أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 24 تشرين الأول 2013

شكوك بانعقاد «جنيف-2» في ظل وجهات النظر المتباينة

عمّان – تامر الصمادي؛ لندن – «الحياة»

أثار تمسّك المؤتمر الوزاري لمجموعة «أصدقاء سورية» في لندن أول من أمس بتفسير مؤتمر «جنيف-2» بأنه يعني أن لا مستقبل للرئيس بشار الأسد في الحكومة الانتقالية المقبلة، وتأكيد «الإئتلاف الوطني» أنه لن يشارك في المؤتمر إلا إذا تلقى ضمانات بأنه سيعني تسليم الأسد للسلطة، تساؤلات عن إمكان إنعقاد المؤتمر، خصوصاً بعد تلويح الأسد نفسه بترشيح نفسه مجدداً للرئاسة في انتخابات العام المقبل. وفي ظل هذا الشرخ الواسع في الرأي بين طرفي الأزمة السورية، فإن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة اتصالات مكثفة بين الدول الراعية لمؤتمر «جنيف – 2»، وتحديداً الولايات المتحدة وروسيا ومعهما الأمم المتحدة، لجسر الفجوة وتقريب وجهات النظر في شأن ما يمكن أن يصدر عن مؤتمر جنيف في حال انعقاده.

وفي هذا الإطار، يُفترض أن ينعقد في سويسرا في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لقاء ثلاثي يضم مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وروسيا والموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية، الأخضر الإبراهيمي، بهدف البحث في التحضيرات النهائية لـ «جنيف – 2». وسيأتي هذا الاجتماع الثلاثي بعد أيام فقط من الموقف المفترض أن تعلنه قيادة «الإئتلاف الوطني» في اسطنبول في شأن حضورها أو غيابها عن المؤتمر. لكن مجرد الإعلان عن اللقاء الأميركي – الروسي مع الإبراهيمي في سويسرا الشهر المقبل أوحى بأن الأميركيين ربما يتوقعون بالفعل حضور ممثلين للمعارضة السورية، على رغم التهديدات التي أطلقها «الإئتلاف» بالمقاطعة.

وفي حال قرر «الإئتلاف» الحضور، فإنه يكون قد حصل على الأرجح على تطمينات أميركية بأن المؤتمر لا يعني سوى تطبيق مبادئ «جنيف-1» التي تنص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، وهو أمر فسّره الأميركيون ومجموعة «أصدقاء سورية» علناً بأنه يعني أن لا مستقبل للأسد في حكم سورية.

سياسيا، جدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال استقباله مساء أمس الإبراهيمي موقف الأردن «الداعي إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية، يوقف نزف الدماء ويحافظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً». وأكد الملك الأردني «استعداد المملكة لتقديم كل دعم من شأنه أن ينجح مهمة الإبراهيمي»، لكنه حذّر من استمرار تدهور الأوضاع في سورية، وارتفاع وتيرة العنف وتأخر الوصول إلى حل سياسي.

وجاء موقف العاهل الأردني في وقت نفى رئيس وزرائه عبدالله النسور وجود أي تغيير في موقف الأردن حيال الأزمة السورية، قائلاً إن موقف المملكة «نابع من المواقف السابقة التي دعت إليها جامعة الدول العربية»، وذلك رداً على اتهامات وجهها الرئيس بشار الأسد إلى عمان، قبل أيام، بدعم من سمّاهم الإرهابيين.

وقال الإبراهيمي، من جهته، إن هناك «شبه إجماع دولي على أن الأزمة السورية لن تحل عسكرياً». وكرر أن الأزمة السورية هي «أخطر ازمة تهدد السلم والاستقرار»، واعتبر أنه «لا يمكننا إنهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري إلا عن طريق حل سياسي».

وفي لاهاي (ا ف ب)، اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية انها تنتظر أن تتسلم من جانب دمشق في الاربع والعشرين ساعة المقبلة برنامج تدمير ترسانتها قبل أيام من الموعد المحدد. وتسليم هذا البرنامج يمثل المرحلة المقبلة بالنسبة الى دمشق بموجب بنود اتفاق روسي – اميركي ينص على تدمير الترسانة الكيميائية السورية في منتصف 2014. وسلمت دمشق في وقت سابق لائحة بمواقع انتاج وتخزين اسلحتها الكيماوية. وهذه المواقع تخضع للتفتيش حالياً من قبل الخبراء في اطار مهمة مشتركة بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية.

وكانت رئيسة البعثة المشتركة سيغريد كاغ اعلنت الثلثاء ان الحكومة السورية «تعاونت بالكامل» حتى الان مع الخبراء المكلفين الاشراف على عملية التدمير.

وعلى الصعيد الميداني، نقلت وكالة «رويترز» عن نشطاء وعمال إغاثة إن الجيش السوري أغلق طرق التهريب القليلة الباقية المؤدية إلى ضواحي دمشق الشرقية المحاصرة ليزيد من التضييق على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة قرب العاصمة. وقال نشطاء داخل منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق إن المنطقة لم تدخلها إمدادات غذائية أو أي إمدادات أخرى منذ أيام. وأضافوا أن الجيش بدأ يشدد حصاره منذ أسبوع. ويخشى السكان أن تؤول الأحوال سريعاً لما هي عليه في الضواحي غربي العاصمة حيث تفشى الجوع بدرجة قال أطباء إنها أدت الى حالات وفيات وأمراض نتيجة سوء التغذية. ويقول محللون إن قوات النظام بدأت في الآونة الأخيرة بتكثيف جهودها لتجويع مقاتلي المعارضة بهدف إخراجهم من المناطق التي سيطروا عليها.

ويقول سكان في الغوطة الشرقية إنهم يخشون تكرار ما حدث في معضمية الشام غرب دمشق التي تعاني نقصا حادا في مخزونات الطعام منذ ما يقرب من عام. وقال عمال الإغاثة الذين تفاوضوا على وقف إطلاق النار لإخراج آلاف السكان من البلدة إن بعض سكانها لم يجدوا بديلا عن أكل أوراق الشجر والحشائش.

على صعيد آخر، افرجت السلطات السورية ليل اول من امس عن 14 أمراة معتقلة، وردت اسماؤهن على لائحة التبادل مع المخطوفين اللبنانيين التسعة الذين اطلقوا الاسبوع الماضي بعد 17 شهرا من الاحتجاز لدى مجموعة من المعارضة المسلحة.

وقالت الناشطة السورية سيما نصار التي تتابع ملف المعتقلين في السجون السورية لوكالة «فرانس برس»: «تم منذ ساعات الإفراج عن اربع عشرة سيدة كدفعة» من لائحة تضم اسماء 128 امرأة، معربة عن أملها في ان يتم اطلاق الاخريات قريباً.

قتلى وجرحى بسيارة مفخخة في حمص

دمشق – يو بي آي

سقط عدد من القتلى والجرحى، بتفجير سيّارة مفخّخة في مدينة حمص السورية.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي، أن “سيّارة مفخّخة انفجرت قرب دوار النزهة في حمص، ما أدّى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى”.

ولم يُعرف على الفور عدد الضحايا بشكل محدّد.

الإفراج عن 61 سجينة سورية.. بينهم طل الملوحي

بيروت – أ ف ب

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن السلطات السورية أطلقت سراح عشرات السجينات في إطار المراحل النهائية من اتفاق لتبادل الرهائن، كما صدر أيضاً قرار عفو عن مدونة شابة معتقلة منذ عام 2009.

وذكر المرصد أن “الحكومة السورية أطلقت سراح 61 امرأة خلال اليومين الماضيين، في إطار اتفاق توسطت فيه قطر وتركيا”.

وقال المرصد إن “محكمة سورية أصدرت كذلك قرار عفو عن المدونة السورية طل الملوحي، التي اعتقلت وهي دون العشرين من عمرها، عام 2009″، أي قبل الانتفاضة السورية عام 2011.

واعتقلت الملوحي، وهي حفيدة وزير سابق، بسبب كتاباتها السياسية.

وكان الإفراج عن نحو 200 سجينة سورية هو المطلب الرئيسي لخاطفين في شمال سورية، احتجزوا تسعة رجال لبنانيين رهائن لمدة 17 شهراً، وأفرج عنهم الأسبوع الماضي.

لائحة أسماء 48 معتقلة سورية وفلسطينية أفرج النظام السوري عنهن

القاهرة – الأناضول

نشر المركز الإعلامي السوري، تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة السورية، أسماء 48 معتقلة بينهم 44 سورية و4 فلسطينات أفرج عنهم نظام السوري مساء الأربعاء، في إطار صفقة الإفراج عن اللبنانيين التسعة الذين كانوا مختطفين في أعزاز السورية مقابل الإفراج عن طيارين تركيين خطفا بالمقابل في لبنان.

وعلى صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، أورد المركز أسماء 48 معتقلة قال إنه تم الافراج عنهن من سجون النظام السوري يوم أمس:

1- آمنه محمد عبد الوهاب من اللاذقية.

2- مها فرحان محمود من دمشق.

3- بشرى حسن سليمان من يبرود.

4- هيام يوسف أبو شاهين من كفرشمس.

5- عائشة رشيد عودة من حمص.

6- غدير العليان من السويداء.

7- أريج علي الحمصي من الشيخ مسكين.

8- سعاد رضوان فليس من دمشق.

9- نور محمد نعيم فليس من دمشق.

10- وفاء محمد علي عنتابلي من دمشق.

11- لميا عدنان الحلبي من حمص.

12- رنيم محسن قرامو من ادلب.

13- الفلسطينية نور نضال من حلب.

14- سميرة يوسف ابراهيم.

15- فاطمة محمد ابراهيم من حماه.

16- ماري جوزيف عبيد من اللاذقيه.

17 – ميادة لطفي الحميد من الحسكة.

18- ابتسام عثمان حمزة من دوما.

19- أماني موفق نخله من المعضمية.

20- عتاب محمد الشبلي من المعضمية.

21- منى محمود الشبلي من المعضمية.

22- ايمان محمد جميل سماق من دمشق.

23- اسعاف أحمد أبو عمر من يلدا.

24- أماني مصطفى أبو أدان من عربين.

25- آمنه محمود حمدان صوان من ريف دمشق.

26- هناء محمد غزالة من اللاذقية.

27- اقبال يوسف ستوت من دمشق.

28- زاهية محمد ظريف أحمد من حلب.

29- فاطمة محسن الصالح من حلب.

30- وهيبه فريد حمود من سقبا.

31- يسرى رضوان الرمضان من حماه.

32- رهام عبد الغني الملا من دوما.

33- فايزة أحمد فستق من دمشق.

34- ولاء أحمد عصام الرفاعي من دمشق.

35- مازنه عبد الواحد الخضراوي من جوبر.

36- روشان بشير المصري من دمشق.

37- فداء عبد الله بكر من دير سلمان.

38- أماني محمود أبو جوز من سقبا.

39- الفلسطينية هينه عطا مفتاح.

40- الفلسطينية خديجة عبد الله خليل.

41- الفلسطينية نور عطية موسى.

42- وفاء عياش المحمد.

43- ريما عيسى السمان من دمشق.

44- دنيا وهيب الرفاعي من دمشق.

45- حنان محمد ديب شمس الدين .

46- الهام محمود نزال.

47- هيا علي خليفه من درعا.

48- منال حمد عوض من الصنمين.

يأتي ذلك بعد يوم من إطلاق سراح النظام السوري لـ 14 معتقلة لديه، وفقاً لما أعلنت عنه الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان لها الثلاثاء.

وقالت الشبكة في بيانها إن “المعتقلات المفرج عنهن تعرضن لعمليات تعذيب و احتجاز بظروف غاية في السوء”.

وأُفرج، مساء السبت الماضي، عن 9 لبنانيين اختطفوا في أعزاز السورية قبل عام ونصف، وكذلك أطلق سراح طيارين تركيين اختطفا في بيروت في أغسطس/ آب الماضي، في إطار صفقة قالت مصادر في المعارضة أنها شملت أيضا 125 سجينة و12 جثة لمعارضات سوريةت لدى النظام السوري، بوساطة قطرية – تركية – فلسطينية.

وكان لواء “عاصفة الشمال” في سورية، أحد الجماعات السورية المسلحة المعارضة لبشار الأسد، اختطف في مايو/ أيار من العام الماضي 11 لبنانياً في منطقة أعزاز بحلب، أثناء عودتهم من زيارة أماكن دينية في إيران، وأفرج عن اثنين منهم فقط وقتها بوساطة تركية، إلا أن أهالي المخطوفين أصروا على مسؤولية تركيا مطالبين إيّاها بالإفراج عن البقية.

واشترط خاطفو اللبنانيين للإفراج عنهم أن تتم مبادلتهم مع أكثر من 371 سجينة لدى النظام السوري.

أقليات سورية في تركيا تبتعد عن مخيمات اللاجئين خوفاً من الانتقام

إسطنبول – رويترز

في حديقة صغيرة على مشارف ساحة ايمينونو في إسطنبول، تجلس نساء يتسولن ويظهرن جوازات سفرهن السورية بينما كتبن عبارة «بالله عليكم ساعدونا» على ورق أمامهن.

وفي هذه المدينة الصاخبة التي يصطف الصيادون فيها على شاطئ القرن الذهبي ويختلط السيّاح بالتجار في أزقة سوق التوابل تبدو الحرب على الجانب الآخر من حدود تركيا الجنوبية بعيدة للغاية.

لكن الصراع في سورية يأخذ بعداً طائفياً على نحو متزايد لأن عدداً متنامياً من اللاجئين الفارين إلى تركيا يتجنبون مخيمات اللاجئين على الحدود الجنوبية ويتوجهون بدل ذلك إلى المدن الكبيرة ليبتعدوا عن الحرب قدر الإمكان.

وقال طارق (27 عاماً) وهو يهدهد ابنه الصغير وزوجته إلى جواره: «لا يمكننا أن نشعر بالراحة في المخيمات. نعم يعطوننا الطعام بانتظام وقد تكون الظروف أفضل لكننا نسمع أنهم يرسلون كل الرجال للقتال أثناء الليل». وأضاف طارق الذي جلس في نزل يتجمع فيه أبناء الطائفة العلوية أكبر أقلية دينية في تركيا في حي جازي بإسطنبول: «لا نريد أن نحارب. فررت من القتال فلِمَ أعود إليه مجدداً؟».

وينتمي طارق ونحو 40 لاجئاً سورياً آخر يؤويهم النزل، إلى الطائفة العلوية والتي ينتمي إليها أيضاً الرئيس السوري بشار الأسد.

لكن طارق وأمثاله غير مستعدين للكشف عن هوية مثل هذه. ويخشى العلويون الذين كثيراً ما يعتقد خطأ أو صواباً أنهم موالون للأسد، الانتقام منهم في مخيمات اللاجئين في تركيا التي تعج بأنصار المعارضة من السنّة ومن بينهم مقاتلو المعارضة وعائلاتهم.

وقال ميران (29 عاماً) وهو يدخن سيجارة في خيمة في باحة يتجمع فيها العلويون: «أفضل أن أذهب وأموت في الحرب في سورية على أن أبقى في مخيم.. لا يحبون العلويين في المخيمات ويعلمون أننا علويون. لسنا من المعارضة ولا من أنصار الأسد. نحن مواطنون فحسب».

وأبقت تركيا حدودها مفتوحة أمام اللاجئين منذ اندلاع الصراع في سورية قبل 31 شهراً وتنفي وجود أي أجندة طائفية، مؤكدة أن مخيماتها مفتوحة للجميع. لكن دعم أنقرة الشديد للمعارضة وضع بعض اللاجئين في موقف لا يحسدون عليه.

وقال لاجئ سوري في امينونو طالباً عدم ذكر اسمه: «تقول تركيا إنها لا تفرّق بين العلويين والسنة لكن الناس يفرقون ويمكن أن نشعر بهذا حتى هنا». وأضاف: «نريد فقط الذهاب إلى العمل وكسب العيش لكنهم لا يوفرون عملاً لنا».

توترات طائفية

ويعيش أكثر من ربع اللاجئين السوريين – البالغ عددهم مليوني شخص في تركيا، بينهم 200 ألف في المخيمات الرسمية التي تنتشر على طول الحدود الممتدة لمسافة 900 كيلومتر بين سورية وتركيا، لكن مثلَيْ هذا العدد يعيشون خارج المخيمات، ومن بينهم كل اللاجئين الذين وصلوا خلال الشهور القليلة الماضية تقريباً. وعلى الرغم من أن كثيراً من اللاجئين السوريين يملكون المال الكافي أو الروابط العائلية التي تكفل لهم مكان العيش، فإن أعداداً من يجبرون على النوم في العراء تتزايد على ما يبدو في المدن، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة.

وقال زينال اوداباس المسؤول عن نزل بيرسلطان عبدال الذي يؤوي اللاجئين، إن تركيا يجب أن تضع في الاعتبار تنوع السكان في سورية وتنشئ مخيمات منفصلة للجماعات المختلفة.

وانتقد اوداباس الحكومة التركية لأنها سمحت بإيواء مقاتلين من الجيش السوري الحر وفصائل مثل جبهة النصرة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة بالمخيمات.

وقال أوداباس مشيراً إلى أن وجود المقاتلين في المخيمات هو السبب الذي يدفع الكثير من اللاجئين إلى عدم التوجه إليها «بينما يقيم أعضاء النصرة والجيش السوري الحر في المخيمات يعيش هؤلاء الفقراء في الشارع».

وتدعو تركيا منذ وقت طويل إلى تقديم المزيد من الدعم القوي للمعارضة السورية المنقسمة والمسلحة، وتقول إن هذا سيعجل بسقوط الأسد وسيعطي القوى المعتدلة سلطة تحتاج إليها حتى يغلب صوتها على صوت العناصر الإسلامية الأكثر تشدداً.

لكن منتقدي أنقرة يقولون إن سياستها سمحت في واقع الأمر بنفوذ أكبر للإسلاميين المتشددين الذين يُتهم بعضهم بارتكاب فظائع ضد العلويين.

وتنفي تركيا تسليح مقاتلي المعارضة أو تسهيل مرور المقاتلين الأجانب الذين دخلوا في صفوف الجماعات المرتبطة بـ «القاعدة»، وتقول إن من الصعب مراقبة الحدود. ويعبر مقاتلو المعارضة واللاجئون والمهربون الحدود بصورة غير قانونية.

الاستعداد للشتاء

وتقول مديرية إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا إنها تدرك تدفق سوريين لا يقصدون المخيمات لكن لا يمكنها فعل الكثير لمن يرفضون المساعدة التي تقدمها.

وقال مصطفى ايدوجدو المتحدث باسم المديرية: «نفعل ما بوسعنا في إطار قواعد دولة القانون لكن لا يمكننا ببساطة إجبار الناس». وأضاف أنه يوجد علويون يعيشون في المخيمات، ونفى وجود تقارير بوجود نزاعات. وقال: «لم نتلق أي طلب محدد من السوريين الوافدين إلى تركيا بإنشاء أي مخيم منفصل لمجموعة بعينها. ولو كان هناك مثل هذا الطلب لوضع في الاعتبار». وأشار إلى أن المديرية لا تسجل اللاجئين في المخيم وفق انتمائهم الديني.

ومع توقع الأمم المتحدة فرار مليوني سوري آخرين في عام 2014 ونزوح 2.25 مليون شخص آخرين داخل سورية، فإن سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها تركيا تعني أن أعداد السوريين في شوارعها ستزيد.

وقال أحمد (15 عاماً) والذي يعيش منذ أربعة شهور في خيمة متنقلة قرب حي فقير في أنقرة بدون مياه ولا كهرباء ولا تدفئة: «لا يمكننا العودة إلا عند انتهاء الحرب.. نحن مرتاحون أكثر هنا. نسمع أن هناك الكثير من النزاعات والخلافات في المخيمات. الناس يشتكون لذا لا نريد أن نذهب».

وأحمد من بين 150 لاجئاً سورياً كردياً بينهم الكثير من الأطفال الحفاة الذين يعيشون في خيام على سفح تل بجوار منطقة تشيَّد فيها مبان شاهقة الارتفاع للأغنياء.

وتنخفض درجات الحرارة بالفعل وستصبح تحت الصفر قريباً. وعند مرور سيارة من وقت لآخر يهرع الأطفال وراءها يهللون ويأملون أن تكون سيارة أحد الأتراك الذين يجلبون لهم الطعام والملبس بانتظام.

وقال سامر (31 عاماً) الذي كان عازفا لآلة الأورغن في حلب قبل أن يترك سورية: «نحن صامدون حتى الآن فقط. يقولون إن الثلوج ستبدأ في التساقط قريباً، فليساعدنا الله حينئذ».

تدمير الكيماوي لا يؤثر في قوة الأسد

لندن ـ رويترز

في يوم الأحد الموافق 29 أيلول/سبتمبر، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد للعالم في مقابلة أذاعها التلفزيون الايطالي اعتزامه التخلص من الأسلحة الكيماوية بعد قبوله اتفاقاً تم التوصل إليه بوساطة روسيا لإثناء الولايات المتحدة عن اتخاذ إجراء عقابي.

وفي صباح ذلك اليوم أسقطت قواته فيما يبدو بعضاً من أقوى الأسلحة التقليدية التي استخدمت حتى الآن في الحرب الأهلية في بلدة الرقة. وبفحص الأدلة التي عثر عليها في مكان الهجوم وبعد شهادات الشهود خلصت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المعنية بحقوق الانسان إلى ان القتلى البالغ عددهم 14 شخصاً كثيرون منهم أطفال لاقوا حتفهم نتيجة استخدام “قنابل فراغية”.

ورغم أن الحكومة السورية تعمل مع مفتشي الأمم المتحدة لتدمير أسلحتها الكيماوية بموجب قرار لمجلس الأمن، يشير حجم الترسانة المتبقية وتعثر وصول الإمدادات لخصوم الأسد إلى انه ليس هناك ما يدعوه لأن يخشى من التخلي عن قذائف الغاز السام من النوع الذي قتل مئات في مناطق تسيطر عليها المعارضة قبل شهرين ودفع واشنطن إلى التلويح بالعقوبات.

والقوة المسلحة النسبية يصعب تقديرها وهي مجرد عامل من عدة عوامل يمكن أن تحسم نتيجة الحرب التي قسمت سورية على أسس طائفية وجرت إليها قوى خارجية متنافسة. لكن استخدام الأسد مثل هذه الأسلحة القوية في وقت يتركز الاهتمام الدولي فيه على تفكيك أسلحته الكيماوية، يؤكد المصاعب التي تواجهها المعارضة وحلفاؤها الغربيون الذين يريدون إجباره على التنحي.

وتشير بيانات الحركة الجوية إلى ان بعض الدول ربما أوقفت شحن أسلحة إلى معارضي الاسد كما أن هناك دلائل اخرى على تعثر وصول الامدادات الى المعارضة رغم تعهد الولايات المتحدة بالمساعدة وهو ما قد يفسر المكاسب الحكومية في الاونة الاخيرة. وتزداد جهود تسليح جماعات المعارضة الأخرى تعقيداً وسط مخاوف الغرب من وجود اسلاميين في صفوف المعارضة.

وقال ديفيد هارتويل المحلل بمؤسسة “آي إتش إس جينز “في الوقت الذي يزداد فيه القلق من النفوذ الاسلامي يبدو الصراع بين المعارضين أكبر مما يحصلون عليه من امدادات”.

القنابل الفراغية

القنابل الفراغية جزء صغير لكنه مخيف في الأسلحة التقليدية التي تستخدمها المدفعية والدبابات والطائرات والتي طورتها القوات السورية منذ نشوب القتال عقب احتجاجات بالشوارع في عام 2011. ويعتقد خبراء ان القنابل التي أسقطت على الرقة روسية الصنع مثلها مثل كثير من معدات الاسد. وهي تفجر سحابة من البخار فوق الارض مع انفجار هائل يمتص الاكسجين من منطقة واسعة. ويتسبب هذا في إزهاق الأرواح بطرق مختلفة منها تمزق الرئة.استخدمت القوات الروسية هذه القنابل في الشيشان واستخدمها الأميركيون مع طالبان في أفغانستان ويرجح البعض أن تتسبب في قتل مدنيين إذا استخدمت في ميادين المعارك بالمناطق الحضرية في سورية.

ويقول ناشطون من المعارضة ومراقبون مستقلون يتابعون تسجيلات الفيديو على الإنترنت وروايات عن القتال في سورية إن هذا لم يردع قوات الاسد عن استخدام القنابل الفراغية. وظهرت في الآونة الأخيرة دلائل على أن القوات السورية تسقط “قنابل برميلية” بدائية وغيرها من المتفجرات المحلية الصنع مما دفع بعض المحللين إلى التساؤل عما إن كان هناك نقص في الامدادات العادية. لكن من غير المرجح نفاد واحدة من أكبر الترسانات في المنطقة قريباً. وتشير تقديرات خدمات الأبحاث بالكونغرس الاميركي إلى أن سورية اتفقت في السنوات الثلاث السابقة على اندلاع القتال على مشتريات أسلحة قيمتها خمسة بلايين دولار معظمهما من روسيا. ويعتقد كثير من الخبراء ان روسيا وايران قدمتا مزيداً من الأسلحة منها قطع غيار لكي يستمر عمل أجهزة الرادار والطائرات والنظم الاخرى.

واستمر قصف بطاريات المدفعية السورية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة لأيام. وفي آب/اغسطس، قالت المعارضة ان الجيش السوري أطلق مواد فوسفورية ومواد مماثلة احرقت بشرة المدنيين الذين تعرضوا لها ذلك إلى جانب هجمات الغاز السام قرب دمشق التي أنحت الحكومة بالمسؤولية فيها على المعارضة. ويقول خبراء يتابعون الصراع ان الجيش استخدم أيضاً قنابل فراغية من قبل. وقالت “هيومن رايتس ووتش” ان الهجوم على الرقة شمل على الارجح ذخائر “أو.دي.إيه.بي” الروسية الصنع.

وقالت بريانكا موتابارثي الباحثة بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” “بينما يسعى العالم للسيطرة على الاسلحة الكيماوية السورية تقتل القوات الحكومية المدنيين بأسلحة أخرى بالغة القوة”. وقالت منظمة مكافحة العنف المسلح في الشهر الماضي ان ذخائر “أو.دي.إيه.بي-500 بي.إم” ضمن الأسلحة “القذرة” لدى سورية وهي المتفجرات البالغة القوة أو غير الدقيقة التي يجب عدم استخدامها في مناطق مأهولة بالسكان. كما أشارت الى الدبابة تي-72 التي تستخدم قذيفة إم240 -وهي أكبر قذيفة مورتر في العالم- وصواريخ غراد. ومعظم هذه الذخائر استخدمتها قوات الأسد -وإن كان المعارضون استولوا على بعضها وأطلقوها- كما تم استخدام أساليب حرب العصابات مثل الشاحنات الملغومة.

مشاكل المعارضة

وتظهر قوات الأسد في وضع دفاعي في أجزاء من البلاد خاصة الشرق. ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان المؤيد للمعارضة ان 47 الف جندي ومقاتل من الميليشيات الموالية للاسد قتلوا منذ عام 2011 وهو ما يمثل 40 في المئة من إجمالي عدد الذين قتلوا في الحرب. لكن الحكومة حققت مكاسب مهمة وخاصة في مناطق حول دمشق. وقال العديد من قادة المعارضة لـ”رويترز” إن السعي للحصول على السلاح يمثل تحدياً مكلفاً يوفّر تجارة مربحة للمهربين الذين يعملون من لبنان وليبيا.

ويقول مسؤولون أميركيون ان واشنطن بدأت تنفذ تعهداً قدمته في حزيران/يونيو بتسليح المعارضة. لكن الشحنات تقتصر حتى الآن بدرجة كبيرة على الأسلحة الصغيرة مثل البنادق. وقدمت بعض الحكومات الغربية معدات عسكرية “غير فتاكة” لجماعات المعارضة مثل أنظمة اللاسلكي والسترات الواقية.وقدمت دول خليجية مزيداً من السلاح بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات. لكن الانقسامات بين جماعات المعارضة واقتتالها عرقل عملها. ومع تشديد تركيا والاردن القيود على الحدود حذرا من الجماعات الاسلامية التي انتشرت داخل سورية بات وصول الشحنات أكثر صعوبة. وفي الشهور القليلة الاولى من هذا العام أظهرت بيانات الحركة الجوية التي حصل عليها معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام واطلعت عليها “رويترز” تنظيم عدة رحلات جوية لتركيا اسبوعيا بطائرات نقل من طراز سي-17. لكن المعهد قال انه كانت هناك ثلاث رحلات فقط منذ بداية آب/اغسطس. ويعتقد المعهد ان الطائرات كانت تحمل اسلحة ربما كان بينها صواريخ “إف.إن-6” الصينية الصنع المضادة للطائرات وصواريخ “إتش.جيه-8” المضادة للدبابات والتي ظهرت في سورية في ذلك الوقت.

وأدى اتفاق الامم المتحدة بشأن الاسلحة الكيماوية لدى سورية – والذي كان بمثابة اتفاق نادر بين موسكو وواشنطن بخصوص الصراع – إلى جهود جديدة للتفاوض على السلام في جنيف. لكن لا يبدو هناك احتمال يذكر لأن توقف الاطراف المتحاربة على الفور استخدام كل الاسلحة المتاحة لها بحيث تكون لها اليد العليا.

دمشق وموسكو تنتقدان مؤتمر “الأصدقاء” / تفجير خط للغاز يغرق معظم سوريا في الظلام

 (“النهار”، و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

غداة تطمينات مجموعة “اصدقاء الشعب السوري” للمعارضة السورية خلال اجتماعها في لندن، الى ان الرئيس بشار الاسد لن يكون له “اي دور” في الحكومة الانتقالية التي يفترض ان تتمخض عن مؤتمر جنيف – 2، أكدت دمشق ان الشعب السوري هو “المعني الحصري باختيار قيادته” وانه “لن يسمح لاي طرف خارجي” بمصادرة هذا الدور منه، بينما اعتبرت موسكو ان نتائج مؤتمر لندن تنطوي على تهديد غير معلن بالعودة الى السيناريو العسكري في سوريا.

وأصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً جاء فيه ان “الشعب السوري هو المعني الحصري باختيار قيادته ورسم حاضر ومستقبل سوريا ولن يسمح الشعب السوري لأي طرف خارجي بان ينصب نفسه بديلا منه في اختيار حكوماته وتحديد صلاحياتها ومهماتها”. واضاف ان “سوريا أكدت مرارا التزامها ايجاد حل سياسي للازمة في سوريا يقوم على الحوار بين السوريين ويحترم سيادتهم دون تدخل خارجي بعيدا من المصالح الاستعمارية التي تسعى بعض الدول الاوروبية لتحقيقها في سوريا على حساب كرامة ومصلحة ومستقبل الشعب السوري المتمسك بحقوقه وكرامته”. وذكر ان “سوريا اكدت كذلك استعدادها لحضور مؤتمر جنيف والعمل على انجاحه دون شروط مسبقة او اي تدخل خارجي”.

موسكو

وفي موسكو، نقلت اذاعة “صوت روسيا” عن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش: “لقد تابعنا باهتمام نتائج الاجتماع الذي عقد في لندن بحضور 11 دولة مختلفة ومنها أميركا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والسعودية وقطر وتركيا ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا”، معتبرا أن الوثيقة النهائية ما هي إلا محاولة لتنقيح العناصر الأساسية لبيان جنيف، على رغم التأكيدات التي سبقت المؤتمر أن محادثاته لن تتجاوز إطار عمل البيان.

وقال: “على رغم ذلك، فقد ذهب ذلك الاجتماع بعيدا عن أطر العمل الخاصة بكل من بيان جنيف والمبادرة الروسية – الأميركية لعقد مؤتمر دولي خاص لحل الأزمة السورية”، ملاحظاً أن الوثيقة النهائية للمؤتمر تطالب بتغيير النظام في سوريا وأن يكون الائتلاف السوري المعارض هو الممثل الشرعي للشعب السوري.

واشنطن

وفي واشنطن، أوردت صحيفة “الواشنطن بوست” أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعترف بان قادة “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” لم يبدوا التزاما للتفاوض مع حكومة الاسد وهو ما وصف بانه صفعة للجهود المبذولة للتوصل الى تسوية للازمة السورية.

وقالت ان كيري اعترف كذلك بان مؤتمر جنيف – 2 قد لا ينعقد كما هو مخطط له الشهر المقبل. ونقلت عنه انه على رغم ان الولايات المتحدة ترى ضرورة تخلي بشار الاسد عن السلطة، الا ان هذا الامر متروك للطرفين خلال التفاوض. ولاحظت انه بعد اجتماعات لندن التي انعقدت في اليومين الأخيرين بات من الواضح ان الائتلاف السوري المعارض لن يحضر محادثات جنيف كجبهة موحدة.

الإبرهيمي

في عمان (عمر عساف)، أكد الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي في تصريحات عقب محادثات أجراها مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، أن الحل السياسي للأزمة السورية هو الوحيد والأمثل لها، في ظل المعطيات التي تمر بها المنطقة والعالم، والظرف الداخلي السوري.

وقال إن “الأزمة السورية وخطورتها تهدد ليس سوريا ومستقبلها فقط وانما تهدد المنطقة، بل انها الآن اخطر ازمة تهدد السلم والاستقرار”. وتحدث عن “شبه اجماع على انه ليس لهذه الازمة حل عسكري بل لا يمكن انهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري الا من طريق حل سياسي”. وشدد على السعي “في اتجاه الحل السياسي… ونتطلع الى تعاون اوثق واكبر مع دول المنطقة” في هذا المجال.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن وزير الكهرباء السوري عماد خميس ان “اعتداء ارهابيا” استهدف مساء الاربعاء خط غاز يغذي محطات توليد الكهرباء في المنطقة الجنوبية ادى الى انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة.

وأوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” خبرا عاجلا تضمن تصريحا لوزير الكهرباء عن “اعتداء ارهابي على خط الغاز المغذي لمحطات توليد الكهرباء في المنطقة الجنوبية يؤدي الى انقطاع الكهرباء بالمحافظات والعمل جار لاصلاح العطل”.

وافاد سكان ان التيار الكهربائي انقطع في دمشق بعيد انفجار قرب المطار الدولي.

وقالت امرأة تقيم في وسط المدينة طلبت عدم ذكر اسمها: “كل المدينة عمها الظلام”. واضافت انه يمكنها ان ترى “الوهج الكبير لحريق” قرب المطار وأن تسمع صوت تبادل كثيف للنيران.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان الانفجار نتج من قذيفة مدفعية من مقاتلي المعارضة اصابت خطا للغاز قرب المطار.

وفي وقت سابق، قال ناشطون وعمال إغاثة من داخل منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق إن المنطقة لم تدخلها إمدادات غذائية أو أي إمدادات أخرى منذ أيام. وأضافوا أن الجيش النظامي بدأ يشدد حصاره منذ أسبوع.

وفي ساعة متقدمة، أشار المرصد الى سقوط قتلى وجرحى في تفجير استهدف حاجزاً للقوات النظامية في دمشق.

البابا

 في روما، رأى البابا فرنسيس أن الدعم المادي للشعب السوري هو السبيل الأكثر مباشرة للمساهمة في إحلال السلام في البلاد. وقال في مداخلة خلال اللقاء الذي نظمه في الفاتيكان، مجلس قلب واحد “كور أونوم” البابوي المختص بتشجيع وتنظيم الأعمال الإنسانية، إن “الدعم المادي لشعب سوريا بغض النظر عن الانتماء العرقي والديني، هو السبيل الأكثر مباشرة للمساهمة في بناء مجتمع مسالم منفتح على جميع المكونات المختلفة”.

وأعلن المجلس إنه تمكن من “جمع مبلغ 72 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في سوريا والمناطق المحيطة بها”، موضحاً أنه “تم منح هذه المساعدات من المنظمات الكاثوليكية”، وأن هناك “55 هيئة تعمل ميدانيا في المنطقة، وقد تمت نجدة 20 مدينة سورية من خلال المساعدات التي ارسلت، وأن هناك 32 مؤسسة كاثوليكية تشارك في الأعمال الإنسانية” حتى الآن. وخلص الى أن “المساعدات ووزعت بالتساوي على اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا والعراق وقبرص ومصر”.

تباينات أميركية – إسرائيلية حيال المحادثات النووية مع إيران نتنياهو يرفض “اتفاقاً جزئياً” وكيري “أكثر تفاؤلاً

 (و ص ف، رويترز، أ ب)

أبرز وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس أهمية تحرك طهران لتثبت ان برنامجها النووي سلمي، فيما كرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن على العالم الا يقبل ما سماه “اتفاقا جزئياً” لوضع حد للبرنامج النووي الايراني، تماماً كما لا يسمح للحكومة السورية بالحفاظ على مخزوناتها من الاسلحة الكيميائية.

اختلف نتنياهو وكيري في روما أمس على البرنامج النووي الايراني، مع دعوة اسرائيل الى إنهائه، واقتراح كيري تقديم طهران ضمانات قد تظهر أنه سلمي وليس عسكرياً.

وقبل اجتماع بين المسؤولين في روما في شأن عملية السلام الاسرائيلية – الفلسطينية طغى عليها الملف الايراني، صرح نتنياهو للصحافيين: “يجب ألا تملك ايران قدرة على إنتاج أسلحة نووية… بمعنى أنه يجب ألا تكون لديها أجهزة طرد مركزي للتخصيب، وألا يكون لديها مفاعل يعمل بالماء الثقيل لانتاج البلوتونيوم الذي يستخدم في تصنيع أسلحة نووية فقط… يجب أن يتخلصوا من مخزونهم من المواد الانشطارية، وألا تكون لديهم منشآت نووية سرية… تكون سرية لسبب واحد… أغراض عسكرية”، واصفاً البرنامج النووي الايراني بأنه المشكلة الأمنية الرئيسية للمنطقة. وحذر من أن “اتفاقا جزئياً يترك ايران مع هذه القدرات هو اتفاق سيئ… كنتم أصررتم بحكمة على أنه لن يكون ثمة اتفاق جزئي مع سوريا… كنتم على حق. لو قال (الرئيس السوري بشار) الاسد: أود أن احتفظ بـ20 في المئة أو 50 في المئة أو 80 في المئة من قدراتي من الاسلحة الكيميائية، لكنتم رفضتم، وهذا أمر صائب”.

كيري

وفي المقابل، اتخذ كيري الذي يتولى مساعدوه استكشاف حل ديبلوماسي لكبح النشاط النووي الايراني، مساراً مختلفاً باشارته الى ان ايران قد توضح ان برنامجها سلمي برضوخها للمعايير الدولية التي تلتزمها الدول الأخرى، لافتاً الى “أننا قريبون جدا” من التوصل الى اتفاق مع الجمهورية الاسلامية.

و قال: “سنطلق مبادرة ديبلوماسية ولكن بعيون مفتوحة، وإدراك أنه سيكون من الضروري لايران ان تلتزم المعايير التي تلتزمها دول أخرى تملك برامج نووية بعد اثباتها ان هذه البرامج سلمية فعلاً”. واضاف: “نحتاج الى ان نعرف ان اجراءات تتخذ ليكون واضحا وضوح الشمس… وضوحا لا يمكن إنكاره بما يجعل العالم مطمئناً الى سلمية البرنامج (الايراني) أيا كان النهج الذي يتبع”.

وأجرت القوى العالمية الست، الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا، محادثات مع ايران في جنيف الاسبوع الماضي لاختبار امكان التوصل الى حل ديبلوماسي. وفتحت هذه المحادثات، وهي الأولى من نوعها منذ انتخاب الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني في حزيران، احتمالات التوصل الى اتفاق بعد سنوات من المواجهة المتصاعدة.

ومن المقرر عقد جولة ثانية من هذه المحادثات مطلع تشرين الثاني في جنيف ايضا.

وفي نيويورك، رفض مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمد خزاعي الادعاءات التي “لا أساس لها التي أطلقتها إسرائيل” في ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني. ونقلت عنه قناة “برس تي في” الإخبارية الإيرانية إن “الغضب والشراسة اللذين يظهرهما العدو الإسرائيلي لهما دليل جيد يشير إلى أننا نتخذ خطوات صحيحة على المسار الصحيح”.

صالحي

وفي طهران، أعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن الحكومة الجديدة منهمكة في شكل جاد في تسوية الملف النووي، وأنها اتخذت خطوات كبيرة في هذا المجال.

وأبدى تفاؤله في شأن مستقبل المفاوضات مع الغرب، مؤكدا أن التضامن الداخلي بين الإيرانيين يعد ضرورة ملحة ونقطة قوة لدفع الملف النووي إلى الأمام. ولفت الى إن هناك البعض في العالم لا ينشد الخير للشعب الإيراني ولا يريد خروج إيران من هذا الملف وتعزيز صدقيتها على الصعيد الدولي، وخلص الى أن “إيران تخطو وفقا لمصالحها الوطنية، وقرارات مسؤوليها في شأن الملف النووي لا تبالي بالتهديدات الموجهة إليها”.

سوريا: ضمانات ومعارك

فادي الداهوك

يبدو أن جهود “مجموعة أصدقاء سوريا” لإقناع الائتلاف السوري بكافة تياراته بالمشاركة في “مؤتمر جنيف 2” قد أثمرت، اذ تظهر تصريحات رئيس الائتلاف أحمد العاصي الجربا حلحلة في موقف “الائتلاف” واستعداده للنقاش حول مشاركة المعارضة بعد الحديث عن ضمانات تلقاها من المجموعة.

ففي تصريح صحافي لوكالة “يونايتد بريس انترنشونال”، قال رئيس الائتلاف الوطني إن البيان الختامي لاجتماع أصدقاء سوريا، الذي اختتم في العاصمة البريطانية لندن الثلاثاء، “يشجّع على المشاركة في جنيف 2”. وأكد أنه حصل على “ضمانات قدمتها مجموعة أصدقاء سوريا حول تزويد الجيش الحر بالسلاح النوعي”.

في موازاة ذلك، يواصل المبعوث الدولي، الأخضر الابراهيمي، جولته الاقليمية في اطار المباحثات التي يجريها استعداداً لعقد جنيف ٢، فيما يستعد الشهر المقبل للقاء مع مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا للغرض نفسه.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية يرافق وزير الخارجية جون كيري، قوله “إن الاجتماع سيعقد في جنيف في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر”.

أما الابراهيمي فشدد في تصريحات صحافية بعد محادثاته مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، على وجود شبه إجماع دولي بأن التدخل العسكري في سوريا أمر لن يحصل.  وأكد على أن الأزمة السورية “خانقة وخطرة وتتجاوز تهديد سوريا إلى تهديد المنطقة”.

ميدانياً، استمر القصف المدفعي والغارات الجوية على غوطة دمشق، مخلفاً عدداً من الضحايا ودماراً في البيوت السكنية.

وقال الناطق الإعلامي باسم “قيادة الجبهة الجنوبية”، مطر اسماعيل، لـ”المدن”، إن “قصفاً عنيفاً بالمدفعية الثقيلة تعرضت له مدينة المعضمية من مقر الفرقة الرابعة، خلّف دماراً وحرائق نشبت في بيوت المدينة وسط محاولات من قبل قوات الحرس الجمهوري لاقتحام المدينة، التي نجح الجيش الحر في ردعها عن التقدم “.

أما في الغوطة الشرقية، تعرض محيط معمل “التاميكو” الذي سيطر عليه الجيش الحر قبل أيام إلى قصف مكثف من قبل قوات النظام في محاولة لاستعادته. ونقل “مكتب أخبار سوريا عن مصادر أن “محاولات التقدّم التي يجريها الجيش النظامي نحو مجمّع تاميكو تتركّز من جهة حاجز النور العسكري، الذي لا يزال جزء منه تحت سيطرة النظام”.

اشتعال الوضع الميداني امتد هذه المرة ليشمل محافظة السويداء في الجنوب السوري، التي شهدت تطورات لافتة قبل ساعات قليلة، حيث اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في قريتي “دويرة” و”حران”، تطورت إلى استخدام النظام للمدفعية الثقيلة وقصف أطراف القريتين، وقام بقطع الطريق إلى القريتين.

وذكر ناشط من “تجمع أحرار السويداء” لـ”المدن”، أن “سيارات إسعاف نقلت جرحى لقوات النظام ولم نستطع التأكد من وجود قتلى بسبب صعوبة الوصول إلى المنطقة، كما أن تعزيزات انطلقت من السويداء نحو القريتين”.

وقال “المجلس العسكري الثوري” لمحافظة السويداء إن “انشقاق محموعة من العسكريين تمت محاصرتهم من قبل عناصر الأمن مدعومة من اللجان الشعبية، أسفر عن حصول اشتباكات بين قوات النظام و بعض الالوية والكتائب العاملة في منطقة اللجاة وبصر الحرير”.

أما في درعا، استمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي على بلدات طفس ونوى بشكل مكثف.

وذكرت لجان التنسيق أن مدينة بصر الحرير تعرضت بدورها إلى قصف صاروخي ومدفعي. كما شهدت بلدة نصيب الحدودية قصفاً مماثلاً، ليرتفع عدد القتلى في محافظة درعا إلى ستة، سقطوا في مناطق مختلفة.

وأطلق نشطاء من مدينة القنيطرة تحذيرات من حدوث كارثة إنسانية بعد استهداف النظام لسد الناصرية بقذائف هاون، متحدثين عن قصف طال أيضاً بلدات “غدير البستان” و “الغارة”، فيما قتل قائد غرفة عمليات المجلس العسكري التابع للجيش الحر في القنيطرة، العقيد الركن صقر الجولاني، متأثراً بجراحه بعد إصابته بشظايا قذائف مدفعية.

الوضع في ريف حمص لم يكن أقل احتداماً، اذ شهد ريف حمص قصفاً واشتباكات متقطعة أبرزها في بلدة السخنة، التي ذكرت لجان التنسيق المحلية، أن مجزرة حصلت فيها راح ضحيتها 15 شخصاً من آل العمور بينهم أطفال ونساء قضوا ذبحاً بالسكاكين أثناء نزوحهم من البلدة بعد تعرضها لقصف بالقنابل العنقودية.وأفادت عن قيام الجيش الحر بتفجير مخفر الهجانة الواقع عند مفرق المحسة – القريتين، وسجلت قصفاً بالمدفعية الثقيلة والهاون على مدينة تلبيسة من قبل قوات النظام التي تتخذ من كلية الهندسة في قرية الأشرفية مركزاً لها.

وذكر طالب في جامعة حمص لـ”المدن” أن قوات الأمن وعناصر من مكافحة الإرهاب انتشرت في حرم جامعة حمص منذ الصباح وقامت باعتقال ثلاثة طلاب من كلية العلوم.

أما في الشمال السوري، تستمر المناوشات بين تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) والجيش الحر، فيما سجل في حلب قصف للمدفعية المتمركزة في منطقة الزنيان العسكرية على بلدات الريف الجنوبي لمحافظة حلب.

وذكرت شبكة “حلب نيوز” أن قصفاً من الطيران الحربي استهدف قرية العاملية بناحية تل الضمان، أسفر عن مقتل الطفل محمد عيد 12 سنة، والشاب شامان زعيتر في كمين نصبته قوات النظام له قرب حاجز الحمام.

في المقابل، استهدف الجيش الحر في السفيرة مساكن الضباط في منطقة الواحة رداً على قصفٍ مدفعي من قبل قوات النظام شهدته مدينة السفيرة منذ الصباح، كما أعلنت كتائب “أبو عمارة” في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي اغتيالها للمساعد أول “محمد عياط” المرافق الشخصي للعميد صائب سليمان في منطقة الجميلية الخاضعة لسيطرة النظام في حلب.

هجمات بالهاون على دمشق.. والإبراهيمي يرى «شبه إجماع» على الحل

هجوم روسي حاد على «أصدقاء سوريا»

اتهمت موسكو أمس، مجموعة «أصدقاء سوريا» بمحاولة الضغط على المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لحسم نتائج جولته مسبقا، والعمل على حسم نتائج مؤتمر «جنيف 2» مسبقا، معتبرة أن بيان المجموعة يظهر أن تغيير النظام السوري هو الهدف الرئيسي، فيما كان الإبراهيمي يؤكد أن «هناك شبه إجماع دولي على أن لا حل عسكريا للازمة السورية».

في هذا الوقت، تصاعدت حدة الهجمات بقذائف الهاون مستهدفة أحياء في دمشق وحلب. وقتل 3 سوريين، وأصيب حوالي 11، في سقوط قذائف على جرمانا وحي العباسيين ومنطقة «الشيراتون» وكلية العلوم التابعة لجامعة دمشق، فيما قتل 6 أشخاص وأصيب حوالي 30، في استهداف ساحة سعد الله الجابري في حلب. وواصلت القوات السورية التصدي لمحاولة مسلحين تابعين لتنظيم «القاعدة» السيطرة على مخازن أسلحة في ريف حمص، حيث أجبرت المسلحين على الانسحاب من غالبية بلدة صدد. (تفاصيل صفحة 8)

ومن جهتها، أكدت وزارة الخارجية السورية، في بيان، أن «الشعب السوري هو المعني الحصري باختيار قيادته ورسم حاضر ومستقبل سوريا ولن يسمح الشعب السوري لأي طرف خارجي بأن ينصّب نفسه بديلا منه في اختيار حكوماته وتحديد صلاحياتها ومهامها».

ووجهت وزارة الخارجية الروسية انتقادات شديدة إلى مجموعة «أصدقاء سوريا» التي عقدت اجتماعا في لندن أمس الأول. وقال المتحدث باسمها الكسندر لوكاشيفيتش «نضطر للتأكيد أنه على الرغم من التفاهمات السابقة بشأن سبل تسوية الأزمة السورية، تحاول الوثيقة الختامية لهذا الاجتماع إعادة النظر في البنود الأساسية لبيان جنيف المتفق عليه في 30 حزيران العام 2012، بيد أن هذا البيان بالذات تم الاعتراف به كأرضية وحيدة لتحقيق التسوية السياسية في سوريا، كما استحسنه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الذي اتخذ بالإجماع، ومن دون أي شروط مسبقة».

وأشار لوكاشيفيتش إلى أنه «قبل عقد هذا الاجتماع، أكدوا لنا أن المناقشات هناك ستجري على أساس بيان جنيف حصرا، لكنها في جوهر الأمر تخطت إطار هذه الوثيقة والمبادرة الروسية ـ الأميركية المعلن عنها في 7 أيار الماضي بشأن عقد مؤتمر دولي حول سوريا». وقال إن «السعي إلى إعادة كتابة بيان جنيف بما يتوافق مع أغراضهم السياسية، طال تلك البنود بالذات التي لا تعجب محامي ما يسمى بالمعارضة السورية المتشددة».

وأضاف أن «الوثيقة الصادرة عن اجتماع أصدقاء سوريا في لندن تعتبر محاولة لحسم نتائج جنيف 2 التي يجب أن يتم الاتفاق عليها في إطار مغاير تماما، أي في إطار الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمعارضة الهادف إلى التوصل لاتفاق بشأن مستقبل بلادهم».

وتابع لوكاشيفيتش أن «وثيقة لندن تحدد من جديد النظام في دمشق كهدف رئيسي (لجنيف2)، وتعتبر الائتلاف الوطني (المعارض) الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، كما يُعلن فيها عن إمكانية اللجوء إلى جميع الخيارات للتأثير على من ينتهك قرارات لندن. ويعتبر ذلك تهديدا ضمنيا بالعودة إلى سيناريو استخدام القوة العسكرية، ما يعتبر أمرا غير مقبول إطلاقا. وبالرغم مما جاء في بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 توجّه إلى السلطات السورية من جديد اتهامات لا أساس لها بأنها استخدمت السلاح الكيميائي».

وأشار إلى أن «كل ذلك يجري بموازاة الجهود العقيمة لشركائنا الغربيين الرامية إلى ضمان مشاركة فصائل المعارضة في المؤتمر الدولي الذي اقترحت عقده روسيا والولايات المتحدة، تحت مظلة الائتلاف الوطني. ويتكون انطباع بأن وثيقة لندن ترمي إلى استفزاز دمشق بهدف محاولة إحباط جنيف 2»، مشددا على انه «لا أساس للحديث حول أن الائتلاف الوطني هو الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري أو المعارضة».

وأشار لوكاشيفيتش إلى أن «بيان أصدقاء سوريا صدر بالتزامن مع جولة الإبراهيمي الذي كان من المفروض أن يناقش خلالها مع كافة الأطراف مسائل التحضير لجنيف 2»، مضيفا «من الواضح أن هناك محاولة للضغط على المبعوث الخاص وحسم نتائج جهوده الديبلوماسية مسبقا».

وشدّد على أن «اللاعبين الخارجيين ليس بوسعهم إلا المساعدة على إجلاس الأطراف السورية حول طاولة المفاوضات وحل المسائل التنظيمية، أما القضايا الجوهرية للتسوية السورية فلا يمكن أن يحلها أحد إلا السوريون بأنفسهم عبر إيجاد التوافق من دون فرض أي حلول من الخارج».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال، خلال تسلمه أوراق اعتماد 19 سفيرا جديدا بينهم اللبناني شوقي فارس بو نصار في الكرملين، إن «التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر جنيف 2 هي نجاح للمجتمع الدولي برمته»، مشددا على «ضرورة تسوية النزاع السوري بالطرق الديبلوماسية السلمية».

وقال الإبراهيمي، الذي التقى الملك الأردني عبد الله الثاني ووزير الخارجية ناصر جودة في عمان، «أجرينا مباحثات مهمة وضرورية مع جودة حول الأزمة السورية الخانقة والخطيرة التي تهدد ليس فقط سوريا ومستقبلها وإنما تهدد المنطقة، بل إنها في الوقت الحاضر اخطر أزمة تهدد السلم والاستقرار».

وأضاف «هذه الجولة التي نقوم بها تأتي بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) وأيضا وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية (في مجلس الأمن) الذين أدركوا، كما تدرك دول المنطقة وفي مقدمتها الأردن، خطورة هذا الوضع»، مشيرا إلى انه «يوجد الآن شبه إجماع على انه ليس لهذه الأزمة حل عسكري، بل لا يمكن إنهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري إلا عن طريق حل سياسي». وتابع «إننا نسعى باتجاه الحل السياسي، ونتطلع إلى تعاون أوثق واكبر مع دول المنطقة وفي مقدمتها الأردن».

من جانبه، شدد جودة «على ضرورة الحل السياسي الذي يضمن عودة الأمن والأمان لسوريا وشعبها العريق، وإنهاء مسلسل العنف والدمار والقتل». وأوضح أن «موقفنا من البداية كان ضرورة تطبيق الحل السياسي، وأن لا حل إلا الحل السياسي لهذه الأزمة»، معربا عن أمله في أن «يلتئم مؤتمر جنيف 2 ويكون بداية الطريق لحل هذه الأزمة».

وأكد الملك الأردني عبدالله الثاني، خلال لقائه الإبراهيمي، استعداد الأردن لتقديم كل الدعم لإنجاح مهمة المبعوث. وكرر «موقف الأردن الداعم للجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة هناك، يوقف نزف الدماء ويحافظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا».

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف انه سيمثل الجانب الروسي في الاجتماع المتوقع عقده مع الإبراهيمي ومساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان في جنيف في 5 تشرين الثاني المقبل.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 الناتو’ جاهز للمشاركة في تدمير كيمياوي سورية… واجماع دولي على ان لا حل عسكريا للأزمة

الجيش النظامي يشدد حصاره لشرقي دمشق وتضاؤل مخزونات الغذاء والإمدادات

السلطات السورية تطلق 14 سجينة في اطار صفقة الافراج عن المخطوفين اللبنانيين

عواصم ـ وكالات: افرجت السلطات السورية عن 14 أمراة معتقلات في سجونها، وردت اسماؤهن على لائحة التبادل مع المخطوفين اللبنانيين التسعة الذين اطلقوا الاسبوع الماضي بعد 17 شهرا من الاحتجاز لدى مجموعة من المعارضة المسلحة، بحسب ما ذكرت ناشطة حقوقية سورية.

وقالت الناشطة سيما نصار التي تتابع عن كثب ملف المعتقلين في السجون السورية لوكالة فرانس برس ‘تم منذ ساعات الإفراج عن اربع عشرة سيدة كدفعة’ من لائحة تضم اسماء 128 امرأة وتشكل جزءا من صفقة تم التوصل اليها نتيجة مفاوضات شاركت فيها تركيا وقطر ولبنان.

واوضحت نصار ان بين اللواتي افرج عنهن ‘ميرفت الحموي، وهي مريضة بالسرطان، وهذا ثالث اعتقال لها’، مشيرة الى ان زوجها قتل في المعارك.وبينهن ايضا ريما برماوي.

وقالت مصادر من المعارضة السورية لـ’القدس العربي’ ان الصفقة تشمل اطلاق اكثر من 130 من المعتقلات السوريات في سجون النظام السوري، وان عملية الافراج عنهن تتم منذ اسابيع الا ان النظام يحاول التعتيم عليها حتى لا يتضح ما قدم من تنازلات للواء عاصفة الشمال’.

واضافت المصادر ذاتها لـ ‘القدس العربي’ ان الطيارين التركيين اللذين افرج عنهما لم يكونا ضمن الصفقة بل اطلق سراحهما عن طريق صفقة اخرى.

وبموجب هذه الصفقة، افرج الاسبوع الماضي عن تسعة لبنانيين شيعة احتجزهم ‘لواء عاصفة الشمال’ الذي يقاتل النظام في شمال سورية منذ ايار/مايو 2012. ونقل اللبنانيون الى اسطنبول قبل العودة الى لبنان.

في الوقت نفسه، افرج عن طيارين تركيين كانا خطفا في آب/اغسطس في بيروت. واعلنت المجموعة التي خطفتهما ان العملية تهدف الى دفع انقرة الى الضغط على المجموعة التي تحتجز اللبنانيين في منطقة حدودية مع تركيا.

واكد المخطوفون المحررون ان الخاطفين كانوا على علاقة وثيقة مع الاتراك.

اما الشق الثالث من الصفقة، فقضى بان تفرج السلطات السورية عن عشرات المعتقلات السوريات في سجونها. ورغم اصرار الحكومة اللبنانية على شكر الرئيس السوري بشار الاسد على تسهيل عملية الافراج عن المخطوفين اللبنانيين بموافقته على اطلاق السجينات، فان هذا الامر لم يحصل.

وقالت نصار ‘هذه دفعة اولى’، معربة عن املها في ان يتم الافراج عن الاخريات ‘غدا وبعد غد’، مضيفة ‘الله اعلم اذا كان سيتم الافراج عنهن جميعا’ .

واكدت ان كل المعتقلات اللواتي افرج عنهن هن من الناشطات السلميات و’لا مبرر لاعتقالهن’.

جاء ذلك فيما قال نشطاء وعمال إغاثة امس الأربعاء إن الجيش السوري أغلق طرق التهريب القليلة الباقية المؤدية إلى ضواحي دمشق الشرقية المحاصرة ليزيد من التضييق على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة قرب العاصمة.

وقال نشطاء داخل منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق إن المنطقة لم تدخلها إمدادات غذائية أو أي إمدادات أخرى منذ أيام. وأضافوا أن الجيش بدأ يشدد حصاره منذ أسبوع.

ويخشى السكان أن تؤول الأحوال سريعا لما هي عليه في الضواحي غربي العاصمة حيث تفشى الجوع بدرجة قال أطباء إنها أدت الى حالات وفيات وأمراض نتيجة سوء التغذية. وأكد عمال إغاثة روايات النشطاء.

وقال عامل إغاثة طلب عدم نشر اسمه ‘يبدو أن الحكومة تشدد قبضتها على هذه المناطق ويبدو أن شيئا ما يجري لكننا لا نستطيع تحديده.’

ويقول محللون إن قوات الرئيس بشار الأسد بدأت في الآونة الأخيرة في تكثيف جهودها لتجويع مقاتلي المعارضة بهدف إخراجهم من المناطق التي سيطروا عليها.

الى ذلك قال أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ‘أندريس فوغ راسموسن’، إن’الحلف جاهز للمشاركة في مهمة تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية، في حال تقدمت الأمم المتحدة، ومنظمة الأسلحة الكيمياوية، بطلب بهذا الخصوص.

جاءت تصريحات راسموسن في مؤتمر صحافي، عقده عقب اجتماع وزراء دفاع مجلس (الناتو ـ روسيا)، أشار فيها إلى أن مسألة تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية تمت مناقشتها في الإجتماع مع الجانب الروسي، موضحاً أنه لم يتخذ قرار ملموس بهذا الشأن.

وأضاف راسموسن، إنه من المبكر الحكم إن كان سيأخذ الناتو دوراً، في عملية تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية.

ولفت راسموسن، أنه يتوقع رداً ايجابياً من دول الناتو، في حال تقدمت الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بطلب بذلك، مشيراً أنه من المبكر تحديد إن كانت المساهمة ستكون جماعية أو منفردة.

‘جاء ذلك فيما اكد الموفد الاممي الى سورية الاخضر الابراهيمي الاربعاء في عمان ان هناك ‘شبه اجماع′ دولي بأنه ليس هناك حل عسكري للازمة السورية.

وقال الابراهيمي في تصريحات صحافية بعد اجرائه محادثات حول التحضيرات لمؤتمر جنيف-2 مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ‘اجرينا مباحثات هامة وضرورية مع جودة حول الازمة السورية الخانقة والخطيرة التي تهدد ليس فقط سورية ومستقبلها وانما تهدد المنطقة بل انها في الوقت الحاضر اخطر ازمة تهدد السلم والاستقرار’.

واضاف ان ‘هذه الجولة التي نقوم بها تأتي بطلب من الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) وايضا وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية (في مجلس الامن) الذين ادركوا كما تدرك دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة الاردنية الهاشمية خطورة هذا الوضع′، مشيرا الى انه ‘يوجد الان شبه اجماع على انه ليس لهذه الازمة حل عسكري بل لا يمكن انهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري الا عن طريق حل سياسي’.

وتابع الابراهيمي ‘اننا نسعى باتجاه الحل السياسي ونتطلع الى تعاون اوثق واكبر مع دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة الاردنية الهاشمية’، مشيرا الى انه ‘يريد الاستماع من الملك عبدالله الثاني الى نصيحته وتوجيهاته بهذا الخصوص’.

لاريجاني: واشنطن تعارض ترشح الأسد بسبب خوفها من ‘الدعم الشعبي’

طهران ـ الاناضول: رأى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعارض ترشح الرئيس السوري بشار الأسد، للانتخابات الرئاسية المزمعة العام المقبل في سورية، بسبب ‘خوفها من الدعم الذي يبديه الشعب السوري للأسد’، على حد تعبيره.

جاء ذلك في كلمة له خلال الجلسة الصباحية للبرلمان، حيث اتهم لاريجاني الإدارة الأمريكية بالتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، مشيرا إلى وجود تناقض في تصريحات المسؤولين الأمريكيين، حسب وكالة ‘فارس′ للأنباء.

وفي معرض رده على موقف واشنطن الذي يشترط قبول طهران مقررارت مؤتمر جنيف1، لحضور إيران جنيف2 ،’لفت لاريجاني أنه لا تزال هناك جهات ترى ضرورة عدم مشاركة بلاده في المؤتمر، مضيفا بقوله ‘إن الوضع الحالي في سوريا، يعد نتيجة لعدم مشاركة طهران في جنيف1′.

وأشار رئيس البرلمان الإيراني، أنه ينبغي على الأطراف التي شاركت في جنيف 1، ولم تلتزم بمقرراته لاحقا، أن تبرر’مواقفها.

انقطاع الكهرباء في معظم سوريا بعد هجوم للمعارضة على خط للغاز

بيروت- (رويترز): ذكرت وسائل اعلام حكومية أن التيار الكهربائي انقطع في محافظات سوريا بما في ذلك العاصمة دمشق الأربعاء بعد ان هاجمت قوات المعارضة خطا لأنابيب الغاز.

وقال وزير الكهرباء عماد خميس في تصريح للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) ان “اعتداء ارهابيا على خط الغاز المغذي لمحطات توليد الكهرباء في المنطقة الجنوبية أدى الى انقطاع الكهرباء في جميع المحافظات. ورشات الصيانة تعمل على إصلاح العطل وإعادة التيار الكهربائي”.

وقالت امرأة تقيم في وسط المدينة طلبت عدم نشر اسمها “كل المدينة عمها الظلام”. واضافت انها يمكنها ان ترى “الوهج الكبير لحريق” قرب المطار وأن تسمع صوت تبادل كثيف للنيران.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة مراقبة مؤيدة للمعارضة مقرها بريطانيا ان الانفجار نتج عن قذيفة مدفعية من مقاتلي المعارضة اصابت خطا للغاز قرب المطار.

واضاف المرصد ان قصف قوات المعارضة كان يستهدف بلدة غسولة الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من المطار. وقال ان الكهرباء انقطعت ايضا في مناطق أخرى في سوريا بينها المدن الساحلية في الغرب وأجزاء من محافظة حلب في الشمال.

سلطات إقليم شمال العراق تمنع صالح مسلم من دخول أراضيها

أربيل- الأناضول: منعت سلطات إقليم شمال العراق، صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي من دخول أراضيها عبر معبر خابور الحدودي الأربعاء.

وأوضح مسلم الموجود حاليا في سوريا، أنه انتظر خمسة أيام عند معبر خابور الذي يعتبر الوحيد بين إقليم شمال العراق وسوريا، مشيرا إلى أنه مُنع من الدخول من قبل المسؤولين الأكراد لتلقي العزاء في ابنه الذي قتل في وقت سابق.

وأضاف قائلا “كان المعبر مفتوحا طيلة أيام العيد، ولما جئت أنا يوم الـ17 من الشهر الجاري منعوا دخولي، فأنا كنت أريد السفر إلى أوروبا عن طريق العراق، لكن يبدو أنهم يريدون منعي، لكننا لن نعجز″

وأوضح مسلم أن قرار المنع ليس له علاقة بمسعود بارازني، وإنما هو من تخطيط الحزب الديمقراطي الكردي، بحسب قوله، لافتا إلى أن السبب في منعه سبب سياسي، واستطرد قائلا “فهم قلقون من مساعينا الدبلوماسية بخصوص مؤتمر جنيف 2، وإنني أتوقع أنهم اتخذوا قرار منعي بسبب تصريحاتي الأخيرة”.

وكان ألدار خليل عضو الهيئة الكردية العليا القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي، قد ذكر في وقت سابق الأربعاء، أن حكومة الإقليم لا تسمح بدخول مسلم إلى الإقليم، مشيرا إلى أنه ينتظر على المعبر منذ تاريخ 17/10/2013، للدخول بغية السفر الى بعض الدول الأوربية في جولة دبلوماسية وتحضيرية لمؤتمر جنيف 2.

وأصدرت “الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي” بياناً استنكرت فيه هذا التصرف، معتبرةً ذلك موقفاً “غير مسؤول وليس له أي مبرر ولا يؤسس لعلاقات طبيعية أمام كل هذه الاستحقاقات المصيرية”.

نتنياهو حذر من وقوع السلاح الكيماوي بيد حزب الله.. والملك عبدالله دعا لدور امريكي فاعل

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ لم ينجح مؤتمر اصدقاء سورية الذي عقد في لندن يوم الثلاثاء في اقناع المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر جنيف، وكما كان متوقعا فالخلاف ظل حول مصير بشار الاسد. فقد اكدت المعارضة على موقفها القاضي بعدم الجلوس مع ممثلين عن النظام قبل ان يتنحى الرئيس عن السلطة.

واجلت والحالة هذه المعارضة قرار المشاركة للاسبوع المقبل حيث ستجتمع وتقرر. وفي الوقت نفسه ترى الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة ان مصير الاسد يحدده طرفا النزاع اثناء المحادثات اي مستقبلا، فبحسب البيان الختامي فعندما يتم الاتفاق على الهيئة الانتقالية فلن يكون للاسد ولا لدائرته المغلقة ممن تلوثت ايديهم بالدماء مكان.

وقد اعترف جون كيري، وزير الخارجية الامريكي، بصعوبة الوضع وان المعارضة السورية لم تعبر عن التزام بالذهاب لجنيف مما يعتبر ضربة للجهود الامريكية لحل الازمة سياسيا.

وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية الامريكية والروسية والامم المتحدة للدفع باتجاه عقد جنيف-2 الذي ينظر اليه كاجتماع اطار يطمح الى جمع الاطراف المتنازعة للاتفاق على حكومة انتقالية قالت ادارة باراك اوباما انها لن تشمل الاسد الا ان هذا الطموح يبدو بعيد المدى الان.

ويأتي رفض المعارضة في ضوء اعتراف دولي بان الحل السياسي هو الامثل للازمة السورية التي ادت الى مقتل اكثر من 100 الف شخص منذ بداية الانتفاضة. ففي ظل تراجع المعارضة سياسيا وانقسامها وتقدم النظام في بعض المناطق، فكلا الطرفين لا يملك قرار الحسم والانتصار في المعركة.

وينبع تردد المعارضة السورية من الدخول في محادثات مع النظام من عدم رغبتها في التفاوض من موقع ضعيف، ولا يعرف بعد مؤتمر لندن ان كانت هذه المعارضة ستذهب الى جنيف ضمن كتلة واحدة. ولكن ما بدا في تصريحات كيري، ووزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ ان هناك حاجة كي يتحدث طرفا النزاع لوقف معاناة الشعب السوري. فقد حذر هيغ من استمرار الحرب التي قال انها ستقوي المتطرفين.

وقال في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية انه في حالة فشل المعارضة المشاركة في جنيف-2 ولعب دور بارز فيه فلن يبقى امام الشعب السوري إلا الاختيار بين الاسد او المتطرفين.

وينظر هيغ الى الجهود الكبيرة المبذولة لعقد المؤتمر انها للرد على الخطر والتهديد الذي يمثله الجهاديون حيث قال ‘انا لا اهون او اقلل من خطر المتطرفين وامكانية سيطرتهم على الامور’. وجاء المؤتمر في وقت انشغل فيه الاعلام بالتصريحات التي اطلقها الامير بندر بن سلطان حول تغيير في طبيعة العلاقة السعودية مع امريكا.

وبحسب صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ فقد عبر الامير عن ارائه في لقاء مع دبلوماسيين من اجل التعبير عن مواقف السعودية الجديدة، كما نقلت وكالة انباء ‘رويترز′ قول الامير انه تحدث الى الدبلوماسيين الاوروبيين ان بلاده ستقوم باتخاذ قرارات في مجال علاقاتها مع واشنطن.

الاحباط السعودي

ومع ان كيري قلل من اهمية ما قيل انه خلاف بين الولايات المتحدة والسعودية، الا ان تصريحات الامير بندر تشير الى حالة من الغضب والاحباط التي تعتري القيادة السعودية من السياسة الخارجية في المنطقة، وفي قلب الاحباط السعودي، الملفان السوري والايراني، وعلق كيري قائلا ‘نعي ان السعوديين ربما كانوا يشعرون بخيبة الامل لان الضربة العسكرية لم تتم ولديهم بعض الاسئلة حول بعض الامور التي تجري في المنطقة’.

وفي هذا السياق كتب ماكس فيشر في صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن الاسباب التي ادت للخلاف الامريكي- السعودي، وقد اجملها في ست قضايا.

وعلى خلاف كيري يرى فيشر ان الخلاف الحالي كبير وواحد من اللحظات التي تصيب العلاقة بين البلدين منذ توقيع التعاون الاستراتيجي بين الملك عبدالعزيز بن سعود والرئيس الامريكي في 15 شباط (فبراير) 1945، واحدة من اللحظات الحرجة كانت بعد حرب اكتوبر عام 1973 ووقف تصدير النفط للغرب، اما الثانية فحدثت نهاية الاسبوع الماضي، مشيرا الى تصريحات الامير بندر الاخيرة. ويقول الكاتب ان العلاقات بين البلدين ليست على حافة الانهيار مثلما كان يتوقع المراقبون منذ التسعينات من القرن الماضي ولكن تراجع العلاقة هو صورة عن انهيار التعاون في الملفات التي جمعت بينهما.

وهذه الملفات تشمل اولا مصر التي دعمت فيها الانقلاب الاخير ضد الرئيس محمد مرسي، فيها تتهم الولايات المتحدة بدعمها لمرسي ومعارضتها للانقلاب.

وكانت الرياض قد اعلنت في آب (اغسطس) انها ستقوم بتعويض الحكومة الجديدة في مصر عن اي مساعدة تقطع عنها، في تلميح الى المساعدات الامريكية التي علقت جزئيا هذا الشهر. الملف الثاني يتعلق بايران، حيث ظلت الادارات الامريكية المتعاقبة في حرب مع الجمهورية الاسلامية منذ قيامها عام 1979.

وظلت واشنطن والرياض تتعاون في هذا الملف باعتبار طهران عدوهما المشترك. وما تغير الان هو التقارب الامريكي- الايراني وفي حالة التوصل الى اتفاق فستكون العلاقات الامريكية- السعودية هي المتضرر الوحيد. قريبا من ايران، هناك العراق الذي كان صدام يمثل فيه العدو المشترك للسعودية وامريكا، وقد غادر صدام الحلبة منذ اعوام وحلت محله حكومة يسيطر عليها الشيعة وعلاقة الرياض معها غير جيدة. ولعل مصدر الاحباط الاكبر للسعوديين ينبع من الموقف الامريكي من سورية، فالرياض ترى ان سياسة اوباما تجاه سورية غير حاسمة.

وعلى خلاف الملفات السابقة تتشارك الدولتان بنفس الهدف في هذا البلد، وهو انهاء الحرب الاهلية واخراج الاسد من السلطة. والخلاف الوحيد بينهما هو في كيفية تحقيق هذا الهدف. فالسعودية تريد دعم القوى المعارضة بالسلاح بشكل اكثر نشاطا، وامريكا خائفة من وقوع اسلحتها في يد الجماعات الجهادية.

وبالاضافة لهذه الملفات هناك التعاون في افغانستان، فقد تعاون البلدان منذ الاحتلال الروسي لهذا البلد عام 1979، وتعاونا بعد 9/11 والهجمات على امريكا، وبحلول العام المقبل والانسحاب الامريكي من افغانستان فلن يكون هناك اي سبب يدعو للتعاون.

ليست نهاية الطريق

وطالما ظلت القاعدة ناشطة فالحاجة تستدعي استمرار التعاون بينهما، كما هو الحال في اليمن. فهذا البلد يمثل البوابة الجنوبية للسعودية، ويعاني من مشاكل تطرف، ولهذا اقامت واشنطن عام 2011 قاعدة عسكرية لانطلاق الطائرات بدون طيار وضرب قواعد المتشددين داخل اليمن.

وفي هذا الملف يحتاج الطرفان للتعاون. ويختم فيشر بالقول ان العلاقة بين البلدين ستستمر طالما ظل هناك نفط وارهاب في المنطقة.

وفي تعليق المراقبين والباحثين على تصريحات الامير بندر رأوا انها تمثل استعدادا سعوديا للنقد ولكنها ليست نهاية الطريق، فبحسب مايكل دوران الباحث في معهد ‘بروكينغز′ والذي عمل في مجلس الامن القومي اثناء فترة جورج بوش ‘لقد عملت في هذا المجال ودرست التاريخ، ولم اعثر على حالة يمكن القياس عليها، ولم ار اي خلاف بين حول قضايا على اكثر من جبهة، ولم ار استعدادا سعوديا للتعبير عن احباطهم بشكل علني كما ارى’، مضيفا ان ايران هي القضية رقم واحد التي تقلق بال صناع السياسة في السعودية ‘فعندما تنظر لخريطة الشرق الاوسط، سورية والعراق وايران، فيبدو وكأن امريكا ترمي السنة تحت الحافلة من خلال عقد صفقة مع ايران وحلفائها’.

ونقلت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ عن عضو الائتلاف السوري، كمال اللوباني قوله ان سبب ‘غضب السعوديين هو الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة من جهة وايران والولايات المتحدة من جهة اخرى’.

واضاف اللوباني ان السعوديين ‘يعتقدون ان اتفاق جنيف سيغير الاسد ولكنه سيبقي على قاعدة حكمه، ويعتقدون ان التغيير سيكون بقيادة ايرانية، وان ايران ستنال قطعة كبيرة من الكعكة السورية’.

ويرى فردريك وهيري من وقفية كارنيجي ان التصريحات السعودية تعبير عن توترات محلية ومع انه يقول ان تصريحات السعوديين غير مريحة الا انها ليست كارثية لان ‘السعوديين يحتاجوننا اكثر مما نحتاج اليهم’.

ادارة الملف السوري

وستظل سورية في مركز الخلاف بين البلدين، الذي نبع اولا واخيرا من الطريقة التي تتعامل فيها ادارة اوباما مع الملف السوري.

وتصف صحيفة ‘نيويورك تايمز′ موقف اوباما من الملف في تقرير مطول نشرته امس، حيث تتحدث عن لقاء عقد في غرفة الازمة في البيت الابيض، في حزيران (يونيو) الماضي والذي جاء وسط ازمة كانت تعاني منها سياسة اوباما تجاه سورية.

فقد وصل جون كيري الى الاجتماع ومعه ملف عن استخدام الاسد السلاح الكيماوي، محذرا انه في حالة عدم اتخاذ الادارة اي موقف فسيفهم الاسد ان معه ضوءا اخضر لمواصلة الحرب الكيماوية ضد شعبه.

قبل ذلك كان اوباما قد وقع امرا سريا يقضي بقيام السي اي ايه بنقل السلاح للمقاتلين، الا ان انهيار معاقلهم في غرب سورية القى بظله على اللقاء. وكما تقول الصحيفة فقد تمت مناقشة عدة خيارات للرد على الوضع منها ضربة عسكرية وتسليح المعارضة، لكن اللقاء انتهى مثل غيره من اللقاءات حول سورية بخلافات حول انسب السبل للتعامل مع الحرب الاهلية في سورية.

وقد حصلت ‘نيويورك تايمز′ على الوثيقة التي حملها كيري معه، وكانت كما تقول تستبصر ما حدث بعد ذلك بشهرين في الغوطة. والان وبعد عامين من دعوة اوباما لخروج الاسد من السلطة يعول على نجاح المبادرة الروسية لتدمير سلاح سورية الكيماوي.

وفي تعليق على لقاء لندن تقول انه فشل في تحقيق اي تقدم، فموقع الاسد يبدو قويا، والمعارضة ضعيفة ومفككة ويتسيدها الراديكاليون الاسلاميون.

خطوات مترددة

وعن الكيفية التي وصلت فيها الادارة الامريكية لهذا الوضع، تستند الصحيفة على لقاءات وتصريحات ودبلوماسيين اجانب تلقي الضوء على رئيس متردد في اتخاذ القرارات، فوجىء بالربيع العربي، وعبر عن خوف من الدخول في دوامة حرب جديدة في المنطقة، ويقود وهذا هو المهم فريقا يتسم بالجدل والانقسام. فقد ادى تردد الرئيس الى طول امد الحرب، وجرأة الاسد على استخدام السلاح الكيماوي، وتردي العلاقات بين امريكا وحلفائها المهمين في المنطقة.

ويرى مدافعون عن الرئيس وسياسته ان الستة اشهر الماضية كانت بمثابة نجاح لسياسة اوباما فقد اذعن الاسد للتهديد لتسليم اسلحته الكيماوية.

ويرى بنجامين رودس، نائب مستشار الامن القومي انه في غياب الخيار الجيد، فقد دفع الكثيرون باتجاه دعم المعارضة باعتباره الخيار الامثل لكنه كان في الحقيقة تكتيكا وليس استراتيجية.

سيرحل سريعا

فمع اندلاع الثورات العربية التي اطاحت برؤوس في تونس ومصر وليبيا سرى اعتقاد ان الاسد لن يعمر طويلا. ففي 18 آب (اغسطس) تلقى اوباما تقييما من ‘سي اي ايه’ جاء فيه ان ايام الاسد صارت معدودة، وعندها خرج اوباما ودعا الى تنحي الاسد عن السلطة. كان اعلانا متعجلا في ظل غياب الاستراتيجية لكن احدا لم يرفع صوته وانتقد الرئيس.

ومع مرور الوقت وتطور الانتفاضة برزت اصوات في الكونغرس تدعو الى التدخل، لكن اوباما اكد منذ البداية لمستشاريه انه لا يفكر بالتدخل العسكري.

وعزز هذا الموقف العرض الذي قدمه الجنرال مارتن ديمبسي في بداية عام 2011 في غرفة الازمة في البيت الابيض وشرح فيه صعوبات فرض مناطق حظر جوي وان تأمينها يحتاج الى 70 الف جندي.

وفي بداية عام 2012 التقطت سي اي ايه اشارات عن اتصالات داخل دائرة الاسد حول نقل الاسلحة الكيماوية، وفي آب (اغسطس) خرج اوباما وقدم تصريحا سيلاحقه وعرف بالخط الاحمر، حيث وضعه امام استحقاق التحرك ان ثبت استخدام النظام للسلاح الكيماوي.

خطة بترايوس

في اثناء ذلك تقدم ديفيد بترايوس، مدير ‘سي اي ايه’ السابق خطة للرئيس تقضي بتدريب وتسليح جماعات مختارة من المعارضة في قواعد سرية بالاردن، ولقيت الخطة دعما من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي ناقشت بان الوقت قد حان للدخول في اللعبة، كما ودعمها مارتن ديمبسي وليون بانيتا، وزير الدفاع.

لكن الرئيس طلب رأي مساعديه فيها، فيما حذرت سوزان رايس، التي كانت سفيرة في الامم المتحدة وشاركت عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من ان التدخل سيؤثر على برنامج اوباما في ولايته الثانية، ولن يحدث اي اثر على الساحة القتالية.

وفي النهاية كان رأي اوباما متشككا من الخطة وان الادارة ستعرض نفسها للخطر بدون خطة واضحة. ويشير التقرير ان ليبيا والتدخل الامريكي المحدود فيها اثر على تفكير الرئيس حول سورية، وظل يذكر بـ ‘المهمة الزاحفة’ ان قررت الولايات المتحدة اجتياز الحدود والقيام بعمليات عسكرية. في الوقت الذي كان الادارة تناقش خياراتها حول سورية، كانت قطر والسعودية قد بدأتا بتسليح المعارضة ودعتا الادارة للانضمام.

تغير تدريجي

يقول التقرير ان اوباما في اللقاءات الخاصة وصف سورية بالمشكلة الجهنمية التي تواجه اي رئيس، الخيارات فيها سيئة والمخاطر فيها كثيرة.

وشيئا فشيئا بدأ الرئيس بتغيير موقفه، وهذا يعود في جزء للضغط الخارجي ورحلاته الثلاث للمنطقة، حيث حذره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من مخاطر وقوع الاسلحة الكيماوية في يد الجماعات المتطرفة وحزب الله.

قتيل وثمانية جرحى بمناوشات بين معارضين للنظام السوري ومؤيدين له في شمال لبنان

بيروت- (يو بي اي): قتل شخص وأصيب ثمانية بجروح الخميس في مدينة طرابلس الساحلية الشمالية في المناوشات الدائرة بين منطقتي التبانة المعارضة للنظام السوري وجبل محسن المؤيدة له.

وقالت مصادر أمنية إن المدينة الثانية في لبنان تشهد حالة من الشلل في المناطق القريبة من المنطقتين حيث سقط القتيل والجرحى الثمانية.

وكانت المناوشات بين المنطقتين بدأت منذ ثلاثة أيام ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى على الاقل.

وطالب نواب المدينة وفعالياتها من المسؤولين التدخل لوقف نزيف الدم في مدينة طرابلس والتي تشهد بين الفينة والأخرى اشتباكات مماثلة.

الابراهيمي يؤكد شبه اجماع دولي على ان لا حل عسكريا للازمة السورية

شكوك حول انعقاد مؤتمر جنيف-2 الشهر القادم… العاهل الاردني يحذر من استمرار العنف في دمشق

عواصم ـ وكالات: اكد الموفد الاممي الى سورية الاخضر الابراهيمي امس الاربعاء في عمان ان هناك ‘شبه اجماع′ دولي بأنه ليس هناك حل عسكري للازمة السورية.

وقال الابراهيمي في تصريحات صحافية بعد اجرائه محادثات حول التحضيرات لمؤتمر جنيف-2 مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ‘اجرينا مباحثات هامة وضرورية مع جودة حول الازمة السورية الخانقة والخطيرة التي تهدد ليس فقط سورية ومستقبلها وانما تهدد المنطقة بل انها في الوقت الحاضر اخطر ازمة تهدد السلم والاستقرار’.

واضاف ان ‘هذه الجولة التي نقوم بها تأتي بطلب من الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) وايضا وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية (في مجلس الامن) الذين ادركوا كما تدرك دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة الاردنية الهاشمية خطورة هذا الوضع′، مشيرا الى انه ‘يوجد الان شبه اجماع على انه ليس لهذه الازمة حل عسكري بل لا يمكن انهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري الا عن طريق حل سياسي’.

وتابع الابراهيمي ‘اننا نسعى باتجاه الحل السياسي ونتطلع الى تعاون اوثق واكبر مع دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة الاردنية الهاشمية’، مشيرا الى انه ‘يريد الاستماع من الملك عبدالله الثاني الى نصيحته وتوجيهاته بهذا الخصوص’.

من جانبه، اكد جودة ‘على ضرورة الحل السياسي الذي يضمن عودة الامن والامان لسورية وشعبها العريق وانهاء مسلسل العنف والدمار والقتل’.

واضاف ‘لا شك اننا نحن في الاردن من منطلق قربنا الجغرافي وجوارنا لسورية نتأثر بشكل كبير من حالة عدم الاستقرار الذي تتأثر منه المنطقة باشملها وكذلك التداعيات الانسانية للازمة السورية حيث ان الاردن يستضيف اكثر من 600 الف لاجئ’.

واوضح جودة ان ‘موقفنا من البداية كان ضرورة تطبيق الحل السياسي وان لا حل الا الحل السياسي لهذه الازمة’، معربا عن أمله في ان ‘يلتئم مؤتمر جنيف-2 ويكون بداية الطريق لحل هذه الازمة’.

وبحسب تقديرات الامم المتحدة فان 540 الف سوري لجأوا الى الاردن منذ اندلاع النزاع في بلدهم في 2011.

ووصل الابراهيمي الى الاردن صباح امس بعد جولة شملت سلطنة عمان الكويت والعراق.

والاثنين، دعا الابراهيمي خلال زيارته بغداد جميع الدول ذات النفوذ الى المشاركة في جنيف-2.

وستشمل جولته ايضا ايران وقطر وتركيا وسورية، وكان بدأها الاحد في القاهرة حيث التقى الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

وحذّر الملك الأردني عبدالله الثاني، امس الاربعاء، من أن استمرار تدهور الأوضاع في سورية، وارتفاع وتيرة العنف وتأخر الوصول إلى حل سياسي للأزمة في هذا البلد ‘سيفاقم من معاناة شعبها ‘.

وذكر الديوان الملكي أن الملك عبدالله الثاني حذّر خلال استقباله المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، من أن استمرار تدهور الأوضاع في سورية، وارتفاع وتيرة العنف وتأخر الوصول إلى حل سياسي للأزمة، ‘سيفاقم من معاناة الشعب السوري الشقيق، لا سيما باتجاه تدفق المزيد من اللاجئين السوريين، الذين يستضيف الأردن على أراضيه العدد الأكبر منهم ‘.

وذكر أن الملك أبلغ الإبراهيمي،الذي يزور الأردن ضمن جولة له في المنطقة ‘استعداد الأردن لتقديم كل دعم لإنجاح مهمته’.

وقال البيان إن الملك جدد موقف بلاده ‘الداعم للجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة هناك، يوقف نزف الدماء ويحافظ على وحدة سورية أرضا وشعبا ‘.

وأوضح أن الملك استعرض ‘الجهود التي يبذلها الأردن للتعامل مع الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيه، وما يشكله ذلك من ضغط كبير ومتزايد على موارده وإمكاناته المحدودة، ما يتطلب من المجتمع الدولي دعم الأردن ومساعدته ليتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات في هذا المجال’.

ولفت أن إلى الإبراهيمي أطلع الملك ‘على الجهود التي يقوم بها مع جميع الأطراف المعنية، مستعرضا المساعي المبذولة لعقد مؤتمر (جنيف 2) نهاية الشهر المقبل ‘.

وأشاد بـ ‘الجهود التي تبذلها المملكة لاستضافة اللاجئين السوريين، وتقديم جميع الخدمات لهم، بالرغم مما تعانيه من ضغوط اقتصادية كبيرة على مواردها جراء ذلك ‘.

ودعا الإبراهيمي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمانحين إلى ‘مساندة الأردن في جهوده لإغاثة اللاجئين السوريين، مؤكداً ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي والمنظمات الأممية مسؤوليتهم ‘.

ياتي ذلك فيما تخيم الشكوك على امكان انعقاد مؤتمر جنيف-2 حول سورية بحلول نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، بعد اعلان ‘مجموعة اصدقاء سورية’ان لا دور للرئيس السوري بشار الاسد في مستقبل سورية، الامر الذي يرفض النظام مجرد البحث فيه، وتمسك المعارضة بحل يؤدي الى رحيل الاسد.

وبدا البيان الصادر عن دول ‘مجموعة اصدقاء سورية’بعد اجتماعها في لندن محاولة اضافية لاقناع المعارضة بحضور مؤتمر جنيف الذي يفترض ان يتمثل فيه النظام ايضا، لكن ‘الاصدقاء’لم يذهبوا الى حد المطالبة بتنحي الرئيس السوري، بينما جدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفضه اي تسوية ‘مذلة’وتاكيده ان ‘لا تفاوض’الا على مرحلة انتقالية تضمن رحيل الرئيس السوري.

وقال رئيس الائتلاف احمد الجربا في مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع ‘اذا كانت بعض الدول تشعر بحراجة الموقف الانساني حيال مجازر الاسد وفظائعه وتريد ان تغسل يديها منها عبر تلويث ايدينا باتفاق تسوية مذل، فانها ستسمع منها خمس لاءات: لا تفاوض، لا صلح، لا اعتراف، لا تراجع، لا لعجز المجتمع الدولي’.

واضاف ‘اما اذا كان المراد ايجاد مخرج لرحيل المجرم بعد تسليم السلطة ومحاكمة مجرمي الحرب من اي جهة اتوا، فاهلا بجنيف-2′.

واوضح ان الائتلاف غير قادر على القبول بغير ذلك، لان ‘شعبنا لن يصدقنا ولن يمشي معنا خطوة واحدة، وسنصنف خونة للثورة ودماء الثوار’.

وجدد الجربا تحديد ‘ثوابت’المعارضة للتفاوض، مشيرا الى ان ‘لا نجاح لمؤتمر جنيف من دونها’، وهي: ‘ايجاد ممرات انسانية للمناطق المحاصرة (…) واطلاق سراح المعتقلات والاطفال كافة قبل بدء التفاوض’.

واضاف ‘لا يمكن ان نجلس على طاولة التفاوض وبعض المناطق يموت فيها الاطفال جوعا ونساؤنا يعذبن في المعتقلات’.

كما اكد ان ‘لا تفاوض من جهتنا الا من ثابتة انتقال السلطة بكل مكوناتها واجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل السفاح’.

وذكر البيان الصادر عن ‘اصدقاء سورية’ان مؤتمر السلام ينبغي ان يكون فرصة ‘لتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة تشمل الامن والدفاع والبنى الاستخباراتية’.

واضاف ‘حين يتم تاليف الحكومة الانتقالية، فان الاسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت ايديهم بالدماء لن يضطلعوا باي دور في سورية’.

وفي اشارة واضحة الى استمرار العراقيل في وجه انعقاد المؤتمر في الموعد المحدد له في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، قال البيان الختامي بانه ‘لا بد من احراز تقدم اضافي’للتمكن من الالتزام بهذا الجدول الزمني.

وكان الرئيس السوري بشار الاسد وجه بدوره ضربة الى المؤتمر عندما قال في مقابلة تلفزيونية السبت ان شروط نجاح المفاوضات ‘غير متوافرة’.

وعلى النقيض من كل التوجه الغربي، اعلن الاسد ان لا مانع ‘شخصيا’لديه للترشح للانتخابات الرئاسية العام المقبل، مجددا القول ان هذا الموضوع غير مطروح على التفاوض.

في هذا الوقت، اعلنت الامم المتحدة ان الموفد الدولي الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي سيعقد مطلع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل اجتماعا جديدا مع مسؤولين امريكي وروسي تحضيرا لمؤتمر السلام حول سورية.

جاء ذلك فيما افرجت السلطات السورية في وقت متأخر الليلة الماضية عن 14 أمراة معتقلات في سجونها، وردت اسماؤهن على لائحة التبادل مع المخطوفين اللبنانيين التسعة الذين اطلقوا الاسبوع الماضي بعد 17 شهرا من الاحتجاز لدى مجموعة من المعارضة المسلحة، بحسب ما ذكرت ناشطة حقوقية سورية.

وقالت الناشطة سيما نصار التي تتابع عن كثب ملف المعتقلين في السجون السورية لوكالة فرانس برس ‘تم منذ ساعات الإفراج عن اربع عشرة سيدة كدفعة’من لائحة تضم اسماء 128 امراة وتشكل جزءا من صفقة تم التوصل اليها نتيجة مفاوضات شاركت فيها تركيا وقطر ولبنان.

واوضحت نصار ان بين اللواتي افرج عنهن ‘ميرفت الحموي، وهي مريضة بالسرطان، وهذا ثالث اعتقال لها’، مشيرة الى ان زوجها قتل في المعارك.وبينهن ايضا ريما برماوي.

وبموجب هذه الصفقة، افرج الاسبوع الماضي عن تسعة لبنانيين شيعة احتجزهم ‘لواء عاصفة الشمال’الذي يقاتل النظام في شمال سورية منذ ايار/مايو 2012. ونقل اللبنانيون الى اسطنبول قبل العودة الى لبنان.

في الوقت نفسه، افرج عن طيارين تركيين كانا خطفا في آب/اغسطس في بيروت. واعلنت المجموعة التي خطفتهما ان العملية تهدف الى دفع انقرة الى الضغط على المجموعة التي تحتجز اللبنانيين في منطقة حدودية مع تركيا.واكد المخطوفون المحررون ان الخاطفين كانوا على علاقة وثيقة مع الاتراك.

اما الشق الثالث من الصفقة، فقضى بان تفرج السلطات السورية على عشرات المعتقلات السوريةت في سجونها. ورغم اصرار الحكومة اللبنانية على شكر الرئيس السوري بشار الاسد على تسهيل عملية الافراج عن المخطوفين اللبنانيين بموافقته على اطلاق السجينات، فان هذا الامر لم يحصل.

وقالت نصار ‘هذه دفعة اولى’، معربة عن املها في ان يتم الافراج عن الاخريات ‘غدا وبعد غد’، مضيفة ‘الله اعلم اذا كان سيتم الافراج عنهن جميعا’.

واكدت ان كل المعتقلات اللواتي افرج عنهن هن من الناشطات السلميات و’لا مبرر لاعتقالهن’.

موسكو تنتقد اجتماع “لندن 11” حول سوريا

انتقدت روسيا وهي الشريك الأساس في تصميم أجندة مؤتمر “جنيف 2” حول الأزمة السورية بيان الاجتماع الأخير لمجموعة “أصدقاء سوريا” في لندن.

قالت الخارجية الروسية إن بيان لندن يعكس محاولات المجموعة لإعادة النظر في العناصر الرئيسية لبيان “جنيف 2012 وتحديد نتائج “جنيف-2” بشكل مسبق.

وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في تعليقه على نتائج اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا” الذي عقد في لندن “رغم التفاهمات السابقة بشأن سبل تسوية الأزمة السورية، يحاول البيان الختامي لهذا الاجتماع إعادة النظر في البنود الاساسية لبيان جنيف المتفق عليها في 30 حزيران (يونيو) عام 2012”.

 وكان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ قال على هامش اجتماع “لندن 11″، الذي ضم عدداً من قيادات المعارضة: “لقد أوضحنا تماماً أن الرئيس السوري الأسد لن يكون له أي دور في عودة الاستقرار وبناء الديمقراطية في سوريا.”

وضم الاجتماع، الذي يهدف إلى إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر “جنيف 2″، وزراء الخارجية في كل من بريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وتركيا، ومصر، ودول الخليج العربية، إضافة إلى قيادات الائتلاف الوطني للمعارضة السورية.

 ومن جانبه، جدد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، تأكيده على أن الأسد “فقد شرعيته” وقدرته على الحكم، معتبراً أن حكومة دمشق ومقاتلي المعارضة لن يمكنهما حسم النزاع في سوريا.وأكد لوكاشيفيتش أن “بيان جنيف بالذات تم الاعتراف به كأرضية وحيدة لتحقيق التسوية السياسية في سوريا، وقد صادق عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع وبدون أي شروط مسبقة بالقرار رقم 2118 “.

 تجاوز الجوهر

وأشار المتحدث الروسي لوكاشيفيتش إلى أنه “قبل عقد هذا الاجتماع، أقنعونا بأن المناقشات هناك ستجري على أساس بيان جنيف حصرًا، لكنها تجازوت من حيث الجوهر إطار هذه الوثيقة والمبادرة الروسية الاميركية الصادرة في 7 أيار (مايو) الماضي حول عقد مؤتمر دولي حول سوريا”، معتبرا أن “السعي إلى اعادة كتابة بيان جنيف بما يتوافق مع أغراضهم السياسية، طال بالذات تلك البنود التي لا تعجب محامي ما يسمى بالمعارضة السورية المتشددة”.

ولفت المتحدث إلى أن بيان اجتماع “أصدقاء سوريا” في لندن  “خطط له أن يكون محاولة لتحديد نتائج “جنيف-2” بشكل مسبق، وهي نتائج ينبغي أن تكون موضوع اتفاق في إطار مغاير، أي في اطار حوار سياسي بين الحكومة السورية والمعارضة يرمي إلى التوصل لاتفاق حول مستقبل سوريا.

 واعتبر لوكاشيفيتش أن بيان لندن “يضع مجددًا تغيير النظام في دمشق هدفا رئيسيًا، ويعتبر “الائتلاف الوطني” ممثلا شرعيًا ووحيدا للشعب السوري، كما يهدد فيه بامكانية اللجوء إلى “جميع الخيارات” للتأثير على من ينتهك “قرارات لندن”.

ويرى لوكاشيفيتش أن في تغيير النظام في دمشق “تهديدًا ضمنيا بالعودة إلى سيناريو استخدام القوة العسكرية، ما يعتبر أمرا غير مقبول إطلاقا”.

وفي الأخير، اعتبر لوكاشيفيتش أن بيان مجموعة “أصدقاء سوريا” الأخير محاولة للضغط على المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي كونه صدر في  خضم الجولة التي يقوم بها الأخير، والذي تقع على عاتقه مهمة البحث مع جميع الأطراف المعنية مسائل التحضير لمؤتمر جنيف-2 بما يتماشى والمبادرة الروسية – الأميركية.

تأزمت في سوريا… فاشتعلت في طرابلس

ريما زهار

عندما تتأزم الامور في سوريا تشتعل الاحداث في طرابلس، وما بعد القلمون سيأتي دور عرسال بحسب ما يُشاع، في حين يطالب اهالي طرابلس بفك مصير سوريا عن مصير مدينتهم.

بيروت: يؤكد رياض أفيوني أنه بدل أن يكون سياسيو طرابلس ينتمون الى البلد ككل فهم يتقوقعون بمنطقة معينة واصبحوا رهينة الميليشيات الموجودة على الارض، وكانت التصاريح السياسية تشمل تلاسنًا بين السياسيين، لتصبح اليوم مترجمة فعليًا بالاحداث الموجودة في مدينتنا طرابلس.

ويشير الى أن ما يجري هو انعكاس سلبي لما يجري في سوريا، كلها امور تنعكس سلبًا على المواطن اللبناني وخصوصًا على المواطن الطرابلسي الذي “لا ناقة ولا جمل له” على تحدي الميليشيات الموجودة على الارض، ونحن كأهالي طرابلس لا نقبل بذلك، لأن من يحكم البلد خارج عن مواطنية طرابلس، كلهم، من يحاربون،  ليسوا مواطنين لبنانيين ولا يستحقون حمل الهوية اللبنانية.

منير توما يلفت الى أنه لا يمكن فك ربط المصير بيننا وبين سوريا، لأنها منذ القدم في الاحوال الطبيعية طرابلس هي “طرابلس الشام” وتابعة الى السوريين، واليوم الخلاف مع النظام تُرجم على الارض بين جبهة تابعة للنظام وأخرى تابعة الى فئات أخرى.

ويؤكد أن سياسات دول تلعب دورها على الساحة، اشخاص مرتبطون بالنظام وآخرون بأجهزة، وهي ترجمة لما يحدث دوليًا.

مايا حسوّن تعتبر أن التمويل اليوم في طرابلس هو من كل الفئات، على اساس أن الحسم والنار تحت الرماد، وكنا نتعايش في السابق في ما بيننا من دون أي تدخلات، ولكن مع تدخل الاجهزة الخارجية التي تتناحر في ما بينها، من خلال التمويل المادي والاسلحة، هو ما أدى الى كل تلك الاحداث اليوم في طرابلس.

ولا ترى أنه يجب أن يموت الطرابلسي اليوم دفاعًا عن النظام السوري أو الثورة السورية، كل جهة تدافع عن طريقة عيشها، فجبل محسن يدافع عن وجوده، وكذلك باب التبانة.

عماد رستم يؤكد أن الخطة الامنية في طرابلس ولدت ميتة وهم يقحمون الجهات العسكرية وقوى الامن بجبهات لا تنحل الا سياسيًا، وبرأيه مدينة طرابلس تتجه نحو الأسوأ، لأن كل يوم يتأخر فيه القرار السياسي بتحييد المنطقة سوف يرتد الامر سلبًا على ابناء طرابلس، خصوصًا أن معركة القصير ترجمت على ارض طرابلس، واليوم معركة القلمون ستترجم سلبًا أو ايجابًا على المدينة ايضًا.

رأي سياسي

يرفض النائب السابق مصطفى علوش (المستقبل) في حديثه لـ”إيلاف” أن يكون السياسيون في طرابلس قد تحولوا الى قادة ميليشيات، فلا يمكن أن يكون السياسي قائد ميليشيا في الوقت عينه، وعمليًا السياسيون الطرابلسيون الذين يتحدثون لو كان بقدرتهم أن يكونوا قادة ميليشيا، لكانوا اوقفوا المعارك من زمن بعيد، ورؤيتهم تكمن في أنه كلما زاد عدد المسلحين في الشارع كلما خف تأثير السياسيين وقدرتهم على التحكم في الموضوع، ويصبح السلاح الحكم الاساسي في الوضع القائم.

ويضيف:”ما يقوم به سياسيو طرابلس محاولة تهدئة الى اقصى ما يمكن، ولكن عندما يكون السلاح منتشرًا في كل البلد لا يمكن المعالجة بشكل موضعي، أي ضمن منطقة معينة، في حين أن البلد بأكمله مشتعل.

ويلفت علوش الى أن سبب المشكل ابتدأ منذ العام 1976، واستمر باشكال مختلفة، وعمليًا المشكلة الاساسية هي انتشار السلاح في كل البلد، والميليشيات المسلحة، واستمرار الوضع الاقليمي المضطرب ووجود نظام الاسد.

ويؤكد علوش أن فك ربط المصير بين سوريا وطرابلس يبقى نظريًا، ولكن حدوثه ممكن، ويحتاج الى قرار من ابناء البلد في فصل الامور عن بعضها، ولكن عمليًا حزب الله يعتبر أن امتداده هو من الساحل المتوسط الى حدود بحر قزوين، وسوريا جزء من اهتماماته، فاذا اقتنع حزب الله أن يتلبنن فمن الممكن أن نفك المصير بين الاثنين.

عن التمويل بين الطرفين، يرى علوش أن لا احد يمكن أن يتعامى عن التمويل الخارجي، وكل جهة لديها مصادرها، ونطرح السؤال على الجهات الامنية مباشرة التي تعرف بالتحديد من أين يأتي التمويل من كل الاتجاهات.

حول الخطة الامنية لطرابلس التي ولدت ميتة، يؤكد علوش أن أي خطة امنية من دون عنوان أو هدف أو مسار واضح غير موجودة، من هنا ضاعت البورصة في الاساس على الحكومة بهذا الخصوص، وتم حشرهم بسبب الخطة التي تمت في الضاحية.

ويقول علوش إن طرابلس تعرضت لانفجارين، وهما الأسوأ على مدى سنوات، اما هل سنشهد انفجارًا آخر؟ هنا السؤال والجواب هو أنه تبين أن نظام الاسد هو المسؤول.

مؤتمر جنيف- 2 في خطر!

إيلاف

تخيم الشكوك على إمكان انعقاد مؤتمر جنيف-2 حول سوريا، بحلول نهاية تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد اعلان مجموعة اصدقاء سوريا أن لا دور للرئيس السوري بشار الاسد في مستقبل سوريا، الامر الذي يرفض النظام مجرد البحث فيه، وتتمسك المعارضة بحل يؤدي الى رحيل الأسد.

بيروت: بدا البيان الصادر عن دول مجموعة أصدقاء سوريا بعد اجتماعها في لندن محاولة اضافية لاقناع المعارضة بحضور مؤتمر جنيف، الذي يفترض أن يتمثل فيه النظام ايضًا. لكن هؤلاء الاصدقاء لم يذهبوا إلى حد المطالبة بتنحي الرئيس السوري، بينما جدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفضه أي تسوية مذلة، وتأكيده أن لا تفاوض الا على مرحلة انتقالية تضمن رحيل الرئيس السوري.

لاءات خمس

وقال رئيس الائتلاف أحمد الجربا في مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع: “اذا كانت بعض الدول تشعر بحراجة الموقف الانساني حيال مجازر الاسد وفظائعه، وتريد أن تغسل يديها منها عبر تلويث ايدينا باتفاق تسوية مذل، فإنها ستسمع منا خمس لاءات: لا تفاوض، لا صلح، لا اعتراف، لا تراجع، لا لعجز المجتمع الدولي”.

وأضاف: “اما اذا كان المراد ايجاد مخرج لرحيل المجرم بعد تسليم السلطة، ومحاكمة مجرمي الحرب من أي جهة أتوا، فأهلاً بجنيف-2”. وأوضح الجربا أن الائتلاف غير قادر على القبول بغير ذلك، “لأن شعبنا لن يصدقنا، ولن يمشي معنا خطوة واحدة، وسنصنف خونة للثورة ودماء الثوار”.

وجدد الجربا تحديد ثوابت المعارضة للتفاوض، مشيراً إلى أن لا نجاح لمؤتمر جنيف من دونها، “وهي ايجاد ممرات انسانية للمناطق المحاصرة، واطلاق سراح المعتقلات والاطفال كافة قبل بدء التفاوض”.

وأضاف: “لا يمكن أن نجلس على طاولة التفاوض، وبعض المناطق يموت فيها الاطفال جوعًا، ونساؤنا يعذبن في المعتقلات”. كما اكد أن “لا تفاوض من جهتنا الا من ثابتة انتقال السلطة بكل مكوناتها واجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل السفاح”.

لا مانع شخصي

ذكر البيان الصادر عن أصدقاء سوريا أن مؤتمر السلام ينبغي أن يكون فرصة لتشكيل حكومة انتقالية، تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة، تشمل الامن والدفاع والبنى الاستخباراتية. واضاف: “حين يتم تأليف الحكومة الانتقالية، فإن الاسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت ايديهم بالدماء لن يضطلعوا بأي دور في سوريا”.

وفي اشارة واضحة الى استمرار العراقيل في وجه انعقاد المؤتمر في الموعد المحدد له في 23 تشرين الثاني (نوفمبر)، قال البيان الختامي: “لا بد من احراز تقدم اضافي للتمكن من الالتزام بهذا الجدول الزمني”.

وكان الرئيس السوري بشار الاسد وجه بدوره ضربة الى المؤتمر، عندما قال في مقابلة تلفزيونية السبت إن شروط نجاح المفاوضات “غير متوافرة”. وعلى النقيض من كل التوجه الغربي، اعلن الاسد أن لا مانع شخصي لديه من الترشح للانتخابات الرئاسية في العام المقبل، مجددًا القول إن هذا الموضوع غير مطروح للتفاوض.

في هذا الوقت، اعلنت الامم المتحدة أن الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الاخضر الابراهيمي سيعقد مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل اجتماعًا جديدًا مع مسؤولين اميركي وروسي، تحضيراً لمؤتمر السلام حول سوريا.

تأجيل ثانٍ لاجتماع الهيئة العامة للائتلاف السوري

بهية مارديني

ايلاف

كشفت مصادر سياسية في المعارضة السورية لـ”ايلاف” عن تأجيل ثانٍ لاجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض حتى التاسع من الشهر المقبل .

  علمت “إيلاف” من مصادر سياسية في المعارضة السورية أن الموفد الأممي الى سوريا الأخضر الابراهيمي سيصل الى أنقرة اليوم ليعقد عدة لقاءات مع اللواء سليم ادريس رئيس قيادة الأركان للجيش السوري الحر وخمسة ممثلين من المجلس العسكري الأعلى وقادة الجبهات ومع المسؤولين الأتراك.

وأكدت المصادر “أن زيارة الابراهيمي ولقاءَه المعارضة العسكرية يأتيان بالتزامن مع وصول الدكتور ناصر القدوة نائب الاخضر الابراهيمي الى اسطنبول ليجتمع بالمعارضة السورية وأعضاء في الائتلاف الوطني”  .

 من جانب آخر، أوضحت المصادر “أن ترتيبات عقد اجتماع الهيئة العامة للائتلاف ورغبة بعض أعضائه بالتأجيل جعلت القائمين عليه يفضلون تأجيله حتى تكتمل البيئة المناسبة للاجتماع” .

 واعتبرت المصادر أن هذا الاجتماع من أحد أهم اجتماعات المعارضة السورية عبر تاريخها اذ “إنه سيحدد منعطفين مهمين أولهما ملف المشاركة في مؤتمر جنيف 2 وثانيهما موضوع الحكومة السورية الموقتة التي كلف بها الدكتور أحمد الطعمة”.

 وتوقعت المصادر زيارات واتصالات دولية قادمة بين الأطراف الفاعلة نحو تهيئة الأجواء باتجاه مؤتمر جنيف 2 .

 ورأت المصادر أن زيارة الدكتور ناصر القدوة نائب الاخضر الابراهيمي الى تركيا اليوم، حيث سيجتمع مع المعارضة السورية والائتلاف، تندرج في الاطار ذاته .

 وكان الابراهيمي قد أكد في عمّان أن هناك “شبه اجماع” دولي بأنه ليس هناك حل عسكري للأزمة السورية.

  وقال بعد لقائه مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة: “أجرينا مباحثات هامة وضرورية مع جودة حول الازمة السورية الخانقة والخطيرة التي تهدد ليس فقط سوريا ومستقبلها وانما تهدد المنطقة بل أنها في الوقت الحاضر اخطر ازمة تهدد السلم والاستقرار”.

 وأضاف أن “هذه الجولة التي نقوم بها تأتي بطلب من الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) وايضا وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية (في مجلس الامن) الذين أدركوا كما تدرك دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة الاردنية الهاشمية خطورة هذا الوضع”.

في غضون ذلك، أعلن مسؤول أميركي كبير أن الإبراهيمي سيجتمع مع مسؤولين أميركيين وروس في سويسرا الشهر القادم لمحاولة تمهيد الطريق لعقد مؤتمر شامل للسلام عن سوريا في جنيف.

 وقال “إن الاجتماع الثلاثي سيعقد في جنيف في الخامس من نوفمبر، وإنه من المتوقع أن يضم الوفد الأميركي وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية وندي شيرمان، والسفير الأميركي في سوريا روبرت فورد”.

 وأضاف  “نتطلع إلى مواصلة هذا الحوار الثلاثي ومراجعة التقدم نحو عقد مؤتمر جنيف بشأن سوريا”.

بريطانيا لتوفير حماية لأطفال سوريا في العراق

نصر المجالي

أعلنت وزيرة التنمية الدولية البريطانية جستين غريننغ الأربعاء بأن بريطانيا ستوفر للأطفال السوريين الفارين إلى العراق الحماية التي يحتاجونها.

 هناك حوالي 200 ألف طفل سوري لاجئ في العراق حاليًا كانوا هربوا من العنف المتواصل، أغلبهم في إقليم كردستان العراق، ومازال يصل المزيد من الأطفال إلى العراق كل يوم. يأتي تدفق اللاجئين هذا بعد فتح الحدود العراقية – السورية فجأة في شهر أغسطس/ آب حين دخل 44 ألف لاجئ سوري إلى العراق في غضون بضعة أيام.

 وستقدم المملكة المتحدة لمنظمة اليونيسيف مليوني جنيه استرليني لتوفير المياه وأدوات النظافة الشخصية وخدمات حماية الأطفال للاجئين السوريين في العراق، بمن فيهم اللاجئون في إقليم كردستان. وتركز هذه المساعدات خصيصًا على الأطفال الذين دخلوا العراق من دون مرافقين بالغين أو الأطفال المعرضين للخطر.

 تجربة رهيبة

 وقالت الوزيرة البريطانية جستين غريننغ في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الالكتروني: لقد انقلبت حياة الأطفال رأسًا على عقب بسبب هذا الصراع. وذلك سيىء بحد ذاته، لكن يضطر بعضهم لمواجهة ذلك بمفردهم. إنهم واجهوا أهوال صراع لا يتخيلها عقل ويواجهون الآن تجربة رهيبة بتخليهم عن بيوتهم وأصدقائهم وأهاليهم والحياة التي يعهدونها.

 واضافت أن المملكة المتحدة ستواصل ضمان حصول الأطفال الفارين إلى العراق على المساعدات التي يحتاجونها حين يشعرون بالخوف، وربما حين ينفصلون عن آبائهم ويكونون أكثر عرضة للخطر. علينا ألا نخذل هؤلاء الأطفال.

 وقالت غريننغ إن هذا التمويل الجديد سوف يساعد جهود منظمة اليونيسيف في مراكز استقبال اللاجئين على الحدود، وفي خمسة مخيمات جديدة في العراق، حيث سوف تتمكن اليونيسيف من:

 – تحديد الأطفال الذين لا يرافقهم بالغون، والأطفال الذين تعرضوا للإساءة، والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وضمان توفير الرعاية والحماية المناسبة لهم، بما في ذلك الرعاية النفسية وأماكن آمنة لهم.

 – تأسيس مساحات مناسبة للأطفال داخل المخيمات وتدريب العاملين على حماية الأطفال.

 – توفير 20-30 ليترًا من المياه لكل شخص يوميًا، ومرافق صحية للاجئين في مراكز استقبال اللاجئين على الحدود.

200 جهادي ألماني في سوريا

لميس فرحات ايلاف

تقدر الاستخبارات الألمانية أن نحو 200 من المجاهدين الألمان وصلوا إلى سوريا أو هم في طريقهم إليها، ذهبوا للمشاركة في الجهاد ضد بشار الأسد ونظامه، وأقاموا المعسكر الألماني في الشمال السوري.

بيروت: تحولت الثورة السورية إلى أرض معركة خصبة تسودها الفوضى، ما يجعلها ملاذًا للمتطرفين من جميع أنحاء العالم. وفي حين تتحدث الكثير من التقارير عن أقدام أجنبية على أرض سوريا، تقلق دول الخارج من موجة تطرف تجتذب مواطنيها الذين يحاربون في سوريا، ليعودوا بعدها إلى البلاد بنزعة عنيفة تهدد أمنها الداخلي.

وتقدر السلطات الأمنية الألمانية أن ما يقرب من 1000 جهادي متطوع من مختلف أنحاء أوروبا يتمركزون الآن في سوريا، مقارنة مع 250 فقط في أواخر العام 2012، وهم 90 من بريطانيا و120 من بلجيكا و50 من الدنمارك و150 من كوسوفو. ووفقا لأحدث الإحصاءات، تعتقد وكالات الاستخبارات الألمانية أن ثمانية جهاديين ألمان لقوا حتفهم في معارك بسوريا.

معسكر ألماني

يتجه عدد متزايد من الجهاديين الألمان إلى سوريا للانضمام إلى الثوار في معركتهم ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وفقًا للاستخبارات الألمانية، تجمع نحو 200 من الإسلاميين من جميع انحاء البلاد في شمال سوريا، في ما أطلق عليه اسم “المعسكر الألماني”.

ولاحظت الاستخبارات الألمانية زيادة حادة في عدد الإسلاميين الألمان الذين يسافرون إلى سوريا لمساعدة المعارضة في الحرب الأهلية المستعرة هناك، إذ يقول تقرير سري صدر عن المكتب الاتحادي لحماية الدستور أن نحو 200 من الأصوليين الإسلاميين الألمان في طريقهم إلى سوريا أو وصلوا اليها بالفعل، بعد أن أصبحت سوريا المكان الأكثر جاذبية للجهاديين”.

وكشفت صحيفة دير شبيغل الألمانية عن التقرير السري من 71 صفحة، يسلط الضوء على الدعم الذي تحظى به المعارضة السورية في الداخل الألماني المسلم، سواء من الجمعيات الخيرية للمساعدات الإنسانية أو حملات التبرعات التي جمعت مئات الآلاف من اليورو، في ما وصفته وكالات الاستخبارات بـ “حملات التجنيد”، حيث يجمع الأئمة الأموال لشراء الأسلحة وتجنيد الشباب للانضمام إلى الجهاد.

تجنيد إفتراضي

تميل الجماعات المعارضة لنظام الأسد إلى تجنيد متطوعين ألمان لتنفيذ مهام انتحارية، وذلك أساسًا لأنهم يفتقرون إلى الخبرة القتالية ولا يتكلمون اللغة العربية. ويقع “المعسكر الألماني” في شمال سوريا، وهو الآن بمثابة نقطة تجمع وربما مركز تدريب للمقاتلين الناطقين بالألمانية. غالبية هؤلاء الشبان يأتون من ولاية شمال الراين وستفاليا، موطن لثلث السكان المسلمين في ألمانيا، لكن البعض الآخر يأتون من ولايات هيس، برلين، بافاريا وهامبورغ.

وتقلق ألمانيا من مؤشرات على أن الإسلاميين الألمان ينظمون مراكز إعلامية في سوريا، لتنفيذ حملات تجنيد على الإنترنت وعبر وسائل الاعلام الاجتماعية. ففي أواخر تموز (يوليو) أطلق موقع Shamcenter حملة بخمس لغات، بينها الألمانية، لتعزيز الجهاد الاجتماعي، ما أثار قلق الاستخبارات الألمانية من تأثير مثل هذه المواقع على تحفيز التطرف في ألمانيا.

ويشير تقرير المكتب الاتحادي إلى أن حملات التجنيد تنشط أيضًا على يد المقاتلين الألمان في سوريا، الذين يعودون بعد المعركة إلى الوطن، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نحو عشرة منهم عادوا إلى ألمانيا ويشكلون تهديدًا أمنيًا.

سليم إدريس يرحب بـ “لندن 11” ويدعو لتنفيذ بنوده

بهية مارديني

ايلاف

لقي مؤتمر لندن-11 ترحيبًا من أركان المعارضة السورية، ووصفوه بأنه ناجح ومفيد، وخطوة حاسمة باتجاه جنيف-2. ودعا اللواء سليم إدريس في تصريح لـ “إيلاف” إلى تنفيذ الوعود الدولية بتسليح المعارضة.

لندن: رحب رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس بالبيان الختامي لمؤتمر لندن-11 على مستوى وزراء الخارجية لمجموعة أصدقاء سوريا، والذي اختتم أعماله أمس في العاصمة البريطانية.

لكنه قال لـ”إيلاف”: “نريد من أصدقاء سوريا أفعالًا وليس أقوالًا”، في إشارة منه إلى الوعود الدولية بتسليح المعارضة المعتدلة بسلاح نوعي. وطالب أصدقاء الشعب السوري بتنفيذ وعودهم التي قطعوها في مؤتمرات سابقة، إضافة إلى تطبيق بنود البيان الختامي لمؤتمر لندن-11 في دعم قيادة الأركان في الجيش الحر.

خطوات مهمة

من جانبه، قال بدر جاموس، الأمين العام للائتلاف الوطني المعارض، لـ”ايلاف” إن مؤتمر لندن-11 مفيد وناجح، “وقد استطاع أن يخطو خطوات مهمة على درب جنيف-2”.

وقال: “عبّرنا عن وجهة نظر الشعب السوري في الخلاص، لكن ليس على حساب ثوابت الثورة”. وأضاف: “نحن لسنا ضد أي مؤتمر من أجل خدمة الشعب السوري، لكننا ضد أن تكون هناك شروط أو فروض يجب أن تؤديها المعارضة السورية على حساب الثورة والثوار”.

ولفت جاموس إلى عدة محاور في البيان الختامي لمؤتمر لندن-11، “حيث ستجري المفاوضات عبر وساطة الممثل الخاص المشترك، وذلك بين وفد واحد من النظام السوري ووفد واحد من المعارضة، يكون فيه الائتلاف الوطني السوري العنصر الأساسي والقائد بوصفه ممثلًا شرعيًا للشعب السوري”.

حسم الامور

زار أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني المعارض، وخمسة من أعضاء الائتلاف هم سالم المسلط وفاروق طيفور وسهير الاتاسي وهيثم المالح وجاموس، العاصمة البريطانية، وشاركوا في اجتماع لندن-11، كما التقوا بعدد من وزراء الخارجية من بينهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري، ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، ووزير الخارجية القطري أحمد العطيه. وكان واضحًا الزخم الاعلامي في مؤتمر لندن-11، حيث واكبت العشرات من وكالات الأنباء والفضائيات ووسائل الاعلام ومن بينها “ايلاف” أحداث المؤتمر ومجرياته.

تنبع أهمية مؤتمر لندن من توقيته قبل جنيف-2، ومن بيانه الختامي الذي وصفه اعلاميون بالبيان ذي السقف العالي، حيث حُسمت الامور باتجاه عدم بقاء بشار الاسد أو من تلطخت أيديهم بالدماء، والفصل السابع، والوقت المحدد.

مفيد وناجح

اعتبر اعلاميون أن الضغط السعودي نحو واشنطن، الذي تزامن مع المؤتمر، بدا مفيدًا وناجحًا في الوصول إلى بيان متكامل للخلاص من النقاشات التي تدور حول الأسد وبقائه، حيث كانت هناك مخاوف من تقدم الخطاب الفرنسي على الخطاب الاميركي في اتجاه عدم الوصول لبيان قوي.

ودعا بيان مؤتمر لندن-11 الائتلاف الوطني السوري للالتزام بعملية جنيف-2، بحيث يقبل فيها جميع الأطراف ببيان جنيف الصادر في حزيران (يونيو) 2012″.

وبعد ادراك مجموعة أصدقاء سوريا التحديات الجسيمة التي تواجهها المعارضة، قال البيان: “سنكثف جهودنا المشتركة لتوجيه الدعم للائتلاف الوطني السوري والمجلس العسكري الأعلى التابع للجيش السوري الحر، وسنستمر بتوفير الدعم اللازم لبناء قدرة المعارضة على توفير الاحتياجات الأساسية على الأرض”.

السوريون في بلغاريا يساعدون مواطنيهم اللاجئين

أ. ف. ب.

صوفيا: “انهم مواطنونا، ومساعدتهم واجب علينا”، هذا ما قاله علاء الدين حرفان امام مدرسة في صوفيا تحولت الى ملجأ، فيما كان لاجئون يفرغون حمولة من الخبز العربي التي يقدمها يوميا متعهد سوري الاصل.

وفي الداخل، يقوم سوري آخر هو المهندس اكرم نيوف بمساعدة اطباء متطوعين. إنه يترجم ويشرح ويحاول ان يبدد مخاوف الاطفال وامهاتهم اللواتي ينتظرن ادوارهن.

 ويشكل الاطفال اكثر من نصف 380 شخصا يقيمون في هذا المركز، واصغرهم في شهره السادس.

ومنذ بداية السنة، دخل حوالى ثمانية الاف مهاجر سري من تركيا الى بلغاريا، اي ما يفوق سبع مرات عددهم في الفترة نفسها العام الماضي. ومن المتوقع ان يرتفع عددهم الى 11 الفا حتى نهاية كانون الاول/ديسمبر. وتقول الحكومة ان اكثر من 60% هم سوريون هربوا من الحرب الاهلية، ومعظمهم نساء واطفال.

 وقد تجاوز تدفق المهاجرين قدرات هذا البلد البلقاتي والافقر في الاتحاد الاوروبي. واذا كانت السلطات قد فتحت ثلاثة ملاجىء تضاف الى ثلاثة موجودة ومركزي استبقاء، فهي لم تفعل شيئا لتنظيم وجودهم او لتزويدههم بالمواد الغذائية.

ودفع البؤس في الملاجىء الجالية السورية على التحرك. ويناهز عدد افرادها 1300 شخص، معظمهم من قدامى الطلبة في بلغاريا الشيوعية والتي استقروا فيها. وانشئت لجنة من خمسة اشخاص مهمتها الاضطلاع بدور الوساطة وتنظيم المساعدة.

 وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال نضال الغفري العضو في هذه اللجنة ان “رجال الاعمال السوريين يساعدون على قدر استطاعتهم، بالمواد الغذائية التي ينتجونها والمال والاتصالات، وان المتطوعين يتولون الترجمة والشرح. وينسق معنا ايضا عدد كبير من البلغاريين الذين يريدون المساهمة”.

ويتأمن القسم الاكبر من المواد الغذائية وحليب الاطفال والملبوسات، من الهبات، ولا يحصل اللاجىء شهريا الا على 65 ليفا (33 يورو).

 وتعمل اللجنة مع الحكومة ايضا وتساهم في تسريع اجراءات منح الوضع الانساني واللاجئين وتعيين وسطاء يتحدثون اللغة العربية في الملاجىء.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال زوبار حسين (20 عاما) الطالب السابق في الجيولوجيا في حمص “كنا خائفين واردنا ان ننجو بأنفسنا من اتون الحرب فعقدنا العزم على المجيء الى الاتحاد الاوروبي، ظنا منا اننا سنجد فيه حياة اخرى وان كل شيء سيجرى على ما يرام”.

ومع افراد عائلته التسعة المتحدرة من مدينة القامشلي السورية (شمال شرق)، اجتاز تركيا قبل الدخول الى بلغاريا عبر الجسور الوعرة والكثيرة الاشجار في جبل سترانديا (جنوب شرق).

ويتذكر قائلا “كنا نهدىء الاطفال بالوعود التي نغدقها عليهم بالحصول على العاب في بلغاريا”. ثم يتطرق الى الاجراءات البطيئة لوصولهم وخصوصا الصعوبات في هذا الملجأ الذي لا تتوافر فيه المياه الساخنة ولا المطبخ ولا التدفئة، وتتكدس خمس عائلات في قاعة صف واحدة، وحيث يؤدي انعدام التنظيم الى الشعور بالخوف وعدم الامان.

 وقد دق وسيط الجمهورية قسطنطين بنتشيف جرس الانذار اخيرا، منتقدا “النقص الفاضح لوسائل النظافة” وظروف الحياة “غير الانسانية” في هذه الملاجىء الجديدة التي فتحت في صوفيا.

 وقال حسين “مع ذلك، كل شيء افضل مما عشناه في سوريا. اننا نشكر جميع الذين ساعدونا. وبلغاريا تقوم بكل ما في وسعها، لكنها فقيرة ايضا”.

ويعتبر الغفري ان تخطي الخوف وحاجز اللغة والفروقات الثقافية يحتاج الى وقت. واضاف “من المهم ان نفهم الاجهزة المختصة ان هؤلاء الاشخاص لا يهددون الامن القومي”، مشيرا بذلك الى تصريحات معادية للمهاجرين في بعض وسائل الاعلام البلغارية في الاسابيع الاخيرة.

 واعتبر انه “من وجهة النظر هذه، فان ما يحتاجون اليه جميعا في هذا الوقت، واكثر من اي مساعدة مادية على الارجح، هو ان يجدوا من يتفهمهم”.

رئيس موظفي البيت الأبيض: مصلحة أميركا استمرار القتال بين «القاعدة» و«حزب الله» في سورية

الرأي الكويتية

أوباما كان يمضغ العلكة أو يطالع رسائله على «البلاكبيري» أثناء الاجتماعات حولها

واشنطن –  حسين عبدالحسين

ان يقول الباحث اليميني الاميركي دانييل بايبس ان السيناريو الانسب في سورية هو مواجهة مفتوحة الأمد تستنزف كلا من تنظيمي «القاعدة» و«حزب الله» اللبناني، اللذين تضعهما واشنطن على لائحة التنظيمات الارهابية، هو قول يأتي من احدى الشخصيات ذات النفوذ المحدود جدا في القرار الاميركي.

ولكن ان يطلق رئيس موظفي البيت الابيض دينيس ماكدنو الفكرة نفسها، حسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فهذا يعني نوعا من المصلحية اللا إنسانية في السياسة الاميركية تصل الى درجات في سلم القرار ارفع مما هو معروف.

وكانت الصحيفة، في مقالة مفصلة حول سياسة الرئيس باراك أوباما المرتبكة حول سورية، نقلت عن ماكدنو، الذي وصفته بأنه احد اقرب المقربين الى أوباما، تساؤله حول «مصلحة الولايات المتحدة في وقف العنف في سورية».

وقالت الصحيفة ان ماكدنو، اثناء مرافقته وفدا من الكونغرس في جولة في معتقل غوانتانامو، اعتبر ان «الوضع في سورية يمكنه ان يبقي ايران منشغلة لسنوات»، وان المسؤول الاميركي قال ايضا ان «القتال في سورية بين حزب الله والقاعدة قد يكون في مصلحة الولايات المتحدة».

وهذه المرة الاولى التي ترد فيها عبارات من هذا النوع على لسان مسؤولين في الادارة، رغم تسريبات في شهر يونيو نقلت عن رئيس الاركان مارتن ديمبسي قوله – اثناء اجتماع لفريق الامن القومي ترأسه أوباما في «غرفة الاوضاع» في البيت الابيض – ان لا مصلحة اميركية لترجيح كفة اي من الفريقين المتحاربين في سورية. لكن ديمبسي لم يذهب الى حد وصف القتال الدائر على انه يصب في مصلحة بلاده.

ومقالة «نيويورك تايمز» تكتسب مصداقية لا بأس بها، فمن بين كاتبيها مايكل غوردون المعروف بقربه من البيت الابيض والذي سبق ان حقق سبقا صحافيا بنشره تفاصيل الغارة التي شنتها المقاتلات الاسرائيلية ضد مفاعل الكبر النووي السوري.

والمقالة أكدت ما سبق لوسائل اعلام عديدة، ومن بينها «الراي»، ان نقلته عن ان كلمة الفصل في الموضوع السوري هي بيد أوباما وحده، وان الاخير لا يولي الموضوع اهمية كبيرة، ويعتقد انها ورطة، وان من الافضل له الابتعاد عنها.

في هذا السياق، اوردت «نيويورك تايمز» انه «حتى في الاوقات التي بدا فيها النقاش من اجل تسليح الثوار ضروريا، نادرا ما اعرب أوباما عن اراء محددة اثناء اجتماعات كبار اركان ادارته». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم ان «لغة أوباما الجسدية كانت تشي بالكثير، فهو غالبا ما بدا فاقدا للصبر (اثناء الاجتماعات حول سورية)، وكان احيانا يطالع رسائله على جهاز البلاكبيري الخاص به، او يمضغ العلكة (في اشارة الى ملله)».

واضافت الصحيفة انه «في احاديث خاصة مع مساعديه، وصف أوباما سورية على انها احدى المشاكل من الجحيم التي يواجهها كل رئيس»، وان «المخاطر (في سورية) لا نهاية لها فيما كل الخيارات (الاميركية) سيئة». وتابعت ان مواقف وافكار أوباما هذه كانت تجد صدى لها عند مجموعات اكبر من المسؤولين داخل ادارته من امثال ماكدنو ومستشار الامن القومي السابق توم دونيلو، الى درجة انه «كان يمكن قراءة موقف الرئيس من خلال توم ودينيس»، حسب مسؤول رفيع سابق في البيت الابيض.

الا ان موقف أوباما بدأ يتغير بسبب «حملات اللوبي» التي مارسها عليه المسؤولون غير الاميركيين. ففي اثناء جولته الشرق اوسطية التي شملت اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن، في مارس الماضي، التقى أوباما رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي حذره، حسب الصحيفة، من امكانية وقوع اسلحة الاسد الكيماوية في ايدي «حزب الله».

واضافت «نيويورك تايمز» ان الضغط على أوباما للتدخل في سورية كان اكبر في اليوم التالي عند زيارته الاردن حيث تناول العشاء مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. وكان يرافق الرئيس الاميركي وزير خارجيته جون كيري ودونيلون. وقالت الصحيفة ان 100 الف من اللاجئين، بسبب الصراع في سورية، شكلوا ضغطا على الاردن، ما حدا بالملك الاردني الى حض أوباما على القيام بدور اكبر في انهاء الحرب السورية.

واوضحت الصحيفة: «حتى ان المسؤولين الاردنيين عرضوا على نظرائهم الاميركيين السماح لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) باستخدام الاردن كقاعدة لشن هجمات طائرات من دون طيار داخل سورية»، مضيفة ان المسؤولين الاميركيين رفضوا هذا العرض الاردني «المتكرر».

وتابعت الصحيفة انه مع حلول شهر ابريل، كان موقف دونيلون قد انقلب الى مؤيد لتسليح الثوار السوريين، وكذلك فعلت سفيرة اميركا السابقة في الامم المتحدة ومستشارة الامن القومي الحالية سوزان رايس بعد ان شعرت ان الاوضاع على الارض تنقلب ضد الثوار.

ومما ورد في المقالة ايضا ان وزارة الخارجية الاميركية سبق ان حذرت البيت الابيض من امكانية قيام نظام الاسد باستخدام الاسلحة الكيماوية، وان الاستخبارات الاميركية راحت تلتقط مكالمات هاتفية بين المسؤولين السوريين حول امكانية شن هجوم كهذا، وانه قبل هجوم الغوطة في 21 اغسطس، كانت واشنطن قد تأكدت من اكثر من حالة استخدمت فيها قوات الرئيس السوري بشار الاسد هذه الاسلحة ضد مدنيين.

واشارت المقالة الى انه اثناء الاستعدادت لتوجيه ضربة اميركية الى اهداف تابعة للأسد، ابلغ أوباما مشرعين ان 50 من الثوار ممن تلقوا تدريبات في الاردن كانوا وصلوا الى سورية لتدريب المزيد من الثوار. لكن الصحيفة نقلت عن مايكل لمبكين، المسؤول الجديد في وزارة الدفاع اثناء جلسة المصادقة على تعيينه، قوله ان هذا المجهود التدريبي لا يكفي لقلب الموازين على الارض السورية، في وقت اعتبرت الصحيفة ايضا ان ادارة أوباما لا تنوي توسيع برنامجها التدريبي للثوار وتسليمه الى وزارة الدفاع مخافة من ان يكبر تورطها في الازمة السورية فيصبح علنيا.

ايلاف

العاهل الأردني: تأخر الحل السياسي للأزمة السورية ينذر بعواقب إقليمية

العربي نفى وجود خلافات مع الإبراهيمي ودعا للإيفاء بالتزامات «جنيف 1»

عمان: محمد الدعمة الكويت: أحمد العيسى

جدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تأكيد موقف بلاده الداعم للجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية يوقف نزف الدماء ويحافظ على وحدة الأرض، في حين نفى الأمين العام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، أمس، وجود أي خلاف مع الموفد الأممي للسلام في سوريا، الأخضر الإبراهيمي، في ما يتعلق بمعالجة الأزمة، مشيرا إلى أن التباين بينهما حول موعد مؤتمر «جنيف 2» لا يعني وجود خلاف، في تصريحات أطلقها في الكويت.

وحذر الملك عبد الله الثاني، خلال استقباله، الإبراهيمي، الذي يزور الأردن ضمن جولة له في المنطقة، من أن استمرار تدهور الأوضاع في سوريا، وارتفاع وتيرة العنف وتأخر الوصول إلى حل سياسي للأزمة، ينذر بعواقب على الشعب السوري والدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين منهم. وقال «تأخر الحل السياسي سيفاقم معاناة الشعب السوري الشقيق، لا سيما باتجاه تدفق المزيد من اللاجئين السوريين»، الذين يستضيف الأردن على أراضيه العدد الأكبر منهم. وحسب بيان للديوان الملكي الأردني، فقد أكد العاهل الأردني خلال اللقاء، الذي استعرض آخر المستجدات على الساحة السورية، استعداد الأردن لتقديم كل دعم لإنجاح مهمة المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا.

من جهته، أطلع الإبراهيمي العاهل الأردني على الجهود التي يقوم بها مع جميع الأطراف المعنية، مستعرضا المساعي المبذولة لعقد مؤتمر «جنيف 2» نهاية الشهر المقبل. وأشاد بالجهود التي تبذلها المملكة لاستضافة اللاجئين السوريين، وتقديم جميع الخدمات لهم، على الرغم مما تعانيه من ضغوط اقتصادية كبيرة على مواردها جراء ذلك.

ودعا الإبراهيمي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمانحين إلى مساندة الأردن في جهوده لإغاثة اللاجئين السوريين، مؤكدا ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي والمنظمات الأممية مسؤوليتهم. وكان الإبراهيمي قد التقى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة خلال زيارته للأردن التي تأتي ضمن جولة في المنطقة تقوده إلى طهران ودمشق. وقال جودة إن زيارة المبعوث المشترك، إلى الأردن والمباحثات التي يجريها في عمان تأتي في إطار جولته إلى عدد من دول المنطقة استعدادا لعقد مؤتمر «جنيف 2» بدعوة من الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن «هناك الكثير من العمل أمامنا». وقال الإبراهيمي إنه «أجرى مباحثات مهمة وضرورية مع جودة حول الأزمة السورية وخطورتها التي تهدد ليس سوريا ومستقبلها فقط، وإنما تهدد المنطقة». وأشار إلى أنه يوجد الآن شبه إجماع على أنه ليس للأزمة السورية حل عسكري، وأنه «لا يمكن إنهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري إلا عن طريق حل سياسي».

من جهته، نفى نبيل العربي أمس وجود أي خلاف بينه وبين الإبراهيمي في ما يتعلق بمعالجة المسألة السورية، مشيرا إلى أن التباين بينهما حول موعد مؤتمر السلام السوري المعروف باسم «جنيف 2»، لا يعني وجود خلاف بين الأطراف المعنية، وخصوصا أن موعد الاجتماع جرى تحديده من قبل الدول المبادرة وهي الولايات المتحدة وروسيا، وأن أي موعد سيعقد خلاله الاجتماع لا يؤثر على طبيعة الاجتماع ونتائجه سواء كان نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل أو بداية ديسمبر (كانون الأول).

وأضاف العربي خلال مشاركته في مؤتمر صحافي عقد بالكويت لتدشين أعمال القمة العربية الأفريقية الثالثة المقرر عقدها في الكويت يومي 19 – 20 نوفمبر المقبل، أن النتيجة المهمة التي سيخرج بها مؤتمر «جنيف 2» هي الإيفاء بالالتزامات التي خرج بها مؤتمر «جنيف 1»، وأهمها بدء مرحلة انتقالية وتشكيل هيئة حكومية ذات صلاحيات كاملة بالاتفاق بين النظام والمعارضة.

وفي ما يتعلق باحتمال مناقشة الأزمة السورية والتحفظات المصرية على الاتحاد الأفريقي، بين العربي أن القمة العربية الأفريقية هي قمة اقتصادية وليست سياسية، ولذلك فإن أي نزاع سياسي معروض أمام مجلس الأمن لن تجري مناقشته في قمة الكويت نظرا لطبيعة القمة المتعلقة بالشراكة والتنمية والاستثمار المشترك بين الدول العربية والدول الأفريقية. يذكر أن المؤتمر الصحافي الذي أقيم ظهر أمس في مقر الخارجية الكويتية هدف إلى تدشين أعمال القمة العربية الأفريقية الثالثة المقرر إقامتها يومي 19 – 20 نوفمبر المقبل، وامتد المؤتمر الصحافي قرابة 40 دقيقة شارك فيه نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح وكبير موظفي مفوضية الاتحاد الأفريقي السفير جان بابتيست ناتاما. وأعلن الشيخ صباح أن استضافة الكويت للقمة تأتي تحقيقا لرؤية أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح لتعزيز العمل المشترك.

ضغوط غربية متزايدة على الائتلاف السوري للمشاركة في «جنيف 2» مقابل تمسكه بشروطه

لقاء للمعارضة مع وفد أميركي نهاية الشهر يسبق اتخاذ موقفها النهائي

بيروت: كارولين عاكوم

لم تنفِ المعارضة السورية حجم الضغوط التي تتعرض لها من أطراف عدة، ولا سيما الأميركية، لحثها على حضور مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده منتصف الشهر المقبل.

وفي حين تدأب المعارضة على تأكيد ما سبق لرئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا أن أعلنه لجهة أن القرار النهائي بشأن المشاركة أو عدمها يتخذ في اجتماع الهيئة العامة في مطلع الشهر المقبل، فإنها ترحب في الوقت نفسه بما صدر عن اجتماع «أصدقاء سوريا» شرط أن يتحول هذا التوافق إلى التزام من قبل المجتمع الدولي ليبنى عليه مؤتمر «جنيف 2»، وبالتالي الانتقال من مرحلة الوعود إلى مرحلة التنفيذ.

وتتجسد الضغوط على المعارضة من خلال اللقاءات المكثفة التي تعقد في اليومين الأخيرين في إسطنبول على هامش مؤتمر «أصدقاء سوريا»، ولا سيما ما يقوم به ممثلو وزارة الخارجية الأميركية التي عمدت إلى تحديد موعد 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي لعقد اجتماع موسع مع الهيئة السياسية في الائتلاف والمكتب التنفيذي في المجلس الوطني لشرح موقف المعارضة من المؤتمر، وفق ما كشف عنه عضو المجلس الوطني والائتلاف أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، أي قبل يوم واحد من اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني بعد تأجيله من 25 أكتوبر الحالي، لإعلان موقفه النهائي بشأن المشاركة في «جنيف 2» أو عدمها.

وفي حين أكد رمضان على أهمية الموقف العام الصادر عن اجتماع أصدقاء سوريا لجهة تأكيد الدول المشاركة فيه، على أنه لا يمكن قيام حكومة انتقالية في سوريا في ظل بقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة، بوصفه إقرارا بضرورة تنحي الأسد مع بداية المرحلة الانتقالية، عد أن هناك 3 نقاط أساسية من شأنها أن تغير موقف المعارضة الرافض للمشاركة في «جنيف 2»، وهي أن تتحول هذه المقررات إلى التزام نهائي من الدول الراعية للمؤتمر، إضافة إلى عدم حضور إيران فيه، لاعتبارها دولة تغزو سوريا وتشارك بقواتها الرسمية في قتل الشعب، والأهم الالتزام بتطبيق مقررات «جنيف 1» قبل الحديث عن جنيف 2».

وأبدى رمضان في الوقت عينه، رفض المعارضة أي تسوية تنص على بقاء الأسد في منصبه مع نقل صلاحياته التنفيذية إلى الحكومة الانتقالية، مضيفا: «ليس عليه فقط التنحي إنما المثول وهو كل المسؤولين في النظام أمام المحاكم لمحاسبتهم عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري».

ولم يتوقع رمضان حدوث أي خرق في موقف المعارضة قبل موعد اجتماع الائتلاف بداية الشهر المقبل، موضحا أنه «لغاية الآن كل ما يطرح لا يتجاوز حدود الوعود والتطمينات الشفوية في غياب أي خطوات تنفيذية، والمعارضة تجاوزت هذا الواقع ولن تغير في مواقفها ما لم تحصل على ضمانات جدية، لا سيما أن الموقف الأميركي يتبدل بين عاصمة وأخرى ومؤتمر وآخر».

ورفض رمضان اتهام المعارضة بالتشرذم والانقسام، قائلا: «لا يمكن لأحد التذرع بهذا الأمر، فالمعارضة السياسية والعسكرية موحدة أكثر من أي وقت، ولا سيما فيما يتعلق بموقفها تجاه المشاركة في (جنيف 2)، والمباحثات مستمرة فيما بينها بشكل دائم».

وأوضح رمضان أن الرئيس السوري منح فرصة من قبل المجتمع الدولي للهروب من مقررات «جنيف 1»، كما فشل المبعوث الأممي إلى سوريا في إحداث خرق أو الحصول على التزام من النظام لتطبيق بنود «جنيف 1» الستة، قبل الانتقال إلى الكلام عن «جنيف 2» الذي ليس إلا محاولة للهروب إلى الأمام من قبل بعض الدول، بحسب قوله.

ويؤكد عضو المجلس الوطني والائتلاف سمير نشار ما يقوله رمضان، مشيرا إلى تزايد الضغوط التي تتعرض لها المعارضة السورية لدفعها إلى المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» ولا سيما من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، انطلاقا من المؤشرات المتوفرة لديهم من أن الائتلاف سيقاطع المؤتمر إذا بقي المجلس الوطني على موقفه.

وفي حين وصف النشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» البيان الصادر عن اجتماع «أصدقاء سوريا» بـ«المتقدم جدا» عن سابقاته، والذي يبدو أنه أخذ تحفظات المجلس الوطني بعين الاعتبار، كرر الإشارة إلى وجوب «الانطلاق من مقررات (جنيف 1) لانعقاد (جنيف 2) لدفع المجلس الوطني إلى تغيير موقفه». وشدد في الوقت عينه على «توضيح نقطة أساسية وهي تلك المتعلقة بالصلاحيات السياسية والعسكرية خلال المرحلة الانتقالية وبعد تشكيل الحكومة». ورأى النشار أن «أميركا بعدما شعرت بالفجوة بينها وبين المعارضة السورية ودول أصدقاء سوريا، لا سيما بعد الصفقة التي أبرمتها مع إيران بشأن السلاح الكيماوي، تحاول العمل على تبديد هواجس الدول الأخرى، ولا سيما السعودية وقطر وتركيا».

في المقابل، رأى الناطق باسم «هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة»، التي تمثل ما يعرف بمعارضة الداخل في سوريا، منذر خدام، أن «أوهاما تسيطر على قادة ائتلاف المعارضة السورية بأنهم ممثلون حصريون للشعب السوري»، مشيرا إلى أن «أي فريق يشارك في (جنيف 2) لن يستطيع تحقيق كل ما يريده».

ورأى في حديث إلى وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أنها «كثيرة هي الأوهام التي سيطرت وما تزال تسيطر على عقل قادة الائتلاف، ومنها وهم (الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري)»، لافتا إلى أن «الائتلاف، وقبله المجلس الوطني، لم يستطع التفكير بعقل سياسي، أسهم من بين عوامل أخرى في حصول تحولات عميقة في اتجاه انتفاضة الشعب السوري وسيطرة القوى المتطرفة عليها وسحبها بعيدا عن مطالبها الأساسية في الحرية والكرامة والديمقراطية، ودفع الشعب السوري ثمنه دما ودمارا».

وحول الشروط التي وضعها الائتلاف للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، لفت إلى أن «هيئة التنسيق تشارك فيما بات يعرف بـ(النقاط الست التي صارت جزءا من بيان «جنيف 1»)، ورأى أن أي فريق مشارك في مؤتمر (جنيف 2) لا يستطيع تحقيق كل ما يريده، فهذه هي طبيعة المفاوضات السياسية والحلول السياسية التي تنتج عنها، والتي تعبر في وجه من وجوهها عن موازين القوى على الأرض وعن جمهور كل فريق، وبالنسبة للهيئة هناك مطلب لا يمكنها التنازل عنه في أي ظروف حتى لو اضطرت إلى الانسحاب من المؤتمر، وهو مطلب الانتقال إلى نظام ديمقراطي حقيقي في البلاد».

المعارضة السورية: “بيان لندن” ثمرة الضغط السعودي

                                            كشفت لـ “المستقبل” أن كيري تحدث عن “لغة إنكليزية واحدة” بين واشنطن وموسكو

أكدت مصادر رفيعة المستوى في المعارضة السورية لـ”المستقبل” أن اجتماع “أصدقاء سوريا” الذي عقد في لندن أول من أمس، وضع خارطة طريق واضحة لمؤتمر جنيف2 تتوافق في جوانب كثيرة مع موقف الائتلاف الوطني السوري، ما يشير الى أن الضغط السعودي بدأ يؤتي ثماره.

وقالت المصادر إن أهم إنجاز لاجتماع لندن أنه خرج بموقف واحد يعبّر عن رأي 11 دولة برغم التباينات التي كانت تميّز سابقاً بين دولة وأخرى.

وكشفت أن البيان الذي صدر عن الاجتماع تأسس على مسوّدة فرنسية نالت دعم المملكة العربية السعودية وقطر والامارات وتركيا، وحظيت بموافقة كل الدول المشاركة في المؤتمر.

وأضافت المصادر أن اللهجة الفرنسية والبريطانية كانت الأعلى داخل قاعة المؤتمر ضد بقاء بشار الأسد في أي صيغة مستقبلية، في حين أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان أقلّ حدّة لكنه في المحصلة كان متوافقاً مع ما أكد عليه البيان الختامي لجهة أن لا دور للأسد في مستقبل سوريا.

وكشفت المصادر أن كيري أكد في لقاءات جانبية عقدها مع مشاركين في المؤتمر على هامش الاجتماع، أن ثمة توافقاً أميركياً روسياً على هذا الموقف و”أن اللغة الانكليزية واحدة وليس هناك لغتان، لكن الروس يرغبون دائماً في التعامل مع الأمور على طريقتهم”.

ومن موسكو (يو بي آي)، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن التعامل بين روسيا والولايات المتحدة حيال الأزمة السورية يدل على أهمية الجهود الجماعية للمجتمع الدولي في مواجهة التحديات، مؤكداً على أن مهمة التصدي لهذه التحديات قابلة للتنفيذ.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله في الذكرى الـ70 لمؤتمر موسكو لوزراء خارجية دول التحالف المعادي لألمانيا النازية (الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا)، إن العالم الآن يشهد فترة صعبة جدا يواجه فيها تحديات عالمية ذات نطاق واسع. ولا يمكن الرد عليها إلا من خلال جهود جماعية للمجتمع الدولي بأسره.

وأعرب لافروف عن ثقته بأنه في وسع المجتمع الدولي إبداء درجة المسؤولية نفسها التي أبداها قبل 70 سنة، أي في عام 1943. وأضاف أن التعامل الروسي – الأميركي بشأن الأزمة السورية يدل على أن هذه المهمة صعبة، لكنها قابلة للتنفيذ تماماً.

وانتقدت وزارة الخارجية الروسية بشدّة أمس مجموعة أصدقاء سوريا واعتبرت نتائج اجتماعها الأخير في لندن محاولة لإعادة النظر في بيان جنيف1 وحسم نتائج مؤتمر جنيف2 الدولي مسبقا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان نضطر للتأكيد أنه على الرغم من التفاهمات السابقة بشأن سبل تسوية الأزمة السورية، تحاول الوثيقة الختامية لهذا الاجتماع (أصدقاء سوريا) إعادة النظر في البنود الأساسية لبيان جنيف المتفق عليه في 30 حزيران عام 2012 .

وأكد المتحدث أن بيان جنيف بالذات تم الاعتراف به كأرضية وحيدة لتحقيق التسوية السياسية في سوريا، كما استحسنه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الذي اتخذ بالإجماع، وبدون أي شروط مسبقة .

واعتبر أن البيان الختامي لاجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في لندن محاولة لاستباق نتائج جنيف2.

وقال لوكاشيفيتش إن أصدقاء سوريا يعتبرون تغيير النظام في سوريا هدفاً رئيسياً، معتبراً بيانهم محاولة للضغط على المبعوث الدولي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي.

وكان البيان الختامي لاجتماع مجموعة أصدقاء سوريا الذي عقد في لندن أعلن أول من أمس الاتفاق على وضع ثقل دول المجموعة الجماعي وراء عملية جنيف2 بقيادة الأمم المتحدة بشكل يفضي إلى تشكيل جهاز حكم انتقالي بالاتفاق بين الأطراف يتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية، وأكد أن الاتفاق على ذلك يكون فقط بموافقة الائتلاف الوطني السوري، وبالتالي فإن بشار الأسد لا دور له بتاتا في أي حكومة في سوريا مستقبلاً.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب) عن منظمة حظر الاسلحة الكيميائية أمس انها تنتظر ان تتسلم من جانب دمشق في الاربع والعشرين ساعة المقبلة برنامج تدمير ترسانتها الكيميائية قبل عدة ايام من الموعد المحدد.

وتسليم هذا البرنامج يمثل المرحلة المقبلة بالنسبة الى دمشق بموجب بنود اتفاق روسي – اميركي ينص على تدمير الترسانة الكيميائية السورية في منتصف 2014.

وقال مايكل لوهان المتحدث باسم منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في تصريح صحافي في مقر المنظمة في لاهاي “نتوقع ان نتسلم في الساعات الاربع والعشرين المقبلة الاعلان الاول لسوريا بشأن برنامج اسلحتها الكيميائية”.

وستسلم الحكومة السورية اعلانها الاول بشان برنامج التدمير يوم الاحد على ابعد تقدير.

وسيستخدم المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية هذا الاعلان الاول لدمشق ليحدد بحلول 15 تشرين الثاني مختلف المواعيد النهائية لتدمير الترسانة الكيميائية.

وأعلن المتحدث ان خبراء البعثة المشتركة بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية فتشوا 18 من اصل 23 موقعا يتعين عليهم تفتيشها حتى الاحد المقبل، و”قاموا بعمليات تدمير لمعدات انتاجية في كل هذه المواقع باستثناء موقع واحد”. وقال مايكل لوهان بعد انتهاء الانشطة الاولى “لن يعود في وسع سوريا انتاج اسلحة كيميائية”.

وسيتم تقليص عدد خبراء منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في سوريا بصورة موقتة من 28 الى 15 اثناء الاسبوع المقبل استعدادا لانتهاء المرحلة الاولى من المهمة. والبعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة تضم حاليا 60 شخصا في سوريا. واقيم من جهة اخرى مركز تنسيق في قبرص.

وكانت رئيسة البعثة المشتركة سيغريد كاغ اعلنت الثلاثاء ان الحكومة السورية “تعاونت بالكامل” حتى الان مع الخبراء المكلفين الاشراف على عملية التدمير.

ميدانياً، يسعى مقاتلون معارضون الى الاستيلاء على مستودعات اسلحة تابعة للنظام السوري في ريف حمص الجنوبي، وقد احرزوا بعض التقدم في حين تتصدى لهم القوات النظامية بقوة، بحسب ما ذكر المرصد السوري ومقاتلون.

وقال المرصد ان مقاتلين من كتائب عدة بينها جبهة النصرة ودولة الاسلام في العراق والشام استولوا على مراكز تابعة لقوات النظام “في محيط مستودعات الاسلحة قرب بلدة مهين. كما سيطروا على بئر غاز قرب بلدة صدد القريبة من مهين في ريف حمص الجنوبي، وسط اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية”.

وكان المقاتلون المعارضون دخلوا قبل يومين اجزاء كبيرة من بلدة صدد المسيحية، بهدف التقدم نحو مهين حيث المستودعات، الا ان قوات النظام تصدت لهم واستعادت الجزء الاكبر من المناطق التي انتشروا فيها. ولا يزال المقاتلون موجودين في الحي الغربي وبعض الشمال لجهة مهين، البلدة السنية.

وقتل اليوم خمسة اشخاص من سكان صدد في المعارك، بحسب المرصد.

وقال مسؤول في المكتب الاعلامي للملازم عرابة ادريس وهو ضابط منشق يقود معركة المستودعات، ردا على سؤال لوكالة “فرانس برس” عبر الانترنت، ان “النظام يتحمل مسؤولية ما يحصل لهذه القرية الاثرية”، مشيرا الى ان دخول مقاتلي المعارضة تم اساسا من دون معركة.

واضاف ان “مخفر البلدة سلم نفسه بدون مقاومة، ولم تحصل اشتباكات الا بعد محاولة النظام اعادة احتلال البلدة بالعنف. وقد استخدم الطيران الحربي والمدفعية والدبابات وكل الاسلحة التقليدية”.

وشهدت البلدة خلال الساعات الاخيرة حالة نزوح واسعة.

ومع التقدم الذي احرزته الكتائب المقاتلة باتجاه مهين، اقدمت قوات النظام على استهداف البلدة بالقصف الجوي.

وذكرت شبكة مهين الاخبارية على موقع “فيسبوك” ان طائرات النظام “تقصف القرية ما تسبب بنشوب بعض الحرائق”.

وغرقت معظم أحياء العاصمة السورية دمشق في ظلام دامس ليلة أمس نتيجة استهداف المحطة الحرارية قرب مطار دمشق الدولي بعملية عسكرية ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي.

وكان ناشطون أفادوا في بادئ الأمر عن إنفجارات وحرائق في مطار العاصمة وتصاعد ألسنة اللهب منه، فيما ذكر اتحاد التنسيقيات عن نشوب حريق ضخم في مساكن الضباط قرب المطار.

وزير الكهرباء السوري اعترف بما سمّاه “اعتداء” على خط الغاز الرئيس الذي يغذي العاصمة، في وقت أكّد “المرصد السوري” المعارض وقوع انفجار ضخم في هذا الخط الواقع على أطراف المدينة ما أدى لانقطاع الكهرباء عنها.

ولم يُعرف بالضبط ماذا حصل داخل المطار، الاّ أن أنباءً ذكرت أن قوات النظام تحاول سحب الطائرات من داخله فيما تملأ سيارات الإسعاف ساحاته.

وفي تطور أخر، ذكرت قناة “الجزيرة” أن حكومة دمشق أفرجت عن 48 معتقلة في إطار صفقة التبادل التي تمت بوساطة قطرية.

واستهدف هجوم بسيارة مفخخة مساء أمس حاجزا للقوات النظامية في حي دمر الدمشقي مما اسفر عن سقوط قتلى في صفوف عناصر الحاجز، كما افاد المرصد السوري.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان التفجير “استهدف حاجزا للقوات النظامية عند مدخل مشروع دمر”، مؤكدا ان احد ناشطي المرصد “رأى جثثا في المكان”.

ولم يتسن في الحال معرفة عدد القتلى او الجرحى.

وفي وقت سابق أمس اسفر سقوط قذائف في العاصمة عن سقوط خمسة قتلى و22 جريحا.

وعلى صعيد آخر، افاد المرصد وناشطون اليوم عن اشتباكات عنيفة في مدينة معضمية الشام جنوب غرب دمشق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، باستثناء جزء صغير منها يقطنه موالون للنظام.

ونفذ الطيران الحربي السوري اليوم غارات مكثفة على مناطق عدة في ريف دمشق.

وبعد ظهر أمس، افاد المرصد عن اطلاق مقاتلي المعارضة عددا من قذائف الهاون على منطقة البرامكة وساحة الامويين في وسط العاصمة، ما تسبب بسقوط بعض الجرحى.

وكان المرصد ذكر صباح أمس ان نحو عشرين عنصرا من قوات النظام قتلوا او جرحوا في اشتباكات مع مقاتلي المعارضة في ريف القنيطرة في جنوب سوريا.

جورج بكاسيني

دمشق تعد لكشف خطة مفصلة عن الكيميائي

                                            أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن سوريا تستعد لتسليم خطة مفصلة عن تدمير ترسانتها الكيميائية اليوم الخميس، في وقت تعهدت الولايات المتحدة بتخصيص 6 ملايين دولار للتخلص من هذه الترسانة.

وقال المتحدث باسم المنظمة مايكل لوهان للصحفيين في لاهاي أمس الأربعاء إن من المتوقع أن تصدر السلطات السورية إعلانا أوليا عن ترسانتها الكيميائية خلال الساعات الـ24 القادمة.

كانت رئيسة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة سيغريد كاغ امتدحت في بيان صدر أول أمس السلطات السورية، وقالت إنها تعاونت بشكل كامل مع المفتشين، واعتبرت أن السقف الزمني يشكل تحديا بالنظر إلى أن الهدف هو التخلص من الأسلحة الكيميائية في سوريا في النصف الأول من 2014.

وعينت الهولندية كاغ الجمعة الماضية من جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أن يكون مقر عملها في قبرص حيث القاعدة الخلفية للبعثة التي يفترض أن تضم نحو مائة خبير من المنظمتين، وهي مكلفة بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية تنفيذا للقرار الأممي الصادر في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.

وبدأ فريق أول من مفتشي المنظمتين عمله في سوريا منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وقالت منظمة حظر الأسلحة الاثنين إن “عمليات تفتيش شملت 17 موقعا. وقام المفتشون في 14 موقعا بأنشطة مرتبطة بتدمير معدات أساسية بهدف جعل المنشآت غير قابلة للاستخدام”.

يشار إلى أن المواقع التي شملها التفتيش هي ضمن لائحة بعشرين موقعا قدمتها دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة.

تعهد أميركي

يأتي ذلك في وقت تعهدت فيه الولايات المتحدة بتخصيص 6 ملايين دولار من صندوق نزع الأسلحة وحظر الانتشار للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية.

وقالت ماري هارف نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن هذه مساهمات مالية لكل من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مشيرة إلى أن واشنطن أعلنت مؤخرا عن دفع 1.55 مليون دولار مقابل 10 سيارات مدنية مدرعة للمساعدة في جهود منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وأشارت إلى أن هذا النوع من الأمور “هو ما سترونه لاحقاً”، وأكدت أن الولايات المتحدة تشجع أية دولة تريد تقديم مساعدة تقنية أو مالية وأي شيء يمكن أن يدفع الأمور قدماً، ولكن لكل بلد أن يتخذ قراراته بنفسه.

وأوضحت أن من المبكر تحديد التكلفة الإجمالية للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية.

سوريا تطلق سجينات أخريات بصفقة التبادل

                                            قال مراسل الجزيرة في بيروت إن السلطات السورية أفرجت عن 48 معتقلة سورية، في دفعة جديدة ضمن صفقة التبادل التي رعتها قطر، وأفرج بموجبها عن تسعة لبنانيين كانوا مخطوفين في سوريا منذ مايو/أيار 2012 وأطلق سراحهم قبل أيام.

وكانت السلطات السورية قد أفرجت في وقت سابق عن 14 معتقلة، ليصل عدد المعتقلات المشمولات بالصفقة إلى 62. وتشمل الصفقة الإفراج عن مائة سجينة سورية في سجون النظام.

والإفراج عن السجينات كان هو المطلب الأول لخاطفين في شمال سوريا احتجزوا تسعة لبنانيين رهائن طوال 17 شهرا، وأفرجوا عنهم قبل أيام، كما أفرج لبنانيون عن طيارين تركيين خطفا في لبنان من قبل، وذلك في إطار اتفاق لمبادلة الرهائن توسطت فيه قطر.

وقبل يومين كان لواء عاصفة الشمال قد اشتكى من أن نظام بشار الأسد لم يفرج عن المعتقلات السوريات اللائي اتفق على إطلاقهن مقابل اللبنانيين التسعة الذين كان يحتجزهم اللواء في إعزاز بريف حلب, مطالبا الطرفين التركي والقطري بالالتزام بإتمام صفقة التبادل الضامنين لها.

وقال اللواء -في بيان نُشر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الاثنين الماضي- إنه تم إرسال موفدين عن اللواء بحضور السفير القطري في تركيا إلى مطار أضنة، لكن لم يصل أي من المعتقلات أو المعتقلين إلى المطار.

وأكد البيان -الذي صدر بعد يومين من وصول اللبنانيين المفرج عنهم بوساطة قطرية إلى مطار بيروت الدولي- على ضرورة السعي من كل الأطراف للإفراج الفوري عن الأسيرات وفق بنود الاتفاق الموقع بين اللواء والوسيط القطري.

ومنذ وصول اللبنانيين التسعة إلى مطار بيروت الدولي مساء السبت بطائرة قطرية خاصة, والإفراج بشكل متزامن عن الطيارين التركيين, ظل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقدون لواء عاصفة الشمال ويتهمونه بأنه حصل على ما يصل إلى 150 مليون دولار, وتخلى عن المعتقلات.

لكن اللواء نفى بشدة ما تناقلته وسائل إعلام لبنانية عن استلامه مبلغا ماديا مقابل الصفقة, مؤكدا أنه رفض عروضا بمساعدات مادية ولوجستية, وأنه وضع الإفراج عن السجينات فوق كل اعتبار.

الحر يستهدف حاجزا قرب دمشق ومعارك بحمص

                                            قال المجلس العسكري في دمشق وريفها إن الجيش السوري الحر هاجم مساء أمس حاجزا للقوات النظامية في منطقة دمر قرب دمشق باستخدام سيارة مفخخة، مما أسفر عن سقوط قتلى في صفوف قوات النظام، وفي حين قال ناشطون إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف من جيش النظام لمخيم النازحين قرب السفيرة بريف حلب، تتواصل الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في بلدة صدد بريف حمص الشرقي وبدرعا ومناطق أخرى في البلاد.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن أحد ناشطي المرصد “رأى جثثا في المكان” بدمر دون أن يعرف بعد عدد القتلى أو الجرحى.

من جهتها ذكرت شبكة شام أن قوات النظام السوري كثّفت قصفها الصاروخي لمنطقة بورسعيد بحي القدم بدمشق وأحياء أخرى جنوب العاصمة السورية.

وأمس الأربعاء قتل خمسة أشخاص وجرح 22 آخرون عندما أطلق مقاتلو المعارضة قذائف الهاون على منطقة البرامكة وساحة الأمويين وسط العاصمة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر في الشرطة قوله إن إحدى القذائف سقطت في محيط فندق شيراتون، وإن قذيفتين أخريين سقطتا في كلية العلوم بجامعة دمشق ومدينة المعارض القديمة، وتحدثت عن سقوط جريحين وإلحاق أضرار مادية. وتوجد في محيط ساحة الأمويين مبان حكومية وثقافية وعسكرية ومراكز أمنية.

انفجارات وحرائق

يأتي ذلك في وقت تبنت فيه كل من كتائب “أسود الله” وكتائب “السيف الأموي”، المنضوية تحت المعارضة المسلحة، الهجوم الذي استهدف محيط مطار دمشق مساء الأربعاء وأدى إلى وقوع انفجارات واندلاع حرائق ضخمة.

ونقلت وكالة سانا الرسمية عن وزير الكهرباء عماد خميس قوله إن ما سماه “اعتداء إرهابيا” استهدف خط الغاز المغذي لمحطات الكهرباء في المنطقة الجنوبية أدى إلى انقطاع الكهرباء في جميع المحافظات، مشيرا إلى أن ورشات الصيانة تعمل على إصلاح العطل.

وأفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في دمشق بأنه شاهد كتلة لهب ضخمة ترتفع فوق منطقة قريبة من المطار، وأكد المراسل أيضا انقطاع التيار الكهربائي في العاصمة.

وقال المرصد السوري إن الانفجار نتج عن قذيفة مدفعية من مقاتلي المعارضة أصابت خطا للغاز قرب المطار.

وأضاف المرصد أن قصف مقاتلي المعارضة كان يستهدف بلدة غسولة الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من المطار، مشيرا إلى أن الكهرباء انقطعت أيضا في مناطق أخرى بسوريا ولاسيما حلب وحمص. ورجح المرصد أن تكون هذه العملية واسعة النطاق وجرى التخطيط لها بعناية.

وقال ناشطون إن الجيش الحر اشتبك مع قوات النظام في منطقتي الغسولة ومساكن الضباط الملاصقة لمطار دمشق الدولي.

وعلى صعيد آخر، أفاد المرصد وناشطون بوقوع اشتباكات عنيفة في مدينة معضمية الشام جنوب غرب دمشق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، باستثناء جزء صغير منها يقطنه موالون للنظام.

ودعت المعارضة مرارا والأمم المتحدة أخيرا إلى فتح ممرات إنسانية تمكن من إدخال المساعدات إليها، لا سيما أنها محاصرة من قوات النظام منذ أكثر من سنة.

ونفذ الطيران الحربي السوري أمس غارات مكثفة على مناطق عدة بريف دمشق. وذكرت وكالة رويترز أن الجيش النظامي شدّد حصاره على ضواحي دمشق الشرقية ليزيد من التضييق على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة قرب العاصمة.

وقال نشطاء داخل منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق إن المنطقة لم تدخلها إمدادات غذائية أو أي إمدادات أخرى منذ أيام، مشيرين إلى أن الجيش النظامي بدأ يشدد حصاره منذ أسبوع.

محاور أخرى

وفي تطورات ميدانية أخرى يواصل مقاتلو المعارضة محاولات الاستيلاء على مستودعات أسلحة تابعة للنظام السوري في ريف حمص الجنوبي، وقد أحرزوا بعض التقدم، في حين تتصدى لهم القوات النظامية بقوة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ونشطاء.

وقال المرصد إن مقاتلين من كتائب عدة بينها جبهة النصرة وما تعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام استولوا على مراكز تابعة لقوات النظام “في محيط مستودعات الأسلحة قرب بلدة مهين. كما سيطروا على بئر غاز قرب بلدة صدد القريبة من مهين في ريف حمص الجنوبي، وسط اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية.

وفي حلب، قال ناشطون إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف من قوات النظام لمخيم النازحين قرب السفيرة بريف المدينة.

أميركا تسعى للحد من التوتر مع السعودية

                                             وزير الخارجية جون كيري حاول طمأنة نظيره السعودي سعود الفيصل بشأن سياسات الإدارة الأميركية

حاولت الولايات المتحدة الحد من التداعيات السلبية في علاقاتها مع السعودية إثر الخلاف الذي برز بين الجانبين بشأن السياسات الأميركية تجاه إيران وسوريا تحديدا.

والتقى وزير الخارجية جون كيري الاثنين في واشنطن نظيره السعودي سعود الفيصل في لقاء استمر نحو ساعتين ونصف الساعة. وقالت ماري هارف نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريحات أمس الأربعاء إن اللقاء كان إيجابياً ومثمراً “ونحن نركز على كيفية العمل معاً في ظل وجود بعض الاختلافات، وبيننا بالفعل علاقة أساسية قوية معهم” (أي السعوديين).

وعن العلاقات الأميركية السعودية، أضافت هارف “لدينا الأهداف نفسها في المنطقة، ونحن نعمل بشكل وثيق مع السعوديين في ما يتعلق بوضع حد للحرب الأهلية في سوريا وتدمير أسلحتها الكيميائية، ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي، والسلام في الشرق الأوسط”.

وتابعت أن “النقاش هو حول كيفية تحقيق هذه الأهداف، فهذه قضايا معقدة ونحن لا نختلف دائماً”.

جاء ذلك بعد أن قال مصدر مطلع على السياسة السعودية الثلاثاء إن رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان أبلغ دبلوماسيين أوروبيين أن بلاده ستجري “تغييرا كبيرا” في علاقاتها مع الولايات المتحدة احتجاجا على ما ترى أنه عدم تحركها بشكل فعال فيما يخص الحرب في سوريا والمساعي الأميركية في الآونة الأخيرة للتقارب مع إيران.

وأضاف المصدر أن الأمير بندر قال إن واشنطن لم تتحرك بفعالية ضد الرئيس السوري بشار الأسد وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتتقارب مع إيران ولم تؤيد دعم السعودية للبحرين عندما قمعت الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة عام 2011.

يذكر أن المملكة العربية السعودية قد اعتذرت عن قبول مقعد في مجلس الأمن الدولي، الذي يقف عاجزا منذ أكثر من 31 شهرا عن تجاوز الفيتو الصيني والروسي واتخاذ موقف حاسم في الملف السوري.

اعتراف بالخلافات

وقد اعتبر الرفض السعودي علامة واضحة على استياء المملكة من السياسة الخارجية الأميركية وتخليها عن التلويح بعمل عسكري بعد مقتل الآلاف في هجمات بالسلاح الكيميائي شنها النظام السوري على قرى وبلدات سورية.

واعترف أمس المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني بوجود الخلافات مع السعودية، ولكنه قال “إننا نعمل على حل هذه الخلافات بطريقة مباشرة وصريحة” واصفا العلاقات مع السعودية بأنها “مهمة جدا”.

وأضاف “نحن نعمل على حل الخلافات مع شركائنا السعوديين لأن العلاقة معهم مهمة جدا اقتصاديا وللأمن القومي”.

ووصف أحد المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية -رفض ذكر اسمه- ما جرى بين الرياض وواشنطن بأنه خلاف عائلي ولكنه قال إنه جدي.

من ناحيته، قال الخبير في قضايا الخليج في معهد دراسات الشرق الأدنى سيمون هيندرسون إن الرسالة السعودية كانت أن إدارة الرئيس باراك أوباما تصم آذانها عن اهتمامات السعودية.

وكان المدير السابق للمخابرات السعودية الأمير تركي الفيصل عبّر عن شكوكه في نجاح سياسة الحوار مع إيران التي اتهمها بالتدخل في الشؤون الداخلية العربية في سوريا والبحرين والعراق واليمن.

وقال الفيصل “نحن السعوديين نراقب جهود الرئيس أوباما في هذا المجال. الطريق الآتي مليء بالصعوبات عندما يتعلق الأمر بنجاح (الرئيس الإيراني حسن) روحاني في توجيه إيران لتبني سياسات متعقلة. إن قوى الظلام لا تزال متجذرة في قم وطهران”.

أنباء عن قرار بإطلاق طل الملوحي

                                            ضمن صفقة التبادل مع المختطفين اللبنانيين

أحمد يعقوب- دمشق

أفادت مصادر مطلعة داخل سوريا للجزيرة نت بأن قرارا قضائيا صدر أمس بالإفراج عن الناشطة السورية طل الملوحي، ضمن صفقة الإفراج عن النساء المعتقلات في السجون السورية مقابل الإفراج عن المختطفين اللبنانيين، والتي تمت قبل أيام.

وكانت الملوحي (22 عاما) قد اعتقلت عام 2009 قبل اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011 بسبب مطالبتها النظام السوري بالإسراع في إجراء إصلاحات ديمقراطية بالبلاد.

ووفقا للمصادر فإن محكمة الجنايات قضت بإعفاء الملوحي من ربع عقوبتها الأصيلة -خمس سنوات سجنا- وإطلاق سراحها فورا، ما لم تكن موقوفة لسبب آخر.

يذكر أن الملوحي ولدت بمدينة حمص عام 1991، وقد جرى استدعاؤها من قبل المخابرات السورية أول مرة عام 2006 على خلفية مناشدتها الرئيس بشار الأسد الإسراع في عملية التحول الديمقراطي في سوريا وهي لا تزال في الخامسة عشر من عمرها.

وفي عام 2009  تم استدعاؤها من قبل السفارة السورية في القاهرة للتحقيق معها دون السماح لوالدها بالحضور، حيث تم تحذيرها من النشر أو التواصل مع المواقع الإلكترونية والصحفية، ثم عادت إلى سوريا مع عائلتها وبقيت هناك حتى تم اعتقالها من قبل فرع أمن الدولة يوم 27 ديسمبر/كانون الأول من نفس العام على خلفية نشرها بعض المواد السياسية.

وفي 14 فبراير/شباط 2011 حكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة إفشاء معلومات لدولة أجنبية، وعلى خلفية ذلك أطلقت الولايات المتحدة الأميركية ومنظمات حقوقية عديدة نداءات تطالب الحكومة السورية بإطلاق سراحها.

وبناء على صفقة التبادل فقد أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن الحكومة السورية أطلقت سراح 48 معتقلة، مقابل الإفراج عن المختطفين اللبنانيين التسعة لدى لواء عاصفة الشمال بمدينة إعزاز.

ومن أبرز الأسيرات اللواتي تم الإفراج عنهن في الصفقة: غادة صبحي العبار، وسوسن صبحي العبار من مدينة داريا، إضافة إلى فاطمة مرعي وهبة صيصان.

ويصف الناشط معن مبارك تأخر إطلاق سراح المعتقلات بالمخيف والمحزن بسبب ممارسات النظام و”خداعه” للجميع في صفقات سابقة.

وقال مبارك للجزيرة نت “بعد انقطاع أملنا بالإفراج عن المعتقلات، فوجئنا جميعا بالصور التي بثها التلفزيون السوري للمحررات، كما تم أيضا إعلامنا من قبل المكاتب الحقوقية والإغاثية بأن مزيدا من الأسيرات سيتم الإفراج عنهن. حينها انقلب التشاؤم والحزن إلى شعور لا يمكنني وصفه لتحررهن من هذا النظام المجرم الذي ليس لديه أي رادع إنساني أو أخلاقي أو ديني”.

ويرى عضو المكتب الإعلامي للواء توحيد العاصمة أبو الحر الدمشقي أن الصفقة تحمل في طياتها خيرا للمعتقلات اللواتي عانين الأمرّين بسبب مما وصفها بممارسات جنود النظام “القذرة”.

وأوضح أبو الحر للجزيرة نت أن الصفقة المتفق عليها كانت تنص على الإفراج عن 148 معتقلة من سجون النظام، “وفيما نفذ لواء عاصفة الشمال شقّه من الصفقة، ماطل النظام وراوغ كثيرا، وكما يعلم العالم أجمع أنه لا يلتزم بهدنة ولا يحترم ميثاقا”، مناشدا لواء عاصفة الشمال أن يفاوض على عدد أكبر من المعتقلات.

الجيش الحر يؤكد مقتل قائد حملة النظام على معضمية الشام

النظام السوري يقطع منافذ إلى ريف دمشق المحاصر منذ أشهر

دبي – قناة العربية

أعلن الجيش السوري الحر، الخميس، مقتل قائد الحملة العسكرية لقوات النظام على معضمية الشام، التي تتعرض لحصار من قبل الجيش السوري منذ أشهر.

وأفاد ناشطون بأن النظام السوري شدّد الحصار على مناطق ريف دمشق، وأغلق حتى المنافذ الفرعية الوعرة التي كان يتم منها إيصال بعض الغذاء والدواء، بحسب قناة “العربية”، الخميس.

ومع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر على جبهات منطقة المرج في الغوطة الشرقية، تواصل قوات النظام تضييق خناقها يوماً بعد يوم على سكان الغوطة، وهو حصار مستمر منذ عدة أشهر.

ويعاني أهل الغوطة القريبة من العاصمة دمشق من مجاعة حقيقية أدت إلى حصول وفيات وإصابات بأمراض خطيرة بسبب الجوع وسوء التغذية، من جراء منع قوات النظام وصول المواد الغذائية، مع استمرار القصف اليومي على معظم الأحياء.

وفي تطور ميداني آخر، على حاجز لحايا بريف حماة الشمالي، تمكّن الجيش السوري الحر من تحرير الحاجز وذلك بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل عدد من عناصر قوات النظام واغتنام آليات عسكرية.

كما استطاع الجيش الحر استعادة السيطرة على قرية رسم العوالي بريف حماة الشرقي، وقتل عدداً من عناصر قوات النظام، بحسب شبكة شام الإخبارية.

السفير الأميركي يحض المعارضة السورية على حضور “جنيف 2

موسكو ودمشق تعتبران مؤتمر لندن تهديداً بالعودة إلى السيناريو العسكري

دبي – قناة العربية

شهدت مدينة اسطنبول التركية اجتماعا عقده السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد مع أطراف المعارضة السورية، الأربعاء، ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الضغوط على المعارضة السورية لحضها على المشاركة في مؤتمر “جنيف 2”.

وإلى ذلك، أصرت كل من موسكو والنظام السوري على رفضهما لنتائج مؤتمر “مجموعة أصدقاء سوريا” في لندن، الذي انعقد الثلاثاء، وحاول إعطاء تطمينات للمعارضة بأن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون له أيّ دور في الحكومة الانتقالية، بحسب تقرير لقناة “العربية”، الخميس.

وأكد النظام السوري أنه لن يسمح لأيّ طرف بمصادرة دوره. فيما اعتبرت موسكو أن نتائج مؤتمر لندن تنطوي على تهديد غير معلن بالعودة إلى السيناريو العسكري في سوريا.

وأعلنت “مجموعة أصدقاء سوريا”، في البيان الختامي للاجتماع، التوافق على أن “الأسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت أيديهم بالدماء لن يكون لهم أي دور في سوريا”.

وشددت المجموعة، إثر الاجتماع الذي ضم 11 دولة غربية وعربية وممثلي المعارضة السورية، على أنه “ينبغي المحاسبة على أفعال ارتكبت خلال هذا النزاع”.

وبدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن “أصدقاء سوريا” متوافقون على ضرورة ألا يضطلع بشار الأسد “بأي دور في الحكومة المقبلة”، مؤكداً أن هذا الأمر حظي بـ”موافقة شاملة”.

سوريا.. أنباء عن مقتل قائد “حملة المعضمية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت مصادر بالمعارضة السورية إن قائد الحملة العسكرية على بلدة المعضمية بريف دمشق قتل مع 20 جنديا من الحرس الجمهوري في معارك مع المعارضة المسلحة، الخميس دون أن ترد أي تأكيدات من السلطات السورية بشأن مقتله.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن العميد الركن مظهر علي سليمان من الحرس الجمهوري الذي يقود العملية العسكرية للقوات الحكومية على بلدة المعضمية قتل ومعه 20 عنصرا في المعارك مع المعارضة المسلحة.

من جهة أخرى، قال الناشطون إن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرة حربية من طراز “ميغ” في بلدة صدد بريف حمص الشرقي، وهي الطائرة الثانية يوم الخميس بعد تلك التي أسقطت فوق مطار الضمير العسكري بريف دمشق.

وفي حمص، قتل شخص وأصيب نحو 50 آخرين في تفجير بسيارة مفخخة في شارع الأهرام بحي النزهة الذي يسكنه موالون للأسد وفقا لما ذكر تلفزيون الدنيا المقرب من السلطات السورية.

وفي جنوب البلاد، سيطر مقاتلو المعارضة على حاجز “الزعرورة” والنقاط والمزارع المحيطة به في محافظة القنيطرة حسب الناشطين.

فيما استهدفت المعارضة أحد مقار قوات الأمن في حي المنشية في مدينة درعا بسيارة مفخخة.

من جهتها قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن الجيش السوري “واصل تدمير أنفاق للإرهابيين في درعا وملاحقة فلولهم على الأطراف الشمالية لبلدة حتيتة التركمان.”

إطلاق دفعة ثانية من المعتقلات السوريات

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال ناشطون إن الحكومة السورية أطلقت سراح ما مجموعه 48 معتقلة سورية في إطار صفقة التبادل الثلاثية بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة ووسطاء دوليين.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، من مقره في لندن أن النسوة أفرج عنهن أمس ، مضيفا أن هذا العدد يتضمن أولئك اللاتي أفرج عنهن من قبل.

ولم يصدر بعد أي تعليق من مسؤولين سوريين.

وأُفرج، مساء السبت الماضي، عن 9 لبنانيين اختطفوا في أعزاز السورية قبل عام ونصف، وكذلك أطلق سراح طيارين تركيين اختطفا في بيروت في أغسطس الماضي، في إطار صفقة قالت مصادر في المعارضة إنها شملت أيضا 125 سجينة و12 جثة لمعارضات سورية لدى النظام السوري، بوساطة قطرية – تركية – فلسطينية.

وكان لواء “عاصفة الشمال” في سوريا، أحد الجماعات السورية المسلحة المعارضة لبشار الأسد، اختطف في مايو من العام الماضي 11 لبنانياً في منطقة أعزاز بحلب، أثناء عودتهم من زيارة أماكن دينية في إيران، وأفرج عن اثنين منهم فقط وقتها بوساطة تركية، إلا أن أهالي المخطوفين أصروا على مسؤولية تركيا مطالبين إياها بالإفراج عن البقية.

واشترط خاطفو اللبنانيين للإفراج عنهم أن تتم مبادلتهم مع أكثر من 371 سجينة لدى النظام السوري.

وقال مسؤولون لبنانيون إن الجزء الثالث من الصفقة يتضمن إطلاق دمشق لعدد من السجينات تلبية لمطالب المعارضة السورية.

لاريجاني: لماذا تخشون ترشح الأسد للرئاسة؟

طهران، إيران (CNN) — قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني إن الولايات المتحدة تتدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة بسوريا من خلال اشتراط عدم ترشح الرئيس بشار الأسد، متسائلا عن سبب “خوفهم” من ترشحه إن كان لا يحظى بشعبية.

وقال لاريجاني، في خطاب أمام مجلس الشورى أوردت تفاصيله وكالة أنباء “فارس” شبه الرسمية، إن التصريحات الأمريكية حول الانتخابات الرئاسية السورية “وقحة” مضيفا: “إذا كان الرئيس الأسد لا يحظى بأي قاعدة شعبية ويريد الامريكان إرساء الديمقراطية في هذا البلد فلماذا يشعرون بالخوف من ترشحه؟”

كما ندد لاريجاني بالدعوات الرامية إلى منع إيران من المشاركة في مؤتمر “جنيف2” قائلا إن واشنطن باتت تشترط من أجل السماح بمشاركة طهران موافقتها على مقررات “جنيف1” وعملية تسليم السلطة ورفض مشاركة الأسد بالانتخابات مضيفا: “الساسة الأميركيون يعانون النسيان أو التظاهر بهذا المرض النفسي.. الجميع يتذكر الصخب والإثارات التي مارسها هؤلاء حول مؤتمر ‘جنيف1’ وتأكيدهم على عدم مشاركة إيران في المؤتمر.”

اتهم المسؤول الإيراني، الذي ترتبط بلاده بعلاقات تحالف وثيقة مع نظام الأسد، الأطراف المشاركة في “جنيف1” بالرغبة في “إسقاط (سوريا) الدولة المقاومة التي تقف أمام الكيان الصهيوني” مضيفا أن التصريحات الرافضة لإعادة ترشح الأسد “جوفاء وتقوم على عدم الفهم الصحيح حيال أوضاع المسلمين” على حد تعبيره.

عبد الباسط سيدا: لا حمائم ولا صقور بالائتلاف السوري تجاه جنيف2

روما (24 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى قيادي في المجلس الوطني وائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية وجود حمائم وصقور داخل الائتلاف حيال المشاركة بمؤتمر جنيف2، مشيرا إلى أن النظام في دمشق لن يلتزم بقرارات المؤتمر المعني ولا بأي جسم سياسي انتقالي طالما أنه يمتلك القوة

وقال عبد الباسط سيدا لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بالنسبة لنا بحثنا هذه المسألة من مدة وكانت النتيجة أن توصل المجلس الوطني إلى هذا القرار، والآن بعد نتائج مؤتمر لندن وبعد تصريحات رئيس الائتلاف أحمد الجربا، أعتقد أن هناك شبه توافق بين المجلس والائتلاف، ونحن بصدد إجراء مشاورات جانبية مع كتل الائتلاف ومع الدول الصديقة والشقيقة، بالإضافة إلى مباحثات ستكون في إطار المكتب التنفيذي للمجلس الوطني وفي إطار الهيئة السياسية للائتلاف، على أن نتوجه بمشروع قرار إلى اجتماع الهيئة العامة وسنتخذ فيه التوجه السليم”

ورأى سيدا، فرضية تغيير موقف المجلس والائتلاف من المشاركة في مؤتمر جنيف2 ترتبط حصرا بتغير المعطيات الراهنة والمقترحات الدولية، وقال “ما صدر عن المجلس هو أنه إذا استمرت المعطيات الراهنة أو المقترحات بصيغتها الحالية لن نشارك، لكن إن حصل تغيير أو تبدل في الاقتراحات ربما نعيد دراسة القرار، وحالياً هناك تواصل مع الدول الأساسية القريبة من السعودية وقطر وتركيا وبقية دول أصدقاء سورية، لكن بنهاية المطاف سيكون القرار في الهيئة العامة للائتلاف” حسب توضيحه

ونفى سيدا وجود حمائم وصقور داخل الائتلاف تجاه المشاركة بمؤتمر جنيف2، وقال “أعتقد أن الاتجاه العام للائتلاف هو عدم المشاركة، بمعنى أن المعطيات المقدمة لا ترتقي إلى المستوى المطلوب ولا تلبي التطلعات وبالتالي لا يستطيع أحد أن يجازف ويقامر وبقدم على شيء نتائجه هلامية وضبابية وبالتالي سيفقد مصداقيته لدى الشعب السوري”

ورأى سيدا أن الاتفاق على حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة ضمن جنيف2، “من شأنه أن يشكل خطوة جدية على طريق تصحيح الوضع وإعادة الأمور إلى الشعب السوري”، إلا أنه حذر من أن “النظام الذي يحكم البلد بمنطق العصابة، لن يعترف بأي شيء، لا بجسم انتقالي ولا بأي شيء آخر طالما أن يمتلك القوة وبيده مقاليد الأمور

محامي سوري: السلطات أفرجت حتى اليوم عن 61 معتقلة في صفقة تبادل رهائن لبنانيين

روما (24 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

كشف المحامي السوري المهتم بشؤون المعتقلين السوريين ميشيل شماس أن السلطات السورية أطلقت حتى صباح الخميس 61 معتقلة، أغلبهن من المحالين لمحكمة قضايا الإرهاب، وأورد أسماء جميع المفرج عنهن، وغالبيتهن لسن ناشطات بارزات، بل أمهات وزوجات وأخوات لمطلوبين ولمعارضين وثوار

وأوضح شماس أن السلطات السورية أفرجت ليل الثلاثاء عن 13 معتقلة فيما أفرجت ليل الأربعاء عن 48 معتقلة، وجميعهن ضمن صفقة التبادل التي رعتها قطر، وأفرج بموجبها عن تسعة لبنانيين كانوا مخطوفين في سورية منذ مايو/أيار2012

ونفى شماس أن تكون السلطات السورية قد أفرجت بين المفرج عنهن عن الناشطة السورية طل الملوحي، وأشار إلى أن محكمة جنايات حمص وافقت على طلب مقدم من محامي الناشطة بإعفائها من ربع مدة الحكم المحكومة بها وهي خمس سنوات بعد أن قضت نحو أربعة سنوات في السجن، وإيقاف تنفيذ الحكم وإطلاق سراحها، ورجّح على هذا الأساس أن يتم إطلاق سراحها من سجن عدرا اليوم الخميس بناء على قرار محكمة الجنايات

ووفق المصادر الحقوقية السورية المتابعة لملف المعتقلات المفرج عنهن، فإن بعضهن غادرن إلى خارج سورية، وخاصة إلى لبنان وتركيا، واختار بعضهن البقاء في سورية

وتم الإفراج عن معتقلات لدى النظام السورية بناء على صفقة لمبادلة الرهائن توسطت فيه قطر وأبرمها مقاتلون في شمال سورية تقضي بالإفراج عن تسعة لبنانيين رهائن لديهم طوال 17 شهراً، مقابل سجينات لدى النظام وطيارين تركيين خطفا في لبنان

وتكتمت وسائل الإعلام السورية عن خبر تبادل المعتقلات برهائن لبنانيين، كما لم يشر المسؤولون السوريون لهذه الصفقة، فيما أعرب سوريون من المعارضة ومن غيرها عن أسفهم لسجن سوريات وتبادلهن مع أجانب في صفقة تمت قبل ذلك مقابل خمسين رهينة من الحرس الثوري الإيراني

                      أوباما كان يمضغ العلكة أو يطالع رسائله على «البلاكبيري» أثناء الاجتماعات حولها

رئيس موظفي البيت الأبيض: مصلحة أميركا استمرار القتال بين «القاعدة» و«حزب الله» في سورية

| واشنطن – من حسين عبدالحسين |

ان يقول الباحث اليميني الاميركي دانييل بايبس ان السيناريو الانسب في سورية هو مواجهة مفتوحة الأمد تستنزف كلا من تنظيمي «القاعدة» و«حزب الله» اللبناني، اللذين تضعهما واشنطن على لائحة التنظيمات الارهابية، هو قول يأتي من احدى الشخصيات ذات النفوذ المحدود جدا في القرار الاميركي.

ولكن ان يطلق رئيس موظفي البيت الابيض دينيس ماكدنو الفكرة نفسها، حسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فهذا يعني نوعا من المصلحية اللا إنسانية في السياسة الاميركية تصل الى درجات في سلم القرار ارفع مما هو معروف.

وكانت الصحيفة، في مقالة مفصلة حول سياسة الرئيس باراك أوباما المرتبكة حول سورية، نقلت عن ماكدنو، الذي وصفته بأنه احد اقرب المقربين الى أوباما، تساؤله حول «مصلحة الولايات المتحدة في وقف العنف في سورية».

وقالت الصحيفة ان ماكدنو، اثناء مرافقته وفدا من الكونغرس في جولة في معتقل غوانتانامو، اعتبر ان «الوضع في سورية يمكنه ان يبقي ايران منشغلة لسنوات»، وان المسؤول الاميركي قال ايضا ان «القتال في سورية بين حزب الله والقاعدة قد يكون في مصلحة الولايات المتحدة».

وهذه المرة الاولى التي ترد فيها عبارات من هذا النوع على لسان مسؤولين في الادارة، رغم تسريبات في شهر يونيو نقلت عن رئيس الاركان مارتن ديمبسي قوله – اثناء اجتماع لفريق الامن القومي ترأسه أوباما في «غرفة الاوضاع» في البيت الابيض – ان لا مصلحة اميركية لترجيح كفة اي من الفريقين المتحاربين في سورية. لكن ديمبسي لم يذهب الى حد وصف القتال الدائر على انه يصب في مصلحة بلاده.

ومقالة «نيويورك تايمز» تكتسب مصداقية لا بأس بها، فمن بين كاتبيها مايكل غوردون المعروف بقربه من البيت الابيض والذي سبق ان حقق سبقا صحافيا بنشره تفاصيل الغارة التي شنتها المقاتلات الاسرائيلية ضد مفاعل الكبر النووي السوري.

والمقالة أكدت ما سبق لوسائل اعلام عديدة، ومن بينها «الراي»، ان نقلته عن ان كلمة الفصل في الموضوع السوري هي بيد أوباما وحده، وان الاخير لا يولي الموضوع اهمية كبيرة، ويعتقد انها ورطة، وان من الافضل له الابتعاد عنها.

في هذا السياق، اوردت «نيويورك تايمز» انه «حتى في الاوقات التي بدا فيها النقاش من اجل تسليح الثوار ضروريا، نادرا ما اعرب أوباما عن اراء محددة اثناء اجتماعات كبار اركان ادارته». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم ان «لغة أوباما الجسدية كانت تشي بالكثير، فهو غالبا ما بدا فاقدا للصبر (اثناء الاجتماعات حول سورية)، وكان احيانا يطالع رسائله على جهاز البلاكبيري الخاص به، او يمضغ العلكة (في اشارة الى ملله)».

واضافت الصحيفة انه «في احاديث خاصة مع مساعديه، وصف أوباما سورية على انها احدى المشاكل من الجحيم التي يواجهها كل رئيس»، وان «المخاطر (في سورية) لا نهاية لها فيما كل الخيارات (الاميركية) سيئة». وتابعت ان مواقف وافكار أوباما هذه كانت تجد صدى لها عند مجموعات اكبر من المسؤولين داخل ادارته من امثال ماكدنو ومستشار الامن القومي السابق توم دونيلو، الى درجة انه «كان يمكن قراءة موقف الرئيس من خلال توم ودينيس»، حسب مسؤول رفيع سابق في البيت الابيض.

الا ان موقف أوباما بدأ يتغير بسبب «حملات اللوبي» التي مارسها عليه المسؤولون غير الاميركيين. ففي اثناء جولته الشرق اوسطية التي شملت اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن، في مارس الماضي، التقى أوباما رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي حذره، حسب الصحيفة، من امكانية وقوع اسلحة الاسد الكيماوية في ايدي «حزب الله».

واضافت «نيويورك تايمز» ان الضغط على أوباما للتدخل في سورية كان اكبر في اليوم التالي عند زيارته الاردن حيث تناول العشاء مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. وكان يرافق الرئيس الاميركي وزير خارجيته جون كيري ودونيلون. وقالت الصحيفة ان 100 الف من اللاجئين، بسبب الصراع في سورية، شكلوا ضغطا على الاردن، ما حدا بالملك الاردني الى حض أوباما على القيام بدور اكبر في انهاء الحرب السورية.

واوضحت الصحيفة: «حتى ان المسؤولين الاردنيين عرضوا على نظرائهم الاميركيين السماح لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) باستخدام الاردن كقاعدة لشن هجمات طائرات من دون طيار داخل سورية»، مضيفة ان المسؤولين الاميركيين رفضوا هذا العرض الاردني «المتكرر».

وتابعت الصحيفة انه مع حلول شهر ابريل، كان موقف دونيلون قد انقلب الى مؤيد لتسليح الثوار السوريين، وكذلك فعلت سفيرة اميركا السابقة في الامم المتحدة ومستشارة الامن القومي الحالية سوزان رايس بعد ان شعرت ان الاوضاع على الارض تنقلب ضد الثوار.

ومما ورد في المقالة ايضا ان وزارة الخارجية الاميركية سبق ان حذرت البيت الابيض من امكانية قيام نظام الاسد باستخدام الاسلحة الكيماوية، وان الاستخبارات الاميركية راحت تلتقط مكالمات هاتفية بين المسؤولين السوريين حول امكانية شن هجوم كهذا، وانه قبل هجوم الغوطة في 21 اغسطس، كانت واشنطن قد تأكدت من اكثر من حالة استخدمت فيها قوات الرئيس السوري بشار الاسد هذه الاسلحة ضد مدنيين.

واشارت المقالة الى انه اثناء الاستعدادت لتوجيه ضربة اميركية الى اهداف تابعة للأسد، ابلغ أوباما مشرعين ان 50 من الثوار ممن تلقوا تدريبات في الاردن كانوا وصلوا الى سورية لتدريب المزيد من الثوار. لكن الصحيفة نقلت عن مايكل لمبكين، المسؤول الجديد في وزارة الدفاع اثناء جلسة المصادقة على تعيينه، قوله ان هذا المجهود التدريبي لا يكفي لقلب الموازين على الارض السورية، في وقت اعتبرت الصحيفة ايضا ان ادارة أوباما لا تنوي توسيع برنامجها التدريبي للثوار وتسليمه الى وزارة الدفاع مخافة من ان يكبر تورطها في الازمة السورية فيصبح علنيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى