أحداث الخميس 17 أذار 2016
الكرملين يسرَّع الانسحاب… والسعودية تراه ضغطاً على الأسد
موسكو – رائد جبر، الدمام – منيرة الهديب، لندن، جنيف، بغداد، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سورية خطوة إيجابية جداً، معرباً عن الأمل في أن يجبر هذا الرئيس بشار الأسد على تقديم تنازلات، في حين سرع الكرملين سحب القطعات العسكرية ووصلت إلى نحو نصف ما كانت عليه في سورية. واستمرت أمس المفاوضات في جنيف وسط تمسك المعارضة بتشكيل «هيئة انتقالية» ورفض «أي ترتيبات مستقبلية» للأسد. وبدأ أكراد سوريون خطوات لتأسيس فيديرالية في سورية.
وقال الجبير إن السعودية تأمل في أن يسهم الانسحاب الروسي في تسريع وتيرة العملية السياسية التي تستند إلى «بيان جنيف»، وأن يجبر نظام الأسد على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق الانتقال السياسي.
وتصريحات الجبير التي أدلى بها لوكالة «رويترز» وقنوات تلفزيونية سعودية، هي أول رد فعل رسمي من السعودية على إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الاثنين بدء الانسحاب الجزئي لقواته من سورية. ونفى الجبير تكهنات في سوق النفط عن «صفقة كبرى» تتعلق بسياسة النفط السعودية والسياسة الخارجية لروسيا.
وواصلت موسكو لليوم التالي سحب قطعاتها العسكرية. وأظهرت حسابات لـ «رويترز» أن أقل بقليل من نصف القوة الجوية الروسية الضاربة في سورية، غادرها خلال اليومين الماضيين، فيما يشير إلى أن الكرملين يسرع وتيرة انسحابه الجزئي.
ووصلت أمس الدفعة الثانية من المقاتلات الروسية العائدة من سورية، وضمت سرب طائرات من طراز «سوخوي 25» وطائرة شحن عسكرية ضخمة من طراز «يوشين 76». وقالت وزارة الدفاع أن عملية الانسحاب تجري وفق خطة موضوعة، من دون أن تحدد عدد الطائرات والقطع التي تم سحبها، وتلك التي تستعد لمغادرة الأراضي السورية، بينما أشارت تقارير إلى أن موسكو سحبت خلال اليومين الماضيين نصف العدد الإجمالي لطائراتها المشاركة في العملية العسكرية، وكانت موسكو أعلنت في وقت سابق أنها أرسلت 50 مقاتلة من طرازات مختلفة إلى سورية، لكن هذا الرقم لا يشمل المروحيات وطائرات التجسس من دون طيار.
وأعلن الكرملين أن المحادثات الروسية – الأميركية المنتظرة الأسبوع المقبل ستركز على الملف السوري. وينتظر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس بوتين ونظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «أن موسكو وواشنطن تحصران اهتمامهما في الوقت الراهن على المسار السياسي». وعلق بيسكوف على تصريح مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان عن احتمال إعادة القوات الروسية إلى سورية بالقول: «بعيداً عن التكهنات في هذا الموضوع القرار بيد الرئيس الروسي وحده».
وقالت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا إن الانسحاب «لن يضعف الأسد»، لكنها شددت أن «روسيا لم تدعم أحداً في سورية، وهي عززت فقط موقف الجيش السوري الرسمي ضد المجموعات الإرهابية، وبذلك كانت تحمي مصالحها الخاصة ولم تدافع عن مصالح أطراف ثالثة».
في بغداد، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن بلاده غير متأكدة من جدية الانسحاب الروسي. وأضاف: «رأينا من قبل في أوكرانيا روسيا تتحدث عن انسحاب ويتبين بعد ذلك أنه مجرد تناوب بين القوات».
وواصل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لقاءاته مع الأطراف السورية في جنيف، بلقائه للمرة الثانية وفد الحكومة برئاسة بشار الجعفري وممثلين من شخصيات معارضة. وحصلت «الحياة» على مسودة الوثيقة التي تقع في أربع صفحات ووضعتها «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة أساساً لموقفها التفاوضي وللوثيقة التي ستقدمها إلى دي ميستورا الاثنين المقبل. وأكدت التمسك بتشكيل هيئة انتقالية ضمن برنامج زمني و «رفض أي ترتيبات مقبلة سواء في المرحلة الانتقالية أو بعدها للأسد» مع التمسك بـ «إعادة هيكلة وتفكيك» بعض مؤسسات الجيش والأمن.
وإذ تؤكد الوثيقة على مبدأ اللامركزية في سورية، تتجه أحزاب كردية بعد انتهاء اجتماع بدأ أمس، إلى إعلان النظام الفيديرالي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد. وقال سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في «حزب الاتحاد الديموقراطي» أن المشاركين «يبحثون اليوم (أمس) شكل النظام في روج آفا (غرب كردستان) وشمال سورية»، مؤكداً أن «جميع المقترحات الأولية تصب في خانة الفيديرالية».
إلى ذلك، أعلنت مؤسسة «أي أتش أس جاينز» في لندن، أن تنظيم «داعش» خسر بين الأول من كانون الثاني (يناير) 2015 و14 آذار (مارس) 2016، 22 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سورية العراق.
في غضون ذلك، قال رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أنس العبدة، لـ«الحياة»، إن عملية التفاوض في جنيف تسير إيجابياً بعد قرار الانسحاب العسكري الروسي. وأعرب عن أمله بأن يكون «انسحاباً كاملاً قريباً». وأضاف أن القرار الروسي «انعكس إيجاباً على أجواء المفاوضات، وعلى طبيعة النقاشات والمحادثات القائمة، وخصوصاً باتجاه عملية الانتقال السياسي التي تعتبر لب العملية التفاوضية». ولفت إلى أن «وفد المعارضة استفاد من الأجواء الإيجابية بطرح مقترحه في ما يتعلق بالانتقال السياسي الذي يتلاءم بشكل كامل مع محددات بيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن».
وأكد العبدة أن هناك تغييراً نوعياً إقليمياً ودولياً تجاه احتمال الحل السياسي في سورية، داعياً إلى استغلال هذا التغيير من أجل حقن الدماء و «الوصول إلى حل سياسي عادل».
وعن إعلان الأكراد السوريين النظام الاتحادي لمناطق سيطرتهم شمال سورية، قال العبدة: «قلنا بشكل واضح أن أحد أهم ثوابت الثورة هي وحدة سورية أرضاً وشعباً، فأي حل يؤثر في ذلك غير مقبول». وتابع: «الأهم من ذلك التوقيت الذي جاء فيه هذا التصريح في بداية العملية التفاوضية في جنيف، فهو يدل على محاولة حقيقة للتأثير سلباً في العملية التفاوضية، وربما محاولة إفشالها، لأن ما يتم الحديث عنه له علاقة مباشرة بالعملية التفاوضية، ربما جاءت بأوامر من إيران أو النظام».
وفي الإطار ذاته، قال المتحدث باسم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي جوان مصطفى: «إن مسؤولي المكونات والفصائل الكردية الموجودة شمال سورية كافة، التقت في اجتماع جامع (مجلس) الأربعاء لإقرار فيديرالية شمال سورية». وأوضح لـ «الحياة» أن الاجتماع «سينبثق عنه إطلاق إطار سياسي معين للمنطقة التي تسيطر عليها القوات السورية الديموقراطية في شمال سورية»، مشدداً على «أن الحل الأمثل لمستقبل سورية بعد أزمتها هو الحل الفيديرالي».
رفض واسع للفيديرالية الكردية في شمال سورية
رميلان (سورية)، واشنطن، بيروت – أ ف ب
أعلن الائتلاف السوري المعارض رفضه للنظام الفيديرالي الكردي الذي تم إعلانه اليوم (الخميس) خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان بمحافظة الحسكة (شمال شرقي)، محذراً من تشكيل «كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري»، في رفض واسع من أطراف عدة للمقترح الكردي.
وكان سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في حزب «الاتحاد الديموقراطي»، الحزب الكردي الاهم في سورية أعلن اليوم، أنه «تم اقرار النظام الفيديرالي في روج آفا – شمال سورية»، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك.
وقال الائتلاف السوري المعارض في بيان اليوم إنه «لا مكان لأي مشاريع استباقية تصادر إرادة الشعب السوري»، محذراً «من أي محاولة لتشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب».
وشدد على أن «تحديد شكل الدولة السورية، سواء أكانت مركزية أو فيديرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده، لكنه سيتم بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد».
وفي دمشق، نقلت وسائل إعلام رسمية عن الحكومة السورية قولها إن إقامة نظام اتحادي في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال سورية «ليس له أي تأثير قانوني أو سياسي».
من جهتها أعلنت الولايات المتحدة أمس (الأربعاء)، أنها لن تعترف بمنطقة موحدة وتتمتع بحكم ذاتي تعلنها المجموعات الكردية في سورية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر للصحافيين: «كنا واضحين جداً لجهة أننا لن نعترف بمناطق ذات حكم ذاتي في سورية».
وأضاف: «هذا أمر ينبغي ان تتم مناقشته والموافقة عليه من جميع الأطراف المعنية في جنيف ثم من الشعب السوري نفسه»، في إشارة الى مفاوضات السلام الجارية في سويسرا بين ممثلين عن النظام والمعارضة السوريتين برعاية الأمم المتحدة.
وكانت واشنطن دعمت أكراد سورية في قتالهم ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مناطقهم. لكن وزارة الخارجية الأميركية أكدت أمس أنها لن تقبل بتفكيك سورية، وأن أي نموذج للفيديرالية ينبغي أن يستند إلى مفاوضات جنيف. ولم تدع الأحزاب الكردية إلى المشاركة في مفاوضات جنيف.
وعلى رغم الخلافات الكبيرة بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف، فانهما يجمعان على رفض الفيديرالية.
من جهة ثانية تخشى تركيا أيضاً اقامة حكم ذاتي كردي على حدودها، خوفاً من أي يؤدي ذلك إلى تشجيع النزعات الإنفصالية للأكراد داخل حدودها.
وصرح مسؤول في وزارة الخارجية التركية بأن بلاده تدعم وحدة سورية، وأن أي خطوات منفردة مثل إعلان اتحاد من جانب واحد تعد «باطلة». وقال إن شكل الحكومة والهيكل الإداري في سورية ستقرره كل قطاعات الشعب السوري في دستور جديد.
وكان أكثر من 150 ممثلاً لأحزاب كردية سورية عقدوا اجتماعاً في رميلان في ريف الحسكة شمال شرقي سورية أمس، بحثوا خلاله إعلان نظام فيديرالي في مناطق سيطرتهم ضمن رؤية كاملة لاعتماد الفيديرالية في سورية كلها مستقبلاً.
وقال سيهانوك ديبو من داخل اجتماع عقد اليوم، إن «المشاركين يبحثون شكل النظام في روج آفا (غرب كردستان) وشمال سورية»، مؤكداً أن «جميع المقترحات الأولية تصب في خانة الفيديرالية».
وأضاف أن «المناطق المعنية عبارة عن المقاطعات الكردية الثلاثة، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها أخيراً قوات سورية الديموقراطية في محافظتي الحسكة (شمال شرقي) وحلب (شمال)». والمقاطعات الثلاث هي كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة).
وأكد ممثل الإدارة الذاتية الكردية في موسكو رودي عثمان أن «الاجتماع الذي عقد أمس هو لايجاد حل للأزمة السورية»، مؤكداً: «نحن نرى أن نظاماً فيديرالياً اتحادياً هو طريقٌ للحل». وأضاف أن «الاجتماعات مستمرة الآن في رميلان لبحث شكل الإدارة في روجا آفا وشمال سورية».
وأكد عضو الهيئة التنفيذية لـ «حركة المجتمع الديموقراطي» الكردية الدار خليل أن «مؤتمر جنيف لن ينجح من دوننا، نحن موجودون على الأرض ونحارب تنظيم الدول الإسلامية، ونحمي المنطقة وندير شؤونها وجغرافيتها».
الجبير يصف الانسحاب الروسي من سورية بـ«الإيجابي للغاية»
الرياض – «الحياة»
وصف وزير الخارجية عادل الجبير الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سورية بأنه «خطوة إيجابية للغاية»، مضيفاً أنه «يأمل بأن يجبر هذا الانسحاب الرئيس السوري بشار الأسد على تقديم تنازلات».
وقال الجبير إثر لقائه رئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري، والوفد المرافق له في الرياض أمس (الأربعاء): «إن المملكة تأمل بأن يسهم الانسحاب الروسي في تسريع وتيرة العملية السياسية، التي تستند إلى إعلان «جنيف1»، وأن يجبر نظام الأسد على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق الانتقال السياسي». وأضاف، بحسب وكالة الأنباء السعودية: «نحن نشجع جميع الأطراف في سورية على الاعتراف بالواقع والتحرك باتجاه عملية سياسية حقيقية لبلوغ الانتقال السياسي الذي ينشده الجميع في سورية بشكل سريع وسلس». وفي شأن ما يتردد من تكهنات عن صفقة تتعلق بسياسة النفط السعودية والسياسة الخارجية لروسيا، نفى الجبير ذلك، معلقاً أن «السياسات النفطية شفافة ومحكومة باعتبارات السوق، ويتم تحديد الأسعار وفقاً للعرض والطلب»، مشيراً إلى أن «هناك زيادة على الطلب على الصعيد العالمي، بينما هناك انخفاض طفيف في المخزونات، ونعتقد أن لهذا تأثيراً إيجابياً على أسعار النفط».
وأفاد وزير الخارجية بأن « زيارة الوفد العراقي إلى المملكة مهمة في إطار بناء العلاقات التاريخية وتطلع القيادات في البلدين إلى تحسين بناء هذه العلاقات وإعادتها إلى ما كانت عليه على مدى التاريخ، لتكون من أفضل العلاقات بين أي دولتين وأي شعبين»، معرباً عن «التطلع إلى مزيد من التشاور والتنسيق في المستقبل القريب بإذن الله، وإلى إعادة العراق إلى مكانته وهيبته ودوره الأساس في العالم العربي والإسلامي». من جانبه، أوضح الجبوري أن «طبيعة الحوار مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وكذلك رئيس مجلس الشورى، ووزير الخارجية، كان صريحاً ومعمقاً عن طبيعة العلاقات التي تربط العراق بمحيطه العربي وبالسعودية، والرسالة الحقيقية التي نحملها ويحملها كل الشعب العراقي: أن العراق جزء من هذه المنظومة، ومهم جداً أن يكون صانع قرار، وأن يحافظ على علاقاته»، لافتاً إلى أن بلاده تدرك «عمق الصلة التي تربطه بالمملكة، والرغبة الجادة والحريصة أيضاً على توثيقها وامتدادها».
وأكد أنه «لابد من التعاون المشترك في مواجهة الإرهاب والتحديات التي تواجه المنطقة أياً كان مصدرها، وبناء علاقات وطيدة نستطيع من خلالها أن نبني مشروعاً مشتركاً في مقبل الأيام».
وعن تقويمه لجهود المملكة في مكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» وغيرهما، قال رئيس البرلمان العراقي: «المملكة لها دور كبير في هذا الإطار، دور ريادي وقيادي، وخصوصاً في توجيه العالم العربي والإسلامي لمواجهة التطرف والإرهاب، كذلك لا بد من ذكر المساعدات الإنسانية التي قدمت للشعب العراقي، وخصوصاً في مواجهته هذا التحدي، ونحن بصفتنا عراقيين من خلال الفترة الماضية كانت الظروف ليست سهلة، لكن الموقف السعودي عبر عن عمق الترابط والرغبة الجادة للوقوف مع العراق، ونحن نلاحظ أيضاً طبيعة الدور الذي تؤديه المملكة خلال هذه الأيام ونبارك هذه الجهود».
الفوز بمقعد في «مجلس إدارة العالم» أتاح لبوتين تقليص عملياته في سورية
موسكو – رويترز
أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن ما حققه من نجاح عسكري في سورية كان دافعه إلى تقليص حجم قواته على الأراضي السورية. لكن على الأرجح أن ما دفعه إلى اتخاذ هذه الخطوة هو اعتقاده أن التدخل العسكري ضمن له مقعداً على مائدة الكبار في إدارة الشؤون العالمية.
كانت العملية التي أطلقتها روسيا في سورية في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي منطقية للكرملين من الناحية العسكرية والديبلوماسية، بل وعلى صعيد السياسة الداخلية، إذ كان الكرملين يحرص على دعم أقرب حلفائه في منطقة الشرق الأوسط وحماية قاعدته البحرية الوحيدة في البحر المتوسط. وقد حقق هذين الهدفين إلى حد بعيد.
غير أن تحليلاً لتعليقات الرئيس الروسي وغيره من المسؤولين ومحادثات مع شخصيات مطلعة على أسلوبه في التفكير، يشير إلى أن هدفه الأساس كان جعل روسيا طرفاً لا يمكن الاستغناء عنه في عملية السلام السورية، حتى يمكنها استعادة قدر من المكانة الدولية التي كان الاتحاد السوفياتي يتمتع بها.
وقال الباحث في مركز «كارنيغي موسكو» الكسندر باونوف إن «روسيا عادت إلى مجلس الإدارة العالمي. إلى المائدة التي تقرر عليها القوى العالمية والإقليمية مصير صراعات الآخرين، ومن الواضح أن روسيا ليست طرفاً محلياً بل عالمياً».
واشتهر عن بوتين غموضه واستحالة التنبؤ بتصرفاته ولم يكن قراره خفض الوجود العسكري الروسي في سورية استثناء من ذلك، فهو لا يضع ثقته سوى في زمرة صغيرة من الشخصيات المقربة منه، وجاء التحرك الأخير مفاجأة كاملة لكثيرين في الكرملين ووزارة الدفاع.
ويقول البعض إن المهمة الحقيقية كانت منح موسكو نفوذاً على ساحة الشؤون العالمية. ففي غضون ستة أشهر تحولت روسيا من دولة منبوذة في الغرب بسبب ضم شبه جزيرة القرم إلى شريك يتجه إليه الكل في ما يتعلق بسورية. وبعد أن كان قادة الغرب يترفعون عن التعامل مع روسيا أصبحت موسكو الآن طرفاً معتاداً للتحاور عند واشنطن وقادة الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الشهر الماضي: «يوجد رجل واحد على هذا الكوكب يمكنه أن ينهي الحرب في سورية بمكالمة هاتفية. هذا الرجل هو بوتين».
وقال الخبير السياسي في كلية الاقتصاد العليا في موسكو نيكولاي بتروف إن «بوتين حصل على كل الفوائد السياسية، ومن الأفضل الانسحاب قبل أن تزيد الكلفة، وقبل أن تقع أي حادثة وقبل أن تصبح المخاطر أكبر من اللازم».
ويسعى بوتين منذ مدة طويلة إلى تأسيس نظام عالمي جديد متعدد الأطراف تعمل فيه قوى أخرى كثقل مواز للنفوذ الأميركي. وفي خطاب ألقاه في الأمم المتحدة بنيويورك في أيلول (سبتمبر) الماضي شكا بوتين من «غطرسة» من قال إنهم «دبروا الربيع العربي ومنحوا أنفسهم الاستثناءات وإفلاتهم من العقاب» في تلميح شبه صريح إلى الولايات المتحدة.
وفي الشهر الماضي رسم حليفه ورئيس وزرائه ديمتري ميدفيديف الخطوط العامة للنظام العالمي الذي يتمناه الكرملين فاستشهد بأزمة الصواريخ الكوبية العام 1962 كنموذج على قدرة موسكو وواشنطن على تسوية الأزمات الخطيرة. وقال إنه يعتقد أن بإمكان القوى العالمية أن تتعاون معاً في اتحاد يقوم على العدل والمساواة للحفاظ على السلام العالمي.
وعلى رغم أن بوتين لم يسجل نصراً عسكرياً باهراً في سورية مثل الاستيلاء على حلب بالكامل فإن الكرملين يعتقد أنه بذل ما يكفي لضمان صمود الأسد وقواته. لكن البعض قد يرى في الانسحاب الجزئي الذي نفذه بوتين في سورية انقلاباً ديبلوماسياً وأن عودة بلاده للمسرح العالمي لم تحقق النجاح الكامل.
وتفسر بعض الدوائر خطوة بوتين بأنها محاولة للتأثير في نتيجة محادثات السلام الروسية في جنيف وربما الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد كي يتحلى بالجدية في ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق. ومع ذلك فإن قلة قليلة داخل روسيا هي التي تعتقد أن الأسد عرضة لفقدان دعم بوتين حتى إذا كان الكرملين يريد منه خوض أي انتخابات رئاسية تجري مستقبلاً.
وعلى أي حال فقد وقى بوتين نفسه من الخسارة. فبوسعه إذا ما شعر بأن الخطر يحدق بالنفوذ العالمي الذي اكتسبه أخيراً أو بالأسد أن يستخدم القاعدتين العسكريتين اللتين تركهما في سورية لتوسيع الوجود العسكري الروسي على وجه السرعة.
وقال باونوف: «إذا تحول وقف إطلاق النار إلى سلام طويل الأمد فسيعتبر هو المنتصر تلقائياً. لكن إذا تفجرت الحرب من جديد بوسعه دائماً أن يقول: أترون. عندما كنا هناك كان الجميع يحاول التوصل للسلام لكن بعد رحيلنا تفجرت الحرب».
الجعفري: الانسحاب الروسي لم يفاجئنا.. ولا محادثات مباشرة مع «المعارضة» قبل اعتذار علوش
جنيف – أ ف ب، رويترز
قال رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات السلام الجارية في جنيف بشار الجعفري اليوم (الأربعاء)، إن انسحاب القوات الروسية لم يكن مفاجأة، موضحاً في الوقت نفسه أنه لن ينخرط في محادثات مباشرة مع ممثلين عن المعارضة قبل أن «يعتذر» كبير مفاوضيها محمد علوش من تصريحات قال فيها إن المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل الرئيس السوري أو موته.
وبعد أكثر من خمسة أشهر من بدء الضربات الجوية الروسية دعماً للرئيس السوري بشار الأسد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين أن غالبية القوات الروسية ستغادر سورية.
وقال الجعفري للصحافيين بعد اجتماع في الأمم المتحدة اليوم إن «الانسحاب الروسي الجزئي من سورية كان قراراً مشتركاً اتخذه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد وبالتالي لم يشكل مفاجأة». وأضاف أن المشاركة العسكرية الروسية أمر سيخضع لمراجعة دائمة من كلا البلدين.
وأكد أن أي انسحاب أو إعادة لنشر القوات الروسية سواء في شكل كلي أو جزئي سيجرى بتنسيق سوري – روسي مشترك.
ورفض الجعفري الحديث عن نموذج اتحادي في سورية على غرار الخطوة المتوقع أن يتخذها أكراد سورية بإعلان نظام اتحادي في الشمال الخاضع إلى سيطرتهم. كما رفض اقتراح الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة بالدخول في مفاوضات مباشرة مؤكداً أنه لا يحق لأحد احتكار تمثيل المعارضة.
وأشار إلى أنه لن ينخرط في محادثات مباشرة مع ممثلين عن المعارضة قبل أن يحلق كبير مفاوضيها محمد علوش لحيته و«يعتذر».
وكان علوش اعتبر في حديث مقتضب مع مجموعة صغيرة من ممثلي وسائل الإعلام السبت الماضي أن «المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد أو بموته».
وقال الجعفري إن «كبير مفاوضي وفد المعارضة إرهابي، ينتمي إلى فصيل إرهابي». وأضاف: «لا يشرفنا على الاطلاق أن ننخرط في مفاوضات مباشرة مع هذا الإرهابي بالذات. لذلك، لن تكون هناك محادثات مباشرة ما لم يعتذر عن تصريحه ويسحبه من التداول ويحلق ذقنه».
وتابع: «نحن الآن نتعامل مع معارضات وليس مع معارضة»، مشيراً إلى أن النقاش مع دي ميستورا ومساعديه تطرق إلى ضرورة «إيلاء الأهمية الكافية لناحية ضمان تمثيل أوسع طيف من المعارضات السورية».
ويلتقي دي ميستورا مداورة الوفد الحكومي وفي اليوم اللاحق الوفد المعارض في إطار المحادثات غير المباشرة الجارية في جنيف. ومن المقرر أن يلتقي مساء اليوم للمرة الأولى وفداً ثانياً من المعارضة القريبة من موسكو وغير الممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن أطياف واسعة من المعارضة السياسية والعسكرية.
وأوضح الجعفري أنه أجرى «محادثات مفيدة وواعدة» مع رمزي عزالدين رمزي نائب المبعوث الخاص للأمم المتحدة في شأن الأزمة السورية دي مستورا، مشيرا إلى انه ينبغي الانتهاء من القضايا الإجرائية قبل الانتقال إلى القضايا الخلافية.
من جهته اعتبر رمزي ان الاجتماع كان «مفيداً» وأنه «يمهد لمناقشات جوهرية لاحقة». وأضاف: «سنواصل مناقشاتنا مع مشاركين آخرين بعد الظهر»، في إشارة إلى الوفد الثاني من المعارضة والذي يعد قدري جميل، نائب رئيس الوزراء السوري سابقاً المقيم في موسكو، من أبرز أركانه.
وقال رمزي إنه حدث «تقدم مهم» في الأيام القليلة الماضية وإن انخفاض مستوى العنف على الأرض انعكس على سلوك الوفود المشاركة في المحادثات.
وأشار المسؤول الدولي إلى وجود أرضية مشتركة في بعض النقاط، لكنه أوضح أنه لا يزال يتعين التغلب على نقاط خلاف مهمة.
ويلتقي دي ميستورا الخميس وفد الهيئة العليا للمفاوضات للمرة الثانية، وسيلتقي الجمعة كلاً من الوفدين و«ربما وفوداً أخرى»، بحسب رمزي.
عراقيل تواجه قمة أوروبية- تركية حول أزمة الهجرة
بروكسيل، برلين، أنقرة – أ ف ب، رويترز
عشية قمة حاسمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن أزمة المهاجرين، بذل قادة أوروبيون أمس، مساعٍ أخيرة للتوصل إلى توافق حول مشروع اتفاق مثير للجدل حول تلك المسألة. واستقبل رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس أناستاسيادس، الذي هدد بعرقة مشروع الاتفاق، إلا أن نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس تعهد في مؤتمر صحافي عدم تنفيذ أي «إبعاد جماعي» لطالبي لجوء الى تركيا بموجب الاتفاق. وأضاف: «نحن لا نتخلى عن اللاجئين لأنهم سيحصلون على حماية دولية مناسبة، سواء في الاتحاد الأوروبي أو في تركيا. الإعادة ستتم فقط بموجب القانون الدولي وقوانين الاتحاد الأوروبي. سيتم تقييم كل حالة على حدة في ضوء شرعة الحقوق الأساسية والتوجيهات الأوروبية».
في المقابل، صرح الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي فولكان بوزقر أمس، بأنه يجب على الاتحاد ألا يسمح لقبرص بإفساد اتفاق الهجرة المرتقب مع أنقرة، بعد أن أعلنت نيقوسيا
معارضة تسريع محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد كجزء من الاتفاق.
وقال الوزير: «عندما نتخذ خطوة نحو التوصل لحل وعندما نتوصل لاتفاق يشمل مجموعة من النقاط، لا ينبغي السماح بتدمير البنيان بسبب نزوة واحدة من الدول في الاتحاد الأوروبي».
وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، أقر بعد لقاء في أنقرة مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، بأن الطريق نحو التوصل إلى اتفاق لا تزال تصطدم بعراقيل عدة قبل قمة الاتحاد اليوم وغداً. وأثار مشروع الاتفاق جدلاً على الصعيد القانوني، إذ نص على طرد المهاجرين الذين يتوجهون بشكل غير شرعي إلى اليونان انطلاقاً من تركيا، فيما يستقبل الاتحاد الأوروبي لاجئاً سورياً مقابل كل مهاجر سوري غير شرعي يتم ترحيله إلى تركيا .
إلا أن الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وبعض الدول الأعضاء في الاتحاد، تعتبر أن هذه الآلية هي بمثابة طرد جماعي يحظره القانون الأوروبي. وأقر تاسك بأن هذا الجانب «يطرح معضلة».
ويقول معارضو المشروع إنه يعطي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سلطات واسعة في وقت يتعرض للانتقاد بسبب نزعته التسلطية.
من جهتها، دافعت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل عن موقفها بشأن أزمة الهجرة أمام النواب في برلين، رغم الهزيمة الكبيرة التي مُني بها حزبها في الانتخابات المحلية الأحد الماضي، على خلفية سياستها لاستقبال المهاجرين.
وشددت مركل على أن مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي «ليست مطروحة» بعد، رغم المحادثات الجارية لحلحلة المفاوضات العالقة حول هذا الملف في إطار الاتفاق حول أزمة الهجرة. إلى ذلك، أعلنت البحرية الألمانية أمس، إنقاذ 615 مهاجراً قبالة سواحل ليبيا كانوا يحاولون عبور البحر المتوسط أول من أمس. كما أنقذ خفر السواحل الإيطالي 227 شخصاً من البحر المتوسط.
في موازاة ذلك، أعلنت النمسا أنها ستقدم معدات لمساعدة مقدونيا على إبقاء حدودها مغلقة أمام المهاجرين في أوروبا. ودعا المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي المجتمع الدولي إلى استقبال 400 ألف لاجئ سوري إضافي.
قواسم مشتركة وخلافات كبيرة جداً في جنيف أكراد سوريا يُعلنون نظاماً اتحادياً اليوم
جنيف – موسى عاصي
وجدت الامم المتحدة بعض القواسم المشتركة بين الاطراف السوريين المتحاورين في جنيف في اليوم الثالث من المحادثات، لكنها شددت على ان الخلافات كبيرة جداً وأن دور الامم المتحدة هو تقريب وجهات النظر وذلك بعد لقاء ثان مع كل منالوفد الحكومي والوفد الاممي، وقبل لقاء جمع المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا وفريق عمله ووفد القوى العلمانية الديموقراطية.
والموقف الذي ساد أجواء جنيف أمس صدر على لسان رئيس الوفد السوري الحكومي بشار الجعفري، رافضاً الاجتماع مباشرة مع وفد الهيئة العليا للمعارضة “لأن كبير مفاوضيهم (محمد علوش ممثل “جيش الاسلام”) ارهابي قتل المدنيين وهاجم السفارات”، وطالبه بأن يعود عن تصريحه الأخير، الذي قال فيه انه “لا حل في سوريا الا بعد رحيل (الرئيس السوري بشار) الاسد أو مقتله”، ودعاه الى الاعتذار وسحب هذا التصريح من التداول و”أن يحلق ذقنه”، وفي ما عدا ذلك يبدو أن الجعفري لا يرى مشكلة في الجلوس مع الوفد المعارض في قاعة واحدة وحوار مباشر.
وبرز خلاف بين موقف الحكومة السورية والفريق الاممي في مسألتين، الاولى تتعلق بفحوى النقاش الذي يدور خلف أبواب موصدة، ذلك أن الامم المتحدة أفادت ان النقاش بدأ يدخل في العمق وفي نقاش الأجندة الموضوعة بموجب القرار 2254، أي الحكم الجديد والدستور الجديد والانتخابات بعد 18 شهراً، في حين صرّح الجعفري بعد الجلسة بأن النقاش يتركز على الاطار العام و”يجب حل القضايا الشكلية قبل البدء بمناقشة ملفات الاجندة الاممية”.
ويعكس هذا الخلاف في وجهات النظر إحدى العقد الاساسية لانطلاقة جدية للحوار، فالحكومة السورية تحاول كسر أحادية التمثيل المعارض “الذي يستأثر به وفد السعودية” من طريق ادخال الوفود المعارضة الاخرى، كلقاءي موسكو والقاهرة، وربما توسع الامر ليشمل ممثلين لمصالحات حميميم، الى قاعات الحوار كمفاوضين في مثل مستوى وفد الهيئة العليا للمعارضة، الى تحديد لوائح المفاوضين وشكل الحوار “ان كان مباشراً أو غير مباشر ومن دون شروط مسبقة”.
واستنفر اعضاء وفد العلمانيين الديموقراطيين أمس بعد تصريح لرمزي عز الدين رمزي قال فيه انه بموجب القرار الدولي 2254 “لوفد الهيئة العليا وضع خاص، وإن الذين دعوا للقاء معهم في جنيف، دعوا من أجل الاستماع الى وجهة نظرهم في مستقبل سوريا، مما يعني أنهم ليسوا مفاوضين كما هي حال وفد الهيئة العليا”.
وصرّح قدري جميل بعد لقاء الوفد مع فريق الامم المتحدة إن “الاكتفاء بدعوة وفد الرياض لن يسهم في دفع المفاوضات وسيكون مصير جنيف3 مماثلاً لمصير جنيف2 الذي فشل بسبب استئثار الائتلاف المعارض يومها بتمثيل المعارضة”.
الأكراد الى النظام الاتحادي
وفي خطوة من شأنها زيادة التعقيدات في محادثات جنيف (الوكالات)، يستعد أكراد سوريا الذي استبعدوا من هذه المحادثات، ليعلنوا اليوم عن نظام اتحادي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال سوريا.
ويتجه الأكراد الى إدارة شؤونهم بأنفسهم، إذ قرروا ضم ثلاث مناطق يسيطرون عليها وتتمتع بإدارة ذاتية في ما سموه “النظام الاتحادي الديموقراطي لروج آفا- شمال سوريا”.
وتتمتع المناطق الثلاث فعلاً بإدارة ذاتية، وبينما لم تتضح بعد ملامح النظام الجديد، فإنه لم يشمل أي إشارة الى الانفصال عن سوريا.
وسيعلن الاتفاق الجديد اليوم بعدما أقره مؤتمر انعقد في مدينة رميلان التي يسيطر عليها الأكراد ولا شك في أنه سيثير حفيظة دول مجاورة مثل تركيا التي تخشى أن يؤدي النفوذ المتنامي للأكراد في سوريا إلى إثارة مشاعر انفصالية بين الأقلية الكردية الموجودة على أراضيها.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان “الوحدة الوطنية لسوريا وسلامة أراضيها أمر جوهري بالنسبة الينا. أي شيء بخلاف ذلك سيعد قرارات أحادية لا تتمتع بالشرعية”.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها لن تعترف بأي منطقة شبه مستقلة أو حكم ذاتي في سوريا.
وفي جنيف، رفض الجعفري أي حديث عن نموذج اتحادي في سوريا.
عودة المقاتلات الروسية
في غضون ذلك، أفادت وزارة الدفاع الروسية إنها سجلت خلال الساعات الـ24 الأخيرة أربعة انتهاكات للهدنة في محافظة حلب وثلاثة في اللاذقية وواحد في كل من إدلب وحمص وحماه.
ورحب الغريمان الإقليميان السعودية وإيران، وهما على طرفي نقيض في دعم أطراف الصراع السوري، بخطوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب الجزء الاساسي من القوات الروسية من سوريا.
وأظهرت حسابات أجرتها “رويترز” استناداً الى مشاهد بثها التلفزيون الروسي المحلي، رحيل عدد يقل بقليل عن نصف القوات الجوية الروسية عن سوريا خلال اليومين الاخيرين.
وتكتنف السرية عدد الطائرات التي تحتفظ بها روسيا في قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية السورية. لكن تحليلا لصور الأقمار الاصطناعية وللغارات الجوية ولبيانات وزارة الدفاع الروسية يشير إلى أن العدد كان في حدود 36 طائرة حربية.
ويستفاد من اللقطات التلفزيونية أن 15 على الأقل من تلك الطائرات قد حلقت خلال اليومين الاخيرين بينها مقاتلات منطراز “سوخوي-24″ و”سوخوي-25″ و”سوخوي-30″ و”سوخوي-34”.
بيد أن الناطق العسكري باسم الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش” الكولونيل ستيف وارن صرّح بان الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا محدود جداً حتى الآن. وقال إن “قدرتهم القتالية على الارض لا تزال كما هي وقدرتهم الجوية خفضت قليلا، وهذا كل شيء”.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية جون كيري تحدث هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل زيارته لموسكو. وأوضحت أن الاتصال تطرق الى الصراع في سوريا ووقف الأعمال العدائية هناك.
الأكراد يعلنون حكماً ذاتياً.. دمشق وأنقرة تحذران
أعلن الاكراد في سوريا، يوم الخميس، النظام الإتحادي في مناطق سيطرتهم شمال البلاد، خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة (شمال شرقي). في حين حذرت دمشق من المساس بوحدة الأراضي السورية، معتبرة أن الإعلان الكردي ليس له أي مفاعيل قانونية او سياسية.
وأوضح مستشار الرئاسة المشتركة في حزب “الاتحاد الديموقراطي” سيهانوك ديبو لوكالة “فرانس برس”، أنه “تم اقرار النظام الإتحادي في روج آفا – شمال سوريا”، مشيراً الى انه “تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك”.
وقال عضو الهيئة التنفيذية لـ”حركة المجتمع الديموقراطي” الكردية الدار خليل: “نبارك مشروع النظام الإتحادي روج آفا – شمال سوريا (اي غرب كردستان )”.
والمناطق المعنية في النظام الإتحادي هي المقاطعات الكردية الثلاث، عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي، وعفرين في ريف حلب الغربي، والجزيرة في الحسكة، بالاضافة الى تلك التي سيطرت عليها “قوات سوريا الديموقراطية” أخيراً، خصوصا في محافظتي الحسكة وحلب.
وشارك في اجتماع الرميلان اكثر من 150 ممثلاً عن شمال سوريا، وبالاضافة الى الاحزاب الكردية الاساسية، هناك ممثلون عن عشائر عربية وسريان واشوريين وتركمان وارمن.
من جهة ثانية، حذرت دمشق “أي طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية، تحت أي عنوان كان بمن في ذلك المجتمعون في مدينة الرميلان- محافظة الحسكة، لأن طرح موضوع الاتحاد أو الفيدرالية يشكل مساساً بوحدة الأراضي السورية، الأمر الذي يتناقض مع الدستور والمفاهيم الوطنية والقرارات الدولية”.
ونقلت “وكالة الأنباء السورية” (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله، “إن أي إعلان في هذا الاتجاه لا قيمة قانونية له ولن يكون له أي أثر قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي، طالما أنه لا يعبر عن إرادة كامل الشعب السوري بكل اتجاهاته السياسية، وشرائحه المتمسكين جميعا بوحدة بلادهم أرضا وشعبا”.
وأكد المصدر أن “المهمة الأساسية أمام شعبنا الآن هي مكافحة الإرهاب، وأي ابتعاد عن هذا الهدف يعتبر دعما للإرهاب، ولكل من يريد إضعاف سوريا والنيل من إرادة جيشها البطل في زحفه من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع الجمهورية العربية السورية”.
في غضون ذلك، رفض “الائتلاف السوري” المعارض النظام الإتحادي الكردي، محذراً من تشكيل “كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري”.
وأكد “الائتلاف” في بيان أنه “لا مكان لأي مشاريع استباقية تصادر إرادة الشعب السوري”، وحذر “من أي محاولة لتشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري”.
وشدد على أن “تحديد شكل الدولة السورية، سواءً أكانت مركزية أو اتحادية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده”، بل يتم ذلك “بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي يتولى وضع دستور جديد للبلاد”.
إلى ذلك، أوضح مسؤول تركي أن بلاده تعارض أي خطوات منفردة لإقامة كيانات جديدة في سوريا على أساس عرقي.
وقال المسؤول: “انسحاب روسيا الجزئي قد يلطف الأجواء هناك. ينبغي أن تظل سوريا واحدة من دون إضعافها، وينبغي أن يقرر الشعب السوري مستقبلها بالاتفاق وبموجب دستور. أي مبادرة منفردة ستضر بوحدة سوريا.”
(“سانا”، أ ف ب، رويترز)
توافق نادر سوري ـ تركي ـ أميركي على رفض الفدرالية
تناغم سعودي ـ روسي.. و«توسيع» وفد المعارضة
تناغم روسي ـ سعودي خلال اليومين الماضيين عزز أجواء التفاؤل بمؤتمر جنيف السوري، وساهم في فتح الباب أمام إمكانية توسيع الوفد المعارض، وكسر احتكار «معارضة الرياض» وهو ما تبدى أمس في الاجتماع الذي عقده المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مع وفد معارض مقرب من موسكو.
في هذا الوقت، رد أكراد سوريا على استبعادهم عن مفاوضات «جنيف 3»، بعقد اجتماع في منطقة رميلان، وسط معلومات تؤكد عزمهم إعلان النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا.
وبرز توافق نادر بين دمشق وأنقرة وواشنطن والأمم المتحدة على رفض هذا الأمر. وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية إن «الوحدة الوطنية لسوريا وسلامة أراضيها أمر جوهري بالنسبة لنا. أي شيء بخلاف ذلك سيعد قرارات أحادية لا تتمتع بالشرعية».
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها لن تعترف بأي منطقة شبه مستقلة أو حكم ذاتي في سوريا. ورفض كبير المفاوضين السوريين إلى جنيف بشار الجعفري أيضاً أي حديث عن نموذج اتحادي في سوريا. وكانت معارضة الرياض قد أعلنت مؤخراً رفضها طرح موضوع الفدرالية.
وقال رمزي عز الدين رمزي، نائب المبعوث الأممي إلى سوريا، إن «موقف الأمم المتحدة واضح وموقف مجلس الأمن واضح، وكل السوريين الذين استمعنا إليهم هم مع وحدة سوريا، وهذا أمر واضح وقاطع ولا نقاش فيه». وأضاف «أما شكل سوريا في المستقبل فهو ما سيقرره السوريون في المستقبل».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قيّم خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عالياً قرار القيادة الروسية سحب الجزء الأساسي من القوات الروسية من سوريا.
وأضافت «أكد الجبير دعم السعودية للإجراءات الإضافية للتقيد بنظام وقف الأعمال القتالية في سوريا ومنع خرقه، واستمرار العمليات الموجهة ضد الإرهاب وفق قرار الأمم المتحدة الرقم 2269، الذي اتُّخذ بمبادرة روسية – أميركية مشتركة».
وتابع البيان «أكد الوزيران أهمية العملية السياسية المستدامة بمشاركة ممثلين عن الحكومة السورية وكل الأطراف المعارضة، وفقاً لقرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا. وناقش لافروف والجبير تطور العلاقات الروسية – السعودية والحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي».
وكان الجبير قد اعتبر أن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا خطوة إيجابية للغاية، معرباً عن أمله أن يجبر هذا الرئيس السوري بشار الأسد على تقديم تنازلات. وقال إن «المملكة تأمل أن يسهم الانسحاب الروسي في تسريع وتيرة العملية السياسية التي تستند إلى إعلان جنيف 1، وأن يجبر نظام الأسد على تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق الانتقال السياسي».
وذكرت الخارجية الروسية، في بيان ثان، أن لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بحثا تنسيق الجهود بين البلدين، بما فيها المجال العسكري، لتخطي الأزمة السورية، موضحة أن هذا الأمر يأتي «لمصلحة تعزيز وقف إطلاق النار في سوريا، ومنع خرقه، وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية، وتقدم التسوية السياسية على أساس حوار الحكومة السورية وكل فئات المجموعات المعارضة».
وأكد لافروف أن قرار الرئيس فلاديمير بوتين سحب الجزء الأساسي من القوات الروسية من سوريا، التي نفذت المهام الموضوعة أمامها، سيخلق ظروفاً إيجابية للمحادثات السورية التي انطلقت في جنيف، والتي يجب على السوريين أنفسهم أن يحددوا بموجبها مستقبل دولتهم.
وأضاف البيان «تم بطلب من وزير الخارجية الأميركي التوصل إلى اتفاق حول قيام كيري بزيارة عمل لموسكو الأسبوع المقبل لمتابعة المحادثات حول المسائل الملحة على جدول الأعمال الروسي الأميركي».
دي ميستورا
والتقى الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في جنيف، للمرة الأولى منذ انطلاق المفاوضات الاثنين الماضي، وفداً ثانياً من المعارضة السورية، في خطوة وضعها الوفد الحكومي في إطار توسيع تمثيل المعارضة.
ووصل وفد من المعارضة السورية إلى مقر الأمم المتحدة، كان في عداده نائب رئيس الوزراء السوري سابقاً قدري جميل والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي بالإضافة إلى الناشطة الحقوقية رندة قسيس.
وقدم المعارضون ورقة لدي ميستورا تحدد موقفهم من عملية الانتقال في سوريا، وتشدد على ضرورة الالتزام بقرارات الأمم المتحدة، وبدء عملية لإجراء التغيير الديموقراطي والجذري والعميق والشامل في مختلف المجالات.
وقال جميل، قبل بدء الاجتماع مع دي ميستورا، «سنكون مستشارين للشعب السوري فقط. نحن مبدئيا غير مندمجين (مع وفد الرياض) لكننا لسنا ضد الدمج إذا كان وفد الرياض ليس ضد ذلك بناءً على الأسس التي اقترحناها مع عدد متساو وصلاحيات متساوية».
وقال عضو الوفد المعارض الثاني فاتح جاموس إن توجيه الدعوة إليهم «دليل على أن المفاوضات دخلت في مرحلة أكثر جدية»، مضيفا «نحن نمثل الوفد الثاني للمعارضة لان هناك خلافات كبيرة داخل المعارضة السورية». واعتبر أن وفد الرياض «يطرح اشتراطات نعتبرها على النقيض من مبدأ التوافق، كاشتراط رحيل الرئيس السوري وكيفية رؤيتهم للمرحلة الانتقالية».
وفي تعليق على لقاء دي ميستورا مع الوفد المعارض المقرب من موسكو، اعتبر المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» سالم المسلط، لوكالة «فرانس برس»، أنه «لا يمكن القبول بأي طرف مفاوض آخر إلا إذا كان حقيقة يمثل الشعب السوري». وأضاف «الوفد التفاوضي الذي شكلته الهيئة العليا للمفاوضات هو الطرف الحقيقي على الأرض وفي الخارج»، موضحا انه «عندما تم طرح موضوع الهدنة كان للهيئة قرارها والتزمت الفصائل به».
وكرر الجعفري، بعد الاجتماع الثاني مع دي ميستورا، المطالبة بتوسيع تمثيل المعارضة. وقال «لا يستطيع فصيل من فصائل المعارضة أن يحتكر الصفة التمثيلية لجميع الفصائل»، مضيفا «نحن الآن نتعامل مع معارضات لا مع معارضة».
وتعليقا على دعوة وفد معارض ثان إلى مفاوضات جنيف، قال نائب المبعوث الأممي رمزي رمزي «هؤلاء يمثلون المشاركين في مؤتمري القاهرة وموسكو، ونحن وجهنا دعوة إليهم في الدورة الأولى لمساعدتنا في وضع تصور لمستقبل سوريا»، مضيفا «ليس لهم صفة المستشار».
وتلقت شخصيات معارضة من مؤتمر القاهرة، وابرز أركانها هيثم مناع، دعوة مماثلة من دي ميستورا للمشاركة في الاجتماع ذاته مع وفد مؤتمر موسكو، لكنها لم تحضر بسبب وصول الدعوة امس الأول.
وبعد لقائه دي ميستورا للمرة الثانية، قال الجعفري إن «كبير مفاوضي وفد السعودية إرهابي، ينتمي إلى فصيل إرهابي»، في إشارة إلى محمد علوش، القيادي في «جيش الإسلام». وأضاف «لا يشرفنا على الإطلاق أن ننخرط في مفاوضات مباشرة مع هذا الإرهابي بالذات. لذلك، لن تكون هناك محادثات مباشرة ما لم يعتذر هذا الإرهابي عن تصريحه ويسحبه من التداول ويحلق ذقنه».
وكان علوش قد اعتبر، السبت الماضي، أن «المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل (الرئيس) بشار الأسد أو بموته».
(«سبوتنيك»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
مفاوضات جنيف تتواصل بصعوبة وإعلان فدرالية كردية يزيد من تعقيداتها
جنيف – أ ف ب – تلتقي الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن أطياف واسعة من المعارضة السورية الخميس، الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا، تزامناً مع اعلان الاكراد تاسيس نظام فدرالي في شمال سوريا، ما من شأنه ان يزيد من تعقيدات المفاوضات.
وبعد ساعات على اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب الجزء الأكبر من قواته العسكرية من سوريا، أعلن الخميس ان في امكانه، عند الضرورة، اعادة نشر هذه القوات “خلال ساعات”.
وقال مصدر في الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف “ينتظرى الوفد المفاوض الذي سيعقد عند الخامسة من مساء اليوم اجتماعه الثاني مع دي ميستورا، الحصول منه على توضيحات بشأن اجتماعه مع الوفد الاخر”.
والتقى دي ميستورا الاربعاء للمرة الاولى منذ انطلاق مفاوضات جنيف حول سوريا، وفداً من المعارضة القريبة من موسكو كان في عداده نائب رئيس الوزراء السوري سابقا قدري جميل وشخصيات من معارضة الداخل بينها فاتح جاموس، بالاضافة الى عضوين من مؤتمر القاهرة (لقاء لبعض مكونات المعارضة انعقد في القاهرة في 2015) هما المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي وفراس الخالدي.
وتعارض الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل فصائل عديدة من المعارضة السياسية والعسكرية، مشاركة اي وفد معارض آخر في مفاوضات جنيف، معتبرة ان الوفد المعارض الثاني لا يملك “تمثيلاً حقيقياً على الارض”، وانها كانت الطرف المعارض الوحيد المشارك في اتفاق وقف الاعمال القتالية في سوريا الصامد منذ 27 شباط/فبراير.
وقال مصدر قريب من الوفد الحكومي في جنيف ان وفد موسكو الذي يضم شخصيات معارضة مقبولة من النظام، “هو وفد تفاوضي”، وان فريقه “ينتظر من دي ميستورا ان ينهي في اليومين المقبلين الشكليات، اي تسمية وفود المعارضة”، لافتاً الى ان الاكراد “سيشاركون في المفاوضات في مرحلة لاحقة”.
واضاف ان “الانطباع العام لدى الوفد الحكومي في جنيف هو اننا دخلنا مرحلة اكثر جدية”.
وبخلاف وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يصر على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، لا تطالب المعارضة القريبة من موسكو او تلك المقبولة من النظام والموجودة في الداخل السوري، برحيله الفوري، انما تدافع عن انتخابات ديموقراطية تقرر مصيره.
وقال دبلوماسي غربي رفض الكشف عن هويته ان مسالة وجود وفد ثان من المعارضة في المفاوضات “واحدة من النقاط الاكثر اهمية”.
يضيف إن مجرد اقتراح مشاركة هذا الوفد “يدعم فكرة ان هناك معارضة غير موحدة ويشكك في شرعية الهيئة العليا للمفاوضات”، مضيفاً ان حضوره “مسألة مثيرة للجدل”.
وقال مقدسي الخميس ان “اجتماعاً ثانياً سيجمع الوفد مع دي ميستورا وننتظر اليوم او غداً تحديد موعده”، تزامناً مع وصول عضوين آخرين من مؤتمر القاهرة الى جنيف اليوم.
واضاف “سنجلس على الطاولة كوفدين، وفد يمثل مؤتمر الرياض وآخر يمثل مؤتمري القاهرة وموسكو”، موضحاً “نحن لا نأخذ شرعيتنا من هذه الدعوة لكن دي ميستورا طلب لقاءنا ليسمع افكارنا بشأن الحل السياسي ولا يمكننا تفويت هذه الفرصة”.
ويبقى المعارض السوري هيثم مناع، وهو من ابرز قياديي مؤتمر القاهرة والرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية (تحالف كردي عربي)، ممتنعاً عن تلبية دعوة دي ميستورا الموجهة الى 15 شخصية من مؤتمري موسكو والقاهرة. وهو يطالب بدعوة ممثلين عن الاحزاب الكردية للمشاركة في المفاوضات.
وفي رسالة واضحة الى المجتمعين في جنيف، اعلن الأكراد الخميس نظاماً فدرالياً في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا، في خطوة يرونها مقدمة لضرورة اعتماد نظام مماثل في كافة الاراضي السورية ما بعد الحرب.
والمناطق المعنية بهذا الاعلان هي المقاطعات الكردية الثلاث، كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)، بالاضافة الى تلك التي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية مؤخراً خصوصاً في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال).
وسارعت دمشق الى التحذير من عواقب “النيل من وحدة سوريا”، بينما اعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية انه “لن يقبل” باي مشروع “استباقي” للتسوية الجاري العمل عليها.
في موسكو، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس من انه يمكن لروسيا ان “تعزز وجودها في المنطقة الى مستوى يتلاءم مع تطورات الوضع هناك”.
ويأتي ذلك بعد ايام من اعلان موسكو قراراً مفاجئاً بسحب الجزء الأكبر من قواتها العسكرية بعدما “انجزت” مهمتها في سوريا اثر تدخل جوي بدأ في 30 ايلول/سبتمبر.
وقال بوتين خلال مراسم تقليد عسكريين عائدين من سوريا أوسمة “في حال الضرورة، يمكن لروسيا ان تعزز وجودها في المنطقة الى مستوى يتلاءم مع تطورات الوضع هناك”.
واضاف “هذا ليس ما نريد، فالتصعيد العسكري ليس من مصلحتنا. لذلك نأمل أن يغلب جميع الأطراف المنطق في سبيل عملية السلام”.
شتاينماير: لا أتخيل أن يكون الأسد الرجل المناسب الذي تدعمه أغلبية سورية كبيرة
برلين – د ب أ -أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، انه لا يستطيع تصور مستقبلاً لسوريا مع الرئيس بشار الأسد.
ورأى شتاينماير في تصريح لصحيفة باساور نويه بريسه الألمانية الصادرة الخميس، انه من الضروري أن تكون هناك أغلبية واسعة من السوريين مع القيادة السياسية في سوريا مضيفاً: “لا أستطيع أن أتصور أن يكون الأسد الذي يتحمل المسؤولية عن الكثير من الموت والدمار هو بالذات الرجل المناسب لذلك”.
وأوضح الوزير العضو بالحزب الاشتراكي الديمقراطي ان المعارضة التي تجلس على مائدة المفاوضات في جنيف، لن تقبل أبداً أن يظل الأسد رئيساً بعد فترة انتقالية.
وقال شتاينماير مشيراً لفرص الحل السلمي في سوريا: “لم نصل أبداً خلال السنوات الخمس الماضية إلى ما وصلنا إليه اليوم”.
غير أن شتاينماير رأى في الوقت ذاته ان الهدنة في سوريا لا تزال هشة، وقال إنه من الضروري أولاً طرح أصعب القضايا المتعلقة بالمستقبل السياسي لسوريا على مائدة المفاوضات في جنيف.
مسؤول: تركيا تعارض أي خطوات منفردة لتغيير الهيكل السوري
أنقرة – رويترز – قال مسؤول تركي كبير الخميس، إن تركيا تعارض أي خطوات منفردة لإقامة كيانات جديدة في سوريا على أساس عرقي، وذلك في الوقت الذي وافقت فيه المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا، على إقامة نظام اتحادي في شمال البلاد.
وقال المسؤول التركي “انسحاب روسيا الجزئي قد يلطف الأجواء هناك. ينبغي أن تظل سوريا واحدة دون إضعافها وينبغي أن يقرر الشعب السوري مستقبلها بالاتفاق وبموجب دستور. أي مبادرة منفردة ستضر بوحدة سوريا.”
دمشق والمعارضة يرفضان النظام الفيدرالي الكردي في شمال سوريا
بيروت – أ ف ب – رفضت كل من دمشق والائتلاف السوري المعارض النظام الفيدرالي الكردي، الذي تم إعلانه الخميس، في مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية إن الحكومة “تحذر أي طرف تسوّل له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية، تحت أي عنوان كان، بمن في ذلك المجتمعون في مدينة الرميلان” في محافظة الحسكة (شمال شرق).
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن المصدر في وزارة الخارجية تأكيده أن “طرح موضوع الاتحاد أو الفيدرالية سيشكل مساساً بوحدة الأراضي السورية (…) ولا قيمة قانونية له”.
وشدّد على أنه لن يكون للإعلان “أي أثر قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي، طالما أنه لا يعبر عن إرادة كامل الشعب السوري بكل اتجاهاته السياسية وشرائحه المتمسكين جميعاً بوحدة بلادهم أرضاً وشعباً”.
ومن جهته أكد الائتلاف السوري المعارض في بيان “لا مكان لأي مشاريع استباقية تصادر إرادة الشعب السوري”، وحذّر “من أي محاولة لتشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري”.
وشدد الائتلاف على أن “تحديد شكل الدولة السورية، سواء كانت مركزية أو فدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده أو جزء من الشعب، أو حزب أو فئة أو تيار”، بل سيتم ذلك “بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري، الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد”.
وأكد الائتلاف أنه “لن يقبل أي مشروع يقع خارج هذا السياق، ويصر على وحدة سوريا أرضاً وشعباً”.
ولم يدع الأكراد إلى مفاوضات جنيف، بجولتيها الأولى والثانية، برغم مطالبة روسيا بضرورة إشراك “حزب الاتحاد الديموقراطي”، الحزب الكردي الأهم في سوريا.
وأعلن الأكراد في سوريا الخميس النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد، خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان، وفق ما قال مسؤولان كرديان.
والمناطق المعنية في النظام الفيدرالي هي المقاطعات الكردية الثلاث، كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها “قوات سوريا الديموقراطية” مؤخراً، خصوصاً في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال).
يشارك في اجتماع الرميلان أكثر من 150 ممثلاً عن شمال سوريا، فبالإضافة إلى الأحزاب الكردية الأساسية، هناك ممثلون عن عشائر عربية وسريان وآشوريين وتركمان وأرمن.
تنظيم “الدولة” يستعيد السيطرة على قرية دوديان بريف حلب الشمالي
حلب – الأناضول – أفاد مصدر ميداني، الخميس، باستعادة تنظيم “الدولة” السيطرة على قرية دوديان بريف حلب الشمالي بسوريا، بعد معارك مع عناصر المعارضة المسلحة.
وقال أبو اسلام بيانون، القيادي في فيلق الشام (فصيل معارض) إن “تنظيم الدولة تمكن منتصف الليلة الماضية، من السيطرة على دوديان، قرب الحدود السورية التركية، بعد نجاح عناصره في التسلل بين المدنيين الفارين من مناطق سيطرته إلى القرية”.
وأضاف بيانون أن عناصر التنظيم “تظاهروا بأنهم مرافقون للنساء والأطفال وأقارب لهم، وفور دخولهم القرية قاموا بمهاجمة حواجز ونقاط المعارضة، ما اضطر الأخيرة للانسحاب حفاظاً على أرواح المدنيين من النساء والأطفال”.
وأوضح أن المعارضة كانت قد فتحت طريقاً للمدنيين الفارين من مناطق سيطرة التنظيم للدخول إلى مناطق سيطرتها بريف حلب الشمالي.
وكانت فصائل المعارضة السورية المسلحة بريف حلب الشمالي، تمكنت من السيطرة على دوديان وقرى أخرى، منذ أكثر من أسبوع بعد معارك مع تنظيم “الدولة”.
بوتين: قادرون على العودة إلى سوريا خلال دقائق إذا اقتضت الحاجة
موسكو – د ب أ – أقام الرئيس الروسي الخميس حفلاً لتكريم الطيارين والجنود العائدين من سوريا، بحضور كبار قادة الجيش الروسي وكبار المسؤولين.
وأمام الحضور، جدد بوتين التأكيد على أن العمليات الروسية في سوريا كانت بطلب شرعي من النظام وأن الهدف من البداية كان “دعم الكفاح الشرعي في سورية وضرب الإرهاب”.
وأضاف :”ساعدنا الجيش السوري في تحقيق انتصارات هامة وشكلنا الظروف لبدء العملية السلمية … وأجرينا اتصالات إيجابية مع الولايات المتحدة ودول أخرى”.
وأوضح أنه بعد انطلاق الهدنة “تراجعت العمليات العسكرية بأكثر من ثلاثة أضعاف ولهذا فإن عدد القوات هناك أصبح زائداً”، ولكنه شدد في الوقت نفسه على أن بلاده ستظل تتابع مراقبة الهدنة وستبقي على المنظومات المضادة للطائرات.
وشدد على أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام احتمال عودة القوات إلى سوريا “في دقائق إذا اقتضت الحاجة”.
وقال إن تكلفة الجزء الأكبر من تكلفة العمليات العسكرية كانت من ميزانية وزارة الدفاع، واعتبر أن المعارك الفعلية أفضل الطرق لتأكيد واختبار الجاهزية، ووصف الحرب بأنها كانت “أفضل تدريب للقوات الروسية”.
وبدأت روسيا الثلاثاء سحب طائراتها وقواتها من سوريا، بعد إعلان بوتين أن “المهمات التي كلفت بها القوات الروسية في سوريا تم إنجازها”.
إلا أن روسيا أكدت أنها ستبقي جزءاً من القوات في سوريا.
المرصد السوري : الإعلان عن فيدرالية روج آفا وشمال سوريا بريف القامشلي
القاهرة – د ب أ – أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأنه تم الإعلان الخميس عن فيدرالية “روج آفا وشمال سوريا”، وذلك في اجتماع كبير بمنطقة رميلان على الحدود السورية – التركية – العراقية، بريف القامشلي الشرقي.
وقال المرصد في بيان إنه تم الإعلان عن الفيدرالية في مناطق الشمال السوري بمقاطعاتها الثلاث “كوباني – عفرين – الجزيرة”.
وفي استطلاع للرأي أجراه المرصد السوري لحقوق الإنسان على وسائل التواصل الاجتماعي، لنحو 20 ألف مواطن سوري، فإن الغالبية الساحقة من المواطنين العرب رفضوا الفيدرالية واعتبروها خطوة على طريق الانفصال عن سوريا، في حين وافقت الغالبية الساحقة من المواطنين الكرد على المشروع.
خبراء: الانسحاب الروسي من سوريا مرتبط بتخوّف بوتين من فقدان الدعم الشعبي
موسكو – الأناضول – أعرب خبراء عن اعتقادهم بان قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سحب قوات بلاده من سوريا، مرتبط بعدة عوامل منها تغير توازن الفائدة والخطر للعملية العسكرية الروسية في سوريا، والتخوف من فقدان دعم الرأي العام الروسي بسبب سقوط قتلى بين العساكر الروس، مضيفين ان القرار لن يكون له تأثير كبير على أسعار النفط.
وقال “ماركل ساليخوف” رئيس قسم الاقتصاد في المعهد الروسي للطاقة والاقتصاد، إن سبب اتخاذ بوتين قرار الانسحاب هو احتمال تغير توازن الخطر والفائدة المرتبط بالوجود الروسي في سوريا.
وأضاف ساليخوف أن العملية العسكرية الروسية في سوريا لم تمثل عبئاً كبيراً على الميزانية الروسية، إلا أن سقوط قتلى بين العساكر الروس، أدى إلى التخوف من إمكانية تلاشي دعم الرأي العام الروسي للعملية.
واعتبر سالخوف أن القرار الروسي لن يكون له تأثير كبير على أسعار النفط، بسبب زيادة المعروض من النفط.
بدوره أعرب “فاريس كيلزي”، رئيس شركة Creon الاستشارية، التي يقع مقرها في روسيا، عن رأيه أن بوتين يحاول، عبر ذلك القرار، تذكير الرأي العام الداخلي والخارجي، والجيش الروسي كذلك، بموقعه وصلاحياته، إذ إن التاريخ حافل بأمثلة للجيوش التي انقلبت على الحكام.
كما اعتبر كيلزي، القرار الروسي، نوعاً من إظهار حسن النية للمملكة العربية السعودية، التي كانت تشعر بالانزعاج من الوجود الروسي في سوريا، والتي لا بدّ لموسكو من الاتفاق معها من أجل التوصل إلى رفع سعر النفط.
وأضاف كيلزي أن رد الفعل السعودي على الخطوة الروسية، سيظهر في الاجتماع المقبل لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
وأعرب أوليغ شيبانوف، عضو هيئة التدريس في قسم المالية بجامعة الاقتصاد الجديد في موسكو، عن اعتقاده أن الانسحاب الروسي سيقلل من المخاطر السياسية والجيوسياسية على مستوى العالم، وبالتالي سيكون تأثيره على أسعار النفط بالنقصان لا بالزيادة.
وأشار شيبانوف إلى تقديرات تفيد أن تكاليف العملية العسكرية الروسية في سوريا وصلت إلى حوالي 2.5 مليون دولار يومياً، وهو ما جعل من الصعب استمرارها مع وجود عجز في الميزانية الروسية مقداره، حوالي 2 تريليون روبل.
ولم يكن لقرار الانسحاب تأثير كبير على الأسواق الروسية، وفقد الروبل الروسي حوالي 1.5% من قيمته منذ الإعلان عن القرار.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء الماضي، أن الدفعة الأولى من طائراتها الحربية أقلعت من قاعدة “حميميم” الجوية في سوريا، متوجهة إلى روسيا، بعد يوم من إيعاز بوتين، لوزير دفاعه، سيرغي شويغو، بسحب قوات بلاده الرئيسية من سوريا، بحسب ما أوردته قناة “روسيا اليوم”.
سوريا: حزب «الاتحاد الديمقراطي» يؤجل إعلان حكم ذاتيّ ويعتقل العشرات من الميليشيات الموالية للنظام في القامشلي
بشار الجعفري: على كبير مفاوضي المعارضة أن يعتذر ويحلق لحيته لنجلس معه
عواصم ـ وكالات: قال أكراد سوريون إنهم قرروا تأجيل إعلان إقامة إدارة اتحادية في شمال البلاد، في خطوة أخرى نحو الحكم الذاتي الكامل في المنطقة.
ولم يتضح السبب الحقيقي وراء تأجيل هذه الخطوة المتوقعة، ولكن ادريس نعسان، وهو مسؤول كردي رفيع المستوى، قال إن مؤتمرا بهذا الصدد سوف يعقد مجددا اليوم الخميس لاتخاذ القرار الخاص بذلك.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن « أسبابا لوجستية» وراء التأجيل.
وقال المرصد السوري إن قوات أمن كردية في سوريا اعتقلت 60 شخصا من ميليشيا موالية للحكومة في مدينة القامشلي في شمال شرق البلاد أمس الأربعاء.
وأضاف المرصد أن قوات الأمن الكردية التي تعرف باسم «الأسايش» قصفت أيضا منطقة توجد فيها مبان أمنية حكومية.
وتسيطر قوات الأمن الكردية على غالبية القامشلي رغم احتفاظ الحكومة السورية بوجود في المدينة واستمرار سيطرتها على مطارها.
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين من أكراد سوريا أو الحكومة السورية للحصول على تعليق.
وقال سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في «الاتحاد الديمقراطي»، وهو الحزب الكردي الأبرز في سوريا، بعد انتهاء اجتماع بدأ الأربعاء في شمال شرق سوريا الى إعلان النظام الفدرالي في المناطق الواقعة لسيطرتهم لوكالة فرانس برس أن المشاركين «يبحثون اليوم شكل النظام في روج آفا(غرب كردستان) وشمال سوريا»، مؤكدا ان «جميع المقترحات الأولية تصب في خانة الفدرالية».
وبحسب ديبو، فإن «المناطق المعنية عبارة عن المقاطعات الكردية الثلاث، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها مؤخرا قوات سوريا الديموقراطية في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال)». والمقاطعات الثلاث هي كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)».
ويشارك في الاجتماع الذي يعقد في رميلان في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، بحسب ديبو «أكثر من 150 ممثلا عن تلك المناطق وهم يقررون في هذه اللحظات مصيرهم في شكل سوريا المستقبل».
جاء ذلك فيما قال رئيس وفد النظام السوري في مفاوضات جنيف، بشار الجعفري، إن جلسة الحوار، أمس الأربعاء، مع المبعوث الأممي الخاص ستافان دي ميستورا في جنيف، «كانت مفيدة وواعدة»، وتطرقت لاستكمال الإجراءات الشكلية للمفاوضات، مشترطاً على كبير المفاوضين التابع لوفد المعارضة الاعتذار وحلق لحيته للقبول بالجلوس معه للتفاوض.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، في المقر الأممي في جنيف، بعد لقاء مع المبعوث الأممي، وفيه أفاد أنه «تم التطرق لخطوات عملية تساهم بنجاح الحوار السوري السوري، دون تدخل أو شروط مسبقة».
وأضاف «تحدثنا عن استكمال الأمور الشكلية، قبل الانتقال للمضمون من الحوار، وتعمقنا في مناقشة الشكل، وضرورة تمثيل أوسع طيف من المعارضات المشاركة، تنفيذا لبياني فيينا، وقرار مجلس الأمن 2254، وهذا لم يتحقق لأن بعض الوفود لم تصل لهذا المؤتمر، وبذلك لا يمكن لأي طرف أن يحتكر الصفة التنفيذية في تطبيق القرارات»، على حد تعبيره.
ولفت إلى أن «وفد النظام اتفق مع المبعوث الأممي، على متابعة الأفكار والآراء الهامة التي قدمها أمس الأول للمبعوث الخاص، والاستمرار في التعمق بمناقشة هذه الأفكار، لكي تكون أساس النقاش في الجلسة المقبلة».
واعتبر أن «الجلسة مع دي ميستورا كانت مفيدة وواعدة، إذ أخذت بعين الاعتبار كل الملاحظات التي تقدم بها وفده للمبعوث الخاص ومعاونه في هذه الجلسة». من جانب آخر اعتبر أن «القرار الروسي على نحو تدريجي اتخذ بشكل مشترك بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس بشار الأسد، ولم يشكل عامل اندهاش لهم، بل كان قرارا سياسيا مشتركا بين الطرفين، حيث أن روسيا جاءت من خلال قرار مشترك، وعندما يعودون (الروس)، سيتم ذلك مرة بعد مرة من خلال التنسيق مع سوريا»، على حد زعمه.
أما فيما يتعلق بالمفاوضات المباشرة بين النظام والمعارضة، أجاب بالقول «أي طرح يجب أن يمر عبر المبعوث الخاص (دي ميستورا) وليس عبر الإعلام»، في إشارة إلى تصريحات صحافية حول موافقة وفد المعارضة على الحوار المباشر مع وفد النظام.وأضاف «نحن لا يشرفنا أن نجلس مع إرهابي في محادثات مباشرة، كبير المفاوضين(محمد علوش) إرهابي، ينتمي لفصيل إرهابي (جيش الإسلام)، قصف السفارات، وقتل طلاب كلية الهندسة (جامعة دمشق) والأبرياء، فلا يشرفنا الانخراط (بالمفاوضات المباشرة) مع هذا الإرهابي بالذات (علوش)، ولذلك لن يكون هناك محادثات مباشرة، ما لم يسحب تصريحه من التداول (لم يكشف عن فحواها)، ويعتذر، ويحلق لحيته»، على حد قوله.
روسيا ليست معنية ببقاء الأسد… فهل أصبح عقبة أمام النفوذ الإيراني في المنطقة
عملية قامت على استعراض العضلات و«المرجلة» بدون أهداف بعيدة المدى سوى حماية المصالح الروسية
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: خلال السنوات الخمس الماضية تمسك الرئيس باراك أوباما بأن التدخل العسكري المباشر في الحرب الأهلية السورية لن يغير من معادلة الحرب هناك ولهذا رفض كل الدعوات لإرسال قوات عسكرية وعدم تكرار دروس العراق وسوريا. وعندما أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طائراته المقاتلة إلى سوريا حذره أوباما من «مستنقع» الحرب وذكره بالتورط السوفييتي السابق في أفغانستان حيث خرج الجيش الروسي منها منهزماً. إلا أن الرئيس الروسي حافظ على المبادرة في سوريا وكذب توقعات الرئيس الأمريكي الذي ظل يبعد الحرب عنه.
ورغم ترحيب البيت الأبيض الحذر بالخطوة الروسية الأخيرة إلا أن المسؤولين واصلوا انتقاد بوتين ويحاولون في الوقت نفسه فهم الدوافع التي أدت به لسحب قواته بشكل مفاجئ. وهو ما بدا واضحاً أيضاً في تصريحات وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند الذي وصف أمام البرلمان بوتين بالرجل الذي يضرب زوجته ثم يتوقف عن ضربها.
ودعا لعدم مدح قراره بعدما تسبب في دمار كبير «شخص ذهب إلى بلد آخر ويبدأ يقصف السكان المدنيين وتدمير المستشفيات والمدارس» و»عندما يعتقدون أنهم فعلوا ما يريدون. وعلينا أن لا نقدم لهم المديح، فالأمر لا يتجاوز: هل توقف هذا الرجل عن ضرب زوجته».
هل انتصر؟
وبعيدا عن انتقادات هاموند الذي يعتبر من أشد الناقدين لروسيا من بين وزراء خارجية دول حلف الناتو إلا أن القرار الروسي تخفيض القوات في سوريا أثار الكثير من التعليقات والتكهنات.
وتساءل الكثيرون عن حقيقة الإنجازات التي حققتها موسكو في الحملة العسكرية وفيما إن كان الخروج المفاجئ محاولة لتقليل الخسائر.
وإن نظرنا للتدخل الروسي من زاوية تقوية موقف الأسد الذي كان على حافة الإنهيار في الخريف الماضي بعدما خسر إدلب وجسر الشغور وتدمر فقد نجح بوتين في تعزيز موقع النظام السوري ومنع سقوطه، وحافظ بالتالي على المصالح العسكرية الروسية في الغرب من البلاد.
ونجح في رسم حدود «دويلة» في اللاذقية يمكنها حماية النظام حالة فقد السيطرة على ما تمت استعادته من مناطق. ومن هنا كان تعليق جوش إرينست، المتحدث باسم البيت الأبيض بأن التدخل عقد من اللعبة في سوريا وقال «قوى التدخل العسكري الأسد وجعل من التوصل لحل سياسي أمراً صعباً». ويرغب مسؤولو الإدارة الأمريكية في رؤية أدلة قوية على نقل الروس معداتهم من سوريا حتى يتأكدوا من أن قرار بوتين حقيقي.
ويعتقد مسؤولون نقلت عنهم صحيفة «نيويورك تايمز» أن بوتين سيواصل سحب قواته نظراً لربطه مصداقيته باتفاق وقف إطلاق النار الهش ومباحثات جنيف.
كما أن بوتين راغب في تخفيف حدة التوتر مع الدول الأوروبية التي يحمله قادتها جزءاً من مسؤولية تدفق اللاجئين نحو القارة. ويعبر القرار عن حالة من نفاد الصبر مع الرئيس الأسد الذي فشلت قواته في الحفاظ على الأراضي غرب البلاد رغم الدعم الروسي له.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن بوتين وصل إلى نقطة تحول أصبح فيها ثمن الحملة محلياً ودولياً يتفوق على المنافع وهي الحفاظ على نظام الأسد وحجز مقعد لبلاده على طاولة التسوية السياسية.
استفادة أوباما
وترى الصحيفة أن الانسحاب الروسي يخفف الضغط على الرئيس أوباما الذي يتعرض لمطالب محلية ودولية لزيادة دعمه المعارضة السورية المعتدلة بأسلحة متقدمة وهو أمر ظل يقاومه. وترغب الإدارة الأمريكية من روسيا لعب دور سياسي نظراً للنفوذ الذي تمارسه على النظام السوري وإجباره على تقديم تنازلات.
وبطريقة أخرى يمثل الإنسحاب الروسي معضلة للولايات المتحدة التي تخوض حرباً ضد تنظيم «الدولة». فهذه الحرب ستطول لأن الروس الذين ضربوا المعارضة السورية وجهوا أيضا طائراتهم ضد مواقع التنظيم في وسط وشرق سوريا.
ويقول أندرو تابلر، الزميل الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى «فجأة لم يعد الروس موجودين لقتال تنظيم «الدولة» مضيفاً أن هذا سيطيل الجدول الزمني للحرب ويضع أعباء جديدة على الولايات المتحدة والغرب.
وكان الرئيس باراك أوباما قد كرر في مقابلته مع جيفري غودلبرغ في مجلة «ذا اتلانتك» تحذيراته من التخبط الروسي وأن التدخل في سوريا تعبير عن ضعف لا قوة.
وقال إن من يتحدث عن تعزز موقع روسيا بعد إرسالها الطائرات إلى سوريا «بشكل أساسي يخطئ فهم طبيعة القوة في الشؤون الخارجية والعالم بشكل عام». وأضاف أن الروس توسعوا فوق طاقتهم وهم ينزفون.
وقال إن «اقتصادهم تقلص خلال السنوات الثلاث المتتالية وبشكل جذري». ومع ذلك يرى المحللون أن بوتين لم يقرر تخفيض قواته لدواع اقتصادية أو سياسية.
مع أن الإعلام الروسي تعامل مع «المهمة المنجزة» كانتصار تم بدون ضحايا كثر. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن أنغيلا إي ستنت الخبيرة في الشؤون الروسية في جامعة جورج تاون قولها «لا تبدو لي هذه كمستنقع» مضيفة أن الروس لو كان هدفهم تدمير تنظيم «الدولة»، «لكانت النتائح مختلفة». فهذه هي طموحات الولايات المتحدة ولهذا السبب يقول محللون إن لا داعي للمقارنة بين التدخل الروسي والأمريكي.
فموسكو تدخلت بناء على طلب من حكومة «ذات سيادة» فيما كان النقاش داخل الإدارة الأمريكية يدور حول مستوى التدخل وقوته من أجل الإطاحة بالحكومة السورية. كما أن الحكومة الأمريكية لم تكن لتشارك في حملة أدت لمئات الضحايا من المدنيين.
ويرى المسؤول السابق في الخارجية والبيت الأبيض ديريك تشوليت أن بوتين كان يريد «شراء وقت للأسد وقد نجح» ولكنه «جعل الوضع في سوريا أسوأ. فعندما تذهب بدون تردد فمن السهل النجاح». ولاحظ تشوليت أن الروس لديهم سجل طويل في مفاجأة الأمريكيين ويعود إلى غزو أفغانستان.
ومع ذلك يرى محللون أن التدخل الروسي المحدود في سوريا كشف عن زيف نقاش الرئيس وهو أن المشاركة العسكرية في سوريا ستقود حتما لتورط طويل فيها.
ويقول تابلر «سوريا ليست بالضرورة منزلقاً خطيراً» فقد أظهر بوتين أنه يمكن التدخل والقصف وإرسال قوات برية والخروج «فقد غيروا الوضع على الأرض وحموا النظام من الانهيار» أي الروس.
كل هذا لا يغير من حقيقة أن الإنسحاب الروسي من سوريا يظل تكتيكياً وأن ميزان الربح والخسارة يقاس حسب المنظار الذي ينظر منه المراقب إلى القرار الروسي.
فبوتين يقول إنه حقق أهدافه ولكن الذين يحاسبونه يرون أنه فشل في مهمته المتعلقة بتدمير تنظيم «الدولة».
ومن هنا كتب سام جونز في صحيفة «فايننشال تايمز» قائلاً إن انسحاب بوتين جاء لتقليل خسائر روسيا. فموسكو وإن نجحت في تغيير معالم المعادلة في سوريا إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها.
وعند مقارنة سوريا بأوكرانيا يقول المحللون الدفاعيون إن ما تحقق يظل متواضعاً. فأوكرانيا هي نزاع مجمد وبدون نهاية حتى الآن. ويشير جونز إلى أن العملية العسكرية الروسية قامت منذ البداية على استعراض العضلات و»المرجلة» والتكتيك وليس على استراتيجية طويلة المدى.
ويرى المحللون العسكريون أن حماية النظام وتأمين «دويلة» اللاذقية هي أقل ما كانت تريد تحقيقه روسيا.
فبحسب الخطة العسكرية كانت روسيا تأمل بدعم تقدم القوات التابعة للنظام حتى الحدود مع تركيا وإحكام السيطرة بشكل كامل على مدينة حلب وبالتالي دفع الولايات المتحدة إلى القبول وبطريقة براغماتية بالأمر الواقع، أي التعاون مع روسيا في الحرب ضد تنظيم «الدولة».
ولم تستطع روسيا تحقيق هذا الهدف بسبب المقاومة الشرسة التي أبدتها المعارضة والمواجهة مع تركيا بعد إسقاط الأخيرة للطائرة الروسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وتمدد الجيش الإيراني فوق طاقتهم وانهيار أسعار النفط العالمية وكلها حدت من طموحات العملية العسكرية.
ويقول إن محاولة روسيا هندسة تغيير في سوريا بالتعاون مع مدير المخابرات السورية فشلت. ولم يترك الأسد للروس إلا خيار زيادة الدعم العسكري.
وجود عسكري
ويعتقد جونز أن الوجود العسكري الروسي في سوريا لن يتغير بإعلان بوتين. وينقل عن محلل الشؤون الروسية في «أي إتش أس جينز» أليكس كوتشاروف قوله إن تجربة أوكرانيا أظهرت أن ما يقوله بوتين غير الذي يفعله.
ويعتقد كوتشاروف أن الإعلان عن سحب القوات يبدو قراراً سياسيا ًيريد من ورائه تحقيق أهداف معينة «ولا أعتقد أن روسيا ستنهي خيارها العسكري في سوريا».
ففي ذرورة التدخل العسكري أرسلت موسكو 40 طائرة مقاتلة سريعة: 8 طائرات هجومية من نوع سوخوي 34 و 12 مقاتلة دفاعية من نوع سوخوي24 و12 سوخوي25 للهجمات البرية و4 سوخوي30 و4 سوخوي 35 .
ورغم عودة الدفعة الثانية من الطائرات إلى بلادها إلا أن موسكو كانت واضحة من أنها ستواصل إدارة قاعدة حميميم.
وبحسب مسؤول عسكري في الناتو فالنظام السوري في حاجة لعدد قليل من الطائرات الروسية لتأمين المناطق التي استعادها، بالإضافة للقاعدة البحرية في طرطوس التي توصف بأنها «اسطول البحر المتوسط».
وأهم من كل هذا النظام الدفاعي أس400 الذي نشر لاستخدامه على المدى البعيد هو مفتاح الوجود الروسي في سوريا.
أهداف
وعليه فما حققه بوتين أو لم يحققه هو جزء من «المهمة المحدودة» والمؤطرة بإطار زمني. و كما كتب المعلق الروسي سيرغي سروكان في صحيفة «كوميرستان» فقد حقق بوتين ما يريد من ناحية تأمين موقع الأسد وحجز مقعد لموسكو في محادثات جنيف. وأضاف أن لبوتين أجندة كبيرة ولا تحتاج لحرب طويلة ضد الجهاديين في صحراء سوريا «فهو يريد إعادة العلاقات مع الغرب وبناء على شروط روسيا وإنهاء العقوبات ووضع روسيا من جديد في مركز الشؤون العالمية». ويعترف المعلقون الروس إن الحملة حققت أهدافها وفي الوقت نفسه لن تتخلى عن القاعدة العسكرية والجوية في سوريا حسب قول أندريه كليموف، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي.
ويمكن تلخيص هذه الأهداف في منع الغرب تغيير النظام بالقوة في سوريا وإظهار أن روسيا هي الحليف الذي يمكن لحكام المنطقة الاعتماد عليه والوثوق به بدلا من أمريكا التي تخلت عن حلفائها مثل حسني مبارك بسهولة.
وإعادة دور روسيا كلاعب مهم في الشرق الأوسط والذي كانت تتمتع به أثناء الحرب الباردة وفك العزلة التي فرضها الغرب على موسكو بعد التدخل في أوكرانيا وحرف الإنتباه عن هذه المشكلة ودفع الغرب لتخفيف العقوبات التي فرضت عليها واستعراض الجيل الجديد من الأسلحة الروسية الجديدة وفعاليتها في الحرب.
أما أهم إنجاز فهو إحياء الحوار الأمريكي- الروسي. وكتب فلاديمير فرولوف، الخبير في الشؤون الدولية في موقع سلون. أر يو إن «استئناف الحوار الروسي- الأمريكي وخروجه من العدم هو أعظم إنجار سياسي للعملية».
ضغوط على الأسد
ويتوقع محللون ان تؤدي الإنجازات التي حققها بوتين إلى زيادة الضغط على الرئيس الأسد للقبول بتسوية سياسية والتنحي عن السلطة لاحقاً. وبحسب أليكسي مكاركين، مدير معهد السياسة التكنولوجية في موسكو «لا تريد روسيا القتال من أجل الأسد». و«لو استمرت روسيا في القتال لأصبحت أكثر اعتماداً على الأسد ولتصادمت مع بقية اللاعبين». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن كليف كوبتشان، مدير مجموعة «يوريشيا» إن القرار هو «طلقة في سهم الأسد وليس فوق سهمه وهي طريقة بوتين في القول إن الأمر يعود إليك».
وفسر الكثير من الدبلوماسيين قرار الخروج بأنه محاولة للتخلي عن الأسد مع أن حكومة الأخير أصرت على أن القرار اتخذ بالتشاور معها. ونقلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية عن دبلوماسي قوله إن بوتين ليست لديه مشكلة في التخلي عن الأسد طالما أكد على وجود استمرارية في حزب البعث بشكل يحفظ مصالح الغرب. وقال « نفهم أن بوتين ليس مرتبطاً بشكل لا ينفصل عن الأسد» و»يعرف الروس إنه (الأسد) قوة لا تساعد على الاستقرار. ولن يبقى في حالة التوصل لحل سلمي». لكن لا يعرف إن كان الأسد سيظهر استعداداً في المفاوصات الجارية خاصة بعد خسارته الراعي له. وفي السياق نفسه نقلت صحيفة «الغارديان» عن دبلوماسي أوروبي بارز قوله «يمكن للأسد أن يشكل الدستور ولكن الروس يعرفون أن لا خيار امامه إلا التنحي وإلا لظهرت حالة من انسداد الأفق».
وأضاف ان الروس عززوا من موقع الأسد حتى يكون قادراً على المشاركة في محادثات جنيف في حالة توازن ولكنهم يريدون لهذه الحرب أن تنتهي».
وقد يعود الأسد للأطراف التي دعمته منذ البداية مثل إيران وحزب الله وهما ليستا معنيتان بالحل السلمي الذي سيؤدي لاستبدال نظام الأسد العلوي بحكومة ممثلة للسوريين.
نهاية اللعبة
وسواء استجاب الأسد للمطالب الروسية وأبدى مرونة في الماوضات، فالتحرك الذي قام به بوتين هو تعبير عن «زئبقية» في التعامل كما يقول ديفيد غاردنر في «فايننشال تايمز». صحيح أن الرئيس الروسي أنجز ما يريده إلا أنه قام وعبر «الصدمة والترويع» بضرب المعارضة السورية واستخدام المفاوضات كغطاء دمر من خلاله أي طرف ثالث يمكن أن يكون بديلاً عن الأسد أو تنظيم «الدولة».
وهو ما كشف عن عجز الغرب عن خدمة المعارضة السنية التي دعمتها الولايات المتحدة وتركيا والسعودية. ومع تقدم النظام في مناطق جديدة وبدعم من الطيران الروسي هرب مئات الألوف من اللاجئين السوريين باتجاه الحدود مع سوريا. واتهم الكاتب بوتين بخلقه أزمة اللاجئين ومفاقمة مشاكل الدول الأوروبية وزيادة الإستقطاب.
وقال غاردنر إن بوتين أسهم في تقسيم سوريا من خلال بناء دويلة للأسد وزاد من المشاكل عبر توسيع الدعم للميليشيات الكردية التي تتلقى دعماً من الولايات المتحدة.
ويرى غاردنر أن المنظور في سوريا لا يزال قاتماً. مع أن بوتين قد يتوصل إلى نتيجة وهي أن الأسد ليس له مستقبل على المدى البعيد خاصة بعد الجرائم التي ارتكبها نظام الأقلية الذي يحكمه جرائم ضد السنة.
فلماذا إذاً يثير غضب السنة في الشرق الأوسط وداخل حدوده. ويجب أن تخشى روسيا أكثر من عودة المقاتلين الروس الذين قاتلوا إلى جانب تنظيم «الدولة». وربما توصلت إيران للنتيجة نفسها خاصة أن دعمها للأسد قد يؤثر على جهودها لكي تكون قوة إقليمية مقبولة من الدول السنية. والتقى الوزراء الروس والإيرانيون في الشهر الماضي مرات عدة. كل هذا مجرد افتراضات ولا يعرف حدود اللعبة ونهايتها إلا بوتين الذي يحب المفاجآت.
والسؤال هل انتصر بوتين؟ ترد «الغارديان» بلا فهو وإن أحرز نقطة جيوسياسية للكرملين إلا أنها جاءت على حساب أرواح آلاف السوريين.
ولم تفت المفارقة رسام كاريكاتير «التايمز» الذي صور بوتين وهو يقود سفينة محملة باللاجئين متجهة ربما لأوروبا وساريتها مكتوب عليها «المهمة أنجزت».
أمريكا: لا نعرف الدوافع الروسية للانسحاب ومداه
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: ما تزال الخارجية الأمريكية لا تعرف لماذا قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب بعض قواته من سوريا، وقال الناطق باسم الخارجية الامريكية جون كيربي «انه من الخطأ التخمين لماذا قرر بوتين سحب قواته، حتى انها لا يمكن ان تؤكد صحة ما قاله وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان الروس سيسحبون نصف قواتهم الجوية من سوريا».
وقال كيربي «يجب مراقبة الانسحاب الروسي لنرى كم سيسحبون من القوات ولن نعلق على الدوافع الروسية أو علاقة الانسحاب ببشار الاسد». واضاف كيربي «قد ينتج عن الانسحاب زيادة الجهود لتركز موسكو على العملية السلمية وايجاد حل سياسي للنزاع السوري».
وكرر ان الولايات المتحدة «لا تعرف الدوافع التي دفعت الروس لسحب بعض قواتهم من سوريا»، ورحب بأي قرار روسي للالتحاق بالتحالف الدولي للتصدي لتنظيم «الدولة» اذا قررت روسيا التركيز على شن هجمات ضد التنظيم. وأكد كيربي ان زيارة كيري لموسكو الاسبوع المقبل للاجتماع مع الرئيس الروسي بوتين ستركز على سوريا.
كيف حلل السوريون قرار السحب الجزئي للقوات الروسية؟
محمد إقبال بلو
أنطاكيا ـ «القدس العربي»: قرار مفاجئ أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية يقضي بانسحاب جزء من القوات الروسية المساندة للنظام السوري من البلاد، إذ لم يتوقع أحد صدور هكذا قرار، وعلى الرغم من أنه قد يكون مجرد قرار إعلامي لا أكثر، لاسيما أن روسيا ستبقي على جزء كبير من قواتها في قواعدها العسكرية في سوريا، إلا أنه لقي تفاعلاً كبيراً من قبل السوريين الذين عبروا عن سعادتهم بذلك معتبرين أنه انتصار، لكن البعض أيضاً وجدوا أن وراء الأكمة ما وراءها
ويرى الكاتب الصحافي عبد الوهاب عاصي أن الانسحاب الروسي جاء بعد أن حقق التدخل العسكري أهدافه المطلوبة والمحددة قبل بدئه، يقول لـ «القدس العربي»، «الانسحاب الروسي المفاجئ يشير إلى مدلولات عدة، أبرزها أن العملية العسكرية الروسية بالفعل كانت محددة الأهداف ومؤطرة بسقف زمني، مثلما أكد الكرملين بداية الحملة الروسية على سوريا، وهذا يندرج ضمن سياسة مراقبة شديدة للبيت الداخلي الروسي، والذي يؤكد ذلك، سعي موسكو إلى تحسين علاقاتها مع دول الخليج العربي، من أجل البحث عن مخرج من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الانخفاض الحاد في أسعار النفط، العمود الفقري للخزينة الروسية»، هذا ما فسره الصحافي المعارض بالنسبة للحالة الروسية داخلياً وما يتعلق بالعلاقات مع دول الخليج العربي.
وأضاف «أما على الصعيد السوري، فيعني القرار، في أغلب الظن أن روسيا تصر على إظهار نفسها بأن الحل السياسي هو الخيار الذي تسعى لتحقيقه، وأن عمليتها العسكرية في سوريا انتهت بعد تحقيق الجزء المرسوم له، وهو إعادة الروح للنظام السوري من أجل إدخاله في عملية سياسية محكمة متفق عليها بين أطراف المجموعة الدولية لدعم سوريا، كما أن الخروج الروسي له إشارة واضحة بأن موسكو لا تريد إطلاقاً إنهاء وجود المعارضة السورية العسكرية، بل على العكس يبدو أن هناك إشارات على إشراكها في الحرب ضد تنظيم الدولة وتقديم موسكو الدعم لها».
بعض السوريين وجد أن الانسحاب الروسي لا يعني أن روسيا توقفت عن دعمها للنظام أو أنها خذلته أبداً، فعلى العكس هي التزمت بدعمه أكثر من التزام أصدقاء المعارضة السورية بدعمها، وكتب المعارض الكردي «صلاح الدين بلال»، «لقد صدق الروس بدعم النظام السوري، فقد قاتلوا مع قواته جنباً إلى جنب ضد فصائل الجيش السوري الحر، كما صدقوا مع برلمانهم في المدة التي حددوها للعمليات في سوريا، كما صدقوا في وعودهم للنظام بضرب الفصائل الإسلامية، أما أصدقاء المعارضة السورية فقد كذبوا في معظم الوعود التي قطعوها، فلا هم زودوا المعارضة بالسلاح النوعي، ولا قاموا بتوحيد فصائل المعارضة كما ذكروا مراراً بل عملوا على تفريقها وعلى إضعاف الثورة والثوار».
وأضاف بخصوص الانسحاب «لقد وجه الروس إلى النظام السوري رسالة قاسية تسببت بصدمة له، فسحب جزء من قواتهم التي كانت تقدم له الدعم في المعارك وفي مختلف الجوانب العسكرية، سيجبر النظام على أن يحترم المفاوضات الجارية في جنيف، بل سيكون أكثر جدية بعد الانسحاب عما قبله، ومن الواضح أن تصريحات شخصيات تابعة للنظام ومنها وليد المعلم قد تسببت في إزعاج الروس واتخاذهم لقرار كهذا، وما فعلوه كسر لعنجهية النظام في تصريحاته الأخيرة».
بينما تفاءل كثير من الناشطين والمثقفين السوريين بهذا الانسحاب، إلا أنهم يعتقدون أن قرار الانسحاب ليس كافياً فالتطبيق على أرض الواقع هو المهم، وقالت الكاتبة السورية بهية مارديني على صفحتها في «فيسبوك» أن «المهم ليس فقط سحب القوات الروسية من سوريا، لكن الأمر الهام هو وقف قصف السوريين من قواعدهم العسكرية الدائمة الموجودة في سوريا».
ورغم تباين الآراء والتحليلات، فإن مختلف الشرائح السورية ترى الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا أمراً إيجابياً لا بد أن يؤدي لتحسن في الحالة السورية العامة، حتى أن الرأي السياسي العالمي بشكل عام أيد هذه النظرة وأكد معظم المعنيين بالمسألة السورية أن سحب روسيا لقواتها سيدفع بحلول الأزمة السورية إلى الأمام.
قدري جميل لـ «القدس العربي»: لا نرى مانعاً من بدء محادثات سورية مباشرة في جنيف
رفض فكرة إقامة فدرالية على أساس طائفي أو قومي… ووصف حزب الاتحاد الديمقراطي بـ «الطرف العاقل»
مصطفى محمد
اسطنبول ـ «القدس العربي»: قال عضو وفد «الديمقراطيين العلمانيين» السوري المتواجد في جنيف الدكتور قدري جميل، أنه سيبحث والمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا الأربعاء، امكانية اجراء محادثات مباشرة بين الوفود السورية المشاركة في المفاوضات.
وخلال حديث هاتفي مع «القدس العربي»، قال جميل «لا نرى مانعاً من بدء محادثات مباشرة، بل نتمنى ذلك، وخصوصاً أن وفد الديمقراطيين هو وفد عقلاني، وحين الحديث عن محادثات مباشرة قد نتوقع حدوث اختراقات سياسية».
وعزا جميل نائب رئيس الوزراء السوري الأسبق، عدم عقد محادثات مباشرة بين وفدي المعارضة والنظام: «إلى الخوف من انهيار المحادثات، نظراً لكبر حجم الهوة بين معارضة الرياض والنظام» كما قال.
وتابع «إن قرار سحب موسكو لجزء من قواتها سيعطي زخماً للعملية السياسية، مما سيعطي فرصة أفضل لتوحيد السوريين، حتى يوحدوا بنادقهم ضد الارهاب، وصولاً للقضاء عليه نهائياً، والقرار رسالة جدية للأطراف المتشددة هنا وهناك»، موضحاً «رسالة للمعارضة التي شبهت الوجود الروسي بالاحتلال، ورسالة إلى النظام مفادها أن ليس هناك وجود روسي أبدي».
وتابع عضو قيادة جبهة التغير والتحرير، «إن إعلان روسيا لسحب قواتها، يدحض كل الخطابات المنتشرة في الفضاء الاعلامي المعادي للروس، وأثبت هذا القرار صدق الروس، حين أعلنوا منذ بداية العمليات العسكرية أنها عمليات مؤقتة».
وفي تقييمه لتزامن القرار الروسي مع بدء المحادثات السورية غير المباشرة قال «كان القرار بجدول زمني سابق، وتوقيته كان مستقلاً عن تطورات العملية السياسية، لكن مع ذلك هذا التزامن هو بادرة خير، لأنه سيدفع العملية السياسية قدماً إلى الأمام».
واشترط جميل قبل الحديث عن انسحاب مماثل لإيران ولحزب الله من سوريا، الإعلان الواضح من قبل القوى الإقليمية التي تتدخل بسوريا، والتي تدعم الارهاب، تمويلاً وتسليحاً، والتعهد من تلك الدول بالتوقف عن ذلك، مضيفاً «موقفنا في وفد الديمقراطيين العلمانيين واضح، نحن نطالب بخروج كل الأجانب من البلاد، وبغض النظر عن الطرف الذي دخل إلى سوريا أولاً.
وفي سياق العقبات التي تقف أمام تحقيق انفراج حقيقي في العملية التفاوضية قال «لم يدرك البعض من المعارضة والنظام على حد سواء، أن العملية السياسية قد بدأت، هذه العملية تتطلب تنازلات متبادلة، وعدم التمرس عند المواقف السابقة، وهذا يعني التخلي عن الأهداف والمخططات السابقة التي لا يمكن فرضها على الآخر»، ومضى قائلاً «نحتاج إلى الوصول إلى توافقات، وبرأيي لا زال النظام والمعارضة يتصرفان بعقلية المنتصر، وكل طرف منهما يريد من الآخر الاستسلام بلا قيد ولا شرط، لكن العملية السياسية تقتضي التنازلات المتبادلة لمصلحة الشعب السوري»، حسب تعبيره.
وفي شأن مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في المفاوضات، شدد جميل على ضرورة وأهمية تمثيل الاتحاد الديمقراطي (P Y D) في المفاوضات، حيث أوضح «أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو جزء من منصة القاهرة وموسكو، ومنع الحزب عن الحضور يعود إلى قرار تعسفي من تركيا، لكننا وعدنا خيراً من روسيا ومن الولايات المتحدة»، مضيفاً «لكن الضغط الأمريكي على تركيا غير كاف، وفي اعتقادي أن عقبة حضوره ستحل خلال هذه المرحلة من المحادثات، مشدداً على أن «نحن الديمقراطيين العلمانيين نتمسك بحضورهم، وهم جزء أساسي من المعارضة، ولهم وزنهم السياسي والعسكري على الأرض».
وبعد أن وصف حزب الاتحاد الديمقراطي بـ»الطرف العاقل»، شدد على رفضه لفكرة إقامة فيدرالية على أساس طائفي أو قومي، وعبر عن ذلك «من غير الممكن الإعلان عن فيدرالية من طرف واحد، وهذا أمر خطير يهدد وحدة سوريا وحول ملامح المرحلة الانتقالية كما يراها جميل والوفد المرافق له أوضح، رؤيتنا تؤكد على تمتع الجسم الانتقالي بالصلاحيات الكافية بعد تثبيت وقف إطلاق النار، لتنفيذ قرار مجلس الأمن الذي يقتضي وجود حكومة لها صلاحيات، وتغيير الدستور، واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، أي لا حكومة موسعة كما يريدها النظام، ولا هيئات انتقالية لا يعرف شكلها كما تريدها المعارضة المتشددة، كما قال.
واستنكر جميل تشكيك البعض في مواقف وفد العلمانيين الديمقراطيين، وقال نحن معارضة تاريخية، لم تبدأ في آذار/مارس 2011، نحن معارضة منذ سنوات وعقود، لذلك لا يستطيع أحد المزاودة علينا، لكن نهجنا سياسي، لم يمر عبر رفع السلاح، لأننا نعلم أن حمل السلاح سيذهب بسوريا إلى الدمار، على حد تقديره، وتابع: نحن نطالب بتغير جذري للنظام، لا تغيير لرموز قد تبقي النظام أو تعيد انتاجه، ولذلك نحن نعتقد جازمين أن موقفنا صحيح، لأننا نريد تغيير النظام تغيراً شاملاً، على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة ، مستدركاً بالقول «لا كما يريد البعض، أي عملية تجميل سطحية تضلل الناس، كما جرى في بلدان أخرى».
وخلال اللقاء كان جميل واثقاً من انتصار الشعب السوري، وقال مختتماً حديثه لـ»القدس العربي»، «نحن محكومون بالانتصار، انتصار الشعب السوري، الذي سيحفظ له وحدة أراضيه».
الجدير بالذكر أن وفد «الديمقراطيين العلمانيين» يشارك في المفاوضات الحالية، كطرف محسوب على المعارضة إلى جانب الوفد المعارض الذي انبثق عن مؤتمر المعارضة في العاصمة السعودية الرياض.
النظام يعود لمحاصرة حي الوعر في حمص بعد رفضه إطلاق المعتقلين في مفاوضات الهدنة وانسحاب محافظ حمص طلال البرازي
حمص ـ «القدس العربي ـ خاص: قال ناشطون في حي الوعر في حمص ان مفاوضات الهدنة في الحي الذي يقع في اطراف حمص تعطلت بعد امتناع النظام من اطلاق سراح المعتقلين من اهالي الحي، وكانت جولات تفاوضية بين نظام الأسد ولجنة التفاوض في حي الوعر قد دامت مدتها تقريباً سنة كاملة تخللها زيارات عدة لممثلين عن الأمم المتحدة ومبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستور، وتوصل الطرفان حينها إلى هدنة واتفاقية وقع عليها الطرفان بمراقبة ممثلين عن الأمم المتحدة، وتضمنت مراحل عدة تبدأ المرحلة الأولى بوقف إطلاق النار بين الطرفين وخروج المقاتلين الذين لا يريدون التوقيع على الهدنة أو لا يريدون تسوية أوضاعهم بالإضافة إلى السماح للمدنيين بالخروج من حي الوعر إلى مناطق متفق عليها منها منطقة الحمرا التي هي تحت سيطرة النظام بعد تقديم قائمة بأسماء من يريد الخروج إلى هذه المناطق والعودة إلى الحي ثم الإنتقال للمرحلة الثانية وهي إخراج المعتقلين الذين اعتقلتهم قوات النظام السوري من الحي إلى انتهاء تنفيذ كامل بنود الإتفاقية.
وفي حديث مع الناشط خضير خشفة من حمص قال ان المرحلة الأولى تمت بوقف اطلاق النار بين الطرفين، وفي كانون الأول/ديسمبر 2015 خرج قرابة الـ800 شخص جلّهم من العائلات بما يشكل نسبة 1% من العدد الحقيقي الذي يؤويه الحيّ، بينهم 270 مقاتلاً ويشكلون نسبة قليلة من عدد المقاتلين في الحيّ.
ويضيف خشفة لـ «القدس العربي»، «وفي المرحلة الثانية عند الوصول إلى بند إخراج المعتقلين عند النظام السوري قامت اللجنة الممثلة عن حي الوعر بتقديم ملف يحوي كامل أسماء المعتقلين في سجون النظام ليتم تنفيذ البند ولكن طلب نظام الأسد تجاوز ملف المعتقلين ككل، وتأجيل إنجازه لمراحل اخرى، ومتابعة الاتفاق وبنوده بمعزل عن ذلك، فقوبل الامر بتمسك لجنة التفاوض ببند المعتقلين وتنفيذه في وقته وعدم تأجيله وذلك تلبية لرغبة أهالي الحي والتي عبروا عنها بتظاهرات عنوانها بأنه لا قيمة لاتفاق لا يشمل اطلاق سراح».
ويصرّ طرف النظام على الانتقال للمرحلة الثالثة كمخالفة لشروط الاتفاق التي تقضي بعدم الانتقال لأي مرحلة بدون استكمال سابقتها، متجاهلاً بذلك استكمال الثانية بخروج المعتقلين غير المحالين للقضاء أو بالأحرى رافضين لإطلاق سراحهم، أو على الأقل بيان وضع معتقلي حمص كافة لحل أزمة إنسانية تعاني منها المدينة في معرفة مصير ابنائها في السجون.
ويقول ناشطون في حمص ان نظام الأسد علق ملف المفاوضات منذ يوم الخميس 10 آذار/مارس 2016 ، وحتى اللحظة لم يُعلن أي من الطرفين فشل الاتفاق بشكل نهائي، وجاء انسحاب محافظ حمص «طلال البرازي» من الاتفاق شخصياً لعدم التوصل لحل بشأن ملف المعتقلين الذي تراوغ فيه الأفرع الأمنية وعلى رأسها رئيس اللجنة الأمنية المعيّن حديثاً «جمال سليمان»، ويتهم الناشطون اللجنة الأمنية بانها تحاول جاهدة تقليص العدد الأصلي وهو 7350 معتقلاً حمصياً، إلى ما دون المئة أو أقل.
وتحدثت «القدس العربي» مع ناشطة أخرى في حي الوعر حيث وضحت ان النظام بدأ بفرض حصار شديد على حي الوعر و منع إدخال المواد الغذائية والخضراوات بشكل تام ، كما انه ضيق على السكان في الأمور التالية :
ـ منع ادخال مادة الخبز للحي ( الذي يقطنه ما يقارب المائة الف نسمة).
ـ منع طلاب المدارس والمدرسين من الدخول والخروج من وإلى الحي .
ـ منع خروج الحالات الطبية والإنسانية من الحي بشكل قطعي .
ـ منع أطباء مشفى البر من الدخول إلى الحي للقيام بأعمالهم الإنسانية، مما أدى لتوقف المشفى عن العمل .
ـ قطع الكهرباء بشكل كامل عن الحي .
ـ التهديد باتخاذ إجراءات أخرى تضيق الخناق على الأهالي داخل الحي وسقوط قذيفتي هاون على الحي وأضافت الناشطة «أما عن داخل الحيّ فقد بادر بعض التجار لتخبئة المواد والبضائع التي لديهم، والبعض الآخر برفع أسعارها دون مراقبة أو محاسبة لتبدأ ظواهر الحصار من جديد.
وقال ممثلون عن الحي في بيان صدر عن المركز الإعلامي في حمص أن النظام يسعى من خلال هذا الضغط الشديد لتهجير سكان الحي وتغيير التركيبة الديموغرافية لمدينة حمص فقد بدأ الاتفاق بالمطالبة بإخراج المقاتلين من الحي، في حين أنه اليوم يسعى من حيث النتيجة لتفريغ الحي من قاطنيه وتهجيرهم بشكل كامل على غرار ما حصل في ثلاثة عشر حيّاً من أحياء حمص
بوتين: العملية العسكرية في سورية تكلفت 480 مليون دولار
موسكو ــ العربي الجديد
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن العملية العسكرية الروسية في سورية كلفت بلاده نحو 33 مليار روبل، أو 480 مليون دولار تقريبا.
وقال بوتين: “بالطبع، العملية العسكرية في سورية تطلبت بعض النفقات، إلا أن الجزء الأكبر منها جاء من موارد وزارة الدفاع، بواقع حوالى 33 مليار روبل، تم وضعها ضمن ميزانية الوزارة لعام 2015 لإجراء تدريبات”.
وأضاف، خلال لقائه مع العسكريين الذين شاركوا في العملية: “قمنا ببساطة بتحويل هذه الموارد لتغطية نفقات المجموعة في سورية”.
وشدد الرئيس الروسي من جديد على أن القوات الروسية في سورية حققت أهدافها “بشكل عام”، مؤكدا استمرار مكافحة “الإرهاب” والفصائل التي تنتهك الهدنة.
وأكد بوتين أن روسيا ستواصل تقديم الدعم للحكومة “الشرعية” السورية، بما في ذلك الدعم العسكري. وقال بوتين، خلال لقائه مع العسكريين الروس الذين شاركوا في العملية في سورية: “بالطبع، سنواصل دعم الحكومة الشرعية في سورية، وهو دعم شامل. وهو دعم مالي وتوريد المعدات والأسلحة والمساعدة في التدريب”.
وأردف بوتين “سنواصل دعم الجيش السوري في مكافحة ما يسمى “الدولة الإسلامية”، و”جبهة النصرة”، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية”.
وأكد أنه منذ بدء تطبيق الهدنة في سورية، انخفض عدد الطلعات التي ينفذها الطيران الروسي بمقدار 3 أضعاف من 60 – 80 إلى 20 – 30 طلعة يوميا.
وشدد بوتين على أنه تم تحذير جميع الشركاء من أن روسيا “ستستخدم نظم الدفاع الجوي ضد أي أهداف نعتبرها تهديدا للعسكريين الروس”.
وكان موقع صحيفة “إر بي كا” الروسية قد ذكر، يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، أن العملية الجوية في سورية والتي بدأت في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، كلفت روسيا ما لا يقل عن 38.4 مليار روبل (نحو 546 مليون دولار).
إلا أن الكرملين، وعلى لسان السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، نفى، أمس الأربعاء، صحة هذا الرقم.
المعارضة السورية تقدم رؤيتها لدي ميستورا…ولا تعترف بـ”مجموعة موسكو”
جنيف ــ العربي الجديد
يتوجه وفد المعارضة السورية لتقديم رؤيته الكاملة لتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 والمطالبة بالضغط على النظام السوري لإطلاق سراح المعتقلين، خلال لقائهم مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، في ثاني لقاء يجمعهما داخل مقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.
ويعقد الاجتماع على وقع رفض وفد الهيئة اللقاء، الذي جمع دي ميستورا مساء أمس الأربعاء، مع ما يسمى “مجموعة موسكو” من أشخاص يتهمون بأنهم مقربون من النظام السوري وينسبون إلى أنفسهم صفة “معارضين”.
وأوضح رئيس الوفد المفاوض للمعارضة السورية أسعد الزعبي في تصريح خاص لـ”العربي الجديد”، أن وفدهم أعدّ رؤيته الكاملة لتطبيق القرار 2254، والتي تحقق عملية الانتقال السياسي بشكل حقيقي في سورية، مضيفاً أنه في الجلسة الأولى تم تقديم خطوط عريضة للرؤية فقط.
وأشار الزعبي، إلى أن الوفد سيطالب المبعوث الدولي بالضغط على النظام لإطلاق سراح المعتقلين بدءًا بالنساء والأطفال، وذلك تطبيقاً للقرار 2254 الذي نص في البندين 12 و 13 على تحسين الظروف الإنسانية.
وحول مقابلة دي ميستورا مع مجموعة موسكو (أبرزهم قدري جميل ورندة قسيس)، أوضح الزعبي “لا يوجد هناك أي وفد آخر للمعارضة السورية. فقط وفد الهيئة العليا للمفاوضات هو من يمثل الشعب السوري ويملك القرار على الأرض، والفصائل العسكرية المشاركة في الهيئة هي من حافظت على الهدنة”.
وعلم “العربي الجديد” من مصادر خاصة، أن اللقاء الذي عقده المبعوث الدولي يوم أمس مع مجموعة من أعضاء مؤتمري القاهرة (مجموعة معارضة تأسست في مصر) وموسكو، كان لقاءً “خجولا” ولم يبحث العملية السياسية بشكل حقيقي، وإنما كان لإرضاء موسكو. وأضاف المصدر أن أعضاء مؤتمر القاهرة جلسوا على طاولة مختلفة عن طاولة أعضاء مؤتمر موسكو، وهم لا يعتبرون أنفسهم في توجه موحد.
وكشف عن نية دي ميستورا عقد لقاء مع مجموعة معارضة آتية من سورية، وهذه المجموعة تمثل تشكيلا سياسيا عقد مؤتمره الأول في قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، وتضم المجموعة ميس كريدي ومحمود مرعي وعددا آخر.
قمة أوروبية تركية حول المهاجرين وسط انتقادات حقوقية
باريس ــ محمد المزيودي
قبيل ساعات قليلة من انعقاد اجتماع بين مسؤولين أتراك وآخرين من الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، لمناقشة أزمة الهجرة واللجوء، وجه سياسيون غربيون انتقادات للقمة الأوروبية التركية حول المهاجرين واللاجئين، معتبرين أنها قمة المُتاجَرات والصفقات، ولعل أكثرَهُم انتقاداً هو الفرنسي الألماني كوهن بنديت، الذي عاب على فرنسا تشدُّدَها رغم أنها لم تَقُم بواجبها كما يجب، في استقبال اللاجئين.
كما أن كثيراً من الصحف لم تغب عليها حقيقةُ الأمور رغم الادعاء بأن القمة تخص المهاجرين. وهذا ما جعل موقع ميديا بارت يتحدث عن رغبة دول الاتحاد “في تمتين هذا الاتفاق” لحماية حدود دولها، في حين أن ليبراسيون رأت في الأمر: “مأساة بشرية أصبحت موضوعا للمساومات”، بعد أن تم الاتفاق على “لاجئ مقابل مهاجر”، من أجل وقف تدفق المهاجرين.
هذا الموقف الأوربي المتشدد دفع الكاتب الفرنسي كاميل دي توليدو لوصف القارة العجوز بأنها “تغرق في الظلام”، في حين أن الكاتب الفرنسي أوليفيي غويز يلخص الأمر بأنه يشبه حالة “عُجول وتائهون ينظرون إلى قطار الزمن”.
”
تركيا تتعهد باستقبال أي مهاجر يدخل دول الاتحاد الأوربي، بصفة غير قانونية، حتى ولو تعلق الأمر بسوريين
” وقد استبق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قبل أيام، نتائج القمة الأوروبية التركية حول قضايا المهاجرين، فأكد رفض بلاده إلغاء تأشيرات السفر على الرعايا الأتراك إلى دول الاتحاد الأوروبي، علماً أنّ هذا الإلغاء من شروط الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس وزرائه غير القابلة للتنازل.
ولكن ألمانيا استطاعت إقناع دول الاتحاد بالاستجابة للطلب التركي، وبالتالي سينتهي العمل بنظام التأشيرة في نهاية شهر حزيران/يونيو 2016، مع شرط تحقق بروكسل من احترام الأتراك لكل المعايير الضرورية، وسيخضع القرار الأوروبي الجديد لموافقة مجموع دول الاتحاد إضافة إلى تصويت البرلمان الأوروبي.
تركيا: لا يمكن السماح لقبرص بمنع الاتفاق الأوروبي التركي
ولكن تركيا تريد ما هو أهم، وهو فتح المفاوضات من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وهي في هذا الصدد لم تحصل سوى على وُعود بقرب فتح ملف الانضمام، من دون تحديد أي ملف وفي أي زمن.
وإضافة إلى هذا النجاح التركي “النسبي” في فرض شروطها، إذ ستحصل، أيضا، على دعم مالي في حدود 3 مليارات يورو، فإنها مُطالَبةٌ بتنفيذ الطلبات الأوروبية وتبديد مخاوف الكثير من الدول التي لا تزال تستقبل أعدادا كبيرة من المهاجرين، إذ ليست اليونان البلد الوحيد.
ووفقا لهذا الاتفاق، فإن تركيا تتعهد باستقبال أي مهاجر يدخل دول الاتحاد الأوروبي، بصفة غير قانونية، حتى ولو تعلق الأمر بسوريين. وهذا ما يعنيه الاتفاق بضرورة “وضع حدّ للهجرة غير القانونية”، بين تركيا والجزر اليونانية. والجديد في الأمر أن السوريين، ضحايا الحرب المستعرة في بلادهم، والذين كان لا يزال بمقدورهم، لحد الساعة، طلب حماية دولية، ما أن يطأوا أرض دول الاتحاد، يشملهم، أيضا، الاتفاق التركي الأوروبي الجديد. وسيكون من حق الدول الأوروبية استبعاد كل من رُفِضَ منحه اللجوء على أراضيها.
ويبرر الأوروبيون هذا التشدد برغبتهم في منح الأولوية للمهاجرين الذين يصلون إليها بصفة قانونية (والذين لم يسبق لهم أن حاولوا الوصول إليها بصفة غير قانونية)، وهو ما يعني أن الاتحاد الأوروبي يتعهد، في مقابل كل مهاجر سوري تتم إعادته من اليونان إلى تركيا، باستقبال مهاجر سوري مقيم في معسكر اللاجئين في تركيا، تاركاً الأمرَ لرغبة كل دولة أوروبية على حدة.
ويحدد الاتفاق عدد من سيشملهم قرار الاستقبال في دول الاتحاد بـ 72 ألف سوري، على مرحلتين اثنتين. والهدف الرئيسُ من هذا القرار، الذي سيعاقب سوريين كثيرين استطاعوا الوصول إلى الجزر اليونانية، هو التنفيس عن اليونان وإحباط عمليات المرور عبر بحر إيجه، وأيضا حرمان مافيات التهريب من مُرشَّحي الهجرة، الراغبين في الإبحار.
وكحلّ نهائي، في حالة نجاح الاتفاق، الذي يتوقف في قسم كبير فيه على صدقية النوايا والإرادات السياسية في تركيا واليونان، سيوضع نظام متين للهجرة (القانونية) تتضافَرُ فيه جهودُ تركيا والدول الأوروبية المستعدة لاستقبال المهاجرين، إضافة إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
يشار إلى أن اجتماعاً يضم 28 دولة أوروبية، يعقد اليوم الخميس في بروكسل، في محاولة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع تركيا.
ميركل تضع شروطا لأي اتفاق مع تركيا حول اللاجئين
موسكو ودمشق ضد فيدرالية الأكراد في سوريا
أقر مؤتمر الرميلان، في محافظة الحسكة شمالي سوريا، وثيقة النظام الفيدرالي في مناطق الأكراد، وأفادت وكالة “هاوار” الكردية أن الاجتماع التأسيسي الذي استؤنف الخميس، بعد تعليقه الأربعاء، أعلن مناطق الأكراد في شمال سوريا محكومة تحت النظام الاتحادي الديموقراطي.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان رسمياً عن إخضاع مناطق سيطرة الأكراد إلى النظام الفيدرالي مساء الخميس، بعد تخطي تحفظات مكونات أخرى من السريان والآشوريين والتركمان والعرب، على مسودة الوثيقة، مطالبين بضمانات عدم انفصال هذه المناطق عن سوريا.
وخلال الأيام الماضية، لم يصدر أي تعليق سوري رسمي حول هذا الموضوع، إلا أن وزارة الخارجية السورية حذّرت، الخميس، أي “طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية تحت أي عنوان كان بمن في ذلك المجتمعون في مدينة الرميلان- محافظة الحسكة لأن طرح موضوع الاتحاد أو الفيدرالية سيشكل مساساً بوحدة الأراضي السورية، الأمر الذي يتناقض مع الدستور والمفاهيم الوطنية والقرارات الدولية”. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر في الخارجية قوله، إن “أي إعلان في هذا الاتجاه (تطبيق الفيدرالية) لا قيمة قانونية له ولن يكون له أي أثر قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي، طالما أنه لا يعبر عن إرادة كامل الشعب السوري بكل اتجاهاته السياسية وشرائحه المتمسكين جميعاً بوحدة بلادهم أرضاً وشعباً”.
من جهة ثانية، قال الكرملين إنه لا يحق للأكراد في سوريا الشروع بتطبيق نظام الحكم الفيدرالي في مناطقهم بصورة أحادية. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، الخميس، إن “شكل النظام الداخلي للدولة السورية (يعدّ) من الصلاحيات الحصرية للسوريين أنفسهم. ويجب اتخاذ القرارات بهذا الشأن في إطار عملية شاملة تشارك فيها كافة المجموعات الطائفية والإثنية التي تسكن في أراضي سوريا، ومنهم الأكراد والشيعة والسنة والعلويون والدروز والآخرون”. وأضاف “يجب على السوريين أنفسهم أن يقرروا نظام الحكم المستقبلي لبلادهم، ويجب عليهم جميعا أن يشاركوا في إعداد مشروع دستور جديد للبلاد”.
هذا الموقف أكده نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حيث قال في تصريحات لوكالة “نوفوستي” الروسية، إنه لا يحق للأكراد أن يقرروا بصورة أحادية مسائل فدرلة سوريا، ولاسيما خارج مفاوضات جنيف. وأضاف “إنني أظن أن الحديث يدور عن مواقف تفاوضية. لكن من المستحيل اتخاذ قرارات أحادية، بل يجب التوصل إلى اتفاقات مع المشاركين الآخرين في العمليات الجارية في سوريا، ومنها وقف إطلاق النار، والعملية السياسية، وجهود وضع دستور جديد قد ينص على نظام حكم جديد لسوريا. ولكن كل ذلك يرتبط بإطلاق عملية سياسية مستقرة وشاملة في إطار الحوار السوري-السوري”. وتابع “إننا نعتقد أن مختلف المنظمات الكردية يجب أن تشارك في كافة العمليات، ولها حق الصوت، وقد يكون لها مواقف خاصة بها، لكن في نهاية المطاف لا يجوز أن يفرض أي من الأطراف موقفه على طرف آخر، بل يجب اتخاذ كافة القرارات على أساس التوافق”.
وكانت الولايات المتحدة قد أصدرت موقفين متناقضين، الليلة الماضية، إذ قالت الخارجية الأميركية إنها لن تعترف بإعلان الأكراد حكماً فيدرالياً في مناطقهم شمالي سوريا، فيما قال البنتاغون إن هذا الأمر ليس من شأن واشنطن، ولن يؤثر على التعاون مع الأكراد في سياق الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفي ما يشكّل مؤشراً على توتر العلاقة بين الأكراد والنظام السوري، أقدم جهاز القوى الأمنية التابع للإدارة الذاتية الكردية “الأسايش”، الليلة الماضية، على اعتقال أكثر من 80 عنصراً من قوات الدفاع الوطني، وعناصر من أجهزة الأمن السوري، في مدينة القامشلي. وحصلت تلك العملية بعد اشتباكات دارت بين الطرفين، اللذين يتعايشان في تلك المنطقة بناء على تفاهم أبرم بين الحكومة السورية وحزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي أواخر العام 2012. وبعد ليلة من المواجهات، أفادت مصادر مقربة من الإدارة الذاتية، إن جهاز “الأسايش” أفرج عن العناصر الذين اعتقلهم ضمن المربع الأمني في مدينة القامشلي.
بوتين: لا ننوي التورط في النزاع السوري الداخلي!
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه قادر “خلال بضع ساعات” على زيادة قواته في سوريا لتصل إلى المستوى المناسب، “إذا اقتضت الضرورة ذلك”، لكنّه أكد في الوقت ذاته أن أن موسكو لا ترغب بذلك لأن “التصعيد العسكري ليس خيارنا”.
وكشف بوتين أن منظومات الدفاع الجوي الروسية، بما في ذلك صواريخ “أس-400″، ستقوم بدوريات قتالية دائمة في سوريا وستُستخدَم لحماية العسكريين الروس في قاعدتي طرطوس، وحميميم (مطار باسل الأسد) في اللاذقية. وأشار إلى أن موسكو “أبلغت كل شركائها بأنها ستستخدم منظومتها للدفاع الجوي ضد أي هدف تعتبره خطراً على عسكرييها”.
كلام بوتين جاء خلال رعايته حفلاً تكريمياً لعسكريين وخبراء “تميزوا” في مشاركتهم في العمليات في سوريا، في الكرملين الخميس، أثنى فيه على تنفيذ القوات الروسية “مهماتها في سوريا بشكل ممتاز”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن مهمة روسيا في سوريا “كانت تتمثل في مكافحة الإرهاب لكي لا ينتقل إلى أراضي روسيا”، مؤكداً أن موسكو “لا تنوي التورط في النزاع السوري الداخلي”. وأضاف أن ميزان القوى في سوريا “سيضمن بعد سحب القوات الروسية الرئيسية”، مشيراً إلى أن بلاده “عززت القوات المسلحة السورية التي أصبحت الآن قادرة ليس فقط على صد الإرهابيين، بل وإجراء عمليات هجومية ناجحة ضدهم”. وأعرب عن أمله بأن تنجح القوات السورية في تحرير مدينة تدمر من مسلحي داعش “قريباً”.
ورأى بوتين أن بلاده “فتحت الطريق إلى السلام” في سوريا، وتمكنت “من إقامة تعاون إيجابي وبناء مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول، وكذلك القوى المعارضة المسؤولة داخل سوريا التي تريد بالفعل وقف الحرب وإيجاد الحل السياسي الوحيد الممكن للأزمة”.
في السياق، أعلن القائد العام للقوات الجوية الروسية فيكتور بونداريف، أنه سيتم الانتهاء من سحب الجزء الأساسي من مجموعة القوات الجوية الروسية من سوريا في غضون ثلاثة أيام.
وقال بونداريف في حديث مع صحيفة “كومسومولسكايا برافدا”، نشر الخميس، أنه تم تقليد 242 عسكرياً ممن شاركوا في العملية الجوية في سوريا بالأوسمة والميداليات، فيما سيتراوح إجمالي عدد المكرمين بين 500 و700 شخص، فضلاً عن ترقية الكثير من الطيارين.
يُذكر أن ثلاث قاذفات “سو- 24 أم” حطت، الخميس، في قاعدتها بمقاطعة تشيليابينسك، عائدة من سوريا، بينما أقلعت ثلاث قاذفات “سو-24 أم” من مطار حميميم السوري عائدة إلى مطار “شاغول” في جنوب روسيا.
الحوار الاوروبي التركي حول اللاجئين:شروط وعقبات
تجمع أزمة المهاجرين قادة الاتحاد الأوروبي، في بروكسل الخميس، في محاولة للتخفيف من الانقسام الأوروبي-الأوروبي عشية قمة أوروبية-تركية “حاسمة” حول اقتراح قدّمته أنقرة للتخفيف من الهجرة غير الشرعية انطلاقاً من سواحلها، مقابل تحفيزات أوروبية.
وتجتمع الدول الـ28 الأعضاء لمدة يومين، سعياً لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق المنتظر مع تركيا، التي كانت أعربت عن استعدادها لإعادة استقبال كل اللاجئين السوريين الذين يحاولون التوجه من سواحلها إلى اليونان ثم إلى شمال أوروبا بطريقة غير شرعية، على أن يستقبل الأوروبيون، على أساس “طوعي”، عدداً مماثلاً من اللاجئين السوريين الذين ينتظرون في تركيا، في إطار آلية شرعية ومنظمة.
ومقابل هذا الإجراء، تطلب أنقرة إعادة إحياء المفاوضات المتعلقة بانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وضمان حرية تنقل مواطنيها في أوروبا من دون تأشيرة، بالإضافة إلى مساعدات مالية تبلغ حوالى 6 مليارات يورو، أي ضعف ما كان مقرراً سابقاً.
وبالرغم من اعتراف ميركل بأن الخطة التركية قد تكون “أول فرصة حقيقية” لحل دائم أزمة اللجوء، أكدت في المقابل أن “انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ليس مطروحاً حالياً على جدول البحث”. ويواجه الطلب التركي أيضاً برفض قبرص الذي هددت بعرقلة الخطة، في حال تطرقت إلى موضوع ضمّ تركيا للاتحاد، مع العلم إنها تعرقل 6 فصول أساسية في مفاوضات انضمام تركيا منذ 2009.
وأضافت ميركل في خطاب ألقته الأربعاء، أمام النواب الألمان الذين عبّر عدد كبير منهم عن القلق من تقديم تنازلات كبيرة لأنقرة، أن الخطة قيد الدرس حالياً تقضي بوجود اتفاق مع تركيا من أجل “تقاسم عبء” أزمة الهجرة.
أما بالنسبة لرفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، قبل نهاية حزيران/يونيو المقبل، أكدت ميركل أن “الجانب الحاسم هو أن الشروط التي يتعين على تركيا تلبيتها من أجل تحرير التأشيرات لم تتغير”.
في السياق نفسه، أكد نائب رئيس المجلس الأوروبي فرانس تيمرمانس، أن “الأمر لا يتعلق بالامتثال لكل مطالب تركيا”، كما تعهّد بعدم تنفيذ أي “إبعاد جماعي” للاجئين من أوروبا، وذلك رداً على على انتقادات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، رأت أن الخطة الأوروبية-التركية ستؤدي إلى عمليات طرد جماعي يحظرها القانون الدولي.
وقال تيمرمانس إن “الإعادة ستتم فقط بموجب القانون الدولي وقوانين الاتحاد الاوروبي.. سيتم تقييم حالة كل شخص على حدة في ضوء شرعة الحقوق الأساسية والتوجيهات الأوروبية”.
من جهته، اعترف رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، بعد لقاء في أنقرة مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الثلاثاء، بأن الطريق نحو التوصل الى اتفاق “لا تزال تصطدم بعدة عراقيل”.
«ستراتفور»: كيف يمكن أن يؤثر الانسحاب الروسي على القوات الموالية للنظام السوري؟
لعبت روسيا دورا رئيسيا في استقرار الوضع العسكري في سوريا لصالح النظام في دمشق.. القوات الموالية، وبدعم أرضي متزايد أيضا من قبل إيران، تحولت من الدفاع إلى الهجوم منذ بداية عام 2016 وعلى الرغم من أن القوات الموالية لم تكن قادرة على هزيمة المتمردين أو استعادة قطاعات حاسمة من الأراضي منذ تدخل الروس، فإنه من الواضح أنها أصبحت تملك اليد العليا.
في أغسطس/آب من عام 2015، وقبل تدخل روسيا في الصراع، كانت أكبر الأخطار التي تهدد القوات الموالية للحكومة تأتي من جيش الفتح في شمال غرب سوريا و«الدولة الإسلامية» في وسط سوريا
وكان جيش الفتح قد نجح في هزيمة القوات الموالية في إدلب والسيطرة على معظم أراضي المحافظة، وفي الوقت نفسه، كان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد استولى على مدينة تدمر الأثرية، واستولى على خط إمداد «إم 5 » الحيوي المؤدي إلى دمشق إلى بقية المناطق الخاضعة لسيطرة الموالين في سوريا.
ما الذي حققته القوات الحكومية؟
على مدى الأشهر الستة الماضية، تحسن موقف القوات الحكومية بشكل ملحوظ وبخاصة في مواجهة المعارضة.. بمشاركة كبيرة من الميليشيات العراقية والأفغانية والإيرانية وحزب الله، إضافة إلى الدعم الجوي الروسي، فإن قوات النظام قد نجحت في ربط مواقعها شمال مدينة حلب مع القرى الشيعية نبل والزهراء وقطع طريق المعارضة في شمال حلب.
وقد نجح النظام في إحراز تقدم بطيء ولكنه ثابت في المناطق الجبلية شمال شرق محافظة اللاذقية وصولا إلى حدود إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.
أوقفت القوات الموالية أيضا تقدم المعارضة جنوبا إلى محافظة حماة.. وحتى في الجنوب، فقد كانت قادرة على الاستيلاء على بلدة الشيخ مسكين في درعا على الرغم من الخسائر الفادحة التي غالبا ما تتكبدها القوات الحكومية عند القتال في المناطق الحضرية.. وباستثناء بلدة مورك، فإن قوات النظام لم تخسر أي أراضي رئيسية لصالح المعارضة منذ بداية التدخل الروسي.
حقق النظام أيضا مكاسب ملحوظة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».. تقدمت القوات الحكومية بنجاح إلى الشمال الشرقي منطلقة من قواعدها في «السفيرة» جنوب حلب نحو القاعدة الجوية في كويريس التي ظلت تحت حصار «الدولة الإسلامية» لسنوات.. وصلت الحملة الأمنية التي تساندها روسيا وإيران إلى القاعدة الجوية ونجحت في إبعاد المسلحين عن المناطق المحيطة بها وهددت معقل «الدولة الإسلامية» في الباب.
تمت كذلك محاصرة التنظيم إلى الغرب باتجاه الطريق السريع ناحية تدمر وبدأت قوات الحكومة هجوما منسقا لاستعادة السيطرة على المدينة.. وأخيرا، وبمساعدة من القوة الجوية الروسية، نجحت كتائب اللواء 104 الجمهوري في الصمود في وجه الهجمات المتكررة لتنظيم «الدولة الإسلامية» ونجحت في الحفاظ على سيطرتها على أجزاء من مدينة دير الزور التي تمثل مفترق طرق.
بوضوح، ساعدت المشاركة الروسية في تغيير أوضاع القوات الحكومية إلى الأفضل.. حكومة «بشار الأسد» تقف الآن في وضع هجومي استراتيجي.. في جميع المعارك المذكورة، قدمت روسيا دعما جويا كبيرا لتقدم القوات الأرضية، كما قدمت مساعدات كبيرة ومعدات بما في ذلك الدبابات والمدفعية وأنظمة الرؤية الليلية وأجهزة الاتصالات.
وقد أشرف الخبراء الروس على عمليات تدريب القوات الحكومية بما في ذلك التدريب على الأسلحة التي تم تسلميها حديثا وحتى تدريب الميليشيات الحليفة.. وعلاوة على ذلك، فقد لاحظت الجماعات المعارضة مشاركة روسيا بمفردها في توجيه بعض الضربات، معربة مرارا عن إحباطها بسبب الغارات الجوية الروسية التي تفقدها القوة على تركيز قواتها.
ليست مجرد مساعدة
ومع ذلك، فمن المهم أن نتذكر أن مساهمة روسيا كانت مجرد جزء فقط من دعم أكبر حجما تلقته القوات الحكومية منذ سبتمبر/أيلول 2015، .. تظهر إيران بوصفها صاحبة المساعدات الأكثر بروزا وربما الأكثر حسما في هذا الدعم.. وقد نقل الإيرانيون العديد من أسلحتهم ومعداتهم إلى الحكومة السورية، كما لقي الكثير من المستشارين الإيرانيين حتفهم في الخطوط الأمامية للمعركة.
الأهم من ذلك، أن إيران قامت بضخ عشرات الآلاف من القوات شبه العسكرية والميليشيات من المقاتلين من العراق وأفغانستان وباكستان، وكذلك حزب الله، والتي زادت بشكل كبير من أعداد القوات الموالية على الخطوط القتالية.
سوف يؤثر الانسحاب الروسي بكل تأكيد على القدرات الشاملة للقوات الحكومية.. سوف تصبح الضربات المؤثرة وعالية الدقة أكثر صعوبة، كما سيتم تخفيض قدرات المراقبة والاستطلاع والقدرات الاستخباراتية، وسوف تستفيد المعارضة من هامش أكبر في حرية التنقل، وسوف تفقد القوات الحكومية الكثير من قدراتها على إخضاع العدو قبل شن الهجمات البرية.
سوف تسعى الفصائل المعارضة وبخاصة الفصائل الجهادية مثل جبهة النصرة وجند الأقصى إلى إظهار قوتهم، ويحتمل أن يضعف ذلك الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ومع ذلك، جعل الروس من الواضح أنهم سوف يستمرون في دعم حكومة «الأسد» بالسلاح والتدريب، وكذلك ربما بعض الطلعات الجوية من قبل الطائرات المتبقية، وعلاوة على ذلك، لم تظهر أيا من إيران أو حزب الله ما يدل على أنهم سوف يقللون أيضا من قواتهم، وطالما أن الانسحاب الروسي هو الوحيد في الأفق، فمن المرجح أن تكون القوات الموالية السورية قادرة على الحفاظ على الميزة العسكرية الحالية.
المصدر | ستراتفور
تعهد بمواصلة نظام «بشار الأسد» عسكريا واستخباراتيا
«بوتين»: بقاء قواتنا في سوريا صار مكلفا.. وقادرون على العودة خلال ساعات
برر الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، سحب «القوات الرئيسية» لبلاده من سوريا بأن تواجدها أصبح مكلفا وغير مبرر خاصة بعد وقف تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا أن القوات الروسية يمكنها العودة إلى سوريا خلال ساعات حال اقتضت الضرورة ذلك.
وبينما لفت إلى أن مهمة القوات الروسية المتبقية في سوريا ستكون مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ودعم العملية السياسية، أشار إلى أنظمة الدفاع الجوي، التي أبقتها موسكو في سوريا، ستمنع أي هجوم قد تتعرض له قوات بلاده هناك، وستمنع خرق الأجواء السورية، متعهدا بمواصلة تقديم الدعم العسكري والاستخباراتي لنظام «بشار الأسد».
وفي كلمة له بالكرملين، اليوم الخميس، خلال حفل لتكريم العسكريين العائدين من سوريا، سعى «بوتين» إلى التقليل من شأن أي حديث عن وجود خلاف مع دمشق، وقال إن انسحاب روسيا الجزئي من سوريا جرى بالاتفاق مع رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، حسب ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء والموقع الإلكتروني لفضائية «روسيا اليوم» الحكومية.
ورغم تأكيده على تفضيل روسيا لحل دبلوماسي للقتال في سوريا عبر المفاوضات، قال «بوتين» إن روسيا تستطيع بسهولة تعزيز قواتها مرة أخرى.
وأضاف: «إذا اقتضى الأمر ففي خلال ساعات فعليا تستطيع روسيا زيادة قوتها في المنطقة إلى حجم يتناسب مع الموقف المتطور هناك، واستخدام ترسانة القدرات الكاملة المتاحة تحت تصرفنا».
ولفت إلى أن منظومتي الدفاع الجوي الروسيتين «جي إس 400» و«بانتسير» مستمرتان في عملها بسوريا.
وقال في هذا الصدد: «مضاداتنا الجوية ستستهدف أي محاولة تهدد قواتنا المتبقية في سوريا، وستمنع خرق الأجواء السورية».
ولفت الجماعات المسلحة التي لا تقاتل قوات «الأسد» «لن تكون عرضة لعملياتنا العسكرية».
وفي المقابل توعد الجماعات التي ستخرق الهدنة بالاستبعاد تلقائيا من القائمة الأمريكية لـ«منظمات المعارضة المعتدلة».
تبرير الانسحاب
ومبررا قرار انسحاب «القوات الرئيسية» لبلاده من سوريا، قال «بوتين»
إن «مهمة روسيا في سوريا كانت تتمثل في مكافحة الإرهاب (حسب زعمه) لكي لا ينتقل إلى أراضي روسيا»، مشيرا إلى أن القوات الجوية الروسية هدفت منذ البداية إلى دعم العمليات الهجومية لجيش «الأسد» ضد «المنظمات الإرهابية».
وتطلق روسيا تعبير «المنظمات الإرهابية» على أي جماعات مسلحة تقاتل قوات «الأسد»، ويدخل من ضمنها قوات المعارضة السورية.
ولفت الرئيس الروسي، في كلمته، إلى أن موسكو «أكدت مباشرة أنها لا تنوي التورط في النزاع السوري الداخلي».
وأشار إلى أن روسيا عززت من وضع قوات «الأسد» التي «أصبحت قادرة الآن ليس فقط على صد الإرهابيين (حسب وصفه) بل وإجراء عمليات هجومية ناجحة ضدهم».
وأكد أن موازين القوى العسكرية في سوريا «ستبقى مضمونة»، ورأى أن القوات الروسية، التي ستظل في سوريا، «كافية لتحقق هذا الغرض».
كما أكد أن روسيا «ستستمر في تقديم الدعم العسكري والاستخباراتي» للنظام السوري.
وفي سياق تبريره لقرار الانسحاب، أيضا، قال «بوتين» إنه بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة تراجعت الغارات الروسية.
وأصاف: «أصبح بقاء القوات الروسية في سوريا مكلفا وغير مبرر؛ لذلك قررنا سحبها».
وأشار إلى أن «مهمة القوات الروسية المتبقية في سوريا ستكون مراقبة وقف إطلاق النار، ودعم العملية السياسية».
وزعم أن بلاده قامت بتهيئة الظروف للعملية السلمية، و«فتحت الطريق إلى السلام» في سوريا.
وأضاف: «تمكنا من إقامة تعاون إيجابي وبناء مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول، وكذلك القوى المعارضة المسؤولة داخل سوريا التي تريد بالفعل وقف الحرب وإيجاد الحل السياسي الوحيد الممكن للأزمة».
إشادة بدور القوات الروسية
وأشاد بوتين بالدور الذي أدته قواته في سوريا.
وقال: «عملياتنا في سوريا ساهمت في قطع طرق الإمداد عن الإرهابيين (وفق تعبيره) وقضت على عدد كبير منهم».
وأضاف: «قمنا بعمل كبير لتقوية الحكومة السورية (نظام الأسد) ودعم الجيش للقضاء على الإرهاب».
واعتبر أن القوات الجوية الروسية «نفذت مهماتها في سوريا بشكل ممتاز»، مضيفا أنها كانت تعمل بشكل فعال ومنسق.
ولفت إلى أن سلاح الطيران الروسي قام بأكثر من 9 آلاف طلعة جوية في سوريا باستخدام أحدث الأسلحة.
كان الرئيس الروسي أمر، يوم الإثنين الماضي، بسحب معظم القوات الروسية من سوريا، وذلك بعد خمسة أشهر من توجيه ضربات جوية، قائلا إن الكرملين «أنجز معظم أهدافه».
وقال «فيكتور بونداريف»، قائد سلاح الطيران الروسي، في مقابلة مع صحيفة «كمسمولسكايا برافدا»، نشرت اليوم الخميس، إن روسيا ستكمل سحب أغلب قوتها الجوية في سوريا في أي وقت قبل نهاية الأسبوع الجاري.
المصدر | الخليج الجديد
«فورين أفيرز»: هل يمكن أن يربح «الأسد» أيضا من الانسحاب الروسي؟
ترجمة وتحرير فتحي التريكي – الخليج الجديد
نجح إعلان الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» عن إتمام مهمته في سوريا في جذب الانتباه الذي كان مخططا له أن يجذبه.
الإعلان الدراماتيكي، إلى جانب تحميل طائرات الشحن في سوريا أطلقت استجابة مشابهة لاستجابة «مترنيش» حينما بلغ نبأ وفاة «تاليران» في عام 1838 عندما قال: «أتساءل ما الذي يعنيه ذلك؟».
ليس الجواب عصيا على الفهم بالشكل الذي قد يبدو عليه لأول وهلة، كانت الأهداف الروسية محدودة منذ البداية وتمثلت في تحقيق الاستقرار في الوضع العسكري لنظام «بشار الأسد» وضمان تماسك النخبة داخل النظام من خلال تعزيز ثقتها بنفسها، وتوجيه ضربات قوية إلى الجماعات الجهادية المتمركزة قرب الأراضي التي يسيطر عليها النظام وإذا كان ذلك ممكنا، فتمكين النظام من توسيع محيطه الأمني.
كان النظام يحتاج إلى بعض العمق الاستراتيجي وقد منحته روسيا هذا العمق، وبالنسبة لروسيا، فقد مثل الأمر لها فرصة لإظهار أنها قوة لا يستهان بها، وقد نجحت في ذلك بكل تأكيد.
لم يذهب الروس إلى سوريا من أجل استعادة الماضي العدني، أو حتى التحكم في المستقبل، ولكنهم ذهبوا إلى هناك من أجل استعادة التوازن الميداني إلى جانب عدد من الأشياء الأخرى الجانبية.
لا يوجد أيا من هذه الأهداف، بالنظر إلى نقاط الضعف الكامنة للمعارضة المسلحة، كان يحتاج إلى عقود من أجل تحقيقه، كما أنه لم يكن يتطلب قوات كبيرة.
نشرت روسيا حوالي 4 آلاف فرد من أجل تسهيل عمل 35 قاذفة قنابل و32 مقاتلة قاذفة و8 مقاتلات و12 مروحية هجومية و4 طائرات هليوكوبتر.
في الخارج، حافظت روسيا على دورية مكونة من 7 سفن بما في ذلك غواصة وهي منصة لجمع المعلومات الاستخباراتية، وطراد، واثنين من السفن الحربية الصغيرة.
على مدى الأشهر الستة الماضية، حلقت أطقم الطائرات الروسية في أكثر من 10 آلاف طلعة جوية بمتوسط بلغ ما بين 60 إلى 74 طلعة يوميا، وهي وتيرة تشغيل مرتفعة نسبيا.
وقد فعلت روسيا ذلك بتكلفة منخفضة نسبيا مقارنة بعمليات الولايات المتحدة ضمن إطار التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» حيث تحتاج الطائرات الهجومية إلى اجتياز مسافات طويلة نسبيا ما بين قواعدها إلى أهدافها، كانت تكلفة الطلعات الجوية الروسية منخفضة جدا، ووفقا لبعض التقديرات التكلفة اليومية المقدرة العمليات الروسية كان في حدود 4 ملايين دولار وهي تكلفة ضئيلة نسبيا مقارنة بموازنة الدفاع الضخمة للبلاد التي يبلغ 50 مليار دولار.
بعد أن قامت روسيا بنفض الغبار وتجديد منشآتها القديمة في طرطوس وتعزيز وحداتها هناك، فإن بإمكان روسيا أن تعيد انتشارها في سوريا خلال فترة زمنية قليلة.
والواقع أن الروس ربما يفعلون نفس ما فعلته الولايات المتحدة في دول الخليج حيث تخرج طائراتهم الدورية من القواعد العسكرية في كل من قطر والإمارات العربية المتحدة على نحو يرقى إلى وجود دائم، في حين أنه مؤقت من الناحية التقنية.
إعادة هذه الوحدات إلى القواعد الروسية لا يمثل تغيرا كبيرا بالنظر إلى سهولة إعادة نشرها في المستقبل، في الواقع فإن الأمر في حقيقته ربما لا يمثل أكثر من كونه توقفا تكتيكيا.
ومع ذلك فإن تخفيف الانتشار وسحب القوات يعني أكثر من مجرد توفير المال وإراحة الطواقم، في الواقع فإن الأمر يمكن أن ينظر إليه على أنه مناورة دبلوماسية بارعة، تظهر هذه المناورة مدى قدرة روسيا على ضبط نفسها وإبداء التعاون في مرحلة حاسمة من عملية التفاوض الجارية في جنيف، كما أنها تضع ضغطا مماثلا على المعارضة من أجل إبداء مواقف أكثر مرونة على طاولة التفاوض.
بالنسبة للذين لا يزالون يتساءلون حول حقيقة هدف «بوتين» من هذه الخطوة، فإن أحد الإجابات المحتملة أن بوتين ربما يكون قد ضاق ذرعا يتحدي الأسد علنا للرغبات الروسية والتصلب تجاه المفاوضات وبالنظر إلى تاريخ «بوتين» من التصرف أحيانا بدافع الغضب فإنه ربما أراد أن يلقن «الأسد» درسا من خلال هذا الانسحاب.
السيناريو الآخر، وربما الأكثر ترجيحا، هو أن «بوتين» لا يقصد الانسحاب بهدف الضغط على «الأسد» كما يتوقع البعض أو يتمنون، هدف روسيا الدبلوماسي هو الوصول إلى تسوية تفاوضية تحافظ على وجود «الأسد» في موقعه.
الانسحاب الروسي، الذي لا زلنا لا نعرف الكثير حول حقيقته أو طبيعته أو حجمه أو حتى إطاره الزمني، لن يلقي الرعب في قلب النظام الذي تتمتع قواته في الوقت الحالي بحالة جيدة في الوقت الذي يعاني فيه معارضيه من الضعف وانقطاع خطوط الإمداد الخاصة بهم، فبالنسبة لـ«الأسد» و«بوتين»، فإن الانسحاب الجزئي قد يكون تكتيكا مربحا لكلا الجانبين.
المصدر | فورين أفيرز
«رويترز»: روسيا سحبت نحو نصف قوتها الجوية من سوريا خلال يومين
أظهرت حسابات لوكالة «رويترز« أن أقل بقليل من نصف القوة الجوية الروسية الضاربة في سوريا غادر البلاد خلال اليومين الماضيين فيما يشير إلى أن الكرملين يسرع وتيرة انسحابه الجزئي.
وأمر الرئيس فلاديمير بوتين يوم الاثنين بسحب غالبية القوة العسكرية الروسية من سوريا بعد خمسة شهور من الضربات الجوية وقال إن الكرملين حقق معظم أهدافه.
والعدد الدقيق للطائرات الروسية التي كانت موجودة في قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية السورية سري. لكن تحليلا لصور التقطتها الأقمار الصناعية ولقطات للضربات الجوية الروسية وبيانات وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق يشير إلى أن روسيا كانت تحتفظ بنحو 36 مقاتلة هناك.
وأظهر تحليل «رويترز« لقطات بثتها محطات تلفزيون رسمية أن 15 على الأقل من هذه الطائرات ومن بينها مقاتلات طراز «سوخوي 24« و«سوخوي 25« و«سوخوي 30« و«سوخوي 34« قد غادرت في اليومين الماضيين. ولم يتسن لـ»رويترز« التحقق من تحركات الطائرات من مصدر مستقل.
ومن المستحيل تحديد ما إذا كانت طائرات أخرى تتجه لسوريا لتحل محل الطائرات المغادرة.
ويقول محللون عسكريون إن الطائرات «سوخوي 24« و«سوخوي 25« المغادرة ـ التي يعود تاريخ صنعها للحقبة السوفيتية وأجريت لها بعض التحديثات ـ كانت عماد الحملة الجوية الروسية في سوريا.
وقال ماكسيم شيبوفالينكو وهو ضابط سابق في الجيش الروسي يشغل حاليا منصب نائب مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات في موسكو إن هذه الطائرات نفذت ما يتراوح بين 75 و80 في المئة من بين أكثر من تسعة آلاف طلعة جوية للطيارين الروس.
وعرض التلفزيون الروسي لقطات لأربع طائرات من الطراز «سوخوي 25« وخمسة طائرات من الطراز «سوخوي 24« غادرت في اليومين الماضيين.
ويعتقد محللون عسكريون أن روسيا كان لديها 12 طائرة من كل طراز في سوريا. كما شوهدت أيضا خمس طائرات من الطراز «سوخوي 34« وواحدة من الطراز «سوخوي 30« وهي تغادر.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين يوم الثلاثاء إنه ليست لديه تفاصيل محددة عن القوة العسكرية الروسية في سوريا لكنه قال إن موسكو كان لديها «عشرات الطائرات» المتمركزة هناك.
وقال روسلان بوخوف مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات، لـ«رويترز» إنه يعتقد أن روسيا ستسحب على الأقل نصف قوتها الضاربة لكي يعتبر انسحابها الجزئي حقيقة. وأضاف: «ما لم يحدث ذلك سيقول الناس داخل روسيا و ـ بدرجة أكبر ـ خارجها إن الأمر ليس حقيقيا وإنه ببساطة إعادة تنظيم للقوات.»
(رويترز)
النظام والمعارضة يرفضان فدرالية كردية بسوريا
أعلن النظام السوري والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، رفضهما إنشاء نظام فدرالي كردي شمال البلاد، والذي أعلنت عنه قوى كردية خلال اجتماع عقد اليوم الخميس في مدينة رميلان في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا.
وحذر الائتلاف المعارض من تشكيل “كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري” مؤكدا أن “لا مكان لأي مشاريع استباقية تصادر إرادة الشعب” السوري.
وشدد في بيان له اليوم على أن “تحديد شكل الدولة السورية، سواءً أكانت مركزية أو فدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده” بل سيتم ذلك “بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد”.
من جهتها، أعلنت مصادر إعلامية رسمية تابعة للنظام السوري رفضه للخطوة الكردية، معتبرا أن إقامة نظام اتحادي بالمناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال سوريا لن تكون لها أي قيمة قانونية ولن تكون لها أي تأثير قانوني أو سياسي.
ردود دولية
وفي معرض ردود الفعل الدولية، قالت الولايات المتحدة إنها تعارض إقدام الأكراد السوريين على إقامة منطقة للحكم الذاتي في شمال البلاد، لكنها قد تقبل مثل هذا الإجراء إذا اتفق السوريون أنفسهم على ذلك نهاية المطاف.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن واشنطن لن تعترف بأي إعلان أحادي الجانب بشأن حكم ذاتي أو مناطق شبه مستقلة في سوريا، مؤكدا أن أي تصريح أو إعلان سياسي من طرف أي جهة خارج نطاق مفاوضات جنيف لن تعترف به الولايات المتحدة.
أما العاصمة التركية أنقرة، فأعلنت على لسان مسؤول كبير -متحدثا لوكالة رويترز- معارضة بلاده أي خطوات منفردة لإقامة كيانات جديدة في سوريا على أساس عرقي.
ولم يدع الأكراد إلى مفاوضات جنيف بجولتيها الأولى والثانية، برغم مطالبة روسيا بضرورة إشراك “الاتحاد الديمقراطي” الحزب الكردي الأهم في سوريا.
وأعلن الأكراد في سوريا اليوم الخميس إنشاء نظام فدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد، وذلك خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا.
والمناطق المعنية في النظام الفدرالي هي المقاطعات الكردية الثلاث: عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي، عفرين في ريف حلب الغربي، منطقة الجزيرة في محافظة الحسكة (شمال شرق سوريا) بالإضافة لتلك المناطق التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية مؤخرا، خصوصا في محافظتي الحسكة وحلب شمال سوريا.
لماذا يقتصر الدعم الأميركي على أكراد سوريا؟
عبرت قافلة عسكرية أميركية من منفذ سيمالكا الحدودي بين العراق وشمال شرق سوريا، واتجهت إلى جنوبي بلدة رميلان بريف الحسكة الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعبالكردية، حاملة دعما عسكريا للأكراد.
مساعدات عسكرية أميركية جديدة إذن للأكراد الذين اختارتهم واشنطن شركاء لها في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، وحديث عن بناء قاعدة جوية أميركية في بلدة تقع تحت سيطرتهم بسوريا.
ويثير الموقف الأميركي المقتصر على دعم الأكراد في سوريا دون باقي القوى المعارضة، الجدل بشأن احتمالات دفع باقي السوريين صوب بدائل أخرى، خاصة في ظل الدعم الروسي للنظام. وفي مؤشر على قلق إقليمي من الشراكة الكردية الأميركية، استدعت أنقرة السفير الأميركي لديها للاحتجاج على تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الأميركية اعتبر فيها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري غير إرهابي.
حلقة 9/2/2016 من برنامج “ما وراء الخبر” ناقشت قصر الدعم العسكري الأميركي في سوريا على الأكراد، وتأثير ذلك على خيارات باقي السوريين.
كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي ومساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لاري كورب قال إن الأكراد قوة مقاتلة فعالة تحارب تنظيم الدولة الذي يشكل مصدر قلق رئيسي للولايات المتحدة، مع الأخذ في الاعتبار أن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تريد التورط في الحرب السورية، ولم تتدخل إلا عندما بدأ التنظيم بارتكاب “مجازر للإيزيديين في جبل سنجار”.
وأضاف أن الولايات المتحدة ترى أن التنظيم هش ويمكن تقويضه بمعاونة قوة على الأرض دون تدخل بري أميركي.
أما عن تخصيص الأكراد دون غيرهم بالمساعدة الأميركية، فقال كورب إن أغلب باقي السوريين يقاتلون نظام بشار الأسد، وعندما درّبت الولايات المتحدة فصائل سورية لمحاربة تنظيم الدولة عادوا إلى سوريا ليقاتلوا الأسد، مشيرا إلى أن “هدف إدارة أوباما هو إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة”.
وأضاف كورب أن التهديد الأخطر للمنطقة والعالم بأسره هو تنظيم الدولة، وإذا تم إضعافه في سوريا والعراق فإن بالإمكان بعد ذلك تسوية النزاعات الأخرى.
تكامل أميركي روسي
لكن الكاتب والإعلامي السوري المعارض بسام جعارة قال إنه منذ ما قبل ظهور تنظيم الدولة والسوريون يُقتلون بطائرات ودبابات النظام السوري دون تدخل أميركي، والنظام السوري استخدم السلاح الكيميائي طيلة عامي 2014 و2015 ولم تفعل إشارة أوباما أي شيء.
ولفت جعارة إلى أن أغلب الذين يقاتلون في صفوف الأكراد ليسوا سوريين، وإنما من حزب العمال الكردستاني قدموا من العراق وتركيا.
وأضاف جعارة أن هذه ليست المرة الأولى التي تقدّم فيها الولايات المتحدة أسلحة للأكراد، فقبل أربعة أيام هبطت ثلاث طائرات تحمل شحنة أسلحة أميركية في رميلان، وقبل ذلك ألقت الطائرات الأميركية أسلحة للأكراد بعين العرب (كوباني).
وقال جعارة إن “أميركا تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي حرق القرى العربية ومارس تطهيرا عرقيا”، واستشهد بما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم من أنه “بات يصعب التمييز بين سياسة أوباما وسياسة بوتين في سوريا”.
واتفق الكاتب والأكاديمي السعودي خالد الدخيل مع جعارة في أن هناك تكاملا بين الدورين الأميركي والروسي في سوريا، بحيث تتولى الولايات المتحدة محاربة تنظيم الدولة، بينما تتولى روسيا محاربة فصائل المعارضة السورية، وكلاهما يتجنب الاصطدام بالنظام السوري.
وأضاف أن من الواضح أن هناك تفاهما أميركيا روسيا على تقسيم سوريا، ويؤيد ذلك دعم الأكراد تحديدا. واتهم الدخيل الولايات المتحدة بأنها تريد رهن الشعب السوري لإرادتها بدلا من خياراته التي ثار من أجلها.
لكن كورب عاد للتأكيد على إدانة أميركا لنظام الأسد، لكنها لن تتورط في الحرب الأهلية، مؤكدا أن الأكراد حققوا الكثير للتصدي لتنظيم الدولة.
وهنا قال الإعلامي السوري بسام جعارة إن أميركا تورطت بالفعل عندما منعت وصول السلاح للشعب السوري، وعندما منعت إقامة المناطق العازلة، وعندما قدمت السلاح للأكراد الذين قتلوا الآلاف وأحرقوا القرى العربية، مؤكدا أن الشعب السوري لن يستسلم وستخرج أميركا وروسيا خاسرتين من سوريا.
وقال الكاتب والأكاديمي السعودي خالد الدخيل إن الولايات المتحدة لا تزال تعيش ظاهرة الإرهاب في أفغانستان، بينما المنطقة تجاوزت هذه المرحلة لأن منبع الإرهاب الآن هو الاصطفافات الطائفية والقومية، وبدلا من أن تلعب أميركا دورا بناء في المنطقة تصطف مع إيران الطائفية والأكراد القوميين.
ما سرّ تباين المواقف الغربية بشأن أكراد سوريا؟
خلال حديثه في جلسة استجواب برلمانية في لندن يوم الثلاثاء، أعرب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن قلق بلاده الواضح بشأن دور وحدات الحماية الكردية في سوريا، بعد ما سماه “الأدلة المزعجة” التي تكشفت خلال الأسابيع الماضية، عن التنسيق بين هذه القوات الموالية لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، وبين النظام السوري وسلاح الجو الروسي.
وبغض النظر عمّا إذا كان القلق البريطاني من وحدات الحماية قد جاء متأخرا أم لا، فإنه يثير أسئلة جدية بشأن مواقف حلفاء لندن من هذه القضية، ورد الفعل الذي يمكن أن يتبع الكشف عن هذا القلق.
حلقة (24/2/2016) من برنامج “ما وراء الخبر” ناقشت القلق البريطاني من دور وحدات حماية الشعب الكردية السورية في ضوء “الأدلة المزعجة” على التنسيق بينها والنظام السوري والطيران الروسي، وكيف ستنعكس الشكوك البريطانية بشأن الدور الكردي على تعامل الغرب مع وحدات الحماية في الفترة المقبلة؟
المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جي كراولي، قال إن القلق البريطاني ليس مفاجئا، فكثير من الأطراف تحاول أن تقوي موقعها على الأرض قبل الهدنة والمفاوضات.
وأشار كراولي إلى أن هناك بواعث قلق في أوروبا وتركيا بشأن علاقة وحدات حماية الشعب الكردية بحزب العمال الكردستاني، لكن الولايات المتحدة ترى أن هذه القوات فاعلة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ومع ذلك فإن واشنطن تتفهم هذا القلق.
من جانبه، قال ممثل قوى الائتلاف والثورة السورية في واشنطن نجيب الغضبان إن الموقف البريطاني يضغط على الولايات المتحدة كي تتخذ موقفا واضحا فيما يتعلق بأطراف الصراع، مضيفا أن وحدات حماية الشعب الكردية لها علاقات مع النظام السوري، والتقدم الذي تحققه يتم بتنسيق معه، ولها علاقات أيضا مع إيران، كما أن الولايات المتحدة تقدم لهم دعما عسكريا، فضلا عن تمتعهم بحماية روسية.
وطالب الغضبان الأكراد بتحديد موقفهم بوضوح إن كانوا مع رحيل نظام بشار الأسد أم لا؟
مصالح متشابكة
واتفق مع ذلك الباحث في المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية خطار أبو دياب، مؤكدا على أن هناك الكثير من التعقيدات في المشهد السوري، ومسألة الأكراد إحدى هذه التعقيدات، وأضاف أن أميركا كانت لا تؤيد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في مرحلة سابقة، ولكن حاجتها إلى مقاتلين ضد تنظيم الدولة أدى للتحالف مع هذا التنظيم، وهذا مرجعه إلى بحث الولايات المتحدة عن مصلحتها.
وتعليقا على ذلك، قال كراولي إن الأمر بالغ التعقيد بسبب تشابك الفصائل والمصالح في الأزمة السورية، وهو ما يشكل تحديا للولايات المتحدة في محاولة العمل من أجل الوصول إلى حل سياسي.
لكن الغضبان رأى أن المشكلة تكمن في تعاطي الإدارة الأميركية مع المسألة السورية بشكل عام، مشيرا إلى أنه قائم على ردود الأفعال وإعطاء محاربة تنظيم الدولة الأولوية، ومن ثم البحث عن حل سياسي يُترك لروسيا وإيران الدور الأساسي فيه.
وأضاف ممثل الائتلاف السوري المعارض أنهم سيستمرون في توضيح أن هذه المعالجة الأميركية لا تحقق مصالح أميركا أو حلفائها، معتبرا أن تصريح وزير الخارجية البريطاني يعطي زخما في هذا الاتجاه.
واتفق أبو دياب مع ذلك، مؤكدا على غياب الرؤية الواضحة والزعامة الأميركية تجاه سوريا، وأشار إلى أن حديث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن تقسيم سوريا يشير إلى التعاون الأميركي مع الأكراد.
وهنا قال كراولي إن الولايات المتحدة لا تؤمن بتقسيم سوريا، وإنما ترى وجوب استقلالية أكبر، بمعنى وجود منطقة للأكراد وأخرى للعلويين وثالثة للسنة.
بوتين: بقاء قواتنا بسوريا بات مكلفا وغير مبرر
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عمليات قواته في سوريا نجحت في منع وصول “الإرهابيين” إلى بلاده وتهيئة ظروف التسوية السياسية، مبررا انسحاب معظمها من هناك بأن بقاءها بات مكلفا وغير مبرر في ظل الهدنة، كما تعهد باستمرار “مكافحة الإرهاب” هناك.
وخلال حفل استقباله لعدد من الخبراء والعسكريين الذين ساهموا في العمليات الروسية بسوريا، قال بوتين إن من أهم الأهداف التي تم تحقيقها “وقف الشر الكامل ومنع الإرهابيين من الوصول إلى روسيا” مؤكدا أن بلاده أظهرت موقفا صارما في هذا المجال.
وأضاف بوتين في حديثه للعسكريين إن “عملكم حوّل الأوضاع جذريا في سوريا، لن نسمح بنمو الورم السرطاني الإرهابي.. دمرنا الإرهابيين وخزائن سلاحهم وذخيرتهم، وأغلقنا عليهم طرق تهريب النفط التي كانوا يحصلون من خلالها على الدعم المالي الأساسي”.
واعتبر الرئيس الروسي أن قواته دعمت قوات النظام السوري وساعدتها على تحقيق انتصارات مهمة، معتبرا أن الأخيرة باتت تسيطر على مواقع إستراتيجية في سوريا وأنها تواصل “تطهيرها” مما أسماه الإرهاب.
كما اعتبر أن مهمة قواته هناك شكلت الظروف المناسبة لبدء العملية السلمية لإيجاد حل للأزمة السورية، وذلك بالتوازي مع إجراء موسكو اتصالات مع جهات دولية ومع ما أسماه الجهات المعارضة الإيجابية داخل سوريا، معتبرا أن رئيس النظام بشار الأسد يتوق بصدق إلى السلام.
تبرير الانسحاب
وأوضح بوتين أنه بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا تم تقليص عدد الطلعات الجوية إلى نحو الثلث، الأمر الذي يبرر وفق قوله سحب معظم القوات من سوريا بعد أن أصبح بقاؤها هناك مكلفا، مضيفا أن ذلك تم بتوافق ودعم من قبل الأسد.
كما أكد أن قواته ستواصل مكافحة المجموعات المسجلة في قوائم الأمم المتحدة “للإرهاب” في سوريا، وأن موسكو اتفقت مع فصائل المعارضة التي التزمت باتفاق وقف النار لكنها ستحذف من قائمة الاتفاق كل فصيل يعود إلى العمل المسلح.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن منظومات الدفاع الجوي ستبقى في قواعدها السورية، مشددا في الوقت نفسه على أن بلاده تتمسك بـ القانون الدولي وأنه لا يحق لأحد أن يتدخل أو يخرق المجال الجوي لبلد ذي سيادة مثل سوريا، ملمحا إلى إمكانية استخدام الصواريخ الروسية لمنع ذلك.
وكشف بوتين عن قيام سلاح الطيران الروسي بأكثر من تسعة آلاف طلعة جوية في سوريا باستخدام أحدث الأسلحة، وعن إطلاق صواريخ من طراز كاليبرا من بحري قزوين والأبيض المتوسط فضلا عن صواريخ برية يبلغ مداها أكثر من أربعة آلاف كلم، على أهداف في سوريا.
وأوضح أيضا أن مشاركة الجيش الروسي في سوريا كانت أفضل فرصة للتدريب القتالي، واعتبر أن الأسلحة الروسية قد أثبتت فعاليتها في هذه الحرب، لافتا إلى أن روسيا قادرة على زيادة قواتها في سوريا خلال ساعات إذا دعت الضرورة.
وفيما يتعلق بتكاليف العمليات في سوريا، قال بوتين إن معظمها تم تمويله من ميزانية وزارة الدفاع، متحدثا عن ميزانية تبلغ 33 مليار روبل (نحو 482 مليون دولار).
وكان الكرملين قد أعلن اليوم أن بوتين سيسلم الميداليات والأوسمة لعسكريين وخبراء تكريما لهم على “أدائهم المتميز” في تنفيذ المهام التي أوكلت إليهم في سوريا، وأشارت مصادر إلى أن عدد المكرمين يتراوح بين خمسمئة وسبعمئة شخص، فضلا عن ترقية الكثير من الطيارين.
وكان قائد سلاح الطيران والفضاء الروسي فيكتور بونداريف صرح اليوم بأن إنجاز سحب الجزء الأساسي من قواته الجوية في سوريا سيتم في غضون ثلاثة أيام كحد أقصى، بينما أكدت مصادر عسكرية روسية أن موسكو ستحتفظ بعدد من طائراتها ومروحياتها بالساحل السوري.
هل ترك بوتين عبء الأسد لإيران؟
نشرت مجلة ذي ناشيونال إنترست الأميركية مقالا يذكر أن كثيرا من المؤشرات ترجّح أن روسيا لم تنسق انسحابها من سوريا مع إيران، وأن هذا الانسحاب يتعارض مع مصالح طهران التي ستتمسك ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد، ولذلك ربما تستمر بتحمل عبء الدفاع عنه.
وأورد المقال الذي كتبه ج. ماثيو ماكانيس أنه من المرجح أن يكون المرشد الأعلى بإيران علي خامنئي قلق من احتمال أن تضغط روسيا للتوصل لاتفاق مع الأسد والولايات المتحدة وربما السعودية، لا يضمن مصالح إيران، مضيفا أنه وبالرغم من أن طهران ربما تكون لديها “خطة باء” للهيمنة على سوريا ما بعد الأسد، إلا أنها تفضل التمسك بالأسد.
وقال إن هناك تكهنات بأن المكالمة الهاتفية لبوتين مع الأسد أمس الأول لإبلاغه بالانسحاب قصد منها الرئيس الروسي جزئيا الضغط على الأسد للموافقة على جدول زمني للتخلي عن السلطة أو تقاسمها مع المعارضة.
مصالح أعمق
وأضافت المجلة بالمقال أن موسكو ربما تكون قد حققت أهدافها التي وضعتها لتدخلها العسكري في سوريا بتشديد قبضة الأسد على شمال البلاد وتأمين وجودها طويل المدى بقواعدها العسكرية على البحر المتوسط بسوريا، إلا أن مصالح إيران الأعمق في سوريا وهي حاجتها للحفاظ على حكم الأسد وسهولة وصولها لـ حزب الله اللبناني ودعمه لوجستيا بجبهة هضبة الجولان الجديدة، تظل هي التحدي الماثل أمامها.
وذكر الكاتب أنه لولا الدعم الجوي الروسي لعمليات النظام السوري بالقرب من حلب، لربما لم تكن هذه المدينة قد سقطت بيد النظام، وكذلك ربما لا تنجح حملة النظام لاستعادة تدمر والمناطق شرق دمشق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، الأمر الذي يجعل الأسد والقوات الإيرانية والمليشيات التي تحارب من أجله مكشوفة الظهر، خاصة في الجنوب.
وأشار المقال إلى أنه سيكون من الأمور المدهشة ألا تكون طهران على علم مسبق بالانسحاب الروسي وأن موسكو لم تنسق معها على الانسحاب. ورغم ذلك قال إن تصريحات قادة إيران ترجّح أن طهران لم يكن لديها علم مسبق ولا يبدو أن تنسيقا تم بين الطرفين.
تصريحات إيرانية
ونقل الكاتب عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ترحيبه بالانسحاب، ووصفه له بأنه مؤشر على أن روسيا لم تعد تشعر بحاجة ملحة لاستخدام القوة العسكرية لتثبيت الهدنة الحالية في سوريا وقوله أيضا “علينا أن ننتظر ونرى”.
ونقل عن علي أكبر ولاياتي مستشار المرشد الأعلى -الذي يبدو أنه مختص بملف سوريا- قوله إن خفض القوات الروسية لن يؤثر في التعاون بين بلاده وموسكو ودمشق وحزب الله، وإن موسكو ستستمر في قتال “الإرهابيين” عند الضرورة. ونسب إلى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قوله إن بلاده لن تتخلى عن مساندتها الشعب السوري.
ولم يستبعد الكاتب أن يكون الانسحاب الروسي خطوة تكتيكية قصيرة المدى لتحقيق أهداف لم تتضح بعد، تعود بعدها القوات الروسية إلى كامل وجودها بسوريا في أي لحظة.
فايننشال تايمز: انتصار فارغ لروسيا بسوريا
وصفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية ما يُسمى بانتصار روسيا في سوريا بأنه فارغ لأنه لم يفعل شيئا يُذكر لوقف الحرب “الأهلية” هناك، وترك تنظيم الدولة يسيطر على مناطق واسعة من البلاد، ولم يغيّر شيئا في الانقسامات على الأرض، ولم يضمن استقرارا طويل المدى لسوريا.
وأوضحت أن الرئيس الروسي اشتهر منذ فترة بخلق المفاجآت على المسرح الدولي، وأنه فعل ذلك مرة أخرى بسحب الجزء الأكبر من قواته من سوريا بعد أقل من ستة شهور من تدخلها، وترك إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وبقية العالم في حيرة من تحركاته هذه.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تساؤلات حول حجم الانسحاب، خاصة وأن لروسيا قاعدة عسكرية قديمة في طرطوس السورية وأخرى جديدة بالقرب من اللاذقية ما يعطي موسكو القدرة على إعادة مقاتلاتها ومعداتها العسكرية بأي لحظة، إذا رأت أن الرئيس السوري بشار الأسد بحاجة لعودتها.
وأضافت أن بوتين منع بالفعل ما يعتقد أنها آخر محاولة أميركية للإطاحة بحاكم قوي مستبد، كما أنه حافظ على نفوذ بلاده بالشرق الأوسط وعززه، وفك عزلة موسكو التي فرضها الغرب بعد غزو أوكرانيا، وأجبر واشنطن على الاعتراف بأنه جهة مهمة لتقرير مستقبل سوريا.
وفي الداخل -تقول فايننشال تايمز- أشادت وسائل الإعلام الروسية بعودة بلادها كلاعب رئيسي بالمسرح الجيوسياسي العالمي بعد الانزواء الطويل عقب سقوط الاتحاد السوفياتي، وصوّرت حملة موسكو في سوريا بأنها انتصار عسكري مؤزر.
وذكرت الصحيفة أنه وبسحب روسيا بعض معداتها العسكرية من سوريا، يمكن لموسكو أن تتفادى الغوص في وحل سوريا وتكرار ما جرى لها في أفغانستان، كما أن الكرملين سيكون في موقف جيّد لدخول الانتخابات البرلمانية بعد ستة شهور تقريبا.
ورغم كل، ذلك -تقول الصحيفة- فإن التدخل الروسي فشل في أمرين رئيسيين، أولهما ترك تنظيم الدولة يسيطر على مساحات كبيرة من سوريا، الأمر الذي يكشف نفاق بوتين بأنه تدخل لمكافحة “الإرهاب”. كما أنه فشل في تغيير الانقسامات السورية على الأرض، وترك نظام الأسد أكثر قوة مقارنة بما قبل تدخله دون القضاء على المعارضة، الأمر الذي يجعل مستقبل البلاد في مهب حرب أهلية طويلة الأمد.
صحيفة: روسيا تتقدم على أميركا رغم الانسحاب
أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى الإعلان الروسي المفاجئ للانسحاب العسكري من سوريا، وقالت إنه يدل على أن موسكو متقدمة على واشنطن وأنها تجنبت الانزلاق في المستنقع السوري.
وأوضحت أن الخطوة الروسية تذكرنا بأن الرئيس فلاديمير بوتين بدا دائما متقدما خطوة على الرئيس الأميركي باراك أوباما في ما يتعلق بسوريا.
وتساءلت الصحيفة: أين المستنقع الذي أشار إليه أوباما في أعقاب التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا في سبتمبر/أيلول الماضي؟
وأضافت أن بوتين تدخل في سوريا وتمكن من تغيير موازين القوى لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه خرج من المستنقع السوري بالطريقة التي دخل بها، لكن أوباما رفض التدخل في الشأن السوري على مدار أكثر من خمس سنوات.
مغامرات
وذكرت الصحيفة أن إعلان موسكو المفاجئ عن سحب الجزء الأكبر من قواتها من سوريا يشكك أيضا في مدى دقة تحذيرات أوباما المتمثلة في قوله إن روسيا ستتضرر بشدة جراء المغامرات العسكرية في سوريا.
وأضافت أنه بينما تمكن الرئيس بوتين من الحفاظ على روح المبادرة في سوريا، فإن الرئيس أوباما نأى بنفسه عن التدخل في الشأن السوري وأراد أن تكون الحرب التي تعصف بالبلاد منذ سنوات بعيدة عن اهتماماته.
وأوضحت أن مسؤولين أميركيين يحاولون معرفة الدوافع الحقيقية وراء الانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا، وأنهم يتطلعون إلى رؤية المزيد من المعدات الحربية الروسية تخرج منها، وذلك حتى يتمكنوا من الحكم على أن عملية الانسحاب حقيقية.
وقالت الصحيفة إن الانسحاب الروسي يخفف من وطأة الضغط على الرئيس أوباما إزاء ضرورة زيادة الدعم الأميركي للمعارضة السورية المعتدلة، وهو الأمر الذي بقي أوباما يقاومه منذ فترة طويلة.
وأشارت إلى أن الانسحاب يطيل أيضا من أمد الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك لأن موسكو لن تكون موجودة لضرب مواقع وأهداف تابعة لتنظيم الدولة.
انسحاب روسيا من سوريا.. مؤشر نجاح أم فشل؟
افتكار مانع-موسكو
أثار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعليق ما أسماه العمليات العسكرية الرئيسية في سوريا وسحب الجزء الأكبر من قواته الكثير من التساؤلات، لا سيما وأنه جاء دون مقدمات، وكان السؤال الأبرز: هل كان قرار الانسحاب منفردا أم أنه يأتي في إطار توافقات دولية لم يتم الكشف عن تفاصيلها حتى الآن؟
ومما زاد الغموض أن الانسحاب لم يكن نهائيا، إذ أن روسيا تركت المجال مفتوحا أمام استمرار غاراتها على مواقع من تصفهم بالإرهابيين
وقد بدأت موسكو حملتها العسكرية بسوريا في سبتمبر/أيلول الماضي بحجة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها سرعان ما واجهت انتقادات من مختلف دول العالم لأنها ركزت ضرباتها على المعارضة المسلحة التي توصف بالاعتدال، ما أعطى انطباعا بأن الحملة تهدف بالدرجة الأولى لدعم نظام بشار الأسد ومساعدته في استرداد المناطق الواقعة تحت سيطرة خصومه.
قرار مدروس
ويرى خبير معهد الاستشراق بوريس دولوغوف أن الانسحاب جاء بعد تقديرات القيادة الروسية بأن القوات المسلحة حققت الأهداف الأساسية التي أرسلت من أجلها، إذ أنها منعت المنظمات الجهادية من الإطاحة بالنظام وساعدت قوات النظام في استعادة قسم كبير من المناطق التي خرجت عن سيطرتها.
ويضيف: لكنها في المقابل فشلت في تحقيق أهدافها المتمثلة في القضاء على تنظيم الدولة والمنظمات الجهادية الأخرى كـ جيش الإسلام وحركة أحرار الشام وجبهة النصرة.
ويعتبر دولوغوف -في حديثه للجزيرة نت- أن القرار الروسي يهدف للدفع بعملية السلام وإطلاق المفاوضات بين الفرقاء السوريين، كما أنه يقدم إشارة إيجابية للولايات المتحدة والمملكة السعودية وتركيا مفادها أن روسيا لم تأت لسوريا للبقاء فيها، وإنما للحفاظ على كيان الدولة السورية ومنع إنهيارها ومواجهة الفوضى و”الإرهاب” في المنطقة.
وعن دوافع الانسحاب، يقول دولوغوف إن “القرار لم يكن مفاجئا وإنما هو قرار مدروس تم اتخاذه بناء على توصيات خبراء ومستشارين سياسيين وعسكريين واقتصاديين روس، ولا أعتقد أن روسيا نسقت الأمر مع الولايات المتحدة مسبقاً، لأن الرئيس بوتين أبلغ نظيره الأميركي بهذا القرار هاتفيا، وكذلك أبلغ الرئيس بشار الأسد لإعطاء السوريين الفرصة ليقرروا مصيرهم بأنفسهم”.
ولم ينكر مخاوف موسكو من استغلال قوى المعارضة الانسحاب الروسي لتعزيز مواقعها واستعادة سيطرتها على المناطق والمدن التي اضطرت للتخلي عنها، ما يعني عودة المواجهات والاقتتال مجددا.
انسحاب جزئي
من جانبه، يؤكد الخبير العسكري فكتور ليتوفكين أن القوات الروسية في سوريا نفذت مهماتها المتمثلة في “تطهير” القسم الغربي من البلاد من مقاتلي تنظيم الدولة.
وكانت حصيلة العملية التي استمرت قرابة نصف عام استعادة كامل السيطرة على اللاذقية وربطها بـ حلب، ومحاصرة تدمر. علما بأن المعارك ما زالت مستمرة لاستعادة السيطرة عليها، بالإضافة إلى استعادة النظام أجزاء كبيرة من محافظتي حمص وحماة، واستعادة السيطرة على قاعدة كويرس الجوية بعد ثلاث سنوات من استيلاء المسلحين عليها، واستعادة السيطرة على حقول النفط والغاز بالقرب من تدمر.
ويقول ليتوفكين -في حديثه إلى الجزيرة نت- إن “الانسحاب الجزئي للقوات الروسية لا يعني خروجها نهائيا، فهي قادرة على إعادتها إلى سوريا في أي وقت في حالة ظهور تهديد حقيقي قد يؤدي لتغيير جذري في موازين القوى على الأرض، ما يعني أنها باقية بمنطقة الشرق الأوسط”.
ويشدد على أن روسيا ما تزال تحافظ على قواعدها في طرطوس وحميميم، كما أنها ستبقي منظومة أس-400 لمراقبة الأجواء السورية وسريان الهدنة.
تخبط وفشل
في المقابل، يرى الصحفي المعارض إيجر يكفنكو أن روسيا فاجأت الجميع في السابق عندما قررت التدخل بسوريا، واليوم تفاجئ الجميع مجددا بقرارها الخروج، وهذا يدلل على مدى التخبط في اتخاذ القرار.
ويضيف للجزيرة نت أن روسيا منيت بالهزيمة في سوريا لأنها فشلت في تحقيق أهدافها ولم تتمكن من القضاء على تنظيم الدولة ولا المعارضة السورية المسلحة، وفشلت في تثبيت سلطة الأسد على الأراضي السورية، فالأسد لا يسيطر إلا على جزء يسير من الأراضي السورية وقواته منهكة ولا يمكنها الصمود دون مساعدة الإيرانيين والمليشيات العراقية الشيعية ومليشيا حزب الله.
ويعتقد يكفنكو أن سحب القوات الروسية سوف يؤدي إلى استعادة قوات المعارضة السورية المسلحة المبادرة، وإحداث تغيير على أرض الواقع.
ويشدد على أن روسيا أدركت أخيرا أنها تنزلق أكثر بالدوامة السورية وأن مهمتها قد تطول لأعوام دون تحقيق نتائجها، مع إمكانية تطور المواجهة لدخول لاعبين إقليميين لساحة المعركة مما يهدد باتساع نطاق الحرب، هذا بالإضافة للنزيف المالي والانعكاسات على الاقتصاد الروسي المنهك أصلا.
هل يتجه شرق سوريا نحو حكم ذاتي؟
ياسر الأطرش-الحسكة
أحزاب و”جيوش” جديدة بدأت تظهر بسوريا يبدو من تحالفاتها وتوجهاتها المعلنة ومعاركها أنها لا تضع مقارعة نظام بشار الأسد عسكريا وسياسيا على أجندتها، مما يقوي احتمال العزف على وتر تقسيم سوريا.
وعلى الرغم من زعمها أنها امتداد للثورة، فإنها تتموضع جغرافيا وسياسيا في مواقع تبدو من خلالها أقرب إلى الرغبة في السيطرة على أقسام بعينها من البلاد، هي نفسها المرشحة أكثر من غيرها لحكم ذاتي أو إدارة مستقلة.
وتُعد المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا مصدر النفط الوحيد في البلاد، وهي المهيأة أكثر من غيرها لتكون أول منطقة حكم ذاتي، وقد عبر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون عن ذلك بقوله إن “كردستان سوريا قد تأسست بالفعل”.
نذر صراع دام
وهذا ما يفسر حشد الجهود العسكرية القائمة والناشئة على جبهاتها، مما ينذر بصراع دام بين العشائر العربية والأكراد، وهما المكونان الأكبر في المنطقة، كما يقول الخبير العسكري العقيد عبد العزيز كنعان، الذي يحدد أهم تلك القوى “بقوات سوريا الديمقراطية” و”وحدات حماية الشعب الكردية” و”جيش الثوار” و”قوات الصناديد” و”جيش العشائر” و”ثوار الرقة”، وكذلك القوة العسكرية التي سيعلن عنها حزب الغد السوري.
ويرى العقيد كنعان في حديثه للجزيرة نت أن هذه القوى في مجملها تمثل توجهات عرقية وعشائرية، هدفها بسط السيطرة وتقاسم النفوذ في المنطقة بعيدا عن مشروع الثورة وسوريا الموحدة.
وأكد أن هذه القوى “مدعومة من أميركا وروسيا، وبعضها ينسق مع إسرائيل، إذ إن بإمكانها الوصول إلى الحدود الجنوبية وتأمين حدودها، وهذا يحقق رضى أمميا أيضا، إذ ستحمي هذه القوات الاتفاقيات الدولية كاتفاقية فصل القوات بين سوريا وإسرائيل الموقعة عام 1974، كما أن هذه القوى تتسابق في إرضاء الدول الكبرى لجهة التزامها بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية والإرهاب دون الأسد”.
ويختم العقيد المنشق حديثه بالقول إن هذه المشاريع مصيرها الفشل المحتوم، وهي ورقة ضغط على الداخل والجار التركي، وسيتم تحجيمها بعد انتهاء دورها في مكافحة الإرهاب، وستبقى سوريا موحدة مركزية.
فدرالية لمواجهة التقسيم
ويتفق عضو الائتلاف الوطني المعارض خطيب بدلة مع هذا الرأي جزئيا، مبينا أن الحديث عن الفدرالية سابق لأوانه، مبرئا حزب الغد السوري من التهم الانفصالية التي علقت به فور إعلانه، فهو يرى فيه “تكتلا سياسيا تغلب عليه صفة الديمقراطية”، وحلفاؤه ينادون بوحدة سوريا كالمجلس الوطني الكردي وجماعة 14 آذار.
وكان الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا عقد سلسلة لقاءات مع عدد من الأطراف العسكرية في المعارضة السورية في مصر، بينهم جمال معروف، حيث يسعى الجربا إلى تشكيل فصيل عسكري جديد يحاول من خلاله إبرام تحالفات جديدة بهدف دخول الجزيرة السورية.
وأعلن الجربا تأسيس تيار “الغد السوري”، وذلك في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة المصرية القاهرة، وأفاد بأن التيار الجديد هو تيار ديمقراطي تعددي متحالف مع رئيس كردستان العراق مسعود البارزاني، مؤكدا أن مطالب التيار هي أن تكون سوريا دولة لامركزية.
ومع تشكيكه في كثير من القوى العاملة في المنطقة، دون تسميتها، رأى الكاتب الكردي السوري إبراهيم اليوسف أن كثيرين يمكن أن يطرحوا فكرة الفدرالية لكي يتسلقوها، فهي تحتاج من يؤمن بها بوصفها رؤية عميقة جدلية وليست مصطلح مغامر.
وقال اليوسف للجزيرة نت إن الفدرالية هي الخيار الذي لا غنى عنه منطقيا، إذ إن سوريا تشهد حاليا تقسيما حقيقيا بين النظام وتنظيم الدولة والأكراد وسواهم، وإن الخطوط تجاوزت مرحلة الرسم إلى التطبيق، وليس سكوت النظام عما يسميه تنظيم الدولة “الولايات” إلا تواطؤا مع التقسيم.
وختم اليوسف حديثه بالقول “إن الفيدرالية تُعدّ الرد العملي على حالة الانقسام، وإن أي معارضة لهذا الحل الناجع هي دفاع عن تكريس حالة الانقسام وولايات رايات اللون الأسود”.
الأكراد يعلنون نظامهم الفيدرالي شمال سوريا
المعارضة وواشنطن والأسد: لن نعترف
العربية.نت
أعلنت جماعات كردية سورية نظاماً فيدرالياً في المناطق التي تسيطر عليها شمال سوريا. وذلك خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة (شمال شرق)، وفق ما قال مسؤولان كرديان لوكالة فرانس برس.
وأكد سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأهم في سوريا: “تم إقرار النظام الفيدرالي في روج آفا – شمال سوريا”، مشيراً إلى أنه “تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك”.
وقال الدار خليل، عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي الكردية،”نبارك مشروع النظام الفيدرالي روج آفا – شمال سوريا”.
والمناطق المعنية في النظام الفيدرالي هي المقاطعات الكردية الثلاث، وهي كوباني في ريف حلب الشمالي، وعفرين الواقعة بريف حلب الغربي، والجزيرة بالحسكة، إضافة إلى تلك التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية أخيرا، خصوصا في محافظتي الحسكة شمال شرقي سوريا وحلب في الشمال.
المعارضة وواشنطن والأسد: لن نعترف
أعلن الائتلاف السوري المعارض رفضه للنظام الفدرالي الكردي الذي تم إعلانه الخميس في شمال سوريا، محذرا من تشكيل “كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري”.
وأكد الائتلاف في بيان “لا مكان لأي مشاريع استباقية تصادر إرادة الشعب السوري”، وحذر “من أي محاولة لتشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري”.
وشدد على أن “تحديد شكل الدولة السورية، سواءً أكانت مركزية أو فدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده”، بل سيتم ذلك “بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد”.
فيما صرّحت دمشق أن إعلان الأكراد عن دولتهم “لا قيمة له”.
ويشارك في اجتماع الرميلان أكثر من 150 ممثلا عن شمال سوريا، إضافة إلى الأحزاب الكردية الأساسية.
وبرغم دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية، التي أثبتت أنها الأكثر فعالية في قتال تنظيم داعش، أعلنت واشنطن الأربعاء “لن نعترف بمناطق ذات حكم ذاتي في سوريا”.
ولم يدع الأكراد إلى مفاوضات جنيف بجولتيها الأول والثانية برغم مطالبة روسيا بضرورة إشراك حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأبرز في سوريا.
وتركيا.. لن نقبل
من جهته، أعلن مسؤول تركي كبير أن بلاده تعارض إقامة أي كيانات جديدة في سوريا، وأنه لا يمكن اتخاذ خطوات منفردة على أسس عرقية.
الحلم الكردي بدولة.. كيف يتحقق؟
نورا فواز – العربية.نت
أعلنت جماعات كردية سورية اليوم نظاماً فيدرالياً في المناطق التي تسيطر عليها شمال سوريا. وذلك خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة (شمال شرق)، وفق ما قال مسؤولان كرديان.
ويتواجد الأكراد في شمال سوريا بالحسكة وفي بعض مناطق الرقة، إضافة إلى أجزاء في حلب.
وبات واضحاً منذ فترة أن هدفهم يكمن في ربط منطقة تواجدهم في الحسكة مع مناطق تواجدهم في حلب مروراً بمدن وقرى لا يتواجدون فيها.
على الأرض
يتواجد الأكراد على الأرض في محافظة الحسكة وما فيها من مدن مثل المالكية، وعامودا، والدرباسية، والقحطانية، إضافة إلى القرى الموجودة بينها، وتقع جميعها تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحداته العسكرية.
ويمتد وجود الأكراد إلى مدينة القامشلي في الحسكة، حيث يتقاسم السلطة فيها كل من حزب الاتحاد الديمقراطي مع نظام الأسد وجيش الدفاع الوطني من جهة، ومع قوات المسيحيين السوتورو من جهة أخرى.
واستطاع حزب الاتحاد الديمقراطي، والذراع العسكرية له “قوات حماية الشعب الكردية” بعد سيطرته على تل أبيض في الرقة، أن يربط مناطق تواجده في الجزيرة السورية مع منطقة كوباني في حلب، والمرحلة التالية ربط كوباني بعفرين بعد السيطرة على جرابلس.
تقدّم قوات حماية الشعب الكردية منفصلة أو كفصيل رئيسي ضمن قوات سوريا الديمقراطية على حساب داعش وفصائل الحر بدعم جوي روسي قبل سحب روسيا لمعظم قواتها.
“إعزاز” في حلب.. والاستماتة من أجلها
ويكتمل حلم الأكراد في الروجافا بالسيطرة على إعزاز، في ريف حلب الشمالي لوصل مدينة عفرين بمدينة عين العرب كوباني، بالتالي إنشاء كيان كردي على الحدود السورية التركية ممتداً من الحسكة شرقاً حتى عفرين غرباً.
ولكنهم اليوم اكتفوا بمناطق سيطرتهم غير المتصلة جغرافياً ليعلنوا نظاماً فيدرالياً فيها.
يوم رابع بجنيف.. والمعارضة تطرح تصورها للانتقال السياسي
دبي – قناة العربية
يواصل المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، اليوم الخميس، مباحثاته مع وفدي كل من النظام السوري والمعارضة في جنيف، وذلك بعد يوم حافل أمس طغت عليه اتهامات متبادلة بين النظام والمعارضة، إضافة إلى ما أشيع عن عزم الأكراد إعلان حكم ذاتي في شمال سوريا.
ويلتقي دي ميستورا، الخميس، في رابع يوم من المحادثات الماراثونية التي تتسم بالتعقيد والعراقيل، وفد المعارضة السورية، بعد لقائه أمس وفد النظام. ومن المتوقع أن يقدم وفد المعارضة وثيقة تحمل تصورها لمرحلة الانتقال السياسي إلى المبعوث الدولي.
وكان يوم الأربعاء يوماً حافلاً بالجدل والتصريحات المتبادلة، حيث رفض رئيس وفد النظام بشار الجعفري إجراء أي مباحثات مباشرة مع وفد المعارضة السورية، متهماً كبير مفاوضي المعارضة محمد علوش بالإرهابي.
وقد رد علوش على الاتهامات بالقول إن النظام ماض في مساعيه لإفشال الحل السياسي، وإن الهيئة العليا للتفاوض لم تقرر بعد الجلوس مع النظام للمفاوضات المباشرة.
وخيّمت على المباحثات أيضا التطورات على الأرض، ولاسيما ما أشيع حول سعي الأكراد لإعلان حكم ذاتي في المناطق التي يسيطرون عليها شمال سوريا.
ورغم تنقل المفاوضات من حلقة إلى حلقة ومن تعقيد إلى آخر، هناك إصرار أميركي – روسي على ضرورة تحقيق تقدم نحو انتقال سياسي في سوريا، بحسب ما دار في الاتصال الهاتفي بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، وأكد فيه الوزيران أهمية الحفاظ على وقف العمليات القتالية.
ماذا يقول الأميركيون عن مفاوضات جنيف؟
جنيف – حسين قنيبر
قال مسؤول أميركي بارز في لقاءٍ مع عدد محدود من الصحافيين حضرته “العربية.نت” إن بلاده “لم تضع أي خطة لا في السرّ ولا في العلن لما يجب أن يكون عليه مستقبل سوريا”، فهذا الأمر “تحدده نتائج التفاوض بين السوريين”، ودافع بشدة عن التعاون الوثيق بين وزيرَيْ الخارجية الأميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف، والذي أدى إلى “بداية التقدم في الموضوع الإنساني حتى لو لم تكن النتائج مُرضية بعد”، كما أن هذا التعاون “هو الذي سمح بإطلاق أو باستئناف العملية السياسية وخفض مستوى العنف والإرهاب”.
وعن سبب التنسيق مع الروس أكثر من سواهم، كالبريطانيين أو الفرنسيين مثلاً، أوضح أن ذلك يعود إلى أنهم الطرف الذي يستطيع أن يمارس نفوذاً على بشار الأسد. وردّاً على سؤال لـ “العربية.نت” عن رأي الولايات المتحدة بالإعلان الروسي عن بدء انسحاب جزئي من سوريا، قال المسؤول الأميركي الذي يشارك في الاجتماعات الدولية حول سوريا إن الولايات المتحدة “تراقب ما يحصل وتأمل في أن يكون ذلك علامة إيجابية، لكننا بعد أيام قليلة على إعلان فاجأ كثيرين نفضل التزام الحذر” في ردود الفعل.
سُئِلَ الدبلوماسي الأميركي البارز عن سبب عدم نشر الولايات المتحدة وروسيا أي تقرير عن انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا، فقال “إن التركيز على انتهاكات محدودة جداً ليس وسيلة فعالة للوصول إلى نتائج ملموسة”، مؤكداً أن الجانب الروسي ما زال ملتزماً بمواصلة جميع الخطوات التي تعهد للأميركيين بالعمل معهم في شأنها.
في سياق متصل أوضح الدبلوماسي الرفيع المستوى أن لا صحة لما يتردد عن تراجع التزام واشنطن ببيان جنيف1 لصالح عملية فيينا التي تتعاون في إطارها مع موسكو، فذكَّرَ بأن كل تصريح يصدر عن مجموعة الدعم الدولية حول سوريا يشدد على ضرورة تطبيق هذا البيان وفي صلبه تشكيل هيئة حكم انتقالي تُنقَل إليها كامل الصلاحيات التنفيذية التي يتمتع بها الأسد حالياً.
سُئلَ عن رأيه في قول بشار الجعفري رئيس وفد النظام إنه لا يتشرف بالتفاوض مع إرهابيين، في إشارة إلى الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارِضة فقال إن المهم “ما يناقشه وفد النظام مع المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا داخل القاعة وليس ما يقوله في العلن”.
وبعد أن وصف الأزمة السورية بأنها “الصراع الأكثر تعقيداً في العالم وليس فقط في الشرق الأوسط” قال المسؤول الأميركي البارز إن بداية هذه الجولة من المفاوضات “إيجابية” رغم استمرار وجود ملفات صعبة كموضوع السجناء “وهو موضوع صعب لكنه مهم وسيأخذ وقتاً”.
أخيراً سُئِل الدبلوماسي الكبير عن رأيه في وجود وفد سوري معارض من خارج الهيئة العليا للمفاوضات فأوضح أن بلاده تعتبر أن هناك وفدين سوريَيْن يتفاوضان مع دي مستورا، هما وفد النظام ووفد الهيئة العليا، “يمكن للمبعوث الأممي بل يجب عليه التشاور مع أي كان لكن المفاوضات يُجريها الوفدان المذكوران”.
كيري: داعش ارتكب إبادة جماعية بحق أقليات
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الخميس، أن تنظيم داعش يرتكب إبادة جماعية بحق المسيحيين والأيزيديين والشيعة في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.
وقال كيري إن “داعش يرتكب إبادة من خلال ما يعلنه هو نفسه، من خلال عقيدته وأفعاله”.
وأضاف أن “تنظيم داعش مسؤول أيضا عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق هذه المجموعات ذاتها”.
وأوضح كيري أن واشنطن تعمل مع بغداد لتجفيف منابع التنظيم المتشدد، مشيرا إلى ضرورة محاسبة داعش على جرائمه.
وأضاف وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن تستعد لتحرير المناطق التي يسيطر عليها داعش مع الوضع في الاعتبار حماية حقوق الأقليات.
ولم تنف واشنطن بتاتا الفظائع، التي يرتكبها تنظيم داعش بحق الأقليات الدينية، غير أن الحديث عن “إبادة” و”جرائم ضد الإنسانية” تترتب عليه عواقب قانونية على الصعيد الدولي.
واتخذ جون كيري قرار وصف أفعال المتشددين بـ”الابادة” بعدما صوت مجلس النواب، الاثنين، على قرار يصنف الفظائع التي يرتكبها تنظيم داعش في سوريا والعراق في خانة “الإبادة”، داعين إلى إنشاء محكمة دولية مكلفة التحقيق في جرائم الحرب في النزاع السوري.
وحدد مجلس النواب لوزارة الخارجية مهلة حتى، الخميس، لتؤكد ما إذا كانت الإدارة الأميركية تعتبر اضطهاد الأقليات الدينية بمثابة جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة.
وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية، الأربعاء، أنه لن يكون بوسع كيري إصدار قراره في المهلة المحددة نظرا إلى كمية الوثائق التي يترتب عليه تحليلها، غير أنه تمكن من ذلك في نهاية المطاف.
وتقود واشنطن تحالفا دوليا ينفذ حملة ضربات جوية على تنظيم داعش في سوريا والعراق.
فيدرالية أكراد سوريا.. بين الطموح والواقع
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
دخلت الورقة الكردية على الخط لتنضم إلى الأوراق السورية المتشابكة والمعقدة، حيث تمكن الأكراد في شمال البلاد من إقامة منطقة إدارة ذاتية بعد طرد مسلحي تنظيم داعش من مساحات ليست بالقليلة
ويبدو أن جزء من الأكراد في سوريا غير راض عما يجري في جنيف، فقرر الانتقال لخطوة أخرى تتمثل في إقامة نظام اتحادي يبدأ بدمج ثلاث مناطق كردية تدار ذاتياً في شمال سوريا، ومن ثم التفاوض على حكم فيدرالي لمناطق الأكراد ضمن وحدة سوريا.
إلا أن الأكراد يسعون لإغراء المجتمع الدولي بمنطقة يسودها الاستقرار في شمال سوريا حال استمرار الحرب، أو يطمحون في حكم ذاتي يصلون إليه بالتفاوض وبفرض سياسة الأمر الواقع إذا ما توصل الفرقاء السوريين لاتفاق في جنيف.
وفي ريف الحسكة شمال شرقي سوريا، اجتمع عدد من الأحزاب الكردية في اجتماع رميلان الذي يضم كافة مكونات الشمال السوري من الكرد والعرب والآشوريين والسريان والشيشان والتركمان والأرمن، إلا أنهم أجلوا إقرار الفيدرالية بانتظار وصول وفد عفرين من أقصى شمال غرب سوريا الذي يحول سيطرة تنظيم داعش على مناطق تفصلهم عن باقي مناطق نفوذ الأكراد.
ويقول الباحث في العلاقات الدولية، فارس الخطاب، لـ”سكاي نيوز عربية” إن “الأكراد لطالما يحلمون بإنشاء دولة الأكراد الكبرى بعد أن تم منحهم الحكم الذاتي في شمال العراق”.
وأضاف أن “الرئيس السوري بشار الأسد ساهم في منح الأكراد الاستعداد للمطالبة بالحكم الذاتي، بعد أن كان هناك اتفاقا مسبق لدعم القوات السورية في مناطق الأكراد”.
وأوضح الخطاب أن المشروع الكردي يعتبر ردا على مفاوضات جنيف 3 من خلال فرض الأمر الواقع، مستفيدين من عدم قدرة القوى الدولية على مواجهة تنظيم داعش على الأرض، وهي المسألة التي نجح الأكراد فيها وطردوا التنظيم المتشدد من مناطق واسعة في شمال سوريا.
وأكد أن النظام السوري متواطئ مع الأكراد في هذه المطالب وهو لا يتفق مع التوجه الكردي العام ويثير حفيظة الأقليات الأخرى المنتشرة في شمال سوريا.
من جانبه، نفى رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، صالح مسلم، أن يكون هناك تحضير لإعلان كيان اسمه “كردستان سوريا”.
وقال مسلم لـ”سكاي نيوز عربية” إنه لا نية للكرد في توسيع النظام الفيدرالي في المناطق التي يسيطرون عليها في شمال سوريا.
وكان الأكراد قد خاضوا بجانب الجيش السوري وبمعزل عنه معارك عنيفة ضد داعش، وساهمت الحملة العسكرية الروسية على سوريا في توفير غطاء جوي للمقاتلين الأكراد خلال معاركهم ضد داعش، فرفرف العلم الكردي على 3 مناطق هي الجزيرة وكوباني وتل أبيض وعفرين، التي يفصلها عن مناطق التي يسيطر عليها الأكراد بحوالي 100 كيلومتر أغلبها خاضعة لسيطرة داعش.
فالأكراد يراهنون على طرد مقاتلي التنظيم ليتحقق حلمهم في “روج آفا”، وهو الاسم الذي أطلقوه على مناطق نفوذهم شمالي سوريا، ورغم توقع الأكراد فشل مفاوضات جنيف، إلا أنهم يطمحون في حكم ذاتي خاصة بعد انسحاب القوات الحكومية من المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا.
سياسة بوتين الخارجية ركّعت الاقتصاد المحلي.. لكن التدخل الروسي في سوريا مازال في بدايته
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) ــ واحد من أشهر الشخصيات الروسية الساخرة في القرن التاسع عشر، هو كوزما بروتكوف، والذي قال العديد من الأمثال، أصبح الكثير منها حكما تردد. وحكمتي المفضلة هي “إذ رأيت اسم جاموسة على كهف فيل، فلا تصدق عينيك”. وعندما أعلن فلاديمير بوتين نهاية العمليات العسكرية التي قال إنها أثبتت نجاحها على المستوى الجيوسياسي والمحلي بكلفة متدنية أصبح يمكننا أن نطبق مقولة كوزما.
لا يهم ما قاله بوتين لنظرائه الغربيين، لم يكن لديه في الحقيقة أي نية لمحاربة داعش عندما أرسل مقاتلات وقاذفات سوـ٣٥ المتطورة، وصواريخ الدفاعات الجوية وأكثر من ٤٠٠٠ عنصر إلى سوريا. وكما قال بوتين لعدد من الجمهور الروسي المحلي، إن الهدف كان “المحافظة على السلطة الشرعية”، وهو نظام بشار الأسد القاتل.
وبذلك تكون موسكو قد استعادت إرثها الثمين من الجيوستراتيجية السوفيتية، بوضع قواعد عسكرية في سوريا. كما أنها ستظهر نفسها، اللاعبة رقم واحد في الشرق الأوسط بعد الفراغ الذي تركته إدارة إوباما التي انشغلت بسياسة “الخطوط الحمراء” وانسحبت من سوريا، كما وضعت نفسها إلى جانب إيران لتتحول إلى لاعب دائم في مستقبل سوريا، ولتضع الغرب أمام خيار سيء للغاية، فإما داعش أو الأسد.
بالرغم من إنجاز روسيا لخطوات هامة في سبيل تحقيق هدفها في الأشهر الخمس ونصف الماضية، إلا أنها لم تصل إليه بعد، فبالرغم من أن آمال نظام الأسد بالصمود أفضل اليوم مما كانت عليه قبل ستة أشهر، إلا أن بقاءه ليس مضمونا، لذلك، الانسحاب في هذه المرحلة هو أمر ليس منطقيا.
وإذا فصلنا العملية الروسية في سوريا سنجد أنها كلفت من 5 إلى 7.5 مليون دولار في اليوم الواحد ونتجت عنها ثلاث إصابات كما أشارت التقارير الرسمية، وهذا الأمر بالتأكيد غير منطقي من وجهة نظر السياسة المحلية. عداك عن إسقاط الطائرة الروسية في مصر والتي غالبا أسقطت بسبب دعم روسيا لنظام الأسد. وقد قال لي متخصص بعلم الاجتماع السياسي إن “نظام بوتين يفكر فقط في السياسة الخارجية”، وذلك في موسكو، قبل شهرين من اجتياح أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم، أي في يناير/كانون ثاني عام 2014، حين كان الناتج المحلي الإجمالي إيجابيا وسعر النفط 106 دولارات للبرميل.
يونيسيف: 1 من كل 3 أطفال سوريين وُلدوا خلال الحرب السورية الدامية
بعد ذلك بعامين، أثرت السياسة الروسية الخارجية على السياسة المحلية. فخسرت خزينة الدولة أكثر من 200 مليار دولار في عامي 2014 و2015، وتقلص الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 3.7 في المائة، ووصل التضخم إلى 17 في المائة، وخسر الروبل أكثر من نصف قيمته، ما يشكل ضربة قوية للدولة التي تستورد كل الأساسيات، من دواء وغذاء وتكنولوجيا أساسية لصناعاتها.
وبما أنه لا نهاية تلوح في الأفق لهذا الركود الاقتصادي، فإن الناتج الإجمالي المحلي مهدد بالسقوط بنسبة 1 في المائة إلى 3 في المائة في العام الجاري. ويبقى التضخم فوق نسبة 8 في المائة، واحتياطيات المال الموجودة للأوقات الصعبة قد تنفد بنهاية عام 2016.
أعاد بوتين للشعب الروسي الحنين إلى ماضي الإمبراطورية، وذلك من خلال حملات تضليله الإعلامي، والتي صورته كالقائد الذي سيقود نهضة روسيا وسيعيد أمجاد الاتحاد السوفييتي، كدولة لها احترامها حول العالم، ولها دورها والذي يكمن في أنها النظير الوحيد للولايات المتحدة الأمريكية الشريرة.
بوتين لن يترك سوريا، والتدخل الروسي في سوريا لم ينته بعد، ولم يدخل حتى في مرحلة بداية النهاية، بل إنها نهاية البداية وحسب.
الأكراد يعلنون نظاما فيدراليا شمال سوريا.. والخارجية السورية ترد: إعلان لا تأثير أو قيمة قانونية له
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أعلن الأكراد تأسيس منطقة شبه مستقلة تتكون من المناطق الخاضعة لسيطرتهم، الخميس، حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان. ويصف هذا الإعلان، تلك المناطق بالنظام الفيدرالي الذي يُطلق عليه اسم “روج آفا وكردستان السورية”، والذي يشمل مقاطعات كوباني في ريف حلب الشمالي، وعفرين الواقعة بريف حلب الغربي، والجزيرة بالحسكة.
وأخبر إدريس نعسان، نائب رئيس هيئة الخارجية في مقاطعة كوباني، شبكة CNN، أن المنطقة الفيدرالية تمت الموافقة عليها، ولكن حدودها ونوع الحكم لا زالا قيد النقاش، مؤكدا أن جميع الأعراق في المنطقة سوف تكون ممثلة في النظام.
شاهد.. فيديو تفصيلي عن الأحزاب الكردية.. دورها في الصراع القائم بالمنطقة وعلاقتها بتركيا وأمريكا وأوروبا
وردت وزارة الخارجية السورية على الإعلان في بيان، جاء فيه: “حكومة الجمهورية العربية السورية تحذر أي طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية تحت أي عنوان كان بمن في ذلك المجتمعون في مدينة الرميلان، محافظة الحسكة، لأن طرح موضوع الاتحاد أو الفيدرالية سيشكل مساساً بوحدة الأراضي السورية الأمر الذي يتناقض مع الدستور والمفاهيم الوطنية والقرارات الدولية.”
وأضاف البيان: “أي إعلان في هذا الاتجاه لا قيمة قانونية له ولن يكون له أي أثر قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي طالما أنه لا يعبّر عن إرادة كامل الشعب السوري بكل اتجاهاته السياسية وشرائحه المتمسكين جميعاً بوحدة بلادهم أرضاً وشعباً.”
مسؤولون أوروبيون يرحبون بالانسحاب الجزئي الروسي من سورية
بروكسل (17 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رحب كل من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، بقيام روسيا بسحب “جزء هام” من قواتها من سورية.
جاء هذا الموقف في معرض رد على سؤال طٌرح عليهما أثناء مؤتمر صحفي عقداه اليوم في بروكسل قبل ساعات من انطلاق أعمال القمة الأوروبية الرسمية، حيث أشارا إلى أن الاتحاد ينظر بـ”إيجابية” لما حدث، بالإضافة إلى “صمود” الهدنة منذ عدة أيام في سورية.
ولكن يونكر أبدى حذره من إمكانية أن يؤدي هذا الأمر إلى تخفيض عدد طالبي اللجوء السوريين الراغبين بالقدوم إلى أوروبا، ” رغم أن الإشارة الروسية إيجابية، ولكن من المبكر القول إذا ما كان الأمر سيؤدي إلى خفض عدد طالبي اللجوء”، وفق كلامه.
أما رئيس البرلمان الأوروبي، فقد بدا أكثر عمومية، فقال ” كل ما من شأنه أن ينجح جهود السلام، أمر مرحب به”.
وكانت المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، قد أكدت قبل أيام، أن أوروبا تنظر بإيجابية للانسحاب الروسي، الذي يأتي، برأيها في إطار تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالشأن السوري. ولكن كاترين ري، تحفظت على القول ما إذا كان الانسحاب الروسي، يشكل نجاحاً للدبلوماسية الأوروبية، مكتفية بالتأكيد على أن أي توجه نحو تخفيض العنف والتوتر يناسب الأوروبيين حتماً.
معارض: لن ينجح الأكراد بفرض رؤيتهم المنفردة للنظام السوري المقبل
روما (17 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد قيادي سوري معارض فشل أي تيار يحاول فرض رؤيته المنفردة لشكل النظام السوري وعلى رأسها الفيدرالية، وقال إن ما يقوم به” فريق صغير” من الأكراد سينعكس سلباً عليهم، وسيزيد من تفكك الوحدة الوطنية السورية
وقال المعارض السوري منصور أتاسي، أمين عام حزب اليسار السوري الديمقراطي، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أعتقد أنه لن يُكتب النجاح لأي قرار يأخذه أي فريق أو حزب أو تجمع يحاول من خلاله فرض رأيه حول شكل النظام السوري القادم، وقد يُعقّد الوضع بين الفريق المعني وباقي مكونات الحركة الوطنية، والفيدرالية التي يسعى فريق صغير من الأكراد لإعلانها لن تنجح بفرض شكل الدولة التي يريدها وستنعكس سلباً على المجموعات التي دعت للمؤتمر المنفرد، وسيزيد هذا التصرف من تفكك الوحدة الوطنية التي نحن بأمس الحاجة لتعزيزها”، وفق قوله
ويجتمع لليوم التالي على التوالي نحو 150شخصاً غالبيتهم من الأكراد سورية في منطقة رميلان، التي تضم مقر الحاكمية المشتركة لمقاطعة الجزيرة، القريبة من الحدود السورية العراقية التركية، بينهم ممثلي قوى كردية مختلفة كالإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية وقوات حماية المرأة الكردية ومجلس سورية الديمقراطية والمجلس الوطني الكردي وبعض العشائر والأحزاب غير الكردية الصغيرة، لمناقشة مسودة مشروع الفيدرالية، وسط توقعات أن يتم الإعلان عن المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سورية إقليماً موحداً في إطار فيدرالية سورية
ووفق استطلاع للرأي أجراه المرصد السوري لحقوق الإنسان على موقعه في وسائل التواصل الاجتماعي، فإن غالبية من المكون العربي يعارضون إنشاء فيدرالية في الشمال السوري، كونهم يعتبرونها خطوة على طريق الانفصال، فيما أيدت الأغلبية الساحقة من المكون الكردي قيام الفيدرالية في الشمال السوري، ومن المتوقع في أي لحظة أن يتم الإعلان عن فيدرالية الشمال السوري تحت اسم اتحاد شمال سورية الفيدرالي
ويجتمع النظام السوري والمعارضة في رفض فيدرالية كردية في شمال سورية، كما تجتمع تركيا وإيران على رفضها بشكل مطلق أيضاً، وهما الدولتان اللتان تضمان أكراداً يمكن أن تنتقل لهم التجربة السورية بالعدوى، فيما روّج المبعوث الأممي لسورية للفكرة بشكل كبير خلال الأشهر الستة الأخيرة، وأقنع روسيا والولايات المتحدة بأن الفيدرالية هي أحد أشكال الدولة التي يمكن أن تصلح لسورية المستقبل، وهو ما لقي صداً إيجابياً لدى روسيا وبشكل أقل لدى الولايات المتحدة
ويقول سوريون إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، الذي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، وبعد أن أطلق فكرة الإدارة الذاتية الكردية في منطقة الجزيرة السورية، ونفّذها بالقوة عبر تشكيل ميليشيات كردية صرفة تحت مسميات مختلفة كوحدات حماية الشعب وقوات حماية المرأة والأسايش، وتشكيله ما يشبه البرلمان والحكومة لهذه المنطقة، تعمّقت أفكار الحكم الذاتي والفيدرالية والانفصال لدى الشريحة العظمى من أكراد سورية، ورسّخها تحقيق هذه الميليشيات لانتصارات على الأرض بدعم من النظام وروسيا والتحالف الدولي
النظام والمعارضة في سورية يرفضان إعلان الأكراد للفيدرالية شمال البلاد
روما ( 17 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
تعليقا على إعلان جماعات كردية في سورية النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد، حذرت وزارة الخارجية السورية “أي طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية تحت أي عنوان كان بمن في ذلك المجتمعون في مدينة الرميلان محافظة الحسكة”. وبدوره، أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض رفضه لـ”أي محاولة لتشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري”
ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية عن مصدر في وزارة الخارجية التشديد على أن “طرح موضوع الاتحاد أو الفيدرالية سيشكل مساسا بوحدة الأراضي السورية الأمر الذي يتناقض مع الدستور والمفاهيم الوطنية والقرارات الدولية”. واعتبر المصدر أن “أي إعلان في هذا الاتجاه لا قيمة قانونية له ولن يكون له أي أثر قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي طالما أنه لا يعبر عن إرادة كامل الشعب السوري بكل اتجاهاته السياسية وشرائحه المتمسكين جميعا بوحدة بلادهم أرضا وشعبا”، حسبما نقلت عنه سانا
وأكد المصدر أن “المهمة الأساسية أمام شعبنا الآن هي مكافحة الإرهاب وأي ابتعاد عن هذا الهدف سيعتبر دعما للإرهاب ولكل من يريد إضعاف سورية والنيل من إرادة جيشها البطل في زحفه من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع الجمهورية العربية السورية”.
ولقد أعلن الائتلاف الوطني المعارض “التأكيد على أن مبادئ الثورة السورية تقوم على ضرورة التخلص من الاستبداد وإقامة دولة مدنية تعددية ديمقراطية تحفظ حقوق جميع السوريين على اختلاف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم”. وأضاف ” كما أن إزالة الظلم الذي أصاب أي فرد أو جماعة في ظل حكم عائلة الأسد، لا يتم من خلال تنفيذ مشاريع منفردة أو استباقية، بل بدعم خيار الحل السياسي الرامي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، تفتح الباب لبناء المستقبل من قبل جميع السوريين”.
وشدد الائتلاف على “إن تحديد شكل الدولة السورية، سواءً أكانت مركزية أو فدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده، أو جزء من الشعب، أو حزب أو فئة أو تيار، وإنما سيتقرر ذلك بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد، ثم من خلال الاستفتاء الشعبي”، حسبما جاء في بيان