسلحة، والتأكيد على ضرورة وقف أي دعم عسكري أو مالي تقدمه أوساط إقليمية ودولية لهذه «المجموعات الإرهابية»، التزاما بقرارات مجلس الأمن الداعية إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة آفة الإرهاب.

وفي تعليقه على وصف مسؤول الأمم المتحدة ورد وزارة الخارجية السورية، اعتبر عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني، بشار الحراكي، أن «الوضع في سوريا هو على مشارف الحرب الأهلية، ومما لا شك فيه أن هذا الواقع سيتدهور، وقد يصل إلى الحرب الأهلية بل الطائفية التي يدفع نحوها النظام منذ بدء الثورة، إذا لم يتحرك المجتمع الدولي ويتخذ قرارا حاسما، قبل أن تصل إلى ذروتها في ظل اتباع النظام سياسة التهجير وارتكاب المجازر بحق طائفة معينة». وقال الحراكي لـ«الشرق الأوسط»: «من يصفهم النظام بالإرهابيين هم عناصر الجيش الذين رفضوا قتل شعبهم وقرروا الدفاع عنه، إضافة إلى بعض المدنيين الذين اتخذوا القرار نفسه ويدافعون عن عائلاتهم وقراهم بعدما رأوا المجازر التي ترتكب بحقهم».

وفي ما يتعلق بالقول إن سوريا لا تزال متمسكة بخطة أنان، علق الحراكي بالقول «الكل يعلم، والنظام بشكل خاص، أن تطبيق هذه الخطة هو طريق لإسقاطها. وبالتالي، ليس على مجلس الأمن إلا فرض تطبيقها بالقوة»، مضيفا «كيف لنا أن نصدق هذا النظام الذي سبق وأعلن، قبل 3 أشهر، أنه شكّل لجنة للتحقيق في أحداث درعا، وإذا به لم يصدر أي قرار، رغم كل التحقيقات التي حصلت، بل وعوضا عن ذلك، عيّن رئيس هذه اللجنة وزيرا للعدل؟».

بدوره، قال ياسر النجار، عضو المجلس الأعلى للثورة السورية، لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحصل في سوريا هو ثورة من أهم الثورات العالمية، وعجز النظام – ورغم كل أكاذيبه وفبركاته – عن إقناع أحد، فيما نجح الشعب الذي يناضل بأقل الوسائل المتوافرة لديه في أن يوصل صوته إلى العالم ويقنعه بأنه مظلوم وصاحب حق»، مضيفا أن «النظام بدأ بالحل الأمني المتمثل في القمع والاعتقال، ثم انتقل إلى الحل العسكري من خلال حرق المدن والمجازر والقتل الجماعي، وها هو اليوم يعتمد الحل الطائفي بتركيزه على التفجيرات والمجازر التي تستهدف الطوائف، للقول إن سوريا مقبلة على حرب أهلية وطائفية».

المجلس الوطني السوري: إصدار وثيقة خاصة بالطائفة العلوية يؤكد ثوابت العهد الوطني

مراقب عام «الإخوان» لــ«الشرق الأوسط»: وضع الأقليات سيكون أفضل.. ولتتسلم السلطة أي شخصية عبر الانتخابات

بيروت: كارولين عاكوم

في وقت لا تزال فيه الطائفية العلوية تقف في الجزء الأكبر منها إلى جانب النظام السوري، رغم التطمينات المتكررة التي يحرص المجلس الوطني السوري وفرقاء المعارضة على التوجه من خلالها لأبناء هذه الطائفة بشكل خاص والأقليات بشكل عام، أعلن عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني السوري، أن المجلس على استعداد لإصدار وثيقة خاصة بالطائفة العلوية من أجل التأكيد على ثوابت وثيقة العهد الوطني، على غرار تلك التي سبق الإعلان عنها حول القضية الكردية.

وفي حين أعلن عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني جورج صبرا، أن المجلس معني بتوجيه رسائل إلى كل الطوائف والفئات الاجتماعية في سوريا لطمأنتهم حول الوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية، أكد مراقب عام الإخوان المسلمين رياض الشقفة، أن هذا الإعلان يتلاءم مع توجه «الإخوان» وتفكيره، فيما اعتبر عضو المكتب التنفيذي في المجلس توفيق دنيا، أن وثيقة العهد الوطني التي سبق للمجلس الوطني أن أطلقها، كافية وتفي بالغرض المطلوب، لمن يريد أن ينضم إلى الثورة.

وقال الشقفة لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الطرح «يتلاءم مع توجه (الإخوان) وتفكيره»، مؤكدا «نطمئن كل الطوائف، ولا سيما الأقلية منها، بأن وضعها سيكون أفضل في سوريا المستقبل بعد القضاء على نظام الاستبداد والإجرام. فالديمقراطية ستضمن حقوق الجميع، وكل فرد في سوريا هو مواطن يتمتع بالحقوق والواجبات من دون تمييز بين شخص وآخر؛ لا على أساس الانتماء الطائفي ولا القومي».

وفي حين، لم يمانع الشقفة من أن تتسلم السلطة – في المستقبل – أي شخصية، إلى أي طائفة انتمت، وحتى إن كانت علوية، قال: «لن نقف في وجه من تنتخبه أصوات المواطنين في صناديق الاقتراع، بشرط أن تكون هذه الانتخابات نزيهة وحرة وتحت رقابة بعيدا عن التزوير». واعتبر الشقفة أن الشعب السوري أوعى من أن ينزلق إلى الحرب الطائفية التي يعمل النظام على تغذيتها من خلال تنفيذه جرائم بحق العلويين حينا والسنة أحيانا، للقول: إن كل طائفة تقاتل الأخرى، مضيفا «في الطائفة العلوية شخصيات واعية لواقع الوضع السوري وترفض أساليب النظام وما يرتكب من جرائم بحق شعبه. وإن استطاع (النظام) أن يجيش جزءا من الطائفة من خلال إخافتهم من السنة، فهو لم يستطع السيطرة على كل الطائفة، وهنا تكمن أهمية الوثيقة التي لا بد للمجلس أن يعمل عليها، بغية تطمين العلويين على أنه لن يكون أي تجييش أو انتقام منهم».

في المقابل، رأى عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني، توفيق دنيا، من الطائفة العلوية، أن وثيقة العهد الوطني التي سبق للمجلس الوطني أن أطلقها، كافية وتفي بالغرض المطلوب لمن يريد أن ينضم إلى الثورة، والتركيز على أننا نريد دولة ديمقراطية لكافة أبنائها من كل الطوائف بعيدا عن الإقصاء أو التهميش. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا رأى رئيس المجلس الوطني أن توجيه وثيقة للعلويين له فائدة فليس هناك مشكلة، لكننا نعتبر أن الكلام عن الإعلان عن وثيقة خاصة ليس ضروريا، لا سيما أن قسما كبيرا من هذه الطائفة منحاز للثورة».. ويلفت دنيا إلى أن أكثر ما يطمئن القاعدة الشعبية العلوية وحثها للمشاركة بفعالية أكبر في صفوف الثورة، هو فتح الأبواب أمام الشخصيات في الطائفة العلوية للمشاركة في عملية التغيير بعيدا عن الإقصاء أو التهميش، وهذا ما جاء في نص الوثيقة.

بدوره، يعتبر جورج صبرا، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أن أبرز مهام المجلس في المرحلة القادمة هو العمل على وثيقة ترصد المرحلة الانتقالية وتوجهاتها وفق آلية عمل تضمن إجراء انتخابات نزيهة وتولي السلطة. ويقول صبرا لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كمجلس وطني معنيون بتوجيه رسائل إلى كل الطوائف والفئات الاجتماعية، لطمأنتهم حول تفاصيل هذه المرحلة والمرور عبرها بسلام، والتأسيس لدولة مدنية ديمقراطية تعددية يتساوى فيها كل المواطنين».

ويرى صبرا أن تصريح الدكتور سيدا هو جزء من هذه المهمة، التي قد يتم الإعلان عنها في وثيقة خاصة في مؤتمر المعارضة الذي سيعقد في القاهرة برعاية الجامعة العربية، مضيفا: «وتحركنا هذا يستجيب أيضا إلى نداءات الطائفة العلوية التي تصل إلينا من القرى التي يستقبل أبناؤها جثثا، ووصلت إلى مرحلة غير قادرة فيها على التحمل، وصارت عائلاتها تسأل هل يجب أن يموت أولادنا كي يبقى بشار الأسد؟ حتى أنهم يطالبوننا بمدهم بالسلاح للانضمام إلى خط الثورة». ويرى صبرا، أن على كل الطوائف أن تعلن انضمامها إلى الثورة من أجل ضمان مستقبل مشرف بعيدا عن أي حقد أو انتقام أو ثأر.

«تفعيل الحراك السلمي»: حملة مدنية تؤكد على سلمية الثورة

يدعمها «المنتدى السوري للأعمال» في موازاة الحراك الردعي ردا على عمليات النظام

بيروت: كارولين عاكوم

في موازاة إطلاق ذراعها المالية تحت اسم «المنتدى السوري للأعمال» الذي يضم رجال أعمال سوريين تكفلوا بدعم الثورة، يعمل أعضاء المنتدى بالتعاون مع مختلف أطياف الحراك الثوري على الأرض على نشاط أساسي ينطلق من هدف واحد، وهو «تصعيد الحراك السلمي لتتفرع منه حملات متعددة ومختلفة الوسائل تدعم الثورة التي لا بد لها أن تسير بمسارين، سلمي وردعي، وذلك ردا على الجرائم التي يرتكبها النظام على مرأى ومسمع من العالم الذي يقف صامتا»، بحسب وصف وائل مرزا، عضو المجلس الوطني والناطق الرسمي باسم المنتدى السوري للأعمال.

وقال مرزا لـ«الشرق الأوسط»: «لا نزال نصر على سلمية الثورة، وما يقوم به الجيش السوري الحر هو فقط لحماية المدنيين، وذلك من خلال الحملات المدنية التي كان الناشطون قد بدأوا في تنفيذها منذ فترة بطريقة عفوية بعيدا عن العنف الذي يعتمده النظام، وتولينا نحن الآن دعمها وتمويلها لتبدأ من العاصمة دمشق التي وصلت إليها الثورة ولما لها من تأثير سلبي على النظام، لتوسيعه في ما بعد ليشمل المناطق السورية الأخرى». وعن إمكانية العودة إلى الوراء وتحقيق «الحراك السلمي» في ظل «عسكرة الثورة السورية»، وما وصلت إليه من عمليات عسكرية متبادلة، يجيب مرزا «تفعيل الحراك السلمي ليس عودة إلى الوراء بقدر ما هو تأكيد على أن الهدف من الثورة السورية كان منذ البداية سلميا، إلا أن النظام هو من حولها إلى عسكرية من خلال دفعه الجيش الحر للرد عسكريا لحماية المدنيين، ونعتبر أن عمليات الردع التي ينفذها الجيش الحر لا تتناقض مع توسيع دائرة الحراك السلمي». ويؤكد مرزا أن المنتدى سيكون فعليا الذراع المالية للثورة، ومن ضمنها دعم الجيش الحر، ومساعدته كي يقوم بمهمته في الدفاع عن المواطنين وتنفيذ العمليات الدفاعية، شرط تنظيم الحراك بعيدا عن أي انفلات عسكري أو أي مظاهر شاذة تسيء للثورة ولأهدافها.

وأتى الإضراب العام الذي نفذ في العاصمة دمشق الأسبوع الماضي بعد مجزرة الحولة، ليكون الخطوة الأولى في مسيرة «الحراك الثوري»، ومن ثم ما أطلق عليه «غليان دمشق»، من خلال قطع الطرقات بالإطارات والمواد المشتعلة، على غرار ما نفذه الناشطون الأسبوع الماضي في الطريق التي تصل دمشق ببيروت، على أن يتم اللجوء إليها في الفترة المقبلة لتشكل ما يمكن اعتباره الانطلاقة الفعلية لتحركات العصيان المدني الذي لا بد أنه يتطلب تحضيرا نفسيا وعمليا لتحقيقه. كذلك، كانت قد بدأت «حملة تطهير دمشق من أصنام الأسد»، التي يرفض مرزا وصفها بالتماثيل، معتبرا أن التماثيل هي فقط للأشخاص الشرفاء، إذ قام الناشطون في شارع بغداد بالقرب من أمن الخطيب في دمشق بتكسير الرأس وإلقائه في سلة القمامة، قبل أن يعمد الشبيحة إلى تحطيم النصب بالكامل، وهذه الحملة ستبقى مستمرة في أحياء العاصمة لتمتد إلى المناطق الأخرى. وهذا ما ينسحب أيضا على «حملات الشبيحة» التي يقوم من خلالها الناشطون بالرد على قذائف النظام بإطلاق قنابل صوتية، لتخفيف الضغط عن المناطق المستهدفة، وهذا ما نفذ أيضا في كفرسوسة منذ أيام قليلة.

وضمن حملة «الحراك السلمي»، التي تسعى المعارضة لتضم تحت لوائها الأهالي والعائلات السورية، تأتي «حملات التكبير» التي يلفت مرزا إلى أنها تبث الرعب والخوف في نفوس عناصر قوات النظام، وهي انطلقت منذ أيام بمشاركة مختلف الطوائف، في منطقة المهاجرين قرب القصر الجمهوري، من المنازل وأسطح البنايات والمساجد.

من جهة أخرى، يؤكد مرزا أن العمل قد بدأ على «حملة الانشقاقات»، وهي تلك التي تهدف إلى التشجيع على الانشقاقات على الصعيد الدبلوماسي والسياسي والعسكري، وذلك بالتواصل مع عدد من المسؤولين من خلال أقاربهم ومن هم على علاقة معهم أو من خلال المنشقين لتطمينهم وتأمين كل الظروف الملائمة لهم للانضمام إلى صفوف الثورة.

ولأن الفن لطالما كان إحدى وسائل الثورة الأساسية، لا سيما بين الشباب، فقد انطلقت «حملة حيطان مزينة بأوطان» في مختلف المحافظات السورية على يد مجموعات شبابية متعددة لتزيين جدران الشوارع بطريقة ممنهجة ومنظمة، بشعارات متشابهة تجدد مطالب الثورة وتنادي بالقيم الوطنية العليا. كذلك، وفي المقابل، يشير مرزا إلى أن المنتدى السوري للأعمال سيقوم بدعم مشاريع ثقافية وفنية عدة تقام في دول مختلفة تحت أهداف الثورة السورية نفسها، مثل «مهرجان وطني يتفتح بالحرية» الذي سبق أن نظم في الدوحة، وسيتم نقله إلى عواصم عدة إضافة إلى مسرحيات وأناشيد فنية ثورية.

موسكو تدافع عن حقها في تزويد دمشق بالمروحيات العسكرية

إيران تتعهد بمساعدة موسكو في إنهاء الأزمة السورية

موسكو: سامي عمارة لندن: نادية التركي

تعليقا على اتهامات هيلاري كلينتون، وزير الخارجية الأميركية، لروسيا بإمداد سوريا بمروحيات عسكرية تراوحت ردود الفعل والتصريحات التي صدرت عن موسكو بين النفي والتأكيد على استحياء، لحقيقة هذه الاتهامات، في نفس الوقت الذي أعلنت فيه موسكو صراحة أن روسيا تملك حق إمداد دمشق بكل ما لم تحظره الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

وأكدت روسيا، أمس، أن شحناتها من الأسلحة إلى سوريا متطابقة مع شروط الأمم المتحدة، متهمة في الوقت نفسه واشنطن بتسليح المعارضة الروسية، وذلك بعد تصريحات أميركية أفادت بأن موسكو ترسل مروحيات هجومية إلى النظام السوري. وقال متحدث باسم الشركة العامة لتصدير الأسلحة، في تصريح لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية إن «(روس أوبورون إكسبورت) لا تسلم أسلحة أو عتادا عسكريا إلى الخارج لا تتطابق مع شروط مجلس الأمن واتفاقات دولية أخرى». وردا على سؤال عن احتمال تسليم مروحيات روسية إلى سوريا، حليفة روسيا منذ زمن بعيد، رفض المتحدث الإدلاء بأي تعليق.

وفي طهران، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولايات المتحدة بتسليح المعارضة السورية.

وصرح في مؤتمر صحافي خلال زيارة قصيرة إلى إيران بأن روسيا تزود دمشق بـ«أنظمة دفاع جوي» بموجب صفقة «لا تنتهك القانون الدولي إطلاقا»، مضيفا أن ذلك يناقض «ما تفعله الولايات المتحدة مع المعارضة، حيث إنها تزودها بالأسلحة التي تستخدم ضد الحكومة السورية».

وهي المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤول روسي واشنطن بهذا الوضوح بتسليح المعارضة السورية بعدما كانت تكتفي موسكو حتى الآن بالتنديد بـ«قوى أجنبية»، لم تسمها، تقدم دعما عسكريا للمعارضة. وقال لافروف: «سبق لي أن قلت منذ أيام في مؤتمر صحافي عقد في موسكو إننا نختتم الآن تنفيذ الاتفاقيات الموقعة التي تم تسديد أثمانها في وقت سابق. وتخص كل تلك الاتفاقيات وسائل الدفاع الجوي». وأضاف قوله: «أود أن ألفت انتباهكم إلى أن المتحدث الرسمي باسم البنتاغون أعلن على أثر تصريح كلينتون أن وزارة الدفاع الأميركية لا تتوفر لديها مثل هذه المعلومات».

وفي حين عاد ليؤكد أن موسكو حين تورد الأسلحة إلى سوريا لا تخالف أي اتفاقيات دولية أو القوانين الروسية الخاصة بتصدير المنتجات التي تعد من أقسى القوانين في العالم في هذا المجال، قال لافروف: «إننا لا نورد إلى سوريا، ولا إلى أي مكان آخر، المنتجات التي يمكن استخدامها لمواجهة المتظاهرين المسالمين، خلافا للولايات المتحدة التي تورد إلى هذه المنطقة وسائل خاصة. وقد سجل مثل هذا التوريد إلى أحد البلدان الخليجية، فلماذا يعتبر الأميركيون ذلك أمرا عاديا؟».

وأضاف: «إن الأسلحة التي تزود موسكو بها دمشق هي أسلحة ومعدات دفاعية لا تتعارض مع القوانين الدولية»، مشددا على أن «ما تقوم به روسيا هو تنفيذ لاتفاقيات تم إبرامها مع الجانب السوري في أوقات سابقة». وأكد الوزير الروسي أن موسكو ستزود دمشق بما تحتاج إليه في حال تعرضها لهجوم خارجي، مشيرا إلى قلق بلاده تجاه مصير سوريا شعبا وحكومة. وقال: «لا نريد أن تصاب سوريا بالتفكك، فهي لديها وضع معقد، وبعض الأطراف تريد تطبيق النموذج الليبي هناك، مع العلم بأن تداعيات النموذج الليبي ما زالت قائمة وما زلنا نعاني منها حتى الآن».

وحول قضية إمداد دمشق بالمروحيات العسكرية أشار سيرغي ماركوف، المعلق السياسي ونائب مدير جامعة العلاقات الاقتصادية المعروف بعلاقته القريبة بالكرملين، في تصريحاته إلى وكالة أنباء «ريا نوفوستي»، إلى أن موسكو لا تنتهك أية اتفاقيات أو مواثيق دولية حتى ولو أمدت سوريا بمثل هذه المروحيات. وبينما كانت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، أعلنت أن مخاوف كلينتون تخص طائرات في طريقها الآن إلى سوريا، وليست بشأن مبيعات محتملة في الماضي، قال ماركوف في تصريحات: «ليست لدي معلومات ميدانية، لكنني أعتقد أن روسيا تورد إلى الحكومة السورية شتى أنواع الأسلحة بما لا يتعارض مع الاتفاقيات الدولية».

وأضاف: «نحن نورد هذه المروحيات الحربية إلى الحكومة السورية الشرعية في الوقت الذي تزود فيه الولايات المتحدة في واقع الأمر التشكيلات المسلحة غير الشرعية المناهضة للحكومة بالأسلحة عن طريق وسطاء. والأدلة على ذلك كثيرة، رغم أن أحدا لم يشر إلى أي منها». وكشف ماركوف عن أن الاتهامات الموجهة إلى روسيا ليست سوى محاولة لإيجاد المبررات والذرائع للتخلي عن خطة التسوية السلمية لكوفي أنان.

ومن جانبها اكتفت مؤسسة «روس أوبورون إكسبورت» الروسية، المعنية بتوريد الأسلحة الروسية المتعاقد عليها مع الخارج، بتأكيد أن «المؤسسة لا تورد إلى خارج البلاد الآليات الحربية التي يحظر تصديرها دوليا». وفي حين أغفلت المؤسسة التعليق مباشرة على نبأ توريد، أو عدم توريد مروحيات إلى سوريا، قال الناطق الرسمي باسمها في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية: «إن شركة (روس أوبورون إكسبورت) باعتبارها جهة حكومية وسيطة لا تورد أسلحة وآليات حربية إلى الخارج في حال تعارض هذا الأمر مع متطلبات مجلس الأمن الدولي وغيرها من الاتفاقيات الدولية».

وكانت الأجهزة الإعلامية الروسية حرصت على الاستشهاد بما قاله جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، حول أن وزارة الدفاع الأميركية لا علم لديها حول إمداد دمشق بالمروحيات العسكرية الروسية، وأنها لا تربط بين الأزمة السورية ورغبة واشنطن في الحفاظ على التعاون مع روسيا حول أفغانستان. كما أبرزت تأكيده أن «واشنطن شاكرة جدا لروسيا على دعمها لمهمة القوات الدولية في أفغانستان»، ورفضه دعوة السيناتور جون كورنين إلى قطع العلاقات مع شركة «روس أوبورون إكسبورت» الروسية التي تواصل تزويد سوريا بالأسلحة وإلغاء عقود شراء مروحيات «مي – 17» لتجهيز الجيش الأفغاني، إلى جانب إشارته إلى أن الطيارين الأفغان يستخدمون مروحيات «مي – 17» منذ وقت طويل ولا يمكن أن يتخلوا عنها في المرحلة الراهنة.

ومن جانبه قال الجنرال ليونيد إيفاشوف، رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية، المعروف بميوله المؤيدة لسوريا الرسمية في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «ريا نوفوستي»: «إن تصريحات كلينتون وهمية ولا أساس لها من الصحة»، وإن عاد ليؤكد أن «روسيا في تعاونها مع سوريا غير مقيدة بأي شيء، علما بأنه ليست هناك أية عقوبات مفروضة». وأضاف: «إن كلا من روسيا وسوريا وبوصفهما دولتين مستقلتين تستطيعان عقد أي صفقات حول توريد أي أسلحة دون عقبات».

وبينما أشار إلى عدم وجود أي أدلة أو قرائن لدى كلينتون سخر إيفاشوف من مخاوفها وشبهاتها قائلا: «إن موسكو أيضا لا تشتبه وحسب، بل وتؤكد عن يقين أن الأميركيين يتدخلون بشكل سافر في الشؤون الداخلية لسوريا». وفي حين اعتبر إيفاشوف أن هذه الاتهامات يمكن أن تكون مقدمة لفرض العقوبات تجاه الشركات التي تشتبه الولايات المتحدة بأنها تورد معدات حربية، قال إنه ليس هناك ما يهدد روسيا من احتمالات تطبيق مثل هذا السيناريو، وأكد أنه في حال تطبيقه فإن ذلك لن يكون مؤثرا على أي نحو.

وقال إيفاشوف: «إنه وحتى إذا اتهموا شركة (روس تكنولوجي) وفرضوا عقوبات ما، فلن تتسم تلك العقوبات بطابع دولي، لأنها عقوبات أميركية بحتة. لا أظن أن الصين أو الهند أو سوريا أو إيران ستخضع لتلك العقوبات. وسندخل في سوق الأسلحة بإصرار، وسنبيع منتجاتنا العسكرية التقنية»، مؤكدا أن مثل هذه الاتهامات من الجانب الأميركي لا يجب أن تدفع روسيا نحو التخلي عن المشاركة النشيطة في التسوية السورية. وأضاف أن «الأميركان يواجهون الآن نوعا من الارتباك بسبب فشل مخططاتهم الرامية إلى تغيير النظام في سوريا. لذلك يترددون ويتهمون روسيا تارة، وإيران تارة أخرى»، بينما قال بضرورة التصرف بهدوء في هذا المضمار وعدم الانصياع إلى ضغط الأميركيين إلى جانب فتح القنوات مع كل من الصين وإيران لتشكيل بعثات وساطة في إطار سياسة مستقلة.

ومن جهته صرح وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أمس، أن إيران عازمة على دعم محاولات موسكو لإنهاء الأزمة في سوريا التي تشمل خططا لاستضافة مباحثات بشأن الصراع.

وقال وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر الصحافي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف: «نأمل أن يمثل المؤتمر السوري المقرر عقده في روسيا فرصة لدعم خطط مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان ونحن عازمون على مساعدة روسيا في هذا الشأن».

وأضاف: «نحن نشعر بأمل أنه بعد المؤتمر سوف نشهد نهاية للقتل ومخرج سلمي للازمة في سوريا». وأشار صالحي إلى أنه يجب حل الأزمة السورية داخليا بين الحكومة السورية والمعارضة دون تدخل أجنبي.

وقال صالحي: «يجب إعطاء الحكومة السورية الفرصة لتنفيذ الإصلاحات بصورة كاملة وتحقيق مطالب الشعب، ولكن هذه الفرص تقابل بتدخلات أجنبية مستمرة».

وأضاف: «إيران ترغب بإخلاص في إنهاء القتل في سوريا، ولكن بعض الدول الأجنبية لا تدع ذلك يحدث، وتصر على تزويد المعارضة السورية بالأسلحة وحتى نشر قوات في سوريا». وبجانب الصراع في سوريا من المقرر أن يناقش لافروف المفاوضات النووية التي ستجرى الأسبوع المقبل في موسكو بين إيران والقوى العالمية الـ6.

وقال صالحي إنه متفائل بشأن أن جولة المفاوضات النووية المقررة في 18 يونيو (حزيران) الحالي مع القوى العالمية التي تضم بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية سوف تكون إيجابية وبناءه.

وأضاف صالحي، دون الخوض في التفاصيل: «لقد مررنا بمراحل إيجابية وسلبية خلال المفاوضات النووية، ولكننا الآن نسير على الطريق الصحيح، ويتعين علينا أن نتحلى بالصبر والتسامح».

مقاتلو المعارضة تمكنوا من اختراق دمشق وباتوا يهددون سيطرة الأسد

                                            يطلق أفراد من الشرطة متمركزون قرب القصر الرئاسي الذي تم تشييده بالرخام الرمادي على الطراز السوفياتي والمطل على دمشق نيران الأسلحة الآلية ليلا بينما يقترب مقاتلون من المعارضة من مقر سلطة الرئيس بشار الأسد.

ويقول سكان وديبلوماسيون في العاصمة إن مسلحين يحرسون الشقة الفاخرة لضابط مخابرات في مكان مجاور يتابعون حركة المرور القادمة من وراء أسوار خرسانية أقيمت حديثا وحواجز طرق أصبحت منظرا مألوفا في الأحياء السكنية.

ومع مضي 15 شهرا على قيام الانتفاضة السورية التي أصبحت ممزوجة حاليا بتمرد مسلح على حكم الأسد تمكن مقاتلو المعارضة من اختراق دمشق. وبدأوا يهاجمون معاقل الجيش وقوات الأمن ويخوضون معارك بالأسلحة النارية مع القوات الموالية للأسد مما أجبر الرئيس السوري على تخصيص المزيد من الموارد لحماية دمشق وزاد من احتمال كان مستبعدا في وقت سابق وهو خروج دمشق من تحت سيطرته.

ومن الممكن ان تتحول الاضطرابات إلى حرب مدن كاملة مما يفتح جبهة جديدة للقوات التي تعاني ضغطا أصلا ويزيد من التوترات الطائفية بين السنة والعلويين المتمركزين في جيوب جبلية مطلة على المدينة التي يسكنها ثلاثة ملايين نسمة.

ويمثل العلويون بالفعل أغلبية ميليشيات “الشبيحة” الموالية للأسد وكذلك الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس. ولم يمنع هذا حركة الاحتجاج التي يقودها السنة من الانتقال إلى العاصمة التي تتمتع بحراسة مشددة حيث تتعرض نقاط التفتيش وخطوط الإمداد التابعة للجيش لهجوم من مقاتلي المعارضة المسلحين بأسلحة خفيفة.

ويقول سكان إنه مع حلول الليل أصبحت التظاهرات التي كان الشبيحة يخمدونها بسهولة تندلع تحت حماية مقاتلي المعارضة في أماكن ليست بعيدة عن وسط المدينة. وبخلاف المحتجين فإن الشوارع سرعان ما تخلو من المارة وتقيم قوات الأسد حواجز طرق تفصل بين المناطق الرئيسية. وأظهر تسجيل فيديو وضعه ناشطون على موقع يوتيوب ولم يتسن التحقق منه من جهة مستقلة حشودا في تجمع مناهض للأسد يوم الاثنين وهم يرقصون ويلوحون بأعلام كبيرة باللونين الأبيض والأخضر تعود إلى عهد ما قبل حزب البعث الذي تولى السلطة في البلاد بعد انقلاب العام 1963.

وقال ديبلوماسي غربي ما زال موجودا في المدينة بعد أن أغلقت الكثير من السفارات أبوابها “أعتقد أننا نتجه إلى المرحلة التي لن يصبح فيها النظام مسيطرا إلا على أغلب الأجزاء المركزية من دمشق والطريق المؤدي الى المطار. ربما يتمكن من مواصلة شن غارات على مناطق أخرى لكن لن يكون له وجود حقيقي هناك”.

وانتشرت المعارك بالأسلحة النارية من الضواحي التي يجد الجيش صعوبة في السيطرة عليها منذ بداية العام الجاري.

ويقول سكان إنهم يسمعون دوي إطلاق الأسلحة النارية يوميا الآن في الأحياء السكنية الشمالية مثل برزة والقابون التي فر اغلب سكانها وفي منطقة كفرسوسة غربا التي تضم مقر المخابرات والذي يشبه القلعة الحصينة.

واكدت لانا وهي سيدة أعمال تعيش في كفرسوسة مع زوجها وأبنائها الثلاثة “أصبحت حلقة مفرغة الآن. القوات تطلق النار على المتظاهرين صباحا ومقاتلو المعارضة يردون بمهاجمة نقاط التفتيش والحافلات ليلا”. أضافت “ما من أحد يجرؤ على الخروج والقوات التي تحرس حواجز الطرق أصبحت متوترة للغاية خاصة ليلا. في أحد الايام، أخطأت وقررت العودة سيرا على الأقدام من منزل صديقة لي الساعة العاشرة ليلا ولم يكن هناك شخص واحد في الشارع. تمكنت من العودة. هناك آخرون لا يتمكنون من ذلك في بعض الأحيان”. واوردت مثالا لناشط سلمي عثروا على جثته في صندوق سيارته بالقرب من مجمع أمني في شارع الخطيب، مشيرة الى ان اصدقائه الذين ذهبوا لتقديم واجب العزاء ضربتهم الشبيحة.

لكن مقاتلي المعارضة يردون الهجمات. فقد هاجم المقاتلون يوم الجمعة حافلات الشبيحة الذين تم جلبهم لإخماد الاحتجاجات في القابون مما أسفر عن سقوط 20 من أفراد الشبيحة بين قتيل وجريح ودفع قوات الأمن من مجمع مخابرات القوات الجوية المجاور الى إطلاق نيران مدافع مضادة للطائرات وقذائف المورتر الثقيلة على المنطقة طبقا لما قاله ناشطون من المعارضة.

وقالوا إن هذه كانت المرة الأولى التي يقصف فيها الجيش دمشق ذاتها لا الضواحي، مضيفين أن قوات مدعومة بحاملات الجند المدرعة انتشرت في القابون بعد يومين وقامت بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل.

وأظهرت لقطات وضعها ناشطون للمعارضة على موقع يوتيوب شاحنات الجيش والجنود وهم يرتدون زي القتال داخل استاد العباسيين لكرة القدم في دمشق والذي أصبح قاعدة للقوات والشبيحة ممن يواجهون احياء المعارضة مثل جوبر وزملكا وعربين إلى الشرق.

وقال ناشط في عربين التي تتعرض بشكل منتظم لقصف من الجيش مع اشتباك مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في منطقة زراعية على أطراف العاصمة “كان الشبيحة يأتون ويطلقون النار على المحتجين في عربين كالذباب. الآن لا يجرأون على المجي دون حماية من الجيش.”

وفي المنطقة القديمة من دمشق التي كان يرتادها السائحون قبل الانتفاضة قالت مصادر في المعارضة إن تجار البازارات الذين كانوا منذ زمن طويل داعمين مخلصين للنخبة العلوية الحاكمة بدأوا إضرابا منذ اسبوع احتجاجا على مذبحة الحولة في حمص والتي راح ضحيتها 108 أشخاص أغلبهم من النساء والأطفال.

وقال جوليان بارنز ديسي الزميل في المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية والذي كان في العاصمة السورية في وقت سابق من الشهر الجاري إن ضراوة القمع بدأت تثير استياء حتى تجار دمشق السنة من الطبقة المتوسطة. بل ان بعض المسيحيين الذين كانوا يؤيدون الأسد خشية من التيار الإسلامي بدأ موقفهم يتحول بعيدا عن الزعيم السوري. كما يساهم ارتفاع معدلات الجريمة وتدهور الظروف الاقتصادية في صعود الحركة المناهضة للأسد في دمشق. وقال “حتى الآن فإن المشاعر السائدة داخل العاصمة هي مناهضة للنظام اكثر منها مناهضة للعلويين. لكن هذا الوضع يمكن ان يتغير ومن الممكن ان نرى المزيد من ردود الفعل الطائفية مع زيادة حدة القمع”.

(رويترز)

واشنطن وموسكو تتبادلان الاتهامات والحفة “منطقة منكوبة

بريطانيا: سوريا على حافة الانهيار

قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس، إن سوريا على حافة الانهيار، وتبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات على خلفية تزويد طرفي النزاع بالأسلحة، في وقت دعت فرنسا إلى اعتماد صيغة إلزامية لخطة المبعوث الأممي العربي كوفي عنان لحل الأزمة، من خلال إدراجها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة .

وأعلن “الجيش السوري الحر”، أمس، انسحاب عناصره من منطقة الحفة في محافظة اللاذقية (غرب) معلناً إياها “منطقة منكوبة”، وأعلنت السلطات أنها “طهرت” المنطقة مما سمّته “ المجموعات الإرهابية المسلحة”، فيما حصد العنف المتصاعد عشرات القتلى في مناطق عدة، وانتقدت دمشق حديثاً أممياً عن “حرب أهلية” في سوريا .

وقال “الجيش الحر” في بيان إن “المجلس العسكري في المنطقة الساحلية” قرر تنفيذ “انسحاب تكتيكي” من الحفة . وأضاف أن “الانسحاب تم بنجاح ونعدكم بجولات قادمة”، معلناً الحفة وريفها “منطقة منكوبة” . وعزا انسحابه إلى “الحرص على عدم ارتكاب المجازر بحق ما تبقى من سكان”، بينما أكدت السلطات السورية أنها “طهرت” منطقة الحفة من “المجموعات الإرهابية المسلحة”، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إن الوزارة دعت المراقبين الدوليين إلى الذهاب إلى الحفة والاطلاع على الأوضاع فيها .

وقتل 72 شخصاً أغلبهم من المدنيين في أعمال عنف في سوريا، حسب المرصد، الذي قال إن 14 شخصاً قتلوا في حمص(وسط)، وستة في دير الزور (شرق)، وثلاثة في محافظة إدلب (شمال غرب)، وواحد في محافظة حلب (شمال)، وآخر في حماة (وسط)، . كما سقط 6 من القوات النظامية على الأقل إثر اشتباكات في محافظتي حمص ودير الزور .

وردت الخارجية السورية على ما أعلنه مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة إيرفيه لادسو من أن البلاد تشهد حرباً أهلية، مؤكدة أن “سوريا لا تشهد حرباً أهلية بل تشهد كفاحاً لاستئصال آفة الإرهاب ومواجهة القتل والخطف وفرض الفدية والتفجيرات والاعتداء على مؤسسات الدولة وتدمير المنشآت العامة والخاصة وغيرها من الجرائم” .

دولياً، اقترح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس جعل خطة عنان ملزمة، داعياً إلى وضعها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة . وقال إن فرنسا قررت “تشديد إجراءاتها ومواقفها في مواجهة هذا النظام الدموي” .

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن بتسليح المعارضة السورية، رداً على اتهامات أمريكية لموسكو بتسليح النظام، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن “الولايات المتحدة تسلّح المقاتلين المعارضين للنظام بينما كل الاتفاقيات الروسية مع سوريا تعود إلى المعدات الدفاعية ولا تتعارض مع الحقوق الدولية ولم نمنحها أسلحة تعارض القوانين الدولية” .

 ونفت واشنطن اتهام روسيا لها بأنها تسلح المعارضة السورية، وأعربت مجدداً عن قلقها بشأن إمداد موسكو للنظام السوري بمروحيات مقاتلة .

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحافيين “نحن لم ولا نزود المعارضة السورية بالأسلحة، أنتم تعرفون موقفنا بهذا الشأن، وقد أوضحنا هذا الموقف جيداً” .

ولكن موسكو نفت، بعد تصريح كارني، هذه التصريحات، مؤكدة أن خطأ في ترجمة تصريحه إلى الفارسية يقف وراء ما حصل .

وقال مسؤول إعلامي في وزارة الخارجية الروسية ل”فرانس برس” “إنه خطأ في الترجمة إلى الفارسية”، مؤكداً أن النص الحرفي لتصريح لافروف بالروسية يقول إن الولايات المتحدة تقوم بتزويد أسلحة “في المنطقة” .

وبحسب النص الحرفي الذي وزعته الوزارة فإن لافروف قال في إيران “نحن لا نرسل لا إلى سوريا ولا إلى سواها أشياء يمكن استخدامها في التصدي لمتظاهرين سلميين بعكس ما تفعل الولايات المتحدة التي ترسل بانتظام إلى دول في المنطقة هكذا معدات خاصة” .

وأضاف لافروف، إن “مثل هذه الشحنات جرت خصوصاً مؤخراً في أحد دول المنطقة . ولكن الأمريكيين يعدون هذا الأمر عادياً”، وتابع “نحن لا نرسل هكذا معدات خاصة ولا نرسل إلا ما تحتاج إليه سوريا في حال تعرضها لهجوم عسكري خارجي . أعتقد أن هذا يتعلق بالحق السيادي لسوريا والشعب السوري” .

ولكن المترجمين الرسميين إلى اللغتين الفارسية والإنجليزية في طهران نسبوا إلى لافروف تصريحات أخرى .

وبحسب هاتين الترجمتين فإن لافروف قال خلال مؤتمر صحفي في طهران ان روسيا تزوّد دمشق ب”أنظمة دفاع جوي” بموجب صفقة “لا تنتهك القانون الدولي بتاتاً”، مضيفاً أن ذلك يناقض “ما تفعله الولايات المتحدة مع المعارضة حيث إنها تزودها بالأسلحة التي تستخدم ضد الحكومة السورية” .

وردت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على هذا التوضيح الروسي بدعوتها موسكو مجدداً إلى وقف إمداد سوريا بالسلاح، وقالت إن البلد المضطرب “ينحدر باتجاه حرب أهلية”، وأضافت، إنها تدعم التعاون مع روسيا، إلا أنها أكدت دعوتها موسكو إلى وقف شحنات السلاح إلى سوريا بعد يوم من اتهامها بإرسال مروحيات قتالية إلى سوريا، وأضافت “لقد كنت واضحة جداً بالأمس بشأن مخاوفنا حيال العلاقات العسكرية المستمرة بين موسكو ونظام الأسد” .

وتابعت اثناء مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الهندي اس .م كريشنا “لقد دعونا الحكومة الروسية مراراً إلى قطع علاقاتها العسكرية تماماً، وتعليق أي إمدادات أو شحنات إضافية” إلى سوريا، ونفت أن تكون الولايات المتحدة قدمت الدعم العسكري للمعارضة السورية التي تخوض قتالاً ضد نظام الأسد . وأوضحت أن روسيا ستخاطر بما تعده مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط إذا لم تتصرف بصورة أكثر إيجابية بشأن سوريا .

وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي “روسيا تقول إنها تريد إعادة السلام والاستقرار، وتقول إنها لا تربطها علاقة خاصة بالرئيس الأسد، وتزعم أيضاً أن لها مصالح حيوية في المنطقة وعلاقات تريد استمرار الحفاظ عليها، إنها تعرض كل ذلك للخطر إذا لم تتحرك بصورة أكثر إيجابية في الوقت الراهن” .

وأفادت مصادر في واشنطن ل “الخليج” وجود نقاش داخل الإدارة الأمريكية عن جدوى التصعيد المعلن مع موسكو في الوقت الراهن، الأمر الذي تسبب في قيام أعضاء بالكونغرس بالمطالبة بحظر التعامل مع الشركة الروسية المصنعة لهذه الطائرات التي جرى التعاقد معها لتوريد مروحيات إلى أفغانستان، ومنهم السناتور جورج كورنن .

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن سوريا “على حافة الانهيار”، وتعهد بالضغط على روسيا لاستخدام نفوذها على النظام السوري، وأضاف خلال زيارته كابول للمشاركة في مؤتمر يركز على مستقبل أفغانستان، انه سينتهز فرصة الاجتماعات مع نظيره الروسي للضغط عليه بشأن سوريا، وتابع أن “سوريا على حافة الانهيار أو على حافة حرب أهلية طائفية دامية، وبالطبع هناك مجال للنقاش عن ماهية الحرب الأهلية الشاملة”، وأكد بالفعل هناك العديد من مواصفات الحرب الأهلية .

وأشار هيغ إلى أنه من مصلحة روسيا دعم خطة السلام التي اقترحها عنان، وقال “حتى لو تم منح الرئيس الأسد حرية ارتكاب جرائم فظيعة، فلن يعود إلى السيطرة على الوضع في سوريا، وبالتالي فإنه ليس خياراً بين خطة عنان من جهة وتقوية نظام الأسد لنفسه من جهة أخرى”، وتابع “إنه خيار بين تطبيق خطة عنان وزيادة الفوضى” .

ونأت الأمم المتحدة بنفسها عن تصريح أدلى به وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام أرفيه لادسوس ، والذي قال فيه إن سوريا انزلقت بالفعل نحو “حرب أهلية” .

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي “لسنا نحن من نحدد أو نصف رسمياً طبيعة الصراع”، وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومسؤولين آخرين أعربوا عن قلقهم البالغ بشأن التصعيد و”التهديد الوشيك المتمثل في الحرب الأهلية” .

ودعا نائب رئيس جنوب إفريقيا كغاليما موتلانتي، الذي تشغل بلاده حالياً مقعداً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، الأمم المتحدة إلى إرسال قوات حفظ سلام إلى سوريا،

وقال خلال جلسة للرد على أسئلة النواب في برلمان الكاب “من الضروري نشر قوة حفظ سلام والدفاع عن السلام عند تحقيقه”، وأضاف أن جنوب إفريقيا تحض مجلس الأمن الدولي على اعتماد هذا الحل “لأن السلام لن يتحقق لوحده” .

وأوضح موتلانتي أن بريتوريا ستغتنم فرصة الاجتماع المقبل لمجموعة العشرين في المكسيك لطرح مسألة إرسال جنود من القبعات الزرق إلى سوريا، وقال “نحن لا سلطة فعلية لدينا، كل ما يمكننا فعله هو ممارسة نفوذنا لإقناع أولئك الذين لديهم سلطة الفيتو الفعلية بالتفاهم في ما بينهم وإيجاد نقطة تلاق”، وتابع إن سوريا “في شبه حرب أهلية، لا يمكننا الجلوس مكتوفي الأيدي، علينا مواصلة الطرق على الباب لأن الوضع كان أفضل بكثير قبل أسبوعين واليوم دخلنا دوامة خارجة عن السيطرة” .

واضاف نائب الرئيس الجنوب إفريقي “أعتقد ان روسيا والصين والولايات المتحدة وبقية الأعضاء الدائمين هم الآن مقتنعون بأنه يجب فعل شيء ما” .

من جهته، اعتبر السفير البابوي في سوريا المونسنيور ماريو زيناري أن “انحداراً نحو الجحيم قد بدأ في سوريا”، مؤكداً أن على المسيحيين أن “يضطلعوا بدور الجسر”، ورفض تبني موقف من مصطلح “الحرب الاهلية” الذي بدأ المجتمع الدولي استخدامه لوصف تدهور الأوضاع في سوريا .

وقدمت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أدلة جديدة على التصاعد المأساوي لوتيرة العنف في سوريا، وذكرت أن التقرير يظهر أن القوات الحكومية السورية والميليشيات الموالية لها مسؤولة عن انتهاكات فادحة لحقوق الإنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية .

وقالت دوناتيلا روفيرا التي تقصت مؤخراً حالات انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا لإعداد تقرير المنظمة “أينما توجهت قابلت أشخاصاً يائسين يسألون لماذا يتفرج العالم ولا يفعل شيئاً”، وأضافت “مجلس الأمن يتردد منذ أكثر من عام، بينما تتطور أزمة حقوق الإنسان في سوريا . يتعين على مجلس الأمن أن يتصرف الآن لوقف الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها” .

وأظهر التقرير أنه في بعض الحالات يتم حرق جثث القتلى، كما يقوم الجنود وميليشيات الشبيحة بإضرام النار في المنازل، وذكرت أنها حصلت على أسماء أكثر من 10 آلاف شخص قتلوا خلال الصراع في سوريا .

10 قتلى في سوريا اليوم والمراقبون الدوليون يزورون الحفة

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعمال العنف في مناطق عدة من سوريا اليوم أدت إلى مقتل 10 أشخاص، فيما أفاد مصدر رسمي أن المراقبين الدوليين زاروا اليوم منطقة الحفة.

وأوضح المرصد في بيان أن أربعة أشخاص قتلوا في مدينة حمص، هم ثلاثة مدنيين ومنشق، بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس، وذلك إثر اشتباكات عند مداخل حي جورة الشياح في المدينة التي تقصف القوات النظامية السورية أحياء عدة فيها.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن قائد لواء خالد بن الوليد الرائد المنشق أحمد بحبوح، رئيس المكتب العسكري في مدينة الرستن، قتل إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية التي كانت تحاول استعادة المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ أشهر.

وقتل خمسة مواطنين بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في حي طريق السد في مدينة درعا، في الوقت الذي تتعرض فيه منطقة اللجاة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام المنطقة، أحد أهم معاقل “الكتائب الثائرة المقاتلة” في المحافظة.

وفي ادلب، انفجرت سيارة مفخخة صباح الخميس في ادلب استهدفت حاجزاً للقوات النظامية وسقط عناصر الحاجز بين قتيل وجريح.

من جهته، أعلن تلفزيون “الاخبارية” السوري الرسمي، أن وفد المراقبين الدوليين زار اليوم منطقة الحفة في محافظة اللاذقية، والتي كان الجيش النظامي اقتحمها أمس بعد إعلان الجيش السوري الحر انسحابه منها بعد ثمانية أيام من القصف العنيف من قبل القوات الحكومية، موضحاً أن وفد المراقبين “عاين آثار التخريب والدمار الذي افتعله الإرهابيون في مختلف المؤسسات العامة والأملاك الخاصة”.

(أ.ف. ب.)

77 قتيلا بسوريا وقصف بدرعا وحمص

                                            قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 77 شخصا قتلوا بنيران قوات النظام السوري، معظمهم في حمص ودير الزور ودرعا. في حين طالبت منظمة العفو الدولية باتخاذ إجراءات دولية حاسمة لوقف الهجمات على المدنيين من جانب القوات الحكومية.

وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن العاصمة شهدت إطلاق رصاص في عدة مناطق، منها القابون والفحامة والبرامكة والجسر الأبيض والمزة، كما سمعت أصوات إطلاق النار من جهة فرع الأمن العسكري في كفر سوسة.

وقطع الناشطون طريق كورنيش الميدان في دمشق ضمن حملة للعصيان المدني، كما شهدت المدينة 13 مظاهرة للتضامن مع حي برزة الذي تعرض لحملة دهم واعتقال وتخريب من قبل عناصر المخابرات الجوية والشبيحة، وفقا لمجلس قيادة الثورة.

قصف واشتباكات

وقالت شبكة شام الإعلامية إن اشتباكات عنيفة وقعت الأربعاء عند شارع الستين بحي دير بعلبة في حمص، في حين بث ناشطون تسجيلا للناشط خالد أبو صلاح من داخل مستشفى ميداني وهو يؤكد أنه المستشفى الأخير المتبقي في المدينة، ويضم عددا من الجرحى في حالات خطيرة.

وقال عضو مجلس الثورة السورية في حمص أبو بلال الحمصي للجزيرة إن المدنيين محاصرون في ظل غياب للمراقبين الدوليين ونقص حاد في المواد الطبية، حيث يتواصل القصف العنيف بالمروحيات وراجمات الصواريخ والدبابات على القصير وتلكلخ بريف حمص، إضافة إلى حييْ الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة.

وفي الوقت نفسه، تشهد حماة اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الجيش الحر، وسمعت أصوات انفجارات بأنحاء من المدينة، بينما قصفت الدبابات قلعة الحصن في ريف المحافظة.

وقالت الهيئة العامة للثورة إن مروحيات الجيش تقصف مدينة المسيفرة في درعا بعد انشقاق في كتيبة الدفاع الجوي، مما أدى إلى هدم وحرق عدد من البيوت وإصابة عدد من الجنود المنشقين.

كما تتعرض بصر الحرير وبصرى الشام في درعا لقصف عنيف ومكثف من قوات النظام، ويستمر القصف أيضا على اللجاة لليوم الثالث عشر على التوالي، في حين تعرضت بلدة كفر شمس لقصف بالهاون أوقع خسائر مادية وأدى لاشتعال منزلين.

اقتحام الحفة

وفي الأثناء، أفادت شبكة شام بأن جيش النظام اقتحم بلدة الحفة والقرى المحيطة بها في ريف اللاذقية، وسط إطلاق نار كثيف وحملات دهم واعتقال عشوائية، وذلك بعد انسحاب مقاتلي الجيش الحر من المنطقة فجر الأربعاء تحت ضغط القصف.

وأضافت الشبكة أن الجيش النظامي اقتحم قريتيْ الزنقوفة والمشيرفة في ريف الحفة، مشيرة إلى أن الأهالي يوجهون نداء استغاثة لحمايتهم وسط مخاوف حقيقية من مجازر كبيرة.

وطالب المبعوث العربي والأممي كوفي أنان بالسماح لمراقبي الأمم المتحدة بدخول الحفة، لكن المراقبين الذين ذهبوا للمنطقة الثلاثاء قالوا إنهم قرروا عدم دخول البلدة نفسها، معتبرين أن ذلك خطير للغاية عليهم.

وكان عدد من سكان قرية المغارة في جبل الزاوية بمحافظة إدلب قد بدؤوا العودة إليها بعد أن أصبحت تحت حراسة الجيش الحر، ويقول الأهالي إن بعض أبناء القرية قتلوا وأصيب آخرون بنيران الجيش النظامي، كما دُمرت بعض منازلها جراء تعرضها للقصف.

جرائم حرب

من جهة أخرى، قالت منظمة العفو الدولية إن “التصاعد المروع” في عمليات القتل والتعذيب والاعتقال التعسفي والتدمير المتعمد للمنازل في سوريا يدل على مدى الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية حاسمة لوقف الهجمات على المدنيين من جانب القوات الحكومية.

ووثقت المنظمة -في تقرير لها- ما وصفتها بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ترتكب كجزء من سياسة الدولة في الانتقام ضد جماعات يشتبه في أنها تدعم المعارضة.

وكانت المنظمة قد زارت 23 بلدة وقرية في محافظتيْ حلب وإدلب، حيث رصدت عمليات قتل رميا بالرصاص، وحرق للمنازل والممتلكات، وإطلاق نار عشوائي على المناطق السكنية، كما وثقت حالات التعذيب التي شملت كبار السن والمرضى، وأودت بحياة البعض.

ودعت المنظمة مجلس الأمن لإحالة الوضع في سوريا إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كما حثت حكومتيْ روسيا والصين على عدم توريد الأسلحة والذخائر للنظام السوري.

روسيا: لم نتهم أميركا بتسليح معارضة سوريا

                                            نفت روسيا تصريحات نسبت إلى وزير خارجيتها سيرغي لافروف بأن واشنطن تسلح المعارضة السورية، وذلك بعد أن رفضت واشنطن هذه التصريحات. وفي الأثناء دعت فرنسا إلى وضع خطة السلام للمبعوث العربي الأممي كوفي أنان تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، واصفة الوضع في سوريا بأنه “حرب أهلية”.

وقال مسؤول إعلامي في وزارة الخارجية الروسية إنه حدث خطأ في ترجمة تصريحات لافروف التي أدلى بها خلال زيارته لطهران الأربعاء، مؤكدا أن النص الحرفي لتصريح لافروف بالروسية يقول إن الولايات المتحدة تقوم بتوريد أسلحة إلى المنطقة.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين “نحن لم ولا نزود المعارضة السورية بالأسلحة. أنتم تعرفون موقفنا بهذا الشأن، وقد أوضحنا هذا الموقف جيدا”.

وجاءت تصريحات لافروف بعد يوم من اتهام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون موسكو بتزويد النظام السوري بمروحيات مقاتلة، ورد لافروف من طهران بأن بلاده تزود دمشق بأنظمة دفاع جوي بموجب صفقة “لا تنتهك القانون الدولي”.

وأضاف لافروف -حسب وكالة الصحافة الفرنسية- أن ذلك يناقض “ما تفعله الولايات المتحدة مع المعارضة حيث تزودها بالأسلحة التي تستخدم ضد الحكومة السورية”.

وكان البيت الأبيض قد أوضح في وقت سابق أنه يقدم لمقاتلي المعارضة أجهزة اتصال وإمدادات طبية، مؤكدا أنه يعارض تسليحهم.

تصريحات كلينتون

وفي الأثناء، قالت كلينتون -في مؤتمر صحفي الأربعاء- إن روسيا تؤكد حرصها على الاستقرار، وأنها لا تربطها علاقة خاصة بالرئيس السوري بشار الأسد، وتزعم أيضا أن لها مصالح حيوية في المنطقة، لكنها “تعرض كل ذلك للخطر إذا لم تتحرك بصورة أكثر إيجابية”.

وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن سوريا “على شفا الانهيار”، وإنه سيجري محادثات عاجلة مع لافروف الخميس لإقناع روسيا باستخدام نفوذها لدى الحكومة السورية لتنفيذ خطة أنان.

وكان لافروف قد دعا -خلال مؤتمر صحفي مع هيغ أواخر الشهر الماضي- الدول الغربية إلى التوقف عن التركيز على إسقاط نظام الأسد.

ومن جهة أخرى، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة أن وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي اطلع في اتصال هاتفي مع أنان على فكرة عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، وتشكيل “مجموعة اتصال” تهدف لتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي.

ونقلت الوكالة عن الوزير الصيني قوله إنه يتعين على المجتمع الدولي دعم جهود أنان بشكل تام والتمسك بالمسار السياسي لحل الأزمة.

الفصل السابع

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس -في مؤتمر صحفي الأربعاء- إن فرنسا ستقترح أن تكون خطة السلام التي وضعها أنان ملزمة من خلال استخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، واصفا الصراع هناك بأنه “حرب أهلية”.

وأبدى فابيوس أمله في أن توافق روسيا على استخدام الفصل السابع الذي يسمح باستخدام القوة، وقال إن فرض منطقة حظر جوي يمثل خيارا آخر تحت الدراسة.

وأضاف أن فرنسا ستقترح تشديد العقوبات على سوريا في الاجتماع القادم لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، داعيا المجتمع الدولي إلى إعداد قائمة بالمسؤولين العسكريين من الصف الثاني الذين ينبغي إخضاعهم للملاحقة القضائية إلى جانب الأسد وأفراد الدائرة المحيطة به.

وفي سياق متصل، نأت الأمم المتحدة الأربعاء بنفسها عن إعلان قائد عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة هيرفيه لادسو أن سوريا دخلت حربا أهلية شاملة، وقال المتحدث الأممي مارتن نسيركي “لسنا نحن من نحدد أو نصف رسميا طبيعة الصراع”.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد رفضت هذه التصريحات، كما نفتها السلطات الرسمية أيضا حيث اعتبرت الخارجية السورية ما تشهده البلاد “كفاحا لاستئصال الإرهاب”.

الجيش الحر بحمص يودع مصوره الخاص

                                            انضم الناشط الإعلامي خالد إبراهيم البكر السبت الماضي إلى قائمة الضحايا الذين بذلوا أرواحهم في سبيل نقل الأحداث بالمناطق المتوترة، حيث تخصص في تصوير المظاهرات والاشتباكات بمدينة حمص التي لا تزال تشهد عمليات عسكرية واسعة منذ أطلق عليها الكثير من الناشطين لقب عاصمة الثورة السورية.

لم يتمكن البكر (30 عاما) من إتمام دراسته بسبب إعاقة في عموده الفقري، فاحترف صيانة أجهزة الكومبيوتر في محله الخاص بحي بابا عمرو، وشارك في أولى المظاهرات التي انطلقت من مسجد خالد بن الوليد بحمص منذ بدء الثورة.

مارس البكر نشاطه في التنسيق للمظاهرات، وتجهيز معدات الإذاعة والإضاءة لمراكز الاعتصام، كما عمل على تدريب المنشدين الذين صدحت أصواتهم في الهتافات التي أصبحت جزءا من الثقافة الشعبية للمدينة الثائرة.

وعندما انتقل ثقل المظاهرات إلى حي بابا عمرو كان البكر من أهم منسقيها، حتى أصبح على رأس المطلوبين للأجهزة الأمنية، مما دفع بعناصر الأمن لاقتحام محله وتكسير ونهب محتوياته.

تخصص البكر في تصوير المظاهرات بحي بابا عمرو، وقام بالتنسيق مع زملاء آخرين في حي الخالدية لنقل صور مباشرة كل جمعة من بابا عمرو، ثم أسس مكتبا إعلاميا مستقلا في الحي لنقل أخباره إلى وسائل الإعلام، وجعل له صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) تحت مسمى شبكة أخبار الثورة في بابا عمرو.

استمر عمل الناشط الشاب خلال القصف العنيف الذي تعرض له الحي، ويعزو له زملاؤه الفضل في تسجيل أكثر من 300 شريط فيديو، معظمها من داخل المستشفى الميداني الذي تولى إسعاف الجرحى.

التصوير العسكري

وعندما انتقل القصف إلى مدينة القصير انتقل إليها لتوثيق الانتهاكات التي ارتكبتها القوات النظامية، ثم أصبح المصور الخاص بكتائب الفاروق التابعة للجيش الحر، وتمكن من تصوير الكثير من عملياتها العسكرية.

وفي يوم السبت الماضي خرج البكر مع عناصر الكتيبة لمهاجمة حاجز البلدية الذي يقول الثوار إنه معقل للقوات النظامية التي تقصف الأحياء السكنية المحيطة، ولم يستجب البكر لنصيحة القائد بالاحتراس فأصر على الاقتراب من خط المواجهة، فسقطت بالقرب منه قذيفة هاون وتودي بحياته.

ويقول أحد عناصر الكتيبة إن مقتل البكر في بداية المعركة كان له الفضل في تشجيع زملائه على القتال حتى استكمال السيطرة على الحاجز.

وقد رثاه العديد من رفاقه ومن بينهم عبد الباسط الساروت والملازم أول عبد الرزاق طلاس والدكتور محمد المحمد، وذكروا أن البكر كان معتادا على ارتداء ثياب زملائه الذين قتلوا تحت القصف في حمص تيمنا بهم، حتى إنه قال عندما ارتدى ثياب صديقه محمد الشيخ “لعلي ألقاه”.

تدفق السلاح على ثوار سوريا

                                            قذائف المورتر والأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية وصواريخ مضادة للمدرعات، كل ذلك أصبح متوفرا للثوار السوريين الحالمين بإنهاء حكم آل الأسد المستمر منذ أكثر من أربعين عاما، وفق تقرير لوكالة رويترز.

وحسب التقرير فإن كل ذلك وغيره هُرب حديثا إلى داخل سوريا عبر الحدود باستخدام الشاحنات والحمير أحيانا.

ويقول الثوار إنهم استفادوا من وقف إطلاق النار الهش لإعادة تنظيم أنفسهم في مواجهة الجيش النظامي السوري الذي ظهرت عليه علامات هبوط الروح المعنوية مع “زيادة حالات الهرب من الخدمة وعدم كفاءة العتاد”.

وبحسب الثوار وشخصيات معارضة، فإنه تم تهريب آلاف القذائف ومئات من بنادق القناصة، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للمدرعات عن طريق تركيا ولبنان والعراق، في الأسابيع القليلة الماضية، معظمها من موردين في السعودية وقطر.

وبرغم أن المعارضة تقول إن ما وصل حديثا لا يكفي لإسقاط الأسد وحكمه المتجذر، فإنه ربما كان عاملا حاسما في إعلان الثوار الأسبوع الماضي تخليهم عن الهدنة التي رعاها الموفد الأممي العربي إلى سوريا كوفي أنان، واستئناف الهجمات على أهداف حكومية.

ونسبت الوكالة لثائر سوري في محافظة إدلب قوله “الآن أصبح لدى الجيش السوري الحر أسلحة أكثر تقدما، ما زال ما لدينا أقل مما نحتاجه، لكنها (أي الأسلحة) تدخل”.

وأضاف “ما زالت لا تغطي كل ما نحتاج إليه لأن عدد المقاتلين في ازدياد. آلاف الجنود ما زالوا ينتظرون في تركيا وصول السلاح”.

وتقول المعارضة إن بعض المناطق أقوى من الأخرى، وإن مسلحيها في محافظة إدلب هم الأفضل تجهيزا والأكثر تنظيما.

ووفق ثائر من محافظة أخرى -طلب عدم الكشف عن مكانه- فـ”إنها (إدلب) مقر الجيش الحر الآن. هي منطقة عازلة تقريبا ومستقلة تقريبا، معظم جنود الجيش الحر يذهبون إليها لأنها قريبة من تركيا”، وبحسبه فإن النظام عاجز عن السيطرة عليها، وهو ما يفسر لجوءه لاستخدام المروحيات “لأنه مني بخسائر فادحة في الآونة الأخيرة هناك”.

توازن الرعب

وذكر الثائر -وفق ما نقلته عنه رويترز- أن كميات ضخمة من الأسلحة دخلت إلى سوريا مؤخرا. وأضاف “نستعد وسوف نحقق توازن الرعب. الأيام التي كان يقتل فيها المئات منا ستنتهي قريبا، في مدينتي حصلنا على عشرة آلاف صاروخ و100 بندقية قنص”.

وتابع “ما الذي تبقى للأسد؟ استخدام الطائرات. سنحصل على أسلحة لمواجهة ذلك أيضا. لن يوقفنا شيء الآن. العالم قرر أخيرا التخلص منه ونحن مستعدون”.

ودعا محمد السرميني -عضو المجلس الوطني السوري الذي دخل إلى سوريا للاجتماع مع الثوار- إلى تزويدهم بصواريخ مضادة للطائرات.

وفيما يتعلق بمصادر التسليح، يقول أحد قادة المعارضة -وفق تقرير رويترز- “قطر والسعودية تقدمان مساعدة ضخمة. لا ترسل دولة قطر أو السعودية الأسلحة إلينا مباشرة. إنهم أفراد يرسلون إلينا الأسلحة لكن بمباركة الدولتين”.

وحمل قيادي آخر معارض على الدول الغربية، قائلا “بعض الدول الغربية وعدت بمساعدتنا بالسلاح لكنها حتى الآن مجرد وعود”.

انفجار يهز دمشق وقوات الأسد تقصف درعا ودير الزور

لجان تنسيق الثورة: 77 قتيلاً في مختلف المدن السورية أمس

العربية.نت

أفاد المركز الوطني السوري أنه سمع دوي انفجار ضخم اليوم الخميس، في منطقة السيدة زينب في العاصمة دمشق، قرب مركز أمن الدولة.

كما ذكر المركز أن قوات الأسد تطلق النار على كل من يحاول الاقتراب من مكان التفجير، مؤكداً أن سيارات الإسعاف هرعت إلى المنطقة.

وبدوره قال التلفزيون السوري إن انفجار السيدة زينب ناتج عن سيارة مفخخة في أحد مرائب السيارات، ما أدى إلى إصابة مواطن وتضرر العديد من السيارات.

وكانت لجان تنسيق الثورة السورية قالت إن عدد القتلى في سوريا ارتفع أمس إلى 77 قتيلاً في مختلف المدن، فيما تواصل قوات نظام الأسد عملياتها العسكرية في كل من درعا وحمص.

وأضافت لجان التنسيق أن انفجاراً ضخماً وقع في حي المزة ترافق مع إطلاق كثيف للنار خلف مشفى الرازي.

وفي درعا تعرضت مدينة اللجاة ودرعا البلد وطريق السد إلى قصف عنيف بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، وذلك بعد انشقاق كتيبة في بصرى الشام مع عتادها من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وفي حمص تعرض حي بابا عمرو والقصير لإطلاق نار كثيف بالرشاشات الثقيلة

أما في مدينة حماة فقد سمع دوي عدة انفجارات ترافقت مع إطلاق نار كثيف بالقرب من مركز الدفاع المدني.

وفي دير الزور قال ناشطون إن حي الجورة شهد انفجاراً ضخماً لم يتم تحديد مصدره.

النظام يعجز عن السيطرة على جدران دمشق ومظاهراتها

رسومات الثورة السورية تغزو شوارع دمشق رغم محاصرتها بالدبابات

دمشق – جفرا بهاء

نهار دمشق وليلها لم يعودا غريبين عن بعضهما، فتبرأت شوارعها من أقدام وسيارات المؤيدين، وبقي الليل الزمان الذي يقف مع الحرية، فتدوي جملة “الله أكبر” في الكثير من شوارعها حاملة صوت الرصاص إلى داخل البيوت والقلوب.

وعلى الرغم من أن دمشق محاصرة بالدبابات وشوارعها محتلة من الشبيحة إلا أنه لم يعد بالإمكان تنظيف جدران العاصمة من صرخات الثورة.

جدران دمشق لم تعد غريبة عن المدينة، حيث إنها دخلت في معادلة الثورة فأعلنت تمردها هي الأخرى، فتبرجت مستخدمة ألوان الحرية التي يهتف بها شباب دمشق.

غرافيتي الثورة السورية يغزو جدرانها في أرقى شوارعها وأكثرها شعبية، وإن كانت قوات النظام بذلت وتبذل مجهوداً جباراً في محو وإخفاء تلك الرسومات والعبارات فإنها بدأت تيأس من التخلص منها.

لاعب كرة القدم الحمصي الذي دخل في صفوف الثورة منذ أيامها الأولى، ولعله أكثر المطلوبين منذ وقت طويل، رسمت صورته على أحد جدران دمشق دليلاً على حب الناس للساروت.

وتزين كلمة حمص معظم الشوارع من شارع الثورة إلى حي برزة مروراً بالمزة وكفرسوسة، وكأن حمص تنتشر على كل مساحة سوريا ولا تكتفي بحدودها كمحافظة تقع بوسط البلاد.

شباب الثورة السورية في دمشق يؤمنون أن الكلام الساخط وحده لا يكفي، وهو ليس سوى غبار صيف يعمي العين، ولكن النظام السوري مطبق على العاصمة السورية كما الوحش الجريح الذي يصارع آخر سكرات الموت، محاولاً الفتك بكل ما حوله، ومحولاً الاحتقان الذي في الصدور نار.

وأصبح من الواضح أن الرماد الذي يغطي دمشق لن يستمر طويلاً، وهو ما ردت عليه الألوان والكلمات ليعلن الشباب “نحن الشعب”، وانتشرت جملة “الشعب السوري عارف طريقه”.

لطالما انتشرت صور الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا كلها، ولطالما نظر السوري المار في الطريق إلى تلك الصور والتماثيل بلا أي رد فعل أو تعبير لاعتياده الموضوع، ولكن الثورة غيرت المفاهيم وقلبتها رأساً على عقب، فالمؤيدين سارعوا إلى إزالة صور الرئيس الأسد خوفاً من تدميرها من قبل المتظاهرين والمعارضين، بينما أخذت مجموعة من الشباب برسم صورته على تلك الجدران مع إضافة جملة “الخاين اللي بيضرب شعبو”.

من الرسومات اللافتة للنظر والتي ترسم ابتسامة لخفة دم وجدية شباب الغرافيتي جملة “عذراً إن أزعجنا أحد.. ولكننا نبني وطن في سوريا” مع إشارة المثلث التي توضع عادة للدلالة على عمل رسمي في الشوارع عادة ما تقوم به البلديات.

إن كانت دمشق تاريخياً أثبتت مهارة وحنكة في التحايل على الظلم، وإن كانت حافظت في جميع الظروف على هدوء ظاهري، فإن هذا الهدوء لا يجعل الطمأنينة تستقر في قلب النظام الحاكم، فاحتلتها الدبابات وحاصرتها، وغزتها الشبيحة.

وتبقى تلك الإجراءات قاصرة عن منح الهدوء الداخلي لأي مؤيد للنظام ولو لساعة واحدة، فدمشق باتت داخل المعركة منذ زمن، وانقضى الأمر.

أنطاكية تعيد تأهيل الجرحى السوريين

2500 سوري فرّوا إلى تركيا في اليومين الأخيرين

العريية. نت

ينتشر في أنطاكية العديدُ من مراكز الاستشفاء، التي أنشئت بمبادرة من جمعياتٍ خيرية أهلية تركية وأجنبية، وتعنى هذه المراكزُ بإعادة تأهيل الجرحى السوريين، أو ما يعرفُ بفترة النقاهة عقب العمليات الجراحية.

ولجأ بعض الجرحى في عنابر المراكز للغناء للتخفيف من حجم الإصابات وعمق الجراح الجسدية، حيث زاد إصرار المرضى على التمسك بالقضية، واستعجال العودة إلى أرض الوطن.

وتحدث جريحان لـ”العربية” عن الرغبة في العودة الى سوريا قائلين: “إن عشرات الجرحى السوريين استكملوا في هذا المركز التابع لمنظمة (آي إتش إتش) التركية الخيرية، وكذلك فترة نقاهتهم، وخضعوا خلال هذه الفترة لبرامجِ إعادة التأهيل الجسدي”.

وقال الممرض في المركز ساوند إياد كشكش لـ”العربية” إن “إعادة التأهيل في المركز، تشمل أيضاً برامج دعم نفسي، تُعنى برفع معنويات المصابين، بغية إعادة دمجهم في المجتمع، والاستفادة من طاقاتهم في المستقبل”.

وأوضح مشرف برنامج الدعم النفسي في المركز الدكتور أسعد الأسعد، أن المنظمات الأهلية العربية والأجنبية تساعد أيضاً المركز التركي في مهامه العلاجية، إما عبر تبني بعضِ الحالات ومتابعة علاجها، أو بتقديم أشكال أخرى من الدعم.

وقالت رئيسة جمعية قوافل الكويتية للإغاثة الإنسانية سنان الأحمد: “تزايدُ أعداد الجرحى السوريين في تركيا يوماً بعد يوم بات يتطلبُ، حسب المنظمات الإغاثية، زيادة الجهود المبذولة في هذا الاتجاه، وتدخل المنظمات الدولية المعنية”.

يُذكر أن نحو 2500 سوري فرّوا إلى تركيا في اليومين الأخيرين.

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية التركية، الأربعاء، أن نحو 2500 سوري فرّوا من أعمال العنف المستمرة في بلادهم ووصلوا إلى تركيا خلال اليومين الأخيرين.

وأضاف المسؤول – رافضاً كشف هويته – أن عدد النازحين السوريين الموجودين في مخيمات أقيمت بجنوب تركيا بلغ الأربعاء 29 ألفاً و500 شخص، لافتاً الى أن نحو 1500 نازح وصلوا خصوصاً خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

ويتم استقبال النازحين في مخيمات أقامها الهلال الأحمر التركي في محافظات هاتاي وغازي عنتاب وكيليس وسنليورفا، فيما يتم معالجة نحو 50 جريحاً ومريضاً داخل مستشفيات في تلك المحافظات.

وتستمر أعمال العنف في سوريا خصوصاً في شمال غرب البلاد المحاذي لتركيا، وذلك رغم خطة الموفد الدولي والعربي كوفي عنان لتسوية الأزمة والتي ظلت حبراً على ورق.

ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد في آذار/مارس 2011، قتل أكثر من 14 ألفاً و100 شخص معظمهم من المدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

انفجار قرب مقر لأمن الدولة في دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون بوقوع انفجار ضخم بعبوة ناسفة صباح الخميس استهدف أحد مباني أمن الدولة بحي السيدة زينب بالعاصمة دمشق.

وأوضح الناشطون أن تبادلا لإطلاق النار وقع بين الأمن السوري وقوات يعتقد أنها تتبع للمعارضة قرب مكان التفجير.

غير أن ناشطين آخرين تحدثوا عن انفجارين وقع أحدهما في منطقة البويضة القريبة من حي السيدة زينب، والآخر في مرآب للحافلات في الحي، أسفر عن وقوع إصابات.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن سيارة مفخخة انفجرت صباح الخميس داخل مرآب للسيارات بالقرب من مشفى الإمام الصدر في منطقة السيدة زينب بريف دمشق.

وأفاد مندوب سانا إلى موقع الانفجار بأن المعلومات الأولية تشير إلى إصابة شخص ووقوع أضرار مادية بمكان ومحيط موقع الانفجار.

وكان انفجار بعبوة ناسفة قد استهدف منطقة الحجيرات قرب منطقة السيدة زينب الشهر الماضي.

وشهدت دمشق  سلسة تفجيرات خلال الأشهر الأخيرة استهدفت مقرات أمنية عديدة.

79 قتيلا في سوريا بينهم 8 أطفال

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن حصيلة أعمال العنف في سوريا، الأربعاء، ارتفعت إلى 79 قتيلا، هم 51 مدنيا، بينهم ثمانية أطفال على الأقل، و7 من مقاتلي المعارضة المسلحة، و21 عسكريا نظاميا.

وأوضح المرصد أن هؤلاء المدنيين سقطوا في محافظات حمص واللاذقية ودير الزور وإدلب وحلب ودمشق وحماة ودرعا، يضاف إليهم 7 من مقاتلي المعارضة المسلحة و21 عسكريا من القوات النظامية قتلوا في اشتباكات دارت بين الطرفين في محافظات حمص ودرعا ودير الزور.

اللجوء للفصل السابع

سياسيا، دعت فرنسا، الأربعاء، إلى جعل خطة الموفد الدولي كوفي أنان في سوريا “إلزامية”، وإدراجها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فيما اندلع جدل بين موسكو وواشنطن حول تسليح المعارضة السورية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الأربعاء “ينبغي اللجوء إلى الفصل السابع لجعل بنود خطة أنان إلزامية”، وأضاف: “نعمل في هذا الاتجاه ونأمل في اتخاذ هذا الإجراء سريعا”. ويتيح الفصل السابع فرض إجراءات على بلد معين تحت طائلة العقوبات وصولا حتى إلى استخدام القوة.

وقال الوزير الفرنسي: “سمعنا حتى الصين اليوم تعرب عن قلقها البالغ. ينبغي إذا أن يتحرك مجلس الأمن بسرعة قصوى ويدرج تحت الفصل السابع بنود خطة أنان تحت طائلة عقوبات قوية جدا”. وكانت الصين أعربت الأربعاء عن “قلقها الشديد” حيال الوضع في سوريا والذي بلغ “مرحلة حرجة”.

جدل دعم المعارضة

في موازاة ذلك، اندلع، الأربعاء، جدل بين واشنطن وموسكو حول تسليح المعارضين السوريين. فقد نفت واشنطن اتهام روسيا لها بأنها تسلح المعارضة السورية، وصرح جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحافيين: “نحن لم ولا نزود المعارضة السورية بالأسلحة. أنتم تعرفون موقفنا بهذا الشأن”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهم من طهران واشنطن بتسليح المعارضة السورية ردا على تصريحات أدلت بها نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، الثلاثاء، حول تزويد موسكو النظام السوري مروحيات مقاتلة.

ولفت لافروف في المقابل الى ان روسيا تزود دمشق بـ”أنظمة دفاع جوي” بموجب صفقة “لا تنتهك القانون الدولي بتاتا”.

وسارعت موسكو لاحقا الى نفي التصريحات المنسوبة الى وزير خارجيتها في طهران حول تسليح واشنطن للمعارضين السوريين، مؤكدة أن خطأ في ترجمة تصريحه إلى الفارسية يقف وراء ما حصل.

ورغم ذلك، جددت كلينتون الاربعاء دعوة روسيا لوقف إمداد سوريا بالأسلحة، قائلة إن البلد المضطرب “ينحدر باتجاه حرب أهلية”.

2000 لاجئ في تركيا

وفي تركيا، أكد مسؤول في وزارة الخارجية بأنقرة لسكاي نيوز عربية الأربعاء أن نحو ألفي لاجئ سوري دخلوا تركيا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.

وقالت المتحدث باسم الخارجية التركية سلجوق أونال إن نحو ألفي سوري فروا من العنف في بلادهم وعبروا إلى تركيا في زيادة كبيرة لعدد اللاجئين السوريين الذين يحتمون الآن في تركيا.

وأضاف أونال أن أحدث عدد من اللاجئين رفع إجمالي عدد السوريين الذين لجأوا إلى تركيا إلى نحو 29500 لاجئ، وهو أكبر عدد يحتمي هناك منذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا قبل 15 شهراً.

وتابع أن من بين الألفي لاجئ ثمة 43 مصاباً تم نقلهم إلى مستشفيات في تركيا لتلقي العلاج.

إيطاليا تعلن إرسال مستلزمات طبية لمساعدة الشعب السوري

روما (14 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت الخارجية الإيطالية أنها أرسلت مستلزمات طبية لمساعدة الشعب السوري نظرا لحالة الطوارئ الانسانية التي يعيشها والمرتبطة بأعمال العنف في البلاد

وقدرت أن المستلزمات الطبية المرسلة إلى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العاصمة السورية دمشق، بأن تكفي لعلاج ثلاثين ألفا وسيتم توزيعها في وقت لاحق عبر جمعية الصليب الأحمر السورية

كما سيتم توزيع مستلزمات طبية لعشرين ألفا عبر السفارة الإيطالية في الأردن لصالح اللاجئين السوريين في مدينتي المفرق والرمثا الحدوديتين

وكان وزير الخارجية الإيطالية جوليو تيرسي أعلن في وقت سابق ان بلاده بصدد إرسال مستشفي ميدانى للعمل على الحدود بين سوريا والأردن لتوفير العلاج للنازحين السوريين

هيئة التنسيق السورية المعارضة: فتح الملف القضائي ضد النظام

روما (13 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نبّه قيادي في هيئة تنسيق قوى التغيير السورية المعارضة إلى ضرورة العمل على الملف القضائي الدولي ضد النظام السوري دون انتظار الملف السياسي وبمعزل عنه، وأعرب عن قناعته بإمكانية تحقيق “نجاحات دولية” في هذا الملف ضد رموز النظام السوري

وقال نائب المنسق العام للهيئة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء هيثم مناع، “من الضروري عدم انتظار الملف السياسي لفتح الملف القضائي، سنستفيد من التعبئة الحقوقية والمدنية الدولية لفتح التحقيق في الجرائم التي ترتكب في سورية، وسيكون شرفاً كبيراً للمدافعين عن العدالة الدولية أن يشكل المثل السوري سابقة” وفق رأيه

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان أن أعمال القتل الجماعي التي تقوم بها القوات الحكومية في سورية ترقى إلى “جرائم حرب”، ودعت إلى إنشاء محكمة جرائم حرب للتحقيق فيها، فيما أشارت تقارير للأمم المتحدة إلى أن أطفالاً لا تتجاوز أعمار بعضهم تسع سنوات تعرضوا “للقتل وبتر الأطراف والتعذيب والاحتجاز على أيدي قوات الحكومة السورية والميليشيا المتحالفة معها”، كما أعلن الصليب الأحمر الدولي أنه سيكون للأزمة السورية “عواقب قانونية” فيما يتعلق بـ”جرائم الحرب” والامتثال لاتفاقيات جنيف.

وفيما إن كانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قادرة على إحالة ملف سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، أوضح مناع “بإمكان المدعية العامة الجديدة فتح ملف التحقيق استجابة لطلب مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان أو ثلثي الدول التي صادقت على ميثاق روما أو طلب من مجلس الأمن، فالمادة 13 الفقرة ج من ميثاق روما تُعطي المدعي العام صلاحية الاختصاص، والمادة 15 تعطيه الحق في ذلك من تلقاء نفسه، موريس أوكامبو لم يستعمل هذا الحق أثناء ولايته لأن الملفات التي طُرحت أمامه أكبر منه، مثل جرائم الحرب في عملية الرصاص المسكوب في غزة، كذلك رفضت الدول المصدقة فتح الملف السوري خوفاً من إحداث سابقة”، حسب قوله

وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد قرر التحقيق في أحداث مجزرة (الحولة) التي وقعت الشهر الماضي وسقط فيها نحو مائة قتيل من المدنيين نحو نصفهم من الأطفال، وتتيح بنود هذا القرار المجال لتقديم المسؤولين عن تلك الأحداث للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب

رئيس الجمعية العامة الأممية: ما يحدث حاليا في سورية “مرفوض دوليا

تونس (13 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، القطري ناصر عبد العزيز النصر ان ما يحدث حاليا في سورية “مرفوض من المجتمع الدولي” معلنا عن وجود تحركات بخصوص هذا الملف في دوائر الأمم المتحدة

وقال النصر في تصريح لوكالة (آكي) الايطالية للانباء الاربعاء في تونس بعد لقاء مع رئيس الحكومة حمادي الجبالي، “الامور لا تسر وهناك انتهاك كبير لحقوق الإنسان ولحقوق الشعب السوري”، مضيفا في ذات السياق “هناك قتل مبرمج وضحايا كثيرين، منهم أطفال ونساء وهذا مرفوض من المجتمع الدولي”،حسب تعبيره

وحول جهود الجمعية العامة في الشأن السوري، نوه النصر بأن “الملف السوري ملف معقد” معددا الخطوات التي قامت بها الامم المتحدة منذ استصدار مشروع قرار في شباط/فبراير الماضي وإعلان المبعوث الاممي العربي كوفي أنان عن خطته ذات الست نقاط والتي “إعلنت السلطات السورية الالتزام بها لكن في المقابل لم تنفذ”. واضاف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة “نحن نرى يوميا مذابح جديدة واستهتار بحقوق الانسان ودماء كثيرة تسيل في سورية”

وبخصوص تعليقه على تأثيرات تغير مواقف بعض الدول ومن بينها روسيا حيال الملف السوري، اكتفى النصر بالقول “الآن الامور تتحرك سواء في مجلس الامن وهناك ايضا مبادرات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من مخطط أنان

سوريا: إنفجار سيارتين مفخختين في ريف دمشق وإدلب يسفران عن إصابات

وكالة فرانس برس نشرت هذه الصورة نقلا عن وكالة الأنباء السورية سانا لموقع انفجار دمشق

أفاد مراسل بي بي سي في دمشق بأن انفجارين وقعا صباح الخميس في ريف دمشق وإدلب، ما أسفر عن إصابة 8 أشخاص، بينهم عناصر في الجيش.

وقال مراسلنا عساف عبود إن سيارة مفخخة انفجرت في مرآب للسيارات في منطقة السيدة زينب بريف دمشق وأدى إلى إصابة شخصين.

وأوضحت مصادر أمنية لمراسلنا أن سيارة مفخخة أخرى انفجرت في ادلب، مما أدى إلى إصابة 6 من عناصر الجيش بينهم ضابط.

ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” نبأ انفجار دمشق مرفقا بعدد من الصور لحافلة محترقة وحفرة عميقة قالت إنها ناتجة على الانفجار ويظهر في الخلفية مقام السيدة زينب الذي يعد مقصدا للزوار الشيعة.

اشتباكات

وفي المقابل، أفاد ناشطون سوريون معارضون باندلاع اشتباكات عنيفة الخميس بين الجيش السوري النظامي ومنشقين عنه في مناطق عدة.

وأضافوا أن الجيش السوري يواصل قصفه مناطق وسط حمص التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن ثلاثة مدنيين قتلوا ليلة الأربعاء الخميس في اشتباكات في مدخل جورة الشية بالقرب من مدينة حمص.

وأضاف المرصد أن شخصا آخر قتل في مدينة الرستن شمالي حمص.

وكانت القوات السورية قد أعلنت الأربعاء أنها “طهرت” بلدة الحفة ممن وصفتهم بـ” المجموعات الإرهابية المسلحة” وذلك بعد أسبوع من القتال الشرس بين الجانبين.

ودعت دمشق المراقبين الدوليين إلى دخول الحفة الواقعة في ريف اللاذقية والاطلاع على الأوضاع في البلدة.

“جرائم حرب”

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلنت الصين رفضها الاعتماد المفرط على الضغوط أو العقوبات لحل الأزمة السورية وكررت مساندتها خطة المبعوث الدولي كوفي عنان للتسوية السلمية.

وكان وزير الخارجية الفرنسي قد أعلن أن بلاده ستطلب من مجلس الأمن الدولي تحويل خطة كوفي عنان إلى “خطة ملزمة” تجبر طرفي الصراع على تطبيقها.

وقال لوران فابيوس “سوف تقترح فرنسا تطبيق خطة عنان ذات النقاط الست عبر إدراجها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”، مشيرا إلى أن الصراع في سوريا قد أصبح “حربا أهلية”، الأمر الذي تنفيه سوريا.

BBC

مراقبو الامم المتحدة يدخلون بلدة الحفة السورية

بيروت (رويترز) – قالت متحدثة باسم الامم المتحدة ان قافلة مراقبي المنظمة الدولية وصلت الى بلدة الحفة السورية بعد يومين من اضطرار المراقبين الى العودة ادراجهم والابتعاد عن المنطقة التي شهدت اشتباكات بسبب هجمات قام بها سكان غاضبون. وقالت سوزان جوشن في رسالة بالبريد الالكتروني “دخل مراقبونا الحفة.”

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير دينا عفيفي)

الجيش النظامي يقتحم دير الزور

قال نشطاء من المعارضة السورية إن مئات من أفراد القوات السورية تدعمهم الدبابات توغلوا في مدينة دير الزور الشرقية يوم الأربعاء فيما وصف بأنه هجوم كبير لاجتثاث المعارضين من عاصمة المحافظة المنتجة للنفط الواقعة على الحدود مع العراق.

وقالت مصادر من المعارضة إن مقاتلين يعملون تحت مظلة الجيش السوري الحر هاجموا الأسبوع الماضي حواجز طرق ودبابات على امتداد الطريق من دير الزور إلى الحدود العراقية وأسقطوا عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية ودمروا عدة دبابات وناقلات جند مدرعة.

وقالت مصادر من المعارضة ودبلوماسيون إن مساحات واسعة من أراضي محافظة دير الزور سقطت في أيدي مقاتلي المعارضة في الشهور القليلة الماضية بعد انهيار تحالفات بين النخبة الحاكمة من الأقلية العلوية والقبائل السنية مما شكل ضغوطا قوية على خطوط إمداد قوات الاسد.

وقال نشطاء إن التقارير الأولية أفادت بأن دبابة تابعة للجيش قتلت ثلاثة اشخاص على الاقل وأصابت عشرات آخرين في أحياء العمال والجبيلة والعرفي بالمدينة الواقعة على نهر الفرات والتي تبعد 430 كيلومترا شمال شرقي دمشق.

واضافوا أن مستشفى النور في وسط دير الزور أصبحت تغص بالمصابين.

ورد المعارضون بإطلاق قذائف صاروخية فدمروا أربع مركبات مدرعة. وتابعوا ان صالح الشحاط احد قادة المعارضة قتل بنيران دبابة.

وقال طيب أبو الخير احد النشطاء في اتصال من هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية وصوت نيران الدبابات يدوي في الخلفية “الجيش يحاول سحب المعارضين من القرى والبلدات القريبة من دير الزور إلى داخل المدينة.”

وقال ناشط آخر “اصيب مكتب بريد حكومي مما يشير إلى مدى عشوائية القصف.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى