أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 5 حزيران 2014

«براميل الانتخاب» تقتل 20 قرب دمشق
موسكو، لندن، بيروت، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب –
اغار الطيران الحربي السوري والمروحيات على مناطق مختلفة في البلاد في وقت قتل نحو عشرين مدنياً بـ «براميل متفجرة» على ريف دمشق مع بدء عمليات فرز الأصوات في الانتخابات التي يتوقع ان تبقي بشار الاسد رئيساً.

وافاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ونشطاء معارضون أمس أن الطيران الحربي «امطر بحممه النارية» احياء مختلفة في حلب وريفها في شمال البلاد مع عدد من «البراميل» القتها المروحيات، بالتزامن مع استهداف مقاتلي المعارضة بصواريخ محلية الصنع مناطق النظام في المدينة. (للمزيد)

واستمرت المواجهات بين القوات الحكومية والموالين من جهة ومقاتلي المعارضة في بلدة المليحة شرق دمشق في وقت «ارتفع إلى 17 بينهم طفلتان اثنتان عدد المواطنين الذين استشهدوا في قصف للطيران الحربي وقصف لقوات النظام على مناطق في مدينة دوما ومنطقة الشيفونية المحاذية في دوما شرق دمشق ومدينة داريا في الغوطة الغربية حيث فجّر مقاتلو الكتائب المقاتلة نفقاً قرب مقام السيدة سكينة حفرته القوات النظامية».

في شمال شرقي البلاد، استعادت الكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة» سيطرتها على قريتي أبو النيتل والنملية جنوب بلدة الصور في ريف دير الزور الشرقي، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الذين كانوا قد سيطروا على القريتين، وفق «المرصد»,

في غضون ذلك، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان النظام السوري إلى إجراء «مفاوضات سياسية حقيقية» لإيجاد حل للنزاع، غداة انتخابات رئاسية اعتبرها الاتحاد «غير شرعية».

وبدأت بعيد منتصف ليل الثلثاء – الاربعاء عملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت اول من امس، ويتوقع اليوم إعلان نتائجها المحسومة سلفاً لمصلحة الأسد. وسجل نشطاء خروقات كبيرة في الانتخابات لجهة إجبار الناس على التصويت لمصلحة الأسد أو توزيع مراكز اقتراع على الحواجز الامنية في دمشق. وأشاروا الى ان عدداً من المواطنين اقترع عبر الهواتف النقالة من دون الذهاب الى مراكز الاقتراع.

سياسياً، يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات مع نظيره الأميركي جون كيري في باريس اليوم تركز على تطورات الموقف في سورية وحول اوكرانيا. ويبدأ الرئيس فلاديمير بوتين اليوم أول زيارة اوروبية له منذ اندلاع الازمة الاوكرانية، ينتظر ان يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بينما استبعدت اوساط رسمية عقد لقاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما بسبب اتساع هوة الخلافات بينهما.

ورغم ان الاهتمام سينصب خلال اللقاءات على الملف الاوكراني، اشارت اوساط الكرملين الى الوضع في سورية سيكون محط اهتمام خاص. وأكد مصدر في الخارجية الروسية ان الملف السوري سيبحث بالتفصيل خلال لقاء لافروف وكيري. وهو اول لقاء بين الوزيرين منذ اسابيع تصاعدت فيها حدة الخلاف بين البلدين.

وبحسب معطيات الخارجية، فإن ملفي الاسلحة الكيماوية والوضع الانساني سيكونان على رأس لائحة الاهتمام، برغم استبعاد التوصل الى اتفاق يمكن اعتباره اختراقا، يسفر عن استئناف العملية السياسية. وشدد نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف على رفض موسكو «محاولات تسييس الملف الانساني في سورية».

السفير السعودي

وفي مجلس الأمن أكد ديبلوماسي غربي رفيع أن الصين «منفتحة على صدور قرار إنساني في شأن سورية» وأن المشاورات الجارية حول مشروع قرار يجيز مرور المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع الدول المجاورة «تحقق تقدماً». ورجح أن «يكون للموقف الصيني تأثير في الموقف الروسي، على غرار ما حصل عندما تبنى مجلس الأمن القرار ٢١٣٩ قبل ثلاثة أشهر إذ أن دعم الصين للقرار كان أحد العوامل الرئيسية التي دفعت روسيا للتصويت لصالحه تجنباً للعزلة الكاملة في مجلس الأمن». وقال إن مشروع القرار المتداول الآن الذي أعدته أوستراليا ولوكسمبورغ والأردن «يناقش مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن» وأن توزيعه على باقي أعضاء مجلس الأمن «سيتم خلال أيام».

وأكد السفير الروسي فيتالي تشوركين رفضه أي إجراء متعلق بسورية تحت الفصل السابع. واتهم تشوركين الدول الغربية بأنها غير مشجعة على تعيين خلف للممثل الخاص الى سورية الأخضر الإبراهيمي. وقال إن «أحد الزملاء الغربيين في مجلس الأمن يعتبر أن العملية السياسية في سورية لم تعد قائمة وهو موقف غير بناء إذ أننا نحتاج الى مبعوث للأمم المتحدة لإعادة تحريك العملية السياسية».

وفيما دعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس الى ضرورة «تطبيق قرار مجلس الأمن ٢١٣٩ المعني بإيصال المساعدات الإنسانية الى سورية»، أكدت منسقة البعثة الدولية لتدمير الأسلحة الكيماوية في سورية سيغرد الكاغ أن نقل الأسلحة الكيماوية الى خارج سورية «لن يتم ضمن المهلة المحددة بتاريخ ٣٠ حزيران (يونيو) الحالي».

الى ذلك، دعا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض عدداً من السفراء والديبلوماسيين للمشاركة في قراءة أسماء الضحايا السوريين أمام مقر الأمم المتحدة يومي الإثنين والثلثاء. وشارك السفير السعودي عبدالله المعلمي في قراءة أسماء عدد من «ضحايا نظام الأسد في المناسبة التي استمرت ٢٤ ساعة ونظمها سوريون في الولايات المتحدة وعدد من المدن الأوروبية والسورية في وقت متزامن»، بحسب بيان صدر من «الائتلاف».

إعادة انتخاب بشار الاسد رئيساً لسورية بـ88.7 في المائة من الأصوات
) دمشق – أ ف ب، رويترز
أعلن رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام فوز الرئيس السوري بشار الاسد في الانتخابات الرئاسية بنسبة 88.7 في المائة من اصوات الناخبين، وقال اللحام في كلمة القاها عبر التلفزيون الرسمي أن عدد الاصوات التي حصل عليها الاسد بلغت 10 ملايين و319 الفا و723 صوتا، اي ما نسبته 88.7 في المائة من عدد الاصوات الصحيحة.

واضاف أن المرشح حسان النوري حصل على 500 الف و279 صوتا اي بنسبة 4.3 في المائة من الأصوات بينما حصل المرشح ماهر الحجار على 372 الفا و301 صوتا بنسبة 3.2 في المائة.

وتابع اللحام “بناء على ما تقدم، اعلن فوز الدكتور بشار حافظ الاسد بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية لحصوله على الاغلبية المطلقة من اصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات”.

وكانت المحكمة الدستورية العليا في سورية أعلنت أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية تجاوزت الـ 73 في المائة، وقال المتحدث باسم المحكمة ماجد خضرة في بيان تلاه عبر التلفزيون الرسمي “إن عدد المشاركين في الانتخابات بلغ 11 مليونا و634 الفا و412 من اصل 15 مليونا و840 الفا و575 ناخبا داخل سورية وخارجها، مشيرا الى نسبة المشاركة بالتالي بلغت 73،42 في المائة، مشيرا الى أن 442 الفا و108 اوراق اعتبرت باطلة، اي ما تبلغ نسبته 3.8 في المائة.

من جهة أخرى، رأى وفد منظمات أهلية (غير حكومية) راقب انتخابات الرئاسة السورية أن الانتخابات كانت حرة وقال رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بوروجيردي في بيان تلاه نيابة عن أعضاء وفد تلك المنظمات في دمشق “إن الشعب السوري شارك بحرية تامة في هذه الانتخابات وأن الحملات الدعائية الغربية والاقليمية والتضليل ومحاولات تزييف الحقائق لم تنجح في إثناء الشعب السوري عن ممارسة حقه في اختبار قيادته.”

ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى في دمشق في اطلاق النار ابتهاجا باعادة انتخاب الاسد
بيروت – أ ف ب
قتل ثلاثة اشخاص وجرح عشرات مساء الاربعاء في دمشق في اطلاق النار ابتهاجا باعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “قتل ثلاثة اشخاص على الاقل وجرح العشرات نتيجة اطلاق النار الابتهاجي من انصار الاسد”.

فورد يشن هجوماً على “سياسة” أوباما في سورية
واشنطن – رويترز
انتقد السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد بشدة السياسة الخارجية للبيت الأبيض في شأن سورية، قائلاً إن واشنطن كان ينبغي لها أن تفعل المزيد وتبادر إلى تسليح الفئات المعتدلة من المعارضين للحكومة السورية.

وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون “بي بي إس”، قال فورد إنه نتيجة تردد الولايات المتحدة زادت الأخطار التي تتعرض لها الولايات المتحدة بسبب المتطرفين.

وفورد ديبلوماسي مخضرم يحظى باحترام واسع وعمل سفيراً في دمشق أكثر من ثلاث سنوات حتى تقاعده في أواخر نيسان (أبريل) الماضي. وكان ترك سورية في العام 2011 بعدما تلقت الولايات المتحدة تهديدات ضد سلامته الشخصية في سورية.

ومن المرجح أن تذكي تصريحاته النقاش في شأن الموقف الحذر لأوباما من الحرب، فيما أطلق البيت الأبيض حملة لمواجهة الانتقادات الموجهة الى السياسة الخارجية للرئيس.

وأدلى الناخبون السوريون بأصواتهم، أمس، في انتخابات من المتوقع أن تسفر عن فوز ساحق للرئيس بشار الأسد، لكن معارضيه وصفوها بأنها “مسرحية هزلية” في خضم حرب أهلية مدمرة في البلاد.

وقال فورد إن الانتخابات “إشارة إلينا وإلى البلدان الأخرى في المنطقة وإلى أوروبا وغيرها بأن الأسد لن يرحل، وانه باق ورسخ قدميه في العاصمة في سورية، مع أن أجزاء أخرى من البلاد لا تزال خارج نطاق سيطرته”.

وتعقيباً على تصريحات فورد، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية ماري هارف: “إنه مواطن عادي. وله الحق في التعبير عن آرائه. وما نركز عليه اليوم هو المسؤولون الذين ما زالوا هنا ومن يعملون في سورية ومن يشتركون في الشعور بالإستياء الذي سمعتم به من الرئيس والوزير وآخرين”.

وكان أوباما دعا الأسد إلى التنحي عن السلطة، للمرة الأولى، في آب (أغسطس) عام 2011، لكنه قاوم دعوات إلى تدخل أميركي أكبر في سورية. وفي آب (أغسطس) 2013، أحجم عن توجيه ضربات صاروخية الى سورية رداً على ما تردد من أنباء عن إستخدام دمشق لأسلحة كيماوية. وبدلاً من ذلك، جرى التوصل إلى اتفاق أميركي روسي على نقل ترسانة سورية من الأسلحة الكيماوية إلى خارج البلاد.

وقدمت الولايات المتحدة تدريباً وإمدادات عسكرية محدودة إلى مقاتلي المعارضة المعتدلين. وقال مسؤولون أميركيون الشهر الماضي إن واشنطن ستوسع مساندتها لمجموعات منتقاة من المعارضين، لكنها لم تقدم تفاصيل تذكر.

وقال فورد في المقابلة: “لا أدري هل هم مستعدون لتوسيع مساعداتهم على نحو يكون له أثر ملموس على الأرض، وهذا هو المهم”.

وأضاف: “يجب علينا – ويجب علينا منذ وقت طويل – مساعدة المعتدلين في صفوف المعارضة السورية بالأسلحة والمساعدات الأخرى غير الفتاكة”.

وقال فورد: “لو فعلنا ذلك قبل عامين، ولو كنا قمنا بتوسيع نطاق مساعداتنا، لما استطاعت جماعات “القاعدة” التي تكسب أتباعاً أن تنافس المعتدلين الذين نتفق معهم في أمور كثيرة”.

وقال فورد إن روسيا وإيران في الوقت ذاته تزيدان مساعداتهما للأسد في درجة كبيرة.

وأضاف: “سياستنا لم تتطور، وأخيراً وصل بي الأمر إلى الحد الذي لا يمكنني فيه بعد الآن الدفاع عنها علانية”.

إعلان فوز الأسد بالرئاسة بـ 88 في المئةلا والغرب يؤكد أن لا مستقبل له في سوريا
المصدر: (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
في خضم حرب مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد، أعلن رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام فوز الاسد بولاية رئاسية ثالثة مدتها سبع سنوات بنسبة 88,7 في المئة من اصوات المقترعين. واعتبرت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى المجتمعة في بروكسيل ان هذه الانتخابات زائفة.

وقال اللحام في كلمة القاها عبر التلفزيون الرسمي: “عدد الاصوات التي حصل عليها … السيد الدكتور بشار حافظ الاسد 10 ملايين و319 الفاً و723 صوتاً، أي نسبة 88,7 في المئة من عدد الاصوات الصحيحة”. بينما حصل المرشح حسان النوري على 500 الف و279 صوتا اي نسبة 4,3 في المئة، والمرشح ماهر الحجار حصل على 372 الفا و301 صوت اي نسبة 3,2 في المئة. وأضاف: “بناء على ما تقدم، اعلن فوز الدكتور بشار حافظ الاسد بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية لحصوله على الغالبية المطلقة من أصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات… هنيئا للشعب السوري بخياره وقراره ولسوريا قائدها وربان سفينتها الى بر الامن والامان”.
وفي وقت سابق، أعلنت المحكمة الدستورية العليا ان عدد المقترعين بلغ “11 مليوناً و634 الفاً و412” من أصل 15 مليوناً و840 الفاً و575 ناخباً داخل سوريا وخارجها، أي ما نسبته 73,42 في المئة.
ومنذ إشارة التلفزيون السوري السوري الى قرب اعلان نتائج الانتخابات، بدأ اطلاق الرصاص ابتهاجا في مناطق مختلفة من دمشق، مما تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص واصابة عشرات آخرين، استناداً الى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له.
وفي مسودة بيان لمجموعة الدول الصناعية السبع المجتمعين في بروكسيل، قال زعماء المجموعة: “نندد بالانتخابات الرئاسية الزائفة التي جرت في الثالث من حزيران. ليس للأسد أي مستقبل في سوريا”.
وأضافوا: “ندين بقوة انتهاكات القانون الانساني الدولي وحقوق الانسان والقصف المدفعي العشوائي والقصف الجوي من النظام السوري… ثمة أدلة على ان جماعات متطرفة ارتكبت أيضا انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان. يجب محاسبة كل المسؤولين عن تلك الانتهاكات”.
وفي نيويورك، جددت منسقة البعثة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى سوريا سيغريد كاغ دعوة النظام السوري الى تسليم آخر مستوعبات الاسلحة الكيميائية لديه. واوضحت ان نحو 7,2 في المئة من ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية لا تزال في سوريا.
وتقول السلطات السورية ان المواد السامة موجودة في موقع واحد، لكن نقلها غير ممكن لاسباب امنية.
وقال ديبلوماسيون إن المفتشين المشرفين على تدمير ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية طلبوا من حكومة الأسد ايضاح نقاط متباينة في اعلانها الأصلي عن مخزونها الغازات السامة.
وأكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة شؤون الإغاثة الطارئة فاليري آموس في مؤتمر صحافي بنيويورك، استمرار تصاعد أعمال العنف في سوريا، واستمرار طرفي الصراع في انتهاك قرار مجلس الأمن الرقم 2139 في شأن إيصال المساعدات الإنسانية إلي المدنيين داخل سوريا.

بوتين الغائب الحاضر في مجموعة السبع و”خطة مشتركة” لـ “العائدين من سوريا”
المصدر: (و ص ف، أ ب)
أستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي بدأت اجتماعات في بروكسيل امس، بسبب الخلاف مع موسكو على أوكرانيا. ومع ذلك، بدا زعماء العالم متحمسين للسعي الى استعادة التعاون معه لتسوية الازمة.

وقال رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي الذي يستضيف القمة: “في هذه المرحلة ندرس بعض الاحتمالات الديبلوماسية والسياسية، لنرى ما اذا كانت روسيا مستعدة للانخراط اكثر في عملية وقف زعزعة استقرار أوكرانيا”.
وعندما ألح عليه الصحافيون في مسألة ما اذا كان الغرب يستعد لفرض مزيد من العقوبات على روسيا، أجاب: “اننا نواصل الاستعدادات” على المستوى التقني فحسب اذا ما كانت ثمة ضرورة لفرض المزيد منها.
ومعلوم انه منذ أحجمت روسيا عن غزو شامل لأوكرانيا وبدأت بسحب قواتها بعيدا من الحدود الاوكرانية وقبلت على مضض بنتائج الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، تراجع زعماء الغرب عن الحديث عن فرض المزيد من العقوبات على روسيا وانما سعوا الى معاودة الاتصالات الديبلوماسية.
ويخطط الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاين ديفيد كاميرون والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركيل لاجراء محادثات مع بوتين خلال مراسم احياء الذكرى الـ70 لانزال قوات الحلفاء في النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية في وقت لاحق من الاسبوع الجاري. ومع ذلك فان الرئيس الاميركي باراك أوباما لا يخطط للقاء الرئيس الروسي.
وفي لقاء ووسائل اعلام فرنسية، صرح بوتين بأنه مستعد للقاء أوباما على رغم الخلافات الحادة على أوكرانيا. ورأى ان “الحوار هو الطريقة الفضلى لردم الهوات”.
وردا على اعلان واشنطن أن في حوزتها “أدلة” على ان موسكو لا تزال تسهل عبور “مقاتلين” و”أسلحة” الى شرق أوكرانيا، قال بوتين: “أدلة؟ فليظهروها”.
وسئل هل يصافح الرئيس الاوكراني الجديد بترو بوروشنكو الذي دعي بدوره الى النورماندي، فأجاب بوتين الذي لم يعترف حتى الان رسميا بالرئيس الاوكراني الذي انتخب في 25 ايار والذي سينصب السبت في كييف: “لا أنوي تجنب أحد. لا أنوي تجنب أحد وسأتحدث بالتأكيد مع الجميع”.

“العائدون من سوريا”
على صعيد آخر، قالت مصادر ديبلوماسية ان زعماء مجموعة السبع في بروكيل سيعملون على “خطة تحرك مشتركة” في مواجهة التهديد الذي يشكله المقاتلون الاجانب العائدون من معسكرات الجهاديين في سوريا.
وأوضح مصدر ديبلوماسي بريطاني ان الزعماء “سيحاولون التفاهم” على حل لهذه المشكلة التي تعني دولا عدة داخل المجموعة. وأضاف ان المشاروات تهدف الى “عرض الوسائل والخبرات” لدى الدول والبحث في ما يمكن القيام به على صعيد “التعاون مع البلدان” المحاذية لسوريا ومراقبة “تمويل الارهاب”.
ويكتسب هذا الملف أولوية بعد اعتقال المتهم باطلاق النار داخل المتحف اليهودي في بروكسيل، وهو فرنسي جهادي سبق له ان زار سوريا.
كذلك، سيعقد وزراء الداخلية لدول المجموعة اجتماع عمل في لوكسمبور اليوم مخصصا لهذا الملف.

اعلان فوز الأسد بولاية ثالثة بـ 88% من الأصوات الاتحاد الأوروبي يعتبر الانتخابات غير شرعية ويدعو إلى “مفاوضات”
المصدر: (و ص ف، رويترز، ي ب أ، سانا)
اعلن رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام فوز الرئيس بشار الأسد بمنصب رئاسة الجمهورية لولاية رئاسية ثالثة بعد حصوله على الغالبية المطلقة من أصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات.

تحدث اللحام في مؤتمر صحافي عن “فوز بشار حافظ الأسد بمنصب رئاسة الجمهورية لولاية دستورية جديدة بحصوله على الغالبية المطلقة من أصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات إذ حصل على 10 ملايين و319 ألفا و723 صوتاً بنسبة 88٫7 في المئة”. وقال ان منافسه حسان النوري حصل على 4٫3 في المئة والمنافس الآخر ماهر حجار على 3٫2 في المئة.
واوضح الناطق باسم المحكمة الدستورية العليا ماجد خضرة في بيان تلاه عبر التلفزيون الرسمي ان عدد المقترعين بلغ “11 مليونا و634 الفا و412” من اصل 15 مليونا و840 الفا و575 ناخبا داخل سوريا وخارجها، اي ما نسبته 73،42 في المئة. واعتبرت 442 الفا و108 اوراق باطلة، اي ما نسبته 3,8 في المئة.
وبدأ اطلاق النار في الهواء في مناطق مختلفة من دمشق منذ بداية السهرة، بعدما اشار التلفزيون السوري الى قرب اعلان النتائج.
وفي الوقت عينه، كان التلفزيون يبث نداء من الاسد عبر شريط اخباري عاجل جاء فيه: “جنودنا البواسل وهم على خطوط النار يدافعون عن الوطن ويحاربون الارهاب اولى بكل رصاصة تطلق في الهواء تعبيرا عن الابتهاج باي مناسبة او حدث”. ودعا “المواطنين إلى التعبير عن المشاعر الوطنية بما يعكس حضارتنا وثقافتنا وأخلاقنا العالية كسوريين”.
وشكرت الرئاسة السورية في بيان “جميع السوريين الذين شاركوا بكثافة في انتخاب مرشحهم … وينتظرون نتائج التصويت ليبدأوا مرحلة جديدة من تاريخ سوريا العزّة والكرامة والإباء”، معتبرة انهم اثبتوا “تمسكهم بثقافة الحياة والأمل والتحدّي في مواجهة ثقافة الموت والإرهاب والانغلاق”.
واصدرت الوفود البرلمانية التي دعيت لمراقبة الانتخابات، والآتية من دول حليفة للنظام كايران وروسيا وكوريا الشمالية، بيانا مشتركا قالت فيه ان الانتخابات جرت “في شكل ديموقراطي وشفاف ونزيه”، وانها “جرت لاول مرة في سوريا في اجواء تنافسية بين ثلاثة مرشحين، ما يعد تطورا مهماً وتقدما لافتا في العملية السياسية”.
وتقول المعارضة ان النظام يريد من خلال الانتخابات الحصول على شرعية وعلى “رخصة لاستمرار القتل”. وكانت الازمة السورية بدأت منتصف آذار 2011 بحركة احتجاج شعبية سلمية تطالب باسقاط النظام قمعت بالقوة، قبل ان تتحول نزاعا مسلحا داميا اوقع اكثر من 162 الف قتيل.

الاتحاد الاوروبي
وفي المقابل، اصدرت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين آشتون بين ما جاء فيه ان الاتحاد “يعتبر” الانتخابات السورية “غير شرعية” وتسيء الى الجهود السياسية المبذولة لايجاد حل “لهذا النزاع المريع”. وقالت: “ندعو النظام الى معاودة مفاوضات سياسية حقيقية توجد الشروط التي تسمح بالتعبير الحقيقي عن ارادة الشعب السوري”. واضافت ان “النظام رفض اعلان جنيف اساسا لعملية سياسية انتقالية وواصل عملياته العسكرية مما ادى الى مقتل اكثر من 150 الف شخص ونزوح 6,5 ملايين في حين غادر 2,5 مليون شخص” سوريا.
ورأى مسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي انه “يجب الان ايجاد افكار اخرى لان الخطة التي اقترحها مؤتمر جنيف 1 وصلت الى طريق مسدود”. وقال ان “من مصلحة” الغربيين تشجيع معاودة المفاوضات في اقرب فرصة نظرا الى “عواقب” استمرار النزاع. واضاف انه، الى الملف الانساني المرتبط باللاجئين، ينبغي ان تؤدي مشكلة الاوروبيين الذين ذهبوا للقتال مع المجموعات الجهادية في سوريا واعتقل احدهم وتبين انه منفذ الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسيل، الى “فتح اعينهم”.
وفي مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية للتلفزيون، صرح السفير الاميركي السابق في سوريا روبرت فورد بانه قدم استقالته من منصبه الشهر الماضي، لأنه لم يعد يتحمل الدفاع عن السياسة الاميركية. وقال: “لم نتمكن من التعامل مع جذور النزاع في مسألة القتال على الارض واقامة توازن، وبات لدينا الآن تهديد المتطرفين المتنامي”.
وتتردد واشنطن في مد المعارضة السورية بالسلاح خوفا من وقوعه في ايدي اسلاميين متطرفين. وانتقد فورد هذا التردد، وقال ان “المعارضة المعتدلة تحتاج الى ادوات من اجل تغيير التوازن على الارض، على الاقل في بعض المناطق”.

قادة «الدول السبع» يصفون الانتخابات بـ«المزيّفة»
الأسد رئيساً لولاية جديدة بـ88.7 %
بشار الأسد رئيساً لسوريا لولاية ثالثة، وبنسبة بلغت 88.7 في المئة، وبفارق خيالي عن المرشحين الآخرين ماهر حجار وحسان النوري.
وإذا كانت عملية انتخاب الأسد رئيساً أمر غير مفاجئ، فإن المفاجئ كان نسبة عدد المشاركين في الاقتراع في بلد تتواصل فيه الحرب للسنة الرابعة على التوالي، والتي بلغت 73.42 في المئة، ما يعني، بالنسبة إلى السلطات السورية، أنه حصل على تفويض من الشعب لمواصلة السياسة التي ينتهجها في محاربة «الإرهابيين».
وأعلن رئيس مجلس الشعب (البرلمان) السوري محمد جهاد اللحام أن الأسد حصل على 88.7 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية ليفوز بفترة ولاية ثالثة. وأشار إلى أن النوري حصل على 4.3 في المئة من الأصوات، وحصل الحجار على 3.2 في المئة.
وقال اللحام «عدد الأصوات التي حصل عليها بشار حافظ الأسد، 10 ملايين و319 ألفا و723 صوتاً، أي نسبة 88.7 في المئة من عدد الأصوات الصحيحة. وحصل النوري على 500 ألف و279 صوتاً بنسبة 4.3 في المئة، بينما حصل المرشح حجار على 372 ألفاً و301 صوت بنسبة 3.2 في المئة من عدد الأصوات الصحيحة».
وكان المتحدث باسم المحكمة الدستورية العليا في سوريا ماجد خضرة قال، في بيان، إن عدد المشاركين في الانتخابات بلغ «11 مليوناً و634 ألفاً و412 شخصاً من أصل 15 مليوناً و840 الفاً و575 ناخباً داخل سوريا وخارجها»، مشيراً إلى أن «نسبة المشاركة بالتالي بلغت 73.42 في المئة». وأشار إلى أن 442108 أوراق اعتبرت باطلة، أي 3.8 في المئة.
وبدأ إطلاق النار في الهواء في مناطق مختلفة من دمشق، برغم بث التلفزيون نداء من الأسد دعاهم فيه إلى الامتناع عن هذا الأمر، موضحاً أن «جنودنا البواسل وهم على خطوط النار يدافعون عن الوطن ويحاربون الإرهاب أولى بكل رصاصة تطلق في الهواء تعبيراً عن الابتهاج بأي مناسبة أو حدث».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «قتل ثلاثة أشخاص وأصيب العشرات في دمشق في إطلاق النار ابتهاجاً بإعادة انتخاب الأسد».
وأكد رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات القاضي هشام الشعار، في بيان، أن «استحقاق الانتخابات الرئاسية تم من دون أي عوائق أو إشكالات تذكر، وأثبت فيه المواطن السوري وطنيته وحرصه على اختيار رئيس يقوده في المرحلة المقبلة للخروج من الأزمة التي نعيشها»، مشيراً إلى أنه «لم يسجل أي إشكال أو خرق بالنسبة للانتخابات التي حصلت في الخارج، ولم نتلق أي شكوى من أي مرشح حتى الآن». واعتبر أن «رأي الدول الغربية المشككة في انتخابات الرئاسة لا يقدّم ولا يؤخّر أمام رأي الشعب السوري».
وكانت الوفود البرلمانية، التي دعيت لمراقبة الانتخابات والآتية من حوالي 30 دولة، أصدرت بياناً مشتركاً اعتبرت فيه أن الانتخابات جرت «في شكل ديموقراطي وشفّاف ونزيه».
وحمّلت الوفود، في البيان الذي تلاه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، «الولايات المتحدة وحلفائها مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري»، داعية «الدول الداعمة للإرهاب إلى التوقف عن تقديم جميع أنواع الدعم للإرهابيين».
ودان قادة مجموعة السبع، في بيان بعد اجتماعهم في بروكسل، الانتخابات السورية، واعتبروا أنها «مزيّفة»، مكررين مطالبتهم الأسد بالتنحي عن السلطة.
وقال القادة «نندد بالانتخابات الرئاسية الزائفة التي جرت في الثالث من حزيران: ليس للأسد أي مستقبل في سوريا». وأضافوا «ندين بقوة انتهاكات القانون الانساني الدولي وحقوق الانسان والقصف المدفعي العشوائي والقصف الجوي من قبل النظام السوري». وتابعوا «ثمة أدلة على أن جماعات متطرفة ارتكبت أيضا انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان. يجب محاسبة كل المسؤولين عن تلك الانتهاكات».
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في بيان، إن الاتحاد «يعتبر» أن الانتخابات غير شرعية وتسيء إلى الجهود السياسية المبذولة لإيجاد حل لهذا النزاع المريع». وأضافت «ندعو النظام إلى استئناف مفاوضات سياسية حقيقية توجِد الشروط التي تسمح بالتعبير الحقيقي عن إرادة الشعب السوري».
وأضافت أن «النظام رفض إعلان جنيف أساساً لعملية سياسية انتقالية، وواصل عملياته العسكرية ما أدى إلى مقتل أكثر من 150 ألف شخص ونزوح 6.5 ملايين في حين غادر 2.5 مليون شخص» سوريا.
وقال بروجردي، في مقابلة مع وكالة «فارس»، «اعتقد أن الانتخابات ستغيّر المعادلات، حيث أن الأمور ستتغير مع تقدم عملية المصالحة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، وأنه لا معنى لمؤتمر جنيف بعد هذه التطورات». وأضاف «الأميركيون يريدون وضع سوريا بموقف الضعف عبر مؤتمر جنيف الدولي، إلا أنه ومع إجراء الانتخابات الرئاسية، بإمكان الرئيس الجديد القول بأنه منتخب من الشعب لولاية تمتد سبع سنوات، حيث يعكس موقف قوة «.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي إن وزير الخارجية جون كيري سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في باريس اليوم، مضيفة «ستتركز المناقشات على أوكرانيا وكذلك سوريا والجهود الجارية لإزالة ما تبقى من الأسلحة الكيميائية».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

«جهاديو» سوريا لم يعكّروا صفو الانتخابات:
عجز ميداني.. أم خوف من خسارة الحاضنة الشعبية؟
عبد الله سليمان علي
أنجزت الانتخابات الرئاسية في سوريا من دون أن تعكّرها منغّصات ذات طابع دموي (لم تعد المنغصات غير الدموية تثير الاهتمام في سوريا)، برغم أن جميع الأطراف، موالاة ومعارضة ومسلحين، كانوا يتحسبون ليوم الانتخابات، متخوفين من حمّام دم قد يفتح صنابيره طرفٌ أو آخر لحسابات ودوافع مختلفة.
وبرغم سقوط عشرات قذائف الهاون على دمشق، إلا أن ذلك لم يؤدّ إلى تنغيص العملية الانتخابية، التي يمكن القول بعد انتهائها إنها جرت في ظروف أمنية «غير سيئة» بالنسبة لما تشهده البلاد من حروب ومعارك منذ ثلاث سنوات ونيف.
فهل كانت الفصائل، مثل «جبهة النصرة» أو «أحرار الشام» أو «جيش الإسلام» أو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) عاجزةً عن استهداف هذه الانتخابات، وتعكير صفوها بالدم؟ أم كانت هناك أسباب أخرى وراء عدم الاستهداف؟
يصعب التصديق أن الفصائل، منفردة أو مجتمعة، كانت عاجزة عن تنفيذ عمليات ضد مراكز الاقتراع المنتشرة في نواحي البلاد، لاسيما إذا أخذنا بالاعتبار أنه قبل أيام فقط نفذت «جبهة النصرة» وخلال أربع وعشرين ساعة حوالي تسع عمليات انتحارية، توزعت بين جبل الأربعين وريف حماه ومدينة حمص، بينما ذكر «داعش» أنه نفذ حوالي سبع عمليات انتحارية في ريف حمص الشمالي.
في المقابل لا يعني ذلك أن هذه الفصائل كانت قادرة على تنفيذ عمليات انتحارية ضد مراكز الاقتراع من دون أن يكلفها الأمر ثمناً غالياً لم تعد قادرة على تحمل أعبائه، لجهة الرد العسكري من قبل الجيش السوري الذي أوجعها سابقاً مقابل عمليات قامت بها.
كما تدرك هذه الفصائل، التي تتناحر في ما بينها في المنطقة الشرقية، أن الجيش السوري يملك الكثير من أدوات التأثير على مسار صراعها مع بعضها، أو لجهة رد فعل «الحاضنة الشعبية» التي تعرضت خلال الفترة السابقة للكثير من التشققات في بنيتها، ما جعلها غير قادرة على تحمّل استهداف حشود الناخبين أو تبريره بأي شكل من الأشكال، لذلك سمعنا عدداً من التصريحات الصادرة عن قادة فصائل، على رأسهم رئيس «الهيئة السياسية في الجبهة الإسلامية» حسان عبود وصلت إلى درجة التطمين بأنها لن تقوم بأي عملية خلال فترة الانتخابات. وهي بالتأكيد لم تكن تسعى إلى طمأنة النظام، وإنما كانت تريد تبرئة ذمتها أمام من بقي من حاضنتها الشعبية كي لا تخسره في حال قرر فصيل آخر الإقدام على عملية ما.
لكن يبدو أن الأمر أبعد من موضوع القدرة أو العجز، إنه موضوع تبدل أولويات وتغير قناعات، فلم يعد «إسقاط النظام» هدفاً ملحّاً لدى الفصائل التي تحوّل همها، في ظل حروبها ضد بعضها البعض، إلى الحفاظ على نفسها وحماية مناطق سيطرتها من الفصائل الأخرى، بل يمكن القول إن «إسقاط النظام» أصبح هدفاً منسياً مقابل إحياء هدف إسقاط الفصائل لبعضها، وأصبح كل فصيل يرى الأولوية في إسقاط الفصيل الآخر، معتبراً «إسقاط النظام» غير ممكن قبل ذلك.
ويعزز من ذلك أن الموقف من الانتخابات، وكيفية مواجهة إجرائها، كان ملتبساً بل مزدوجاً، وقد يكون تصريح رئيس «الائتلاف السوري» المعارض أحمد الجربا وتحذيره من «تفجيرات سيقوم بها النظام في مراكز الانتخاب، طالباً من السوريين التزام منازلهم»، خير تعبير عن هذه الازدواجية الملتبسة. فهل تصريحه تحذير فعلي مما يمكن أن يقدم عليه النظام، أم أنه غطاء مسبق قدّمه الجربا لأي جهة تخطط لاستهداف العملية الانتخابية وتطمينها بأن المتهم بالتفجيرات سيكون النظام وليس أحداً سواه؟
ومع ذلك بقيت المراكز الانتخابية خارج دائرة الاستهداف طوال اليوم الانتخابي الطويل الذي امتد حتى منتصف ليلة أمس الأول، ولم تتبرع أي جهة أو فصيل بارتداء الغطاء المجاني الذي قدّمه الجربا.
وبرغم أن غالبية هذه الفصائل كانت محرجة أساساً من واقع إجراء الانتخابات، وكانت ترغب في عرقلتها، إلا أنها كانت تريد أن تأتي العرقلة من غيرها كي لا تضطر هي إلى دفع الثمن.

الانتخابات الرئاسية في سوريا.. ما بعد فوز الأسد
زياد حيدر
ليست مثالية الانتخابات التي سيقترع بها السوريون اليوم، ولا تجري في ظروف طبيعية مريحة، لكنها الأولى في تاريخهم المعاصر، والقول إنها سطرت بالدم لا يخلو من حقيقة مُرة.
تخيُّل ظرف آخر تجري فيه هذه الانتخابات، مزين بالصور الاحتفالية، والخيم الانتخابية، والجدل السياسي حول الخطأ والصواب، ورسم السياسات المستقبلية، وتفنيد الماضي، بين مرشحين تقوم بينهم أرقام استطلاعات الرأي… ليس ممكنا هذا الأمر، كون الظروف الدموية التي تظلل خلفية هذا الاستحقاق الدستوري، هي التي قادت إليه، ورسمت آفاقه، ووضعت برنامجا سياسيا كان حتى العام 2011 غير ملموس على خطى عملية، بغض النظر عما يقال عن سوء أو حسن التنفيذ لاحقا.
الانتخابات الرئاسية المحسومة النتائج، تأتي تتويجا يكاد يكون نهائيا لمجمل البرنامج السياسي الذي صنعته الأحداث، والذي بدأ بانتخابات بلدية، تلاها تغيير للدستور، تبعته انتخابات برلمانية، وصولا إلى الانتخابات الرئاسية، التي ستسطر مرحلة «هدوء دستوري» لمدة سبعة أعوام، إذا ما افتُرض أن الأحوال المهتزة في سوريا لن تقود إلى تحولات جذرية، تفرض إيقاعا جديدا للعملية السياسية، أو تفرض واحدة جديدة. هذا الاحتمال الممكن، لكن الضعيف، يرتكز على عناصر الغيب المؤثرة في القضية السورية، ويبقى احتمالا موازيا، في الوقت الذي تقول مصادر الحكم في دمشق إن مسار الانتخابات رُسم كي يُخطى به لا لمجرد الشكل، بالرغم من احتمالات التأجيل التي ظلت تحوم حول عملية اليوم، حتى حسم الأمر منذ شهرين على اقل تقدير.
نقاش الاستحقاق ظل حاميا على مدار الأشهر التي استهلت العام 2014، بين فكرتي التأجيل والتمديد من جهة، وفكرة إجراء انتخابات صريحة. فكرة التأجيل لمدة عامين، أو التمديد نتيجة تعذر إجراء الانتخابات بسبب الظروف الميدانية، كانت من وجهة النظر تلك، تمنح الحل السياسي «فرصا أوسع»، و«تسمح بتهدئة النفوس»، و«توفر على الجيش تصعيدا» قد لا يكون مبرمجا.
إلا ان الجانب السلبي لهذه الحجة، كان يتمثل في «الفهم الخاطئ» المتوقع لدى الخصم، كما في كل مرة قدمت الحكومة السورية فرصة ترى من وجهة نظرها أنها تخدم الحل السياسي. كان التفسير المرجح، لهذا التأجيل سيكون أن خصمهم في دمشق قد تعب، وأنه يطلب الهدوء، أو أنه خضع لضغط حلفائه، من روس وإيرانيين، لتمهيد الظروف نحو تسوية، وصولا إلى الاستنتاج الدوري لمعسكر «أصدقاء سوريا»، بأن «ثمة ملامح لتخلي طهران عن الرئيس بشار الأسد» كما يحلو للبعض القول بين دورة سياسية وأخرى.
ظلت فكرة التأجيل قائمة، وفي فضائها تعوم عدة خطط سياسية، ربما أبرزها ما تم الحديث عنه باعتباره «مبادرة إيرانية» لحل الصراع في سوريا. وتقوم المبادرة، التي تحدثت عنها وسائل الإعلام بعد أسابيع من طيّها، عن إمكان «تأجيل الانتخابات الرئاسية مقابل الشروع في تسوية سياسية تسبقها تهدئة» تحظى بمؤازرة إقليمية، يشكل طرفيها السعودية وإيران، ويرعاها القطبان المتنافسان روسيا وأميركا. لكن المبادرة التي عدلت لاحقا لأفكار لاحقة للانتخابات الرئاسية، تتحدث عن «تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية لمصلحة رئيس حكومة منتخب من قبل البرلمان، في انتخابات تتبع عملية سياسية».
في دمشق ثمة اطلاع على هذه الأفكار، لكن لا قبول بها، والسبب أن مؤشرات التصعيد لا تغيب عن رقابة الأجهزة، ولا تحمل معها ما يمكن قراءته باعتباره «بوادر تحول أو تغيير».
ورغم آلاف الكلمات التي كتبت عن تغيرات في المشهد، أو ضعف في المعسكر المقابل، مثل «انعطافات قطرية» مفاجئة، و«تصويب سياسات» سعودية، و«قنوات اتصال» تفتح وتغلق، لم تر دمشق سوى تصعيد يليه تصعيد، واشتداد في العصب السياسي المقابل، وصولا إلى إيصال السلاح الحديث لقوى المعارضة، وأخيرا تدريب عناصرها بشكل علني.
كانت تلك هي الصورة التي يقرأها القائمون على مركز القرار في سوريا، وهي التي قادت إلى الاستنتاج بأن «الاستمرار في المواجهة هو الأكثر ضمانا لتغليب إمكان حل مُرض، لا فرض حل غير مناسب».
واستفادت سوريا، إلى حد كبير من أزمة القرم، وإحساس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن نفوذه ومصالح بلاده مهددة على تخوم حدوده، ليس من قراءة الموقف الدولي في شمال روسيا على هذا الأساس، بل تلقت رسائل مباشرة من القيادة الروسية «بالسير قدما، ليس بالانتخابات فحسب، وإنما بجناحي العملية السياسية، العسكري والدستوري».
كان ذلك يعني أن ظروف الداخل في سوريا ستبقى على ما هي عليه، وما على المجتمع الدولي فرصة أخرى، غير اختلاق حل من هذا الواقع، لا فرض واقع مختلف لاختلاق حل جديد. ويسود الاستنتاج لدى دمشق وحلفائها أن خطة «تغيير ظروف الواقع نحو قلب موازين القوى» ستبقى هي سبيل المعسكر الآخر، بانتظار معطيات تفيد بممارسة المزيد من الضغط السياسي والعسكري.
أما داخليا، فيرى الحكم مخرجين أساسيين، يتمثل الأول بإعطاء الصلاحيات الواسعة للمجتمع المدني والوجهاء الاجتماعيين وأعيان المجتمعات الصغيرة، لإجراء تسويات محلية ومصالحات عامة، تقود لمناطق خارج دائرة الاشتباك.
المصالحات المحلية والتسويات التي انتشرت، واتسمت بثقل الدعم الرئاسي، ساعدت الجيش المضغوط على نقل قواته من مناطق ثانوية إلى مناطق أكثر أهمية، وإراحة قسم من جنوده، واستقدام آخرين، وترتيب أولويات الصراع. كما ساهمت العملية في تعميق الرغبة في التسامح والتصالح، أمام استحالة العودة للحياة الطبيعية بأية طرق أخرى.
ونجحت الحكومة ربما في خدمة التحدي الآخر المتمثل بأعداد المقترعين المحتملة، إذ رأى كثيرون أن الأفق الموصوف سابقا هو الأفق الوحيد الموجود، رغم كل الملاحظات والجراح المفتوحة والأحقاد المتراكمة.
أما بعد الانتخابات فليس من السهل التنبؤ بتحولات. المعركة مستمرة وصعبة، وطويلة. خصوم سوريا، حصلوا للمعارضة المتمثلة بـ«الائتلاف الوطني» على اعتراف ديبلوماسي في العديد من العواصم الكبرى. زادوا من إمكان دعم تلك المعارضة بسلاح نوعي، وأوحوا بعزلة طويلة الأمد للدولة السورية، شبيهة بتلك التي طالت العراق بعد حرب الخليج الثانية. حلفاء دمشق من جهتهم، تعلموا الدرس من تجربة العراق. سوريا تستعد لقبول طلبها في «الاتحاد الجمركي الروسي»، وتدرس خططا «لإعادة الإعمار» وضعها الروس، وتستحوذ على دعم إيراني غير منقطع.
قسم كبير من خصوم سوريا يسأل إلى «متى هذا الاستنزاف الذي يخلق بيئات صراع جديدة» تتمثل بـ«الجهاديين». ورقة «الجوكر»، تلك، التي تتصدر رؤية المحللين، يمكن أن تقلب أوجه الصراع في سوريا رأسا على عقب.

كيري يدعو روسيا وإيران وحزب الله إلى الانخراط في وضع حد للحرب في سوريا
بيروت ـ من جاد يتيم ـ دعا وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم الأربعاء، إيران وروسيا وحزب الله اللبناني إلى الانخراط في “جهد شرعي” لوضع حد للحرب في سوريا، حيث إن الحل السياسي هو “الحل الوحيد”، وأعلن عن تخصيص بلاده مساعدة جديدة بقيمة 290 مليون دولار للنازحين السوريين داخل بلادهم، وفي دول الجوار، منها 51 مليونا لأولئك الموجودين في لبنان.

وفي مؤتمر صحفي عقب لقائه رئيس الوزراء اللبناني، تمام سلام، في مقر الحكومة بالعاصمة بيروت، أعرب كيري عن التزام الولايات المتحدة “العميق بدعم أمن لبنان”، ودعم القوات المسلحة اللبنانية، واعتبر أنه أصبح من المهم “الآن” انتخاب رئيس جديد للبلاد (من جانب مجلس النواب).

وخاطب الدول التي “تدعم (رئيس النظام السوري بشار) الأسد”، قائلا إن “ما يجري الآن في سوريا “أصبح حربا من نظام ضد شعبه”.

ودعا تلك الدول “وبشكل خاص إيران وروسيا وحزب الله الى الانخراط بجهد شرعي لوضع حد لهذه الحرب”، مشددا على أن بلاده “تسعى للمضي بالحل السياسي، وهو الحل الوحيد”.

ومضى كيري قائلا: “يسرني أن أعلن اليوم باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساعدات إضافية بقيمة 290 مليون دولار للنازحين السوريين داخل سوريا وفي دول النزوح، منها 51 مليونا لأولئك الموجودين في لبنان”.

وأشار إلى أن ذلك يرفع المساعدات الأمريكية “المخصصة للبنان فقط إلى 400 مليون دولار”.

ورأى أن تلك المساعدات “تثبت التزام الولايات المتحدة بأكثر من ملياري دولار لمساعدة النازحين السوريين منذ بداية الأزمة (السورية منتصف مارس/ آذار 2011).

وتابع: “لأكون صريحا فإن هذه المبالغ لا تكفي… على الدول مسؤولية وضع حد لهذه الأزمة”.

وأكد كيري “التزام اوباما العميق بدعم لبنان من الناحية الأمنية وسنتابع التزامنا”، موضحا أن “أمن لبنان مهم بالنسبة للولايات المتحدة”.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي اللبنانيين إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية “في المواعيد التي ينص عليها الدستور”.

ومضى قائلا: “أصبح من المهم الآن ملء هذا الفراغ” الرئاسي المستمر منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق، ميشال سليمان، يوم 25 أيار/مايو 2014.

وأضاف أن الكل يعرف أن “الولايات المتحدة ملتزمة بشكل كبير باستقرار لبنان وسيادته ودعم الشعب اللبناني في هذه الفترة الصعبة”، خصوصا أن “عواقب” الحرب السورية “تتخطى الحدود السورية ولبنان يشعر بها”.

وأشار إلى أن أكثر من 1600 قرية ومدينة في لبنان تستقبل النازحين السوريين، الذي “سنحت لي فرصة لقائهم خلال وجودي في الأردن”.

وتابع أنه خلال وجوده في لبنان “كان من المستحيل ألا أشعر بغضب واستياء هؤلاء”؛ لأنهم لا يرون نهاية لهذه الحرب.

ودعا كيري المجتمع الدولي إلى “الالتزام بدعم لبنان والدول التي تعاني من هذه المأساة الانسانية”، في اشارة الى اللاجئين السوريين.

وختم بأن الولايات المتحدة تدرك أن “لبنان مختلف في طريقة استقباله للنازحين” عن باقي الدول التي أنشأت المخيمات، حيث ينتشر هؤلاء في “كافة المناطق اللبنانية”، ما يعني أعباء إضافية على البلاد.

ويفوق عدد اللاجئين السوريين المتواجدين في لبنان والمسجلين لدى الأمم المتحدة المليون و90 ألف، فيما يقول مسؤولون لبنانيون إن عددهم تجاوز المليون و500 ألف.

النظام ينعي ستة ضباط رفيعين
سفير امريكي سابق يهاجم سياسة اوباما المترددة في سوريا
لندن «القدس العربي»: انتقد روبرت فورد السفير السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى دمشق بشدة يوم الثلاثاء السياسة الخارجية للبيت الأبيض بشأن سوريا قائلا إن واشنطن كان ينبغي لها أن تفعل المزيد وتبادر إلى تسليح الفئات المعتدلة من المعارضين للحكومة السورية.
وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون «بي.بي.إس» قال فورد إنه نتيجة لتردد الولايات المتحدة، زادت المخاطر التي تتعرض لها بسبب المتطرفين.
وفورد دبلوماسي مخضرم يحظى باحترام واسع وعمل سفيرا في دمشق أكثر من ثلاث سنوات حتى تقاعده في أواخر نيسان/ أبريل.
الى ذلك نعت وسائل إعلام النظام السوري ستة ضباط رفيعين قتلوا خلال اليومين الماضيين في مناطق متفرقة، عبر المعارك الدائـــرة بين الثوار وقوات النظام.
وأكدت مصادر ميدانية أن اللواء موسى موسى قتل يوم أمس في معارك دمشق، دون ذكر المنطقة على وجه التحديد، كما قتل كل من العميد الطيار غياث حسان عبود والمقدم محسن محمد في المليحة.
وفي ريف حلب الجنوبي، قتل العميد عبد اللطيف سلمان، أما في ريف حمص فقتل كل من العميد هاشم خليل، و المقدم الطيار الياس سليم درة.

طالب روسيا وايران وحزب الله ببذل «جهد حقيقي» لإنهاء النزاع السوري
جون كيري يدعو الى انتخاب رئيس لبناني «بصلاحيات كاملة»
بيروت ـ وكالات: دعا وزير الخارجية الامريكي جون كيري في مؤتمر صحافي عقــــده في بيروت الاربعاء الى انتخاب رئيس لبناني «يمارس صلاحياته كاملة»، بعيدا عن التدخل الخارجي.
وقال كيري بعد اجتماعه مع رئيس الحكومة تمام سلام اثر وصوله الى لبنان في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، «الوضع السياسي والطريق المسدود حاليا في لبنان مقلق جدا. من المؤسف ان البرلمان لم يتمكن من انتخاب رئيس وفق ما ينص عليه الدستور اللبناني. واليوم من المهم جدا ان يتم ملء الشغور».
وأضاف «نحتاج الى حكومة حرة من أي تأثير خارجي ورئيس يمارس صلاحياته كاملة ورئيس وبرلمان يتجاوبان مباشرة مع الشعب وحاجاته».
وقال كيري انه نقل دعم الرئيس الامريكي باراك اوباما «للإدارة اللبنانية التي يتولاها رئيس الوزراء تمام سلام وحكومته».
وقال ان «لبنان يحتاج ويستحق ان تكون له حكومة كاملة تمارس صلاحياتها كاملة وتعمل بشكل كامل»، معربا عن امله في ان «يختار البرلمان اللبناني رئيسا بسرعة».
ودعا وزير الخارجية الامريكي جون كيري من بيروت الاربعاء حلفاء النظام السوري ايران وروسيا وحزب الله اللبناني، الى «بذل جهد حقيقي» لوضع حد للحرب في سوريا، واعتبر ان الانتخابات الرئاسية السورية لا قيمة لها.
وقال كيري في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماعه مع رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام، «مسؤوليتنا كلنا، كدول، العمل على انهاء هذا النزاع (السوري)، وانا ادعو بالتحديد الدول التي تدعم نظام الاسد مباشرة (…)، ادعو ايران وروسيا وحزب الله الموجود هنا في لبنان، الى بذل جهد حقيقي لوضع حد لهذه الحرب».
وردا على سؤال حول الانتخابات السورية التي جرت الثلاثاء والمحسومة سلفا لمصلحة الرئيس بشار الاسد، قال «الانتخابات ليست انتخابات. هي عبارة عن صفر كبير. كيف تكون انتخابات عندما يكون الشعب غير قادر على الانتخاب او على اتخاذ قرار؟».

مذيعة في اللاذقية تلقن ناخبات على الهواء أن يقلن انهن قادمات من إدلب وأهالي المناطق المحررة حملوا صور شهدائهم ولافتات تقول: «انتخبوا شهيدا»
عواصم ـ وكالات: دخل شهداء الثورة السورية بالمناطق المحررة «المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام» في منافسة مع الأسد داخل مراكز اقتراع رمزية أقامتها تنسيقيات الثورة السورية تحت عنوان «انتخب الثورة» .
ونقلت صفحة «انتخابات الدم» بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بعضا من أنشطة هذه المراكز، والتي تحتوي صناديق اقتراع يقوم سكان المنطقة بوضع أسماء شهدائهم فيها.
وفي مشهد أقرب بمشهد الانتخابات الرئاسية، حيث يحمل من يدعي التلفزيون السوري أنهم مؤيدون صورا للأسد ولافتات تحمل عنوان «انتخبوا الأسد»، حمل أهالي المناطق المحررة صور شهدائهم ولافتات تحمل اسم «انتخب شهيدا».
محمد الحاج، شاب من الغوطة الشرقية «شرق دمشق» التقته تنسيقيات الثورة وهو يضع صوته في الصندوق مانحا إياه لأحد شهداء عائلته.
وقال الحاج، في فيديو بثته تنسيقيات الثورة عبر موقع «اليوتيوب»، «جئت لانتخب شهيد عائلتي، من يريد أن ينتخب الأسد فهو أدنى من مستوى الندالة والقذارة».
سيدة أخرى من منطقة دوما،بريف دمشق، لم تكشف عن اسمها، جاءت لمركز اقتراع «انتخب الثورة» لتنتخب شهيدا من الحي الذي تقيم فيه، كما قالت في فيديو بثته تنسيقيات الثورة.
وأضافت تلك السيدة بلهجة حادة وهي توجه رسالة لمن ذهب بملء إرادته لانتخاب بشار الأسد: «على ماذا تنتخبون الأسد… هل تنتخبونه ليجوعنا ويقتل المزيد منا».
وبث التلفزيون الرسمي التابع للنظام السوري عن طريــــق الخطأ، حديثاً لمذيعة تابعة له كانت تلقن الناخبيــن آراء إيجابيةعن الانتخابات التي نظمها النظام السوري في المناطق الخاضعة لسيطرته يوم الثلاثاء.
وقالت المذيعة في محافظة اللاذقية غربي سوريا لمجموعة من الناخبات باللهجة العامية قبيل لقاء معهن كانت تتحضر لإجرائه«يا الله صبايابدي حكي (أريد كلاماً)حلو عن الانتخابات بأنكن قدمتن من إدلب (شمال) للمشاركة»، ظناً منها أن البــــث المباشر يتــــم من مركز آخر في الشاشــة التي قسمت إلى عدد من النوافـــذ لتغطية أكبر قدر ممكن من مراكز الاقتراع قبل أن يقاطعها المذيع في الاستديو، وينبهها بأنها على الهواء مباشــرة، ما أوقعها في موقف محرج.
في الوقت نفسه،قال ناشطون سوريون معارضون إن النظام بارع في فبركة وتصوير «طوابير المقترعين»، وذلك من خلال تجاربه الكثيرةفي الاستفتاءات والانتخابات البرلمانية الصورية التي نظمها خلال أكثر من 40 عاماً من عمر حكم الأسد الأب(حافظ) والابن (بشار).
ويعد خطأ المذيعة في اللاذقية أحد الدلائل على كلام الناشطين.

فاز الأسد وكشف عن محدودية قوته… نفاق غربي لا يريده منهزما… ولا تستطيع القوى المتنازعة التشارك في السلطة بل في سوريا مقسمة
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: لماذا نظمت الحكومة السورية الإنتخابات الرئاسية وهي تعلم أن الفائز الوحيد سيكون فيها بشار الأسد، سؤال طرحته تقارير الصحافة الغربية ومن لم تجد تعليقات اكتفت برسوم كاريكاتيرية حيث صورت صحيفة «اندبندنت» الأسد وانتخاباته الزائفة بكوميديا شهيرة مثل فيها جون كليز «فولتي تاورز» وفي الصورة بدا الأسد الطويل مثل كليز ويداه ملطختان بالدماء وهو يقول لا تسألوا عن الحرب.
وفي صحيفة «التايمز» ظهر الأسد يقود مقاتلة وهي ترمي صناديق اقتراع متفجرة، كلعب على البراميل المتفجرة التي لم تغب عن تقرير ريتشارد سبنسر الذي قال إن هناك من ذهب في دمشق للتصويت، ومن بقي في حلب ليتلقى البراميل المتفجرة ويموت. فالإنتخابات تمت بين صناديق اقتراع وصناديق متفجرة.

لماذا نظم الإنتخابات؟
وقد حاول شانشك جوشي الباحث في مركز الدراسات المتحدة تحليل سبب حرص النظام السوري والأنظمة الديكتاتورية بشكل عام على تنظيم الانتخابات، فقي مقاله الذي نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» قال إن هناك ثلاثة أسباب التحشيد والحصول على الشرعية والإحتفال.
فالإنتخابات فرصة لحشد الموالين المتعبين وراء النظام خاصة الأقليات الدروز والعلويين، وصعود الجهاديين وسط المعارضة زاد من مظاهر قلق هذه الجماعات ومن هنا يقول الأسد «أظهروا دعمكم لي في صناديق الإقتراع وسأحميكم»، أما الشرعية فهي محاولة من النظام لإقناع الحلفاء بأنه يحظى بدعم جديد، رغم وجود نقاش داخل المؤسسة الحاكمة في إيران الحليف الرئيسي للنظام السوري على مواصلة ضخ المليارات في الإقتصاد السوري.
ويقول إن هناك دولا غير غربية تتعاطف مع الأسد والتي ترى أنه يواجه جماعات مدعومة من الخارج، وعليه فستجد دول مثل الهند أن الأسد يحظى بدعم شعبي معقول وأن مطالب المعارضة برحيله غير منطقية. أما بالنسبة للهدف الثالث وهو الإحتفال، فهو يأتي بعد كتابة متعجلة لنهاية الأسد، فقد كانت هناك أقلية تعتقد والكاتب واحد منهم أنه سينجو من الازمة. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 نشرت المخابرات الأمريكية «سي أي إيه» تقريرا توقعت فيه سقوط الأسد في مدى 10 أسابيع.
ولكن النظام حصل على دعم واسع من إيران وحزب الله واستفاد من الإقتتال بين فصائل المعارضة. ومن هنا فالشعور بالنصر يعطي إشارة عن نية الأسد البقاء في السلطة وأن أي حوار بينه وبين المعارضة يجب أن يقوم على قاعدة استمراره في السلطة.
ويكتب جوشي «كتب الأسد دليلا كاملا لكل الطغاة المحاصرين، فقد فرق أعداءه، ومنع تدخل الغرب، وأقام تحالفات عدة فاعلة، وأقنع مؤيديه أنهم يواجهون تهديدا وجوديا وعليه فالنظام هو الجهة الوحيدة القادرة على حمايتهم، وأنجازات كهذه ليست قليلة وعليه فهو يستحق نسبة عالية من 90٪ بالمئة من الشعب المغرم به وكتفويض خيالي من أجل مواصلة تدمير البلد وتحويله لأنقاض».

محدودية القوة
ومن هنا لاحظت آن برنارد في صحيفة «نيويورك تايمز» الأجواء الإحتفالية على مراكز الإقتراع مشيرة أن حماس بعض المواطنين جعلهم يقولون إنهم صوتوا أكثر من مرة. ومثل غيرها من التقارير قالت إن الإنتخابات تجري في فضاء يشهد دمارا حيث لم تعقد في مناطق المعارضة. ورغم محاولة الأسد تأكيد شرعيته إلا أن هناك محدودية لما يمكن للأسد أن يفعله من الإنتخابات فهو وإن لن يغادر السلطة قريبا مما سيحرج الدول الغربية، إلا أنه لا يستطيع جمع شتات البلد من جديد، فليس بعيدا عن أجواء الإنتخابات في دمشق أحياء في العاصمة تعتبر مناطق للمعارضة لم تشارك في الحفلة، فلم ترفرف أعلام الحكومة على البنايات المتداعية في البرزة والقابون، ولا تجمعات راقصة، وحول صاحب بقالة الموجة من الإستماع لتغطيات الإنتخابات الإنتصارية للإستماع بدلا من ذلك لصوت القصف. ولخص مازن وهو مقاتل شاب من القابون الوضع بالقول «بشار ليس رئيسنا»، مع أن الحكومة اشارت إلى اتفاقيات الهدنة الأخيرة في الأحياء التي حاصرتها وجوعت سكانها كدليل على المصالحة وعودة الحياة الطبيعية للبلاد، ولم تنجح الحكومة بعد استثمار الكثير من الجهود السياسية لدفع سكان هذه الأحياء بالمشاركة في الإنتخابات. لكن مؤيدي الأسد اعتبروا الإنتخابات نجاحا للأسد ضد الجماعات «الإرهابية» فكل «الكلاب النابحة أصبحت خارج سوريا» كما قالت مؤيدة. واعترف أبو علي (55 عاما) في دمشق بالتصويت خمس مرات.

نفاق
وسط حس الإنتصار والشجب الدولي هناك نوع من النفاق من جانب الدول الغربية حسب صحيفة «اندبندنت» البريطانية التي قالت إن موقف الدول الغربية تفوح منه رائحة النفاق.
وعلقت على كلام ويليام هيج وزير الخارجية البريطاني الذي وصف الإنتخابات بأنها محاكاة ساخرة للديمقراطية، وذلك عقب اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا» في لندن والتي تضم «مؤيدين عظاما للديمقراطية وقيمها: السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وقطر».
وتضيف الصحيفة « من المنطقي انتقاد الإنتخابات السورية التي عقدت بدون منافسين لهم مصداقية وقصد منها إظهار قوة الأسد لا تعبيرا عن ممارسة ديمقراطية».
وأضافت قائلة إن تصريحات هيغ كانت ستحمل قوة لو «شجب بنفس اللهجة القوية الإنتخابات الرئاسية المصرية قبل إسبوع حيث عاد عبد الفتاح السيسي رغم المعارضة الوطنية، وتجاهلت غالبية المصريين الإقتراع رغم الجهود اليائسة التي قامت بها الحكومة لدفعهم للتصويت».

لا تريد رحيله
وفي رأي الصحيفة فجهود الدول الغربية لدعم المعارضة لا علاقة لها بتنصيب حكومة ديمقراطية علمانية بقدر ما هي محاولات للتخلص من معارض تقليدي للسياسات الغربية. ففي العامين اللذان أعقبا اندلاع الإنتفاضة عام 2011 بالغت الدول الغربية بالحديث عن رحيل الأسد بنفس الطريقة التي رحل فيها معمر القذافي، ولم يحدث هذا ولكن معارضيه، سواء كانوا الدول الغربية أو المعارضة المحلية لا يزالون يتظاهرون بإمكانية الضغط على الأسد ودفعه للخروج من السلطة، كل هذا مع أنه يسيطر على 13 عاصمة محافظات من 14.
ومن هنا فإعادة انتخاب الأسد تؤكد أن لا نية له في التنحي عن السلطة، فالجيش السوري الذي يعاني من نقص في الجنود يقوم وإن كان ببطء بإخراج المعارضة من مناطق دمشق وحمص. ومن المحتمل أن تظل معظم مناطق الشرق والشمال بيد المعارضة، «ويعتقد الأسد أن بإمكانه كسر هذا الجمود لكن من غير المحتمل» حدوث هذا.
واتهمت الصحيفة هيغ وأمثاله بانهم لا يريدون انهزام الأسد» ما يجعل موقف أشخاص مثل هيغ نفاقي لأنهم لا يريدون انهزام الأسد على يد معارضيه الأشداء من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). «وبدلا من بناء سياسات قادرة على مواجهة الوضع على الأرض، يتظاهر هيغ وجون كيري، وزير الخارجية الأمريكي بوجود معارضة معتدلة والتي إن قدم لها دعم كاف فسيكون بإمكانها أخذ مكان الاسد».

تقسيم جغرافي
وتعتقد الصحيفة أن «أسلحة جديدة لن تؤدي إلا لإطالة أمد الحرب وليس كسر الجمود العسكري، وهناك طريقة أحسن هي العمل على تخفيف العنف من خلال اتفاقيات الهدنة ووقف إطلاق النار المحلية مثل التي حصلت في المدينة القديمة في حمص، وتخفيف المعارضة حصارها على قريتين في محافظة حلب، ورغم كل التشرذم الذي تعاني منه المعارضة فاتفاقيات مثل هذه ممكنة». فأيا من الطرفين لن يكون قادرا على تحقيق النصر الحاسم على الآخر ولن يتحقق السلام إلا في حالة موافقة الطرفين على التشارك في السلطة. ولأن الشك والكراهية المتبادلة عميقة فلن يحدث هذا. كما انه ليس من المتوقع أن يتخلى الأسد الذي يحتكر السلطة لنفسه مع الأجهزة الأمنية عن منصبه، والحل الافضل كما تقول هو» التشارك في المناطق الجغرافية أي استمرار كل طرف بإدارة المناطق الخاضعة له، وكل هدنة متداعية أحسن من استمرار الدمار».

التصويت وسط الدمار
وفي السياق نفسه حللت صحيفة «الغارديان» آثار الإنتخابات والتي تقول إنها جاءت نتاجا لفشل شخصي ووطني، محلي، دولي وإقليمي.
وتقول إن النظام السوري سيحاول تقديم الإنتخابات ونتائجها كدليل على أن الديمقراطية لا تزال تعمل في سوريا وكصورة عن إصرار النظام. وقالت إن الإنتخابات بدت وكأنها من طرف واحد وتريد أن تقول «لقد نجونا وسننتصر» حيث يراها المعارضون زائفة، نكتة وتسخر من الذين ماتوا ولا يزالون يموتون. ولكن ما تمثله الإنتخابات بحسب الصحيفة هو «فشل، وفشل متعدد الجوانب تراكم وكرر على المستوى الشخصي والمحلي والدولي. ففي البداية كان الخطأ خطأ رجل واحد وهو بشار الأسد الذي لم يفهم معنى القيادة مما وضع البلاد على طريق الدمار.
وترى الصحيفة أن فشل الأسد نابع من كونه عاش في ظل والده الذي اعتاد على التعامل مع معارضيه بشراسة، ولأنه تأثر بمستشارين وأفراد العائلة الذين يعملون من خلال ثقافة تقوم على ثلاثة مباديء: عدم الإعتذار ولا تنازل ولا اعتراف وهو ما أدى لكارثة ارتكبها الرئيس الشاب، مما قضى على كل الآمال بقيام الأسد بإصلاحات التي أعلن عنها في بداية الأزمة. وتشير إنه ظهر أكثر من مرة ولم يقدم سوى خطابات فارغة ونظريات مؤامرة عن خطط تحاك في الخارج لتدمير سوريا وتلميحات غامضة للتغيير التي أكد أن الحكومة خططت لها من قبل.
وفي أكثر من مرة فشل الأسد في التفريق بين الأعداء والنقاد، وفي أكثر من مرة فشل في الإعتراف بقيام الأجهزة الأمنية بارتكاب مجازر أو أن الحكومة ليس لديها سياسات اجتماعية واقتصادية. وعاش غيمة من الوهم، وظل طافيا فوق الأزمة التي ظلت تتدهور بشكل مستمر، فقد كان سببها وعاش في داخله ويبدو أنه لم يكن يفهم ما يجري.

فشل الأمة
بعد فشل الأسد جاء فشل الدولةـ الأمة بشكل عام التي يبدو أنها لم تتعلم من دروس الحرب الأهلية اللبنانية التي حاولت سوريا التحكم بها والتلاعب بها، وكان على الأمة أن تكون في وضع أحسن بحيث لا تقع في نفس الخطر.
وبعدها جاء خطر الدول الغربية، فقد دفعها القلق الى أن تكون فوق المنعطف بعد درسي تونس ومصر ومن هنا تسرعت وأعلنت نهاية النظام ومن هنا عرقلت أي جهد من جهود الوساطة، وأخيرا جاء فشل الدول الإقليمية، خاصة إيران والسعودية واللتان حولتا سوريا إلى ساحة حرب بالوكالة في محاولتهما لعزل بعضهما بعضا.
وتقول الصحيفة «اي سجل من الحماقة هذا والمستمر حتى الآن، ونصل إلى الإنتخابات والتي غاب عنها ما تريده الغالبية العظمى من السوريين التصويت عليه وهو السلام الذي لم يكن على قائمة التصويت.

انتصار على الورق
ووصف روبرت فيسك الإنتخابات بأنها نصر على الورق. وقال في صحيفة «اندبندنت» أن الارقام التي سنسمعها من دمشق هذا الإسبوع، ربما أكدت نسبة 90٪ فحسب مصدر موثوق قال إن الأسد قد يحصل على 65٪ ، فيما قال آخر 90٪، وسنرى أنه فاز بنسبة 95٪ بالمئة «نصر على الورق وسط حرب دموية».
وسأل فيسك وزير الخارجية وليد المعلم الذي يتعافى من عملية جراحية «وعندما سألت وزير الخارجية وليد المعلم إن كانت هناك مخاطر لخسارة الأسد الإنتخابات، أجاب بحكمة «هذا يعود للشعب السوري». ويعلق فيسك أن الشعب السوري هذا قد سحق وأهين وعذب وسجن وذبح ويصرخ منذ مدة طويلة طلبا للحرية».
وكان جواب المعلم حينما طلب منه الصحافي تفسيرا للمهزلة كما تصفها الدول الغربية «أجابني إجابة واضحة «لست بحاجة للدفاع عن نفسي». و «أطلب من الناس مشاهدة التلفزيون السوري لمعرفة ماذا يريده الشعب السوري، هذه ديمقراطية الشعب السوري عندما ذهبوا للتصويت». و»ما كنت أريد معرفته وما نريد كلنا معرفته، هو لماذا تعقد هذه الإنتخابات، أولا في مصر والآن في سوريا، هل هي محاولة لتقليد النظام الديمقراطي الغربي والتفوق عليه بنسب غريبة كهذه».
وأشار فيسك إلى إن 60٪ من السكان كان بإمكانهم التصويت في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والتي تشكل نسبة 40٪ في أكثر من 9.000 مركز اقتراع كان معظمها عرضة لإطلاق النار من المعارضة السورية.
ووصف الكاتب اقتراع الأسد وزوجته أسماء التي ارتدت جاكيتا أبيض تلبسه العرائس، فيما تسابق الموالون للأسد على الإدلاء بأصواتهم. وفي الوقت الذي صوت فيه المسؤولون في أماكن محروسة، صوتت الجماهير في المدارس ووزارات الحكومة وحتى في مكاتب الطيران «وقضيت وقتا أمس أحاول شراء تذكرة سفر محلية في غرفة مزدحمة بالميليشيات حيث كان المقترعين يقترعون على مرشحهم الفائز؟ احزر من هو؟ في الوقت الذي كانت المقاتلات تذرع الفضاء، وسألني كاتب «هل تريد التصويت؟» وفهمت النقطة هل كان من المفترض أن اصوت للسيسي؟».
و»لكن هناك فرق بين الفرعون والجنرال السابق الذي سيحكم مصر وبين طبيب العيون السابق الذي سيحكم سوريا ولسنوات، ففي الوقت الذي طبعت عملية انتخاب السيسي صناديق الإقتراع الفارغة وقلق الجماهير من حرارة الجو، جاء المقترعون السوريون بالالاف، حاملين صورا جديدة لذلك الرجل بالزي العسكري، وكانت هناك طوابير طويلة من الشباب ورجال بالزي البدوي.

«انتخبوا مرشحكم لمحكمة الجنايات الدولية» شعار مظاهرات الأكراد ضد الانتخابات في القامشلي
جوان سوز
الحسكة ـ «القدس العربي» تلبية لدعوة من الحراك الشبابي الكردي في مدينة القامشلي، شمال شرق سوريا، خرج الآلاف من المواطنين الكرد في تظاهرات غاضبة، احتجاجاً على الانتخابات التي أجراها النظام السوري أمس الأول، والتي من المفترض أن تبقي الأسد في مكانه، ويأتي ذلك في خضمّ النزاع الدامي المستمر منذ ثلاثة أعوام .
هذا ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها «انتخبوا مرشحكم لمحكمة الجنايات الدولية « في إشارة للجرائم التي ارتكبها النظام السوري كما يقول آمد علي في حديثه لـ «القدس العربي» وهو أحد المشاركين في التظاهرة «لقد قتل أخي مع قوات النظام السوري بسبب رفضه لإطلاق النار على المتظاهرين العزل وقتل أبي أيضاً تحت التعذيب في فرع أمن الدولة بدمشق دون أن يسلمونا جثته»، وأضاف «بعد كل ما جرى للسوريين بشكل عام والكُرد بشكل خاص لا يمكن لأي مواطن سوري أن يقبل أو يشارك بهذه الانتخابات الدموية» على حد قوله . واقتصرت المراكز الانتخابية في أماكن عدة وسط مدينة الحسكة، بينما كان المركز الرئيسي أمام القصر العدلي مع وجود عدّة مراكز انتخابية أخرى في حي العزيزية ومساكن المحطة والأحياء الأخرى الواقعة تحت سيطرة النظام السوري كما أكد ناشطون وأضافوا « لم تكن هناك أي مراكز انتخابية في الأحياء الكردية وكان الموعد المحدد للانتخابات من السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً إلا أنه تم تمديد مواعيد إغلاق صناديق الاقتراع إلى الثانية عشرة ليلاً» .
في حين شهدت مدينة القامشلي في ريف الحسكة مظاهر انتخابية ضيقة في بعض المربعات الأمنية الواقعة تحت سيطرة النظام السوري أيضاً.
وفي حديث حول الانتخابات الرئاسية في المدن الكردية، قال أحمدي موسي وهو كاتب وسياسي كردي معارض «كمراقب عام كُردي سوري، أرى أنه لم تحصل أية انتخابات ديمقراطية في سوريا خاصة بعد استلام حزب البعث مقاليد الحكم عام 1963 الذي أوصل الأسد الأب إلى الرئاسة والتي ورثها للأسد الابن، وبمعنى آخر يمكنني أن أؤكد بأن سوريا لم تشهد انتخابات حرة ونزيهة خلال نصف قرن بل كانت تشهد استفتاءات شكلية سواءً من الأسد الأب أو الابن».
وتابع موسي حديثه، «المواطن الكُردي لم يجد لصوته قيمة أسوة بالسوريين أجمع، ولم يشعر بأي اعتبار لوجوده ولا اعتراف بخصوصيته رغم أنه يعيش على أرضه التاريخية التي دافع عنها، مثلاً يوسف العظمة إلا أنه على الدوام كان مقصياً بشكل كبير، لهذا كان يرى الكُردي دوماً أن هذه الاستفتاءات هي عبارة عن مسرحيات ومهازل يقوم بها الحزب المتسلط على رقاب المواطنين» .
وأكمل «تدخل الثورة السورية عامها الرابع وبراميل الطاغية الأسد تنهال على الشعب السوري في أغلب مناطقه ولم يسلم من آلة قتله أحد متحدياً العالم أجمع وبذلك فهو قرر أن يخوض أهزل مسرحية في التاريخ وهي انتخابات الدم طالباً من السوريين دوام الموت والدمار والتشريد على يده» .
ورداً على سؤال لـ»القدس العربي» حول مقاطعة الكُرد السوريين لهذه الانتخابات قال موسي «لست الوحيد الذي لن يصوت لهذا المجرم فالكُردي بسياسييه وعامته اتخذ قراره النهائي ولن يدلي بصوته إلا إن كان هناك البعض من موظفي الدولة اللذين يعتمدون على رواتبهم ويخشون الطرد من وظائفهم، بل وحتى القتل، فهم الفئة المغلوبة على أمرها»، وأضاف « أما باقي فئات الشعب الذي اكتوى من بطش النظام المجرم وخاصة بعد مجازر انتفاضة 2004 المباركة، فقد قرر منذ آنذاك هو وحركته السياسية مقاطعة الانتخابات وقد حصلت قبل الثورة في الاستفتاء الثاني له» مشيراً «أخلاقياً لن يصوت كردي واحد لهذا السفاح الذي قتل على يد ضباطه في خدمة العلم أثناء الثورة السلمية قرابة 160 جندياً كردياً لأنهم لم يقبلوا إطلاق النار على المتظاهرين السلميين في الداخل وبات الكُردي يدرك تماماً أن تلك الكتائب الدواعشية والنصراوية التي تدمر المناطق الكردية هي صناعة المجرم، لهذا قد اتخذ خياره القطعي لا لانتخابات الدم وبقاء هذا الديكتاتور» على حد تعبيره .
وأنهى موسي حديثه، قائلاً «قرر الكُرد بالإجماع مقاطعة هذه الانتخابات باستثناء بعض الشخصيات التي لها علاقة بالنظام وسنشارك بالانتخابات في سوريا التي ستنعم بالديمقراطية بعد زوال الطاغية وحينها يكون الحق الشرعي لكل مكونات الشعب السوري أن يدولوا بأصواتهم لمن يرغبون».

المعتقلون في الإئتلاف السوري المعارض: المعتقلون في سجون النظام صوتوا دون علمهم لصالح الأسد
■عواصم ـ الأناضول: قال قيادي في الائتلاف السوري المعارض، إن المعتقلين في سجون النظام صوتوا- دون علمهم- في الانتخابات الرئاسية التي أجراها النظام في مناطق نفوذه لصالح بشار الأسد الذي يسعى لولاية رئاسية ثالثة مدتها سبع سنوات.
وفي بيان أصدره الائتلاف، امس الاربعاء، قال نصر الحريري عضو الهيئة السياسية للائتلاف إنه حصل على معلومات وصفها بـ»اليقينية» من أحد الفروع الأمنية التابعة للنظام، بأن النظام قام بأخذ هويات المعتقلين في سجونه وصوت بالنيابة عنهم لصالح بشار، وذلك دون علمهم. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من النظام السوري حول هذا الشأن. ويقدر معارضون سوريون عدد المعتقلين في سجون النظام، وأجهزته الأمنية، بحوالي 150 إلى 200 ألف معتقل، ويجرد المعتقلون خاصة السياسيون منهم، من جميع متعلقاتهم من بطاقات شخصية ونقود وغيرها عند إيداعهم في المعتقل.
من جهة أخرى اعتبر الحريري، الانتخابات الرئاسية التي أجراها النظام، أمس الأول، «تقويضا صريحا» لمفاوضات جنيف2 والجهود الدولية الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع، وذلك رداً على تصريحات لوزير خارجية النظام وليد المعلم التي قال فيها إن الانتخابات بداية لمسار الحل السياسي.

«سوا» الأسد تفرمل الغرب والمعارضة معا والخطة الأمنية أنقذت الإنتخابات الرئاسية السورية
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي» رغم نجاحها، ليست الحملة الانتخابية التي اختُصرت بكلمة «سوا» وحدها هي التي دفعت سوريين من طوائف وشرائح مختلفة للتوجه نحو صناديق الاقتراع والتصويت للمرشح بشار الأسد في انتخابات الرئاسة. بل كان العقل السوري في الداخل يحاكم الاستحقاق الرئاسي بلغة الربح والخسارة. بالحد الأدنى كانت الشرائح الأكثر ابتعاداً عن إمكانية المشاركة الانتخابية تُقارب المسألة من زاوية أننا لن نخسر شيئاً إذا ذهبنا لصناديق الاقتراع، لكننا قد نربح استحقاقاً يساهم في التأسيس لعودة الاستقرار للبلاد.
في الأثناء كانت الحملة الانتخابية للأسدوالتي حملت عنوان «سوا» تطحن أمامها كل المؤثرات الفكرية والنفسية التي قد تسحب السوريين نحو منازلهم دون الانتخابات، كان الأسد يقول بحملته «سوا» أنه سيبقى مع جمهوره في كل الظروف،
سحَبَهم الأسد بقوة نحو صناديق الاقتراع. بساطة العنوان ودلالاته العميقة استقطبت مزيداً من الناخبين. التُقطت للأسد صورا جديدة بإطلالة تُظهر حالته المرتاحة والمطمئنة، أخذت لقطات ( Big close) للأسد، نجحت الصور التي وزّعت للأسد وانتشرت في الشوارع ووسائل الإعلاموعلى مواقع التواصل الاجتماعي في إيصال الرسائل المطلوبة .. وصلت الرسالة للداخل والخارج.
لم تلجأ السلطات السورية لإطلاق تطمينات مباشرة للناخبين حول السيطرة علىالوضع الأمني وبأنه لاخطر محدق يوم الانتخابات، لأن إطلاق هذه التطمينات كانت ستدفع آلاف الناخبين للتوجس من أنه لولا وجود مخاطر لما ذهبت السلطة لتطميننا.
رغم ذلك، كان المتحمسون للانتخابات الرئاسية في سوريا يسألون أنفسهم مساء الأثنين الماضي هل ثمة حدث أمني كبير سيحدث يوم الثلاثاء، هل ستنجح المليشيات المسلحة في تحقيق خرق مؤلم يجفف جزءاً من الاندفاعة الانتخابية المرتقبة. لم يحدث شيء من العيار الثقيل سوى سقوط عشرات قذائف الهاون. اقترع السوريون رئيسهم لأول مرة منذ عقود غمسوا أصابعهم بالحبر السري ودخل بعضهم الغرفة السرية.
نجحت أجهزة الدولة في إنتاج حشد سياسي إعلامي أنتَج حشداً شعبياً لسان حاله يقول أن الانتخابات الرئاسية واجب وطني وخطوة سياسية تكرس سلطة الدولة ووجودها قبل أن تصنع رئيساً لسبع سنوات قادمة. نجحت أجهزة الدولة بخبرتها داخل المجتمع السوري في التشويش المطلق على الدعوات الغربية لإلغاء الانتخابات والتشويش على خطاب المعارضة الداعي لمقاطعتها.
من السماء تولّت طائرة «ميغ» واحدة فقط تنفيذ غارات جوية خاطفة وإشغالَ مُطلقي قذائف الهاون من عناصر ما يُعرف بـ «لواء أحفاد الرسول» و»جيش الإسلام» وغرفة عمليات دمشق» في جبهات داريا والمليحة وجوبر، وبالكاد التقط هؤلاء أنفاسهم فانخفضت نسبة الإطلاق عن المستوى المُعتاد وتلقّت الأحياء الشرقية للعاصمة والمجاورة لحي جوبر النسبة الأكبر من الهاون.
تكشف مصادر واسعة الاطلاع لـ «القدس العربي» أنه قبل ساعة الصفر الانتخابية كانت خلية أمنية عسكرية رفيعة تضم عدداً من كبار القادة الأمنيين والعسكريين قد أنهت وضع خطتها التقنية لضمان إنجاز هذا الامتحان، أُغلقت العاصمة دمشق قبل 24 ساعة وعُزلت أمنياً عن ريفها بإجراءات مشددة للغاية، قُسمت العاصمة دمشق لقطاعات صغيرة يسهل مسحها أمنياً أيضاً وجرت مضاعفة الحواجز العسكرية على مستوى مواقع انتشارها وعديد أفرادها، مضافاً إلى كل ذلك، كانت عدة سيارات تحمل أجهزة حديثة للكشف عن المتفجرات تجوب شوارع العاصمة. واعتُمدت الحواجز «المفاجِئة» كأسلوب فعال في بعض الأحياء.

مفتشون دوليون يطلبون توضيحات حول الغازات السورية
رويترز
طالب مفتشون مشرفون على تدمير ترسانة سورية من الأسلحة الكيماوية، نظام الرئيس بشار الأسد، بتوضيح نقاط متباينة في إعلانه الأصلي بشأن مخزونه من الغاز السام، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”، الأربعاء، عن دبلوماسيين غربيين. وكان الدبلوماسيون يشيرون إلى تصريحات رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سورية، سيغريد كاغ، خلال اطلاع مجلس الأمن على أحدث تطورات عملية تدمير السلاح الكيماوي الذي يملكه النظام السوري.

وقال دبلوماسي حضر الاجتماع المغلق، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن الفريق المشترك من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمواية، زار دمشق “لطلب توضيح بشأن تناقضات في الإعلان الأصلي” حول كميات الغاز السام التي تملكها سورية. وأضاف أن بعض التناقضات تتجاوز الأخطاء النمطية، موضحاً أنه تم حذف نقاط من الإعلان السوري.

وأشارت كاغ للصحافيين، بعد اجتماع المجلس، إلى وجود جهود متواصلة للتغلب على “أوجه القصور التي تم تحديدها بالتعاون مع السلطات”. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قال، الشهر الماضي، إن عملية تدمير كل الأسلحة الكيماوية السورية المعلن عنها، لن تنجز في المهلة المحددة بيوم 30 يونيو/حزيران، وإن البعثة ستواصل العمل “لفترة زمنية محدودة”.

الأسد يجدد لنفسه: 88,7 في المئة صوتوا لصالحه
أتم النظام السوري، اليوم الأربعاء، تقديم الفصل الأخير من مسرحية الانتخابات الرئاسية، بإعلان نتائجها التي لم تحمل، بالطبع، أية مفاجآت.

وأفاد رئيس مجلس الشعب السوري (البرلمان)، جهاد اللحام، أن الرئيس السوري بشار الأسد، حصل على 88.7 في المائة من الأصوات، واصفاً النتيجة بـ”الفوز الكاسح”.
وقال اللحام: إن منافسي الأسد الاثنين، وهما المرشحان الصوريان لانتخابات الرئاسة، حسان النوري، وماهر حجار، حصلا على 4.3 في المئة و3.2 في المئة على التوالي.

من جهته، قال المتحدث باسم المحكمة الدستورية العليا في سورية، ماجد خضرة: إن الإقبال على انتخابات الرئاسة في البلاد بلغ 73.42 في المئة، وأضاف أن نحو 11 مليون شخص ونصف المليون قد شاركوا في العملية الانتخابية، من أصل نحو 16 مليون يحق لهم الادلاء بأصواتهم.

ولقيت النتائج التي أعلنها خضرة تشكيكاً، واسع النطاق، من معارضي النظام، الذين قالوا: إن هذه الأرقام لا تتطابق والواقع، على اعتبار أن الانتخابات قد جرت في المحافظات التي يسيطر عليها النظام فقط، مع استبعاد مساحات كبيرة من شمال وشرق البلاد، التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة.

وعلى الرغم من أن “فوز” الأسد، في الانتخابات التي جرت، الثلاثاء، كان محسوماً، إلى أن هذا لم يمنع أنصاره من الاحتفال بإعلان النتائج، يوم الأربعاء، عبر إطلاق النار، الأمر الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح العشرات، في دمشق، حسب ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة “فرانس برس” “قتل ثلاثة أشخاص، على الأقل، وجرح العشرات نتيجة إطلاق النار” ابتهاجاً بفوز الأسد.

وليس من المرجح أن يؤدي فوز الأسد، بالانتخابات الرئاسية، إلى أي تغيير في مسار الصراع الدائر في سورية، منذ نحو ثلاثة أعوام. لكن مراقبين يعتبرون أن نجاح نظام الأسد، في إجراء الانتخابات، يقدم دليلاً إضافياً على أن الأسد، ليس لديه أدنى نية للتخلي عن السلطة، الأمر الذي يعني إفشال الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي، فيما تواجه البلاد إحدى أكبر الكوارث الإنسانية. ولقي ما يزيد عن 160 ألف شخص مصرعهم، منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار من العام 2011، إضافة إلى الدمار الهائل الذي لحق بالمدن السورية، فضلاً عن نزوح ولجوء الملايين من السوريين إلى دول الجوار.

دمشق تنتخب الأسد بالإكراه
دمشق _ ريم الحمصي
ترافقت عملية “الانتخابات” الرئاسية السورية مع شائعات كثيرة، تخوّف السوريين منها كتوقيف المعاملات الرسمية لمن لم يشارك، والتفتيش على هويات المارة واعتقال من لم ينتخب، وذلك على غرار الإشاعات التي رافقت يوم الانتخاب في الخارج، والتي تحدثت عن عدم تجديد الجوازات في السفارات السورية لمن قاطع الانتخابات.

وخلت الشوارع من المارة، خاصة في الصباح الباكر، إلا من موظفي الدولة وطلاب الجامعات، بينما تحسنت الحركة قليلاً في منتصف النهار، بسبب قيام بعض الشبان والشابات الذين ارتدوا قمصان طبع عليها شعار حملة الرئيس السوري، بشار الأسد، “سوا” بالهتاف والرقص على أغاني تمجد الرئيس.

وفي مشهد يذكر بالإضراب العام، أُغلقت المحال التجارية والمكاتب الخاصة بشكل شبه كلي، بسبب التزام أصحابها منازلهم، إمّا تجنباً للمضايقات بسبب عدم الانتخاب، أو خوفاً من حصول حوادث أمنية.

وشهدت الشوارع العامة كثافة في أعداد “الشبيحة” وعناصر الدفاع الوطني، حتى أن أعدادهم تجاوزت أعداد المارة.

وتعرض كل من تجوّل في دمشق أو ضواحيها، للتفتيش الدقيق على حواجز مكثفة، وبما لا يقل عن عشر مرات، ولم يقتصر التفتيش على الهويات الشخصية، بل شمل الحقائب والأجساد، عبر أجهزة تفحص خاصة.

وخُصصت عناصر نسائية من الدفاع الوطني، حتى لا يكون هناك حرج من تفتيش السيدات وتمرير تلك الأجهزة على أجسادهن.

ووُضعت صناديق الاقتراع في كافة المراكز الحكومية والمدارس، وأُجبر الموظفون على الانتخاب، ومُنعت الإجازات والمهمات الرسمية، بتوجيهات أمنية غير رسمية، ولم يُسمح بها إلا لمن هم “غير مشكوك بولائهم”، حسب تعبير أحد مدراء المؤسسات الحكومية، فيما استمر تقديم المواد الامتحانية لطلاب الجامعة بكثافة، لإجبارهم على الحضور والانتخاب.

وترافق إجبار الموظفين على الانتخاب، إشاعة مسبقة تحدثت عن زيادة الرواتب للعاملين في الدولة بقيمة 50 في المئة، علماً أن الرواتب الحالية لا تكفي للحدود الدنيا من المعيشة، بسبب غلاء الأسعار الفاحش.

وتمّت العملية الانتخابية عبر البطاقة الشخصية، إذ سُجل الرقم الوطني في جداول، مرفقاً بتوقيع الناخب، الذي يحق له الانتخاب لمرة واحدة حيث يُمهر الإصبع بالحبر.

واستحُدثت في المراكز الانتخابية غرف سرية، لكن قلة هم من دخلوا إليها، حتى لا يكون هناك أدنى شكوك عن اختيارهم للأسد.

وفي بعض المناطق مَنَع “الشبيحة” الناخبين من الانفراد بالغرفة السرية، كما حصل في مراكز جامعة دمشق.

واحتوت المراكز الانتخابية كاميرات مراقبة، واستقدم إليها عدد كبير من عناصر الأمن والدفاع الوطني من أجل التفتيش والمراقبة، كما تولى مهمة إجراء عمليات التفتيش لجان معينة من قبل الفرق الحزبية في المؤسسات الحكومية.

وقام بعض عناصر الدفاع الوطني طوعاً بسؤال المارة عما إذا كانوا قد انتخبوا أم لا، ومشاهدة الحبر على أصابعهم، والطلب إليهم الذهاب إلى مركز انتخابي قريب، إذ أن مخالفة ذلك تعني التعرض إلى الإساءة أو الضرب، وربما التسبب في الاعتقال، الأمر الذي حصل مع العديد في مدينة جرمانا.

وحسم قسم كبير من أهالي دمشق وضواحيها أمره بعدم الانتخاب، وفضل البقاء في البيت، بعد شراء الحاجيات المنزلية ليومين مسبقاً، وسط مخاوف من إشاعات تحدثت عن نية الأمن تفتيش البيوت، والسؤال عمن لم ينتخب.

واضطر البعض خوفاً من ذلك إلى إقفال منزله وإطفاء الأنوار والتزام الصمت، وتحدث البعض بالفعل عن صناديق جوالة يحملها مدنيون تقوم بالتجول بين منازل دمشق القديمة.

وقبل أسابيع من إجراء العملية، سعى النظام إلى الحصول على بيانات صحيحة للانتخابات، وغير مزورة، على خلاف الاستفتاءات الرئاسية السابقة، حتى لا يقع بالحرج أمام المراقبين من الدول الداعمة له، الذين استقدمهم.

لكن تلك الانتخابات ظلت غير شرعية ومزوّرة، بسبب إجرائها بالإكراه وتحت التهديد بلقمة العيش، وتحت الخوف من الاعتقال والقتل، إذ لا يكاد يخلو حي في دمشق من معتقلين وقتلى تحت التعذيب.

وترافقت عمليات التصويت في الانتخابات، مع تحليق الطيران الحربي في سماء دمشق على علو منخفض جداً، محدثاً صوتاً قوياً، من أجل إحداث أكبر قدر من الرعب في قلوب المترددين في المشاركة، والنزول إلى الانتخاب درءاً لانتقام محتمل من الشبيحة أو الأمن، فيما لو كشف أمرهم.

شكل الثالث من يونيو/حزيران يوماً استثنائياً في دمشق، التي أُجبرت على الانتخاب، ولكنه كان يوماً دموياً بالنسبة إلى مناطق جوبر والمليحة في الغوطة الشرقية، فالقصف بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة لم يتوقف، واستمرت المعارك في الجبهات القريبة جداً من المراكز الانتخابية، ومن “الأعراس الديمقراطية”.

الأسد رئيساً حتى 2021
«المؤكد» أصبح رسمياً. الرئيس بشار الأسد سيواصل مهماته على رأس الدولة السورية. هذا ما بينته نتائج انتخابات الرئاسة، وما عبرت عنه تظاهرات الفرح الممزوج بتساؤلات عن الغد الآتي. مهمة يدرك الجميع مدى صعوبتها، زادت نسبة التأييد من وطأتها على رئيس ثبّت مكانته التي باتت خارج أي مساومة أو حسابات

فصل طوي أمس من كتاب الحرب السورية وبقيت فصول. تحديات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية تنتظر حلولاً لا أحد يعرف إن كانت في متناول اليد. انتقاد الغرب لما سماه «المهزلة» الانتخابية لا يحجب حقيقة عبّر عنها السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد. هي «إشارة إلينا، وإلى البلدان الأخرى أنّ (الرئيس السوري بشار) الأسد لن يرحل، وأنه باقٍ، وقد رسّخ قدميه في العاصمة»، قال الرجل، في وقت كان فيه حلفاء دمشق، وأولهم طهران، يرحبون بـ«قرار الشعب السوري».

الكلمة المفتاح جاءت على لسان رئيس مجلس الشعب، محمد جهاد اللحام. كان هو من أعلن فوز بشار الأسد بالانتخابات الرئاسية السورية بحصوله على 10 ملايين و319 الفاً و732 صوتاً، بنسبة 88,7 بالمئة من أصوات المقترعين. المرشح الثاني حسان النوري حصل على 500 ألف و279 صوتاً بنسبة 4,3 بالمئة من عدد الأصوات الصحيحة، فيما حصل المرشح الثالث ماهر حجار على 372 ألفاً و301 صوت، بنسبة 3,2 بالمئة.
اللافت كان في عدد الناخبين ممن يحق لهم الاقتراع داخل سوريا وخارجها. بلغ، بحسب اللحام، 15 مليوناً و845 ألفاً و575 شخصاً، فيما بلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم 11 مليوناً و634 ألفاً و412 ناخباً، أما عدد الأوراق الباطلة فبلغ 442 ألفاً و108 أوراق بنسبة 3,8 بالمئة.
«إن شعبنا السوري لم يفقد بوصلته ولم تتأثر رؤيته الثاقبة نتيجة الأحداث، بل فاضت وطنيته العالية بأبهى صورها في الميادين كافة، فكان الصامد في وجه المرتزقة التكفيريين، المتمسك بسيادته واستقلالية قراره الوطني الواثق بالنصر»، هي الخلاصة التي وصل إليها اللحام في ذاك المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس.
في هذا الوقت، كان روبرت فورد ينتقد بشدة السياسة الخارجية للبيت الأبيض بشأن سوريا. هاجم، في مقابلة مع تلفزيون «بي. بي. إس»، «تردّد واشنطن» الذي كان من نتيجته أن «زادت الخطورة التي يمثلها المتطرفون للولايات المتحدة». «لا أدري هل هم مستعدون لتوسيع نطاق مساعداتهم على نحو يكون له أثر ملموس في الأرض، وهذا هو المهم؟»، تساءل السفير السابق في سوريا، مشدداً على أنه «يجب علينا وكان يجب علينا منذ وقت طويل مساعدة المعتدلين في صفوف المعارضة السورية بالأسلحة والمساعدات الأخرى غير الفتاكة. لو فعلنا ذلك قبل عامين، لو كنا قد قمنا بتوسيع نطاق مساعداتنا لما استطاعت جماعات القاعدة التي تكسب أتباعاً أن تنافس المعتدلين الذين نتفق معهم في الكثير من الأمور». وعن الانتخابات، قال فورد: «إنها إشارة إلينا، وإلى البلدان الأخرى في المنطقة، وإلى أوروبا، وغيرها أن الأسد لن يرحل، وأنه باقٍ وقد رسخ قدميه في العاصمة».
من ناحيته، دعا الاتحاد الأوروبي دمشق إلى إجراء «مفاوضات سياسية حقيقية» لإيجاد حلّ للنزاع، غداة انتخابات رئاسية اعتبرها «غير شرعية». وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، إنّ الاتحاد «يعتبر أنّ الانتخابات تسيء إلى الجهود السياسية المبذولة لإيجاد حل لهذا النزاع المريع». وأضافت، في بيان، أنّ «النظام رفض إعلان جنيف أساساً لعملية سياسية انتقالية وواصل عملياته العسكرية، ما أدى إلى مقتل اكثر من 150 ألف شخص ونزوح 6,5 ملايين، فيما غادر 2,5 مليون شخص».
ونقلت «فرانس برس» عن مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي قوله إنّه «يجب الآن إيجاد أفكار أخرى لأن الخطة التي اقترحها مؤتمر جنيف 1 وصلت إلى طريق مسدود».
ورأى المسؤول أن «من مصلحة» الغربيين تشجيع استئناف المفاوضات في أقرب فرصة بسبب «عواقب» استمرار النزاع.
بدوره، وصف وزير الخارجية الكندي، جون بيرد، الانتخابات الرئاسية بـ«المزيفة والسخيفة». وفي بيان أصدره، قال بيرد إنّ «بشار الأسد توجه لصناديق الاقتراع لانتخاب نفسه كما حشد مناصريه للقيام بالمثل، في الوقت الذي كان فيه معارضوه يتعرضون للقتل بالبراميل المتفجرة التي يلقيها طيرانه الحربي عليهم». ودعا وزير الخارجية للانتقال إلى نظام «تعددي وديموقراطي» في سوريا، مشيراً إلى أن «الشرعية» تنبثق من إرادة السوريين، لا من «فئة قليلة تحتكر الحكم».
في المقابل، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، إنّ «الانتخابات التي جرت تبشر ببدء مرحلة جديدة من الاستقرار والمصالحة الوطنية في سوريا». وأضاف أنّ «الشعب السوري شارك بحرية تامة في الانتخابات وحملات الغرب وتضليله لم تنجح في ثني الشعب عن حقه»، مضيفاً: «إننا نحترم خيار الشعب السوري في اختيار رئيسه دون أي تدخل خارجي». واتهم بروجردي الولايات المتحدة الأميركية والغرب بدعم مقاتلي المعارضة، معتبراً أنّ «الولايات المتحدة وحلفاءها مسؤولون عن الجرائم ضد الشعب السوري، ويجب وقف دعمهم للإرهاب».
من جهته، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، أن «المشاركة الواسعة للشعب السوري في الانتخابات الرئاسية دليل على انتصار الديموقراطية».
ورأى أنّ «على من يدعم الإرهابيين أن تصله رسائل الشعب السوري وأن يعود عن الطريق الخطأ الذي سلكه».
(الأخبار، أ ف ب)

إسلاميو فرنسا المقاتلون في سوريا… قنبلة أمنية موقوتة
لميس فرحات
تتخوف من ارتداد (جهادييها) إلى أراضيها
تعيش فرنسا رعبًا غير مسبوق بعد تقارير أفادت عن وجود مئات “الجهاديين” الفرنسيين في سوريا، وتتخوف على أمنها من هجمات “الذئب المنفرد” بعد عودة هؤلاء المقاتلين إلى البلاد، وقد سيطرت عليهم مشاعر الكراهية والتطرف والتكفير.

في تصريح مباشر يوم 2 حزيران/يونيو، قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إن عدد الفرنسيين الذين يقاتلون في سوريا بلغ 800، وأن فرنسا لم تواجه يومًا مثل هذا التحدي، مشيرًا إلى أن هناك “بالتأكيد عددًا من الإرهابيين المحتملين من أمثال محمد مراح ومهدي نموش في فرنسا”.

ويخشى مسؤولون فرنسيون أن تشهد بلادهم هجمات انتحارية شبيهة بتلك التي نفَّذها محمد مراح عام 2012 في جنوب غرب فرنسا، أو مهدي نموش، الذي أمضى فترة في سوريا، ويشتبه في ضلوعه في إطلاق النار في المتحف اليهودي في بروكسل.

وكانت فرنسا قد أوقفت الجمعة في مرسيليا الفرنسي مهدي نموش (29 عامًا)، الذي قاتل في صفوف جماعات جهادية في سوريا، ويشتبه في أنه قتل أربعة أشخاص في المتحف اليهودي في بروكسل – بلجيكا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فالس قوله إن “عدد المقيمين في فرنسا الذين تورّطوا في الحرب السورية تجاوز الـ800 فرنسي، إما لأنهم يقاتلون فيها، أو لأنهم ماتوا هناك، في حين أن هناك 30 فرنسيًا عادوا أو يريدون التوجّه إلى سوريا”.

أعداد تفوق الإمكانات

الخطورة التي تخشاها فرنسا ليست في قتال الفرنسيين في سوريا، بل في ما قد يحدث بعد عودتهم من ساحات القتال، وقد أثرت على عقولهم الأفكار المتشددة والعنيفة، التي تدفعهم إلى مواصلة الجهاد في فرنسا وغيرها من الدول الغربية التي قدموا منها.

أما المهمة الأكثر صعوبة فهي في تتبع أثرالعائدين بسبب عددهم الكبير ومحدودية الإمكانيات المادية والبشرية، إلى جانب أسلوب “الذئب المنفرد”، الذي يعتمده هؤلاء في هجماتهم أسوة بالمراح ونموش.

يشار إلى أن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينوف دعا إلى عقد اجتماع جديد لوزراء الداخلية الأوروبيين لمنع ذهاب المتطرفين للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا، الأمر الذي يجسّد تخوف الدول الأوروبية من تزايد الشبكات المتطرفة على أراضيها.

ثوار سوريا يلجأون إلى حرب الأنفاق لمواجهة النظام
أشرف أبو جلالة
في ظل تناقص أعدادهم وتراجع مخزون سلاحهم وذخيرتهم
في ظل تناقص أعدادهم وذخيرتهم، بدأ الثوار المقاتلون في سوريا يلجأون إلى نهج استراتيجي جديد في حربهم ضد قوات الأسد، حيث أخذوا يلجأون إلى حفر أنفاق أسفل مواقع تمركز الجيش النظامي في مدن، مثل حلب ودمشق ودرعا، يستغلونها في تنفيذ انفجارات داخلها لكي يُوقِعوا خسائر كبيرة في أفراد الجيش السوري.

أكد مصدر أن نشاط الثوار يزداد في حلب، وأنه سبق أن أسفر تفجير نُفِّذ في 31 من الشهر الماضي في أسفل مركز للجيش في حلب عن مقتل ما لا يقلّ عن 45 جنديًا، وهو التفجير الذي أعلنت الجبهة الإسلامية عن مسؤولية تنفيذه في حي الزهراوي في حلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في هذا الخصوص إن المعارضين الإسلاميين قاموا بتفجير نفق يقع بالقرب من سوق الزهراوي في مدينة حلب القديمة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 20 جنديًا سوريًا ومجموعة من أفراد الميليشيات الموالية للأسد.

دعم حمساوي
وهذا هو ثاني أكبر تفجير يتم داخل الأنفاق ضد الجيش السوري في حلب خلال أسابيع عدة. ونقلت في السياق نفسه صحيفة وورلد تريبيون الأميركية عن مصادر قولها إن الثوار السوريين تعلموا تنفيذ مثل هذه الهجمات من حركة المقاومة الإسلامية، حماس، التي تمد الثوار السنة بمقاتلين لمشاركتهم أعمال القتال ضد قوات الأسد.

من جانبه، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أوامر بنشر ما يقرب من 40 ألف جنديًا في حلب من أجل التصدي للهجوم الذي تتعرّض له المدينة في الوقت الحالي. فيما أشارت المصادر إلى أنه من المتوقع أن يكثف الثوار هجماتهم في حلب ومحافظات أخرى خلاف فترة الانتخابات الرئاسية.

وأضافت المصادر أن الثوار يتلقون كميات محدودة من صواريخ أرض – جو والصواريخ المضادة للدبابات من دول عربية. وأفادت وسائل إعلام سورية بأن الجيش السوري عثر أخيرًا على نفق طوله 300 مترًا وعمقه 12 مترًا، تم حفره بين من قبل الإرهابيين، بين منطقة القابون ودواخل حي جوبر في دمشق، واكتشف الجيش كذلك وجود غرفة للعمليات داخل النفق.

«داعش» تعتقل حاملي الأسلحة في دير الزور بعد تقدم مقاتلي المعارضة
وأفاد ناشطون بسقوط قذيفة بجانب مستشفى الهلال الأحمر في شارع بغداد، بدمشق، وأخرى في منطقة البرامكة، بينما سقطت قذيفتا هاون في حي المزرعة، وفي محيط مستشفى الحياة ومناطق آخرى. وأفاد مصدر في قيادة الشرطة لوكالة «سانا» بأن «تسع قذائف سقطت قرب مشفى الحياة وفي شارع بغداد وقرب مدرسة عبد الله بن الزبير في المزرعة، وفي محيط السفارة السعودية بأبو رمانة، وخلف مدرسة علية المهدية بالروضة، وعلى سطح مبنى كلية الحقوق القديم، وقرب مشفى التوليد بالبرامكة، وعلى منزل في شارع حلب، وخلف مشفى هشام سنان بركن الدين، مما أدى إلى إصابة ستة أشخاص وإلحاق أضرار مادية».

وتجددت الاشتباكات أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في حي جوبر، وسط قصف قوات النظام مناطق في الحي. وفي ريف دمشق، قصفت القوات الحكومية مناطق في محيط أوتوستراد السلام، بينما سقط برميلان متفجران في مناطق في قرية مغر المير غرب منطقة سعسع بالغوطة الغربية، وتجدد القصف على مناطق في بلدة جسرين بالغوطة الشرقية، بالتزامن مع قصف قوات النظام مناطق في محيط جسرين، بالإضافة الى قصف مواقع عدة. وأعلنت كتائب «الصقور» التابعة للجيش السوري الحر في جرود القلمون بريف دمشق أنها اغتنمت قاعدة لإطلاق صواريخ من طراز «M1339» كورنت مضادة للمدرعات، تابعة للجيش السوري النظامي، مع صواريخها، وذلك إثر هجوم شنه مقاتلو الكتائب المعارضة على نقاط عسكرية تابعة لقوات النظام قرب قرية المشرفة، غرب مدينة يبرود، بريف دمشق، مشيرة إلى أنها استهدفت عدة نقاط عسكرية تابعة للجيش النظامي في محيط القرية. وتواصلت الاشتباكات في أرياف إدلب وحماه وحمص، حيث تقول المعارضة إنها تحقق تقدما للسيطرة على مزيد من المناطق الخاضعة لسيطرة القوات النظامية. وأفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى، في محيط حاجز الحنيطة جنوب قرية السعن بريف مدينة سلمية، فيما اندلعت معارك بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط قرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي.

في موازاة ذلك، شنّ مقاتلو «داعش» حملة تفتيش للمنازل في قرية البصيرة في ريف دير الزور الشرقي. وأشار ناشطون إلى أن عناصر التنظيم احتجزوا خلال الحملة كل من وجدوا بحوزته سلاحا، أيا كان نوعه، إضافة إلى مصادرتهم الأسلحة، ليبلغ عدد المحتجزين 17 رجلا وامرأة، اقتيدوا إلى جهة مجهولة. وفي سياق المعارك بين مقاتلي المعارضة و«داعش»، سيطر لواء «ثوار الرقة» التابع للجيش السوري الحر، أمس، على حاجز أبو خرزة العسكري، شمال الرقة.

تقرير فرنسي يجزم باستخدام النظام السوري الكلور سلاحا كيماويا
تساؤلات حول معنى تعتيم العواصم الغربية على انتهاكات دمشق
باريس: ميشال أبو نجم
في رسالته إلى مجلس الأمن بتاريخ 23 مايو (أيار) الماضي، شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على نقطتين، الأولى: أن النظام السوري لن ينتهي من تسليم كامل ترسانته الكيماوية للخبراء الدوليين بنهاية يونيو (حزيران) الجاري رغم التمديدات المتلاحقة للمهل الأساسية وأن 92 في المائة من الترسانة سلم، وبالتالي فإن نشاطات الخبراء الدوليين ستستمر بعد نهاية الشهر المذكور. والثاني: «الإعراب عن القلق الشديد» بسبب الاتهامات الخاصة باستخدام غاز الكلور في النزاع. وفي الرسالة نفسها، طلب بان كي مون من «الحكومة السورية ومن كل الأطراف الضالعة في النزاع» التعاون مع «بعثة تقصي الحقائق» التي أرسلها إلى سوريا للتأكد من هذه الاتهامات. والحال أن هذه البعثة لم تصدر أي تقرير عن مهمتها وليس من المرجح أن شيئا كهذا سيرى النور في الأيام المقبلة لأنها ما زالت في سوريا لتحقق وتدقق. لماذا هذا التمهل؟ هل لأن البعثة لم تحصل بعد على الأدلة والبراهين التي تحتاج إليها أم أن «حياديتها» تدفعها للمماطلة أو حتى غض النظر؟ السؤال مطروح؛ لأنه فيما البعثة «مستمرة في عملها»، فإن الدول الغربية الثلاث المعنية بالدرجة الأولى بالملف السوري، وهي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، توصلت إلى خلاصات مبنية على تحاليل لعينات أخرجت من سوريا وعلى مشاهدات ومقابلات مباشرة ومعلومات استخبارية، تؤكد استخدام قوات النظام السوري لغاز الكلور المحرم استخدامه بموجب اتفاقية منع استخدام الأسلحة الكيماوية التي وقعت عليها الحكومة السورية في 13 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. غير أن الخبراء المتابعين للملف الكيماوي السوري يؤكدون أن دمشق، حينما كشفت عن ترسانتها الكيماوية البالغة أكثر من ألف طن من الغازات، لم تدخل ضمنها مادة الكلور التي تؤكد التقارير أن قوات النظام تستخدمها حربيا. ونشرت أمس صحيفة «لوموند» الفرنسية المستقلة تحقيقا عن الموضوع يستند إلى خلاصات التقرير الذي توصلت إليه باريس مستندة بالدرجة الأولى إلى العينات التي أخرجت من سوريا وحللت في «مختبر بوشيه» التابع للإدارة العامة للتسلح. وهذا المختبر هو الوحيد المجهز في فرنسا بالمعدات اللازمة للتصديق على النتائج، إذ عمل الخبراء الفرنسيون بمساعدة بريطانية وأميركية. وبحسب الصحيفة المذكورة، فإن السلطات الفرنسية لديها تقرير متكامل منذ 15 يوما يؤكد استخدام النظام لمادة الكلور سلاحا حربيا يصيب بحروق على مستوى العينين ويؤثر على الجهاز التنفسي والصدر ويؤدي إلى ضيق التنفس والاختناق وإلى الوفاة. وكان وزير الخارجية لوران فابيوس أكد في واشنطن أبريل (نيسان) الماضي، أن النظام السوري لجأ إلى استخدام غاز الكلور «على الأقل لأربع عشرة مرة» منذ 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مناطق كثيرة في سوريا، إن في محيط دمشق (حرستا، جوبر، داريا) أو في محيط إدلب أو في محافظة حماه.

من جهتها، نشرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» يوم 13 مايو (أيار) الماضي تقريرا موثقا تؤكد فيه استخدام النظام لغاز الكلور بواسطة البراميل المتفجرة التي تلقى من الطائرات لثلاث مرات في كفر زيتا (حماه) وقرب إدلب. ورغم أن غاز الكلور أقل فتكا من غاز السارين الذي استخدمته القوات الحكومية صبيحة 21 أغسطس (آب) في غوطتي دمشق الشرقية والغربية والذي أدى إلى وفاة 1500 شخص، فإن المعاهدات الدولية تحرم استخدامه منذ عشرينات القرن الماضي. وتتساءل الصحيفة المذكورة: «لماذا تسعى العواصم الغربية للتعتيم على التقارير التي بحوزتها والتي تجرم النظام السوري وتبين أنه لا يحترم المعاهدات التي وقع عليها العام الماضي بضغط من روسيا ولتلافي ضربة عسكرية غربية كان يحضر لها؟». الجواب المرجح هو أنها تريد تحاشي الإحراج وتكرار سيناريو العام الماضي أميركيا وبريطانيا وفرنسيا حيث عدت الدول الغربية الثلاث أن لجوء النظام إلى السلاح الكيماوي «تجاوز للخط الأحمر» الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما وأنه يتطلب «ردا قويا» من جانب المجتمع الدولي.

النظام السوري يعلن فوز الأسد بـ «ولاية ثالثة».. وناشطون يشككون في نسبة المشاركة
وشريط فيديو يفضح مراسلة تلقن الناخبين أقوالهم
بيروت: نذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن النظام السوري ليل أمس فوز الرئيس السوري بشار الأسد بالانتخابات التي جرت أول من أمس. وكانت التوقعات كلها تشير الى ان لنتائج الرسمية محسومة لصالح الرئيس بشار الأسد.

وقال رئيس البرلمان السوري محمد اللحام، مساء أمس، إن الأسد حصل على 88.7 في المائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية في البلاد، ليفوز بفترة ولاية ثالثة، رغم الحرب الأهلية التي دخلت عامها الرابع. وكان من المتوقع اعلان النتيجة اليوم، إلا ان النظام السوري أعلن عنها في ساعة متأخرة من مساء أمس. وأعلنت المحكمة الدستورية العليا السورية أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية تجاوزت 73 في المائة. وقال المتحدث باسم المحكمة ماجد خضرة، في بيان تلاه عبر التلفزيون الرسمي، إن عدد المشاركين في الانتخابات بلغ «11 مليونا و634 ألفا و412» من أصل 15 مليونا و840 ألفا و575 ناخبا داخل سوريا وخارجها، مشيرا إلى أن «نسبة المشاركة بالتالي بلغت 73.42 في المائة». كما أشار إلى أن 442 ألفا و108 أوراق اعتبرت باطلة، أي 3.8 في المائة. وكان رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات هشام الشعار أعلن في وقت سابق «الانتهاء من عملية فرز الأصوات (…) وموافاة اللجنة القضائية العليا بمحاضر النتائج بعد فرز الأصوات».

في الوقت نفسه، كان التلفزيون يبث نداء من الأسد عبر شريط إخباري عاجل جاء فيه «جنودنا البواسل وهم على خطوط النار يدافعون عن الوطن ويحاربون الإرهاب أولى بكل رصاصة تطلق في الهواء تعبيرا عن الابتهاج بأي مناسبة أو حدث».

وفي موازاة انتقادات دولية على أكثر من مستوى للانتخابات الرئاسية، رأت المعارضة السورية في الانتخابات «فرصة لزيادة الدعم لها بعد أن بات المجتمع الدولي مقتنعا باستحالة الحل السياسي في ظل وجود الرئيس السوري بشار الأسد». ووصف عضو الائتلاف السوري المعارض هشام مروة، لـ«الشرق الأوسط»، خطوة إجراء الانتخابات بـ«الحماقة السياسية»، موضحا أن «المزاج الدولي تبدل لصالح المعارضة وننتظر دعما نوعيا بعد هذه الانتخابات الهزيلة لتغيير الموازين على الأرض». وقلل مروة من «أهمية تصريحات النظام حول كثافة الإقبال على الانتخابات»، مشيرا إلى أن «سكان العاصمة دمشق مثلا التزموا بيوتهم ولم يخرجوا للمشاركة، لكن إعلام النظام حاول عبر أساليبه المفبركة تصوير حشود من الناس أمام بعض المراكز الانتخابية». وكان ناشطون معارضون تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي أمس شريط فيديو أخذ من البث المباشر الذي خصصه التلفزيون السوري للانتخابات. ويظهر الشريط إحدى المراسلات في مدينة اللاذقية وهي تلقن ناخبين من إدلب ما يجب أن يقولوه حول الانتخابات من دون أن تنتبه أنها على الهواء مباشرة. وأغلقت عند منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء صناديق الاقتراع بعدما مددت فترة الاقتراع من السابعة مساء حتى الثانية عشرة بسبب «الإقبال الشديد»، حسب زعم اللجنة القضائية العليا للانتخابات. وكانت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام ذكرت أن «نسبة التصويت في الانتخابات تجاوزت في عدد من المحافظات الـ70 في المائة من الذين يحق لهم الاقتراع»، مشيرة إلى أن «المرشح بشار الأسد يتجه للفوز بنسبة عالية في هذه الانتخابات». وبحسب قانون الانتخابات، يحق لأي من المرشحين التقدم بطعن خلال ثلاثة أيام من إعلان النتائج، وعلى اللجنة الدستورية العليا أن تنظر فيه في مدة لا تتجاوز سبعة أيام. ونقلت الصحيفة عن مصدر قضائي قوله إن النتائج والأرقام الرسمية قد تعلن مساء اليوم من قبل رئيس مجلس الشعب حسب القانون الانتخابي، في حين أوضح التلفزيون الرسمي السوري أن «النتائج ستنظم ضمن محاضر رسمية تقدم من قبل اللجان القضائية الفرعية في المحافظات إلى اللجنة القضائية العليا التي تقدمها بدورها إلى المحكمة الدستورية العليا، بحسب قانون الانتخابات العامة». بدورها، لم تعلن رئاسة الجمهورية السورية أي موعد لإعلان نتائج التصويت، واكتفت في بيان عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بتوجيه «التحية لجميع السوريين الذين شاركوا بكثافة في انتخاب مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية وينتظرون نتائج التصويت ليبدأوا مرحلة جديدة من تاريخ سوريا».

وأفادت تقارير إخبارية من دمشق بضغوط ومضايقات تعرض لها سوريون لحملهم على المشاركة في الانتخابات. واقتيدت حافلات على متنها موظفون لإجبارهم على التصويت، بينما منع جنود عند نقاط التفتيش سوريين من مغادرة أحيائهم والتنقل فيها ما لم يروا الحبر البنفسجي على سباباتهم. وتباهى بعض مؤيدي النظام بالتصويت أكثر من مرة في مراكز اقتراع مختلفة في دمشق، وفي إحدى الحالات صوت أحدهم خمس مرات.

وسخر ناشطون معارضون من دعوة وزارة الخارجية السوري 15 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم. وأشاروا إلى أن ذلك يعني أن «عدد سكان سوريا يتجاوز الـ35 مليونا، لأن الأمم المتحدة أكدت تجاوز أعداد اللاجئين السوريين في أنحاء العالم الخمسة ملايين، وعدد النازحين تجاوز الخمسة ملايين، وهناك أكثر من 250 ألف قتيل في صفوف المعارضة، وقتلى النظام تجاوزا الـ200 ألف، وعدد المعتقلين في سجون وأقبية أفرع الأمن يتجاوز الـ200 ألف معتقل». كما استفاد النظام السوري من مشاركة أعداد كبيرة من العسكريين في الانتخابات للتصويت لصالح الرئيس بشار الأسد على اعتبار أن الجيش في سوريا مؤسسة عقائدية تطبق مبادئ حزب البعث الذي يشغل الأسد منصب أمانته العامة. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» بـ«مشاركة القوات المسلحة بمختلف صنوفها البرية والجوية والبحرية أبناء شعبنا السوري الاستحقاق الدستوري في انتخابات رئاسة الجمهورية». وقالت إن «عناصر الجيش العربي السوري ضباطا وصف ضباط وأفرادا وعاملين مدنيين أدلوا بأصواتهم في المراكز الانتخابية في الوحدات والمعاهد والمدارس والمشافي العسكرية المنتشرة على مساحة الوطن»، بحسب الوكالة التي بثت صورا لوزير الدفاع فهد جاسم وهو يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية.

ومن جهته، دعا الاتحاد الأوروبي النظام السوري إلى إجراء «مفاوضات سياسية حقيقية» لايجاد حل للنزاع. وقالت ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية كاثرين اشتون في بيان ان الاتحاد يى ان «الانتخابات المتوقع ان يحقق فيها الرئيس الاسد فوزا كبيرا «غير شرغية..وتسيء للجهود المبذولة من أجل ايجاد حل لهاذا النزاع المريع».

وزراء داخلية أوروبيون يبحثون اليوم التصدي لخطر «المقاتلين في سوريا»
المتهم بمهاجمة المتحف اليهودي في بروكسل يرفض تسليمه لبلجيكا
بروكسل: «الشرق الأوسط»
يعقد وزراء داخلية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليوم اجتماعا بلوكسمبورغ، في محاولة للتصدي لخطر عودة مقاتلين من ساحات المعارك السورية إلى بلدانهم الأوروبية لتنفيذ عمليات إرهابية.

ويبحث الاتحاد الأوروبي عن حلول لمواجهة الخطر الذي يمثله الشبان الأوروبيون الذين ينخرطون في جماعات إسلامية مسلحة من أجل «الجهاد» بسوريا، رغم التحذيرات المتكررة من المنسق الأوروبي حول مكافحة الإرهاب جيل دي كرشوف.

وشكلت البلدان المعنية أكثر بهذه الظاهرة، وهي فرنسا وبلجيكا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وهولندا والدنمارك، مجموعة قرر وزراؤها عقد اجتماع عمل خاص يتناول هذا الخطر اليوم في لوكسمبورغ، على هامش الاجتماع الرسمي مع بقية نظرائهم. ويخشى مسؤولون أوروبيون من تحديد أعداد المقاتلين المتوقع ذهابهم للقتال في سوريا، ولكن التقديرات تصل إلى مئات. وترفض الحكومة البريطانية تحديد عدد المقاتلين في سوريا، متذرعة بصعوبة تقدير أعدادهم، لكن يتوقع مسؤولون ذهاب «عشرات» إلى سوريا. وثبت مقتل البريطاني عبد الله دغياس هناك الشهر الماضي، كما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن مقتل بريطاني يدعى أبو ديغم البريطاني، ولكن لم تؤكد السلطات البريطانية ذلك بعد. ومن اللافت أن أحد عشر مقاتلا من الدنمارك قتلوا في سوريا منذ اندلاع الحرب فيها، كما تقدر السلطات في كوبنهاغن من توجهوا إلى سوريا للقتال بأكثر من تسعين شابا دنماركيا، وهو أكبر عدد مقارنة بتعداد الدنمارك المقدر بـ5.6 مليون نسمة. وبينما تؤكد مصادر مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» أن غالبية المقاتلين الأجانب يعبرون من تركيا، تنفي أنقرة تسهيلها انتقال هؤلاء المقاتلين. ويذكر أن تركيا تسمح للزوار الأوروبيين بدخول أراضيها بتأشيرة دخول عند المطار، مما يصعب رصد تحركات الزوار، خاصة أن تركيا استقبلت أكثر من 35 مليون زائر العام الماضي.

وحذر المنسق الأوروبي كرشوف، في بيان الاثنين الماضي، من أن «أكثر من ألفي أوروبي ذهبوا أو يريدون الذهاب إلى سوريا للقتال، وقد عاد بعضهم، وذلك لا يعني أنهم جميعا يريدون تنفيذ هجمات، لكن بعضهم سيفعل». وأضاف: «لا أتوقع اعتداءات على نطاق واسع كما وقع في 11 سبتمبر (أيلول) 2001 (في الولايات المتحدة)، لكن على أوروبا أن تستعد لهجمات يرتكبها من يريد القتل الجماعي، وذلك أمر مرعب في حد ذاته»، مؤكدا: «إنهم مدربون على استعمال الرشاشات والأسلحة الخفيفة وربما المتفجرات».

وكشف استهداف المتحف اليهودي في بروكسل عدة ثغرات في أنظمة الأمن الأوروبية، إذ إن المتشبه في تورطه في الهجوم، مهدي نيموش، كان قد قاتل في سوريا لمدة سنة. ورصد نظام إعلام «شنغن» (إس إي إس) في ألمانيا منفذ الاعتداء المفترض، لدى عودته ووصوله إلى مطار فرانكفورت مرورا بتايلاند وماليزيا، وأوضحت السلطات الفرنسية أنها فقدت أثره حتى اعتقاله الجمعة الماضي في مرسيليا. واستذكرت وزيرة الداخلية البلجيكية، جويل ميلكيه، أن فضاء شنغن «يحظر أي مراقبة منهجية على الحدود الداخلية، ومن ثم بين فرنسا وبلجيكا». وأوضح جيل كرشوف أن «قانون شنغن ينص على أنه لا يمكن مراقبة الأوروبيين منهجيا لدى دخولهم وخروجهم، ولا يمكن التحقق من الأسماء على كل المعطيات، بل فقط التحقق من جوازات السفر، ولا يمكن أن نفعل ذلك إلا من حين لآخر وليس بشكل منهجي». وأضاف كرشوف أن الوزراء السبعة سيتناولون كل هذه النقاط خلال اجتماعهم بهدف «تشديد القيود الأوروبية». وأفاد مصدر أوروبي بأن المشكلة تكمن في أن الأمن من الصلاحيات السيادية لكل دولة، ولا تنوي أي منها جعلها من صلاحيات الاتحاد الأوروبي.

وقال محامون وممثلو الادعاء إن نيموش، وعمره 29 سنة ومشتبه في قتله بالرصاص ثلاثة ضحايا بمتحف يهودي في بروكسل الشهر الماضي، رفض أن تسلمه فرنسا إلى بلجيكا. وقال ممثلو الادعاء إن نيموش الذي سبق أن ارتكب مخالفات معتقل وفقا لقوانين محاربة الإرهاب بشبهة القتل والشروع في القتل وحيازة أسلحة فيما يتصل بالهجوم الذي وقع في 24 مايو (أيار).

عشرات القتلى في معارك سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت لجان التنسيق المحلية إن 55 شخصا قتلوا في سوريا الأربعاء، في وقت استمرت فيه الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في أنحاء عدة من البلاد.

وأفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى جراء قصف استهدف منطقة زاكية بريف دمشق.

ووقعت اشتباكات عنيفة قرب مخيم اليرموك جنوبي دمشق. وفي حلب، سقط قتلى وجرحى إثر سقوط براميل متفجرة على حي قاضي عسكر في المدينة.

ودارت اشتباكات بين القوات الحكومية والجيش الحر، قرب تلبيسة، في محافظة حمص. وفي إدلب، قتل مدني وأصيب آخرون جراء قصف بقذائف الهاون على المدينة.

سفير أمريكا السابق بسوريا لـCNN: تركت المنصب لعدم استطاعتي الاستمرار بالدفاع عن سياسة أمريكا
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال سفير الولايات المتحدة السابق والأخير لسوريا، روبيرت فورد، إنه ترك منصبه في مايو/ أيار لعدم استطاعته المضي قدما والاستمرار بالدفاع عن السياسة الأمريكية.

وقال فورد في مقابلة حصرية مع CNN: “لم أعد في مركز استطيع فيه أن ادافع عن السياسة الأمريكية بسوريا.. نحن لم نتمكن من معالجة جدور المشكلة سواء الصراع القائم على الأرض أو التوازن على الأرض إلى جانب ازدياد تهديدات المتطرفين بالبلاد.”

وتابع قائلا: “لا يوجد شيء يجدر الإشارة لنجاحه وفقا لسياستنا عدا عن إزاله نحو 93 في المائة من الترسانة الكيماوية للأسد، ولكن الآن هو يستخدم غاز الكلور في صراعه مع خصومه.”

وأضاف: “نحن دائما متأخرون، ومن المهم جدا أن نصبح في موضع متقدم.. بشار الأسد ما كان ليكون بموضع القوة التي هو عليه الآن دون دعم حزب الله وإيران وروسيا.”

وأشار السفير السابق إلى أن الأسد “لا يتحكم بثلثي سوريا، وقد حذرنا قبل سنتين من أن المجموعات الإرهابية ستستغل هذا الفراغ تماما كما لاحظناه في أفغانستان والصومال ومالي واليمن.”

وحول الانتخابات التي تشهدها سوريا قال فورد: “لا اعتقد أن الانتخابات بسوريا لها علاقة بالديمقراطية.. الواقع أن بشار الأسد والدائرة المحيطة به يستعدون للاستمرار في الصراع القائم.”

منشق عن داعش يروي لـCNN كيف تتم عملية تجنيد الغربيين
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—كشف منشق عن الدولة الإسلامية بالعراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش” الطريقة التي يتم فيها تجنيد العناصر الجديد للانضمام للمقاتلين وخصوصا من الأجانب الغربيين.

بين المنشق الذي فضل عدم ذكر اسمه أو إظهار صورته ولا حتى صوته الحقيقي في مقابلة مع CNN أن المراحل الأولية للتجنيد تتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تويتر والدردشة عبر نظام غوغل، حيث يتم استقبال العديد من الرسائل عبر صندوق الرسائل الخاصة أو القيام بإرسال هذه الرسائل إلى أشخاص يظهر ميلهم للمشاركة بـ”الجهاد” في سوريا.

وأشار المنشق إلى أن الغربيين يعاملون معاملة خاصة، ففي أحد المراسلات طلب شاب بريطاني من مانشستر بسؤال أمير المنشق إذا كان ينبغي عليه القدوم إلى سوريا أو القتال في بلده، ليرد عليه الأمير: “اذا لم يكتب لك الله الشهادة في سوريا، فيمكنه شن الحرب في بلده.”

وألقى المنشق الضوء على أن حسابات الدولة الإسلامية تتلقى العديد من مختلف أنواع الأسئلة عبر مواقعها ذاكرا أسئلة لأشخاص يريدون رؤية مقاطع فيديو لعمليات إعدام على يد الدولة وأسئلة أخرى حول الزواج من فتيات سوريات وغيرها.

ويشار إلى أن المنشق هرب من مدينة الرقة التي تعتبر أحد المعاقل القوية للدولة الإسلامية في العراق والشام بعد أن قتل اثنان من أقربائه.

مصدر: أسلحة الولايات المتحدة لن تمر عبر ائتلاف المعارضة السورية
اسطنبول (4 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال مصدر دبلوماسي غربي إن الولايات المتحدة تبحث تزويد كتائب المعارضة السورية المسلحة بأسلحة نوعية لكنها مقتنعة بأن المعارضة السياسية لن يكون لها دور في ذلك لأنها غير قادرة على السيطرة عليها ويبحث المسؤولون العسكريون الأمريكيون عن مخططات بديلة عن ذلك

وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “لقاء وفد ائتلاف المعارضة السورية بأحد كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين المشرف على التسليح كان فاشلاً، وأظهر المسؤول العسكري الأمريكي معرفة ودراية في الواقع السوري العسكري على الأرض أكثر من معرفة الوفد، ومن الواضح أن معلوماته كانت غنيّة وشبه كاملة، وأظهر أنه يعرف الكتائب بالاسم ومكان تمركزها وتوجهاتها وعملياتها الأساسية، وقال للوفد بشكل شبه مباشر أن الائتلاف لا سيطرة له على الكتائب والقوى العسكرية، وأن الولايات المتحدة تعرف لمن يجب أن يتوجه السلاح النوعي ولديها وسائلها وطرقها لإيصاله عندما يحين الوقت، وأن الأسلحة ـ في هذا الظرف ـ لن تمر عبر ائتلاف المعارضة السورية” وفق قوله

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه “هناك اختلاف في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وأوربا، فالأولى تريد التريث والثانية تريد التحرك، ومن الواضح أن الولايات المتحدة لا ترى أن الوقت مناسب للتحرك وتريد المزيد منه” حسب قوله

وحول الاجتماع الأخير الذي تم يوم الجمعة الماضي حول سورية وضم قادة ومسؤولون عسكريون من سبع دول قال “كان جيداً، ونتائجه جيدة، نوقشت فيه خطط بديلة، بقيادة شخصيات عسكرية مقبولة، وغالباً لن يتم الإعلان عن النتائج إلا بشيء عملي على الأرض” على حد تعبيره

وكان وفد من رئاسة الائتلاف قد زار الولايات المتحدة الشهر الماضي والتقى بالرئيس الأمريكي باراك أوباما وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين السياسيين والعسكريين، وبحث معهم مسألة تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية

كيري: الانتخابات الرئاسية السورية “صفر كبير للغاية”
وصف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الانتخابات الرئاسية في سوريا بأنها “صفر كبير للغاية”.

واعتبر كيري، خلال زيارته لبنان، الانتخابات خطوة “لا معنى لها”، مشيرا إلى أن الملايين من السوريين لم يستطيعوا الإدلاء بأصواتهم فيها.

ومن المنتظر أن تعلن لجنة الانتخابات في سوريا فوز الرئيس الحالي بشار الأسد الذي يواجه منافسين غير معروفين.

وقال المسؤول الأمريكي إن الوضع في سوريا من “أسوأ الكوارث”، معلنا عن قرابة 300 مليون دولار مساعدات لهيئات الأمم المتحدة التي تقدم خدماتها للاجئين السوريين في لبنان.

ويواجه لبنان صعوبات في التعامل مع أكثر من مليون سوري نزحوا إليه جراء الصراع الدائر منذ أكثر من ثلاثة أعوام في سوريا.

ولن تقتصر المساعدات الإضافية على اللاجئين في لبنان، بل ستشمل السوريين الذين نزحوا إلى تركيا ومصر والعراق.

كما دعا كيري إلى إنهاء المأزق السياسي في لبنان، مشددا على حاجة البلاد إلى “حكومة حرة من أي تأثير خارجي ورئيس يتمتع بسلطات كاملة”.

ولا يوجد في لبنان رئيس منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان الشهر الماضي.

وفشل مجلس النواب اللبناني في الاتفاق على من سيخلف سليمان حتى الآن.
BBC © 2014

الانتخابات السورية: الأسد رئيسا لفترة ثالثة “بأكثر من 88 في المئة”
فاز الرئيس السوري بشار الأسد بفترة رئاسة ثالثة بأغلبية كبيرة.

وأعلن محمد جهاد اللحام، رئيس مجلس الشعب السوري، إن الأسد حصل في الانتخابات الرئاسية على 88.7 في المئة من الأصوات.

وأجريت الانتخابات في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية في الداخل وفي بعض الدول الأخرى.

وقال اللحام إن الأسد حصل على 10 ملايين و319 ألفا و723 صوتا.

أما المرشح الثاني، وهو الدكتور حسان عبد الله النوري، فقد حصل على 500 ألف و279 صوتا بنسبة 4.3 في المئة.

وصوت 372 ألفا و301 صوت لصالح المرشح الثالث ماهر عبد الحفيظ حجار بنسبة 3.2 في المئة.

وكانت المحكمة الدستورية السورية قد أعلنت نسبة المشاركة في التصويت في الانتخابات بلغت 73.42 في المئة. وقالت إن11 مليونا و634 ألف ناخب صوت في الانتخابات من أصل15 مليون ناخب.

وحسب المحكمة، فإن عدد الأصوات الباطلة بلغ 442 ألف صوت تعادل 3.8 في المئة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قد وصف الانتخابات الرئاسية في سوريا بأنها “صفر كبير للغاية”.
BBC © 2014

رئيس برلمان سوريا يعلن فوز الأسد فوزا ساحقا في الانتخابات
من دومينيك إيفانز
بيروت (رويترز) – قال رئيس البرلمان السوري محمد اللحام يوم الأربعاء إن الرئيس بشار الأسد حقق فوزا ساحقا في انتخابات الرئاسة التي أجريت وسط حرب أهلية مستعرة ووصفها معارضوه بأنها مسرحية.

وقال اللحام إن الأسد حصل على 88.7 في المئة من الأصوات في الانتخابات التي اقتصر إجراؤها على الأجزاء الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية من سوريا.

وقال اللحام في كلمة نقلها التلفزيون من مكتبه بمجلس الشعب السوري “أعلن فوز الدكتور بشار حافظ الأسد بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية لولاية دستورية جديدة بحصوله على الأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات.”

وكانت المحكمة الدستورية السورية قد ذكرت في وقت سابق أن نسبة المشاركة في الانتخابات التي أجريت في الداخل يوم الثلاثاء إضافة إلى أصوات العاملين واللاجئين في الخارج بلغت 73 في المئة.

وسخر خصوم الأسد من الانتخابات قائلين إن المرشحين الآخرين غير معروفين نسبيا ولم يمثلا بديلا حقيقيا عن الأسد. وحصل الوزير السابق حسان النوري على 4.3 في المئة من الأصوات في حين حصل النائب ماهر حجار على 3.2 في المئة وهي نسبة أقل من نسبة الأصوات الباطلة.

وقال المعارضون أيضا إنه يتعذر إجراء انتخابات ذات مصداقية وسط صراع أودى بحياة 160 ألفا وشرد ملايين وترك أجزاء من شمال وشرق سوريا خارج نطاق سيطرة الأسد.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان “هذه الانتخابات غير مشروعة وتقوض الجهود السياسية لإيجاد تسوية لهذا الصراع المروع.”

أما الولايات المتحدة التي قالت مرارا إن الأسد فقد شرعيته عندما رد بالقوة على الاحتجاجات التي خرجت إلى الشوارع منذ أكثر من ثلاث سنوات فرأت أن الانتخابات لم تغير شيئا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارة قصيرة إلى لبنان إن الانتخابات السورية “بلا معنى لأنه لا يمكن إجراء انتخابات في حين أن الملايين من أبناء الشعب ليست لديهم القدرة حتى على التصويت وليست لديهم القدرة على التشكيك في نتيجة الانتخابات وليس لديه خيار.”

ووصف المسؤولون السوريون فوز الأسد الذي كان متوقعا بأنه شهادة تبرئة لحملته على مقاتلي المعارضة وبأنه معلم على طريق الديمقراطية. وهذه هي المرة الأولى منذ نصف قرن التي تجري فيها انتخابات تنافسية في سوريا.

وكان الانتخابات الرئاسية السابقة استفتاءات على الموافقة على تعيين بشار وأبيه حافظ الأسد الذي حكم سوريا طيلة 30 عاما إلى أن توفي عام 2000. ولم يحدث أن فاز حافظ الأسد بنسبة تقل عن 99 في المئة في حين حصل ابنه على 97 في المئة عام 2007.

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير محمد عبد العال)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى