أحداث الخميس 27 آب 2015
مسؤول أميركي إلى روسيا والسعودية لمناقشة الانتقال السياسي في سوريا
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، روسيا اليوم)
يبدأ المبعوث الأميركي الخاص الجديد لسوريا مايكل راتني زياررات لموسكو والرياض وجنيف في وقت لاحق من هذا الأسبوع لإجراء محادثات سعياً إلى إيجاد حل سياسي للحرب السورية الدائرة رحاها منذ نحو أربع سنوات.
وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية إن راتني الذي عين مبعوثا جديدا إلى سوريا في 27 تموز سيسافر إلى العواصم الثلاث في الفترة من 28 آب إلى 2 أيلول. وأضاف: “سيجتمع المبعوث الخاص راتني في 28 آب مع مسؤولين روس كبار وفي 29 من آب مع مسؤولين سعوديين كبار في الرياض لمواصلة المناقشات في شأن الجهود من أجل عملية انتقال سياسي حقيقي وإنهاء الأزمة المدمرة في سوريا”.
وفي جنيف، سيلتقي راتني المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا .
وتصر حكومة الرئيس باراك أوباما منذ وقت طويل على أن أي جهد ديبلوماسي يجب أن يشمل رحيل الرئيس السوري بشار الأسد الذي يتعرض لخطر عسكري متزايد من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
الوضع الميداني
ميدانياً، أعلنت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” أن الجيش السوري تمكن من قتل 120 مسلحا في ريف دمشق الغربي والغوطة الشرقية ومدينة الزبداني وريف اللاذقية الشمالي، فيما قال ناشطون أن 40 جنديا سوريا قتلوا في معارك بسهل الغاب بريف حماه.
وتحدث مراسل “روسيا اليوم” عن مفاوضات نهائية تجري لوقف العمليات العسكرية في الزبداني بريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، مشيرا إلى أن المسلحين باتوا محاصرين في الزبداني ضمن مربع بمساحة كيلومتر واحد، فيما أعلن الجيش السوري مقتل عشرات المسلحين في ريفي دمشق واللاذقية.
ونقلت قناة “الميادين” عن مراسلتها في دمشق انه تم الاتفاق على هدنة مدة 48 ساعة ابتداء من السادسة صباح اليوم في الزبداني والفوعة وكفريا.
وشن طيران النظام غارات جوية على مناطق عدة يسيطر عليها تنظيم “داعش” في مدينة تدمر الأثرية بمحافظة حمص , وسط سوريا.
وجاء في خبر لـ”سانا”: “ارتقى خمسة شهداء واصيب ثلاثون شخصا بجروح على الاقل جراء سقوط قذيفة صاروخية اطلقها ارهابيون على محطة وقود في حي الانشاءات في مدينة حمص”. واوضحت ان القذيفة سقطت على المحطة “اثناء تفريغ صهريج حمولته مما تسبب بانفجاره”، وان مصدر القذيفة منطقة تلبيسة في ريف حمص الشمالي حيث “تنتشر تنظيمات تكفيرية منضوية تحت زعامة جبهة النصرة”.
وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان الغارات الجوية التي شنتها قوات النظام على مدينة دوما التي تعد ابرز معاقل فصائل المعارضة في محافظة دمشق تسببت بمقتل اربعة اشخاص. وقال إن خمسة اشخاص من عائلة واحدة قتلوا في بلدة مضايا بريف دمشق جراء سقوط براميل متفجرة القاها الطيران المروحي التابع للنظام على احياء عدة في البلدة، وان القتلى هم رجل وزوجته واطفاله الثلاثة.
قائد في “الجيش الحر”
وأوردت وكالة “دوغان” التركية الخاصة للأنباء إن قائداً من “الجيش السوري الحر” قتل في هجوم بقنبلة على سيارته باقليم خطاي في جنوب تركيا.
وقالت إن القائد هو جميل رعدون قائد “لواء صقور الغاب” وهو من فصائل عدة تحارب تحت لواء “الجيش السوري الحر”. وكان رعدون نجا من هجوم مماثل في تركيا في نيسان. وأشارت الوكالة الى انه توفي بعد تفجير شحنة ناسفة في سيارته.
وأكد مصدران من المعارضة السورية وفاته. وروى سكان ان الانفجار الذي حصل خارج منزل رعدون في بلدة أنطاكيا بجنوب شرق البلاد قرب الحدود السورية هز العمارات السكنية القريبة.
ونقلت وكالة أنباء الاناضول التركية شبه الرسمية عن حاكم اقليم خطاي أركان توباجا ان الهجوم ربما كان مرتبطا “بنزاع بين جماعات المعارضة السورية”.
وصرح الناطق باسم “الجيش السوري الحر” اسامة أبو زيد بأن لواء رعدون حارب ضد “داعش” في شمال محافظة حلب وضد قوات الحكومة السورية في محافظتي إدلب وحماه بوسط البلاد. واضاف ان هذا اللواء من الالوية التي صنفها الغرب على انها معتدلة لكنه لم يتلق تدريبا وإن يكن هذا اللواء تلقى بعض الدعم العسكري من دول تعارض الرئيس بشار الاسد شمل صواريخ مضادة للدبابات.
عبدالله الثاني في موسكو: سوريا تصدرت المحادثات الأسد لا يزال العقدة والكلمة الفصل في يد بوتين
عمان – عمر عساف
ربما كان معرض “ماكس 2015 ” للطيران والفضاء في موسكو آخر أولويات الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي قام بزيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام لحضور هذا المعرض.
فبرنامج العاهل الأردني تصدرته الأزمة السورية وكل تبعاتها وتفرعاتها، وخصوصا ملف اللاجئين الذي أثقل كاهل الجار الأقرب، اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً.
وعمان تعلم جيداً، وهو ما أكده عبدالله الثاني خلال لقائه الثلثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن لموسكو “دوراً محورياً في حل الأزمة السورية”.
موسكو كذلك اغتنمت المعرض الدولي لتعقد على هامشه لقاءات واجتماعات مكثفة هدفها الأساس بلورة حل وسط للأزمة السورية يتوافق عليه الجميع بما فيهم النظام السوري.
فإلى الأردنيين، كان هناك المعارضة السورية، والإيرانيون والإماراتيون (ولي العهد محمد بن زايد)، والمصريون (الرئيس عبدالفتاح السيسي)، والأخيران التقاهما العاهل الأردني على هامش زيارته.
وعلى رغم أن التصريحات الإعلامية للأطراف كافة لا تشي بالكثير عن الأزمة السورية، إلا أن طبيعة الوفد المرافق للعاهل الأردني تنبئ أن الملف السوري كان الأبرز بين أهداف الزيارة.
فإلى الامير فيصل بن الحسين، شقيق الملك المقرب والمنخرط في الشأن العسكري والأمني، هناك وزير الخارجية ناصر جودة، ومستشارَا الملك للشؤون العسكرية والأمن القومي، ورئيس الأركان المشتركة الفريق أول مشعل الزبن ومدير المخابرات العامة الفريق فيصل الشوبكي، ومستشار الملك ومقرر لجنة السياسات عبدالله وريكات.
وكان عبدالله الثاني تعرض منذ بداية الأزمة السورية لضغوط من مختلف الجهات المتورطة في الأزمة، وبلغ الأمر حد الابتزاز لجعل بلاده تميل إلى جانب هذه الجهة أو تلك. وقد حاول قدر الإمكان النأي بالمملكة عن التورط المباشر، وتحديدا العسكري، لإطاحة النظام السوري، واستجاب مرات عدة بصورة خجولة لبعض هذه الضغوط، وخصوصا في ما يتعلق بتسليح “الجيش السوري الحر” وتدريبه ودعم “جبهة النصرة” في بعض الأوقات والمواقع.
أما الآن، فلسان حال عمان يقول إن العالم كله وصل إلى ما طرحناه منذ البدء، أن “لا حلّ للأزمة السورية إلا سياسيا”. وهنا تختلف التفاصيل والرؤى بين بقاء “كتلة النظام السوري” وإخراج الرئيس بشار الأسد من المشهد أو بقائه، فيما يقر الجميع بأن الكلمة الفصل في هذا الحل هي في يد موسكو (بوتين)، الداعم الأساس لبشار.
روسيا والولايات المتحدة متفاهمتان على موضوع بقاء مؤسسات الدولة السورية وعدم هدمها منعا لإحداث فراغ تملؤه الجماعات المتطرفة، وواشنطن فوضت الى موسكو إدارة هذا الملف، وبينهما تفاهم غير معلن على أن بقاء بشار الأسد مرتبط بضمان ألا تعني إزاحته استيلاء المتطرفين على الحكم
لكن صيغة هذا البقاء ومداه الزمني لم تحسم حتى الآن.
لذا فإن زيارة الزعماء الثلاثة الأردني والمصري والإماراتي في جزء منها، هدفت الى التحضير مع موسكو للوصول إلى مقاربة في شأن الأسد تقبل بها السعودية وروسيا، خصوصا أن الأخيرة هي التي طرحت بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان واجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تأليف تحالف لمواجهة التنظيمات المتطرفة، وفي مقدمها “داعش”.
وهو ما تزامن أيضا مع مبادرة إيرانية من أربع نقاط لحل الأزمة السورية، على رغم ان المبادرتين الروسية والإيرانية هي غير مستساغتين لدى الأسد، الذي يعمل على تعطيلهما وتفريغهما من مضمونهما من طريق تصعيد عمليات عسكرية لتحقيق هذا التعطيل أو المحافظة على حيز جغرافي يسيطر عليه (من دمشق إلى اللاذقية والساحل السوري) في حال حصول تقسيم للبلاد.
وتوحي المؤشرات أن روسيا نجحت إلى حد بعيد في إقناع السعودية وحلفائها بالحل السياسي للأزمة السورية، وهو ما تجلى في استقبال الرياض رجل المخابرات السوري القوي علي مملوك المقرب من الأسد.
على أن الملف السوري لم يكن الوحيد، فالملف الليبي كان جزءا من المحادثات بين عبدالله الثاني وبوتين. ويتوقع مراقبون أن ينخرط مثلث عمان – القاهرة – أبوظبي في الأزمة الليبية ويدعم الفريق خليفة حفتر، والأخير كان في عمان قبل أيام.
روسيا تتحسب للمستقبل في ظل اقتناع بأن إبقاء بشار الأسد بات شبه مستحيل، وهي تريد صلات تمكنها بعد اليوم التالي لإزاحته، من تثبيت وجودها وحضورها في المنطقة.
بينما يعلم الأردن، وسائر الأطراف، أن عقدة الأزمة هي مصير الأسد، والمحادثات الدائرة في موسكو، وغير مكان، هي لحل هذه العقدة.
جولة للمبعوث الأميركي واستبعاد الخيار العسكري
واشنطن تفعّل حراك «الحل السوري»
حاولت الولايات المتحدة رسم إطار أكثر وضوحا لموقفها من الأزمة السورية، بتثبيت خيارين عبّّر عنهما المتحدث باسم خارجيتها جون كيربي، أمس الأول هو استبعاد الحل العسكري والإصرار على «حل سياسي لا يشمل» الرئيس السوري بشار الأسد، يبدو أنه يسير بالتزامن مع مسار ترسمه واشنطن لمحاربة «داعش»، بالإصرار أيضا على عدم إشراك القوات السورية في عمليات «التحالف» الذي تقوده.
إلا أن خرقاً جديداً برز على مستوى مسار المعالجة السياسية للأزمة السورية، هو الأول من نوعه منذ اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية في الدوحة، مطلع شهر آب الحالي، حيث أعلنت واشنطن عن بدء المبعوث الأميركي الخاص الجديد إلى سوريا مايكل راتني زيارة إلى موسكو والرياض وجنيف في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
ولفت الإعلان الأميركي إلى أن جولة راتني تستهدف إجراء مباحثات سعياً إلى إيجاد «حل سياسي» للأزمة السورية. وقال مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأميركية إن راتني الذي عين مبعوثاً جديداً إلى سوريا في نهاية تموز الماضي، سيسافر إلى العواصم الثلاث في الفترة ما بين 28 من الشهر الحالي حتى الثاني من أيلول المقبل.
وبحسب الإعلان الأميركي فإن مبعوث واشنطن «سيجتمع في 28 من آب (الحالي) مع مسؤولين روس كبار، وفي 29 منه مع مسؤولين سعوديين كبار في الرياض لمواصلة المناقشات بشأن الجهود من أجل عملية انتقال سياسي حقيقي وإنهاء الأزمة المدمرة في سوريا». كما يلتقي راتني في جنيف ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا.
وكان المسار الأميركي العملي على خط إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، قد بدأ مع ترحيب واشنطن بمبادرات روسيا، الحليف القوي للأسد، والأمم المتحدة، لإيجاد حل ديبلوماسي للأزمة. إلا أن المواقف الأميركية ما زالت تحتفظ بالإصرار على أن أي انتقال للسلطة في سوريا يجب أن يكون في إطار ما يسمى إعلان «جنيف» الذي يدعو إلى نقل السلطة إلى حكومة انتقالية.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، أمس، إن بلاده تدفع «باتجاه التغيير السياسي في سوريا، وأن ضربات التحالف تستهدف داعش فقط وهما قضيتان مختلفتان»، محددا أولويات بلاده في التعاطي مع الأزمة السورية، عبر هذين المسارين، ومشدداً في الوقت نفسه على أن واشنطن «لا تقبل بانضمام نظام الأسد وجيشه إلى التحالف الدولي لضرب داعش في سوريا».
وعبر كيربي عمّا أسماه «قناعة» بلاده «بأن تغيير النظام السوري لن يتم عبر الطرق العسكرية»، لافتاً إلى أن «هذا موقف واضح» للرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، مبشراً في الوقت نفسه بطول مدة الحرب الأميركية على «داعش» بالقول إن «الحرب على داعش تحتاج إلى بضع سنوات أخرى وهذا مبني على حقائق واقعية في الميدان».
وتستند الولايات المتحدة في مسألة قتال تنظيم «داعش» مؤخراً الى محاولة بناء منظومة قتالية مشتركة بين «التحالف الدولي» وتركيا، بعدما عاندت أنقرة لفترة طويلة مسألة الاشتراك في عمليات عسكرية ضد «داعش»، في ظل اتهامات طالتها بتسهيل عبور مسلحي التنظيم المتشدد إلى الأراضي السورية.
وبعد الحديث الذي تم تداوله عن إنشاء «منطقة آمنة» أو «عازلة» في الشمال السوري ضمن إطار التعاون العسكري الأميركي التركي المتفق عليه خلال الايام الماضية، قال كيربي إن الاتفاق مع تركيا تم «على استخدام القاعدة العسكرية وانخراطها في التحالف ضد داعش ولا اتفاق خارج هذا الإطار».
بدوره اعتبر البيت الأبيض، أمس، ان «هناك مسؤولية على عاتق كل الدول لوقف تدفق المقاتلين المتشددين عبر أراضيها»، مؤكداً أن واشنطن طالبت «حلفاءها»، و «من بينهم تركيا بالانخراط عملياً في القتال ضد داعش».
وكانت وزارة الدفاع الاميركية، قد ذكرت، أمس الأول، أن الولايات المتحدة اختتمت مباحثاتها مع تركيا بخصوص اشتراك أنقرة في العمليات الجوية ضد تنظيم «داعش»، وأن البلدين «أنهيا التفاصيل الفنية لاشتراك تركيا الكامل في عمليات محاربة داعش»، مع الاشارة إلى أن الدور التركي «سيشمل الانخراط الكامل في عمليات التحالف الجوية».
وفيما يسير الحراك الديبلوماسي الدولي بخطى وثيقة، تستمر المعارك في الميدان السوري. وبعد أيام قليلة من تقدم الجيش السوري والفصائل التي تؤازره في منطقة سهل الغاب، تراجعت القوات التي كانت متمركزة عن عدة محاور بعد هجوم عنيف شنه مسلحو «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة النصرة»، أبرزها المشيك، الزيارة وتل واسط والتنمية.
وذكر مصدر ميداني لـ «السفير» أن الهجوم نفذه المسلحون على عدة محاور، وسط استخدام مكثف للصواريخ الحرارية، فيما ذكرت مصادر «جهادية» أن الهجوم تم بعد إعادة تنظيم «كتيبة التاو» في «جبهة النصرة»، والتي تمكن الجيش السوري من قتل عدد من عناصرها خلال سلسلة الغارات العنيفة التي شنها الأسبوع الماضي.
ويعيد هذا الهجوم الجديد قوات الجيش السوري إلى مواقع متأخرة في المعركة المستمرة في منطقة سهل الغاب بريف حماه.
وفي ريف إدلب، تمكنت حامية مطار أبو ضهور العسكري من التصدي لهجوم عنيف شنه مسلحو تنظيم «جبهة النصرة»، وذلك بعدما تمكن انتحاريان من الوصول بعربتيهما المفخختين إلى بوابة المطار الرئيسية وتفجيرهما، حيث وقعت اشتباكات عنيفة عند بوابة المطار وفي جهته الشرقية، تمكن خلالها الجيش السوري من تدمير عدة آليات لـ «النصرة»، و أفشل الهجوم الذي يعتبر الأعنف حتى الآن على المطار المحاصر.
كذلك قام مسلحو «أحرار الشام» باستهداف قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب بعدة قذائف متفجرة من دون ورود أنباء عن ضحايا من المدنيين.
وفي ريف حلب الشمالي، ذكر مصدر عسكري لـ «السفير» أن قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره تمكنت من إفشال هجوم مسلحي «غرفة عمليات فتح حلب» الذين تقودهم حركة «أحرار الشام» في الريف الشمالي القريب من المدينة.
وأوضح المصدر أن المسلحين هاجموا مواقع الجيش السوري في قرى دوير الزيتون وباشكوي ومزارع الملاح، حيث تمكنوا من السيطرة عى نقاط للجيش السوري في قرية باشكوي، بعد قصف عنيف ومكثف طال هذه المواقع، الأمر الذي أجبر القوات المتمركزة على التراجع إلى نقاط خلفية، قبل أن تعود القوات وتستعيد جميع المواقع عبر عملية عسكرية سريعة أعادت خطوط التماس والسيطرة إلى سابق عهدها. ولم تكد قوات الجيش السوري تستعيد مواقعها في باشكوي، حتى قامت الفصائل المسلحة باستهداف قريتي نبل والزهراء المحاصرتين بعدة صواريخ متفجرة، الأمر الذي اعتبره مصدر ميداني «رداً على فشل الهجوم ومحاولة انتقام من المدنيين»، وتسببت القذائف بمقتل فتاة في السابعة عشرة من عمرها، وإصابة عدد آخر من المدنيين، وفق مصادر أهلية.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر معارضة أن زعيم تجميع «صقور الغاب»، وهي إحدى القوى المنضوية في «جيش الفتح» جميل رعدون قد قتل جراء انفجار عبوة مزروعة بسيارته في مدينة هاتاي في تركيا.
وقال مصدر معارض أن رعدون يعتبر من ابرز عناصر الارتباط بين غرفة العمليات التي تدير المعارك شمال سوريا من تركيا والفصائل المقاتلة على الأرض، وتعتبر من أكثر الفصائل استعمالا لصواريخ «تاو» الأميركية في معارك ريف إدلب.
“داعش” يسيطر على قرى في ريف حلب
سريان هدنة في الزبداني والفوعة وكفريا
سرت، صباح اليوم الخميس، هدنة لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة في بلدات الزبداني والفوعة وكفريا، في وقت سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش” على خمس قرى في ريف حلب.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن وقفاً لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ لمدة يومين بين الجيش السوري والمُسلّحين، اعتباراً من الساعة السادسة من صباح اليوم لمدة 48 ساعة من أجل ايجاد حلول للنقاط العالقة في المفاوضات حول هذه المناطق”.
ووفقاً لرئيس حزب “التضامن” محمد أبو القاسم، وهو حزب صغير يُشكّل جزءاً من المعارضة المقبولة من النظام، تجري المفاوضات بين وفد إيراني ووفد من حركة أحرار الشام بشكل مباشر في تركيا، في حضور ممثلين عن حزب التضامن”.
واستمرت هدنة أولى من 12 إلى 15 آب الحالي، لكّنها انهارت بسبب الخلافات حول إطلاق سراح السجناء من سجون الحكومة.
وألقت حركة “أحرار الشام” باللائمة في فشل المحادثات على الوفد الإيراني الذي كانت تتفاوض معه، مشيرة إلى أنه كان يحاول جاهداً استبدال منطقة بأخرى.
وفي ريف حلب، تقدّم “داعش” إلى أطراف بلدة مارع، أحد أبرز معاقل المسلحين في المحافظة بعدما سيطر على قرى صندف والحربل والخربة المحيطة بمارع.
وأشار “المرصد” إلى أن التنظيم “فجّر عربة مفخّخة عند أطراف بلدة مارع، وتلت الإنفجار اشتباكات بين عناصر التنظيم ومقاتلي فصائل معارضة موجودة في البلدة، تمكّن الجهاديون خلالها من التقدّم إلى بعض أطراف البلدة الجنوبية”.
وتقع مارع على خط إمداد رئيسي للمسلّحين بين محافظة حلب وتركيا، ويحاول “داعش” اقتحامها منذ أشهر.
ووثّقت منظمات طبية دولية بينها منظمة “أطباء بلا حدود”، الثلاثاء، هجوماً بالسلاح الكيميائي استهدف مارع الأسبوع الماضي، وتسبّب بإصابة العشرات من المدنيين.
واتهم ناشطون محليون التنظيم بهذا الاعتداء.
كما سيطر التنظيم في هجوم متزامن اليوم، على قريتي دلحة وحرجلة القريبتين من الحدود التركية، واللتين كانتا تحت سيطرة “جبهة النصرة” حتى قبل اسبوعين، قبل أن تنسحب منهما وتُسلمهما إلى مقاتلين من فصيل إسلامي في العاشر من آب الماضي، بعد التقارير عن خطة أميركية تركية لإنشاء منطقة حدودية آمنة خالية من تنظيم “داعش”.
وأفاد “المرصد” بسقوط عشرات القتلى والجرحى في المعارك والتفجير، من دون أن تكون لديه حصيلة محددة للضحايا.
(أ ف ب، رويترز)
إصابة 7 سوريين في قصف صاروخي على دمشق
دمشق – (د ب أ) – أصيب سبعة سوريين بجروح الخميس جراء قصف بقذائف هاون على أحياء سكنية في دمشق.
ونقلت وكالة الأنباء السورية ” سانا” الخميس، عن مصدر في قيادة الشرطة قوله إن “التنظيمات الإرهابية التكفيرية المنتشرة في حي جوبر استهدفت صباح اليوم أحياء سكنية في مدينة دمشق بقذائف هاون تسببت بإصابة سبعة أشخاص بجروح وأضرار مادية بعدد من المنازل”.
وكان مسلحون منتشرون في حي جوبر استهدفوا يوم الاثنين الماضي أحياء عدة في مدينة دمشق بالقذائف ما أسفر عن إصابة 13 شخصا بجروح.
التعاون الإسلامي تدين تدمير “الدولة” الآثار في سورية والعراق
الرياض – ( د ب أ) – أ دانت منظمة التعاون الإسلامي قيام تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” بتدمير الآثار التاريخية في سورية والعراق وأحدثها تدميره معبد بعل شمين بمدينة تدمر السورية.
وأكد الأمين العامة لمنظمة التعاون الاسلامي اياد مدني في بيان له الخميس أن “تدمير هذه الآثار التاريخية يتعارض مع جميع القيم الدينية والإنسانية والأعراف الدولية التي تحث على حماية الآثار وأماكن العبادة والرموز الثقافية والدينية والحضارية كافة”.
وقال مدني إن “مثل هذه الأعمال الإجرامية تهدف إلى نبذ الوئام بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة والتعايش السلمي الذي يعكس جوهر الثقافة والحضارة العريقة المتنوعة والذي تميزت به المنطقة على مر العصور”.
وأكد أن “مرتكبي تلك الأعمال بعيدون كل البعد عن الإسلام وقيمه ومبادئه التي لا تميز بين المجموعات العرقية وتحترم التراث الإنساني وأسهمت بذلك بشكل كبير في بناء الحضارة والتراث العالمي”.
ودعا مدني إلى تكاتف الجهود الدولية لمواجهة تدمير الموروثات الدينية والثقافية في سورية والعراق والتي يعد تدميرها خسارة كبيرة للشعبين السوري والعراقي والعالم الاسلامي والإنسانية بأسرها.
وكان تنظيم داعش قام يوم الأحد الماضي بتفجير معبد بعل شمين بمدينة تدمر السورية ، كما دمر عددا من المواقع الاثرية في العراق بما يضمن تفجير قلعة اشور التاريخية الواقعة شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
تنظيم “الدولة” يفجر سيارة مفخخة في مدينة “مارع″ بريف حلب السورية
حلب – الأناضول – فجّر تنظيم “الدولة”، الخميس، سيارة مفخخة يقودها انتحاري في مدينة “مارع″ في ريف حلب، شمالي سوريا، في محاولة جديدة من التنظيم للسيطرة على المدينة الاستراتيجية التي يحاصرها منذ نحو شهر.
وأدى انفجار السيارة المفخخة إلى سقوط العديد من الجرحى المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، وتدمير 6 منازل بشكل كامل، بحسب مصادر محلية.
وأفادت المصادر ، أنه “دارت فجر اليوم اشتباكات عنيفة على أطراف مارع، تصدت فيها المعارضة التي تسيطر على المدينة لهجوم عنيف شنّه داعش، وبعد أن تمكنت المعارضة من قتل وجرح العديد من عناصر التنظيم استعان الأخير بانتحاري يقود سيارة مفخخة ليفجر نفسه وسط المدينة”.
وأضافت المصادر ذاتها أنه أعقب التفجير اشتباكات عنيفة بين “داعش” ومقاتلي المعارضة في مارع، ترافقت مع قصف بالصورايخ وقذائف الهاون من قبل التنظيم على المدينة.
وجاء الهجوم بالتزامن مع تحقيق تنظيم “داعش” تقدما بالريف الشمالي لحلب، حيث سيطر على بلدة “حربل” ومحيطها وبلدة “صندف”، في هجوم مضاد له بعد أن تمكنت المعارضة السورية من توجيه ضربات عدة لمواقع التنظيم في بلدة “أم حوش”.
وتعتبر “مارع″ ذات أهمية استراتيجية للمعارضة السورية، ويسعى “داعش” للسيطرة عليها، وتمكن خلال الأسابيع القليلة الماضية من السيطرة على نقاط عديدة في محيط المدينة لتقع تحت حصاره.
وتعرضت “مارع″ الأسبوع الفائت لقصف بغاز “الخردل” السام من قبل “داعش”، ما تسبب بوقوع حالات اختناق في صفوف مقاتلي المعارضة والمدنيين، وفق مصادر في المعارضة ومصادر حقوقية.
تنظيم الدولة يسيطر على خمس قرى في شمال سوريا
بيروت- (أ ف ب): سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على خمس قرى في ريف محافظة حلب، وتقدم إلى اطراف بلدة مارع، احد ابرز معاقل المعارضة في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان تنظيم الدولة الاسلامية “بدأ فجر اليوم هجوما في ريف حلب الشمالي، وتمكن من السيطرة على قرى صندف والحربل والخربة المحيطة بمارع″.
واشار إلى أن التنظيم “فجر عربة مفخخة عند أطراف بلدة مارع، وتلت الانفجار اشتباكات بين عناصر التنظيم ومقاتلي فصائل معارضة موجودة في البلدة، تمكن الجهاديون خلالها من التقدم الى بعض اطراف البلدة الجنوبية”.
وتقع مارع على خط امداد رئيسي لفصائل المعارضة بين محافظة حلب وتركيا. ويحاول تنظيم الدولة الاسلامية منذ اشهر اقتحامها.
ووثقت منظمات طبية دولية بينها منظمة اطباء بلا حدود الثلاثاء هجوما بالسلاح الكيميائي استهدف مارع الاسبوع الماضي وتسبب باصابة العشرات من المدنيين.
واتهم ناشطون محليون تنظيم الدولة الاسلامية بهذا الاعتداء.
كما سيطر التنظيم الخميس في اطار هجوم متزامن، على قريتي دلحة وحرجلة القريبتين من الحدود التركية واللتين كانتا تحت سيطرة جبهة النصرة حتى قبل اسبوعين. وقد انسحبت منهما الجبهة وسلمتهما الى مقاتلين من فصيل إسلامي في العاشر من آب/ اغسطس بعد التقارير عن خطة اميركية تركية لانشاء منطقة حدودية آمنة خالية من تنظيم الدولة الاسلامية.
وافاد المرصد عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في المعارك والتفجير، من دون أن تكون لديه حصيلة محددة للضحايا.
وقتل اكثر من 240 الف شخص في النزاع السوري منذ اندلاعه في منتصف آذار/ مارس 2011. وكان بدأ بحركة احتجاجات سلمية مطالبة باصلاحات وتطور الى نزاع دام متشعب تشارك فيه اطراف عديدة.
اغتيال قائد فصيل عسكري سوري معارض بتفخيخ سيارته في أنطاكيا
قيادي في «الجيش الحرّ» لـ«القدس العربي»: تنظيم «الدولة» أو عملاء اتراك للنظام نفذوا العملية
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»:قتل، ظهر أمس الأربعاء، قائد عسكري لأحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، وذلك في انفجار عبوة ناسفة زرعت أسفل مقعده في السيارة التي كان يستقلها في مدينة أنطاكيا التركية، في حين رجح قيادي في الجيش السوري الحر لـ»القدس العربي» مسؤولية تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أو أطراف مرتبطة بالنظام السوري عن العملية.
وأوضحت مصادر تركية وسورية متطابقة أن المقدم جميل رعدون قائد «تجمع صقور الغاب»، تعرض لعملية اغتيال من خلال تفجير عبوة ناسفة وضعت أسفل سيارته، حيث وقع الانفجار فور ركوبه السيارة عقب خروجه من منزله الواقع في المدينة التركية الحدودية، والتي تسكنها شريحة واسعة من العلويين الأتراك المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتضم عددا كبيرا من اللاجئين السوريين.
ونقل رعدون إلى مستشفى المدينة الحكومي حيث قضى وقتا قصيرا في غرفة العناية المكثفة وسرعان ما فارق الحياة متأثرا بالجروح الخطيرة التي نتجت عن وجود بتر في الأطراف السفلية من الجسم.
وبثت مقاطع مصورة لقوى الأمن التركية وهي تطوق مكان وقوع الانفجار فور حدوثه، حيث تظهر سيارة جيب سوداء اللون وقد دمر الانفجار مقعدها الأمامي، كما لم تسجل أي أضرار جانبية أو إصابات أخرى نتيجة الانفجار الذي بدا صغيراً ومدبراً بعناية.
وقالت مصادر سورية إن المقدم رعد تعرض لمحاولة اغتيال سابقة بالطريقة نفسها في مدينة الريحانية التركية الحدودية مع سوريا، لكن سائق السيارة تمكن من اكتشاف العبوة الناسفة، الأمر الذي أفشل المخطط.
من جهته، رجح أسامة أبو زيد المستشار القانوني لـ»الجيش السوري الحر» أن يكون «تنظيم الدولة» أو جهات مرتبطة بالنظام السوري مسؤولة عن تنفيذ عملية اغتيال المقدم رعدون، مشيراً إلى أن جثمانه موجود في ثلاجات الموتى بالمستشفى الجامعي بمدينة أنطاكيا.
وقال أبو زيد في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: «العديد من ضباط وقادة الجيش السوري الحر تعرضوا لمحاولات عديدة للاغتيال خلال الفترة الأخيرة، وتم اغتيال العقيد الرفاعي في لبنان بإطلاق نار مباشر عليه، فكل الضباط المعروفين بإنجازاتهم في محاربة داعش والنظام كانوا ولا يزالون في دائرة الاستهداف».
وأضاف: «داعش في حالة حرب مع تركيا الآن ومن مصلحتها العمل على زعزعة الاستقرار فيها»، مستدركاً: «لكن ربما تكون هناك جهات يسارية تركية تعمل لصالح نظام الأسد هي من قامت بهذه العملية، لا تأكيدات حتى الآن، الجهات الرسمية التركية باشرت التحقيقات منذ اللحظة الأولى وننتظر النتائج».
ولفت أبو زيد إلى أن تركيا أغلقت حدودها مع سوريا خلال الفترة الماضية نتيجة ورود إنذارات ومعلومات استخباراتية بنية جهات تابعة للنظام السوري بشن هجمات داخل الأراضي التركية، مذكراً بمحاولة الاغتيال التي تعرض لها رعدون في شهر نيسان/ أبريل الماضي في مدينة الريحانية.
ويتزعم رعدون تجمع «ألوية صقور الغاب»، الذي يعتبر أبرز فصيل مسلح من فصائل «الجيش السوري الحر» في محافظة حماة، ويشارك فصيله بقوة في معركة سهل الغاب الدائرة حالياً في المحافظة، ويعمل في إطار غرفة عمليات فتح حلب الهادفة إلى طرد النظام من الأحياء الواقعة تحت سيطرته في المحافظة.
وانشق رعدون نهاية عام 2011 وأسس كتيبة صقور الغاب، التي لحقتها اندماجات مع فصائل أخرى لتصبح تجمعا يتلقى دعما من غرفة عمليات أصدقاء سوريا (الموك).
إزالة شعار «الموت لأمريكا ولإسرائيل» من مساجد إيران
لندن ـ «القدس العربي»:من محمد المذحجي: أعلن القيادي في ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني، العقيد برات زادة، أن المساجد في إيران بدأت بإزالة شعار «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل» والتخلي عن الهتاف به خلال الصلوات اليومية، معرباً عن أسفه إزاء الموضوع.
ووفقاً لموقع «باسيج نيوز» التابع للحرس الثوري الإيراني، أعلن العقيد برات زادة، أن المساجد في إيران بدأت بإزالة شعار «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل» والتخلي عن الهتاف به خلال الصلوات اليومية، وقال «روح مقارعة الاستكبار والتضحية بالنفس والشجاعة تنبع من المساجد»، وأعرب عن أسفه إزاء الموضوع، بسبب أن المساجد تعتبر المركز الرئيسي لتجنيد ميليشيات الباسيج والموالين للنظام.
واعتبر القيادي في ميليشيات الباسيج التخلي عن الهتاف بشعار «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل» أنه ألم كبير، وشدد على أن المساجد ليست فقط مكاناً لأداء الفريضة الإلهية، بل هي المحور الرئيسي للدفاع عن الثورة الإسلامية.
وأضاف برات زادة أن منشأ روح مقارعة الاستكبار وشعار «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل» هو من كربلاء وواقعة عاشوراء، وأن المساجد هي خنادق لحماية الجمهورية الإسلامية.
من جانبه، أكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أن آية الله الخميني وافق على إزالة شعار «الموت لأمريكا» في نهاية حياته.
تواصل الاحتقان في مدينتي اللاذقية وطرطوس بعد تبرئة سليمان الأسد… ومطالب «فيسبوكية» بإعدامه
أليمار لاذقاني
اللاذقية ـ «القدس العربي»: بعد تبرئة سليمان الأسد من قتله للعقيد حسان الشيخ المنحدر من ضاحية بسنادا، اجتاحت موجة من الغضب الساحل السوري وبدأت دعوات للتظاهر والاعتصام تظهر على صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة على موقع «فيبسبوك» مطالبة بإعدامه، هذه القضية التي بدأت تتفاعل منذ نحو نصف شهر كان لها أسبابها البعيدة وتحمل في طياتها الكثير من المفاجآت في القادم من الأيام، كما يؤكد نشطاء لـ»القدس العربي» ومنهم عدنان الذي اعتقل لفترة طويلة في سجون نظام الأسد الأب، وأحد سكان اللاذقية الذي عاش سطوة سليمان الأسد على مجمل المدينة.
يقول عدنان: لم يكن العقيد حسان الشيخ أول ضحايا سليمان الأسد، بل هناك ما يقارب 37 جريمة قتل قام بها سليمان الأسد علنا متحديا كل القوانين والأعراف الإنسانية، كما أن الكثير من قضايا الاغتصاب العلني والاختطاف بما يشبه السبي لأي فتاة تعجبه أينما كانت في الجامعة أو في السوق أو حتى في بيت أهلها لن تسلم شره، بمجرد أن تقع عينه عليها، لكن الجديد هو إحساس أهل الساحل، وبالأخص العلويين، بأنهم دفعوا دماء أبنائهم مجانا، وأن الأسد سيهزم وأن كل وعوده سترافقه للجحيم، كما أن الفقر المتزايد الذي يطال الجميع واستشراء السلب والنهب من قبل ميليشياته التي باتت تختطف الناس في وضح النهار زاد الطين بلة، وأرغم جميع الموالين بإعادة التفكير بسلوكهم تجاه النظام.
ترهيب النظام مستمر والوجع ينفجر
قد يظن البعض أن الأسد يتراخى مع مواليه ولا يقمعهم، كما فعل في باقي المناطق السورية، لكن نظام الأمن والسطوة لا يعرف سوى القمع كلغة يتحدث فيها، فقد اعتقل فرع الأمن السياسي في اللاذقية قرابة 60 شابا كانوا قد تظاهروا احتجاجا على مقتل العقيد، كما قام النظام بتصفية محمد الخطيب مدير مكتب إذاعة موالية للنظام في اللاذقية، بعد تغطية الإذاعة لقضية حسان الشيخ وإدانتها الواضحة لسليمان الأسد، لكن قرار المحكمة بتبرئة سليمان الأسد وروايتها لقصة لا يصدقها أصغر طفل في اللاذقية جعل الغضب ينهب قلوب الناس الذين أحسوا بأن قيمة الإنسان عند الأسد لا تتعدى الرقم والأداة.
صفحات موالية قليلا ومعارضة كثيرا
فقد باتت الصفحات التي كانت موالية للأسد تدعو للتظاهر، وتفضح الفساد الذي يملأ نظام الأسد، كما باتت تفضح أكاذيبه التي يسوقها على مواليه، واحدة تلوى الأخرى، ولا يستطيع أحد الآن أن يفرق بين موال ومعارضٍ بشكل واضح، إذ إن البنية الأسدية تنهار بشكل متسارع ولم يبق منها سوى عناصرها الأمنية التي تهدد الجميع، لكن ضغط الحياة وفجيعة الناس بأبنائها قد تجعل من هذا العامل هامشيا في الفترة القادمة، فدعوات التظاهر والاعتصام تستمر والظاهرة بدأت تتسع، فهل نشهد مظاهرات أو اعتصامات الثلاثاء القادم؟
هجوم بشار الأسد على الأردن: جملة اعتراضية على لقاءات «موسكو»… عمان تشارك في التفاوض على مستقبل دمشق… والخطوات منسقة مع محمد بن سلمان
بسام البدارين
عمان ـ «القدس العربي»: يمكن ببساطة ملاحظة العلاقة الزمنية بين إطلاق تصريحات «عدائية ومشككة» مجددا ضد الأردن على لسان الرئيس السوري بشار الأسد وبين جلوس عمان على طاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثات من الواضح والمرجح أنها تطال وتستهدف حصريا الملف السوري، خصوصا بعد فتح القنوات بصورة موسعة بين روسيا وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
بالنسبة لمؤسسات القرار الأردني يعبر الرئيس الأسد عن أزمته الشخصية في الواقع وهو يناكف فجأة، بالتزامن مع زيارة الملك عبدالله الثاني لموسكو بدعوة منها.
وفي الإطار نفسه تبدو عمان متحمسة بعد تصالحاتها وتفاهماتها مع وزير الدفاع السعودي لإنجاح إستراتيجية الاحتواء أكثر على أساس الحل السياسي الذي كان دوما يدعو إليه الملك عبدالله الثاني.
في التقييم الأولي لاستهدافات بشار الأسد ضد الأردن عبر محطة «المنار» برزت ملاحظة مهنية دبلوماسية تم تدوينها مبكرا في أروقة الخارجية الأردنية، الرئيس بشار عاد لتكرار إسطوانة التحرش بجيرانه الأردنيين في إطار رسالة معترضة منه لموسكو لا يستطيع لأسباب مفهومة إعلانها على التفاوض مع الأردن كطرف عندما يتعلق الأمر بالملف السوري.
معنى الكلام هنا واضح ومباشر النظام السوري، الذي لا يملك في الواقع قراره السياسي المستقل مرحليا ويفوض الروس بأغلبية التفاصيل، اختار توقيتا اعتراضيا لتذكير العالم بأن المملكة الأردنية الهاشمية جزء من المسار الأمريكي وبأن الدولة الأردنية ليست مستقلة بقرارها السياسي.
مجددا تتمسك عمان بإستراتيجيتها في تجنب الرد والتعليق على مثل هذه التهويمات من جانب القيادة السورية، وفي مشاورات تقييميه في مجلس الوزراء الأردني توافق جناح وزراء الملف السياسي مبكرا على تصريحات بشار في الواقع تعبر عن أزمته الذاتية وعن الاحتقان، لأن تفاصيل مستقبل الملف السوري تناقش مع الجار الأردني في الواقع.
نظرية عضو البرلمان الأردني الأسبق مازن القاضي كانت تتحدث مبكراعن استحالة أي حل بأي إطار في سوريا من دون الأردن، والساسة الكبار في العاصمة عمان يتحدثون يوميا عن حكم الموقع الجيوسياسي وعن معادلة اللاجئين السوريين التي تجعل الدولة الأردنية طرفا مباشرا في أي حوار إقليمي أو دولي له علاقة بمستقبل سوريا أو حتى بوضعها الحالي.
بكل الأحوال لا تتوهم عمان بأنها صانعة قرار في السياق ولا تزعم انها خارج المحور الأمريكي، لكنها تدرك ان نظام بشار مأزوم ومتأزم ولا يستطيع في الواقع اتخاذ أي قرارات فردية، بعيدا عن إيران وموسكو وحتى «حزب الله» ميدانيا ما يعزز نظرية الإدارة السياسية للموقف من المسألة السورية على أساس الاستمرار في منع النظام أو معارضيه من نقل الأزمة للأردن.
عبر عن ذلك رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور عندما التقته «القدس العربي» عدة مرات وتحدث عن هذه الإستراتيجية الناطق الرسمي محمد المومني عدة مرات أيضا.
وعمان بهذا المعنى لم تتسرع في الرد أوالتعليق على تصريحات الرئيس بشار عبر محطة المنار مباشرة، واختارت الرد غير المباشر لأن الأردن هو الذي يجلس على طاولة تقرير مصير سوريا، ونظامها في نهاية المطاف مع أطراف عربية وإقليمية أخرى في الوقت الذي يكتفي فيه بشار الأسد بالتحرش بمساحة الاستقلال في القرار التي لا يدعيها أصلا الأردن ولا يزاود فيها، حسب الناشط السياسي علي عيسى، على أحد.
في الحسابات الأردنية المعمقة النظام السوري بشكله الحالي انتهى ولا مستقبل له، لكن المخاوف متواصلة من ثأريات وانتقامات هدفها تصدير الأزمة للجوار وإشاعة المزيد من الفوضى الانتقامية على حد تقدير الرئيس النسور.
وعند هذه المحطة تحديدا يفيد ما يرشح عن الجيش الأردني العربي بالجاهزية الكاملة لكل الاحتمالات والسيناريوهات، بما فيها مقاومة التهريب بصورة شرسة والإصرار على الضبط الكامل لكل معطيات الحدود واللجوء السوري الطويل في المملكة.
خطّة “الائتلاف” السوري لمواجهة التفاف دي ميستورا على جنيف
عبسي سميسم
باشرت مكوّنات المعارضة السورية، وعلى رأسها “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، العمل على مواجهة خطة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. وقد ظهرت المعارضة بمظهر “المتفاجئ” من خطة دي ميستورا، القائمة على تشكيل أربع مجموعات عمل يختارها، وهي مجموعات “السلامة والحماية”، و”مكافحة الإرهاب”، و”القضايا السياسية والقانونية”، و”إعادة الإعمار”. على أن تقدّم كل مجموعة ورقتها الخاصة، كي تكون قاعدة للمفاوضات المقبلة في سياق “جنيف 3”. مع العلم أن مجلس الأمن تبنّى خطة دي ميستورا، كما أن إيران والنظام السوري وافقا عليها، الأمر الذي قد يُحرج المعارضة في حال تعاطت بسلبية معها. كذلك تخشى في الوقت عينه مبدأ “تضمين الخطة ضمّ طرف ثالث غير المعارضة والنظام، والممثلين عن منظمات العمل المدني”، وتتخوّف من أن يتم اختيار الطرف الثالث من المنظمات المحسوبة على النظام.
وعلمت “العربي الجديد” أن “الائتلاف بدأ العمل في اتجاهات عدة لمواجهة خطة دي ميستورا، والمحافظة على تطبيق بيان جنيف بشكل كامل بما يضمن إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة”. واستدعت الهيئة السياسية في “الائتلاف”، في هذا السياق، ممثلي دول أصدقاء سورية، من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهولندا وتركيا وكندا وبلجيكا وإسبانيا، للتشاور معهم حول خطة دي ميستورا.
وأكد مصدر مُطّلع في الائتلاف لـ”العربي الجديد” أن “الائتلاف يُحضّر لمؤتمر بمبادرة منه، يهدف لجمع أطياف المعارضة السورية وتوحيد رؤيتهم حول الحل السياسي في سورية، تحت قيادة الائتلاف. وذلك لبحث المسارات الأربعة التي سيتم العمل عليها من خلال اللجان، والتي سيختارها دي ميستورا بناء على ترشيحات المعارضة والنظام، ومن ثم مفاوضات جنيف 3 في حال حدوثها”. وأضاف المصدر أن “هذا المؤتمر شبيه بالمؤتمر الذي كانت السعودية تُحضّره قبل أن يتم إلغائه”، مشيراً إلى أن “زمان المؤتمر ومكانه غير معلومين حتى اللحظة”.
وكشف المصدر أن “الائتلاف عقد لقاءات تشاورية مع العديد من الفصائل العسكرية ومنظمات المجتمع المدني، للخروج برؤية موحدة تقف بوجه وفد النظام خلال المسارات الأربعة. كذلك دعا الائتلاف إلى اجتماع طارئ لأعضاء هيئته العامة في نهاية الشهر الحالي، وهو الأول من نوعه”.
وذكر “الائتلاف”، في بيانٍ له، أن “أعضاء الهيئة السياسية، طرحوا خلال اجتماعهم مع مجموعة أصدقاء سورية استفساراتهم وملاحظاتهم حول خطة دي ميستورا، بما فيها طريقة التمثيل واختيار أعضاء المجموعات، وضرورة الحرص على أن تعكس تمثيلاً فعلياً لتطلعات الشعب السوري”.
وتابعوا أنه “لا يُمكن طرح بدائل أو تقديم تفسيرات مسبقة لهذه الخطة من دون أن تنسجم مع ما صدر عن مجلس الأمن، وما تم الاتفاق بشأنه في مؤتمر جنيف 2، لا سيما بخصوص المرحلة الانتقالية والهيئة الحاكمة الانتقالية”.
وشدد بيان “الائتلاف” على “ضرورة الالتزام بتطبيق كامل بيان جنيف وفق قرار مجلس الأمن رقم 2118″، داعين المجتمع الدولي “لا سيما الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياتهم لوقف إجرام نظام الأسد بحق الشعب السوري، والعمل على مواجهة المأساة السورية، ودعم مطالب الشعب السوري، في تحقيق الانتقال السياسي الجذري والشامل من دون أي وجود للأسد وزمرته في المرحلة الانتقالية وما بعدها”.
وكانت الهيئة السياسية قد استقبلت فريق دي ميستورا، واستمعت منه إلى شرح عن تطبيق ما ورد في تقريره لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 29 يوليو/تموز الماضي، وعن البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن الدولي في 17 أغسطس/آب الحالي. وتلا ذلك نقاش قدم خلاله “الائتلاف” ملاحظاته بشأن ما ورد من أفكار.
ولفتت نائب رئيس “الائتلاف” نغم غادري، إلى أن “الائتلاف بحاجة للتنسيق والتواصل مع منظمات المجتمع المدني بشكل دائم، للعمل سوياً على توحيد الرؤية والخطاب”. وأضافت أنه “لدينا عمل مشترك يصب في مصلحة سورية والثورة السورية، ويحقق تطلعات الشعب السوري في الحصول على الحرية والكرامة ومحاسبة المجرمين وعلى رأسهم بشار الأسد وزمرته الحاكمة”.
ويبدو أن “الائتلاف” وكافة مكونات المعارضة السياسية الأخرى، باتوا يدركون حجم المهمة العتيدة وإمكانية الدخول بمفاوضات مباشرة مع النظام، في عملية غير متساوية وغير عادلة كما يراها بعض المعارضين، خصوصاً بعد ترحيب إيران بالخطة، وهذا ما عكس انطباعاً سلبياً لدى المعارضة. مع العلم أن الباب يبقى مفتوحاً أمام المعارضة للانخراط بمحادثات السلام أو رفضها، بعد أن كانت قد لوحت بمقاطعة المفاوضات، نتيجة عدم جديتها وفائدتها، في ظل استمرار القصف العنيف على المدن والبلدات، تحديداً دوما والزبداني من قبل النظام السوري.
“النصرة” على بوابة مطار أبو الظهور
سيطر مقاتلو “جبهة النصرة”، على بوابة مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب، الأربعاء، وسط تكثيف طيران النظام لقصفه على المنطقة، في محاولة لمنع خسارة مواقع أخرى.
وأوضح القائد الميداني في صفوف المعارضة، أبوعبدالكريم، لـ”المدن”، أن المعركة بدأت مساء الأربعاء، وتم الهجوم من ثلاثة محاور بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتمت السيطرة على البوابة الرئيسية للمطار، ونقطتين داخله، بالإضافة إلى أربع محطات “بلوكوسات” للطائرات الحربية.
وأشار أبو عبدالكريم، إلى أن قوات النظام استعملت ولأول مرة القنابل المضيئة، وأنها قامت بوضع ألغام داخل أسوار المطار، ما أدى لعطب دبابة وعربة “بي أم بي” تابعة لـ”النصرة”. وأفاد القائد الميداني أنه يوجد داخل المطار حوالي 420 عنصراً من قوات النظام، لديها دبابتين وعربة “بي أم بي” و31 رشاش ثقيل من أعيرة “23 و14.5 و12.7”. وقال أبو عبدالكريم إن لدى قوات النظام مدفع “فوزديكا” وثلاث راجمات صواريخ ومنصتين لاطلاق الصواريخ الحرارية، بالإضافة إلى ثلاثة مدافع ميدان، والعديد من السيارات المصفحة والعادية.
الناشط الإعلامي أبو اليمان الحموي، قال لـ”المدن”، إن سيطرة “جبهة النصرة” على البوابة الرئيسية وحاجز الحماية والنقاط الأخرى داخل المطار، تأتي ضمن معركة تحرير المطار، التي بدأت بعد استعدادات دامت لشهور. وتمثلت الاستعدادات بتحرير جميع القرى المحيطة بالمطار، ما سمح لـ”جبهة النصرة” بفرض حصار كامل على المطار، ومنع حركة اقلاع الطائرات الحربية والمروحية منه.
ولفت الناشط الإعلامي إلى أن مرحلة التجهيز لهذه المعركة استغرقت وقتاً طويلاً، لأن محيط المطار منطقة صحراوية، تمتد لمسافة طويلة، الأمر الذي دفع المهاجمين لحفر خنادق ووضع سواتر حتى يصلوا لسور المطار.
في المقابل، ورداً على هجوم “النصرة”، شنّ طيران النظام الحربي والمروحي 35 غارة جوية على محيط المطار، حتى أن بعض الغارات استهدفت البوابة الرئيسية، كما استهدفت قوات النظام المنطقة بأربعة صواريخ أرض-أرض مصدرها مطار حماة، ومدينة خناصر بريف حلب.
كما قُتل عقيد في قوات النظام، فضلاً عن جنود آخرين، خلال الهجوم، الذي نفذته “النصرة” وفصائل إسلامية، على مطار أبو الظهور بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
ويقول الضابط المنشق أبو مصطفى، إن مطار أبو الظهور العسكري، هو بحكم الساقط عسكرياً، فقوات النظام لا تستطيع استخدام طائرة مروحية من داخله، كما يشكل استنزافاً كبيرا لمئات الجنود المحاصرين داخله. أبو مصطفى أشار إلى أن محاولة اقتحامه ستكلف قوات المعارضة العشرات من مقاتليها، بسبب امتداد المطار الواسع على مساحة واسعة، بالإضافة إلى أرضه المنبسطة التي تكشف المهاجمين للمدافعين.
وتمكن مقاتلو “جبهة النصرة” منذ أيام من تأمين انشقاق 5 جنود للنظام من مطار أبو الظهور، وذلك بعد موجة انشقاقات شهدتها قوات النظام داخل أسوار المطار، على وقع الحصار المفروض عليهم ونقص المستلزمات المعيشية، ما أجبر جنود النظام على الانشقاق مجموعة تلو الأخرى، تخوفاً من سيطرة المعارضة عليه.
يقول المقاتل على جبهة المطار أبو عبدالله، إن عمليات انشقاق جنود النظام من داخل المطار تكررت في الآونة الأخيرة، فهذه هي الحالة الثالثة، كما انشق 4 جنود في السابق. ودائماً ما يتحدث المنشقون عن الواقع المزري الذي يعيشونه داخل المطار، خاصة مع نقص المواد الغذائية والذخائر التي يحتاجونها بكثرة، لصد هجومات المعارضة عليهم.
وأضاف أبو عبدالله، أن قوات النظام تحصل على المواد الغذائية والذخائر عن طريق الطائرات المروحية التي ترمي سلالاً غذائية، ولكنها تسقط أحياناً على مناطق المعارضة. المعارضة تقوم باستهداف المروحيات التي تنقل الإمدادات بالمضادات الأرضية.
أحد الرماة في كتيبة المدفعية قال إن مطار أبو الظهور كان سابقاً يخفف الضغط عن مطار حماة العسكري، الذي يعتبر منطلقاً للطائرات الحربية والمروحية، التي تقوم بالقاء البراميل المتفجرة، على الشمال السوري. وأوضح أن تحرير المطار يقطع صلة التواصل بين مطار حماة العسكري ومطار النيرب العسكري الموجود في مدينة حلب، ويساعد أيضاً على قطع طريق خناصر-إثريا، الذي يبعد عنه مسافة 12 كيلومتراً، وبذلك يُقطع طريق إمداد قوات النظام، عن محافظة حلب.
ويُذكر أن مطار أبو الظهور العسكري يعتبر المطار الوحيد المتبقي لقوات النظام بريف إدلب، ويقع في منطقة صحراوية جنوب شرقي مدينة معرة النعمان، ومن الجهة الشرقية لمدينة سراقب بريف إدلب. واستخدم النظام المطار في عمليات عسكرية سابقاً، كما كان نقطة انطلاق للطيران الحربي الذي قصف مناطق ريف إدلب، ويعد مطار أبو الظهور، أحد أكبر المطارات في المنطقة الشمالية، وثاني أهم مطار عسكري في سوريا، وتبلغ مساحته 8 كيلومترات مربعة، وفيه 22 مدرجاً لطائرات “ميغ 21” و”ميغ 23″، ويتبع إدارياً للواء 14 الموجود في حماة.
واستطاعت المعارضة في أيار/مايو 2013 دخول المطار، وتمكنت حينها من تعطيل حركة الطيران الحربي بعد تدمير بنية المدرج ومبنى القيادة. ما جعل المطار يستقبل الإمدادات حالياً عبر الطائرات المروحية ولا يملك إمكانية لتشغيل الطائرات الحربية.
هدنة أم تسوية في الزبداني؟
دخلت الخميس، هدنة ثانية بين قوات المعارضة السورية المسلحة من جهة وقوات النظام ومليشيا “حزب الله” اللبناني من جهة أخرى، حيّز التنفيذ، في بلدات الزبداني بريف دمشق والفوعة وكفريا بريف إدلب. وكانت مصادر مطلعة، قد قالت الأربعاء، إن الهدنة ستستمر لمدة يومين، وتبدأ الساعة السادسة من صباح الخميس.
وكان الطرفان قد اتفقا على هدنة استمرت 3 أيام قبل نحو أسبوعين، شملت وقفاً لإطلاق النار في مدينة الزبداني التي تتحصن فيها المعارضة، والفوعة وكفريا اللتين تخضعان لسيطرة مليشيات شيعية موالية للنظام. وحاول الطرفان تمديد تلك الهدنة إلا أن تلك المحاولات فشلت بسب إصرار إيران على تهجير أهل الزبداني ومحيطها.
وكان خمسة مسلحين من مليشيا “حزب الله” قد قتلوا باشتباكات في الزبداني خلال اليومين الماضيين، ما رفع عدد قتلى المليشيا منذ انطلاق معركة الزبداني مطلع يوليو/تموز إلى 75 مسلحاً، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى. ونقلت “الجزيرة-نت” عن مصادر في المعارضة بالزبداني قولها إنها تحتفظ بما لا يقل عن ست جثث لمقاتلين من “حزب الله”. ومعظم قتلى المليشيا هم من قوات النخبة المعروفة بـ”كتيبة الرضوان”.
وكان ليل الأربعاء قد شهد مفاوضات بين وفدين من إيران و”حزب الله”، وحركة “أحرار الشام الإسلامية”، من أجل التوصل إلى الهدنة الجديدة في مدينة الزبداني. وأعلنت وسائل إعلام “الممانعة” أن الطرفين اتفقا على عدد من البنود، أولها إخراج الجرحى من الزبداني وكفريا والفوعة. المصادر قالت بإن المفاوضات ستستكمل الخميس للبحث في بقية البنود العالقة في “إطار تسوية شاملة”، تتضمن “إخراج مقاتلي الزبداني ومضايا مقابل مقاتلي كفريا والفوعة”.
الناطق الإعلامي في “حركة أحرار الشام” أحمد قرة علي، كشف لوكالة “الأناضول”، أن “المفاوضات عادت من جديد بين الجانبين”، مشيراً إلى أنّ الحركة “أكدت بعد فشل المفاوضات السابقة، أنه إذا جرى التوصل إلى شيء مناسب لهم ولأهلهم، وبالتشاور مع الجميع، فإن الخيارات جميعها مفتوحة”.
“المرصد السوري لحقوق الإنسان” قال إن اتفاق وقف إطلاق النار، ينص على “انسحاب آمن لمقاتلي الزبداني ومضايا، مقابل خروج نحو ألف مدني من بلدتي كفريا والفوعة.. وذلك كمرحلة أولية للاتفاق. إضافة لإدخال مواد طبية وغذائية إلى كل من الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة، وإخراج جرحى منها”.
“المرصد” أكد أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يشمل بلدة مضايا المحاذية للزبداني، والتي قتلت فيها طائرات النظام المروحية، عائلة مؤلفة من رجل وزوجته وأطفالهما الثلاثة، إثر قصفها بالبراميل المتفجرة، الأربعاء.
وفي سهل الغاب بريف حماة، شنّ مقاتلو “جيش الفتح” هجوماً معاكساً واستعادوا السيطرة على قرى المشيك والزيارة والمنصورة وخربة الناقوس. وكالة “مسار برس” أكدت أن المعارضة سيطرت على حاجز التنمية الريفية وتل واسط في سهل الغاب، وتمكنت من اغتنام دبابتين وعربة “بي أم بي”، بالإضافة إلى قتل حولي 50 عنصراً من قوات النظام،ولاذ من تبقى من قوات النظام بالفرار باتجاه قرية جورين ومحيطها، في حين ما تزال قوات المعارضة تلاحقهم في المنطقة.
“المرصد” أكد أن الاشتباكات استمرت إلى ما بعد منتصف ليل الأربعاء-الخميس في الأطراف الجنوبية لقرية خربة الناقوس، بعدما تمكنت المعارضة من السيطرة على القرية، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق في البلدة. واستهدفت المعارضة بالقذائف الصاروخية تمركزات لقوات النظام في قرية الحاكورة، بينما نفذ الطيران الحربي نحو 20 غارة استهدفت مناطق في بلدات وقرى الزيارة وتل واسط والمنصورة وخربة الناقوس والعنكاوي وتل زجرم والقاهرة ومحيط المشيك.
من جهة أخرى، أقدم مجهولون على اغتيال قائد “ألوية صقور الغاب” المقدم جميل رعدون، بتفجير عبوة ناسفة تم زرعها بسيارته في مدينة أنطاكيا التركية. ونقلت وكالة “الأناضول” عن محافظ هاتاي، إيرجان توباجا، تأكيده وفاة رعدون متأثراً بجروحه في المستشفى. ورعدون هو ضابط منشق عن قوات النظام، ويقود مجموعة معارضة غير إسلامية، تقاتل في سهل الغاب. وكان رعدون كان نجا من هجوم مماثل في تركيا في نيسان/أبريل 2015.
ونقلت وكالة “رويترز” عن الناطق باسم الجيش الحر أسامة أبو زيد، قوله إن الألوية التي يقودها رعدون قاتلت ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة حلب، وضد قوات النظام في محافظتي إدلب وحماة. وتابع: “إنها (ألوية صقور الغاب) من الكتائب التي يصنّفها الغرب بوصفها معتدلة، لكنها لم تتلق تدريباً” عسكرياً نالته جماعات أخرى.
وفي ريف حلب الشمالي، سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” فجر الخميس، على قريتي حربل وسندف، في محيط مدينة مارع بعد معارك مع قوات المعارضة، ما يقطع الطريق بين مارع وإعزاز. وكالة “السورية نت” قالت إن “داعش” سيطر أيضاً على صوامع الحبوب التي لا تبعد أكثر من 800 متر عن مدينة مارع. قوات التنظيم استهدفت شمالي مارع بسيارة مفخخة بما يزيد عن 5 أطنان “تي إن تي” أدت إلى دمار كبير، في حين تحاول قوات التنظيم التقدم باتجاه قرية الشيخ عيسى بغية محاصرة مارع من كافة الجهات. التنظيم شن هجوماً متزامناً أيضاً على قريتي دحلة وحرجلة على الحدود السورية التركية، واستطاع السيطرة عليهما.
من جهة أخرى، نشرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريراً عن أبرز الانتهاكات والهجمات التي تعرضت لها محافظة إدلب، في الفترة من 1 مايو/أيار 2014 حتى 30 يونيو/حزيران 2015، من قبل قوات النظام والجماعات المتشددة، وقوات التحالف الدولي.
وذكر تقرير الشبكة الذي صدر الأربعاء، أن معظم عمليات القصف التي نفذتها قوات النظام استهدفت المراكز الحيوية في محافظة إدلب، والأحياء المأهولة بالسكان التي تبعد عشرات الكيلومترات عن خطوط المواجهة، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الضحايا من المدنيين مقارنة بالمسلحين. ووثقت “الشبكة السورية”، مقتل 3534 شخصاً في إدلب، بينهم 150 شخصاً قتلوا تحت التعذيب، كما تم ارتكاب 90 مجزرة في المحافظة. قوات النظام قتلت 3051 شخصاً، وارتكبت 77 مجزرة، وتوزعت الضحايا على النحو التالي، 669 مسلحاً و2382 مدنياً بينهم 349 طفل و403 امرأة و141 بسبب التعذيب. أما تنظيم “الدولة الإسلامية” فقد قتل 78 مسلحاً، و8 مدنيين بينهم 3 أطفال وامرأة، في حين قتلت قوات التحالف الدولي 15 مدنياً بينهم 7 أطفال و5 نساء، وارتكبت مجزرة واحدة.
أصوات لعقد مؤتمر في دمشق بضمانات دولية
بهية مارديني
الموقف الروسي من سوريا بين التغيير واللاتغيير
تمنى معارض سوري عقد مؤتمر وطني شامل في دمشق بضمانات دولية وأكد ل”إيلاف”، اثر عودته من موسكو أن الموقف الروسي موقف جدي لايجاد الحل السياسي المنشود.
بهية مارديني: في ظل الحديث عن السياسة الروسية تجاه سوريا، وانه لا تغيير جوهري، قال خالد المحاميد عضو لجنة المتابعة في مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، إن الروسيين جديون في ايجاد الحل السياسي في سوريا.
وأضاف في تصريح لـ”ايلاف”، وهو من زار موسكو مع وفد من مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية والتقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف، ومسؤولين عن الملف السوري أن الروس اكدوا ان الوضع الحالي في سوريا هو تهديد للأمن القومي الروسي، وان سوريا بالنسبة لهم لا تصب في مصلحة اقتصادية فقط بل للعلاقة الاستراتيجية التي تربط بين شعبين والعلاقات المتميزة التي لن تتخلى عنها .
واشار الى ان روسيا ستشارك في اعادة البناء وانهم سيدفعون في حل سياسي، وتمثيل حقيقي لجميع قوى المعارضة الوطنية، وان يكون لهم دور في وضع خارطة طريق لحل الأزمة السورية، وان يكون لهم استقلالية القرار بمصير بشار الأسد.
الحل السياسي
ولفت المحاميد الى العمل مع دول الجوار “من اجل تجميع اكبر عدد من الدول للتحالف والقضاء على التطرف وهذا يعتمد على السوريين في الداخل وان يسير المسار السياسي ومكافحة الارهاب معا”.
ورأى المحاميد ان اي بوادر للحل السياسي نكون قد وضعنا من خلاله العربة على السكة التي توصلنا في النهاية الى قرارات جنيف 1.
ونقل المحاميد عن الروس انهم يؤيدون اجتماعا للمعارضة السورية في فيينا او جنيف لتوحيد العمل وايجاد خارطة طريق مشتركة ومنصة سياسية يتفق عليها السوريون بعيدا عن اجندات الدول وهذا هو مفتاح الحل السياسي .
واعتبر” ان هناك من الجانبين سواء النظام او المعارضة من هو ضد هذا الطرح وانه يريد استمرار العنف لانه مستفيد من هذا الوضع واعتقد ان امراء الحروب موجودون في كلا الطرفين”.
وقال “لقد تاجر القريب قبل البعيد بدماء السوريين من نظام ومعارضة واصدقاء الشعب السوري”.
لذلك أفاد أنه ومن اجل قدسية الدم السوري، ومن اجل اطفال سوريا والحفاظ على ما تبقى منها “علينا ان نسير في مسار الحل السياسي وان يكون قرارنا سوريًا وان نضع كل السبل للعيش المشترك”.
وشدد المحاميد “انا اؤيد مقترح لجان ديمستورا التي سوف تخلق أجواء وقاعدة من أجل الحل السياسي وتبعد من هم يعيشون في وهم الانتصار من الطرفين”.
وقال إن “عقد مؤتمر وطني للمعارضة ضروري، وان يكون في دولة محايدة وتحت سقف هيئة الأمم المتحدة، وكنت أتمنى أن يعقد في دمشق وبضمانات دولية”.
وأكد المحاميد أن روسيا لن تسمح بتقسيم سوريا وستقف بكل إمكانياتها ضد التقسيم.
زيارة موسكو
هذا وقام وفد موسع من لجنة “مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية من أجل الحل السياسي” بزيارة العاصمة الروسية مؤخرا.
والتقى الوفد السوري المعارض وزير الخارجية سيرغي لافروف، ونائب الوزير لشؤون الشرق الأوسط ومبعوث الرئيس الروسي للمنطقة ميخائيل بوغدانوف وفريق العمل في الخارجية الروسية المتابع للملف السوري والإقليمي.
وضم الوفد عددا من المعارضين ومنهم خالد المحاميد، قاسم الخطيب، محمد حجازي، جهاد مقدسي، جمال سليمان، هيثم مناع، سيهانوك ديبو، صالح النبواني، فراس الخالدي.
وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة زيارات إقليمية ودولية تنوي اللجنة القيام بها، بعد أن قامت بزيارة للمملكة الأردنية الهاشمية، وبعد ان التقى بوغدانوف في القاهرة أحمد الجربا وهو يرأس قطبا في مؤتمر القاهرة، واثر تحركات دبلوماسية عديدة من اهمها اجتماع الدوحة الأخير وهي تؤذن لمخاض ما في الحل السياسي.
«داعش» يسيطر على خمس قرى بينها اثنتان على الحدود التركية
بدء وقف إطلاق النار بالزبداني والفوعة وكفريا بعد اتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة
لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»
قال المرصد السوري لحقوق الانسان، اليوم (الخميس)، إنّ تنظيم «داعش» انتزع السيطرة على خمس قرى من قوات معارضة أخرى من بينها قريتان قرب الحدود التركية؛ وبذلك يكون «داعش» قد انتزع أراضي جديدة من قوات معارضة أخرى في شمال سوريا ليتقدم في منطقة تعتزم تركيا والولايات المتحدة أن تفتحا فيها جبهة جديدة ضد التنظيم المتشدد.
وأعلن التنظيم أنّه سيطر على ثلاث قرى في المنطقة وأنّ مقاتليه طوّقوا بشكل شبه كامل بلدة مارع على بعد نحو 20 كيلومترا جنوب الحدود التركية.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو صرّح لوكالة “رويترز” للأنباء يوم الاثنين، أنّ الولايات المتحدة وتركيا العضوين في حلف شمال الاطلسي سيبدآن قريبا عمليات جوية «واسعة»، لطرد مقاتلي «داعش» من المنطقة الحدودية.
على صعيد متصل، بدأ اليوم العمل بوقف اطلاق النار في مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في شمال سوريا، بعد اتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ووسيط بين قوات النظام وفصائل معارضة.
وبدأت قوات النظام وحزب الله اللبناني منذ الرابع من يوليو (تموز)، هجومًا عنيفا على مدينة الزبداني، آخر مدينة في المنطقة الحدودية مع لبنان لا تزال بيد الفصائل المقاتلة، وتمكنت من دخولها ومحاصرة مقاتلي المعارضة في وسطها، حسبما يقول المرصد.
وردًا على تضييق الخناق على الزبداني، صعّد مقاتلو المعارضة عمليات القصف على بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف ادلب (شمال غرب).
وجاء في بريد الكتروني للمرصد السوري «دخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في كل من مدينة الزبداني وبلدتي الفوعة وكفريا»، مشيرًا إلى التوصل أمس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المناطق الثلاث «يبدأ الساعة السادسة (3:00 ت غ) من صباح اليوم ويستمر لمدة 48 ساعة». كما قال إنّ الهدف من الهدنة «إيجاد حلول للنقاط العالقة في المفاوضات حول هذه المناطق».
من جهة اخرى، أوضح أحد الوسطاء محمد أبو القاسم، وهو رئيس حزب التضامن الصغير الذي يشكل جزءًا من المعارضة المقبولة من النظام، أنّ «البند الاول في الهدنة، وهو وقف اطلاق النار في المناطق الثلاث، تم، والبحث جار في البنود الاخرى وأبرزها اخراج مقاتلي حركة أحرار الشام الاسلامية من الزبداني». مشيرًا إلى أنّ المفاوضات «جارية بين وفد إيراني ووفد من حركة أحرار الشام بشكل مباشر في تركيا، في حضور ممثلين عن حزب التضامن».
وينتمي جزء كبير من المقاتلين داخل الزبداني وفي محيط كفريا والفوعة إلى حركة احرار الشام الاسلامية.
وسبق ان جرى التوصل إلى هدنة أولى استمرت من 12 الى 15 اغسطس (آب)، ثم انهارت بعد اصطدام المفاوضات بطلب الفصائل المقاتلة الافراج عن سجناء لدى النظام.
كما تناولت المفاوضات خلال الجولة الاولى انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني مقابل اجلاء المدنيين من الفوعة وكفريا بعد ادخال مساعدات إلى البلدتين.
ولم يعد للنظام وجود ملموس في محافظة ادلب في شمال غربي البلاد، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام وحزب الله، ومطار أبو الظهور العسكري.
«التليغراف»: حرب اليمن تثبت تنامي قوة السعودية وقد تدفعها للتدخل في سوريا
تزداد ثقة المملكة بشكل متزايد في قدرتها على التحرك بدون الولايات المتحدة، وسيتحول انتباهها قريبا باتجاه الحرب في سوريا.
تمثل سلسلة النجاحات الأخيرة التي حققها الجيش السعودي ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن نقطة تحول مهمة في العقيدة الدفاعية الناشئة للسعودية. ومنذ اتباع إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» لسياستها الكارثية المتعلقة بالتقارب مع إيران، تعمل السعودية على إنشاء وضع دفاعي جديد تعتمد فيه على جيشها، وليس على حلفائها التقليديين كالولايات المتحدة وبريطانيا أو فرنسا للدفاع عن مصالحها، لذلك عندما حاولت إيران الإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا في اليمن والحليفة للرياض، تدخلت القوات التي تقودها المملكة.
وتشير النتائج الأولية إلى أن الاستراتيجية العسكرية السعودية الجديدة لا يبدو أنها فعالة وحسب، بل قد تصبح بداية لتحركات أخرى تؤثر على الصراعات في الشرق الأوسط لسنوات، كالحرب الأهلية في سوريا.
بدأت الحرب في اليمن في مارس/آذار عندما فرت الحكومة المنتخبة شرعيا، بقيادة الرئيس «هادي»، أمام تقدم الحوثيين وكتائب الجيش الموالية للرئيس المخلوع «صالح». وردا على ذلك؛ بدأت قوات التحالف التي تقودها السعودية حملة جوية وبحرية، بينما هي تدرس أيضا كيفية تنفيذ أفضل هجوم بري محتمل مع الحد الأدنى من الخسائر في صفوف المدنيين.
كانت هناك عدة ادعاءات من قبل جماعات حقوق الإنسان أن التحالف السعودي قام بغارات عشوائية ضد أهداف مدنية في اليمن. وهذا ببساطة ليس هو الحال. فقد فكرت السعودية ودرس قادتها جيدا العواقب الإنسانية لهذه الحملة. وعلاوة على ذلك؛ فإن المملكة العربية السعودية تستخدم نفس الأسلحة الدقيقة التي استخدمتها بريطانيا خلال التدخل العسكري في ليبيا في عام 2011. والمشكلة مع هذه الأنواع من التدخلات العسكرية، كما وجدت بريطانيا في ليبيا والولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، هو أن العدو يحاول في كثير من الأحيان إخفاء أصوله العسكرية في المناطق المأهولة بالسكان في المناطق الحضرية، ما يجعل من الصعب التمييز بين المقاتلين والمدنيين.
وفي إطار التحضير للحملة البرية، التي بدأت بشكل جدي في يوليو/تموز، تم إنشاء معسكرات تدريب في المملكة العربية السعودية تصل مبدئيا إلى 5000 متطوع يمني. وبمجرد أن بدا الجزء الأكبر من هذه القوات القتالية جاهزا للقتال، أطلق السعوديون عملية السهم الذهبي، ووضعوا خطة غزو شاملة تشمل القوات الجوية للتحالف العربي والأصول البحرية والبرية المدعومة من كتيبة القوات الخاصة رقم 64 التابعة للقوات الملكية السعودية.
وشمل إطار إنزال القوات عملية إدراج طموحة للقوات اليمنية المدعومة من الوحدات السعودية والقوات الخاصة المصرية والإماراتية. وكان هدفهم السيطرة على مواقع استراتيجية في عدن في أسرع وقت ممكن، وتطهير المدينة من بقايا جيوب الحوثي و«صالح» وفتح المطار والميناء البحري على الفور لبدء تلقي شحنات إنسانية. ومهد هذا الطريق أيضا للمتبقيين من قوات المتطوعين الأولية الذين يجري تدريبهم في القواعد السعودية على الهبوط بسلام، والانضمام إلى اللجان الشعبية وقوات الجيش الموالية لـ«هادي»، والتي كانت تسيطر على عدن للبدء في الدفع نحو تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن المحلية.
وواجهت قوات التحالف السعودية في البداية مقاومة شرسة من تحالف الحوثي- «صالح» بتوجيه من قائد عسكري رفيع المستوى، هو «خليل حرب»، وهو مسؤول بارز في مليشيات حزب الله الشيعية في لبنان، والذي كان مسؤولا عن الدفاع عن عدن والمناطق المحيطة بها. ولحسن الحظ؛ تم كسر هذه الدفاعات نتيجة الخطة التي وضعها الاستراتيجيون العسكريون ضمن التحالف السعودي للالتفاف على مواقع قوات الحوثي – «صالح» في عدن وحولها ومن ثم عزلها عن بعضها البعض، وشن هجوم موسع في وقت واحد على جبهاتها الرئيسية. ومع انهيار قوات المتمردين في عدن، فإن ضغط المفاجأة الأولى للهجوم تم تمديدها لنشر قوات على الفور نحو تعز.
وفي القتال الذي أعقب ذلك، فإن أكثر من ألف مقاتل ينتمون لقوات «صالح» والحوثي ونحو عشرات من الإيرانيين وحزب الله من ضباط العمليات الخاصة قتلوا ما دفع «حرب» لأن يأمر كل من تبقى من المقاتلين بالانسحاب إلى صنعاء لإعداد الدفاع عن المدينة. وبعد تحرير عدن وتعز، الهدف النهائي لقوات «هادي»، بدعم من كتائب إضافية من حراس الصحراء التابعة للقوات البرية والقوات الخاصة البحرية السعودية واللواء العربي بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ستتسبب في طرد جميع من تبقى من قوات الحوثي – «صالح» من العاصمة اليمنية.
الدرس المهم بالنسبة للغرب حول هذه الحملة التي تقودها السعودية في اليمن هو أن هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها تحالف عربي يجمع نفسه بنفسه، ويقوم بشن عملية واسعة على نطاق واسع وبنجاح في المنطقة. الشراكات العسكرية التي وصلت الى تأسيس هذا التحالف هي الآن تعمل بجد، وهذه الحملة يمكن أن تكون نموذجا للتدخلات المستقبلية. وبالتأكيد، فإنه بمجرد هزيمة المتمردين المدعومين من إيران في اليمن، فإن العاهل السعودي الملك «سلمان» عازم على تحويل تركيزه إلى سوريا.
وبالطبع فإن الوضع في سوريا أكثر تعقيدا بكثير. وهذا هو الصراع المتأصل الذي يضم الجيش السوري ومختلف المليشيات الشيعية التي أوجدتها إيران (بما في ذلك حزب الله) من أجل محاربة العديد من الجماعات المناهضة للنظام. ومع ذلك؛ فإن هناك بوادر مشجعة بأن التدخل العسكري بقيادة السعودية سيكون فعالا في سوريا وأثبت فعاليته.
وقد اعترف الرئيس السوري «بشار الأسد» بنفسه بأن الجيش السوري في حالة يرثى لها. وخلافا لما حدث في اليمن؛ فإن هناك بالفعل عدد من جماعات المعارضة المنظمة على الأرض في سوريا، بما في ذلك أحرار الشام في الشمال وجيش الإسلام في الجنوب، لديهم خبرة قتالية عالية، كما يحظون بدعم كبير في صفوف السكان السوريين. وعلاوة على ذلك، فإن القوة الجوية التي أظهرها التحالف السعودي بإمكانها أن تمنع القوة الجوية السورية من قصف المدن بالبراميل، وبالتالي توفير قوة دفع للمعارضة،مع استثناءات مهمة لمجموعة «الدول الإسلامية» وتنظيم القاعدة، مع دفعة نفسية كبيرة.
ومع وجود أجزاء مختلفة من العالم العربي لا تزال تخرج عن السيطرة، والقوى الغربية ما تزال تقف على الحياد ومُهمّشة بشكل متزايد، فإن استعادة الاستقرار يبدو على نحو متزايد كما لو كان في قدرة واستطاعة الرياض وقيادتها للتحالف.
الاجئون أفغان في إيران يقاتلون مع النظام السوري مقابل 700 دولار شهريا
كشفت قصة لاجئين أفغان في إيران قتل بعضهم وأصيب آخرون أثناء القتال إلى جانب قوات نظام «بشار الأسد» في سوريا، أن عدد كبير من هؤلاء يقاتل مع «الأسد» بدوافع معيشية حيث يتقاضى الواحد منهم 700 دولار شهريا.
ونقلت وكالة فرانس برس، عن «جيهانتاب» التي تروي قصة زوجها «حيدر» في الـ35 في العمر، حيث اتصل بها قبل شهرين من طهران ليبلغها: «أنا ذاهب إلى سوريا، وقد لا أعود مجددا».
وبحسرة تجلس «جيهانتاب» بحجابها الأبيض مع أطفالها الثلاثة على الأرض، قائلة: «القليل من المقاتلين ينجون من الحرب الوحشية في سوريا».
ووفق «جيهانتاب»، فإن زوجها أغراه الراتب الشهري وقيمته 700 دولار، فهو ضخم لعامل ليس لديه أي خبرة قتالية، كما أغراه أيضا الوعد بالحصول على الإقامة في إيران، الأمر الذي يطمح إليه لاجئون أكثر ما يخشونه هو الترحيل.
وتضيف «جيهانتاب»، التي طلبت عدم ذكر اسمها كاملا خوفا من أن يهدد ذلك احتمال حصولها على الإقامة: «لقد رجوته عدم الذهاب، وألا يقتل نفسه من أجل المال»، غير أنه قتل بالفعل في المعارك بسوريا.
وبحسب الوكالة، فإن «حيدر» ليس سوى مثال واحد ضمن عدد متزايد من الشبان الأفغان العاطلين عن العمل الذين يلجأون إلى إيران المجاورة هربا من حرب طويلة في بلادهم، ليجدوا نفسهم يحملون السلاح في نزاع آخر.
وتعليقا على الظاهرة يقول «فيليب سميث»، الخبير في المجموعات الشيعية المسلحة: «العديد من المقاتلين الأفغان الشيعة يستخدمون وقودا للمدافع في ما يتعلق بتجنيدهم أو نشرهم أو استغلالهم في سوريا»، مشيرا إلى وجود من 2000 إلى 3500 أفغاني يقاتلون حاليا في سوريا.
ويضيف: «البعض منهم أرغم على القتال، وآخرون تلقوا وعودا بالحصول على وثائق إقامة لعائلاتهم فضلا عن راتب محدود».
وكان فيديو نشر على الانترنت، غالبا من قبل معارضين للنظام السوري العام الماضي، أظهر مقاتل أفغاني مصاب وهو يروي أنه كان لاجئا في إيران حيث عرضت عليه السلطات 600 دولار شهريا للقتال في سوريا تفاديا لترحيله.
وبعيدا عن الإغراءات بحياة أفضل، يشارك بعض المقاتلين الأفغان في الحرب في سوريا دفاعا عن مذهبهم الشيعي.
وتنقل الوكالة عن «محمد» البالغ من العمر 27 عاما، أنه ذهب للقتال للدفاع تحديدا عن مقام السيدة زينب في ضواحي دمشق.
ويقول «محمد»، عامل البناء في طهران، إنه سافر مع العشرات من المقاتلين الأفغان إلى دمشق منذ سبعة أشهر على طائرة مدنية بعد أسبوع من تدريب عسكري مكثف.
وانضم «محمد»، وفق قوله، إلى لواء «الفاطميون» الذي يضم مقاتلين أفغان، ويقاتل إلى جانب «حزب الله» اللبناني.
ويظهر لواء «الفاطميون» وغيره من المجموعات المقاتلة من عراقيين وباكستانيين مدعومين من إيران، اعتماد النظام السوري على مقاتلين أجانب في هذه الحرب الدامية.
وتنفي إيران، الحليف الاستراتيجي والداعم الاساسي للنظام في دمشق، تجنيد أفغان للقتال إلى جانب القوات النظامية في الحرب السورية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 240 ألف شخص وشردت الملايين خلال أكثر من 4 سنوات.
المصدر | الخليج الجديد+ أ ف ب
محطة نووية لمصر ومنطقة صناعية روسية في قناة السويس الجديدة
السيسي وبوتين: الحل في سوريا على أساس «جنيف 1»
القاهرة ـ حسن شاهين ووكالات
توافق الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين على عدد كبير من الملفات منها الأزمة السورية التي أكدا ضرورة أن تُحل على أساس «جنيف 1»، فضلاً عن نتائج مثمرة أخرى على الصعيدين الاقتصادي والعسكري تمخضت عنها زيارة الرئيس المصري للعاصمة الروسية موسكو.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير علاء يوسف، إن اللقاء بين الرئيسين تناول العلاقات الثائية بين البلدين، وقضية مواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى أهم التطورات على صعيد الملفات العربية الساخنة في سوريا وليبيا والعراق وفلسطين.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، اتفقت رؤى الجانبين على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف. وأكد الزعيمان أهمية مواصلة التنسيق والتعاون في المجال العسكري والأمني على المستوى الثنائي والعربي.
وعلى الصعيد الإقليمي، تباحث الزعيمان بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومن بينها الأزمة السورية، حيث أكد الجانبان أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري ويحفظ وحدة وسلامة أراضي الدولة السورية.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، إن الطرفين شددا خلال المحادثات على أهمية تشكيل جبهة واسعة لمواجهة الإرهاب. وأضاف: «تم التشديد على الأهمية المبدئية لتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب بمشاركة اللاعبين الدوليين الأساسيين ودول المنطقة، بما في ذلك سوريا«. وتابع أنه تناول مع نظيره المصري مسائل التصدي لمساعي التنظيمات الراديكالية وبالدرجة الأولى تنظيم «داعش«.
وأكد الرئيس الروسي أنه «لدينا مواقف متطابقة في ما يخص ضرورة تكثيف مكافحة الإرهاب الدولي، وهي مهمة تزداد أهميتها نظراً للمساعي العدوانية التي تبديها التنظيمات الراديكالية،
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، اتفق السيسي وبوتين على أهمية الحل السياسي على أساس مقررات «جنيف 1«.
واستأثرت القضية الفلسطينية بجزءٍ هام من المحادثات، حيث جرى التباحث بشأن سبل كسر الجمود في الموقف الراهن، والعمل على استئناف المفاوضات وفقاً للمرجعيات الدولية، وصولاً لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح الرئيس الروسي أنه يجري العمل الآن بنجاح على تطوير مشاريع الطاقة في مصر، حيث تعمل شركتا «غازبروم» و»لوك أويل». ونوه إلى أنه من بين أكبر مشاريع التعاون الثنائي بين البلدين بناء محطة للطاقة النووية بالتكنولوجيا الروسية.
المهاجرون.. كالمستجيرين من الرمضاء بالنار
تعددت زوايا تناول الصحف البريطانية والأميركية للتدفق غير المسبوق لجحافل المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا، لكن المشكلة تبقى واحدة.
غير أن اللافت هو تباين اهتمامات صحافة الطرفين الغربيين بأزمة الهجرة غير النظامية. فبينما ركزت الصحف البريطانية على جوانب الأزمة بدا الأمر وكأنه لا يعني الإعلام الأميركي كثيراً فغابت مقالات الرأي والتحليل في معظم الصحف الكبيرة.
فقد خصصت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية افتتاحيتها لتناول قرار ألمانيا الأحادي بالتراجع عن إعادة طالبي اللجوء السوريين إلى أول ميناء دخلوا عبره إلى منطقة الاتحاد الأوروبي. ورأت الصحيفة أن قراراً كهذا له “تداعيات بعيدة الأثر” ليس على أزمة المهاجرين غير النظاميين فحسب بل على علاقة بريطانيا بباقي أوروبا.
ومع أن الألمان قد ينظرون إلى قرار مستشارتهم أنجيلا ميركل بأنه بادرة تنطوي على قدر من “الإيثار”، فإن من شأنه أن يشجع مزيداً من المهاجرين على أن ييمموا وجوههم شطر أوروبا ولا سيما الهاربين من أتون الحرب الأهلية في سوريا.
وقالت الصحيفة إن السوريين الذين سترحب بهم ألمانيا سيكون بمقدورهم التنقل لأي مكان يشاؤون داخل منطقة شينغن في أوروبا حيث أُلغيت ضوابط الهجرة إلى الدول الأعضاء فيها. فإن تمكنوا من الوصول إلى بريطانيا التي تحتفظ بحدودها الوطنية دون سائر دول اتفاقية شينغن، فإن من شأن ذلك أن يصبح قضية رئيسية في المفاوضات القادمة بشأن مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وفي مقاله بالصحيفة ذاتها، يرى الكاتب دانيال جونسون أن ميركل تواجه “خياراً قاسياً” بين أن تتصرف الدول بمفردها فيما يتعلق بقضية الهجرة غير النظامية أو أن تجنح تلك الدول إلى الانكفاء على نفسها ومن ثم إحياء مصطلح “أوروبا الحصينة” الذي أطلقه الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر على المناطق التي احتلتها قواته في القارة العجوز إبان الحرب العالمية الثانية.
ومن بين مقالات الرأي القليلة بشأن موضوع الهجرة غير النظامية إلى أوروبا في الصحافة الأميركية، مقال في مجلة (فورين بوليسي) تحدث عن أولئك المهاجرين الذين يفرون من دول أفريقية تنعم بقدر من التقدم مثل إريتريا.
تقول كاتبة المقال، ميشيلا رونغ، إن المهاجرين غير النظاميين ليسوا كلهم من الدول التي ترزح تحت نير العنف والاقتتال كسوريا والصومال، بل إن قسماً كبيراً منهم يأتي من بلدان أفريقية لا تشهد اضطرابات مدنية ولا تعصف بها حروب.
فدولة مثل إريتريا على ساحل البحر الأحمر -التي ينتمي إليها العدد الأوفر من المهاجرين إلى أوروبا بعد سوريا- تحقق نتائج جيدة في سعيها لتحقيق أهداف الألفية الثالثة للتنمية التي حددتها الأمم المتحدة كمعيار لنجاح الدول.
ووصفت رونغ إريتريا بأنها دولة “آمنة ونظيفة ورخيصة، وبها أفضل طرق في أفريقيا كما أن بها مناظر خلابة وعاصمة هي الأجمل” في القارة.
لكن كل ذلك لم يحل دون هروب الإريتريين من بلدهم. فإريتريا -والرأي لكاتبة االمقال- تفتقر إلى وسائل إعلام مستقلة ومعارضة سياسية، وتضيق على الحريات الدينية. كما أن الدستور لم يجد طريقه إلى الحياة العامة قط، ولا تجرى في البلد انتخابات رئاسية.
أما صحيفة (ذي كريستيان ساينس مونيتور) الإلكترونية فقد أفردت مقالاً آثرت كاتبته استقاء الدروس والعبر واستقراء السمات من أزمة المهاجرين إلى أوروبا.
فقد حصرت سارة إيلانا في مقالها الدروس في خمس سمات رئيسية، وهي أنه مهما فعلت الدول الأوروبية من إجراءات للحد من موجات اللاجئين، فإن محاولات المهاجرين للوصول إلى البر الأوروبي لن تتوقف.
وثاني تلك السمات أن معظم دول أوروبا ترى في المهاجرين مشكلة تخص الآخر. فاليونان وإيطاليا هما من تواجهان حشود الواصلين إلى شواطئها أكثر من غيرهما. بيد أن ألمانيا والسويد وبريطانيا هي الدول التي ينشدها المهاجرون.
ثم إن هذه الأزمة كشفت عورة نظام الهجرة في دول الاتحاد الأوروبي. فنظام استقبال المهاجرين يعتريه الخلل، بحسب الكاتبة.
وعلى الرغم من أن الأزمة أعلت من نبرة الكراهية حيث شرعت المجر -على سبيل المثال- في بناء جدار حاجز وأعلنت سلوفاكيا أنها ستقبل بالمهاجرين السوريين المسيحيين دون سواهم من المسلمين، فإنها أظهرت كذلك شهامة ونبل بعض الأوروبيين في الترحاب بالمهاجرين حتى أنهم قدموا لهم المساعدات الإنسانية.
وتخلص الكاتبة إلى القول إن الهجرة غير النظامية هي أزمة إنسانية في المقام الأول.
فيسك: العرق والدين يحكمان تعامل الغرب مع اللاجئين
في مقاله بصحيفة إندبندنت تناول الكاتب روبرت فيسك قضية التفاوت الصارخ في معاملة اللاجئين على أساس العرق أو الدين أو الهدف من الهجرة، واستشهد في ذلك بكتاب صدر حديثا في هذا الصدد عن حقوق الإنسان درس مؤلفه تاريخ الإنسانية في الشرق الأوسط من واقع ملفات عصبة الأمم، سلف الأمم المتحدة.
ويشير فيسك إلى أن دعاة حقوق الإنسان الأميركيين في القرن التاسع عشر الذين رحبوا بيهود روسيا المكلومين كانوا أقل حرصا بكثير لتوفير ملاذ لضحايا هتلر من اليهود، وقبل الحرب العالمية الثانية صدوهم، كما فعلت الدول الأوروبية، وبعد “المحرقة” فضلوا ذهاب الناجين من اليهود إلى ما وصف بوطنهم “الحقيقي” في فلسطين بدلا من الاستقرار في الولايات المتحدة.
ويضيف أنه بعد انهيار السلطة البريطانية في فلسطين تشكل 750 ألف لاجئ فلسطيني عربي ولا يزال وجودهم “اليوم” ووجود ذريتهم فضيحة إنسانية. وعقّب بأنه في مكان ما انتهى تاريخ ذاك اليوم وبدأت فضيحة أخرى.
وأشار إلى أن اللاجئين المسيحيين من العراق وسوريا ومصر في الشرق الأوسط المتفكك اليوم كالأرمن الذين توجهوا لأميركا وأوروبا في العشرينيات، تمّ الترحيب بهم عموما من قبل دول “مسيحية”، لكن معظم لاجئي اليوم من المسلمين الفارين من المسلمين لم يتلقوا الكرم نفسه.
واستشهد الكاتب بأمثلة عدة على هذا التفاوت الصارخ في معاملة اللاجئين على أساس العرق والدين، وانتهى إلى أن سبب اللامبالاة بهؤلاء اللاجئين هو أنهم مسلمون وليسوا مسيحيين، وأن الغرب لا يعاملهم كبشر، واعتبر ذلك خيانة للدين والثقافة التي يتشدق بها الغرب.
بدء سريان هدنة بريفي إدلب ودمشق
بدأ صباح اليوم الخميس سريان هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، بالتزامن مع هدنة أخرى في الزبداني بريف دمشق، وذلك بعد أن توصلت المفاوضات في تركيا بين حركة أحرار الشام والوفد الإيراني إلى اتفاق بهذا الشأن.
وأكدت مصادر ميدانية بدء سريان تنفيذ الهدنة في تمام الساعة السادسة صباحا، حيث توقفت المعارك وإطلاق النار في البلدات الثلاث جميعا.
وسبقت الهدنة عمليات قصف من قبل فصائل المعارضة المسلحة على بلدتي كفريا والفوعة بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة، وقالت المعارضة إن ذلك جاء ردا على القصف الذي تتعرض له مدينة الزبداني من قبل جيش النظام وحزب الله اللبناني والقوات الموالية لهما.
وهذه هي الهدنة الثانية من نوعها في المنطقتين، حيث هدفت الهدنة الأولى التي بدأت في 12 أغسطس/آب الجاري إلى إعطاء فرصة للمفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال، لكنها انهارت بسبب خلافات حول إطلاق سراح سجناء كما قال المرصد السوري حينذاك.
وفي السياق، أفاد مراسل الجزيرة في لبنان بمقتل خمسة مسلحين من حزب الله اللبناني بالاشتباكات التي شهدتها الزبداني قبل سريان الهدنة.
وبذلك ارتفع عدد قتلى حزب الله منذ انطلاق معركة الزبداني مطلع يوليو/تموز الماضي إلى 75 مسلحا، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى.
معارك حلب
وفي سياق المعارك في ريف حلب الشمالي، أفاد مراسل الجزيرة بأن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على قرى حربل ودلحة وحرجلة وصندف قرب مدينة مارع، حيث بدأ التنظيم هجومه على مارع والقرى المحيطة بها بتفجير سيارة ملغمة أسفر عن قتلى وجرحى ودمار هائل في المنطقة.
يشار إلى أن جبهة النصرة كانت قد أخلت قريتي دلحة وحرجلة، وسلمتهما لمقاتلي الجبهة الشامية التابعة للمعارضة المسلحة ضمن إجراءات المنطقة الآمنة التي تنوي الحكومة التركية إقامتها لحماية حدودها.
وكانت تقارير أفادت بتزايد حالات الإصابة بغاز الخردل الذي قالت التقارير إن تنظيم الدولة قصف به مدينة مارع، ويستهدف التنظيم المدينة كل فترة بقذائف الهاون والمدفعية، ولا سيما بعد اقترابه منها.
وكانت المعارضة السورية تمكنت من السيطرة على مناطق عسكرية جديدة تابعة لقوات النظام ضمن معركة أطلقتها المعارضة في قرى باشكوي ودوير الزيتون وحندرات بريف المدينة الشمالي.
وتمكنت قوات المعارضة من اقتحام قرية باشكوي التي تسيطر عليها قوات النظام بعد قصف عنيف بقذائف الهاون والصواريخ الموجهة، حيث سيطرت على نقاط عسكرية.
من جهتها، أفادت وكالة سوريا مباشر بأن كتائب المعارضة استعادت السيطرة من تنظيم الدولة على النقاط الواقعة على طرقات قرى اسنبل وحور النهر وتلالين بريف حلب الشمالي، وأن التنظيم يسيطر على قريتي حربل وصندف بذات الريف.
المبعوث الأميركي الخاص بسوريا يزور موسكو
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء أن مبعوث الولايات المتحدة الجديد إلى سوريا مايكل راتني، سيبدأ جولة تشمل كلا من موسكو والرياض وجنيف، وذلك في إطار الجهود الدبلوماسية لحل النزاع السوري.
وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي إن راتني -الذي عين بمنصبه في 27 يوليو/تموز الماضي ويتقن اللغة العربية- سيتوجه في نهاية الأسبوع إلى موسكو ثم الرياض فجنيف، وذلك لإجراء مباحثات مع مسؤولين روس وسعوديين، كما سيلتقي في جنيف مع ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا.
وجدد كيربي تأكيد الولايات المتحدة أن لا حل عسكريا للأزمة في سوريا، موضحا أن راتني سيناقش خيارات تعرض على المجتمع الدولي من أجل عملية سياسية في سوريا.
ورحبت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بمبادرات روسيا -حليفة الرئيس السوري بشار الأسد- والأمم المتحدة لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة في سوريا، ولكنها تصر على أن أي جهد دبلوماسي يجب أن يتضمن رحيل الأسد، كما تصر على أن أي نقل للسلطة يجب أن يكون في إطار ما يسمى إعلان جنيف.
وكان مجلس الأمن أقر منتصف الشهر الجاري دعم خطة سلام، تهدف إلى تشجيع حل سياسي للنزاع المستمر منذ أربعة أعوام في سوريا.
وتتضمن خطة السلام -التي اقترحتها الأمم المتحدة، ويفترض أن يبدأ تطبيقها في سبتمبر/أيلول المقبل- تشكيل أربعة فرق عمل تبحث عناوين السلامة والحماية، ومكافحة الإرهاب، والقضايا السياسية والقانونية، وإعادة الإعمار.
وتستند خطة السلام المقترحة إلى المبادئ الواردة في بيان “جنيف1″ الصادر في 30 يونيو/حزيران 2012 عن ممثلي الدول الخمس الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن وألمانيا والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والداعي إلى تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بـ”صلاحيات كاملة” تتولى الإشراف على المرحلة الانتقالية.
طائرة أميركية قتلت “عقل داعش الإلكتروني” في سوريا
لندن – كمال قبيسي
غارة شنتها طائرات التحالف الثلاثاء الماضي “قتلت الداعشي البريطاني من أصل باكستاني جنيد حسين” حين كان داخل سيارة تقله في مدينة الرقة بالشمال السوري، منهية “إذا صح الخبر” أسطورة شاب كان ناشطا بإعداد “جيش إلكتروني” ينفذ للتنظيم قرصنات متنوعة عبر الإنترنت، شبيهة بالتي كان يقوم بها في مدينة برمنغهام البريطانية، حيث أبصر النور قبل 22 سنة، وأشهرها اعتقلوه بسببها 6 أشهر لقيامه بالسطو الإلكتروني في 2012 على حساب رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، توني بلير، وقرصن معظمه.
جنيد، المعروف “داعشيا” بلقب أبو حسين البريطاني، متزوج ممن تكبره سنا بأكثر من 23 سنة، وهي مغنية “الراب” البريطانية سالي جونز التي أعلنت “تويتريا” في سبتمبر الماضي أنها “تدعوشت” ولحقت به في الرقة مصطحبة معها ولدها الصغير، ومن المدينة التي سافر إليها جنيد في 2013 أطلقت تغريدة ثانية سمت نفسها فيها “أم حسين” وقالت بثالثة: “سأقطع رقاب الكفار بيديّ وأعلق رؤوسهم على أسوار الرقة”، وفق تعبيرها الإرهابي.
وكانت “أم حسين” تعرفت إلى جنيد عبر دردشات الإنترنت، فاعتنقت الإسلام وسافرت بعده إلى المحافظة السورية لتنضم إلى “داعش” حاملة معها “غرائب طبيعتها وتصرفاتها” التي ذكر بعضها جيران لها في بلدة “تشاتم” بمقاطعة Kent البريطانية، ممن قرأت “العربية.نت” بوسائل إعلام عدة تطرقت لقصتها، ما نقله بعضهم عنها، بأنها “مجنونة التصرفات (..) وممارسة شهيرة للسحر الأسود”، وفق قولهم.
كان يقوم بإعداد “جيش إلكتروني” للقرصنة والاختراقات
أما عن الغارة “التي قتل فيها الجنيد” فورد أول خبر بشأنها في موقع “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أمس الأربعاء، حين قال إن طائرات حربية قصفت منطقة يسمونها “كازية أبو الهيف” في الرقة “يتواجد فيها قيادي محلي بتنظيم “الدولة الإسلامية” من دون معلومات عن مصيره” ومن دون أن يرد اسمه فيما ذكره عنه المرصد المتخذ من لندن مقرا.
ثم ورد من “رويترز” فجر الخميس أن “غارة نفذتها طائرة أميركية بدون طيار في سوريا قتلت متسللا إلكترونيا بريطانيا قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إنه أصبح خبيرا إلكترونيا بارزا لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا” على حد ما نقلت عن مصدر أميركي سمته بمطلع، مضيفة عنه أن وزارة الدفاع الأميركية ضالعة على الأرجح في الضربة التي قتلت المتسلل البريطاني جنيد حسين.
وقبل الوكالة بساعات نشر موقع “الرقة تذبح بصمت” المتربص عبر حسابين له في “تويتر” ونظيره “فيسبوك” التواصليين، بما يقوم به “داعش” من إرهابيات في الشمال السوري، معلومات بأن الغارة قتلت جنيد الحسين، معتمداً بما قال على مراسله، الذي أكد أن القتيل “هو جنيد حسين واثنين من مرافقيه، كانا يدربهما ويتوليان مسؤولية حمايته، وأحدهما أوروبي الجنسية”، كما قال.
وأورد أن جنيد يقوم بتدريب جيش إلكتروني “لينفذ مهام جنيد ويوسع من نشاط التنظيم في فضاء الإنترنت وكسب موارد جديدة للتنظيم”، وأن أول الدروس التي أعطاها لمن دربهم كانت عن حسابين رسميين للقيادة المركزية للجيش الأميركي في “تويتر” كما في “يوتيوب” وقرصنهما مؤيدون للتنظيم “الداعشي” بيناير الماضي، ممن أعلنوا في “تويتر” مسؤولية “الخلافة الإلكترونية” عن الاختراق، ووجهوا رسائل تهديد للجنود الأميركيين، ونشروا قائمة بأسماء قيادات عسكرية أميركية وبياناتهم.
قتلته الغارة ومعه شخصان بالسيارة
وجنيد شهير بقدرته الفائقة على التخفي وتغيير مواقعه والهرب من طيران التحالف “وكان يتنقل بحذر، مستخدماً 4 سيارات متشابهة، تذهب كل منها باتجاه، وقد لا يكون في أي منها”، طبقا لما تلخصه “العربية.نت” مع بعض التصرف لاختصار ما ورد عن مراسل “الرقة تذبح بصمت” في موقعه الإلكتروني.
تمضي رواية المراسل، فيقول إن جنيد “لم يكن يقضي 6 ساعات متواصلة في مكان واحد، بل يعمد إلى تغيير مكانه مراراً، ومعظم ما يرتاده سراديب تحت الأرض (..) وهي احتياطات لم تساعده بالبقاء على قيد الحياة ومواصلة تقديم الخدمات للتنظيم، فقتل بالغارة التي استهدفت مجموعة سيارات قرب “كازية أبو الهيف”، ومنها واحدة قتل فيها 3 أشخاص، مرجحا أن يكون أحدهم شخصية مهمة نتيجة للطوق الأمني الذي فرضه التنظيم على المنطقة وكمية العناصر المتجهين إليها”، بحسب استنتاجه.
ووصل صدى الخبر إلى “سي أن أن” الأميركية، فنقلت سريعا عن “مسؤول أميركي” ثقته العالية بأن الجنيد تم قتله “وأن الغارة استهدفته وهو في سيارة”، فيما طالعت “العربية.نت” بموقع صحيفة “التايمز” البريطانية اليوم الخميس أن لا تأكيد من الجانب البريطاني على مقتله بعد. أما مواطنتها “الديلي ميرور” فنشرت الخميس أيضا أن مسؤولين أميركيين “يعملون الآن على نفي أو تأكيد مقتل جنيد”، علما أن عنوان خبرها يؤكد مقتله، لكن مضمونه خال من أي مصدر يعزز العنوان التهييجي.
داعش يسيطر على 5 قرى في شمال سوريا
التنظيم يتقدم إلى “مارع” أبرز معاقل المعارضة بالشمال محاولا اقتحامها مجددا
بيروت – فرانس برس
سيطر تنظيم داعش على 5 قرى في ريف محافظة حلب، وتقدم إلى أطراف بلدة مارع، أحد أبرز معاقل المعارضة في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس، إن داعش “بدأ فجر اليوم هجوما في ريف حلب الشمالي، وتمكن من السيطرة على قرى صندف والحربل والخربة المحيطة بمارع”.
وأشار إلى أن التنظيم “فجر عربة مفخخة عند أطراف بلدة مارع، وتلت الانفجار اشتباكات بين عناصر التنظيم ومقاتلي فصائل معارضة موجودة في البلدة، تمكن المتطرفون خلالها من التقدم إلى بعض أطراف البلدة الجنوبية”.
وتقع مارع على خط إمداد رئيسي لفصائل المعارضة بين محافظة حلب وتركيا. ويحاول داعش منذ أشهر اقتحامها.
ووثقت منظمات طبية دولية، بينها منظمة أطباء بلا حدود، الثلاثاء، هجوما بالسلاح الكيمياوي استهدف مارع الأسبوع الماضي وتسبب بإصابة العشرات من المدنيين.
وأفاد المرصد عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في المعارك والتفجير، من دون أن تكون لديه حصيلة محددة للضحايا.
وقتل أكثر من 240 ألف شخص في النزاع السوري منذ اندلاعه في منتصف مارس 2011. وكان بدأ بحركة احتجاجات سلمية مطالبة بإصلاحات، وتطور إلى نزاع دام متشعب تشارك فيه أطراف عديدة.
العثور على جثث عشرات المهاجرين بالنمسا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت صحيفة “كرون” النمساوية، إنه عثر على جثث ما يصل إلى 50 مهاجرا، في شاحنة متوقفة شرقي البلاد، صباح الخميس.
ورجحت الصحيفة احتمالية أن يكون المهاجرون توفوا بسبب الاختناق، فيما لم تعلق وزارة الداخلية على الفور.
ويحاول عشرات الآلاف من المهاجرين الفارين من مناطق الصراع في الشرق الأوسط وإفريقيا الوصول إلى أوروبا.
داعش يسيطر على قرى محاذية لتركيا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، عن سيطرة تنظيم الدولة المتشدد على بلدات عدة في شمال سوريا على الحدود مع تركيا، وذلك في هجوم يستهدف مدينة مارع في ريف حلب.
وقال إن المتشددين، الذين شنوا هجوما فجر الخميس للسيطرة على مارع القربية من الحدود التركية، نجحوا في إحكام قبضتهم على قرى صندف والحربل ودلحة وحرجلة في ريف حلب الشمالي.
ووصل التنظيم المتشدد إلى مشارف المدينة، التي وصفها المرصد بالاستراتيجية، وخاض مواجهات مع فصائل من المعارضة المسلحة التي تخوض مواجهات منذ أعوم مع القوات الحكومية.
وشن المتشددون الهجوم في منطقة ريف حلب الشمالي، وسط أنباء عن عزم تركيا والولايات المتحدة بدء عمليات جوية مكثفة لطرد مقاتلي داعش من المنطقة الحدودية المحاذية للأراضي السوري.
إيران تعيد التركيز على “مبادرة” بسوريا والجبير يوضح موقف الرياض: الأسد سيرحل سياسيا أو عسكريا
لندن، بريطانيا (CNN) — شدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على ثبات موقف بلاده الرافض لاستمرار الرئيس السوري، بشار الأسد، في السلطة، مضيفا أن رحيل الأخير عبر “عملية سياسية أو هزيمة عسكرية” هو “تحصيل حاصل”، بينما أعادت إيران الحديث عن مبادرتها السياسية لإنهاء الأزمة في سوريا، واعدة بكشف المزيد من التفاصيل حولها.
ففي العاصمة البريطانية، لندن، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني، فيليب هاموند، أن رحيل الأسد بالنسبة لبلاده “عبر عملية سياسية أو عبر هزيمة عسكرية هو تحصيل حاصل؛” مضيفا أن الرئيس السوري “لا مستقبل له في سوريا.”
ورفض الجبير التكهنات حول موقف الرياض من الأسد ونظامه قائلا إن “رحيل الأسد ومن تلطخت أيديهم بالدماء؛ موقف واضح لا مساومة فيه” بالنسبة للمملكة.
بالمقابل، برز موقف من الجانب الإيراني، من خلال المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، التي قالت إن المبادرة الإيرانية المعدلة لحل الأزمة في سوريا “هي الآن في طور الاكتمال”. ونقلت عنها وكالة الأنباء الإيرانية قولها إن أساس المبادرة “إرادة ومطلب الشعب السوري لتقرير مستقبله بنفسه.”
وبحسب أفخم، فإن المبادرات التي قالت إنها “مبنية على مطالب مجموعة ما وليس الشعب السوري لن تكون مؤثرة” مضيفة أن المبادرة الإيرانية قيد التشاور بشأنها حاليا، واعدة بتقديم المزيد من المعلومات حول تفاصيلها عند اكتمالها.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد نقلت بعض تفاصيل المبادرة الأولية، وبينها الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور السوري وإجراء انتخابات.
من لم يمت غرقاً مات خنقاً.. العثور على 50 جثة بقارب يقل مئات المهاجرين في “المتوسط“
الأربعاء، العثور على 50 جثة على الأقل داخل قارب كان يقل مئات المهاجرين، يُعتقد أنهم أفارقة، في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.
وقالت إدارة خفر السواحل الإيطالية، التي تتولى تنسيق عمليات البحث وإنقاذ مئات المهاجرين الذين تتقطع بهم السبل في مياه المتوسط، إن سفينة تابعة لإدارة خفر السواحل السويدية تشارك في مهام وكالة الحدود الأوروبية، قامت بإنقاذ القارب.
وأكد المتحدث باسم الإدارة الإيطالية أن القارب كان على متنه 439 مهاجراً آخرين تم إنقاذهم، إلا أنه لم يفصح عن المكان الذي تم اقتيادهم إليه.
وفيما لم تتضح الأسباب التي أدت إلى موت أكثر من 50 مهاجراً، كانوا محاصرين في أحد الطوابق السفلية للقارب، حيث يُعتقد أنهم لقوا حتفهم خنقاً أو بالتسمم نتيجة استنشاق العوادم الناتجة عن محركات القارب.
ويبتلع البحر المتوسط عشرات المهاجرين بصورة شبه يومية، حيث يسعى الآلاف من سكان دول الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء إلى البحث عن “حياة أفضل” من خلال الهجرة إلى أوروبا، عبر رحلة محفوفة بالمخاطر، باستخدام قوارب متهالكة تحمل عادة أضعاف طاقتها الاستيعابية.
وبحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين، فإن ما يزيد على 1700 شخص لقوا مصرعهم أو فقدوا في مياه البحر المتوسط، منذ بداية العام 2015 الجاري، أثناء محاولتهم الهجرة إلى أوروبا.
الصراع في سوريا: بدء هدنة جديدة في الزبداني بريف دمشق وبلدتين في إدلب
بدأ وقف لإطلاق النار في مدينة الزبداني القريبة من الحدود السورية مع لبنان وبلدتين أخريين في محافظة إدلب بين القوات التابعة للحكومة السورية ومسلحين معارضين.
واتفق على أن يستمر وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة بدءا من الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (الثالثة بتوقيت غرينيتش) صباح الخميس.
وهذه المرة الثانية خلال أسبوعين التي يعلن فيها عن وقف لإطلاق النار في الزبداني، التي يسيطر عليها مسلحون معارضون وتحاصرها القوات الحكومية، وبلدتي كفريا والفوعة الخاضعتين لسيطرة الحكومة.
جرى التوصل إلى وقف إطلاق النار بعد مفاوضات بين تنظيم “أحرار الشام” المعارض وممثلين عن إيران وحزب الله اللبناني.
وتهدف الهدنة إلى تسهيل خروج المصابين جراء القتال في المناطق الثلاث تمهيدا لبحث إخراج مسلحي المعارضة من الزبداني مقابل السماح لسكان الفوعة وكفريا بالخروج من البلدتين.
وجرى التوصل إلى وقف إطلاق النار بعد مفاوضات بين تنظيم “أحرار الشام” المعارض وممثلين عن إيران وحزب الله اللبناني الذي يقاتل مسلحوه إلى جانب الجيش السوري بشار الأسد، بحسب مراسلنا في دمشق عساف عبود.
ويوجد في الزبداني 1500 مسلح معارض، وتحاصرها منذ شهر ونصف القوات الحكومية ومسلحو حزب الله، بينما يحاصر مسلحون معارضون بلدتي الفوعة وكفريا منذ أكثر من عام.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن حالة من الهدوء رصدت الزبداني وكفريا والفوعة مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
ولا تشمل الهدنة بلدة مضايا المحاذية للزبداني، التي قتلت فيها الأربعاء عائلة من خمسة أشخاص (رجل وزوجته و3 أطفال)، وفقا للمرصد الذي يقول إنه يعتمد في معلوماته على مصادر محلية.
ونفذت الأطراف المتناحرة وقفا لإطلاق النار لـ72 ساعة في الزبداني والفوعة وكفريا في 12 و13 و14 من الشهر الحالي.
لكن قتالا ضاريا استؤنف منتصف أغسطس/آب بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق أوسع.
دمرت مناطق واسعة في سوريا جراء الصراع المستمر منذ عام 2011.
ولا تزال مناطق أخرى واسعة في سوريا تشهد معارك عنيفة بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي المعارضة.
وشن مسلحو المعارضة هجوما واسعا سبقته عمليات انتحارية على مداخل مطار أبو الضهور العسكري بمحافظة إدلب.
ووفقا لمرسلنا، فقد تقدم المعارضون داخله من الجهتين الغربية والشرقية بعد اشتباكات مع القوات الحكومية.
وقال بيان عسكري صادر عن الجيش السوري إن القوات الحكومية تصدت للهجوم وقتلت 70 مسلحا بعد دعم جوي كثيف.