أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 21 تشرين الثاني 2013

المعارضة تتهم النظام بعرقلة «جنيف 2»

لندن، باريس، نيويورك، إسطنبول، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بعرقلة انعقاد مؤتمر «جنيف 2» بتصعيده العمليات العسكرية واعتقال أحد أعضاء وفد «معارضة الداخل» إلى المؤتمر، في وقت ربط رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا زيارته إلى موسكو بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وصد مقاتلو المعارضة أمس تقدم الجيش النظامي في منطقة القلمون بعد سيطرته على مدينة قارة أول من أمس.

وقالت مصادر في المعارضة لـ «الحياة» إن قرار «الائتلاف» هو التعاطي بإيجابية مع دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارة موسكو، غير أن الاتصالات الحالية ترمي إلى التأكد من الجربا سيلتقي «أصحاب القرار وتحديداً بوتين» للاطلاع على حقيقة الموقف الروسي.

وأشارت المصادر إلى إن «الائتلاف» يجري اتصالات لعقد مؤتمر موسع للمعارضة تشارك فيه قيادات «الجيش الحر» والكتائب المسلحة والحراك الشعبي و «معارضة الداخل» لتوحيد الموقف من «جنيف 2». وقالت إن «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» (معارضة الداخل) ستشارك في المؤتمر، علماً أن «هيئة التنسيق» أعلنت في بيان «الاستعداد للتنسيق مع المعارضة الخارجية إذا تم التوافق على نهج تفاوضي مشترك» في المؤتمر الدولي.

وكان لافتاً أن أجهزة الأمن اعتقلت أمين سر «هيئة التنسيق» رجاء الناصر بعدما «خطفته» في شارع وسط دمشق، علماً أن الناصر أحد الذين سمته «الهيئة» في وفدها إلى مؤتمر «جنيف 2». وقالت مصادر إن الاعتقال جاء بعد نصف ساعة من إبلاغه أن موعداً لهما حدد للقاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

في هذا المجال، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي في إسطنبول: «جنيف 2 يجب أن يعقد وأن يحقق نتائج، وينبغي عدم السماح باستغلال التأخير في تحديد الموعد. نحن في تركيا نؤيد كل المبادرات الديبلوماسية. لكن منذ أيار (مايو) الماضي يستمر الحديث عن جنيف 2 وتزيد الآمال ثم ينتهي الأمر بخيبة أمل لعدم تحقيق نتائج إيجابية».

وقالت أوساط ديبلوماسية فرنسية لـ «الحياة» أمس إن «الانطباع القائم لدى الأوساط الديبلوماسية الفرنسية مفاده أن الأسد لن يأتي إلى «جنيف 2» طوعاً وإنما سيكون ملزماً ومدفوعاً من قبل الروس والإيرانيين ومن عناصر من داخل النظام نفسه بدأت تشعر أنه يأخذ بها إلى الحائط».

وفي نيويورك، دانت اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار صدر بأكثرية 123 صوتاً لانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الأسد والميليشيات التابعة لها وكل أعمال العنف في سورية. كما دانت للمرة الأولى مشاركة مقاتلين أجانب، خصوصاً «حزب الله»، في ما يجري في سورية، وشددت على «ضرورة تقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية إلى العدالة الجنائية الدولية». وجاء ذلك تتويجاً لتحرك عربي قادته المملكة العربية السعودية لتبني القرار، للعام الثالث على التوالي، علماً أن القرار نفسه كان قد صدر بتأييد 107 دول في العام الماضي.

ميدانياً، أوقف مقاتلو المعارضة السورية تقدم الجيش النظامي في منطقة القلمون بعد سيطرته على مدينة قارة أول من أمس. وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بأن مقاتلي «الجيش الحر» أعلنوا منطقة أوتوستراد دمشق – حمص (وسط البلاد) «منطقة عسكرية مغلقة» وسط اشتباكات عنيفة على محاور القتال أدت إلى مقتل ثمانية من جنود النظام قرب دير عطية والنبك في القلمون «إضافة إلى عشرات القتلى من الشبيحة والميليشيات الطائفية الذين سقطوا في عمليتين انتحاريتين مزدوجتين استهدفتا حاجز الجلاب ومبنى الأمن العسكري» في المنطقة ذاتها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل «23 عنصراً من القوات النظامية إثر تفجير مقاتلين إثنين من الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، نفسيهما بسيارتين مفخختين على حاجز الجلاب ومبنى الأمن العسكري في مدينة النبك في القلمون».

“داعش” تدعو الجماعات الإسلامية للانضمام إلى مشروعها

بغداد – أ ف ب

دعا المتحدث الرسمي باسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، التنظيمات الإسلامية المتشددة إلى الانضمام إلى مشروع تنظيمه، بحسب تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية.

وقال أبو محمد العدناني “نتوجه إلى كل المجاهدين قادة وجنوداً، جماعة وأفراداً أن تسرعوا بالاتحاق بمشروع الدولة الإسلامية في العراق والشام”. وأضاف إن “هذا المشروع مشروعكم ومجيئكم أتقى لربكم وأقوى لجهادكم وأغيض لعدوكم”.

ودعا العدناني في التسجيل إلى “عدم الحكم على تنظيمه من خلال وسائل الإعلام أو ما يبثه أعدائنا من التهم والافتراءات، إنما بما ترونه وتحسونه أنتم بأنفسكم”.

السعودية تحض مجلس الأمن على الاتحاد لحل أزمة سورية

الكويت – «الحياة»

حض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس مجلس الأمن على التوحد للتوصل إلى حل للأزمة السورية، وحذّر في كلمة ألقاها بالنيابة عنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أمام القمة العربية – الأفريقية الثالثة في الكويت من يحاول «جاهداً» الإساءة إلى العلاقات العربية – الأفريقية وتعطيل مسيرتها وتقدمها.

وقال «لا بد لاجتماع على هذا المستوى من أن يتطرق للأزمة السورية وما يتعرض له شعبها من ظروف مأسوية ومؤلمة لم تجد حتى الآن الاستجابة اللازمة من المجتمع الدولي وبما يعين الشعب المنكوب على بلوغ آماله وتطلعاته المشروعة في حياة حرة وكريمة. إن المتوقع من مجلس الأمن بحكم كونه الجهة المنوط بها حفظ الأمن والسلم الدوليين أن يتحد في ظل هذا الوضع الكارثي ويضطلع بمسؤولياته ويسارع إلى إصدار موقف صارم وقوي يحقن دماء السوريين ويحفظ لهم ما تبقى من وطنهم».

وأكد أن «التركيز على هدف التنمية والاستثمار يتطلب التوجه الجاد نحو تسوية الخلافات البينية بالوسائل السلمية، وبالأسلوب الذي يحفظ الحقوق المشروعة للأطراف المعنية ويؤدي إلى استتباب الأمن والاستقرار». وأوضح أن «التنسيق بين مجلس السلم والأمن العربي ومجلس السلم والأمن الأفريقي يساعد على معالجة العديد من هذه الخلافات».

ودعت القمة العربية – الافريقية في ختام أعمالها التي استمرت يومين الى مزيد من التقارب السياسي والاقتصادي، والتعاون في محاربة الارهاب. واتفق المشاركون في القمة في «اعلان الكويت» على النهوض بالتعاون بين البلدان العربية والافريقية، وتعزيز «العلاقات الديبلوماسية لتنسيق المواقف وتطوير سياسات مشتركة».

وحض البيان الختامي على «تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدان العربية والأفريقية لمكافحة الإرهاب بكل اشكاله بما في ذلك تجريم دفع الفدية للارهابيين وتقديم مزيد من الدعم للجهود الدولية في هذا الصدد». ودان «بشدة الاعمال الارهابية وعمليات التهريب بكافة اشكالها في افريقيا وفي المنطقة العربية وخاصة في منطقة الساحل والصحراء والتي نجمت عنها الازمة الخطيرة التي تشهدها مالي».

وطالب إعلان الكويت بـ «الالتزام القوي بالإصلاح الشامل لمنظومة الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن ليعكس الواقع العالمي الحالي وجعله متوازناً اقليمياً وأكثر ديموقراطية وفعالية وعدالة». ودعا الاعلان الحكومات الى وضع «الشروط الضرورية في البلدان الافريقية والعربية لتشجيع وتسهيل الاستثمار وزيادة حجم تدفقات التجارة والاستثمار ودعم مبادرات التنمية الصناعية الحالية بغية الحد من الفقر وخلق فرص العمل للمواطنين من الشباب».

تفجيران انتحاريان في النبك يوقفان تقدّم الجيش النظامي في القلمون

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

قال ناشطون سوريون إن انتحاريين ينتميان الى “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) و”جبهة النصرة” المرتبطتين بتنظيم “القاعدة” فجرا نفسهما في موقع عسكري في بلدة النبك بمنطقة القلمون، الامر الذي أوقف تقدم القوات الحكومية قرب الحدود السورية – اللبنانية.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان الانتحاريين هاجما نقطة التفتيش العسكرية بسيارتين مفخختين مما أدى الى سقوط جنود عدة بين قتيل وجريح.

وأضاف أن التفجيرين تزامنا مع هجوم للمعارضة المسلحة على بلدة دير عطية القريبة التي تسيطر عليها القوات الحكومية وكانت خارج دائرة القتال حتى الآن.

وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الهجوم على نقطة التفتيش أدى كما يبدو الى وقف تقدم الجيش موقتا.

وقال ناشط للمعارضة في المنطقة ان سبب هذا قد يكون ان هجوم الجيش السوري يركز على الطريق السريع. وسيطرت القوات السورية على بلدة قارة الثلثاء وقد لا تحتاج إلا إلى بلدة النبك لاحكام سيطرتها على الطريق. واشار الى ان “من مصلحتهم أن يسيطروا على البلدات القليلة التي يحتاجون اليها ويتركوا مقاتلي المعارضة ينتقلون الى الجبال”. ص11

الى ذلك، اعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن أكثر من 12 ألف طفل قتلوا بنيران قوات النظام السوري منذ بدء الاحتجاجات. وأوضحت أن نسبة الأطفال من المجموع الكلي للضحايا المدنيين بلغت 12 في المئة.

بوتين

سياساً، صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب محادثاتهما في موسكو، بأن روسيا وإسرائيل تدعوان إلى وقف إراقة الدماء في سوريا في أسرع ما يمكن. وامل في مواصلة المشاورات في جنيف التي تجري تحضيراً لعقد مؤتمر جنيف-2 للتسوية السورية.

وأعلن كذلك أن موسكو ترحب بمعاودة المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية، وأن تسوية النزاع في الشرق الأوسط تناقش دائما في اللقاءات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي.

رد انتحاري على تقدّم الجيش في القلمون

الأميركيون من جنيف النووي إلى العشاء السوري

خليل حرب

ربما ليست الصدفة وحدها التي شاءت اختتام اللقاء النووي في جنيف يومي الجمعة أو السبت المقبلين. هناك «عشاء أخير» سيأتي بالأميركيين مباشرة من المائدة الإيرانية إلى المائدة السورية في المدينة السويسرية ذاتها، للقاء الروس والمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، لحسم محتمل للتكهنات الرائجة حول تأجيل موعد مؤتمر «جنيف 2» ومخارج الأزمة السورية.

وعلمت «السفير» أن الأميركيين دعوا إلى الوليمة السويسرية ليل الأحد المقبل، عشية اللقاء المعلن سابقاً في الخامس والعشرين من تشرين الثاني الحالي، للتداول في مصير مؤتمر الحلول السورية، أي بعد أقل من 24 أو 48 ساعة من اختتام المفاوضات النووية الإيرانية المتوقع يومي الجمعة أو السبت، ما قد يعني أن مستوى الشهية الأميركية للانغماس في التسوية السورية، قد يتضح بناء على قدر ما ستحصل عليه المبعوثة الأميركية ويندي شيرمان من مكاسب نووية من مائدة المقبلات الإيرانية.

ليس الأمر مجازاً، بعدما قال مصدر مطلع في موسكو لـ«السفير» إن شيرمان طلبت موعداً للعشاء مع المبعوثيْن الروسييْن ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف قبل لقاء يوم الاثنين، على أن ينضم إليهم الأخضر الإبراهيمي والسفير الأميركي السابق روبرت فورد.

وقال مصدر ديبلوماسي غربي لـ«السفير» إن «ما يحصل في جنيف الإيراني يؤثر بالتأكيد على ما سيحصل في 25 تشرين الثاني»، فيما تشير مصادر مطلعة في نيويورك الى ان التقديرات السائدة في الأمم المتحدة مفادها أن الاميركيين اصبحوا اكثر

ميلا نحو تأجيل «جنيف 2» السوري مجدداً الى الخامس من كانون الثاني 2014.

وبالرغم من أن الروس بحسب مصدر في موسكو، يشعرون بهذا الجنوح الاميركي الى التأجيل، إلا أن احتمالا ثانياً ما زال قائماً، وهو انتظار لقاء موسع آخر يجمع الاميركيين مع الروس والاعضاء الدائمين الباقين في مجلس الامن الدولي، لاتخاذ قرار نهائي بمصير المؤتمر السوري وموعده، «المنعقد لا محالة» في احد شهري كانون، بحسب تأكيدات مصادر الامم المتحدة في نيويورك.

وتقول مصادر ديبلوماسية في القاهرة إن الاخضر الابراهيمي اختتم جولته الإقليمية في الشهر الماضي، بنفحة تفاؤل قوية، برغم عدم اشتمالها على المحطة السعودية، الضرورية لضبط التفاعلات الإقليمية المؤثرة على نزف الدم السوري.

لكن المبعوث الدولي تلقى في كل الدول التي زارها، دعماً وتأييداً لـ«جنيف 2»، سواء في دمشق نفسها، او العواصم التي زارها قبلها، ومن بينها انقرة وبغداد والكويت وطهران بالإضافة الى الدوحة.

وفي حين أشارت مصادر القاهرة إلى أن الإبراهيمي سمع بوضوح تساؤلات قلقة في هذه العواصم ازاء السياسة السعودية بشأن الازمة السورية وطريق الحل السياسي، بما في ذلك في كل من قطر والكويت، اكد مصدر عربي واسع الاطلاع على وجود «تقدير شخصي» قديم يكنه السعوديون للمبعوث الدولي، يعود ربما الى أيام الحرب الاهلية في لبنان، لكنه منفصل عن موقفهم من طبيعة مهمته السورية الحالية.

إلا أن هذا التمايز السعودي في الموقف من الابراهيمي ومهمته، لا يبدد القلق الآخذ في الاتساع بين دول الخليج من تنامي ظاهرة «الإرهاب» في سوريا والمنطقة، واحتمالات ارتداد ذلك على استقرار الأنظمة الخليجية، بغض النظر عما ستؤول اليه الحرب السورية الحالية، ما يشكل، بحسب المصادر التي تحدثت لـ«السفير» في موسكو، اقتراباً خليجياً، ولو متأخراً – على غرار ما فعله الأوروبيون مؤخراً – من الموقف الذي اتخذته روسيا منذ بداية الأزمة بشأن خطر «الجهاديين» على عموم المنطقة اولا، وعلى الأمن الروسي ذاته، وخصوصاً في القوقاز.

وبينما يشير المصدر الروسي الى أن الاميركيين، اذا ما قرروا المضي قدماً بـ«جنيف 2» مهما كان الامر، فهم مستعدون للاستغناء عن مشاركة كل من إيران والسعودية، تماماً مثلما حصل في «جنيف 1» قبل عام ونصف العام، يقول مصدر إيراني إن طهران سبق وعبرت عن موقفها المبدئي للابراهيمي عندما استقبلته قبل نحو شهر، وهو أنها مستعدة للتغيب عن المؤتمر السوري مع التوكيد في الوقت نفسه على استعدادها وقدرتها على القيام بدور إيجابي لدفع التسوية السلمية قدماً.

وفيما تنهمك الديبلوماسية السعودية في متابعة «جنيف النووي» وتداعيات الانفراج المحتمل بين إيران والولايات المتحدة والغرب عموماً، بما يعنيه ذلك من تأثير على وزنها ومصالحها في المنطقة، يتساءل مصدر ديبلوماسي عربي عما اذا كانت «معركة القلمون» سيكون لها هي الأخرى تداعياتها على مسار «جنيف السوري»، وبما لا يقل أهمية على لبنان أيضاً، حيث يخشى من امتداد نيران المواجهة عبر سفوح لبنان الشرقية الى الداخل.

وفي الوقت الذي يراهن فيه الإبراهيمي أن تؤدي عملية جنيف إلى خلق «ديناميكية» جديدة لفتح قنوات اتصال مباشر بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة، تتخذ أبعاداً أكثر شمولية بعد الكانونيْن على طريق الحل الطويل، يحذر مصدر ديبلوماسي في نيويورك من الفشل سورياً او امتداد نار القلمون لبنانياً، ومجيء وقت يترحم فيه الجميع على المهمة السورية للابراهيمي اذا ما اقتضى منه الامر العمل لاحقاً، مع السعوديين وغيرهم، من اجل «طائف لبناني ثان»…

بدأت التطورات المتسارعة تتحكم بمعركة القلمون، وما حصل في قارة لم يكن إلا البداية لسلسلة مواجهات يحشد لها الطرفان بكثافة شديدة وبتعقيد أشد، وخصوصاً في صفوف المسلحين الذين أصابهم انشقاق بسبب السقوط السريع لقارة في يد الجيش، وتبادل الاتهامات في ما بينهم على خلفية انسحاب الكتائب المسلحة من البلدة.

وقتل أمس، سبعة عسكريين سوريين إثر تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين، أمام مبنى الأمن العسكري في مدينة النبك، وأخرى أمام حاجز عسكري.

قدري جميل: بقاء الأسد في منصبه حتى الانتخابات القادمة محسوم وموقف حزب الله عاقل جدا

القاهرة- (د ب أ): أعرب نائب رئيس الوزراء السوري المقال قدري جميل عن اعتقاده أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد حتى الانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها العام المقبل “صار أمرا متفقا عليه من قبل القوى الدولية”، ورفض في الوقت نفسه الحديث صراحة عن إمكانية قيامه بلعب دور قيادي في سورية ما بعد نظام الأسد، وقال إنه “ثوري منضبط .. ملتزم بقرارات الحزب الذي أنتمي إليه .. ولا رغبة لدي سوى في أن تنتهي مأساة الشعب السوري”.

وقلل جميل من قدر وأهمية انطلاق بعض الحملات الدعائية لإعادة ترشح الأسد لرئاسة بلاده، ووصف هذه الحملات “بغير الجدية”.

وقال جميل في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية: “نعم الأسد قال إنه لا يوجد ما يمنعه من الترشح مجددا للرئاسة، ولكنه ربط ذلك بعاملين: الرغبة الشخصية والرغبة الشعبية .. والأولى برأيي موجودة ولكن الثانية من المبكر جدا الحديث عنها”.

وتابع: “أعتقد أن بقاء الأسد على رأس عمله حتى إجراء الانتخابات القادمة صار أمرا متفقا عليه ومحسوما من قبل القوى الدولية”.

وتم إقالة جميل، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، الشهر الماضي، وأرجع النظام ذلك إلى تغيبه عن عمله وعقده لقاءات في الخارج “دون إذن”.

ونفى جميل أن يكون تركيز القوى الغربية على الملف النووي الإيراني قد أدى بشكل أو بآخر إلى تراجع اهتمامهم بالأزمة السورية , وقال: “الروس والأمريكان وكل القوى الدولية أصبحوا مدركين أن هناك فاشية جديدة متمثلة في القوى المتطرفة ظهرت وتتقدم بسبب الأوضاع في سورية ومن ثم فاستمرار هذا الوضع صار خطرا يهدد المنطقة والعالم”.

ووصف جميل موقف حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله من الأزمة السورية بأنه “عاقل جدا”، وقال :”الرجل يدعم الحل السياسي ويتهم من يرفضون هذا الحل بأنهم يريدون استمرار نزيف الدم بسورية وهو موقف عاقل جدا .. وإذا قدم حزب الله لسورية لدعم النظام، وهو يعترف بذلك ولا ينكره ، فهو لم يأت أولا، ولكن بعد أن قدم إليها عشرات الألوف من المسلحين الأجانب في الجبهة الأخرى”.

وعن مؤتمر (جنيف – 2) الذي تتواصل المساعي لعقده لحل الأزمة السورية، رأى جميل أن “هناك اتفاقا دوليا على ضرورة الإسراع بعقده باعتباره المخرج الوحيد المطروح حتى الآن لحل الأزمة السورية”.

وقال: “المهم الآن هو عقد جنيف – 2 ليكون هناك اتفاق دولي على إخراج كل المسلحين الأجانب من سورية ، وإذا لم تستطع القوى الدولية إخراج هؤلاء المسلحين ، فالسوريون سيكونون بغض النظر عن مواقعهم موالاة ومعارضة قادرين على التفاهم من أجل إخراج هؤلاء بالقوة من وطنهم”.

واعتبر جميل أن جنيف – 2 سيكون “بداية لتعهد السوريين بإيقاف النزاع المسلح فيما بينهم وبدء عملية سياسية ديمقراطية تحت رقابة جدية تسمح للشعب السوري بتقرير مصيره، وهو أيضا بداية لإنهاء التدخل الخارجي عبر إلزام القوى الغربية الدولية لبعض الدول والقوى الإقليمية بالكف عن العبث بأمن وسيادة سورية”.

ولفت إلى أن “جزءا هاما وكبيرا من المسلحين المتطرفين ليسوا من أبناء سورية وإنما قدموا إليها من الصين وأسبانيا وليبيا وتونس وأفغانستان وغيرها من الدول.. وأتساءل ما علاقة هؤلاء بالثورة السورية وبرامجها المطالبة بالكرامة والحرية والديمقراطية”.

وأشار إلى احتمال تطور الأمر إلى تصارع بين هؤلاء المتطرفين “مع السوريين أصحاب القضية سواء كان هؤلاء السوريين مع المعارضة أو النظام”.

ورفض جميل وهو رئيس “حزب الإرداة الشعبية” التشكيك المبكر في قدرة المؤتمر على إحراز أي تقدم على الأرض ، رغم إقراره بصعوبة هذا الواقع خاصة مع تعدد وتداخل المواجهات المسلحة بين النظام وفصائل المعارضة من جهة أو بين الفصائل فيما بينها.

وقال: “يجب النظر للأمر بالعكس تماما.. ففي ظل عدم قدرة أي طرف على حسم الصراع عسكريا، يكون الحل السياسي هو البديل، والأخير ليس شيئا سحريا بل عملية تبدأ وتتطور .. المشكلة بين الأطراف المتواجهة بسورية هي مشكلة ثقة وضمانات ، فإذا جلسنا لطاولة حوار وبدأنا تكوين جسور ثقة سيحدث التقدم ثم نبدأ ملاحظة نتائجه العملية على الأرض”.

وتابع :” 90% من السوريين ليسوا مع المعارضة المتشددة أو الجزء المتشدد من النظام، فقد تعبوا وأرهقوا وينتظرون حلا لمشكلاتهم المتصاعدة والمتعددة على جميع المستويات.. وإذا توفرت بوادر الحل فإنه سيلقى دعما من هذه الأكثرية وهذا ما سيفرض نفسه على كافة التكوينات السياسية والمسلحة”.

وقلل جميل من قضية سحب الكثير من فصائل المعارضة المسلحة، وتحديدا ذات الصبغة الاسلامية منها، اعترافها بالائتلاف الوطني المعارض, وقال: “من لا يعرف الواقع السوري جيدا، من الممكن أن يخدع بهذه الأحاديث الإعلامية”.

وتابع :”هناك مناطق بأكملها ليست مع تلك المعارضة المتشددة ولا مع النظام، ولكنها أنشأت قواها الذاتية لحماية نفسها ، وليس معنى رفعها للسلاح أن تصور إعلاميا على أنها فصائل مسلحة ، وذلك هو حال الأكثرية الساحقة من السوريين”.

وأوضح جميل “أنه ليس فقط مؤيدا لمشاركة إيران في مؤتمر جنيف – 2 بل يصر على ضرورة مشاركتها ومشاركة جميع القوى الإقليمية في هذا المؤتمر لأن حضورهم يعني التزامهم بالنتائج”.

وأقر جميل بوجود خلافات سياسية كبيرة بين موقفه وموقف الائتلاف الوطني المعارض، وأوضح أن هذه الخلافات تتعلق “بوضعهم شروط مسبقة للمشاركة بجنيف – 2 كضرورة تنحي الأسد قبل بدء الحوار”، وأوضح أنه يرفض ذلك “ليس دفاعا عن الأسد، بل من أجل مصلحة الحوار وإنجاحه.. نصر على رفض أي شروط مسبقة من أي طرف سواء معارضة أو نظام”.

وأضاف أن من أسباب الخلافات “رغبتهم في استدعاء التدخل الخارجي ورؤيتهم أن الحسم العسكري هو الحل”.

وفيما يتعلق بمشاركته شخصيا في جنيف 2, قال :”هناك قوى معارضة سورية فوضتني بتمثيلهم في التحضير للمؤتمر، والمهم لدينا هو عقده، وأعتقد أنه سيعقد قبل نهاية العام الجاري كما يتحدث الجميع ..أما قائمة المشاركين به فلم تتحدد بعد”.

وعما إذا كان يرى أن النظام سيعرقل عقد المؤتمر في ظل مواصلته تحقيق تقدم عسكري على الأرض، قال: “العكس هو الصحيح.. فالتقدم العسكري إذا تحقق فعليا للنظام، فهذا يعني أن شروط التفاوض قد تحسنت لديه”.

ونفى جميل أن يكون النظام هو المسؤول عن هجمات الكيماوي بالغوطة ، وقال: “النظام حينها كان بالفعل يتقدم عسكريا هناك وليس من مصلحته ارتكاب جريمة من مثل هذا النوع .. وأرجح أن يكون طرفا ثالثا وراء تلك الجريمة : ربما قوى خارجية إقليمة أو دولية أو فصائل متطرفة هي من ارتكبت تلك الجريمة لإيقاف تقدم النظام عسكريا ولتجيش المجتمع العالم ضد سورية واتخاذ قرارات دولية حازمة ضدها”.

وحول احتمال أن يكون له دور في مستقبل سورية, أجاب: “أنا إنسان ثوري منضبط ، ولا أعمل طبقا لمزاجي وأهوائي الخاصة بل أنا ملتزم بقرارات الحزب والجهة التي أنتمي إليها وهم الذين يقررون الشكل الأمثل لموقعي .. وعلى المستوى الشخصي لا رغبة لدي سوى أن تنتهي مأساة الشعب السوري”.

وأضاف :”البعض يختزل تغيير النظام في تغيير الرئيس كما حدث ببعض الأنظمة بالمنطقة ، ونحن نرفض ذلك ونصرعلى تغيير بنية النظام بأكمله على مختلف الأصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وبعد ذلك يقرر الشعب من يحكمه، وحينها سيكون هذا الأمر شأن ثانوي تفصيلي”.

تفاصيل محاولة تفجير حافلة تضم مؤيدين للنظام السوري والوفد يتهم الأمير بندر والحكومة الأردنية

عمان- القدس العربي: أكد شاهد عيان بان عبوة ناسفة إنفجرت ظهر الخميس بالقرب من حافلة تضم وفدا يمثل الهيئات الشعبية المناصرة للنظام السوري.

ولم تتبنى أي جهة مسئولية هذا الحادث لكن الناشط النقابي الأردني المعروف وعضو الوفد حسين مطاوع ابلغ القدس العربي بأنه وثلاثة من رفاقه في الوفد أصيبوا بجراح طفيفة جراء تطاير الزجاج في الحافلة التي أقلتهم بعد القيام بزيارة تضامنية مع الشعب السوري.

وشرح مطاوع لـ(القدس العربي) بأن قنبلة مزروعة في الأرض إنفجرت عند عبور الحافلة على الطريق الدولي بين دمشق وعمان وقبل نحو 40 كيلومترا من حدود نصيب الأردنية السورية.

وقال بأن العبوة تم تفجيرها عن بعد بالمركية التي تقل الوفد الشعبي الأردني موضحا بأن الوفد إلتقى بمسئولين سوريين كبار وبهيئات شعبية سورية في إطار التضامن مع جميع مكونات الشعب السوري.

ويبدو ان طبيعة الحادث تشير لجمع معلومات ذات طبيعة إستخبارية تحدد وقت عبور الحافلة بعد تغطية إعلامية واسعة لزيارة الوفد الأردني الذي يضم شخصيات نقابية وناشطة.

وقابل الوفد نائب الرئيس السوري نجاح العطار ورئيس وزراء دمشق ونخبة من قيادات الدولة السورية.

وشدد مطاوع على أن هذا العمل الجبان لن يثني قوى الشعب الأردني عن القيام بواجبها متهما حكومة الرئيس عبدلله النسور والأمير السعودي بندر بن سلطان بالمسئولية عن دعم ما قال أنه عصابات إرهابية تهدد أمن الشعب السوري.

تنظيم القاعدة يشن حملة لاستمالة الناس في سوريا لبناء دولة الخلافة الإسلامية

لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (ديلي تليغراف) الخميس، أن تنظيم “القاعدة” يشن حملة لاستمالة الناس وكسب القلوب والعقول بشمال سوريا وتلقين المدنيين التفسير الأصولي للإسلام، فيما اعتبرته الخطوة الأولى في طموحه لبناء دولة الخلافة الإسلامية.

وقالت الصحيفة إن تنظيم القاعدة يعمل بهدوء لفرض أيديولوجيته وإرسال الأئمة إلى المساجد لهذا الغرض ويعمل على منع التدخين ومطالبة الرجال بتربية لحاهم والنساء بارتداء البرقع، وراء خطوط القتال وفي المدن والقرى الخاضعة لسيطرة المتمردين في سوريا.

واضافت أن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” و”جبهة النصرة”، المرتبطتين بتنظيم “القاعدة”، عُرفا في البداية بأنهما الأقوى والأفضل تجهيزاً بين الجماعات المعارضة المسلحة التي تقاتل القوات النظامية السورية، وأصرتا منذ أشهر طويلة بأن هدفهما الفوري هو اسقاط الرئيس بشار الأسد وليس كسب موطئ قدم أيديولوجي في سوريا.

واشارت الصحيفة إلى أن مقابلات أجرتها مع أعضاء من “القاعدة” ومدنيين يعيشون في البلدان والقرى السورية الخاضعة لحكم التنظيم ومع مقاتلين آخرين في المعارضة المسلحة في هذه المناطق، كشفت عن وجود استراتيجية متطورة يستخدمها “الجهاديون” في مساعيهم الرامية إلى تغيير طبيعة المجتمع السوري.

ونسبت إلى “أبو عبد الله”، وهو أردني عضو في تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، قوله إنه “جاء إلى سوريا لتطبيق الشريعة الإسلامية ومن الجذور إلى القمة، ومن خلال العملية التعليمية وكتابة مناهج جديدة للأطفال في المدارس وتعاليم في المساجد خلال صلاة الجمعة، ويعمل مع جماعته لإعادة السوريين إلى المسار الصحيح للإسلام”.

كما نقلت عن أحمد، المقيم في مدينة الرقة، أن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام يفرض المزيد من القواعد الجديدة في المدينة كل يوم، ووضع الأسبوع الماضي لافتات تأمر جميع النساء بتغطية جمالهن، بما في ذلك ارتداء غطاء الرأس، وأعطوهن مهلة مدتها أربعة أيام، فيما يقوم جهاديون بتوزيع الحجاب على المارة في أسواق المدينة”.

وقالت الصحيفة إن “التظيم” طلب من النساء في مدينة الرقة عدم التردد على عيادات الأطباء الذكور والتحدث إلى الرجال خارج نطاق الأسرة أو حتى الخروج من البيت من دون مرافقة رجل من أفراد أسرهن، كما يعمل على اغلاق المدارس المختلطة، وفقاً لسكان محليين.

واضافت أنها التقت عضواً آخر في التظيم المذكور يُدعى، أبو محمد، في فندق بمدينة صغيرة في تركيا أكد بأنه انضم إليه بعد دخوله إلى سوريا “لأنه يتفق مع طموحاته لبناء الخلافة الإسلامية”.

ونسبت ديلي تليغراف إلى (أبو محمد) قوله “إن طائفة العلويين، التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، لا مكان لها في سوريا، وهي الآراء التي ينشرها تنظيم القاعدة هناك الآن، ونقوم بإرسال مشايخنا وأئمتنا كل أسبوع إلى المساجد في جميع المناطق المحررة لهذا الغرض”.

واضاف “أبو محمد” أنه “واثق من انتصار الدولة الإسلامية في العراق والشام بالمعركة في سوريا، لأننا كنا عبيداً للنظام منذ 40 عاماً، وحين نعلّم الإسلام نشاهد الرجال والنساء يتقاطرون على الصفوف مع الأطفال لأنهم يريدون أن يتنفسوا القرآن بعد أن حُرموا من ذلك لمدة أربعة عقود”.

التايمز: مقتل أربعة متطرّفين بريطانيين خلال قتالهم مع القاعدة في سوريا

لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (التايمز) الخميس، أن أربعة متطرّفين بريطانيين لقوا حتفهم في القتال إلى جانب جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، وسط مخاوف من أن الجهاديين العائدين من هناك صاروا يشكلون تهديداً إرهابياً متنامياً على أمن المملكة المتحدة.

وقالت الصحيفة إن ثلاثة من الرجال البريطانيين يُعتقد أنهم من لندن، قُتلوا في هجوم شنّته جماعتهم على القوات السورية بالقرب من مدينة حلب، في حين لقي البريطاني الرابع حتفه بعد أسبوعين بهجوم على قوات الحكومة السورية.

وأضافت أن الرجال الأربعة كانوا جزءاً من مجموعة من 10 جهاديين بريطانيين قاتلوا معاً وانضموا إلى 20 بريطانياً آخرين يُقاتلون مع “جبهة النصرة” المتحالفة مع تنظيم القاعدة ومن بينهم واحد يُدعى، محمد الأعرج، لقي حتفه في انفجار في آب/ أغسطس الماضي عن عمر ناهز 23 عاماً.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأعرج هو ابن تاجر تحف ونشأ في المملكة المتحدة وكان يدرس الهندسة الميكانيكية، واعتقلته الشرطة البريطانية عام 2009 في أعقاب احتجاجات عنيفة أمام السفارة الإسرائيلية في لندن، وأصدرت بحقه محكمة لاحقاً حكماً بالسجن لمدة 18 شهراً.

وقالت إن المركز الدولي لدراسات التطرّف، وهو مؤسسة فكرية ترصد حركة المقاتلين الأجانب المشاركين في القتال في سوريا، أكد أن الأعرج شارك في القتال مع منظمات جهادية من بينها “جبهة النصرة” في سوريا، ويقدّر بأن هناك ما يتراوح بين 200 و350 بريطانياً يشاركون في القتال الدائر فيها.

وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها تحقق في تقرير الصحيفة عن مصرع 4 بريطانيين في القتال ضد قوات الحكومة السورية، وقالت في بيان إنها “تنصح البريطانيين بعدم السفر إلى سوريا، وكل من يسافر إلى هناك يضع نفسه في خطر كبير”.

وأضافت “يريد السوريون المعتدلون المساعدة وليس المقاتلين الأجانب، وأفضل طريقة لتقديم المساعدة من قبل الجمهور البريطاني هي التبرّع للجمعيات الخيرية المسجلة التي اطلقت عمليات إغاثة في سوريا”.

وفي موازاة ذلك، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن جهادياً بريطانياً في الثالثة والعشرين من العمر، ذهب إلى سوريا للمشاركة في القتال إلى جانب “لمتمردين الإسلاميين”.

وقالت (بي بي سي) إن، افتخار جمعان، غادر مدينة بورتسموث حيث يقيم، وتوجّه إلى سوريا للقتال مع جماعة جهادية بهدف إقامة دولة إسلامية.

وكانت تقارير صحفية ذكرت أن أكثر من 100 مسلم بريطاني يشاركون بالقتال في سوريا، بعد أن أنشأ ما وصفته بـ”الصراع الدموي” الدائر هناك موجة جديدة من الجهاديين في بريطانيا وجعل سوريا الوجهة الرئيسية للمسلمين المتشددين الراغبين بالقتال في الخارج.

أسلحة دمشق الكيماوية قد يجري تدميرها في البحر

سورية: تفجير يوقف تقدم قوات الاسد في القلمون على الحدود اللبنانية

عواصم ـ رويترز: قال نشطاء ان انتحاريين ينتميان الى جماعتين مرتبطتين بـ’القاعدة’ فجرا نفسيهما في موقع عسكري في بلدة النبق السورية امس الاربعاء، الامر الذي أوقف تقدم القوات الحكومية قرب الحدود السورية اللبنانية، فيما قالت مصادر مطلعة على المناقشات الجارية في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن اسلحة سورية الكيماوية قد يتم التعامل معها وتدميرها في البحر.

وبعد اربعة ايام على رفض ألبانيا طلبا أمريكيا بإقامة مصنع لإبطال مفعول هذه الأسلحة على اراضيها قال دبلوماسيون غربيون ومسؤول في المنظمة في لاهاي لـرويترز ان منظمة حظر الاسلحة الكيماوية تدرس امكانية القيام بهذه المهمة في البحر على متن سفينة او منصة بحرية.

وتأتي المعارك الدائرة في جبال القلمون التي تمتد في الأراضي السورية واللبنانية ضمن هجوم متوقع للقوات الحكومية لتأمين طريق يربط بين دمشق ومحافظة حمص بهدف تعزيز سيطرتها على وسط سورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الانتحاريين هاجما نقطة التفتيش العسكرية بسيارتين ملغومتين وهو ما أدى الى سقوط عدة جنود بين قتيل وجريح. لكن المرصد لم يذكر عددا محددا للقتلى والمصابين.

وأضاف أن التفجيرين وقعا في نفس الوقت تقريبا مع هجوم للمعارضة المسلحة على بلدة دير عطية القريبة التي تسيطر عليها القوات الحكومية وكانت خارج دائرة القتال حتى الان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الهجوم على نقطة التفتيش أدى فيما يبدو الى وقف تقدم الجيش مؤقتا.

وقال مسلحون من جبهة النصرة إن جماعتهم وجماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة أيضا أرسلتا مئات المقاتلين إلى جبهة القلمون في الأسابيع الاخيرة.

وقال مصدر على صلة بجبهة النصرة طلب عدم نشر اسمه ‘قد يقع مزيد من الهجمات الخاصة مثل ما رأيتموه اليوم. النظام فرصته أفضل للفوز لكن المقاتلين أعدوا بعض المفاجآت بعون الله’.

وتقول مصادر من جانبي الصراع في سورية ان معركة القلمون ستكون أطول من معركة القصير التي استولت خلالها القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بسرعة على البلدة الحدودية هذا العام بمساعدة مقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية.

لكن المعركة تؤثر بالفعل على لبنان حيث فر ستة الاف سوري الى هناك هربا من القصف.

وتدعم ايران الأسد ماليا وعسكريا وتمول حزب الله الذي شارك في عدة معارك في سورية.

وينظر الى دور مقاتلي حزب الله على انه كان حاسما في معركة القصير لكنهم لم يشاركوا بأعداد كبيرة في معركة القلمون حتى الان.

وقال ناشط في المعارضة في المنطقة ان سبب هذا قد يكون ان هجوم الجيش السوري يركز على الطريق السريع. وسيطرت القوات السورية على بلدة قارة الثلاثاء وقد لا تحتاج إلا إلى بلدة النبق لاحكام سيطرتها على الطريق.

وقال الناشط الذي سمى نفسه ابن القلمون ‘من مصلحتهم أن يسيطروا على البلدات القليلة التي يحتاجون اليها ويتركوا مقاتلي المعارضة ينتقلون الى الجبال’.

واضاف ‘إنهم يعرفون أن مقاتلي المعارضة هم أشد عدو لأنفسهم فسيتقاتلون على طرق التهريب المتبقية الى لبنان وينشغلون بذلك’

الهجوم على السفارة في بيروت يثير مخاوف من هجمات مماثلة وهو اكبر هجوم منذ أفغانستان 1998

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ ترى صحيفة ‘اندبندنت’ في افتتاحيتها أن التفجير المزدوج الذي طال السفارة الإيرانية هو الأول الذي يوجه لهدف غير- عسكري منذ عام 1999. فسواء نفذته القاعدة أو كتائب الشيخ عبدالله عزام، فالهجوم يقرب اليوم الذي ستبتلع فيه الحرب الأهلية لبنان، على حد قولها.

فهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها الضاحية الجنوبية معقل الشيعة في بيروت. لكن آثار الحرب السورية واضحة على لبنان، فعلى الرغم من مقتل عشرات الألوف منذ بداية الأولى عام 2011 إلا أن تدفق اللاجئين لم يتوقف منذ ذلك والذي ظل بعيداً عن اهتمام العالم الخارجي.

وفي الوقت الذي دعمت فيه الصحيفة موقف مجلس العموم البريطاني الذي صوت ضد قرار دعم عملية عسكرية ضد النظام السوري لبشار الأسد، لأن مخاطر تورط الغرب في حرب معقدة كانت عالية.

وتشير إلى الجهود التي تقوم بها إدارة باراك أوباما للتوصل لاتفاق أولي مع إيران حول مشروعها النووي التي يجب أن لا تحرف انتباهنا عن مهمة وقف الحرب في سورية وبشكل عاجل.

وترى الصحيفة أن واحداً من الأسباب وراء تفجيري بيروت ربما كان مرتبطاً بالتقدم الذي أحرزته قوات النظام السوري في مناطق متعددة في سورية، وسيطرة الجيش على قرية استراتيجية في منطقة القلمون الجبلية، اضافة لمقتل قيادي عسكري مهم في المعارضة حيث جاءت التفجيرات للتذكير بأن المقاتلين السنة قادرون على توجيه الضربات للنظام السوري في أي مكان، والخطر في هذا الوضع هو اقتناع الأسد ومؤيديه بأنهم قادرون على الإنتصار في الحرب من خلال الوسائل العسكرية.

ويجب عدم السماح بهذا الخيار لأن الأسد ارتكب الكثير من الجرائم ولا يملك العالم خيار الجلوس ومراقبة استمرار هذه الفوضى كي تنفجر في لبنان وتركيا. ومن هنا ترى في تفجيري بيروت تذكيراً لأهمية العمل وجمع طرفي النزاع على طاولة المفاوضات والتوصل لتسوية سياسية.

هل أصبح حزب الله هو جيش لبنان؟

وعكس روبرت فيسك في تقريره بعضاً مما جاء في الإفتتاحية من ناحية انتقال عدوى الحرب السورية للبنان، وأن التفجيرين الأخيرين ليسا إلا جزءاً من سلسلة تفجيرات تدور في لبنان منذ بداية الحرب الأهلية السورية، وقد قتل 90 شخصا وفي الوقت الذي قتل فيه 49 سنياً في هجمات بطرابلس ألقى فيها السنة المسؤولية على حزب الله والعلويين في طرابلس، فإن تفجيري بيروت أعطيا الشيعة الفرصة لاتهام السعودية ودول الخليج بالوقوف وراء التفجيرين، حيث تحاول السعودية جهدها كي تطيح بنظام بشار الأسد دون نجاح حتى الآن.

وتحدث في تقريره عن الطريقة التي تم بها تنفيذ الهجومين،حيث قيل إن تفجيراً صغيراُ تم في البداية وتبعه آخر أكبر. وتساءل عن الهدف وطبيعته وأنه هدف واضح اختاره الذين يلعنون تدخل حزب الله في سورية، أي مقر سفارة بلد أرسل مقاتليه لسورية، حيث لا تبتعد عنها مكاتب محطة تلفزة مناصرة للنظام السوري.

ويشير فيسك إلى تصريحات حسن نصر الله، زعيم حزب الله الذي أكد الأسبوع الماضي من أن لبنان يسير نحو أزمة خطيرة، وقد كان محقاً في قوله.

وقال ‘من ينسى وسط السيارات المحروقة والأحذية وأشلاء 66 لبنانياً من الشيعة والسنة قتلوا في الأسابيع القليلة الماضية، وأصبح الآن العدد 90، ولا يوجد في لبنان حكومة، والجيش اللبناني هو المؤسسة المتماسكة الوحيدة في البلادـ بالاضافة للبنك المركزي، وبعد التفجيرين تفوق عدد رجال حزب الله على عدد الجنود، فهل أصبح حزب الله اليوم جيش لبنان؟ أو أن أصبح كما يقول معارضوه السنة جيش سورية؟’. ولهذا فمن الصعوبة بمكان التقليل من جدية هذا الحمام الدموي الطائفي، مذكراً بمقتل 47 سنياً في مدينة طرابلس الذين حملوا مسؤولية مقتلهم لحزب الله والعلويين في جبل محسن.

وبعد تفجيري بيروت جاء الدور على الشيعة لتحميل السنة المسؤولية واتهام السعودية ودول الخليج.

السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي اختار إسرائيل وحملها المسؤولية. ومع أنه لم يشر إلى الكيفية التي تورطت فيها إسرائيل بالهجوم، لكن هناك الكثير من الشائعات تقول إن حرس السفارة الإيرانية ومعظمهم من أعضاء في حزب الله.

قلعة

ويتساءل فيسك عن الكيفية التي تم بها اختراق السفارة التي تبدو مثل السفارة الأمريكية كقلعة وليس مقراً لبعثة دبلوماسية، ولا يستبعد أن يكون بعض من العاملين الـ28 هم من الاستخبارات. وفي النهاية يقول إن الإنقسام السياسي في لبنان أصبح مرادفاً للانقسام الديني وفي الحالة التي يتماهى فيها الأثنان فالمخاطر ستصبح أكبر، وكان يعلق في هذا على قوله أحدهم ‘ اليوم هو هجوم على زينب’، ابنة الرسول الكريم. وفي هذا السياق قال المحلل السياسي شانشك جوشي في تقرير له نشرته صحيفة ‘غارديان’ أن لبنان لا يمكن فصله عن الحرب الأهلية في سورية فهو مثل جناحي المسرح. فهو بالنسبة للمقاتلين المعارضين للأسد يعتبر مركز إنطلاق لهم، ومحل لجوء للهاربين من جحيم الحرب، وكذلك خلفية ولوحة انطلاق للقوى الإقليمية والجماعات المسلحة كي تدير لعبتها منه وبطريقة دموية في غالب الأحيان. ومن هنا فالهجوم على السفارة الإيرانية وفي معقل أو مركز قوة حزب الله يعتبر التعبير الأهم عن الطريقة التي انتقلت فيه الحرب السورية. ويمحو الهجومان ما تبقى من استقرار في لبنان، ويظهر تزايداً في قوة الجهاديين وقد يؤشر إلى انخراط إيراني أوسع في الحرب في وقت تسعى لتحسين علاقاتها مع الغرب.

ويقول جوشي إن إيران لعبت دوراً في إنشاء وصعود حزب الله وساعدته على الحصول على الشرعية في الحياة السياسية اللبنانية، وبالمقابل عمل الحزب على تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة. وكلاهماـ الحزب والجمهورية الإسلامية كانا عاملين في استمرار سلطة الأسد.

وتنبع رمزية الهجوم الأخير أنه جاء بعد اسبوع من تأكيد حسن نصر الله على مواصلة الدعم للأسد وأن رجاله سيظلون في سورية لمواجهة مخاطر من أسماهم التفكيريين الدوليين. ومنهم الجماعة التي أعلنت مباشرة مسؤوليتها عن الهجوم وهي ‘كتائب عبدالله عزام’ التي انشئت عام 2009 ونفذت منذ ذلك عدداً من الهجمات منها الهجوم على ناقلة نفط يابانية عام 2010.

ويرى الكاتب أنه حالة ثبت صحة ادعاء الكتائب هذه وأنها كانت قادرة على اختراق الضاحية الجنوبية العصية على الهجوم فإن شعبية ومصداقية الكتائب سترتفع ومعها سيسقط وهم مناعة حزب الله.

وفي المقابل إن كان هدف المنفذين عقاب إيران ومنعها من مواصلة دعم الأسد فالهجومان سيكون لهما أثر عكسي.

فالحرب الأهلية في سورية بالنسبة لإيران وحزب الله هي صورة عن التهديد السعودي للمصالح الشيعية في لبنان وسورية والمنطقة، حيث ينظر إليها من منظور طائفي. وسيضيف هذا أعباء محلية أخرى على حزب الله حيث عبرت غالبية السنة في لبنان عن عدم دعمها أو حبها للحزب (98′) حسب استطلاع مركز ‘بيو’ مقابل (92′) من السنة تكره الأسد.

الحرب وصلت للبيت

ويقول جوشي إن الأُثر على حزب الله وإيران جراء انخراطهما في سورية ظل محدوداً حتى وقت قريب. فالاشتباكات بين معارضي الأسد ومؤيديه لم تتوقف في لبنان، وكان أول هجوم على حزب الله ومعقله قبل ستة أشهر، حيث أطلقت قذيفة صاروخية على الضاحية من مناطق مسيحية ودرزية، وفي آب (أغسطس) الماضي تم تفجير سيارة في الضاحية أدى إلى مقتل 27 شخصاً.

وما يميز هجوم الثلاثاء أنه يمثل تصعيداً درامياً بسبب طبيعة الهدف والجماعة التي ادعت المسؤولية، والمرتبطة بتنظيم القاعدة. ويتساءل في ختام مقاله عن الكيفية التي سيرد فيها حزب الله على العملية، هل سيقوم بتشديد قبضته على الأجهزة الأمنية اللبناني؟ لكن هذا لن يمنع من تكرار هذه العمليات. أما بالنسبة لإيران فالهجوم يعتبر بمثابة صدمة نفسية لها. فهو أكبر هجوم تتعرض له واحدة من بعثاتها الدبلوماسية منذ المذبحة التي تعرضت لها بعثتها في أفغانستان عام 1998. ويقول إنه قبل 30 عام دفع هجوم كبير على ثكنة فرنسية في بيروت، الرئيس الأمريكي رونالد ريغان لسحب المارينز من لبنان.

وبالنسبة لإيران فهذا الخيار ليس على الطاولة لأنها استثمرت كثيراً في سورية حتى تتخلى بسهولة عن النظام، وسيعطي هذا الهجوم حافزاً للعناصر المتشددة داخل النظام الإيراني، خاصة الحرس الثوري الإيراني المواصلة لدعم الرئيس الأسد.

ولا يخفي الكاتب أن توقيت الهجوم مرتبط بالحملة التي يعد لها الحزب في القلمون في سورية وهي الحملة إن نجحت فستقوم بتأمين خطوط الإمداد بين العاصمة والمنطقة الساحلية. وفي الوقت الذي صعد فيه النظام من حملاته قبل بدء مؤتمر جنيف فمن المتوقع تصعيد المعارك ومعها التصعيد ضد القوى الأجنبية التي أدخلت نفسها في الحرب الأهلية.

وترى صحيفة ‘تايمز′ في تحليل كتبه مايكل بنيون أن هجمات جديدة تنفذ على حزب الله ستؤدي إلى التأثير عل التوازن الديني، وسينظر المجتمع السني بشكل عام لحزب الله على أنه أداة بيد إيران يحاول إضعاف السيادة اللبنانية.

وفي الوقت الذي كانت فيه الحرب الأهلية اللبنانية 1975- 1990 حرباً بين مسيحيين ومسلمين، فسيجد المسيحيون أنفسهم وسط حرب بين الجماعات الشيعية والجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة.

ويرى الكاتب أن إيران حاولت إلقاء اللوم على إسرائيل في محاولة منها للتخفيف من حدة التوتر لكن هذا لن يمنع حلفاءها بالرد على الهجمات بعمليات إنتقامية قد تطال قيادات سنية بارزة في لبنان.

وفي النهاية يظل الهجوم على السفارة الإيرانية انتقاماً للدور الذي تلعبه هي وحليفها حزب الله في سورية، فالهجوم المزدوج يظهر المخاطر والثمن الذي تدفعه إيران في سورية التي يرى بعض المحللين أنها اصبحت ‘فيتنام إيران’، فيما يرى محللون ان إيران استخدمت دعمها للأسد كورقة ضغط دولية في أثناء المفاوضات حول ملفها النووي.

أزمة أم ورقة رابحة

وفي هذا السياق نقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن كليف كوبشان، الخبير في الشؤون الإيرانية في ‘مجموعة يوروسيا’ في واشنطن قوله ‘تظهر الأحداث الثمن السياسي والإقتصادي الذي تدفعه إيران بسبب سورية’، وأضاف ‘ لقد تحولت سورية إلى مصيدة للإيرانيين لا يستطيعون الخروج منها’.

فقد قدمت الحكومة الإيرانية المال والدعم العسكري واللوجيستي لسورية، وحولوا ملايين الدولارات من الأقتصاد المريض لتمويل الحرب، لكن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي وقادة الحرس الثوري الجمهوري يرون في دعم النظام السوري ‘مصلحة قومية’، حيث ترى إيران سورية قوة ردع لا يستغنى عنها ضد إسرائيل. وعلى خلاف هذه النظرة يرى عدد من مسؤولي حكومة الإصلاحي حسن روحاني في الحرب السورية مقاربة جيدة مع فيتنام، ويقول كوبشان إن الحرب ‘ تقوم وبشكل مستمر بتجفيف الموارد الإيرانية لدعم ديكتاتور استخدم السلاح الكيماوي ومن المحتمل أن لا يبقى في السلطة في المستقبل’.

ويقول المحللون إن هذين الرأيين سيلعبان دوراً في الطريقة التي سترد فيها إيران على الإستفزاز. كما أن الهجوم زاد من منظور تعرض الدبلوماسيين الإيرانيين لهجمات في المناطق التي أثرت فيها الحرب السورية، أي العراق وتركيا والأردن. وترى الصحيفة أن اتهام إسرائيل بالوقوف وراء الحادث هو إشارة عن عدم رغبة أيران بالتصعيد في الوقت الحالي. مع أن الحكومة الإيرانية قد تواجه دعوات بالرد الانتقامي من قبل المتشددين في المؤسسة العسكرية، لكنها ستحاول في الوقت الحالي تجنب الرد في وقت تسعى فيه لتأمين اتفاق مع الغرب حول ملفها النووي ومقعد في محادثات جنيف-2 التي تهدف إلى تسوية سياسية للأزمة، حسب مهرزاد بوروجيردي، الباحث في العلوم السياسية بجامعة سيراكوز الذي قال ‘أي جهة قامت بهذه العملية فإنها كانت تفكر بالآتي:

1- نستطيع ضرب إيران الآن ولن يرفعوا يدهم علينا.

2- سنقوم بعمل أمر يدفعهم للتصرف بطريقة متطرفة تجعل من العالم يفكر مرتين قبل دعوتهم لجنيف’.

ويقول بوروجيردي إن دعم إيران لسورية هي ورقة استراتيجية، وآخر شيء تفكر به هو التخلي عنه، فهي تخشى على مستقبل حليفها اللبناني، ففي حالة انتصار المعارضة فما الذي يمنعها من توجيه بنادقها نحو حزب الله.

مفاجآت لوزير خارجية بريطانيا مع الائتلاف الوطني السوري في اسطنبول.. الجربا يبحث مع رئيس وزراء قطر دور الدوحة في الثورة السورية وجنيف 2

إسطنبول ـ د ب ا: بحث رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني الأوضاع في سورية مع رئيس الائتلاف أحمد الجربا في الدوحة وآخر المستجدات المتعلقة بمؤتمر جنيف 2′.

وقالت مصادر متطابقة في الائتلاف الوطني السوري والحكومة القطرية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الاجتماع بين الجربا ورئيس الوزراء القطري ‘أوضح توافق في الرؤى بين البلدين وأهمية الدور الذي لعبته قطر في دعم الثورة السورية منذ الأيام الأولى لاندلاعها’.

وقال الائتلاف إن الاجتماع تناول ‘سبل دعم الثورة السورية وتلبية طموحات الشعب السوري’.

ونقلت المصادر عن المحادثات أن الدوحة حكومة وشعبا ‘جددت وقوفها الى جانب مطالب الشعب السوري المحقة في الكرامة والتغيير والاستمرار في دعم الثورة السورية’.

وأوضحت المصادر أن الجربا عقد لقاء منفصلا مع ‘ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي أحد أبرز رجال الدين الاسلامي الداعمين للثورة السورية منذ انطلاقها و لا يزال’.

و تابعت المصادر ‘ حض القرضاوي الشعوب العربية والمسلمة على مساندة الشعب السوري للاستمرار في صموده’.

الى ذلك بدأ وزير الخارجية البريطاني وليام هيج امس الاربعاء ‘اجراء محادثات مع قيادات من الائتلاف الوطني وقيادات من الجيش السوري الحر تتمحور حول آخر المستجدات والتطورات في الوضع السوري الميداني والسياسي وخاصة جنيف 2 في مقر القنصلية البريطانية في مدينة اسطنبول التركي ‘.

وقال مصدر سياسي في الائتلاف لوكالة الانباء الالمانية ‘د. ب. أ’ إن ‘المشاركين في المحادثات نائب رئيس الائتلاف فاروق طيفور وأمين عام الائتلاف بدر جاموس ورئيس أركان الجيش الحر سليم ادريس والمنسق السياسي والاعلامي للجيش الحر لؤي المقداد ونائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة في المنفى اياد قدسي وعدد من مستشاري الوزير هيغ والسفير البريطاني في تركيا’.

وأوضح المصدر أن ‘ المحادثات تتركز على مجمل التطورات الميدانية في الداخل السوري في مواجهة قوات بشار الاسد ومليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني وكيفية دعم الجيش الحر في مواجهة تلك القوات والمليشيات الخارجية .

وأضاف أن النقاش تناول أيضا المواقف الإقليمية والدولية المستجدة من ‘مؤتمر جنيف 2′ لاسيما بعد ادراك روسيا ان استثمارها في نظام الاسد بات من الماضي وفق تأكيدات مسؤولين روس أنفسهم .

زيادة الانتهاكات بحق الإعلاميين في حلب

                                            قال تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود” تحت عنوان “الخناق يضيق على حلب” إن عمليات قتل وخطف وتدمير تطال الإعلاميين ووسائل الإعلام في حلب، وذلك مع تكثيف جيش النظام لعملياته شمال سوريا، وزيادة الانتهاكات بحق الإعلاميين من قبل كتائب المعارضة.

وأفادت مديرة مكتب المنظمة في واشنطن ديلفين هلغاند بأن نحو ستين صحفيا لا يزالون مخطوفين أو مختفين أو معتقلين في سوريا حاليا، مشيرة إلى أن الاعتقالات والاعتداءات بحق الصحفيين والإعلاميين بدأت تحدث من جانب جماعات المعارضة المسلحة أيضا.

وقالت هلغاند في تصريحات للجزيرة الأربعاء “من الصعب جدا توفير الحماية للصحفيين.. عمليات الاختطاف أصبحت شائعة جدا لدرجة أن الصحفيين والإعلاميين أصبحوا يرددون مقولة: إن لم تُختَطف في سوريا فأنت محظوظ”.

وأضافت أن الإعلاميين في شمال سوريا يضطرون للهرب وإيقاف نشاطاتهم لأن “المجموعات الجهادية تطاردهم، لأنهم إن لم ينشروا البيانات التي يصدرونها سيقتلونهم”. واستطردت “أصبح مستحيلا على الصحفيين أن يكتبوا وينقلوا ما يجري على الأرض في سوريا”.

مصير مجهول

وأكدت هلغاند أن من بين عشرات الصحفيين المعتقلين والمخطوفين في سوريا 16 أجنبيا، مشيرة إلى أن الصحفيين -سواء الأجانب أو المواطنين- معرضون لنفس القدر من الخطورة.

ولفتت إلى وجود حرب إعلامية متبادلة لتشويه الإعلام سواء من جانب نظام الرئيس بشار الأسد أو جماعات المعارضة المسلحة.

يذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت مقتل 21 ناشطا إعلاميا خلال الشهر المنصرم في سوريا، بينهم اثنان قضيا تحت التعذيب. وقالت الشبكة إن الجرائم المرتكبة بحق العاملين في الحقل الإعلامي هناك تزداد بشكل “مخيف ومقلق”.

وذكرت أن من بين أولئك الإعلاميين ناشطا دون سن الـ18 وصحفييْن عُذبا حتى الموت في المعتقل، كما أصيب ستة آخرون على الأقل.

وتتفاوت هذه التقديرات مع تقرير للجنة الحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين رصد مقتل تسعة صحفيين وناشطين إعلاميين فقط في الشهر الماضي، ليصل إجمالي عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011 إلى 211 صحفيا.

معارك بدمشق والقلمون واشتباكات عنيفة بالرقة

                                            قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة اندلعت اليوم الخميس في حي برزة بدمشق, بينما استمرت المعارك في القلمون بريف العاصمة السورية, بالتزامن مع اشتباكات دامية في مقر عسكري إستراتيجي للنظام بريف الرقة.

وذكرت شبكة شام ولجان التنسيق المحلية، أن الاشتباكات في حي برزة شمال دمشق بدأت إثر محاولة جديدة للقوات النظامية لاقتحام الحي الذي يسيطر عليه الجيش الحر وفصائل أخرى. وأضاف المصدران أن الحي تعرض خلال الاشتباكات لقصف مدفعي, كما تعرضت أحياء جنوب دمشق وبينها القابون لقصف مماثل.

من جهته, قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هناك أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين خلال الاشتباكات بحي برزة.

وكان ناشطون بثوا أمس شريطا مصورا تظهر فيه جثث لجنود نظاميين قتلوا خلال محاولتهم اقتحام بلدة ببيلاّ بريف دمشق.

وفي الأسابيع القليلة الماضية, تمكنت القوات النظامية من استعادة بلدات في ريف دمشق بينها السبينة والذيابية ومخيم الحسينية.

معركة القلمون

وفي جبال القلمون على مسافة نحو ثمانين  تقريبا شمال دمشق, اشتبكت فصائل إسلامية بينها جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام صباح اليوم والليلة الماضية مع القوات النظامية في أطراف مدينة النبك, وداخل بلدة دير عطية المجاورة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن فصيلي النصرة والدولة سيطرا على مركز للشرطة في دير عطية, مشيرا إلى أنباء عن قتلى في صفوف القوات النظامية.

وكانت القوات النظامية سيطرت مساء الأحد الماضي على بلدة قارة بالقلمون, وقال الناشط محمد الأشمر للجزيرة أمس، إن فصائل معارضة بدأت هجوما مضادا لاستعادة المواقع التي خسرتها.

وفي إطار هذا الهجوم, فجر مقاتلان من جبهة النصرة والدولة الإسلامية أمس سيارتين مفخختين في مبنى الأمن العسكري بالنبك, وفي حاجز الجلاب، مما أدى إلى مقتل وجرح 23 جنديا نظاميا وفقا للمرصد السوري.

وقالت شبكة شام ولجان التنسيق إن الاشتباكات تجددت صباح اليوم بالقرب من النبك من جهة الطريق السريع بين دمشق وحمص.

وفي تطور آخر قتل شخصان في قصف عنيف لمدينة النبك بالقلمون من مقر اللواء 18 وفقا للجان التنسيق.

وفي درعا التي أحرز الجيش الحر تقدما فيها خلال اليومين الماضيين, وقعت الليلة الماضية اشتباكات في محيط مخيم درعا، وفق المرصد السوري الذي تحدث عن خسائر في صفوف الطرفين.

كما سُجلت اشتباكات شرق مدينة إنخل بدرعا وفقا لشبكة شام التي قالت إن المدينة تعرضت للقصف. وفي حلب, استمر القتال أيضا داخل المدينة وفي محيط اللواء 80, بينما أكد مقاتلو المعارضة أنهم صدوا أمس محاولة لاقتحام كل من خان الوزير وباب أنطاكية بحلب المدينة.

اشتباكات دامية

وفي الرقة, واصلت فصائل المعارضة اليوم عملية عسكرية لاقتحام مقر الفرقة 17 في ريف المدينة التي تخضع منذ شهور لسيطرة فصائل بينها جبهة النصرة. وكانت الفصائل المشاركة في الاقتحام  قد سيطرت أمس على أجزاء داخل المقر بينها مساكن الضباط وفقا لناشطين.

وقال المرصد السوري إن اشتباكات أمس أوقعت عشرين قتيلا وجريحا بين الجنود النظاميين, و16 قتيلا في صفوف المعارضين.

وذكر المرصد وشبكة شام ولجان التنسيق أن الطيران الحربي والمروحي أغار صباح اليوم على محيط مقر الفرقة في محاولة لمنع سقوطها.

قصف وضحايا

ميدانيا أيضا, قتل شخصان اليوم في قصف لحي القابون بدمشق وفق لجان التنسيق، التي أشارت إلى قصف مماثل لمعضمية الشام، التي تشهد في الوقت نفسه قتالا في أطرافها الشمالية والغربية.

وفي ريف دمشق أيضا, قتلت سيدة وطفلتها في قصف لمدينة الباب في حلب, بينما قتل ثلاثة آخرون في قصف لمشفى ميداني في تلمنس بإدلب وفق المرصد السوري.

وقال ناشطون إن مروحيات النظام قصفت اليوم بالبراميل المتفجرة بلدات في ريف حماة الشرقي, كما قصفت بلدة كفرزيتا بالصواريخ.

وأصيب الليلة الماضية مدنيون إثر قصف حي المطار القديم في دير الزور, بينما قصف الجيش الحر المطار العسكري خارج المدينة بالصواريخ وفق شبكة شام.

“الحر” يستهدف الفرقة 17 بالرقة ويقصف اللواء 61 في درعا

تفجير قسم كبير من الجامع الأموي في حلب من قبل قوات النظام السوري

دبي – قناة العربية

تتواصل العمليات العسكرية لقوات النظام في مختلف المناطق، في وقت يسعى الجيش الحر للسيطرة على مقر الفرقة 17 في الرقة.

وبدأ مقاتلو الجيش الحر عملية نوعية باقتحام واستهداف الفرقة 17 التابعة لقوات النظام بقذائف الهاون، تمكّن من خلالها الثوار السيطرة على كتيبة الأغرار إلى جانب سيطرتهم على محطة الوقود قرب الكتيبة وأجزاء كبيرة من الفرقة، بحسب ما قالته الهيئة العامة للثورة السورية.

ومع استمرار الاشتباكات، سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف كلا الطرفين، تزامناً مع قيام قوات النظام بقصف مدينة الرقة بقذائف الهاون، واستهداف ريفها بصاروخ أرض أرض.

وقامت كتائب الجيش الحر في درعا بقصف معاقل قوات النظام في مقر قيادة اللواء 61.

وفي حلب، وتحديداً في منطقة حلب القديمة، تصدى الجيش الحر لمحاولة قوات النظام اقتحام الجامع الأموي ومناطق في محيط قلعة حلب، حيث قامت قوات النظام بتلغيم الحائط الشرقي، ما ادى الى تفجير قسم كبير من المسجد..

ووقعت الاشتباكات العنيفة أيضاً في درعا، ووفقاً للهيئة، قامت عناصر من الجش الحر بقصف قيادة اللواء واحد وستين بمدفع مئة واثنين وعشرين، لتخفيف ضغط القصف الصادر منه على بلدة الناصرية ومدينة نوى ومدن أخرى.

أما في ريف دمشق، التي تشهد منذ ساعات الصباح الأولى اشتباكات هي الأعنف من نوعها حتى الآن، تحاول قوات النظام اقتحام معضمية الشام من جميع الجهات بعدد من الدبابات والعربات وعناصر من الحرس الجمهوري.

وفي الوقت نفسه أمطرت قوات النظام المدينة بوابل من القذائف، حيث سجل المركز الإعلامي عشرات الصواريخ سقطت على أحياء سكنية بشكل عشوائي مخلفة دماراً هائلاً.

أطفال سوريا يرثون أنفسهم: اليوم هنا.. غداً قد لا نكون

في اليوم العالمي للطفل أغنية توجه رسالة: قل للمجتمع الدولي “بدون الأسد”

دمشق – جفرا بهاء

وجّه أطفال سوريون صرخة للعالم: “نحن هنا اليوم.. غداً قد لا نكون”، في اليوم العالمي للطفل، وأنهوا رسالتهم بجملة واضحة “قل للمجتمع الدولي (بدون الأسد)”.

أطفال من سوريا يرددون كلمة “تك تك” ربما كناية عن صوت الرصاص، يقولون للعالم: “12 ألف طفل قتلهم الأسد في الثورة السورية”، تتغير وجوه الأطفال، تظهر وجوه أخرى بملامح طفولية وقسمات حادة، بلا أي ابتسامة تكمل الأغنية مسارها “الهجوم الكيمياوي على الغوطة، قتل 300 طفل في يوم واحد.. الحولة ذبحوا 49 طفلاً بالسكاكين”.

لا يبدو أطفال سوريا غير مدركين لما يحدث في بلدهم، والابتسامة التي اختفت عن وجوههم من الصعب إرجاعها، “طفل سوري يموت كل ساعتين.. يمكنك المساعدة في إنهاء معاناة أطفال سوريا قبل فوات الأوان”.

شكّل الأطفال علامة فارقة في الثورة السورية، فكانوا ضحايا الآلة العسكرية، وهدف الإعلام العربي والغربي لإظهار مدى المعاناة، وفي كثير من الأحيان كانوا أفضل من أوصل رسالة إلى الداخل والخارج.

لا تخلو صفحة سوريا من صور الأطفال، أطفال ضحايا مجازر يصعب على المرء النظر إليها، وصور تحمل رسائل الأمل، فترى أغلبهم يرفعون علامة النصر في إشارة لصمود ربما لا يفهمون معناه، وإن كان ثمة مَنْ قارن بين نيرون والأسد، وثمة من قال إن الأسد يحرق سوريا ليثبت قوته، ويبث كرهاً وحقداً بين قلوب الناس.

وبالمقابل فإن نيرون، والذي كانت أمه واحدة من ضحاياه، جلس يتلذذ لمدة أسبوع وبيده آلة الطرب بمنظر روما وهي تحترق، فإنه ربما – وبعد هذا الوقت الطويل – أثبت التاريخ أنه أحرق روما على قاعدة رغبته في بنائها من جديد، وأما سوريا فإن آلاف الأطفال الذين فقدوا حياتهم وطفولتهم ومدارسهم يثبتون أن سوريا المستقبل ستعيش في عذاب الفقدان لأجيال عديدة.

يُذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت ضحايا الحرب السورية من الأطفال. وقالت إن أكثر من 12 ألف طفل قتلوا بنيران قوات النظام السوري.

وأوضح التقرير أن نسبة الأطفال من المجموع الكلي للضحايا المدنيين بلغت 12%.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن هناك أكثر من 300 ألف طفل أصيبوا في الصراع، بعضهم جراحه خطيرة.

وألمحت تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى وجود ما لا يقل عن 9 آلاف طفل معتقلين داخل أفرع المخابرات وفي السجون بهدف الضغط على أقرباء لهم.

أوكسفام: فقر سوري مدقع في لبنان يمس كرامة اللاجئين

تحذير دولي من أوضاع تقود جيلاً كاملاً إلى “أوضاع مأساوية سوداء”

بيروت – فرانس برس

أعلنت منظمة أوكسفام غير الحكومية، الخميس، أن عائلات سورية لاجئة في لبنان تغرق في الديون والفقر، ما يؤثر في تعليم أطفالها وكرامتها.

وقالت نيجيل تيمينس، التي تدير عمل المنظمة في سوريا من لبنان، إن “اللاجئين السوريين يواجهون صراعاً يومياً للعيش في بلد أصبح فيه العمل وإيجاد مسكن نادراً، وإن التفتيش الدائم عن عمل أنهى آمالهم”.

وارتكزت المنظمة على نتائج دراسة أوكلت إجراءها إلى معهد أبحاث لبناني على 1500 عائلة لاجئة في لبنان.

وكشفت “أوكسفام” أن هذه الدراسة “تظهر أن اللاجئين يصرفون مرتين أكثر مما يجنون، حيث تصل العائدات الشهرية للاجئين إلى حوالي 250 دولاراً ولكن معدل المصروف من أجل الطعام والسكن يصل إلى حوالي 520 دولاراً”.

ويصل معدل دخل العائلات إلى حوالي 370 دولاراً، ولكنه مبلغ يتبخر بسرعة في لبنان حيث أعباء الحياة مرتفعة أكثر مما هي في سوريا.

وأشارت المنظمة إلى أن “الدراسة تظهر أن 25% فقط من الأطفال يذهبون إلى المدارس، أي أن جيلاً من الأطفال السوريين سيكون محروماً من التعليم الأساسي”.

يشار إلى أن التعليم الرسمي مجاني في لبنان، ولكن العديد من الأسر لا يمكنها تحمل الأعباء الملازمة للمدارس مثل النقل.

وأعطت “أوكسفام” مثالاً على الشابة هدير جاسم (21 عاماً) التي وصلت مع عائلتها قبل عامين إلى لبنان، والتي قالت إنها “تتلهف للعودة إلى منزلها في سوريا والبدء بالدراسة الجامعية”، ولكن وظيفتها كمساعدة معلمة بمعاش 200 دولار شهري تمثل الدخل الوحيد لـ13 فرداً في عائلتها.

ولجأ أكثر من مليوني سوري إلى الدول المجاورة لسوريا هرباً من أعمال العنف في بلدهم، منهم حوالي 800 ألف إلى لبنان.

وأشارت “أوكسفام” إلى أن العمليات الإنسانية لمواجهة هذا التدفق الكثيف إلى لبنان يمول فقط بمعدل 61%، وأن المطلوب “ضخ مبالغ كبيرة” لتحاشي وصول جيل من اللاجئين السوريين إلى طريق “حياة مأساوية سوداء”.

تصاعد حدة المعارك في دمشق وريفها

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كشف ناشطون في المعارضة السورية، الخميس، عن تصاعد حدة المعارك بين الجيش الحر والقوات الحكومية في مختلف المناطق السورية، لا سيما على أطراف العاصمة دمشق.

وتزامنت الاشتباكات، التي تشهدها معظم البلدات في ريف العاصمة، مع استهداف مدفعية الجيش السوري لحي برزة في دمشق، حسب ما قالت “شبكة شام الإخبارية” المعارضة.

وذكرت الشبكة التي تعتمد على شبكة من الناشطين أن راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة استهدفت النبك ويبرود والزبداني وجرود تلفيتا ومعضمية الشام وداريا ومناطق بالغوطة الشرقية.

كما أضاف الناشطون أن اشتباكات اندلعت صباح الخميس بين فصائل في المعارضة المسلحة والقوات الحكومية على طريق دمشق-حمص الدولي من جهة بلدات منطقة جبال القلمون.

يشار إلى أن منطقة القلمون تشهد منذ مطلع الأسبوع الجاري معارك بين الأطراف المتنازعة، في محاولة من قبل القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على المناطق الواقعة تحت قبضة المعارضة.

وبعد أن نجحت القوات الحكومية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني باستعادة بلدة قارة بالقلمون، تحاول المعارضة دحر تلك القوات عبر هجمات متفرقة، كان أبرزها عملية انتحارية مزدوجة استهدفت الأربعاء تجمعات للجيش.

إلى ذلك، استمرت المعارك بين طرفي النزاع على عدة محاور من البلاد، إذ قال ناشطون إن أحياء في مدينة درعا تعرضت لقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، بالتزامن مع اشتباكات في بلدات المحافظة.

في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش نجح في إحكام سيطرته على قرية خربة غدير البستان في منطقة الحيران بالريف الغربي لدرعا، واحبط محاولة مجموعات مسلحة التسلل من لبنان إلى ريف حمص.

كما قال ناشطون إن عددا من الأشخاص قتلوا جراء قصف القوات الحكومية لمدينة الباب بريف حلب شمالي سوريا، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مدينة كفرزيتا وعدة قرى بريف حماة الشرقي.

ووفقا لناشطي المعارضة، خاض الجيش الحر معارك مع القوات الحكومية المتمركزة في مقر الفرقة 17 شمالي مدينة الرقة، في حين تعرضت الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة دير الزور لقصف براجمات الصواريخ.

يشار إلى أن النزاع المتواصل منذ نحو عامين ونصف في سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص، بينهم 12 ألف طفل قتلوا بقصف للقوات الحكومية، حسب ما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان المعارضة الأربعاء.

سورية: مدارس بدمشق تُغلق أبوابها خوفاً من القصف

روما (21 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أغلقت اليوم مجموعة كبيرة من مدارس دمشق وخاصة تلك الواقعة في مناطق تتعرض لقصف شبه يومي بقذائف الهاون، في محاولة لتجنيب الطلبة المخاطر التي قد يتعرضون لها، وأشارت بعض هذه المدارس إلى أنها ستُغلق حتى يوم الأحد المقبل على أقل تقدير

وأكّد أهالي طلبة وناشطون أن العديد من مدارس العباسيين وباب توما والقصاع وجرمانا وشارع بغداد ومناطق أخرى قد قررت توقيف الدوام مؤقتاً في المدارس خوفاً من استمرار سقوط قذائف الهاون على المدارس، وهو الأمر الذي تكرر مراراً خلال الأسبوعين الماضيين

وتتهم السلطات السورية مقاتلي المعارضة بالقصف العشوائي على مناطق في مدينة دمشق، الأمر الذي يسفر عن قتلى وإصابات في صفوف المدنيين، لكن مقاتلي المعارضة نفوا صحة الأمر وأحالوا التهمة للنظام مؤكدين أنه يستهدف مناطق تقطنها أقليات مسيحية ودرزية من أجل إخافتهم وتهجيرهم من مناطقهم

وقال أهالي وناشطون أن هذا الإغلاق سيستمر عدة أيام، وحتى يوم الأحد على أقل تقدير ما لم تقرر إدارة هذه المدارس تمديد إغلاق أبوابها أمام الطلبة خوفاً على سلامتهم وحياتهم بعد تساقط العديد من القذائف في مناطق مختلفة من المدينة وسقوط عشرات القتلى والجرحى من الطلبة والكادر التدريسي

ووفق تقرير للإسكوا (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا) صدر مؤخراً فإن قطاع التعليم في سورية قد تضرر بشكل كبير جداً، حيث أشار إلى أن خُمس المدارس في البلاد قد أصيبت بأضرار مادية مباشرة أو استخدمت لإيواء النازحين، وتأثرت أكثر من 2400 مدرسة بالنزاع، كما وتراجع عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم بسبب انعدام الأمن، وتضرر المدارس واستهدافها واستعمال قوات النظام للمدارس كمراكز عسكرية وأمنية، كما تناقص الكادر التدريسي بشكل ملحوظ نتيجة التهجير ونزوح وقطع الطرق في مناطق الاشتباكات، ووفق التقرير فقد بلغ معدل دوام الطلبة في بعض المحافظات كحلب 6% من العدد الكلي للطلبة، ويتدرج ليصل إلى 100% في محافظات هادئة كطرطوس واللاذقية والسويداء، فيما انخفض دوام الكادر التدريسي ليصل إلى 55% في إدلب مثلاً

الغارديان- ترجمة بي بي سي

كتب “ديفيد غاردنر” مقالاً بعنوان

لا يمكن أن تحل روسيا محل أمريكا في الشرق الأوسط

قال فيه إن “حلفاء أمريكا العرب والإسرائيليين يرون بأن الولايات المتحدة لم تعد شريكاً موثوقاً به في المنافسات في الشرق الأوسط مما يثير تكهنات بشأن عودة نفوذ روسيا للمنطقة“.

وأضاف غاردنر أن “البعض ينظر إلى زيارة وفد روسي رفيع المستوى إلى مصر، وفي جعبته اتفاق بيع أسلحة بقيمة 2 مليار دولار بوصفه “نقطة تحول” في السياسة الخارجية المصرية”، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تأتي بعدما أعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي عن تعليق جزء كبير من مساعداتها العسكرية المخصصة لمصر، والتي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار“.

وأردف غاردنر أن هذه الزيارة تأتي بعد مرور 41 عاماً على طرد الرئيس المصري الراحل أنور السادات 20 ألف مستشار روسي من مصر“.

وأوضح كاتب المقال أن “تركيا والسعودية هما الأكثر تضرراً من تردد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في التخلص من نظام الرئيس السوري بشار الأسد”، مضيفاً أن أوباما فشل بتزويد المعارضة السورية بالوسائل الضرورية للتخلص من هذا النظام، تاركاً المجال أكثر وأكثر لدخول المتطرفين الجهاديين للبلاد“.

ورأى غاردنر أنه بعد الفشل الأمريكي في العراق، فإن ثمة شكوكا بشأن قدرة الولايات المتحدة على استخدام نفوذها الدبلوماسي والقوة العسكرية أو حتى التأثير في الأحداث الصاخبة التي تتخبط فيها منطقة الشرق الأوسط.

وبحسب غاردنر فإن “دور الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط اليوم ربما يكون قد شارف على نهايته، إلا أنه من الصعب تصديق أن روسيا قد تكون بديلاً لأمريكا في المنطقة“.

ويبرر الكاتب استنتاجه بأن روسيا لم تستطع القيام بهذا الدور خلال العهد السوفييتي، كما أنه ما من أحد يفضل شراء منظومات الأسلحة الروسية بدلا من الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى