أحداث الخميس 15 أيار 2014
سورية: 17 قتيلاً في تفجير سيارة مفخخة عند معبر حدودي مع تركيا
بيروت ـ أ ف ب
قتل 17 شخصا على الاقل بينهم نساء واطفال واصيب العشرات بجروح في تفجير سيارة مفخخة عند معبر باب السلامة في شمال سوريا على الحدود مع تركيا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني “استشهد 17 شخصا على الاقل واصيب العشرات بجروح في تفجير سيارة مفخخة عند معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا في ريف حلب”، مشيرا الى ان التفجير وقع في موقف مزدحم للسيارات والحافلات عند المعبر.
أوباما يبلغ الجربا أن لا مكان للأسد… وخطة «وداعية» للإبراهيمي
واشنطن – جويس كرم { باريس – أرليت خوري { لندن، نيويورك – «الحياة»
قالت مصادر في المعارضة السورية لـ «الحياة» أمس، بعد لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما وفد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة أحمد الجربا، إن هناك «قبولاً أكثر» لفكرة تسليح «المعارضة المعتدلة»، فيما يستعد وزراء خارجية «النواة الصلبة» في «مجموعة أصدقاء سورية» لاجتماعهم في لندن اليوم لتنسيق المواقف. وقدم المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي خطة من سبع نقاط لحل الأزمة السورية. (للمزيد)
وكان أوباما ترأس قسماً من المحادثات التي عقدت بين وفد «الائتلاف» ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس في البيت الأبيض مساء أول من امس. وقال نجيب الغضبان، ممثل «الائتلاف» لدى الأمم المتحدة الذي حضر الاجتماع لـ «الحياة»، إن «الأجواء كانت إيجابية والحديث بين الجربا وأوباما كان مثمراً». وأكد أن أوباما شرح «سياسة الولايات المتحدة في شكل واضح في سورية ورؤيتها لحل سياسي لا يكون (الرئيس بشار) الأسد والدائراة المحيطة به جزءاً منه».
وأضاف الغضبان أن أوباما قال للوفد إن معاناة الشعب السوري «تؤلمه شخصياً»، وإن الإدارة ستعمل على تقوية المعارضة المعتدلة والتنسيق معها في «محاربة التطرف». ولفت إلى أن «هناك قبولاً أكبر لفكرة تسليح الجيش الحر».
لكن بيان البيت الأبيض عن الاجتماع لم يتطرق إلى تسليح المعارضة. لكنه أفاد بأن أوباما ورايس «أكدا أن الأسد فقد كل الشرعية ولا مكان له في مستقبل سورية»، وأن الجانبين «أعادا الالتزام بالحل السياسي ومرحلة انتقالية نحو سلطة جديدة». كما بحث الجانبان «خطر تنامي التطرف في سورية واتفقا على ضرورة مكافحة تهديد المجموعات الإرهابية في جميع أطراف النزاع».
وأدرجت وزارة الخزينة الأميركية اسم السعودي عبد الرحمن محمد ظافر الدبيسي الجهني، والعراقي عبد الرحمن مصطفى القادولي على قائمة الإرهابيين العالميين. وقالت الوزارة إن الاثنين يرتبطان بعلاقات بعمليات «القاعدة» في سورية وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وقال ديفيد كوهن مساعد وزير الخزينة لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية، إن هذه الخطوة «توجه تحذيراً قوياً إلى المعارضة السورية وكل من يرغبون في دعمها، أن عليهم رفض مساعي القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة للحصول على دعم لقضيتهم باستغلال تعاطف المجتمع الدولي مع محنة الشعب السوري».
وسيكون موضوع المتطرفين أحد المواضيع التي سيبحثها وزراء خارجية «أصدقاء سورية» اليوم بمشاركة ممثلي 11 دولة ومشاركة الجربا، لبحث زيادة دعم المعارضة المعتدلة وتصعيد الضغط على النظام السوري. وذكرت أوساط فرنسية أن رئيس «الائتلاف» سيزور باريس 20 و21 الجاري.
وفي باريس، قالت أوساط فرنسية مطلعة إن بين أبرز أهداف اجتماع لندن رفض تشريع الانتخابات الرئاسية والتأكيد على أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو العملية الانتقالية. ووصفت الانتخابات بأنها «مهزلة انتخابية تفتقر أي شرعية». وزادت أن الاجتماع سيركز أيضاً على إحالة الجرائم بحق الإنسانية المرتكبة في سورية على المحكمة الجنائية الدولية لتعزيز الضغط على الأسد و «وضع الأصبع في المكان المؤلم من خلال عدم تمكينه من الإفلات من العقاب وتحميله مسؤولية الجرائم بحق الإنسانية». وتابعت أن موسكو ستعمل على تعطيل قرار مطروح في مجلس الأمن و «يبدو ضرورياً التوصل إلى أقصى قدر من التنسيق مع أعضاء الأمم المتحدة الذين يؤيدون القرار ليضموا صوتهم إلى صوتنا، بحيث يوضع الروس وأيضا الصينيون أمام مسؤولياتهم»، مؤكدة أن القرار سيطرح على التصويت على رغم الفيتو الروسي المرتقب.
وتابعت أنه من المهم أيضاً الإصرار على «الممرات الإنسانية» التي يمكن ألا تكون عبر الأمم المتحدة، وأن السعي قائم على مستوى الاتحاد الأوروبي لتكثيف المساعدات عبر الحدود من قبل الدول المنخرطة في هذا النوع من المساعدات، مثل بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، بحيث يتحول هذا النهج إلى استراتيجية أوروبية. كما سيتناول الاجتماع الاتفاق المبرم حول السلاح الكيماوي. وكان فابيوس أشار إلى استخدامه 14 مرة في الفترة الأخيرة.
في نيويورك، قدم الإبراهيمي في تقرير إلى مجلس الأمن بعد تقديم استقالته مساء أول من أمس، خطة للحل تضمنت «تطبيق القرار 2139 المعني بإيصال المساعدات الإنسانية، ثم خفض العنف ووقفه، وتشكيل هيئة تنفيذية تؤدي إلى الانتقال إلى سورية جديدة وتنظم حواراً وطنياً وتجري مراجعة للدستور وتنظم انتخابات على أساسه، وإنهاء تدفق الأسلحة إلى سورية».
أوباما للجربا: لسوريا من دون الأسد / عائلة سورية تنزح كل دقيقة
المصدر: العواصم الاخرى – الوكالات
واشنطن – هشام ملحم
أبلغ الرئيس الاميركي باراك اوباما رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا والوفد المرافق له خلال لقاء في البيت الابيض في وقت متقدم الثلثاء، انه لا يزال ملتزما دعم الشعب السوري في بناء سوريا جديدة لا مكان فيها للرئيس بشار الاسد والمقربين منه. وكان الجربا والوفد المرافق له قد التقيا أولاً مستشارة الامن القومي سوزان رايس واعضاء آخرين في مجلس الأمن القومي، ساعة ونصف ساعة، قبل ان ينضم اليهم الرئيس اوباما مدة نصف ساعة.
وامتنعت مصادر شاركت في الاجتماع عن مناقشة تفاصيل المطالب السورية، بموجب اتفاق بين الطرفين، لكنها لمحت الى ان المطالب التي كان يطرحها الوفد السوري مع المسؤولين الاميركيين الاخرين في وزارتي الخارجية والدفاع او مع المشرعين الاميركيين والتي تضمنت طلب اسلحة نوعية ومتطورة بينها صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، قد طرحت مع الرئيس اوباما.
ووصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى لندن حيث سيعقد لقاءات تشكل الازمة السورية أحد محاورها. وتعقد “مجموعة اصدقاء الشعب السوري” الداعمة للمعارضة اجتماعا اليوم في العاصمة البريطانية، يتركز على الجهود المبذولة “لتخفيف المعاناة الانسانية في سوريا وزيادة الدعم لانتقال معتدل”، على حد قول مسؤول اميركي كبير.
على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان 847 شخصا قضوا تحت التعذيب في سجون النظام منذ مطلع 2014، بينهم 15 طفلاً وست نساء.
وفي جنيف، جاء في دراسة لمنظمة “مركز الاشراف على المهجرين” غير الحكومية، ان النزاع السوري يرغم عائلة على النزوح كل دقيقة، الامر الذي يجعل سوريا البلاد التي تواجه أوسع أزمة نازحين في العالم وأسرعها تطوراً.
في غضون ذلك، أوردت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من النظام ان اتفاقا لمبادلة محتجزين لدى المعارضة في بلدة عدرا العمالية بمعتقلين في سجون النظام، دخل حيز التنفيذ، اذ تم أمس “إطلاق عائلة مخطوفة” من ثمانية أشخاص يحتجزها مقاتلو المعارضة، في مقابل “إدخال مواد غذائية إلى المدنيين في البلدة”.
ويقضي الاتفاق بان يفرج النظام عن 1500 معتقل لديه والسماح بدخول مساعدات انسانية الى البلدة الواقعة شمال شرق دمشق، في مقابل خروج 1500 عائلة من البلدة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة منذ كانون الاول 2013. والبلدة مختلطة يقيم فيها علويون ومسيحيون وسنة.
ميدانياً، تحدث المرصد السوري عن مقتل تسعة مقاتلين معارضين في معارك مع القوات النظامية قرب بلدة خطاب في ريف حماه، فيما قتل طفل وثلاث نساء في غارة جوية على بلدة داعل في ريف درعا. وقال إن مقاتلين معارضين فجروا نفقاً حفر أسفل تجمع للجيش السوري النظامي في مدينة ادلب بشمال غرب سوريا، مما أوقع “عشرات القتلى والجرحى”. وأضاف ان مقاتلين ينتمون الى كتائب اسلامية شنوا هذا الهجوم على معسكر وادي الضيف في ريف معرة النعمان الذي يحاولون السيطرة عليه منذ أكثر من سنة. وأظهر شريط مصوّر بث على الانترنت انفجاراً هائلاً خلف انقاضاً على مئات الامتار.
وباشرت بعثة من خمسة افراد من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية العمل في دمشق للتحقق من اتهامات باستخدام مادة الكلور في القتال اخيراً.
وتوجه الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي الذي اعلن عزمه على ترك منصبه في 31 ايار، من نيويورك الى واشنطن لاجراء محادثات مع المسؤولين الاميركيين.
الإبرهيمي يترك وساطته السورية معترفاً بـ”أخطاء” / الحلّ الإيراني يشمل الحدّ من صلاحيات الرئيس
نيويورك – علي بردى
غداة استقالته ممثلا خاصا مشتركا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا، اعترف الديبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الابرهيمي بأنه ارتكب “أخطاء” في مهمته، كاشفاً أيضاً أن ايران قدمت تصوراً من أربع نقاط تشمل في نهاية المطاف حدّاً من صلاحيات الرئيس السوري. وأودع مجلس الأمن خطة من سبع نقاط، آملاً في أن تساعد في ايجاد تسوية سياسية توقف الحرب السورية.
وحصلت “النهار” على نص الإحاطة التي قدمها الابرهيمي الى أعضاء مجلس الأمن في جلستهم المغلقة عصر أول من أمس بتوقيت نيويورك (بعد منتصف ليل أمس بتوقت بيروت). وعدد فيها “الأخطاء” التي يعتقد أنه ارتكبها، ومنها أنه بالغ في توقعاته لما يمكن أن يحصل عليه من التوافق بين الولايات المتحدة وروسيا، وأنه لم ينشط ما فيه الكفاية على المستوى الإقليمي، وأنه لم يبذل جهوداً أكبر لتوحيد صفوف المعارضة السورية. وإذ أشار الى التهجمات عليه من الإعلام الرسمي السوري، لاحظ ان “أحد الأقلام المأجورة وجد اعتذاري للشعب السوري مسلياً”، مضيفاً أنه “في مقال نشر في صحيفة ملتبسة في لبنان، توقف مسؤول قبل أن يقول اني أنا ارهابي خطير. لم يقولوا بعد ان لدي دورا في القصف الجوي للمدن والبلدات، القنابل البرميلية والعنقودية، تدمير الجوامع والكنائس التاريخية، التوقيف الإعتباطي لعشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء، الإخفاء القسري للكثيرين، استخدام التعذيب وهلم جراً وهلم جراً”.
وكشف أن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف “اقترح عليّ أخيراً سيناريو كأساس لعملية سياسية”، موضحا أن هذا السيناريو يتألف من أربع نقاط: وقف النار، تشكيل حكومة وحدة وطنية، مراجعة الدستور بغية تحديد الصلاحيات التي يمارسها رئيس الجمهورية واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في إشراف الأمم المتحدة”. ولفت الى أن “الايرانيين كانوا مستعدين، حتى هذه الساعة المتقدمة، أن يحاولوا ارجاء الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 حزيران إذا وافق مجلس الأمن على خطتهم”.
ثم اقترح خطة من سبع نقاط تشمل: أولاً العمل على ايصال المساعدات الإنسانية وفقاً للقرار 2139، ثانياً تخفيف العنف ووقفه، ثالثاً تشكيل هيئة تنفيذية تقود العملية الإنتقالية نحو سوريا جديدة، رابعاً اطلاق حوار وطني وعقد مؤتمر وطني، خامساً اجراء مراجعة دستورية، سادساً اجراء انتخابات وفقاً لبنود النظام الدستوري الجديد، سابعاً وقف تدفق الأسلحة الى سوريا.
وعقب الإحاطة، قال الإبرهيمي للصحافيين: “أقدم اعتذاراتي مرة أخرى (للسوريين) لأننا لم نتمكن من مساعدتهم بقدر ما يستحقون وبقدر ما كان ينبغي أن نفعل”. واعتبر أن “المأساة في بلادهم ستنحل. أظهروا مرونة لا تصدق. ويجب أن يتابعوا العمل. الغالبية العظمى من السوريين تريد السلام والاستقرار مع المحافظة على حقوقهما. وأنا متأكد من أنهم سيحصلون عليها”.
وذكر المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بأن بيان جنيف لم يشر الى موضوع إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا، وهو لا يمنع إجراء الانتخابات فيها. وقال: “استخدم الإبرهيمي تعبيراً مثيراً، اذ قال إن الانتخابات ستتم يوم الثالث من حزيران، وفي الرابع من حزيران سيكون الوضع كما هو الحال بالضبط كما كان في الثاني من حزيران، وإذا كان هذا الحال فلماذا كل هذا القلق من هذه الانتخابات”. وكرر أنه “لا شيء من شأنه أن يحظر مثل هذه الانتخابات في بيان جنيف. بعضهم أشار إلى أن الانتخابات لا تتفق مع روح بيان جنيف، لهم الحق في مثل هذا التفسير، ولكن بالتأكيد بيان جنيف لا يمنع إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا”.
ووصف نظيره السوري السفير بشار الجعفري اعتراف الإبرهيمي بارتكاب أخطاء بأنه “خطوة شجاعة ولكن متأخرة”، مستدركاً أنه “ينبغي ألا نلومه على كل الأخطاء، فأطراف آخرون بما فيهم أميركا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وقطر والسعودية اقترفوا أخطاء عندما تدخلت في الشأن السوري الداخلي”. وأكد أن “سوريا لن ترضى فقط بالاعتذارات، لأن هؤلاء الناس يجب أن يكونوا مسؤولين عن دفع تعويضات لسفك الدماء الذي تسببوا به في سوريا”. وقال ان الابرهيمي “ارتكب خطيئة أخرى عندما تدخل في الشأن الداخلي السوري وخرج عن ولايته لأن بيان جنيف الصادر في حزيران 2012 لم يتحدث عن الانتخابات الرئاسية في سوريا. الانتخابات السورية هي شأن سيادي داخلي يتعلق بسوريا وبالشعب السوري وبالدستور السوري”.
تكتّم أميركي على التسليح.. ولقاء «أصدقاء سوريا» اليوم
أوباما يحث الجربا على محاربة «الإرهاب»
دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا إلى محاربة الإرهابيين في سوريا و«شجع الائتلاف على تعزيز رؤيته لاتفاق شامل يمثل جميع الشعب السوري»، من دون أن يأتي على أي ذكر لمطلب «الائتلاف» تقديم أسلحة متطورة، تشمل صواريخ مضادة للطيران، إلى المقاتلين، فيما أضافت السلطات الأميركية «قياديين» في تنظيم «القاعدة» في سوريا على لائحة «الإرهاب».
وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن أوباما شارك في جزء من اللقاء بين الجربا ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس. وأعلن الجانبان، في بيان، أن «اللقاء كان بنّاء، ويشكل مرحلة مهمة في العلاقة النامية بين الولايات المتحدة والمعارضة السورية».
وأضاف البيان أن أوباما ورايس نددا «باستهداف نظام (الرئيس بشار) الأسد المتعمد للمدنيين بالغارات الجوية، بما في ذلك استخدام براميل متفجرة، بالإضافة إلى منع وصول المساعدات الإنسانية والأغذية إلى المواطنين المحاصرين من قبل النظام».
وأضاف «رحب أوباما بالدور القيادي للائتلاف ونهجه البناء للحوار، وشجع الائتلاف على تعزيز رؤيته لاتفاق شامل يمثل جميع الشعب السوري». وتابع «ناقش الوفدان أيضا المخاطر التي يشكلها تنامي التطرف في سوريا، واتفقا على الحاجة للتصدي للمجموعات الإرهابية في جميع أطراف الصراع». وكرر أوباما أن «الأسد فقد الشرعية لحكم سوريا، ولا مكان له في مستقبلها». وأضاف البيان «كرر الطرفان تعهدهما بحل سياسي للنزاع، يتضمن تأليف حكومة انتقالية».
وتابع بيان البيت الأبيض أن «الجربا شكر الجانب الأميركي على ما مجمله 287 مليون دولار من المساعدات الأميركية للمعارضة، وأشاد بموقف الولايات المتحدة التي تقدم أكبر مساعدة إنسانية إلى اللاجئين السوريين والمقدرة بـ1.7 مليار دولار».
إلا أن البيت الأبيض لم يأت على ذكر طلب تقدم به الجربا في السابق للحصول على أسلحة مضادة للطائرات. وأقر مسؤولون أميركيون في مجالس خاصة بأن الجربا تقدم بالطلب أمام وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال لقائه معه الأسبوع الماضي في مقر وزارة الخارجية، إلا أنهم رفضوا التعليق على المسألة.
وبعد ساعات من اللقاء، أدرجت الحكومة الأميركية رسمياً قياديين في مجموعات إسلامية مسلحة في سوريا على قائمة «الإرهابيين العالميين»، وطلبت من فصائل المعارضة السورية الابتعاد عنهما. وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أنها أضافت السعودي عبد الرحمن محمد ظافر الدبيسي الجهني والعراقي عبد الرحمن مصطفى القادولي على قائمة «الإرهابيين العالميين»، بتهمة الارتباط بعلاقات بعمليات تنظيم «القاعدة» في سوريا، وبتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).
ويأتي اللقاء بين أوباما والجربا عشية اجتماع في لندن لمجموعة «أصدقاء سوريا»، والذي يأتي بعد ساعات من استقالة المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. واعتبر كيري أن «الإبراهيمي لم يفشل»، مؤكدا أنه سيكون هناك «مواصلة للجهود لدعم المعارضة المعتدلة». وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إنه سيجري خلال الاجتماع التركيز «على جهود المجموعة الدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية في سوريا وزيادة الدعم لانتقال معتدل». وأضاف أن «الولايات المتحدة تدرك ضرورة معالجة الأزمة السورية بإلحاح وتقف إلى جانب الشعب السوري».
وكان المبعوث الأممي المستقيل الاخضر الإبراهيمي قد وصف، بعد تقديمه إحاطة حول سوريا إلى مجلس الأمن، الوضع في سوريا بأنه «صعب جدا ولكنه غير ميؤوس منه»، مضيفا «لا سبب للاستسلام». ورفض تحديد أولويات لخلفه، لكنه أشار إلى أن «بيان جنيف يبقى في صلب» جهود السلام.
(ا ف ب، ا ب، رويترز)
مقدمات لعملية تسوية كبرى في دوما
زياد حيدر
هدأت العمليات العسكرية على محور مدينة دوما في ريف منذ أشهر، واقتصرت على قصف مدفعي يقوم به الجيش بين وقت وآخر، بالتزامن مع عمليات تجري في محيط هذه المدينة، ولا سيما في جوبر وحرستا، فيما يستمر التقدم بطيئاً منذ 40 يوماً لاسترجاع مدينة المليحة.
وتحوّلت مدينة دوما، التي يديرها مجلس محلي، إلى تسيير شؤونها، وسط محيط مضطرب تمثله الغوطة الشرقية، ولكن من دون حياد، إذ تشارك الفصائل المقاتلة هناك في معارك دير العصافير والمليحة والضمير، كما في اشتباكات حرستا وجوبر ومحيط عدرا العمالية.
ويبدو غياب أخبار الحرب في دوما عن الواجهة الإعلامية مثيراً للريبة، باعتبار أن المدينة تعد من أكبر المدن الحاضنة لمسلحي المعارضة، ولكونها تشكل عمقاً عسكرياً حساساً لهم، كما أن تكرر حوادث الاغتيالات في المدينة يشير إلى اختلالها الأمني وتنافس الفصائل المسيطرة على قطاعاتها، وأبرزها «لواء شهداء دوما» و«الجبهة الإسلامية».
وينقل عدد من الناشطين تعثر عمليات التحقيق في عمليات اغتيال جرت في أيار الحالي لكل من المعارض السياسي محمد فليطاني، وبعده القائد العسكري في «لواء شهداء دوما» عدنان خبية، بسبب انقسام مناطق النفوذ بين الأحياء، وعدم تعاون الفصائل بعضها مع بعض. وتشير حالة اختفاء ناشطة الحراك السياسي رزان زيتونة وثلاثة من زملائها إلى الخلفية ذاتها، حيث تغلي المدينة المطلة على مدخل دمشق الشرقي بمشاكل أمنية مرشحة للتفاقم.
وفي ظلال هذا الاضطراب، تسير عمليات أخرى ذات طابع مختلف، مستفيدة على ما يبدو من حالة الانقسام، لتدخل في سياق تطور عام يصيب المشهد السوري، ويتمثل في التسويات والمصالحات، وصولا إلى تبادل المخطوفين، باتفاقات يتوسط فيها وجهاء و«فاعلو خير».
وتبدّت أمس الاول معالم اتفاق كبير يمكن أن يؤدي إلى مبادلة آلاف المخطوفين في عدرا العمالية بمئات المعتقلين، وفقا لما ينقله رئيس «لجنة المصالحة الشعبية» في سوريا جابر عيسى، الذي قال لـ«السفير» إن أول أسرة يتم تحريرها يُفترض أن تلاقي حريتها اليوم، وهي مؤلفة من ثمانية أشخاص، وتدخل ضمن أطر «بناء الثقة وحسن النية» بين الطرفين.
ويمثل الأول فريق «المصالحة الشعبية» بالتوازي مع الجهات الأمنية والعسكرية، بينما يتمثل الثاني بالفصائل المقاتلة في دوما، والتي لا يعلن عيسى عن هويتها صراحة، فيما يرجح مراقبون أن تكون من «الجبهة الإسلامية» التي سبق وأنجزت اتفاقاً مشابهاً مع السلطات السورية في ريف اللاذقية وحلب على خلفية تسوية حمص.
ورغم أن التسوية تحمل اسم «تسوية عدرا»، فإن «العرس» حقيقة في دوما، وذلك لكون المخطوفين محتجزين فيها، ولكون المدينة «حصن» الجهة الخاطفة، ومركز عملها.
وتسلم الوفد المفاوض، أمس، امرأة هي الرابعة من أربع نساء اشترطت الجهات الخاطفة تسليمهن للمسلحين، قبل الإفراج عن عائلة واحدة، وذلك بتزامن مع إدخال مساعدات غذائية إلى المنطقة.
كما توقع عيسى، وفقا لخطوات التسوية القائمة، أن تفرج الفصائل المسلحة عن ثلاثة ضباط خُطفوا إثر اقتحام عدرا منذ سبعة أشهر، على أن يتبع ذلك العمل على خطوات الاتفاق اللاحقة، وتتضمن إطلاق سراح 1500 أسرة في مقابل إطلاق سراح 1500 معتقل.
وتحفظ عيسى، الذي يقول إنه يدير شبكة من لجان المصالحة على مستوى سوريا، على الوقت المطلوب لتنفيذ العملية برمّتها، مشيراً إلى أن أحد جوانب التعقيد يتمثل في لائحة أسماء المعتقلين التي يجب أن تخضع لدراسة الجهات المعنية، فيما ليس لدى الطرف الآخر في هذا الاتفاق سوى عائلات مدنية اختُطفت سابقا لهذا الغرض.
ولفت عيسى إلى أنه بعد الانتهاء من تنفيذ اتفاق مبادلة العائلات المخطوفة من عدرا العمالية سيُعمل على إنجاز اتفاق لمبادلة جميع عناصر الجيش المخطوفين في دوما في الغوطة الشرقية. وقدر عددهم بستة آلاف جندي اختطفوا في مراحل الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وكان عيسى قد أوضح، في تصريحات صحافية أمس الأول، أن تسوية عدرا تسير بتواز مع عمليات أخرى، مشيرا إلى أنه تم إطلاق سبعة مخطوفين في محافظة القنيطرة في مقابل الإفراج عن 12 موقوفاً، لافتاً إلى أن ضابطين أيضا أطلق سراحهما من أصل سبعة ضباط تم إنجاز اتفاق مبادلة بشأنهم في ريف اللاذقية الشمالي.
وذكرت صحيفة «الوطن» في هذا السياق عملية مصالحة في منطقة التل شمال دمشق تشهد تقدماً، فيما أعلنت لجان تنسيق محلية في منطقة القدم حصول وقف لإطلاق النار بين المسلحين والجيش السوري، في منطقتي القدم والعسالي قرب مخيم اليرموك كمقدمة على ما يبدو لاتفاق تسوية.
من جهة ثانية، ذكرت وكالة الأنباء السورية («سانا») أن «شخصاً توفي وأصيب ثلاثة في سقوط ست قذائف هاون على حرستا، كما أصيب خمسة بسقوط قذيفة على حي الدويلعة في دمشق. وسقطت قذائف على منطقتي الشعلان والعباسيين في دمشق، من دون وقوع إصابات».
انفجار قنبلة أسفل قاعدة للجيش السوري وعشرات القتلى والجرحى بانفجار سيارة مفخخة قرب معبر حدودي مع تركيا
بيروت- (رويترز)- (أ ف ب): قال مقاتل من المعارضة السورية الخميس إن مقاتلي المعارضة فجروا 60 طنا من المتفجرات أسفل قاعدة كبيرة للجيش السوري وان الانفجار نسف جانبا من تل وتصاعد الغبار إلى مئات الامتار في الهواء وقدم لقطات فيديو عن الهجوم الذي شارك فيه.
ولم يعرف على الفور حجم الخسائر في الأرواح الناجمة عن الهجوم.
وقال قائد من الجبهة الاسلامية ان لواءه حفر نفقا بطول 850 مترا ليصل الى قاعدة وادي الضيف التي تحاصرها قوات المعارضة لكنها ظلت تحت سيطرة الحكومة طوال الحرب الاهلية الدائرة منذ ثلاث سنوات.
وأظهرت اللقطات التي قدمها القائد عن القاعدة المترامية الاطراف الارض وهي ترتفع قبل أن تنفجر ويملأ الغبار المنطقة.
وقال القائد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إنه لا يعرف عدد الجنود السوريين الذين قتلوا في الانفجار لكنه قال ان ذلك سيساعد مقاتلي المعارضة على اقتحام القاعدة التي تستخدم لشن هجمات على المناطق المحيطة في محافظة إدلب.
وقال من خلال سكايب “لو حدث هجوم آخر كهذا لن نكون في حاجة الى التحرك للسيطرة على القاعدة” وأضاف انه فور ان يسيطر مقاتلو المعارضة على القاعدة سيحكمون بهذا سيطرتهم على كل جنوب إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا قرب الحدود التركية.
وبدأ مقاتلو المعارضة الذين يحاربون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد في الاسابيع القليلة الماضية اللجوء إلى تفجير قنابل في أنفاق أسفل أهداف حكومية منها فندق يستخدمه الجنود السوريون في حلب الاسبوع الماضي.
ومن جهة أخرى، قتل 17 شخصا على الأقل بينهم نساء وأطفال واصيب عشرات بجروح في تفجير سيارة مفخخة عند معبر باب السلامة في شمال سوريا على الحدود مع تركيا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني “استشهد 17 شخصا على الاقل واصيب العشرات بجروح في تفجير سيارة مفخخة عند معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا في ريف حلب”، وان بعض الجرحى هم “في حالات خطرة”.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان التفجير “وقع في موقف مزدحم للسيارات والحافلات التي تنتقل بين ريف حلب والمعبر”، مشيرا إلى أن “القتلى هم من المدنيين، وبينهم عدد غير محدد من النساء والاطفال”.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا مروعة قالوا انها لآثار التفجير، تظهر رجالا يتحلقون حول عدد من الجثث المتفحمة، بعضها مقطع الاطراف.
وتعرض المعبر لهجمات عدة منذ بدء النزاع السوري منتصف آذار/ مارس 2011، آخرها في شباط/ فبراير، ما ادى الى مقتل ستة اشخاص على الاقل واصابة 45 آخرين بجروح، بحسب المرصد.
ويسيطر مقاتلون معارضون بينهم اسلاميون، على الجهة السورية من المعبر الواقع في ريف مدينة اعزاز في محافظة حلب.
وتعرضت معابر اخرى بين سوريا وتركيا لتفجيرات مماثلة، بينها باب الهوى في محافظة ادلب (شمال غرب)، حيث قتل 16 شخصا في تفجير مزدوج بسيارتين مفخختين في كانون الثاني/ يناير.
المعارضة السورية المسلحة تبدأ معركتين جديدتين جنوب البلاد
إسطنبول- الأناضول: أعلنت فصائل مسلحة في المعارضة السورية الخميس؛ عن بدء معركتي “شهداء الخندق” و”الفاتحين” جنوب البلاد، وذلك للسيطرة على حي المنشية بمدينة درعا البلد (جنوبا)، واستكمال فتح الطرقات المؤدية إلى مدينة (نوى) المحاصرة من قبل قوات نظام بشار الأسد.
وفي بيان مقتضب مصور لإعلان معركة “شهداء الخندق”؛ قال أحد القادة أن “فرقة 18 آذار، ولواء توحيد الجنوب، بدأوا معركة شهداء الخندق لتحرير حي المنشية بالكامل من سيطرة قوات النظام بمشاركة ألوية وأبطال حوران، وثأرا لحمص ودماء الشهداء الأبرار”، على حد تعبير البيان.
وبث ناشطون صوراً أيضاً للاشتباكات وعمليات القصف من قبل المعارضة في المعركتين، مستهدفين تجمعات النظام السوري، كما تضمنت المشاهد تفجير نفقين بمراكز أمنية تابعة للنظام بحي المنشية.
كما قال الناطق باسم شبكة شام الإخبارية “عمر الحريري” أنه “ضمن المعارك التي تهدف تحرير درعا، أعلن اليوم الثوار في المحافظة عن بدء معركتين في درعا البلد والريف الغربي”.
وأضاف الحريري في تصريحات للأناضول أن “المعركة الأولى هي باسم “شهداء الخندق”، وتهدف إلى تحرير حي المنشية بدرعا البلد، حيث إن هذا الحي هو من آخر معاقل قوات النظام مع حي سجنة ويشارك في المعركة كل من جبهة النصرة وحركة المثنى الإسلامية ولواء توحيد الجنوب التابع للجيش الحر”.
ولفت إلى أن العمليات استهلت “بتفجير نفقين لاقتحام حي المنشية، وذلك لأن النظام كان يتحصن فيه بشكل جيد، ولفتح الطريق من أجل اقتحام الحي والسيطرة عليه”.
من ناحية أخرى، أوضح الحريري أن “المعركة الثانية هي في ريف درعا الغربي وباسم “معركة الفاتحين” وتهدف لاستكمال فتح الطرقات المؤدية لمدينة (نوى)، التي لا يزال يحاصرها النظام من عدة محاور، عقب تحرير تل الجابية قبل نحو 3 أسابيع، وفتح طريق الرفيد”.
وقال الحريري أبضا أن “معركة الفاتحين تهدف أيضاً إلى تحرير ثكنة (تل أم حوران) و(كتيبة الدبابات – الحجاجية) وحاجز (المضخة) بريف درعا الغربي، والقريبة من مدينة (نوى)، ويشارك في المعركة العديد من ألوية الجيش الحر، من ضمنهم غرفة عمليات الفاتحين، بالاشتراك مع الجبهة الإسلامية”.
وكانت قوات المعارضة المسلحة قد سيطرت في 24 نيسان/أبريل الماضي على تل الجابية الاستراتيجي مما فتح طريقا واحدة بين مدينة نوى ومحافظة القنيطرة، فيما تواصل قوات النظام حصارها على المدينة من محاور أخرى.
داعش تستكمل هدم مقام القرني في الرقة ومقتل أكثر من 40 شخصا بغارات جوية على شمال سوريا
القاهرة- بيروت- (د ب أ)- (رويترز): أكمل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) تفجير مقام اويس القرني بمدينة الرقة في شمال سورية، حسبما أفاد نشطاء.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت وكالة الانباء الالمانية نسخة منه الخميس “سمع دوي انفجارات في مدينة الرقة تبين أنها ناجمة عن، استكمال الدولة الاسلامية (في العراق والشام) تفجير مقام أويس القرني في مدينة الرقة”.
وكان “داعش” قام في 30 من آذار / مارس الماضي بتنبيه الأهالي في حي المشلب عبر مآذن المساجد، لفتح النوافذ والأماكن المغلقة لأنها ستقوم بالمرحلة الثانية من تفجير الجزء المتبقي من مقام أويس القرني الذي فجرت جزءاً منه فجر 26 من آذار/ مارس الماضي.
كما طبق التنظيم الاربعاء حد الجلد، 60 جلدة، بحق رجل بتهمة “سب الجيران”.
ومن جهة أخرى، قال المرصد السوري الخميس إن أكثر من 40 شخصا بينهم كثير من المدنيين قتلوا في غارات جوية في مناطق متفرقة من شمال سوريا.
وأضاف المرصد ومقره بريطانيا في وقت مبكر الخميس أن 15 قتلوا بينهم ثلاثة من فريق طبي للطوارئ الأربعاء خلال خمس غارات جوية في الأتارب بمحافظة حلب بشمال البلاد.
وذكر المرصد أن أربعة من مقاتلي المعارضة قتلوا في غارات جوية في نفس المنطقة بينما لقي 21 شخصا حتفهم بينهم نساء في غارات جوية على منطقة سرمدا بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
وتودي المعارك والغارات الجوية وتفجيرات السيارات الملغومة والقصف والإعدامات بحياة اكثر من 200 شخص يوميا في سوريا التي بدأ الصراع فيها باحتجاجات سلمية وأسفر عن مقتل اكثر من 150 الف شخص وأجبر الملايين على النزوح عن ديارهم.
وعلى الرغم من هذا وفقد الحكومة السيطرة على أجزاء من الأراضي في الشمال والشرق لصالح مقاتلي المعارضة تعتزم السلطات إجراء انتخابات رئاسية الشهر القادم من شبه المؤكد أن يفوز فيها الرئيس بشار الأسد بولاية ثالثة. وترفض المعارضة الانتخابات بوصفها مسرحية هزلية.
مفخخة تستهدف حاجزا للحرس الجمهوري والمليحة تصد تقدم النظام
اوباما يندد باستهداف قوات الأسد للمدنيين بالغارات والبراميل المتفجرة
عواصم – وكالات ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسمة يوسف وحسام محمد: التقى الرئيس الاميركي باراك اوباما رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا للتعبير عن الدعم للمعارضين المعتدلين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وكان الجربا يعقد لقاء مع مستشارة الامن القومي سوزان رايس عندما دخل اوباما ليشارك في الاجتماع.
واعلن البيت الابيض في بيان ان اوباما ورايس نددا ب’استهداف نظام الاسد المتعمد للمدنيين بالغارات الجوية بما في ذلك استخدام براميل متفجرة بالاضافة الى منع وصول المساعدات الانسانية والاغذية الى المواطنين المحاصرين من قبل النظام’.
الا ان بيان البيت الابيض لم يات على ذكر طلب تقدم به الجربا في السابق للحصول على اسلحة مضادة للطائرات لصد القصف بالبراميل المتفجرة الذي تلجا اليه قوات النظام.
واعتبر الائتلاف السوري في بيان ان المحادثات كانت ‘مشجعة وبناءة’ وانها خطوة نحو شراكة اقرب بين الشعب السوري والولايات المتحدة من اجل وضع حد للمعاناة في سوريا وللانتقال نحو الديموقراطية.
وتابع البيان ان ‘وفد المعارضة تباحث في الحاجة الى تسليح الشعب السوري ليدافع عن نفسه من جرائم الحرب التي يرتكبها النظام يوميا وفي ضرورة ممارسة ضغوط اكبر على الاسد ليقبل بحل سياسي’.
وفي دمشق انفجرت سيارة مفخخة مستهدفة حاجز مساكن الحرس الجمهوري في منطقة (العرين) بالقرب من الفرن الآلي وسط العاصمة السورية، واستهدف الانفجار أيضاً بالإضافة للحاجز باصاً مليئا بعناصر تابعة لقوات الأسد أثناء تجمعها على الحاجز للانتقال باتجاه الريف الدمشقي، فيما تبنى الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام العامل في ريف دمشق العملية.
وأكد أبو مالك، مدير المكتب الإعلامي للاتحاد، والذي تحدث لـ’القدس العربي’ أن التفجير قامت به سرية المهام الخاصة التابعة للاتحاد الإسلامي، وذلك من خلال ركن سيارة على مقربة من الحاجز وأن التفجير تم بواسطة جهاز تحكم عن بُعد.
مدير المكتب الإعلامي للاتحاد قال ان العملية هي اختراق كبير ومنظم للطوق الأمني الذي تفرضه قوات الأسد حول العاصمة وبداخلها، وأن حاجز مساكن الحرس الجمهوري لا يبعُد سوى مسافة قصيرة عن مقر قوات الأسد في جبل قاسيون، وأن التفجير تم بعد تقدم سائق السيارة المفخخة إلى مكان بعيد عن الموقع، ومن ثم تم التفجير بعد فترة قصيرة من مغادرته المكان، فيما اعترف إعلام نظام الأسد بالتفجير وتحدث عن أربعة قتلى وعدد من الجرحى في صفوف قواته وعن أضرار مادية لحقت بالمكان جراء التفجير الذي وصفه بـ’العمل الإرهابي’.
الجدير بالذكر أن هذا التفجير هو الثاني بواسطة سيارة مفخخة الذي يتبناه الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام ضد قوات الأسد، حيث أن التفجير الأول حدث قبل عشرة أيام فقط واستهدف حاجزا لقوات الأسد بواسطة سيارة مفخخة محملة بـ 500 كغ من المادة المتفجرة ت. ن. ت على الباب الرئيسي من الفوج 555 التابع للفرقة الرابعة بالقرب من منطقة السومرية، والواقع على مدخل مدينة معضمية الشام في الغوطة الغربية.
وأسفر التفجير حينها حسب وكالة ‘سانا’ الحكومية السورية عن وقوع عدد من القتلى في صفوف قوات الأسد ‘وحدات الهندسة’ وذلك أثناء محاولتهم تفكيك السيارة.
يأتي ذلك تزامنا مع صد محاولة تقدم للنظام في جبهة المليحة في ريف العاصمة وتدمير دبابتين إضافة لقتل عدد من جنود النظام أثناء محاولة التقدم.
يشار الى ان مدينة المليحة تشهد غارات جوية على منازل وأحياء البلدة منذ 42 يوما مما أدى إلى حركة نزوح قوية، كما افاد ناشطون أن المدينة تتعرض الى قصف متواصل بالأسلحة الثقيلة من مطار المزة العسكري ومن الدبابات المتمركزة بالقرب من طريق المطار الدولي لم يهدأ خلال الـ 24 ساعة الماضية في سبيل تمهيد الطريق لدخول بعض أرتال وعناصر النظام إلى المدينة.
‘داعش’ تبني قوتها في الرقة… تمول عملياتها وتدرب جهاديين أجانب لضرب الغرب
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: يعقد اليوم في لندن اجتماع لمجموعة ‘أصدقاء سوريا’ الذي يبدو استكمالا للمحادثات التي أجراها وفد المعارضة السورية بقيادة زعيم الإئتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا وانتهت أمس الأول باجتماع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي كرر تأكيده على فقدان الرئيس السوري بشار الأسد شرعيته وأن لا مكان له في سوريا المستقبل.
وسيغيب عن اجتماعات لندن الأخضر الإبراهيمي الذي فشل في وقف الحرب وترك سوريا كما قال في وضع بائس.
ورغم عدم توقع السوريين الكثير من اجتماع لندن إلا انه يأتي وسط تحولات في الموقفين البريطاني والفرنسي تجاه الأزمة السورية، خاصة بعد فشل ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني في الحصول على دعم من البرلمان للمشاركة في عمل عسكري ضد النظام السوري.
ووجه التحول هو تركير فرنسا وبريطانيا على ملف تحويل النظام السوري لمحكمة جرائم الحرب الدولية وأقناعهما الرئيس الأمريكي أوباما بدعم الخطوة الذي وافق عليها بعد تغيير صيغة المشروع وتحديد الصراع بسوريا بين النظام والمعارضة واستثناء الولايات المتحدة وجنودها وإسرائيل التي تحتل مرتفعات الجولان منذ عام 1967.
وفي تعليق لها على هذه الخطوة دعت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ لتحقيق العدالة للسوريين، وفي واحدة من افتتاحياتها اتهمت مجلس الأمن الدولي بالفشل في وقف العنف في سوريا، بسبب الموقف الروسي والصيني الذي وقف بعناد أمام أي قرار يدعو لاتخاذ فعل ضد النظام السوري، وقامتا في الوقت نفسه بحماية الرئيس بشار الأسد.
وترى الصحيفة أن إحالة النظام السوري لمحكمة جرائم الحرب لن يوقف الحرب ولكنه تعبر عن حالة القرف العالمي من المذابح التي يرتكبها طرفا النزاع هناك، وتؤكد في الوقت نفسه أهمية تقديم المسؤولين للعدالة.
وسيجري التصويت على المشروع قريبا، والداعي له هو عدم انضمام سوريا لوثيقة روما التي ادت لولادة المحكمة مما يعني صعوبة تقديم المسؤولين السوريين ومحاكمتهم دون إحالتهم الى مجلس الأمن.
وأشارت الصحيفة للدور البريطاني والفرنسي باقناع واشنطن التي تخلت عن معارضتها لفكرة محاكمة سوريا بعد أن تم تعديل النص بشكل لا يورطها وإسرائيل. وفي مشروع القرار تم التحايل على النص وتعريف النزاع في إطاره الضيق بين الحكومة السورية والميليشيات الداعمة لها من جهة والمعارضة المسلحة من جهة آخرى حيث حدد النص النزاع بأنه بدأ في آذار/ مارس حتى الآن. ويستنثني ‘المسؤولين والأشخاص الحاليين’ من الدول التي لم تصادق على معاهدة إنشاء المحكمة إلا سوريا.
أداة مفيدة لأمريكا
وتقول الصحيفة إن الحالة تعكس علاقة الولايات المتحدة المتناقضة مع المحكمة، فقد وقع الرئيس بيل كلينتون على المعاهدة لكن الرئيس جورج دبليو بوش حاول إضعافها حتى وجدها المسؤولون في إدارته أداة مفيدة لملاحقة الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير. وتقول الصحيفة إن الرئيس أوباما أكثر دعما للمحكمة، فقد دعمت إدارته عام 2011 الجهود لفتح تحقيقات مع نظام معمر القذافي.
وترى الصحيفة إن هناك مبررا واضحا لفتح التحقيق في سوريا من قبل محكمة جرائم الحرب وهو مقتل أكثر من 15.000 سوري وتشريد 2.5 مليون لخارج بلادهم و تشريد 9 ملايين داخل سوريا. كما وتعرض المدنيون للتجويع والبراميل المتفجرة والعمليات الإنتحارية. ووصفت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان انتهاكات الحكومة بأنها تتفوق على تلك التي قامت بها قوات المعارضة، مع أن الأمم المتحدة وثقت عمليات قتل وتعذيب قامت بها قوات المعارضة.
ولا حاجة للتفكير في أن تدعم روسيا التي تواجه الغرب بسبب أوكرانيا أو الصين القرار، وفي الجانب الآخر هل تريدان حماية مجرمي الحرب؟
لحظة رواندا
ولا تزال الإدارة تواجه خيارات صعبة تترواح بين التدخل الكامل في الأزمة السورية وعدم التدخل بالكامل.
وتقول إدارة أوباما إنها تدعم المعارضة في محاولتها للإطاحة بنظام الأسد لكنها تتردد بتزويدهم بالسلاح النوعي والفعال القادر على نزع سيادة الأسد على الجو.
وبسبب الموقف المتردد والذي قاد لأزمات دبلوماسية ولحديث عن تغير في أولويات أمريكا في المنطقة يرى معلقون إن الادارة الأمريكية تعيش وضعا مثل الذي واجهه بيل كلينتون في رواندا.
واللافت للنظر ان الكثير من رموز تلك الفترة سواء كانوا نقادا لموقف كلينتون والداعين للتدخل هم من أعمدة إدارة أوباما، مثل سوزان رايس التي كانت موظفة صغيرة في مجلس الأمن القومي الأمريكي في حين الأزمة ودعت لعدم التدخل في المذابح في رواندا، وكانت هناك سامنثا باور مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة وكانت تعمل صحافية في حينه، وبنت سمعتها لنقدها الشديد لإدارة كلينتون الذي لم يتحرك أمام المذابح في رواندا. وبينهما هناك توم مالينوسكي، مدير منظمة هيومان رايتس ووتش الذي عين حديثا كمساعد لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون الديمقراطية، حقوق الإنسان والعمل.
وتعبر مواقف الثلاثة عن العلاقة بين رواندا وسوريا. وقد حلل مواقفهم مارك لاندر بمقال نشرته صحيفة ‘نيويورك تايمز′ جاء فيه أن مساعد وزيرالخارجية الجديد لشؤون نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان يستشف ‘لحظة رواندا’ في الأزمة المتصاعدة في سوريا. وتحدث ماليونسكي عن ابنته التي سألته عن الدور الذي لعبته إدارة الرئيس كلينتون قبل 20 عاما عندما فشلت الإدارة في منع حرب الإبادة في رواندا.. وقال مالينوسكي الذي كان كاتب خطابات وزير الخارجية في حينه وارن كريستوفر ‘ماذا سيقول أبناؤنا وأحفادنا عن زمننا عشرين عاما من الآن؟!’، و ‘مهما فعلنا فالإجابة التي سنقولها لن ترضيهم بالكامل’.
ويرى الكاتب أن الوضع مشابه لرد إدارة أوباما على الكارثة الإنسانية في عصرنا: الحرب الأهلية السورية فـ ‘ظلال رواندا تحوم على إدارة أوباما التي يلعب عدد كبير من أفرادها ممن كانوا مع كلينتون دورا مهما في النقاش حول رواندا. وبحلول الذكرى العشرين للإبادة في رواندا التي تأتي في ظل التراجعات في الدبلوماسية السورية مما يعني أن إدارة اوباما ‘تعيش لحظة رواندا’.
باور تتعاطف
وأشار الكاتب إلى خطاب ألقته باور قبل اسبوعين ربطت فيه بوضوح بين الحالتين، وكان الخطاب في المتحف الأمريكي لضحايا الهولوكوست بعد زيارة لرواندا للمشاركة في إحياء ذكرى المذابح.
ورغم نقدها الحاد لكلينتون عام 1994 إلا أنها أثنت على الرئيس أوباما الذي قالت إنه أنشأ لجنة رد سريع على العنف الذي يتطور إلى مذبحة، معددة منجزات هذه اللجنة من الرد على معمر القذافي والإطاحة به عام 2011، إلى عمل المستشارين العسكريين الأمريكيين في البحث عن زعيم ميليشيا جيش الرب اليوغندي، جوزف كوني.
ولم تنس سوريا حيث أحصت سلسلة من الفظائع التي شهدتها الأعوام الثلاثة الماضية من التجويع والبراميل المتفجرة والتعذيب المبرمج معترفة أن رد العالم لم يكن مناسبا و ‘هناك حاجة للقيام بجهود أكثر’.
سوزان رايس
ويذكر الكاتب بانتقادات باور في تلك الفترة لرايس، مستشارة الأمن القومي الحالية. وقد اعترفت رايس بخطئها وعبرت عن ندمها، وقالت’عاهدت نفسي أن لا أواجه أزمة مثلها أبدا، وسأقف إلى جانب اتخاذ فعل، وأتحمل اللهيب الذي تحتاجه الأزمة’.
مع أن موقف رايس من الأزمة الحالية هو الدفاع عن قرار الرئيس اوباما بعدم التدخل في سوريا وقالت ‘إن كان البديل هنا هو التدخل وإرسال قوات أمريكية هناك كما يناقش البعض، لكن تقدير الرئيس أنها ليست في المصلحة القومية’.
وهذا الموقف يؤشر لخيار خاطيء ترى فيه باور نوعا من التسليم وعدم التورط.
غياب الحماس
يرى الكاتب إن موقف مالينوسكي الذي كان مديرا لمنظمة ‘هيومان رايتس ووتش’ ففي خطاب لمشروع ترومان للأمن القومي بداية هذا الشهر تحدث مالينوسكي عن غياب الحماس العام لفعل شيء بشأن سوريا.
وقارن المزاج العام غير المبالي بالخوف والقلق الذي رافق النقاش حول رواندا وكوسوفو والبوسنة خلال فترة كلينتون.
واقتبس من كتاب باور ‘مشكلة من الجحيم’ والذي ذكرت كيف قالت لناشطي حوق الإنسان أنهم بحاجة لدعم الرأي العام إن ارادوا وقف المذابح في راوندا. وعلق مالينوسكي ‘وعدت نفسي أن لا أتخلى عن المسؤولية إن حصل وتسلمت منصبا في الحكومة’.
وكناشط حقوق إنسان دعا مالينوسكي الإدارة الأمريكية إلى العمل وتقديم الدعم الإنساني ووقف المذابح في سوريا، ولكنه تعاطف مع وضع أوباما والخيارات الصعبة التي يواجهها هناك. ومن خلال موقعه كمسؤول في مجال حقوق الإنسان فيمكنه ممارسة الضغط من الداخل. ويعتقد الكاتب أن اللغط حول سوريا مرتبط بنهاية ولاية أوباما الثانية ورغبة المسؤولين فيها بالحفاظ على سمعتهم بعد مغادرتهم المناصب مما يعني ان دوافعهم شخصية.
مما يترك امر سوريا معلقا ورهنا بهذا الواقع. ما لم يقله المسؤول أن غياب الحماس حول سوريا متعلق بالعامل الجهادي وهو ما التفت اليه المعلق في صحيفة ‘واشنطن بوست’ ديفيد إغناطيوس الذي حذر من الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي قال إنها تقوم بتعزيز وجودها في شرق سوريا مما يعطيها القدرة على شن هجمات ضد الولايات المتحدة.
غرفة الرعب تبني’داعش’
وكتب إغناطيوس ‘غرفة الرعب في الحرب الأهلية السورية ولدت جماعة إرهابية متطرفة جدا لدرجة أنها رفضت من تنظيم القاعدةـ هذه الجماعة السامة تقوم بإنشاء ملجأ آمنا لها في مدينة الرقة في شمال سوريا والتي يمكن أن تستخدم قريبا للهجوم على أهداف أجنبية’. وأضاف أن هدف داعش هو إنشاء خلافة إسلامية في العراق والشام ودمج جماعة أخرى موالية للقاعدة في سوريا وهي جبهة النصرة لأهل الشام، وهي الجماعة التي اختارها أيمن الظواهري العام الماضي لكي تكون ممثلا للقاعدة في سوريا بعد انتقاده وتوبيخه لأبو بكر البغدادي وأساليبه.
ويرى إغناطيوس إن التهديد الإرهابي في سوريا ينمو في مساحة مظلمة بين ضعف المعارضة المعتدلة والتي تناشد حلفاءها في الغرب تزويدها بالسلاح المتقدم، وبين الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه المحاصر.
حجم قواتها
وكشف الكاتب عن العمل الذي تقوم به المخابرات الأمريكية بالتعاون مع المخابرات في مخابرات الدول في الشرق الأوسط وأوروبا من أجل ملاحقة عناصر داعش والنصرة ومراقبة المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إليهم. وقد أثمرت الجهود عن رسم ‘صورة’ عن الجهاديين السنة وشبكاتهم.
وكشفت الجهود عن عدد مقاتلي داعش الذي يتراوح ما بين 5.000 ـ 10.000 مقاتل وعدد أقل لجبهة النصرة 5.000 ـ 6.000 مقاتل من بين 110.000 مقاتل سوري، فيما يصل عدد مقاتلي أحرار الشام وهي جماعة سلفية متشددة إلى ما بين 10.000 ـ 15.000 مقاتل، ومع ذلك ينظر للمقاتلين في هذه الجماعات باعتبارهم الأشد اندفاعا وحماسا من بين مقاتلي المعارضة.
وكشفت التحقيقات الأمنية عن وجود 10.000- 15.000 مقاتل أجنبي رحلوا من مناطق متعددة وانضموا للجماعات الجهادية، من الشيشان، استراليا، ليبيا، بلجيكا. وعبرت المخابرات الأمريكية عن قلقها من 1.500 مقاتل يحملون الجوازات الأوروبية والتي تسمح لهم بالتحرك والسفر بحرية لأوروبا ودخول الولايات المتحدة بسهولة.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن داعش تقوم بتقديم خبرات تكتيكية ومعسكرات تدريب، وبناء بنى تحتية للمقاتلين الأجانب. كما وأصدر البغدادي وقادة أخرون في التنظيم عددا من التهديدات خلال العامين الماضين بضرب المصالح الأجنبية.
وبناء على هذا فستحاول داعش القيام بهجمات خارج الشرق الأوسط، فيما يقول المسؤولون إنهم استطاعوا ‘إحباط’ عددا من المؤامرت. فيما يرى المحللون أن الجماعة تركز جهودها في الوقت الحالي على مواجهة النظامين في بغداد ودمشق.
تمول نفسها
ومن أجل هذا تسيطر داعش على مدينة الرقة التي يعيش فيها حوالي 22.000 مواطن وتتحكم بمداخل ومخارج المدينة. وتستخدم داعش نفط المنطقة وتبيعه لتمويل عملياتها وتدعم خزينتها من عوائد النفط بعمليات الإختطاف والنشاطات الإجرامية الأخرى. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن داعش تعتمد في التمويل على نفسها ولم تعد بحاجة لدعم المتبرعين ومؤيديها في دول الخليج. وكما يشي اسمها، تطمح داعش لتحشيد السنة في كل من العراق وسوريا، ويتميز الفرع العراقي بتجربته الطويلة وسنوات القتال في ظل قيادة أبو مصعب الزرقاوي ضد القوات الأمريكية التي احتلت العراق. ويظل عدد المقاتلين في الفرع العراقي اقل من الفرع السوري، وقد لا يتجاوز المئات.
ويتميز مع ذلك بالتسلسل القيادي المحكم ويقود العمليات ضد قوات حكومة بغداد. وأكثر ما يخشاه مسؤولوا مكافحة الإرهاب ومحللوه هو قيام هذه الفروع التابعة للقاعدة أو الخارجة من عباءتها باستهداف اللاجئين الذين يعيشون في ظروف قاسية في لبنان والأردن وتركيا وداخل سوريا لخدمة أهدافها.
ويرى الكاتب في هذا ‘كابوسا’. ونقل عن مسؤول أمريكي مجرب نظره للتهديد الإرهابي القادم من سوريا والعراق باعتباره تطورا مثيرا للقلق منذ سنوات السبعينات من القرن الماضي. وفي الوقت الذي لم تعد الولايات المتحدة تركز كثيرا على الجهاديين مثلما فعلت قبل عقد إلا انهم لا يزالون مهتمين بها.
ثلاثة وثلاثون فصيلا للمعارضة السورية المسلحة تعلن الاتحاد لحماية دير الزور من ‘داعش
هبة محمد
دمشق ـ ‘القدس العربي’ أبرم ثلاثة وثلاثون فصيلًا عسكريًّا عاملا داخل مدينة دير الزور شرقي البلاد اتفاقية حصلت ‘القدس العربي’ على نسخة منها تنص على أن مدينة دير الزور خط أحمر، ويجب تجنيبها جميع الصراعات الحاصلة كونها ساحة معركة مع النظام، وخط تماس أول حسب ما ورد في البيان المعلن.
وذكر ياسر العلاوي الناشط الاعلامي في المدينة لـ’القدس العربي’ أن الاتفاق تم بموجبه منع جميع الفصائل المقاتلة من نقل الصراع لداخل مدينة دير الزور، والفصيل الذي يقحم المدينة ويدخلها في صراع سيكون خصما لكل الفصائل المتواجدة على الارض، وسيتم الوقوف بوجهه و ومواجهته.
كما نص الاتفاق ايضا على أن الهيئة الشرعية القضائية في مدينة دير الزور هي الجهة الشرعية الوحيدة المعترف بها من قبل كافة الفصائل والفعاليات العامة في المدينة وأي فصيل يريد دخول المدينة ينبغي عليه مخاطبة الهيئة الشرعية القضائية، وأخذ الموافقة المسبقة على ذلك.
كما أكدت الفصائل في بيانها المبرم والمتفق عليه من قبل جميع الاطراف الموقعة أن جميع الموجودين داخل المدينة من المدنيين ‘مسلمون’ ودمهم معصوم، فلا يحق لأي فصيل أيا كان التعرض لأي فرد ‘مسلم’ سواء داخل المدينة أو خارجها، وفي حال ثبوت أي جرم على أي شخص يقدم للهيئة الشرعية للمحاكمة، ومن لا يلتزم بذلك يعتبر خائضًا بدماء المسلمين، وسيتم الوقوف في وجهه ومقاضاته من قبل الهئية الشرعية وهي من تبت في الخلافات.
وأكّدت الفصائل الموقعة على الاتفاق والمقاتلة على الارض أن القرارات التي يوافق عليها الأغلبية تعتبر ملزمة لجميع الكتائب المسلحة والمدنيين، وعليهم جميعا الرضوخ لها، والالتزام بها ما لم تخالف ‘شرع الله’، بحسب بنود الاتفاقية.
كما منع الاتفاق أي فصيل من اعتقال أي مقاتل تابع لكتائب المعارضة المسلحة إلا بالتنسيق مع الهيئة الشرعية المكلفة بالبت بكافة الامور المدينة والعسكرية، وقائد الفصيل الذي ينتمي له المقاتل السجان هو المتهم والمفروض محاسبته ومقاضاته امام الهيئة الشرعية، نظرا للظروف الخاصة التي تمر بها مدينة دير الزور بحسب البند الاخير الوارد في البيان.
رئيس غرفة عمليات أهل الشام في الجبهة الاسلامية لـ’القدس العربي’: سنقصف نبل والزهراء الشيعيتين ردا على خرق هدنة حمص
ياسين رائد الحلبي
عندان- ريف حلب ـ ‘القدس العربي’ قال عضو مجلس الشورى في الجبهة الإسلامية ورئيس غرفة عمليات أهل الشام في حلب ابو توفيق لـ’القدس العربي’ أن مدينتي نبل والزهراء الشيعيتين في الريف الشمالي لحلب سيتم قصفهما بقوة في الساعات القليلة القادمة، وقد تم قصف المدينتيين بالصواريخ وذلك بشكل مبدأي رداً على نقض النظام الهدنة في حمص.
وأصدرت عمليات أهل الشام التابعة للمعارضة المسلحة في حلب بياناً تقول فيه ‘الغرفة المشتركة لأهل الشام تعتبر قصف نظام الأسد لحي الوعر بحمص خرقاً لاتفاقية حمص المحاصرة، وتعلن عدم التزامها بالاتفاقية حتى يلتزم النظام بها وتتوعد بالرد على خرق النظام بقصف بلدتي نبل والزهراء’.
وتنص بنود الاتفاق في حمص على عدم قصف حي الوعر، وقد قام النظام السوري بقصف كتل من الأبنية بالهاون واستهدف الحي بالدبابات، وذلك حسب ما جاء في بيان ‘اهل الشام’ بخصوص نقض النظام للأتفاقية.
واضاف ابو توفيق أن الرد القادم سيكون قاسيا على تجاوز قوات النظام لاتفاقية حمص ونحن التزامنا باتجاه نبل والزهراء من أجل الاخوة في حمص، وايقاف القصف على نبل والزهراء مرهون بايقاف القصف على حي الوعر تنفيذاً لاتفاقية حمص القديمة.
نبل والزهراء مدينتيين شيعيتيين تقعان في الريف الشمالي في حلب ويتواجد داخل المدينتيين عناصر منتسبة لحزب الله اللبناني ولواء ابو الفضل العباس العراقي، وبعضهم يعمل لصالح الجيش الوطني التابع للنظام وبالاضافة الى ذلك تحتوي داخلها على جنود للنظام فروا من مطار منغ العسكري ومن الحواجز التي هاجمها مقاتلو المعارضة في فترة السيطرة على الريف الشمالي في العام الماضي، ويقع على جهتي المدينة الشرقي والجنوبي خط اشتباك مع كتائب المعارضة المنتشرة في الريف الشمالي منذ عامين الى الآن.
وفي السياق ذاته قال الناشط الاعلامي ابو مأمون الحلبي، ‘نشد على ايادي من اتخذ القرار بالقصف ونقف معهم بقرارهم لانه صحيح، ومن يتعدى على اخواننا في كل بقاع سوريا سيتم التعدي عليه’.
ويتابع ابو مأمون ‘من يقتل سيُقتل وكما ان بنبل والزهراء مدنيين في جميع مناطق سوريا التي تتعرض لقصف البراميل المتفجرة مدنييين ايضاً لهم الحق في الحياة ولهم الحق بالعيش الكريم’.
الناشطة جود عقاد عارضت عملية المعارضة باستهداف المدينتين وقالت ‘لا اظن ان قرار القصف رداً على القصف صحيح لانه يعد عمل انتقامي لا يعطي نتائج ايجابية، ولكن القصف مقابل افراج عن معتقلين او القصف مقابل فائدة مرجوّة فهذا أمر لا بأس به، ويجب ان تكون نبل والزهراء ورقة ضغط بيد المعارضة تلعب بها حسب ما تعطي نتائجها فائدة للثوار والمدنيين القاطنيين في مناطقهم’.
هذا وقد اعلنت غرفة عمليات أهل الشام في مقطع مصور عن بدء استهداف بلدتي نبل والزهراء رداً على قصف حي الوعر ونقض الاتفاقية، وأوضح الشريط المسجل أن القصف تم باستخدام صواريخ محلية الصنع، وتوعد بأن يتم القصف باسلحة ثقيلة في حال استمر النظام بنقض الهدنة وقصف احياء حمص المتفق ايقاف القصف عنها في الهدنة.
يذكر ان المعارضة قامت بإدخال مواد غذائية وقافلة مؤلفة من 12 شاحنة لبلدتي نبل والزهراء وذلك بحضور وفد أممي ووسيط من الهلال ألأحمر وتم ذلك تنفيذاً لبنود اتفاقية حمص بالاضافة الى ايقاف القصف والسماح باصلاح خطوط الكهرباء لمدينتي نبل والزهراء.
أبو توفيق قائد غرفة اهل الشام وعضو مجلس شورى الجبهة الإسلامية ختم تصريحه قائلا ‘العين بالعين والدم بالدم والهدم بالهدم’.
اوباما يلتقي الجربا دون التطرق إلى موضوع تسليح المعارضة
كيري: ‘الأسد’ هو السبب في فشل مهمة ‘الإبراهيمي’
عواصم ـ وكالات: التقى الرئيس الامريكي باراك اوباما رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا للتعبير عن الدعم للمعارضين المعتدلين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال الجانبان ان اللقاء كان بناء ويشكل مرحلة مهمة في العلاقة النامية بين الولايات المتحدة والمعارضة السورية.
وعقد اللقاء بينما اعربت الادارة الامريكية عن تخوفها من ان تقع اي مساعدة يتم تقديمها بناء على طلب المقاتلين المسلحين في سوريا، في ايدي متطرفين.
وكان الجربا يعقد لقاء مع مستشارة الامن القومي سوزان رايس عندما دخل اوباما ليشارك في الاجتماع.
واعلن البيت الابيض في بيان ان اوباما ورايس نددا بـ’استهداف نظام الاسد المتعمد للمدنيين بالغارات الجوية بما في ذلك استخدام براميل متفجرة بالاضافة الى منع وصول المساعدات الانسانية والاغذية الى المواطنين المحاصرين من قبل النظام’.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته كليا، وأنه لا مكان له في مستقبل سوريا، مؤكدا التزام إدارته بالوصول لحل سياسي للأزمة في سوريا.
جاء ذلك خلال لقاء أوباما، ومستشارة الامن القومي الامريكي سوزان رايس، أمس الأول، برئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا أحمد الجربا والوفد المرافق له.
وأفاد بيان صادر عن البيت الابيض الأمريكي أن كلا من الرئيس الامريكي ومستشارته قد أكدا على أن ‘بشار الاسد قد خسر الشرعية كاملا لحكم سوريا ولم يعد له مكان في مستقبل سوريا’.
وواصل البيان مبيناً أن كلاً من المعارضة السورية والإدارة الامريكية قد أكدا على التزامهما بالحل السياسي للصراع، والذي يشتمل على الانتقال نحو سلطة جديدة للحكم.
وأشاد اوباما بقيادة المعارضة و’تبنيها لنهج الحوار’، مشجعاً الائتلاف على توسيع رؤاه باتجاه حكومة شاملة تمثل الشعب السوري بأكمله.
واوضح البيان أن رئيس الائتلاف المعارض لنظام الاسد أحمد الجربا وجه الشكر للولايات المتحدة كونها المتبرع الأكبر بالمساعدات الإنسانية إلى سوريا.
وتابع بيان البيت الابيض ان الجربا شكر الجانب الامريكي على ‘ما مجمله 287 مليون دولار من المساعدات الامريكية للمعارضة، واشاد بموقف الولايات المتحدة التي تقدم اكبر مساعدة انسانية الى اللاجئين السوريين والمقدرة بـ1,7 مليارات دولار.
إلا ان بيان البيت الابيض لم يات على ذكر طلب تقدم به الجربا في السابق للحصول على اسلحة مضادة للطائرات لصد القصف بالبراميل المتفجرة الذي تلجا اليه قوات النظام.
واقر مسؤولون امريكيون في مجالس خاصة بأن الجربا تقدم بالطلب امام وزير الخارجية الامريكي جون كيري خلال لقائه معه الاسبوع الماضي في مقر وزارة الخارجية، الا انهم رفضوا التعليق على المسالة.
وتخشى واشنطن ان تقع مثل هذه الاسلحة في ايدي مجموعات معادية للولايات المتحدة او حلفائها او ان تشكل تهديدا للرحلات التجارية.
وكان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني اعلن في وقت سابق ان واشنطن بذلت جهودا كبيرة ‘لتضمن ان تصل المساعدة التي تقدمها للمعارضة الى المعتدلين وليس الاشخاص الخطا’.
وتابع ‘انها مسالة اثارت القلق منذ بدء النزاع لكننا ناخذها على محمل الجد’.
ويقول مسؤولون ان المساعدات غير القتالية التي يتم تقديمها حاليا تشمل معدات اتصال وتجهيزات للرؤية الليلة لكنهم رفضوا اعطاء تفاصيل محددة.
واعتبر الائتلاف السوري في بيان ان المحادثات كانت ‘مشجعة وبناءة’ وانها خطوة نحو شراكة اقرب بين الشعب السوري والولايات المتحدة من اجل وضع حد للمعاناة في سوريا وللانتقال نحو الديموقراطية.
كما ألمح بيان المجلس الى الحاجة الى مزيد من المساعدات العسكرية للمجموعات المعارضة.
وتابع ان ‘وفد المعارضة تباحث في الحاجة الى تسليح الشعب السوري ليدافع عن نفسه من جرائم الحرب التي يرتكبها النظام يوميا وفي ضرورة ممارسة ضغوط اكبر على الاسد ليقبل بحل سياسي’.
وتاتي زيارة الجربا في وقت غير مؤات للمعارضة السورية بعد خروج المقاتلين المسلحين من حمص وفيما قدم موفد الامم المتحدة الى سوريا الاخضر الابراهيمي من منصبه بعد فشله في التوصل الى حل سياسي للنزاع الذي حصد 150 الف قتيل.
واثر لقائه مع كيري الاسبوع الماضي، شكر الجربا واشنطن على دعمها ‘كفاح الشعب السوري من اجل الحرية والديموقراطية ضد ظلم وقمع وديكتاتورية بشار الاسد’.
الا انه شدد على ان الشعب السوري بحاجة لدعم اكبر من ‘القوة العظمى والدولة التي تلعب دورا قياديا في العالم’.
واعلنت واشنطن مرات عدة ان نظام الاسد فقد شرعيته وعليه الرحيل الا ان اوباما يريد تفادي دخول بلاده في نزاع جديد في الخارج خصوصا بعد ان امضى سنوات ليتمكن من اخراج القوات الامريكية من العراق ومن افغانستان.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا ‘الأخضر الإبراهيمي’ ‘لم يفشل في المهمة التي وكلت إليه’، مشيرا إلى إن رئيس النظام السوري ‘بشار الأسد’، ‘هو السبب في هذا الفشل’.
جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها الوزير الأمريكي، في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيرته الإيطالية ‘فيديريكا موغيريني’، عقب اللقاء الثنائي الذي جمع بينهما، الثلاثاء، في مقر وزارة الخارجية الأمريكية في العاصمة واشنطن التي تزورها الأخيرة حاليا بشكل رسمي.
وتطرق الوزير الأمريكي خلال تصريحاته، إلى استقالة الإبراهيمي، التي تقدم بها أمس الأول، وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنها تدخل حيّز التنفيذ في 31 أيار/مايو الجاري.
وأشاد كيري بالجهود التي بذلها الإبراهيمي على مدار مدة عمله كمبعوث مشترك، من أجل الوصول إلى سلام دائم لإنهاء الصراع في سوريا، مضيفا ‘الإبراهيمي لم يفشل’.
ومضى قائلا ‘النظام السوري هو السبب الوحيد في عدم الوصول إلى تسوية للحرب في سوريا، فهذا الفشل ينسب إلى ذلك النظام الذي لن يقبل بأي تفاوض على الإطلاق، وسيرفض بكل تأكيد أي مفاوضات في أي اجتماعات’.
ولفت إلى أن الإبراهيمي قام بمهمته في أجواء شهدت ازديادا ملحوظا في أعداد العناصر والقوى الأصولية في سوريا، مضيفا ‘وأنا أحي جهود الإبراهيمي الذي عمل بنية حسنة من أجل أن يقدم فرصة إقامة المفاوضات بين الأطراف المعنية على أساس بيان جنيف الذي يقترح تاسيس حكومة انتقالية’ستؤدي إلى حل سلمي’.
وذكر كيري أن ‘الأسد يضرب شعبه بالبراميل المتفجرة، ويقتله بالغازات الكيميائية، ويحكم عليهم بالموت من خلال تجويعهم’، مضيفا ‘ومع كل هذا يدعي إنسان كهذا أن لديه الحق في إدارة البلاد’.
وأفاد الوزير الأمريكي أن ‘المجتمعات المتحضرة لا يمكنها أن تقبل بشيء كهذا، وسوف تستمر في ضغطها على نظام الأسد’.’
هدنة القدم والعسالي… النظام يسعى لتحييد دمشق قبل الانتخابات
دمشق ــ أنس الكردي
على الرغم من الغموض الذي يكتنف الاتفاق الذي تم التوصل إليه ليل الثلاثاء ــ الأربعاء، بين قوات النظام السوري وكتائب المعارضة المسلحة، في حيَّي القدم والعسالي، جنوب دمشق، يبدو أن النظام يسعى من خلال الخطوة الأخيرة إلى تحييد دمشق عن الصراع الدائر، تمهيداً لإجراء الانتخابات الرئاسية المحسومة نتائجها سلفاً في الثالث من الشهر المقبل.
وأفادت مصادر ميدانية، ليل الأربعاء، بوقوع اشتباكات بين قوات النظام و”الجيش الحر” في القدم والعسالي، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين لناحية السعي إلى خرق الهدنة، في وقت تحدثت فيه مصادر معارضة عن وجود انقسام بين المقاتلين في حي العسالي حيال الاتفاق، في حين أن مقاتلي حي القدم راغبون في المضي قدماً لتحقيقه. أما النظام، فينقل مراقبون عن مصادره، أنه يحاول التزام الصمت في هذه المواقف، لتكريس تفوّقه العسكري، وإجبار الطرف الآخر على قبول الهدنة.
وبحسب صحافي من جنوب دمشق، اشترط عدم ذكر اسمه خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، فإن هيئات مدنية وعسكرية هي التي مهدت لوقف إطلاق نار مؤقت في القدم والعسالي، إذ تم الاتفاق بين قوات النظام و”الجيش الحر” على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع، اعتباراً من يوم الثلاثاء، في مناطق بور سعيد وجورة الشريباتي في حي القدم، ومنطقة المادنية في حي العسالي، مشيراً إلى أن النظام صعّد من حملته العسكرية على المناطق المذكورة قبل الهدنة، بهدف الضغط لقبولها قبل موعد الانتخابات الرئاسية.
من جهته، كشف مدير شبكة “سوريا مباشر” المعارضة، علي باز، لـ”العربي الجديد”، عن بعض شروط الهدنة التي تفيد بأنه في حال لم يخرق أحد الجانبين اتفاق الهدنة المؤقت، الذي يوقف النظام بموجبه عمليات هدم المنازل والأبنية السكنية في الجنوب الدمشقي، تمدَّد التهدئة لمرحلة ثانية لمناقشة بنود الاتفاق، في حال التزام الطرفين بهذه الشروط. وأضاف باز أن الشروط المطروحة لإتمام الهدنة من جانب الجيش الحر هي فك الحصار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى الجنوب الدمشقي، وإيقاف هدم النظام للمنازل والمباني السكنية، في الأحياء الجنوبية.
في المقابل، يبدو أن النظام يتبع كعادته استراتيجية بطيئة في تحقيق الهدنة، لإظهار أنه غير مكترث لها، وجرّ الطرف الآخر إليها، ولم ترد معلومات بخصوص مطالبه في ما يتعلق بتسليم الجيش الحر الأسلحة الثقيلة، أو بقاء المقاتلين ضمن هذه الأحياء، أو خروجهم إلى أماكن أخرى، كما حدث في هدنات سابقة سواء في دمشق أو ريفها، أو حتى خارجها، وحمص خير دليل على ذلك.
وكان النظام قد مهّد للتسوية قبل نحو شهرين، إلا أن الجيش الحر رفضها، عموماً، والبند المتعلق بتسليم أسلحته الثقيلة خصوصاً. غير أن السبب في قبولها هذه المرة، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس المحلي لحي لقدم، هو القصف الصاروخي والمدفعي الممنهج على مناطق بور سعيد والمادنية وجورة الشريباتي وحي القدم والعسالي.
وبعد نجاح معظم الهدنات السابقة في مناطق ريف دمشق على تخوم العاصمة، وتحييد القابون وبرزة، والاتجاه إلى الحسم العسكري في جوبر، والتطلع إلى إنجاح هدنة مخيم اليرموك، يبدو أن النظام يضع نصب عينيه تهدئة حيي القدم والعسالي، آخر الأحياء المشتعلة في دمشق، قبل موعد الانتخابات الرئاسية الصورية.
جميع حقوق النشر محفوظة 2014
إدلب: معسكر وادي الضيف.. يودع ضيوفه الثقلاء
علي الإبراهيم
في الساعة الرابعة من مساء الأربعاء، هزّ زلزال ثان في أقل من أسبوعين، مدينة معرة النعمان بريف إدلب. لكن هذه الزلازل مفتعلة، فالثوار حفروا هذه المرة، نفقاً جديداً وفخخوه بستين طناً من المواد المتفجرة، لينسف مباني للنظام ضمن معسكر وادي الضيف، وتفجير حاجز تل السوادي، القريب من مركز قيادة العمليات داخل المعسكر.
صوت الانفجار سُمع في كل المناطق المحيطة، ثمّ تلاه صمت مطبق. انطلقت بعدها حناجر الثوار بالتكبير فرحاً بالعملية الناجحة. لكنّ الصوت القادم عبر ترددات اللاسلكي التابعة لقوات النظام، قال: “يا شباب نحنا أخوة، ولك عدونا إسرائيل والأميركان، نحنا هدفنا حمايتكم”. فجأة انقلب الذئب حملاً وديعاً، وهو يطلب من مقاتلي المعارضة المسلحة التوقف عن القتال. على نفس الترددات اللاسلكية توعد صوت آخر الثوار منذ أيام، بالسيطرة على معرة النعمان وجبل الزاوية، بعد نشوة النصر التي أعقبت سيطرة النظام على حمص، حينها كانوا يبثون أغاني التمجيد للجيش وقائده وانتصاراتهم المزعومة.
أحد القادة الميدانيين أدلى لـ”المدن” بتفاصيل العملية؛ حيث وصل طول النفق المحفور من قبل الثوار إلى 860 متراً، وتم تفخيخه بعشرات اﻷطنان من المتفجرات أدت إلى تدمير المباني بشكل كامل وتسويتها باﻷرض. مما أسفر عن مقتل جميع جنود النظام داخل الحاجز، واﻹستيلاء على عدد من المدرعات والأسلحة الخفيفة. وأخذت العملية تحضيرات استمرت أكثر من ثلاثة أشهر.
ويعتبر حاجز تل السوادي من أهم الحواجز المنتشرة في معسكر وادي الضيف، لأنه قريب من مركز قيادة العمليات، وبوابة المعسكر من الناحية الشرقية. وكان مقاتلو المعارضة المسلحة قد سيطروا على المدخل الغربي للمعسكر، منذ أكثر من أسبوع، بعد تفجير حاجز الصحابة. المعسكر بات اليوم تحت نيران قوات المعارضة، بشكل شبه كامل بعد نسف الحواجز المحيطة به. حيث تبقى فقط حاجز الزعلانة، من أصل خمسة حواجز كانت منتشرة على محيط المعسكر. وهو اليوم ضمن قائمة الاستهداف من قبل المعارضة المسلحة للسيطرة على المعسكر بشكل كامل.
وبحسب أحد الضباط المنشقين، من معسكر وادي الضيف، فإن الاستيلاء على المعسكر يعني إنهاء وجود قوات النظام بشكل كامل، في معرة النعمان وريفها. وبالتالي فصل ريف إدلب الجنوبي عن ريفه الشمالي بشكل نهائي، وقطع طرق الإمداد لقوات النظام لهذه المناطق. ويتعلق اﻷمر من جهة أخرى، بعودة أكثر من مئة وخمسين ألف نازح إلى ديارهم في المعرة، والتي تستهدفها قوات النظام بشكل يومي بالقذائف والأسلحة الثقيلة من المعسكر. الضابط المنشق أكد بأن السيطرة على المعسكر تحقق انتصاراً ميدانياً مهماً لقوات المعارضة المسلحة بعد حصار طويل له لأكثر من سنتين. وبحسب اﻷهالي فقد لوحظ بعد عمليات نسف الحواجز مؤخراً حركة عودة لعدد من العائلات لمدينة معرة النعمان. أحد العائدين، ويدعى قصي حلوم، قال: “نحن نريد من الله ومن الثورة إنهاء هذا المعسكر، الذي أذاق اﻷهالي الويلات. جميع إهالي ريف إدلب يعرفون جيداً هذا المعسكر وما قام به من تدمير وخراب. مجرد السيطرة عليه تعني عودة الحياة للمدينة”. فهذه العمليات تعيد للثوار الحاضنة الشعبية التي افتقدوها في عدد من المناطق المجاورة، يكمل الشاب العائد: “وبعد هذه العمليات ارتفعت معنويات الناس هنا، وعادت قلوبهم تدعو للثوار، حتى يتمكنوا من اسقاط هذا النظام”. كلمات هذا النازح تختصر معاناة أهالي المعرة.
في المقابل، تعتبر السيطرة على المعسكر انقلاباً لموازين القوة رأساً على عقب، في المعارك الدائرة في ريف إدلب الجنوبي، وتحديداً عند جبهة مورك وخان شيخون. هناك يعتبر المعسكر وسيلة ضغط على قوات المعارضة، يتم من خلالها القصف على المدنيين، في جبل الزاوية وريفي إدلب الغربي والشرقي. كلما اشتدت وتيرة المعارك هناك ﻹجبار المقاتلين على التراجع ومنعهم من التقدم.
وقال القائد الميداني في الجبهة اﻹسلامية، عبدو الفيصل، لـ”المدن”: “إن السيطرة على المعسكر، تعني نقل العمليات العسكرية والمقاتلين جنوباً لفتح الطريق والتقدم نحو حمص التي سيطر عليها النظام مؤخراً. وانهاء هذا المعسكر، تعني فعلياً فتح جبهات جديدة، وصولاً إلى دمشق”.
يبدو بأن الثورة السورية اتخذت مساراً جديدا مع تقدم الحرب، حيث تُظهر استمرارية المعارك الدائرة في الشمال السوري، إمكانية استخدام تقنيات جديدة في القتال. بالتزامن مع ذلك، فإن هذه العمليات وقربها من إحكام السيطرة على معسكر وادي الضيف، تُحقق لمقاتلي المعارضة المسلحة تقدماً مهماً، يقابله فشلٌ لقوات النظام وخسارتها لأهم معاقلها في الشمال.
لندن ترفع مستوى تمثيل المعارضة السورية إلى بعثة دبلوماسية
رفعت السلطات البريطانية مستوى تمثيل مكتب المعارضة السورية في لندن الى بعثة دبلوماسية. وذلك بعد اسبوع من اتخاذ الولايات المتحدة الأميركية لذات القرار.
لندن: قررت لندن رفع مستوى تمثيل مكتب المعارضة السورية في العاصمة البريطانية الى بعثة دبلوماسية، كما اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الخميس بعد اسبوع على مبادرة رمزية مماثلة من واشنطن.
وصرح وزير الخارجية البريطاني الذي يرئس اجتماعا جديدا لمجموعة اصدقاء سوريا التي تضم 11 دولة بحضور رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا “لقد قررنا رفع مستوى المكتب التمثيلي للائتلاف الوطني الى بعثة، اعترافا بقوة شركائنا”.
ومنذ أسبوع، أعلنت واشنطن رفع مستوى تمثيل الائتلاف الوطني السوري المعارض في الولايات المتحدة إلى بعثة دبلوماسية.
وقالت واشنطن حينها: “كجزء من التزامنا الثابت في دعم المعارضة السورية المعتدلة وتعزيز الجهود الرامية إلى مساعدة المحتاجين داخل سوريا، تعلن الولايات المتحدة تدابير إضافية لدعم الائتلاف السوري والتنسيقيات المحلية فضلاً عن أعضاء المعارضة المسلحة المعتدلة ولتعزيز علاقاتنا مع المعارضة السورية، يسعدنا أن نعلن أنّ مكاتب تمثيل الائتلاف في الولايات المتحدة هي الآن بعثات دبلوماسية وذلك وفقاً لقانون البعثات الدبلوماسية”.
المقاتلون الخارجون من حمص يتأقلمون مجددًا مع نمط الحياة العادية
وكالات
عاد المقاتلون الخارجون من مدينة حمص القديمة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية لكنهم يشعرون بالغربة في الريف الذي يعيشون فيه، لأنهم اكتشفوا أن كثيرًا من الناس يعيشون حياة طبيعية بينما كانوا هم تحت القصف والحصار.
بيروت: يتذوق مقاتلو المعارضة السورية الذين خرجوا من حمص بعد سنتين من الحصار ابسط ملذات الحياة كالاكل والنوم، من دون أن يفقدوا الامل بالعودة يومًا الى مدينتهم التي باتت تحت السيطرة شبه الكاملة لقوات النظام.
ويقول الناشط ابو الجود، وهو من الذين خرجوا من حمص الاسبوع الماضي بموجب تسوية بين النظام ومقاتلي المعارضة، لوكالة فرانس برس عبر الانترنت “تركنا الارض التي حوصرنا فيها لمدة سنتين من دون أي مقومات حياة. كنّا متعبين جداً. خلال الاشهر الاخيرة، اقتصر طعامنا على الاعشاب وعلى ورق الشجر”.
ويضيف الشاب المولود في حمص في اشارة الى المقاتلين: “الشباب اليوم يأكلون ثماني مرات في اليوم، وينامون كثيرًا”.
وبين الاربعاء والجمعة من الاسبوع الماضي غادر حوالى الفي شخص، غالبيتهم من المقاتلين، احياءً من مدينة حمص القديمة التي حاصرتها القوات النظامية لمدة سنتين، وتدهورت فيها الظروف المعيشية الى درجة أن توفي عدد من سكانها نتيجة الجوع أو نقص الادوية، بينما اقتات الباقون من القليل المتوافر. وكانت هذه الاحياء تتعرض بانتظام لقصف وهجمات.
ويروي ابو الجود الذي كان يعمل محاسباً قبل الحرب: “كنّا بحكم الاموات وعدنا الى الحياة”، ويضيف ضاحكًا: “في اول وجبة طعام حصلنا عليها بعد خروجنا، كان هناك بصل رحنا نقضمه كأننا نأكل تفاحًا، ونطلب المزيد”.
الا انه يشير الى أن الخارجين من الحصار يشعرون بالغربة في الدار الكبيرة، البلدة التي لجأوا اليها بمعظمهم، في ريف محافظة حمص. ويقول “نذهب الى السوق، فنرى أن الناس كانوا يواصلون حياتهم العادية، بينما كنا نحن تحت القصف”.
واطلق المعارضون على مدينة حمص اسم “عاصمة الثورة” نتيجة كثافة التظاهرات والتحركات المناهضة للنظام في بداية الحركة الاحتجاجية في 2011، وكانت كذلك المنطقة التي انطلقت منها شرارة عسكرة النزاع.
ويقول حجي أيمن، وهو احد الخارجين بموجب اتفاق غير مسبوق منذ بدء الازمة، سمح للمقاتلين بالانسحاب من حمص بأسلحتهم الفردية قبل دخول قوات النظام اليها، انه كان “قبل الثورة يعمل في مصنع حلويات ومحل لبيع قطع السيارات”، ثم تحول الى منظم اعتصامات وتظاهرات ضد النظام و.. واحد من شعراء “الثورة”.
حجي ايمن الذي يطلق عليه رفاقه اسم “الجندي المجهول”، هو صاحب شعارات “ايه ويلا، ما منركع إلا لله”، واغنية “يا وطننا يا غالي” التي انتشرت على كل مواقع التواصل الاجتماعي. ويقول لفرانس برس “لم نكن نعرف شيئاً عن السلاح، النظام باستخدامه السلاح ضدنا دفعنا الى حمله. فهو لا يفقه لغة الصوت والكتاب”.
على الرغم من انهم يتمتعون بلحظات الحرية والعيش الطبيعي، لكنّ المقاتلين يحلمون بالعودة الى حمص.
ويقول حجي أيمن: “خرجنا لاننا كنّا جائعين جدًا، ومتعبين جدًا، وظمآنين جدًا. لكن حمص ستعود ان شاء الله. ونحن نعمل على اعادة تنظيم الصفوف”، واصفاً الاشخاص الذين خرجوا من حمص المحاصرة بـ”الابطال”. ويضيف: “سنحارب النظام في المناطق التي يتواجد فيها”.
ويشير الى أن عدداً كبيراً من الخارجين من حمص هم من الجرحى، مضيفًا أن “حوالى مئة منهم يعانون من اصابات خطرة، ولا يمكن تأمين علاج لهم في الريف الشمالي”، حيث هم حاليًا في منازل مختلفة.
ويقول أيمن: “نحن خرجنا من حصار الى آخر، فريف حمص واقع ايضاً تحت الحصار. نريد اخراج المصابين الى الاردن أو الى تركيا… وعدونا بنقلهم في سيارات للهلال الاحمر، لكننا لم نرَ شيئًا بعد”.
ويتحدث ابو الحارث الخالدي الذي شارك في التفاوض حول عملية الانسحاب بتأثر عن العملية، قائلاً: “عندما خرجت بالباصات مع اخواني من المنطقة المحاصرة باتجاه الدار الكبيرة، لم أتمالك نفسي وذرفت الدمع، لانني واثق من أن الرجوع الى حمص يحتاج الى وقت طويل”.
وابو الحارث من خريجي جامعة الازهر- قسم الشريعة، وقد اعتقل قبل الازمة لمدة خمس سنوات في سجن صيدنايا، بسبب آرائه السياسية. “خرجت من السجن قبل الثورة باربعين يومًا تقريبًا. وفي اول تظاهرة ضخمة قرب الساعة الجديدة في وسط حمص، اعتقلت مجددًا لمدة 45 يومًا عانيت فيها أكثر من معاناة السنوات الخمس”.
وشارك ابو الحارث في “العمل المسلح”، كما يقول “بعدما رأيت تغول النظام في سفك الدم”.
بعد كل المعاناة، اكثر ما يفتقد اليه ابو الحارث هو رؤية افراد عائلته. ويقول: “لم يبقَ من أهلي داخل سوريا الا اخي الصغير. لم ارَ أمي منذ سنة كاملة، وكلما تحدثت اليها عبر الهاتف، تبكي وتقول لي: لم أهنأ بخروجك من السجن”.
على الرغم من ذلك، يتمسك ابو الحارث بالتصميم على رؤية الهدف الذي من أجله انخرط في “الحراك الثوري” اولاً ثم في القتال وصولاً الى معاناة الحصار القاسية، يتحقق. ويقول: “نحن عاصمة الثورة، وسنبقى رمزًا لكل الثورة بكل شيء… حتى في تشردنا، لنري العالم أن ثمن الحرية مرتفع جدًا، وفي سبيلها يهون كل شيء”.
الحلقي يرفع العلم السوري وسط حمص
وفي أول زيارة يقوم بها مسؤول في النظام السوري إلى مدينة حمص بعد خروج المقاتلين، افتتح رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي “ساحة الشهداء” وسط حمص، ورفع العلم السوري فيها.
كما تفقد عدداً من المشاريع الصناعية والمعامل الواقعة في منطقة حسياء، وفق ما أعلنت الحكومة.
ويتواصل رفع الانقاض وإعادة فتح الطرقات في احياء حمص القديمة، فيما باشرت السلطات المختصة حسب قولها بإصلاح شبكات الكهرباء والهاتف.
استقالة الإبراهيمي والانتخابات نعي لإمكانية حل أزمة سوريا
أ. ف. ب.
يشعر الأخضر الإبراهيمي أن المخارج الممكنة لإنهاء الأزمة السورية أغلقت الواحدة تلو الاخرى، لا سيما بعد اعلان النظام السوري تنظيم انتخابات رئاسية متجاهلاً تماماً مطالبة المعارضة بتنحي الاسد وبتشكيل هيئة حكم انتقالية تضم ممثلين عن الطرفين.
دمشق: بدا الاعلان عن استقالة الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي بمثابة نعي للجهود الدبلوماسية من اجل ايجاد تسوية سلمية للنزاع المستمر منذ ثلاث سنوات، في وقت يقترب موعد الانتخابات الرئاسية المرفوضة من المعارضة والغرب، والتي ستكرس بقاء الرئيس بشار الاسد على رأس السلطة.
وفيما يفتح الاعلام السوري صفحاته وأثيره للحملات الممهدة للانتخابات الرئاسية المحددة في الثالث من حزيران/يونيو، والتي وصفتها واشنطن بـ”المهزلة”، جدد المسؤولون الاميركيون التأكيد في حضور رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا أن “لا مكان للاسد في مستقبل سوريا”.
واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء قراره قبول استقالة الابراهيمي، الذي سيغادر منصبه في 31 ايار/مايو.
واشاد بـ”الصبر والمثابرة” اللذين تحلى بهما الدبلوماسي الجزائري (80 عامًا)، الذي كلف من الامم المتحدة وجامعة الدول العربية التوسط في الملف السوري سعيًا لايجاد تسوية لنزاع اوقع اكثر من 150 الف قتيل في ثلاث سنوات.
وأسف لكون الطرفين المعنيين بالازمة “وخصوصا الحكومة، اظهرا ترددًا كبيرًا في الافادة” من فرصة التفاوض التي اشرف عليها الابراهيمي في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الماضيين.
غير أنه انتقد ايضاً عجز مجلس الامن الدولي قائلاً: “فشلنا جميعًا”.
واعرب الابراهيمي من جهته عن “حزنه الكبير لمغادرة منصبه فيما تمر سوريا بوضع بالغ السوء”. ووصف الوضع بأنه “صعب جدًا، ولكنه غير ميؤوس منه”، مضيفًا: “لا يوجد سبب للاستسلام”.
وبذل الابراهيمي، رجل المهام الصعبة اقصى جهوده لوضع حد للنزاع الدامي. وكان يردد أنه يتمتع بالصبر الكافي للوصول الى مرحلة الولوج الى الحل.
لكن احد اصدقائه روى اخيرًا لوكالة فرانس برس أنه شعر بعد سنتين من تعيينه أن المخارج الممكنة للازمة أغلقت الواحدة تلو الاخرى، لا سيما بعد اعلان النظام السوري تنظيم انتخابات رئاسية متجاهلاً تماماً مطالبة المعارضة بتنحي الاسد وبتشكيل هيئة حكم انتقالية تضم ممثلين عن الطرفين.
ولم تحظَ استقالة الابراهيمي باهتمام كبير في الاعلام السوري. واكتفت صحيفة “الوطن” الخاصة القريبة من السلطات بوصف الابراهيمي بأنه “رجل السعودية”، مضيفة: “انكشف انحيازه للمعارضة على مدار الفترة الماضية خصوصاً خلال مؤتمر جنيف-2″، معتبرة ذلك “أهم أسباب إخفاقه في مهمته الأممية”.
من جهة أخرى، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” عن مندوب سوريا في الامم المتحدة بشار الجعفري قوله إن “الكثير من الأخطاء ارتكبت خلال فترة عمل” الابراهيمي “ومنها تدخله في الشأن الداخلي السوري فالوسيط لا يتدخل في شأن سيادي لأي دولة”. واضاف: “من السابق لاوانه الكلام عن خليفته”.
في هذا الوقت، ترتفع يومًا بعد يوم في دمشق لافتات وصور جديدة في اطار الحملة الانتخابية التي يقوم بها الاسد تحت عنوان “سوا”، علماً أن لا منافس جديًا في مواجهته.
وافاد صحافيون في فرانس برس أن شعارات جديدة ارتفعت خلال الساعات الاخيرة وبينها “سوا… (سوريا) بترجع احلى”، و”بيرجع الامان.. سوا”، وسوريا “اقوى.. سوا”.
ويواظب المرشحان اللذان سيواجهان الاسد من جهتهما على الظهور في احاديث تلفزيونية وصحافية رتيبة في مضمونها.
فقد صرح المرشح حسان النوري في مقابلة مع الموقع الالكتروني لتلفزيون المنار اللبناني التابع لحزب الله، أن “الجيش العربي السوري (…) خط احمر”، مشيدًا بدوره وبواجبه تجاه تحرير الأراضي السورية كاملة.
وانتقد تركيا قائلاً إنه لا يثق “بأردوغان وحزبه وحكومته”، خصوصاً “بعد ما أقدمت عليه من تدخل في دعم الإرهاب على سوريا”. وقال إن كل السوريين يرفضون تصرفات “الاسرة الحاكمة في السعودية”. وابدى إعجابه بالرئيس الراحل حافظ الأسد.
واكد المرشح ماهر حجار في حديث الى تلفزيون “الاخبارية” السوري أن بلاده “تخوض حربًا ضد قوى خارجية عربية وإقليمية ودولية تريد استهداف الشعب السوري بكل فئاته وأطيافه”، مضيفًا أن أحد أسباب ترشحه “هو الإرهاب الذي تتعرض له سوريا”. وقال “لا بد أن يتقدم أحد ويقول كفى لكل ما يحدث من القتل المجاني والدم والدمار والخراب”.
في المقابل، سجلت واشنطن خطوة جديدة لابراز دعمها للمعارضة السورية عبر انضمام الرئيس باراك اوباما الى اجتماع في البيت الابيض بين رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا ومستشارة البيت الابيض للامن القومي سوزان رايس.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الاميركية أن اوباما ورايس “كررا أن بشار الاسد فقد كل شرعية في قيادة سوريا، وأن لا مكان له في مستقبل” البلاد.
الا أن بيان البيت الابيض لم يأتِ على ذكر الطلب الذي تقدم به الجربا للحصول على اسلحة نوعية للمعارضة المسلحة لتأمين بعض التوازن على الارض مع ترسانة القوات النظامية.
وتخشى واشنطن أن تقع مثل هذه الاسلحة في ايدي مجموعات متطرفة معادية للولايات المتحدة أو حلفائها.
موسكو: الموفد الى سوريا يجب ان يحظى بإحترام النظام والمعارضة
أ. ف. ب.
موسكو: صرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الخميس ان على الموفد الدولي الجديد لسوريا ان يكون “سياسيا يحظى باحترام” ويعترف به في آن النظام السوري والمعارضة.
ونقلت وكالة الانباء الروسية ريا نوفوستي عن غاتيلوف قوله خلال مؤتمر صحافي “يجب ان يكون سياسيا يحظى باحترام وتقبل به الحكومة السورية والمعارضة. شخصية قادرة على اعطاء دفع لعملية تسوية” الازمة السورية.
وكان الموفد الدولي الى سوريا الجزائري الاخضر الابراهيمي اعلن الاربعاء استقالته ورحب بها النظام السوري الذي كان يتهمه بالانحياز الى المعارضة.
ويأتي ذلك بينما تجري حملة للانتخابات الرئاسية في المناطق التي يسيطر عليها نظام الاسد، قبل ثلاثة اسابيع من موعد الاقتراع الذي وصفه الغربيون بانه “مهزلة”.
واعلن غاتيلوف ان اجتماعا حول الازمة السورية بين روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة قد يعقد بعد تعيين الوسيط الجديد.
وقال ان “اجتماعا ثلاثيا لن يكون له معنى الا بعد تعيين الوسيط الجديد”.
واقر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء بانه “يحتاج الى وقت لايجاد الشخص المناسب” لهذه المهمة.
هدنة في أول معاقل «الحر» جنوب دمشق.. والمعارضة توحد جهودها في حماه ودير الزور
بيروت: نذير رضا
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل أكثر من 850 معتقلا تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ مطلع العام الحالي، بينهم 15 طفلا وست نساء، معربا عن خشيته من أن يكون مصير 18 ألف معتقل مفقود، مشابها. وفيما تواصلت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في محافظات حلب وحماه وريف دمشق ودرعا، توحدت كتائب دير الزور، رسميا، لمنع سقوط المدينة بيد مهاجمي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وجاء ذلك بينما توصل المعارضون في حي القدم بدمشق إلى هدنة مؤقتة مع النظام، وهو أول حي سيطر عليه مقاتلو الجيش السوري الحر جنوب دمشق، في أبريل (نيسان) 2012.
وشهد حي القدم جنوب دمشق هدوءا نسبيا، بعد دخول الهدنة المؤقتة بين القوات الحكومية السورية والمقاتلين المعارضين، حيز التنفيذ. وأعلن المجلس المحلي في الحي التوصل إلى اتفاق لوقف النار مع القوات الحكومية، يشمل مناطق بورسعيد والمادنية وجورة الشريباتي وحي العسالي في ظل القصف الممنهج التي تتعرض له تلك الأحياء، مشيرا، في بيان، إلى أن مدة الاتفاق تستمر لأسبوع كامل قابل للتمديد بحال عدم خرقه، في مقابل التزام قوات النظام بإيقاف تام لعمليات تهديم المنازل التي تمارسها في حي القدم.
وأكد المرصد السوري التوصل إلى هذه الهدنة، وهي استكمال للاتفاقات التي تعقدها دمشق مع مقاتلي المعارضة جنوب دمشق، وتلي اتفاق المعضمية ومخيم اليرموك. وتعد القدم وداريا، آخر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بمحاذاة حدود دمشق الإدارية من جهة الجنوب.
ويؤكد عضو مجلس الثورة بريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» أن حيي القدم والتضامن المتلاصقين كانا أول الأحياء التي شهدت ظهور جيش السوري الحر وسيطرته عليها في أبريل 2012، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يشبه الاتفاقات الأخرى التي عقدها النظام بوساطة فعاليات المناطق مع المعارضة لتحييدها عن القتال. وقال إن «القوات الحكومية كثفت أخيرا من وتيرة القصف لأحياء القدم وهدم البيوت المرتفعة لمنع مقاتلي المعارضة من كشف مرصد المدفعية الواقع في منطقة البوابة التي تصل القدم بحي الميدان وتقصف مواقع المعارضة بالحجر الأسود»، مشيرا إلى أن الحي تسيطر عليه كتيبة تابعة لـ«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» المعارضة.
في موازاة ذلك، تواصلت الاشتباكات في داريا وسط قصف تعرضت له المنطقة. وقال ناشط من داريا لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الحكومية، وبهدف إنشاء مسافة فاصلة مع مقاتلي المعارضة، هدمت ثمانية مبان تقع من الجهة الغربية لمقام سكينة داخل داريا الذي يشهد اشتباكات مستمرة، وهي الجبهة الأبرز التي تشهد معارك بين الطرفين في داريا».
وفي مقابل الهدنة جنوب دمشق، أعلنت عدة كتائب وألوية إسلامية وكتائب وألوية مقاتلة في حماه عن تشكيل غرفة عمليات (فتح من الله) التي ستتولى مهمة تحرير الريف الشمالي الغربي لمحافظة حماه وصولا إلى مدينة حماه، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة كرناز، كما قصف الطيران المروحي بعد منتصف ليل أمس مناطق في قرية الأمينات في ريف حماه الغربي.
وعلى خط توحد الجهود في حماه، أفاد المرصد السوري باتفاق الكتائب والفصائل والفعاليات داخل مدينة دير الزور باعتبار المدينة خطا أحمر وتجنيبها جميع الصراعات الحاصلة كونها ساحة معركة مع النظام وخط تماس أول، كما اتفقوا على منع جميع الفصائل المقاتلة من نقل الصراع لداخل المدينة، واعتبار الفصيل الذي يقتحمها «خصما وتوجب مقاتلته». وأكد المجتمعون أن القرارات التي يوافق عليها الأغلبية تعتبر ملزمة للجميع وعليهم الرضوخ لها والالتزام بها ما لم تخالف شرع الله. ويأتي هذا الاتفاق بالتزامن مع خوض الكتائب الإسلامية ومقاتلي الجيش الحر معارك ضارية ضد تنظيم «داعش».
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل أكثر من 850 معتقلا تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ مطلع العام الحالي.
وأكد المرصد السوري ارتفاع عدد القتلى الذين تمكن من توثيقهم داخل المعتقلات وأقبية الأفرع الأمنية السورية وثكنات النظام العسكرية، منذ بداية العام الحالي، وحتى ليل أول من أمس، إلى «847 شهيدا ممن تم إبلاغ عائلاتهم وذويهم بمفارقتهم للحياة، بينهم 15 طفلا دون الـ18 من العمر، وست نساء». وأوضح المرصد أن هؤلاء قضوا نتيجة تعرضهم للتعذيب والإعدام الميداني وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية، وحرمانهم الأدوية والعلاج الذي يحتاجونه.
ورجح المرصد، في تقرير أصدره أمس، أن يكون العدد الفعلي للقتلى «أكبر من الرقم الموثق»، نظرا لأن عشرات الآلاف من السوريين يقبعون في السجون والمعتقلات، بينهم 18 ألف معتقل مفقود (…) يخشى المرصد السوري أن يكونوا لاقوا مصيرا مشابها للشهداء الـ847. ولفت إلى أن آلاف المعتقلين يتعرضون لأساليب تعذيب وحشية تسببت بحالات الوفاة، أو الإصابة بأمراض مزمنة، مترافقة مع حرمان من الغذاء والأدوية والعلاج اللازم.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن عدد ضحايا التعذيب يتزايد في الفترة الأخيرة، عازيا الأمر إلى عدم وجود رادع للنظام، مشيرا إلى أنه بات يسلم الجثث إلى ذويها وكأن شيئا لم يحصل. وأضاف «عندما لا يجد المجرم من يحاسبه، يستمر في ارتكاب الجرائم».
حركة «النزوح الداخلي» في سوريا الأكبر في العالم.. و فرار عائلة كل دقيقة
9500 نازح يوميا.. واللاذقية وطرطوس والسويداء تحتضن أغلبهم
بيروت: «الشرق الأوسط»
تصدرت سوريا قائمة البلدان التي تشهد نزوحا داخليا في العالم خلال عام 2013، مع وصول عدد الفارين بسبب النزاع المستمر إلى 9500 شخص يوميا؛ إذ يسجل نزوح عائلة واحدة على الأقل كل دقيقة، بحسب ما جاء في تقرير صادر عن «مركز رصد النزوح الداخلي» وهو جزء من المجلس النرويجي للاجئين.
وأشار التقرير الصادر أمس إلى ارتفاع عدد النازحين الذين شردتهم الحروب في مختلف أنحاء العالم خلال عام 2013 إلى 33.3 مليون شخص. وكشف أن «63 في المائة من الرقم القياسي البالغ 33.3 مليون نازح داخليا، جاؤوا من خمس دول متضررة من النزاعات هي: سوريا وكولومبيا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان»، موضحا أنه ومنذ بداية النزاع السوري في عام 2011، ارتفع النزوح الداخلي في المنطقة إلى نحو خمسة أضعاف ما كان عليه قبل عشر سنوات.
وذكر التقرير أن سوريا تشهد أكبر أزمات النزوح في العالم وأسرعها تفاقما، لافتا إلى أن نسبة النازحين السوريين داخل بلادهم تبلغ 43 في المائة. وبحلول نهاية عام 2013، كان 8.2 مليون شخص قد نزحوا حديثا على مدار العام، بزيادة قدرها 1.6 مليون نازح جديد عن العام السابق. وهذا الأمر يمثل زيادة مذهلة تبلغ 4.5 مليون نازح على الرقم المسجل في عام 2012، مما يشير إلى ارتفاع قياسي للعام الثاني على التوالي.
وفي هذا الإطار، يشير رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «العدد الأكبر للنازحين داخل سوريا يتمركز في ثلاث محافظات رئيسة، هي اللاذقية وطرطوس والسويداء، إضافة إلى مدينتي حماه ودمشق»، مشيرا إلى أن «نحو تسعة ملايين مواطن سوري في الداخل بحاجة إلى مساعدات غذائية وطبية عاجلة، بينهم أكثر من مليونين في طرطوس واللاذقية».
وأوضح ريحاوي أن «الأرياف تستقبل النسبة الأكبر من النازحين»، مشيرا إلى أن «معظم الهاربين إلى حماه هم من حمص والرستن وتلبيسة في ريف حمص، وسهل الغاب في ريف حماه، فيما يلجأ الميسورون ماديا بشكل عام إلى العاصمة حيث لا يصمدون كثيرا بسبب غلاء المعيشة ويصبحون كمعظم النازحين بحاجة إلى المساعدات».
وأكد ريحاوي أن «هذه التجمعات تضاعف من حدة المعاناة التي يعيشها السوريون بسبب النقص الحاصل في المواد الغذائية والطبية وتفشي الأمراض في صفوفهم». وتطرق إلى مشكلة توزيع المواد الغذائية، مشيرا إلى أن «مؤسسات الإغاثة الدولية تتعامل بشأنها فقط مع النظام الذي يحصر توزيعها على المناطق الموالية له، أو تصل إلى أيدي (تجار الحروب) الذين يبيعونها في السوق السوداء بأسعار خيالية».
وكان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أعلن في إحصائية له نشرها قبل أسبوعين، وصول عدد النازحين في داخل سوريا إلى ما يقارب 8.8 مليون، مقابل 3.2 مليون لاجئ خارج سوريا. ولفتت الإحصائية إلى أن «خمسة ملايين ونصف المليون طفل بحاجة إلى مساعدة، منهم أربعة ملايين و300 ألف داخل سوريا، و2.8 مليون طفل سوري خارج التعليم، و8 آلاف حالة اغتصاب».
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند إن التقرير الذي صدر بمقر الأمم المتحدة في جنيف، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، «كشف عن واقع الحياة المخيف داخل سوريا، التي تعاني الآن من أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم». وأوضح أن «الجماعات المسلحة لا تسيطر على المناطق التي توجد فيها مخيمات النازحين داخليا فحسب، بل إن هذه المخيمات تدار بشكل سيئ، ولا توفر ما يكفي من المأوى والصرف الصحي، وإيصال المعونة محدود». وبالإضافة إلى ذلك، يكشف تقرير «مركز رصد النزوح الداخلي» كيف أن القصف المدفعي والغارات الجوية استهدفت تجمعات كبيرة للنازحين داخليا بشكل خاص.
المياه تعود إلى حلب بعد 11 يوما من الانقطاع
جمعية مسيحية ناشدت تدخل بابا الفاتيكان
بيروت: بولا أسطيح
استيقظ سكان مدينة حلب صباح أمس على خبر عودة المياه إلى أحيائهم بعد انقطاع دام 11 يوما، فانشغلوا بتعبئة خزاناتهم وبأعمال التنظيف بعدما أفيد قبل أيام بعشرات حالات التسمم نتيجة شرب مياه ملوثة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إن المياه بدأت تعود بشكل تدريجي إلى المدينة، لكن ليس كالمعتاد، بعد التوصل لاتفاق عن طريق مبادرة حلب الأهلية، على أن تسمح جبهة النصرة بإعادة ضخ المياه إلى كل أحياء المدينة.
وكان المرصد السوري اتهم جبهة النصرة، بإيقاف عمل مضخة حي «سليمان الحلبي» التي توزع المياه إلى الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة شرقا وتلك الخاضعة لسيطرة القوات النظامية غرب حلب. ولم تنجح الجبهة بوقف إمدادات المياه إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من دون أن يؤثر ذلك على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وطالبت منظمة «الصحة العالمية» أطراف النزاع في سوريا، في وقت متأخر من ليل أول من أمس، بإعادة توفير مياه الشرب على الفور إلى حلب، معربة عن انزعاجها إزاء التقارير الأخيرة بشأن انقطاع المياه «المتعمد»، مضيفة أن ذلك «سيؤثر على الحياة اليومية لـ2.5 مليون شخص».
وأشارت المنظمة في بيان إلى أن «توافر المياه الصالحة للشرب في سوريا هو ثلث ما كان عليه قبل بدء الأزمة في 2011»، لافتة إلى أن «استخدام المياه غير المنتظم، ومصادر المياه الجوفية غير المحمية تعرض الناس لمخاطر عالية من الإسهال والتيفويد وشلل الأطفال».
بدورها، حثّت جمعية «الإخوة المريميون الكاثوليك» في حلب يوم أمس بابا الفاتيكان بالتدخل لدى المجموعة الدولية لإعادة الماء إلى المدينة، واصفين قطع الماء بالـ«جريمة».
وعد الناطق باسم الجمعية الأخ جورج سبع، في بيان، أنّه «لا يجوز معاقبة شعب لأنه يعيش في مدينة، ولأنه رفض الانحياز إلى هذا الطرف أو ذاك»، مؤكدا أنه «منذ أكثر من عشرة أيام لم تعد هناك نقطة ماء في الصنابير، والناس مضطرون لاستقاء الماء غير الصالحة للشرب دائما من الآبار في المساجد والكنائس».
وكانت الخارجية السورية اتهمت مطلع الأسبوع «المجموعات الإرهابية» بقطع المياه عن ثلاثة ملايين نسمة من سكان حلب، وذلك في رسالتين وجهتهما إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن. واشتكى عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الموجودين في مناطق خاضعة لسيطرة النظام من عدم وصول المياه إليهم، وخصوصا في منطقتي السريان الجديدة والقديمة.
وقال محمد الحلبي، الناشط السوري في حلب، لـ«الشرق الأوسط»، إن كل سكان حلب، سواء في الأحياء التي يسيطر عليها النظام أو المعارضة، انشغلوا أمس بالاستفادة من المياه، مضيفا: «أينما تنقلت في أنحاء المدينة سمعت صوت المياه في المنازل، من يغسل ومن يجلي ومن يُعبّئ خزاناته خوفا من تكرار الانقطاع مرة أخرى».
وأوضح الحلبي، أن «جبهة النصرة سمحت بتشغيل المضخات ودخول صهاريج المحروقات إلى حي سليمان الحلبي، مما أعاد المياه ولو بكميات محدودة إلى المدينة»، لافتا إلى أن «الانقطاع المتواصل للكهرباء التي لا تتوفر إلا لأربع ساعات يوميا شكّلت عاملا سلبيا إضافيا منع الكثيرين من سحب المياه لتخزينها». وتابع: «يمكن القول إن المياه عادت إلى حلب بعد 11 يوما من الانقطاع الفعلي، و25 يوما من الانقطاع المتقطع، علما بأنّها قبل ذلك لم تكن متوفرة إلا كل أربعة أيام».
وكانت عشرات الصور من حلب أظهرت حجم المأساة التي ترزح تحتها المدينة، بحيث ظهر عدد من الأولاد يشربون المياه من بؤر ملوثة على الطرقات ويصطفون بطوابير ضخمة على الآبار في المساجد والمدارس حاملين الأواني والأوعية.
يُذكر أن حلب مقسومة بين أحياء يسيطر عليها النظام غربا وأخرى تسيطر عليها قوات المعارضة شرقا منذ عام 2012. وتضم ما بين 1.5 ومليوني نسمة في مقابل 2.5 مليون كانوا يعيشون في المدينة قبل اندلاع الأزمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
“أصدقاء سوريا” يتفقون على زيادة المساعدات للمعارضة ويرفضون الانتخابات
24 – د ب أ
ندد وزير الخارجية البريطاني ويليم هيغ بخطة النظام السوري لإقامة انتخابات رئاسية في الوقت الحالي.
وجاء تصريح هيغ في ختام لقاء جمع 11 وزيراً للخارجية من مجموعة أصدقاء سوريا في لندن اليوم الخميس، في محاولة لـ “تنشيط” عملية سلام تقول بريطانيا إنها توقفت بسبب “عناد” النظام السوري. وأضاف هيغ إن المجتمعين قرروا عدم الاعتراف بهذه الانتخابات. وأنهم اتفقوا على زيادة المساعدات للمعارضة السورية. وأضاف الوزير البريطاني إن الحل العسكري في سوريا غيرمطروح رغم ابتعاد الحل السياسي بعد فشل مؤتمر جنيف.
ووصلت جهود التفاوض حول إنهاء الصراع في سوريا إلى طريق مسدود بعدما انتهت مباحثات السلام في جنيف أوائل العام الجاري بدون حسم.
ويأتي اجتماع لندن بعد أيام من استقالة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي وقبل أقل من ثلاثة أسابيع من خوض الرئيس السوري بشار الأسد الانتخابات حيث يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثالثة مدتها سبع سنوات .
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الإبراهيمي وسلفه كوفي عنان لم يتمكنا من الحصول على الدعم اللازم من جانب المجتمع الدولي.
كما سينضم رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا إلى الأحد عشر وزيراً وبينهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري .
عنف عشوائي
وأفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن المحادثات سوف تركز على كيفية تحسين وصول المساعدات الانسانية، وقال: “يأتي هذا الاجتماع في وقت يشيع فيه العنف العشوائي من جانب النظام ضد المدنيين، وفي ظل خطط لإجراء انتخابات سوف تكون محاكاة فجة للديمقراطية، و(في ظل) فشل النظام الكامل لتقديم مساعدة إنسانية”. وأضاف: “الآن هو الوقت المناسب لكي تتكاتف الدول التي تدعم المستقبل الديمقراطي لسوريا وبدون الأسد لمناقشة كيف ندفع في اتجاه هذا الهدف”.
ومن المحتمل أن يضغط الوزراء على نظام الأسد بسبب ترسانته من الأسلحة الكيماوية بعدما ذكرت جماعة حقوقية مؤخراً أنه تم استخدام غاز الكلور في سوريا.
ووافقت سوريا العام الماضي على تسليم أسلحتها الكيماوية من أجل تدميرها بحلول يونيو (حزيران).
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إنه تم تسلم نحو 90% من أسلحة سوريا الكيماوية، لكن دمشق لا تلتزم بمواعيدها النهائية.
ولقي ما لا يقل عن 200 ألف شخص حتفهم جراء الصراع في سورية الذي بدأ في مارس (آذار) 2011 بمظاهرات سلمية ضد حكم الأسد.
وتتألف مجموعة “لندن 11” من مصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأردن وقطر والسعودية وتركيا والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة.
حرب الأنفاق .. تكتيك جديدة لثوار حلب
حسن قطان-حلب
تتطلب الحاجة الملحة ضمن معركة مصيرية للمعارضة في حلب، التغير المستمر في نمط قتال قوات النظام بما يتناسب مع الظروف التي تطرأ على الأرض والأهداف التي تصبو إليها، مما دفع المقاتلين مؤخرا للبدء بسياسة جديدة جعلت من الأنفاق ركيزة لها.
ولجأ الثوار في حلب القديمة إلى أسلوب حفر الأنفاق وتفجيرها لأول مرة في منتصف فبراير/شباط من العام الجاري، حيث هز انفجار عنيف وسط المدينة ليتضح بعد ذلك أن الانفجار يعود لعملية استهدفت فندق الكارلتون الذي تتمركز فيه قوات النظام السوري.
وبعدها توالت العمليات المماثلة التي استهدفت مواقع للجيش وسط المدينة كثكنة “هنانو” ومبنى القصر العدلي وغرفة الصناعة وجميع هذه المناطق كانت عسكرية حسب المعارضة المسلحة.
ويرى أبو أسعد القيادي في الجبهة الإسلامية والمسؤول عن قطاع حلب القديمة أن النظام السوري قد عمد في الفترة السابقة إلى إحداث فجوات بينه وبين فصائل المعارضة عن طريق تدمير نقاط التماس معه في حلب القديمة، ورصدها بأسلحته الثقيلة كي يمنع تقدمهم نحوه، على حد قوله.
ويضيف أبو أسعد أن هذا الأمر هو ما جعل المعارضة تفكر في كيفية الوصول إلى النظام متجاوزين هذه الفجوات، فكانت الأنفاق خير وسيلة لذلك، وقد أظهرت نجاحا ملحوظا، حسب أبو أسعد.
أهداف عدة
وبشأن ما سببه هذا التكتيك الجديد يتحدث أبو أسعد للجزيرة نت فيقول “عن طريق هذه الأنفاق نضرب مواقع حساسة للنظام ونحدث إرباكا كبيرا في صفوفه، فالعمليات التي نقوم بها غير عبثية، ونحن نخطط وبدراية لطبيعة المنطقة مستفيدين من خبرة المهندسين الطبوغرافيين والمعلومات التي نحصل عليها من أتباعنا في مناطق النظام حتى نضمن نجاح عملياتنا بشكل كامل”.
ويشرح أبو أسعد آلية حفر النفق قائلا إنه يتم قياس المسافة بين المكان المراد بدء الحفر فيه والهدف المطلوب وفق خرائط وخبرة المهندسين الطبوغرافيين ونتبع سياسة أمنية مشددة في العمل حيث لا يطلع على العملية إلا القادة والأشخاص المسؤولون عن الحفر لضمان عدم تسريب المعلومات.
وحسب أبو أسعد يبلغ متوسط طول النفق نحو مائة متر في عمق يصل لثمانية أمتار تحت سطح الأرض، ويتطلب حفر النفق جهدا ووقتا طويلا، حيث يحتاج نفق واحد العمل لمدة شهرين وعلى مدار 24 ساعة متواصلة، كما أن تدمير هدف واحد قد يحتاج لأكثر من نفق.
وتأتي مرحلة التفجير كآخر خطوة يتم القيام بها حيث يتم تعبئة هذه الأنفاق بعشرات الأطنان من المتفجرات التي تتناسب مع حجم البناء المراد استهدافه، ومن ثم تفجيرها عن بعد في لحظة يرى القادة العسكريون أنها مناسبة لضمان نجاح العملية.
وتعد الطبيعة الكلسية التي تمتاز بها التربة في حلب القديمة عاملا مساعدا بالحفر، إضافة لتموضع المدينة القديمة فوق عقدة من الأنفاق القديمة التي يجري الاستفادة منها أيضا.
ويقول حسام الحلبي أحد الناشطين في مناطق سيطرة النظام في حديث للجزيرة نت “لقد أحدثت التفجيرات الأخيرة حالة من الخوف والهلع لدى قوات النظام والشبيحة، فالحديث عن نفق هنا وآخر هناك هو الأمر الذي يشغلهم باستمرار”.
ويضيف حسام الحلبي أن “خطر الأنفاق دفع بقوات النظام إلى حفر خنادق عميقة تتراوح بين 3 و7 أمتار في محيط المباني الأمنية والعسكرية القريبة من الجبهات، لكشف الأنفاق الأرضية للثوار، حيث جرى مؤخرا تكثيف عمليات الحفر بشكل ملحوظ وقطعت الخنادق أحياء العزيزية، ميسلون، دوار السياسية، النيال والمعري، حيث تعد جميع هذه الأحياء قريبة من جبهات القتال”.
وبذلك تتضح معالم حرب عسكرية تحت الأرض يقول ناشطون إنهم أجبروا قوات النظام إلى الولوج إليها، بعد أن توجهت أنظار جميع المراقبين إلى من سيفوز في معركة الشمال السوري.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
29 قتيلا في تفجير قرب معبر حدودي بين سوريا وتركيا
بيروت – فرانس برس
قُتل 29 شخصاً على الأقل بينهم نساء وأطفال، وأصيب العشرات بجروح في تفجير سيارة مفخخة عند معبر باب السلامة في ريف حلب بشمال سوريا على الحدود مع تركيا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس.
وقال المرصد في رسالة بالبريد الإلكتروني إن التفجير وقع في موقف مزدحم للسيارات والحافلات التي تنتقل بين ريف حلب والمعبر.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن “القتلى من المدنيين، وبينهم عدد غير محدد من النساء والأطفال”.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً مروعة قالوا إنها لآثار التفجير، تظهر رجالا يتحلقون حول عدد من الجثث المتفحمة، بعضها مقطع الأطراف.
وتعرض المعبر لهجمات عدة منذ بدء النزاع السوري منتصف مارس 2011، آخرها في فبراير، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة45 آخرين بجروح، بحسب المرصد.
ويسيطر مقاتلون معارضون، بينهم إسلاميون، على الجهة السورية من المعبر الواقع في ريف مدينة أعزاز في محافظة حلب.
وتعرضت معابر أخرى بين سوريا وتركيا لتفجيرات مماثلة، بينها باب الهوى في محافظة إدلب (شمال غرب)، حيث قتل 16 شخصا في تفجير مزدوج بسيارتين مفخختين في يناير.
كيري وهيغ: مكاتب الائتلاف السوري.. بعثات خارجية
العربية نت
أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني ويليام هيغ، أن مجموعة أصدقاء سوريا، التي انعقت في لندن، اليوم الخميس، قررت اعتبار مكاتب الائتلاف السوري المعارض بمثابة بعثات خارجية، في خطوة حاسمة لدعم المعارضة السورية في مواجهة كل من نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمتطرفين.
وقال كيري في مؤتمره الصحفي أن هناك إجماع على ضرورة دعم المعارضة السورية المعتدلة، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية التي ينظمها نظام الأسد فاقدة للشرعية، لأن أكثر من نصف الشعب السوري ما بين مشرد وجائع.
وشدد على تعزيز المساعدات المرسلة للمعارضة السورية، مع العمل على تعزيز العقويات المفروضة على النظام السوري.
وإلى ذلك ، أعلن وزير الخارجية البريطاني، هيغ، في مؤتمر الصحفي، أن لندن ستقدم 30 مليون جنيه إسترليني لدعم المعارضة السورية، وأن الحكومة البريطانية قررت اعتبار مكتب الائتلاف بعثة خارجية.
وأكد أن اجتماع أصدقاء سوريا في لندن اليوم الخميس، ناقش ضرورة التنسيق لمواجهة التطرف.
وأعلن الائتلاف السوري يضم معظم أطياف المعارضة السورية، وأن دعمه هو الخيار الوحيد في مواجهة النظام السوري والمتطرفين.
وذكر أن نظام الأسد لا يستطيع أن يبقى أو يحقق انتصارا عسكريا بعد أن سفك دماء شعبه.
هذا وعقد وزراء خارجية “النواة الصلبة” في مجموعة “أصدقاء سوريا” اجتماعاً في لندن، اليوم الخميس، لردم الفجوة بين الدول الـ11 من جهة، وبين هذه الدول و”الائتلاف الوطني السوري” المعارض إزاء معظم العناصر المطروحة على أجندة المؤتمر الوزاري واختلاف أولويات الدول الغربية والإقليمية.
ووصل وفد “الائتلاف الوطني السوري” المعارض برئاسة أحمد الجربا إلى العاصمة البريطانية أمس الأربعاء، للمشاركة في الاجتماع بعد زيارة إلى واشنطن، تضمنت لقاء رمزياً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وكان وفد “الائتلاف” قدم في واشنطن قائمة بأسماء بعض “الفصائل المعتدلة” لإقناعها بتشغيل مضادات الطائرات في شمال سوريا وجنوبها، في وقت علم أن رئيس المكتب السياسي لـ”حزم” زار واشنطن قبل أيام، ضمن الخطة الجديدة التي تشمل أيضاً تدريب حوالي 600 مقاتل منشق.
واستأنفت واشنطن ولندن قبل أيام تقديم “مساعدات غير فتاكة” إلى المعارضة بعد تجميدها نهاية العام الماضي، بسبب هجوم كتائب إسلامية على مقار لـ”الجيش الحر” قرب حدود تركيا.
وقال وزير الخارجية البريطاني في بيان أمس الأربعاء: “رغم تعطل عملية “جنيف – “2 حالياً، فإن التوصل إلى عملية انتقال سياسية في سوريا عبر التفاوض هو السبيل الوحيدة لإنهاء الصراع وتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا. يجب على النظام السوري ومن يدعمونه معاودة الانخراط بالعملية السياسية، وإبداء جديتهم بالتوصل إلى تسوية سياسية بالاتفاق المشترك بين الطرفين السوريين”. وأوضح المسؤول الغربي أن الدول الغربية ربطت الموافقة على استئناف مفاوضات جنيف بالحصول على “موافقة مسبقة” من روسيا وإيران على انخراط النظام بمفاوضات لتشكيل هيئة حكم انتقالية.
مكاتب لتزوير جوازات السفر للسوريين في شوارع حلب
دبي – قناة العربية
تنشط عمليات تزوير جواز السفر في سوريا مع اشتداد الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية وعدم قدرة كثيرين على استصدار أوراق سفر رسمية والتي يتوجب الحصول عليها الذهاب الى مناطق النظام وعبور نقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان.
وكما يحدث مع الكثير من السوريين، لم يسمح ضابط الحدود التركي لأحمد الهارب من الحرب في سوريا الخروج من نقطة عبور الريحانية، فهو لا يمتلك وثيقة سفر رسمية ولا يستطيع إصدار وثيقة جديدة بما أنه على قائمة المطلوبين للنظام، على حد قوله.
واضطر أحمد لسلك طرق ملتوية للالتحاق بعائلته على الطرف الآخر من الحدود، حيث استأجر مهربا للخروج عبر طرق جبلية غير شرعية.
وجوازات السفر تصدرها وتجددها بشكل حصري حكومة دمشق، فيجد كثير من العالقين في مناطق المعارضة أنفسهم أمام خيارين إما الخروج عبر طرق وعرة وغير آمنة غالبا ما تكون عبر البحر، أو اللجوء الى مكاتب تزوير الأوراق الرسمي والتي تعلن عن نفسها بلافتات واضحة في شوارع مدينة إعزاز بريف حلب.
ويدير مروان أحد هذه المكاتب، ويمنح جواز سفر بتكلفة تصل الى ألفي دولار.
كما يحصل مروان على مواد التزوير اللازمة وخصوصا الختوم المقلدة من عدة مصادر، ويقول: “إن أيا من الجوازات التي زورها لم يتم كشفها لا في نقاط العبور البرية ولا حتى في المطارات”.
ويتزايد عدد السوريين الذين يسعون للرحيل إلى بلدان تمنح حق اللجوء، حيث لم تعد هناك بقعة آمنة من أتون الحرب التي تضرب البلاد منذ ثلاث سنوات وأودت بحياة أكثر من 150 ألف سوري وشردت 9 ملايين آخرين.
جبهة النصرة: داعش خوارج العصر ولا سقوط للأسد قبل استئصالهم بـ”سيف علي”
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — وجه “أبوماريا القحطاني” المسؤول الشرعي في جبهة النصرة وقائد جبهتها الشرقية، الدعوة إلى كافة فصائل المعارضة من أجل قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” قائلا إن النظام السوري لن يسقط قبل سقوطه، واتهمه بأنه “خنجر مسموم” وندد بالهجوم الذي شنه الناطق باسم على زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري.
وقال القحطاني، في رسالته الصوتية التي حملت عنوان “أيها المتردد” وتناقلتها مواقع انترنت على صلة بالجماعات المتشددة، إن “أهل الشام” يعانون الكثير من “الابتلاءات والاختبارات” مضيفا: “النصيريون والروافض يسعون حثيثًا لقتل العباد وتدمير البلاد.. ثم منذ شهور أطل على أهل الشام وجه قبيح آخر وخنجر جديد مسموم تواتر خبثه واستفاض ضرره؛ وهو وجه خوارج العصر ’تنظيم جماعة الدولة‘ الذي اختبأوا كذبًا وزورًا تحت عباءة تنظيم قاعدة الجهاد.”
واتهم القحطاني التنظيم بـ”تكفير المجاهدين واستحلال دمائهم وأموالهم وقطع طرق التموين والإمداد في حمص وغيرها من المناطق، وكشف عورات المسلمين بتسليمهم الثغور إلى النظام وإعانته على استكمال طوق الحصار على حلب.”
وأضاف القحطاني أن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن “حاول ثنيهم عن غيِّهم واستنقاذهم من ضلالهم.. بيّدَ أنهم ضربوا بكل ذلك عرض الحائط” وشدد على ضرورة ضرب التنظيم بالقول “صار متعيِّنًا علينا لإكمال مسيرة الجهاد الشامي استئصال هذا المرض الخبيث وتطهير الساحة الشامية منه، وإنا قد بحثنا في شرع الله فما وجدنا دواءً لهؤلاء إلا سيف علي الذي سلَّه بأمر النبي.. على أجداد خوارج عصرنا في النهروان فاستعان بالله على قطع دابرهم واستئصال شأفتهم.”
وحض القحطاني على توحيد كافة فصائل المعارضة السورة من أجل “قطع أيادٍ آثمة سفكت دماء المسلمين وأعانت الرافضة والنصيريين وأقرت أعينهم و أفرحت قلوبهم.” وتوجه إلى من وصفهم بـ”المترددين” قائلا: “أيها المتردد في قتال خوارج العصر أما علمت أن أعظم الجرائم هو الصدُّ عن سبيل الله وتشويه الدين وتنفير الناس عن تحكيم الشريعة مما يترتب عليه تزين الشرك والباطل؟”
وربط القحطاني سقوط الرئيس بشار الأسد بسقوط داعش قائلا: “سقوط النظام النصيري المجرم وانتصار الجهاد في الشام لم يتم بدون تطهير الساحة الشامية من خوارج جماعة الدولة، وإن التأخر في ذلك تقصيرًا في واجب شرعي عظيم” ورد على الناطق باسم “داعش” الذي كان قد هاجم القرضاوي ودعاه لمبايعة أبوبكر البغدادي بالقول: “لقد تجرأت يا هذا على قادة الجهاد وعدوت قدرك، وجاوزت من أكرموك ممن تمسحت باسمهم مقتاتًا بانتسابك إليهم.”
سوريا.. انفجار قرب معبر حدودي مع تركيا يحصد 29 قتيلاً
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- أكدت مصادر في المعارضة السورية وقوع انفجار ضخم قرب أحد المعابر الحدودية مع تركيا الخميس، أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، فيما ذكرت مصادر حكومية أن قوات الجيش نفذت سلسلة عمليات ضد “تجمعات إرهابيين.”
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن انفجاراً دوى عند “كراج سجو”، القريب من معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا، ناجم عن انفجار سيارة مفخخة، مشيراً إلى أن هناك “معلومات مؤكدة عن استشهاد ما لا يقل عن 17 شخصاً، وسقوط عشرات الجرحى.”
إلا أن المرصد، والذي يُعد أحد أبرز جماعات المعارضة في الخارج، عاد ليؤكد “استشهاد 29 مواطناً، بينهم 3 أطفال، و5 مواطنات”، جراء انفجار سيارة مفخخة قرب المعبر الحدودي مع تركيا، وأشار إلى أن “العدد مرشح للارتفاع، بسبب وجود عشرات الجرحى، بعضهم في حالات خطرة.”
من جانبها، أوردت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” عن مصادر عسكرية قيام القوات الحكومية، الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، بتنفيذ “سلسلة عمليات ضد تجمعات الإرهابيين وأوكارهم، وكبدتهم خسائر كبيرة”، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة.
وقال مصدر عسكري إن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة دمرت تجمعاً للإرهابيين، بما فيه من آليات وأسلحة وذخيرة، وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين”، في “سرمدا” بريف إدلب، فيما “قضت على عدد من الإرهابيين” في بلدات أخرى بنفس المنطقة.
وفي حمص، تابعت الوكالة نفسها: “أحبطت وحدة من الجيش محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل إلى قرية مهين، وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب”، فيما “كبدت وحدات من الجيش والقوات المسلحة المجموعات الإرهابية خسائر كبيرة” في حلب.
المرشح الرئاسي حسان النوري لـCNN: أتمنى رحيل الأسد.. لكني أؤيد مكافحته للإرهاب
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال المرشح الرئاسي السوري، حسان النوري، إنه اضطر لمغادرة منصبه الحكومي بسبب عدم قدرة النظام على تحمل انتقاداته لعمل الحكومة، مؤكدا أنه يرغب برحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة وتولي منصبه، ولكنه قال إنه لا يمكن له أن يقف ضد الأسد بما يتعلق بما وصفه بـ”مكافحة الإرهاب” على حد قوله.
وقال النوري، في مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول إجراء الانتخابات بسوريا رغم المطالبات الدولية والأمريكية بتأجيلها وإجراء اتفاق على عملية انتقال سياسي: “هذه سوريا وفي سوريا لدينا دستور ينص على إجراء انتخابات رئاسية قبل 60 يوما من انتهاء ولاية الرئيس ونعتقد أنه من حقنا وحريتنا إجراء تلك الانتخابات.”
وتابع النوري بالقول: “هذا قرار وطني يعود لنا ولذلك ترشحنا للانتخابات وكان لدينا فرصة جيدة لعرض آرائنا واستراتيجيتنا لإدارة البلاد مستقبلا.”
ولدى سؤال عن كيفية إجراء الانتخابات خاصة وأن ذلك متعذر في الكثير من المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، وكذلك بالنسبة للكثير من السوريين الموجودين في الخارج قال النوري: “نحن نقر بوجود أزمة ومناطق غير آمنة، وأقول أن هناك عوامل خارجية تدفعنا لأول مرة لإجراء انتخابات حرة وشفافة، ولا أفهم حتى الآن سبب امتناع المجتمع الدولي عن مساعدتنا.”
وأضاف النوري: “أتمنى لو أن الظروف كانت جيدة، وأنا أعلم أنها ليست جيدة بما فيه الكفاية بالنسبة لي، ولكنني أظن أنها جيدة بما يكفي لرؤية عدد الناس الذين سيصوتون، فعادة هناك ما بين 13 إلى 14 مليون ناخب، وعلينا متابعة الانتخابات لمعرفة عدد الذين سيقترعون، نسبة الاقتراع يجب أن تتجاوز النصف، وإلا فإن الانتخابات قد لا تحصل على المصادقة القانونية.”
وعن رؤيته لاستمرار الرئيس بشار الأسد في السلطة وسط الدعوات الدولية لرحيله قال النوري: “أتمنى أن يرحل الأسد وأن أحل مكانه، لهذا السبب أنا رشحت نفسي للانتخابات، لقد ترعرعت وتعلمت في أمريكا، وأظن أن فرصي جيدة، لا أقول إنها أفضل من فرص الرئيس الأسد ولكن حملتي الانتخابية تسير بشكل جيد.”
وحول ترشحه ضد الأسد وإطلاق التصريحات المؤيدة له في الوقت نفسه رغم التقارير العديدة عن مسؤولية القوات السورية عن الكثير من الدمار اللاحق بالبلاد قال النوري: “أنا أنتقد الرئيس على الكثير من الأمور، لقد كنت عضوا في حكومته وأمضيت عامين في منصب وزير التطوير الإداري، ولكنهم أخرجوني لأنهم لم يتمكنوا من تحمل ما أقوله وانتقاداتي للممارسات الحكومية ولكنني لا يمكنني معارضة الطريقة التي يواجه فيها الرئيس الإرهاب.”
يشار إلى أن النوري ومرشح آخر يدعى ماهر الحجار، حصلا على موافقة المحكمة الدستورية السورية لمواجهة الأسد في الانتخابات الرئاسية التي رفضتها الكثير من الدول الغربية، في حين سخرت المعارضة من شرعيتها ومن ظروف إجرائها في البلاد التي تمزقها حرب قاسية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
مصادر: سلطات دمشق تتهم حماس بتدريب المعارضة المسلحة على حفر الأنفاق
روما (15 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال مصدر مقرب من السلطات الأمنية السورية إن النظام على قناعة بأن حركة المقاومة الفلسطينية حماس تقوم بمساعدة المعارضة المسلحة في سورية بحفر الأنفاق وتمدهم بالخبرة والرجال.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “تقول الأجهزة الأمنية السورية إن مقاتلين تابعني لحركة حماس الفلسطينية ساعدوا مقاتلي المعارضة على حفر الأنفاق، ولم يزودوهم بالخبرة والتدريب فقط، وإنما تدّعي هذه الأجهزة أن مقاتلين تابعين للحركة قدموا من غزة خصيصاً لمساندة ومعاونة المقاتلين في سورية خصوصاً في مسألة الأنفاق”، التي يتم حفرها وتفخيخها ضد مواقع للجيش النظامي.
وتابع المصدر “وفق مسؤولين في الاستخبارات السورية، فإن حركة حماس بررت لهم أن من يعمل بهذا الإطار هو تصرف فردي لا علاقة للحركة به حتى لو كان فلسطينياً من غزة، لكن الأجهزة الأمنية السورية لم تقبل بهذا التبرير وتستمر في التعامل مع حماس على أنها طرف غير مرغوب وغير مرحب به تحت أي ظرف”.
وأضاف المصدر “لا يمكن التأكد من ادّعاءات أجهزة الاستخبارات السورية، لكن هذا ما يرددونه على الكثير من المقربين لهم من الفلسطينيين والعرب”.
صحفيان بريطانيان تعرضا للضرب من قبل “معارضين” في سوريا
تعرض صحفيان يعملان في صحيفة “التايمز” البريطانية للضرب المبرح اثناء احتجازهما من قبل مجموعة تابعة للمعارضة في سوريا.
وكان المراسل والمصور في طريق عودتهما إلى تركيا من حلب حين احتجزا الأربعاء.
وتفيد التقارير أن الصحفيين أطلقا بعد تدخل “الجبهة الإسلامية”، وهي ائتلاف معارض.
وقد قتل عشرات الصحفيين وجرح أو اختطف الكثيرون في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة في عام 2011.
وكان الصحفيان أنتوني لويد وجاك هيل في رحلة مدتها ثلاثة ايام إلى مدينة حلب التي كانت تتعرض لقصف شديد، واثناء عودتهما باتجاه الحدود التركية اعترض سيارتهما مسلحون واقتادوهما إلى مخزن في بلدة قريبة.
وقد أطلقت النار مرتين على ساق أنتوني ، وتعرض الشخصان لضرب مبرح لمنعهما من محاولة الهرب.
ويقول الصحفيان إنهما تعرفا على خاطفيهم، وأنهم من أوكل لهم تأمين عودتهم بسلام إلى الحدود التركية..
وقالت صحيفة التايمز إن الصحفيين قطعا الحدود إلى تركيا بعد إطلاق سراحهما.
وقد أصبحت سوريا واحدة من أخطر البلدان للصحفيين، حيث قتل 60 منهم فيها منذ بدء النزاع الذي أودى بحياة 150 ألف شخص حتى الآن.
BBC © 2014
سوريا: الحب والكهرباء على الخطوط الأمامية في حلب
رامي رحيم
بي بي سي، غازي عنتاب، جنوب تركيا
الكهرباء لعبة تستخدمها المعارضة والحكومة السورية لتحقيق مكاسب على الأرض
تجمع عدد من النشطاء السوريين لساعات عديدة في إحدى الشقق هنا يتحدثون عن الوضع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب، على بعد نحو 100 كيلو متر إلى الجنوب.
وكان من بين هؤلاء النشطاء شخص يدعى بكري، قضى أغلب فترات المساء على هاتفه الذكي متحدثا مع صديقته التي تعيش في أحد الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة في حلب، بعد عودة التيار الكهربائي هناك.
وبالنسبة له، كان التطور الأهم في حلب، خلف خطوط العدو، هو عودة الكهرباء.
سألته ما الذي يتحكم بالضبط في التيار الكهربائي في حلب، فرد قائلا: “هل يمكننا الحديث عن ذلك، عندما تنقطع الكهرباء من جديد؟”، في إشارة إلى استغراقه في الحديث مع صديقته.
وفي نهاية المطاف استطعت أن أقنع بكري بالجلوس معي لبضع دقائق، تحدث معي خلالها عن لعبة التيار الكهربائي بين فصائل المعارضة في حلب والحكومة السورية.
إنها بالفعل لعبة قصيرة الأمد، لكنها مثيرة في الوقت ذاته.
مساومة
في 18 أبريل/نيسان، أصدرت وزارة الكهرباء السورية بيانا قالت فيه إن مسلحين اقتحموا محطة كهرباء “الزربة” في الريف الغربي لمدينة حلب، وقطعوا التيار الكهربائي.
وقال بكري إن مروحيات حكومية أسقطت برميلا متفجرا طائشا على المحطة، وهو ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي.
وبغض النظر عن المتسبب في انقطاع التيار، فإن حلب كانت تعيش كلها تقريبا في ظلام دامس، حتى تدخلت الحكومة وفعلت شيئا مثيرا للدهشة.
أرسلت الحكومة في غضون ثلاثة أيام قطع غيار عبر خطوط العدو، بحيث يمكن للفنيين في محطة الزربة، التي تسيطر عليها المعارضة، إصلاح المحطة.
وقال بكري: “كان هناك ضغط شعبي من المناطق التي يسيطر عليها النظام، بما في ذلك، أفرع أمنية لم يكن لديها مولدات. واعتادت المناطق المحررة على الانقطاع المتكررة للكهرباء على أية حال، نظرا لأن النظام يقصف المحطات الفرعية المحلية بالقنابل”.
واعتقدت فصائل المعارضة أنها اكتشفت نقاط ضعف النظام في حلب.
وبعد بضعة أيام، هددت غرفة عمليات أهل الشام، وهي جماعة تضم فصائل المعارضة الرئيسية في حلب، بقطع الكهرباء، إن لم توافق الحكومة على قائمة طموحة ببعض المطالب.
وتشمل تلك القائمة وقف القصف بالبراميل المتفجرة، وقصف المدفعية، والهجمات بصواريخ سكود، والغارات الجوية، فضلا عن وضع حد للحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في أجزاء مختلفة من البلاد.
لكن الحكومة وافقت فقط على وقف القصف بالبراميل المتفجرة.
التكلفة الاقتصادية
وبحسب رواية لأصدقاء بكري في جيش المجاهدين، وهو أحد الفصائل المشاركة في المحادثات غير المباشرة، فإن الوفد الحكومي أكد أن الغارات الجوية والقصف بالمدفعية وصواريخ سكود لم يكن عشوائيا.
وقالوا “كان هذا اعترافا ضمنيا من جانبهم بأن البراميل المتفجرة في الواقع عشوائية”.
ورفضت الحكومة أن يكون الاتفاق كتابيا، مما دفع جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة وأحد المفاوضين الرئيسيين، إلى عدم الالتزام بالاتفاق وقطع التيار الكهربائي.
وكان لهذا التحرك تأثير مباشر على أسعار المنتجات النفطية – وعلى قصة حب بكري أيضا.
سوريا: الحب والكهرباء على الخطوط الأمامية في حلب
تتعرض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب لقصف مستمر بالبراميل المتفجرة
وقال بكري: “قفز سعر لتر البنزين خمسة أضعاف، وأكثر من ذلك في بعض الأحيان، لأن معظم المولدات تعمل بالبنزين”.
وأضاف: “بدأت أتحدث مع صديقتي عبر الهاتف بدلا من الدردشة على شبكة الإنترنت. إذ تستخدم بطارية هاتفها طاقة أقل من الكمبيوتر المحمول، ولكن ذلك الأمر يتكلف أكثر من ذلك بكثير. وبدأت أيضا التنسيق لإرسال بنزين إلى مكان إقامتها”.
وفي الوقت نفسه، تعرضت جبهة النصرة لضغوط من فصائل مسلحة أخرى للموافقة على شروط الحكومة.
وأشارت هذه الفصائل إلى أنه يمكنها قطع التيار الكهربائي مرة أخرى إن لم تلتزم الحكومة ببنود الاتفاق.
وبعد 11 يوما، رضخت جبهة النصرة لتلك الضغوط وقبلت بالاتفاق، وعاد التيار الكهربائي مرة أخرى لحلب.
وقال بكري: “للأسف، لم تتوقف البراميل المتفجرة سوى أقل من 48 ساعة، ولم تلتزم الحكومة بالاتفاق. وقطعت المعارضة التيار الكهربائي مرة أخرى، لكن النظام لم يتوقف”.
وعندما سألت بكري عن الخطوات التي ستتخذها المعارضة، التي بالغت في تقدير قدرتها على المساومة، رد قائلا: “قرروا أن يبحثوا عن طريقة أخرى للضغط على النظام. هناك العديد من الأشياء التي قد تضر الحكومة، ولكن المشكلة هي أنها تضر المدنيين أيضا. وحتى الآن لا تزال هناك اعتبارات أخلاقية”.
حقائق متناقضة
ويصف النشطاء الذين يتنقلون بين شمال سوريا وجنوب تركيا حقيقتين متناقضتين في حلب، التي قسمت منذ عامين تقريبا.
أما بالنسبة إلى المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة، فتشمل في معظمها الأحياء ذات الدخل المحدود التي كانت متخلفة قبل الحرب، والتي كانت من أسرع المناطق انتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد عندما بدأت الثورة.
أما معظم المناطق الراقية فلا تزال تخضع لسيطرة الحكومة.
وتتعرض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لهجوم بري وجوي مكثف ومستمر، مما يؤدي إلى نزوح جماعي مستمر من حلب إلى المناطق الريفية وإلى تركيا.
ولا يصر على العبور إلى داخل سوريا سوى الناشطين الذين يتمتعون بعزيمة قوية للغاية.
وتحدث أحدهم عن مدى عمق الاختلاف في حلب، قائلا: “سنشكر الله لو تعرضنا لـ16 برميلا متفجرا فقط في اليوم، بينما على الجانب الآخر يشكون على الفيسبوك من ارتفاع أسعار الطماطم”.
لقد حدث تغير كبير فيما يخص الحديث عن الجانب الأخلاقي منذ بدء الانتفاضة، حينما كان هناك استياء من أي شكل من أشكال النزعة العسكرية.
واليوم، وبالرغم من أن اعتراض العديد من النشطاء على قصف مناطق المدنيين الخاضعة لسيطرة الحكومة، فإنهم يرون أن إجراءات مثل قطع الكهرباء أو المياه، هي عقوبة متواضعة مقارنة بمعاناتهم.
وبالعودة لبكري، فلا تزال الخطوط الأمامية في حلب تفصله عن صديقته، ويقضي وقته بين جنوب تركيا والأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا، حيث ينشط في تقديم المعونات.
ويقول بكري، الذي لا يترك هاتفه أينما ذهب: “أرسلنا لبعضنا البعض أكثر من 122,000 رسالة عبر الفيسبوك، ناهيك عن المحادثات الأخرى على (تطبيق) واتس آب. أود أن أتحدث إليها في كل وقت”.
BBC © 2014
بريطانيا: مجموعة أصدقاء سوريا ستزيد الدعم للمعارضة المعتدلة
لندن (رويترز) – قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم الخميس إن مجموعة أصدقاء سوريا وافقت على زيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة.
ومجموعة أصدقاء سوريا هي تحالف من دول غربية وخليجية معارضة للرئيس السوري بشار الأسد.
وقال هيج للصحفيين في لندن “اتفقنا ايضا بالإجماع على اتخاذ مزيد من الخطوات من خلال استراتيجية منسقة لزيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة… للائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى التابع له والجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به.”
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير أميرة فهمي)
اصدقاء سوريا يجتمعون في لندن في محاولة لتحريك عملية السلام
يجتمع وزرا ء خارجية 11 بلدا من مجموعة اصدقاء سوريا الخميس في العاصمة البريطانية بحضور المعارضة قبل اسبوعين من الانتخابات الرئاسية السورية التي اعتبرتها لندن “استهزاء بالديموقراطية”.
وبدأ الاجتماع الذي تشارك فيه 11 دولة — بريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا والمملكة السعودية والامارات وقطر ومصر والاردن والولايات المتحدة وتركيا — وزعيم المعارضة احمد الجربا في الساعة 9,30 (10,30 تغ) على ان يستمر حتى بعد الظهر.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي بعيد افتتاح الاجتماع “هناك توافق واسع من اجل تكثيف الجهود في سوريا” مؤكدة ان اجتماع لندن فرصة للبحث في “الوسائل، سواء تعلق الامر بتكثيف مساعدة المعارضة او الرد على الازمة الانسانية او ممارسة مزيد من الضغط على النظام السوري”.
وقد صرح ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية الاسبوع الماضي ان “وزراء الخارجية سيناقشون افضل الطرق لزيادة دعمنا للمعارضة السورية بشكل معتبر والعمل بشكل عاجل على تحسين الوضع الانساني الذي يتدهور وانعاش العملية السياسية المتعثرة بسبب تعنت نظام” بشار الاسد.
واضاف ان الاجتماع “ينعقد في ظرف يرتكب فيه النظام (السوري) قمعا عشوائيا مكثفا بحق المدنيين، ويخطط لمشروع انتخابات ستكون محاكاة بشعة للديموقراطية، مع اخفاق تام للنظام في ضمان دخول المساعدات الانسانية”.
ولم تعقد مجموعة اصدقاء سوريا التي تاسست في 2012 من اجل دعم معارضة نظام بشار الاسد والتصدي لمعارضة الصين وروسيا قرارات الامم المتحدة بالفيتو، اجتماعا منذ كانون الثاني/يناير الماضي.
وبعد ثلاث سنوات على بدء النزاع وسقوط اكثر من 150 الف قتيل، ما زالت عملية السلام في مأزق. وتدل على ذلك استقالة الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي في سوريا، الثلاثاء الماضي بعدما حاول عبثا منذ ايلول/سبتمبر 2012 المساهمة في وضع حد للحرب الاهلية.
وتمكن الوسيط الدولي خصوصا من عقد اجتماعي تفاوض في كانون الثاني وشباط/فبراير 2014 في جنيف الاطراف المتناحرة في سوريا تحت رعاية الولايات المتحدة وروسيا لكن دون ان يثمر ذلك عن تقدم يذكر.
وتترك استقالة الابراهيمي الامم المتحدة سوريا من دون وسيط بعدما استقال سلفه كوفي انان بعد خمسة اشهر.
واقر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بانه لا بد “من وقت من اجل العثور على الشخص المناسب” لهذه المهمة.
ورغم هذه الاستقالة رفض جون كيري التحدث عن “فشل”.
واستقبل مطلع الاسبوع في واشنطن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي اتهم خلال تلك الزيارة الثنائية النظام السوري بانه لجأ مجددا الى الاسلحة الكيميائية.
وقال فابيوس “لدينا عناصر على الاقل 14 عنصرا، تثبت ان خلال الاسابيع الاخيرة استخدمت مجددا اسلحة كيميائية بكميات قليلة لا سيما منها الكلور”. واضاف “اننا بصدد فحص عينات تم الحصول عليها”.
وتاتي هذه الاتهامات في حين يجب على سوريا ان تنهي عملية نزع اسلحتها الكيميائية في ما يعتبر خطوة نادرة من التقدم في الازمة السورية، اذ ان النظام التزم بتدمير ترسانته بحلول الثلاثين من حزيران/يونيو وقد يكون تخلص من 92 في المئة منها.
وفي خطوة تجسد الفوضى عدلت الولايات المتحدة الاربعاء لائحتها السوداء للمنظمات “الارهابية” التي تنشط في سوريا، آخذة في الاعتبار التغييرات في تنظيم القاعدة لا سيما العداوة بين جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام.
ميدانيا، قتل 17 شخصا على الاقل بينهم نساء واطفال واصيب عشرات بجروح في تفجير سيارة مفخخة عند معبر باب السلامة في شمال سوريا على الحدود مع تركيا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.