أحداث السبت، 15 أيلول 2012
محادثات الإبراهيمي في دمشق لم تمنع قصفها بالطائرات
دمشق، أسطنبول، نيويورك، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
وسط تحذيرات متزايدة من أن النزاع في سورية قد يستعصي على الحل السياسي مهما كانت الجهود الدولية المبذولة لانه «لا أحد يملك مفتاح» الحل في ذلك البلد، بحسب ما قال دبلوماسيون أمس، وفيما ترتفع حصيلة الضحايا يوماً بعد يوم، أجرى المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي محادثات مع رموز المعارضة الداخلية ومنظمات المجتمع المدني. ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي مع الرئيس السوري بشار الأسد اليوم في لقاء مرتقب سيكشف ما إذا الرئيس السوري مستعدا لتسوية سياسية تنهي النزاع الدموي في بلاده وتفتح الطريق أمام حل يقوم كما تتفق غالبية الأطراف الدولية والاقليمية على «انتقال سياسي» في سورية. ولم تمنع محادثات الإبراهيمي في دمشق من قصفها بالطائرات، خاصة أحياء شرق العاصمة، فيما تحدث ناشطون عن قتلى في اعدامات في دمشق ومجزرة جديدة في درعا. بينما حض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على «انتقال سياسي في أسرع وقت»، محذرا من امتداد «الحريق» السوري إلى كل منطقة الشرق الأوسط.
وعن لقاءات الإبراهيمي مع المعارضة الداخلية، قال حسن عبد العظيم الناطق باسم هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي، التي تضم احزاباً عربية وكردية واشتراكية وماركسية، لوكالة «فرانس برس» إن وفداً من المعارضة التقى الابراهيمي «لاطلاعه على وجهة نظر الهيئة ووسائل حل الازمة السورية».
وأضاف المعارض السوري «نؤيد تكليف الابراهيمي المنتدب من الجامعة العربية والامم المتحدة لحل الازمة المركبة والمعقدة في سورية ونحاول ان نتعاون معه لحلها لأن العنف بلغ مداه والشعب السوري يعاني من القتل والجراح والتدمير والتهجير».
وقال عبد العظيم، عن لقاء الابراهيمي، انه «هام ومفيد ومثمر»، مضيفا «هناك تطوير لخطة انان. خطة الابراهيمي لن تكون تكرارا لخطة انان، وستكون هناك افكار وخطوات جديدة».
وزاد: «رحبنا به (الابراهيمي) وقلنا ان هيئة التنسيق تؤيد جهود هذا المبعوث الاممي في حل الازمة في سورية ووقف العنف والقتل وتأمين الاغاثة الطبية للمدنيين». واكد ان «الازمة في سورية لن تحل الا بتوافق عربي واقليمي ودولي… طالبنا الاخضر الابراهيمي باشراك كل الدول والاطراف في حل الازمة. قلنا بضرورة تامين التوافق وسيستمع الابراهيمي للمعارضة والمسؤولين ويبلور افكارا ورؤية وخطة تكون قابلة للنجاح».
وقبل محادثاته مع المعارضة، التقى الإبراهيمي ليلة أول من أمس وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي أكد التزام دمشق التعاون مع مهمته، موضحاً ايضاً ان «نجاح المبعوث الاممي في مساعيه الحميدة متوقف على مدى جدية بعض الدول التي منحته التفويض في مهمته وصدقيتها في مساعدة سورية»، وضرورة توقف الدول التي قال إنها «تؤوي وتسلح وتدرب المجموعات الإرهابية في بلاده عن القيام بذلك»، كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية(سانا). كما أكد المعلم أن «بوصلة التحرك الاساسية في اي مبادرة هي مصلحة الشعب السوري وقراره المستقل دون اي تدخل خارجي».
من ناحيته، قال رئيس الوزراء التركي في مؤتمر في يالطا جنوب اوكرانيا أمس إن نظام الاسد يقترب من «نهايته الحتمية»، محذراً من «امتداد السنة اللهب» إلى المنطقة بأكملها.
وشدد أردوغان على «ضرورة أن تجري عملية الانتقال بأسرع ما يمكن». وأضاف «علينا ان نقول لا لهذه المأساة». كما أكد ان «الوضع في سورية ليس ناجماً عن قوى خارجية بل عن رد فعل الشعب السوري الذي تراكم منذ سنوات» كما حدث في ليبيا ومصر. وتابع: «لكن هذا النظام لا يفكر في الديموقراطية انه نظام ديكتاتوري»، مضيفاً انه لا توجد سلطة قادرة على وقف هذا الاحتجاج الشعبي.
ميدانيا، قال شهود ونشطاء إن طائرة مقاتلة وطائرات هليكوبتر حربية تقصف ضواحي في دمشق يتواجد بها معارضون. وقال سكان في دمشق إنهم سمعوا دوي ثلاثة انفجارات صباحا، موضحين أن مروحيات كانت تحلق فوق العاصمة. وافاد ناشط تحدث عبر «سكايب» من دمشق: «هناك حملة جديدة على المناطق الشرقية من دمشق… تحلق طائرات الهليكوبتر في السماء الآن وتطلق النيران على حي الزملكة».
وأفاد ناشطون في ريف دمشق أن سكاناً عثروا على 15 جثة لفلسطينيين أعدموا ميدانياً على أيدي قوات النظام في بلدة ببيلا. وقال الناشطون إن من بين القتلى عشرة من عائلة واحدة، وإن الجثث تعود لأشخاص اعتقلوا في وقت سابق من مخيم اليرموك الذي تقطنه غالبية من اللاجئين الفلسطينيين بدمشق.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 12 شخصاً لقوا حتفهم على الأقل وجرح العشرات في ما وصفه ناشطون سوريون بمجزرة ارتكبها النظام في بلدة بصرى الشام بدرعا.
وأفاد ناشطون بمقتل ما لا يقل عن 42 شخصاً بنيران قوات النظام وسط قصف على أحياء بدرعا وحلب، في حين خرجت تظاهرات في عدد من المدن والبلدات للمطالبة بإسقاط النظام في جمعة أطلق عليها «إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات».
كما تواصلت المعارك العنيفة خصوصاً في حلب التي شهد أحد أحيائها معارك كر وفر بين طرفي النزاع. وأفاد ناشطون أن قتلى وجرحى سقطوا في قصف لمدافع قوات النظام على حيي الشعار ومساكن هنانو في حلب.
وفي فيينا، اتهمت واشنطن دمشق أمس خلال اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستخدام «القمع الوحشي» ضد شعبها «ذريعة» لعدم تبديد مخاوف الوكالة الدولية بشأن ما يشتبه بأنه نشاط نووي غير مشروع كانت تجريه في السابق.
وقال السفير الأميركي لدى وكالة الطاقة الذرية روبرت وود إن ما تقوم به سورية من «أفعال تزعزع الاستقرار (في البلاد) لا يبرر رفضها» للوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي المبرمة للحيلولة دون انتشار الأسلحة النووية. وقال وود «إن النظام السوري يستخدم قمعه الوحشي للشعب مبررا لعدم تعاونه مع التحقيق الذي تجريه الوكالة».
سوريون يضربون عن الطعام وينامون على «الأرصفة» تضامناً مع ضحايا «المجازر»
بيروت – بيسان الشيخ
في اليوم الثامن عشر أوقفت عضو «المجلس الوطني السوري» عالية منصور إضرابها عن الطعام الذي كانت بدأته ودعت إليه في 26 آب (أغسطس) الماضي احتجاجاً على مجزرة داريا. «أعلن الأضراب عن الطعام حتى البدء بخطوات عملية لإغاثة الشعب السوري» كتبت منصور على صفحتها الفايسبوكية في ذلك اليوم فلم تمض 24 ساعة حتى انضم إليها 4 زملاء شباب في المجلس هم منهل باريش (تركيا) وهمام حداد (فرنسا) وفراس قصاص (ألمانيا) وأحمد زيدان (بين أدلب وتركيا). وفي الأسبوع الأول وحده انضم نحو 27 ناشطاً وناشطة ليبلغ العدد لاحقاً نحو 52 توزعوا على عدد من البلدان بينها الأردن ومصر وأميركا وغيرها.
«الشعور بالعجز تجاه المجزرة والارتفاع الهائل في عدد الضحايا أشعرني أن الإدانة والبيانات ما عادت تكفي»، تقول منصور لـ «الحياة» التي التقتها في بيروت حيث مكان إقامتها. جلست تنفث دخان سيجارتها وترتشف عصير البرتقال الذي تسبب لها بآلام في المعدة بعدما بقيت طيلة 18 يوماً تقتات عليه وعلى اللبن والماء فيما لم توقف سفرها وتنقلاتها وعملها اليومي مع الناشطين. وتقول: «أكلت أول صحن حساء ساخن فشعرت أنه ثقيل كخروف محشي… ليست لدي خبرة في الإضراب عن الطعام فهذه أول مرة لي لكن زميلنا فراس (قصاص) لديه خبرة سابقة وعملنا بتوجيهاته بضرورة شرب السوائل ومزجها بالسكر».
وتعج «صفحة المضربين» على فايسبوك بعبارات الدعم والتضامن والإرشادات من قبيل «ماء وملح وسكر» أو أسماء بعض الأمصال الخاصة لهذه الحالات.
وإذا كانت الحالة الصحية لمنصور تدهورت جزئياً لكن بقيت تحت السيطرة، فإن زميلها منهل باريش المقيم في إسطنبول أغمي عليه مرتين سقط خلال إحداها ولم يستفق إلا بعدما أنقذه رفاقه. وفي اتصال هاتفي مع باريش الذي لم يكن قد أوقف إضرابه حتى كتابة هذه السطور قال: «انضممت وبقية الزملاء لنداء عالية وكان الأسبوع الأول صعباً للغاية لكننا مؤمنون بجدوى ما نقوم به. فهذه رسالة تضامن مع السوريين في الداخل وموجهة إلى المجتمع الدولي بضرورة التدخل لإنقاذ السوريين».
وكان المضربون عن الطعام أصدروا بياناً بعد بضعة أيام على حركتهم الاحتجاجية يطالبون فيه المجتمع الدولي حماية المدنيين وإغاثة الشعب السوري «حتى لو كان ذلك عن طريق التدخل العسكري» بحسب باريش. «الوضع ما عاد يحتمل وشعورنا بالعجز التام مؤلم جداً… أعتقد إنه نوع من العقاب الذاتي أو جلد الذات حيال مشاهدتنا لمجزرة داريا» ينهي باريش كلامه بصوت يكاد يختنق غصة.
والواقع إن هذا التحرك بقي رهن الشبكة العنكبوتية ولم يحظ بالاهتمام الكافي فحتى المجلس الوطني لم يصدر عنه موقف رسمي واضح وبقي التحرك كأنه فردي. لكن الناشطين اعتبروا إنه نوع من التضامن الذاتي مع مواطنيهم في الداخل للقول إنهم يريدون مشاطرتهم المعاناة وليس مناسبة للظهور وإطلاق المواقف. فحتى الخطأ في بعض الأسماء التي تضمنها البيان الأول للجان التنسيق وسقوط بعضها «سهواً أو عمداً» لم يستوقف المعنيين لكونه برأيهم ليس جوهر القضية.
وجمع بعض الناشطين بين الإضراب عن الطعام والاعتصام في آن مثل فراس قصاص الذي استوطن الرصيف المقابل لوزارة الخارجية الألمانية في برلين أو «المجموعة النسائية» التي احتلت الرصيف المقابل لمقر جامعة الدول العربية في القاهرة. وفي اتصال هاتفي مع الشاعرة لينا الطيبي وهي إحدى الداعيات لذلك الإضراب في القاهرة تقول: «دخلنا يومنا التاسع وعندما قررنا الانضمام للإضراب كنا علمنا أن صديقنا فراس بدأ احتجاجه فقمنا بخطوة مشابهة هنا». وبالإضافة إلى الطيبي تتكون المجموعة من الفنانة لويز عبد الكريم والناشطة جورجينا زميل والناشطة رولا الخش والمذيعة سلمى جنزرلي والفنانة وفاء سليم المضربة في بيتها لأسباب صحية.
وتقول الطيبي: «بقينا 3 أيام ننام على الرصيف لكن الوضع الأمني في القاهرة جعلنا نضطر للذهاب إلى منازلنا ليلاً والعودة صباحاً». وإذ تتفق الطيبي مع منصور وباريش حول انعدام جدوى السبل الأخرى للاحتجاج والتعبير والشعور التام بالقهر وفقدان الأمل تقول إن إضراب النساء في القاهرة يتوجه إلى المسؤولين الذين يجتمعون في مقر جامعة الدول العربية وخصوصاً الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي.
ووسط سعال شديد ينتابها خلال الحديث ترجعه إلى الغبار والتلوث «وليس لتدهور حالها الصحية»، توضح: «هدفنا الأول المرأة والطفل في سورية. نريد حمايتهم وإغاثتهم بشتى الوسائل. نطالب بمنطقة عازلة وبممرات آمنة وحظر جوي… وكل ما من شأنه أن يساعد السوريين حتى لو اقتضى الأمر تدخلاً عسكرياً». وبعكس الناشطين الآخرين الموزعين عبر البلدان والذين يتواصلون وينسقون إضرابهم عبر الإنترنت، تقول الطيبي إن المجموعة النسائية في القاهرة حظيت باهتمام خاص في الأوساط المصرية سواء من الإعلام أو النواب والمثقفين والناشطين حتى إن البيان الذي أصدرته رفع إلى منظمة الأونيسكو.
وفيما قررت منصور، التي أطلقت هذه الشرارة من بيروت وقف إضرابها لعدم قدرتها على الاستمرار فيه والقيام بواجباتها والمهام المطلوبة منها، قالت الطيبي إن الناشطات في مصر لن يتراجعن حتى تحقيق المطالب. فقالت: «سنحمل إضرابنا ونمشي به. لويز (عبد الكريم) ستسافر إلى الاسكندرية للمشاركة بمهرجان فني ولن توقف إضرابها، فهنا رفعنا شعار الموت ولا المذلة!».
صحافيو سوريا بين إسكات الصوت .. وفتاوى القتل
طارق العبد
لا أحد في سوريا في مأمن من الموت اليومي، سواء كان مؤيداً للنظام أو معارضاً أو مسلحاً أو حتى محايدا. الجميع مشروع قتل أو اعتقال أو خطف، وربما ذبح. لكن الصحافة، مهنة المتاعب الأولى، تتصدر قائمة أهداف الرصاص.وفي أحيان كثيرة يكون القتل بفتاوى مجهولة المصدر، لكنها سريعة التطبيق، ولا يتردد كثيرون في دعم هذه الفتاوى، بحجة أن الصحافي شريك في التحريض على القتل، متناسين أن من يؤيد مثل هذه الفتاوى، يصبح بمثابة الشريك للقاتل، لأي طرف انتمى. ببساطة، باتت القنوات الفضائية هدفاً للاعتداءات، المباركة بفتاوى لا تتصل بشيء من الأديان. وأصبح الصحافيون، بمختلف انتماءاتهم وسياسات وسائل الإعلام التي يعملون فيها، على رأس لوائح الخطف والاغتيال. واضطر عدد منهم إلى العمل بأسماء مستعارة، وتغيير أماكن سكنهم. بل أصبح مجرد حمل آلة تصوير في بعض المناطق بمثابة جريمة قد يكون عقابها الموت.هي إذاً معركة يشترك فيها النظام والمعارضة معاً ضد الإعلام، وبتبريرات لا تمت للواقع بصلة، بقدر ما تعبر عن رغبة في إسكات الصوت الذي ينقل أنباء قد لا تروق لهذه الجهة أو تلك، في ظل الإصرار على جانب واحد وصورة واحدة يريد كل طرف أن يوصلها إلى الرأي العام، أما باقي جوانب القصة فاستبعادها واجب، ولو بتصفية القائم على نقلها.مع بدء الحراك الشعبي في سوريا، كان هناك تحد رئيس يتمثل في السيطرة على الإعلام، فقرر النظام من جهة التضييق على العديد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية، فيما لم تتردد المعارضة في دعم وسائل إعلام أخرى. على أن انتقال الحراك الشعبي من العمل السلمي إلى استخدام السلاح فرض واقعاً جديداً يتعين بموجبه نقل جانب محدد من الأزمة، وفق ما يراه النظام أو المعارضة.هكذا قتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه والمصور ريمي اوشليك في حمص، ولحق بهم مصور قناة «الجديد» علي شعبان، ولاحقاً انتقل الأمر إلى الصحافيين السوريين أنفسهم ووسائل إعلامهم، مع مقتل الصحافي في صحيفة «الثورة» شكري أبو البرغل، وتعرض مبنى «الإخبارية السورية» والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون للاستهداف المسلح. وقتل العشرات في تفجير «الإخبارية»، ليتبعهم خطف وقتل الإعلامي في التلفزيون الرسمي محمد سعيد، بالإضافة إلى عشرات رسائل التهديد بالتصفية التي وصلت ليس فقط إلى إعلاميي القنوات الحكومية السورية بل حتى مراسلي وسائل الإعلام، التي يعتبرها بعض أطياف المعارضة شريكة في التحريض على حد وصفهم.كل هذا دفع بزملائهم إلى الامتناع عن حمل بطاقاتهم الصحافية، وإلى الكتابة بأسماء مستعارة، أو تغيير أماكن إقامتهم، مع تطور لافت يتمثل في مباركة العديد من المعارضين لعمليات قتل الصحافيين، على اعتبار أن وسائل الإعلام هذه تشارك في التحريض على القتل.ويذهب البعض أبعد من ذلك، باعتبار أن جميع العاملين في هذه الصحف أو الشاشات هم من الموالين للسلطة، ولو كان لديهم رأي آخر لأعلنوا انشقاقهم. ولم يتردد بعض الشيوخ في إصدار فتوى تجيز استهداف الإعلاميين ممن تجاوزوا الحد في الكذب، على حد وصفهم، ما فرض على الكثير من أصحاب السلطة الرابعة، اتخاذ إجراءات تبقى بسيطة للحذر من الاستهداف.ويقول الصحافي وسام عبد الله «في بداية الأحداث لم أشعر بهذا القلق، بالرغم من متابعتي لتعرض كثير من الصحافيين لعمليات قتل في بلدان مختلفة، ولكن حين بدأت عمليات الاستهداف للصحافيين (في سوريا)، ومن مختلف الأطراف، بدأت أشعر بالقلق».ويضيف «بالطبع يمكنني أخذ الاحتياطات بتحركاتي أو بتغيير اسمي، والكتابة باسم مستعار، ولكن يبقى الصحافي من دون حماية أمنية، ففي النهاية عليه أن يعتمد على ذكائه في التعامل مع الأحداث والخطر. والعمل الصحافي في المحصلة خطر، لأنه يندرج ضمن سياق عدم تقبل الفكر الآخر الموجود في البلاد، مهما كان هذا الفكر ولأي جهة انتمى هذا الصحافي».في المقابل، يعتبر مراسل إحدى القنوات الفضائية، ممن فضل عدم ذكر اسمه، أن «التضييق من النظام قد يكون مفهوماً باعتباره السلطة الحاكمة التي قد تسمح لوسيلة إعلام أو تعيق أخرى، ولكن المستغرب هو التضييق من المعارضة التي تسعى إلى إعطاء صورة تميزها عن النظام الذي تسعى لتغييره، وخاصة أن عدداً من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عدد من شخصيات المعارضة السياسية، عمدوا إلى ترسيخ فكرة أن الصحافيين العاملين في وسائل الإعلام في البلد هم شخصيات أمنية، واعتبر غيرهم أنها تتحرك بأوامر من النظام، ما انعكس على عملنا في الداخل، فمنعنا من دخول المناطق التي يسيطر الجيش الحر، وإذا تمكنا من الدخول فإننا مضطرون لإخفاء هوياتنا الأصلية، وحتى اسم الجهة التي نعمل بها، فيما تصل الأمور في بعض الحالات إلى الضرب واعتبارنا مخبرين أو شبيحة نعمل لمصلحة الأجهزة الأمنية، متجاهلين أن العديد من الشاشات التي تناصر الحراك الشعبي تفتح المجال بشكل أو بآخر لشخصيات لا تخدم هذا الحراك بقدر ما تسيء إليه، لتبدو المسألة في النهاية أشبه بتغيير في الأسماء بالنسبة للفكر المعارض لا أكثر».بدوره، يشير ناشط في العمل الإعلامي إلى أن «الفتاوى التي أجازت قتل الإعلاميين في وسائل إعلام قد لا تتفق مع الحراك الشعبي مسألة بالغة الخطورة، تضاف إليها حالة التجاهل والتأييد في بعض الحالات لمقتل هؤلاء، على اعتبارهم مشاركين في القتل، ووفق قاعدة أن كل شيء مباح في الحرب. وهو يعكس بطبيعة الحال أن عدداً كبيراً من أطياف المعارضة لم تتحرر بعد من الفكر الشمولي، وتقبل الرأي الآخر، فالصحافي في النهاية ليس سوى ناقل للحدث، ولا يحمل السلاح ولا علاقة له بأي من الأطراف المتصارعة».لكن الناشط الإعلامي «يحمل جزءاً من المسؤولية إلى الخطاب الإعلامي التحريضي الذي ينتهجه إعلام السلطة، أو المقرب منه، بقصد أو غير قصد، حين يبالغ في تلميع صورة السلطة وتخوين الأطراف الباقية إلى حد الاستفزاز في حالات كثيرة». ويضرب مثالاً على ذلك «حملة التهديد والتصفية التي طالت مراسلة قناة الدنيا ميشلين عازار جراء تقريرها عن مجزرة داريا، ففي هذه الحالة كلا الطرفين قد أخطأ، ولكن تقرير المحطة المحجوبة عن الفضاء العربي حالياً كان البادئ بالاستفزاز والتحريض، فوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه».في النتيجة، لم يتغير شيء بين النظام والمعارضة، وما زالت صاحبة الجلالة تتعرض للتضييق وحتى القتل، على أن الفارق انه قتل معزز بفتاوى وتأييد كبير يتراجع معه صوت العقل.
قلـق غربـي مـن انحـراف «الربيـع العربـي»: هل تبدل واشنطن إستراتيجية تسليح المعارضين؟
محمد بلوط
هل يمثّل مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز على يد تنظيم «القاعدة» في مدينة بنغازي الليبية، منعطفا في الإستراتيجية الغربية نحو «الربيع العربي» ونحو المعارضة السورية المسلحة؟
على المدى المباشر والقصير، يقول مصدر ديبلوماسي، إن ما حدث في بنغازي سيؤدي إلى تعزيز الاتجاه الداعي إلى عدم تسليح المعارضة السورية، من دون أن يعني ذلك الأطراف التي تقوم بتوزيع الأسلحة على المعارضين، واقتصار المراجعة، إذا ما جرت فعلا، على الغربيين وحدهم من دون القطريين أو السعوديين، الذين يرعون الاتجاهات السلفية والاخوانية والجهادية الإسلامية.
ومن المبكر القول ما إذا كان ذلك سيملي مراجعة أعمق على المدى البعيد للدعم الغربي، الذي يقتصر حتى الآن على السلاح الخفيف وبعض أجهزة الاتصال، والكثير من المعلومات عن تحركات الجيش السوري، وتنسيق عمليات المعارضة المسلّحة عبر غرفة عمليات أميركية ـ بريطانية ـ تركية مشتركة، بالقرب من الحدود السورية ـ التركية.
فرسميا لم يستدع حتى الآن صعود المركب السلفي في الحركات الإسلامية، كما برز في ليبيا، مراجعة علنية وجدية في الخارجيات الأوروبية عن انحراف «الربيع العربي» عن الأهداف التي أوحى بها في بداياته، وفتحت الباب أمام تطبيع العلاقات مع التيار الرسمي الإسلامي الأوسع، المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين. وقد لاحت بشائر تحذيرات، لم تذهب بعيدا، في الفرز داخل المعارضات التي ينبغي محضها الدعم المطلوب، بين ما هو جهادي، وما هو ليبرالي. بعضها جاء في الامتناع الأميركي عن تقديم أسلحة للمعارضة السورية، أو أسلحة متقدمة، خوفا من وقوعها في أيدي جهاديين، ولكن الممانعة الأميركية لا تذهب إلى حد إملاء الموقف نفسه على تابعيه القطري والسعودي، اللذين يسلّحان من دون حسبان، جهاديين وغير جهاديين.
وبطريقة أوضح في فرنسا، عبّر وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، خلال مؤتمر «أصدقاء سوريا» في تموز الماضي، عن مخاوف مماثلة لا تزال تملي على الفرنسيين سياسة محسوبة في ملف تسليح المعارضة. وقال فابيوس إن المطلوب «ليس إسقاط النظام الاستبدادي ليحل محله نظام أصولي».
وفي هذا الإطار قال، لـ«السفير»، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن «ما يمنع تسليم أسلحة في الحالة السورية، هو الخطر القائم على ذلك من ناحية أولى، ومن ناحية ثانية على ضوء التجربة الليبية، هناك إرادة ألا نجد أسلحتنا في أيد لم تكن مرسلة إليها في البداية. وفي الحالة السورية كلما تدهورت الأوضاع ارتفعت احتمالات التطرف».
والأرجح أن يؤدي الاختراق السلفي و«القاعدي» إلى مشكلة للجانب الغربي وحده من المعسكر الداعي إلى تسليح المعارضة السورية، من دون الجانب السعودي والقطري بشكل خاص، وهو الجانب الذي اخذ على عاتقه تسليحا غير محدود لكل القوى التي قاتلت العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، من دون حسبان أخطارها على المصالح الغربية، والفرنسية خصوصا، في منطقة الساحل الأفريقي في مالي والنيجر والجنوب الجزائري وموريتانيا التي تحولت إلى قاعدة أفغانية ـ طالبانية في قلب الصحراء، حيث أقامت في شمال مالي إمارة إسلامية تحتجز فيها 5 رهائن فرنسيين.
والحال أن مقتلة بنغازي، وسؤال وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المفجوعة مرتين، مرة بمأساة قتل السفير الأميركي المروعة ومرة بقتله في مدينة «ساهمنا بتحريرها»، يعبّر عن الصدمة الكبيرة وقصر ذات اليد، والعجز عن إجراء مراجعة حقيقية للإستراتيجية الوحيدة التي لا يملك الغربيون سواها حتى الآن.
فالتوقيت الذي اختاره الجهاديون، أي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، لتحويل احتجاج على فيلم مسيء للنبي محمد، إلى جبهة مفتوحة ضد السفارات الأميركية في كل مكان، لا يتيح خيارات كبيرة للتعامل معها من دون المخاطرة بزعزعة استقرار البلدان التي فتحت النار على الديبلوماسية الأميركية وخصوصا ليبيا. كما أن الولايات المتحدة ذهبت بعيدا في حربها على النظام السوري، وفي محاولات قلبه، والمراهنة على المعارضة السورية، رغم الريبة من جناحها السلفي، كي تتراجع الآن.
وليس واضحا ما إذا كان تفعيل الحرب على الإرهاب، على طريقة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، سيكون احد خيارات الرئيس باراك أوباما. ويقف الرئيس الأميركي أمام خيارات صعبة في الرد عسكريا على قتل سفير أميركي على يد تنظيم إرهابي من دون تعريض حملته الانتخابية إلى مخاطر كبيرة والتورط في مغامرة عسكرية.
ولا يمكن التكهن منذ الآن بالأهداف التي تنطوي عليها أوامره بتوجيه مدمرتين من الأسطول السادس إلى السواحل الليبية، أكثر من محاولة مباشرة وسريعة لاسترضاء الرأي العام الأميركي، الذي يرى في مأساة بنغازي صدمة 11 أيلول أخرى مصغرة. كما أن هجوما عسكريا في بلد حليف كليبيا قد يحولها إلى باكستان أخرى أو يمن ثانية، علما أن «أنصار الشريعة»، وهو التنظيم المتهم بالهجوم على قنصلية الولايات المتحدة في بنغازي، يتمركز في مدينة درنة التي خرج منها 800 انتحاري لنصرة «القاعدة» في العراق، بحسب «وثائق سنجار» التي عثرت عليها القوات الأميركية في العام 2008 في معسكر لـ«القاعدة» قرب الحدود العراقية ـ التركية.
ومن غير المؤكد أن تتوصل السلطات الليبية، في ظل الانقسامات الحالية التي تسود أطرافها، إلى الإمساك بقتلة السفير الأميركي، وليس بوسعها القيام بذلك من دون المخاطرة بمواجهة غير محسوبة مع الفرع القاعدي الليبي. وهو عجز بنيوي ينسحب على كل السلطات الخارجة من «الربيع العربي»، التي فشلت في ضبط شارعها «السلفي»، وحيث خرج السلفيون من عباءة «الإخوان المسلمين» في تونس أو مصر أو غيرها.
ويضطر كل ذلك الرئيس أوباما إلى خيار لا يحوّل الانتخابات الأميركية المقبلة إلى اقتراع على نتائج سياسته في «الربيع العربي». فرغم دعمه العسكري والسياسي لبعض ثوراته، في تونس وليبيا ومصر وسوريا، لم يفلح في إحداث أي انقلاب في المزاج الشعبي العربي المعادي للولايات المتحدة، كما عبّر عنه بعد مقتلة بنغازي، توالي الهجمات على السفارات الأميركية والتظاهرات التي لا تبدي أي تعاطف مع مأساة كلينتون وفجيعتها.
تركيا تواكب المهمة السورية للإبراهيمي: 400 طن أسلحة لمقاتلي المعارضة
استبق رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان اللقاء المتوقع بين المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، ليشن هجوما على النظام السوري، معتبرا أن «نظام الأسد يقترب من نهايته الحتمية»، فيما كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية عن أضخم شحنة أسلحة تصل إلى المسلحين في سوريا عبر تركيا، بينها صواريخ «سام 7».
وكشف المنسّق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة في الداخل حسن عبد العظيم، إثر لقاء لوفد من معارضة الداخل مع الإبراهيمي في دمشق، عن «تطوير» في خطة الموفد المستقيل كوفي أنان للحل في سوريا.
وقال عبد العظيم إن اللقاء مع الإبراهيمي «مهم ومفيد ومثمر»، مضيفا «هناك تطوير لخطة كوفي انان. خطة الإبراهيمي لن تكون تكرارا لخطة انان، وستكون هناك أفكار وخطوات جديدة». وتابع «رحّبنا به (الإبراهيمي)، وقلنا إن هيئة التنسيق تؤيد جهود هذا المبعوث الأممي في حل الأزمة في سوريا، ووقف العنف والقتل وتأمين الإغاثة الطبية للمدنيين».
وأكد عبد العظيم، الذي سيزور بكين غدا، أن «الأزمة في سوريا لن تحل إلا بتوافق عربي وإقليمي ودولي. طالبنا الإبراهيمي بإشراك كل الدول والأطراف في حل الأزمة». وأضاف «قلنا بضرورة تأمين التوافق وسيستمع الإبراهيمي للمعارضة والمسؤولين ويبلور أفكارا ورؤية وخطة تكون قابلة للنجاح».
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة «سيعقد الإبراهيمي غدا (اليوم)
مجموعة من اللقاءات مع سفراء عرب وقائمين بأعمال السفارة ووفد من الاتحاد الأوروبي ومجموعة من المعارضة وممثلين عن المجتمع المدني، كما سيعقد اجتماعا مع الرئيس السوري».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الإبراهيمي التقى المستشار السياسي في السفارة الصينية في دمشق فينغ بياو في فندق «الداما روز» بدمشق. وقال «سألني المبعوث الأممي عدة أسئلة، ويبدو أنه مهتم جدا بما يجري في سوريا، وفي إنجاح هذه المهمة، وقد بدأ بذلك بداية حسنة وسيكون هناك لقاءات أخرى، ونحن سننتظر ونتمنى له كل النجاح في مهمته».
ونقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر ديبلوماسية قولها إن اتصالا هاتفيا جرى بين الإبراهيمي ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، «وضع الإبراهيمي فيه داود أوغلو في صورة المساعي والمباحثات التي يجريها حول اللاجئين السوريين».
أنان
ووصف أنان، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، «فشل المجتمع الدولي في التوصل إلى حل بشأن الأزمة السورية بالعار». وانتقد عدم نجاح المجتمع الدولي في التوحد لمواجهة هذه الأزمة طوال هذه الفترة، ومساعدة أبناء الشعب السوري الذين سقطوا ما بين قتيل أو جريح والذين شردوا عن ديارهم».
وحذر أنان من أن «النزاع السوري قد يؤدي إلى انقسامات طائفية، لن تؤثر على سوريا وحدها وإنما ستمتد آثارها إلى باقي دول الشرق الأوسط، نظرا لأنها من الدول الفريدة في العالم، ولا يمكن احتواء أي أزمة فيها بسهولة».
أردوغان
وقال أردوغان، في مؤتمر في يالطا جنوب أوكرانيا، إن «نظام الأسد يقترب من نهايته الحتمية»، محذرا من امتداد النزاع إلى المنطقة بأكملها.
وأضاف اردوغان، في خطاب أمام مؤتمر يالطا للإستراتيجية الأوروبية، «علينا أن نقول لا لهذه المأساة، وألا نسمح لألسنة اللهب بالانتقال إلى المنطقة بأكملها»، مشيرا بذلك إلى «الأزمة الإنسانية» في البلاد.
وأكد أن «الوضع في سوريا ليس ناجما عن قوى خارجية بل عن رد فعل الشعب السوري الذي تراكم منذ سنوات» كما حدث في ليبيا ومصر. وتابع «لكن هذا النظام لا يفكر في الديموقراطية إنه نظام ديكتاتوري». وقال إن «الهدف الوحيد (للأسرة الدولية) هو العمل على جعل سوريا ديموقراطية، في إطار احترام سلامة ووحدة أراضيها».
واعتبر أن «النظام السوري يسعى إلى تصدير أزمته، إلى دول الجوار بعد أن يطفي عليها صبغة طائفية، وذلك من أجل تغطية ممارساته القمعية ضد أبناء شعبه، من خلال قصفه للمدن بالطائرات والمروحيات والدبابات»، مضيفا أن عزم «الشعب عن مواصلة طريقه نحو تقرير مصيره لن يوقفه هذا العنف».
وأشار أردوغان إلى أن «مسؤولية كبيرة تقع على عاتق مجلس الأمن لإيقاف المأساة الإنسانية في سوريا، في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لإيجاد سبيل للضغط على بعض الأطراف الدولية كالصين وروسيا، التي تحول دون الوصول إلى توافق دولي لحل الأزمة، للحيلولة دون انتشارها في المنطقة».
«التايمز»
وكشفت صحيفة «التايمز» البريطانية عن أضخم شحنة من الأسلحة تصل إلى المسلحين في سوريا، مشيرة إلى انه تم نقل حوالي 80 في المئة من الشحنة التي يبلغ وزنها حوالى 400 طن، بينها صواريخ «سام 7» مضادة للطائرات.
وذكرت أن شحنة من الأسلحة، من بينها صواريخ أرض ـ جو، هي الأضخم من نوعها، أتت بالبحر من ليبيا إلى تركيا، حيث تم توزيعها على المسلحين في سوريا. ونقلت عن عضو في «الجيش السوري الحر» عرّف نفسه باسم أبو محمد قوله إن شحنة الأسلحة «يبلغ وزنها أكثر من 400 طن، وتشمل صواريخ سام 7 وقاذفات صاروخية من طراز آر بي جي». (تفاصيل صفحة 12)
في هذا الوقت، قال سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن «الطيران قصف مركزين للشرطة كان المعارضون استولوا عليهما الخميس في الميدان وسط حلب». وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى «انتشار لقوات النظام في الميدان»، موضحا أنها «تستعد لطرد المعارضين المسلحين منه».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
الأسد يستقبل الأخضر الابراهيمي
دمشق- (ا ف ب): ذكر التلفزيون السوري أن الرئيس السوري بشار الأسد استقبل السبت في دمشق المبعوث العربي والدولي الاخضر الابراهيمي لمحاولة ايجاد حل للازمة التي تعصف بسوريا منذ 18 شهرا.
ويفترض أن “يطور” الابراهيمي مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة خطة السلام التي اعدها سلفه كوفي انان حتى تكون قابلة للنجاح، كما قال الجمعة اعضاء من معارضة الداخل.
وتأتي زيارة الابراهيمي لسوريا وهي الاولى منذ خلف كوفي انان، فيما تتواصل في البلاد اعمال العنف التي اسفرت الجمعة عن مقتل 125 شخصا منهم 100 مدني، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
الإبراهيمي التقى معارضين قبل الاسد.. وانفجار هزّ مقر استخبارات السلاح الجوي في حماة
انباء عن وصول صواريخ أرض ـ جو ليبية إلى تركيا للمعارضة السورية
الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تدعو لفتح الحدود لاستقبال اللاجئين السوريين
دمشق ـ انقرة ـ بيروت ـ وكالات: وقع انفجار هائل بمقر استخبارات السلاح الجوي السوري في محافظة حماة الواقعة بوسط سورية الجمعة وذلك حسبما ذكر نشطاء للمعارضة السورية وأوضح النشطاء السوريون أن القوات الحكومية الموجودة بالمقر منيت بخسائر، فيما دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة، البلدان الأوروبية وكل دول العالم إلى فتح حدودها لاستقبال اللاجئين السوريين.
جاء ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة ‘التايمز’ الجمعة أن شحنة من الأسلحة من بينها صواريخ أرض ـ جو هي الأضخم من نوعها، وصلت إلى تركيا آتية من ليبيا لتوزيعها على جماعات المعارضة السورية.
ونسبت الصحيفة إلى عضو في ‘الجيش السوري الحر’ عرّف نفسه باسم أبو محمد قوله إن شحنة الأسلحة ‘يبلغ وزنها أكثر من 400 طن وتشمل صواريخ (سام 7) وقاذفات صاروخية من طراز (آر بي جي)’.
وأضاف ‘أبو محمد’ أن الشحنة ‘هي أضخم مساعدة تحصل عليها جماعات المعارضة السورية المسلحة حتى الآن، وساهم في نقلها من المستودعات إلى الحدود السورية’.
وذكرت ‘التايمز’ أن السفينة الليبية التي نقلت الشحنة المسماة ‘انتصار’، ترسو في ميناء الاسكندرونة وحصل قبطانها على أوراق مختومة من قبل سلطة الميناء التركي، وهو ليبي من مدينة بنغازي يُدعى عمر مصعب ويرأس (المجلس الليبي للإغاثة والدعم).
وقالت إن أكثر من 80 بالمئة من شحنة السفينة من الأسلحة تم نقلها إلى سورية، مشيرة إلى أن الخلافات بين جماعة الأخوان المسلمين و’الجيش السوري الحر’ حول ملكية الأسلحة أخّر وصولها إلى سورية.
وأضافت الصحيفة أن كميات ضخمة من الأسلحة كانت فُقدت من مستودعاتها في ليبيا بعد مقتل العقيد معمر القذافي، ومن بينها أكثر من 5000 صاروخ أرض ـ جو.
الى ذلك نقلت وسائل إعلام تركية عن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو كوتيرريس، قوله، بعد اجتماعه وجولي بعدد من المسؤولين الأتراك في العاصمة أنقرة، إن ‘المرحلة الحالية تعد مرحلة أكثر تشويقاً من التعاون بين تركيا والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين’.
ودعا كوتيرريس البلدان الأوروبية، والأفريقية، بالإضافة بلدان العالم الأخرى ودول المنطقة إلى ‘إبقاء حدودها مفتوحة للاجئين السوريين الذين يفرّون من هذا النزاع المأساوي’.
جاء ذلك فيما اجرى موفد الجامعة العربية والامم المتحدة الى سورية الاخضر الابراهيمي الجمعة محادثات مع اعضاء في معارضة الداخل المرخص لها بالعمل قانونيا، قبل لقاء السبت مع الرئيس بشار الاسد الذي يواجه نظامه حركة احتجاجية منذ 18 شهرا.
وقال حسن عبد العظيم الناطق باسم هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديمقراطي، التي تضم احزابا عربية وكردية واشتراكية وماركسية، لوكالة فرانس برس ان وفدا ‘التقى (الابراهيمي) بعد ظهر الجمعة لاطلاعه على وجهة نظر الهيئة ووسائل حل الازمة السورية’.
واضاف ‘نؤيد تكليف الابراهيمي المنتدب من الجامعة العربية والامم المتحدة لحل الازمة المركبة والمعقدة في سورية ونحاول ان نتعاون معه لحلها لان العنف بلغ مداه والشعب السوري يعاني من القتل والجراح والتدمير والتهجير’.
وتابع عبد العظيم ‘بالتالي نحن نأمل ان يتابع الجهود التي بذلها كوفي عنان ومقررات مجموعة العمل الدولية والاقليمية في جنيف في نهاية تموز (يوليو)’.
وسيلتقي الابراهيمي الذي رأى عند وصوله الى دمشق ان الازمة ‘تتفاقم’، الرئيس الاسد السبت.
وكان الموفد العربي والدولي اجرى بعد وصوله الخميس الى دمشق محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي اكد ‘التعاون’التام’من’الجانب’السوري’في انجاح’مهمته’، كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
من جهتها، اعلنت الصين التي تواجه انتقادات كثيرة لدعمها نظام دمشق انها ستستقبل الاسبوع المقبل مجموعة من المعارضة السورية.
وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديمقراطي (معارضة) في سورية سيجري محادثات مع مسؤولين كبار في الخارجية.
وفي حلب (شمال) التي تشهد معارك مستمرة منذ ثمانية اسابيع ما زال المعارضون المسلحون يقاومون الجيش على الرغم من عمليات قصف معاقلهم.
وقال سكان والمرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس ان الطيران قصف (امس) مركزين للشرطة كان المعارضون استولوا عليهما الخميس في الميدان وسط حلب الحي الاستراتيجي الذي يفتح الطريق امام الوصول الى الساحة الرئيسية في ثاني اكبر مدن سورية.
وتحدث مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن انتشار لقوات النظام في الميدان’، موضحا انها تستعد لطرد المعارضين المسلحين منه.
واضاف ان القوات النظامية دمرت مركزا للشرطة سيطر عليه المعارضون في هنانو شمال شرق حلب.
وفي دمشق سمع دوي ثلاثة انفجارات صباح الجمعة كما ذكر سكان قالوا ان مروحيات كانت تحلق فوق العاصمة.
وقد صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مؤتمر في يالطا جنوب اوكرانيا الجمعة ان نظام الاسد يقترب من ‘نهايته الحتمية’، محذرا من امتداد النزاع الى المنطقة بأكملها.
وقال اردوغان ان ‘نظام الاسد يقترب من نهايته الحتمية’.
واضاف في خطاب امام مؤتمر يالطا للاستراتيجية الاوروبية ‘علينا ان نقول لا لهذه المأساة والا نسمح لألسنة اللهب بالانتقال الى المنطقة بأكملها’، مشيرا بذلك الى ‘الازمة الانسانية’ في البلاد.
واكد رئيس الوزراء التركي ان ‘الوضع في سورية ليس ناجما عن قوى خارجية بل عن رد فعل الشعب السوري الذي تراكم منذ سنوات’ كما حدث في ليبيا ومصر.
وتابع ‘لكن هذا النظام لا يفكر في الديمقراطية انه نظام دكتاتوري’.
وقال اردوغان ان ‘الهدف الوحيد (للاسرة الدولية) هو العمل على جعل سورية ديمقراطية في اطار احترام سلامة ووحدة اراضيها’.
أنجلينا جولي خطفت الاضواء من امام اعتقال ماهر المقداد وتحرير التركي
واللبنانيون حسدوا ميقاتي على استقبالها وانتقدوا ثوبها ‘الطويل’.. والوزراء اعترضوا على عدم دعوتهم
بيروت – ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: على الرغم من أن الجيش اللبناني إعتقل الخميس ماهر المقداد الناطق باسم عشيرة آل المقداد التي تولت خطف تركي وسوريين، وعلى الرغم من تسلّم الامن العام اللبناني المخطوف التركي الثاني، فإن الحدث الذي خطف الاضواء هو خبر زيارة النجمة الهوليوودية أنجلينا جولي الى لبنان وتفقدها النازحين السوريين ولقائها رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي.
وقد حسد كثيرون الرئيسين سليمان وميقاتي وعلم أن الوزراء خلال الجلسة الحكومية إحتجوا لدى الرئيس ميقاتي بسبب عدم دعوتهم لحضور الاجتماع مع جولي.
وكانت جولي بعدما زارت مخيم الزعتري على الحدود الأردنية السورية وبكت على أحوال اللاجئين، حلّت منذ يومين على لبنان. فزارت القرى الحدودية في الشمال، والتقت العائلات السورية، وعقدت مؤتمراً صحافياً في بيروت وجّهت فيه تحية إلى الشعب اللبناني… قبل أن تتوجّه إلى تركيا.
وككل مرة حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات حول زيارة النجمة الهوليوودية وكتب بعضهم على موقعه ‘يا بختك يا ميقاتي’… ولعلّها المرة الأولى التي يحسد فيها اللبنانيون نجيب ميقاتي على التويتر وفي مواقع التواصل الاجتماعي بسبب استقباله بحضور وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، ووزير التربية والتعليم العالي حسان دياب سفيرة النيات الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي في السرايا الكبير.
كما حفل الفيسبوك بانتقادات لملابس جولي حيث إرتدت فستاناً طويلاً وأخفى قدميها ويديها ما جعل بعض الفتيات يعترضن على طريقة هذا اللبس وكأن جولي تعتبر لبنان بلداً من الجاهلية أو لا يتمتع بالحرية. ودعا بعض التعليقات نجوم العرب إلى الاقتداء بحبيبة براد بيت.
يذكر أن أنجلينا جولي التي ظهرت بشعرها المسدل، وثيابها البسيطة وابتسامتها الرقيقة، خطفت الأضواء الاعلامية، وهي زارت العائلات السورية في القرى الحدودية وفي بعض المدارس الرسمية، ومدرسة Save The Children في شمال لبنان، ووجّهت تحية إلى الشعب اللبناني وأبلغته تأثّرها بكيفية استقبال العائلات اللبنانية للاجئين السوريين في منازلها’.
وأضافت ‘أدرك أن الشعب اللبناني يواجه مشاكله الخاصة، ووضعه الاقتصادي الصعب، لذا يكتسب هذا السخاء وهذا اللطف أهمية أكبر في ظل هذه الظروف، وآمل أن يعي العالم ذلك’. وشدّدت على ‘أنّها تأثّرت بلقاء ثلاث نساء وأطفالهن كانوا قد عبروا الحدود وحدهم وهم يشعرون اليوم بالامتنان. وأرادوا أن أعبّر لكم اليوم عن شكرهم’.
واللافت أن جـــولي عرفت انتــقاء عباراتها القليلة خلال المؤتمر كاستخدام ‘أحداث العنف’ والتركيز على الشقّ الإنساني.
متطوعون سوريون ينجدون الفقراء في حلب
حلب (سورية) ـ ا ف ب: بدون مساعدة خارجية وبقليل من المال الذي يجمعونه، ينظم عدد قليل من المتطوعين في احد احياء حلب توزيع مواد غذائية لعائلات يمنعها الفقر من مغادرة المدينة الواقعة شمال سورية والتي تشهد معارك منذ ثمانية اسابيع.
وتضم لوائح ابو احمد، وهو موظف سوري في الثامنة والعشرين من عمره لم يشأ كشف اسمه الكامل، خمسة الاف عائلة. وقال بابتسامة حزينة ‘لدي فقط القليل من المواد الغذائية لالفي اسرة’.
وبعد ظهر الخميس تواجد الخمسة عشر مدنيا الذين لا ينتمون الى اي منظمة في مقرهم في حي طريق الباب. وطلبوا من صحافيين من وكالة فرانس برس عدم اعطاء مزيد من التوضيحات حول المكان تخوفا من استهدافه.
وقال الشاب المتقد النظرات والحركة ان ‘الجيش السوري الحر (المؤلف من منشقين ومدنيين حملوا السلاح ضد النظام) يرافقنا اثناء عمليات التوزيع لضمان الامن، لكنه لا يقدم المواد الغذائية’.
واضاف ‘بالنسبة للنظام نحن ارهابيون لاننا نساعد سكان المناطق المتمردة’.
وفي اكياس بلاستيكية شفافة توضع زجاجات زيت الزيتون وزيت الطبخ واكياس الارز والمعكرونة والشاي والسكر. وتأتي الاموال من افراد عائلات ثرية من حلب وغيرها يشتري بها ابو احمد هذه المنتجات الاساسية.
وقال ‘نحن لا نتلقى شيئا من اي منظمة غير حكومية، سورية او اجنبية’. وتابع ‘ان سعوديا جاء لرؤيتنا قبل اسبوعين. ووعد بمساعدتنا وارسال المال لنا. ونحن ننتظر’.
وتقرع امرأة محجبة بشكل خجول على الباب. وتبدو فاطمة وهي في السابعة والثلاثين اكبر بعشرين سنة بوجهها المنقبض. وقالت ‘ابحث عن حليب لطفلي. لكن لم اجده في اي مكان’، مضيفة ‘ان ابني عمره ثلاثة اشهر وليس لدي سوى الشاي لاطعامه مع كسرات من البسكويت المبلول…’.
ولم يستطع ابو احمد واصدقاؤه الحصول على حليب الاطفال ولا يعلمون اين يجدونه. وقالت فاطمة ‘اني بحاجة ايضا لكرسي نقال لوالدتي… فقد طلبناه.. وربما (يصل) الاسبوع المقبل’.
وتتوافد نساء اخريات في جماعات، ويقول ابو احمد لهن ‘يجب تسجيل اسمائكم اولا، ولذلك عليكن الانتظار لكي يأتي احد الى منازلكن’.
واعاد احصاء الاسر الاكثر فقرا في الحي لتبدأ جولة توزيع المساعدات. لذلك تم تحميل الاكياس بشاحنة فيما فتح مسلحان معارضان الطريق.
وفي احد الازقة وفي غياب ترقيم للمنازل، يسأل المتطوعون لمعرفة مكان سكن الذين ترد اسماؤهم على اللوائح لتلقي المساعدة. ويقرع الشاب بقلمه على الابواب المعدنية التي تنفتح قليلا امامه حيث ينظر الاطفال بذهول فيما تقدم النساء على تسوية حجابهن الاسود.
وكان ابو عبده (33 عاما) عاملا قبل بدء المعارك في حلب. وكان يكسب ما يوازي 6 يورو في اليوم. لكنه ‘لا يعمل منذ شهرين. لا نأكل سوى الخبز والشاي’. ولا يخفي ابتسامته وهو يتلقى كيسا بلاستيكيا، الاول الذي يتلقونه منذ بدء الاشتباكات في حلب في 20 تموز (يوليو).
وفي هذا الحي الفقير، خلافا لاحياء اخرى ميسورة، ما زالت الاسر موجودة في منازلها الموصدة. فهي لا تملك لا سيارة ولا مالا للهرب من القنابل والرصاص في الشمال في المنطقة القريبة من الحدود التركية والتي يسيطر عليها الجيش السوري الحر.
وحتى وان كانت المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في حلب لا تزال تتلقى التموين خصوصا عبر الطريق المؤدية الى مدينة الباب المجاورة، فان اسعار السلع ارتفعت بشكل كبير لتصبح عصية على الفقراء.
وفي السماء تحلق الطائرات المطاردة وهي تلقي قنابلها على المدينة فيما نيران رشاشات المروحيات القتالية تدوي في مكان بعيد. وقد اسفرت الخميس عند مفترق طرق غير بعيد عن سقوط احد عشر قتيلا.
ويطرق ابو احمد على باب آخر لتفتحه سيدة. وفي غضون ثوان ارتفع صوتها لتقول ‘لا اريد غذاءكم’. وتصرخ وهي تدل الى السماء ‘انه خطؤكم. فلعنة الله عليكم’. ويحاول اعطاءها الرزمة لكنها تدير ظهرها، ويشدها ابنها الى الداخل.
الحبر الأعظم يشيد بالربيع العربي وينتقد الاصولية وتزويد سورية بالاسلحة
سعد الياس
بيروت – ‘القدس العربي’ في 10 أيار 1997 حمل الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني ارشاداً رسولياً للبنان ورجاءً جديداً. وفي 14 أيلول 2012، تكرّر المشهد وتأهب لبنان برؤسائه ووزرائه ونوابه وشخصياته الروحية وشعبه المؤمن في استقبال الخلف البابا بنديكتوس السادس عشر الذي وصل الى لبنان في زيارة تستمر ثلاثة أيام يعلن خلالها ارشاداً رسولياً من أجل الشرق الأوسط بعنوان ‘الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط شركة وشهادة’، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبطاركة الشرق.
وأعرب البابا عن سروره البالغ لوجوده في لبنان، مؤكداً ‘ان التوازن اللبناني الشهير والراغب دائماً في ان يكون حقيقة واقعية، سيتمكن من الاستمرار فقط بفضل الارادة الحسنة والتزام اللبنانيين جميعاً’. وشدّد خلال رحلته من روما الى لبنان في حديث للوفد الاعلامي المرافق له على متن الطائرة ‘على ضرورة عدم تزويد الداخل السوري بالسلاح لكي تحل الأزمة بالحوار والطرق السلمية’.
وقد أبرز الاستقبال الكبير مسيحياً واسلامياً لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر الذي وطأت قدماه أرض لبنان بعد ظهر الجمعة، الصورة الجامعة للبنانيين التواقين الى الوحدة والمحبة والسلام، ووحدت الزينة التي رفعت على طول الطرقات المناطق اللبنانية واللبنانيين على اختلاف مشاربهم الطائفية والسياسية ، ورفع حزب الله على طول طريق المطار لافتات عليها صورة البابا وكتب عليها ‘أهلاً بكم في وطن المقاومة’.
وشدّدت المواقف التي سجلت في المناسبة للبابا شجاعته في إتمام زيارته للبنان في ظل الظرف الامني الصعب والمحاذير الواسعة الناجمة عن تداعيات الازمة السورية على ساحته والتحذيرات التي بلغت مسامعه بالعدول عن الزيارة، ما عكس مدى قناعة الكرسي الرسولي ومن خلفه دول الغرب بالاستقرار في لبنان كعامل نهائي لا رجوع عنه وهو ما عبّر عنه كلام رئيس المجلس البابوي للحوار بين الاديان الكاردينال جان ـ لوي توران بإعلانه ان البابا سيشدد على دعوة المسيحيين ليبقوا ‘اقلية فاعلة’ في الشرق الاوسط، بعدما كانت دعوة الامس مع يوحنا بولس الثاني تركز على التفاعل مع المحيط.
ومن ارض المطار التي ضمّت الرؤساء الثلاثة وبطاركة الشرق، كان ترحيب لبناني رسمي بالضيف الاستثنائي، فأكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ‘ان العائلة اللبنانية ترحب بكم وبعرفانكم وقد تحدثتم عن عيش لبنان المشترك على الرغم من حجم المخاطر والصعاب وفي خضم التحديات الكبرى والتي تفرض علينا توحيد الرؤية وشبك الايادي للمساهمة في بناء مجتمع قائم على العيش المشترك’.
وقال ‘شئتم أن تختاروا لبنان، وأن تحملوا منه، رسالة سلام ومحبة إلى منطقتنا برمتها، بشعوبها وأبنائها ودولها، من خلال الإرشاد الرسولي الخاص بمجمع الأساقفة من أجل الشرق الأوسط. والسلام بنظركم، ليس نبذاً للعنف ولسيل الدماء فحسب، بل هو ارتباط وثيق بالله الواحد الذي ينتمي إليه أبناء الشرق أجمعهم. وهو سلام الحق والعدالة والاحترام، يبنى على الحوار ويترسخ بالتلاقي’.
واشار الى ‘ان من تداعيات الظلم الذي حلّ في فلسطين وجود اكثر من 400 الف لاجئ فلسطيني على اراضي لبنان الذي يسعى مع الاونروا لتأمين احتياجاتهم’، وذكر ‘بأن مساعدة اللاجئين الفلسطينيين مسؤولية دولية في انتظار حل عادل لقضيتهم وقضية الشرق الاوسط يحول دون اي شكل من اشكال توطينهم في لبنان بما ينص عليه الدستور ويعيدهم الى ارضهم’.
أما الحبر الأعظم فأكد ‘حضور الله في حياة كل فرد وتحدث عن العلاقات بين لبنان وخليفة بطرس العميقة والتاريخية’، لافتاً الى انه ‘من خلال لبنان اتى رمزياً الى جميع بلدان الشرق الأوسط كحاج سلام وصديق الله وجميع السكان مهما كانت انتماءاتهم او معتقدهم ولهم أقول ‘سلامي أعطيكم’.
وكان الحبر الأعظم اعلن امام الإعلاميين على متن الطائرة البابوية التي أقلته الى بيروت انه ينظر بإيجابية الى ‘الربيع العربي’ لافتاً الى ‘ان صرخة الحرية هذه تواجه مخاطر لجهة اغفال شق التسامح ‘. واعتبر ‘ ان الأصولية هي دائماً تحريف للدين ومهمة الكنيسة والأديان كافة تنقية نفسها ورفض العنف’.
الابراهيمي بعد اجتماعه مع الأسد: الازمة في سوريا تتفاقم وتشكل خطرًا على العالم
أ. ف. ب.
ضمن مهمته الصعبة التقى الاخضر الابراهيمي، الرئيس بشار الأسد، وعقب الاجتماع أكد أن الازمة تتفاقم وتشكل خطراً على الشعب السوري والعالم.
دمشق: اعلن الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد السبت ان “الازمة في سوريا تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم”.
وقال الابراهيمي للصحافيين لدى عودته الى الفندق الذي ينزل فيه في دمشق من اللقاء مع الرئيس السوري “سنحاول جهدنا ان نتقدم ونجند امكاناتنا وطاقاتنا لمساعدة الشعب السوري”.
واضاف “سيكون لنا مكتب في دمشق ووعدت الحكومة السورية بانها ستمكنه من القيام بعمله”، مشيرا الى ان اتصالاته لايجاد حل للازمة السورية “ستشمل الدول التي لها مصلحة ونفوذ في الشأن السوري”.
وذكر التلفزيون السوري ان الرئيس السوري بشار الاسد استقبل السبت في دمشق المبعوث العربي والدولي الاخضر الابراهيمي لمحاولة ايجاد حل للازمة التي تعصف بسوريا منذ 18 شهرا.
ويفترض ان “يطور” الابراهيمي مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة خطة السلام التي اعدها سلفه كوفي انان حتى تكون قابلة للنجاح، كما قال الجمعة اعضاء من معارضة الداخل.
وبعدما اكدت ان “السوريين حريصون الى حد غير مسبوق على انجاح مهمته”، كتبت صحيفة الثورة ان “ما يأمله السوريون الا تتكر التجارب السابقة والا تكون مهمة الابراهيمي وموقفه نسخة مكرورة عما سبقه”.
واضافت “في التجارب السابقة كانت هناك مواقف ملتبسة تحتمل اكثر من تفسير وبعضها انطوى على محاباة ومجاملات لم تنفع المهمة”.
واكدت الصحيفة ان “السوريين يعرفون مدى المتاعب والصعوبات التي تواجهه وهم لا يطالبونه بالمعجزات لكنهم بالتاكيد يتمنون عليه المصداقية والموضوعية ولا يقع في مطبات من سبقه (…) ولا يكون ماخوذا بالصورة الاعلامية والضخ الكاذب والافتراء الفاضح”.
وتابعت ان “ما يحتاجه السوريون اليوم من الابراهيمي ان يكون صريحا ان يسمي الاسماء بمسسمياته ان يقول مقارباته بوضوح لا يحتمل التاويل او التفسير الخاطئ”.
وتأتي زيارة الابراهيمي لسوريا وهي الاولى منذ خلف كوفي انان، فيما تتواصل في البلاد اعمال العنف التي اسفرت الجمعة عن مقتل 125 شخصا منهم 100 مدني، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
الابراهيمي يأمل باحياء جهود السلام في هذا البلد.
والتقى الابراهيمي الجمعة شخصيات من المعارضة السورية قالت انه قدم “افكارا جديدة” لجهود السلام، بينما هزت انفجارات دمشق واستهدفت غارات جوية المعارضة المسلحة في حلب.
ووصف المنسق العام لهيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي المعارضة التي تضم احزابا عربية وكردية واشتراكية وماركسية اللقاء مع الابراهيمي بانه “هام ومفيد ومثمر” وتحدث عن “تطوير” في خطة الموفد السابق كوفي انان للحل في سوريا.
وقال حسن عبد العظيم “هناك تطوير لخطة انان. خطة الابراهيمي لن تكون تكرارا لخطة انان، وستكون هناك افكار وخطوات جديدة”.
واضاف “رحبنا به (الابراهيمي) وقلنا ان هيئة التنسيق تؤيد جهود هذا المبعوث الاممي في حل الازمة في سوريا ووقف العنف والقتل وتامين الاغاثة الطبية للمدنيين”.
واكد ان “طالبنا الأخضر الابراهيمي باشراك كل الدول والاطراف في حل الازمة”، مشددا على ان “الازمة في سوريا لن تحل الا بتوافق عربي واقليمي ودولي”.
ويتوجه وفد من هيئة التنسيق الوطنية اليوم السبت الى الصين.
وقال عبد العظيم ان الهدف من الزيارة هو “مطالبة الحكومة الصينية بالضغط على النظام لوقف العنف وسحب الاليات واطلاق سراح المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي وتوفير الاغاثة للمدنيين”.
واضاف “قلنا بضرورة تامين التوافق وسيستمع الابراهيمي للمعارضة والمسؤولين ويبلور افكارا ورؤية وخطة تكون قابلة للنجاح”.
واكد عبد العظيم ضرورة “وقف العنف سواء من قبل النظام او من قبل الاطراف الاخرى”، مشددا على ان “النظام يملك القوة الاساسية وعندما يوقف العنف يمكن التعاون مع الاطراف الاخرى المسلحة لوقف العنف”.
ورأى ان “العنف المتواصل من النظام والحل الامني العسكري ولدا العنف المضاد ودخلت مجموعات اخرى متشددة” على الخط.
وقالت المتحدثة باسم الامم المتحدة فانينا مايستراتشي ان الابراهيمي سيلتقي الرئيس الاسد صباح السبت في دمشق.
والتقى موفد الامم المتحدة والجامعة العربية ايضا طاقم الامم المتحدة في سوريا وكذلك موفدا من اللجنة الدولية للصليب الاحمر واجرى اتصالات مع السفير الروسي والقائم بالاعمال الصيني في سوريا.
وكان الابراهيمي اجرى بعد وصوله الى دمشق محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم والتقى ايضا السفير الايراني في سوريا، بحسب المتحدثة باسم الامم المتحدة.
واكد المعلم “التعاون التام من الجانب السوري في انجاح مهمته”، كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
ونقلت الوكالة عن المعلم قوله ان “نجاح المبعوث الاممي في مساعيه الحميدة متوقف على مدى جدية بعض الدول التى منحته التفويض في مهمته ومصداقيتها في مساعدة سوريا”.
واضاف ان “بوصلة التحرك الاساسية في اي مبادرة هي مصلحة الشعب السوري وقراره المستقل دون اي تدخل خارجي”.
ميدانيا، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان ليل الجمعة السبت عن “اشتباكات عنيفة لليوم الثاني على التوالي بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط مطار منغ العسكري (…) وقصف من قبل القوات النظامية السورية لبلدات عندان والاتارب وكفركرمين وتادف”، في ريف حلب شمال سوريا.
كما تحدث في بيان منفصل عن “تعرض مناطق في مدينة دوما (ريف دمشق) للقصف من قبل القوات النظامية السورية” و”قصف عنيف لمنطقة الكرك في محافظة درعا (جنوب) الشرقي من قبل القوات النظامية السورية”.
وكان المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على ناشطين وشهود عيان على الارض ذكر ان اشتباكات عنيفة تواصلت بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في مناطق عدة من دمشق ولا سيما القابون والحجر الاسود اضافة الى العديد من بلدات ومدن ريف العاصمة.
سياسيا، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر الجمعة الى وقف ارسال الاسلحة الى سوريا. وقال للصحافيين في الطائرة التي اقلته من روما الى بيروت “ان ارسال الاسلحة يجب ان يتوقف نهائيا، لانه بدون ارسال الاسلحة لا يمكن للحرب ان تستمر”.
لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان رأى ان نظام الاسد يقترب من “نهايته الحتمية”، مؤكدا انه “علينا ان نقول لا لهذه المأساة والا نسمح لالسنة اللهب بالانتقال الى المنطقة باكملها”.
وفي تركيا اعربت النجمة السينمائية الاميركية والمبعوثة الخاصة لمفوضية اللاجئين في الامم المتحدة انجلينا جولي الجمعة عن قلقها من ظروف استقبال اللاجئين السوريين الذين يتدفقون على تركيا.
وادلت جولي بهذه التصريحات في ختام لقاء في انقرة مع السلطات التركية والمفوض الاعلى للامم المتحدة لشؤون اللاجئين.
من جهة اخرى وعشية بدء عام دراسي جديد الاحد، اعلنت الامم المتحدة ان اكثر من الفي مدرسة دمرت او تضررت بسبب النزاع المسلح الدائر في سوريا وان مئات المدارس الاخرى يستعملها اللاجئون.
وفي لبنان حرر الجيش اللبناني الجمعة اربعة جنود سوريين خطفهم متمردون سوريون من داخل بلدهم ونقلوهم الى الجانب اللبناني من الحدود، بحسب ما اعلن مصدر امني لبناني.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان “الجنود الاربعة (النظاميون) خطفهم في تلة عرفيت في الاراضي السورية ثلاثة سوريين ولبناني اقتادوهم الى بلدة عرسال” السنية في سهل البقاع اللبناني.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/761823.html
مظاهرات في مختلف المناطق السورية على وقع القصف المتنقل
مصدر في «الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: تراجع تحركنا في الأيام الأخيرة نتيجة استعمال النظام قنابل الـ«تي إن تي»
بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»
تواصلت الاشتباكات المتنقلة في عدد من المناطق بين الجيش النظامي السوري والجيش الحر، فدارت معارك فجر أمس على طريق دمشق – درعا بالقرب من حي نهر عيشة. كما دارت اشتباكات قرب ضريح السيدة زينب على مشارف العاصمة قتل فيها 3 أشخاص على الأقل، بينما قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، إن عدد القتلى وصل كحصيلة أولية إلى 60 شخصا بينهم 10 أطفال و16 شخصا في درعا معظمهم في بصرى الشام التي تعرضت للقصف العنيف و15 قتيلا في حلب و10 في دير الزور.
كذلك، قصف الجيش الحر فجر أمس مطار منغ العسكري في ريف حلب الشمالي، كما دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي الميدان وفي أحياء حلب القديمة ومحيط القلعة الأثرية.
وتجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في أحياء جنوب العاصمة دمشق أمس (الجمعة)، حيث دارت اشتباكات عنيفة في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك الفلسطيني في وقت اشتد فيه القصف بمدافع الهاون على حيي العسالي والحجر الأسود القريبين من المخيم، كما شهد حي تشرين اشتباكات بين قوات الأمن والجيش الحر. وفي بلدة الحجيرة قامت قوات النظام باقتحام البلدة وسط عمليات سرقة وإحراق للمنازل، وبث ناشطون في الهيئة العامة للثورة مقاطع فيديو تظهر سقوط قذائف مدفعية على حي القدم جنوب العاصمة، وتصاعد أعمدة دخان أبيض كثيف في المنطقة. وقال ناشطون إن قوات النظام اقتحمت حي القدم وشنت حملة مداهمة للمنازل وتكسير وتخريب للممتلكات.
وأفاد ناشطون في ريف دمشق بأن سكانا عثروا على 15 جثة لفلسطينيين أعدموا ميدانيا على أيدي قوات النظام في بلدة ببيلا. وقال الناشطون إن من بين القتلى 10 من عائلة واحدة، وإن الجثث تعود لأشخاص اعتقلوا في وقت سابق.
إلى ذلك، تجدد القصف المدفعي لقوات النظام صباح أمس على دوما وجديدة عرطوز بريف دمشق. وقالت الهيئة العامة للثورة، إن أكثر من 70 شخصا اعتقلوا في مدينة دوما ضمن حملة دهم واعتقالات العشوائية قامت بها قوات النظام في المدينة بينهم عائلات بكاملها مع نسائها، كما اعتقل الشيخ فهد كعكة وزوجته. وفي مدينة حرستا سقط قتيلان أحدهما سيدة، وعدة جرحى نتيجة القصف العنيف والعشوائي على أحياء المدينة.
من جهة أخرى، أفاد ناشطون بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف لمدافع قوات النظام على حيي الشعار ومساكن هنانو في حلب. وتعرضت أحياء حلب لقصف مدفعي وجوي مكثف شمل أحياء الصاخور والميسر والفردوس. وقالت الهيئة العامة للثورة، إن أكثر من 20 معملا في حي العرقوب الصناعي احترقت جراء قصف من قوات النظام. كما أفاد ناشطون بأن الطيران الحربي قصف صباح اليوم بلدتي مارع والباب في ريف حلب، وأن القصف ألحق دمارا بالمباني. وذلك عقب قصف الجيش الحر فجر أمس مطار منغ العسكري.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش الحر حقق تقدما في حي صلاح الدين باتجاه جامع الخضر، بينما انسحبت 3 دبابات تابعة للنظام من حي الحمدانية باتجاه حي سيف الدولة، وفي إدلب منعت قوات الأمن والشبيحة المصلين في جامع التكية باريحا من الخروج بمظاهرة واعتدوا على المصلين بالضرب. كما سقط قتيل وعدد من الجرحى في سهل الروج وكفر تخاريم والبشيرية بإدلب بعد القصف فجر أمس. وقال ناشطون إن مدينة تفتناز في ريف إدلب تحولت إلى مدينة أشباح بعد أن نزح أغلب سكانها جراء القصف الجوي العنيف عليها.
وفي ريف حمص قال ناشطون، إن عددا من الأشخاص أصيبوا بجروح في قصف مدفعي وصاروخي على بلدتي الرستن والقصير. وأضاف الناشطون، إن القصف أدى إلى تدمير عدد من المنازل. وسقط عدد من الجرحى نتيجة قصف عنيف ومتواصل بقذائف الهاون على قرية الغنطو في حمص. وتجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على منطقة الميدان وحارة التركمان بحمص.
وفي البوكمال بدير الزور قالت الهيئة العامة للثورة إن شخصين قتلا في قرية الرمادي منهما سيدة وأصيب الكثير بجروح جراء القصف بالطيران الحربي على قرية الرمادي. وفي قرية القورية قتل 3 أشخاص منهم أب وابنه، والكثير من الجرحى جراء القصف العنيف على المدينة، وقالت الهيئة إن طائرات ميغ قصفت عدة أحياء من دير الزور منها حي البعاجين والجبيلة وأصيب عدد من الأشخاص في قصف جوي على أحياء الحميدية والعرفي والشيخ ياسين والجبيلة، كما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بالقرب من فرع الأمن العسكري في مدينة البوكمال. وأفادت شبكة «شام الإخبارية» بأن الطيران الحربي قصف قرية السيال الغربي في ريف مدينة البوكمال وألقى عدة براميل متفجرة.
وفي ريف حماه تعرضت قريتا سوحا وخطمل، وفي ريف اللاذقية سقط عدد من الجرحى جراء تهدم منازل في قصف عبر الطيران المروحي وإلقاء براميل متفجرة على قريتي الخضرا وربيعة بناحية ربيعة. كما شهد مخيم اللاجئين الفلسطينيين في اللاذقية لحملة مداهمات واعتقالات واسعة.
في غضون ذلك، خرجت مظاهرات بعدد من المدن والبلدات السورية في جمعة أطلق عليها «إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات». وبثت مواقع الثورة السورية صورا لمظاهرة خرجت في دوما جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم برحيل نظام الرئيس بشار الأسد وبتدخل المجتمع الدولي لإيقاف ما سموها مجازره ضد الشعب السوري. وفي محافظة الحسكة خرجت مظاهرات في القامشلي وعمودا والقحطامية، كما تظاهر العشرات في حلب في أحياء عين العرب ومساكن هنانو، ورفع المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية، كما طالبوا بدعم الجيش الحر، وهتفوا لمحافظة إدلب التي أسقط فيها الجيش الحر عدة طائرات حربية للنظام. كما خرجت مظاهرات في مدينة حماه من معظم مساجد حي طريق حلب والصابونية وحي جنوب الملعب وباب قبلي والقصور وقامت قوات الأمن والشبيحة باعتقال بعض الشباب بعد المظاهرة في مسجد طلحة الخير بحي القصور، كما شوهد تحليق للطيران المروحي في سماء حي جنوب الملعب بالتزامن مع خروج المظاهرة في الحي بالإضافة إلى دخول مصفحات النظام إلى حي الحميدية وسط إطلاق نار عشوائي.
ووصف مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» المواجهات بين قوات النظام والجيش الحر بعملية الكر والفر المستمرة في ظل غياب تكافؤ الأسلحة بين الطرفين، مضيفا «لكن نؤكد أننا ننجح في إحراز تقدم وسيطرة على مواقع عسكرية وأمنية في مواقع مختلفة في عدد من المناطق، في حلب كما في ريف اللاذقية ودرعا وريف دمشق». وأشار المصدر إلى أن تحرك الجيش الحر في الأيام العشرة الأخيرة شهد تراجعا بعض الشيء، وذلك نتيجة استعمال النظام لقنابل الـ«تي إن تي» الفتاكة التي توقع أعدادا كبيرة من الضحايا، وهي معروفة بـ«البراميل» وتصنع في روسيا وإيران وسوريا، ويصل وزنها إلى 500 كيلوغرام.
وفي غضون ذلك، تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في أحياء جنوب العاصمة دمشق يوم أمس، حيث دارت اشتباكات عنيفة في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك الفلسطيني في وقت اشتد فيه القصف بمدافع الهاون على حيي العسالي والحجر الأسود القريبين من المخيم، كما شهد حي تشرين اشتباكات بين قوات الأمن والجيش الحر. وفي بلدة الحجيرة قامت قوات النظام باقتحام البلدة وسط عمليات سرقة وإحراق للمنازل، وبث ناشطون في الهيئة العامة للثورة مقاطع فيديو تظهر سقوط قذائف مدفعية على حي القدم جنوب العاصمة، وتصاعد أعمدة دخان أبيض كثيف في المنطقة. وقال ناشطون إن قوات النظام اقتحمت حي القدم وشنت حملة مداهمة للمنازل وتكسير وتخريب للممتلكات.
القذائف السورية تطال مجددا بلدة منجز العكارية ذات الأغلبية المسيحية
الجيش اللبناني يصادر شاحنة أسلحة في البقاع بداخلها 8 سوريين
بيروت: بولا أسطيح
للمرة الثانية على التوالي خلال الشهر الحالي، تعرضت بلدة منجز في منطقة عكار شمال لبنان لقصف من قبل قوات الأمن السورية فسقطت نحو 5 قذائف فجر يوم أمس أطلقت من الجانب السوري، بالقرب من مركز القوة الأمنية المشتركة القريب من دير سيدة القلعة في بلدة منجز عند مجرى النهر الكبير. فأفيد عن إصابة آلية للجيش ببعض الشظايا.
وكانت البلدة ذات الأغلبية المسيحية تعرضت مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الحالي لقصف شديد أدى لنزوح قسم كبير من سكانها. وأوضح مصدر أمني أن «إطلاق النار السوري يستهدف ومعظم الأحيان مراكز يتم منها إطلاق نار فترد قوات الأمن السورية بغزارة مستهدفة المركز ومحيطه». ولفت المصدر إلى أن «بعض المسلحين يختبئون في جبل منجز ويطلقون القذائف باتجاه قوات الأمن ليعودوا ويتواروا عن النظر». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن طول واتساع الحدود مع سوريا يجعل من المستحيل إمكانية ضبطها بشكل كامل، رغم أن الجيش اللبناني ينفذ ومنذ نحو شهر تقريبا انتشارا واسعا مع ازدياد عدده، وهو ما أدى لتراجع الانتهاكات الحدودية وبشكل كبير خلال الشهر الحالي».
وعلق رئيس بلدية عندقت العكارية المتاخمة لبلدة منجز، عمر مسعود على استمرار سقوط القذائف على البلدات الحدودية، مشددا على أن «القصف لا يميز بين بلدة وأخرى باعتبارها مسيحية أو إسلامية»، لافتا إلى أن الجيش السوري يرد بمعظم الأحيان على مصادر النيران التي تطاله. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الوضع تحسن في الأسابيع الثلاثة الماضية فتراجعت حدة الاشتباكات بين السوريين المنشقين المتمركزين على الحدود وقوات الأمن السورية وذلك بعد تنفيذ الجيش اللبناني انتشارا أوسع في المنطقة»، داعيا الجيش لوضع حد نهائي للانتهاكات الحاصلة.
وأضاف: «لا شك أن هناك انتشارا لعناصر من الجيش السوري الحر في المناطق الحدودية حتى ولو لم يكن انتشارا مرئيا إلا أننا نسمعهم وهم ينسقون العمل العسكري من خلال الأجهزة اللاسلكية التي بحوزتنا والتي لا يتعدى مداها الـ2 كلم».
بدورها، أشارت مصادر ميدانية إلى أن بلدة منجز التي لا يتخطى عدد سكانها الـ300 نسمة نزح معظمهم منذ نحو 3 أو 4 أشهر.
وكانت قوى 14 آذار وفي المذكرة التي قدمتها إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان باعتبارها برنامج عملها للمرحلة المقبلة، دعته لطلب المساعدة من «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وذلك استنادا إلى القرار 1701 الذي أجاز لهذه القوة القيام بمهمة مساعدة لبنان في ضبط الحدود اللبنانية ـ السورية».
وبالتزامن، تحدثت معلومات صحافية عن أن الجيش اللبناني تمكن من تحرير 4 جنود من الجيش النظامي السوري خطفهم 3 سوريين ولبناني يدعى محمد عودة في تلة العرفيت السورية المواجهة لمشاريع القاع واقتادوهم إلى عرسال. وهو ما نفاه رئيس بلدية عرسال علي الحجيري الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المعلومات وغيرها تصب في خانة الدعايات المغرضة التي تستهدف بلدتنا والتي لا أساس لها من الصحة».
أما قيادة الجيش فأعلنت رسميا أنه «في إطار عملية ضبط الحدود ومراقبة دخول المسلحين وتهريب الأسلحة من لبنان وإليه، رصدت دورية تابعة للجيش في منطقة راس بعلبك – البقاع، عند الساعة الثانية من فجر يوم أمس، شاحنة نوع بيك آب مشبوهة، أنذرتها بالتوقف فلم يمتثل من بداخلها، وأقدموا على شهر السلاح باتجاه الدورية التي تمكنت من تطويق الشاحنة وتوقيف من بداخلها، وهم 8 أشخاص من التابعية السورية». وأشارت قيادة الجيش إلى أنه «تمت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة الحربية الخفيفة والمتوسطة والذخائر والقنابل اليدوية وقذائف بي 7 والصواعق الكهربائية من داخل الشاحنة، بالإضافة إلى كمية من أجهزة الاتصال والأعتدة العسكرية المتنوعة، فيما سلم الموقوفون مع المضبوطات إلى المراجع المختصة، وبوشر التحقيق».
الإبراهيمي يلتقي هيئة التنسيق الوطنية في سوريا قبل لقائه الأسد اليوم
الشيشكلي لـ «الشرق الأوسط»: لن تصل مهمته إلى نتائج إيجابية ما دامت تفتقد الدعم الدولي
بيروت: كارولين عاكوم
في اليوم الثاني لزيارته سوريا التقى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أعضاء في المعارضة السورية التي تمثل هيئة التنسيق الوطنية، وذلك قبل لقائه الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (السبت).
وقال حسن عبد العظيم الناطق باسم هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديمقراطي، التي تضم أحزابا مختلفة لوكالة الصحافة الفرنسية: «نؤيد تكليف الإبراهيمي المنتدب من الجامعة العربية والأمم المتحدة لحل الأزمة المركبة والمعقدة في سوريا ونحاول أن نتعاون معه لحلها لأن العنف بلغ مداه والشعب السوري يعاني من القتل والجراح والتدمير والتهجير». وأمل أن يتابع الإبراهيمي الجهود التي بذلها كوفي أنان ومقررات مجموعة العمل الدولية والإقليمية في جنيف نهاية يوليو (تموز) الماضي.
من جهته، لم يعول أديب الشيشكلي، عضو المجلس الوطني السوري، على مهمة الإبراهيمي معتبرا أنها لن تصل إلى أي نتائج إيجابية ما دامت تفتقد الدعم الدولي، وسأل «هل سيتمكن الإبراهيمي من منع (الفيتو) الروسي أو الصيني على أي قرارات؟»، وقال الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»: «الإبراهيمي اعترف بأنها مهمة صعبة ولا يكفي لنجاحها أنه رجل محاور ويتمتع بخبرة طويلة، لا سيما أنه إلى الآن لم يطرح أي خطة أو مشروع، وهو ليس أكثر من مستمع ومراقب، وبالتالي فإننا نؤكد أن أي خطة يجب أن ترتكز على بنود أساسية إنسانية بالدرجة الأولى، وهي وقف إطلاق النار وسحب الآليات العسكرية والسلاح وإطلاق سراح المعتقلين والسماح للمؤسسات الإنسانية الدولية بالدخول إلى السجون»، لافتا إلى أن أي طرح سياسي لا ينص على تنحي الأسد لم ولن يكون مقبولا من المعارضة والشعب السوري.
وكانت لجنة المتابعة التي تم تأليفها في مؤتمر القاهرة الذي عقد في يوليو الماضي وجمع مختلف أفرقاء المعارضة السورية، قد التقت الإبراهيمي منذ يومين، في غياب ممثلي المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الذين أعلنوا انسحابهم منها، وقدمت له وثيقة العهد الوطني التي انبثقت عن مؤتمر القاهرة، ونقلت إليه متطلبات وحاجات الشعب السوري والوضع الإنساني الذين يعيشونه، بحسب ما أكد يقظان الشيشكلي، أحد أعضائها والذي كان مشاركا في اللقاء، لـ«الشرق الأوسط»، ووصف الشيشكلي الاجتماع بالإيجابي، مضيفا أنه «لم نتلق منه أي وعود لكنه أكد لنا دعمه للشعب السوري».
من ناحية أخرى، قالت وزارة الخارجية الصينية أمس، إن ممثلي جماعة سورية معارضة سيزورون الصين الأسبوع المقبل بعد شهر من زيارة مبعوثة للرئيس السوري بشار الأسد للبلاد. وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحافيين إن ممثلين لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي ستزور الصين من 16 إلى 20 سبتمبر (أيلول). مع العلم أن بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري قد زارت الصين في أغسطس (آب) الماضي حين حثت الصين الحكومة السورية على إجراء محادثات مع المعارضة.
المعارضة السورية تعلن عن إطلاق مشروع المجالس المدنية لإدارة المناطق المحررة
الجيش الحر: تأمين هذه المناطق سيكون من مسؤوليتنا
بيروت: بولا أسطيح
أعلن معارضون في الداخل السوري، بالتعاون والتنسيق مع معارضة الخارج وعلى رأسها المجلس الوطني السوري، إطلاق مشروع المجالس المدنية لإدارة المناطق المحررة في هذه الفترة كما المناطق السورية كافة مع سقوط النظام. وأشار هؤلاء إلى أن الفكرة انطلقت من «واقع غياب سلطة الدولة في المناطق المحررة وبقاء المرافق المدنية والخدمات العامة خارج إطار العمل الإداري المنظم، مما جعل حياة السكان وأنشطتهم الاقتصادية في حالة من التردي والعجز، مما يعوق الحياة الطبيعية للمواطنين، ويجعل من عودة المهجرين أمرا أكثر تحديا وصعوبة»، شارحين أن «العمل سينطلق تحت سقف المجلس الأعلى للإدارة المدنية والذي يضم مجالس مدنية في مختلف المحافظات، بحيث يكون دور هذا المجلس شبيها بدور وزارة الإدارة المحلية، ولذلك سيقوم بمهمة التمويل والتنظيم، كما سيعمل ضمن مراجع وطنية تمثلها الهيئة الاستشارية العليا للإدارة المدنية وتضم شخصيات وطنية خارج إطار العمل السياسي المباشر، بهدف تأطير هذه المجالس بالمظلة الوطنية التي تهبها لحمتها وتوازنها، وتشكل قاعدتها المرجعية».
وأوضح القيمون على المشروع أن المجالس المدنية ستتولى مهمتين أساسيتين: الخدمات المدنية وحفظ الأمن، بالشكل الذي يضمن إعادة الخدمات الطبية والتعليمية والتجارية وإعادة مرافقها إلى العمل كالمدارس والمستشفيات والطرق والأسواق وخدمات الماء والكهرباء والاتصالات، كما العمل على استعادة الأمن والاستقرار والسلم الأهلي.
وبينما أكد المعنيون أن هذه المجالس لن تقدم نفسها بديلا عن أي سلطة منتخبة قادمة، لفتوا إلى أنها ستكون «جزءا من مرحلة انتقالية فرضتها الضرورة والظروف الراهنة، وستعمل على تمهيد عملية انتخاب إدارة مدنية جديدة تحت سقف الدستور الجديد الذي سيقره الشعب السوري بعد تحرير سوريا ونيلها الاستقلال».
وأوضح نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي أن «فكرة المجالس المدنية كان قد طرحها الجيش الحر منذ فترة، إلا أن ما أجّل قيامها هو استمرار القصف على المناطق المحررة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «اليوم اختمرت الفكرة لدى الأوساط السياسية للمعارضة، علما بأن أهمية هذه المجالس تتركز عند لحظة سقوط النظام ليكون من أولوياتها الحفاظ على الأملاك العامة والوثائق الموجودة في مؤسسات الدولة». وأشار الكردي إلى أن «السوريين يتعلمون من تجارب غيرهم وبالتحديد من التجربة العراقية، وبالتالي سيحاولون أن يجنبوا بلدهم ما أصاب البلدان الأخرى مع سقوط الأنظمة». وأضاف «نحن ندعم هذا التوجه، لا بل نشارك فيه، باعتبار أنه سيكون من مسؤوليتنا تأمين الناحية الأمنية، فيما تتولى المجالس الإدارة المدنية ومن ضمنها قوى الشرطة»، لافتا إلى أن «هناك توافقا وتعاضدا وتساندا بين الإدارة العسكرية والإدارة المدنية».
بدوره، أكد عضو المجلس الوطني محمد سرميني تأييد المجلس المطلق للمشروع، مشددا على أنه على تواصل دائم مع القيمين عليه في الداخل والخارج الذين يخضعون لعمليات تدريب مكثفة. وأشار سرميني إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تنسيقا بالعمل الميداني لضبط الوضع على الأرض، مذكرا بالاهتمامات الثلاثة التي يركز عليها المجلس الوطني «أولا، العمل على تشكيل حكومة انتقالية لضمان وجود جهة سياسية تقود المرحلة المقبلة. ثانيا، تشكيل مجالس محلية ومدنية لمتابعة شؤون المواطنين والأمور الحياتية اليومية. وثالثا، دعم المجالس العسكرية لتحرير سوريا في هذه المرحلة وحماية مؤسسات الدولة ومرافقها في مرحلة مقبلة».
أردوغان من أوكرانيا: نظام الأسد يقترب من نهايته المحتومة
قال إن بلاده تسعى مع المعارضة السورية والمجتمع الدولي لإقامة نظام ديمقراطي
بيروت: «الشرق الأوسط»
رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «يقترب من النهاية المحتومة ويجب استبدال نظام آخر ديمقراطي به بأسرع ما يمكن». وأشار إلى أن بلاده تعمل بالتنسيق مع المعارضة السورية والمجتمع الدولي لـ«إقامة نظام ديمقراطي في سوريا في أسرع وقت»، مشددا على أن «هدفنا الوحيد هو تحقيق الديمقراطية في سوريا مع الحفاظ على وحدة أراضيها».
وأعرب أردوغان في تصريح أدلى به بمدينة يالطا أثناء زيارته الرسمية إلى أوكرانيا عن اعتقاده أن «نظام الأسد يقترب من النهاية المحتومة، فعلينا أن نعلن دعمنا لوقف المأساة البشرية في سوريا والحيلولة دون اشتعال المنطقة كلها»، مشددا على «ضرورة أن تجري عملية الانتقال بأسرع ما يمكن».
ووصف أردوغان ما يجري في سوريا بأنه صراع شعبي ضد نظام ديكتاتوري، وما يحدث مشابها لما حصل في مصر وليبيا، وليس مؤامرة من الخارج، مضيفا أنه لا توجد سلطة قادرة على وقف هذا الاحتجاج الشعبي، حسب تعبيره. وأكد استعداد بلاده لتقديم الدعم للشعب السوري، وضمنا من خلال استقبال اللاجئين على أراضيها. وذكر أيضا أن أنقرة تعمل بالتنسيق مع المعارضة السورية والمجتمع الدولي على إقامة نظام ديمقراطي في سوريا في أسرع وقت، مشددا على أن «هدفنا الوحيد هو تحقيق الديمقراطية في سوريا مع الحفاظ على وحدة أراضيها».
وفي تقييمه لموقف كل من روسيا والصين من الملف السوري، أشار أردوغان إلى الدور الكبير الذي يلعبه مجلس الأمن الدولي، ولا سيما روسيا والصين في إيجاد مخرج للأزمة، وأضاف أنه على موسكو وبكين «أن تدركا حجم المسؤولية التي تحملانها على عاتقهما».
الإبراهيمي إلتقى الأسد: الأزمة في سوريا إلى تفاقم وتشكّل خطرا على المنطقة
أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، في دمشق “الأزمة في سوريا تتفاقم وتشكّل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم”.
وأضاف الإبراهيمي أنّ سيبذل جهده في سيبل مساعدة الشعب السوريّ.
و أشار إلى إستحداث مكتب له في دمشق، متابعا ” ووعدت الحكومة السورية بانها ستمكنني من القيام بعملي “.
وفي حين عرض للإتصلات التي أجراها سعيا لإيجاد حلّ للأزمة السوريّ، أكّد الإبراهيمي أنّ هذه الإتصالات مستمرّة و” ستشمل الدول التي لها مصلحة ونفوذ في الشأن السوري”.
(أ.ف.ب.)
فيسك في الإعلام السوري: مرجع غربي عن “الإرهابيين الأجانب“
نادين كحالة
عند تصفح الجرائد والمواقع الرسمية السورية، “الوطن” و”شام برس” و”تشرين” و”الثورة” وغيرها، يبرز اسم الصحافي البريطاني روبرت فيسك مرجعاً غربياً “يؤكد” ادعاءات النظام السوري وصورته للثورة أو “المؤامرة” ضده، ومزاعمه المتكررة عن انتشار “المقاتلين الأجانب” و”الجماعات الارهابية”.
تعتمد هذه الصحف على سمعة الصحافي المخضرم وخبرته بشؤون “الشرق الأوسط”، لتبرئة النظام من اتّهامات “القمع والقتل” من جهة، ولترويج نظريّة “المؤامرة الغربيّة” لتقويض النظام السوريّ، من جهة أخرى.
تنقل صحف النظام ومواقعه عن فيسك أنّ “الإعلام السوريّ اختار الجرأة في قول الحقيقة كما هي، والصدقيّة المدعومة بالوثائق ومصدرها الميدان، لمواجهة كمّ من الفبركة والتضليل الكبيرين الذي يشوب تغطية الإعلام المضاد للمشهد السوري”. وفي السياق عينه، أشارت صحيفة “الوطن” السوريّة إلى أنّ هذا الصحافي البريطاني “كشف في سلسلة مقالات من قلب سورية، ونُشرت في صحيفة الإندبندنت، خفايا الحرب الإعلاميّة والإرهابيّة التي تُشن على سوريّة، حيث غطّى معارك الجيش في حلب مع من وصفهم بـعصابات من المرتزقة الأجانب والرعاع في المدينة”. جاء ذلك في إشارة إلى تقرير كَتَب فيه فيسك عن مشاركة مجموعة من الليبيين والسودانيين والشيشان والأتراك وغيرهم في الحرب إلى جانب المعارضة المسلّحة في سوريا.
أما موقع “شام برس” شبه الرسمي، نشر تقريراً كتبه فيسك لصحيفة “ذي إندبندنت” بعنوان “فشل تبادل أسرى تحوّل إلى مجزرة في داريا”.
الصحافيّ الغربيّ الأوّل الذي دخل أراضي الأحداث الدامية في سوريا ورصد نتائج مجزرة داريا من داخل عربة للجيش النظاميّ السوريّ، أكّد أنّ ما حصل في داريا كان نتيجة فشل المفاوضات بين الجيش النظاميّ و”الحرّ” من أجل استعادة رهائن خطفهم الأخير، الأمر الذي اضطُر الجيش النظامي لاقتحام داريا. وقال الصحافيّ البريطانيّ: “لم تصدر رسمياًّ أي كلمة عن إجراء مثل هذه المفاوضات، غير أن ضبّاطاً سوريين بارزين أبلغوني أنهّم استنفدوا جميع إمكانات المصالحة مع قوات المعارضة التي تسيطر على داريا، فيما تحدّث سكّانها عن محاولة من الجانبين لترتيب عمليّة لتبادل مدنيين وجنود خارج الخدمة جرى خطفهم بسبب روابطهم العائلية بالجيش، مع سجناء آخرين في عهدة الجيش النظاميّ، وحين انهارت المفاوضات، اقتحم الجيش البلدة”.
وفي هذا الإطار، يقول الكاتب السوري ياسين الحاج صالح في مقال في صحيفة “الحياة” إن “روبرت فيسك ذهب برفقة قوات النظام السوري إلى دارياّ يوم قُتل 245 شخصاً (…) والفعل الوحيد الذي ينسبه فيسك إلى الجيش النظامي – غير الإضطرار إلى اقتحام البلدة بعد فشل عمليّة تبادل أسرى لم يسمع بها أحد في العالم غيره – هو الاستحمام في العراء تحت أشعة الشمس”.
إلا أن الصّحف السوريّة تباهت جميعها بما نشره فيسك حول زيارته السجون السوريّة ومقابلته سلفيين متطرفين فيها. إذ إنّ فيسك وهو “أوّل صحافيّ غربيّ يُسمح له بدخول السجون السوريّة” بحسب صحيفتيّ “الوطن” السوريّة و”الإندبندنت” الإنكليزيّة، كتب عن مقابلته متطرفاً تركيّاً كان يحضّر لهجمات إرهابيّة في دمشق، وإرهابيّاً جزائريّاً كان يدعم “الجيش الحرّ”.
ولفيسك أكثر من فائدة في الاعلام الرسمي السوري، إذ يُستخدم لأدلجة نظرية المؤامرة. وهكذا تلجأ هذه المواقع والصحف الى استعارات متكررة مما قاله فيسك عن الغرب والعرب “لم تمرّ حرب اتّسمت المواقف حولها بهذا الكمّ من الأكاذيب والنفاق والأخلاقيّات الوضيعة كما يحدث في الأزمة في سورية، ففي الوقت الذي تزوّد قطر والسعودية الإرهابيين بالمال والسلاح، فإن واشنطن لا تكلّف نفسها عناء إصدار ولو كلمة واحدة توجه فيها انتقادا إلى حكومتيّ هاتين البلدين”، وذلك في إطار انتقاد فيسك للأنظمة التي “تطالب بالديمقراطيّة في سوريا وهي لا تطبّق هذه الديمقراطيّة في عقر دارها”.
بعد لقائه الأسد بدمشق
الإبراهيمي: أزمة سوريا تهدد العالم
اعتبر المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم السبت عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أن الأزمة في سوريا تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والعالم.
وكان الإبراهيمي قد التقى قبل الأسد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومسؤولين آخرين, كما اجتمع ببعض السفراء العرب وبمعارضين سوريين في الداخل.
ويأتي هذا اللقاء بين الإبراهيمي والأسد وسط تشكيك من قيادات المجلس الوطني السوري المعارض وأطراف دولية في نجاح الدبلوماسي الجزائري في إقناع الأسد بالكف عن الحل الأمني والقبول بالانتقال السياسي السلمي.
وأبدى المعلم أول أمس عقب اجتماعه بالموفد الأممي العربي المشترك استعداد دمشق للتعاون التام لإنجاح مهمة الإبراهيمي الذي أقر قبل أيام بأن مهمته هذه ستكون بالغة التعقيد بالنظر إلى الوضع الراهن في سوريا وتشعب المصالح الإقليمية والدولية.
جدية المتدخلين
ورهن المعلم نجاح الإبراهيمي بجدية بعض الدول التي منحته التفويض ومصداقيتها في مساعدة سوريا, في إشارة إلى دول عربية وغربية تؤيد مطلب المعارضة السورية برحيل نظام الأسد.
ولم يعرض الإبراهيمي بعْدُ خطة مفصلة لحل الأزمة, بيد أن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة حسن عبد العظيم قال أمس إن خطة الإبراهيمي ستكون “متطورة” قياسا إلى خطة الموفد الأممي العربي السابق كوفي أنان التي تعرف بخطة النقاط الست.
وأضاف عبد العظيم عقب اجتماعه ومعارضين آخرين بالإبراهيمي في فندق بدمشق “هناك تطوير لخطة أنان. خطة الإبراهيمي لن تكون تكرارا لخطة أنان، وستكون هناك أفكار وخطوات جديدة”.
وتابع أن هيئة التنسيق طلبت من الإبراهيمي التنسيق مع كل الدول والأطراف في حل الأزمة, وقال إن المبعوث الأممي العربي سيستمع إلى المعارضة والمسؤولين السوريين ويبلور خطة تكون قابلة للنجاح.
من جهته, وصف العضو في هيئة التنسيق, رجاء الناصر, مهمة الإبراهيمي بالصعبة لكنه قال إنه يتعين دعم أي حل سياسي حتى لو كان الأمل ضعيفا.
ويزور وفد من هيئة التنسيق السورية الصين اليوم لمطالبة الحكومة هناك بالضغط على النظام السوري لوقف العنف والسماح بالتظاهر السلمي وفق قول عبد العظيم.
بعد يوم من مقتل 137 شخصا النظام يقصف أحياء بحمص وحلب
واصلت قوات النظام السوري قصفها العنيف لأحياء بحمص وحلب وشنت حملة دهم في حي القدم بدمشق، وذلك بعد يوم من مقتل 137 شخصا أغلبهم في دمشق وريفها وحلب ودرعا.
ونقلت شبكة شام الإخبارية أن قوات النظام قصفت بمدفعية الهاون وراجمات الصواريخ حي جوبر بحمص، وبلدات الغنطو وتيرمعلة بريف المدينة.
وأفادت الشبكة بتواصل القصف من الطيران الحربي للنظام على بلدة ريتان بريف حلب، التي شهد عدد من أحيائها قصفا عنيفا أمس أدى لمقتل أكثر من أربعين شخصا.
في غضون ذلك اقتحم جيش النظام صباح اليوم حي القدم بدمشق وشن حملة دهم واعتقالات وتخريب للمنازل.
يأتي ذلك بعد مقتل 137 شخصا، بينهم عشرة أشخاص قتلوا في ريف حلب في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إنه عُثر على 17 جثة لأشخاص وجدوا مكبلين وبدت عليهم آثار التعذيب قبل أن يعدموا بالرصاص الحي في حي الأعظمية بحلب، التي وصل عدد قتلى الجمعة فيها إلى أكثر من 41 قتيلا بينهم 14 امرأة و11 طفلا.
في هذه الأثناء يخوض الجيش الحر في مدينة حلب معارك يومية منذ ثمانية أسابيع مع قوات النظام التي تحاول بشكل متواصل اقتحام الجزء الذي يسيطر عليه الثوار.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وسكان محليون لوكالة الصحافة الفرنسية إن الطيران الحربي قصف الجمعة مركزين للشرطة كان الجيش الحر قد استولى عليهما الخميس في الميدان وسط حلب، وهو الحي الإستراتيجي الذي يفتح الطريق أمام الوصول إلى الساحة الرئيسية في ثاني أكبر مدن سوريا.
وكانت قوات النظام السوري قصفت أمس أحياء حيي الشعار ومساكن هنانو في حلب، وأفاد مراسل الجزيرة ناصر البدري بتعرض العديد من أحياء حلب لقصف مدفعي وجوي مكثف شمل أحياء الصاخور والميسر والفردوس.
وأشار المراسل إلى صعوبة الوضع الإنساني في حلب مع استمرار نزوح عشرات العائلات من المدينة في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء وغيرهما من المتطلبات الضرورية.
مجزرة بدرعا
من جهة أخرى قتل 12 شخصا على الأقل بينهم أربع نساء وخمسة أطفال وجرح العشرات في ما وصفه ناشطون بمجزرة ارتكبها نظام الأسد في بلدة بصرى الشام بدرعا. ووفق الناشطين فإن طائرات عمودية تابعة للنظام الحاكم استهدفت البلدة بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى دمار بالمباني السكنية وخسائر بالأرواح والممتلكات.
كما سقط نحو 37 قتيلا في دمشق وريفها بينهم امرأتان. وفي دير الزور سقط 14 قتيلا بينهم امرأتان أيضا، كما سقط ثمانية قتلى في إدلب، وسقط خمسة قتلى في كل من حمص وحماة وستة قتلى في اللاذقية منهم أربعة أطفال وامرأة.
من ناحية أخرى وقع انفجار هائل بمقر استخبارات السلاح الجوي في محافظة حماة الواقعة بوسط البلاد. وأعلن قائد المجلس العسكري في محافظة حماة العميد أحمد بري قيام إحدى كتائب المجلس العسكري الثوري في المحافظة بتفجير مقر المخابرات الجوية بالمدينة، مما أدى لمقتل عشرات ما بين ضباط وصف ضباط.
كما شهد حي تشرين في العاصمة دمشق اشتباكات بين قوات الأمن والجيش الحر، ففي منطقة السيدة زينب على مشارف دمشق قامت قوات الأسد بإحراق نحو مائة منزل. أما حي القدم فشهد إحراق عدد كبير من المنازل والمحال التجارية بمنطقة السوق التجاري بالحي، وفق شبكة شام الإخبارية المعارضة.
وقالت شبكة شام إن قوات النظام تشن قصفا بالهاون والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة دوما بريف دمشق، وسقط أكثر من سبعين قذيفة في أحياء دوما خلال الساعات القليلة الماضية مما أسفر عن سقوط جرحى بينهم أربعة مسعفين.
وقالت الشبكة إن جبل الزاوية بإدلب قُصف بالمدفعية والهاون وإن أصوات انفجارات ضخمة تهز الجبل، كما تعرضت بلدة تفتناز لقصف أيضا.
مظاهرات
يأتي ذلك بينما خرجت مظاهرات بعدد من المدن والبلدات في جمعة أطلق عليها “إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات”. وأحصت الهيئة السورية لحقوق الإنسان 343 نقطة تظاهر في مختلف المحافظات.
وبثت مواقع الثورة السورية صورا لمظاهرة خرجت في دوما جدد فيها المتظاهرون مطالبتهم برحيل نظام الرئيس بشار الأسد وبتدخل المجتمع الدولي لإيقاف ما سموها مجازر ضد الشعب السوري.
وفي محافظة الحسكة خرجت مظاهرات في القامشلي وعامودا والقحطامية، كما تظاهر العشرات في حلب في أحياء عين العرب ومساكن هنانو, ورفع المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية كما طالبوا بدعم الجيش الحر، وهتفوا لمحافظة إدلب التي أسقط فيها الجيش الحر عدة طائرات حربية للنظام.
الجمعة في حلب.. تظاهر وقصف وقتال
أحمد نور-حلب
تكاد شوارع أحياء حلب التي يسميها الثوار “المحررة” تخلو من سكانها، بينما تزدحم سماؤها بالغارات الجوية لمقاتلات جيش النظام، في حين تمتلئ الأحياء الأخرى التي تحيط بها الحواجز العسكرية بالنازحين.
نقصد أحد الجوامع الكبرى التي كانت تضج بالمصلين، فلا نجد سوى عشرات من الأهالي الذين فضلوا البقاء في أحيائهم تحت خطر الموت المتوقع بأي لحظة، ويقف بينهم شيخ شاب ليخطب ممتشقا بندقيته، بينما يحرس عناصر الجيش السوري الحر مدخل الجامع الذي تحلق فوقه الطائرات، ويوزع ناشط آخر منشورات تدعو لمقاطعة الداعمين لنظام بشار الأسد.
يدعو الشيخ مستمعيه للجهاد والصبر، ويؤكد أن السوريين يتعرضون لمؤامرة تستهدف دماءهم ومقدساتهم، وما إن يختتم صلاته حتى يصدح أحد المصلين بالتكبير، وينطلق الجميع في مظاهرة تجوب الشوارع المحيطة، بينما تحلق طائرة فوقهم على ارتفاع منخفض مطلقة إحدى قذائفها على موقع مجاور، فيتفرقون ويعاودون التجمع مرات عدة.
قصف ودمار
نجول في سوق بعيدين الذي كان يمتلئ عادة بالمتسوقين بعد صلاة الجمعة، فنراه خاويا على عروشه، إلا من بعض المغامرين الذين بسطوا بضاعتهم من الخضراوات والفواكه التي بلغت أسعارها أرقاما قياسية.
ويستوقفنا الدمار بأحد الأحياء، حيث طالبنا الأهالي بعدم الإفصاح عن المكان خشية التعرض للمزيد من القصف، إذ سقطت بالأمس قذيفتان على مدرسة ابتدائية فهدمت أجزاء منها وتركت حفرتين في ساحتها.
وعلى مسافة قريبة، يشرح لنا رجل مسن قصة سقوط برميل متفجر مع ثلاث قذائف جوية على سبعة منازل شعبية لتحيلها إلى أنقاض، وبالرغم من عدم إصابة أهلها بأذى بسبب نزوحهم فإن تسعين شخصا -وفق قوله- قد أصبحوا بلا مأوى.
ويتنافس الأهالي على دعوتنا لزيارة أزقتهم المجاورة، فلا يكاد أحدها يخلو من سقوط قذيفة أو صاروخ أو برميل متفجر، ثم يودعوننا في كل مرة بعبارة “الله يحميكم”.
قتال مستمر
وفي موقع آخر، حيث يسيطر الجيش الحر على أحد المباني الأمنية، يؤكد لنا الثوار سقوط برميلين متفجرين بالقرب منه، ليتركا حفرا ضخمة بالطريق، بينما يعدد لنا أحدهم عدد البراميل والقذائف التي أصابت محيط المبنى ليصل إلى أحد عشر خلال أسبوعين.
ويقول أحد الأهالي، ويدعى أبو محمد، للجزيرة نت، إن طائرات النظام لا تصيب الأهداف العسكرية للجيش الحر، بل تدمر المنازل في الأحياء التي تحتضنهم لإجبار الأهالي على طردهم، بينما يخبرنا آخرون أن الأسلحة القديمة التي بحوزة جيش النظام تفتقد للدقة الكافية لإصابة الهدف.
وبينما تدور معارك حامية عند إحدى نقاط التماس وسط المدينة، نستطلع أحد المطاعم الكبرى التي خصصها صاحبها لإطعام مقاتلي الجيش الحر، وبعد اشتراطه عدم الإشارة إلى المكان، يقول للجزيرة نت إنه يتولى يوميا إطعام خمسة آلاف مقاتل.
وخلال الحوار، يتقدم أحد العناصر المسلحين ليخبر صاحب المطعم بأنه أخطأ في تعداد الوجبات أثناء تحميلها السيارة قبل نقلها لجبهات القتال، فيجيبه مسرعا “سنتسامح معكم” ويتابع حديثه قائلا إن ارتفاع أسعار اللحوم قد أجبرهم على الاكتفاء ببعض الخضراوات.
الإبراهيمي يلتقي الأسد في دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
التقى موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الرئيس السوري بشار الأسد، في محاولة لإحياء جهود السلام في هذا البلد.
وكان الإبراهيمي التقى الجمعة شخصيات من المعارضة السورية التي قالت إنه قدم “أفكارا جديدة” لجهود السلام في سوريا.
ووصف المنسق العام لهيئة التنسيق للتغيير الوطني والديمقراطي المعارضة، اللقاء مع الإبراهيمي بأنه “هام ومفيد ومثمر”، وتحدث عن تطوير في خطة الموفد السابق كوفي أنان للحل في سوريا، حسبما أفادت وكالة أنباء فرانس برس.
وقال حسن عبد العظيم: “خطة الإبراهيمي لن تكون تكرارا لخطة انان، وستكون هناك أفكار وخطوات جديدة”.
وأضاف: “طالبنا الأخضر الإبراهيمي بإشراك كل الدول والأطراف في حل الأزمة”، مشددا على أن “الأزمة في سوريا لن تحل إلا بتوافق عربي وإقليمي ودولي”.
يشار إلى أن وفدا من هيئة التنسيق الوطنية يتوجه السبت إلى الصين.
وعن هذه الزيارة، قال عبد العظيم إن الهدف منها هو “مطالبة الحكومة الصينية بالضغط على الحكومة السورية لوقف العنف”.
والتقى الإبراهيمي أيضا طاقم الأمم المتحدة في سوريا وكذلك موفدا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأجرى اتصالات مع السفير الروسي والقائم بالأعمال الصيني في سوريا.
وكان المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا أجرى بعد وصوله إلى دمشق محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم والتقى أيضا السفير الإيراني في سوريا، بحسب المتحدثة باسم الأمم المتحدة.
من جانبه، أكد المعلم “التعاون التام من الجانب السوري في إنجاح مهمة الإبراهيمي”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية.
23 قتيلا بسوريا وإعدامات في حي القدم
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، السبت، بسقوط 23 قتيلا في مناطق مختلفة، بينهم 14 شخصا في دمشق وريفها منهم 6 ناشطين أعدموا ميدانيا في حي القدم.
وذكرت الشبكة أن من بين القتلى 5 سقطوا في دير الزور، و2 في إدلب، و1 في كل من حمص ودرعا.
وكانت المعارضة السورية قد أعلنت مقتل 128 شخصا الجمعة، بينهم 13 طفلا و13 سيدة، قتلوا الجمعة برصاص قوات الأمن السورية في مختلف أنحاء البلاد
وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 16 قتيلا سقطوا في درعا، معظمهم في بصرى الشام، و45 في حلب، و9 بدير الزور، و35 بدمشق وريفها، و5 في حمص، و7 في حماه، و3 بإدلب، و6 باللاذقية، وقتيل واحد بالقنيطرة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم التقى الإبراهيمي والوفد المرافق له الخميس. وحسب الوكالة، أكد المعلم للإبراهيمي على “التعاون التام من الجانب السوري في إنجاح مهمته”.
وأوضح المعلم أنه “على الرغم من صعوبة مهمته، فإن نجاحه في مساعيه الحميدة متوقف على مدى جدية بعض الدول التي منحته التفويض في مهمته، ومصداقيتها في مساعدة سوريا”.
وشدد المعلم على أن “قرار الشعب السوري يجب أن يكون مستقلا من دون أي تدخل خارجي”. ووصفت الوكالة المباحثات بين الطرفين بأنها “إيجابية وبناءة وشاملة”.
وكان الإبراهيمي الذي وصل العاصمة دمشق الخميس اعترف بأن مهمة “صعبة”، لكنه أكد على أنه سيبذل قصارى جهده لوقف نزيف الدم المستمر في سوريا منذ عام ونصف تقريبا.
ميدانيا.. وقع انفجار ضخم قرب مبنى المخابرات الجوية في حي غرب المشتل بحماة، حسب ناشطين.
وشهدت مدينة دمشق عملياتِ دهم واعتقال، وفرضت قوات الأمن السورية حظرا للتجول في عدد من أحياء العاصمة.
أما في حمص فقد تجدّد القصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل على ساكنيها.
وفي حلب قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوري بلدتي عنجارة وحوّر منذ ساعات الصباح الأولى.
وشهدت مدينة درعا تحليقا مكثفا للطيران الحربي على علو منخفض في سماء منطقة الصنمين.
أما في إدلب، فقد استهدف الجيش السوري المباني السكنية وقصف بلدة كفر تخاريم بشكل عنيف بقذائف الهاون.
وكانت لجان التنسيق أكدت مقتل 165 شخصا الخميس، بينهم 66 في دمشق وريفها، منهم 8 من عائلة واحدة في بلدة يلدا، و52 قتيلا في حلب بينهم 15 في بلدة الباب، و15 قتيلا في درعا، و11 في إدلب، و9 في دير الزور، و6 في اللاذقية، و4 في حماه، وقتيلان في حمص.
وتقول تقارير حقوقية إن أكثر من 26 ألف شخص قتلوا في سوريا منذ بدء الأزمة في مارس من العام الماضي.
كلينتون تدعو الدول العربية لمقاومة استبداد الغوغاء
أثناء استقبال جثث قتلى الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي
العربية.نت
قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة إن على زعماء مصر وليبيا واليمن وتونس، وهي دول شهدت هجمات على بعثات دبلوماسية أمريكية هذا الأسبوع، أن يبذلوا قصارى جهدهم لاستعادة الهدوء ورفض “استبداد الغوغاء”.
وقالت كلينتون، التي كانت تتحدث أثناء مراسم استقبال جثث أربعة أمريكيين قتلوا في هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي الليبية يوم الثلاثاء، “كان هذا أسبوعا صعبا”.
وأضافت، وهي تقف أمام جثمان الرجال الأربعة التي لفت بالأعلام الأمريكية، “شاهدنا الهجوم العنيف على موقعنا في بنغازي والذي أودى بحياة هؤلاء الرجال الشجعان. شاهدنا الغضب والعنف الموجه إلى سفارات أمريكا بسبب فيلم بشع على الإنترنت ليست لنا أي علاقة به”.
وقالت: “من الصعب على الشعب الأمريكي أن يتفهم ذلك، لأنه غير معقول وغير مقبول بالمرة” مكررة تصريحات قالتها في وقت سابق هذا الأسبوع، وهي أنه ليس هناك ما يبرر الرد بالعنف على الفيلم الذي وصفته بأنه “شائن ويستحق التوبيخ”، حيث تضمن الفيلم مشاهد مسيئة للنبي محمد، وأثار احتجاجات واسعة في الشرق الأوسط.
وقالت كلينتون خلال المراسم التي حضرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما “لم تبدل شعوب مصر وليبيا واليمن وتونس استبداد دكتاتور باستبداد الغوغاء”.
وأضافت “يجب على الناس العقلاء والقادة العقلاء في هذه البلاد أن يفعلوا كل ما بوسعهم لاستعادة الأمن ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال العنيفة”.
الإبراهيمي يلتقي معارضين على وقع مجزرة ببصرى الشام
تعرض عدة مناطق في حلب ودرعا ودير الزور إلى قصف مدفعي وجوي
العربية.نت
أفاد تجمع أحرار حوران بمقتل 8 أشخاص على الأقل بينهم 4 أطفال وجرح 34 في مجزرة ارتكبتها قوات النظام السوري في بصرى الشام بمحافظة درعا، حيث قصف الطيران مناطق سكنية ما أدى إلى تهدم عدد من المنازل.
كما أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن مقتل 47 شخصاً بنيران قوات النظام في مدن سورية مختلفة.
بدورها، أفادت تنسيقيات الثورة، بتعرض عدة مناطق في حلب ودرعا ودير الزور إلى قصف مدفعي وجوي.
الإبراهيمي يلتقي معارضين
في موازاة ذلك، أجرى موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، محادثات مع أعضاء في معارضة الداخل المرخص لها بالعمل قانونياً، قبل لقائه السبت مع الرئيس بشار الأسد.
وفي هذا السياق، قال حسن عبد العظيم، الناطق باسم هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديمقراطي، التي تضم أحزاباً عربية وكردية واشتراكية وماركسية، إن وفداً سيلتقي الإبراهيمي، لإطلاعه على وجهة نظر الهيئة ووسائل حل الأزمة السورية.
وأضاف “نؤيد تكليف الإبراهيمي المنتدب من الجامعة العربية والأمم المتحدة لحل الأزمة المركبة والمعقدة في سوريا ونحاول أن نتعاون معه لحلها لأن العنف بلغ مداه والشعب السوري يعاني من القتل والجراح والتدمير والتهجير”.
وكان الموفد العربي والدولي أجرى بعد وصوله الخميس إلى دمشق محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أكد “التعاون التام من الجانب السوري في إنجاح مهمته”.
كما أكد المعلم أن “نجاح المبعوث الأممي في مساعيه الحميدة متوقف على مدى جدية بعض الدول التي منحته التفويض في مهمته ومصداقيتها في مساعدة سوريا”.
من جهتها، أعلنت الصين التي تواجه انتقادات كثيرة لدعمها نظام دمشق، أنها ستستقبل الأسبوع المقبل مجموعة من المعارضة السورية.
وقال هونغ لي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “إن حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديمقراطي في سوريا سيجري محادثات مع مسؤولين كبار في الخارجية”.
يوم في حياة قناص من الجيش السوري الحر
أبوأحمد: جيش النظام يرد على طلقات بندقيتي “عشوائياً”
العربية. نت
أبوأحمد شاب في الـ25 من عمره، قادم من إحدى القرى شمال حلب، حيث يسيطر الثوار يحمل في يده بندقيته القناصة الدقيقة التصويب، وبطلقة واحدة يُصاب الهدف، متوارياً خلف حافة شرفة حجرية تطل على حلب القديمة متجاهلاً قاعدة أساسية لدى القناصة تقضي بالاختفاء بعيد الضغط على الزناد.
ويلزم أبو أحمد موقعه ويعيد تلقيم البندقية وهي دراغونوف روسية قديمة، ليعيد التصويب ويراقب حاجز الجيش السوري الذي أغلق مدخل أحد الشوارع الرئيسية في المدينة القديمة بحثاً عن الجندي المتهور.
وقال أبوأحمد إن جيش النظام يرد على طلقات بندقيتي ولكن “عشوائياً”، وكان الشاب النحيل القصير البنية الذي رفض الكشف عن اسمه الحقيقي يركّب الستائر قبل انطلاق الاحتجاجات في سوريا، وقرر بعدها أن يكون قناصاً لأن القناص يجب أن “يتحلى بالهدوء والتركيز، ويمضي إلى جانب اثنين من رفاقه أيامهم على شرفة “شقة”.
وتعود هذه “الشقة” إلى عائلة كردية قررت مغادرتها لقربها من الجبهة، المكان كما كان عليه بأثاثه وستائره، ينبغي شق باب الشرفة والزحف الى موقع إطلاق النار، وهو ثقب من عدة سنتيمترات حُفر بالأزميل في حجر الشرفة الأبيض، على بعد 500 م بمواجهة الشقة تبدو أسوار قلعة حلب التي تشرف على المدينة، ويحتل قناصة الجيش النظامي فتحاتها الدفاعية.
ويتسلق أبوأحمد ورفيقاه كل صباح درج المبنى عند حوالى الساعة 05,00، بعد العبور من الباحة الخلفية لتجنب الظهور.
وقال: “نتتالى على الشرفة كل 3 إلى 4 ساعات، في الوقت الباقي ننام أو نراقب بالمنظار”، وتابع “الهدف هو منعهم من التقدم، وإزعاجهم بشكل دائم”.
وتتناثر حول أبوأحمد عشرات الرصاصات الفارغة وعلبة رصاص مفتوحة وزجاجة مياه ملفوفة بخرقة مبللة وجهاز اتصال لاسلكي ووجبات سريعة على الأرض.
وأكد أبوأحمد أنه قتل على الأقل 20 شخصاً من جنود بشار، وأصاب حوالى 100 بجروح، ومع هبوط الليل ينسحب الثلاثة ويعودون إلى مقر كتيبتهم للنوم على بعد عدة شوارع، وفقاً لصحيفة “الجزيرة” السعودية.
ويؤكد قائد الكتيبة الذي يعرف عن نفسه باسم “خطاب” أنه يرغب في نشر قناصين طوال 24 ساعة يومياً، لكنه يتأسف لعدم حيازة نظارات الرؤية الليلية، وقال إن “تجار الأسلحة يرفضون بيعنا إياها”، وأضاف “الأمر سيان بالنسبة الى الأسلحة”.
وأوضح أن “بشار الأسد أخبر جميع تجار الأسلحة في المنطقة بأنه مستعد لدفع مبالغ أكبر بكثير مقابل كل ما يمكنهم بيعنا إياه، ومن الصعب جداً العثور على السلاح”، وأخرج من جيبه لفافتين من أوراق المائة دولار مربوطة بحلقة مطاطية.
وقال: “لدينا المال، وهذه البندقية”، مشيراً الى بندقية قناصة بلجيكية من طراز اس سي جي عيار 7,62 تم إسنادها الى كنبة.
وتابع: “اشتريناها من أحد جنود بشار مقابل 4000 دولار”. أحد رجاله باعد شفرات الستار في إحدى الغرف ليراقب بالمنظار.
وقال “خطاب” إن “جميع حواجز الجيش تتعرض لنيران عدة مواقع مثل هذا.. لا يمكنهم التحرك إلا في المدرعات، عندما نحصل على أسلحة أكثر قوة فسينتهي الأمر بالنسبة لهم، لكن الشرفة التي تنطلق منها رصاصتان أو ثلاث في الدقيقة كان يمكن رصدها وتدميرها بقذائف مدفعية من إحدى الدبابات المتمركزة في الأسفل على الدوار”.
وقال خطاب “لا يجرؤون على الاقتراب”، موضحاً “فخخنا الطريق بكمية ضخمة من المتفجرات، إنهم يعلمون ذلك”.
الإبراهيمي بعد لقائه الأسد في دمشق: الأزمة السورية خطر يهدد المنطقةذحذَّر الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، من أن الصراع المتفاقم في سوريا “يشكل خطرا يهدد المنطقة برمتها”.
ففي أول لقاء له مع مع الرئيس السوري بشار الأسد منذ تسلمه مهمته قبل نحو أسبوعين كمبعوث دولي إلى سوريا خلفا لكوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، قال الإبراهيمي: “إنّ الأزمة في سوريا لا تشكل خطراً فقط على سوريا، وإنما على المنطقة بأسرها، والرئيس الأسد يدرك ذلك أكثر مني”.
وقال الإبراهيمي عقب لقائه مع الرئيس السوري: “لقد شكَّل اللقاء مع الرئيس الأسد خطوةً أولى للتعامل مع الأزمة في سوريا، وسيكون لنا عودة قريبة أيضاً لزيارة دمشق”.
وأضاف: “أعلمنا الرئيس الأسد بإقامة مكتب لمتابعة الاتصالات في دمشق وقد رحب بذلك، واعداً بتسهيل عمل المكتب”.
أفكار وإمكانيات
وتابع قائلا: “لقد أبلغته أننا سنحاول جهدنا أن نتقدم بأفكار ونوّفر الإمكانات لمساعدة سوريا”.
ومضى إلى القول: “سأقوم بزيارات للدول ذات التأثير على الأزمة في سوريا، وسأقوم بزيارة لنيويورك للتواصل مع الدول ذات النفوذ والمصلحة في الشأن السوري”.
وحول خطة عمله المقبلة، قال الإبراهيمي: “هذه الخطة ستكون جاهزة بعد الاستماع إلى كل الأطراف الداخلية والخارجية، وذلك لفتح الطريق نحو الخلاص في سوريا”.
وعن علاقته بمجموعة الاتصال الرباعية، التي تضم كل من مصر وتركيا والسعودية وإيران، قال الإبراهيمي: “سأكون على اتصال مع أعضاء المجموعة، وسأكون قريباً من اجتماعاتها، ولا أعتقد أنه سيكون هناك تضارب في عملنا”.
تفاؤل
وعن درجة تفاؤله بعد لقائه الرئيس الأسد وشخصيات معارضة في الداخل، قال الإبراهيمي: “أنا لم أقل أنني لست متفائلاً، لكن الأمر صعب”.
وقد أجرى الإبراهيمي محادثات مع الأسد في القصر الجمهوري بدمشق استمرت قرابة الساعة، وذلك وسط حديث من قبل معارضة الداخل عن إجراء “تطوير” على خطة عنان ذات النقاط الست لحل الأزمة السورية.
وكان الإبراهيمي، الذي يزور دمشق للمرة الأولى منذ تسلمه رسميا مهمته خلفا لعنان الذي استقال الشهر الماضي بعد إخفاقه بإقناع الحكومة والمعارضة بالتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة التي تشهدها البلاد منذ 18 شهرا، قد التقى أيضا مع مسؤولين سوريين آخرين ومع عدد من ممثلي المعارضة في الداخل.
معارضة الداخل
في غضون ذلك، نقلت التقارير عن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة في الداخل، حسن عبد العظيم، قوله في أعقاب لقاء وفد من معارضة الداخل مع الإبراهيمي الجمعة “إن ثمة تطويرا في خطة عنان”.
فقد وصف عبد العظيم اللقاء مع الإبراهيمي بأنه “هام ومفيد ومثمر”، مضيفا: “هناك تطوير لخطة عنان، فخطة الإبراهيمي لن تكون تكرارا لها، بل ستكون هناك أفكار وخطوات جديدة”.
وقال عبد العظيم للصحافيين: “لقد رحبنا به (الإبراهيمي)، وقلنا إن هيئة التنسيق تؤيد جهود هذا المبعوث الأممي في حل الأزمة في سوريا ووقف العنف والقتل وتأمين الإغاثة الطبية للمدنيين”.
وأضاف قائلا: “إن الأزمة في سوريا لن تحل إلا بتوافق عربي وإقليمي ودولي، وقد طالبنا الأخضر الإبراهيمي بإشراك كل الدول والأطراف المعنية في حل الأزمة. كما أكدنا أيضا على ضرورة تأمين التوافق، وسيستمع الإبراهيمي للمعارضة وللمسؤولين، ومن ثم يبلور أفكارا ورؤية وخطة تكون قابلة للنجاح”.
من جانب آخر، أعلنت هيئة التنسيق الوطنية، التي تضم أحزابا عربية وكردية ذات توجهات اشتراكية وماركسية، أن وفدا منها سيزور بكين قريبا لبحث الأزمة السورية مع القادة الصينيين.
وقال عبد العظيم إن الهدف من الزيارة “مطالبة الحكومة الصينية بالضغط على النظام لوقف العنف وسحب الآليات وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي وتوفير الإغاثة للمدنيين”.
وقف العنف
وأضاف: “يملك النظام القوة الأساسية، وعندما يوقف العنف يمكن التعاون مع الأطراف الأخرى المسلحة لوقف العنف”.
واعتبر أن العنف “المتواصل من قبل النظام والحل الأمني العسكري الذي تتبعه الحكومة قد ولَّدا العنف المضاد، فدخلت مجموعات أخرى متشددة على الخط”، مشدد على وجوب “وقف العنف سواء، من قبل النظام أو من قبل الأطراف الأخرى”.
بدوره، كشف عضو مجلس الشعب السوري المقرَّب من النظام، شريف شحادة، أنه يجري اتصالات مع مسؤول هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في الخارج، هيثم مناع، حول عودته إلى دمشق قريبا ومشاركته في مؤتمر المعارضة الذي يتوقع عقده في 23 من هذا الشهر”.
هذا ولم يتسنَّ الحصول على تأكيد أو نفي من قبل هيئة التنسيق الوطنية أو من قبل مناع بشأن عودة الأخير إلى سوريا أو حول عقد مؤتمر المعارضة في الداخل.
BBC © 2012