أحداث الخميس 17 نيسان 2014
الطائرات الأردنية تدمّر آليات على الحدود مع سورية
باريس – رندة تقي الدين { عمان – تامر الصمادي
في حادث هوالأول من نوعه منذ بدء الأزمة السورية قبل ثلاث سنوات، أغارت طائرات سلاح الجو الملكي الأردني على عربات رباعية الدفع تردد أنها كانت تُقل مسلحين يحاولون اختراق الحدود الأردنية من الجانب السوري. وفيما وزّعت الحكومة الأردنية صوراً للعربات المدمرة والنار تشتعل فيها، أعلن الجيش السوري أنها لا تعود له.
وتزامن هذا الحادث الحدودي الذي استخدم فيه الأردن للمرة الأولى سلاح الجو لقصف أهداف داخل الأراضي السورية، مع استمرار الضغط الذي يمارسه النظام السوري على مواقع المعارضة على أطراف منطقة القلمون المحاذية للحدود مع لبنان وعلى أحياء حمص القديمة حيث تردد أن الجيش السوري يحقق تقدماً في جورة الشياح ووادي السايح وباب هود وجب الجندلي وباب السباع والقرابيص والوعر. (للمزيد)
سياسياً، كشف مصدر ديبلوماسي غربي لـ «الحياة» في باريس أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيلتقي المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف اليوم، مشيراً إلى احتمال حصول لقاء بين الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. لكن المصدر أكد أنه لن يكون هناك اجتماع ثلاثي بين ما لم تتوافر شروط عقد «جنيف٣» وحصل تغيير في الموقف الروسي لجهة إقناع النظام السوري بضرورة القبول بهيئة انتقالية للحكم وفق بيان «جنيف1». وأشار المصدر إلى أن كيري ولافروف سيعقدان اجتماعاً يتناول أزمة أوكرانيا لكنهما سيتطرقان أيضاً إلى الملف السوري.
والتقى سفير «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في فرنسا منذر ماخوس نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تحض المعارضة السورية على النأي بنفسها عن «المتطرفين».
وكان لافتاً أن الخارجية الروسية أصدرت بياناً اعتبرت فيه «أن تسليم أسلحة حديثة لمجموعات المعارضة في سورية يمثّل زعزعة للاستقرار ويعيق إيجاد حل سياسي للأزمة السورية». وصدر الموقف الروسي في ظل تقارير عن حصول المعارضة السورية على صواريخ أميركية مضادة للدبابات من طراز «تاو».
وفي بكين، بدأ رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا أمس زيارته الرسمية للصين بلقاء وزير الخارجية وانغ يي، في أول زيارة رسمية يقوم بها التكتل المعارض الى الدولة الحليفة لنظام الرئيس بشار الأسد. وأفادت الخارجية الصينية أن وزير الخارجية وانغ يي أكد للجربا دعم بكين التوصل إلى تسوية سياسية للصراع في سورية. ونقلت الوزارة عن وانغ قوله إن بلاده ما زالت على تواصل وحوار مع جميع الأطراف، كما نقلت عن الجربا قوله إن «الائتلاف» سعى للتوصل إلى حل سياسي و «إذا كانت الحكومة السورية جادة، فالائتلاف الوطني مستعد للانضمام إلى جولة ثالثة من المحادثات في جنيف».
وفي عمّان، أعلن الجيش الأردني، أمس، أن طائرات سلاح الجو الملكي «دمرت عدداً من الآليات، حاولت اجتياز الحدود السورية- الأردنية»، من دون إعطاء تفاصيل.
وقال بيان مقتضب أصدرته القوات المسلحة الأردنية ظهر أمس: «في حوالي الساعة العاشرة والنصف من صباح (أمس) الأربعاء، شوهد عدد من الآليات المموهة تحاول اجتياز الحدود السورية – الأردنية بطريقة غير مشروعة في منطقة جغرافية صعبة المسالك». وأضاف: «رغم التحذيرات المتكررة التي دأبت القيادة العامة للقوات المسلحة على التأكيد عليها، بأنها لن تسمح بأي خرق للحدود الأردنية – السورية، فقد قام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بتوجيه رميات تحذيرية لهذه الآليات، إلا أنها لم تمتثل لذلك وواصلت سيرها، حيث تم تطبيق قواعد الاشتباك المعروفة وتدميرها».
ولم يقدم البيان العسكري أي تفاصيل إضافية. لكن مصدراً عسكرياً رفيع المستوى قال لـ «الحياة» إن «طائرات سلاح الجو الملكي دمرت 4 مركبات من نوع رباعية الدفع أثناء محاولتها العبور الى الأردن قادمة من سورية، بعدما رفض من فيها الامتثال لنداءات حرس الحدود الأردني». وأضاف أن «عملية القصف تمت داخل الحدود السورية، وأن بعض من كان داخل المركبات قفز منها قبل عملية التفجير، ولا يعرف العدد الحقيقي لمن قضوا إثر التدمير».
وتابع أن «المركبات المدمرة غالباً ما تستخدمها عصابات التهريب القادمة من سورية إلى الأردن»، لكن مصدراً حكومياً آخر لم يستبعد وقوف النظام السوري وراء هذه المركبات، أو أن يكون الهدف منها تنفيذ عمليات ما داخل الأرض الأردنية، كما قال.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الحكومية (سانا) عن مصدر عسكري سوري أمس إنه «لم تتحرك أي آليات أو مدرعات تابعة للجيش العربي السوري باتجاه الحدود الأردنية، وبالتالي ما تم استهدافه من قبل سلاح الجو الأردني لا يتبع الجيش العربي السوري».
ووصف عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف الوطني السوري» خالد الناصر، في بيان وزعه «الإئتلاف» مساء أمس، «اعتداء نظام الأسد على حدود المملكة الأردنية ومحاولته بآلياته ومدرعاته اجتياز الحدود بين البلدين»، بأنه «محاولة مفضوحة من محاولات النظام لتصدير أزمته ومشاكله التي يعاني منها إلى دول الجوار، وهي محاولة منه للهروب إلى الأمام وخلق مشكلة إقليمية تشمل عموم المنطقة».
النازحون من معلولا الى دمشق يشكون قلة فرص العمل
دمشق – أ ف ب
يحلم نازحون من معلولا التي تركت المعارك آثارها المدمرة على منازلها ومعالمها، بالعودة الى بلدتهم الأثرية شمال دمشق، بعد استعادة القوات النظامية السورية السيطرة عليها هذا الاسبوع.
ويبدي النازحون من هذه البلدة المسيحية، والذين يقيمون حاليا في دمشق، رغبة في تمضية عيد الفصح الذي يصادف نهاية الاسبوع، في بلدتهم، الا انهم يقرون بصعوبة ذلك حاليا.
وكانت القوات النظامية، مدعومة بعناصر “حزب الله”، سيطرت الاثنين الماضي على البلدة الواقعة على مسافة 55 كلم الى الشمال من دمشق، لكن البلدة اشبه بمدينة اشباح حيث لا ماء ولا كهرباء.
وفي احد ازقة حي باب توما الدمشقي، يقول فادي ميال (42 عاما): “في دمشق، العلاقات الاجتماعية والحياة تختلف عن معلولا حيث الجميع يعرفون بعضهم البعض. اما هنا (في العاصمة)، فلا يوجد الكثير من فرص العمل حاليا بسبب الازمة” التي تعصف بالبلاد منذ منتصف آذار (مارس) 2011.
ويؤكد هذا الرجل الذي عمل كمتعهد في مجال البناء، انه شاهد في شريط مصور بث على موقع “يوتيوب”، منزله في معلولا يحترق. واضاف ان المقاتلين المعارضين الذين كانوا يسيطرون على البلدة، اقدموا على ذلك لانه كان يرفع في داخل المنزل صورة للرئيس السوري بشار الاسد.
وتعد معلولا التي تعرف بأديرتها ومغاورها المحفورة في الجبال الصخرية المحيطة بها، من اقدم البلدات المسيحية. وهي الوحيدة في العالم التي ما زال سكانها، وغالبيتهم من الكاثوليك، ينطقون بالآرامية، لغة المسيح.
وتعرب انطوانيت نصرالله عن “فرحتها العارمة” بسيطرة القوات السورية على البلدة، مبدية في الوقت نفسه حزنها “بسبب الدمار الذي تعرضت له الكنائس” في البلدة. وتضيف هذه السيدة البالغة من العمر 35 عاماً “نريد ان نمضي الصيف المقبل في البلدة”، مشيرة الى ان “الاحتفال بعيد الصليب في معلولا في 14 ايلول (سبتمبر) بات اشبه بالحلم”.
وتتابع “اتمنى من كل قلبي ان يعود الوضع الى سابق عهده. نخشى ان ننسى الآرامية. لا نعرف متى يمكننا العودة الى منازلنا”.
ويؤكد دياب بخيت، وهو صاحب مهنة حرة يبلغ من العمر 62 عاما، ان “المنازل دمرت، وبعضها احرق”.
ورأى مراسل لوكالة “فرانس برس” دخل معلولا الاثنين، آثارا للمعارك في العديد من المنازل والكنائس. وشاهد آثار القذائف على جدران دير مار سركيس وباخوس، في حين تعرضت بعض الايقونات ومحتويات الدير للبعثرة.
وكانت البلدة التي قارب عدد سكانها الخمسة آلاف شخص، قبلة للسياحة الدينية لمسيحيي الشرق الاوسط، لا سيما اثناء احتفالات عيد الصليب.
الا ان هذه الاحتفالات التقليدية غابت عن البلدة هذا الصيف، بعد سيطرة مقاتلين معارضين بينهم اسلاميون متشددون عليها في التاسع من ايلول (سبتمبر). وتمكنت القوات النظامية بعد ايام من استعادة البلدة، ليعود مقاتلو المعارضة ويسيطرون عليها بشكل كامل في كانون الاول (ديسمبر). ودفعت هذه الحوادث كل سكان البلدة للنزوح عنها.
حملة تركية لمساعدة اللاجئين السوريين
اسطنبول – الأناضول
وصلت إلى منطقة نزيب التابعة لولاية غازي عنتاب جنوب تركيا 24 شاحنة مساعدات إنسانية تم جمعها من خلال حملة “أنا بحاجة إليك”، التي تقام في تركيا لصالح مساعدة الشعب السوري.
وأوضح منسق المساعدات الداخلية في جمعية خيركية تدعى “هل من أحد؟” أمين جولخان أوغلو أن “المساعدات الإنسانية وصلتهم من كافة أنحاء تركيا”، مشيراً إلى أن جمعيته “تواصل العمل على مساعدة السوريين المقيمين في العديد من المدن والمناطق التركية”.
وأكد أوغلو أن المساعدات التي وصلت إلى منطقة نزيب “تتضمن 200 طن من الدقيق وأكثر من 40 طناً من مادة الحليب، وما يزيد عن 100 طن من المواد الغذائية، إضافة إلى حفاضات أطفال”.
وأشار أوغلو إلى أن “مواد المساعدات الإنسانية سيتم توزيعها على السوريين المقيمين خارج المخيمات وبإمكاناتهم الشخصية في كل من غازي عنتاب وهطاي وكليس”.
سلاح الجو الأردني دمّر آليات لدى عبورها الحدود من سوريا
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
في خطوة هي الاولى من نوعها منذ نشوب النزاع في سوريا قبل أكثر من ثلاث سنوات، دمرت طائرات سلاح الجو الملكي الاردني آليات حاولت اجتياز الحدود من سوريا الى الاردن. وفيما اعلنت سوريا ان هذه الآليات لا تنتمي الى الجيش العربي السوري، وصف الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية محمد المومني من كانوا على متن تلك الآليات بانهم من “المتسللين” او “مهربي الاسلحة”. ومع تطور الحرب في اتجاه الحدود الاردنية، واصل الجيش السوري النظامي عملياته العسكرية في احياء حمص القديمة المحاصرة، مع تكثيف الطائرات الحربية غاراتها على بلدات المليحة ودوما ودرايا في الغوطة قرب دمشق.
واتهم ناشطون في المعارضة السورية القوات النظامية بشن هجوم جديد بالغاز السام في دمشق ونشروا لقطات لأربعة رجال يعالجون على أيدي مسعفين. وقالوا إن الهجوم الكيميائي، وهو الرابع تتحدث عنه المعارضة هذا الشهر، حصل في ضاحية حرستا. وظهر أحد الرجال وهو يتقيأ على ما يبدو ويرتجف ويئن أثناء علاجه.
من جهة اخرى، أكد مدير منظمة حظر الاسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو الذي يزور موسكو حالياً أن سحب الترسانة الكيميائية السورية سينجز بحلول 27 نيسان الجاري. وقال لموقع “شام برس” الإخباري السوري: “لقد اضطررنا الى تأجيل موعد إنجاز برنامجنا، إلا أننا نرى حاليا أن خزانات المواد الكيميائية تخضع كليا لسيطرة الحكومة السورية”، لافتا إلى أنه ليس لأية جهة خارجية منفذ إلى تلك الأماكن. وأمل أن يستمر نقل المواد الكيميائية بشكل آمن من الأراضي السورية. والتقى أوزومجو الاثنين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وغداة ظهور صواريخ اميركية الصنع من طراز “تاو” المضاد للدبابات مع بعض مقاتلي المعارضة، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن “قلق موسكو الشديد من احتمال وقوع المنظومات المضادة للدبابات في أيدي الإرهابيين الذين قد يستخدمونها ضد المدنيين في سوريا”. وأشارت إلى أن المواجهة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في سوريا شهدت تصعيداً خطيراً مع تقارير إعلامية عن وقوع منظومات صاروخية أميركية مضادة للدبابات من طراز “بي جي إم – 71 تاو” في أيدي المسلحين السوريين، ومنهم عناصر جماعة “حركة حزم” التي حصلت من مصادر غربية على أكثر من 20 منظومة من هذا النوع، واجتاز مسلحوها تدريبا خاصا على استعمال هذا السلاح.
ولاحظت الوزارة في هذا المجال أنه إذا كانت الإدارة الأميركية سمحت بتسليم المجموعات السورية المعارضة هذه المنظومات، فذلك يخالف تصريحاتها عن تمسك واشنطن بالتسوية السياسية في سوريا ومنع تصعيد النزاع الراهن. وأكدت في كل حال ان توريدات المنظومات المشار إليها من “مصادر أخرى” كان مستحيلاً من دون موافقة السلطات الأميركية، نظرا الى القيود التي تفرضها التشريعات في الولايات المتحدة في مجال تصدير الأسلحة.
بوتين يهنئ الأسد
في غضون ذلك، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد برقية تهنئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مناسبة عيد الجلاء أعرب فيها عن ثقته بأن “الاستمرار في توطيد علاقات الصداقة التقليدية بين روسيا وسوريا والتعاون الثنائي البنّاء سيساهم في تأمين الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط”، متمنياً دوام الصحة والنجاح والتوفيق للرئيس الأسد وللشعب السوري السلام والرفاهية.
غارة جوية أردنية على مسلحين سوريين
تحول في مصالح المملكة ام انقلاب السحر على الساحر؟
محمد بلوط
هل هناك تحول في الموقف الأردني من المعارضة السورية المسلحة، بعد تدمير سلاح الجو الأردني آليات حاولت عبور الحدود السورية باتجاه الأردن؟
لا ينبغي التسرّع في إطلاق الأحكام على انقلاب في الموقف الأردني من عمليات المعارضة السورية المسلّحة، خصوصا أن عشرات الآليات لا تزال تنطلق بالاتجاه المعاكس، من الأراضي الأردنية باتجاه سوريا، وبرعاية الاستخبارات الأردنية.
لكن تدخل سلاح الطيران الأردني لتدمير آليات كانت تنقل أسلحة إلى الداخل الأردني، يعني انقطاع حبل الثقة بين الجماعات التي تسيطر عليها وتموّلها غرف العمليات المشتركة في عمان، من استخبارات سعودية وأردنية وأميركية، وأن هذه الجماعات لم تعد تحترم الاتفاق المعقود معها بتوجيه أسلحتها، وتهريبها نحو الداخل السوري فقط.
وكان بيان عسكري أردني ذكر أنه “عند الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم (أمس) شوهد عدد من الآليات المموّهة تحاول اجتياز الحدود السورية ـ الأردنية وبطريقة غير مشروعة، وفي منطقة جغرافية صعبة المسالك، وأن عددا من طائرات سلاح الجو الأردني قام بتوجيه رميات تحذيرية لهذه الآليات، إلا أنها لم تمتثل لذلك، وواصلت سيرها حيث تم تطبيق قواعد الاشتباك المعروفة وتدمير هذه الآليات”.
ونفى الجيش السوري أي صلة له بتلك الآليات. وقال مصدر عسكري، لوكالة الأنباء السورية (سانا)، إنه “لم تتحرك أي آليات أو مدرعات تابعة للجيش السوري باتجاه الحدود الأردنية، وبالتالي ما تم استهدافه من قبل سلاح الجو الأردني لا يتبع للجيش السوري”، فيما أصدرت “فرقة المغاوير الأولى”، التابعة لـ”الجيش الحر في الجبهة الجنوبية”، بيانا، ذكرت فيه أن “الآليات المدمَّرة تعود إلى الجيش السوري”.
ولا ينطوي الحادث على انقلاب السحر على الساحر، لكنه يشير أولا إلى تعاظم انتقال الجماعات المسلحة التي زرعت في درعا، بالاتجاه المعاكس، نحو الداخل الأردني وتصريف فائض السلاح الذي تم إدخاله في الأشهر الأخيرة، تمهيدا لعملية عسكرية واسعة ضد دمشق. ويشير تباعا إلى تفكك الجبهة الجنوبية للمعارضة المسلحة، التي شاركت عمان في بناء خطوط عملياتها، تحت ضغوط سعودية وأميركية، ولقاء تسهيل مساعدات مالية خليجية يحتاجها الأردن.
وتقول مصادر سورية إن الآليات التي دمّرها الطيران الأردني كانت عائدة نحو الأردن بعد أن أفرغت حمولتها من الأسلحة التي نقلتها إلى الأراضي السورية. وتعلل المصادر هذا الهجوم بأنه رد أردني على ابتزاز بعض الجماعات المسلّحة لعمان لدفعها إلى تسهيل نقل المزيد من الأسلحة نحو الجبهة الجنوبية في سوريا من قبل الفصائل المرتبطة بمن خطفوا سفيرها في ليبيا فواز العيطان قبل ثلاثة أيام.
ويعد تكاثر عمليات تهريب الأسلحة باتجاه الأردن، فشلا لحليف الاستخبارات الأردنية في المنطقة “أمير جبهة النصرة” بشار الزعبي، الذي يعد أقوى رجل للمعارضة المسلّحة في الجنوب السوري، وقائد أقوى فصيل مسلّح فيه.
وكانت الآليات، التي كانت تقترب من منطقة الرويشد عند تدميرها، تعبر في منطقة يسيطر عليها الزعبي، “أمير النصرة” في الجناح الجنوبي الشرقي لحوران، حليف الاستخبارات الأردنية والسعودية في هذه المنطقة، فيما يقود أبو المثنى، “إمارة النصرة” في القاطع الجنوب الغربي لحوران. ولعب الأردنيون دورا كبيرا في التقريب بين الزعبي وبين الاستخبارات السعودية، خلال اللقاء الذي نظم في الخريف الماضي بين نائب وزير الدفاع السعودي سلمان بن سلطان، المشرف على الجبهة الجنوبية السورية من فندق أردني. وجاء الزعبي برفقة زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني.
وكان الزعبي بدأ عمله في “لواء الفلوجة” في حوران، وجنّد في صفوفه أبناء بلدته الطيبة، والمسيفرة، والجيزة. والزعبي، سائق الشاحنة السابق والمهرّب بين سوريا والسعودية، نجح بالصعود في صفوف “الجيش الحر”، وبرز نجمه بعد مقتل رئيس “المجلس العسكري للجيش الحر” في درعا المقدم ياسر العبود.
وفرض الأردنيون الزعبي على رأس “النصرة” في المنطقة لضبط تحرك السلفيين الأردنيين في حوران، وتقليص نفوذهم على الجبهة الجنوبية. وقتل ثلاثة “أمراء لجبهة النصرة” في المنطقة في عام واحد، أتوا جميعا من التيار السلفي الأردني، الذي يقاتل أكثر من ألفي “جهادي” منه في سوريا، فقتل أولا إياد الطوباسي، وتبعه مصطفى عبد اللطيف يحيى، فمحمد الحيارى الذي قتل في 19 كانون الأول الماضي.
ويقول مصدر ديبلوماسي روسي، في باريس، إن الأردنيين بدأوا مراجعة إستراتيجيتهم في الجنوب السوري، مع استعادة السوريين المبادرة عسكريا على الأرض.
ويضيف المصدر أن الملك الأردني عبدالله الثاني ابلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته إلى موسكو الأربعاء الماضي، أن الأردن لن يخوض أي معركة على الجبهة الجنوبية السورية، وأن الأردن لم يتفق مع أحد للمشاركة في تلك المعركة.
وقال الديبلوماسي الروسي إن بوتين ابلغ الزائر الأردني أن بلاده لن تقبل بأي تدخل عسكري في سوريا، وحذر من خطورة فتح الجبهة الجنوبية السورية، وأن موسكو ستقف مع دمشق إذا ما وجدت نفسها إزاء هجومين منسقين في الشمال والجنوب.
وقال الديبلوماسي الروسي إن الأردنيين كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون الاستمرار في دعم المعارضة المسلّحة، من خط لوجستي ثان، لكنهم أمام احتمالات فتح الجبهة الجنوبية، وجدوا أنفسهم في الخط الأول للهجوم على جارهم السوري، وهو ما كانوا يخشونه على الدوام. ويضيف أن الأردنيين رأوا أن الضمانات التي أعلن عنها الأميركيون لحماية الأردن، ليست كافية، لحمايته من ردود الأفعال على الأمن الداخلي.
وتدليلا على تعهدهم في موسكو تهدئة الجبهة الجنوبية، تدخلت الاستخبارات الأردنية الأسبوع الماضي في غرفة عمليات حوران، ومنعت شن عملية تشعل الجبهة الجنوبية، حول درعا بالتزامن مع العملية التي كانت غرفة عمليات “أهل الشام” في حلب قد بدأتها في غرب المدينة ضد مقر الاستخبارات الجوية في حي الزهراء.
وكان من المنتظر أن يقوم “اللواء الأخير للجيش الحر” في درعا، وهو “شهداء اليرموك”، بتنظيم عملية واسعة بقيادة العميد عبدالله القراعزة، ضد مقر الاستخبارات الجوية، عند وادي الزايدي، على مدخل درعا. وكانت “ساعة الصفر” حددت الأحد الماضي، على أن يشارك في الهجوم على المقر، لواء من “جبهة ثوار سوريا” وكتائب من “جبهة النصرة”، قبل أن يقرر الأردنيون، مع ملكهم، أن الظروف لم تعد تسمح بشن تلك العملية.
المخاطر تتزايد.. وسوريا الحدث المركزي
حلمي موسى
نقل المعلق العسكري لموقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية الإلكتروني، رون بن يشاي، تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية للعام الحالي، والتي تشدد على ضرورة “الاستعداد لمواجهة أمر قد يصل من أي مكان من دون إنذار ليشعل ناراً كبيرة”.
وفي تقرير موسع عن تقديرات قادة القطاعات في شعبة الاستخبارات العسكرية لمناسبة “عيد الفصح اليهودي” نشر بن يشاي ما يعتبر الخامة الأولية للتقديرات العامة.
وبعد عرض التقديرات بشأن الاحتمالات السياسية والعسكرية في فلسطين المحتلة، ركز التقرير على الوضع في سيناء منتظراً تطورات حاسمة في العام القريب. لكن الخطر الجوهري الذي تقدر إسرائيل تعرضها له هو ما صارت تسميه بـ”الهلال الجهادي” الذي لا بد سيتأثر الأردن به جراء ما يجري أساساً في سوريا ولبنان والعراق.
وفي هذا السياق، يدور الحديث عن “ثورة” في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أحدثت “قفزات” نوعية وكمية في الأداء خصوصاً السعي لعدم المساس “بغير الضالعين”، ما يزيد العمل الاستخباري تعقيداً، وفق بن يشاي.
ويظهر رجال الاستخبارات أن المصاعب الناجمة عن وفرة المعلومات صارت تضاهي المصاعب الناجمة عن ندرتها، خصوصا أن الوفرة أصبحت تعني “تفجيراً” للمعلومات.
وقد دخل إلى المعركة الاستخبارية أيضاً البعد السايبيري عبر شبكة الإنترنت. وصارت هذه المعركة جوهرية بشكل متزايد مع انضمام المزيد والمزيد من المنظومات العامة المدنية والعسكرية إلى الشبكة.
سوريا الحدث المركزي
يشدد مسؤول ملف سوريا ولبنان في الاستخبارات “روعي” على أن الحدث الأهم في العام الماضي، هو مشاركة “حزب الله” في القتال الدائر في سوريا بقوة كبيرة، برغم مشاركته المحدودة قبل ذلك.
ويوضح أن الأشهر القريبة أو العام المقبل ستبين العواقب والآثار الناجمة عن هذا التدخل على استقرار الأوضاع داخل لبنان. ويعتبر “روعي” أن استقرار لبنان أمر هام لأن تفكك النظام اللبناني ينطوي بالضرورة على مخاطر تغيير إقليمي أشد إثارة وله انعكاسات على إسرائيل.
ويقول “روعي” إن قسماً كبيراً من ظواهر “الجهاد العالمي” الموجودة في سوريا تنزلق إلى لبنان. ولبنان يعد أربعة ملايين نسمة أضيف له مليون لاجئ سوري بينهم مئات آلاف اللاجئين السنّة الذين يغيّرون التوازن الديموغرافي القائم.
لكن ما يهم “روعي” أساساً هو ظاهرة “الجهاد المقاتل”، “الجهاد السلفي” الذي دخل إلى لبنان وبات ينفذ فيه عمليات لم يسبق لها مثيل. فمن كان يظن أن السيارات الملغومة ستنفجر قرب السفارة الإيرانية في قلب بيروت؟ من كان يظن أن الصواريخ ستطلق نحو بلدات شيعية في البقاع… من كان يجرؤ على فعل ذلك لـ”حزب الله”؟
ويؤمن “روعي” أن تسلل “الجهاد العالمي” إلى مناطق قريبة من حدود إسرائيل يرفع بالتأكيد مستوى الخطر. هذا يتعلق بالجبهة الشمالية عموماً وبالتأكيد على الحدود مع لبنان، وهي الحدود التي كانت مستقرة إلى وقت قريب. وقد بدأت إسرائيل تلحظ محاولات للاحتكاك مع قواتها بالمعنى الواسع في الجبهة الشمالية، هضبة الجولان ومزارع شبعا والأمر مؤهل للتوسع.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان تأييد الطائفة الشيعية لـ”حزب الله” قد تراجع إثر سقوط المئات من الشهداء في سوريا يقول “روعي”: “على الأقل وفق انطباعاتنا، فإن الرابط بين حزب الله والطائفة التي ينتمي إليها ويستند عليها، لا يزال وثيقاً وقوياً”.
أما عن المشاكل الاقتصادية التي يواجهها “حزب الله”، فهذه “مؤكدة. مشاكل ميزانية. كما يحدث لنا جميعاً. فالعقوبات المفروضة على إيران، والدعم الإيراني للنظام السوري والحرب في سوريا جميعها تقضم من ميزانية حزب الله”.
القطاع الإقليمي
أما “دودي” مسؤول القطاع الإقليمي فيقول إن المشكلة أولاً وقبل كل شيء هي انعدام قدرة الحكم الشائعة في المنطقة بشكل بارز. وهذا يتجلى على المستوى الأدنى للأمن الشخصي للمواطنين، وأيضاً حينما لا تعود السلطة الحاكمة قادرة على تلبية الاحتياجات الاقتصادية، ما يقود إلى تذمر وهيجان يدفعان نحو العنف. وثمة دول قريبة من الانهيار. سواء كان ذلك في سوريا، ليبيا أو العراق أو في مناطق داخل دول مثل سيناء التي يتعذر فرض النظام فيها. ويقول هذا مفترق واضح جداً.
وهناك أيضاً الشرخ السني-الشيعي. وفي نظره، كان هذا الشرخ قائماً دائماً وأبداً ولكنه غدا الآن بالغ الأهمية. وهو ليس فقط شرخاً دينياً في جوهره، بل هو إستراتيجي أيضاً. ومثلاً، إلى جانب الطرفين المتحاربين في سوريا نرى لاعبين كبارا من الجانبين، مثلاً إيران والسعودية تتبادلان الضربات.
أما الموضوع الثالث، فهو صعود ثم ضعف الإسلام السياسي. وقد برزت هذه الظاهرة جداً في مصر مع صعود “الإخوان المسلمين” ثم سقوطهم بعد عام. ولكن هناك حركات إضافية لها أجندة سياسية وأيديولوجية دينية اجتماعية، وقد ضعف ميل هذه الحركات للصعود.
وفي نظر “دودي” فإن هذه الظواهر الثلاث تؤدي إلى انتشار وتعاظم “الجهاد العالمي” بشكل لم يسبق له مثيل، ما يشكل خطراً مباشراً على إسرائيل.
وهنا يشير بن يشاي إلى أن “دودي” لا يقول ذلك صراحة، ولكن حركة حماس أيضاً تنتمي إلى تيار الإسلام السياسي، وأن إسرائيل تخشى أنه إذا ما استمر ضعف هذه الحركة في غزة يمكن أن يحدث تطرفاً هناك أيضاً، وهو ما يحدث فعلاً.
ومع ذلك يرى “دودي” أن هناك من يزعم أن خطر “الجهاد العالمي” سوف يتآكل في نهاية المطاف نتيجة الصراعات والحروب الداخلية كما يحدث في سوريا. ولكن هذه المقاربة تقلل من حدة الخطر.
إلا أن “دودي” يعتبر أن إسرائيل تشكل قاسماً مشتركاً بين هذه القوى يمكن أن تتوحد من جديد في سبيل محاربته. وحينها ستغدو إسرائيل المتضرر الرئيس من هذه القوى، وحتى عندما يتصادم “جهاديون” مع “جهاديين” فإن إسرائيل – بحسب “دودي” – يمكن أن تجد نفسها داخل المعادلة.
ولكن في ظل “الهزة” القائمة في المنطقة والصراعات الواضحة وغير الواضحة والرئيسة والثانوية، يجد “دودي” نفسه في وضع ليس متأكداً فيه من امتلاكه أي جواب حول وجهة تطور الأحداث في المنطقة.
فقسم من دول الخليج، بحسب “دودي”، يعارض القصة الإيرانية، لكنه أيضاً يعارض “الإخوان المسلمين”، وهذا يقود إلى كل الصراعات التي أشار إليها. “ليس هناك سبيل واحد لوصف ذلك لأننا إذا حاولنا الإمساك بالأمر من زاوية واحدة قد نضيع تعقيدات المسألة. والخلاصة هي أن على إسرائيل العمل في بيئة انعدام اليقين وانعدام الاستقرار”.
ويحذر “دودي” ممن يقولون إن مستوى الأمن في إسرائيل ازداد بسبب أن النظام الإقليمي بات ضعيفاً وممزقاً بالصراعات. وهو يقول إنه في وضع كهذا تزداد احتمالات سيناريوهات التصعيد وهو ما ليس في صالح إسرائيل.
ويرفض “دودي” التنبؤ بما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد سيصمد حتى العام المقبل أم لا. وهو يقول إن “هذا سؤال غير صحيح حينما تكون البيئة غير مستقرة. وينبغي التعامل مع الأمر بشكل مغاير: في وضع عدم اليقين نحن بحاجة إلى بناء سيناريوهات تسمح لصناع القرار بفهم الظروف والاستعداد لأوضاع يمكن أن تطرأ، وعدم التنبؤ بما سيحدث. لذلك فإننا لا نحاول القول إنه سيصمد أو لا يصمد”.
ويشدد “دودي” على أن في إيران صراعاً قوياً بين الرئيس حسن روحاني ومعسكر قادة الحرس الثوري وآيات الله المحافظين. وسوف تؤثر نتائج هذا الصراع ليس فقط على المسألة النووية وإنما أيضاً على دعم إيران لـ”الإرهاب”.
ويؤكد أن من السابق لأوانه تقدير من سينتصر في هذا الصراع ولكنه يشير إلى تغيير في استراتيجية القيادة الإيرانية وإسرائيل تستعد لمواجهة ليس التغييرات الهامشية وحسب وإنما التغييرات الجوهرية أيضا. وقال إن الجيش الإسرائيلي يواصل الاستعداد لمواجهة كل الخيارات في إطار استعداداته ضمن ما يعرف باستعدادات ما بين الحربين. ولذلك فإن ضبط سفينة “كلوز سي” ليس سوى مثال واحد من أمثلة كثيرة. عموماً يركز على أن من الوهم الاعتقاد بأن إيران باتت الآن دولة ساعية إلى السلام.
خلاصة
يخلص بن يشاي من حواره مع قادة القطاعات الأربعة في الاستخبارات الإسرائيلية إلى انطباع بأن أحداً لا يلحظ أي تحول مرتقب في العام المقبل. وأن ما سيحدث هو تقريباً نفس ما يحدث حتى الآن. ولذلك يؤكد رئيس ملف فلسطين هذه الخلاصة ويقول إن استمرار الوضع الراهن مرتبط أيضاً بسلوك إسرائيل في الضفة والقطاع حيث الوضع هش والاقتصاد عامل هام.
لكن “دودي”، رئيس الملف الإقليمي، يعتقد أن هناك أربعة أحداث أثرت على الواقع، بينها عودة النظام “السابق” إلى الحكم في مصر واتفاق نزع السلاح الكيميائي من سوريا وكذلك اتفاق الغرب مع إيران في الشأن النووي واستمرار المفاوضات مع الفلسطينيين. كل هذه السيرورات هشة جداً، لكن يجوز جداً أن تستمر وتمدد نفسها في صيغ مؤقتة وليست بالضرورة دائمة.
ومع ذلك، ثمة من يعتقد أن كل التطورات أحدثت توازناً نسبياً جديداً في الشرق الأوسط، خلق نوعاً من الاستقرار النسبي المؤقت ولكن انعدام اليقين سيتواصل، وهو ما يستدعي من إسرائيل جاهزية على مدار الساعة. ومحظور على إسرائيل الاعتقاد أن الواقع الراهن حل المشاكل التي كانت، وأن العاصفة سوف تقفز عن إسرائيل.
قائد لواء مغاوير حوران لـ’القدس العربي’: المركبات لمهربين وليست للنظام او الثوار
طائرات حربية اردنية تدمر آليات حاولت اجتياز الحدود من سوريا
عمان ـ انطاكيا ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين ووائل عصام : دمرت طائرات سلاح الجو الملكي الاردني الاربعاء آليات حاولت اجتياز الحدود من سوريا الى الاردن، في خطوة هي الاولى من نوعها منذ اندلاع النزاع في الجارة الشمالية قبل ثلاثة اعوام.
وفيما اعلنت سوريا ان هذه الآليات لا تنتمي للجيش السوري، وصف الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية من كانوا على متن تلك الاليات بانهم من ‘المتسللين’ او ‘مهربي الاسلحة’.
وافاد بيان القوات المسلحة الاردنية الذي نشر على موقعها الالكتروني ان ‘ طائرات من سلاح الجو الملكي الأردني قامت بتدمير عدد من الأليات حاولت اجتياز الحدود الأردنية السورية’.
من جهتها، اعلنت دمشق ان الآليات التي دمرتها طائرات سلاح الجو الاردني غير تابعة للجيش السوري، وذلك بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي.
ولا يمكن قراءة التطور الكبير في مسرح العمليات على الحدود الأردنية السورية صباح الأربعاء بمعزل عن قرار سياسي أردني يبدو أنه اتخذ فعلا بصمت ووراء الكواليس، وفكرته توجيه رسالة واضحة الملامح للتشكيلات العسكرية المسلحة في محيط مدينة درعا شمالي الأردن.
هذه الرسالة تقول لجبهة النصرة تحديدا ان الفرصة غير متاحة لاستخدام الأراضي الأردنية كملاذ أو الهروب إليها في حال الاشتباك العسكري مع نظام بشار.
وتقول الرسالة لبعض تشكيلات الجيش السوري الحر إن النشاطات المتعلقة بتهريب السلاح والذخائر وأحيانا المخدرات رفع في وجهها الفيتو الآن وسيستخدم ضدها عند الضرورة سلاح الجو الملكي الذي يستطيع ببعض التقنيات معالجة مفاصل التهريب الذكية في بعض المناطق الوعرة.
نفس الرسالة تقول لبشار الأسد ضمنيا إن مهلة انتظار عودة جيشه النظامي الى درعا انتهت وان الأردن مستعد ولأول مرة لإطلاق الرصاص عملياتيا داخل حدود سوريا مادام الأمن الحدودي والوطني الأردني تحت التهديد.
قال العقيد عبد الله الاسعد قائد لواء مغاوير حوران ان المركبات التي قام سلاح الجو الاردني بقصفها هي لمهربين جاءوا من منطقة وعرة في منطقة قرب الرويشد، وقامت القوات الاردنية بتحذيرها قبل قصفها ، وانها غير تابعة للمعارضة المسلحة او للنظام.
ولكن الاسعد الذي كان يتحدث لـ’القدس العربي’ عبر هاتفه عند الحدود الاردنية السورية لم يستبعد ان تكون مجموعات المهربين على علاقة بالنظام السوري قائلا ‘منذ فترة يسعى النظام لافساد وتوتير العلاقات بين مجموعات الثوار والحكومة الاردنية عبر افتعال ازمات وخروقات امنية بهدف عرقلة تقديم الاغاثة للمناطق المعارضة في درعا، ووقف التعاون مع الاردن في عمليات الاغاثة والاسعاف واللاجئين’.
ونبه الاسعد ان منطقة الرويشد هي منطقة حساسة ومعتمدة من قبل حرس الحدود الاردني لاستقبال اللاجئين لذلك لا يمكن القبول باي خرق امني فيها من قبل كتائب المعارضة.
وتحدثت ‘القدس العربي’ الى الناشط انس حربات من ‘مكتب الشهيد حسام العياش للتوثيق’ في درعا، حيث اكد ان العلاقات بين قوات المعارضة والجانب الاردني جيدة وان هناك تنسيقا دائما، موضحا ‘من ثلاث سنوات لم تقع اي حادثة كهذه لان هناك تنسيقا جيدا بين مركبات الثوار وحرس الحدود الاردني فيما يخص الاغاثة والمساعدات الانسانية’. وعاد للتوضيح ان المركبات هي سيارات دفع رباعي مموهة لمهربين.
كما اكد الصحافي محمد بلوط ان الكتائب في المناطق التابعة للمعارضة يقلقها نشاط المهربين ، وتنسق مجموعات المعارضة مع حرس الحدود الاردني لضبط الحدود.
وكانت الحكومة الاردنية قد اعلنت في بيان لها استهداف سلاحها الجوي لمركبات حاولت عبور الحدود الاردنية، موضحة انها قامت بتحذير تلك المركبات قبل قصفها، من دون الافصاح عن كونها تابعة للنظام او للمعارضة او لاي جهة اخرى.
تحت تهديد الاغتصاب.. عقيدان من قادة الجبهات سلّما نفسيهما للنظام السوري
علاء وليد- الأناضول: كشف قيادي في هيئة أركان الجيش السوري الحر الخميس، عن أن قائدان عسكريان بارزان من جبهة حمص (وسط) سلّما نفسيهما مؤخراً لقوات النظام، بعد اعتقال الأخيرة لعائلتيهما وتهديدهما باغتصاب النساء وقتل الأطفال.
وفي تصريح لوكالة (الأناضول) قال العقيد فاتح حسون قائد جبهة حمص التابعة لهيئة أركان الجيش الحر، إن قائدان عسكريان تابعان للهيئة في ريف حمص الغربي (استعادت قوات النظام السيطرة على مناطق فيه مؤخراً)، ويحملان رتبة عقيد، سلّما نفسيهما مؤخراً، بعد اعتقال قوات النظام السوري لنسائهما وأطفالهما وتهديدهما باغتصاب النساء.
وتمتلك (الأناضول) بيانات العقيدين كاملة والجبهات التي كانا يقودانها ضد قوات النظام، إلا أنها تتحفظ عليها بناء على طلب المصدر.
وكانت فضائية (سما) الخاصة المقربة من النظام السوري أوردت قبل يومين، خبراً عاجلاً، نقلاً عن ما أسمته بـ”المصادر الخاصة” بأن “أحد أعضاء هيئة الأركان المشتركة في ما يسمى الجيش الحر وضع نفسه بتصرف السلطات المعنية في دمشق”، دون ذكر تفاصيل.
وأضاف حسون أن العقيدان، قد يجبرهما النظام على الإدلاء بتصريحات و”اعترافات” تفيد بأنهما “عادا إلى حصن الوطن” وأخرى “تنال من المعارضة”.
وأشار قائد الجبهة إلى أن القائدين كان مشهود لهما بالكفاءة والسمعة الحسنة، إلا أنه – وكما يقال – تم مسكهما من “اليد التي توجعهما” وهو النيل من “العرض والشرف”، الأمر الذي “يرضخ له أبرز القادة وأعتاهم”.
ولفت إلى أن النظام استخدم هذا “السلاح” عشرات المرات ضد معارضيه منذ اندلاع الثورة التي دخلت عامها الرابع.
ولم يتسن التحقق مما ذكره القائد العسكري من مصدر مستقل، وعادة ما يرفض النظام السوري التعليق على مثل تلك الأنباء.
ومنذ بداية الثورة السورية مارس/ آذار 2011، بثّ الإعلام السوري التابع للنظام مقابلات متلفزة متكررة مع معارضين بعد اعتقالهم من قبل قوات الأمن، تضمّنت ما يُطلِق عليه عادة “اعترافات” تنال من الثورة والثوار المناوئين للنظام، وتُظهر المعارضين على أنهم كانوا “مضلَّلين”، وتلك التصريحات والمواقف تكون مخالفة تماماً لتصريحاتهم ومواقفهم التي ذكروها قبل اعتقالهم.
وأفاد عدد منهم بعد إطلاق سراحهم لاحقاً من سجون النظام، بأنه تم تهديدهم من قبل قوات الأمن باغتصاب زوجاتهم وبناتهم أمام أعينهم أو تصفية عائلاتهم جسدياً، إذا لم يخرجوا على الإعلام ويدلون بتصريحات تُقدم لهم “جاهزة”.
وكان من أبرز الذين أدلوا باعترافات على التلفزيون السوري الرسمي المقدم حسين هرموش مؤسس الجيش السوري الحر، الذي أدلى بـ”اعترافات” تدعم رواية النظام السوري حول “المؤامرة الكونية” التي يواجهها، وتلقّي المعارضين لدعم وتمويل خارجي لإسقاطه.
وأشار ناشطون إلى أن الهرموش، الذي لا يعرف مصيره حتى اليوم، أدلى بتلك التصريحات تحت “التعذيب والضغط عليه باغتصاب نساء عائلته”.
سفر فتاتين من النمسا لسوريا يجدد المخاوف من الجهاديين الأوربيين
فيينا- الأناضول: أعادت واقعة سفر تلميذتين نمساويتين من أصول بوسنية من فيينا، الخميس الماضي، إلى سوريا للمشاركة مع الجهاديين ضد نظام بشار الأسد، الجدل من جديد حول قضية الجهاديين الأوروبيين.
التلميذتان كاترين (15 عامًا) وطنجة (16 عامًا) تركتا رسالتين لأهليهما كتبتا فيهما أنهما ذهبتا للجهاد في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا من أجل الله، وأنهما تريدان أن تلتقيا في الجنة.
وهو الأمر الذي جعل مكتب مكافحة الإرهاب وحماية الدستور في النمسا يعتقد بـ”خضوع الفتاتين إلى تأثير المتطرفين من خلال اتصالاتهما مع الجهاديين لاسيما من الشيشان” من خلال ذهابهما إلى المدارس الدينية (في المساجد) نهاية كل أسبوع، بحسب وسائل الإعلام في النمسا.
وليست هذه هي الواقعة الأولى التي يُعلن فيها سفر مواطنين يحملون الجنسية النمساوية إلي سوريا للجهاد.
فحسب وسائل الإعلام في النمسا، هناك أبو تيمة إمام وخطيب أحد المساجد بفيينا، وله فيديو على موقع (يوتيوب) يحث فيه على الجهاد، لكنه لقى مصرعه في سوريا قبل عدة أشهر، أما أبو مصعب وهو من أصل كردي فُقتل العام الماضي عندما كان يقاتل في صفوف جبهة النصرة.
وهناك تسجيل مصور على موقع (يوتيوب) لشاب من أصل مصري يُدعي سامي (لم يذكر اسمه الثاني)، يتحدث فيه لوالديه من سوريا ويقلل من خطر الأوضاع هناك ويقول: “نحن نشرب الكوكاكولا والريد بول ونلهو ونستمتع″.
ويضيف سامي أنه سافر لسوريا في فبراير/ شباط 2013 لتطبيق شرع الله، ولن يعود قبل تحقيق هذا الهدف.
ولا يوجد إحصاء رسمي عن عدد النمساويين الذين سلكوا هذا الطريق، لكن الأرقام غير الرسمية تشير إلى العشرات، ويرجع السبب في عدم التحديد إلى أن الحالات التي يتم الإعلان عنها قليلة.
وعلى المستوى الأوروبي، فإن تقديرات بعض وسائل الإعلام الأوروبية تشير إلى حوالي ألفي مسلم ينتمون إلى 14 دولة أوروبية، ذهبوا للجهاد في سوريا حتى نهاية العام الماضي، بخلاف القادمين من منطقة البلقان، وهو عدد مرشح للزيادة مع استمرار الصراع المسلح في سوريا وعدم ظهور بوادر أمل في الأفق نحو حل الأزمة، الأمر الذي يثير القلق في أوروبا.
القضية بالنسبة لأوروبا تبدأ عند عودة هؤلاء الشباب مرة أخرى، حيث سيشكلون تهديدًا جديًا للأمن، فضلاً عن ذلك تتعالى التحذيرات من خطورة العمليات الاستقطابية على الأراضي الأوروبية عبر المواقع الجهادية، وفق مراقبين.
وحسب الاتحاد الأوروبي، تقوم أجهزة الشرطة والقضاء والمخابرات الأوروبية بإعداد دراسات حول كيفية منع هؤلاء من الرحيل، وكذلك كيفية التعامل معهم عند عودتهم.
كما يحاول الاتحاد الأوروبي التصدي لتجنيد المقاتلين عبر الإنترنت وتفكيك الشبكات التي ترسل المجندين، في حين تتعالى الأصوات المنادية بضرورة التنسيق الجيد مع تركيا، باعتبارها بلد العبور إلى سوريا.
التقرير الأخير لمكتب مكافحة الإرهاب وحماية الدستور في النمسا والذي صدر في العام الماضي تحت عنوان (التطرف الإسلامي والإرهاب)، اعتبر دول الربيع العربي رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات ما زالت تمر بمراحل انتقالية خطرة وأوضاع حرجة فضلاً عن الصراع في سوريا، الأمر الذي أحدث فراغاً أمنياً فيها.
وتطرق التقرير إلى ظهور مواقع الجهاد على الإنترنت في المنطقة وتأثيرها المتنامي على ظاهرة التطرف والإرهاب الدولي، وخاصة أتباع السلفية الجهادية في أوروبا وأستراليا مع تصاعد الصراع في سوريا مما يكون له مردود سلبي على أوروبا عامة والنمسا على وجه الخصوص.
ورصد التقرير الحركات الجهادية في النمسا، مشيرًا إلى أن تحركاتها تتجه من الداخل إلى الخارج، حيث يسافرون للمشاركة في عمليات التدريب الجهادية أو الانضمام لمجموعات في مناطق الصراع في الشرق الأوسط بسبب الاضطرابات.
التقرير لم يخف المخاوف من خطورة هذه العناصر عند عودتها للنمسا، مثلما حدث مع أحد الشباب ويدعي “محمد” (لم يذكر التقرير اسم عائلته) الذي حكم عليه بالسجن أربع سنوات لتبنيه الفكر الجهادي والتهديد علنًا على شبكة الإنترنت وتمزيقه جواز سفره النمساوي.
وبعد خروجه، يضيف التقرير، سافر لتركيا قاصدًا سوريا حيث تم القبض عليه هناك.
وحذّر التقرير من احتمال الصراع في المستقبل بين المجموعات الإسلامية المتطرفة والأخرى اليمينية التى لاتخفي عداءها للإسلام، وتستفز المسلمين بين الحين والآخر مثلما حدث في قضية فيلم (براءة المسلمين) المسيء للنبي محمد (خاتم الأنبياء)؛ ما أشعل الاحتجاجات في 35 دولة، بما فيها النمسا.
وطارحا المخاوف الأوروبية من ظاهرة الجهاديين في سوريا، قال الخبير الاستراتيجي والسياسي ووزير الدفاع السابق في النمسا، فاصيل آبند، إن الوضع في سوريا هام من الناحية الأمنية لها وللبلدان المجاورة ولأوروبا أيضًا.
وأضاف في تصريحات لوكالة الأناضول أن “بعضًا من الشباب المتعصب وبعض المجموعات الإرهابية من شمال أفريقيا، ومن شبه الجزيرة العربية، ومن أوروبا، ومن جنوب روسيا، ومن الشرق الأوسط توافدت على سوريا لتحارب إلى جانب مجموعات مختلفة”.
واعتبر آبند أن “الأمر يتعلق بمجموعات إرهابية تشكّل تحالفًا فيما بينها، هذا التحالف يلجأ إلى استخدام العنف ضد مدنيين”، مشيراً إلى تعارض ذلك جذرياً مع قواعد الحرب وقوانينها وحقوق الإنسان.
وحذّر الخبير النمساوي من الخطر الأكبر الذى يتجلى في تكوين هذه المجموعات تحالفًا على الأرض، حيث تتبادل الخبرات القتالية فيما بينها، مشيراً إلى أن هذا الخطر يزداد بعودة هؤلاء إلى أوروبا ليطبقوا الخبرات التي جمعوها في تلك البلدان، مما يؤدي إلى نشوء مخاوف وأخطار تهدد الأمن.
على الجانب الإسلامي، قد تبدو الصورة متقاربة لكنها أكثر اتساعًا لتتجاوز المخاوف إلي أهمية التصدي للظاهرة بالعلاج المناسب.
“مبادرة مسلمي النمسا” وهي هيئة مدنية تتبع الهيئة الإسلامية الرسمية (لا تتبع الحكومة لكنها تمثل المسلمين في النمسا وفق القانون) اتخذت موقفاً متوازناً تجاه هذ القضية، وأكدت علي أهمية دعم الشعب السوري في محنته لنيل حريته وكرامته باعتباره واجبًا إنسانيًا ودينيًا.
طرفه بغجاتي، رئيس المبادرة، أكد على وجوب تقديم كل المساعدات المادية والعينية للشعب السوري لكنه اعتبر في تصريحات للأناضول أنه لا حاجة للمقاتلين والمسلحين من خارج سوريا عامة ومن أوروبا خاصة.
ورأى أن هؤلاء الشباب “يمثلون عبئًا على الثورة السورية، لقلة خبرتهم وعدم معرفتهم باللغة والحياة والعادات والتقاليد والأعراف من ناحية، وأنهم رغم نياتهم الطيبة يحملون أجندات المجموعات والأفراد التي يبعثونهم من ناحية أخرى، والتي لاعلاقة لها بسوريا الشعب والثورة والدين”.
وحذّر رئيس المبادرة الشباب المسلم في أوروبا من الالتحاق بهذه المجموعات التي وصفها بـ”المشبوهة” فكريًا وتمويلياً، كما طالب الحكومات الأوروبية من ناحية أخرى بعدم اعتبارهم تلقائيًا “إرهابيين”، والاهتمام بهم والأخذ بأيديهم بعد عودتهم ومساعدتهم في إعادة التأهل والانخراط في المجتمع.
وطالب كذلك من يعمل على توريط هؤلاء الشباب بـ”التوقف وإرشادهم للسبل الشرعية والسليمة لمساعدة الشعب السوري الجريح”.
ولفت إلى أن تقاعس المجتمع الدولي والاتحاد الأوربي عن الدعم المناسب لحجم معاناة الشعب السوري هو أحد أسباب نمو التطرف.
من جانبه، انتقد السيد الشاهد، مدير مركز البحوث الإسلامية والثقافية بفيينا (مستقل) والمتخصص في شؤون المسلمين بالغرب، الطريقة التي تتعامل بها المؤسسات الأمنية والإعلامية في أوروبا حين تلجأ إلى كيل الاتهامات للإسلام والإساءة إليه والتصريح بأن الإرهاب والتطرف نتاج المساجد الذي يسمونه بـ”المدارس الدينية”.
وقال للأناضول إن هذا بالضبط ما حدث عند تناول مسألة نقل مقر الإخوان المسلمين من بريطانيا إلى النمسا، في حين تم تكذيب الخبر جملة وتفصيلاً.
وحمّل الشاهد الإعلام المسؤولية الكبيرة لأنه يلعب دورًا سيئًا في هذا المجال، مطالبًا إياه بضرورة تحري الدقة والالتزام بالموضوعية والمهنية والحيادية، كون أن مهمته الأساسية هي التنوير والتوعية وليس التضليل والإساءة.
وتساءل الشاهد: “هل سيكون هذا موقف الإعلام بكل هذا الاهتمام الكبير، لو أن الفتاتين أو غيرهما سافرتا إلى سوريا لتحاربا في صفوف النظام السوري؟”.
واتفق معه في الرأي ممدوح العطار، نائب رئيس مجلس الشباب المسلم (التابع للهيئة الإسلامية الرسمية) حيث حمّل وسائل الإعلام المسؤولية لاستغلالها الأحداث بشكل غير صحيح في ظل ما اعتبره ضبابية تحيط مثل هذه الأحداث.
لكنه طالب في الوقت نفسه الشباب بضرورة احترام قوانين النمسا والدول الأخرى التي يعيشون على أرضها، محذرًا من أن هناك الكثير من يستمد دينه من الإنترنت ومن غير المؤهلين أو من مسجد محدد قد يدعو إلى التطرف.
ورفض أن يذهب المسلم إلى جهة ما دون أن يحدد هدفه، متسائلا: “هذا لايجوز شرعاً أن يتوجه المسلم إلى المجهول ويترك أهله وذويه؟”.
واعتبر أن نهج هذا السبيل “يؤدي إلى التطرف؛ ما يسيء للإسلام والمسلمين”.
وأضاف: “اللجوء إلى الهيئة الإسلامية الرسمية حماية للمسلم ويساعده على معرفة الإسلام الصحيح الذي تشرف الهيئة على تدريسه بالمدارس النمساوية الحكومية والأخرى الخاصة التابعة لها”.
ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة، تتخذ من لندن مقراً لها.
رسالة سياسية حاسمة لـ’جبهة النصرة’ و’الحر’: ‘ممنوع الإقتراب’ وللنظام: سنتصرف وحدنا
بسام البدارين
عمان- ‘القدس العربي’ : لا يمكن قراءة التطور الكبير في مسرح العمليات على الحدود الأردنية السورية صباح الأربعاء بمعزل عن قرار سياسي أردني يبدو أنه اتخذ فعلا بصمت ووراء الكواليس وفكرته توجيه رسالة واضحة الملامح للتشكيلات العسكرية المسلحة في محيط مدينة درعا شمالي الأردن.
الرسالة تقول ببساطة شديدة ‘ممنوع الإقتراب’.. عمليا ومنطقيا كان يمكن لقوات الجيش الأردني إيقاف السيارات التي كانت تحاول اجتياز الحدود بصورة غير شرعية بالطرق العسكرية التقليدية وفقا لبروتوكول الحدود المعروف.
لكن الجانب الأردني اختار بوضوح رسالة من وزن ثقيل عندما تدخلت طائرات سلاح الجو ولأول مرة منذ ثلاث سنوات بإطلاق قذائف جوية ضد السيارات المتسللة في عملية تم إصدار بيان إعلامي بخصوصها، الأمر الذي يعني سياسيا وإعلاميا ببساطة شديدة أن عمان تريد توجيه رسالتها العسكرية الصارمة بالخصوص لعدة أطراف.
معنى ذلك أن الجدل الداخلي في مؤسسة القرار الأردنية حسم على أساس منع التنظيمات الجهادية أو المسلحة من استخدام الأراضي الأردنية كملاذ أو للعبور وفي أي وقت.
هذا الجدل كان قد عبر عنه رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور في جلسة خاصة حضرتها ‘القدس العربي’ عندما تحدث عن مشاعر بلاده بالقلق الشديد إذا ما وضعت معركة درعا المتوقعة قريبا الأردن في موقف محرج.
آنذاك قال النسور إن الحسم العسكري داخل سوريا وعلى الخاصرة الشمالية لبلادنا مقلق في كل الحالات لأن المسلحين سيحاولون الهرب إلينا إذا ما انتصر النظام السوري وإذا ما حسموا هم المعركة ميدانيا سيكون الأردن في حالة قلق من احتمالات الإرهاب.
هذا التعبير العلني للنسور بقي هاجسا في أروقة القرار طوال المرحلة الماضية لكن دخول طائرات سلاح الجو على خطوط المسألة وبشكل واضح وعلني تعني أن القرار اتخذ وحسم وتم تأسيسه على جدار المصلحـة الوطنية الأردنية الحدودية مباشرة.
يعني ذلك أن القوة العسكرية الأردنية رتبت أولوياتها على أساس منع حركة السلاح والمتسللين والسيارات والشاحنات غير الشرعية باتجاه الاردن وهي أولوية تؤشر على أن عمان توقفت عن انتظار تقييم النظام السوري أو رأيه في هذه المسألة خصوصا وأنه يرفض الإستجابة لطلب أردني قوامه عودة الجيش النظامي الى حدود درعا للقيام بواجبه من الطرف الآخر.
الأردنيون قالوا عشرات المرات إنهم وحدهم الذين يحرسون الحدود من الجانبين لكن المؤسسة الأردنية تحاول التعاطي ميدانيا مع الوقائع التي يفرضها نظام الرئيس بشار الأسد وهو يصر على بقاء درعا مشكلة أردنية بامتياز حتى يثبت للجميع نظريته بخصوص الإتهامات الباطنية للأردن التي تقتضي المساعدة في إدخال الجهاديين وأسلحتهم الى سوريا.
بشار الأسد يريد من عمان أن تدفع الثمن لكن عمان وبعد اشتباك طائرات سلاح الجو ترد عملياتيا بالإشارة الى أنها مستعدة للمجازفة والإعتماد على الخيار الأقل كلفة مادام الجيش النظامي السوري يرفض العودة الى مواقعه في محيط محافظة درعا.
الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني جدد التأكيد عندما سألته ‘القدس العربي’ على أن واجب القوات المسلحة الأردنية الأول والرئيسي حماية الأردن والحدود وهو واجب ستقوم به قواتنا وفقا لتعبير المومني في كل الأحوال.
عمليا لا تقول المؤسسة الأردنية للجانب السوري بصورة مباشرة أن على الجيش النظامي أن يعود إلى درعا لكنها تزود دمشق دوما بالحيثيات والمعطيات التي تقول ضمنيا أن الأردن سيتصرف وفقا لما تقتضيه مصالحه الأمنية في حال إصرار النظام بدمشق على استراتيجية أو فلسفة بقاء درعا مشكلة أردنية.
بهذا المعنى يمكن القول إن القذائف الصاروخية التي أطلقتها طائرات أردنية صباح الأربعاء داخل الحدود السورية على سيارات حاولت العبور بصورة غير نظامية هي رسالة لا تقتصر على الجانب الأمني والعسكري فقط بل هي رسالة سياسية بامتياز.
هذه الرسالة تقول لجبهة النصرة تحديدا إن الفرصة غير متاحة لاستخدام الأراضي الأردنية كملاذ أو الهروب إليها في حال الإشتباك العسكري مع نظام بشار .
وتقول الرسالة لبعض تشكيلات الجيش السوري الحر إن النشاطات المتعلقة بتهريب السلاح والذخائر وأحيانا المخدرات رفع في وجهها الفيتو الآن وسيستخدم ضدها عند الضرورة سلاح الجو الملكي الذي يستطيع ببعض التقنيات معالجة مفاصل التهريب الذكية في بعض المناطق الوعرة.
نفس الرسالة تقول لبشار الأسد ضمنيا إن مهلة انتظار عودة جيشه النظامي الى درعا انتهت وأن الأردن مستعد ولأول مرة لإطلاق الرصاص عملياتيا داخل حدود سوريا مادام الأمن الحدودي والوطني الأردني تحت التهديد.
أغلب التقدير أن عملية قصف الأربعاء ستعيد إنتاج الزوايا الغامضة والمعتمة في العلاقة السياسية بين الأردن والنظام السوري.
كتائب المعارضة المسلحة السورية تحاول قلب المعادلة في حلب وحصار القوات الحكومية واتهامات للهيئة الشرعية بـ’محاصرة المدنيين’
وائل عادل
حلب ـ ‘القدس العربي’ أعلنت كتائب المعارضة في مدينة حلب عن تمكنها من السيطرة على ‘معمل سادكوب’ الواقع في منطقة الراموسة في الجنوب الغربي من المدينة، وفي لقاء لـ’القدس العربي’ مع القائد العسكري أحمد أبو نهاد أفاد بأن السيطرة على هذه النقطة الحاكمة تعني اقتراب حصار القوات الحكومية داخل المدينة و قطع طريق إمداداته العسكرية.
وفي سياق متصل أعلنت الهيئة الشرعية في حلب و التي تسيطر على معبر كراج الحجز- معبر المدنيين الوحيد الواصل بين مناطق سيطرة القوات الحكومية والخارجة عن سيطرتها- إغلاق المعبر في قرار نشر على صفحة الهيئة على الانترنت وجاء في القرار أن سبب الإغلاق يعود إلى الإعتداءات المتكررة على المدنيين بقنصهم وإذلالهم، بينما يعتقد الناشط معتز أحمد أن إغلاق الهيئة الشرعية للمعبر هو قرار خاطئ ويجب فتحه على الأقل للحالات الإنسانية، ويضيف: هل تقوم الهيئة بمحاكاة قرارات النظام الذي أغلق المعبر منذ شهرين في وجه النازحين إلى مناطقه؟ لم يبق إلا أن يقوم عناصر الجيش الحر بقنص المدنيين لكي لا يختلف عن النظام بشيء.
وأعرب الكثير من الناشطين عن سخطهم إزاء هذا القرار لأنه غير متوازن وديكتاتوري بحسب تعبير أحد الناشطين على موقع التواصل الإجتماعي، بينما كانت هناك آراء معارضة لهذا الرأي وتوافق على إغلاق المعبر وعلق أحد الناشطين على هذا الخبر قائلاً: إذا تم فتح المعبر فهي استهانة بدماء الشهداء.
و قبل إصدار قرار الإغلاق هذا كانت القوات الحكومية قد أغلقت المعبر دون إعلان عن ذلك و فور سيطرة المعارضة المسلحة على طريق إمدادات النظام، تكثفت فجأة خلال الأيام الأخيرة الجهات الإنسانية التي تريد الدخول عبر المعبر من طرف النظام، حيث دخلت قافلة فقيرة من المساعدات الإنسانية عن طريق الأمم المتحدة و الهلال الأحمر يوم الإثنين الماضي، ثم تلاها دخول عناصر الهلال الأحمر إلى المعبر وصولاً إلى السجن المركزي المحاصر منذ عامين، و إيصال المياه و الطعام للسجناء هناك.
و يقول الناشط أبو الجود لـ’القدس العربي’: أنا أعمل بالقرب من معبر كراج الحجز، لم اشاهد مثل هذه الكثافة من الهيئات الإنسانية من قبل، لقد صارت تثير الريبة لكن لم نعد نراهم بعد إغلاق المعبر من قبل الهيئة الشرعية، و أنا سعيد بذلك فالنظام الذي أغلق المعبر في وجه النازحين من قصفه و براميله المتفجرة و أذلهم، يحاول اليوم الظهور للإعلام بأنه مع الإنسانية.
بينما تواصل قوات المعارضة تحت مسمى ‘غرفة عمليات أهل الشام’ تقدمها على العديد من النقاط الإستراتيجية و تحاصر القوات الحكومية في مدينة حلب، تواصل الطائرات الحربية رمي البراميل المتفجرة بشكل عشوائي على الأحياء السكنية، و التي لم تجد الكتائب المقاتلة إلى اليوم حلاً لهذه الكارثة الإنسانية.
‘الرجل البخاخ’ في دير الزور: الحرب في سوريا ستنتهي… والثورة ستعود
عاد بسبب القمع الممارس ضد الرأي الآخر والتجاوزات التي تعددت أنماطها
دمشق ـ الأناضول: ‘الحرب ستنتهي.. والثورة ستعود’..’عبارة كتبها ‘سرًا”ما يعرف في سوريا بـ’الرجل البخاخ’ على أحد جدران دير الزور شرقي البلاد، بعد ساعات من طمسها بدهان أسود،’من قبل أحد التنظيمات العسكرية الرئيسية المسيطرة على المدينة، بحسب قول صحافي سوري معارض.
وقال ياسر العيسى، صحافي معارض يقطن في الجزء الذي تسيطر عليه قوات المعارضة’في مدينة دير الزور، إن التنظيم الذي قام بطمس العبارة (لم يسمّه)’اعتاد’فرض وجهة نظره’بعدة أساليب، ومن بينها القوة العسكرية والكتابة والرسم على الجدران ‘جهرًا’وليس سرًا’.
و’الرجل البخاخ’ هو عنوان فقرة في مسلسل كوميدي سوري معروف ‘بقعة ضوء’، تم إنجازها قبل عدة سنوات من اندلاع الثورة في البلاد آذار/مارس 2011.
وتدور فكرة الفقرة’حول’شاب يعجز عن التعبير عن وجهة نظره، فيقوم بشراء بخاخ دهان أو ‘سبراي’، ويعمل ليلاً على’كتابة’عبارات وشعارات’على الجدران’تعبّر عن وجهة نظره، في الوقت الذي يحاول رجال الأمن جاهدين القبض’عليه، ووصل بهم الأمر لمراقبة ومنع بائعي الدهان’من بيع البخاخات التي يستخدمها ‘الرجل الخفي’ في كتابة عباراته.
وعادت تسمية ‘الرجل’البخاخ’، مع اندلاع الثورة في سوريا، حيث كان بعض الشباب’يقومون’بالتخفي تحت جنح الظلام، لكتابة عبارات تنادي’بالحرية، قبل أن تندفع البلاد إلى صراع مسلح بعد استخدام النظام السوري القوة في مقاومة المظاهرات السلمية التي نادت بالحرية ومن ثم’إسقاطه.
وأوضح العيسى أن الرجل البخاخ الذي اعتبره أنه ‘أشعل شرارة الثورة السورية’، وبعد غيابه طوعًا’لمدة تقارب العامين، أُجبر على العودة’لممارسة مهامه في مختلف المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام، بعد أن تهيأت الظروف لعودته ثانية.
وعن تلك الظروف، أشار الصحافي إلى أهمها وهي القمع الممارس ضد الرأي الآخر، والتجاوزات الكثيرة التي تعددت أنماطها وفصائلها، وتنوع مرتكبوها وروادها، دون أن يورد أمثلة.
وأوضح’أن المطاردات للرجل البخاخ عادت في مختلف المناطق الخارجة عن سيطرة النظام مثل محافظات (دير الزور، الرقة، درعا، حلب، إدلب، حمص)’وغيرها، كما كان’الحال عليه قبل عامين، لكن الذي اختلف هو الجهة’أو الجهات المطاردة.
فبدلاً من النظام الذي كان بطلها عبر أجهزته الأمنية ‘القمعية’، تعددت هذه الجهات حالياً وتنوعت، لتشمل تنظيم قمعي آخر، وربما العشرات منها، والمستهدف ‘شخص واحد فقط’، في إشارة إلى ‘الرجل البخاخ’.
ولفت الصحافي الذي تنقّل مؤخراً في عدد من مناطق المعارضة، أن العبارات التي يخطها الرجل البخاخ ومطالبه تختلف من منطقة لأخرى، فمثلاً في مدينة الرقة (شمال شرق)، المعقل الرئيسي لتنظيم ‘الدولة الإسلامية للعراق والشام’ (داعش)،’تهتم شعاراته ورسومه عادة بالمطالبة بالحريات الدينية والشخصية، وغيرها من ‘مطالب الثورة القديمة أو المستجدة’، على حد قوله.على الجهة المقابلة، فإن مطالب الرجل البخاخ في الأرياف التابعة للمنطقة الشرقية، التي تضم أكبر حقول النفط والغاز في البلاد تختلف،’فهي تهتم عادة بقضايا أخرى مثل التنبيه لسرقات النفط وثروات البلاد التي احتكر استثمارها’بعض فصائل المعارضة’دون غيرها، وأصبحت ‘عالة’على الثورة بدل أن تكون رافدة لها’.
واستدرك بالقول إن’هذا لا يعني أن مطالب الثورة الأساسية’من حرية وإسقاط للنظام غير حاضرة’في أجندة ‘الرجل البخاخ’.
ورأى الصحافي المعارض أن ظاهرة”الرجل البخاخ’ من المعروف أنها تبرز في ظل الأنظمة القمعية التي يكون فيها طرح الرأي المخالف لها جريمة من الجرائم، لكن أن يظهر في مناطق يقول ‘محتلوها’ إنها ‘محررة’، وإنهم ‘ثوار’، فهذا ما يدعو إلى ‘الرفض والاعتراض وإعادة الحسابات’، حسب تعبيره. واعتبر العيسى أن ‘إسقاط النظام هو جزء من الثورة السورية، لكن ليس كل من ينادي بإسقاطه، هو جزء منها’. وختم الصحافي بالقول إن’الرجل البخاخ ‘عندما يظهر في مكان، فاعلم أنه بحاجة إلى ثورة،’أو في الطريق إليها’.
من جانب آخر، قال ناشط إعلامي من مدينة الرقة، إن ظاهرة الرجل البخاخ عادت مؤخراً’إلى المدينة وبقوة، ومعظم الشعارات تنادي بـ’إسقاط تنظيم داعش’، الذي يسيطر عناصره على المدينة بشكل كامل.
وقال ناشط سوري، رفض ذكر هويته خوفاً من ملاحقة ‘داعش له، إن ظاهرة الرجل البخاخ لم تكن منتشرة في الرقة مع بداية الثورة ضد النظام منذ 3 أعوام، إلا أنها ظهرت مؤخراً بعد فرض تنظيم ‘الدولة الإسلامية’ قيوداً دينية واجتماعية’على سكان المدينة’تتعلق بالملبس′وعادات الحياة.
وحول مصير ‘الرجل البخاخ’ في حال تم القبض عليه، أوضح الناشط أنه لم يسمع سابقاً أنه تم القبض على أحد ممن يقومون بتلك المهمة ليعرف الحكم بحقه، إلا أنه رجّح أن تكون العقوبة ‘الجلد أو التحقيق والسجن لعدة أيام’، كحد أقصى.
وتسيطر قوات المعارضة من جيش حر وبعض الفصائل الإسلامية، على معظم مساحة محافظة دير الزور منذ أكثر من عام ونصف، باستثناء بعض الأحياء والجيوب التي ما تزال قوات النظام’تسيطر عليها.
في حين أن محافظة الرقة سقطت بيد الجيش الحر وفصائل من’المعارضة قبل عام ونصف أيضاً، قبل أن يتفرد تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام”بالسيطرة عليها، قبل نحو ستة أشهر. وتعد المحافظتين نموذجاً لما يحصل في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في مختلف مناطق البلاد، على حد قول الصحفي والناشط الإعلامي فيها.
محللون: اعفاء رئيس المخابرات السعودية من منصبه تم تحت ضغط أمريكي
دبي- (أ ف ب): قال محللون ان اعفاء رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان الذي اتبع سياسة حازمة حيال سوريا، جرى تحت ضغط أمريكي لكنه لا يعني بالضرورة تغييرا في سياسة الرياض المصممة على اسقاط بشار الأسد.
ولم ترد أي توضيحات رسمية حول رحيل الأمير بندر الذي يتمتع بنفوذ كبير وابن أحد اشقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز اذ اكتفت وسائل الاعلام الرسمية بالقول انه اعفي من مهامه “بناء على طلبه”.
لكن خبيرا سعوديا طلب عدم كشف هويته قال إن الولايات المتحدة تشعر باستياء متزايد من ادارته للملف السوري وطلبت منذ كانون الاول/ ديسمبر استبعاده.
وكان الأمير السعودي في الواجهة في تمويل وتسليح وتوحيد المعرضة السورية المسلحة التي لم تسجل حتى الآن انتصارات كبيرة في مواجهة النظام.
وقد اصطدم بتحفظات واشنطن التي رفضت تسليم المعارضين اسلحة يمكن ان تغير التوازن على الارض، حسب عدة محللين.
وقبل اعفائه من منصبه لم يتردد الرجل الذي كان يوصف (ببندر بوش) عندما كان سفيرا للمملكة في واشنطن بسبب علاقاته الوثيقة مع الادارة الجمهورية، في توجيه انتقادات الى الولايات المتحدة.
فقد عبر عن غضبه خصوصا امام دبلوماسيين غربيين بعدما تخلت واشنطن في اللحظة الاخيرة عن توجيه ضربة عسكرية الى سوريا على الرغم من الاتهامات باستخدام النظام اسلحة كيميائية ضد المدنيين.
وقال دبلوماسيون إن الأمير بندر أكد حينذاك أن السعودية لم تعد تعتبر الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية وستسعى للحصول على دعم دول اخرى مثل فرنسا أو قوى اخرى.
وكان آخر نشاط رسمي للامير بندر في بداية كانون الاول/ ديسمبر 2013 في محاولة لتغيير موقف روسيا من الاسد.
واكد خبراء آخرون أن تشجيعه للاسلاميين المتطرفين عزز الخطر الذي يشكله الجهاديون السعوديون على المملكة.
وقال ايميل حكيم الخبير في الامن الاقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان “الاسلوب الهجومي للامير بندر بشأن سوريا كشف الهوة بين التوقعات والقدرات العملانية والاستخباراتية السعودية”.
واوضح أن “القيام بجهد واسع ومعقد لاسقاط نظام اجنبي مدعوم من ايران وروسيا هو ببساطة امر اكبر من قدرة السعودية خصوصا بسبب تحفظات حلفائها الغربيين الرئيسيين واجندات مختلفة لدول مهمة فاعلة اقليميا مثل قطر وتركيا”.
وتابع ان “الرياض قدمت الاسلحة والمال” لكنها اضطرت للعمل مع “مجموعات خطيرة وغير منضبطة” بينما تتمتع دمشق بدعم غير محدود من قبل ايران التي امنت لها مساندة مجموعات مدربة ومنظمة بشكل جيد جدا مثل حزب الله اللبناني الشيعي.
وكان دبلوماسيون ذكروا منذ شباط/ فبراير ان ادارة الملف السوري سحبت من الامير بندر ليعهد بها الى وزير الداخلية الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز الذي يتولى مكافحة تنظيم القاعدة.
وكانت النتيجة تحذير شديد اللهجة من الرياض الى السعوديين الذين يقاتلون مع الجهاديين في الخارج ويمكن ان يعاقبوا بالسجن عشرين عاما.
وقال حكيم انه حتى اذا كان الأمير بندر “متساهلا” حيال الجماعات الاسلاميين اكثر منه “شريكا” لهم، فقد “ساهمت في هذا التغيير زيادة عدد الجهاديين السعوديين في سوريا التي سيكون لها على الارجح نتائج سلبية على المملكة، والاخفاقات في سوريا”.
ويؤكد محللون سعوديون من جانبهم أن هذا التعديل لن يؤثر على سياسة الرياض حيال سوريا.
وقال جمال خاشقجي مدير القناة الاخبارية الجديدة “العرب” انه “ليس هناك من تغيير، السعودية تريد سقوط بشار الاسد”. واضاف “ليس هناك شيء اسمه سياسة بندر هناك سياسة الحكومة وتوجيهات الملك عبد الله واي رئيس مخابرات سينفدها”.
واخير سيحل محل الامير بندر مساعده يوسف بن علي الادريسي الذي كلف حاليا القيام بمهامه. لكن مصادر سعودية مطلعة قالت ان احد افراد الاسرة الحاكمة يمكن ان يتولى المنصب الذي يشغله منذ اكثر من ثلاثين عاما امراء من الصف الاول، آخرهم قبل بندر بن سلطان الامير مقرن بن عبد العزيز الذي عين مؤخرا وليا لولي العهد السعودي.
قصف الأردن للآليات السورية: رسائل سياسية للأقربين والبعيدين
تحليل إخباري ــ محمد الفضيلات
شعر الأردنيون، يوم أمس، بأنّ حرباً تدقّ طبولها على الحدود الشمالية مع الجارة سوريا التي لا تزال مملكتهم تحافظ على علاقات دبلوماسية معها، وإن كانت علاقات باردة محكومة بتبادل الاتهامات الصريحة والمبطنة.
الخبر العاجل الذي بثه التلفزيون الرسمي الأردني، حول قيام طائرات سلاح الجو بتدمير آليات تحاول اجتياز الحدود الأردنية – السورية، أثار الهلع، فهذه المرة الأولى التي يتدخل فيها سلاح الطيران الأردني لمواجهة الخطر الآتي من الشمال، لكنه لم يكن الخطر الأول من نوعه.
ويكمن الخوف، كما الشيطان، في التفاصيل: السيارات مموهة بالطين ورفضت الاستجابة للتحذيرات المتكررة وواصلت سيرها، ما دفع بالقوات الأردنية إلى تطبيق قواعد الاشتباك المعروفة، وتدمير الآليات بالطيران الحربي.
في مارس/آذار الماضي، طبّقت قوات حرس الحدود الأردنية قواعد الاشتباك مرتين ضد آليات عسكرية حاولت اقتحام الحدود، اخرها كان في 19 مارس/آذار، عندما دمرت آليةً تدميراً كاملاً وهربت الأخرى، وأعلن في المرتين أن الآليات المماثلة للآليات التي دمرت، أمس، تعود لمهربين.
لم يحسم بيان القوات المسلحة الجدل حول هوية الآليات التي دمرها سلاح الطيران، ما ترك الباب مفتوحاً لجملة من الاحتمالات، على الرغم من إصرار مصدر في قوات حرس الحدود لـ”العربي الجديد”، بعد الحادثة بقليل، على أن ما شهدته الحدود “هو محاولة تهريب عادية”.
وفيما كانت الاعين والأخبار موجهة باتجاه الحدود، كانت مندوبة وزير الخارجية الأردني، سجا المجالي، تقول في اجتماع رفيع المستوى، عقد في عمّان، لمراجعة الإطار الاستراتيجي للخطة الإقليمية الشاملة للاستجابة للأزمة السورية، إنّ “الأردن وصل إلى حدود طاقته الاستيعابية لناحية اعداد اللاجئين السوريين”. رسالة سياسية تطالب المجتمع الدولي بمزيد من المساعدات، تحت تهديد إغلاق الحدود الذي لم يُذكر صراحة، وهو ما ذكرته مذكرة نيابية وُقعت مساء أمس، تطالب بإغلاق الحدود أمام اللاجئين لوقف “طوفانهم”.
كان الأردن بحاجة إلى صدمة توجه أنظار المجتمع الدولي سياسياً، إلى الاعباء التي يتحملها على الصعيدين الأمني والإنساني، وهو الذي حصل عسكرياً في العام 2013، من الولايات المتحدة، على نظام حديث لمراقبة الحدود الأردنية – السورية، عبر كاميرات تبث بثاً حياً ومباشراً على شاشات داخل قيادة حرس الحدود، وهو النظام الذي يرصد ما يجري داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود.
على الصعيد الانساني، يشعر الأردن بأن المجتمع الدولي مقصِّر، وقد يكون أكثر كرماً لو شعر بأن هناك احتمالاً ولو ضئيلاً، لإغلاق الحدود في وجه اللاجئين. يسهب المسؤولون الأردنيون وهم يتحدثون عن “الاعباء” التي تتحملها المملكة التي تستضيف مليوناً و400 ألف لاجئ لا تعترف المنظمات الدولية سوى بـ 640 ألفاً منهم.
ولم يخلُ قصف الطيران الحربي الأردني من توجيه رسالة إلى النظام السوري، الذي سارع عبر تلفزيونه الرسمي ووكالة أنبائه “سانا”، إلى لتبرؤ من الآليات المقصوفة، فهي أوردت أن المركبات غير تابعة للجيش السوري.
جاء النفي عبر أدوات النظام السوري الاعلامية التي لم تبث، عبر ثلاث سنوات، سوى الاتهامات المتوالية للنظام الأردني بتسهيل تدفق “الارهابيين” عبر الحدود. كما أنها بثّت اعترافات متلفزة لبعضهم، والانخراط في “المؤامرة” على سوريا “عبر تدريب قوات معارضة في الأردن والتخطيط لتكون الأردن “قاعدة لتدخل عسكري محتمل”.
التبرؤ السوري فُهم منه حرص النظام السوري على علاقته الدبلوماسية الباردة مع الأردن، بعدما اخذت عمّان زمام المبادرة لتوجيه الاتهامات. وقد يكون ذلك سبباً للجم لسان السفير السوري في الأردن، اللواء بهجت سليمان، الذي اتهم قبل يوم من الحادثة، السلطات الاردنية باعتقال موظف في السفارة وطرده إلى سوريا، وهو السفير صاحب السجل الحافل في توجه النقد اللاذع للمسؤولين الأردنيين، والسلطات الأردنية.
حقّق تدمير الطيران الحربي الأردني للآليات التي لم تحسم هويتها بعد، ولم تُعرف غايتها، حقّق أهدافه العسكرية، لتظهر القوات الأردنية قادرة على حماية أمن المملكة من أي خطر محتمل، والسياسية الموجهة للمجتمع الدولي والنظام السوري، التي قد تظهر نتائجها قريباً.
جميع حقوق النشر محفوظة 2014
وزير الخارجية الصيني يلتقي الجربا.. والائتلاف يريد دورا أكبر لبكين
زعيم المعارضة السورية: مستعدون لجولة ثالثة في جنيف إذا كان النظام جادا
لندن – بكين: «الشرق الأوسط»
عقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي لقاء مع أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، والوفد المرافق له في بكين، أمس، أكد خلاله أن بلاده تؤيد التوصل لتسوية سياسية للصراع في سوريا، وأنها ما زالت على تواصل وحوار مع جميع الأطراف.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: «إن الاهتمام الصيني بالقضية السورية يصب في المصلحة الجماعية طويلة المدى للشعب السوري وسيساعد في ضمان السلم والاستقرار في الشرق الأوسط»، حسب وكالة «رويترز».
ونقل بيان وزارة الخارجية عن الجربا قوله، إن الائتلاف الوطني السوري سعى للتوصل لحل سياسي. وأضاف: «إذا كانت الحكومة السورية جادة.. فالائتلاف الوطني مستعد للانضمام إلى جولة ثالثة من المحادثات في جنيف».
وقالت وسائل الإعلام الصينية، إن الجربا وصل إلى بكين هذا الأسبوع مع وفد للقاء وانغ وغيره من مسؤولي وزارة الخارجية والباحثين الصينيين. واستخدمت الصين وروسيا حق النقض في مجلس الأمن على مشروعات قرارات بفرض عقوبات على الحكومة السورية.
وكانت الصين استضافت وفودا من المعارضة السورية والحكومة السورية، وشاركت في المساعي الرامية لإظهار أنها لا تدعم طرفا دون الآخر. وقالت إنها تعارض استخدام الأسلحة الكيماوية من أي طرف.
وفي غضون ذلك، عقد الجربا أيضا لقاء مع نائب وزير الخارجية الصيني زانغ مينغ، خلال زيارته، التي تعد الأولى من نوعها للائتلاف.
وقال مصدر سياسي في الائتلاف، إن الجربا أكد خلال وجوده في بكين «أهمية أن تلعب الصين دورا قويا في إيقاف جرائم النظام السوري وأن تمارس مسؤولياتها في الضغط على النظام باتجاه الحل السياسي».
وأضاف المصدر، أن «الائتلاف شق طريقا مهما بهذه الزيارة لجهة علاقات إيجابية مع الصين»، وأشار إلى أن «الائتلاف لمس قدرا من التغيير في المواقف الصينية يمكن البناء عليه». وشدد على أنه «يجب أن يكون للائتلاف علاقات جيدة مع كل الدول نحو نصرة الشعب السوري»، حسب ما أورده المكتب الإعلامي التابع للائتلاف.
من جانبه، قال بدر جاموس، الأمين العام للائتلاف: «طلبنا من الصين الضغط على النظام من أجل حمص والمناطق المحاصرة ومن أجل الحل السياسي». وأضاف: «طلبنا منهم لعب دور أكبر في القضية السورية، إذ إن الصين دولة عضو في مجلس الأمن الدولي وعليها تحمل مسؤولياتها في حماية السلم الأهلي، وعليها أن تغير من صورتها عند الشارع العربي».
النظام يواصل توغله بحمص والاشتباكات تتصاعد في ريف دمشق
مقتل «أمير» في جبهة النصرة على يد «داعش»
بيروت: نذير رضا
جددت القوات الحكومية السورية، أمس، قصفها مناطق في أحياء حمص المحاصرة ومناطق بحي الوعر، في حين أعلنت دمشق أن مائة مسلح معارض سلموا أنفسهم وأسلحتهم إلى الجهات المختصة، بالتزامن مع تقدم القوات الحكومية في الراموسة بحلب، حيث استعادت السيطرة على نقاط واقعة على طريقها السريع، بعد أقل من أسبوع على تقدم قوات المعارضة فيها، وترافق ذلك مع تصعيد القوات النظامية في ريف دمشق على جبهتي المليحة وجوبر.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقصف القوات النظامية الأحياء المحاصرة في حمص، كما قصفت حي الوعر، مما أدى إلى سقوط جرحى، مشيرا إلى سقوط قذيفتي هاون على مناطق في حي الملعب البلدي وحي كرم الشامي وحي الدبلان، مما أدى إلى إصابة مصور قناة تلفزيونية عالمية بجراح.
في المقابل، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بارتفاع أعداد مسلحي المعارضة المحاصرين بحمص الذين سلموا أنفسهم للقوات الحكومية، إلى 100 مقاتل خلال عشرة أيام. ونقلت عن مصدر في محافظة حمص أن 36 مسلحا سلموا أنفسهم وأسلحتهم، أمس، إلى الجهات المختصة في جب الجندلي وأحياء حمص القديمة، مشيرا إلى «تسوية أوضاع 59 مسلحا بأحياء الخضر والإنشاءات وكرم الشامي بمدينة حمص والمخرم التحتاني وبرابو والعزيزية والفايزية في ريف المحافظة بعد أن سلموا أنفسهم وأسلحتهم إلى الجهات المختصة».
وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بتعرض مناطق في المليحة لقصف عنيف، بموازاة اندلاع اشتباكات عنيفة على محاور المنطقة الواقعة في الغوطة الشرقية المحاذية لدمشق، التي تحاول القوات الحكومية اقتحامها منذ نحو أسبوعين.
كما شهدت منطقة الصالحية (وسط العاصمة) انتشارا للقوات النظامية وتفتيشا تدقيقا للمارة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، علما بأن أحياء دمشق الداخلية تخضع لسلطة قوات النظام بشكل كامل، رغم تعرضها على الدوام لقصف بقذائف الموتر.
وفي القلمون بريف دمشق الشمالي الذي تستكمل فيه القوات النظامية، مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني، معاركها لإحكام السيطرة عليه، استهدفت دبابات الجيش مدينة الزبداني بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ، مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى وعشرة جرحى. وأفاد ناشطون سوريون بإلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة في مناطق محيطة بالزبداني، وجاءت في سياق حملة جديدة بدأت منذ يومين شنها الجيش النظامي على المدينة والكتائب المعارضة الموجودة فيها.
وذكر مكتب أخبار سوريا المعارض، أن المدينة شهدت حركة نزوح كبيرة في ظل انتشار أنباء عن اقتحام سينفذه الجيش النظامي للمدينة خلال أيام.
وتعد الزبداني آخر كبرى المدن في القلمون التي تسيطر قوات المعارضة على أجزاء منها، بينما تواصل القوات الحكومية تقدمها على محور سهل رنكوس، والمناطق المحاذية للحدود اللبنانية.
وبينما يتحضر المعارضون في حلب لشن هجوم كبير على مواقع القوات النظامية، وتحديدا على محور مبنى الدفاع الجوي، أفاد المرصد السوري باستعادة القوات الحكومية السيطرة على نقاط واقعة على أوتوستراد الراموسة ومقتل ما لا يقل عن سبعة من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها خلال الاشتباكات. وأشار المرصد إلى أن قوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية شاركوا القوات النظامية في المعارك، واشتبكوا مع مقاتلي «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» وجيش المجاهدين في منطقة الراموسة.
وكان ناشطون أكدوا أمس اقتحام فصائل معارضة تابعة لـ«غرفة عمليات أهل الشام»، عددا من الأبنية القريبة من فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء شمال مدينة حلب، في حين تواصلت الاشتباكات في محيط فرع المخابرات بين الكتائب المعارضة والجيش السوري النظامي. وذكرت مصادر المعارضة أن للنظام قوة عسكرية في ملعب حلب الدولي بحي الحمدانية غرب حلب، الذي تستخدمه قوات النظام مع المدينة الرياضية كاملة كثكنة عسكرية.
من جهة أخرى، قتل «أمير» جبهة النصرة في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا على يد عناصر من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ليل الثلاثاء الأربعاء، بحسب ما أعلن أمس المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن «أربعة مقاتلين من خلايا نائمة للدولة الإسلامية في منطقة حارم دخلوا إلى منزل في قرية راس الحصن يسكنه أمير جبهة النصرة في محافظة إدلب أبو محمد الأنصاري».
وأوضح أن المقاتلين قتلوا أبو محمد الأنصاري، وهو سوري، إضافة إلى زوجته وطفلته، وشقيقه وطفلته، مشيرا إلى أن عناصر من النصرة لاحقوا الجناة واشتبكوا معهم، ما أدى إلى مقتل عنصر بينما فجر آخر بتفجير نفسه، في حين أسر العنصران الباقيان.
صواريخ «تاو» الأميركية بأيدي «حزم».. وحكومة المعارضة تنفي علمها بالصفقة
الحركة تأسست برعاية سليم إدريس وتضم 22 كتيبة تنتشر في الشمال
بيروت: «الشرق الأوسط»
اكتسبت حركة «حزم» التي تضم كتائب عسكرية سورية معارضة توصف بأنها معتدلة، أهمية خاصة بعد الإعلان عن تسلمها 20 صاروخ «تاو» الأميركي الصنع المضاد للدبابات «من جهة غربية»، خصوصا أن مصادر وزارة الدفاع المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني المعارض نفت لـ«الشرق الأوسط» معرفتها بهذه الصفقة، ما يؤشر إلى أن هذه الحركة تحظى بثقة الغرب أكثر من بقية تشكيلات المعارضة السورية بما فيها تلك المنضوية في هيئة الأركان.
وانطلقت حركة حزم، التي تضم 22 كتيبة من مناطق سورية مختلفة، في بداية العام الحالي بدعم من رئيس هيئة الأركان السابق اللواء سليم إدريس، الذي ظهر في شريط فيديو بجانب قادة الحركة، معلنا تأييده لتشكيلها، وواصفا عناصرها بأنهم «السباقون والحريصون على إنجاح الثورة وتحقيق المطالب الشعبية في إسقاط النظام بكل أركانه ورموزه».
وكان المجلس العسكري الأعلى لـ«الحر» أقال اللواء سليم إدريس من مهامه في رئاسة هيئة الأركان في منتصف فبراير (شباط) الماضي وأعلن تعيين العميد الركن عبد الإله البشير مكانه. لكن إدريس رفض قرار المجلس معلنا متابعة عمله رئيسا للأركان، مستندا إلى دعم عدد من قادة المجالس العسكرية. ومن المرجح أن يعزز إدريس موقفه بعد وصول دفعة صواريخ «تاو» إلى حركة «حزم» التي يشرف عليها.
ويؤكد عضو «الائتلاف الوطني المعارض» وممثله في الولايات المتحدة، نجيب الغضبان، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الدول الغربية وضعت معايير محددة لدعم كتائب المعارضة في سوريا بالسلاح، أهمها أن تكون هذه الكتائب معتدلة وفي موقع النقيض للتنظيمات الجهادية».
وفي حين شدد الغضبان على أن «معظم الكتائب المقاتلة ضمن الجيش الحر تمتاز باعتدالها»، رجح أن «يكون لدى حركة حزم قنوات اتصال مع الدول الغربية ما خولها استلام صواريخ (التاو) الأميركية الصنع».
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصدر في المعارضة السورية طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن «عناصر منضبطة ومعتدلة من حركة حزم» التي تعد جزءا من الجيش السوري الحر حصلت لأول مرة على 20 صاروخ «تاو» مضادا للدبابات «من جهة غربية»، مشيرا إلى أن «المعارضة تلقت وعدا بإمدادها بمزيد من الصواريخ في حال استخدمت (بطريقة فعالة)». وكشف المصدر عن أن «هذه الصواريخ استخدمت حتى الآن في مناطق إدلب وحلب واللاذقية شمال سوريا».
وتضم حركة حزم «كتائب فاروق الشمال» و«الفرقة التاسعة التابعة للقوات الخاصة» و«اللواء الأول مدرعات» و«لواء الإيمان بالله» و«كتيبة أبي الحارث» و«كتيبة أحرار السلمية» و«كتيبة الشهيد عبد الرحمن الشمالي» و«كتيبة الشهيد بكر بكار» و«كتيبة أحباب الرسول» و«كتيبة الشهيد حمزة زكريا» و«كتيبة الرشيد» و«كتيبة أبو أسعد النمر»، إضافة إلى «لواء أحباب الله» و«كتيبة الفاتح» و«لواء الستين» و«كتيبة عباد الرحمن» و«كتيبة الشهيد عبد الغفار حاميش» و«كتيبة فاروق الزعفرانة» و«كتيبة الشهيد عبد الله بكار» و«كتيبة شهداء الرستن» و«كتيبة الشهيد عمار طلاس فرزات» و«سرايا صوت الحق». وتصنف هذه الكتائب ضمن التنظيمات المعتدلة البعيدة عن التطرف الديني.
وتخشى الدول الغربية من تمدد نفوذ التنظيمات الإسلامية مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) و«جبهة النصرة»، ما يدفعها إلى دعم الجهات المعتدلة في المعارضة السورية. ويتركز وجود فصائل حركة «حزم» في مناطق الشمال السوري حيث تظهر عدد من مقاطع الفيديو المنشورة في صفحة الحركة على موقع «فيسبوك» عمليات عسكرية نفذت في ريف حلب.
ونفى المنسق الإعلامي في وزارة الدفاع المؤقتة كنان محمد، أن تكون الوزارة على علم بصفقة صواريخ «التاو»، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «وصول هذه الصواريخ إلى حركة حزم لا يزعج الوزارة لا سيما أن مقاتلي الحركة يحاربون قوات النظام السوري ويسعون لانتصار الثورة».
وفي حين رفض محمد الكشف عن السبب الذي دفع الجهات الغربية إلى منح صواريخ «تاو» لحركة «حزم»، قلل من أهمية الصفقة، مشيرا إلى أن «صواريخ (تاو) مضادة للدروع فيما تحتاج المعارضة إلى صواريخ مضادة للطيران كي تحدث تحولا ميدانيا ضد النظام».
وأظهر مقطع فيديو وزعته شبكة «مسارات» الإعلامية المعارضة مسلحين يخرجون الكثير من صواريخ «تاو» ويعبئونها ويطلقونها في مواقع غير محددة في المناطق الريفية السورية. وتصل نسبة تحقيق صاروخ «تاو» هدفها إلى 99 في المائة، بحسب ما يؤكده الخبير العسكري اللبناني العميد المتقاعد نزار عبد القادر لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «هذه الصواريخ يتراوح مداها ما بين 500 متر إلى 4000 متر».
ويمكن إطلاق صاروخ «تاو» من منصات تركب على المركبات أو إطلاقه من المروحيات. وتعتمد هذه الصواريخ على نظام توجيه وفق خط النظر شبه أوتوماتيكي يتطلب من سادن السلاح أن يُبقي بصره مركزا على الهدف حتى يصيبه الصاروخ.
ومن غير المتوقع أن تساهم صواريخ «التاو» في إحداث أي تحول ميداني لصالح المعارضة السورية، لأن الأخيرة امتلكت في وقت سابق صواريخ لها ذات الفعالية مثل «كونكرس» الروسية و«السهم الأحمر» الصينية من دون أن يؤدي ذلك إلى تبدل في المجريات الميدانية.
وفي غضون ذلك، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في تقرير، أمس، بأنه لم تتضح بعد الطريقة التي حصلت بها قوات المعارضة على هذا النوع من الصواريخ الموجهة والقادرة على اختراق الدروع والتحصينات، والتي تعد عنصرا أساسيا في ترسانة أميركا العسكرية.
وحسب التقرير فإن الولايات المتحدة باعت هذا النوع من الصواريخ في الماضي لعدة دول، من بينها تركيا.
وامتنع المسؤولون الأميركيون عن الحديث عن مصدر تلك الصواريخ، لكنهم، في الوقت ذاته، لم يشككوا في حقيقة وصول الصواريخ إلى أيدي المعارضة السورية.
ويتزامن ظهور صواريخ «بي جي إم – 71 تاو» على الأرض في سوريا مع التعهد الذي قطعته الولايات المتحدة على نفسها هذا العام بأن توجه مزيدا من الاهتمام للبرنامج الذي تديره وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA)، والذي يسعى لتقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية وتكثيف التدريب الذي تتلقاه جماعات لمعارضة «المعتدلة» وكذلك تحسين مستوى التنسيق مع الجهات الأخرى الداعمة للمعارضة.
الإخوان المسلمون ينفون علاقتهم بـ«المجلس الإسلامي السوري»
يضم 40 هيئة دينية.. وأبرز أعضائه الخطيب
بيروت: «الشرق الأوسط»
نفى تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا علاقته بالمجلس الإسلامي السوري الذي أعلن عن تشكيله قبل أيام ليكون «مرجعية إسلامية للشعب السوري»، بعد اتهامات وجهت للتنظيم باستحداث واجهة جديدة له لممارسة النشاط السياسي بغطاء ديني.
وأشار عضو المجلس الوطني عن كتلة الإخوان المسلمين ملهم الدروبي إلى أن «التنظيم لم يدع أساسا لتشكيل هذا المجلس»، موضحا أن «علماء مقربين من الإخوان شاركوا في التأسيس باعتبارهم من مشايخ سوريا وليس بصفتهم السياسية».
وكانت 40 هيئة ورابطة إسلامية، تضم الهيئات الشرعية لأكبر الفصائل الإسلامية في سوريا، أعلنت تأسيس «المجلس الإسلامي السوري»، بعد اجتماعات استمرت يومين في مدينة إسطنبول التركية. وأشار رئيس المجلس الشيخ أسامة الرفاعي أن تشكيل المجلس جاء «لتكوين مرجعية إسلامية للشعب السوري، لتسديد مسيرته والنظر في قضاياه العامة، حيث تعهد المشاركون أن تكون المرجعية الشرعية على الكتاب والسنة».
وأكد الدروبي أن «الإخوان المسلمين ليسوا كتلة أساسية في هذا المجلس وإنما عبارة عن أفراد يبحثون مع إخوانهم في الدين كيفية التخفيف من محنة الشعب السوري وتسريع انتصاره على الظلم».
وانعقد اللقاء التأسيسي للمجلس في مدينة إسطنبول خلال يومي 11 و12 أبريل (نيسان) الحالي، بحضور جمع كبير من علماء سوريا ودعاتها، أفرادا وممثلين للهيئات والروابط الإسلامية.
وخلال مؤتمر صحافي، أوضح رئيس المجلس الشيخ أسامة الرفاعي أن «المجلس يعلن عن مؤازرته الكاملة للمجاهدين في الميدان كما يؤكد وقوفه إلى جانب السوريين الذين أصابهم الضرر في محنتهم القاسية، وسيبقى على تواصل دائم مع كل كيانات الثورة في الداخل والخارج، بما يخدم أهداف الثورة المجيدة».
ونفى الرفاعي أن يكون المجلس بديلا عن أحد، مشددا على أنه «داعم للجميع وقد انضم له كل من حاول الوصول إليه، وربما بقيت هناك مجموعات قليلة، فضلا عن أن المجلس ليس تشكيلا سياسيا، وليس منافسا لأي أحد، كما أنه ليس له أي تنسيق مع الائتلاف، إنما جاء انطلاقا من العلماء أنفسهم».
ويضم المجلس، كلا من العلماء أسامة الرفاعي رئيسا ومحمد سرور زين العابدين وممدوح جنيد ومحمد راتب النابلسي ومحمد ياسر المسدي وعبد الكريم بكار وعماد الدين رشيد ومحمد العبدة وعبد الفتاح السيد وأحمد الشحادة وعبد الله السلقيني ومحمد أبو الخير شكري وخير الله طالب وأحمد سعيد حوى وحسين عبد الهادي وفايز الصلاح وعبد الله العثمان وعبد الله رحال ورياض الخرقي وفداء المجذوب إضافة إلى رئيس الائتلاف الوطني السابق أحمد معاذ الخطيب.
شكوك في اغتيال إسلاميين الأب فرانس في حمص
طـارق الدبـس
دُفن الأب الهولندي فرانس فان درلوغت في حمص، دون أن تتكشف أي معلومات توضح هوية الجهة التي أقدمت على اغتياله. ما تسوّقه المعارضة من اتهامات للنظام السوري بالوقوف وراء الجريمة ليس مستبعداً، لاسيّما وأن اغتياله جاء بعد سلسلة اختراقات ضد أحياء المعارضة في حمص القديمة، أودت بحياة عدد من عناصر “الجيش الحر” وقادته.
لكنّ ناشطين معارضين في المدينة لا يثقون برواية المعارضة ويجدون فيها تغطية على القاتل الحقيقي المتمثل بالإسلاميين المتشددين. ويقول نبيل الحمصي، أحد الناشطين المدنيين في حمص، لموقع NOW: “تعرّض الأب فرانس للضرب مرات عدّة من قبل إسلاميين متشددين، وجرى إخفاء الموضوع وعدم الإعلان عنه بحجة عدم إعطاء النظام فرصة للقول إن المعارضة تؤذي المسيحيين في حمص”.
وبرغم مواقفه الداعمة للثورة فإنّ “جهات اسلامية متشدّدة كانت تضمر العداء للأب فرانس بسبب انتمائه الديني”، وفق ما يؤكد الحمصي، موضحاً أنه “في الآونة الأخيرة راجت الكثير من الإشاعات التي تُسيء إلى سمعة الكاهن المسيحي، إذ روّج الاسلاميون معلومات تفيد بأنّه يعمل لصالح النظام ويمدّه بالمعلومات عن مواقع الثوار وتنقلاتهم”.
صحيح أن هذه الإشاعات لم “تجد صداها بين سكان حمص المحاصرة بحكم العلاقة المتينة التي تربطهم بالأب فرانس، لكنّها كشفت الأخير أمنياً وجعلته هدفاً سهلاً لأي جهة معارضة تختلف معه عقائدياً” يضيف الحمصي.
من جهته، يسخر “علاء”، الذي كان يعمل سابقاً ضمن فرق لجان التنسيق المحليّة في حمص من رواية المعارضة بخصوص اغتيال الأب فرانس، موضحاً لـموقع NOW أن “الكلام عن وجود عملاء للنظام داخل مناطق المعارضة في حمص، قاموا بتنفيذ هذه الجريمة يبدو مضحكاً، لأن هذه الأحياء مراقبة أمنية من قبل الكتائب المعارضة”.
وأضاف: “حتى لو افترضنا وجود عميل أو إثنين للنظام في داخلها، فإن ذلك لا يعني قدرة هؤلاء على تنفيذ عمل امني بحجم اغتيال الاب فرانس”. ويلاحظ الناشط المقيم في ريف حمص أن “المعارضة باتت تستخدم النظام كشمّاعة تعلّق عليها كل الأخطاء التي تجري في مناطقها. وهذا خطير جداً”.
ولا يتردّد علاء بإتّهام متشددين إسلاميين بتنفيذ هذه العملية، لافتاً إلى أن “الأب فرانس كان ينتقد العنف بشكل عام، وهذا ما كان يزعج الكتائب الإسلامية، إضافة إلى الخلاف العقائدي معه”.
وتأتي الاتهامات الموجهة للإسلاميين باغتيال الأب فرانس بعد تقرير نشرته صحيفة “صنداي تايمز” يؤكد ضلوع جهات في المعارضة في عملية الاغتيال. وتذكر الصحيفة أن “الكاهن الذي قُتل على يد مسلّح ملثّم في حمص القديمة تعرّض قبل أسبوع من مقتله لضرب مبرح من قبل المسلحين الذين كانوا يخسرون أماكن سيطرتهم في القسم القديم من المدينة”.
وتنقل الصحيفة عن الأب ماكسيم جمال، وهو راهب أرثوذوكسي هرب من حمص مع 50 ألف مسيحي من سكان المدينة، وبقي على اتصال مع الاب فان در لوغت، قوله إن الأخير أبلغه بالحادثة.
وكان الأب فرانس قُتل مطلع الشهر الحالي بعد قدوم رجل ملثّم إلى منزله وأخرجه منه وأطلق عليه رصاصتين في رأسه في الطريق أمام المنزل. وترأّس الأب فرانس (75 عاماً) دير الآباء اليسوعيين في حمص، وهو اختار البقاء في حمص القديمة رغم الحصار، وذلك لمساندة السكان الذين أمضى برفقتهم قرابة خمسة عقود. وهو معروف جدا في حمص ويتمتع بشعبية كبيرة بين السكان من كل الطوائف.
وسبق للراحل أن أعلن في مقابلة أجرتها معه وكالة “فرانس برس” في 4 فبراير الماضي عبر “سكايب”، عدم نيته الخروج من المنطقة، قائلاً: “أنا رئيس هذا الدير، كيف أتركه؟ كيف أترك المسيحيين؟ هذا من المستحيل”. وانتقد المجتمع الدولي بسبب إهماله للأزمة السورية القائمة منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي أودت بأكثر من 150 ألف قتيل.
قتلى للنظام بحرستا وقصف عنيف لحلب واللاذقية
تكبدت قوات النظام السوري اليوم خسائر في الأرواح بمنطقة حرستا بـريف دمشق وحلب، كما سجل ناشطون وقوع قصف عنيف على أحياء بالعاصمة دمشق واللاذقية براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة إلى جانب البراميل المتفجرة، وسط اشتباكات عنيفة بمحيط ثكنة هنانو بحلب.
فقد أكد مركز صدى الإعلامي أن أكثر من عشرين عنصرا من قوات النظام السوري قتلوا إثر تفجير الجيش السوري الحر مبنى المهاجع التابع لإدارة المركبات العامة في حرستا بريف دمشق الشرقي.
ومن جهتها، قالت شبكة سوريا مباشر إن منطقة المجمع الصناعي بحي القدم جنوب دمشق تعرضت لقصف شديد بالمدفعية الثقيلة.
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة بساتين الزبداني، كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف بلدة المليحة.
وأعلن ناشطون أن مدينة داريا بريف دمشق الغربي تعرضت للقصف بالبراميل المتفجرة، مما أسفر عن دمار واسع واشتعال الحرائق بعدد من الأبنية.
وفي حلب، أعلنت شبكة شام وقوع اشتباكات عنيفة في محيط ثكنة هنانو بعد عملية تفجير لثلاثة من أبنية قوات النظام، والسيطرة على عدد آخر.
وتحدثت عن مقتل سبعة عناصر من قوات النظام في محيط الثكنة بالتزامن مع حدوث اشتباكات في منطقة السيد علي وحي سيف الدولة ومحيط قلعة حلب.
وردّ النظام بشن غارات جوية استهدفت محيط ثكنة هنانو والليرمون وعدة أحياء أخرى بحلب، كما قصف بالمدفعية الثقيلة أحياء الزبدية وكرم الجبل والسليمانة والجابرية والميدان وميسلون.
استهداف حمص
وقصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة والدبابات حي الوعر وأحياء حمص المحاصرة، كما أصاب القصف كلا من تلبيسة والرستن.
وذكرت شبكة سوريا مباشر أن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش الحر وقوات النظام على عدة محاور في أحياء حمص القديمة، مما أسفر عن مقتل ستة عناصر نظامية على جبهة وادي السايح.
وفي حماة، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة مدينة مورك بريف المدينة الشمالي.
ولقيت طفلة مصرعها وجرح عدد آخر بـدير الزور بعد غارة جوية استهدفت أطراف بلدة البوليل بريف المدينة الشرقي، بينما تحدث ناشطون عن سقوط قتلى في صفوف جيش النظام بعد اشتباكات عنيفة بمحيط مطار دير الزور العسكري.
وفي اللاذقية، تحدثت شبكة مسار برس عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش الحر وقوات النظام جراء الاشتباكات الدائرة في محيط جبل تشالما قرب مدينة كسب، كما تم قصف مدينة كسب ومحيطها.
وكانت قوات النظام جددت أمس قصفها على مدينتي حرستا بريف دمشق وكفرزيتا بريف حماة بغازات سامة، مما تسبب في وفاة طفلة وتسجيل حالات اختناق في صفوف مواطنين، بينما تواصل قصف مدينة حلب وحمص واللاذقية بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة.
وأكد مركز صدى الإعلامي أن النظام قصف مدينة حرستا بريف دمشق الشرقي بغازات سامة، وأوضح أنه تم تسجيل تسع إصابات اختناق وضيق تنفس.
كما ذكرت شبكة سوريا مباشر أن طفلة توفيت متأثرة بغازات سامة استخدمتها قوات النظام في مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي التي قصفت أيضا ببراميل متفجرة، بينما أعلن اتحاد التنسيقيات مقتل أربعة أشخاص أمس بمدينة دوما بريف دمشق على يد قوات النظام.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
المعارضة: قوات الأسد تستخدم الغازات السامة في حرستا
دبي – قناة العربية
أفاد ناشطون بوجود حالات اختناق في مدينة حرستا بريف دمشق، قالوا إنها نتيجة غازات سامة أطلقتها قوات النظام السوري على المدينة، للمرة الثالثة في أقل من شهر.
وأضافوا أن الأمر لم يقتصر على الريف الدمشقي فقط بل طالت البراميل المتفجرة المحملة بغاز الكلور السام الأحياء الشرقية الجنوبية من مدينة حماة وكفرزيتا ما تسبب في حالات اختناق بين صفوف المدنيين.
إلى ذلك صعدت قوات الأسد من حملتها العسكرية على دمشق وريفها حيث استهدفت أحياء القدم وجوبر وترافق ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي على الزبداني و أطراف المليحة وكفربطنا في الغوطة الشرقية.
وفي هذه الأثناء سقط عدد من الجرحى جراء البراميل المتفجرة على حيّي البياضة وباب النصر ومساكن هنانو في حلب تزامنا مع استهداف حي طريق الباب بالرشاشات الثقيلة وإلقاء البراميل المتفجرة على حي الليرمون، وما زالت الاشتباكات مستمرة في محيط فرع المخابرات الجوية في الزهراء.
كما أكدت مصادر في المعارضة بدورها أن قوات الأسد تنفذ حملة اعتقالات في صفوف بعض قادة مجموعات ما يعرف بـ”الشبيحة” بسبب رفضهم التوجه مع مجموعاتهم إلى جبهات القتال وإصرارهم على البقاء على الحواجز داخل حلب لضبط الأمن في الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام.
وبعد السيطرة على بلدات جبال القلمون ركز النظام عملياته العسكرية من جديد على حمص المحاصرة، حيث أفاد ناشطون أن قوات النظام استقدمت تعزيزات كبيرة استعدادا لعملية اقتحام واسعة.
وإلى ذلك سقط عدد من القتلى والجرحى جراء القصف العنيف على أحياء حمص القديمة والدار الكبيرة ومدينة حولة، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية أن الاشتباكات ما زالت مستمرة وبشكل عنيف في منطقة تشالما بريف اللاذقية كما تجدد القصف المدفعي والصاروخي على منطقة جبل الأكراد.
توتر في السويداء بعد تظاهرات احتجاج نظمها مشايخ دروز
دبي – قناة العربية
شهدت مدينة السويداء السورية هدوءاً مشوباً بالتوتر، بعد أيام على خروج تظاهرة غاضبة نظمها رجال دين دروز ضد من أسموهم “شبيحة” النظام .
أما سبب التظاهرة فكان جلب فرع الأمن لسيدة درزية إلى فرعهم، فارضين عليها تأدية (عَرَاضة) انتخابية للأسد، ما اعتبره رجال الدين إهانة لطائفتهم وتقاليدهم.
وفي التفاصيل، أن شبيحة النظام جلبوا المرأة التي تلبس زياً دينياً وحمّلوها صورة بشار الأسد في عراضة انتخابية راقصة. فكانت النتيجة أن هجم عدد من المشايخ الدروز على شبيحة المدينة، ومزقوا صور بشار الأسد، وحطموا أجهزة الصوت التي كانت تطلق الأناشيد البعثية، فرد الشبيحة باعتقال الشيخ الدرزي لورنس سلام.
وإثر الاعتقال خرجت تظاهرة تطالب بإطلاق سراحه، وطرد وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري. كما مزق المتظاهرون صور الأسد، فيما خلع بعض المشايخ اللفات عن رؤوسهم، في إشارة لاستعدادهم للموت من أجل الدفاع عن قيمهم.
ويبدو أن بشار الأسد متخوف من أي احتكاك مع أبناء السويداء، ما يمكن أن يؤدي إلى انتفاضة جديدة تعيد مشهد انتفاضة درعا، أعطى التوجيهات لأجهزته بتجنب الاحتكاك المباشر مع المتظاهرين المسلحين، والضغط في المقابل على مشايخ عقل الدروز الثلاثة لإقناع الأهالي بتسليم سلاحهم.
سوريا الأخطر عالمياً على الصحافيين
وكالات
أكدت “لجنة حماية الصحافيين” أن سوريا هي “البلد الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للصحافيين”، وذلك في تقرير سنوي لها تضمن قائمة بالدول التي قتل فيها صحافيون وظلت هذه الجرائم من دون محاسبة.
وعلى غرار العام الماضي، تصدر “مؤشر الإفلات من العقاب” الذي تصدره اللجنة، للعام 2014 العراق تليه الصومال والفلبين في حين حلت سوريا في المركز الخامس.
وقالت اللجنة في تقريرها إن “احتلال سوريا للمركز الخامس على قائمة المؤشر يظهر تصاعد أعداد الصحافيين المستهدفين بالقتل هناك، مما يشكل تهديدا جديدا للصحافيين العاملين في هذا البلد.
وتحتل سوريا أصلا موقع البلد الأخطر في العالم بالنسبة للصحافيين، نظرا للأعداد غير المسبوقة من حالات الاختطاف والمعدلات العالية لسقوط القتلى في المعارك وتقاطع النيران”.
وأضافت: “كان تجدد العنف في العراق والصومال والفلبين، إضافة إلى الإخفاق في إحالة حالات القتل السابقة إلى القضاء، عاملا في إبقاء هذه البلدان في خانة أسوأ ثلاث دول حسب المؤشر”.
العراق الأسوأ في حمايتهم
وأوضحت أن “العراق، الذي بلغت نسبة الإفلات من العقاب فيه مئة بالمئة في 100 حالة قتل، يحتل المركز الأول في الإفلات من العقاب، وهو مركز احتفظ به منذ أن برز هذا المؤشر إلى حيز الوجود عام 2008”.
وذكر التقرير بأن “الصحافيين العراقيين، الذين استهدفوا بأعداد حطمت الأرقام القياسية السابقة منذ الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 كانوا قد شهدوا فترة هدوء سنة 2012 وهي أول سنة تمر دون أن يقتل فيها صحافي واحد بسبب عمله. غير أن عودة جماعات مسلحة إلى ممارسة نشاطها في أنحاء مختلفة من البلاد أدى إلى تزايد حالات مقتل الصحافيين العام الماضي حيث وصلت إلى 10 حالات – تسعة منها جرائم قتل”.
وتابع التقرير أن “الصومال احتلت المركز الثاني كأسوأ دولة على مؤشر الإفلات من العقاب، وذلك للسنة الرابعة على التوالي. وقد وقعت أربع جرائم قتل جديدة عام 2013 لتزيد من خطورة الشواغل الخطيرة أصلاً بشأن أعداد الصحافيين الذين قُتلوا انتقاماً منهم لقيامهم بعملهم”.
وأوضحت اللجنة أن “مؤشر الإفلات من العقاب يحسب عدد حالات قتل الصحافيين التي لم تُحل كنسبة من عدد سكان الدولة”، مشيرة الى أنها هذا العام “قامت لجنة حماية الصحافيين بدراسة حالات قتل الصحافيين في كل بلد من بلدان العالم منذ عام 2004 وحتى عام 2013. وتعتبر الحالات بأنها لم تُحل عندما لا يُدان مرتكبوها. ويتم إدراج الدولة على قائمة المؤشر إذا بلغ عدد حالات القتل التي لم يحل لغزها فيها إلى خمس حالات فما فوق. وقد انطبق هذا المعيار على 13 بلداً هذه السنة، مقابل 12 بلداً في العام الماضي”.
وهذه الدول الـ13 هي: العراق (100 قضية لم تحل، بزيادة 9 قضايا) و الصومال (26، بزيادة 4) والفليبين (51، بزيادة 3) وسريلانكا (9) وسوريا (7 منذ 2012)، وأفغانستان (5 بدون زيادة) والمكسيك (16) وكولومبيا (6، بزيادة قضية واحدة) وباكستان (22) وروسيا (14، بزيادة 2) والبرازيل (9، بزيادة 3) ونيجيريا (5 منذ 2009) والهند (7، بزيادة 2).
“داعش” تقتل أميراً لجبهة النصرة وأسرته في سوريا
بيروت – فرانس برس
قُتل أمير جبهة النصرة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا على يد عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، ليل الثلاثاء الأربعاء، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن “4 مقاتلين من خلايا نائمة للدولة الإسلامية في منطقة حارم اقتحموا ليل أمس الثلاثاء إلى منزل في قرية رأس الحصن يسكنه أمير جبهة النصرة في محافظة إدلب أبومحمد الأنصاري”.
وأوضح أن المقاتلين قتلوا أبومحمد الأنصاري، وهو سوري الجنسية، إضافة إلى زوجته وطفلته، وشقيقه وطفلته، مشيراً إلى أن عناصر من النصرة لاحقوا الجناة واشتبكوا معهم، ما أدى إلى مقتل عنصر وقيام آخر بتفجير نفسه، في حين أُسر العنصران الباقيان.
وكانت القيادة العامة لتنظيم القاعدة أعلنت مطلع فبراير تبرّؤها من تنظيم داعش. وسبق لزعيم التنظيم أيمن الظواهري أن أكد أن جبهة النصرة هي ذراع القاعدة في سوريا.
ويخوض تنظيم داعش منذ مطلع يناير معارك عنيفة مع تشكيلات أخرى من المعارضة السورية المسلحة.
ووقفت جبهة النصرة إلى جانب مقاتلي المعارضة في بعض هذه المعارك التي أدت إلى مقتل قرابة 4000 شخص، وطُرد مقاتلي “داعش” من مناطق عدة في شمال سوريا لاسيما محافظة إدلب، إضافة إلى دير الزور في شرق البلاد.
معارك بحلب وقصف صاروخي على المليحة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
وقعت اشتباكات عنيفة قرب ثكنة هنانو في مدينة حلب، بينما استهدف الطيران الحربي محيط الثكنة بالصواريخ الموجهة بالتزامن مع الاشتباكات، و تعرضت بلدة المليحة بريف دمشق للقصف بأكثر من 15 صاروخاً من طراز أرض أرض.
وامتدت الاشتباكات بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة إلى محيط قلعة حلب وفرع المخابرات الجوية في جمعية الزهراء.
كما قصفت فصائل من المعارضة فرع الأمن السياسي في حي السليمانية بحلب بقذائف الهاون، بينما قصف الطيران الحربي مدينة حريتان بريف حلب بالبراميل المتفجرة.
وذكر نشطاء المعارضة أن عدداً من أفراد القوات الحكومية قتلوا جراء إلقاء براميل متفجرة “بالخطأ” على أحد مقارهم في الراموسة غربي حلب.
وواصل الجيش السوري قصف الأحياء المحاصرة في مدينة حمص.
وبث ناشطون تسجيلا مصورا يبين استهداف مقار الجيش الحكومي في محيط جبل “تشالما” في كسب بريف اللاذقية بقذائف الهاون، ولم يتسن لـ”سكاي نيوز عربية” التأكد من صحة التسجيل من مصدر مستقل.
وفي المليحة بريف دمشق، قال ناشطون إن الحملة العسكرية المكثفة، التي بدأتها القوات الحكومية منذ أسبوعين، لا تزال مستمرة، إذ وقعت اشتباكات على أطراف البلدة.
ريف دمشق تحت القصف
وأضاف نشطاء أن الأحياء السكنية في بلدة المليحة تعرضت لأكثر من 15 صاروخا من طراز أرض – أرض، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المناطق التي أصابتها الصواريخ.
وشهدت عدة جبهات في البلدة اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحكومي والحر بمختلف الأسلحة.
كذلك استهدف القصف الصاروخي والمدفعي مدنا وبلدات عدة في الغوطة الشرقية، بينها سقبا ودوما وداريا والزبداني.
وأشار ناشطو المعارضة إلى سقوط ما يزيد على 20 قتيلا من القوات الحكومية جراء تفجير مبنى المهاجع في إدارة المركبات في حرستا بالغوطة الشرقية بريف دمشق.
وكان ناشطون قد اتهموا الجيش الحكومي باستخدام غازات كيماوية سامة مجددا ضد المعارضة في حرستا الأربعاء، مشيرين إلى وقوع إصابات، من دون الحديث عن قتلى.
يشار إلى أن لجان التنسيق المحلية قالت إن 96 شخصا قتلوا في مناطق مختلفة من سوريا الأربعاء، معظمهم في دمشق وريفها وإدلب.
محلل أمريكي لـCNN: لم يكن للأمير بندر أصدقاء بأمريكا وغيابه سيحسن العلاقات
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال محلل سياسي أمريكي إن عدة عوامل سياسية وأمنية فرضت حصول التغيير على رأس جهاز الاستخبارات العامة السعودي، بإعلان إعفاء الأمير بندر بن سلطان من منصبه، بينها تعذر تنفيذ الرؤية السعودية في سوريا وبمواجهة إيران، إلى جانب التوتر الذي حصل في العلاقات بين أمريكا والسعودية.
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد ذكرت أن إعفاء الأمير بندر جاء بناء على طلبه الثلاثاء، علما أنه تسلم منصبه عام 2012، وقد سبق له أن تولى لمدة 22 سنة منصب سفير الرياض في واشنطن، واستمر في ذلك المنصب حتى عام 2005.
ويرى محللون أن بندر كان موكلا بمهمة وضع وتنفيذ الاستراتيجية السعودية في المنطقة، وخاصة بسوريا، وكان من بين أبرز الداعمين للمعارضة السورية المسلحة، وقد دافع طويلا عن طلب تسليح الجيش السوري الحر، ولكن جهوده تعثرت بسبب فتور الموقف الغربي حيال التدخل بسوريا ومن ثم تحسن العلاقات بين طهران والغرب، علما أن إيران هي أبرز حليف للنظام السوري حاليا.
وقال كريستوفر ديكي، محرر الشؤون الدولية لدى “ديلي بيست” في مقابلة مع CNN: “رغم أن الأمير بندر ظل سفيرا في أمريكا طوال 22 سنة، وكان له علاقات قوية للغاية مع آل بوش، غير أنه لم يعد له أصدقاء بمراكز القرار منذ ثلاث إلى أربع سنوات.”
وتابع ديكي قائلا: “كان بندر عدائيا جدا حيال إيران، حتى قبل تسلمه رئاسة جهاز الاستخبارات، وقد حاول أكثر من مرة تسجيل نقاط على حساب إيران ولكنه لم يوفق كثيرا إلى فعل ذلك.”
ولفت ديكي إلى التصريحات التي نقلت عن لسان الأمير بندر في اكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقوله إن الرياض تفكر في تحويل سياستها الخارجية بعيدا عن أمريكا. وعلق المحلل الأمريكي قائلا: “أظن أن العلاقات بين أمريكا والرياض ستكون أقل توترا بغياب بندر عن المشهد.”
المعارض السوري مناع مستمر نائباً لرئيس هيئة التنسيق
روما (17 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر قيادية في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي في سورية إن الرئيس السابق لفرع المهجر في الهيئة، هيثم مناع مازال نائباً للمنسق العام للهيئة وعضوا في مكتبها التنفيذي
وحسب تلك المصادر، فإن مناع لم يتخل عن العمل المعارض لصالح هيئة التنسيق وأنه قرر ترك منصبه كرئيس لفرع المهجر فقط لإتاحة المجال أمام شخصيات أخرى.
وكان فرع المهجر للهيئة قد انتخب قبل أيام خلف داهود رئيساً له بعد رفض منّاع الترشح أو التجديد لولاية ثانية، وقرر المجتمعون تسميته رئيساً فخرياً لفرع المهجر.
ووفق فرع المهجر، فإن الاجتماع الأخير ركّز بالإضافة إلى تغيير القيادات على ضرورة توسيع التحرك الدولي من أجل إصدار قرار من مجلس الأمن بوضع جميع المقاتلين غير السوريون خارج الشرعية الدولية، وضرورة تفعيل الحل السياسي باعتباره المخرج الوحيد من حالة الدمار والفوضى التي تعيشها سورية.
كما شدد الاجتماع على ضرورة تنشيط الاتصالات السياسية على الصعيد الإقليمي والدولي أثر تراجع اهتمام الدول المعنية بالملف السوري بعد الأزمة الأوكرانية.
المعارضة السورية تتهم قوات الأسد بتنفيذ هجوم جديد بالغاز السام
بيروت (رويترز) – اتهم ناشطون بالمعارضة السورية قوات الرئيس بشار الأسد بتنفيذ هجوم جديد بالغاز السام في العاصمة دمشق يوم الأربعاء ونشروا لقطات لأربعة رجال يعالجون على أيدي مسعفين.
وقال الناشطون إن الهجوم الكيماوي وهو الرابع الذي تتحدث عنه المعارضة هذا الشهر وقع في ضاحية حرستا.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من اللقطات أو من إدعاء المعارضة بسبب القيود المفروضة على عمل الصحفيين في سوريا.
وبث الناشطون تسجيلا مصورا بالفيديو على موقع يوتيوب يوم الأربعاء ظهر فيه أربعة رجال يتلقون العلاج بواسطة الأكسجين. وحدد صوت لم يظهر صاحبه في التسجيل التاريخ وقال إن قوات الأسد استخدمت الغاز السام في حرستا. ولم يقل ما إذا كان هناك قتلى.
وظهر أحد الرجال وهو يتقيأ على ما يبدو ويرتجف ويئن أثناء علاجه.
وقال الصوت المرافق للتسجيل إن أسلحة كيماوية استخدمت أيضا في حرستا يوم الجمعة.
وتوصل تحقيق للأمم المتحدة في ديسمبر كانون الأول إلى أن غاز السارين استخدم على الأرجح في جوبر في أغسطس آب وفي عدة أماكن أخرى منها منطقة الغوطة الخاضعة لسيطرة المعارضة في دمشق حيث قتل مئات الأشخاص.
وكان التحقيق يهدف فقط إلى تحديد ما إذا كانت الأسلحة الكيماوية استخدمت أم لا وليس تحديد من استخدمها. وتبادلت الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية خلال الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وينفي كل جانب اتهام الآخر.
وأثار هجوم الغوطة غضبا عالميا وهددت الولايات المتحدة بتوجيه ضربات عسكرية ضد دمشق لكنها تراجعت بعد أن تعهد الأسد بتدمير ترسانة أسلحته الكيماوية.
لكن الحكومة السورية لم تف بمهلة انتهت في الخامس من فبراير شباط لنقل كل موادها الكيماوية المعلنة والتي تزن نحو 1300 طن إلى خارج البلاد. ووافقت سوريا بعد ذلك على التخلص من الأسلحة بحلول أواخر ابريل نيسان.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 150 ألف شخص ثلثهم من المدنيين قتلوا في الصراع.
وعندما ذكر ناشطون بالمعارضة أن طائرات هليكوبتر أسقطت غاز الكلور على قرية كفر زيتا الخاضعة لسيطرة المعارضة يومي الجمعة والسبت قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور في حديث لمحطة إيه.بي.سي التلفزيونية إن الهجوم غير مؤكد حتى الآن.
وبث ناشطون يوم الأحد صورا وتسجيلا مصورا بالفيديو لما قالوا إنها قنبلة كلور بدائية الصنع لدعم المزاعم بأن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية في كفر زيتا وهو الهجوم الذي تلقي فيه الحكومة باللوم على المعارضة المسلحة.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)