أحداث الخميس 19 أذار 2015
الجيش السوري يسيطر على قرية استراتيجية شمال حلب
بيروت ــ رويترز
ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” ووسائل إعلام رسمية أن الجيش السوري سيطر اليوم (الأربعاء) على قرية شمال حلب، ما يعزز هيمنته على منطقة تستخدمها الجماعات المسلحة طريق إمداد إلى المدينة.
وقال المرصد إن “الجيش سيطر بدعم من مسلحين على قرية حندرات بعد اشتباكات عنيفة على مدى عشرة أيام مع جبهة النصرة (الجناح العسكري لتنظيم القاعدة) وكتائب إسلامية أخرى”.
وكان الجيش حاصر حندرات ومناطق أخرى إلى الشمال من حلب أواخر العام الماضي في محاولة لقطع خطوط الإمداد. وقال المصدر إن الاشتباكات لا تزال دائرة في القرية وحولها اليوم وإن الطيران الحربي نفذ عددا من الهجمات.
ومدينة حلب مقسمة بين الجيش السوري مدعوماً بمسلحين وبين مجموعة من الجماعات المسلحة منها جبهة النصرة وكتائب متشددون ومعارضون مدعومون من الغرب.
ويسعى مبعوث الأمم المتحدة لسورية ستافان دي ميستورا الى تفعيل وقف لإطلاق النار في حلب للسماح بدخول المساعدات الإنسانية المطلوبة هناك بشدة.
وذكر التلفزيون الرسمي أن الجيش سيطر على حندرات ومحيطها سيطرة كاملة بعد أن قضى على آخر “العناصر الإرهابية”. وأظهر تقرير لوكالة الأنباء الرسمية صورة لجنود سوريين وهم يرفعون بنادقهم وقبضات أيديهم احتفالاً.
تناقض أميركي – ألماني حيال مصير الأسد دمشق: هل كانت الطائرة الأميركية في نزهة؟
أكد المبعوث الأميركي الى الائتلاف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) جون آلن، أن الولايات المتحدة لا تزال تريد تسوية سياسية من طريق التفاوض في سوريا تستثني الرئيس بشار الاسد، لكن برلين الحليف الوثيق لواشنطن رأت أن المحادثات مع حكومة دمشق ربما لا تزال ضرورية.
ومع استضافة وزير الخارجية الألماني فرانك – فالتر شتاينماير محادثات للائتلاف ضمت آلن، بدا أن المسؤولين يتخذان موقفين متناقضين من سبل التعامل مع حكومة الأسد.
وقال آلن إن الأسد ليست له شرعية كحاكم. وأصدرت السفارة الأميركية في أنقرة بياناً في وقت متقدم الثلثاء جاء فيه ان آلن أجرى محادثات في العاصمة التركية وأنه “كرر أن موقف الولايات المتحدة من الاسد لم يتغير”. وأضافت :”تعتقد الولايات المتحدة أنه فقد شرعيته للحكم وأن أوضاع سوريا في ظل حكمه أدت إلى ظهور الدولة الإسلامية والجماعات الإرهابية الأخرى وسنواصل السعي إلى حل سياسي تفاوضي للصراع السوري لا يشمل الأسد في نهاية المطاف”.
لكن صحيفة “سودويتشه تسايتونغ” الالمانية نقلت عن شتاينماير ان “الطريق الوحيد لانهاء العنف هو المفاوضات من أجل حل سياسي حتى اذا جعل ذلك المفاوضات مع نظام الاسد ضرورية”.
ورفض شتاينماير وآلن تلقي أسئلة من الصحافيين في مستهل الاجتماع عن سبل تحقيق الاستقرار في العراق وسوريا بمجرد هزيمة “داعش” الذي وصفه شتاينماير بأنه “واحد من أبغض المنظمات الارهابية التي رأتها الانسانية على الاطلاق”. وقال إن المسؤولية الأولى عن تحسين الوضع في سوريا تقع على دمشق التي يجب أن توقف ما وصفه بأنه “عنف هائل” ضد شعبها. لكنه أشار الى خطر أن يزيد النجاح ضد المتشددين في العراق تعقيد الوضع في سوريا، قائلاً إن “قوة تنظيم الدولة الاسلامية زادت في سوريا وثمة خطر أن النجاح في العراق قد يدفع الدولة الاسلامية للعودة الى سوريا حيث أظهر الأسد حتى الآن قليلاً من لقتالهم”.
الطائرة الاميركية
على صعيد آخر، أعلنت دمشق انها اسقطت طائرة الاستطلاع الاميركية التي كانت تحلق ليل الثلثاء فوق منطقة اللاذقية، بعدما اشتبهت في انها تتولى “جمع معلومات أمنية وعسكرية” في منطقة ليست فيها مواقع لمقاتلي المعارضة أو التنظيمات الجهادية. وقال مصدر عسكري سوري عن سبب اطلاق النار على الطائرة: “بمجرد دخولها الاجواء السورية، نعتبر انها تسعى الى جمع معلومات أمنية وعسكرية عن الاراضي السورية. هل دخلت للنزهة؟”. وأوضح انه “لم يتم التعرف على الطائرة لدى رصدها”، لكن الجيش السوري “في جهوزية تامة للتعامل مع أي اعتداء أياً كان مصدره”، مشيرا الى ان “كل حالة يتم التعامل معها وفق معطياتها الخاصة. وهذه الحالة تم التعامل معها كهدف معاد”. ورجح ان تكون الطائرة “دخلت عبر الاراضي التركية”.
وقال مسؤول عسكري اميركي الثلثاء: “قرابة الساعة 17,40 ت غ الثلثاء، فقد المراقبون العسكريون الاميركيون الاتصال بطائرة من دون طيار غير مسلحة من طراز +ام كيو-1 بريديتور+ كانت تحلق فوق شمال غرب سوريا”.
واشنطن تريد خروج الأسد وبرلين مفاوضته
طمأن منسق التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» الجنرال الأميركي جون آلن أنقرة، أن واشنطن ما زالت تريد تسوية سياسية من خلال التفاوض في سوريا تستثني الرئيس بشار الأسد، لكن برلين أعلنت أن المحادثات مع الأسد ربما لا تزال ضرورية.
وذكرت السفارة الأميركية في أنقرة، في بيان أمس، ان آلن أجرى محادثات مع مساعد وزير الخارجية التركي فيريدون سينيرلي أوغلو في أنقرة، أمس الأول، حول «الجهود المشتركة لإضعاف وهزيمة داعش».
وثار غضب المسؤولين الأتراك بعد أن لَمَّح وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى إمكانية التفاوض مع الأسد لإنهاء النزاع الذي دخل عامه الخامس.
وأضاف بيان السفارة «جدد آلن التأكيد أن موقف الولايات المتحدة من الأسد لم يتغير، مشيرا إلى أن واشنطن تريد انتقالاً في سوريا لا يكون الأسد جزءا منه».
وقال آلن إن «الولايات المتحدة تعتقد انه (الأسد) فقد كامل شرعيته لحكم البلاد، وان الظروف في سوريا في ظل حكمه أدت إلى ظهور داعش وغيره من الجماعات الإرهابية». وأضاف: «نواصل السعي للتوصل إلى حل سياسي للنزاع في سوريا عن طريق التفاوض لا يكون الأسد جزءا منه في النهاية».
لكن صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» الألمانية نقلت عن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير قوله إن «الطريق الوحيد لإنهاء العنف هو عبر المفاوضات لأجل حل سياسي، حتى إذا جعل ذلك المفاوضات مع نظام الأسد ضرورية».
وقال شتاينماير، خلال محادثات للتحالف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في برلين بحضور آلن، إن «المسؤولية الأولى عن تحسين الوضع في سوريا تقع على دمشق، التي يجب أن توقف العنف الهائل»، لكنه حذر من أن النجاح ضد التكفيريين في العراق قد يزيد تعقيد الوضع في سوريا. وقال إن «قوة تنظيم الدولة الإسلامية زادت في سوريا، ويوجد خطر أن النجاح في العراق قد يدفع الدولة الإسلامية للعودة إلى سوريا، حيث أظهر الأسد حتى الآن قليلا من الحماسة لقتالهم».
من جهة ثانية، أعلنت دمشق أنها أسقطت طائرة الاستطلاع الأميركية فوق شمال اللاذقية، بعد أن اشتبهت بأنها تقوم «بجمع معلومات أمنية وعسكرية» في منطقة لا توجد فيها مواقع للمسلحين.
وقال مصدر عسكري سوري، ردا على سؤال لوكالة «فرانس برس» حول سبب إطلاق النار على الطائرة: «بمجرد دخولها إلى الأجواء السورية، نعتبر أنها تسعى إلى جمع معلومات أمنية وعسكرية عن الأراضي السورية. هل دخلت للنزهة؟».
وأوضح انه «لم يتم التعرف على الطائرة لدى رصدها»، لكن الجيش السوري «في جهوزية تامة للتعامل مع أي اعتداء أياً كان مصدره»، مشيرا إلى أن «كل حالة يتم التعامل معها وفق معطياتها الخاصة. وهذه الحالة تم التعامل معها كهدف معاد». ورجح أن تكون «دخلت عبر الأراضي التركية».
وقال مسؤول عسكري أميركي إن الطائرة من نوع «بريدايتور» غير مسلحة، فيما أعلن آخر أنها أقلعت من قاعدة في تركيا.
(«سانا»، أ ف ب، ا ب، رويترز)
مجلس الأمن يمنع الإتجار بآثار سوريا
أصدر مجلس الأمن الدولي، في شباط الماضي، القرار رقم 2199 الذي يمنع التعامل والاتجار بالتراث الثقافي السوري، ويهدف إلى تجفيف كل مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية. ويحظر القرار كل أشكال الاتجار بالآثار السورية، وهو يعكس تدابير مماثلة أصدرها مجلس الأمن الدولي منذ 10 سنوات في ما يتعلق بالاتجار بالآثار العراقية.
يذكر أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» ومجموعات مسلحة تولد دخلاً مادياً من خلال الانخراط بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات السلب والنهب وتهريب التراث الثقافي.
وكانت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، بالتعاون مع «اليونسكو» والمنظمات الثقافية، طالبت منذ العام 2013 بإصدار هذا القرار، وذلك في الاجتماع الدولي الذي عقد في عمان بمبادرة من مكتب «اليونسكو» في عمان حول التدريب الإقليمي لحماية التراث الثقافي السوري وقضايا الاتجار غير المشروع بالآثار.
«أم كامل» الأمريكية كانت تحاول تصوير الدفاعات السورية حين سقطت فوق اللاذقية
دمشق ـ «القدس العربي» من كامل صقر: مساء الثلاثاء اشتعل موقع «فيسبوك» بتعليقات من سكان مدينة اللاذقية الواقعة على الساحل السوري تتحدث عن انفجار حصل في سماء المدينة، أعقبه سقوط جسم يحترق، ليسقط لاحقاً في إحدى القرى المتاخمة للمدينة.
راحت تكهنات سكان المدينة تتحدث عن طائرة معادية أو منطاد تجسسي إسرائيلي أو تركي. بعد فترة قصيرة من لحظة سقوط الطائرة، أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن وسائل الدفاع الجوي السوري اسقطت طائرة استطلاع أمريكية في شمال محافظة اللاذقية الساحلية.
التلفزيون السوري عرض لقطات حطام الطائرة، ويبدو أنها من نوع MK1 ، وهي صناعة أمريكية صممت بداية بهدف أغراض التجسس فقط، ثم طورتها إسرائيل لتتحول إلى طائرة تجسسية هجومية تستطيع أن تحمل ذخيرة نارية وتحمل صواريخ شديدة الفاعلية وعالية الدقة تسمى أيضاً بـ «النسر الرمادي» يمكنها أن تحمل أربعة صواريخ جو – أرض من نوع Hellfire بالإضافة للقنابل الذكية من طراز GBU وتستخدم لتنفيذ مهام التجسس والقتال ذات المدى البعيد، وتستطيع الطيران لمدة أربعين ساعة بشكل متواصل. وتعتبر هذه الطائرة من أحدث الطرازات وقد دخلت الخدمة عام 2009.
وحسب مصدر عسكري سوري طلب عدم الكشف عن اسمه فإن الطائرة التي أُسقطت في سماء اللاذقية هي من طراز الطائرة الإسرائيلية نفسها التي أغارت على بلدة مزارع الأمل بريف محافظة القنيطرة جنوب غرب سورية في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي مستهدفة سيارة كان بداخلها قياديون من حزب الله ومعهم ضابط إيراني برتبة عميد هو علي الله الدادي. وتُعرف هذه الطائرة باسم «أم كامل» وفق ما كان سكان الجنوب اللبناني يسمونها، حيث خَيِروها كثيراً في العقود الماضية حيث كانت تل أبيب تطلقها باستمرار فوق الجنوب اللبناني لأغراض تجسسية ولتنفيذ عمليات اغتيال.
المصدر ذاته استبعد تماماً أن تكون الطائرة الأمريكية التي أُسقطت في مهمة تتعلق بمحاربة تنظيم داعش ضمن مهام قوات التحالف الدولي. وتحدث المصدر أنه من المحتمل أن تكون واشنطن بصدد محاولة استكشاف آخر تحديثات منظومة الدفاع الجوي السورية في المنطقة الساحلية، وكذلك من المحتمل وفق المصدر ذاته أن تكون الطائرة التجسسية في إطار مهمة تتعلق بالقاعدة البحرية الروسية في مدينة طرطوس لمسح هذه القاعدة والدور المحتمل الذي تؤديه في دعم الجيش السوري لوجستياً.
جنرال أمريكي: حلفاء لأمريكا ربما يرسلون جنودا إلى سوريا لدعم متدربي المعارضة
واشنطن- (رويترز): قال رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال راي اوديرنو أن بعض حلفاء الولايات المتحدة في القتال ضد متشددي تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا ربما يكونون على استعداد لإرسال جنود لمرافقة ودعم قوة من مقاتلي المعارضة السورية يخطط الائتلاف لتدريبهم واعادتهم الي سوريا.
وأبلغ اوديرنو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الامريكي يوم الاربعاء ان الجيش على علم بان قوة المعارضة السورية ستحتاج الى مساعدة ودعم حال إعادتها الى سوريا وانه يدرس أفضل السبل لتقديم تلك المساعدة.
وسئل اوديرنو هل القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد ربما تحاول على الفور القضاء على قوة المعارضة التي سيدربها الائتلاف فقال ان الحلفاء سيكونون حذرين بشان الاماكن التي سيرسل اليها مقاتلو المعارضة وما هي العمليات التي سيضطلعون بها في باديء الامر.
واضاف قائلا “ونحن ندرس استخدام تلك القوات حال تدريبها.. اعتقد ان علينا ان نكون حذرين للغاية بشان كيف سنفعل ذلك… اعتقد انه سيكون هناك بعض عناصر الدعم التي ستكون ضرورية لمساعدتهم.”
ولم يحدد اوديرنو نوع عناصر الدعم الذي ربما يكون ضروريا. وغالبا ما تستخدم الكلمة للاشارة الي جنود يقومون بمهام المخابرات والاستطلاع والاخلاء الطبي والاتصالات ومهام اخرى تدعم العمليات القتالية.
وقال اوديرنو انه بالنظر الى ان الغرض من انشاء قوة مقاتلي المعارضة هو التصدي لمتشددي تنظيم الدولة الاسلامية فان الحلفاء سيقومون بمسعى في باديء الامر لوضعها في مكان من غير المرجح ان تتعرض فيها لهجوم من جانب جيش الاسد.
وبدأ الجيش الأمريكي الشهر الماضي عملية لانتقاء اعضاء المعارضة السورية الذين سينضمون الي تدريب عسكري في معسكرات يجري انشاؤها في حوالي اربع دول في المنطقة.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية ان الحلفاء حددوا حتى الان حوالي 2000 مرشح من المعارضة السورية للتدريب.
ويأمل شركاء الائتلاف بتدريب 5000 إلى 5500 من اعضاء المعارضة السورية سنويا وان تكون البداية بقوة صغيرة قوامها 200 الى 300 متدرب لكل مجموعة.
اشتباكات عنيفة في حندرات الاستراتيجية بحلب وسط تقدم للنظام السوري
حلب- الأناضول: تدور اشتباكات عنيفة في هذه اللحظات بين فصائل المعارضة السورية، وقوات النظام على جبهة قرية حندرات الاستراتيجية شمال حلب، وسط تقدم للنظام الذي تمكن من السيطرة على اجزاء من القرية، بعد استهدافها بقصف كثيف بالطيران و المدفعية.
وأفاد القائد العسكري في الجبهة الشامية “أبو إبراهيم”، في تصريحات لمراسل الأناضول، أن “قوات النظام والمليشيات الشيعية المساندة له سيطرت على أجزاء من قرية حندرات نتيجة القصف العنيف”، مشيراً إلى أن “مؤازرات من الريف الشمالي لحلب وصلت لقوات المعارضة لاستعادة تلك الأجزاء”.
وكانت فصائل المعارضة تتقدمها الجبهة الشامية سيطرت على قرية حندرات بشكل كامل قبل نحو أسبوع، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.
تجدر الإشارة إلى أن النظام يحاول منذ أشهر حصار حلب عبر التقدم من جبهة حندرات دون أن يفلح في ذلك حتى الآن.
المراقب العام لإخوان سوريا: للجماعة مصالح مشتركة مع السعودية والخليج
مع الوسطية ورفض الغلوّ ويربط التطرّف بالظلم
اسطنبول ـ «القدس العربي» من حازم صلاح وسليم العمر: تحدّث الدكتور محمد حكمت وليد في لقاء خاص جمع المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بعدة جهات إعلامية في إسطنبول، عن الدور الذي تقوم به الجماعة في الثورة السورية، وتحدث عن الحرب الإعلامية والنفسية «الشعواء» التي تتعرض لها الجماعة حيث قال: جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة ضعيفة، ولكن الصورة الإعلامية والهالة التي توضع للجماعة حقيقة الأمر هي أكبر من الواقع، دعونا نعترف بتلك الحقيقة لكي نعرف كيف تسير الأمور وكيف نطور أنفسنا.
وأكد المراقب العام على أن جماعة الإخوان المسلمين هي جزء من الشعب السوري، وليست الوحيدة على الساحة، فالجماعة في النهاية فصيل سوري قد تكون الأقدم، والأكثر تنظيماً، ولكن لا تدعي تمثيل الشعب السوري بكل ألوانه وأعراقه، حيث قال «فنحن جماعة الإخوان المسلمين ولسنا جماعة المسلمين».
وأوضح أن الجماعة وبعد عدة مراجعات ثبت عندها بأن تصدّر المشهد السياسي، أو العسكري في سوريا، لن يكون في صالح الشعب السوري وثورته في نهاية الأمر، ولذلك وبغض النظر عن إمكانيات الجماعة التنظيمية فإنها لا تريد أن تهيمن على أي مؤسسة سياسية أو عسكرية، وإنما هي فصيل مشارك في هذه الفعاليات، وهذا الأمر تعتقده عن سابق تصميم وإصرار، واختارت أن تكون في الصف الثاني للمعارضة وفي ذلك حسب رؤيتها الخير للجماعة ولسوريا. وتابع حديثه «اتهامنا بمحاولة السيطرة على المؤسسات يعتبر اتهاما باطلاً، فالإخوان المشاركون في الائتلاف الوطني لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، ومن المستحيل لهذ العدد أن يهيمن على الائتلاف».
وتحدث الدكتور عن تاريخ الجماعة السياسي في سوريا حيث قال «سير الجماعة مشهود له على نصف القرن الماضي في سوريا، فقد شارك الإخوان المسلمون في العملية الديمقراطية في الخمسينات، وكان لهم ممثلون في المجلس النيابي ووزراء وهذا هو الفكر الإسلامي الوسطي الذي أسس له الدكتور مصطفى السباعي وصحبه الذي يرفض الغلو والتطرف».
وتطرَّق الدكتور حكمت أثناء حديثه إلى ما يسمى «التيار الاصلاحي الشبابي» في الجماعة المقابل لتيار «الشيوخ»، وعلل ذلك بمرور الجماعة بظروف هجرة صعبة خلقت شيئاً من الركود في الحراك السياسي، والتنظيمي تلك العقود أدت إلى شيء من الانقطاع بين الأجيال، جيل الشباب الذي لم يجد مكانه الحقيقي ولم يأخذ حقه في مؤسسات الجماعة، وجيل آخر يحاول الحفاظ على الجماعة، وهذا الأمر قد تنبهت له الجماعة وكان هناك توجه في ان يكون المسؤول الأول للجماعة من الشباب، وتوجه آخر في أن يكون للشباب مشاركة في إدارة الجماعة وليس بالضرورة أن يكون المراقب العام من الشباب، وهذا خلاف في الرأي محمود وديمقراطي، فالجماعة تمارس الديمقراطية الحقيقية في مؤسساتها، وأول قرارات المرشد العام الجديد للجماعة كان اختيار المهندس حسام الغضبان من الشباب نائبا للمراقب العام ليتشارك تيار الشيوخ والشباب في إدارة الجماعة.
وعند سؤال المراقب العام عن بوادر انفراج في علاقة الجماعة بالمملكة العربية السعودية في ظل القيادة الجديدة للمملكة قال «نشعر بوجود مصالح مشتركة بين السعودية وسوريا، فالخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص تعتبر عمقا استراتيجيا للمسلمين في كل أنحاء العالم، نعلم أنهم وضعوا الجماعة على لائحة الإرهاب، ونطلب منهم مراجعة ذلك فنحن لسنا جماعة إرهابية، لم نتلقّ أي أخبار صريحة عن تغيير هذا الموقف، ولكننا نأمل في أن تكون المرحلة القادمة مرحلة انفتاح على الجميع ومنهم الإخوان المسلمون».
وعن استراتيجية الإخوان في المرحلة القادمة قال الدكتور حكمت «استراتيجيتنا الداخلية تعتمد على الالتحام الأكبر مع الشعب السوري في الداخل، وقد أوصى مجلس شورى الجماعة على تخصيص 75% على الأقل من الإمكانيات البشرية والمالية للجماعة للداخل السوري وسيكون للشباب دور أكبر لما لهم من فاعلية ونشاط».
ومن جهة أخرى تحدث الدكتور محمد حكمت عن الصعوبات التي يواجهها الفكر الوسطي في سوريا بسبب وجود فكر الغلو، ولكنه علل ذلك بأن فكر الغلو فكر طارئ على الشعب السوري نتيجة الظلم الذي يشعر به السوريون من المجتمع الدولي والإقليمي، وهذا الظلم هو الذي أدى إلى وجود التطرف ولكنه لن يكون له وجود في المستقبل، والفكر الوسطي سيكون السائد مهما كانت الظروف.
نظام الأسد قاس ومجرم ولكن تنظيم «الدولة» مقرف ووحشي وقتاله أولوية
في «هيت»: يحظر تدريس الفلسفة أو ذكر نظرية التطور والديمقراطية… ولا مكان لأشعار الجاهلية في دروس العربية
إعداد إبراهيم درويش:
لندن – «القدس العربي»: حظيت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول ضرورة الحوار مع نظام بشار الأسد بالكثير من التعليقات حيث نظر إليها باعتبارها اعترافا بنظامه.
ورأت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها نوعاً من التخلي عن المأساة السورية وقالت إن السوريين يدفعون ثمن حل ملفات أخرى في المنطقة.
وأضافت أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما غسلت يدها من الأزمة السورية حتى لا تغضب طهران. وعلقت على مرور الذكرى الرابعة للثورة السورية حيث قالت إن البلد الذي خرج الناس لتغييره قبل أربعة أعوام لم يعد موجودا.
وترى أن تراجع الاهتمام العالمي ليس سببه حلحلة الأزمة بل «تنازل الولايات المتحدة والقوى الأخرى عن التزاماتها وواجباتها لمنع وقوع قتل جماعي». فإدارة الرئيس باراك أوباما التي أعلنت مرة أن منع حدوث جرائم إبادة هو من أولويات الأمن القومي «لم تتظاهر حتى بامتلاك استراتيجية لها في سوريا منذ انهيار مؤتمر جنيف قبل 13 شهرا.
ورغم أنها تقوم بتدريب وتجنيد الآلاف من السوريين لقتال تنظيم الدولة الإسلامية ـ لم تعلن الإدارة عن التزام حتى بتوفير الحماية لهم من هجمات نظام الأسد، ولم تحاول مساعدتهم لنقل الهجوم ضد الأسد في دمشق».
ويقول مسؤولون بارزون إن البيت الأبيض يخشى من ردة فعل عدوانية تأتي من إيران التي أرسلت عناصر ميليشيا من أجل الدفاع عن النظام. وتعتقد الصحيفة أن تصريحات كيري تعبر في الحقيقة عن موقف الإدارة الأمريكية الذي تبنته ومنذ مدة طويلة، أي الرأي الذي يدعو لمشاركة النظام في تسوية سياسية طالما لم يكن الأسد جزءا منها. وبحسب الصحيفة فقد اعترف كيري بطريقة تكتيكية كما فعل أكثر من مرة سابقا بأن هذا الحل ليس مجد بدون «زيادة الضغط على الرئيس الأسد». لكن الولايات المتحدة لن تمارس هذا الضغط ولهذا يأمل كيري بقيام إيران وروسيا بممارسته، ولا يوجد ما يدعونا للاعتقاد أنهما ستفعلان.
وفي هذا السياق تعكس تصريحات كيري السياسة الحقيقية للإدارة والتي تقوم على غسل يديها من سوريا حتى تتمكن من عقد صفقة منفصلة مع إيران حول ملف الأخيرة النووي وتتعاون معها لهزيمة تنظيم الدولة في العراق.
تحول في الموقف
ويعلق باتريك كوكبيرن في صحيفة «إندبندنت» أن تصريحات كيري تمثل تحولا كاملا في الموقف الأمريكي حيث طالبت إدارة أوباما في السابق برحيل الأسد. لكنها تفضل الآن هزيمة تنظيم الدولة على محاربة الأسد. ويوافق الكاتب على الموقف حيث يدعو القادة الغربيين لتحديد الأولويات. ففي العراق وجدت الولايات المتحدة نفسها في نفس الساحة إلى جانب إيران والحرس الثوري الجمهوري، المنظمة التي تعتبرها واشنطن إرهابية.
وفي السياق نفسه قارن كون غوغلين في صحيفة «دايلي تلغراف» بين وحشية النظام السوري وبربرية تنظيم الدولة وأيهما أولى بالمواجهة أولا. وتحدث في البداية عن سياسات حكومة ديفيد كاميرون التي أعلنت في أيار/ مايو عن زيادة المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية. وكانت لندن تأمل من هذا التحرك هزيمة نظام الأسد.
وقال كاميرون بعد لقائه مع أوباما أن الهدف من تقديم السلاح غير الفتاك مثل الستر الواقية والعربات العسكرية للمقاتلين السوريين هو «وضع ضغوط على الأسد حتى يعرف أن لا نصر عسكري» في الحرب.
ويضع الكاتب كلام كاميرون في سياق ذلك الوقت حيث كان الغرب يدعم الجيش السوري الحر الذي كان يرغب برؤيته منتصرا على الأسد، على الرغم من أن الجيش السوري الحر المكون من مجموعات من الفصائل المقاتلة لم تكن لديه الفرصة الجيدة للتنافس مع الجماعات الجهادية مثل تنظيم الدولة وجبهة النصرة اللتين حظيتا بدعم عسكري ومالي جيد. وبعد عامين يبدو أن بريطانيا وحلفاءها قد تخلو عن وهم التخلص من الأسد وهزيمته وقرروا التركيز على عدو أشد خطرا منه وهو تنظيم الدولة.
فبدلا من مساعدة المقاتلين السوريين وتسليحهم لقتال النظام السوري يعمل الغرب على تسليحهم حتى يقودوا المعارك ضد التنظيم في سوريا. وبحسب الجنرال ريموند أدرينو، قائد الجيش الأمريكي فقد بدأ العمل على تدريب المقاتلين في معسكرات بالأردن وتركيا.
وستنفق واشنطن 500 مليون دولار لتدريب 5.000 مقاتل سوري. ويأمل أدرينو أن تكون هذه القوة قادرة على فتح جبهة ضد تنظيم الدولة، وبالتالي الإطاحة بنظام الأسد. ويرى غوغلين أن هذا تحول مثير للاهتمام من الغرب ولكنه يدعو للحزن بعد سنوات من الحرب التي قتلت أكثر من 200.000 شخص. ويعلل أن الغرب دعم في البداية جهود الإطاحة بنظام الأسد من أجل بناء دولة ديمقراطية متعددة الأحزاب.
والآن يقاتل يائسا لمنع البلد من الوقوع في أيدي المتطرفين. وهذا هو الهدف نفسه الذي يسعى إليه الأسد. ويشير هنا إلى تلاقي مصالح مع الغرب بنفس الطريقة التي تلاقت فيها مصالح واشنطن مع طهران في العراق. ويعلق ان الأسد قد يكون ديكتاتورا قاسيا ارتكب جرائم بشعة لكن أولوية الغرب يجب ان تظل مركزة على إنهاء أساليب تنظيم الدولة المقرفة. ولكن كيف؟
في داخل «الدولة»
ففي الحلقة الثالثة من سلسلة تقاريره عن تنظبم الدولة يواصل كوكبيرن «إندبندنت» رحلته بالكشف عما يجري داخل «الدولة» ويتحدث عن وضع التعليم والثقافة في داخلها. ويحاول الكشف عن الكيفية التي استطاع فيها المقاتلون السيطرة على مدينة هيت قرب نهر الفرات. ففي تشرين الأول (أكتوبر) 2014 سيطر تنظيم الدولة على هيت وفي أقل من أربع ساعات.
وبالنسبة لسكانها السنة البالغ عددهم 100.000 نسمة فدخول الجهاديين البلدة جلب معه تغييرات لقيت دعما من البعض ومعارضة من آخرين. ومن بين من كانوا يعيشون في هيت في ذلك الوقت فيصل /35 عاما/ وهو موظف حكومي متزوج وله ولدان. فقد راقب فيصل التغيرات التي حدثت على البلدة الزراعية ومركز التقاء المواصلات خلال الأشهر الخمسة الماضية.
وهرب الشهر الماضي إلى إقليم كردستان ويقيم اليوم في العاصمة أربيل حيث قدم لمراسل صحيفة «إندبندنت» الظروف التي عاشتها مدينته في ظل حكم تنظيم الدولة وما تركه من آثار على هيت.
تفجيرات وخلايا نائمة
ويسرد فيصل الحكاية من أولها وكيف دخل مقاتلو تنظيم الدولة البلدة «سمعنا في الساعة الرابعة صباحا انفجارات. فقد فجر تنظيم الدولة قنبلة على نقطة التفتيش الرئيسية وبعد ذلك بدأ المقاتلون يشنون هجمات داخل وخارج المدينة، وهذا لأن بعض المقاتلين كانوا يقاتلون من الخارج، أما من كانوا في الداخل فهم من سكانها المحليين ممن كانوا ينتمون إلى خلايا نائمة.
وقام عناصرها بالهجوم على قوات الأمن العراقية، وسيطروا على كل مراكز الشرطة باستثناء مركزين قاوما حتى الساعة الخامسة صباحا وبعدها سيطر تنظيم الدولة بشكل كامل».
ويقول فيصل – وهذا ليس اسمه الحقيقي – إنه لم يجد مشكلة مع حواجز تفتيش الدولة حتى في الأيام الأولى لسيطرة الجهاديين على هيت لأن من كان يديرها هم جيرانه الذين يعرفهم. وكان معهم قائمة بالمطلوبين وأحيانا بطاقات هوياتهم.
وبدأت المعاناة عندما انقطع التيار الكهربائي، وهذا لأن التيار الذي يزود منطقة الأنبار يأتي من محطة توليد الطاقة الكهربائية في سد حديثة، أكبر السدود في العراق والذي يبعد 50 ميلا عن هيت.
وسيطر التنظيم على معظم محافظة الأنبار باستثناء السد. ويقول فيصل إن قطع الكهرباء جاء رد فعل انتقامي بسبب منع تنظيم الدولة بيع الطعام لسكان حديثة. وأثر قطع التيار الكهربائي على عدد من المشاريع التي تعتمد الطاقة الكهربائية مثل محطات تنقية المياه وهو ما أدى لانقطاع المياه. كان على الناس الحصول عليها من مياه نهر الفرات الملوثة. ولأن هيت تقع وسط مزارع فلم يشعر السكان بنقص في المواد الغذائية التي حصلوا عليها بأسعار معقولة. ورغم هذا فلم يكن كل السكان لديهم المال لشراء الطعام نظرا لتوقف العمل. والغريب أن موظفي الحكومة الذين ظلت تصلهم رواتبهم ضمن سياسة الحكومة للحصول على ولائهم هم من كان يستطيع شراء المواد الغذائية وفي الوقت نفسه لم يكن تنظيم الدولة راغبا بمنع هذا حتى لا يخسر الضريبة التي يجبيها منهم.
وقدم التنظيم بعض الخدمات للسكان مثل تعبئة اسطوانات الغاز التي تستخدم في العراق للطبخ حيث كان ينقلها إلى عاصمته الرقة في سوريا ويعبئها هناك.
يتدخلون في كل شيء
عبر فيصل عن حنقه على التنظيم بسبب تدخله في كل ملمح من ملامح الحياة في هيت «إنهم يدسون أنوفهم في التعليم والمساجد وملابس النساء والضرائب على المحلات والزكاة وغير ذلك من قضايا الحياة». وبحسب والدي فيصل فقد عينت الإدارة للتنظيم 2.000 شخص مهمتها تفتيش المحلات التجارية في المدينة وجمع الضريبة (الزكاة).
ويقول إن الجهاديين غيروا المقررات التعليمية قبل أن يعدوا أخرى بديلة عنها والتي تستخدم الآن في الرقة والفلوجة. وكل ما قام به مسؤولو التعليم في «الدولة» هو تعديل المنهاج الدراسي أو شطب مواد مثل الفلسفة وعلم النفس والاجتماع والدين المسيحي وطلبوا من مدرسي الرياضيات حذف أي سؤال يتحدث عن الديمقراطية والانتخابات. ويضيف أن مدرسي مادة الأحياء يمنعون من الحديث عن التطور، كما منع مدرسي اللغة العربية تدريس «أشعار الجاهلية».
ورغم توفر النفط ومشتقاته في هيت إلا أن أسعاره عاليه ورديء الجودة لأنها تأتي من الرقة، حيث تجري معالجة النفط المستخرج بطريقة بدائية ويتم تصديره للمناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم في العراق، و «يؤثر هذا النفط الرديء على محركات السيارت ومولدات الطاقة ويدمرها».
هذا عن المواد الأساسية لكن طريقة إدارة التنظيم للمناطق تتسم بالخوف والرهاب، فهناك خوف دائم من الهواتف المحمولة والإنترنت حيث يمكن استخدامها لتحديد موقع قادة التنظيم وقتلهم.
ورغم أن التغطية الهاتفية ظلت متوفرة حتى شهر شباط/ فبراير إلا أن التنظيم قام بتدمير اللاقطات عندما قاتل في قرية بلدة قريبة من هيت وهي البغدادي حيث خاف من الجواسيس ولهذا دمروها. وعليه فخدمة الإنترنت غير متوفرة في الأنبار منذ 8 أشهر مما دفع الناس لاستخدام هواتف الثريا التي يراقبها التنظيم.
ولو توفرت خدمات الإنترنت فهي موجودة في أماكن خاصة مثل تلك التي يراقبها جهاديو التنظيم. ويقول فيصل إنهم يتجسسسون على أجهزة الكمبيوتر ويعرفون ماذا تقرأ وما تشاهد ومع من تتحدث. وأضاف فيصل أن التنظيم قام باستبدال أئمة المساجد المحليين بأجانب معظمهم من السعوديين والتونسيين والليبيين وكذلك الأفغان. وتم تعيين بعض الأئمة لإلقاء خطبة الجمعة فقط، فيما عين آخرون للإمامة الراتبة. وعزل التنظيم أئمة من أصحاب الميول الصوفية ممن هربوا إلى بغداد أو مناطق الأكراد شمال البلاد. ويضيف كوكبيرن ان هناك الكثير من الأدلة عن قيام التنظيم بفرض أجندته الثقافية. فعلى أبواب الأسواق يقف رجال تابعون للتنظيم يحملون عباءات سوداء تجبر النساء اللاتي ليس بحوزتهن واحدة على شرائها.
هل ينضم السكان للتنظيم؟
يقول فيصل إنه يعرف الكثيرين من أبناء حيه ممن انضموا للجهاديين. ولا يحصلون إلا على رواتب قليلة لا تتجاوز 175.000 دينار عراقي، أي مئة دولار أمريكي. ولكنهم يقولون إن المبلغ كاف نظرا لحصولهم على مميزات أخرى مثل الوقود المجاني، إسطوانات الغاز والشاي والسكر والخبز وغير ذلك من المواد. ويضيف فيصل قائلا إن التنظيم لا يزال قويا من الناحية المادية «وصادر بيوت الموظفين في المحاكم والشرطة وقوات الأمن ممن فروا من هيت».
وتتم مصادرة البيوت بما فيها حسب قرار محاكم شريعة يترأسها عادة جهاديون من ليبيا وتونس. ويشرف على هيت قيادي عسكري يساعده حاكم شرعي ورئيس للأمن ومسؤول إداري. ويرى الكاتب أن رواية فيصل عن الحياة في ظل الدولة الإسلامية في مدينة هيت تشبه روايات أخرى جمعها من شهود عيان عاشوا في مناطق داخل «الدولة».
وتظهر الروايات كيف ضيع التنظيم ثقة الناس به بعد خروج الجيش العراقي الذي سئم الناس من ممارساته، وهناك حنق بسبب القيود والقوانين التي فرضها التنظيم على السكان والتي تتعارض مع التقاليد الإجتماعية في المنطقة، مثل فرض النقاب على النساء وإجبار السكان على صلاة الجماعة في المسجد وتدمير المزارات الدينية في الموصل مثل مسجد النبي يونس. وهناك مخاوف من التجنيد الإجباري لأبناء المدن والمناطق وهو ما دفع الناس للهرب من حكم تنظيم الدولة.
ورغم كل هذا فقد استطاع الجهاديون عبر السيطرة على المساجد والمدارس نشر أفكارهم وتجنيد أتباع جدد لهم. ومع ذلك تفصح الشهادات عن وجود دعم للجهاديين فبحسب كردي يدير محلا تجاريا في الموصل تحدث إليه الكاتب «فرغم الغارات الجوية ليل نهار إلا ان أعداد المقاتلين مع تنظيم الدولة في زيادة مستمرة».
ويقول طالب جامعي اسمه علي حسين مصطفى فر من الموصل إن العديد من مقاتلي التنظيم يتعاملون بطريقة جيدة مع السكان أفضل من معاملة الجيش العراقي لأهل الموصل.
ولكن السلوك الجيد ليس عاما بين المقاتلين وانتقد مصطفى تصرفات بعض المقاتلين الذين يضايقون النساء على نقاط التفتيش بسبب زيهن وعدم موافقته للشريعة. وفي المعنى العام يقول إن حكم تنظيم الدولة ليس أحسن وربما أسوأ من الحكومات التي مرت على الموصل منذ الغزو الأمريكي عام 2003.
نظريات مؤامرة
ويرى فيصل أن تصرفات تنظيم الدولة ستضر بالسنة على المدى البعيد. ويؤمن بنظريات مؤامرة حيث يرى أن التنظيم هو اختراع إيراني- أمريكي « وعندما تنتهي مهمته فسيغادر التنظيم المنطقة». ويرى معظم السنة الذين قابلهم الكاتب أن التنظيم لا يرغب ببناء دولة ولكن تدمير مناطقهم. ويرى فيصل أن بغداد ليست جادة في محاولاتها لطرد التنظيم «فطالما استمر الفساد ستفشل كل محاولات حل مشاكل البلد، بما في ذلك استعادة المدن التي يسيطر عليها التنظيم». وعن أثر الغارات الأمريكية يقول إنها «حدت من حركة التنظيم وأضعفته قليلا وليس أكثر». ويقول فيصل إن تصرفات تنظيم الدولة لا تقارن بتصرفات القاعدة قبله «أتذكر عندما كنا نواجه القاعدة في عام 2005 و 2006 فقد كان رجال القاعدة ملائكة مقارنة مع شياطين تنظيم الدولة.
وحدثت في هيت العديد من العمليات العسكرية ضد القاعدة قبل 10 أعوام لكن أحدا لم يفكر بالرحيل عنها. ويرى أن أي بديل عن التنظيم سيكون أسوأ منه.
حزب الله يذبح أربعة من «لواء الأنفال» ممن سلموا أنفسهم للدفاع الوطني في «السيدة زينب» في دمشق
هبة محمد
ريف دمشق ـ «القدس العربي» : أكدت مصادر ميدانية من داخل بلدة السيدة زينب القابعة تحت سيطرة «حزب الله» اللبناني، قيام ميليشيات «حزب الله» بقتل أربعة من مقاتلي «لواء الأنفال» ممن سلموا أنفسهم الشهر الماضي، للدفاع الوطني.
وفي التفاصيل قال الناشط الإعلامي ضياء محمد نقلاً عن مصادر إعلامية من سكان بلدة السيدة زينب إقدام عناصر تابعة «لحزب الله» على اعتقال أربعة مقاتلين من «لواء الأنفال» سابقاً، واقتيادهم إلى منطقة مقام السيدة زينب، وذبحهم بالسكاكين على أبواب المقام، وعلى مرأى من الناس، بحجة الثأر لمن يسميهم حزب الله «شهداء المقام».
وكانت قد شهدت الساحة السـورية في التاسع من شهر آذار/ مارس الجاري تقلباً هو الأول من نوعه على مستوى البلاد، ومعاكساً لما عهدته الثورة السورية ضد النـظام، حيث قام أحد التشكيلات التابعة للمعارضة السورية بتركها والاندماج مع ميليشيات «الدفاع الوطني» التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية جنوب العاصمة السورية ـ دمشق.
يترأس «لواء الأنفـال» الذي يترأسه عبد الله الرفاعي التابـع لـ «جبهة ثوار سوريا» بقيادة جمال معروف، انشق عن الجيش السوري الحر، والتجأ إلى القوات السورية النظامية بعتاده الميداني الكامل، وذلك في منطقة «الذيابية» جنوب العاصمة السورية دمشق.
وكشف قائد ميداني في المعارضة السورية المسلحة لـ «القدس العربي» خلال حديث خاص معه قائلاً: كان لدينـا دراية كاملة بعقد قائد الفصيل العسكري التابع لجبهة ثوار سوريا اتفاقاً مع النظام السوري للخروج وتسوية أوضاعهم وعقد مصالحة، وقمنا بمحاربته عدة مرات للحيلولة دون هذا الأمر، مضيفاً: «بعد مواجهات عدة مع هذا التشكيل، عقدنا اتفاقاً معه على الكف عن تسليم أنفسهم للنظام السوري، ووضعت إثر ذلك شروط نهائية، فإن كانوا يريدون الخروج إلى جانب النظام عليهم وضع أسلحتهم والخروج كمدنيين أو ما شابه، ولكنهم استغلوا الظروف الأخيرة عقب نشوب معارك بين جبهة النصرة وشام الرسول جنوب دمشق، ليهرب التشكيل العسكري مع قادته وعناصره بسلاحهم الكامل الخفيف، والثقيل عبر شارع 30 في جنوب دمشق، والالتحاق بقوات الدفاع الوطني المقاتلة إلى جانب النظام السوري».
قوات الدفاع الوطني والجيش السوري النظامي هللت لانشقاق الفصيل التابع للمعارضة السورية، واستقبلت المقاتلين المقدر عددهم بما يزيد عن ستين مقاتلاً، وقالت مصادر النظام إن العملية جرت سراً عقب تنسيق عالي المستوى استغرق تطبيقه عدة أشهر، وكللت العملية بالنجاح، وأضافت أن قوات الدفاع الوطني استغلت بنجاح منقطع النظير حال الاقتتال الداخلي الدائرة بين «جبهة النصرة والمعارضة السورية»، في منطقتي «بيت سحم وبيبلا» جنوب العاصمة السورية.
كما أوضحت مصادر النظام السوري أن العملية قام بها جهاز المخابرات في فرع «فلسطين» بدمشق، بتنسيق كامل مع قائد اللواء من جهة، وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، وأنه تم نقل العناصر وأسلحتهم الثقيلة والخفيفة إلى مساكن «الحسينية» الملاصقة لمنطقة السيدة زينب جنوب العاصمة، ريثما يتم دمجهم مع قوات الدفاع الوطني في دمشق وريفها.
معركة تحرير إدلب: نحو شمال خالٍ من الأسد/ عبسي سميسم
تبدأ فصائل المعارضة السورية المسلّحة في محافظة إدلب، أقوى معاركها على الإطلاق بهدف السيطرة على مدينة إدلب، وبالتالي طرد قوات النظام من محافظة إدلب بالكامل، لتكون المحافظة الثانية بعد الرقة الخارجة عن سيطرة النظام كمركز محافظة وريف، وتشترك معظم فصائل المعارضة في المحافظة بهذه المعركة التي تُعتبر حاسمة بالنسبة لها، وأهمها “جبهة النصرة”، حركة “أحرار الشام”، “جيش الشام”، و”صقور الشام”، بالإضافة إلى مؤازرة بعض الفصائل من خارج المحافظة كـ”جيش الإسلام”.
وتسعى فصائل المعارضة منذ سنوات لاقتحام مدينة إدلب، إلا أن محاولاتها كانت عبارة عن عمليات محدودة معظمها كانت تبوء بالفشل وتتسبب بالمزيد من القصف على السكان المدنيين في المناطق التي تنفذ منها العمليات. وقام بأولى العمليات لواء “شهداء إدلب” في بداية عام 2013، حين وصلت عناصر اللواء إلى الأحياء الشمالية من المدينة إلا أن اندفاعهم تسبب بمقتل أكثر من ستين عنصراً من اللواء وفشل العملية.
وكان آخر تلك العمليات، العملية التي قامت بها “جبهة النصرة” نهاية العام الماضي، واقتحمت خلالها قصر المحافظ من خلال انغماسيين مع عملية محدودة عزت الجبهة سبب فشلها إلى “جبهة ثوار سورية” التي اتهمتها “النصرة” بأنها ضربتها من الخلف واتخذت من هذا الأمر ذريعة للقضاء عليها.
وتبدو المعركة الحالية مختلفة عن المحاولات السابقة سواء لناحية الحشد الكبير في هذه المعركة أو لناحية العتاد الثقيل المستخدم، إذ تشهد المناطق المحيطة بمدينة إدلب انتشاراً غير مسبوق لعناصر المعارضة وتمركزاً لدبابات وعربات مدرعة ومنصات لإطلاق الصواريخ، تقابلها استعدادات كبيرة داخل مدينة إدلب من قبل قوات النظام التي راحت تدعم حواجزها بأعداد إضافية من الدبابات وببعض الدشم العسكرية، فيما طيرانها المروحي يقوم بضربات استباقية بشكل يومي لتلك المناطق، من خلال قصفها بالصواريخ والبراميل المتفجرة، تخللها إلقاء برميلين متفجرين يحتويان على غاز الكلور السام فوق مدينة سرمين، ما تسبب بمقتل عائلة كاملة اختناقاً (ثلاثة أطفال وأبوهم وأمهم)، وبرميل آخر على بلدة قميناس تسبب بعشرات الإصابات بضيق التنفس من دون أن يؤدي إلى وفيات.
ويؤكد مصدر خاص من “غرفة العمليات المشتركة” الخاصة بالمعركة، لـ”العربي الجديد”، أن هذه المعركة تهدف إلى السيطرة على مدينة إدلب وعزل مدينة الفوعة الموالية تمهيداً للسيطرة عليها، موضحاً أنها ستكون من أهم المعارك وأكبرها في محافظة إدلب منذ بداية الثورة، وأن المعارضين في حال نجاحهم بالسيطرة على مدينة إدلب ومعسكر المسطومة القريب منها، فإنهم سيقطعون خطوط الإمداد بالكامل عن كل المواقع العسكرية المتبقية للنظام في المحافظة عدا مدينة جسر الشغور (الواقعة على بُعد 40 كيلومتراً غرب إدلب)، والقريبة من خط إمداد الساحل.
ويكشف مصدر من “جبهة النصرة” لـ”العربي الجديد”، أن هذه المعركة ستُدار من خلال غرفة عمليات مشتركة تضم جميع الفصائل، موضحاً أنه تم إنشاء ثلاث غرف عمليات، اثنتان منها وهميتان وواحدة حقيقية، وأن إحدى هذه الغرف موجودة في مدينة سرمين التي تم استهدافها أمس الأول بالكيماوي، والتي من الممكن أن يكون وجودها، أحد أسباب استهداف المدينة.
ويشير المصدر إلى أن “النصرة” تُشارك بالعدد الأكبر من المقاتلين، إذ تدفع بنحو ثلاثة آلاف مقاتل في هذه المعركة بالإضافة إلى مشاركتها بعناصر انغماسية، من أجل فتح ثغرات في خطوط النظام، وأنه تم تقسيم محاور القتال بين الجبهات، إذ تتولى “النصرة” محاور غرب المدينة وبروما في الشمال الغربي، فيما تتولى حركة “أحرار الشام” المحاور شرق المدينة من طرف مدينة بنش، و”جيش الشام” شرق إدلب من طرف مدينة سرمين وتتولى “صقور الشام” محاور الجبهة الجنوبية.
واللافت في تسليح فصائل المعارضة، تزويد كافة العناصر المشاركة بالمعركة بكمامات حديثة مضادة للغازات السامة، تحسباً لاستخدام النظام الغازات السامة المحرّمة دولياً، وهو ما يدل على امتلاك فصائل المعارضة معدات عسكرية ووسائل حماية أكثر من السابق.
وفي حال نجاح المعارضة في السيطرة على مدينة إدلب ومعسكر المسطومة المحاذي لها والذي يضم مركز قيادة جيش النظام في المحافظة، يكون النظام السوري قد انتهى فعلياً من محافظة إدلب، عدا مدينة جسر الشغور، لأن المواقع المتبقية له في المحافظة ستسقط تلقائياً بسبب انقطاع خطوط الإمداد عنها، والبقاء على خطوط الإمداد الجوي التي لا تفيد كثيراً في حالة هذه المواقع، إذ يتبقى للنظام خمسة مواقع يتواجد فيها هي معمل القرميد ومطار أبو الظهور ومدينتا أريحا والفوعة وبلدة كفريا.
إلا أن وضع مدينة الفوعة وبلدة كفريا الشيعيتين والمواليتين للنظام واللتين تحتويان على أعداد كبيرة من عناصر “حزب الله” اللبناني والحرس الثوري الإيراني، قد يتحول إلى وضع أشبه بوضع نبل والزهراء المحاصرتين، إذ من المرجح أن تستميت إيران بالدفاع عنهما ومنعهما من السقوط، أو حتى منع مدينة إدلب التي تحميهما من الوقوع تحت سيطرة المعارضة، وبالتالي فهناك احتمال أن تشهد المنطقة استعمال النظام لمختلف الأسلحة المحرمة دولياً، وعلى رأسها السلاح الكيماوي لمنع سقوط المدينة.
ويرى المحلل العسكري الاستراتيجي العميد الركن أحمد رحال، أن الموازين العسكرية حالياً في إدلب لصالح المعارضة، كما أن “جبهة النصرة” وحركة “أحرار الشام” وتوابعهما متفرغون في إدلب منذ تحرير وادي الضيف ومعسكر الحامدية.
ويقول رحال لـ”العربي الجديد”، إن تحرير إدلب يعني تضييق الخناق على النظام في حلب، ويمهد لتحرير حلب وفتح جبهة حماة بسبب وجود عدد كبير من المقاتلين على جبهة إدلب يشكلون دعماً كبيراً لجبهتي حلب وحماة في حال تحرير المدينة، كما أن تحرير إدلب يعني فقدان النظام لكل الشمال.
وعن مصير بلدتي الفوعة وكفريا في حال تم تحرير المدينة، يشير رحال إلى احتمالين، إما أن ينسحبوا مع قوات النظام أو أن يتم ترحيلهم إلى بلدتي نبل والزهراء.
وشهدت المناطق المحيطة بمدينة إدلب والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة، حركة نزوح كبيرة للمدنيين، وخصوصاً بعد الضربة الكيماوية على مدينة سرمين، إذ يكشف ناشطون من مدينة بنش لـ”العربي الجديد” أن المدينة شهدت نزوح عدد كبير من العائلات باتجاه الريف الشمالي للمحافظة إلى المدن والبلدات الحدودية مع تركيا، بالتوازي مع حشود غير مسبوقة للمقاتلين والآليات العسكرية والمدرعات، موضحين أن طيران النظام لم يتوقف طوال اليومين الماضيين من التحليق فوق المدينة والذي تخلله قصف بالبراميل المتفجرة، أدى إلى سقوط عدد من الضحايا.
وفي مدينة إدلب التي تسيطر عليها قوات النظام، يؤكد مصدر من داخل المدينة لـ”العربي الجديد”، أن إدلب التي تشهد إغلاق جميع المنافذ المؤدية إليها عدا طريق إدلب اللاذقية، سادتها حالة استنفار لعناصر الجيش والشبيحة وتدعيم للحواجز المحيطة بالمدينة بعدد من الدبابات، كما شهدت حالة نزوح للمدنيين باتجاه اللاذقية.
ويقول المصدر إن الكثير من سكان مدينة إدلب الذين يمتلكون مدخرات مالية عمدوا لإيداعها في البنوك الموجودة في المدينة ونزحوا إلى اللاذقية كي يستلموها من هناك، مضيفاً أن حالة من الهلع تسود بين صفوف الشبيحة الذين باتوا يخافون من انسحاب الجيش باتجاه مدينة جسر الشغور وتركهم لمصيرهم أمام فصائل المعارضة.
شمال حلب: معارك كر وفر بحندرات “الاستراتيجية“
حلب ــ هيا خيطو
انسحبت فصائل المعارضة المسلّحة، اليوم الأربعاء، من بعض نقاط تمركزها في بلدة حندرات بريف حلب الشمالي بعد نحو عشرة أيام من سيطرتها عليها، إثر معارك مع قوات النظام ومليشيات أخرى تابعة لها، ترافقت مع قصف جوي ومدفعي عنيف، لكن مصدراً في قوات الرئيس السوري، بشار الأسد، قال إنهم “سيطروا عليها بشكل كامل”.
وأكّد الناشط الإعلامي، براء الحلبي، لـ”العربي الجديد” أن “كثافة القصف الجوي والمدفعي الذي تعرضت له، اليوم، بلدة حندرات، أجبرت الثوّار على الانسحاب من بعض نقاط تمركزهم فيها، في وقت لا تزال فيه الاشتباكات دائرة بين الطرفين هناك”.
من جهته، قال رئيس الدائرة السياسية لـ”الجبهة الشامية”، زكريا ملا لـ”العربي الجديد” إن “قوات النظام تقدّمت بشكل بسيط في البلدة، اليوم، وذلك بسيطرتها على مزرعة للأبقار ومنزل مجاور لها فقط، فيما تتواصل معارك عنيفة دون ورود أي أنباء عن قتلى أو جرحى حتى اللحظة”.
وترابط على جبهة حندرات عناصر من عدّة فصائل معارضة، أبرزها “الجبهة الشامية” و”جبهة النصرة” و”جيش المهاجرين والأنصار”.
ووفقاً لما أفاده عضو مكتب “الشامية” الإعلامي، أنس محمود، لـ”العربي الجديد”، فإنّه “من الصعب تحديد نتائج معركة حندرات الآن، وخصوصاً أنها لا تزال متواصلة، ومن الممكن أن تتغير موازينها في أي لحظة”.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء الحكومية “سانا”، صباح اليوم الأربعاء، عن مصدر في قوات النظام تأكيده “السيطرة الكاملة” على منطقة حندرات، مشيراً إلى أنّه “وباستعادة الجيش سيطرته الكاملة على منطقة حندرات، يكون قد قطع أحد أهم خطوط إمداد التنظيمات الإرهابية التكفيرية في مدينة حلب القادمة من الجانب التركي عبر طريق الكاستيلو”.
وكانت كتائب المعارضة قد سيطرت قبل نحو عشرة أيام على بلدة حندرات شمال حلب، بعد يوم من سيطرتها على تلتّين استراتيجيتين محيطتين بها، وهما تلتا المضافة وحندرات، ومنذ ذلك الحين كثفت قوات النظام من محاولات استعادتهما.
وبسيطرته على بلدة حندرات، يتقدّم النظام خطوة في طريق إحكام الحصار على مدينة حلب، وفصلها عن ريفها الشمالي، كما أنّه يمنع الثوّار من التقدم باتجاه بلدتي نبّل والزهراء المواليتين له.
نجوم سوريون دفعوا ثمن مُعارضة النظام: أين هم اليوم؟
ربيع فران
دفع عددٌ كبير من النجوم السوريين ثمناً لمعارضتهم نظام بشار الأسد. أوّلهم أصالة نصري، ابنة الشام، ومي سكاف ويارا صبري، اللواتي فضّلن الهجرة على العيش تحت رحمة نظام الأسد. بعد أربع سنوات من انطلاقة الثورة السورية، أين هم النجوم المعارضون اليوم؟
يصحّ القول إنّ جزءاً من أبطال الثورة السورية كانوا مجموعة من النجوم السوريين، انقسموا بين مؤيّد ومعارض بمختلف مهنهم وتخصصاتهم وأطيافهم، هم كانوا الأداة الأخرى المُحركة لمعرفة ما يحصل من ظلم وبؤس، خضع له الفنانون والناس في سورية لمدة تجاوزت الـ 40 عاماً.
تعدّدت المواقف السياسية بعد أحداث مدينة درعا عام 2011، فقد تفوّقت النجمة، أصالة مصطفى نصري، على جميع النجوم بموقفها الصارم المناهض للنظام والداعم للثورة منذ يومها الأول، يوم أعلنت تأييدها للثوار وللحريّة في بلدها، الأمر الذي دفع البعض لاتّهامها بالخيانة، لكنها أصدرت أغنية ضد بشار الأسد عنوانها “لو هالكرسي بيحكي” عام 2012، وهي ممنوعة من الدخول إلى سورية حتى اليوم.
أمّا يارا صبري، فقد انتقلت في البداية إلى تركيا ثم إلى دبي، بدوره يعتبر جمال سليمان أحد أشد المعارضين لنظام الأسد. كما دفعت الممثلة السورية، مي سكاف ثمناً باهظاً في معارضتها لنظام الأسد يوم اعتقلت ليُفرج النظام عنها لاحقاً. خلاصة القول، إن عدداً لا بأس به من النجوم المعارضين دفعوا ثمناً لمجرّد أنهم تاقوا، يوماً، إلى الحرية في سورية.
رستم غزالة: نجم لاهاي
صبحي أمهز
كرت سبحة الإفادات السياسية، التي أدلى بها بعض الشخصيات التي كانت من الحلقة المقربة من رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. بين كل تلك الإفادات، إضافة الى العلاقة بين النظام الأمني اللبناني – السوري، آنذاك والحريري، قاسم مشترك بارز، تردد إسمه في كل الجلسات، وشكل محور الإفادات، وأسئلة الإدعاء والدفاع، لما كان له من دور في تلك المرحلة.
سطع نجم رستم غزالة مرة أخرى، بعد أن ذاع صيته إنطلاقاً من لبنان إبان حقبة الوصاية السورية، وفي مرحلة خطيرة، تتزامن مع تنامي الحديث عن تصفيته أو ضربه أو مرضه، فيما الأكيد الوحيد أنه يرقد في المستشفى في حالة حرجة.
كان “أبو عبدو” في لبنان الحاكم بأمر النظام السوري. يتدخل في كل شاردة وواردة، من إنتخابات الرئاسة، وصولاً إلى أصغر التعيينات في الدولة، ومع تفنيد معظم الشهود العلاقة المضطربة بين الحريري والنظام السوري، كان غزالة محط إجماعهم لجهة تهديد الحريري والنبرة التي كان يتحدث بها معه، نتيجة سطوته وفائض القوة التي تمتع بها ونظامه في لبنان.
لم يكن حضور غزالة أو “المندوب السوري السامي” في تلك الفترة، حكراً على الإفادات فقط. في عرض تسجيلات صوتية، حصلت عليها المحكمة من محضر لقاء بين غزالة والحريري بحضور الصحافي شارل أيوب، بدا أن فريق الإدعاء خصص الكثير من وقته للبحث في حيثيات الدور الذي كان ممنوحاً لغزالة، وفي علاقته بالحريري.
في هذا السياق، يرى الخبير القانوني، والمتابع عن كثب لجلسات المحكمة، انطوان سعد عبر “المدن” أن “المسار العسكري والسياسي للأحداث المتعلقة بالأشخاص الأساسيين المرتبطين بملف إغتيال الحريري يوحي بأنه ستتم عملية تصفيتهم من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد واحدا تلو الآخر، خصوصاً أن السيناريوهات التي روج لها نظام البعث حول مصير غزالة تؤكد أنه حان وقت تصفيته لما يملك من معلومات أساسية حول عملية إغتيال الحريري”. ولفت إلى أن “التسجيلات الأخيرة التي بثت في المحكمة والتي تبرز التهديدات التي وجهها للحريري تعتبر دليل إدانة ليس لغزالة وحده بل لنظام الأسد برمته، لأن النظام السوري هو أول المستفيدين من موت غزالة كي يطمس حقائق قد تكون أفظع من التي تم عرضها أمام المحكمة حتى الآن، لا سيما أن غزالة كان يضع يده على أدق تفاصيل البلاد”.
من جهة أخرى، يرفض عدد من الشهود الذين أدلوا بإفاداتهم أمام المحكمة، بعد إتصال “المدن” بهم، الحديث عن أي شيء يتعلق بالموضوع، إلتزاماً بقانون المحكمة، لكن في المقابل هناك من يرى الأمور أوسع من ذلك. اذ تعتبر مصادر بارزة ومطّلعة عبر “المدن” أن “غزالة ورموز النظام السوري ليسوا هم آخر المتهمين، والأمر يتعدى غزالة، والخوف أن يكون هناك توجه لدى بعض الجهات لإلباس غزالة كل جرائم النظام السوري التي قام بها على الأراضي اللبنانية”.
وتلفت المصادر إلى أن “هناك جهات أدهى من غزالة قد تكون وراء الإغتيال”. وتشير إلى أن “إلباس غزالة، الذي يسوق لموته، لن يشكل تبرئة للنظام السوري من تاريخه الدموي في لبنان، بل ان سطوع نجم غزالة الذي قد يكون وافته المنية السياسية ليس إلا دليلا على التورط المباشر للنظام السوري في الإغتيال، من دون إغفال الدور الإيراني”، كاشفة أن “نجوم المحكمة في المرحلة المقبلة كثر”.
في لبنان، ومنذ تضارب الأنباء عن غزالة (عزله، تصفيته، ضربه، موته سريرياً)، ثمة همس في الأروقة السياسية يشير إلى رابط ما بين ما يتوارد من أنباء والمحكمة الدولية، خصوصاً وسط معلومات تفيد بأن غزالة كان قد صفّى جميع أعماله وممتلكاته وأمواله من لبنان.
في قراءة بسيطة لمجريات الأحداث، تتشابه روايات التصفيات والموت في جعبة النظام السوري. كل من له علاقة من قريب أو بعيد باغتيال الحريري، تمّ نحره. غازي كنعان أبرزهم، والعميد ابراهيم سليمان، الذي اغتيل في اللاذقية أحدهم، ربطاً مع مسلسل مقتل المطلوبين بعمليات أخرى أثناء تأديتهم لواجبهم الجهادي، كمحمود حايك المتهم بمحاولة إغتيال النائب بطرس حرب، فما الذي ستحمله الأيام القادمة وما هي الأسماء التي ستحملها القائمة؟
الائتلاف يطلب محاسبة النظام لاستخدامه الكلور بسرمين
العربية نت
اسطنبول: طالب الائتلاف الوطني المعارض في بيان صادر عنه بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بعد استخدام النظام السوري لغاز الكلور في مدينة سرمين بريف إدلب.
من جهتها، دانت منظمة العفو الدولي الهجوم وقالت إن استخدام النظام للأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً مرة أخرى بعد أن أفلت من العقاب من جريمة الغوطة ما هو إلا دليل على اصراره وتعمده قتل المدنيين العزل .
في حين طالبت المملكة العربية السعودية بتقديم مرتكبي جرائم الحرب في سوريا إلى العدالة الدولية ومنعهم من الافلات من العقاب.
يذكر أنه وفي سيناريو مأساوي مكرر لما حصل في الغوطة الشرقية ومقتل مئات الأطفال والنساء اختناقا بالغاز الكيمياوي، نفذ نظام الأسد هجومين جديدين ببراميل متفجرة محملة بغاز الكلور على مدينة سرمين بريف ادلب.
مكاتب الداخل في الائتلاف لمشاركة الفاعلين في القرار طالبة مجلس الأمن بتنفيذ التزاماته تجاه سوريا
بهية مارديني
يؤمن عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض محمد خير الوزير بأن الثورة ستنتصر، وبأنه لا بد بعد خسارة كل هؤلاء الشهداء ألا نفرط في دمائهم. ويذكّر بضرورة تطبيق مجلس الأمن القرار 2118، تحت الفصل السابع، وإحالة مجرمي الحرب إلى العدالة الدولية، في وقت أكد نجيب غضبان سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض في الأمم المتحدة بأن 95% من الضحايا قتلهم النظام.
بهية مارديني: قال محمد خير الوزير لـ”ايلاف” إن مواقف الائتلاف واضحة، ولا مهادنة فيها، وعلى رأسها رحيل الأسد. وشدد على “أن إسقاط رأس النظام وجميع المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري هدف رئيس للائتلاف الوطني، حيث يضمن ذلك الانتقال إلى نظام ديمقراطي مدني تعددي، يضمن حريات جميع المواطنين وحقوقهم”.
محمد خير الوزير ممثل الحراك الثوري في الائتلاف كان لافتًا أن يتعرّض منزله للقصف في دوما من قبل النظام مع ذكرى دخول الثورة السورية عامها الخامس بعدما فقد على يدي النظام خلال العام الماضي زوجته وعددًا من أقربائه. يحاول الوزير أن يوفق بين مكانب الداخل، ويعمل على التنسيق بينها وبين الائتلاف. ويقول “إن هذا عمل صعب، إلا أنه واجب وطني، فمكاتب الداخل تعمل بغزارة في المناطق المحررة”. أضاف إن الهدف الأسمى للمكاتب هو مشاركة من على الأرض في صناعة القرار السياسي.
متفرج لا أكثر
وأشار الوزير في لقائه مع “إيلاف” إلى استيائه نتيجة تخاذل المجتمع الدولي أمام ما يحدث في سوريا، وحمّل المسؤوليات والنتائج التي وصل إليها الوضع في سوريا إلى المجتمع الدولي ودول مجلس الأمن التي لا تحرك ساكنًا.
وقال: “تقاعس الجميع وعدم هبّهم لنجدة السوريين، وعدم اتخاذ قرار ينهي المأساة السورية، ومحاسبة مجرمي الحرب ومرتكبي جرائم الإبادة التي نتعرّض لها، ساهم في تشجيع الأسد على الاستمرار في ارتكاب جرائمه”.
وحول ما جرى في سرمين ريف إدلب واستخدام الأسد غاز الكلور طالب الدول بتطبيق قرارات مجلس الأمن في مواجهة مستخدمي السلاح الكيميائي، وخاصةً ما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 لعام 2013، وما تضمنته الفقرة 21، والتي نصت على فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، في حالة عدم الامتثال إلى هذا القرار، بما يشمل نقـل الأسلحة الكيميائية من دون إذن، أو استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
مناشدة لتطبيق 2118
وأشار إلى أن الائتلاف الوطني السوري طالب باجتماع طارئ وعاجل لمجلس الأمن الدولي لوضع القرار 2118 موضع التنفيذ، وتحت الفصل السابع، وإحالة مجرمي الحرب إلى العدالة الدولية.
محمد خير بن سعيد الوزير الحسني حاصل على ماجستير شريعة، وهو طالب دكتوراه في جامعة إريس في تركيا، ومؤسس مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، وعضو المجلس الوطني، ومدير تنفيذي لمنظمة عدالة لحقوق الإنسان، وعضو الائتلاف الوطني ورئيس دائرة مكاتب الداخل.
من جانبه أكد نجيب غضبان سفير الائتلاف الوطني السوري المعارض في الأمم المتحدة “أنه بدخول الأزمة السورية عامها الخامس يتعيّن على مجلس الأمن تدارك فشله في سوريا”. واعتبر غضبان في رسالة وجّهها إلى مجلس الأمن الأثنين الماضي أن مجلس الأمن فشل في التأثير في الأزمة السورية، وفشل في تفعيل قراراته، التي قال إنها لم تسهم حتى في إبطاء معدلات القتل.
حذف إيران وحزب الله
لكنه لفت في الوقت نفسه إلى أن “قرار المجلس رقم (2118) ساهم في تقليل السلاح الكيميائي في سوريا”. واتهم غضبان النظام السوري بقتل “أكثر من 95 في المئة من المدنيين في سوريا”.
في غضون تلك التحركات، كان لافتًا، ومع دخول الثورة عامها الخامس، حذف تقرير سنوي، نشر حديثًا، وصدر من مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، حذفه إيران وحزب الله اللبناني، من قائمة التحديات “الإرهابية” التي تواجه الولايات المتحدة.
التقرير، الذي قدمه مدير الاستخبارات جيمس كلابر إلى مجلس الشيوخ الأميركي، صدر في 26 شباط (فبراير) الماضي، وكشفت النقاب عنه صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أخيرًا، وأشارت إلى أن سبب حذف إيران هو جهودها في محاربة تنظيم “داعش”.
وذكر التقرير حزب الله مرة واحدة، لكنه أشار إلى التهديدات التي يواجهها من جماعات متشددة، مثل “داعش” و”جبهة النصرة”، بينما دان طهران فقط لدعمها النظام السوري.
سوريا.. سر إقالة مدير الأمن العسكري وضرب رستم غزالي
العربية.نت
أكدت مصادر لبنانية مقربة من النظام السوري لـ”العربية” قيام بشار الأسد بإقالة مدير شعبة الأمن العسكري اللواء رفيق شحادة، أو ما يعرف بالمخابرات العسكرية.
وتأتي عملية الإقالة على خلفية قيام عناصر تابعين لجهاز شحادة بضرب اللواء رستم غزالي، ما أدى إلى دخوله المستشفى في حالة خطرة. وقد عين الأسد محمد محلا مكان شحادة في قيادة شعبة الأمن العسكري، وأبقى غزالي في موقعه، بحسب المسؤولين اللبنانيين المقربين من النظام.
وكان منزل غزالي في درعا أحرق بيد قوات النظام من دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
إصابة رستم غزالي
أما لجهة خبر دخول غزالي المستشفى، فعلى الرغم من أن لا شيء مؤكداً حتى الآن فإن العديد من وسائل الإعلام المختلفة وتحديداً اللبنانية تحدثت عن خلاف حاد نشب بين رفيق شحادة، ورئيس فرع الأمن السياسي، رستم غزالي.
وفي التفاصيل أن غزالي اصطدم بشحادة خلال اتصال هاتفي معه، فجرى حديث صاخب بين الرجلين ما أدى إلى قطع الاتصال، فما كان من غزالي إلا أن عاود الاتصال بشحادة ليعلمه بقدومه إلى مكتبه في فرع الاستخبارات العسكرية، وما إن وصل غزالي إلى مركز الفرع حتى تم توقيفه لساعات من قبل عناصر المخابرات وتعرّض لضربٍ مبرحٍ ما استدعى نقله إلى المستشفى”.
في المقابل، تردد العديد من الأنباء عن نية نظام الأسد التخلص من غزالي، لاسيما بعد أن كشفت المحكمة الدولية التي تستمع لشهادات الشهود في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري تسجيلات صوتية دارت بين الحريري وغزالي.
وكان الأمين القطري السابق لحزب البعث الوزير اللبناني السابق فايز شكر قال في مقابلة تلفزيونية إن غزالي يعاني من مرض الضغط وقد “دعس دعسة ناقصة”، بمعنى أنه تعثر ووقع على الدرج، فدخل المستشفى، إلا أنه يتماثل للشفاء.
يذكر أن القيادة القومية في حزب البعث العربي الاشتراكي ومقرها سوريا، قررت في 16 من الشهر الحالي، حل القيادة القطرية اللبنانية واعتبار كل ما اتخذته من إجراءات تنظيمية وما نتج عنها من ممارسات تتناقض والنظام الداخلي للحزب لاغية، وتشكيل قيادة قطرية جديدة ومؤقتة من عبدالمعين غازي وأديب الحجير.
مراقب إخوان سوريا يدعو “النصرة” لترك القاعدة: فكر داعش مختلف ومشروع إيران مذهبي.. والسعودية احتضنتنا لعقود
اسطنبول، تركيا (CNN) — استنكر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، محمد حكمت وليد، تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأخيرة، التي دعا فيها إلى التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، وندد بإيران متهما إياها بامتلاك مشروع مذهبي في المنطقة، وأشاد بالسعودية التي وصفها بأنها “عمق استراتيجي” داعيا إياها إلى مراجعة موقفها من الجماعة.
مواقف وليد جاءت خلال لقاء إعلامي عقده بمدينة اسطنبول التركية، وصف فيها تصريحات كيري حول التفاوض مع الرئيس السوري، بشار الأسد، بأنها “مفاجئة وسلبية ومستنكرة” ورفض ربط الإخوان بالتطرف قائلا إن فكرهم “وسطي” وأن الأعمال الوحشية بسوريا “ليست من منهج وفكر الإخوان” بينما يدعو داعش لـ”فكر غال” يختلف كثيرا عن الجماعة.
وحول موقف الجماعة من جبهة النصرة، قال وليد إنّ الجبهة “تعلن ارتباطها بتنظيم القاعدة بشكل معلن، معتبراً أنّ النصرة ستعطي مؤشراً إيجابياً إذا قامت بإجراء مراجعات فكرية وفكّت ارتباطها بالقاعدة”، الأمر الذي قال إنه “يصبّ في مصلحة الثورة،” وفقا لنص الحوار الوارد على موقع الجماعة.
وفي إجابته على سؤال حول الرسائل بين الإخوان والمملكة العربية السعودية، قال وليد إن السعودية استضافت الإخوان طوال عقود الخمسينات والستينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي، مشيراً إلى المشاركة الإيجابية للإخوان في المجتمع السعودي.
وأشار وليد إلى وجود ما وصفها بـ”المصالح المشتركة بين الإخوان والسعودية ودول الخليج عموماً، وهي مصالح استراتيجية، كما هو الحال مع تركيا،” كما اعتبر أنّ الخليج والسعودية خصوصاً “عمق استراتيجي للمسلمين في كل أنحاء العالم” معتبرا أن وضع السعودية والإمارات للإخوان على قائمة الإرهاب “يحتاج إلى مراجعة” وإن كان قد نفى تلقي أي إشارات بتغيير الموقف السعودي، معبّراً عن أمله أنّ تشهد المرحلة القادمة في السعودية انفتاحاً على الجميع.
وندد وليد بإيران، قائلا إن هدفها في المنطقة “ليس حماية بشار الأسد فقط، وإنّما لها مشروعها المذهبي،” مشيراً إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين بأنهم يقاتلون في دمشق لحماية طهران، وأنّ بقاء بشار هو أحد دعائم المشروع الإيراني.
هيومن رايتس ووتش: ميليشيات شيعية دمرت عشرات القرى السنية ونهبت الثلاجات وأجهزة التلفزيون والملابس
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — اتهمت هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته الخميس، المليشيات والمقاتلين المتطوعين، وقوات الأمن العراقية بالمشاركة في عمليات سلب ونهب وتدمير ممتلكات السنة في المناطق التي دخلتها بعد انسحاب داعش منها، ناقلة عن شهود وقائع السلب والتدمير التي شملت عشرات القرى.
ودعت المنظمة الحكومة العراقية لكبح جماح الميليشيات مشيرة إلى أن تقريرها يعتمد على زيارات ميدانية وتحليل صور الأقمار الصناعية، ومقابلات مع الضحايا والشهود. وذكرت المنظمة أن الأدلة أشارت إلى تدمير قريتين اثنتين عن بكرة أبيهما. وقالت المنظمة إن بعض الهجمات كانت مخططة “مما يثير الشكوك بشأن ما إذا كانت الهيئات الحكومة السياسية والعسكرية التي تشرف على الميليشيات هي المسؤولة عن التخطيط للهجمات”.
ولفتت المنظمة إلى حادث آخر يتعلق بالهجوم على مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين، ونقلت عن صحيفة نيويورك تايمز تسجيلها لحادثة انتهاك مزعوم من قبل الميليشيات، بما في ذلك حرق المنازل في البلدة حيث يُعتقد أن السكان قد شاركوا في المذبحة التي راح ضحيتها ما لا يقل عن ألفٍ من الجنود والمجندين في يونيو/حزيران الماضي.
ونقلت عن الشهود، وبينهم شيوخ وضباط في البيشمرغة الكردية قولهم أنهم رأوا الميليشيات تنهب القرى المحيطة بآمرلي بعد انتهاء الهجوم ضد داعش ومباشرة قبل تدمير الميليشيات للمنازل في البلدة. وقالوا إنهم رأوا أفراد الميليشيات يأخذون المقتنيات ذات القيمة – مثل الثلاجات، وأجهزة التلفزيون، والملابس، وحتى الأسلاك الكهربائية – خارج المنازل، قبل إضرام النيران في المنازل.
وقال سكان لـ هيومن رايتس ووتش إن الميليشيات، التي أمكن التعرف إليها عن طريق المركبات والشارات على أنها تضم فيلق بدر، وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وسرايا طلائع الخراساني، دمرت، جزئيا أو كليا، العديد من القرى. وقال ضباط من قوات البيشمركة الكردية التي انضمت إلى الحكومة في عملية آمرلي لـ هيومن رايتس ووتش إنهم رأوا 47 قرية دمرتها الميليشيات ونهبت فيها المنازل والمحال والمساجد والمباني العامة.
في رسالة في 12 مارس/آذار، رد مكتب رئيس الوزراء العبادي على خطاب من هيومن رايتس ووتش حول النتائج الرئيسية للتقرير. مقرا بوجود “بعض الأخطاء الفردية التي لا تمت بصلة إلى سلوك الحكومة العراقية”. وأشار الرد إلى أنه كانت هناك اعتقالات في عدد من تلك الحالات الفردية، لكن الضحايا المزعومين لم يظهروا أمام المحكمة لتقديم شهادتهم بشأن مزاعمهم.
ودعت هيومن رايتس ووتش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لأن يوثق علنا الجرائم التي ترتكبها الميليشيات وقوات الأمن ضد المدنيين فضلا عن جرائم جماعة داعش. وطالبت على الدول التي تقدم مساعدات عسكرية إلى العراق، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيران، أن تشترط على الحكومة أن تظهر بأنها تتخذ خطوات فعالة لوضع حد للجرائم الخطيرة جدا من جانب الميليشيات
مصادر: الولايات المتحدة ترفض دعم جيش وطني للمعارضة السورية
اسطنبول (18 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى إن الولايات المتحدة رفضت تمويل ودعم تشكيل جيش وطني دعا إليه وزير الدفاع في حكومة الائتلاف الوطني السوري المؤقتة اللواء سليم إدريس، مقابل دعمها لمقاتلين مختارين من مخيمات العسكريين في تركيا.
وأذكرت المصادر أن “الإدارة الأمريكية رفضت الفكرة التي تحدث عنها اللواء إدريس وقررت ألا تدعمها، وبناء عليه فإنه لم ولن تُقدّم له أي مساعدة بهذا الهدف”، وفق تأكيدها.
وأضافت “الموقف الأمريكي لا ينطلق من مبدأ رفض دعم المعارضة مقابل دعم النظام، فالولايات المتحدة اتّخذت قرارها بأنه لا مكان للأسد في سورية، لكن الولايات المتحدة لا ترى بهيئة الأركان أو الجيش الوطني المُقترح حلاً للأزمة، وقررت دعم عسكر اختارتهم بشكل إفرادي من مخيمات اللجوء المخصصة للعسكريين في تركيا لتعمل على تدريبهم وإرسالهم إلى داخل سورية”، حسب توضيحها.
وتتقاطع هذه المعلومات مع أخرى قالها أحد كبار قياديي الائتلاف لوكالة (آكي) بأن الولايات المتحدة أوقفت دعمها ليس فقط لمؤسسة الأركان ووزارة الدفاع، بل لمجمل الحكومة السورية المؤقتة وللائتلاف.
وكان اللواء إدريس قد أعلن مطلع شباط/فبراير الماضي عن بدء العمل على تشكيل جيش وطني موحد قوامه ستون ألف مقاتل يضم كل القوى الثورية العسكرية السورية المعارضة للنظام في دمشق ويعمل وفق الأنظمة والقوانين الدولية. وذكر حينها أن آليات التنفيذ جاهزة وتم الانتهاء من الخطوات التنظيمية الأولى، دون أن يشير إلى أن هذه الفكرة تنتظر الموافقة والدعم الأمريكي
المقاتلون الآشوريون ينسحبون من قراهم لصالح تنظيم الدولة
روما (18 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مقاتلين آشوريين في شمال شرق سورية أن غالبية مقاتليهم انسحبوا من جبهة تل تمر ومن القرى الآشورية بعد سقوط قرى منتشرة على ضفتي نهر الخابور بيد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) نهاية شباط/فبراير الماضي، وتبقى عدد قليل من المقاتلين الآشوريين متواجدين في بلدة تل تمر شبه المحاصرة من قبل مسلحي التنظيم
وحول أسباب الانسحاب قالت المصادر العسكرية الآشورية “هذا يعود بشكل أساسي لإمكانياتهم العسكرية والبشرية المحدودة والسلاح المتواضع والخفيف والذخيرة القليلة مقارنة مع إمكانيات وقدرات تنظيم الدولة (داعش) الذي غزا القرى الآشورية بأعداد كبيرة”. وأضافت “وجد المقاتلون أنفسهم وحيدين في هذه المعركة وهي الأولى لهم في مسار الحروب السورية الطويلة، فلا الجيش السوري القريب من القرى الآشورية تحرك لمؤازرة الآشوريين والدفاع عنهم ووقف زحف (داعش) على قراهم، ولا طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة تدخّلت بشكل جدي وفاعل لضرب مواقع مسلحي (داعش) وإجبارهم على الانسحاب”، على حد وصفها
وأفادت المصادر بأن قوات حماية الشعب الكردية التي كانت متواجدة في المنطقة بأعداد قليلة سرعان ما تراجع مقاتلوها وانسحبوا من القرى الآشورية إلى بلدة تل تمر مع هجوم (داعش) المباغت فجر 23 شباط/فبراير. والقوات الكردية هي القوة الرئيسية الوحيدة حالياً التي تتصدى لهجمات (داعش) على بلدة تل تمر الاستراتيجية والمهمة لكل أطراف الصراع، حيث تشكل خط الدفاع الأول عن بلدة عامودا السورية الكردية الحدودية مع تركيا فضلاً عن أن تل تمر تُشكّل عقدة طرق رئيسية على الطريق الدولي الواصل بين مدينة حلب والحدود العراقية السورية من جهة الشرق ومع جميع المدن والبلدات محافظة الحسكة